موسوعة حديث الثقلين الجزء ١

موسوعة حديث الثقلين0%

موسوعة حديث الثقلين مؤلف:
الناشر: ستارة
تصنيف: مفاهيم عقائدية
ISBN: 978-600-5213-63-8
الصفحات: 619

موسوعة حديث الثقلين

مؤلف: مركز الأبحاث العقائديّة
الناشر: ستارة
تصنيف:

ISBN: 978-600-5213-63-8
الصفحات: 619
المشاهدات: 149325
تحميل: 3936


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 3 الجزء 4
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 619 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 149325 / تحميل: 3936
الحجم الحجم الحجم
موسوعة حديث الثقلين

موسوعة حديث الثقلين الجزء 1

مؤلف:
الناشر: ستارة
ISBN: 978-600-5213-63-8
العربية

مؤلّفات أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي

( ت ٤٦٠ هـ )

(٥٥) كتاب : الأمالي

الحديث :

الأوّل : أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان ( رحمه الله ) ، قال : حدَّثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد الأنباري الكاتب ، قال : حدَّثنا أبو عبد الله إبراهيم بن محمّد الأزدي ، قال : حدَّثنا شعيب بن أيّوب ، قال : حدَّثنا معاوية بن هشام ، عن سفيان ، عن هشام بن حسّان ، قال : سمعت أبا محمّد الحسن بن علي ( عليهما السلام ) ، إلى آخر ما في أمالي المفيد ( رضي الله عنه )(١) .

ورواه عماد الدين الطبري ( القرن السادس ) في بشارة المصطفى(٢) .

الثاني : حدَّثنا محمّد بن محمّد ، قال : حدَّثنا أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه ( رحمه الله ) ، قال : حدَّثني أبي ، قال : حدَّثني سعد بن عبد الله ،

____________

١ ـ أمالي الطوسي : ١٢١ ح ١٨٨ ، المجلس الخامس ، و ٦٩١ ح ١٤٦٩ ، المجلس التاسع والثلاثون ولكن فيهما : « والثاني كتاب الله . » ، وانظر أمالي المفيد : ٣٤٨ ح ٤ ، المجلس الحادي والأربعون ، وما أوردناه من أمالي المفيد ، الحديث الثالث ، وعنه غاية المرام ٢ : ٣٣٧ ح ١٥ ، باب ٢٩ و ٣ : ١١٤ ح ١٣ ، باب ٥٩ ، والبرهان ١ : ٣٨٤ ح ١٤ ، والبحار ٤٣ : ٣٥٩ ح ٢.

٢ ـ بشارة المصطفى : ١٧٠ ح ١٣٩ ، الجزء الثاني ، وانظر ما سنذكره عن الطبري في بشارة المصطفى ، الحديث الثالث.

٤٤١

عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب الزرّاد ، عن أبي محمّد الأنصاري ، عن معاوية بن وهب ، قال : كنت جالساً عند جعفر بن محمّد ( عليهما السلام ) إذ جاء شيخ قد انحنى من الكبر ، فقال : السلام عليك ورحمة الله وبركاته ، فقال له أبو عبد الله : « وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ، يا شيخ ، إدن منّي » ، فدنا منه فقبّل يده فبكى ، فقال له أبو عبد الله ( عليه السلام ) : « وما يبكيك يا شيخ؟ »

قال له : يا بن رسول الله ، أنا مقيم على رجاء منكم منذ نحو من مائة سنة ، أقول : هذه السنة وهذا الشهر وهذا اليوم ، ولا أراه فيكم ، فتلومني أن أبكي! قال : فبكى أبو عبد الله ( عليه السلام ) ، ثمّ قال : « يا شيخ ، إن أُخّرت منيّتك كنت معنا ، وإن عُجّلت كنت يوم القيامة مع ثقل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) » ، فقال الشيخ : ما أُبالي ما فاتني بعد هذا يا ابن رسول الله.

فقال له أبو عبد الله ( عليه السلام ) : « يا شيخ ، إنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : « إنّي تارك فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا : كتاب الله المنزل ، وعترتي أهل بيتي » ، تجيء وأنت معنا يوم القيامة ».

قال : « يا شيخ ، ما أحسبك من أهل الكوفة ».

قال : لا.

قال : « فمن أين أنت؟ »

قال : من سوادها جعلت فداك.

قال : « أين أنت من قبر جدّي المظلوم الحسين ( عليه السلام )؟ »

قال : إنّي لقريب منه ،

قال : « كيف إتيانك له؟ »

قال : إنّي لآتيه وأُكثر.

٤٤٢

قال : « يا شيخ ، ذاك دم يطلب الله ( تعالى ) به ، ما أُصيب ولد فاطمة ولا يصابون بمثل الحسين ( عليه السلام ) ، ولقد قتل ( عليه السلام ) في سبعة عشر من أهل بيته ، نصحوا الله وصبروا في جنب الله ، فجزاهم أحسن جزاء الصابرين ، إنّه إذا كان يوم القيامة أقبل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ومعه الحسين ( عليه السلام ) ويده على رأسه يقطر دماً ، فيقول : ياربّ ، سل أُمّتي فيم قتلوا ولدي ».

وقال ( عليه السلام ) : « كلّ الجزع والبكاء مكروه سوى الجزع والبكاء على الحسين ( عليه السلام ) »(١) .

وقد مضى هذا الحديث عن الخزّاز ( أواخر القرن الرابع ) في كفاية الأثر بسند آخر واختلاف في المتن(٢) .

الثالث : أخبرنا أبو عمر ، قال : أخبرنا أحمد ، قال : حدَّثنا عبد الله بن أحمد بن المستورد ، قال حدَّثنا إسماعيل بن صبيح ، قال : حدَّثنا سفيان ـ وهو ابن إبراهيم ـ ، عن عبد المؤمن ـ وهو ابن القاسم ـ ، عن الحسن بن عطيّة العوفي ، عن أبيه ، عن أبي سعيد الخدري أنّه سمع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : « إنّي تارك فيكم الثقلين ، إلاّ أنّ أحدهما أكبر من الآخر ، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » ، وقال : « ألا إنّ أهل بيتي عيبتي التي آوي إليها ، وإنّ الأنصار كرشي ، فاعفوا عن مسيئهم ، وأعينوا محسنهم »(٣) .

____________

١ ـ أمالي الطوسي : ١٦١ ح ٢٦٨ ، المجلس السادس ، وعنه في إثبات الهداة ١ : ٥٥٧ ح ٣٩٩ ، بالاقتصار على حديث الثقلين ، وغاية المرام ٢ : ٣٣٧ ح ١٤ ، باب ٢٩ ، والبحار ٤٥ : ٣١٣ ح ١٤ و ٦٨ : ٢٢ ح ٣٧.

٢ ـ كفاية الأثر : ٢٦٠ ، ما جاء عن جعفر بن محمّد ( عليهما السلام ) ، وانظر ما ذكرناه عن الخزّاز في كفاية الأثر ، الحديث السابع.

٣ ـ أمالي الطوسي : ٢٥٥ ح ٤٦٠ ، المجلس التاسع ، وعنه في إثبات الهداة ١ : ٥٥٧ ح ٤٠٢ ، والبرهان ١ : ١١ ح ١١ ، وغاية المرام ٢ : ٣٣٦ ح ١٣ ، باب ٢٩ ، والبحار ٢٢ : ٣١١ ح ١٤.

٤٤٣

الرابع : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، قال : حدَّثنا محمّد بن جعفر الرزّاز القرشي ، قال : حدَّثنا جدّي لأمّي محمّد بن عيسى القيسي ، قال : حدَّثنا إسحاق بن يزيد الطائي ، قال : حدَّثنا هاشم بن البريد ، عن أبي سعيد التيمي ، قال : سمعت أبا ثابت مولى أبي ذر ( رحمه الله ) ، يقول : سمعت أُمّ سلمة رضي الله عنها ، تقول : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في مرضه الذي قبض فيه ، يقول ـ وقد امتلأت الحجرة من أصحابه ـ : « أيّها الناس ، يوشك أن أُقبض قبضاً سريعاً فيُنطلق بي ، وقد قدّمت إليكم القول معذرة إليكم ، ألا إنّي مخلّف فيكم كتاب الله ( عزّ وجلّ ) وعترتي أهل بيتي » ، ثمّ أخذ بيد علي ( عليه السلام ) فرفعها ، فقال : « هذا علي مع القرآن والقرآن مع علي ، خليفتان بصيران لا يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، فأسألهما ماذا خُلّفت فيهما »(١) .

ورواه الأربلي ( ت ٦٩٣ هـ ) مرسلا في كشف الغمّة(٢) ، وسيأتي.

الخامس : وعنه(٣) ، قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، قال : حدَّثنا الحسن بن علي بن زكريّا العاصمي ، قال : حدَّثنا أحمد بن عبيد الله العدلي ، قال : حدَّثنا الربيع بن يسار ، قال : حدَّثنا الأعمش ، عن سالم بن أبي الجعد ، يرفعه إلى أبي ذر ( رضي الله عنه ) : أنّ عليّاً ( عليه السلام ) وعثمان وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد ابن أبي وقّاص ، أمرهم عمر بن الخطاب أن يدخلوا بيتاً ويغلقوا عليهم بابه ، ويتشاوروا في أمرهم ، وأجلهم ثلاثة أيّام ، فإن توافق خمسة على قول واحد وأبى رجل منهم ، قتل ذلك الرجل ، وإن توافق أربعة وأبى اثنان قتل الإثنان ، فلمّا توافقوا جميعاً على رأي واحد ،

____________

١ ـ أمالي الطوسي : ٤٧٨ ح ١٠٤٥ ، المجلس السابع عشر ، وعنه في غاية المرام ١ : ٢٥٢ ح ٢١ ، باب ١٥ و ٢ : ٣٥٨ ح ٥٤ ، الباب ٢٩ و ٥ : ٢١٨ ح ٤ ، الباب ٤٦ ، والبحار ٣٨ : ١١٨ ح ٦١ و ٩٢ : ٨٠ ح ٥.

٢ ـ كشف الغمّة ٢ : ٣٥ ، فصل : في ذكر مناقب شتّى وأحاديث متفرّقة ، وسيأتي في كشف الغمّة ، الحديث التاسع ، وفيه : « خليفتان نصيران ».

٣ ـ أي الطوسي ، فقد افتتح أوّل المجلس العشرون باسمه.

٤٤٤

قال لهم علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : « إنّي أُحبّ أن تسمعوا منّي ما أقول ، فإن يكن حقّاً فاقبلوه ، وإن يكن باطلا فانكروه » ، قالوا : قل

قال ـ بعد أن ذكر مناقب كثيرة انفرد بها دونهم ـ : « فهل تعلمون أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، وإنّكم لن تضلّوا ما اتّبعتموهما واستمسكتم بهما؟ » قالوا : نعم(١) .

ورواه الديلمي ( القرن الثامن ) مرسلاً في إرشاد القلوب(٢) .

وحديث المناشدة يوم الشورى مشهور ، ستأتي له أسانيد أُخرى.

محمّد بن الحسن الطوسي :

ترجم نفسه في فهرسته(٣) .

وقال عنه النجاشي ( ت ٤٥٠ هـ ) : أبو جعفر جليل في أصحابنا ، ثقة ، عين من تلامذة شيخنا أبي عبد الله(٤) .

وفي معالم العلماء : أبو جعفر محمّد بن الحسن بن علي الطوسي ( رضي الله عنه ) ، قرأ على الشيخ المفيد وعلى جماعة ، وتوفّي بمشهد أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في آخر محرّم سنة ثمان وخمسين وأربعمائة(٥) .

____________

١ ـ أمالي الطوسي : ٥٤٥ ح ١١٦٨ ، المجلس العشرون ، وعنه في إثبات الهداة ١ : ٥٥١ ح ٣٨٠ ، وغاية المرام ٢ : ٣٣٨ ح ١٦ ، الباب ٢٩ ، والبحار ٣١ : ٣٨٤ ح ٢٥ ، ورواه القندوزي ( ت ١٢٩٤ هـ ) في ينابيع المودة ١ : ١١٣ ح ٣٥ ، مرسلاً عن أبي ذر.

٢ ـ إرشاد القلوب ٢ : ٨٥ ، في فضائله ( عليه السلام ) ، وفيه : وروي عن أبي المفضّل بإسناده عن أبي ذر ( رضي الله عنه ) ، وفيه : « وعترتي أهل بيتي ، إنّهما لن يفترقا . » ، وعنه البحار ٢١ : ٣٧٢ ح ٢٤.

٣ ـ فهرست الطوسي : ٤٤٧ [ ٧١٤ ].

٤ ـ رجال النجاشي : ٤٠٣ [ ١٠٦٨ ].

٥ ـ معالم العلماء : ١١٤ [ ٧٦١ ].

٤٤٥

وقال الحسن بن علي بن داود ( ت ٧٠٧ هـ ) في رجاله : محمّد بن الحسن بن علي الطوسي ، أبو جعفر ، شيخنا ، شيخ الطائفة وعمدتها ، قدّس الله روحه [ لم ]. أوضح من أن يوضّح حاله ، ولد في شهر رمضان سنة خمس وثمانين وثلاثمائة ، وقدم العراق سنة ثمان وأربعمائة ، وتوفّي ليلة الاثنين ثاني عشري المحرّم من سنة ستّين وأربعمائة بالمشهد الشريف الغروي ، ودفن بداره(١) .

وقال العلاّمة ( ت ٧٢٦ هـ ) في الخلاصة : أبو جعفر ، شيخ الإماميّة قدّس الله روحه ، رئيس الطائفة ، جليل القدر ، عظيم المنزلة ، ثقة ، عين ، صدوق ، عارف بالأخبار والرجال والفقه والأُصول والكلام والأدب ، وجميع الفضائل تنسب إليه ، صنّف في كلّ فنون الإسلام ، وهو المهذّب للعقائد في الأُصول والفروع ، والجامع لكمالات النفس في العلم والعمل ، وكان تلميذ الشيخ المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان.

ولد قدّس الله روحه في شهر رمضان سنة خمس وثمانين وثلاثمائة ، وقدم العراق في شهور سنة ثمان وأربعمائة ، وتوفّي ـ رضي الله عنه ـ ليلة الاثنين الثاني والعشرين من المحرّم سنة ستّين وأربعمائة بالمشهد المقدّس الغروي على ساكنه السلام ، ودفن بداره.

قال الحسن بن مهدي السليقي : تولّيت أنا والشيخ أبو محمّد الحسن ابن عبد الواحد العين زربي والشيخ أبو الحسن اللؤلؤي غسله في تلك الليلة ودفنه ، وكان يقول أوّلا بالوعيد ، ثمّ رجع ، وهاجر إلى مشهد أمير المؤمنين ( عليه السلام ) خوفاً من الفتن التي تجدّدت ببغداد واحترقت كتبه وكرسي كان يجلس عليه للكلام(٢) .

____________

١ ـ رجال ابن داود : ١٦٩ [ ١٣٥٥ ].

٢ ـ خلاصة الأقوال : ٢٤٩ [ ٨٤٥ ].

٤٤٦

ومن لُقّب بشيخ الطائفة فهو غنيّ عن التعريف والتمجيد.

كتاب الأمالي :

نسبه الشيخ إلى نفسه في الفهرست بعنوان : كتاب المجالس في الأخبار(١) ، وبنفس العنوان ذكره ابن شهر آشوب(٢) .

وذكره الحرّ العاملي ( ت ١١٠٤ هـ ) ضمن مصادر كتابيه الوسائل(٣) وإثبات الهداة(٤) ، والسيّد هاشم البحراني ( ت ١١٠٧ هـ ) في مصادر تفسير البرهان(٥) ، والمجلسي ( ت ١١١١ هـ ) في مصادر البحار ، قائلا : كتاب المجالس الشهير بالأمالي(٦) ، وقال في توثيقه : وكتب الشيخ أيضاً من الكتب المشهورة إلاّ كتاب الأمالي فإنّه ليس في الاشتهار كسائر كتبه ، لكن وجدنا منه نسخاً قديمة عليها إجازات الأفاضل ، ووجدنا ما نقل عنه المحدّثون والعلماء بعده موافقاً لما فيه(٧) .

ولكنّهم نسبوا ـ أيضاً ـ لابن الشيخ الطوسي الشيخ أبي علي والملقّب

____________

وانظر : الوجيزة ( رجال المجلسي ) : ٢٩٨ [ ١٦٢٢ ] ، لؤلؤة البحرين : ٢٩٣ [ ١٠٢ ] ، طبقات أعلام الشيعة ( القرن الخامس ) : ١٦١ ، بلغة المحدّثين : ٤٠٦ ، الكنى والألقاب ٢ : ٣٩٤ ، جامع الرواة ٢ : ٩٥ ، مجمع الرجال ٥ : ١٩١ ، نقد الرجال ٤ : ١٧٩ [ ٤٦٠٠ ] ، منتهى المقال ٦ : ٢٠ [ ٢٥٧٣ ] ، حاوي الأقوال ٢ : ٢٠٩ [ ٥٦١ ] ، روضات الجنّات ٦ : ٢١٦ [ ٥٨٠ ] ، بهجة الآمال ٦ : ٣٦٠ ، تنقيح المقال ٣ : ١٠٤ ، قاموس الرجال ٩ : ٢٠٧ [ ٦٦٠٢ ] ، أعيان الشيعة ٩ : ١٥٩ ، معجم رجال الحديث ١٦ : ٢٥٧ [ ١٠٥٢٦ ].

١ ـ فهرست الطوسي : ٤٤٧ [ ٧١٤ ].

٢ ـ معالم العلماء : ١١٤ [ ٧٦٦ ].

٣ ـ خاتمة الوسائل ٣٠ : ١٥٤ ، الفائدة الرابعة.

٤ ـ إثبات الهداة ١ : ٢٦ ، الفائدة العاشرة.

٥ ـ تفسير البرهان ١ : ٣٠ ، باب : في ذكر الكتب المأخوذ منها الكتاب.

٦ ـ البحار ١ : ٧ ، مصادر الكتاب.

٧ ـ البحار ١ : ٢٧ ، توثيق المصادر.

٤٤٧

بالمفيد الثاني كتاب باسم الأمالي ، في أمل الآمل(١) ، والوسائل(٢) ، وإثبات الهداة(٣) ، والبحار بقوله : كتاب المجالس الشهير بالأمالي للشيخ الجليل أبي علي الحسن بن شيخ الطائفة ( قدّس الله روحهما )(٤) ، وقال في توثيقه : وأمالي ولده العلاّمة في زماننا أشهر من أماليه ، وأكثر الناس يزعمون أنّه أمالي الشيخ وليس كذلك كما ظهر من القرائن الجليّة ، ولكن أمالي ولده لا يقصر عن أماليه في الاعتبار والاشتهار ، وإن كان أمالي الشيخ عندي أصحّ وأوثق(٥) .

إلاّ أنّ السيّد هاشم البحراني ( ت ١١٠٧ هـ ) عدّهما كتابين باسم ( المجالس ) و ( الأمالي ) ونسبهما معاً للشيخ الطوسي(٦) .

فظهر ممّا قدّمنا أنَّ هناك من ينسب إلى ابن الشيخ كتاب باسم ( الأمالي ) كالحرّ والمجلسي وتبعهما الأفندي ( ت حدود ١١٣٠ هـ ) في الرياض(٧) ، والقمّي ( ت ١٣٥٩ هـ ) في الكنى والألقاب(٨) ، والتستري ( ت ١٤٩٥ هـ ) في قاموس الرجال(٩) ، والخوانساري ( ت ١٣١٣ هـ ) في الروضات(١٠) ، ولكن آخرين عدّوا الأمالي المنسوب إلى الشيخ أبي علي جزءاً من كتاب شيخ الطائفة وليس كتاباً مستقلاًّ ، وأنّه عبارة عن أمالي

____________

١ ـ أمل الآمل ٢ : ٧٦ [ ٢٠٨ ].

٢ ـ خاتمة الوسائل ٣٠ : ١٥٤ ، الفائدة الرابعة.

٣ ـ إثبات الهداة ١ : ٢٦ ، الفائدة العاشرة.

٤ ـ البحار ١ : ٨ ، مصادر الكتاب.

٥ ـ البحار ١ : ٢٧ ، توثيق المصادر.

٦ ـ البرهان ١ : ٣٠.

٧ ـ رياض العلماء ١ : ٣٣٤.

٨ ـ الكنى والألقاب ٣ : ١٩٩.

٩ ـ قاموس الرجال ٣ : ٣٥٨ ، [ ٢٠٢٤ ].

١٠ ـ روضات الجنّات ٦ : ٢٢٨.

٤٤٨

أملاها الشيخ على ولده ، ورويت عنه بعد ذلك ، فنسبت إليه ، وهذا هو الصحيح.

قال العلاّمة الطهراني ( ت ١٣٨٩ هـ ) : ( الأمالي ) المطبوع في طهران سنة ١٣١٣ المشهور نسبته إلى الشيخ أبي علي الحسن بن الشيخ أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي المتوفّى بعد سنة ٥١٥ هـ ، كما يظهر حياته في التأريخ من أسانيد بشارة المصطفى ، ويقال له أمالي ابن الشيخ في مقابل أمالي والده الشيخ الطوسي الآتي ذكره المرتّب على المجالس ، ولذا يقال له : المجالس أيضاً ، لكنّه ليس الأمر كما اشتهر ، بل هذا جزء من أمالي والده أيضاً ، إلاّ أنّه ليس مثل جزئه الآخر مرتّباً على المجالس ، بل هو في ثمانية عشر جزءاً ، وفي كثير من نسخه قد بدأ في تلك الأجزاء باسم الشيخ أبي علي ، وهو يرويه عن والده الشيخ الطوسي في سنين بعضها سنة ٤٥٥ ، وبعضها سنة ٤٥٦ وبعضها سنة ٤٥٧ ، ووجه البدأة باسمه أنّه أملاها الشيخ أبو علي على تلاميذه في مشهد مولانا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في سنة ٥٠٩ كما ذكر التأريخ في أوّل الجزء التاسع من النسخة المطبوعة ، فكتب السامعون عنه اسمه في أوّل النسخة على ما هو ديدن الرواة والقدماء من ذكر اسم الشيخ في أوّل كلّ ما يسمعونه عنه ، وتوجد جملة من النسخ من تلك الأجزاء الثمانية عشر ليس في أوائل الأجزاء منها اسم الشيخ أبي علي أبداً ، بل يبتدأ في أكثر الأجزاء ، بقوله : حدّثنا الشيخ السعيد أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان ، وفي بعضها : أخبرنا جماعة منهم الحسين بن عبيد الله ، وفي أوّل الجزء الرابع عشر ، هكذا : أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد ابن محمّد بن مخلد في ذي الحجّة سنة ٤١٧ في داره درب السلولي ، وهكذا سائر الأجزاء المبدوءة بذكر واحد من مشائخ الشيخ الطوسي ، فلا

٤٤٩

شكّ أنّ القائل حدّثنا في جميعها هو الشيخ الطوسي ، ومن تلك النسخ نسخة عتيقة في مكتبة الشيخ الحجّة ميرزا محمّد الطهراني ، وسيأتي عند ذكر أمالي شيخ الطائفة تصريح السيّد ابن طاووس الذي هو من أسباط الشيخ الطوسي ويعبّر عنه دائماً بالجدّ وعن ولده الشيخ أبي علي بالخال ، ولا يخفى عليه تصانيف جدّه وخاله ، فإنّه قال ما ملخّصه ( إنّ أمالي الشيخ في مجلّدين : أحدهما الثمانية عشر جزءاً التي ظهرت للناس أوّلا ، وثانيهما بقيّة الأجزاء إلى تمام سبعة وعشرين جزءاً وتمامها عندي بخطّ الشيخ حسين بن رطبة وخطّ غيره ، أرويه عن والدي ، عن الحسين بن رطبة ، عن الشيخ أبي علي ، عن والده ).

وبالجملة هذا الأمالي المرتّب على ثمانية عشر جزءاً للشيخ الطوسي يرويه عنه ولده الشيخ أبو علي ويرويه ساير الناس عن الشيخ أبي علي ، ولذا اشتهر نسبته إليه ونسبة الأمالي المرتّب على المجالس إلى والده ، ويظهر من العلاّمة المجلسي تعدّد مؤلّفهما كما هو المشهور في الفصل الذي ذكر فيه مآخذ البحار ، مع أنّه اعترف في فصل بيان الرموز(١) بأنّ جميع أخبار كلا الكتابين من رواية الشيخ الطوسي ، ولذا جعل لهما رمزاً واحداً(٢) .

وقال محقّقو الأمالي في مؤسّسة البعثة تحت عنوان التعريف بكتاب الأمالي : وقد أثبتنا أسانيد هذا الكتاب وفقاً للنسخة المخطوطة سنة ٥٨٠ هـ ، وجميعها تبدأ بمشايخ المصنّف ، ولم يرد ذكر لولد المصنّف الشيخ أبي علي فيها ، وتبدأ النسخة من أوّل الكتاب إلى آخر المجلس الثامن عشر ، وجاء في آخر النسخة « تمّ كتاب الأمالي نسخاً ، وهو ثمانية عشر جزءاً ،

____________

١ ـ البحار ١ : ٤٧.

٢ ـ الذريعة ٢ : ٣٠٩ [ ١٢٣٦ ] ، و ٢ : ٣١٣ [ ١٢٤٨ ] ، وأعيان الشيعة ٥ : ٢٤٥.

٤٥٠

أوّل يوم الجمعة لثلاث عشرة مضين من شهر شوّال من سنة ثمانين وخمس مائة »(١) .

وعلى كلّ ، فالأمالي للشيخ يتكوّن من قسمين : الأوّل : يحتوي على ثمانية عشر جزءاً ، وهي المنسوبة إلى الشيخ أبي علي بعنوان الأمالي ، وهي لوالده الشيخ الطوسي أصلا ، كما قد عرفت.

والثاني : (٢٨) مجلساً آخرها باسم ( مجلس يوم التروية ) أملاها الشيخ الطوسي في أيّام الجمع ، كما يظهر من التاريخ في أوّلها ، وهي التي تسمّى بـ ( المجالس )(٢) .

____________

١ ـ أمالي الطوسي : ٢٣ ، المقدّمة.

٢ ـ انظر الأمالي المطبوع ، تحقيق مؤسّسة البعثة في قم ، وكذا المقدّمة التي قدّمها محقّقوه.

٤٥١
٤٥٢

(٥٦) كتاب : التبيان في تفسير القرآن

الحديث :

الأوّل : فصل : في ذكر جمل لا بدّ من معرفتها قبل الشروع في تفسير القرآن :

إعلم أنّ القرآن معجزة ، وروايتنا متناصرة بالحثّ على قراءته ، والتمسّك بما فيه ، وردّ ما يرد من اختلاف الأخبار في الفروع إليه ، وقد روي عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) رواية لا يدفعها أحد ، أنّه قال : « إنّي مخلّف فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » ، وهذا يدلّ(١) .

الثاني : وقال النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي مخلّف فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي » فبيّن أنّ(٢) .

الثالث : في تفسيره لآية :( سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلانِ ) (٣) ، قال :

وقوله :( أَيُّهَا الثَّقَلانِ ) : خطاب للجنّ والإنس ، وإنّما سمّيا ثقلين لعظم شأنهما ، ومنه قول النبي ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي » ، يريد عظيمي المقدار ، فلذلك وصفهما بأنّهما ثقلان(٤) .

____________

١ ـ التبيان ١ : ٣ ، وعنه في تفسير الصافي ١ : ٥٥.

٢ ـ التبيان ١ : ٥.

٣ ـ الرحمن : ٣١.

٤ ـ التبيان ٩ : ٤٧٤.

٤٥٣

وعنه محمّد بن أحمد بن إدريس الحلّي ( القرن السادس ) في ( المنتخب من تفسير القرآن والنكت المستخرجة من كتاب التبيان )(١) .

كتاب التبيان في تفسير القرآن :

نسبه الشيخ إلى نفسه في الفهرست ، وقال : لم يعمل مثله(٢) .

ونسبه إليه النجاشي ( ت ٤٥٠ هـ ) في رجاله(٣) ، وابن شهرآشوب ( ت ٥٨٨ هـ ) في المعالم ، وعدّه بعشرة أجزاء(٤) ، وجعله العلاّمة المجلسي أحد مصادر كتابه البحار(٥) ، وقال : وكتب الشيخ أيضاً من الكتب المشهورة(٦) .

وقال السيّد بحر العلوم ( ت ١٢١٢ هـ ) في الفوائد الرجالية : أمّا التفسير فله فيه كتاب « التبيان » الجامع لعلوم القرآن ، وهو كتاب جليل كبير ، عديم النظير في التفاسير ، وشيخنا الطبرسي ـ إمام التفسير ـ في كتبه إليه يزدلف ، ومن بحره يغترف(٧) .

وقال العلاّمة الطهراني ( ت ١٣٨٩ هـ ) في الذريعة : التبيان في تفسير القرآن لشيخ الطائفة بقول مطلق ، أقول : هذا التفسير النفيس عزيز الوجود في الغاية ، وقد كان عند العلاّمة المجلسي وذكره من مأخذ كتاب البحار في أوّله(٨) ، ولكنّي لم أطّلع على وجود تمام مجلّداته جمعاء في مكتبة واحدة في عصرنا هذا.

____________

١ ـ المنتخب من تفسير القرآن ٢ : ٢٩٨ ، سورة الرحمن.

٢ ـ فهرست الطوسي : ٤٤٧ [ ٧١٤ ].

٣ ـ رجال النجاشي : ٤٠٣ [ ١٠٦٨ ].

٤ ـ معالم العلماء : ١١٤ [ ٧٦٦ ].

٥ ـ البحار ١ : ٧ ، مصادر الكتاب.

٦ ـ البحار ٢ : ٢٧ ، توثيق المصادر.

٧ ـ الفوائد الرجاليّة ٣ : ٢٢٨ ، وانظر : روضات الجنّات ٦ : ٢١٦ [ ٥٨٠ ].

٨ ـ البحار ١ : ٧ ، مصادر الكتاب.

٤٥٤

ثمّ يفصّل الكلام عن الأجزاء الموجودة في المكتبات وما نقل إليه من وجود نسخ كاملة في بعض المكتبات

ثمّ يقول : ثمّ أقول : بما أنّ الجزء السادس من التبيان انتهى إلى هذه الآية وهي قريبة إلى ربع القرآن فيظنّ من هذا الميزان أنّ مجموع أجزائه يزيد على عشرين جزءاً لكن في الروضات حكى عن صاحب تاريخ مصر أنّه ذكر الشيخ الطوسي وقال [ هو صاحب التفسير الكبير الذي هو في عشرين مجلّداً(١) ، فما وقع في الشيعة وفنون الإسلام من أنّه في عَشَرَة مجلّدات غير مبنيّ على الحصر الحقيقي ، ولعلّه أراد المجلّد الضخم الحاوي لثلاثة مجلّدات مثل المجلّد الموجود الذي وصفناه ، وبما أنّ عدّة أبيات هذا المجلّد الموجود المشتمل على ثلاثة أجزاء تزيد على أربعة وعشرين ألف بيت وخمسمائة بيت ، فيظنّ منه أنّ مجموع أبيات الكتاب يزيد على مأتين ألف بيت ; لأنّ هذا الموجود من الكلّ تقريباً(٢) .

أقول : إنّ ما في الشيعة وفنون الإسلام من أنّه عشرة مجلّدات قد يكون مأخوذاً من قول ابن شهرآشوب المارّ الذكر في المعالم بأنّه عشرة أجزاء ، فلاحظ.

وقد طبع هذا التفسير في عشرة أجزاء.

وقد علّق عليه الشيخ ابن إدريس الحلّي تعليقات باسم ( المنتخب من تفسير القرآن والنكت المستخرجة من كتاب التبيان ).

____________

١ ـ روضات الجنّات ٦ : ٢٢٠ [ ٥٨٠ ].

٢ ـ الذريعة ٣ : ٣٢٨ [ ١١٩٧ ].

٤٥٥
٤٥٦

حديث الثقلين عند الإماميّة ( الاثني عشريّة )

القرن السادس الهجري

٤٥٧
٤٥٨

(٥٧) كتاب : روضة الواعظين

لمحمّد بن الفتّال النيسابوري ( الشهيد في سنة ٥٠٨ هـ )

الحديث :

الأوّل : روي عن أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) ، قال : « حجّ رسول الله من المدينة ، وقد بلّغ جميع الشرايع قومه ما خلا الحجّ والولاية ، فأتاه جبرئيل ( عليه السلام ) ، فقال له : يا محمّد ، إنّ الله عزّ وجلّ يقرؤك السلام ، ويقول لك : إنّي لم أقبض نبيّاً من أنبيائي ورسلي إلاّ بعد إكمال ديني وتكثير حجّتي ، وقد بقي عليك من ذلك فريضتان ممّا يحتاج إليه أن تبلّغهما قومك ، فريضة الحجّ ، وفريضة الولاية والخليفة من بعدك

فنادى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في الناس ، ألا إنّ رسول الله يريد الحجّ وأن يعلمكم من ذلك مثل الذي علمكم من شرايع دينكم ، وخرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وخرج معه الناس ، فبلغ من حجّ مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من أهل المدينة والأطراف والأعراب سبعين ألف إنسان أو يزيدون على نحو عدد أصحاب موسى ( عليه السلام ) السبعين الألف الذين أخذ عليهم بيعة هارون ( عليه السلام )

فلمّا وقف الموقف أتاه جبرئيل ( عليه السلام ) فقال : يا محمّد ، إنّ الله عزّ وجلّ يقرؤك السلام ويقول لك : إنّه قد دنا أجلك ومدّتك ، وإنّي أستقدمك على ما لابدّ منه ولا محيص عنه ، فاعهد عهدك ، وتقدّم وصيّتك ، واعمد إلى ما عندك من العلم وميراث علوم الأنبياء من قبلك والسلاح والتابوت ،

٤٥٩

وجميع ما عندك من آيات الأنبياء فسلّمها إلى وصيّك وخليفتك من بعدك ، حجّتي البالغة على خلقي علي بن أبي طالب ، فأقمه للناس ، وخذ عهده وميثاقه وبيعته

فخشي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قومه وأهل النفاق والشقاق أن يتفرّقوا ، ويرجعوا جاهلية ، لما عرف من عداوتهم وما يبطنون عليه أنفسهم لعلي ( عليه السلام ) من البغضاء ، وسأل جبرئيل ( عليه السلام ) أن يسأل ربّه العصمة من الناس ، وانتظر أن يأتيه جبرئيل بالعصمة من الناس من الله عزّ وجلّ ، فأخّر ذلك إلى أن بلغ مسجد الخيف ، فأتاه جبرئيل ( عليه السلام ) في مسجد الخيف فأمره أن يعهد عهده ويقيم عليّاً للناس ، ولم يأته العصمة من الله تعالى بالذي أراد ، حتّى أتى كراع العميم(١) بين مكّة والمدينة ، فأتاه جبرئيل وأمره بالذي أُمر به من قبل ، ولم يأته بالعصمة ، فقال : يا جبرئيل ، إنّي لأخشى قومي أن يكذّبوني ولا يقبلوا قولي في عليّ ، فرحل ، فلمّا بلغ غدير خمّ قبل الجحفة بثلاثة أميال ، أتاه جبرئيل ( عليه السلام ) على خمس ساعات مضت من النهار بالزجر والانتهار والعصمة من الناس ، فقال : يا محمّد ، إنّ الله عزّ وجلّ يقرؤك السلام ويقول لك :( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ـ في علي ـوَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ )

فأمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عندما جاءته العصمة منادياً ، فنادى في الناس بالصلاة جامعة ، وفي الموضع سلمات ، فأمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أن يقيم ما تحتهن

وقال ( صلى الله عليه وآله ) : الحمد لله الذي علا بتوحيده ، ودنا في تفريده

____________

١ ـ والصحيح كراع الغميم.

٤٦٠