موسوعة حديث الثقلين الجزء ١

موسوعة حديث الثقلين0%

موسوعة حديث الثقلين مؤلف:
الناشر: ستارة
تصنيف: مفاهيم عقائدية
ISBN: 978-600-5213-63-8
الصفحات: 619

موسوعة حديث الثقلين

مؤلف: مركز الأبحاث العقائديّة
الناشر: ستارة
تصنيف:

ISBN: 978-600-5213-63-8
الصفحات: 619
المشاهدات: 149330
تحميل: 3936


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 3 الجزء 4
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 619 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 149330 / تحميل: 3936
الحجم الحجم الحجم
موسوعة حديث الثقلين

موسوعة حديث الثقلين الجزء 1

مؤلف:
الناشر: ستارة
ISBN: 978-600-5213-63-8
العربية

معاشر الناس ، تدبّروا القرآن ، وافهموا آياته ، ومحكماته ، ولا تتّبعوا متشابهه ، فوالله لهو مبيّن لكم نوراً واحداً ، ولا يوضّح لكم تفسيره إلاّ الذي أنا آخذ بيده ومصعده إليّ وشائل بعضده ، ومعلمكم أنّ من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه ، وهو علي بن أبي طالب أخي ووصيّي وموالاته من الله تعالى أنزلها علي.

معاشر الناس ، إنّ عليّاً والطيّبين من ولدي هم الثقل الأصغر ، والقرآن الثقل الأكبر ، وكلّ واحد منهم مبيّن عن صاحبه موافق له ، لن يتفرّقا حتّى يردا عليّ الحوض

معاشر الناس ، القرآن يعرفّكم أنّ الأئمّة من بعده ولده(١) ، وعرّفتكم أنّهم منّي ومنه ، حيث يقول الله جلّ وعزّ( جَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ ) ، ولن تضلّوا ما تمسّكتم بهما » ( الحديث )(٢) .

تنبيه : قد ذكر ابن الفتّال النيسابوري هذا الحديث مرسلاً عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) ، ولكنّه قال في مقدّمة كتابه : وأنا إن شاء الله أفتتح لكلّ مجلس منها بكلام الله تعالى ، ثمّ بآثار النبيّ والأئمّة ( عليهم السلام ) محذوفة الأسانيد ، فإنّ الأسانيد لا طايل فيها إذا كان الخبر شايعاً ذايعاً(٣) .

أقول : فيكون هذا الخبر من الشائع الذائع حسب قوله ، ومع ذلك فالطبرسي ( ت ٥٤٨ هـ ) صاحب الاحتجاج يرويه مسنداً في كتابه ، وسيأتي(٤) .

____________

١ ـ أي من بعد علي ( عليه السلام ) ولده.

٢ ـ روضة الواعظين ١ : ٨٩ ، مجلس في ذكر الإمامة وإمامة علي بن أبي طالب وأولاده صلوات الله عليهم أجمعين ، وعنه في إثبات الهداة ١ : ٦٣٧ ح ٧٥٣ ، فصل ( ٤٤ ) ، والبرهان ١ : ١٤ ح ٣٣ و ١ : ٤٣٦ ح ٩.

٣ ـ روضة الواعظين ١ : ١ ، مقدّمة المؤلّف.

٤ ـ الاحتجاج ١ : ١٣٣ [ ٣٢ ] ، وانظر : ما سنذكره عن الطبرسي في الاحتجاج ،

٤٦١

الراوون عنه : إضافةً للطبرسي ، الجاوابي ( القرن السادس ) في نور الهدى ، كما عن التحصين لابن طاووس ، ولكن أسنده إلى زيد بن أرقم(١) ، وابن طاووس ( ت ٦٦٤ هـ ) في يقينه مسنداً ، وسيأتي(٢) .

الثاني : قال أبو بصير : قلت للصادق ( عليه السلام ) : من آل محمّد؟

قال : « ذرّيّته » ، فقلت : ومن أهل بيته؟

قال : « الأئمّة الأوصياء » ، فقلت : ومن عترته؟

قال : « أصحاب العبا » ، فقلت : من أُمّته؟

قال : « المؤمنون الذين صدّقوا بما جاء من عند الله ، المستمسكون بالثقلين ، الذين أُمروا بالتمسّك بهما : كتاب الله وعترته أهل بيته ، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً ، وهما الخليفتان على الأُمّة بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) »(٣) .

وقد مرّ هذا الخبر عن الصدوق ( ت ٣٨١ هـ ) ( رحمه الله ) مسنداً في معاني الأخبار والأمالي(٤) ، مع بعض الاختلاف.

الثالث : وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ألا وهما الخليفتان من بعدي ، ولن يتفرّقا حتّى يردا عليّ الحوض »(٥) .

____________

الحديث الأوّل.

١ ـ انظر : ما سنذكره عن الجاوابي في نور الهدى ، الحديث الأوّل.

٢ ـ اليقين : ٣٤٣ ، الباب ٢٧ ، وانظر ما سنذكره في اليقين لابن طاووس ، الحديث الأوّل.

٣ ـ روضة الواعظين ٢ : ٢٦٨ ، مجلس في مناقب آل محمّد ( عليهم السلام ).

٤ ـ راجع ما أوردناه في معاني الأخبار ، الحديث السابع ، والأمالي ، الحديث الثاني.

٥ ـ روضة الواعظين ٢ : ٢٧٣ ، مجلس في مناقب آل محمّد ( عليهم السلام ) ، وهو خبر مرسل

٤٦٢

محمّد بن الحسن الفتّال النيسابوري :

ذكره ابن شهرآشوب ( ت ٥٨٨ هـ ) في المعالم ، وقال : محمّد بن الحسن الفتّال النيسابوري ، له كتاب التنوير في معاني التفسير ، وروضة الواعظين وبصيرة المتّعظين(١) .

وكذا في ضمن شيوخه الذين أخذ عنهم الرواية والإجازة في أوّل كتابه المناقب(٢) .

وذكره الشيخ منتجب الدين ( القرن السادس ) في فهرسته ، ونسبه إلى جدّه ، وقال : الشيخ محمّد بن علي الفتّال النيسابوري صاحب التفسير ، ثقة وأيّ ثقة ، أخبرنا جماعة من الثقات عنه بتفسيره(٣) ، وفي موضع آخر نسبه إلى جدّ أبيه ، وقال : الشيخ الشهيد محمّد بن أحمد الفارسي ، مصنّف كتاب « روضة الواعظين »(٤) .

ومن التأمّل في كلام ابن شهرآشوب في معالمه ومناقبه ، مع ما ذكره الشيخ منتجب الدين ، يظهر أنّ ما ترجمه الشيخ منتجب الدين في موضعين من فهرسته لشخص واحد(٥) ، ويظهر أنّ ( الفارسي ) من ألقابه أيضاً ، حيث نصّ عليه ابن داود ( ت ٧٠٧ هـ ) في رجاله ، وقال : محمّد بن أحمد بن علي الفتّال النيسابوري المعروف بابن الفارسي أبو علي ، لم ( جخ )(٦) ،

____________

أيضاً كما نبّهنا على ما قاله المصنّف في مقدّمته سابقاً.

١ ـ معالم العلماء : ١١٦ [ ٧٦٩ ].

٢ ـ مناقب آل أبي طالب ١ : ١٢ ، ونسبه تارة إلى أبيه الحسن ومرّة إلى جدّه علي.

٣ ـ فهرست منتجب الدين : ١٦٦ [ ٣٩٥ ].

٤ ـ فهرست منتجب الدين : ١٩١ [ ٥١١ ].

٥ ـ روضات الجنّات ٦ : ٢٥٣ [ ٥٨٢ ].

٦ ـ ( لم ) علامة لمن لم يرو عن الأئمّة ( عليهم السلام ) في رجال الشيخ الطوسي.

٤٦٣

متكلّم جليل القدر ، فقيه عالم زاهد ورع ، قتله أبو المحاسن عبد الرزّاق رئيس نيشابور الملقّب بشهاب الإسلام(١) .

وقد نبّه كلّ من تعرّض لكلام ابن داود على عدم وجود ذكر للفتّال في رجال الشيخ وأنّ هذا من سهو قلم ابن داود(٢) .

وذكره العلاّمة ( ت ٧٢٦ هـ ) في إجازته لبني زهرة(٣) .

وعدّه الشيخ عبد الجليل القزويني ( القرن السادس ) في كتابه النقض ( أُلّف بحدود ٥٦٠ هـ ) ضمن علماء الشيعة من أمثال أبي يعلى سالار وابن البراج والمقاربين لعصره كالدوريستي والقاضي أبي علي الطوسي وعبد الجبّار الرازي وغيرهم ، وقال : وكان كلّ منهم مدرّساً ومتكلّماً وفقيهاً وعالماً ومقرءاً ومفسّراً ومتديّناً(٤) ، وذكره في موضع آخر ضمن مفسّري الشيعة(٥) وأنّ تفسيره معتبرٌ(٦) .

وحسّنه المجلسي ( ت ١١١١ هـ ) في الوجيزة(٧) ، وكذا ذكره في أوّل البحار ونقل كلام من ذكرناهم آنفاً(٨) .

____________

١ ـ رجال ابن داود : ١٦٣ [ ١٢٩٨ ] ، القسم الأوّل.

وانظر : منهج المقال : ٢٨٠ ، الكنى والألقاب ٣ : ١٢ ، هدية الأحباب : ٢٠٨ ، منتهى المقال ٥ : ٣٣١ [ ٢٤٥٧ ] ، تأسيس الشيعة : ٣٩٥ ، رياض العلماء ٥ : ٢٧ و ٧٥ ، مستدرك الوسائل ٣ : ٩٨.

٢ ـ انظر : تعليقة البهبهاني على منهج المقال : ٢٨٠ ، تنقيح المقال ٢ : ٧٣ ، من أبواب الميم ، نقد الرجال ٤ : ١٢٢ [ ٤٤٤٣ ] ، منتهى المقال ٥ : ٣٣١ [ ٢٤٥٧ ] ، البحار ١ : ٨ ، رياض العلماء ٥ : ٢٧.

٣ ـ البحار ١٠٧ : ٨٣ ، إجازة العلاّمة لبني زهرة.

٤ ـ النقض ( فارسي ) : ٤٠ ، ( منقول عن الفارسيّة ).

٥ ـ النقض : ٢١٢.

٦ ـ النقض : ٢٦٣ و ٥٢٦.

٧ ـ الوجيزة ( رجال المجلسي ) : ٢٩١.

٨ ـ البحار ١ : ٨.

٤٦٤

وقد ترجمه البعض في مكانين على أنَّهما رجلان ، كما في جامع الرواة ، فقد نقل مرّة عبارة ابن داود(١) ، وأُخرى عبارة منتجب الدين(٢) ، وكذا فعل المامقاني ( ت ١٣٥١ هـ ) في التنقيح(٣) ، والشيخ الحرّ ( ت ١١٠٤ هـ ) في أمل الآمل(٤) ، ويظهر منه في خاتمة الوسائل أنّه عدّه رجلا واحداً(٥) ، ويظهر التعدّد أيضاً من كلام العلاّمة الطهراني ( ت ١٣٨٩ هـ ) في الذريعة(٦) ، ولكنّه مال إلى أنّهما واحد في أعلام الشيعة في القرن السادس(٧) .

وقال العلاّمة التستري ( ت ١٤١٥ هـ ) في قاموسه : محلّ تحقيقه الألقاب(٨) .

كتاب روضة الواعظين :

نسبه إليه كلّ من ابن شهرآشوب ( ت ٥٨٨ هـ ) في معالمه(٩) ومناقبه(١٠) ، والشيخ منتجب الدين ( القرن السادس ) في فهرسته(١١) ، والعلاّمة ( ت ٧٢٦ هـ ) في إجازته لبني زهرة ، وذكر طريقه إليه(١٢) .

____________

١ ـ جامع الرواة ٢ : ٦٢.

٢ ـ جامع الرواة ٢ : ١٥٥.

٣ ـ تنقيح المقال ٢ : ٧٣ ، و ٣ : ١٥٨.

٤ ـ أمل الآمل ٢ : ٢٤٢ [ ٧١٣ ] و ٢٦٠ [ ٧٦٥ ] و ٢٨٨ [ ٨٦٠ ].

٥ ـ خاتمة الوسائل ٣٠ : ٤٥٩ ، الفائدة الثانية عشرة.

٦ ـ الذريعة ٤ : ٢٩٦ [ ١٣٠٦ ] ، و ٢٦٩ [ ٢٠٨٧ ] ، و ١١ : ٣٠٥ [ ١٨١٥ ].

٧ ـ طبقات أعلام الشيعة ( القرن السادس ) ٢ : ٢٤٦ و ٢٧٥.

٨ ـ قاموس الرجال ٩ : ٧٤.

٩ ـ معالم العلماء : ١١٦ [ ٧٦٩ ].

١٠ ـ المناقب ١ : ١٢.

١١ ـ فهرست منتجب الدين : ١٧١ [ ٥١١ ].

١٢ ـ البحار ١٠٧ : ٨٣ ، إجازة العلاّمة لبني زهرة.

٤٦٥

وذكره المجلسي ( ت ١١١١ هـ ) في مدارك بحاره ، ونبّه على خطأ من نسب الكتاب إلى المفيد(١) ، وقال في توثيقه : ذكرنا أنّه داخل في إجازات العلماء الأعلام ، ونقل عنه الأفاضل الكرام(٢) .

والحرّ العاملي ( ت ١١٠٤ هـ ) في ضمن الكتب المعتمدة في الوسائل(٣) ، وذكر طريقه إليه(٤) .

وأخبار الكتاب كلّها مراسيل ، إذ لم يذكر المؤلّف سند الروايات ، ولكنّه قال في مقدّمة الكتاب : وأنا إن شاء الله أفتتح لكلّ مجلس منها بكلام الله تعالى ، ثمّ بآثار النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) والأئمّة ( عليهم السلام ) ، محذوفة الأسانيد فإنّ الأسانيد لا طائل فيها إذا كان الخبر شايعاً ذايعاً(٥) .

فهو يعتبر الأخبار الموجودة في كتابه شائعة وذائعة ، ومنها حديث الثقلين الذي نحن بصدده.

وقد أشرنا عند إيرادنا لحديث الثقلين من هذا الكتاب إلى موارد ذكر هذه الأحاديث مسندة في الكتب الأُخرى ، فراجع.

____________

١ ـ البحار ١ : ٨.

٢ ـ البحار ١ : ٢٨ ، توثيق المصادر.

٣ ـ خاتمة الوسائل ٣٠ : ١٥٨ ، الفائدة الرابعة.

٤ ـ خاتمة الوسائل ٣٠ : ١٨٢ ، الفائدة الخامسة.

٥ ـ روضة الواعظين ١ : ١ ، مقدّمة المؤلّف.

٤٦٦

(٥٨) كتاب : الاحتجاج

لأبي منصور أحمد بن أبي طالب الطبرسي

( النصف الأوّل من القرن السادس )

الحديث :

الأوّل : حدَّثني السيّد العالم أبو جعفر مهدي بن أبي حرب الحسيني المرعشي ( رضي الله عنه ) ، قال : أخبرنا الشيخ أبو علي الحسن ابن الشيخ السعيد أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي ( رضي الله عنه ) ، قال : أخبرني الشيخ السعيد الوالد أبو جعفر ( قدس سره ) ، قال : أخبرني جماعة ، عن أبي محمّد هارون بن موسى التلعكبري ، قال : أخبرنا أبو علي محمّد بن همام ، قال : أخبرنا علي السوري ، قال : أخبرنا أبو محمّد العلوي من ولد الأفطس ـ وكان من عباد الله الصالحين ـ ، قال : حدَّثنا محمّد بن موسى الهمداني ، قال : حدَّثنا محمّد ابن خالد الطيالسي ، قال : حدَّثنا سيف بن عميرة وصالح بن عقبة جميعاً ، عن قيس بن سمعان ، عن علقمة بن محمّد الحضرمي ، عن أبي جعفر محمّد بن علي ( عليهما السلام ) ، أنه قال : « حجّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من المدينة ، وقد بلّغ جميع الشرايع قومه غير الحجّ والولاية » ، إلى آخر ما أوردناه في روضة الواعظين عن ابن الفتّال مع بعض الاختلاف(١) .

____________

١ ـ الاحتجاج ١ : ١٣٣ [ ٣٢ ] ، احتجاج النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) يوم الغدير على الخلق كلّهم.

٤٦٧

وأورد هذا الحديث أيضاً الجاوابي ( القرن السادس ) في نور الهدى ، عن زيد بن أرقم ، وسيأتي(١) .

وابن طاووس ( ت ٦٦٤ هـ ) في اليقين عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) ، وسيأتي(٢) .

الثاني : عن أبي المفضّل محمّد بن عبد الله الشيباني بإسناده الصحيح عن رجاله ثقة عن ثقة : أنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) خرج في مرضه الذي توفّي فيه إلى الصلاة متوكّئاً على الفضل بن عبّاس ، وغلام له يقال له « ثوبان » ، وهي الصلاة التي أراد التخلّف عنها لثقله ، ثمّ حمل على نفسه ( صلى الله عليه وآله ) وخرج ، فلمّا صلّى عاد إلى منزله ، فقال لغلامه : « اجلس على الباب ، ولا تحجب أحداً من الأنصار » ، وتجلاّه الغشى ، وجاءت الأنصار فأحدقوا بالباب ، وقالوا : استأذن لنا على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال : هو مغشيّ عليه ، وعنده نساؤه ، فجعلوا يبكون ، فسمع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) البكاء ، فقال : « من هؤلاء؟ »

قالوا : الأنصار ، فقال : « من هاهنا من أهل بيتي؟ »

قالوا : علي والعبّاس ، فدعاهما وخرج متوكّئاً عليهما ، فاستند إلى جذع من أساطين مسجده ـ وكان الجذع جريد نخل ـ فاجتمع الناس ، وخطب ، وقال في كلامه :

____________

وراجع ما ذكرناه في روضة الواعظين الحديث الأوّل ، مع بعض الاختلاف.

وفي الاحتجاج بعد قوله : وبلغ من حجّ مع رسول الله ـ من أهل المدينة وأهل الأطراف والأعراب ـ سبعين ألف إنسان أو يزيدون على نحو عدد أصحاب موسى السبعين ألفاً الذين أخذ عليهم بيعة هارون ( عليه السلام ) ، زيادة هكذا : فنكثوا واتبعوا العجل والسامري ، وكذا أخذ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) البيعة لعلي ( عليه السلام ) بالخلافة على عدد أصحاب موسى ، فنكثوا البيعة واتّبعوا العجل والسامريّ ، سنّة بسنّة ، ومثل بمثل.

وعنه في تفسير الصافي ٢ : ٥٣ ، سورة المائدة : ٦٧ ، وغاية المرام ١ : ٣٢٥ ح ٤٠ ، الباب ١٧ ، والبحار ٣٧ : ٢٠١ ح ٨٦ ، وإثبات الهداة ١ : ٦٠٥ ح ٥٩٣.

١ ـ انظر ما ذكرناه عن كتاب ( نور الهدى ) للجاوابي ، الذي أورد رواياته ابن طاووس في التحصين ، الحديث الأوّل.

٢ ـ انظر ما سنذكره عن اليقين لابن طاووس ، الحديث الأوّل.

٤٦٨

« معاشر الناس ، إنّه لم يمت نبيّ قط إلاّ خلّف تركة ، وقد خلّفت فيكم الثقلين : كتاب الله وأهل بيتي ، ألا فمن ضيّعهم ضيّعه الله ، ألا وإنّ الأنصار كرشي وعيبتي التي آوي إليها ، وإنّي أوصيكم بتقوى الله والإحسان إليهم ، فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم »(١) .

الثالث : أورد ما ذكرناه عن سُليم بن قيس الهلالي في احتجاج أمير المؤمنين ( عليه السلام ) على جماعة من المهاجرين والأنصار في مسجد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في خلافة عثمان ، وأورد فيه ثلاثة موارد ولم يذكر المورد الأوّل(٢) .

الرابع : قال سُليم بن قيس : بينما أنا وحنش بن المعتمر بمكّة ، إذ قام أبوذر وأخذ بحلقة الباب ، إلى آخر ما ذكرناه عن القسم الثالث ( المستدركات ) من كتاب سُليم بن قيس الهلالي ، وقلنا هناك : إنّه لا يوجد في النسخ المخطوطة الآن ، وإنّما أورده المحقّق من كتاب الاحتجاج للطبرسي(٣) ، فراجع.

الخامس : وروي أنّه(٤) ( صلوات الله عليه ) قال ـ بعد ذلك ـ : « أيّها الناس ، عليكم بالطاعة والمعرفة بمن لا تعتذرون بجهالته ، فإنّ العلم الذي هبط به آدم وجميع ما فضلت به النبيّون إلى خاتم النبيّين في عترة نبيّكم محمّد ( صلى الله عليه وآله ) ، فأنّى يتاه بكم؟ بل أين تذهبون؟ يا من نسخ من أصلاب

____________

١ ـ الاحتجاج ١ : ١٧١ [ ٣٦ ] ، ذكر طرف ممّا جرى بعد وفاة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وعنه في غاية المرام ٢ : ٣٤٥ ح ٣٥ ، الباب ٢٩ ، والبحار ٢٨ : ١٧٥ ح ١.

٢ ـ الاحتجاج ١ : ٣٣٧ [ ٥٦ ] ، احتجاجه ( عليه السلام ) على جماعة كثيرة من المهاجرين والأنصار . ، وعنه في إثبات الهداة ١ : ٦٠٧ ح ٥٩٦ ، والبحار ٣١ : ٤٠٧ ح ١ ، راجع ما أوردناه عن سُليم بن قيس ، الحديث الثاني.

٣ ـ الاحتجاج ١ : ٣٦١ [ ٥٨ ] ، وعنه في إثبات الهداة ١ : ٦٠٨ ح ٥٩٧ ، والبحار ٢٣ : ١١٩ ح ٣٨ ، وراجع ما ذكرناه عن سُليم بن قيس ، الحديث السادس.

٤ ـ أي أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ).

٤٦٩

أصحاب السفينة ، هذه مثلها فيكم فاركبوها ، فكما نجا في هاتيك من نجا فكذلك ينجو في هذه من دخلها ، أنا رهين بذلك قسماً حقّاً وما أنا من المتكلّفين ، والويل لمن تخلّف ، ثمّ الويل لمن تخلّف.

أما بلغكم ما قال فيكم نبيّكم ( صلى الله عليه وآله ) ، حيث يقول في حجّة الوداع : » إلى آخر ما ذكرناه عن المفيد في إرشاده(١) ، وقد مرّ هذا الحديث أيضاً عن تاريخ اليعقوبي ، فراجع(٢) .

السادس : روي عن الشعبي وأبي مخنف ويزيد بن أبي حبيب المصري ، أنّهم قالوا : لم يكن في الإسلام يوم في مشاجرة قوم اجتمعوا في محفل أكثر ضجيجاً ولا أعلى كلاماً ولا أشدّ مبالغة في قول ، من يوم اجتمع فيه عند معاوية بن أبي سفيان ، عمرو بن عثمان بن عفّان ، وعمرو ابن العاص ، وعتبة بن أبي سفيان ، والوليد بن عقبة بن أبي معيط ، والمغيرة ابن شعبة ، وقد تواطؤوا على أمر واحد.

فقال عمرو بن العاص لمعاوية : ألا تبعث إلى الحسن بن علي فتحضره ، فلو بعثت إليه فقصرنا به وبأبيه وسببناه وسببنا أباه ، فتكلّم أبو محمّد الحسن بن علي ( عليهما السلام ) فقال : « الحمد لله الذي هدى أوّلكم بأوّلنا وآخركم بآخرنا ، وصلّى الله على جدّي محمّد وآله وسلّم

ثمّ قال : أُنشدكم بالله أتعلمون أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال في حجّة الوداع : أيّها الناس ، إنّي قد تركت فيكم ما لم تضلّوا بعده : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فأحلّوا حلاله ، وحرّموا حرامه ، واعملوا بمحكه وآمنوا بمتشابهه ، وقولوا : آمنّا بما أنزل الله من الكتاب ، وأحبّوا أهل بيتي

____________

١ ـ الاحتجاج ١ : ٦٢٤ [ ١٤٤ ] ، وعنه في إثبات الهداة ١ : ٦٠٨ ح ٥٩٩ ، والبحار ٢ : ٢٨٤ ح ٢ ، وراجع ما ذكرناه عن إرشاد المفيد ، الحديث الثالث.

٢ ـ راجع ما ذكرناه عن تاريخ اليعقوبي ، الحديث الثالث.

٤٧٠

وعترتي ، ووالوا من والاهم وانصروهم على من عاداهم ، وإنّهما لا يزالا فيكم حتّى يردا عليّ الحوض يوم القيامة.

ثمّ دعا ـ وهو على المنبر ـ عليّاً فاجتذبه بيده ، فقال : اللّهمّ وال من والاه ، وعاد من عاداه ، اللّهم من عادى عليّاً فلا تجعل له في الأرض مقعداً ، ولا في السماء مصعداً ، واجعله في أسفل درك من النار »(١) .

السابع : عن موسى بن عقبة ، أنّه قال : لقد قيل لمعاوية : إنّ الناس قد رموا بأبصارهم إلى الحسين ( عليه السلام ) ، فلو قد أمرته يصعد المنبر فيخطب ، فإنّ فيه حصراً وفي لسانه كلالة.

فقال لهم معاوية : قد ظنّنا ذلك بالحسن ، فلم يزل حتّى عظم في أعين الناس وفضحنا ، فلم يزالوا به حتّى قال للحسين : يا أبا عبد الله ، لو صعدت المنبر فخطبت.

فصعد الحسين ( عليه السلام ) المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه وصلّى على النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) ، فسمع رجلاً يقول : من هذا الذي يخطب؟

فقال الحسين ( عليه السلام ) : « نحن حزب الله الغالبون ، وعترة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الأقربون ، وأهل بيته الطيّبون ، وأحد الثقلين »(٢) ، إلى آخر ما أوردناه عن الشيخ المفيد في أماليه ، ولكنّه رواه مسنداً عن الإمام الحسن ( عليه السلام ) في خطبة له بعد البيعة له بالأمر.

____________

١ ـ الاحتجاج ٢ : ١٧ [ ١٥٠ ] ، احتجاج الحسن بن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) على جماعة من المنكرين لفضله وفضل أبيه . ، وعنه في إثبات الهداة ١ : ٦٠٨ ح ٦٠٠ ، والبحار ٤٤ : ٧٠ ح ١.

٢ ـ الاحتجاج ٢ : ٩٤ [ ١٦٥ ] ، احتجاجه ( صلوات الله عليه ) ـ الحسين ( عليه السلام ) ـ بإمامته على معاوية

وفيه : « وأحد الثقلين الذين جعلنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ثاني كتاب الله تبارك وتعالى الذي فيه تفصيل » ، وفيه : « والمعوّل علينا في تفسيره ، لا يبطئنا تأويله ، بل نتّبع حقايقه » ، وعنه في الوسائل ٢٧ : ١٩٥ ح ٤٥ ، والبحار ٤٤ : ٢٠٥ ح ١ ، وراجع ما أوردناه عن الأمالي للمفيد ، الحديث الثالث.

٤٧١

ورواه عن المفيد ، الطوسي ( رحمه الله ) ( ت ٤٦٠ هـ ) في أماليه عن الإمام الحسن ( عليه السلام ) أيضاً(١) ، وعن الطوسي ( رحمه الله ) ، عن المفيد ( رحمه الله ) ، عماد الدين الطبري ( القرن السادس ) في بشارة المصطفى عن الإمام الحسن ( عليه السلام ) أيضاً(٢) ، وسيأتي.

والظاهر أنّ الخطبة للإمام الحسن ( عليه السلام ) ; لأنّ ما في المفيد مسنداً ، وهو متقدّم على الطبرسي صاحب الاحتجاج الذي رواه مرسلا عن موسى ابن عقبة ، فلاحظ.

الثامن : وعن أحمد بن عبد الله البرقي ، عن أبيه ، عن شريك بن عبد الله ، عن الأعمش ، قال : اجتمعت الشيعة والمحكّمة(٣) عند أبي نعيم النخعي بالكوفة ، وأبو جعفر محمّد بن النعمان مؤمن الطاق حاضر ، فقال ابن أبي حذرة : أنا أُقرّر معكم أيّتها الشيعة أنّ أبا بكر أفضل من علي ( عليه السلام ) ومن جميع أصحاب النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) بأربع خصال

قال أبو جعفر مؤمن الطاق ( رحمه الله ) : يا بن أبي حذرة ، وأنا أُقرّر معك أنّ عليّاً ( عليه السلام ) أفضل من أبي بكر وجميع أصحاب النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) بهذه الخصال التي وصفتها ، وأنّها مثلبة لصاحبك ، وألزمك طاعة علي ( عليه السلام ) من ثلاث جهات : من القرآن وصفاً ، ومن خبر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) نصاً ، ومن حجّة العقل اعتباراً

فقال الناس لأبي جعفر : هات حجّتك في ما ادّعيت من طاعة علي ( عليه السلام ) ، فقال أبو جعفر مؤمن الطاق :

أمّا من القرآن وصفاً فقوله عزّ وجلّ :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ )

____________

١ ـ راجع ما أوردناه عن أمالي الطوسي ، الحديث الثالث.

٢ ـ راجع ما سنذكره عن بشارة المصطفى ، الحديث الرابع.

٣ ـ المحكّمة هم الخوارج.

٤٧٢

قال : وأمّا الخبر عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) نصّاً ، فقال : « إنّي تارك فيكم الثقلين ، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا بعدي : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » ، قوله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلّف عنها غرق ، ومن تقدّمها مرق ، ومن لزمها لحق » فالمتمسّك بأهل بيت الرسول ( صلى الله عليه وآله ) هاد مهتد بشهادة من الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، والمتمسّك بغيرها ضالّ مضلّ.

قال الناس : صدقت يا أبا جعفر ، وأمّا حجّة العقل(١) .

التاسع : وممّا أجاب به أبو الحسن علي بن محمّد العسكري ( عليهما السلام ) في رسالته إلى أهل الأهواز حين سألوه عن الجبر والتفويض ، أن قال : « اجتمعت الأمّة قاطبة لا اختلاف بينهم في ذلك : أنّ القرآن حقّ لا ريب فيه عند جميع فرقها ، فهم في حالة الاجتماع عليه مصيبون ، وعلى تصديق ما أنزل الله مهتدون ، لقول النبي ( صلى الله عليه وآله ) : « لا تجتمع أُمّتي على ضلالة » ، فأخبر ( صلى الله عليه وآله ) أنّ ما اجتمع عليه الأُمّة ولم يخالف بعضها بعضاً هو الحقّ ، فهذا معنى الحديث لا ما تأوّله الجاهلون ، ولا ما قاله المعاندون من إبطال حكم الكتاب واتّباع حكم الأحاديث المزوّرة والروايات المزخرفة ، واتّباع الأهواء المردية المهلكة ، التي تخالف نصّ الكتاب ، وتحقيق الآيات الواضحات النيّرات ، ونحن نسأل الله أن يوفّقنا للصّواب ويهدينا إلى الرشاد ».

ثمّ قال ( عليه السلام ) : « فإذا شهد الكتاب بتصديق خبر وتحقيقه فأنكرته طائفة من الأُمّة وعارضته بحديث من هذه الأحاديث المزوّرة ، فصارت بإنكارها ودفعها الكتاب كفّاراً ضلاّلا ، وأصحّ خبر ما عرف تحقيقه من الكتاب مثل

____________

١ ـ الاحتجاج ٢ : ٣٠٨ [ ٢٥٨ ] ، وعنه في إثبات الهداة ١ : ٦٠٩ ح ٦٠٥ ، مختصراً ، والبحار ٤٧ : ٣٩٦ ح ١.

٤٧٣

الخبر المجمع عليه من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، حيث قال : « إنّي مستخلف فيكم خليفتين : كتاب الله وعترتي ، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا بعدي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » ، واللفظة الأُخرى عنه في هذا المعنى بعينه ، قوله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا » ، فلمّا وجدنا شواهد هذا الحديث نصّاً في كتاب الله تعالى ، مثل قوله :( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) ، اتّفقت روايات العلماء في ذلك لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) : أنّه تصدّق وهو راكع ، فشكر الله ذلك له وأنزل الآية فيه ، ثمّ وجدنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قد أبانه من أصحابه بهذه اللفظة : « من كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللّهمّ وال من والاه وعاد من عاداه » ، وقوله ( صلى الله عليه وآله ) : « عليّ يقضي ديني ، وينجز موعدي ، وهو خليفتي عليكم بعدي » ، وقوله ( صلى الله عليه وآله ) حيث استخلفه على المدينة ، فقال : يا رسول الله ، أتخلفني مع النساء والصبيان؟ فقال : « أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى ، إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي » ، فعلمنا أنّ الكتاب شهد بتصديق هذه الأخبار ، وتحقيق هذه الشواهد ، فلزم الأُمّة الإقرار بها ; إذ كانت هذه الأخبار وافقت القرآن ، ووافق القرآن هذه الأخبار ، فلمّا وجدنا ذلك موافقاً لكتاب الله ، ووجدنا كتاب الله لهذه الأخبار موافقاً وعليها دليلا ، كان الاقتداء بهذهِ الأخبار فرضاً لا يتعدّاه إلاّ أهل العناد والفساد » ( الحديث )(١) .

____________

١ ـ الاحتجاج ٢ : ٤٨٧ [ ٣٢٨ ] ، وعنه في إثبات الهداة ١ : ٦٠٩ ح ٦٠٧ مختصراً ، وغاية المرام ٢ : ٢١ ح ١٨ ، الباب ١٩ ، و ٢ : ١٤٢ ح ٧٠ ، الباب ٢١ ، و ٢ : ٣٦٦ ح ٨٤ ، الباب ٢٩ ، مع بعض الاختلاف اليسير في كلّها ، والبحار ٢ : ٢٢٥ ح ٣ ، و ٥ : ٢٠ ح ٣٠ ، و ٣٥ : ١٨٤ ح ٢ ، ومستدرك الوسائل ٧ : ٢٥٤ ح ١ ، باب ٤٧.

٤٧٤

وقد مرّ هذا الحديث عن تحف العقول للحرّاني ( القرن الرابع ) ، ولكن نقلناه هنا بطوله لوجود الاختلاف الكثير بينهما(١) .

أحمد بن أبي طالب الطبرسي :

ذكره تلميذه ابن شهر آشوب ( ت ٥٨٨ هـ ) في معالمه ، وقال : شيخي أحمد بن أبي طالب الطبرسي ، له : كتاب الكافي في الفقه حسن ، الاحتجاج(٢) .

وذكره الحرّ العاملي ( ت ١١٠٤ هـ ) في أمل الآمل : الشيخ أبو منصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي ، عالم فاضل فقيه محدّث ثقة ، له كتاب الاحتجاج على أهل اللجاج ، حسن كثير الفوائد(٣) .

كتاب الاحتجاج :

إنّ كتابه الاحتجاج معروف النسبة إليه ، ذكره كلّ من ترجمه ، كما مرّ عليك كلام ابن شهر آشوب والحرّ العاملي آنفاً.

وجعله المجلسي ( ت ١١١١ هـ ) من مصادر كتابه البحار ، ونبّه على الخطأ في نسبة الكتاب إلى أبي علي الطبرسي صاحب التفسير(٤) ، وقال في توثيق الكتاب : وكتاب الاحتجاج وإن كانت أكثر أخباره مراسيل لكنّها من

____________

١ ـ راجع ما ذكرناه عن تحف العقول للحرّاني ، الحديث الثالث.

٢ ـ معالم العلماء : ٢٥ [ ١٢٥ ].

٣ ـ أمل الآمل ٢ : ١٧ [ ٣٦ ].

وانظر : روضات الجنّات ١ : ٦٤ ، رياض العلماء ١ : ٤٨ ، الذريعة ١ : ٢٨١ [ ١٤٧٢ ] ، طبقات أعلام الشيعة ( القرن السادس ) ٢ : ١١ ، معجم رجال الحديث ٢ : ١٦٤ [ ٦٨١ ] ، خاتمة المستدرك ٣ : ٦٠.

٤ ـ البحار ١ : ٩.

٤٧٥

الكتب المعروفة المتداولة ، وقد أثنى السيّد ابن طاووس على الكتاب وعلى مؤلّفه ، وقد أخذ عنه أكثر المتأخّرين(١) .

واعتمد عليه الحرّ العاملي في وسائله(٢) ، وذكر طريقه إليه(٣) .

وهذا الكتاب وإن كانت أخباره مراسيل ، إلاّ ما رواه عن الإمام الحسن العسكري ( عليه السلام ) ، إلاّ أنّها ذات قيمة واعتبار ; إذ أنّ مؤلّفه قال في مقدّمة الكتاب : ولا نأتي في أكثر ما نورده من الأخبار بإسناده ، إمّا لوجود الإجماع عليه ، أو موافقته لما دلّت العقول إليه ، ولاشتهاره في السير والكتب بين المخالف والمؤالف ، إلاّ ما أوردته عن أبي محمّد الحسن العسكري ( عليه السلام ) ، فإنّه ليس في الاشتهار على حدّ ما سواه وإن كان مشتملا على مثل الذي قدّمناه ، فلأجل ذلك ذكرت إسناده في أوّل خبر من ذلك دون غيره ; لأنّ جميع ما رويت عنه ( عليه السلام ) إنّما رويته بإسناد واحد من جملة الأخبار التي ذكرها ( عليه السلام ) في تفسيره(٤) .

ومن كلامه يظهر لك قيمة ما رواه في كتابه ، وقد مرّ عليك كلام المجلسي في توثيق الكتاب.

ومع ذلك فقد ذكر حديث الثقلين مسنداً عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) ، وصرّح بأنّ الإسناد صحيح رجاله ثقات في حديث آخر ، وبقيّة الأحاديث أدرجنا مواضعها في الكتب التي سبقت الاحتجاج ، حيث إنّ بعضها مسندة هناك.

وأمّا ما رواه من رسالة الإمام الحسن العسكري ( عليه السلام ) إلى أهل الأهواز ،

____________

١ ـ البحار ١ : ٢٨.

٢ ـ خاتمة الوسائل ٣٠ : ١٥٦ ، الفائدة الرابعة.

٣ ـ خاتمة الوسائل ٣٠ : ١٨٣ ، الفائدة الخامسة.

٤ ـ الاحتجاج ١ : ٤ ، مقدّمة المؤلّف.

٤٧٦

فقد يقال : إنّها مسندة بالنظر إلى ما ذكره في عبارته المارّة الذكر من أنّه ذكر إسناداً واحداً في أوّل كتابه لما رواه عن الإمام الحسن العسكري ( عليه السلام ) ، ولكن بالتأمّل في الجملة الأخيرة في عبارته ، وهي : ( لأنّ جميع ما رويت عنه ( عليه السلام ) إنّما رويته بإسناد واحد من جملة الأخبار التي ذكرها ( عليه السلام ) في تفسيره ) ، فهي ظاهرة في أنّ هذا السند يختصّ بالأخبار التي رواها عن تفسير الإمام فقط ، وهذه الرسالة غير موجودة في التفسير المتداول الآن.

٤٧٧
٤٧٨

مؤلّفات أبي علي الفضل بن الحسن

الطبرسي ( ت ٥٤٨ هـ )

(٥٩) كتاب : تفسير مجمع البيان

الحديث :

الأوّل : قال : وصحّ عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) من رواية العامّ والخاصّ ، أنّه قال : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ».

وإنّما أحذف أسانيد أمثال هذه الأحاديث إيثاراً للتخفيف ، ولاشتهارها عند أصحاب الحديث(١) .

الثاني : قال في تفسير قوله تعالى :( وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللهِ ) :

والذي يؤيّده ما رواه أبو سعيد الخدري عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أنّه قال : « أيّها الناس ، إنّي قد تركت فيكم حبلين ، إن أخذتم بهما لن تضلّوا بعدي ، أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ألا وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض »(٢) .

____________

١ ـ مجمع البيان ١ ـ ٢ : ٧٥ ، المقدّمة ، وعنه الفيض الكاشاني ( ت ١٠٩١ هـ ) في الأُصول الأصليّة : ٤٢ ، والحرّ العاملي ( ت ١١٠٤ هـ ) في الوسائل ٢٧ : ٢٠٤ ، ح ٧٧ ، وإثبات الهداة ١ : ٦١٠ ، ح ٦١٠ ، فصل (٢٩).

٢ ـ مجمع البيان ١ ـ ٢ : ٨٠٢ ، آل عمران : ١٠٣ ، وعنه في إثبات الهداة ٣ : ١٥

٤٧٩

وعنه الاستر ابادي ( كان حيّاً سنة ٩٦٥ هـ ) في تأويل الآيات الظاهرة(١) .

الثالث : قال : وقد ثبت إجماع أهل البيت ( عليهم السلام ) على إيمان أبي طالب ، وإجماعهم حجّة ; لأنّهم أحد الثقلين اللذين أمر النبي ( صلى الله عليه وآله ) بالتمسّك بهما بقوله : « إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا »(٢) .

الرابع : قال : وعلى هذا إجماع العترة الطاهرة ، وإجماعهم حجّة ; لقول النبي ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض »(٣) .

الخامس : قال : الثقل متاع البيت وجمعه أثقال ، وهو من الثقل ، يقال : ارتحل القوم بثقلهم وثقلتهم أي : بأمتعتهم ، ومنه الحديث : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ».

قال ثعلب : سمّيا به ; لأنّ الأخذ بموجبهما ثقيل ، وقال غيره : إنّ العرب تقول لكلّ شيء خطير نفيس : ثقل ، فسمّاهما ثقلين تفخيماً لشأنهما(٤) .

____________

ح ٦١٤ ، وغاية المرام ٢ : ٣٤٦ ح ٣٧ ، الباب ٢٩ ، والبحار ٢٤ : ٨٣ ، الباب ٣١ ، و ٣٦ : ٢٠ الباب ٢٧ ، وكنز الدقائق ٢ : ١٨٥ ، وتأويل الآيات الباهرات ( فارسي ) : ٦٢.

١ ـ تأويل الآيات الظاهرة ١ : ١١٧ ح ٣١ ، وقال : ويدلّ على ذلك : ما ذكره أبو علي الطبرسي في تفسيره ، قال : روى أبو سعيد عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) .

٢ ـ مجمع البيان ٣ ـ ٤ : ٤٤٤ ، سورة الأنعام : ٢٦ ، وعنه في البحار ٣٥ : ١٣٩ ، إيمان أبي طالب.

٣ ـ مجمع البيان ٧ ـ ٨ : ٢٤٠ ، سورة النور : ٥٥ ، وعنه في إثبات الهداة ١ : ٦١١ ح ٦١٨.

٤ ـ مجمع البيان ٧ ـ ٨ : ٤٣١ ، العنكبوت : ١٣.

٤٨٠