موسوعة حديث الثقلين الجزء ١

موسوعة حديث الثقلين6%

موسوعة حديث الثقلين مؤلف:
الناشر: ستارة
تصنيف: مفاهيم عقائدية
ISBN: 978-600-5213-63-8
الصفحات: 619

الجزء ١ الجزء ٣ الجزء ٤
  • البداية
  • السابق
  • 619 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 161537 / تحميل: 4927
الحجم الحجم الحجم
موسوعة حديث الثقلين

موسوعة حديث الثقلين الجزء ١

مؤلف:
الناشر: ستارة
ISBN: ٩٧٨-٦٠٠-٥٢١٣-٦٣-٨
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

معاشر الناس ، تدبّروا القرآن ، وافهموا آياته ، ومحكماته ، ولا تتّبعوا متشابهه ، فوالله لهو مبيّن لكم نوراً واحداً ، ولا يوضّح لكم تفسيره إلاّ الذي أنا آخذ بيده ومصعده إليّ وشائل بعضده ، ومعلمكم أنّ من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه ، وهو علي بن أبي طالب أخي ووصيّي وموالاته من الله تعالى أنزلها علي.

معاشر الناس ، إنّ عليّاً والطيّبين من ولدي هم الثقل الأصغر ، والقرآن الثقل الأكبر ، وكلّ واحد منهم مبيّن عن صاحبه موافق له ، لن يتفرّقا حتّى يردا عليّ الحوض

معاشر الناس ، القرآن يعرفّكم أنّ الأئمّة من بعده ولده(١) ، وعرّفتكم أنّهم منّي ومنه ، حيث يقول الله جلّ وعزّ( جَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ ) ، ولن تضلّوا ما تمسّكتم بهما » ( الحديث )(٢) .

تنبيه : قد ذكر ابن الفتّال النيسابوري هذا الحديث مرسلاً عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) ، ولكنّه قال في مقدّمة كتابه : وأنا إن شاء الله أفتتح لكلّ مجلس منها بكلام الله تعالى ، ثمّ بآثار النبيّ والأئمّة ( عليهم السلام ) محذوفة الأسانيد ، فإنّ الأسانيد لا طايل فيها إذا كان الخبر شايعاً ذايعاً(٣) .

أقول : فيكون هذا الخبر من الشائع الذائع حسب قوله ، ومع ذلك فالطبرسي ( ت ٥٤٨ هـ ) صاحب الاحتجاج يرويه مسنداً في كتابه ، وسيأتي(٤) .

____________

١ ـ أي من بعد علي ( عليه السلام ) ولده.

٢ ـ روضة الواعظين ١ : ٨٩ ، مجلس في ذكر الإمامة وإمامة علي بن أبي طالب وأولاده صلوات الله عليهم أجمعين ، وعنه في إثبات الهداة ١ : ٦٣٧ ح ٧٥٣ ، فصل ( ٤٤ ) ، والبرهان ١ : ١٤ ح ٣٣ و ١ : ٤٣٦ ح ٩.

٣ ـ روضة الواعظين ١ : ١ ، مقدّمة المؤلّف.

٤ ـ الاحتجاج ١ : ١٣٣ [ ٣٢ ] ، وانظر : ما سنذكره عن الطبرسي في الاحتجاج ،

٤٦١

الراوون عنه : إضافةً للطبرسي ، الجاوابي ( القرن السادس ) في نور الهدى ، كما عن التحصين لابن طاووس ، ولكن أسنده إلى زيد بن أرقم(١) ، وابن طاووس ( ت ٦٦٤ هـ ) في يقينه مسنداً ، وسيأتي(٢) .

الثاني : قال أبو بصير : قلت للصادق ( عليه السلام ) : من آل محمّد؟

قال : « ذرّيّته » ، فقلت : ومن أهل بيته؟

قال : « الأئمّة الأوصياء » ، فقلت : ومن عترته؟

قال : « أصحاب العبا » ، فقلت : من أُمّته؟

قال : « المؤمنون الذين صدّقوا بما جاء من عند الله ، المستمسكون بالثقلين ، الذين أُمروا بالتمسّك بهما : كتاب الله وعترته أهل بيته ، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً ، وهما الخليفتان على الأُمّة بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) »(٣) .

وقد مرّ هذا الخبر عن الصدوق ( ت ٣٨١ هـ ) ( رحمه الله ) مسنداً في معاني الأخبار والأمالي(٤) ، مع بعض الاختلاف.

الثالث : وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ألا وهما الخليفتان من بعدي ، ولن يتفرّقا حتّى يردا عليّ الحوض »(٥) .

____________

الحديث الأوّل.

١ ـ انظر : ما سنذكره عن الجاوابي في نور الهدى ، الحديث الأوّل.

٢ ـ اليقين : ٣٤٣ ، الباب ٢٧ ، وانظر ما سنذكره في اليقين لابن طاووس ، الحديث الأوّل.

٣ ـ روضة الواعظين ٢ : ٢٦٨ ، مجلس في مناقب آل محمّد ( عليهم السلام ).

٤ ـ راجع ما أوردناه في معاني الأخبار ، الحديث السابع ، والأمالي ، الحديث الثاني.

٥ ـ روضة الواعظين ٢ : ٢٧٣ ، مجلس في مناقب آل محمّد ( عليهم السلام ) ، وهو خبر مرسل

٤٦٢

محمّد بن الحسن الفتّال النيسابوري :

ذكره ابن شهرآشوب ( ت ٥٨٨ هـ ) في المعالم ، وقال : محمّد بن الحسن الفتّال النيسابوري ، له كتاب التنوير في معاني التفسير ، وروضة الواعظين وبصيرة المتّعظين(١) .

وكذا في ضمن شيوخه الذين أخذ عنهم الرواية والإجازة في أوّل كتابه المناقب(٢) .

وذكره الشيخ منتجب الدين ( القرن السادس ) في فهرسته ، ونسبه إلى جدّه ، وقال : الشيخ محمّد بن علي الفتّال النيسابوري صاحب التفسير ، ثقة وأيّ ثقة ، أخبرنا جماعة من الثقات عنه بتفسيره(٣) ، وفي موضع آخر نسبه إلى جدّ أبيه ، وقال : الشيخ الشهيد محمّد بن أحمد الفارسي ، مصنّف كتاب « روضة الواعظين »(٤) .

ومن التأمّل في كلام ابن شهرآشوب في معالمه ومناقبه ، مع ما ذكره الشيخ منتجب الدين ، يظهر أنّ ما ترجمه الشيخ منتجب الدين في موضعين من فهرسته لشخص واحد(٥) ، ويظهر أنّ ( الفارسي ) من ألقابه أيضاً ، حيث نصّ عليه ابن داود ( ت ٧٠٧ هـ ) في رجاله ، وقال : محمّد بن أحمد بن علي الفتّال النيسابوري المعروف بابن الفارسي أبو علي ، لم ( جخ )(٦) ،

____________

أيضاً كما نبّهنا على ما قاله المصنّف في مقدّمته سابقاً.

١ ـ معالم العلماء : ١١٦ [ ٧٦٩ ].

٢ ـ مناقب آل أبي طالب ١ : ١٢ ، ونسبه تارة إلى أبيه الحسن ومرّة إلى جدّه علي.

٣ ـ فهرست منتجب الدين : ١٦٦ [ ٣٩٥ ].

٤ ـ فهرست منتجب الدين : ١٩١ [ ٥١١ ].

٥ ـ روضات الجنّات ٦ : ٢٥٣ [ ٥٨٢ ].

٦ ـ ( لم ) علامة لمن لم يرو عن الأئمّة ( عليهم السلام ) في رجال الشيخ الطوسي.

٤٦٣

متكلّم جليل القدر ، فقيه عالم زاهد ورع ، قتله أبو المحاسن عبد الرزّاق رئيس نيشابور الملقّب بشهاب الإسلام(١) .

وقد نبّه كلّ من تعرّض لكلام ابن داود على عدم وجود ذكر للفتّال في رجال الشيخ وأنّ هذا من سهو قلم ابن داود(٢) .

وذكره العلاّمة ( ت ٧٢٦ هـ ) في إجازته لبني زهرة(٣) .

وعدّه الشيخ عبد الجليل القزويني ( القرن السادس ) في كتابه النقض ( أُلّف بحدود ٥٦٠ هـ ) ضمن علماء الشيعة من أمثال أبي يعلى سالار وابن البراج والمقاربين لعصره كالدوريستي والقاضي أبي علي الطوسي وعبد الجبّار الرازي وغيرهم ، وقال : وكان كلّ منهم مدرّساً ومتكلّماً وفقيهاً وعالماً ومقرءاً ومفسّراً ومتديّناً(٤) ، وذكره في موضع آخر ضمن مفسّري الشيعة(٥) وأنّ تفسيره معتبرٌ(٦) .

وحسّنه المجلسي ( ت ١١١١ هـ ) في الوجيزة(٧) ، وكذا ذكره في أوّل البحار ونقل كلام من ذكرناهم آنفاً(٨) .

____________

١ ـ رجال ابن داود : ١٦٣ [ ١٢٩٨ ] ، القسم الأوّل.

وانظر : منهج المقال : ٢٨٠ ، الكنى والألقاب ٣ : ١٢ ، هدية الأحباب : ٢٠٨ ، منتهى المقال ٥ : ٣٣١ [ ٢٤٥٧ ] ، تأسيس الشيعة : ٣٩٥ ، رياض العلماء ٥ : ٢٧ و ٧٥ ، مستدرك الوسائل ٣ : ٩٨.

٢ ـ انظر : تعليقة البهبهاني على منهج المقال : ٢٨٠ ، تنقيح المقال ٢ : ٧٣ ، من أبواب الميم ، نقد الرجال ٤ : ١٢٢ [ ٤٤٤٣ ] ، منتهى المقال ٥ : ٣٣١ [ ٢٤٥٧ ] ، البحار ١ : ٨ ، رياض العلماء ٥ : ٢٧.

٣ ـ البحار ١٠٧ : ٨٣ ، إجازة العلاّمة لبني زهرة.

٤ ـ النقض ( فارسي ) : ٤٠ ، ( منقول عن الفارسيّة ).

٥ ـ النقض : ٢١٢.

٦ ـ النقض : ٢٦٣ و ٥٢٦.

٧ ـ الوجيزة ( رجال المجلسي ) : ٢٩١.

٨ ـ البحار ١ : ٨.

٤٦٤

وقد ترجمه البعض في مكانين على أنَّهما رجلان ، كما في جامع الرواة ، فقد نقل مرّة عبارة ابن داود(١) ، وأُخرى عبارة منتجب الدين(٢) ، وكذا فعل المامقاني ( ت ١٣٥١ هـ ) في التنقيح(٣) ، والشيخ الحرّ ( ت ١١٠٤ هـ ) في أمل الآمل(٤) ، ويظهر منه في خاتمة الوسائل أنّه عدّه رجلا واحداً(٥) ، ويظهر التعدّد أيضاً من كلام العلاّمة الطهراني ( ت ١٣٨٩ هـ ) في الذريعة(٦) ، ولكنّه مال إلى أنّهما واحد في أعلام الشيعة في القرن السادس(٧) .

وقال العلاّمة التستري ( ت ١٤١٥ هـ ) في قاموسه : محلّ تحقيقه الألقاب(٨) .

كتاب روضة الواعظين :

نسبه إليه كلّ من ابن شهرآشوب ( ت ٥٨٨ هـ ) في معالمه(٩) ومناقبه(١٠) ، والشيخ منتجب الدين ( القرن السادس ) في فهرسته(١١) ، والعلاّمة ( ت ٧٢٦ هـ ) في إجازته لبني زهرة ، وذكر طريقه إليه(١٢) .

____________

١ ـ جامع الرواة ٢ : ٦٢.

٢ ـ جامع الرواة ٢ : ١٥٥.

٣ ـ تنقيح المقال ٢ : ٧٣ ، و ٣ : ١٥٨.

٤ ـ أمل الآمل ٢ : ٢٤٢ [ ٧١٣ ] و ٢٦٠ [ ٧٦٥ ] و ٢٨٨ [ ٨٦٠ ].

٥ ـ خاتمة الوسائل ٣٠ : ٤٥٩ ، الفائدة الثانية عشرة.

٦ ـ الذريعة ٤ : ٢٩٦ [ ١٣٠٦ ] ، و ٢٦٩ [ ٢٠٨٧ ] ، و ١١ : ٣٠٥ [ ١٨١٥ ].

٧ ـ طبقات أعلام الشيعة ( القرن السادس ) ٢ : ٢٤٦ و ٢٧٥.

٨ ـ قاموس الرجال ٩ : ٧٤.

٩ ـ معالم العلماء : ١١٦ [ ٧٦٩ ].

١٠ ـ المناقب ١ : ١٢.

١١ ـ فهرست منتجب الدين : ١٧١ [ ٥١١ ].

١٢ ـ البحار ١٠٧ : ٨٣ ، إجازة العلاّمة لبني زهرة.

٤٦٥

وذكره المجلسي ( ت ١١١١ هـ ) في مدارك بحاره ، ونبّه على خطأ من نسب الكتاب إلى المفيد(١) ، وقال في توثيقه : ذكرنا أنّه داخل في إجازات العلماء الأعلام ، ونقل عنه الأفاضل الكرام(٢) .

والحرّ العاملي ( ت ١١٠٤ هـ ) في ضمن الكتب المعتمدة في الوسائل(٣) ، وذكر طريقه إليه(٤) .

وأخبار الكتاب كلّها مراسيل ، إذ لم يذكر المؤلّف سند الروايات ، ولكنّه قال في مقدّمة الكتاب : وأنا إن شاء الله أفتتح لكلّ مجلس منها بكلام الله تعالى ، ثمّ بآثار النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) والأئمّة ( عليهم السلام ) ، محذوفة الأسانيد فإنّ الأسانيد لا طائل فيها إذا كان الخبر شايعاً ذايعاً(٥) .

فهو يعتبر الأخبار الموجودة في كتابه شائعة وذائعة ، ومنها حديث الثقلين الذي نحن بصدده.

وقد أشرنا عند إيرادنا لحديث الثقلين من هذا الكتاب إلى موارد ذكر هذه الأحاديث مسندة في الكتب الأُخرى ، فراجع.

____________

١ ـ البحار ١ : ٨.

٢ ـ البحار ١ : ٢٨ ، توثيق المصادر.

٣ ـ خاتمة الوسائل ٣٠ : ١٥٨ ، الفائدة الرابعة.

٤ ـ خاتمة الوسائل ٣٠ : ١٨٢ ، الفائدة الخامسة.

٥ ـ روضة الواعظين ١ : ١ ، مقدّمة المؤلّف.

٤٦٦

(٥٨) كتاب : الاحتجاج

لأبي منصور أحمد بن أبي طالب الطبرسي

( النصف الأوّل من القرن السادس )

الحديث :

الأوّل : حدَّثني السيّد العالم أبو جعفر مهدي بن أبي حرب الحسيني المرعشي ( رضي الله عنه ) ، قال : أخبرنا الشيخ أبو علي الحسن ابن الشيخ السعيد أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي ( رضي الله عنه ) ، قال : أخبرني الشيخ السعيد الوالد أبو جعفر ( قدس سره ) ، قال : أخبرني جماعة ، عن أبي محمّد هارون بن موسى التلعكبري ، قال : أخبرنا أبو علي محمّد بن همام ، قال : أخبرنا علي السوري ، قال : أخبرنا أبو محمّد العلوي من ولد الأفطس ـ وكان من عباد الله الصالحين ـ ، قال : حدَّثنا محمّد بن موسى الهمداني ، قال : حدَّثنا محمّد ابن خالد الطيالسي ، قال : حدَّثنا سيف بن عميرة وصالح بن عقبة جميعاً ، عن قيس بن سمعان ، عن علقمة بن محمّد الحضرمي ، عن أبي جعفر محمّد بن علي ( عليهما السلام ) ، أنه قال : « حجّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من المدينة ، وقد بلّغ جميع الشرايع قومه غير الحجّ والولاية » ، إلى آخر ما أوردناه في روضة الواعظين عن ابن الفتّال مع بعض الاختلاف(١) .

____________

١ ـ الاحتجاج ١ : ١٣٣ [ ٣٢ ] ، احتجاج النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) يوم الغدير على الخلق كلّهم.

٤٦٧

وأورد هذا الحديث أيضاً الجاوابي ( القرن السادس ) في نور الهدى ، عن زيد بن أرقم ، وسيأتي(١) .

وابن طاووس ( ت ٦٦٤ هـ ) في اليقين عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) ، وسيأتي(٢) .

الثاني : عن أبي المفضّل محمّد بن عبد الله الشيباني بإسناده الصحيح عن رجاله ثقة عن ثقة : أنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) خرج في مرضه الذي توفّي فيه إلى الصلاة متوكّئاً على الفضل بن عبّاس ، وغلام له يقال له « ثوبان » ، وهي الصلاة التي أراد التخلّف عنها لثقله ، ثمّ حمل على نفسه ( صلى الله عليه وآله ) وخرج ، فلمّا صلّى عاد إلى منزله ، فقال لغلامه : « اجلس على الباب ، ولا تحجب أحداً من الأنصار » ، وتجلاّه الغشى ، وجاءت الأنصار فأحدقوا بالباب ، وقالوا : استأذن لنا على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال : هو مغشيّ عليه ، وعنده نساؤه ، فجعلوا يبكون ، فسمع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) البكاء ، فقال : « من هؤلاء؟ »

قالوا : الأنصار ، فقال : « من هاهنا من أهل بيتي؟ »

قالوا : علي والعبّاس ، فدعاهما وخرج متوكّئاً عليهما ، فاستند إلى جذع من أساطين مسجده ـ وكان الجذع جريد نخل ـ فاجتمع الناس ، وخطب ، وقال في كلامه :

____________

وراجع ما ذكرناه في روضة الواعظين الحديث الأوّل ، مع بعض الاختلاف.

وفي الاحتجاج بعد قوله : وبلغ من حجّ مع رسول الله ـ من أهل المدينة وأهل الأطراف والأعراب ـ سبعين ألف إنسان أو يزيدون على نحو عدد أصحاب موسى السبعين ألفاً الذين أخذ عليهم بيعة هارون ( عليه السلام ) ، زيادة هكذا : فنكثوا واتبعوا العجل والسامري ، وكذا أخذ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) البيعة لعلي ( عليه السلام ) بالخلافة على عدد أصحاب موسى ، فنكثوا البيعة واتّبعوا العجل والسامريّ ، سنّة بسنّة ، ومثل بمثل.

وعنه في تفسير الصافي ٢ : ٥٣ ، سورة المائدة : ٦٧ ، وغاية المرام ١ : ٣٢٥ ح ٤٠ ، الباب ١٧ ، والبحار ٣٧ : ٢٠١ ح ٨٦ ، وإثبات الهداة ١ : ٦٠٥ ح ٥٩٣.

١ ـ انظر ما ذكرناه عن كتاب ( نور الهدى ) للجاوابي ، الذي أورد رواياته ابن طاووس في التحصين ، الحديث الأوّل.

٢ ـ انظر ما سنذكره عن اليقين لابن طاووس ، الحديث الأوّل.

٤٦٨

« معاشر الناس ، إنّه لم يمت نبيّ قط إلاّ خلّف تركة ، وقد خلّفت فيكم الثقلين : كتاب الله وأهل بيتي ، ألا فمن ضيّعهم ضيّعه الله ، ألا وإنّ الأنصار كرشي وعيبتي التي آوي إليها ، وإنّي أوصيكم بتقوى الله والإحسان إليهم ، فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم »(١) .

الثالث : أورد ما ذكرناه عن سُليم بن قيس الهلالي في احتجاج أمير المؤمنين ( عليه السلام ) على جماعة من المهاجرين والأنصار في مسجد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في خلافة عثمان ، وأورد فيه ثلاثة موارد ولم يذكر المورد الأوّل(٢) .

الرابع : قال سُليم بن قيس : بينما أنا وحنش بن المعتمر بمكّة ، إذ قام أبوذر وأخذ بحلقة الباب ، إلى آخر ما ذكرناه عن القسم الثالث ( المستدركات ) من كتاب سُليم بن قيس الهلالي ، وقلنا هناك : إنّه لا يوجد في النسخ المخطوطة الآن ، وإنّما أورده المحقّق من كتاب الاحتجاج للطبرسي(٣) ، فراجع.

الخامس : وروي أنّه(٤) ( صلوات الله عليه ) قال ـ بعد ذلك ـ : « أيّها الناس ، عليكم بالطاعة والمعرفة بمن لا تعتذرون بجهالته ، فإنّ العلم الذي هبط به آدم وجميع ما فضلت به النبيّون إلى خاتم النبيّين في عترة نبيّكم محمّد ( صلى الله عليه وآله ) ، فأنّى يتاه بكم؟ بل أين تذهبون؟ يا من نسخ من أصلاب

____________

١ ـ الاحتجاج ١ : ١٧١ [ ٣٦ ] ، ذكر طرف ممّا جرى بعد وفاة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وعنه في غاية المرام ٢ : ٣٤٥ ح ٣٥ ، الباب ٢٩ ، والبحار ٢٨ : ١٧٥ ح ١.

٢ ـ الاحتجاج ١ : ٣٣٧ [ ٥٦ ] ، احتجاجه ( عليه السلام ) على جماعة كثيرة من المهاجرين والأنصار . ، وعنه في إثبات الهداة ١ : ٦٠٧ ح ٥٩٦ ، والبحار ٣١ : ٤٠٧ ح ١ ، راجع ما أوردناه عن سُليم بن قيس ، الحديث الثاني.

٣ ـ الاحتجاج ١ : ٣٦١ [ ٥٨ ] ، وعنه في إثبات الهداة ١ : ٦٠٨ ح ٥٩٧ ، والبحار ٢٣ : ١١٩ ح ٣٨ ، وراجع ما ذكرناه عن سُليم بن قيس ، الحديث السادس.

٤ ـ أي أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ).

٤٦٩

أصحاب السفينة ، هذه مثلها فيكم فاركبوها ، فكما نجا في هاتيك من نجا فكذلك ينجو في هذه من دخلها ، أنا رهين بذلك قسماً حقّاً وما أنا من المتكلّفين ، والويل لمن تخلّف ، ثمّ الويل لمن تخلّف.

أما بلغكم ما قال فيكم نبيّكم ( صلى الله عليه وآله ) ، حيث يقول في حجّة الوداع : » إلى آخر ما ذكرناه عن المفيد في إرشاده(١) ، وقد مرّ هذا الحديث أيضاً عن تاريخ اليعقوبي ، فراجع(٢) .

السادس : روي عن الشعبي وأبي مخنف ويزيد بن أبي حبيب المصري ، أنّهم قالوا : لم يكن في الإسلام يوم في مشاجرة قوم اجتمعوا في محفل أكثر ضجيجاً ولا أعلى كلاماً ولا أشدّ مبالغة في قول ، من يوم اجتمع فيه عند معاوية بن أبي سفيان ، عمرو بن عثمان بن عفّان ، وعمرو ابن العاص ، وعتبة بن أبي سفيان ، والوليد بن عقبة بن أبي معيط ، والمغيرة ابن شعبة ، وقد تواطؤوا على أمر واحد.

فقال عمرو بن العاص لمعاوية : ألا تبعث إلى الحسن بن علي فتحضره ، فلو بعثت إليه فقصرنا به وبأبيه وسببناه وسببنا أباه ، فتكلّم أبو محمّد الحسن بن علي ( عليهما السلام ) فقال : « الحمد لله الذي هدى أوّلكم بأوّلنا وآخركم بآخرنا ، وصلّى الله على جدّي محمّد وآله وسلّم

ثمّ قال : أُنشدكم بالله أتعلمون أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال في حجّة الوداع : أيّها الناس ، إنّي قد تركت فيكم ما لم تضلّوا بعده : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فأحلّوا حلاله ، وحرّموا حرامه ، واعملوا بمحكه وآمنوا بمتشابهه ، وقولوا : آمنّا بما أنزل الله من الكتاب ، وأحبّوا أهل بيتي

____________

١ ـ الاحتجاج ١ : ٦٢٤ [ ١٤٤ ] ، وعنه في إثبات الهداة ١ : ٦٠٨ ح ٥٩٩ ، والبحار ٢ : ٢٨٤ ح ٢ ، وراجع ما ذكرناه عن إرشاد المفيد ، الحديث الثالث.

٢ ـ راجع ما ذكرناه عن تاريخ اليعقوبي ، الحديث الثالث.

٤٧٠

وعترتي ، ووالوا من والاهم وانصروهم على من عاداهم ، وإنّهما لا يزالا فيكم حتّى يردا عليّ الحوض يوم القيامة.

ثمّ دعا ـ وهو على المنبر ـ عليّاً فاجتذبه بيده ، فقال : اللّهمّ وال من والاه ، وعاد من عاداه ، اللّهم من عادى عليّاً فلا تجعل له في الأرض مقعداً ، ولا في السماء مصعداً ، واجعله في أسفل درك من النار »(١) .

السابع : عن موسى بن عقبة ، أنّه قال : لقد قيل لمعاوية : إنّ الناس قد رموا بأبصارهم إلى الحسين ( عليه السلام ) ، فلو قد أمرته يصعد المنبر فيخطب ، فإنّ فيه حصراً وفي لسانه كلالة.

فقال لهم معاوية : قد ظنّنا ذلك بالحسن ، فلم يزل حتّى عظم في أعين الناس وفضحنا ، فلم يزالوا به حتّى قال للحسين : يا أبا عبد الله ، لو صعدت المنبر فخطبت.

فصعد الحسين ( عليه السلام ) المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه وصلّى على النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) ، فسمع رجلاً يقول : من هذا الذي يخطب؟

فقال الحسين ( عليه السلام ) : « نحن حزب الله الغالبون ، وعترة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الأقربون ، وأهل بيته الطيّبون ، وأحد الثقلين »(٢) ، إلى آخر ما أوردناه عن الشيخ المفيد في أماليه ، ولكنّه رواه مسنداً عن الإمام الحسن ( عليه السلام ) في خطبة له بعد البيعة له بالأمر.

____________

١ ـ الاحتجاج ٢ : ١٧ [ ١٥٠ ] ، احتجاج الحسن بن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) على جماعة من المنكرين لفضله وفضل أبيه . ، وعنه في إثبات الهداة ١ : ٦٠٨ ح ٦٠٠ ، والبحار ٤٤ : ٧٠ ح ١.

٢ ـ الاحتجاج ٢ : ٩٤ [ ١٦٥ ] ، احتجاجه ( صلوات الله عليه ) ـ الحسين ( عليه السلام ) ـ بإمامته على معاوية

وفيه : « وأحد الثقلين الذين جعلنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ثاني كتاب الله تبارك وتعالى الذي فيه تفصيل » ، وفيه : « والمعوّل علينا في تفسيره ، لا يبطئنا تأويله ، بل نتّبع حقايقه » ، وعنه في الوسائل ٢٧ : ١٩٥ ح ٤٥ ، والبحار ٤٤ : ٢٠٥ ح ١ ، وراجع ما أوردناه عن الأمالي للمفيد ، الحديث الثالث.

٤٧١

ورواه عن المفيد ، الطوسي ( رحمه الله ) ( ت ٤٦٠ هـ ) في أماليه عن الإمام الحسن ( عليه السلام ) أيضاً(١) ، وعن الطوسي ( رحمه الله ) ، عن المفيد ( رحمه الله ) ، عماد الدين الطبري ( القرن السادس ) في بشارة المصطفى عن الإمام الحسن ( عليه السلام ) أيضاً(٢) ، وسيأتي.

والظاهر أنّ الخطبة للإمام الحسن ( عليه السلام ) ; لأنّ ما في المفيد مسنداً ، وهو متقدّم على الطبرسي صاحب الاحتجاج الذي رواه مرسلا عن موسى ابن عقبة ، فلاحظ.

الثامن : وعن أحمد بن عبد الله البرقي ، عن أبيه ، عن شريك بن عبد الله ، عن الأعمش ، قال : اجتمعت الشيعة والمحكّمة(٣) عند أبي نعيم النخعي بالكوفة ، وأبو جعفر محمّد بن النعمان مؤمن الطاق حاضر ، فقال ابن أبي حذرة : أنا أُقرّر معكم أيّتها الشيعة أنّ أبا بكر أفضل من علي ( عليه السلام ) ومن جميع أصحاب النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) بأربع خصال

قال أبو جعفر مؤمن الطاق ( رحمه الله ) : يا بن أبي حذرة ، وأنا أُقرّر معك أنّ عليّاً ( عليه السلام ) أفضل من أبي بكر وجميع أصحاب النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) بهذه الخصال التي وصفتها ، وأنّها مثلبة لصاحبك ، وألزمك طاعة علي ( عليه السلام ) من ثلاث جهات : من القرآن وصفاً ، ومن خبر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) نصاً ، ومن حجّة العقل اعتباراً

فقال الناس لأبي جعفر : هات حجّتك في ما ادّعيت من طاعة علي ( عليه السلام ) ، فقال أبو جعفر مؤمن الطاق :

أمّا من القرآن وصفاً فقوله عزّ وجلّ :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ )

____________

١ ـ راجع ما أوردناه عن أمالي الطوسي ، الحديث الثالث.

٢ ـ راجع ما سنذكره عن بشارة المصطفى ، الحديث الرابع.

٣ ـ المحكّمة هم الخوارج.

٤٧٢

قال : وأمّا الخبر عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) نصّاً ، فقال : « إنّي تارك فيكم الثقلين ، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا بعدي : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » ، قوله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلّف عنها غرق ، ومن تقدّمها مرق ، ومن لزمها لحق » فالمتمسّك بأهل بيت الرسول ( صلى الله عليه وآله ) هاد مهتد بشهادة من الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، والمتمسّك بغيرها ضالّ مضلّ.

قال الناس : صدقت يا أبا جعفر ، وأمّا حجّة العقل(١) .

التاسع : وممّا أجاب به أبو الحسن علي بن محمّد العسكري ( عليهما السلام ) في رسالته إلى أهل الأهواز حين سألوه عن الجبر والتفويض ، أن قال : « اجتمعت الأمّة قاطبة لا اختلاف بينهم في ذلك : أنّ القرآن حقّ لا ريب فيه عند جميع فرقها ، فهم في حالة الاجتماع عليه مصيبون ، وعلى تصديق ما أنزل الله مهتدون ، لقول النبي ( صلى الله عليه وآله ) : « لا تجتمع أُمّتي على ضلالة » ، فأخبر ( صلى الله عليه وآله ) أنّ ما اجتمع عليه الأُمّة ولم يخالف بعضها بعضاً هو الحقّ ، فهذا معنى الحديث لا ما تأوّله الجاهلون ، ولا ما قاله المعاندون من إبطال حكم الكتاب واتّباع حكم الأحاديث المزوّرة والروايات المزخرفة ، واتّباع الأهواء المردية المهلكة ، التي تخالف نصّ الكتاب ، وتحقيق الآيات الواضحات النيّرات ، ونحن نسأل الله أن يوفّقنا للصّواب ويهدينا إلى الرشاد ».

ثمّ قال ( عليه السلام ) : « فإذا شهد الكتاب بتصديق خبر وتحقيقه فأنكرته طائفة من الأُمّة وعارضته بحديث من هذه الأحاديث المزوّرة ، فصارت بإنكارها ودفعها الكتاب كفّاراً ضلاّلا ، وأصحّ خبر ما عرف تحقيقه من الكتاب مثل

____________

١ ـ الاحتجاج ٢ : ٣٠٨ [ ٢٥٨ ] ، وعنه في إثبات الهداة ١ : ٦٠٩ ح ٦٠٥ ، مختصراً ، والبحار ٤٧ : ٣٩٦ ح ١.

٤٧٣

الخبر المجمع عليه من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، حيث قال : « إنّي مستخلف فيكم خليفتين : كتاب الله وعترتي ، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا بعدي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » ، واللفظة الأُخرى عنه في هذا المعنى بعينه ، قوله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا » ، فلمّا وجدنا شواهد هذا الحديث نصّاً في كتاب الله تعالى ، مثل قوله :( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) ، اتّفقت روايات العلماء في ذلك لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) : أنّه تصدّق وهو راكع ، فشكر الله ذلك له وأنزل الآية فيه ، ثمّ وجدنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قد أبانه من أصحابه بهذه اللفظة : « من كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللّهمّ وال من والاه وعاد من عاداه » ، وقوله ( صلى الله عليه وآله ) : « عليّ يقضي ديني ، وينجز موعدي ، وهو خليفتي عليكم بعدي » ، وقوله ( صلى الله عليه وآله ) حيث استخلفه على المدينة ، فقال : يا رسول الله ، أتخلفني مع النساء والصبيان؟ فقال : « أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى ، إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي » ، فعلمنا أنّ الكتاب شهد بتصديق هذه الأخبار ، وتحقيق هذه الشواهد ، فلزم الأُمّة الإقرار بها ; إذ كانت هذه الأخبار وافقت القرآن ، ووافق القرآن هذه الأخبار ، فلمّا وجدنا ذلك موافقاً لكتاب الله ، ووجدنا كتاب الله لهذه الأخبار موافقاً وعليها دليلا ، كان الاقتداء بهذهِ الأخبار فرضاً لا يتعدّاه إلاّ أهل العناد والفساد » ( الحديث )(١) .

____________

١ ـ الاحتجاج ٢ : ٤٨٧ [ ٣٢٨ ] ، وعنه في إثبات الهداة ١ : ٦٠٩ ح ٦٠٧ مختصراً ، وغاية المرام ٢ : ٢١ ح ١٨ ، الباب ١٩ ، و ٢ : ١٤٢ ح ٧٠ ، الباب ٢١ ، و ٢ : ٣٦٦ ح ٨٤ ، الباب ٢٩ ، مع بعض الاختلاف اليسير في كلّها ، والبحار ٢ : ٢٢٥ ح ٣ ، و ٥ : ٢٠ ح ٣٠ ، و ٣٥ : ١٨٤ ح ٢ ، ومستدرك الوسائل ٧ : ٢٥٤ ح ١ ، باب ٤٧.

٤٧٤

وقد مرّ هذا الحديث عن تحف العقول للحرّاني ( القرن الرابع ) ، ولكن نقلناه هنا بطوله لوجود الاختلاف الكثير بينهما(١) .

أحمد بن أبي طالب الطبرسي :

ذكره تلميذه ابن شهر آشوب ( ت ٥٨٨ هـ ) في معالمه ، وقال : شيخي أحمد بن أبي طالب الطبرسي ، له : كتاب الكافي في الفقه حسن ، الاحتجاج(٢) .

وذكره الحرّ العاملي ( ت ١١٠٤ هـ ) في أمل الآمل : الشيخ أبو منصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي ، عالم فاضل فقيه محدّث ثقة ، له كتاب الاحتجاج على أهل اللجاج ، حسن كثير الفوائد(٣) .

كتاب الاحتجاج :

إنّ كتابه الاحتجاج معروف النسبة إليه ، ذكره كلّ من ترجمه ، كما مرّ عليك كلام ابن شهر آشوب والحرّ العاملي آنفاً.

وجعله المجلسي ( ت ١١١١ هـ ) من مصادر كتابه البحار ، ونبّه على الخطأ في نسبة الكتاب إلى أبي علي الطبرسي صاحب التفسير(٤) ، وقال في توثيق الكتاب : وكتاب الاحتجاج وإن كانت أكثر أخباره مراسيل لكنّها من

____________

١ ـ راجع ما ذكرناه عن تحف العقول للحرّاني ، الحديث الثالث.

٢ ـ معالم العلماء : ٢٥ [ ١٢٥ ].

٣ ـ أمل الآمل ٢ : ١٧ [ ٣٦ ].

وانظر : روضات الجنّات ١ : ٦٤ ، رياض العلماء ١ : ٤٨ ، الذريعة ١ : ٢٨١ [ ١٤٧٢ ] ، طبقات أعلام الشيعة ( القرن السادس ) ٢ : ١١ ، معجم رجال الحديث ٢ : ١٦٤ [ ٦٨١ ] ، خاتمة المستدرك ٣ : ٦٠.

٤ ـ البحار ١ : ٩.

٤٧٥

الكتب المعروفة المتداولة ، وقد أثنى السيّد ابن طاووس على الكتاب وعلى مؤلّفه ، وقد أخذ عنه أكثر المتأخّرين(١) .

واعتمد عليه الحرّ العاملي في وسائله(٢) ، وذكر طريقه إليه(٣) .

وهذا الكتاب وإن كانت أخباره مراسيل ، إلاّ ما رواه عن الإمام الحسن العسكري ( عليه السلام ) ، إلاّ أنّها ذات قيمة واعتبار ; إذ أنّ مؤلّفه قال في مقدّمة الكتاب : ولا نأتي في أكثر ما نورده من الأخبار بإسناده ، إمّا لوجود الإجماع عليه ، أو موافقته لما دلّت العقول إليه ، ولاشتهاره في السير والكتب بين المخالف والمؤالف ، إلاّ ما أوردته عن أبي محمّد الحسن العسكري ( عليه السلام ) ، فإنّه ليس في الاشتهار على حدّ ما سواه وإن كان مشتملا على مثل الذي قدّمناه ، فلأجل ذلك ذكرت إسناده في أوّل خبر من ذلك دون غيره ; لأنّ جميع ما رويت عنه ( عليه السلام ) إنّما رويته بإسناد واحد من جملة الأخبار التي ذكرها ( عليه السلام ) في تفسيره(٤) .

ومن كلامه يظهر لك قيمة ما رواه في كتابه ، وقد مرّ عليك كلام المجلسي في توثيق الكتاب.

ومع ذلك فقد ذكر حديث الثقلين مسنداً عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) ، وصرّح بأنّ الإسناد صحيح رجاله ثقات في حديث آخر ، وبقيّة الأحاديث أدرجنا مواضعها في الكتب التي سبقت الاحتجاج ، حيث إنّ بعضها مسندة هناك.

وأمّا ما رواه من رسالة الإمام الحسن العسكري ( عليه السلام ) إلى أهل الأهواز ،

____________

١ ـ البحار ١ : ٢٨.

٢ ـ خاتمة الوسائل ٣٠ : ١٥٦ ، الفائدة الرابعة.

٣ ـ خاتمة الوسائل ٣٠ : ١٨٣ ، الفائدة الخامسة.

٤ ـ الاحتجاج ١ : ٤ ، مقدّمة المؤلّف.

٤٧٦

فقد يقال : إنّها مسندة بالنظر إلى ما ذكره في عبارته المارّة الذكر من أنّه ذكر إسناداً واحداً في أوّل كتابه لما رواه عن الإمام الحسن العسكري ( عليه السلام ) ، ولكن بالتأمّل في الجملة الأخيرة في عبارته ، وهي : ( لأنّ جميع ما رويت عنه ( عليه السلام ) إنّما رويته بإسناد واحد من جملة الأخبار التي ذكرها ( عليه السلام ) في تفسيره ) ، فهي ظاهرة في أنّ هذا السند يختصّ بالأخبار التي رواها عن تفسير الإمام فقط ، وهذه الرسالة غير موجودة في التفسير المتداول الآن.

٤٧٧
٤٧٨

مؤلّفات أبي علي الفضل بن الحسن

الطبرسي ( ت ٥٤٨ هـ )

(٥٩) كتاب : تفسير مجمع البيان

الحديث :

الأوّل : قال : وصحّ عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) من رواية العامّ والخاصّ ، أنّه قال : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ».

وإنّما أحذف أسانيد أمثال هذه الأحاديث إيثاراً للتخفيف ، ولاشتهارها عند أصحاب الحديث(١) .

الثاني : قال في تفسير قوله تعالى :( وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللهِ ) :

والذي يؤيّده ما رواه أبو سعيد الخدري عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أنّه قال : « أيّها الناس ، إنّي قد تركت فيكم حبلين ، إن أخذتم بهما لن تضلّوا بعدي ، أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ألا وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض »(٢) .

____________

١ ـ مجمع البيان ١ ـ ٢ : ٧٥ ، المقدّمة ، وعنه الفيض الكاشاني ( ت ١٠٩١ هـ ) في الأُصول الأصليّة : ٤٢ ، والحرّ العاملي ( ت ١١٠٤ هـ ) في الوسائل ٢٧ : ٢٠٤ ، ح ٧٧ ، وإثبات الهداة ١ : ٦١٠ ، ح ٦١٠ ، فصل (٢٩).

٢ ـ مجمع البيان ١ ـ ٢ : ٨٠٢ ، آل عمران : ١٠٣ ، وعنه في إثبات الهداة ٣ : ١٥

٤٧٩

وعنه الاستر ابادي ( كان حيّاً سنة ٩٦٥ هـ ) في تأويل الآيات الظاهرة(١) .

الثالث : قال : وقد ثبت إجماع أهل البيت ( عليهم السلام ) على إيمان أبي طالب ، وإجماعهم حجّة ; لأنّهم أحد الثقلين اللذين أمر النبي ( صلى الله عليه وآله ) بالتمسّك بهما بقوله : « إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا »(٢) .

الرابع : قال : وعلى هذا إجماع العترة الطاهرة ، وإجماعهم حجّة ; لقول النبي ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض »(٣) .

الخامس : قال : الثقل متاع البيت وجمعه أثقال ، وهو من الثقل ، يقال : ارتحل القوم بثقلهم وثقلتهم أي : بأمتعتهم ، ومنه الحديث : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ».

قال ثعلب : سمّيا به ; لأنّ الأخذ بموجبهما ثقيل ، وقال غيره : إنّ العرب تقول لكلّ شيء خطير نفيس : ثقل ، فسمّاهما ثقلين تفخيماً لشأنهما(٤) .

____________

ح ٦١٤ ، وغاية المرام ٢ : ٣٤٦ ح ٣٧ ، الباب ٢٩ ، والبحار ٢٤ : ٨٣ ، الباب ٣١ ، و ٣٦ : ٢٠ الباب ٢٧ ، وكنز الدقائق ٢ : ١٨٥ ، وتأويل الآيات الباهرات ( فارسي ) : ٦٢.

١ ـ تأويل الآيات الظاهرة ١ : ١١٧ ح ٣١ ، وقال : ويدلّ على ذلك : ما ذكره أبو علي الطبرسي في تفسيره ، قال : روى أبو سعيد عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) .

٢ ـ مجمع البيان ٣ ـ ٤ : ٤٤٤ ، سورة الأنعام : ٢٦ ، وعنه في البحار ٣٥ : ١٣٩ ، إيمان أبي طالب.

٣ ـ مجمع البيان ٧ ـ ٨ : ٢٤٠ ، سورة النور : ٥٥ ، وعنه في إثبات الهداة ١ : ٦١١ ح ٦١٨.

٤ ـ مجمع البيان ٧ ـ ٨ : ٤٣١ ، العنكبوت : ١٣.

٤٨٠

السادس : قال : وإنّما سمّيت الجنّ والإنس ثقلين ; لعظم خطرهما ، وجلالة شأنهما ، بالإضافة إلى ما في الأرض من الحيوانات ، ولثقل وزنهما بالعقل والتمييز ، ومنه قول النبي ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي » ، سمّاهما ثقلين ; لعظم خطرهما وجلالة قدرهما(١) .

أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي :

عدّه الشيخ ابن شهر آشوب ( ت ٥٨٨ هـ ) من شيوخه(٢) .

وقال الشيخ منتجب الدين ( القرن السادس ) في الفهرست : الشيخ الإمام أمين الدين أبو علي الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي ، ثقة فاضل ديّن عين ، له تصانيف ، شاهدته وقرأت بعضها عليه(٣) .

وقال السيّد مصطفى الحسيني التفرشي ( القرن الحادي عشر ) : الفضل ابن الحسن بن الفضل ، أمين الدين أبو علي الطبرسي ، ثقة فاضل ديّن عين ، من أجلاّء هذه الطائفة ، له تصانيف حسنة ، إلى أن قال : انتقل ( رحمه الله ) من المشهد المقدّس الرضوي على ساكنه من الصلوات أفضلها ومن التحيات أكملها إلى سبزوار في شهور سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة ، وانتقل بها إلى دار الخلود ليلة النحر سنة ثمان وأربعين وخمسمائة ، رضي الله عنه وأرضاه(٤) .

____________

١ ـ مجمع البيان ٩ ـ ١٠ : ٣٤٠ ، الرحمن : ٣١.

٢ ـ معالم العلماء : ١٣٥ [ ٩٢٠ ].

٣ ـ فهرست منتجب الدين : ١٤٤ [ ٣٣٦ ] ، وانظر : حاوي الأقوال ٣ : ٦٥ [ ٩٥٣ ].

٤ ـ نقد الرجال ٤ : ١٩ [ ٤١٠٧ ] ، وانظر : رياض العلماء ٤ : ٣٤٠ ، روضات الجنّات ٥ : ٣٥٧ ، خاتمة المستدرك ٣ : ٦٩ ، أمل الآمل ٢ : ٢١٦ [ ٦٥٠ ] ، منتهى المقال ٥ : ١٩٤ [ ٢٢٧٩ ] ، الوجيزة ( رجال المجلسي ) : ٢٧٨ [ ١٤١٥ ] ، لؤلؤة البحرين : ٣٤٦ [ ١١٦ ] ، طبقات أعلام الشيعة ( القرن السادس ) : ٢١٦ ، جامع الرواة ٢ : ٤ ،

٤٨١

وقال العلاّمة المجلسي ( ت ١١١١ هـ ) : الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي ، المجمع على جلالته وفضله وثقته(١) .

ومع ذلك فهو ( رضي الله عنه ) غني عن البيان والتعريف.

مجمع البيان في تفسير القرآن :

وهو من أشهر تفاسير الشيعة ، وإنّما عرف المؤلّف ( رضي الله عنه ) واشتهر به ، ونسبته إليه مقطوعة ، ذكره في ضمن كتبه كلّ من ترجم له كابن شهر آشوب ( ت ٥٨٨ هـ ) وسمّاه ( مجمع البيان في معاني القرآن )(٢) ، وقال : حسن ، وقال أيضاً في أوّل المناقب : وأنبأني الطبرسي بمجمع البيان لعلوم القرآن(٣) .

والشيخ منتجب الدين ( القرن السادس ) في الفهرست ، وقال : مجمع البيان في تفسير القرآن عشر مجلّدات(٤) ، ومثله الحرّ ( ت ١١٠٤ هـ ) في أمل الآمل(٥) ، والبحراني ( ت ١١٨٦ هـ ) في اللؤلؤة(٦) ) ، وغيرهم.

وعدّه الحرّ العاملي والمجلسي والسيّد هاشم البحراني في مصادر كتبهم(٧) ، وقال المجلسي في توثيقه : وأمّا تفسيراه الكبير والصغير فلا يحتاجان إلى التشهير(٨) .

____________

الكنى والألقاب ٢ : ٤٤٤ ، بهجة الآمال ٦ : ٣١ ، تنقيح المقال ٢ : ٧ ، و ٢ : ٨ ، أعيان الشيعة ٨ : ٣٩٨.

١ ـ البحار ١ : ٩ ، مصادر الكتاب.

٢ ـ معالم العلماء : ١٣٥ [ ٩٢٠ ].

٣ ـ مناقب آل أبي طالب ١ : ١٤.

٤ ـ فهرست منتجب الدين : ١٤٤ [ ٣٣٦ ].

٥ ـ أمل الآمل ٢ : ٢١٦.

٦ ـ لؤلؤة البحرين : ٣٤٧.

٧ ـ خاتمة الوسائل ٣٠ : ١٥٦ [ ٣٣ ] ، إثبات الهداة ١ : ٢٧ ، البحار ١ : ٩ ، البرهان ١ : ٣٠.

٨ ـ البحار ١ : ٢٨ ، توثيق المصادر.

٤٨٢

وقال الشهيد الأوّل ( ت ٧٨٦ هـ ) في إجازته لابن الخازن : ورويت كتاب مجمع البيان في تفسير القرآن للإمام أمين الدين أبي علي الفضل الطبرسي ، وهو كتاب لم يعمل مثله في التفسير عن عدّة من المشايخ منهم مشايخي المذكورون عن الشيخ جمال الدين ابن المطهّر بسنده إليه(١) .

وقال الأفندي ( ت حدود ١١٣٠ هـ ) في الرياض : قد رأيت نسخة من مجمع البيان بخطّ الشيخ قطب الدين الكيدري ، وقد قرأها نفسه على الخواجة نصير الدين الطوسي ، ثمّ إنّ على ظهرها بخطّه أيضاً ، هكذا : تأليف الشيخ الإمام الأجلّ السعيد الشهيد(٢) .

وفي الذريعة : وهو تفسير لم يعمل مثله ، ثمّ قال : وهذا تفسيره الكبير ، وقد فرغ من جزئه العاشر من سورة الجمعة إلى آخر القرآن يوم الخميس منتصف ذي القعدة ٥٣٦(٣) ، كما أنّ فراغه من الجزء الأوّل المنتهي إلى قوله تعالى :( فَمَنْ خَافَ مِن مُّوص جَنَفاً ) ، الآية ١٨٢ من سورة البقرة في ( ٢٧ شعبان ٥٣٠ )(٤) (٥) .

____________

١ ـ البحار ١٠٧ : ١٩١ ، إجازة الشهيد الأوّل لابن الخازن ، وانظر أيضاً ; رياض العلماء ٤ : ٣٤٢.

٢ ـ رياض العلماء ٤ : ٣٤٤.

٣ ـ مجمع البيان ٩ ـ ١٠ : ٨٧١.

٤ ـ مجمع البيان ١ ـ ٢ : ٤٨٧.

٥ ـ الذريعة ٢٠ : ٢٤ [ ١٧٧٣ ].

٤٨٣
٤٨٤

(٦٠) كتاب : تفسير جوامع الجامع

الحديث :

في تفسيره لقوله تعالى :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا الله وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمْرِ مِنْكُمْ ) ، قال :( وأُولي الأمر ) هم أُمراء الحقّ وأئمّة الهدى ، الذين يهدون الخلق ويقضون بالحقّ ; لأنّه لا يعطف على الله ورسوله في وجوب الطاعة ولا يقرن بهما في ذلك إلاّ من هو معصوم مأمون منه القبيح ، أفضل ممّن أمر بطاعته وأعلم ، ولا يأمرنا الله عزّ اسمه بالطاعة لمن يعصيه ، ولا بالانقياد لوال علّة حاجتنا إليه موجودة فيه.

( فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيء ) أي : فإن اختلفتم في شيء من أُمور دينكم( فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ ) أي : ارجعوا فيه إلى الرسول في حياته ، وإلى من أمر بالرجوع إليه بعد وفاته في قوله : « إنّي تارك فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » ، فقد صرّح ( عليه السلام ) أنّ في التمسّك بهما الأمان من الضلال ، فالردّ إلى أهل بيته العترة الملازمة كتاب الله غير المخالفة له بعد وفاته مثل الردّ إليه ( صلى الله عليه وآله ) في حياته ; لأنّهم الحافظون لشريعته القائمون مقامه في أُمّته ، فثبت أنّ ( أُولى الأمر ) هم الأئمّة(١)

____________

١ ـ جوامع الجامع ١ : ٤١١.

٤٨٥

تفسير جوامع الجامع :

سمّى المصنّف تفسيره هذا في مقدّمته بـ ( جوامع الجامع )(١) ، وكذا الحرّ العاملي ( ت ١١٠٤ هـ ) في أمل الآمل(٢) ، والأفندي ( ت حدود ١١٣٠ هـ ) في الرياض(٣) ، ولكن الشهيد الأوّل ( ت ٧٨٦ هـ ) في إجازته لابن الخازن(٤) ، والمجلسي ( ت ١١١١ هـ ) حين عدّه من مصادر البحار(٥) ، والبحراني ( ت ١١٠٧ هـ ) في مصادر تفسير البرهان(٦) ، سمّوه بـ ( جامع الجوامع ).

ولم يذكره ابن شهر آشوب ( ت ٥٨٨ هـ ) في معالمه(٧) ، وذكر الشيخ منتجب الدين ( القرن السادس ) تفسيراً له بعنوان ( الوسيط في التفسير ) ، وقال : أربع مجلّدات(٨) ، ومثله التفرشي ( القرن الحادي عشر ) في نقد الرجال(٩) ، نقل كلامهما الحرّ في أمل الآمل ، وكأنّه عدّه تفسيراً آخر غير جوامع الجامع(١٠) ، وهو الظاهر من صاحب نظام الأقوال أيضاً(١١) .

ولكن الشيخ يوسف البحراني ( ت ١١٨٦ هـ ) في اللؤلؤة عدّهما واحداً ، قال : وله كتاب الوسيط المسمّى بجوامع الجامع أربع مجلّدات(١٢) ، وهذا هو الصحيح.

____________

١ ـ جوامع الجامع ١ : ٥٠ ، مقدّمة المؤلّف.

٢ ـ أمل الآمل ٢ : ٢١٦ [ ٦٥٠ ].

٣ ـ رياض العلماء ٤ : ٣٤٠.

٤ ـ البحار ١٠٧ : ١٩١.

٥ ـ البحار ١ : ٩ ، مصادر الكتاب.

٦ ـ تفسير البرهان ١ : ٣٠.

٧ ـ معالم العلماء : ١٣٥ [ ٩٢٠ ].

٨ ـ فهرست منتجب الدين : ١٤٤ [ ٣٣٦ ].

٩ ـ نقد الرجال ٤ : ١٩ [ ٤١٠٧ ].

١٠ ـ أمل الآمل ٢ : ٢١٦ [ ٦٥٠ ].

١١ ـ انظر : رياض العلماء ٤ : ٣٤٠.

١٢ ـ لؤلؤة البحرين : ٣٤٧.

٤٨٦

فقد قال المصنّف في مقدّمة جوامع الجامع : أمّا بعد ، فإنّي لمّا فرغت من كتابي الكبير في التفسير الموسوم بـ « مجمع البيان لعلوم القرآن » ثمّ عثرت من بعد بالكتاب الكشّاف لحقائق التنزيل لجار الله العلاّمة ، واستخلصت من بدائع معانيه وروائع ألفاظه ومبانيه ما لا يلغى مثله في كتاب مجتمع الأطراف ، ورأيت أن أسمَه وأُسمّيه بـ ( الكاف الشاف ) ، فخرج الكتابان إلى الوجود.

إلى أن قال ـ بعد أن ذكر اقتراح ولده أبو نصر الحسن عليه أن يجرّد من هذين الكتابين كتاباً ثالثاً ، واعتذاره عدّة مرّات بالضعف وكبر السن ـ : فأبى إلاّ المراجعة فيه ، والعود والاستشفاع بمن لم استجز له الردّ ، فلم أجد بدّاً من صرف وجه الهمّة إليه والإقبال بكلّ العزيمة عليه ، وهممت أن أضع يدي فيه ، ثمّ استخرت الله تعالى وتقدّس في الابتداء منه بمجموع مجمع جامع للكلم الجوامع ، أسمّيه كتاب « جوامع الجامع » ولا شكّ أنّه اسم وفق للمسمّى ولفظ طبق للمعنى(١)

فيظهر من كلامه ( رحمه الله ) جليّاً أنّه ألّف أوّلا ( مجمع البيان ) ، ثمّ وجد تفسير الكشّاف فاختار منه ( الكاف الشاف ) ، ثمّ ألّف منهما كتاباً ثالثاً بعدهما وغيرهما ، هو ( جوامع الجامع ).

ويظهر من قوله أيضاً في المقدّمة أنّه نفسه ( الوسيط ) ، قال ـ بعد ما مضى من كلامه ـ : وأرجو أن يكون بتوفيق الله وعونه وفيض فضله ومنّه كتاباً وسيطاً خفيف الحجم ، كثير الغنم ، إلى آخره(٢) .

ومن هذا عرف أنّ تردّد صاحب الرياض الميرزا الأفندي ليس في

____________

١ ـ جوامع الجامع ١ : ٤٩ ، مقدّمة المؤلّف.

٢ ـ جوامع الجامع ١ : ٥٠ ، مقدّمة المؤلّف ، وانظر أيضاً : ما ذكره محقّقو الكتاب في مقدّمة التحقيق ١ : ٢٧.

٤٨٧

محلّه ، فقد قال ـ بعد أن نقل كلام منتجب الدين في الفهرست ـ : ولعلّ مراده بالوسيط في التفسير هو تفسير جوامع الجامع المشهور ، وبالوجيز الكاف الشاف عن الكشّاف ويحتمل المغايرة ، فلاحظ.

وقد يتوهّم أنّ ( الكاف الشاف ) عن الكشّاف هو بعينه كتاب جوامع الجامع ، قال في أوّله : إنّه ملخّص من الكشّاف ، لكن الحقّ أنّه غيره.

ثمّ قال ـ بعد أن نقل عبارة إجازة الشهيد الأوّل لابن الخازن وكلام ابن شهر آشوب في المعالم ـ وأقول : الظاهر أنّ ( الكاف الشاف ) غير جوامع الجامع ، وإن أورد فيه أيضاً مطالب الكشّاف على ما صرّح به فى أوّله ، لكنّه لا يبعد اتّحاده مع الوسيط في التفسير ، وهو بعينه جوامع الجامع(١) .

أقول : بل هو مراده جزماً ولا يحتمل المغايرة أصلا ، كما ظهر لك من قول المصنّف في مقدّمته ، وإنّه أيضاً لم يلخّص جوامع الجامع من الكشّاف ، وإن ضمّنه ما فيه(٢) ، بل إنّ الملخّص من الكشّاف هو ( الكاف الشاف ) الذي يسمّى بالوجيز عند بعضهم(٣) ، وإنّ الوسيط هو جوامع الجامع ، فلا اتّحاد له مع ( الكاف الشاف ) أو ( الوجيز ).

وهذا يظهر جليّاً من إجازة الشهيد الأوّل لابن الخازن ، فبعد أن أجازه رواية ( مجمع البيان ) وذكر طريقه إلى مصنّفه ، قال : وكذلك تفسيره الملقّب بجامع الجوامع ، وكتاب ( الكاف الشاف ) من كتاب الكشّاف من مصنّفاته(٤) .

وقال العلاّمة الطهراني ( ت ١٣٨٩ هـ ) في الذريعة : والجوامع هو التفسير الوسيط في المقدار والحجم ، فإنّه أصغر من الكبير المسمّى

____________

١ ـ رياض العلماء ٤ : ٣٤٢ ، وانظر : كشف الظنون ١ : ٣٧٠.

٢ ـ جوامع الجامع ١ : ٥٠ ، مقدّمة المؤلّف.

٣ ـ فهرست منتجب الدين : ١٤٤ [ ٣٣٦ ] ، نقد الرجال ٤ : ١٩ [ ٤١٠٧ ].

٤ ـ البحار ١٠٧ : ١٩١ ، إجازة الشهيد الأوّل لابن الخازن.

٤٨٨

بـ ( مجمع البيان ) وأكبر من الصغير المسمّى بـ « الكافي الشافي » ، وقد ألّفه بعدهما وانتخبه منهما بالتماس ولده الحسن بن فضل كما صرّح به في أوّله ، وتمّمه في اثني عشر شهراً بعدد خلفاء النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) ونقباء موسى ( عليه السلام ) ، شرع فيه في ( ١٨ ـ صفر ـ ٥٤٢ ) وفرغ منه ( ٢٤ ـ المحرم ـ ٥٤٣ )(١) (٢) .

وقد طبع الكتاب في ثلاثة مجلّدات بتحقيق مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين بقم المشرَّفة على ثلاث نسخ مخطوطة ومطبوعتين حجريّتين(٣) .

____________

١ ـ جوامع الجامع ٣ : ٨٨٤ ، آخر الكتاب.

٢ ـ الذريعة ٥ : ٢٤٨ [ ١١٩٥ ] ، وانظر : أعيان الشيعة ٨ : ٣٩٩.

٣ ـ راجع مقدّمة التحقيق لكتاب جوامع الجامع ، طبع جماعة المدرّسين بقم.

٤٨٩
٤٩٠

(٦١) كتاب : إعلام الورى بأعلام الهدى

الحديث :

الأوّل : قال : ولمّا قضى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) نسكه وقفل إلى المدينة ، وانتهى إلى الموضع المعروف بغدير خمّ وليس بموضع يصلح للنزول ; لعدم الماء فيه والمرعى ، نزل عليه جبرئيل ( عليه السلام ) وأمره أن يقيم عليّاً وينصبه إماماً للناس ، فقال : « ربّي ، إنّ أُمّتي حديثو عهد بالجاهليّة » ، فنزل عليه : إنّها عزيمة لا رخصة فيها ، فنزلت الآية :( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) ، فنزل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بالمكان الذي ذكرناه ، إلى آخر ما ذكرناه عن المفيد في إرشاده مع بعض الاختلاف(١) .

وسيأتي أيضاً عن كشف الغمّة للأربلي ( ت ٦٩٣ هـ )(٢) . وكشف

____________

١ ـ إعلام الورى ١ : ٢٦١.

وفيه : فنزل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بالمكان الذي ذكرناه ونزل المسلمون حوله وكان يوماً شديد الحرّ ، فأمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . ، وفيه : فنادى بالناس الصلاة جامعة فاجتمعوا إليه ، وفيه : من شدّة الرمضاء ، فصعد ( صلى الله عليه وآله ) على تلك الرحال حتّى صار في ذروتها ودعا عليّاً ( عليه السلام ) . ، وفيه : ووعظ ونعى إلى الأُمّة نفسه ، وفيه : « وقد حان منّي خفوق من بين أظهركم » ، وفيه : « ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا : كتاب الله » ، وفيه : وقد أخذ بضبعي علي ( عليه السلام ) . ، وعنه في إثبات الهداة ١ : ٦١٢ ح ٦٢٠ ، والبحار ٢١ : ٣٨٩ ، ح ١٢.

٢ ـ كشف الغمّة ١ : ٢٣٨ ، وراجع ما سنذكره عن الأربلي في كشف الغمّة ، الحديث السابع.

٤٩١

اليقين للعلاّمة الحلّي ( ت ٧٢٦ هـ )(١) .

الثاني : قال ـ أي الشيخ أبو جعفر بن بابويه ( رحمه الله )(٢) ـ : وحدَّثنا أحمد ابن زياد بن جعفر الهمداني ، وأورد حديث الثقلين الذي رواه الصدوق عن طريق أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني ، بإسناده إلى الصادق ( عليه السلام ) ، عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، في كمال الدين ومعاني الأخبار وعيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ، فراجع(٣) .

كتاب إعلام الورى بأعلام الهدى :

نسبه إليه الشيخ منتجب الدين ( القرن السادس ) في الفهرست(٤) ، وابن شهر آشوب ( ت ٥٨٨ هـ ) في المعالم(٥) ، وغيرهما(٦) .

وجعله العلاّمة المجلسي ( ت ١١١١ هـ ) أحد مصادر كتابه البحار(٧) ، وقال في توثيقه : وكذا كتاب إعلام الورى ، ومؤلّفه أشهر من أن يحتاج إلى البيان ، وهو عندي بخطّ مؤلّفه ( رحمه الله )(٨) ، وأدرجه الحرّ العاملي ( ت ١١٠٤ هـ )

____________

١ ـ راجع ما سنذكره عن كشف اليقين ، الحديث الثالث.

٢ ـ إعلام الورى ٢ : ١٧٤ ، قال : وأمّا الضرب الثاني وهو ما روي من النصوص على أعيان الأئمّة الاثني عشر ( عليهم السلام ) ، فمن ذلك : ما رواه الشيخ أبو جعفر بن بابويه ( رحمه الله ) ، ثمّ روى عدّة أحاديث يبدؤها بقال : . ، إلى أن روى هذا الحديث في المتن.

٣ ـ إعلام الورى ٢ : ١٨٠ ، وراجع ما أوردناه عن كمال الدين ، الحديث الرابع والعشرون ، ومعاني الأخبار ، الحديث الخامس ، وعيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ، الحديث الأوّل.

٤ ـ فهرست منتجب الدين : ١٤٤ [ ٣٢٦ ].

٥ ـ معالم العلماء : ١٣٥ [ ٩٢٠ ] ، وانظر : أمل الآمل ٢ : ٢١٦ [ ٦٥٠ ].

٦ ـ لؤلؤة البحرين : ٣٤٧ [ ١١٦ ] ، كشف الظنون ١ : ١٥٥.

٧ ـ البحار ١ : ٩ ، مصادر الكتاب.

٨ ـ البحار ١ : ٢٨ ، توثيق المصادر.

٤٩٢

في مصادر كتابيه : الوسائل وإثبات الهداة(١) ، وذكر طريقه إليه(٢) ، ومن هذا ـ خاصّة ما ذكره العلاّمة المجلسي ـ تصبح نسبة الكتاب إلى الطبرسي مقطوع بها ، ولكن بقي هناك شيء ، وهو أنّه نُسب إلى السيّد ابن طاووس كتاب باسم ( ربيع الشيعة ) يطابق كتاب ( إعلام الورى ) في كلّ شيء من المضمون والأبواب والترتيب إلاّ في أوّله من الخطبة ، وهذا ما أثار استغراب وتعجّب العلماء.

قال العلاّمة المجلسي ( ت ١١١١ هـ ) : وكتب السادة الأعلام أبناء طاووس كلّها معروفة ، وتركنا منها كتاب ربيع الشيعة ; لموافقته لكتاب إعلام الورى في جميع الأبواب والترتيب ، وهذا ممّا يقضي منه العجب!(٣)

وقال الميرزا الأفندي ( ت حدود ١١٣٠ هـ ) : أقول : ومن الغرائب أنّ السيّد رضيّ الدين بن طاووس ألّف كتاب ربيع الشيعة ، وقد اتّفق موافقته لكتاب إعلام الورى المذكور في جميع المطالب والأبواب والترتيب من غير زيادة ولا نقصان ولا تفاوت ، إلاّ في الديباجة(٤) .

وقال العلاّمة الطهراني ( ت ١٣٨٩ هـ ) في الذريعة : إعلام الورى بأعلام الهدى في فضائل الأئمّة الهداة وأحوالهم ( عليهم السلام ) ، لإمام المفسّرين الشيخ أمين الإسلام أبي علي الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي ، المتوفّى سنة ٥٤٨ ، صاحب مجمع البيان وغيره ، نسخة خطّ المؤلّف عند العلاّمة المجلسي ، إلى أن قال : طبع سنة ١٣١٢ ، ومن غريب الاتفاق مطابقة ( كتاب ربيع الشيعة ) المنسوب إلى السيّد ابن طاووس المتوفّى سنة ٦٦٤ مع

____________

١ ـ خاتمة الوسائل ٣٠ : ١٥٦ [ ٣٤ ] ، إثبات الهداة ١ : ٢٧.

٢ ـ خاتمة الوسائل ٣٠ : ١٨٣ ، الطريق الثاني والثلاثون.

٣ ـ البحار ١ : ٣١ ، توثيق المصادر.

٤ ـ رياض العلماء ٤ : ٣٤٣ ، ٣٤٥.

٤٩٣

هذا الكتاب ، وتوافقهما حرفاً بحرف إلاّ اختصارات قليلة في بعض الفصول وزيادات في الخطبة ، فإنّ ربيع الشيعة باسم السيّد ابن طاووس ، ومصرّح فيه باسم الكتاب ، وأنّه ربيع الشيعة ، قال العلاّمة المجلسي في أوّل البحار : ( وهذا ممّا يقضي منه العجب )(١) .

وهذا ما دفع المحقّقين إلى محاولة حلّ هذا الإشكال ومعرفة سبب هذا التوافق والاتّحاد بين الكتابين.

فقال العلاّمة النوري ( ت ١٣٢٠ هـ ) في خاتمة المستدرك ـ بعد أن نقل كلام المجلسي في البحار ، والمولى عبد النبي الكاظمي في تكملة الرجال ، وتعجّبهما من اتّحاد الكتابين ـ : قلت : هذا الكتاب غير مذكور في فهرست كتبه(٢) في كتاب إجازاته ، ولا في كشف المحجّة ، وما عثرت على محلّ أشار إليه وأحال عليه ، كما هو دأبه غالباً في مؤلّفاته بالنسبة إليها ، وهذان الجليلان مع عثورهما على الاتّحاد واستغرابهما ، لم يذكرا له وجهاً ، وقد ذاكرت في ذلك مع شيخنا الأُستاذ طاب ثراه(٣) ، فقال ـ وأصاب في حدسه ـ : إنّ الظاهر أنّ السيّد عثر على نسخة من الإعلام لم يكن لها خطبة فأعجبه فكتبه بخطّه ، ولم يعرفه ، وبعد موته وجدوه في كتبه بخطّه ، ولم يكن له علم بإعلام الورى ، فحسبوا أنّه من مؤلّفاته ، فجعلوا له خطبة على طريقة السيّد في مؤلّفاته ، ونسبوه إليه ، ولقد أجاد في ما أفاد(٤) .

وقال العلاّمة الطهراني ( ت ١٣٨٩ هـ ) : أقول : الممارس لبيانات السيّد ابن طاووس لا يرتاب في أنّ ربيع الشيعة ليس له ، والمراجع له لا

____________

١ ـ الذريعة ٢ : ٢٤٠ [ ٩٥٧ ] و ١٠ : ٧٥ [ ١٣١ ].

٢ ـ أي : كتب السيّد ابن طاووس.

٣ ـ في هامش المخطوط ( الشيخ عبد الحسين ).

٤ ـ خاتمة المستدرك ٢ : ٤٤٨.

٤٩٤

يشكّ فى اتّحاده مع إعلام الورى للطبرسي ، وقد احتمل بعض المشايخ كون منشأ هذه الشبهة أنّ السيّد ابن طاووس حين شرع في أن يقرأ على السامعين كتاب إعلام الورى ، هذا ، حمد الله وأثنى عليه ، وصلّى على النبي وآله صلوات الله عليهم على ما هو ديدنه ، ثمّ مدح الكتاب وأثنى عليه بقوله : ( إنّ هذا الكتاب ربيع الشيعة ) والسامع كتب على ما هو ديدنه ، هكذا : يقول السيّد الإمام ، وذكر ألقابه واسمه إلى قوله : إنّ هذا الكتاب ربيع الشيعة ، ثمّ كتب كلّما سمعه عنه من الكتاب إلى آخره ، فظنّ من رأى النسخة بعد ذلك أنّ ربيع الشيعة اسمه ، وأنّ مؤلّفه هو السيّد ابن طاووس(١) .

أقول : ولا يبعد في البين احتمالات أُخرى ذكرها بعضهم(٢) ، أو حتّى أنّه من خطأ النساخ لا غير.

____________

١ ـ الذريعة ٢ : ٢٤٠ [ ٩٥٧ ] ، وانظر : مقدّمة تحقيق كتاب إعلام الورى ، الصفحة ٢٢.

٢ ـ خاتمة المستدرك ٢ : ٤٤٦ و ٤٤٨ ، هامش يحيى شفيع على المخطوطة.

٤٩٥
٤٩٦

(٦٢) كتاب : روض الجنان وروح الجَنان في تفسير القرآن

للشيخ حسين بن علي بن محمّد الخزاعي النيشابوري

( أبو الفتوح الرازي ) ( ت حدود ٥٥٤ هـ )

الحديث :

الأوّل : في تفسيره لقوله تعالى :( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا ) :

قال : روى عطيّة العوفي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : سمعت من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « يا أيّها الناس ، إنّي تركت فيكم خليفتين ، إن أخذتم بهما لن تضلّوا بعدي ، أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله ، حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، وإنّ الله اللطيف أخبرني أنّهما لن يتفرّقا حتّى يردا عليّ الحوض »(١) .

الثاني : في تفسير قوله تعالى :( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) بعد أن نقل أقوال مفسّري العامّة ، قال [ ما ترجمته بالعربيّة ] : أمّا ما في تفسير أهل البيت ( عليهم السلام ) وأئمّتنا ورواية جماعة من الصحابة ، حيث فيهم البراء بن عازب وجابر بن عبد الله الأنصاري وسلمان وأبو ذر وعمّار وحذيفة ، أنّ الآية نزلت في حقّ أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) في حجّة الوداع ، إلى أن قال : ورجع وفي الطريق وصل إلى مكان يقال له غدير خمّ وهو

____________

١ ـ روض الجنان ( فارسي ) ٤ : ٤٦١.

٤٩٧

مفترق الطرق ، إلى أن قال : وخطب خطبة بليغة ، وهي معروفة ومشهورة ، قال : « يا قوم ، نعيت إليّ نفسي ، وقد حان منّي خفوق من بين أظهركم ، وقد دُعيت وأُوشك أن أُجيب ، وإنّي مخلّف فيكم ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي وإنّ اللطيف الخبير أخبرني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض »(١) .

الثالث : في تفسير قوله تعالى :( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ) ، قال [ ما ترجمته بالعربيّة ] : قال أصحابنا : إنّ الآية خاصّة بأهل البيت ( عليهم السلام ) ، واستدلّوا بها في باب الإمامة من عدّة أوجه : ، إلى أن قال : ومن هنا قرن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بينهما ، الميراث والوارث ، في قوله : « إنّي مخلّف فيكم ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير أخبرني أنّهما لن يتفرّقا حتّى يردا عليّ الحوض »(٢) .

الرابع : في تفسير قوله تعالى :( سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلانِ ) ، قال : ومنه قول النبي ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي » سمّاهم ثقل لأجل عظمة قدرهم(٣) .

الخامس : في تفسير قوله تعالى :( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ) في تقريره لسبق علي ( عليه السلام ) ، قال : في يوم سُئل ابن عبّاس عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فقال : ذكرت والله أحد الثقلين ، سبق بالشهادتين وصلّى القبلتين ، فمثله في الأُمّة كمثل ذي القرنين ، ذلك مولاي علي بن أبي طالب ( عليه السلام ).

أي قال : والله جئت باسم رجل هو أحد القسمين أي : القرآن

____________

١ ـ روض الجنان ( فارسي ) ٧ : ٦٢ ـ ٦٥ ، نقلنا ما قاله بالفارسيّة إلى العربيّة.

٢ ـ روض الجنان ( فارسي ) ١٦ : ١١٣ ، نقلنا ما قاله بالفارسيّة إلى العربيّة.

٣ ـ روض الجنان ( فارسي ) ١٨ : ٢٦٤.

٤٩٨

والعترة ، قوله ( عليه السلام ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين »(١) .

الشيخ أبو الفتوح الحسين بن علي بن محمّد النيشابوري :

قال ابن شهر آشوب ( ت ٥٨٨ هـ ) فى معالم العلماء : شيخي أبو الفتوح بن علي الرازي ، عالم(٢) ، وعدّه من مشايخه في المناقب أيضاً(٣) ، وهو من شيوخ منتجب الدين ، ذكر الرواية عنه في عدّة مواضع من فهرسته(٤) . وترجمه بقوله : الشيخ الإمام جمال الدين أبو الفتوح الحسين ابن علي بن محمّد الخزاعي الرازي ، عالم واعظ مفسّر ديّن(٥) .

وذكره الشيخ عبد الجليل القزويني ( القرن السادس ) في النقض في عداد مفسّري الشيعة(٦) .

وقال في حقّه التفرشي ( القرن الحادي عشر ) : الحسين بن علي بن محمّد الخزاعي الرازي ، جمال الدين أبو الفتوح ، عالم ، فاضل ، أمين ، ثقة ، عين ، واعظ ، مفسّر(٧) .

وهو من أُسرة علميّة كبيرة ، ذكر العلماء بعض أفرادها في ترجمته ، ولا يسع المجال للتعرّض لهم ، قال فيهم صاحب الرياض : وكان هو

____________

١ ـ روض الجنان ( فارسي ) ١٨ : ٣٠٠.

٢ ـ معالم العلماء : ١٤١ [ ٩٨٧ ] ، وانظر : أمل الآمل ٢ : ٣٥٦ ، بهجة الآمال ٣ : ٣٠٢.

٣ ـ مناقب آل أبي طالب ١ : ١٣.

٤ ـ انظر : فهرست منتجب الدين : ٨ [ ١ ] ، ١١ [ ٥ ] ، ٣٧ [ ٦٧ ] ، ٦٩ [ ١٤٨ ] ، ١٠٨ [ ٢١٩ ] ، ١٠٩ [ ٢٢٠ ].

٥ ـ فهرست منتجب الدين : ٤٥ [ ٧٨ ] : وانظر : جامع الرواة ١ : ٢٤٩ ، أمل الآمل ٢ : ٩٩ [ ٢٧١ ].

٦ ـ النقض : ٤١ ، ٢١٢.

٧ ـ نقد الرجال ٢ : ١٠٨ [ ١٤٩٣ ] ، وانظر : الكنى والألقاب ١ : ١٣٥ ، تنقيح المقال ١ : ٣٣٩ ، خاتمة المستدرك ٣ : ٧٢.

٤٩٩

( رحمه الله ) وولده الشيخ الإمام تاج الدين محمّد ووالده وجدّه القريب ، وجدّه الأعلى الشيخ أبو بكر أحمد وعمّه الأعلى ، وهو الشيخ عبد الرحمن ابن الشيخ أبي بكر أحمد ، المذكور ، كلّهم من مشاهير العلماء ، وبالجملة هؤلاء سلسلة معروفة من علماء الإماميّة ، ولكلّ واحد منهم تأليفات جياد وتصنيفات عديدة حسان(١) .

وهذه الأُسرة ترجع إلى قبيلة بني خزاعة ، ويصل نسبهم إلى نافع بن بديل بن ورقاء الخزاعي ، ذكر ذلك المترجم له في كتابه روض الجنان ، عند تفسير قوله تعالى :( وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ) من سورة آل عمران(٢) ، وعند تفسير قوله تعالى :( هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفاً أَن يَبْلُغَ مَحِلَّهُ ) من سورة الفتح(٣) .

وأمّا عصره فقد نقل صاحب الرياض إجازة من المترجم إلى بعض تلامذته ، كانت على ظهر نسخة قديمة للربع الأوّل من تفسيره.

قال : وكان تاريخ إجازته سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة ، وعبّر عن نسبه ، هكذا : الحسين بن علي بن محمّد بن أحمد الخزاعي ، وقد قرأها جماعة أُخرى من العلماء أيضاً عليه ، ومنهم ولد الشيخ أبي الفتوح هذا أيضاً ، وخطّه الشريف لا يخلو من رداءة(٤) .

وقد نقل المحدّث الأرموي في تعليقات النقض إجازة منه إلى ولده تاج الدين ، موجودة على ظهر نسخة من رجال النجاشي تاريخها

____________

١ ـ رياض العلماء ٢ : ١٥٨ ، وانظر : روضات الجنّات ٢ : ٣١٤ [ ٢١٢ ] ، أعيان الشيعة ٦ : ١٢٤ ، مقدّمة روض الجنان بقلم محمّد القزويني.

٢ ـ روض الجنان ( فارسي ) ٥ : ١٤٨.

٣ ـ روض الجنان ( فارسي ) ١٧ : ٣٥٤.

٤ ـ رياض العلماء ٢ : ١٥٧.

٥٠٠

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619