موسوعة حديث الثقلين الجزء ١

موسوعة حديث الثقلين6%

موسوعة حديث الثقلين مؤلف:
الناشر: ستارة
تصنيف: مفاهيم عقائدية
ISBN: 978-600-5213-63-8
الصفحات: 619

الجزء ١ الجزء ٣ الجزء ٤
  • البداية
  • السابق
  • 619 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 161372 / تحميل: 4914
الحجم الحجم الحجم
موسوعة حديث الثقلين

موسوعة حديث الثقلين الجزء ١

مؤلف:
الناشر: ستارة
ISBN: ٩٧٨-٦٠٠-٥٢١٣-٦٣-٨
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

مؤلّفات أبي الصلاح تقيّ بن نجم الحلبي ( ت ٤٤٧ هـ )

(٥٠) كتاب : تقريب المعارف

الحديث :

ومن ذلك ما اتفقت الأُمّة عليه ، من قوله ( عليه السلام ) : « إنّي مخلّف فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا »(١) .

أبو الصلاح تقي بن نجم الحلبي :

قال الشيخ الطوسي ( ت ٤٦٠ هـ ) : تقي بن نجم الحلبي ، ثقة ، له كتب ، قرأ علينا وعلى المرتضى(٢) .

وقال الشيخ منتجب الدين ( القرن السادس ) : الشيخ التقي بن النجم الحلبي ، فقيه عين ثقة ، قرأ على الأجلّ المرتضى علم الهدى نضّر الله وجهه ، وعلى الشيخ الموفّق أبي جعفر ، وله تصانيف(٣) .

وقال العلاّمة الحلّي ( ت ٧٢٦ هـ ) : تقي بن نجم الحلبي ، أبو

____________

١ ـ تقريب المعارف : ١٨١ ، [ النصّ على إمامة الأئمّة ] ، وعنه في إثبات الهداة ١ : ٧٣٣ ح ٢٦٦ ، فصل (٤١).

٢ ـ رجال الطوسي : ٤١٧ [ ٦٠٣٤ ] ، من لم يرو عن الأئمّة ( عليهم السلام ).

٣ ـ فهرست منتجب الدين : ٣٠ [ ٦٠ ].

٤٢١

الصلاح ( رحمه الله ) ، ثقة عين له تصانيف حسنة ذكرناها في الكتاب الكبير(١) .

وقال الميرزا الأفندي ( ت حدود ١١٣٠ هـ ) : أقول : وفي بعض الإجازات أنّه خليفة المرتضى في علومه(٢) ، وقال بعض الأفاضل : إنّ له تصانيفاً كثيرة مشهورة ، مات بعد عودته من الحجّ بالرملة في محرّم سنة ست وأربعين وأربعمائة ، انتهى(٣) .

وقد نصّ ابن حجر ( ت ٨٥٢ هـ ) في لسان الميزان والسيّد الأمين ( ت ١٣٧١ هـ ) في أعيان الشيعة ، والطبّاخ في أعلام النبلاء ، والمدرّس ( ت ١٣٧٣ هـ ) في ريحانة الأدب على أنّ وفاته في سنة ٤٤٧(٤) .

كتاب تقريب المعارف :

قال الشيخ الحرّ العاملي ( ت ١١٠٤ هـ ) في أمل الآمل : الشيخ تقي الدين بن النجم الحلبي أبو الصلاح ، له كتب رأيت منها : كتاب تقريب المعارف حسن جيّد(٥) .

____________

١ ـ خلاصة الأقوال : ٨٤ [ ١٧٤ ].

وانظر : رجال ابن داود : ٥٨ [ ٢٧٠ ] ، معالم العلماء : ٢٩ [ ١٥٥ ] ، حاوي الأقوال ١ : ٢٢٧ [ ١١٣ ] ، نقد الرجال ١ : ٣٠٥ [ ٨١٦ ] ، مجمع الرجال ١ : ٢٨٧ ، أمل الآمل ٢ : ٤٦ [ ١٢٠ ] ، الوجيزة ( رجال المجلسي ) : ١٧١ [ ٣٠٨ ] ، جامع الرواة ١ : ١٣٢ ، رياض العلماء ١ : ٩٩ ، و ٥ : ٤٦٤ ، منتهى المقال ٢ : ١٨٥ [ ٤٩٤ ] ، روضات الجنّات ٢ : ١١١ [ ١٤٦ ] ، بهجة الآمال ٢ : ٤٤٩ ، تنقيح المقال ١ : ١٨٥ ، معجم رجال الحديث ٤ : ٢٨٣ [ ١٩٢٠ ] ، قاموس الرجال ٢ : ٤١٥ [ ١٢٢٢ ]. بلغة المحدّثين : ٣٣٨ ، طبقات أعلام الشيعة ( القرن الخامس ) : ٣٩ ، لؤلؤة البحرين : ٣٣٣ ، الكنى والألقاب ١ : ٩٩ ، أعيان الشيعة ٣ : ٦٣٤ ، تكملة أمل الآمل : ١١٤.

٢ ـ البحار ١٠٨ : ١٥٨ ، إجازة الشهيد الثاني.

٣ ـ رياض العلماء ١ : ١٠٠.

٤ ـ تقريب المعارف : ٤٣ ، ترجمة المؤلّف ، تحقيق الشيخ فارس الحسّون.

٥ ـ أمل الآمل ٢ : ٤٧ [ ١٢٠ ].

٤٢٢

قال العلاّمة المجلسي ( ت ١١١١ هـ ) في البحار : وكتاب تقريب المعارف في الكلام للشيخ الأجلّ أبي الصلاح تقي الدين بن نجم الحلبي(١) ، وقال في موضع آخر : وكتاب تقريب المعارف كتاب جيّد في الكلام ، وفيه أخبار طريفة ، أوردنا بعضها في كتاب الفتن ، وشأن مؤلّفه أعظم من أن يفتقر إلى البيان(٢) .

وفي الذريعة : ينقل عنه المير محمّد أشرف في فضائل السادات(٣) .

وقال الشيخ فارس الحسّون ـ محقّق الكتاب ـ : ذكره أبو الصلاح في كتابه الكافي في خمسة موارد ، حيث أحال فيه على كتاب تقريب المعارف.

ونسبه إلى أبي الصلاح جلّ من وضع له ترجمة وذكر كتبه ، مثل : العلاّمة المجلسي في البحار ، والحرّ العاملي في أمل الآمل وإثبات الهداة ، والتستري في قاموس الرجال ، والطهراني في الذريعة والطبقات ، والتستري في كشف القناع والمقابس ، والسيّد الأمين في الأعيان ، والمحدّث النوري في خاتمة المستدرك ، والشيخ عبّاس القمّي في الكنى والألقاب وسفينة البحار والفوائد الرضويّة ، والكنتوري في كشف الحجب ، والتنكابني في قصص العلماء ، والمدرّس في ريحانة الأدب(٤) .

وقال أيضاً : قال العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار ٣٧ / ٢٥٢ : قال أبو الصلاح الحلبي في كتاب تقريب المعارف ، وقد لخّصه من الشافي :

وفي الواقع إنّ التعبير بـ : لخّصه من الشافي ، فيه نوع من المسامحة ، ويتّضح هذا المطلب بأدنى مقارنة بين الكتابين الخ(٥) .

____________

١ ـ البحار ١ : ٢٠ ، مصادر الكتاب.

٢ ـ البحار ١ : ٣٨ ، توثيق المصادر.

٣ ـ الذريعة ٤ : ٤٦٦ [ ١٥٩٦ ].

٤ ـ تقريب المعارف : ٤٧ ، تحقيق الكتاب ، للشيخ فارس الحسّون.

٥ ـ تقريب المعارف : ٥٣ ، تحقيق الكتاب ، للشيخ فارس الحسّون.

٤٢٣
٤٢٤

(٥١) كتاب : الكافي في الفقه

الحديث :

في حديثه عن الإمامة والأدلّة عليها من السنّة النبويّة ، قال : ويدلّ على ذلك من جهة السنّة ما اتّفق عليه نقلةُ الشيعة ، وفي نقلهم الحجّة ، ورواه أصحاب الحديث من غيرهم ، أنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال في غير موطن : « إنّي مخلّف فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا ، ولن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض »(١) .

كتاب الكافي في الفقه :

نسبه إليه الشيخ منتجب الدين ( القرن السادس ) في فهرسته ، قال : وله تصانيف منها الكافي ، أخبرنا به غير واحد من الثقات ، عن الشيخ المفيد عبد الرحمن بن أحمد النيسابوري الخزاعي ، عنه(٢) .

ونسبه إليه أيضاً ابن شهرآشوب ( ت ٥٨٨ هـ ) في المعالم(٣) ، وابن إدريس ( ت ٥٩٨ هـ ) في السرائر(٤) .

____________

١ ـ الكافي في الفقه : ٩٦.

٢ ـ فهرست منتجب الدين : ٣٠ [ ٦٠ ].

٣ ـ معالم العلماء : ٢٩ [ ١٥٥ ].

٤ ـ السرائر ٢ : ٤٤٩ ، باب المزارعة ، وموارد أُخرى في السرائر.

٤٢٥

وجعله العلاّمة المجلسي ( ت ١١١١ هـ ) أحد مصادر كتابه البحار(١) .

وقال السيّد الخوانساري ( ت ١٣١٣ هـ ) : وقد رأيت كتابه الكافي في الفقه على ترتيب أبوابه ، وهو كتاب حسن معروف بين أصحابنا معوّل عليه عندهم(٢) .

وقال العلاّمة الطهراني ( ت ١٣٨٩ هـ ) : الكافي في الفقه للشيخ الفقيه أبي الصلاح تقي الدين بن نجم الدين ، تلميذ الشريف المرتضى وخليفته في البلاد الحلبية ، موجود في مخزن كتب المولى محمّد على الخوانساري بالنجف ، ومخزن السيّد الحاج آغا سبط السيّد حجّة الإسلام الإصفهاني ، وخزانة المولى محمّد حسين القمشئي بالنجف الموقوفة في ١٢٨١ ، وفي الرضويّة ، وعند الشيخ مشكور ، وغيرها(٣) .

وأضاف الشيخ رضا أُستادي نسخ أُخَر في مقدّمته على الكتاب(٤) .

____________

١ ـ البحار ١ : ٢٠ ، مصادر الكتاب.

٢ ـ روضات الجنّات ٢ : ١١٣.

٣ ـ الذريعة ١٧ : ٢٤٧ [ ١٠٣ ].

٤ ـ الكافي في الفقه : ٢٥ ، ترجمة المؤلّف.

٤٢٦

مؤلفات أبي الفتح محمد بن علي الكراجكي

( ت ٤٤٩ هـ )

(٥٢) كتاب : كنز الفوائد

الحديث :

الأوّل : قال في رسالته في وجوب الإمامة ، وضمن استدلاله على وجوب الإمام : هذا ، مع ما نعلم من عدمهم أكثر النصوص في الأحكام ، والتجائهم بعدمها إلى الاجتهاد والقياس ، والأخذ في الدين بالظنّ والرأي ، فعلمنا أنّ الله سبحانه قد أزاح علل المكلّفين بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بالأئمّة الراشدين الهداة المعصومين ، الذين أمر الله تعالى بالردّ إليهم والتعويل عليهم ، فقال عزّ من قائل :( وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ) ، وقال النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي مخلّف فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي »(١) .

الثاني : ضمن كلامه في الردّ على من قال : إنّ المراد بالإمام في حديث ( من مات ولم يعرف إمام زمانه ) هو الكتاب ، قال : وظاهر قول النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) : « من مات وهو لا يعرف إمام زمانه » يدلّ على أنّ لكلّ زمان إماماً في الحقيقة ، يصحّ أن يتوجّه منه الأمر ، ويلزم له الاتّباع ، وهذا واضح لمن طلب الصواب.

____________

١ ـ كنز الفوائد ١ : ٣٢٤ ، ووجه آخر.

٤٢٧

ومن ذلك ما أجمع عليه أهل الإسلام من قول النبيّ عليه الصلاة والسلام : « إنّي مخلّف فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » ، فأخبر أنّه قد ترك في الناس من عترته من لا يفارق الكتاب وجوده وحكمه وأنّه لا يزال وجودهم مقروناً بوجوده ، وفي هذا دليل على أنّ الزمان لا يخلو من إمام(١) .

محمّد بن علي بن عثمان الكراجكي :

قال الشيخ منتجب الدين ( القرن السادس ) في الفهرست : الشيخ العالم الثقة أبو الفتح محمّد بن علي الكراجكي ، فقيه الأصحاب ، قرأ على السيّد المرتضى علم الهدى والشيخ الموفّق أبي جعفر رحمهم الله وله تصانيف(٢) ، وعبّر عنه ابن شهرآشوب ( ت ٥٨٨ هـ ) في المعالم بالقاضي أبو الفتح محمّد بن علي بن عثمان الكراجكي(٣) .

وقال الشيخ الحرّ العاملي ( ت ١١٠٤ هـ ) في أمل الآمل : الشيخ أبو الفتح محمّد بن علي بن عثمان الكرجكي ، عالم فاضل متكلّم فقيه محدّث ثقة جليل القدر(٤) .

وقال العلاّمة المجلسي ( ت ١١١١ هـ ) : وأمّا الكراجكي ، فهو من أجلّة العلماء والفقهاء والمتكلّمين ، وأسند إليه جميع أرباب الإجازات ، ثمّ قال : ويظهر من الإجازات أنّه كان أُستاد ابن البرّاج(٥) .

____________

١ ـ كنز الفوائد ١ : ٣٢٩ ، وعنه في إثبات الهداة ١ : ٦٢٥ ح ٨١٤ ، فصل ( ٦٢ ) ، و ١ : ٧٠٤ ح ١٢٣ ، فصل (١٤) ، والبحار ٢٣ : ٩٥.

٢ ـ فهرست منتجب الدين : ١٥٤ [ ٣٥٥ ].

٣ ـ معالم العلماء : ١١٨ [ ٧٨٨ ].

٤ ـ أمل الآمل ٢ : ٢٨٧ [ ٨٥٧ ].

٥ ـ البحار ١ : ٣٥ ، توثيق المصادر.

٤٢٨

وقال العلاّمة النوري ( ت ١٣٢٠ هـ ) في خاتمة المستدرك : فهذا الشيخ الجليل أبو الفتح محمّد بن علي بن عثمان الكراجكي ، الفقيه الجليل الذي يعبّر عنه الشهيد كثيراً ما في كتبه بالعلاّمة ، مع تعبيره عن العلاّمة الحلّي : بالفاضل.

ولم أر من المترجمين من استوفى مؤلّفاته ، فاللازم علينا ذكرها(١) ، ثمّ يذكرها بالتفصيل.

وأمّا وفاته فقد نصّت بعض المصادر على أنّها كانت في سنة ٤٩٩ هـ ، مثل : لسان الميزان وشذرات الذهب ومرآة الزمان(٢) .

كتاب كنز الفوائد :

نسبه إليه الشيخ الحرّ العاملي ( ت ١١٠٤ هـ ) في أمل الآمل(٣) ، وجعله العلاّمة المجلسي أحد مصادر كتاب البحار(٤) ، وقال : وكتابه كنز الفوائد من الكتب المشهورة التي أخذ عنه جلّ من أتى بعده(٥) .

وقال المامقاني ( ت ١٣٥١ هـ ) ـ بعد ذكره كلام

منتجب الدين ـ : وأقول : أراه لم يذكر كنز الفوائد وهو أعرف كتبه(٦) .

وقال العلاّمة التستري ( ت ١٤١٥ هـ ) في قاموسه ـ بعد أن ذكر كلام

____________

١ ـ خاتمة المستدرك ٣ : ١٢٦ ، الفائدة الثالثة.

٢ ـ كنز الفوائد ١ : ١٢ ـ ١٣ ، مقدّمة التحقيق للشيخ عبد الله نعمة ، وانظر في ترجمته أيضاً : الكنى والألقاب ٣ : ١٠٨. طبقات أعلام الشيعة ( القرن الخامس ) : ١٧٧ ، رياض العلماء ٥ : ١٣٩ ، تنقيح المقال ٣ : ١٥٩ ، قاموس الرجال ٩ : ٤٥٨ ، معجم رجال الحديث ١٧ : ٣٥٧ [ ١١٣٤٢ ] ، روضات الجنّات ٦ : ٢٠٩ [ ٥٧٩ ] ، جامع الرواة ٢ : ١٥٦ ، لؤلؤة البحرين : ٣٣٧ [ ١١٢ ] ، أعيان الشيعة ٩ : ٤٠٠.

٣ ـ أمل الآمل ٢ : ٢٨٧ [ ٨٥٧ ].

٤ ـ البحار ١ : ١٨ ، مصادر الكتاب.

٥ ـ البحار ١ : ٣٥ ، توثيق المصادر.

٦ ـ تنقيح المقال ٣ : ١٥٩.

٤٢٩

منتجب الدين ـ : ولم يذكر في كتبه كنزه(١) .

وقد جاء ذكره في فهرست كتبه الذي عمله بعض معاصريه والمنقول في خاتمة المستدرك(٢) .

ووصفه الخوانساري ( ت ١٣١٣ هـ ) في الروضات قائلا : وهو من أحسن مصنّفاته الباقية إلى هذا الزمان والحاوية لنفايس من العلوم والأفنان ، ولا سيّما الأصولين والفضائل والأخلاق ، وقد اشتمل على سبع رسائل منفردة برؤوسها ، الخ(٣) .

وقال العلاّمة الطهراني ( ت ١٣٨٩ هـ ) في الذريعة : كنز الفوائد ، كبير في خمسة أجزاء في فنون مختلفة وتفاسير آيات كثيرة ، للشيخ أبي الفتح محمّد بن علي بن عثمان الكراجكي المتوفّى ٤٤٩ ، عمله لابن عمّه ، وهو مشتمل على أخبار مرويّة ونكات مستحسنة وعدّة مختصرات عملها مستقلّة ، نسخة منه في ( الرضويّة ) كتابتها ٦٧٧ في آخر جزئه الأوّل ، إلى أن قال : وقد صنّف الفاضل الهندي لهذا الكتاب فهرساً رأيته بخطّه ، وقد طبع « كنز الفوائد » بإيران في ١٣٢٢(٤) .

____________

١ ـ قاموس الرجال ٩ : ٤٥٨ [ ٧٠٧٣ ].

٢ ـ خاتمة المستدرك ٣ : ١٣٢ ، وانظر : الذريعة ١٦ : ٣٧٩ [ ١٧٦٤ ].

٣ ـ روضات الجنّات ٦ : ٢١٠.

٤ ـ الذريعة ١٨ : ١٦١ [ ١١٩٥ ] ، وانظر : فهرست التراث ١ : ٥١٩.

٤٣٠

(٥٣) كتاب : التعجّب

الحديث :

في تعجّبه من عدّ أبناء العامّة من أفتى بفتوى سواء قام إليها أم رجع إلى غيرها فهو من فقهاء الأُمّة ، إلاّ الأئمّة من أهل بيت النبوة ( عليهم السلام ) فإنّهم ليسوا عندهم من الفقهاء ، قال : ومن العجب : إنّهم يسمعون قول الرسول ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي مخلّف فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » ، فيهجرونهم ولا يرجعون في مسألة من الفقه إليهم(١) .

كتاب التعجّب :

قال الشيخ منتجب الدين ( القرن السادس ) : وله تصانيف منها : كتاب « التعجّب » ، كتاب « النوادر » ، أخبرنا الوالد ، عن والده ، عنه رحمهم الله(٢) .

ونسبه إليه ابن شهر آشوب ( ت ٥٨٨ هـ ) في المعالم ، وقال : إنّه حسن(٣) .

____________

١ ـ التعجب : ١٥٠ ، الفصل السابع عشر.

٢ ـ فهرست منتجب الدين : ١٥٤ [ ٣٥٥ ].

٣ ـ معالم العلماء : ١١٨ [ ٧٨٨ ] ، وانظر : جامع الرواة ٢ : ١٥٦ ، رياض العلماء ٥ :

٤٣١

وجعله المجلسي ( ت ١١١١ هـ ) أحد مصادر كتابه البحار(١) ، وقال : وسائر كتبه في غاية المتانة(٢) .

وقال العلاّمة الطهراني ( ت ١٣٨٩ هـ ) : ( التعجّب من أغلاط العامّة في مسألة الإمامة ) تأليف العلاّمة الكراجكي ، طبع مع كنز الفوائد له ( سنة ١٣٢٢ ) ذكر فيه مناقضات أقوالهم ومنافرات أفعالهم(٣) .

وطبع بتحقيق فارس حسّون كريم على عدّة نسخ(٤) .

____________

١٣٩ ، روضات الجنّات ٦ : ٢٠٩ [ ٥٧٩ ] ، تنقيح المقال ٣ : ١٥٩ ، معجم رجال الحديث ١٧ : ٣٥٧ [ ١١٣٤٢ ] ، خاتمة المستدرك ٣ : ٢٢٦.

١ ـ البحار ١ : ١٨ ، مصادرالكتاب.

٢ ـ البحار ١ : ٣٥ ، توثيق المصادر.

٣ ـ الذريعة ٤ : ٢١٠ [ ١٠٤٤ ].

٤ ـ التعجّب : ٢١ ، حول الكتاب.

٤٣٢

(٥٤) كتاب : دلائل الإمامة الطبري الصغير

لأبي جعفر محمّد بن جرير بن رستم

الطبري الصغير ( القرن الخامس )

الحديث :

الأوّل : بعد أن أورد خطبة الزهراء عندما غصبوا فدك ، قال :

قال أبو جعفر(١) : نظرت في جميع الروايات فلم أجد فيها أتمّ شرح وأبلغ في الإلزام وأوكد بالحجّة من هذه الرواية ، ونظرت إلى رواية عبد الرحمن بن كثير فوجدته قد زاد في هذا الموضع : أنسيتم قول رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وبدأ بالولاية : « أنت منّي بمنزلة هارون من موسى » ، وقوله : « إنّي تارك فيكم الثقلين »(٢) .

وذكر سنده في رواية عبد الرحمن في أوّل خطبة الزهراء ( عليها السلام ) ، هكذا : وأخبرني أبو الحسين محمّد بن هارون بن موسى التلعكبري ، قال : حدَّثنا أبي ( رضي الله عنه ) ، قال : حدَّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني ، قال : حدَّثني محمّد بن المفضّل بن إبراهيم بن المفضّل بن قيس الأشعري ، قال : حدَّثنا علي بن حسّان ، عن عمّه عبد الرحمن بن كثير ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد ( عليهما السلام ) ، عن أبيه ، عن جدّه علي بن الحسين ،

____________

١ ـ هذه اللفظة لا توجد في المخطوطتين من الكتاب وإنّما من المطبوع.

٢ ـ دلائل الإمامة : ١٢٤ ح ٣٦ ، حديث فدك.

٤٣٣

عن عمّته زينب بنت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليهم السلام )(١) .

الثاني : روى أبو بكر أحمد بن محمّد الخشاب الكرخي ، قال : حدَّثنا زكريّا بن يحيى الكوفي ، قال : حدَّثنا ابن أبي زائدة ، عن أبيه ، قال : حدَّثنا محمّد بن الحسن ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : « لمّا قبض رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ما ترك إلاّ الثقلين : كتاب الله وعترته أهل بيته ، وكان قد »(٢) .

كتاب دلائل الإمامة ومؤلّفه :

النسخ الموجودة من هذا الكتاب ناقصة الأوّل ، وتبدأ هذه النسخ بستّة عشر حديثاً مسندة إلى الزهراء ( عليها السلام ) ، وأوّلها في النسخ الموجودة ، هكذا : أخبرنا القاضي أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي(٣) .

ولكن كانت هناك نسخة كاملة عند السيّد ابن طاووس ( ت ٦٦٤ هـ ) ، نقل عنها في كتبه روايات تدلّ على أنّ كتاب الدلائل كان يحتوي على دلائل النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) ودلائل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، إضافة إلى ما نقله ممّا هو موجود الآن في الكتاب(٤) .

وقد سمّى السيّد الكتاب بدلائل الإمامة ونسبه إلى محمّد بن جرير الطبري في عدّة مواضع من كتبه(٥) .

____________

١ ـ دلائل الإمامة : ١٠٩ ح ٣٦ ، حديث فدك.

٢ ـ دلائل الإمامة : ١٣١ ح ٤٢ ، خبر منامها قبل وفاتها ( عليها السلام ) ، وعنه في البحار ٤٣ : ٢٠٧ ح ٣٦.

٣ ـ دلائل الإمامة : ٤٤ ، منهج التحقيق ، والذريعة ٨ : ٢٤٦ [ ١٠١٨ ].

٤ ـ انظر : دلائل الإمامة ٤١ ، مقدّمة المحقّق ، ( هذا الكتاب ) ، والذريعة ٨ : ٢٤٤ [ ١٠١٨ ].

٥ ـ انظر : دلائل الإمامة : ٣٨ ، مقدّمة المحقّق ، ( عنوان الكتاب ).

٤٣٤

ومنه أخذ اسم الكتاب ونسبته إلى محمّد بن جرير الطبري الإمامي من جاء بعده كالمجلسي ( ت ١١١١ هـ ) والبحراني ( ت ١١٠٧ هـ ) ; لأنّ نسخهم كانت ناقصة أيضاً(١) .

ولكن بمراجعة أسانيد الكتاب يظهر منه أنّ المؤلّف كان معاصراً للنجاشي ( ت ٤٥٠ هـ ) والشيخ الطوسي ( ت ٤٦٠ هـ ) أو قبلهما بقليل.

قال العلاّمة الطهراني ( ت ١٣٨٩ هـ ) : وأمّا محمّد بن جرير صاحب كتاب ( الإمامة ) الذي عقدت له هذه الترجمة ، فيظهر من مشايخه وأسانيده أنّه كان من المعاصرين للطوسي والنجاشي ومتأخّراً عن صاحب ( المسترشد )(٢) ، وقد ألّف ( الإمامة ) بعد ٤١١ التي توفّي فيها ابن الغضائري ، كما حكاه عنه في ( مدينة المعاجز )(٣) في التاسع والستّين من معجزات صاحب الزمان ، بما لفظه : أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري ، قال : نقلت هذا الخبر من أصل بخطّ شيخنا أبي عبد الله الحسين بن الغضائري ( رحمه الله ) ، قال : حدَّثني أبو الحسن علي بن عبد الله القاساني(٤) ، إلى آخر كلامه الصريح في أنّ ابن الغضائري من مشايخه ، وأنّه كتبه عن خطّه بعد وفاته ، وابن الغضائري من أجلّة مشايخ النجاشي والطوسي ، ويروي في الكتاب غالباً عن جماعة هم يروون عن أبي محمّد هارون بن موسى التلعكبري الذي توفّي ٣٨٥ هـ ، وهم : ولده أبو الحسين محمّد بن هارون ، وأبو عبد الله الحسين بن عبد الله بن الحسن ، وأبو طالب محمّد بن عيسى القطّان ، وأبو عبد الله الحسين بن عبد الله الحرمي ، كما أنّ الطوسي يروي

____________

١ ـ راجع مقدّمة محقّق دلائل الإمامة : ٤٠ ، تحت عنوان ( هذا الكتاب ).

٢ ـ محمّد بن جرير الطبري الكبير.

٣ ـ للسيّد هاشم البحراني.

٤ ـ دلائل الإمامة : ٥٤٥ ح ١٢٨.

٤٣٥

عن جماعة عن التلعكبري ، منهم : ولده الحسين بن هارون بن موسى ، وكذلك النجاشي يروي عنه بواسطة ولده محمّد بن هارون ، وإن ذكر النجاشي أنّه أدرك التلعكبري وكان يحضر مجلسه مع ولده محمّد بن هارون ، لكن ما روى عنه لصغر سنّه يومئذ ; لأنّه ولد النجاشي ٣٧٢ ، فكان في وقت وفاة التلعكبري ابن ثلاثة عشر أو أقل ، ويروي أيضاً في كتاب ( الإمامة ) عن الصدوق المتوفّى ٣٨١ بواسطة تلاميذه ، منهم : أبو الحسن علي بن هبة الله بن عثمان بن الرائقة الموصلي ، صاحب كتاب ( المتمسّك بحبل آل الرسول ) المذكور في ( ص ١٣٢ ) ، كما أنّ الطوسي والنجاشي يرويان عن الصدوق بواسطة واحدة ، ويروي في الكتاب أيضاً عن أبي عبد الله الحسين بن إبراهيم بن عيسى المعروف بابن الخيّاط القمّي الذي هو من مشايخ الطوسي ، وله الرواية عن أحمد بن محمّد بن عيّاش صاحب ( مقتضب الأثر ) المتوفّى ٤٠١ ، ويروي أيضاً عن أخيه المتوفّى قبل تأليف ( الإمامة ) ; لأنّه دعا له برضي الله عنه ، وقال : إنّه قرأ أخوه في ٣٩٥ على ابن البغدادي المولود بسوراء من نواحي بابل(١) ، وهو أبو الحسن أحمد بن علي ، ويروي في الكتاب أيضاً عن أبي المفضّل الشيباني الذي أدركه النجاشي أيضاً(٢) ، ويروي فيه أيضاً عن القاضي أبي الفرج بن المعافي ، المروّج لمذهب ابن جرير العامّي ، انتهى(٣) .

ومن هذا يظهر أنّ مؤلّف كتاب ( دلائل الإمامة ) ليس هو محمّد بن جرير الطبري الإمامي الكبير صاحب ( المسترشد ) الذي ترجم له النجاشي

____________

١ ـ دلائل الإمامة : ٢١٠ ح ٢٤.

٢ ـ دلائل الإمامة : ٢٨٩ ح ٩٢.

٣ ـ طبقات أعلام الشيعة ( القرن الخامس ) ، ٢ : ١٥٣ ، وانظر : الذريعة ٨ : ٢٤١ [ ١٠١٨ ] ، ومقدّمة التحقيق لكتاب دلائل الإمامة ، والأخبار الدخيلة : ٤٣.

٤٣٦

( ت ٤٥٠ هـ )(١) والطوسي ( ت ٤٦٠ هـ )(٢) ، والذي كان معاصراً للطبري العامّي صاحب التاريخ والتفسير في أوائل القرن الرابع(٣) ، بل إنّه يروي عن الكبير بواسطتين ، هما : أبو الحسين محمّد بن هارون ، عن أبيه هارون بن موسى ، عن محمّد بن جرير الطبري(٤) .

وبالانتباه إلى ما ذكرناه سابقاً من أنّ تسمية الكتاب واسم مؤلّفه جاءت فقط من جهة السيّد ابن طاووس ، ومن استبعاد اتّحاد اسم المؤلّف مع اسم مؤلّف ( المسترشد ) بالأب والجدّ واللقب ، وأنّ التمييز بينها فقط بالكبير والصغير ، يحقّ لنا أن نشكّك بهذه النسبة الواردة إلينا من السيّد ابن طاووس.

قال العلاّمة التستري ( ت ١٤١٥ هـ ) : وأمّا تحقيق الكتاب المعروف بدلائل الطبري ، فالذي يغلب على الظنّ أنّ الكتاب كان في تاريخ المعصومين ( عليهم السلام ) ; لأنّه في بيان أحوالهم من مولدهم ومدفنهم وأولادهم وباقي أحوالهم ومعجزاتهم واسمه غير معلوم ، وإنّما يصحّ أن يسمّى بالدلائل إذا كان في خصوص المعجزات ، فعبّر العيون عن باب معجزات الرضا ( عليه السلام ) بباب دلائل الرضا ( عليه السلام ).

والذي وصل إلينا وطبع نسخة ناقصة من أحوال الصديقة ( عليها السلام ) ، وقد كان بتمامه عند ابن طاووس ونقل عنه في نجومه معجزة من أمير

____________

١ ـ رجال النجاشي : ٣٧٦ [ ١٠٢٤ ].

٢ ـ فهرست الطوسي : ٤٤٦ [ ٧١٢ ].

٣ ـ طبقات أعلام الشيعة ( القرن الخامس ) ٢ : ١٥٣ ، وانظر : طبقات أعلام الشيعة ( القرن الرابع ) ١ : ٢٥٠ ، الذريعة ٨ : ٢٤١ [ ١٠١٨ ] ، و ٢١ : ٩ [ ٣٦٩٠ ] ، وما ذكرناه سابقاً في ترجمة صاحب المسترشد ، تنقيح المقال ٢ : ٩١ ، من أبواب الميم ، الأخبار الدخيلة ١ : ٤٣.

٤ ـ دلائل الإمامة : ٤٧٨ ح ٧١ ، دلائل الإمام صاحب الزمان ( عج ).

٤٣٧

المؤمنين ( عليه السلام ) ، كما في ص ١٠٢ ، ومؤلّفه من معاصري الشيخ والنجاشي

ثمّ قال : وأوّل من وهم ـ في ما أعلم ـ أنّ هذا الكتاب لمحمّد بن جرير بن رستم علي بن طاووس ، فنقل في آخر نجومه معجزات عن المعصومين ( عليهم السلام ) ، ونقل عن هذا الكتاب معجزات من الحسن بن علي بن أبي طالب ( عليهما السلام ) إلى المهدي ( عليه السلام ) ، إلاّ الباقر ( عليه السلام ) ، وفي كلّ من العشرة ، يقول : يروى عن دلائل الإمامة للشيخ محمّد بن رستم الطبري.

ووجه توهّمه أنّه رأى في بعض مواضع الكتاب في أوّل السند ، قال أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري ، وأوّلها في النسخة الموجودة في ذكر معجزات الحسن ( عليه السلام ) ، ثمّ بعده إلى خمسة عشر خبراً ، قال أبو جعفر : حدَّثنا فلان ، وفي معجزات الحسين ( عليه السلام ) ، تسعة أحاديث أيضاً بلفظ قال أبو جعفر : حدَّثنا فلان ، وفي معجزات السجّاد ( عليه السلام ) في عشرة أحاديث ( قال أبو جعفر : وحدَّثنا فلان ) ، وفي معجزات الباقر ( عليه السلام ) في سبعة أحاديث ( قال أبو جعفر : وحدَّثنا فلان ) ، وفي معجزات الصادق ( عليه السلام ) في عشرة أحاديث ( قال أبو جعفر : وحدَّثنا فلان ) ، وفي معجزات الكاظم ( عليه السلام ) في ثمانية أحاديث ( قال أبو جعفر : وحدَّثنا فلان ) ، وفي معجزات الرضا ( عليه السلام ) ( قال أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري : حدَّثنا فلان ) ، ثمّ بعده إلى سبعة أحاديث ( قال أبو جعفر : حدَّثنا فلان ) ، وفي معجزات الجواد ( عليه السلام ) ( قال أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري ) ، ثمّ بعده إلى عشرة أحاديث ( قال أبو جعفر : حدَّثنا فلان ) ، وفي معجزات الهادي ( عليه السلام ) ( قال أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري : حدَّثنا فلان ) ، ثمّ إلى ثلاثة أحاديث ، وفي معجزات العسكري ( عليه السلام ) ( قال أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري : حدَّثنا فلان ،

٤٣٨

عنه ( عليه السلام ) ) ، ثمّ بعده إلى أربعة أحاديث ( قال أبو جعفر ، عنه ( عليه السلام ) ) ، كما تقدّم ، فظنّ أنّ المراد به مصنّف الكتاب كما قد يعبّر القدماء في تصانيفهم عن أنفسهم ، إلاّ أنّ ذلك أعمّ ، فكما يحتمل ذلك ، يحتمل أن يكون كما قد يقال ( قال فلان في كتابه ) نقلا عن آخر ، فهو نظير قوله في الكتاب كثيراً ( روى فلان ) مثلا ، ممّن تقدّم عصره بكثير

ثمّ قال : وتبع ابن طاووس في الوهم من تأخّر عنه كالمجلسي ، فينقل ما في هذا الواصل إلينا ناسباً له إلى محمّد ( محمّد بن جرير بن رستم الطبري ) في دلائله ، إلاّ أنّه حيث رأى أنّ الشيخ والنجاشي لم يعدّا لابن رستم غير ( المسترشد ) ولم يكن ( المسترشد ) وصل إليه ، قال في أوّل بحاره بعد أن ذكر أنّ من مداركه ( دلائل الإمامة للطبري ) ذاك ، قال : ( ويسمّى بالمسترشد )(١) ، وتبعه السيّد البحراني ، فقال في مدينة معاجزه في ذكر مداركه ( وكتاب الإمامة لمحمّد بن جرير بن رستم الطبري ).

ثمّ قال : وكيف كان فالكتاب مشتمل على الغثّ والسمين ، فأكثر فيه من الرواية عن الشيباني ، وقال الشيخ والنجاشي : ضعّف الشيباني جماعة من أصحابنا ، وجلّ أصحابنا ، وقال ابن الغضائري : إنّه كذّاب وضّاع للحديث.

وعن البلوي عن عمارة بن زيد ، وقال الغضائريان : ( سئل البلوي عن عمارة الذي يروي عنه ، فقال : رجل نزل من السماء حدَّثني ثمّ عرج ) ، وزاد الثاني : ( قال الأصحاب : إنّ عمارة بن زيد اسم ما تحته أحد ، وكلّ ما يرويه كذب ، والكذب بيّن في وجه حديثه )(٢) .

____________

١ ـ البحار ١ : ٢٠ ، مصادر الكتاب.

٢ ـ الأخبار الدخيلة ١ : ٤٣ ، وانظر : قاموس الرجال ٩ : ١٥٦ [ ٦٥١٩ ].

٤٣٩

ولكن بعد مدّة وجدتُ في كتاب العدد القويّة لرضيّ الدين علي بن يوسف بن المطهّر الحلّي ( النصف الأوّل من القرن الثامن ) أخ العلاّمة الحلّي أنّه ينقل في الجزء الثاني منه عن كتاب دلائل الإمامة ، تاريخ ولادة الإمام الحسن ( عليه السلام ) ، وهذا نصّ عبارته : في كتاب دلائل الإمامة : ولد أبو محمّد الحسن بن علي ( عليهما السلام ) يوم النصف من شهر رمضان ، سنة ثلاث من الهجرة(١) .

فالشيخ رضيّ الدين علي متأخّر عن ابن طاووس ، فلعلّه رأى النسخة الموجودة في مكتبة ابن طاووس ، ولكنّه كما قرأت في العبارة لم يذكر اسم مؤلّف الكتاب.

وبهذا يظهر ما في كلام العلاّمة التستري الذي نقلناه آنفاً بخصوص اسم الكتاب ، وإن بقى ما في اسم المؤلّف من كلام على قوّته ، فمن المحتمل جدّاً أنّه لم يذكر اسم المؤلّف على النسخة وإلاّ لذكره رضيّ الدين.

وهناك احتمال لم أتحقّق منه ، وهو أنّه قد يكون الشيخ رضيّ الدين علي بن يوسف قد نقل من كتب السيّد ابن طاووس ما نقله عن كتاب الدلائل وسمّاه بما سمّاه به ابن طاووس ، فلا يفيدنا شيء ما ذكره في العدد القويّة من اسم الكتاب ، والله العالم.

____________

١ ـ العدد القويّة : ٢٨ [ ١٠ ].

٤٤٠

مؤلّفات أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي

( ت ٤٦٠ هـ )

(٥٥) كتاب : الأمالي

الحديث :

الأوّل : أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان ( رحمه الله ) ، قال : حدَّثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد الأنباري الكاتب ، قال : حدَّثنا أبو عبد الله إبراهيم بن محمّد الأزدي ، قال : حدَّثنا شعيب بن أيّوب ، قال : حدَّثنا معاوية بن هشام ، عن سفيان ، عن هشام بن حسّان ، قال : سمعت أبا محمّد الحسن بن علي ( عليهما السلام ) ، إلى آخر ما في أمالي المفيد ( رضي الله عنه )(١) .

ورواه عماد الدين الطبري ( القرن السادس ) في بشارة المصطفى(٢) .

الثاني : حدَّثنا محمّد بن محمّد ، قال : حدَّثنا أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه ( رحمه الله ) ، قال : حدَّثني أبي ، قال : حدَّثني سعد بن عبد الله ،

____________

١ ـ أمالي الطوسي : ١٢١ ح ١٨٨ ، المجلس الخامس ، و ٦٩١ ح ١٤٦٩ ، المجلس التاسع والثلاثون ولكن فيهما : « والثاني كتاب الله . » ، وانظر أمالي المفيد : ٣٤٨ ح ٤ ، المجلس الحادي والأربعون ، وما أوردناه من أمالي المفيد ، الحديث الثالث ، وعنه غاية المرام ٢ : ٣٣٧ ح ١٥ ، باب ٢٩ و ٣ : ١١٤ ح ١٣ ، باب ٥٩ ، والبرهان ١ : ٣٨٤ ح ١٤ ، والبحار ٤٣ : ٣٥٩ ح ٢.

٢ ـ بشارة المصطفى : ١٧٠ ح ١٣٩ ، الجزء الثاني ، وانظر ما سنذكره عن الطبري في بشارة المصطفى ، الحديث الثالث.

٤٤١

عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب الزرّاد ، عن أبي محمّد الأنصاري ، عن معاوية بن وهب ، قال : كنت جالساً عند جعفر بن محمّد ( عليهما السلام ) إذ جاء شيخ قد انحنى من الكبر ، فقال : السلام عليك ورحمة الله وبركاته ، فقال له أبو عبد الله : « وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ، يا شيخ ، إدن منّي » ، فدنا منه فقبّل يده فبكى ، فقال له أبو عبد الله ( عليه السلام ) : « وما يبكيك يا شيخ؟ »

قال له : يا بن رسول الله ، أنا مقيم على رجاء منكم منذ نحو من مائة سنة ، أقول : هذه السنة وهذا الشهر وهذا اليوم ، ولا أراه فيكم ، فتلومني أن أبكي! قال : فبكى أبو عبد الله ( عليه السلام ) ، ثمّ قال : « يا شيخ ، إن أُخّرت منيّتك كنت معنا ، وإن عُجّلت كنت يوم القيامة مع ثقل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) » ، فقال الشيخ : ما أُبالي ما فاتني بعد هذا يا ابن رسول الله.

فقال له أبو عبد الله ( عليه السلام ) : « يا شيخ ، إنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : « إنّي تارك فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا : كتاب الله المنزل ، وعترتي أهل بيتي » ، تجيء وأنت معنا يوم القيامة ».

قال : « يا شيخ ، ما أحسبك من أهل الكوفة ».

قال : لا.

قال : « فمن أين أنت؟ »

قال : من سوادها جعلت فداك.

قال : « أين أنت من قبر جدّي المظلوم الحسين ( عليه السلام )؟ »

قال : إنّي لقريب منه ،

قال : « كيف إتيانك له؟ »

قال : إنّي لآتيه وأُكثر.

٤٤٢

قال : « يا شيخ ، ذاك دم يطلب الله ( تعالى ) به ، ما أُصيب ولد فاطمة ولا يصابون بمثل الحسين ( عليه السلام ) ، ولقد قتل ( عليه السلام ) في سبعة عشر من أهل بيته ، نصحوا الله وصبروا في جنب الله ، فجزاهم أحسن جزاء الصابرين ، إنّه إذا كان يوم القيامة أقبل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ومعه الحسين ( عليه السلام ) ويده على رأسه يقطر دماً ، فيقول : ياربّ ، سل أُمّتي فيم قتلوا ولدي ».

وقال ( عليه السلام ) : « كلّ الجزع والبكاء مكروه سوى الجزع والبكاء على الحسين ( عليه السلام ) »(١) .

وقد مضى هذا الحديث عن الخزّاز ( أواخر القرن الرابع ) في كفاية الأثر بسند آخر واختلاف في المتن(٢) .

الثالث : أخبرنا أبو عمر ، قال : أخبرنا أحمد ، قال : حدَّثنا عبد الله بن أحمد بن المستورد ، قال حدَّثنا إسماعيل بن صبيح ، قال : حدَّثنا سفيان ـ وهو ابن إبراهيم ـ ، عن عبد المؤمن ـ وهو ابن القاسم ـ ، عن الحسن بن عطيّة العوفي ، عن أبيه ، عن أبي سعيد الخدري أنّه سمع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : « إنّي تارك فيكم الثقلين ، إلاّ أنّ أحدهما أكبر من الآخر ، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » ، وقال : « ألا إنّ أهل بيتي عيبتي التي آوي إليها ، وإنّ الأنصار كرشي ، فاعفوا عن مسيئهم ، وأعينوا محسنهم »(٣) .

____________

١ ـ أمالي الطوسي : ١٦١ ح ٢٦٨ ، المجلس السادس ، وعنه في إثبات الهداة ١ : ٥٥٧ ح ٣٩٩ ، بالاقتصار على حديث الثقلين ، وغاية المرام ٢ : ٣٣٧ ح ١٤ ، باب ٢٩ ، والبحار ٤٥ : ٣١٣ ح ١٤ و ٦٨ : ٢٢ ح ٣٧.

٢ ـ كفاية الأثر : ٢٦٠ ، ما جاء عن جعفر بن محمّد ( عليهما السلام ) ، وانظر ما ذكرناه عن الخزّاز في كفاية الأثر ، الحديث السابع.

٣ ـ أمالي الطوسي : ٢٥٥ ح ٤٦٠ ، المجلس التاسع ، وعنه في إثبات الهداة ١ : ٥٥٧ ح ٤٠٢ ، والبرهان ١ : ١١ ح ١١ ، وغاية المرام ٢ : ٣٣٦ ح ١٣ ، باب ٢٩ ، والبحار ٢٢ : ٣١١ ح ١٤.

٤٤٣

الرابع : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، قال : حدَّثنا محمّد بن جعفر الرزّاز القرشي ، قال : حدَّثنا جدّي لأمّي محمّد بن عيسى القيسي ، قال : حدَّثنا إسحاق بن يزيد الطائي ، قال : حدَّثنا هاشم بن البريد ، عن أبي سعيد التيمي ، قال : سمعت أبا ثابت مولى أبي ذر ( رحمه الله ) ، يقول : سمعت أُمّ سلمة رضي الله عنها ، تقول : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في مرضه الذي قبض فيه ، يقول ـ وقد امتلأت الحجرة من أصحابه ـ : « أيّها الناس ، يوشك أن أُقبض قبضاً سريعاً فيُنطلق بي ، وقد قدّمت إليكم القول معذرة إليكم ، ألا إنّي مخلّف فيكم كتاب الله ( عزّ وجلّ ) وعترتي أهل بيتي » ، ثمّ أخذ بيد علي ( عليه السلام ) فرفعها ، فقال : « هذا علي مع القرآن والقرآن مع علي ، خليفتان بصيران لا يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، فأسألهما ماذا خُلّفت فيهما »(١) .

ورواه الأربلي ( ت ٦٩٣ هـ ) مرسلا في كشف الغمّة(٢) ، وسيأتي.

الخامس : وعنه(٣) ، قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، قال : حدَّثنا الحسن بن علي بن زكريّا العاصمي ، قال : حدَّثنا أحمد بن عبيد الله العدلي ، قال : حدَّثنا الربيع بن يسار ، قال : حدَّثنا الأعمش ، عن سالم بن أبي الجعد ، يرفعه إلى أبي ذر ( رضي الله عنه ) : أنّ عليّاً ( عليه السلام ) وعثمان وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد ابن أبي وقّاص ، أمرهم عمر بن الخطاب أن يدخلوا بيتاً ويغلقوا عليهم بابه ، ويتشاوروا في أمرهم ، وأجلهم ثلاثة أيّام ، فإن توافق خمسة على قول واحد وأبى رجل منهم ، قتل ذلك الرجل ، وإن توافق أربعة وأبى اثنان قتل الإثنان ، فلمّا توافقوا جميعاً على رأي واحد ،

____________

١ ـ أمالي الطوسي : ٤٧٨ ح ١٠٤٥ ، المجلس السابع عشر ، وعنه في غاية المرام ١ : ٢٥٢ ح ٢١ ، باب ١٥ و ٢ : ٣٥٨ ح ٥٤ ، الباب ٢٩ و ٥ : ٢١٨ ح ٤ ، الباب ٤٦ ، والبحار ٣٨ : ١١٨ ح ٦١ و ٩٢ : ٨٠ ح ٥.

٢ ـ كشف الغمّة ٢ : ٣٥ ، فصل : في ذكر مناقب شتّى وأحاديث متفرّقة ، وسيأتي في كشف الغمّة ، الحديث التاسع ، وفيه : « خليفتان نصيران ».

٣ ـ أي الطوسي ، فقد افتتح أوّل المجلس العشرون باسمه.

٤٤٤

قال لهم علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : « إنّي أُحبّ أن تسمعوا منّي ما أقول ، فإن يكن حقّاً فاقبلوه ، وإن يكن باطلا فانكروه » ، قالوا : قل

قال ـ بعد أن ذكر مناقب كثيرة انفرد بها دونهم ـ : « فهل تعلمون أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، وإنّكم لن تضلّوا ما اتّبعتموهما واستمسكتم بهما؟ » قالوا : نعم(١) .

ورواه الديلمي ( القرن الثامن ) مرسلاً في إرشاد القلوب(٢) .

وحديث المناشدة يوم الشورى مشهور ، ستأتي له أسانيد أُخرى.

محمّد بن الحسن الطوسي :

ترجم نفسه في فهرسته(٣) .

وقال عنه النجاشي ( ت ٤٥٠ هـ ) : أبو جعفر جليل في أصحابنا ، ثقة ، عين من تلامذة شيخنا أبي عبد الله(٤) .

وفي معالم العلماء : أبو جعفر محمّد بن الحسن بن علي الطوسي ( رضي الله عنه ) ، قرأ على الشيخ المفيد وعلى جماعة ، وتوفّي بمشهد أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في آخر محرّم سنة ثمان وخمسين وأربعمائة(٥) .

____________

١ ـ أمالي الطوسي : ٥٤٥ ح ١١٦٨ ، المجلس العشرون ، وعنه في إثبات الهداة ١ : ٥٥١ ح ٣٨٠ ، وغاية المرام ٢ : ٣٣٨ ح ١٦ ، الباب ٢٩ ، والبحار ٣١ : ٣٨٤ ح ٢٥ ، ورواه القندوزي ( ت ١٢٩٤ هـ ) في ينابيع المودة ١ : ١١٣ ح ٣٥ ، مرسلاً عن أبي ذر.

٢ ـ إرشاد القلوب ٢ : ٨٥ ، في فضائله ( عليه السلام ) ، وفيه : وروي عن أبي المفضّل بإسناده عن أبي ذر ( رضي الله عنه ) ، وفيه : « وعترتي أهل بيتي ، إنّهما لن يفترقا . » ، وعنه البحار ٢١ : ٣٧٢ ح ٢٤.

٣ ـ فهرست الطوسي : ٤٤٧ [ ٧١٤ ].

٤ ـ رجال النجاشي : ٤٠٣ [ ١٠٦٨ ].

٥ ـ معالم العلماء : ١١٤ [ ٧٦١ ].

٤٤٥

وقال الحسن بن علي بن داود ( ت ٧٠٧ هـ ) في رجاله : محمّد بن الحسن بن علي الطوسي ، أبو جعفر ، شيخنا ، شيخ الطائفة وعمدتها ، قدّس الله روحه [ لم ]. أوضح من أن يوضّح حاله ، ولد في شهر رمضان سنة خمس وثمانين وثلاثمائة ، وقدم العراق سنة ثمان وأربعمائة ، وتوفّي ليلة الاثنين ثاني عشري المحرّم من سنة ستّين وأربعمائة بالمشهد الشريف الغروي ، ودفن بداره(١) .

وقال العلاّمة ( ت ٧٢٦ هـ ) في الخلاصة : أبو جعفر ، شيخ الإماميّة قدّس الله روحه ، رئيس الطائفة ، جليل القدر ، عظيم المنزلة ، ثقة ، عين ، صدوق ، عارف بالأخبار والرجال والفقه والأُصول والكلام والأدب ، وجميع الفضائل تنسب إليه ، صنّف في كلّ فنون الإسلام ، وهو المهذّب للعقائد في الأُصول والفروع ، والجامع لكمالات النفس في العلم والعمل ، وكان تلميذ الشيخ المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان.

ولد قدّس الله روحه في شهر رمضان سنة خمس وثمانين وثلاثمائة ، وقدم العراق في شهور سنة ثمان وأربعمائة ، وتوفّي ـ رضي الله عنه ـ ليلة الاثنين الثاني والعشرين من المحرّم سنة ستّين وأربعمائة بالمشهد المقدّس الغروي على ساكنه السلام ، ودفن بداره.

قال الحسن بن مهدي السليقي : تولّيت أنا والشيخ أبو محمّد الحسن ابن عبد الواحد العين زربي والشيخ أبو الحسن اللؤلؤي غسله في تلك الليلة ودفنه ، وكان يقول أوّلا بالوعيد ، ثمّ رجع ، وهاجر إلى مشهد أمير المؤمنين ( عليه السلام ) خوفاً من الفتن التي تجدّدت ببغداد واحترقت كتبه وكرسي كان يجلس عليه للكلام(٢) .

____________

١ ـ رجال ابن داود : ١٦٩ [ ١٣٥٥ ].

٢ ـ خلاصة الأقوال : ٢٤٩ [ ٨٤٥ ].

٤٤٦

ومن لُقّب بشيخ الطائفة فهو غنيّ عن التعريف والتمجيد.

كتاب الأمالي :

نسبه الشيخ إلى نفسه في الفهرست بعنوان : كتاب المجالس في الأخبار(١) ، وبنفس العنوان ذكره ابن شهر آشوب(٢) .

وذكره الحرّ العاملي ( ت ١١٠٤ هـ ) ضمن مصادر كتابيه الوسائل(٣) وإثبات الهداة(٤) ، والسيّد هاشم البحراني ( ت ١١٠٧ هـ ) في مصادر تفسير البرهان(٥) ، والمجلسي ( ت ١١١١ هـ ) في مصادر البحار ، قائلا : كتاب المجالس الشهير بالأمالي(٦) ، وقال في توثيقه : وكتب الشيخ أيضاً من الكتب المشهورة إلاّ كتاب الأمالي فإنّه ليس في الاشتهار كسائر كتبه ، لكن وجدنا منه نسخاً قديمة عليها إجازات الأفاضل ، ووجدنا ما نقل عنه المحدّثون والعلماء بعده موافقاً لما فيه(٧) .

ولكنّهم نسبوا ـ أيضاً ـ لابن الشيخ الطوسي الشيخ أبي علي والملقّب

____________

وانظر : الوجيزة ( رجال المجلسي ) : ٢٩٨ [ ١٦٢٢ ] ، لؤلؤة البحرين : ٢٩٣ [ ١٠٢ ] ، طبقات أعلام الشيعة ( القرن الخامس ) : ١٦١ ، بلغة المحدّثين : ٤٠٦ ، الكنى والألقاب ٢ : ٣٩٤ ، جامع الرواة ٢ : ٩٥ ، مجمع الرجال ٥ : ١٩١ ، نقد الرجال ٤ : ١٧٩ [ ٤٦٠٠ ] ، منتهى المقال ٦ : ٢٠ [ ٢٥٧٣ ] ، حاوي الأقوال ٢ : ٢٠٩ [ ٥٦١ ] ، روضات الجنّات ٦ : ٢١٦ [ ٥٨٠ ] ، بهجة الآمال ٦ : ٣٦٠ ، تنقيح المقال ٣ : ١٠٤ ، قاموس الرجال ٩ : ٢٠٧ [ ٦٦٠٢ ] ، أعيان الشيعة ٩ : ١٥٩ ، معجم رجال الحديث ١٦ : ٢٥٧ [ ١٠٥٢٦ ].

١ ـ فهرست الطوسي : ٤٤٧ [ ٧١٤ ].

٢ ـ معالم العلماء : ١١٤ [ ٧٦٦ ].

٣ ـ خاتمة الوسائل ٣٠ : ١٥٤ ، الفائدة الرابعة.

٤ ـ إثبات الهداة ١ : ٢٦ ، الفائدة العاشرة.

٥ ـ تفسير البرهان ١ : ٣٠ ، باب : في ذكر الكتب المأخوذ منها الكتاب.

٦ ـ البحار ١ : ٧ ، مصادر الكتاب.

٧ ـ البحار ١ : ٢٧ ، توثيق المصادر.

٤٤٧

بالمفيد الثاني كتاب باسم الأمالي ، في أمل الآمل(١) ، والوسائل(٢) ، وإثبات الهداة(٣) ، والبحار بقوله : كتاب المجالس الشهير بالأمالي للشيخ الجليل أبي علي الحسن بن شيخ الطائفة ( قدّس الله روحهما )(٤) ، وقال في توثيقه : وأمالي ولده العلاّمة في زماننا أشهر من أماليه ، وأكثر الناس يزعمون أنّه أمالي الشيخ وليس كذلك كما ظهر من القرائن الجليّة ، ولكن أمالي ولده لا يقصر عن أماليه في الاعتبار والاشتهار ، وإن كان أمالي الشيخ عندي أصحّ وأوثق(٥) .

إلاّ أنّ السيّد هاشم البحراني ( ت ١١٠٧ هـ ) عدّهما كتابين باسم ( المجالس ) و ( الأمالي ) ونسبهما معاً للشيخ الطوسي(٦) .

فظهر ممّا قدّمنا أنَّ هناك من ينسب إلى ابن الشيخ كتاب باسم ( الأمالي ) كالحرّ والمجلسي وتبعهما الأفندي ( ت حدود ١١٣٠ هـ ) في الرياض(٧) ، والقمّي ( ت ١٣٥٩ هـ ) في الكنى والألقاب(٨) ، والتستري ( ت ١٤٩٥ هـ ) في قاموس الرجال(٩) ، والخوانساري ( ت ١٣١٣ هـ ) في الروضات(١٠) ، ولكن آخرين عدّوا الأمالي المنسوب إلى الشيخ أبي علي جزءاً من كتاب شيخ الطائفة وليس كتاباً مستقلاًّ ، وأنّه عبارة عن أمالي

____________

١ ـ أمل الآمل ٢ : ٧٦ [ ٢٠٨ ].

٢ ـ خاتمة الوسائل ٣٠ : ١٥٤ ، الفائدة الرابعة.

٣ ـ إثبات الهداة ١ : ٢٦ ، الفائدة العاشرة.

٤ ـ البحار ١ : ٨ ، مصادر الكتاب.

٥ ـ البحار ١ : ٢٧ ، توثيق المصادر.

٦ ـ البرهان ١ : ٣٠.

٧ ـ رياض العلماء ١ : ٣٣٤.

٨ ـ الكنى والألقاب ٣ : ١٩٩.

٩ ـ قاموس الرجال ٣ : ٣٥٨ ، [ ٢٠٢٤ ].

١٠ ـ روضات الجنّات ٦ : ٢٢٨.

٤٤٨

أملاها الشيخ على ولده ، ورويت عنه بعد ذلك ، فنسبت إليه ، وهذا هو الصحيح.

قال العلاّمة الطهراني ( ت ١٣٨٩ هـ ) : ( الأمالي ) المطبوع في طهران سنة ١٣١٣ المشهور نسبته إلى الشيخ أبي علي الحسن بن الشيخ أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي المتوفّى بعد سنة ٥١٥ هـ ، كما يظهر حياته في التأريخ من أسانيد بشارة المصطفى ، ويقال له أمالي ابن الشيخ في مقابل أمالي والده الشيخ الطوسي الآتي ذكره المرتّب على المجالس ، ولذا يقال له : المجالس أيضاً ، لكنّه ليس الأمر كما اشتهر ، بل هذا جزء من أمالي والده أيضاً ، إلاّ أنّه ليس مثل جزئه الآخر مرتّباً على المجالس ، بل هو في ثمانية عشر جزءاً ، وفي كثير من نسخه قد بدأ في تلك الأجزاء باسم الشيخ أبي علي ، وهو يرويه عن والده الشيخ الطوسي في سنين بعضها سنة ٤٥٥ ، وبعضها سنة ٤٥٦ وبعضها سنة ٤٥٧ ، ووجه البدأة باسمه أنّه أملاها الشيخ أبو علي على تلاميذه في مشهد مولانا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في سنة ٥٠٩ كما ذكر التأريخ في أوّل الجزء التاسع من النسخة المطبوعة ، فكتب السامعون عنه اسمه في أوّل النسخة على ما هو ديدن الرواة والقدماء من ذكر اسم الشيخ في أوّل كلّ ما يسمعونه عنه ، وتوجد جملة من النسخ من تلك الأجزاء الثمانية عشر ليس في أوائل الأجزاء منها اسم الشيخ أبي علي أبداً ، بل يبتدأ في أكثر الأجزاء ، بقوله : حدّثنا الشيخ السعيد أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان ، وفي بعضها : أخبرنا جماعة منهم الحسين بن عبيد الله ، وفي أوّل الجزء الرابع عشر ، هكذا : أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد ابن محمّد بن مخلد في ذي الحجّة سنة ٤١٧ في داره درب السلولي ، وهكذا سائر الأجزاء المبدوءة بذكر واحد من مشائخ الشيخ الطوسي ، فلا

٤٤٩

شكّ أنّ القائل حدّثنا في جميعها هو الشيخ الطوسي ، ومن تلك النسخ نسخة عتيقة في مكتبة الشيخ الحجّة ميرزا محمّد الطهراني ، وسيأتي عند ذكر أمالي شيخ الطائفة تصريح السيّد ابن طاووس الذي هو من أسباط الشيخ الطوسي ويعبّر عنه دائماً بالجدّ وعن ولده الشيخ أبي علي بالخال ، ولا يخفى عليه تصانيف جدّه وخاله ، فإنّه قال ما ملخّصه ( إنّ أمالي الشيخ في مجلّدين : أحدهما الثمانية عشر جزءاً التي ظهرت للناس أوّلا ، وثانيهما بقيّة الأجزاء إلى تمام سبعة وعشرين جزءاً وتمامها عندي بخطّ الشيخ حسين بن رطبة وخطّ غيره ، أرويه عن والدي ، عن الحسين بن رطبة ، عن الشيخ أبي علي ، عن والده ).

وبالجملة هذا الأمالي المرتّب على ثمانية عشر جزءاً للشيخ الطوسي يرويه عنه ولده الشيخ أبو علي ويرويه ساير الناس عن الشيخ أبي علي ، ولذا اشتهر نسبته إليه ونسبة الأمالي المرتّب على المجالس إلى والده ، ويظهر من العلاّمة المجلسي تعدّد مؤلّفهما كما هو المشهور في الفصل الذي ذكر فيه مآخذ البحار ، مع أنّه اعترف في فصل بيان الرموز(١) بأنّ جميع أخبار كلا الكتابين من رواية الشيخ الطوسي ، ولذا جعل لهما رمزاً واحداً(٢) .

وقال محقّقو الأمالي في مؤسّسة البعثة تحت عنوان التعريف بكتاب الأمالي : وقد أثبتنا أسانيد هذا الكتاب وفقاً للنسخة المخطوطة سنة ٥٨٠ هـ ، وجميعها تبدأ بمشايخ المصنّف ، ولم يرد ذكر لولد المصنّف الشيخ أبي علي فيها ، وتبدأ النسخة من أوّل الكتاب إلى آخر المجلس الثامن عشر ، وجاء في آخر النسخة « تمّ كتاب الأمالي نسخاً ، وهو ثمانية عشر جزءاً ،

____________

١ ـ البحار ١ : ٤٧.

٢ ـ الذريعة ٢ : ٣٠٩ [ ١٢٣٦ ] ، و ٢ : ٣١٣ [ ١٢٤٨ ] ، وأعيان الشيعة ٥ : ٢٤٥.

٤٥٠

أوّل يوم الجمعة لثلاث عشرة مضين من شهر شوّال من سنة ثمانين وخمس مائة »(١) .

وعلى كلّ ، فالأمالي للشيخ يتكوّن من قسمين : الأوّل : يحتوي على ثمانية عشر جزءاً ، وهي المنسوبة إلى الشيخ أبي علي بعنوان الأمالي ، وهي لوالده الشيخ الطوسي أصلا ، كما قد عرفت.

والثاني : (٢٨) مجلساً آخرها باسم ( مجلس يوم التروية ) أملاها الشيخ الطوسي في أيّام الجمع ، كما يظهر من التاريخ في أوّلها ، وهي التي تسمّى بـ ( المجالس )(٢) .

____________

١ ـ أمالي الطوسي : ٢٣ ، المقدّمة.

٢ ـ انظر الأمالي المطبوع ، تحقيق مؤسّسة البعثة في قم ، وكذا المقدّمة التي قدّمها محقّقوه.

٤٥١
٤٥٢

(٥٦) كتاب : التبيان في تفسير القرآن

الحديث :

الأوّل : فصل : في ذكر جمل لا بدّ من معرفتها قبل الشروع في تفسير القرآن :

إعلم أنّ القرآن معجزة ، وروايتنا متناصرة بالحثّ على قراءته ، والتمسّك بما فيه ، وردّ ما يرد من اختلاف الأخبار في الفروع إليه ، وقد روي عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) رواية لا يدفعها أحد ، أنّه قال : « إنّي مخلّف فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » ، وهذا يدلّ(١) .

الثاني : وقال النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي مخلّف فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي » فبيّن أنّ(٢) .

الثالث : في تفسيره لآية :( سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلانِ ) (٣) ، قال :

وقوله :( أَيُّهَا الثَّقَلانِ ) : خطاب للجنّ والإنس ، وإنّما سمّيا ثقلين لعظم شأنهما ، ومنه قول النبي ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي » ، يريد عظيمي المقدار ، فلذلك وصفهما بأنّهما ثقلان(٤) .

____________

١ ـ التبيان ١ : ٣ ، وعنه في تفسير الصافي ١ : ٥٥.

٢ ـ التبيان ١ : ٥.

٣ ـ الرحمن : ٣١.

٤ ـ التبيان ٩ : ٤٧٤.

٤٥٣

وعنه محمّد بن أحمد بن إدريس الحلّي ( القرن السادس ) في ( المنتخب من تفسير القرآن والنكت المستخرجة من كتاب التبيان )(١) .

كتاب التبيان في تفسير القرآن :

نسبه الشيخ إلى نفسه في الفهرست ، وقال : لم يعمل مثله(٢) .

ونسبه إليه النجاشي ( ت ٤٥٠ هـ ) في رجاله(٣) ، وابن شهرآشوب ( ت ٥٨٨ هـ ) في المعالم ، وعدّه بعشرة أجزاء(٤) ، وجعله العلاّمة المجلسي أحد مصادر كتابه البحار(٥) ، وقال : وكتب الشيخ أيضاً من الكتب المشهورة(٦) .

وقال السيّد بحر العلوم ( ت ١٢١٢ هـ ) في الفوائد الرجالية : أمّا التفسير فله فيه كتاب « التبيان » الجامع لعلوم القرآن ، وهو كتاب جليل كبير ، عديم النظير في التفاسير ، وشيخنا الطبرسي ـ إمام التفسير ـ في كتبه إليه يزدلف ، ومن بحره يغترف(٧) .

وقال العلاّمة الطهراني ( ت ١٣٨٩ هـ ) في الذريعة : التبيان في تفسير القرآن لشيخ الطائفة بقول مطلق ، أقول : هذا التفسير النفيس عزيز الوجود في الغاية ، وقد كان عند العلاّمة المجلسي وذكره من مأخذ كتاب البحار في أوّله(٨) ، ولكنّي لم أطّلع على وجود تمام مجلّداته جمعاء في مكتبة واحدة في عصرنا هذا.

____________

١ ـ المنتخب من تفسير القرآن ٢ : ٢٩٨ ، سورة الرحمن.

٢ ـ فهرست الطوسي : ٤٤٧ [ ٧١٤ ].

٣ ـ رجال النجاشي : ٤٠٣ [ ١٠٦٨ ].

٤ ـ معالم العلماء : ١١٤ [ ٧٦٦ ].

٥ ـ البحار ١ : ٧ ، مصادر الكتاب.

٦ ـ البحار ٢ : ٢٧ ، توثيق المصادر.

٧ ـ الفوائد الرجاليّة ٣ : ٢٢٨ ، وانظر : روضات الجنّات ٦ : ٢١٦ [ ٥٨٠ ].

٨ ـ البحار ١ : ٧ ، مصادر الكتاب.

٤٥٤

ثمّ يفصّل الكلام عن الأجزاء الموجودة في المكتبات وما نقل إليه من وجود نسخ كاملة في بعض المكتبات

ثمّ يقول : ثمّ أقول : بما أنّ الجزء السادس من التبيان انتهى إلى هذه الآية وهي قريبة إلى ربع القرآن فيظنّ من هذا الميزان أنّ مجموع أجزائه يزيد على عشرين جزءاً لكن في الروضات حكى عن صاحب تاريخ مصر أنّه ذكر الشيخ الطوسي وقال [ هو صاحب التفسير الكبير الذي هو في عشرين مجلّداً(١) ، فما وقع في الشيعة وفنون الإسلام من أنّه في عَشَرَة مجلّدات غير مبنيّ على الحصر الحقيقي ، ولعلّه أراد المجلّد الضخم الحاوي لثلاثة مجلّدات مثل المجلّد الموجود الذي وصفناه ، وبما أنّ عدّة أبيات هذا المجلّد الموجود المشتمل على ثلاثة أجزاء تزيد على أربعة وعشرين ألف بيت وخمسمائة بيت ، فيظنّ منه أنّ مجموع أبيات الكتاب يزيد على مأتين ألف بيت ; لأنّ هذا الموجود من الكلّ تقريباً(٢) .

أقول : إنّ ما في الشيعة وفنون الإسلام من أنّه عشرة مجلّدات قد يكون مأخوذاً من قول ابن شهرآشوب المارّ الذكر في المعالم بأنّه عشرة أجزاء ، فلاحظ.

وقد طبع هذا التفسير في عشرة أجزاء.

وقد علّق عليه الشيخ ابن إدريس الحلّي تعليقات باسم ( المنتخب من تفسير القرآن والنكت المستخرجة من كتاب التبيان ).

____________

١ ـ روضات الجنّات ٦ : ٢٢٠ [ ٥٨٠ ].

٢ ـ الذريعة ٣ : ٣٢٨ [ ١١٩٧ ].

٤٥٥
٤٥٦

حديث الثقلين عند الإماميّة ( الاثني عشريّة )

القرن السادس الهجري

٤٥٧
٤٥٨

(٥٧) كتاب : روضة الواعظين

لمحمّد بن الفتّال النيسابوري ( الشهيد في سنة ٥٠٨ هـ )

الحديث :

الأوّل : روي عن أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) ، قال : « حجّ رسول الله من المدينة ، وقد بلّغ جميع الشرايع قومه ما خلا الحجّ والولاية ، فأتاه جبرئيل ( عليه السلام ) ، فقال له : يا محمّد ، إنّ الله عزّ وجلّ يقرؤك السلام ، ويقول لك : إنّي لم أقبض نبيّاً من أنبيائي ورسلي إلاّ بعد إكمال ديني وتكثير حجّتي ، وقد بقي عليك من ذلك فريضتان ممّا يحتاج إليه أن تبلّغهما قومك ، فريضة الحجّ ، وفريضة الولاية والخليفة من بعدك

فنادى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في الناس ، ألا إنّ رسول الله يريد الحجّ وأن يعلمكم من ذلك مثل الذي علمكم من شرايع دينكم ، وخرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وخرج معه الناس ، فبلغ من حجّ مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من أهل المدينة والأطراف والأعراب سبعين ألف إنسان أو يزيدون على نحو عدد أصحاب موسى ( عليه السلام ) السبعين الألف الذين أخذ عليهم بيعة هارون ( عليه السلام )

فلمّا وقف الموقف أتاه جبرئيل ( عليه السلام ) فقال : يا محمّد ، إنّ الله عزّ وجلّ يقرؤك السلام ويقول لك : إنّه قد دنا أجلك ومدّتك ، وإنّي أستقدمك على ما لابدّ منه ولا محيص عنه ، فاعهد عهدك ، وتقدّم وصيّتك ، واعمد إلى ما عندك من العلم وميراث علوم الأنبياء من قبلك والسلاح والتابوت ،

٤٥٩

وجميع ما عندك من آيات الأنبياء فسلّمها إلى وصيّك وخليفتك من بعدك ، حجّتي البالغة على خلقي علي بن أبي طالب ، فأقمه للناس ، وخذ عهده وميثاقه وبيعته

فخشي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قومه وأهل النفاق والشقاق أن يتفرّقوا ، ويرجعوا جاهلية ، لما عرف من عداوتهم وما يبطنون عليه أنفسهم لعلي ( عليه السلام ) من البغضاء ، وسأل جبرئيل ( عليه السلام ) أن يسأل ربّه العصمة من الناس ، وانتظر أن يأتيه جبرئيل بالعصمة من الناس من الله عزّ وجلّ ، فأخّر ذلك إلى أن بلغ مسجد الخيف ، فأتاه جبرئيل ( عليه السلام ) في مسجد الخيف فأمره أن يعهد عهده ويقيم عليّاً للناس ، ولم يأته العصمة من الله تعالى بالذي أراد ، حتّى أتى كراع العميم(١) بين مكّة والمدينة ، فأتاه جبرئيل وأمره بالذي أُمر به من قبل ، ولم يأته بالعصمة ، فقال : يا جبرئيل ، إنّي لأخشى قومي أن يكذّبوني ولا يقبلوا قولي في عليّ ، فرحل ، فلمّا بلغ غدير خمّ قبل الجحفة بثلاثة أميال ، أتاه جبرئيل ( عليه السلام ) على خمس ساعات مضت من النهار بالزجر والانتهار والعصمة من الناس ، فقال : يا محمّد ، إنّ الله عزّ وجلّ يقرؤك السلام ويقول لك :( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ـ في علي ـوَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ )

فأمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عندما جاءته العصمة منادياً ، فنادى في الناس بالصلاة جامعة ، وفي الموضع سلمات ، فأمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أن يقيم ما تحتهن

وقال ( صلى الله عليه وآله ) : الحمد لله الذي علا بتوحيده ، ودنا في تفريده

____________

١ ـ والصحيح كراع الغميم.

٤٦٠

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619