موسوعة حديث الثقلين الجزء ٣

موسوعة حديث الثقلين0%

موسوعة حديث الثقلين مؤلف:
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
تصنيف: مفاهيم عقائدية
ISBN: 978-600-5213-65-2
الصفحات: 687

موسوعة حديث الثقلين

مؤلف: مركز الأبحاث العقائديّة
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
تصنيف:

ISBN: 978-600-5213-65-2
الصفحات: 687
المشاهدات: 199820
تحميل: 3676


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 3 الجزء 4
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 687 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 199820 / تحميل: 3676
الحجم الحجم الحجم
موسوعة حديث الثقلين

موسوعة حديث الثقلين الجزء 3

مؤلف:
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
ISBN: 978-600-5213-65-2
العربية

علي بن محمّد النجري سنة خمسين وثلاثمائة ، وعمره إذ ذاك عشر سنين ، وسمع حديث أهل البيت وفقههم على السيد أبي العبّاس الحسني.

ثمّ قال : قال السيد أبو طالب في موضع : ومنهم يحيى الملقّب بالهادي المدني ، شاهدنا وسمعنا منه الأحكام ، وروى لنا المنتخب ، وقرأ في علم الكلام على الشيخ أبي عبد الله البصري ، وذكر في المجزي أنّه أخذ على أبي هاشم وأبي علي ، وفي أصول الفقه أيضاً على أبي عبد الله البصري ، وأخذ في علم الحديث عن أحمد بن محمّد البغدادي وعلي بن إسماعيل الفقيه ومحمّد ابن عثمان النقاس ، وأبي أحمد عبد الله بن عدي الحافظ ، وعن الحسين بن علي القزويني وعلي بن الحسن العبد وعبيد الله الكرمي ، وغير هؤلاء.

ثمّ قال : ومن تلامذته : أبو جعفر الهوسمي ، وسمع عليه أيضاً أماليه السيدان العالمان محمّد بن جعفر بن علي خليفة الحسني وأبو الحسن علي ابن أبي طالب والمرشد بالله إجازة ، وروى عنه بواسطة أبي علي الحسن بن علي بن الحسن ومحمّد بن محمّد المقري ووالده الجرجاني وأبي عبد الله العلوي(١) .

قال محمد يحيى سالم عزان ـ محقق كتاب الإفادة(٢) ـ : دمج الحافظ ابن حجر في ترجمته(٣) بينه وبين الإمام المرشد بالله ، فذكر أنّه يقال له : الكيا يحيى ، ونسب إليه مقولة في الإماميّة انتقدها عليه الشريف الرضي ، وحكى عن الدقّاق أنّه رآه في الري ، وقال : كان من الأئمّة الحفّاظ ، وهذا كلّه يذكر

____________

١ ـ طبقات الزيديّة ٢ : ٤٢٠.

٢ ـ كتاب الإفادة ليحيى بن الحسين الهاروني ، وهو كتاب تراجم أئمّة الزيديّة.

٣ ـ لسان الميزان ٦ : ٢٤٨.

١٦١

عن الإمام المرشد بالله يحيى بن الحسين الشجري(١) .

القاضي جعفر بن أحمد بن عبد السلام ـ مرتّب الأمالي ـ :

قال محمّد بن علي الزحيف ( النصف الأول من القرن العاشر ) في مآثر الأبرار : العلاّمة جعفر بن أحمد بن يحيى بن عبد السلام ، عالم الزيديّة المخترعة وإمامها ، وقد كان أبوه عالم الباطنيّة.

ثمّ قال : فهدى الله القاضي جعفر فانقطع إلى الزيديّة ، ورحل إلى العراق.

ثمّ قال : نعم وللقاضي جعفر مصنّفات في كل فن ، عليها اعتماد الزيديّة(٢) .

قال أحمد الشرفي ( ت ١٠٥٥ هـ ) في اللآلي المضيّة : وللقاضي جعفر بن أحمد مصنّفات في كلّ فن عليها مدار الزيديّة ، وكان له قصد صالح ووجاهة ، ومن تلامذته السيّد حمزة بن سليمان والد الإمام المنصور بالله ( عليه السلام ) ، وإبراهيم ابن محمّد بن الحسين ، وعبد الله بن الحسين ، ومن بني الهادي الأميران الكبيران يحيى ومحمّد ابنا أحمد بن يحيى ، والسيد عيسى بن عماد

____________

١ ـ الإفادة في تاريخ أئمّة الزيديّة : ١٧ ، مقدّمة المحقق.

وانظر في ترجمته أيضاً : مآثر الأبرار ٢ : ٦٩٧ ، أنوار اليقين : ٣٥١ ، قواعد عقائد آل محمّد ( صلى الله عليه وآله ) : ٣٩٩ ، اللآلي المضيّة في أخبار أئمّة الزيديّة ٢ : ١٤٠ ، المقصد الحسن والمسلك الواضح السنن : ٤٦ ، مطمح الآمال : ٢٣٩ ، عمدة الطالب : ٧٣ ، التحف شرح الزلف : ١٣٩ ، أعلام المؤلّفين الزيديّة : ١١٢١ ، مقدّمة البحر الزخّار : ٢٢٩ ، أئمّة الزيديّة لعبّاس محمّد زيد : ٩٨ ، مؤلّفات الزيديّة في مواضع مختلفة من الكتاب ، انظر الفهرست ، طبقات أعلام الشيعة ، القرن الخامس : ٢٠٦ ، هديّة العارفين ٢ : ٥١٨ ، الذريعة ٢ : ٨ ، الأعلام ٨ : ١٤١ ، مجلّة التراث ٥٦ : ٤٠٨ ، ٦٢ : ١٢٩ ، الزيديّة لأحمد صبحي : ٧٤٦.

٢ ـ مآثر الأبرار في تفصيل مجملات جواهر الأخبار ٢ : ٧٦٩.

١٦٢

السليماني ، والأمير القاسم بن العالم ، والشيخ الحسن بن محمّد الرصّاص ، والشيخ محيي الدين حميد بن أحمد القرشي ، وصنوه محمّد ، وسليمان بن ناصر ، وأحمد بن مسعود ، والقاضي إبراهيم بن أحمد الفهمي ، وعبد الله ومحمّد ابنا حمزة بن أبي النجم ، وغير هؤلاء ، وقبر القاضي جعفر مشهور مزور بستاع(١) .

قال ابن أبي الرجال ( ت ١٠٩٢ هـ ) في مطلع البدور : القاضي الحجّة شيخ الإسلام ، ناصر الملّة ، شمس الدين ، وارث علوم الأئمّة الأطهرين ، جعفر بن أحمد بن أبي يحيى بن عبد السلام ( رحمه الله ) ، شيخ الزيديّة ومتكلّمهم ومحدّثهم.

إلى أنّ قال : وفاة القاضي جعفر ( رحمه الله ) سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة(٢) (٣) قال إبراهيم بن المؤيّد ( ت ١١٥٢ هـ ) في الطبقات : جعفر بن أحمد بن عبد السلام بن أبي يحيى النهمي البهلولي الأبناوي القاضي العلامة شمس الدين ، كان قديماً يرى رأي التطريف حتى وصل الفقيه زيد بن الحسن البيهقي في سنة خمسماية ، فراجعه وقرأ عليه ، فرجع إلى مذهب الزيديّة المخترعة ، وقرأ على الفقيه زيد ، وله منه إجازة عامّة.

ثمّ قال : فرحل القاضي إلى العراق إلى حضرة العلامة أحمد بن أبي الحسن الكني ، فقرأ عليه كتب الأئمّة ومنصوصاتهم ، ثمّ ذكر عدد الكتب التي سمعها ، وقرأها عليه ، وباقي مشايخه وما قرأه عليهم(٤) .

____________

١ ـ اللآليء المضيّة في أخبار أئمّة الزيديّة ٢ : ٢٣٠.

٢ ـ ولكن في هديّة العارفين ١ : ٢٥٣ ، أنّ وفاته حدود ٧٠٠ هـ ، وفي أعلام المؤلّفين الزيديّة : ٢٧٨ ، أنّ وفاته سنة ٥٧٦ هـ ، وقيل : ٥٧٣ هـ. وباقي المصادر : أنّ وفاته ٥٧٣ هـ ، كما أثبتناه.

٣ ـ مطلع البدور ١ : ٣٩٩.

٤ ـ طبقات الزيديّة ٣ : ٤٠.

١٦٣

كتاب تيسير المطالب في أمالي الإمام أبي طالب :

قال حميد المحلّي ( ت ٦٥٢ هـ ) في الحدائق : وله ( عليه السلام ) في الأخبار الأمالي المعروفة بأمالي السيد أبي طالب ( عليه السلام ) ، جمع فيها من غرائب الأحاديث ونفائسها ، ومحاسن الحكايات وملح الروايات ما يفوق ويروق(١) .

قال السيد أحمد الشرفي ( ت ١٠٥٥ هـ ) في اللآلي المضيّة : وله الأمالي المعروفة بأمالي السيد أبي طالب(٢) .

قال إبراهيم بن المؤيّد ( ت ١١٥٢ هـ ) في الطبقات : وسمع عليه أيضاً أماليه السيدان العالمان محمّد بن جعفر بن علي خليفة الحسني ، وأبو الحسن علي بن أبي طالب ، وكان سماعه عليه سنة إحدى وعشرين وأربعمائة(٣) .

وقال أيضاً ـ في ترجمة جعفر بن أحمد بن عبد السلام ـ : ورتّب أمالي أبي طالب على هذا الترتيب المعروف ، وسمّاه « تيسير المطالب إلى أمالي أبي طالب »(٤) .

جاء في أوّل كتاب الأمالي : قال العبد الفقير إلى الله أحمد بن سعد الدين ابن الحسين بن محمّد بن علي بن محمّد المسوري ، وفّقه الله وغفر له :

____________

وانظر في ترجمته أيضاً : الجواهر المضيّة في تراجم بعض رجال الزيديّة : ٢٧ ، التحف شرح الزلف : ١٥٩ ، لوامع الأنوار ٢ : ٣٤ ، أعلام المؤلّفين الزيديّة ٢٧٨ ، مؤلّفات الزيديّة في مواضع متعدّدة ، انظر فهرست الكتاب ، الفلك الدّوار : ٦٦ ، في الهامش ، تيسير المطالب : ١٢ ، مقدّمة المحقّق ، الأعلام ٢ : ١٢١ ، معجم المؤلّفين ٣ : ١٣٢.

١ ـ الحدائق الورديّة ٢ : ١٦٦.

٢ ـ اللآلي المضيّة في أخبار أئمّة الزيديّة ٢ : ١٤١.

٣ ـ طبقات الزيديّة ٢ : ٤٢١.

٤ ـ طبقات الزيديّة ٣ : ٤١.

١٦٤

« أخبرنا مولانا » إلى آخر سنده إلى كتاب الأمالي إلى جامع الكتاب ، ثمّ إلى المؤلّف(١) .

قال مجد الدين المؤيّدي في لوامع الأنوار : أمالي الإمام الناطق بالحق ( عليه السلام ) ، أرويها بالطرق السابقة في السند الجامع لمؤلّفاتهم ، وبالأسانيد المتقدّمة في طرق المجموع إلى الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة ( عليهم السلام )(٢) .

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : الأمالي وهي المعروفة ( بأمالي أبي طالب ) ، وقد رتّبها القاضي جعفر بن أحمد بن عبد السلام ، وسمّاها ( تيسير المطالب في أمالي أبي طالب ) نسخها الخطيّة كثيرة ، وطبعت بدون تحقيق مراراً ، فكانت الطبعة كثيرة الأخطاء والتصحيف والسقط.

وقد حققها الأخ محمّد بن يحيى سالم عزان ، وكذلك المولى مجد الدين المؤيّدي قد صحّح نسخة ، وعمل على ترجمة رجالها(٣) .

وقد طبعت طبعة أخرى بتحقيق عبد الله العزي ، وصدرت عن مؤسسة الإمام زيد بن علي ( عليه السلام ).

____________

١ ـ تيسير المطالب : ١٧ ، سند الكتاب.

٢ ـ لوامع الأنوار ١ : ٤٠٣.

٣ ـ أعلام المؤلّفين الزيديّة : ١١٢١ ، وانظر أيضاً فيمن ذكر كتاب الأمالي ، ونسبه إلى المؤلّف المصادر المتقدّمة في هامش ترجمة المؤلّف.

١٦٥
١٦٦

( ٢٨ ) كتاب الدعامة

الحديث :

الأوّل : قال : فإن قال قائل : ما أنكرتم أن يكون الشرع قد دلّ على أنّ الإمامة لا تصلح في سائر أولاد أمير المؤمنين ( عليه السلام ) سوى الحسن والحسين ( عليهما السلام ) ، على ما ذهب إليه بعض الناس وهو قول النبي ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا كتاب الله وعترتي ».

قيل له : هذا لا يصحّ التعلّق به ; لأنّ لفظ العترة لا يتناول على الحقيقة إلاّ ولد الحسن والحسين ( عليهما السلام )(١) .

الثاني : قال : فصل : في الدلالة على أنّ إجماع أهل البيت ( عليهم السلام ) حجّة ، الذي يدلّ على ذلك قول النبي ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا كتاب الله وعترتي أهل بيتيّ »(٢) .

كتاب الدعامة :

قال حميد المحلّي ( ت ٦٥٢ هـ ) في الحدائق : وله كتاب الدعامة في الإمامة ، وهو من عجائب الكتب ، وأودعه من الغرائب المستنبطات ، والأدلّة القاطعة ، والأجوبة عن شبهات المخالفين النافعة ، ما يقضي بأنّه السابق في هذا الميدان ، والمجلي منه في حلبة الرهان ، وهو مجلّد ، فيه من أنواع علوم

____________

١ ـ الدعامة : ١٧٨ ، فصل ما يختصّ الأئمّة بالقيام به للرعيّة.

٢ ـ الدعامة : ٢٤٧ ، فصل في الدلالة على أنّ إجماعهم ( عليهم السلام ) حجّة.

١٦٧

الإمامة ما يكفي ويشفي(١) .

قال : الحسن بن بدر الدين ( ت ٦٧٠ هـ ) في أنوار اليقين : وله ( عليه السلام ) في معنى كتابنا هذا كتاب الدعامة بالإمامة(٢) .

قال أحمد الشرفي ( ت ١٠٥٥ هـ ) في اللآلي المضيّة عند عدّه لمصنّفات أبي طالب : ومنها : كتاب الدعامة في الإمامة وهو من محاسن الكتب(٣) .

ونسبه إليه أيضاً أكثر من ترجم له(٤) .

قال محمّد يحيى سالم عزّان محقق كتاب الفلك الدوّار ـ عند ترجمته لأبي طالب في الهامش ـ : كتاب الدعامة ، قام بتحقيقه الدكتور ناجي حسن ، ولكنّه لم يوفّق إلى ما يلزم على المحقّق من التأكّد من اسم المؤلّف واسم الكتاب ، والمقابلة على النسخ المخطوطة ، فسمّاه أوّلاً « نصرة المذاهب الزيديّة » ، ثمّ نشره ثانياً بعنوان « الزيديّة » ، ونسبه إلى الصاحب بن عبّاد ، ومازال مشوباً بالكثير من الأخطاء المطبعيّة والإملائيّة ، ولو تأمّل في المصادر التي رجع إليها لعرف ما فاته ، ومخطوطة الدعامة عندنا ، وله شرح لطيف للحافظ العلاّمة علي بن الحسين الزيدي ، سمّاه « المحيط بالإمامة » ملأه بالروايات المسندة(٥) .

قال عباس محمّد زيد في كتابه أئمّة أهل البيت : كتاب الدعامة في الإمامة ، طبع بعنوان « نصرة المذاهب الزيديّة » ثمّ بعنوان « الزيديّة » منسوباً

____________

١ ـ الحدائق الورديّة ٢ : ١٦٦.

٢ ـ أنوار اليقين : ٣٥١.

٣ ـ اللآلي المضيّة في أخبار أئمّة الزيديّة ٢ : ١٤٠.

٤ ـ انظر ما قدّمنا ذكره من المصادر في هامش ترجمة المؤلّف.

٥ ـ الفلك الدوّار في علوم الحديث والفقه والآثار : ٦٤ ، الهامش ، وانظر : الإفادة : ١٦ ، تحقيق محمّد يحيى سالم عزّان ، مقدّمة المحقّق ، أعلام المؤلّفين الزيديّة : ١١٢٢.

١٦٨

للصاحب بن عبّاد ، تحقيق ناجي حسن ، ويؤكّد المولى العلاّمة مجد الدين المؤيّدي : أنّ المحقق أخطأ في العنوان وفي نسبته إلى صاحبه ، وأنّه قد قام بمقابلة النسخة المطبوعة على الأصل المخطوطة ( الدعامة ) مؤكّداً نسبته إلى الإمام أبي طالب يحيى بن الحسين ، مع وجود أخطاء مطبعيّة كثيرة في كتاب المحقق(١) .

____________

١ ـ أئمّة أهل البيت : ٩٩.

١٦٩
١٧٠

( ٢٩ ) شرح البالغ المدرك

الحديث :

الأوّل : قال : وفي معرفة مخرج الخاص من العام ما روي عنه ( صلى الله عليه وآله ) : « أصحابي كالنجوم » وقوله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا علي الحوض »(١) .

الثاني : قال : والعالم من أهل البيت ( عليهم السلام ) مع ظهور ورعه وفقهه أولى من نقلت عنه الأخبار ، ولا يبعد ذلك من علماء شيعتهم على هذا الشرط ; لأنّ مأخذ الشريعة منهم أولى ; لقول رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض »(٢) .

كتاب شرح البالغ المدرك :

قال أبو طالب يحيى بن الحسين في مقدّمة الكتاب : ولمّا اتّصل بنا كلام في التوحيد للإمام الباسل ، السيد الفاضل ، أبي الحسين يحيى بن الحسين(٣) وصله الله بأسنى الكرامات ، إلى أن قال : ولم نر تخليته من الشرح صواباً ، ولا

____________

١ ـ شرح البالغ المدرك : ٨٥.

٢ ـ شرح البالغ المدرك : ١٤٩.

٣ ـ وهو الإمام يحيى بن الحسين الهادي إلى الحق ( ت ٢٩٨هـ ) وقد تقدّمت ترجمته وذكر كتبه.

١٧١

تعريته من المدح مثاباً ، فتوخّينا فيه القصد ، وأبلينا فيه الجهد(١) .

نسبه إليه مجد الدين المؤيّدي في التحف(٢) ، وعباس محمّد زيد في أئمّة أهل البيت(٣) ، وعبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة(٤) ، وفي مصادر التراث(٥) .

قال السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة : شرح البالغ المدرك تأليف أبي طالب يحيى بن الحسين الهاروني الديلمي ، شرح مختصر على رسالة « البالغ المدرك » للإمام الهادي يحيى بن الحسين(٦) .

قال محمّد يحيى سالم عزّان ـ محقّق الكتاب ـ : من نافلة القول تأكيد نسبة هذا الكتاب الموسوم بـ ( شرح البالغ المدرك ) إلى مؤلّفه الإمام أبي طالب يحيى بن الحسين الهاروني ; لأنّ ذلك مشهور بين العلماء والباحثين ، متداول بينهم ، ونصّ عليه أكثر أهل الإجازات ، واقتبس منه كثير من المؤلّفين ، مؤكّداً نسبته إلى مؤلّفه.

وإليك سند الكتاب متّصلاً إلى مؤلّفه بالرواية من طريق فطاحلة العلماء وأئمّة الأسانيد(٧) ، ثمّ ذكر السند منه إلى المؤلّف.

____________

١ ـ شرح البالغ المدرك : ٣١ ، مقدّمة المؤلّف.

٢ ـ التحف شرح الزلف : ١٤٠.

٣ ـ أئمّة أهل البيت : ٩٩.

٤ ـ أعلام المؤلفين الزيديّة : ١١٢٢.

٥ ـ مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن ١ : ٤٠٠.

٦ ـ مؤلّفات الزيديّة ٢ : ١٤٠.

٧ ـ شرح البالغ المدرك : ٢٨ ، مقدّمة المحقق.

١٧٢

( ٣٠ ) دعوة أبي هاشم الحسن بن عبد الرحمن

( النفس الزكية ) ( ت ٤٣٣ هـ )

الحديث :

قال حميد المحلّي ( ت ٦٥٢ هـ ) في الحدائق الورديّة ـ عند ترجمة أبي هاشم الحسن بن عبد الرحمن ـ : وله دعوة شريفة ، إلى أن قال : وهي هذه : بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلواته على عباده الذين اصطفى ، أمرهم الله أن يكافئوا جلائل النعم ، ويجاوزوا فواضل هذه القسم بإعظام الذرّيّة ، وإكرام نجل النبوّة ، فرضاً حتمه على كافّة البريّة ، وأكّده رسوله المصطفى ( صلى الله عليه وآله ) بالوصيّة ، حين قال للسبطين الطيبين الطاهرين السيدين الحسن والحسين ( عليهما السلام ) : ، وحين قال : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، إنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » فجعل الكتاب والعترة وديعتين عظيمتين هاديتين مهديّتين باقيتين(١) .

الإمام أبو هاشم الحسن بن عبد الرحمن ( النفس الزكية ) :

قال حميد المحلّي ( ت ٦٥٢ هـ ) في الحدائق : أبو هاشم الحسن بن عبد الرحمن بن يحيى بن عبد الله بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) كان ( عليه السلام ) من عيون العترة النبويّة ، ونجوم الأسرة العلويّة ، قام ( عليه السلام ) وادّعى الإمامة في سنة

____________

١ ـ الحدائق الورديّة ١ : ١٧١ ، ذكر الإمام أبي هاشم ، النفس الزكيّة.

١٧٣

ست وعشرين وأربعمائة ، ودخل صنعاء في يوم الخميس لثلاث ليال خلون من شعبان ، سنة ست وعشرين وأربعمائة ، ثمّ قال : خرج لفساد مَن عارضه وهو الحسين بن مروان ، وأقام عنها مدّة ، ثمّ حلفت له همدان سوى بني حمّاد في المحرّم سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة ، فدخل صنعاء يوم الأربعاء لثمان عشرة من الشهر المذكور ، فأقام بها ثمانية أيام ، وولّى فيها والياً ، وخرج إلى ريدة ، وأقام آمراً بالمعروف الأكبر ، ناهياً عن الفحشاء والمنكر ، حتّى توفّاه الله حميداً ، وقبضه سعيداً ، وهذه النكتة من أخباره مذكورة في بعض تاريخ صنعاء(١) .

قال الهادي بن إبراهيم الوزير ( ت ٨٢٢ هـ ) في هداية الراغبين : وقام بعد أبي طالب من أئمّة العترة الإمام أبو هاشم الحسن بن عبد الرحمن بن يحيى ابن عبد الله بن الحسين بن القاسم ، وهو من أجداد الإمام المنصور بالله ( عليهم السلام ) ، ثمّ قال : وكان فاضلاً ، عالماً ، زاهداً ، ورعاً ، عابداً ، على سيرة آبائه الأئمّة الطاهرين ، وطريقة سلفه المرضيين(٢) .

قال محمّد الزحيف ( النصف الأول من القرن العاشر ) في مآثر الأبرار : أبو هاشم النفس الزكيّة ، دعا إلى الإمامة ، وكان من فضلاء العترة ، ثمّ قال : ولم تطل أيّامه ، وإن كان قد دخل صنعاء ، واستقام أمره حتّى عارضه الشقي الحسين المرواني ، وتوفّي أبو هاشم في ناعط من بلاد حاشد ، ومشهده هناك مزور مذكور(٣) .

قال أحمد بن المرتضى ( ت ٨٤٠ هـ ) في الجواهر والدرر : أبو هاشم

____________

١ ـ الحدائق الورديّة ٢ : ١٧٠.

٢ ـ هداية الراغبين : ٣١٨.

٣ ـ مآثر الأبرار ٢ : ٧٢٨.

١٧٤

الحسن بن عبد الرحمن بن يحيى بن عبد الله بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم الرسّي ، ومشهده ( بناعط ) قام سنة ٤٢٦ هـ(١) .

قال السيد مجد الدين المؤيّدي في التحف : دعا إلى الله سنة ست وعشرين وأربعمائة ، وذكر القاضي العلاّمة أحمد بن يحيى حابس ( رحمه الله ) المتوفّى سنة أحدى وستّين وألف : أنّه دعا سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة ، ولعلّ موته ( عليه السلام ) سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة(٢) .

دعوة أبي هاشم النفس الزكيّة :

قال حميد المحلّي ( ت ٦٥٢ هـ ) في الحدائق : وله دعوة شريفة ، قال في الأصل : وجدنا على ظهرها مكتوباً : أملانا هذه السيرة تقرّباً إلى الله تعالى ، وابتغاء لمرضاته ، وتحرّياً لما عنده ، والله سبحانه ينفع بها ممليها وقارئها وسامعيها وجميع الناظرين فيها ، ويجعلها عائدة بنظام الدين ، شائعة البركة على جميع المسلمين ، آمين ربّ العالمين ، وذكر أنّه بعث بها من ناعط ، وهو قريب من مدينة ريدة من أرض البون ، وقريب بالغيل من صعدة في آخر جمادى الآخر سنة ثماني عشرة وأربعمائة ، وهي دعوة شريفة جمع فيها ( عليه السلام ) من جواهر العلم الشفافة ، ودرره النفيسة ، ما يشهد ببراعته ، ويكشف عن شريف بلاغته ، وقد رأينا إثباتها بكمالها لما تضمّنته من المواعظ الشافية ،

____________

١ ـ الجواهر والدرر : ٢٣٠ ، ضمن مقدّمة البحر الزخّار.

٢ ـ التحف شرح الزلف : ١٤٣.

وانظر في ترجمته أيضاً : مطمح الآمال : ٢٤٠ ، اللآلي المضيّة ٢ : ١٨٦ ، بلوغ المرام : ٣٦ ، المقتطف من تاريخ اليمن : ١٧٤ ، وفيه أنّه توفّي ( ٤٣هـ ) ، الأعلام ٢ : ١٠٩ ، مؤلّفات الزيديّة ٢ : ١٠٥ ، أعلام المؤلّفين الزيديّة : ٣٢٣.

١٧٥

والحكم البليغة الكافية ، وهي هذه : بسم الله الرحمن الرحيم ، إلى آخر الدعوة(١) .

قال الهادي بن إبراهيم الوزير ( ت ٨٢٢ هـ ) في هداية الراغبين : وله دعوة عظيمة طويلة ، فيها حكم درّيّة ، وفرائد علميّة ، ويواقيت حكميّة ، تدلّ على فضله وعلمه وبراعته ، وقال أيضاً : ودعوته قاضية بفضله ، وشاهدة بغزارة علمه(٢) .

قال السيد أحمد الشرفي ( ت ١٠٥٥ هـ ) في اللآلي المضيّة : وله دعوة عجيبة ، ذكرها في الحدائق(٣) .

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : كتاب دعوته ، نصّه في ترجمته بالحدائق الورديّة(٤) .

____________

١ ـ الحدائق الورديّة ٢ : ١٧٠.

٢ ـ هداية الراغبين : ٣١٨.

٣ ـ اللآلي المضيّة ٢ : ١٨٧.

٤ ـ أعلام المؤلّفين الزيديّة : ٣٢٤.

١٧٦

( ٣١ ) البرهان في تفسير غريب القرآن

الناصر لدين الله أبو الفتح الديلمي ( ت ٤٤٤ هـ )

الحديث :

الأوّل : قال : وقد روى في بعض وصايا السلف أنّه قال : اتّخذ كتاب الله إماماً ، وارض به حكماً وقاضياً ، وهو الذي استخلف رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مع الطاهرين من عترته(١) .

الثاني : قال : قوله( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً ) ، وحبل الله تعالى هو كتاب الله عزّ وجلّ ، وعترة الرسول ( صلى الله عليه وآله ) الهداة الذين أمر الخلق باتّباعهم ; لأنّ الكتاب والعترة هما السبب الذي بين الله وبين الخلق ، وإنّما سمّياً حبلاً ; لأنّ المتمسّك بهما ينجو مثل المتمسّك بالحبل من البئر أو غيرها(٢) .

أقول : وقصده حديث الثقلين من كلا القولين واضح.

الناصر لدين الله أبو الفتح الديلمي :

قال عبد الله بن حمزة ( ت ٦١٤ هـ ) في الشافي : الإمام الناصر لدين الله أبو الفتح بن الحسين الديلمي ( عليه السلام ) الذي يبهر العلماء علمه ، وبذّ أرباب الفهم فهمه.

ثمّ قال : ودعا إلى الله سبحانه وتعالى بالديلم ، ثم خرج إلى أرض اليمن ،

____________

١ ـ البرهان ١ : ٧ ، مخطوط مصوّر.

٢ ـ البرهان ١ : ٨٥ ، مخطوط مصوّر.

١٧٧

فاستولى على أكثر بلاد مذحج وهمدان وخولان. ثمّ قال : توفّي ( عليه السلام ) شهيداً سنة نيّف وأربعين أو خمسين وأربعمائة بردمان بأرض مذحج(١) .

قال حميد المحلّي ( ت ٦٥٢ هـ ) في الحدائق الورديّة : هو أبو الفتح الناصر بن الحسين بن محمّد بن عيسى بن محمّد بن عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ). وكان غزير العلم ، وافر الفهم.

ثمّ قال : قام ( عليه السلام ) في أرض اليمن بعد وصوله من ناحية الديلم ، وكان قيامه في سنيّ الثلاثين وأربعمائة. إلى أن قال : ولم يزل شجى في حلوق الباطنيّة والمعتدين ، رافعاً لمنار الدين حتّى قتله الصليحي في نيّف وأربعين وأربعمائة سنة ، وقبره ( عليه السلام ) بردمان من بلاد عنس ، وله عقب(٢) .

قال أحمد الشرفي ( ت ١٠٥٥ هـ ) في اللآلي المضيّة : قتله الصليحي في سنة أربع وأربعين وأربعمائة(٣) .

قال خير الدين الزركلي في الأعلام : وفي اسمه ونسبه وتاريخ دخوله اليمن وعام وفاته خلاف(٤) .

____________

١ ـ الشافي ١ : ٣٣٨.

٢ ـ الحدائق الورديّة ٢ : ١٨٧.

٣ ـ اللآلي المضيّة في أخبار أئمّة الزيديّة ٢ : ١٨٨.

٤ ـ الأعلام ٧ : ٣٤٧ ، وانظر في ترجمته أيضاً : أنوار اليقين : ٣٥٤ ، مآثر الأبرار في تفصيل مجملات جواهر الأخبار ٢ : ٧٣١ ، مطمح الآمال : ٢٤٠ ، الزيديّة لأحمد صبحي : ٧٤٧ ، هجر العلم ومعاقله ٤ : ١٩٩٩ ، بلوغ المرام في شرح مسك الختام : ٣٦ ، المقصد الحسن : ٤٧ ، الفلك الدوّار : ١٧ ، في الهامش ، تحقيق محمّد يحيى سالم عزّان ، التحف شرح الزلف : ١٤٥ ، مؤلّفات الزيديّة : انظر الفهرست ، أعلام المؤلّفين الزيديّة : ٧٤٩ ، مقدّمة البحر الزخّار : ٢٣٠ ، لوامع الأنوار ٢ : ٢٧٦ ، الذريعة ٤ : ٢٥٥.

١٧٨

كتاب البرهان في تفسير القرآن :

قال عبد الله بن حمزة ( ت ٦١٤ هـ ) في الشافي : له التصانيف الواسعة والعلوم الرائعة ، منها : كتاب البرهان في علوم القرآن الذي جمع المحاسن والظرائف ، واعترف ببراعة علم مصنّفه المخالف والمؤالف(١) .

قال حميد المحلّي ( ت ٦٥٢ هـ ) في الحدائق : وكان ( عليه السلام ) غزير العلم وافر الفهم ، له تصانيف تكشف عن علوّ منزلته ، وارتفاع درجته ، منها : تفسير القرآن الكريم ، جمع فيه من أنواع المحاسن ، وهو كتاب جليل القدر قد أودع فيه من الغرائب المستحسنات ، والعلوم العجيبة النفيسة ما قضي له بالتبرير والإصابة ، ودلّ على الكمال والنجابة ، وهو أربعة أجزاء(٢) .

ونسبه إليه أيضاً أكثر من ترجم له(٣) .

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : البرهان في تفسير غريب القرآن ـ خ ـ نسخة بمكتبة السيد محمّد محمّد الكبسي ـ خ ـ ١٠٧٨ ، ومنه نسخة مصوّرة بصعدة بمكتبة السيد محمّد بن عبد العظيم الهادي ، ومكتبة الأخوين محمّد يحيى سالم عزان ، وعبد الكريم الرازخي ، وقال الحبشي : منه نسخة مخطوطة في ٢٣٠ ورقة بمكتبة الجامع بصنعاء رقم ٨١ ( تفسير ) ، وأخرى رقم ٢٤٧ ( تفسير ) ، وهناك نسخة النصف الثاني منه بمكتبة السيد المحسن بن محمّد الغيثي ، وأخرى خطّت في القرن السابع بمكتبة المولى مجد الدين المؤيّدي ، وأخرى ـ خ ـ سنة ١٠٠٤ هـ مصوّرة بمكتبة

____________

١ ـ الشافي ١ : ٣٣٨.

٢ ـ الحدائق الورديّة ٢ : ١٨٧.

٣ ـ انظر ما قدّمنا ذكره من المصادر في هامش ترجمة المصنّف.

١٧٩

السيد عبد الرحمن شايم ، وأخرى بمكتبة السيد يحيى بن عبد الله راوية ، وأكثرها في التفسير داخل ضمن تفسير المصابيح للشرفي ( تحت الطبع )(١) .

____________

١ ـ أعلام المؤلّفين الزيديّة : ٧٥٠.

١٨٠