موسوعة حديث الثقلين الجزء ٣

موسوعة حديث الثقلين0%

موسوعة حديث الثقلين مؤلف:
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
تصنيف: مفاهيم عقائدية
ISBN: 978-600-5213-65-2
الصفحات: 687

موسوعة حديث الثقلين

مؤلف: مركز الأبحاث العقائديّة
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
تصنيف:

ISBN: 978-600-5213-65-2
الصفحات: 687
المشاهدات: 199632
تحميل: 3676


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 3 الجزء 4
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 687 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 199632 / تحميل: 3676
الحجم الحجم الحجم
موسوعة حديث الثقلين

موسوعة حديث الثقلين الجزء 3

مؤلف:
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
ISBN: 978-600-5213-65-2
العربية

مؤلّفات المحسن بن كرامة الجشمي البيهقي ( ت ٤٩٢ هـ )

( ٣٥ ) تنبيه الغافلين في فضائل الطالبيين

الحديث :

الأوّل : ثمّ أكّد ذلك عند انتقاله إلى رحمة ربّه وكريم ثوابه ، فمرّة ذكر في خطبة الوداع حين نعى إليهم نفسه وأعلمهم ارتحاله ، وأخرى في مرض موته حين تيقّن انتقاله ، فخرج يتهادى بين اثنين ووصّاهم بالتمسّك بالثقلين ، فقال ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض »(١) .

الثاني : وبإسناده(٢) عن زيد بن علي ، عن آبائه ، عن علي ، قال : « لمّا ثقل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في مرضه ، والبيت غاصّ بمن فيه ، قال : أدعوا لي الحسن والحسين ، فجعل يلثمهما حتّى أغمي عليه ، قال : فجعل علي يرفعهما عن وجه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : ففتح عينيه ، وقال : دعهما يتمتّعان منّي ، وأتمتّع منهما ، فإنّهما سيصبهما بعدنا إثر ، ثمّ قال : يا أيّها الناس إنّي خلّفت فيكم كتاب الله وسنّتي وعترتي أهل بيتي ، فالمضيّع لكتاب الله كالمضيّع لسنّتي ، والمضيّع لسنّتي كالمضيّع لعترتي ، أما إنّ ذلك لن يفترقا حتّى يلتقيا على الحوض »(٣) .

____________

١ ـ تنبيه الغافلين : ١٦ ، مقدّمة المؤلّف ، مخطوط مصوّر.

٢ ـ السيد الإمام أبو طالب.

٣ ـ تنبيه الغافلين : ٤٣.

٢٠١

الثالث : قال : وروى أبو سعيد الخدري ، عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أنّه قال : « يا أيّها الناس ، إنّي تركت فيكم خليفتين ، إن أخذتم بهما لن تضلّوا بعدي ، أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ».

وقد روى هذا الخبر جماعة منهم : زيد بن ثابت ، وزيد بن أرقم ، وأبو ذر ، وغيرهم ، وذكر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ذلك في مواضع كثيرة(١) .

الرابع : قال : وعن أبي سعيد الخدري : لمّا مرض رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مرضه الذي توفّي فيه ، أخرجه علي والعبّاس حتّى وضعاه على المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : « أيّها الناس ، إنّي تارك فيكم الثقلين ، لن تعمى قلوبكم ولن تزل أقدامكم ولن تقصر أيديكم أبداً ما أخذتم بهما ، كتاب الله سبب بينكم وبين الله ، فأحلّوا حلاله ، وحرّموا حرامه » ، قال : فعظّم من كتاب الله ما شاء ، ثمّ سكت ، حتّى رأينا أنّه لا يذكر شيئاً ، فقام عمر فقال : يا نبي الله هذا أحدهما ، قد أعلمتنا به ، فأعلمنا الآخر ، فقال : « إنّي لم أذكره إلاّ وأريد أن أخبركم به ، غير أنّي أخذني الريق ، فلم أستطع أن أتكلّم الا عترتي الا عترتي الا عترتي ـ ثلاث مرّات ـ والله لا يبعث رجل بحبّهم إلاّ أعطاه الله نوراً حتّى يرد علي الحوض يوم القيامة ولا يبعث الله رجلاً يبغضهم إلاّ حجب الله عنه يوم القيامة » ثمّ إنّهما حملاه على فراشه ، في حديث طويل(٢) .

الخامس : قال : وقد اختلف المفسّرون في أولي الأمر ، ثمّ قال : وقالت الشيعة : المراد علي بن أبي طالب والأئمّة من أولاده ، ونظير هذا قوله : « إنّي

____________

١ ـ تنبيه الغافلين : ٤٤ ، في حديثه عن آية ( واعتصموا بحبل الله جميعاً ).

٢ ـ تنبيه الغافلين : ٤٥.

٢٠٢

تارك فيكم الثقلين » الخبر(١) .

السادس : قال : وروى الناصر للحق بإسناده ، عن سعيد بن خيثم ، قال : سألت زيد بن علي ( عليه السلام ) عن هذه الآية( وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ ) فقال : عليكم الرد علينا ، نحن والكتاب الثقلان ، فالردّ منه وإلينا.

قال الناصر : ويؤيّد ذلك أنّه قرن طاعته بطاعة الرسول ، فوجب أن تكون في الصفة مثله ، فالردّ إلى الرسول ردّ إلى سنّته ، والردّ إلى أولي الأمر ردّ إلى ذرّيّته ; لأنّه قال : « إنّي تارك فيكم الثقلين ، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا : كتاب الله وعترتي »(٢) .

السابع : قال : وعن زيد بن أرقم ، قال : لمّا رجع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من حجّة الوداع ، ونزل غدير خم أمر دوحات فقممن ، ثمّ قال : « كأنّي قد دعيت فأجبت ، إنّي تركت فيكم الثقلين ، أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ».

ثمّ قال : الله تعالى مولاي ، وأنا مولى كل مؤمن ، ثمّ أخذ بيد علي ، ثمّ قال : من كنت وليّه فهذا وليّه ، اللهمّ وال من والاه ، وعاد من عاداه. قال أبو الطفيل : قلت لزيد : أنت سمعت من رسول الله ( صلى الله عليه وآله )؟ فقال : ما كان في الدوحات أحد إلاّ وقد رأى بعينه وسمع بأذنه(٣) .

الثامن : قال : وعن أبي الطفيل قال : إنّ قوماً جاؤا من اليمن إلى علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فقالوا : يا مولانا ، قال : أنا مولاكم عتاقه؟!

____________

١ ـ تنبيه الغافلين : ٤٨.

٢ ـ تنبيه الغافلين : ٤٩ ، ٥٠.

٣ ـ تنبيه الغافلين : ٦٥.

٢٠٣

قالوا : إنّما نحن قوم من العرب ، سمعنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهمّ والي من والاه وعاد من عاداه ، قال : فهاجه ذلك ، فنادى في الناس ، فاجتمعوا حتّى امتلأت الرحبة ، فقام فحمد الله ، وأثنى عليه ، وصلّى على النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، ثمّ قال : أنشد الله من شهد يوم غدير خم إلاّ قام ، ولا يقوم إلاّ رجل سمع أذنه ووعا قلبه ، فقام اثنى عشر رجلاً ، ثمانية من الأنصار ، ورجل من قريش ، ورجل من خزاعة ، ثمّ قال لهم : اصطفّوا فاصطفّوا ، فقال : هاتوا ما سمعتم من رسول الله صلّى الله عليه وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين.

قالوا : نشهد أنّا أقبلنا مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في حجّة الوداع ، حتّى إذا كنّا بغدير خمّ نزل ونزلنا ، وصلّينا الظهر معه ، ثمّ قام فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : « أيّها الناس ، إنّي أوشك أن أُدعى فأجيب ، وإنّي مسؤول ، وإنّكم مسؤولون ، فماذا أنتم قائلون؟ ».

قالوا : نقول : اللهمّ قد بلغت ، قال : « اللهمّ اشهد بك » ، ثلاث مرّات.

ثمّ قال : « أيّها الناس ، إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وأهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، فسألت الله ذلك لهما فأعطانيه »(١) .

التاسع : قال : قوله تعالى : ( وَمِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ) قيل : هم المهاجرون والأنصار ، عن عطاء ، وقيل العلماء ، وقيل هم أهل البيت ، وعن الربيع بن أنس ، عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : « إنّ من أمّتي قوماً على الحق حتّى ينزل عيسى بن مريم » ولقد يوافق قوله : « لن يفترقا حتّى يردا عليّ

____________

١ ـ تنبيه الغافلين : ٦٦.

٢٠٤

الحوض » يعني كتاب الله وعترة رسوله ( صلى الله عليه وآله )(١) .

العاشر : قال : وروى الناصر للحق بإسناده في حديث طويل : لمّا قدم علي إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بعد فتح خيبر ، إلى أن قال : ويدلّ عليه قوله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض »(٢) .

الحادي عشر : قال : وعن زيد بن أرقم ، قال : خطبنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بواد بين مكّة والمدينة يُدعى ( حمد )(٣) فقال : « إنّما أنا بشر يوشك أن أُدعى فأجيب ، ألا وإنّي تارك فيكم الثقلين ، أحدهما كتاب الله ، وهو حبل الله من اتّبعه كان على الهدى ، ومن تركه كان على الضلالة ، ثمّ أهل بيتي ، أذكّركم الله في أهل بيتي » قالها ثلاث مرّات(٤) .

أبو سعيد المحسن بن محمّد بن كرامة الجشمي :

قال أحمد بن حابس ( ت ١٠٦١ هـ ) في المقصد الحسن : الشيخ الإمام الحاكم أبو سعيد المحسن بن كرامة الجشمي البيهقي ، المقتول بمكّة في شهر رجب سنة ٤٩٤ ، وكان مبلغ عمره ٦١ ، وكان مولده في شهر رمضان سنة ٤٣١(٥) .

قال ابن أبي الرجال ( ت ١٠٩٢ هـ ) في مطلع البدور : الشيخ الإمام ، أستاذ العلاّمة الزمخشري ، الحاكم أبو سعيد المحسن بن محمّد بن كرامة الجشمي

____________

١ ـ تنبيه الغافلين : ٧٣.

٢ ـ تنبيه الغافلين : ١١٧.

٣ ـ كذا في الأصل.

٤ ـ تنبيه الغافلين : ١٣٨.

٥ ـ المقصد الحسن والمسلك الواضح السنن : ٤٧.

٢٠٥

البيهقي ، كان إماماً عالماً صادعاً بالحق ، له جملة كتب. ثمّ قال : وقُتل بمكّة غيلة في سنة خمس وأربعين وخمسمائة ، وعمره إحدى وستّون سنة ، وأتّهم بقتله أخواله وجماعة من الجبريّة بسبب رسالته المسمّاة برسالة الشيخ أبي مرّة ، كان حنفياً ، وانتقل إلى مذهب الزيديّة(١) .

قال إبراهيم بن المؤيّد ( ت ١١٥٢ هـ ) في الطبقات : المحسن بن محمّد ابن كرامة البيهقي ، الإمام الحاكم أبو سعد الجشمي ، وجشم بالجيم وشين معجمة ، قبيلة من خراسان ، وبيهق أكبر مدن خراسان ، كان حنفياً(٢) ، وانتقل إلى مذهب الزيديّة ، سمع أبا حامد أحمد بن محمّد بن إسحاق النجّار ، وأبا الحسين أحمد بن علي بن أحمد قاضي الحرمين ، وأبا يعلي الحسين بن محمّد الترمذي ، وأبا محمّد قاضي القضاة عبد الله بن الحسن سمع عليه في شوّال سنة ستّ وثلاثين وأربعمائة.

ثمّ قال : وروى عنه ولده محمّد ، وكان سماعه عليه سنة اثنين وخمسين وأربعمائة ، قال القاضي الحافظ ولد الحاكم : وتوفّي شهيداً في رجب سنة أربع وتسعين وأربعمائة ، ومثله ذكر عمران بن الحسن وصاحب المقصد الحسن ، عن إحدى وستّين سنة ، وقال القاضي : سنّة خمس وأربعين وخمسمائة ، قلت : والأوّل أصحّ(٣) .

قال محقّق كتاب تنبيه الغافلين : أمّا ما قاله أحمد بن صالح بن محمّد بن أبي الرجال في كتابه مطلع البدور ومجمع البحور من أنّه قتل في سنة خمس

____________

١ ـ مطلع البدور ٤ : ٢١٥.

٢ ـ قال المؤيّدي في اللوامع ٢ : ١٢ ، تعليقاً على هذا الكلام ، يعني : في الفروع ، وكان معتزلياً في الأصول.

٣ ـ طبقات الزيديّة ٣ : ١٣٤.

٢٠٦

وأربعين وخمسمائة ، وعمره إحدى وستّون سنة ، فهو غير صحيح ، وقد صحّحها القاضي حسين بن أحمد السياعي(١) .

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : المحسن بن محمّد ابن كرامة الحاكم ، الجشمي البيهقي ، ينتهي نسبه إلى الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، أبو سعد الحاكم ، أحد أعلام الفكر الإسلامي وأئمّة الكلام والتفسير ، أصولي معتزلي زيدي.

وذكر أنّ ولادته ٤١٣ هـ ، ووفاته ٤٩٤ هـ ،(٢) .

تنبيه الغافلين في فضائل الطالبيين :

نسبه إليه أحمد بن حابس في المقصد الحسن(٣) ، وأحمد بن صالح بن أبي الرجال في مطلع البدور(٤) ، وإبراهيم بن القاسم بن المؤيّد في طبقات الزيديّة الكبرى(٥) ، وغيرهم(٦) .

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : تنبيه الغافلين في فضائل الطالبيين ـ خ ـ منه نسخة في الغربية ضمن مجموعي ٣٢ ، ٢٨٧ ،

____________

١ ـ تنبيه الغافلين : ١٠ ، مقدّمة المحقق ، وانظر في ترجمته أيضاً : إيضاح الاشتباه : ٢٥٨ ، جامع الرواة ٢ : ٣٠ ، معجم رجال الحديث ٥ : ١١٦ ، الذريعة ٢ : ٣٤١ ، ٥ : ١٢٢ ، معجم المؤلّفين ٨ : ١٨٧ ، الأعلام ٥ : ٢٨٩ ، لوامع الأنوار ١ : ٤٥٥ ، ٢ : ١٢ ، مؤلّفات الزيديّة : انظر الفهرست ، الزيديّة لأحمد صبحي : ٢٦٤ ، معالم العلماء : ٩٣ ، أمل الآمل ٢ : ٢٢١ ، الجواهر المضيّة في تراجم بعض رجال الزيديّة : ٧٩ ، الزيديّة في موكب التاريخ : ٤٠٧.

٢ ـ أعلام المؤلّفين الزيديّة : ٨١٩.

٣ ـ المقصد الحسن والمسلك الواضح السنن : ٤٧.

٤ ـ مطلع البدور ٤ : ٢١٥.

٥ ـ طبقات الزيديّة ٣ : ١٣٤.

٦ ـ انظر ما قدّمنا ذكره من المصادر في هامش ترجمة المصنّف.

٢٠٧

ونسختان في الأوقاف رقم ٧٧٥ ، ٧٢٥ ، أخرى مكتبة آل الهاشمي ضمن المجموع السابق ( وهي في الآيات النازلة في فضائل أهل البيت ، مرتّبة على حسب السور )(١) .

قال مجد الدين المؤيّدي في لوامع الأنوار : يروي المفتقر إلى الله مجد الدين بن محمّد المؤيّدي ـ عفا الله عنهما ـ جميع مؤلّفات الحاكم المحسن بن محمّد سماعاً فيما سمعت منها ، وإجازة عامّة في جميعها ، عن والدي العلاّمة الولي محمّد بن منصور المؤيّدي ( رضي الله عنهما ) بالإسانيد السابقة في سند المجموع وسند الشافي ، وهي ثلاث طرق إلى الإمام الحجّة عبد الله بن حمزة ، عن العلاّمة عمر بن جميل النهدي ، عن شيخه السيد الإمام يحيى بن إسماعيل ، عن عمّه السيد الإمام الحسن بن علي الجويني ، عن المؤلّف الحاكم الشهيد ( رضي الله عنهم ).

وأروي جميع مؤلّفاته أيضاً بالأسانيد السابقة إلى الإمام المتوكّل على الله يحيى شرف الدين(٢) .

طبع الكتاب مؤخّراً بتحقيق السيد تحسين آل شبيب.

____________

١ ـ أعلام المؤلّفين الزيديّة : ٨٢٠.

٢ ـ لوامع الأنوار ٢ : ١٣.

٢٠٨

( ٣٦ ) السفينة الجامعة للعلوم

الحديث :

قال حميد المحلي في الحدائق الوردية والحسن بن بدر الدين في أنوار اليقين(١) : وروى الحاكم ( رحمه الله ) في كتاب السفينة من كتاب الفتوح لابن أعثم ، عن ابن عبّاس ( رضي الله عنه ) أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) رجع من سفر له ، وهو متغيّر اللون ، فخطب خطبة بليغة ، وهو يبكي ، ثمّ قال : « أيّها الناس ، إنّي قد خلّفت فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي وأرومتي ، ولن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، ألا وإنّي أنتظرهما ، ألا وإنّي أسألكم يوم القيامة في ذلك عند الحوض ، ألا وإنّه سيرد عليّ يوم القيامة ثلاث رايات من هذه الأمّة : راية سوداء فتقف ، فأقول : من أنتم؟ فينسون ذكري فيقولون : نحن أهل التوحيد من العرب فأقول : أنا محمّد نبيّ العرب والعجم ، فيقولون : نحن من أمّتك فأقول : كيف خلفتموني في عترتي ، وكتاب ربّي؟ فيقولون : أمّا كتاب الله فضيّعناه وأمّا عترتك فحرصنا على أن نبيدهم ، فأوّلي وجهي عنهم ، فيصدرون عطاشا ، قد اسودّت وجوههم ، ثمّ ترد راية أخرى أشدّ سواداً من الأولى فأقول لهم : من أنتم؟ فيقولون كالقول الأوّل : نحن من أهل التوحيد ، فإذا ذكرت اسمي قالوا : نحن من أمّتك ، فأقول : كيف خلفتموني في الثقلين : كتاب الله وعترتي ، فيقولون : أمّا الكتاب فخالفنا ، وأمّا العترة فخذلناهم ومزّقناهم كلّ ممزّق ، فأقول لهم :

____________

١ ـ لم نعثر على كتاب السفينة للحاكم أبي سعيد ، فنقلنا ما وجدناه في الحدائق الورديّة وأنوار اليقين.

٢٠٩

إليكم عنّي ، فيصدرون عطاشا ، مسودّة وجوههم ، ثمّ ترد عليّ راية أُخرى تلمع نوراً ، فأقول من أنتم؟ فيقولون : نحن أهل كلمة التوحيد والتقوى ، نحن أمّة محمّد ( صلى الله عليه وآله ) ، ونحن بقيّة أهل الحق ، حملنا كتاب ربّنا ، فأحللنا حلاله ، وحرّمنا حرامه ، وأحببنا ذرّيّة محمّد ، فنصرناهم من كلّ ما نصرنا به أنفسنا ، وقاتلنا معهم ، وقتلنا من ناوأهم فأقول لهم أبشروا »(١) .

كتاب السفينة الجامعة للعلوم :

نسبه إليه حميد المحلي في الحدائق الورديّة ، ونقل عنه(٢) ، وكذا الحسن ابن بدر الدين في أنوار اليقين(٣) .

قال أحمد بن حابس ( ت ١٠٦١ هـ ) في المقصد الحسن : وله السفينة المشهورة(٤) .

ونسبه إليه ابن أبي الرجال في مطلع البدور(٥) ، وإبراهيم بن المؤيّد في الطبقات(٦) ، والسيد عبد الله القاسمي في الجواهر المضيّة(٧) ، وغيرهم(٨) . وقد تقدّم إسناد المؤيّدي لجميع كتب الحاكم الجشمي(٩) .

قال السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة : السفينة الجامعة لأنواع

____________

١ ـ الحدائق الورديّة ١ : ٢٣ ، أنوار اليقين ٢ : ٤٣٧.

٢ ـ انظر : الحدائق الورديّة ١ : ٢٣.

٣ ـ انظر : أنوار اليقين : ٤٣٧.

٤ ـ المقصد الحسن والمسلك الواضح السنن : ٤٧.

٥ ـ مطلع البدور ٤ : ٢١٦.

٦ ـ طبقات الزيديّة ٢ : ٨٩٣ ، الطبقة الثالثة.

٧ ـ الجواهر المضيّة : ٧٩.

٨ ـ انظر ما قدّمنا ذكره من المصادر في هامش ترجمة المصنّف.

٩ ـ تقدّم عند الكلام عن كتاب تنبيه الغافلين للمصنّف.

٢١٠

العلوم ، تأليف : الحاكم أبي سعيد محسن بن محمّد بن كرامة الجشمي ، جمع فيها بين الزهد والفقه ، والتاريخ لسيرة الأنبياء السابقين ، ونبيّنا ( صلى الله عليه وآله ) والأئمّة إلى عصره ، وذكر من اتّفق على إمامته ، ومن اختلف فيه ، وفيها فنون أخرى من العلم ، وهو في أربع مجلّدات(١) .

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : السفينة الجامعة لأنواع العلوم ( في التاريخ إلى زمنه ) أربع مجلّدات كبار ، ثمّ قال : وتوجد ( رسالة حلية الأبرار المصطفين الأخيار ) منتزعة منها ، ثمّ ذكر عدّة نسخ للكتاب في عدّة مكتبات ، إلى أن قال : وقد جمع فيها سيرة الأنبياء والأئمّة ، وسيرة النبي ، وأحوال الصحابة ، والعترة إلى زمانه ، وقد نقل عنها أحمد بن يحيى حابس في المقصد الحسن ، والديلمي في قواعد عقائد آل محمّد ، وابن المظفّر في الترجمان ، وغيرهم(٢) .

____________

١ ـ مؤلّفات الزيديّة ٢ : ٩٣.

٢ ـ أعلام المؤلّفين الزيديّة : ٨٢٢.

٢١١
٢١٢

( ٣٧ ) رسالة إبليس إلى اخوانه المناحيس

الحديث :

قال : رووا في فضل أهل البيت ( عليهم السلام ) آيات وأخباراً وآثاراً ، كقوله تعالى : ( ) ، وكقوله ( صلى الله عليه وآله ) : ( ) ، وكقوله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي »(١) .

رسالة إبليس إلى إخوانه المناحيس ، وتسمّى رسالة أبي مرّة :

نسبها إليه ابن أبي الرجال ( ت ١٠٩٢ هـ ) في مطلع البدور ، وقال : وقتل غيلة ، إلى أن قال : واتّهم بقتله أخواله وجماعة من الجبرية ، بسبب رسالته المسمّاة برسالة الشيخ أبي مرّة(٢) .

وقال إبراهيم بن القاسم بن المؤيّد ( ت ١١٥٢ هـ ) في الطبقات : وله رسالة تسمّى رسالة الشيخ أبي مرّة ، كانت السبب في قتله(٣) .

ونسبها إليه أيضاً : ابن شهر آشوب في معالم العلماء(٤) ، والعلاّمة الحلّي في إيضاح الاشتباه(٥) ، وغيرهم(٦) .

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : رسالة إبليس إلى

____________

١ ـ رسالة إبليس إلى إخوانه المناحيس : ١٠٩ ، الباب العاشر.

٢ ـ مطلع البدور ٤ : ٢١٦.

٣ ـ طبقات الزيديّة ٣ : ١٣٤.

٤ ـ معالم العلماء : ٩٣.

٥ ـ إيضاح الاشتباه : ٢٥٨. انظر ما قدّمنا ذكره من المصادر في ترجمة المصنّف في الهامش.

٦ ـ انظر ما قدّمنا ذكره من المصادر في ترجمة المصنّف في الهامش.

٢١٣

إخوانه المناحيس ، ويسمّى أيضاً : رسالة أبي مرّة إلى إخوانه المجبّرة من أشهر كتبه في أصول الدين على شكل حوار بين إبليس والمخالفين ، كان الكتاب سبباً في مقتل المؤلّف ( طبع مراراً ) منها طبعة سنة ١٤١٤ هـ بتحقيق حسين المدرّسي الطباطبائي ، ونسخه الخطيّة كثيرة ، منها نسخة بعنوان ( درّة أبي مرّة ) رقم ٥٨ ( كلام ) غربية ، وأخرى مصوّرة مكتبة محمّد عبد العظيم الهادي ، وفي عدد من المكتبات الخاصّة انظر ( مصادر التراث في المكتبات الخاصّة(١) (٢) .

جاء في مجلّة تراثنا : رسالة إبليس إلى إخوانه المناحيس.

وقد ردّ الحاكم الجشمي فيه على الأشاعرة ، وضعه على لسان إبليس ، ويسمّى « رسالة أبي مرّة إلى إخوانه المجبّرة » أو « الدرّة على لسان أبي مرّة » وهو من الكتب الكلاميّة لمعتزلة القرن الخامس(٣) ، وهذا الكتاب هو الذي سبّب قتل صاحبه(٤) .

وقد تقدّم إسناد مجد الدين المؤيّدي إلى جميع كتب الحاكم(٥) .

____________

١ ـ وهو كتاب في مجلّدين صدر لعبد السلام الوجيه يذكر فيه الكتب الموجودة في المكتبات الخاصّة في اليمن.

٢ ـ أعلام المؤلّفين الزيديّة : ٨٢١.

٣ ـ يظهر من هذا الكلام أنّ الحاكم كتب هذا الكتاب عندما كان معتزلياً وقبل أن يصير زيديّاً.

٤ ـ مجلّة تراثنا العدد الأوّل ٦ : ٢١٧ ، مقالة تحت عنوان من أنباء التراث.

٥ ـ انظر ترجمة كتاب تنبيه الغافلين المتقدّمة.

٢١٤

( ٣٨ ) جلاء الأبصار

الحديث :

قال : وروى زيد بن أرقم أنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال يوم غدير خم : « كأنّي قد دعيت فأجبت ، إنّي تارك فيكم الثقلين ، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي » ، ثمّ أخذ بيد علي ، وقال : « من كنت وليّه فهذا وليّه » في حديث طويل ، وروى نحوه أبو سعيد الخدري(١) .

جلاء الأبصار :

نسبه إليه ابن شهر آشوب في معالم العلماء(٢) ، والعلاّمة في إيضاح الاشتباه(٣) ، والشيخ الحرّ في أمل الآمل(٤) ، ومجد الدين المؤيّدي في لوامع الأنوار(٥) ، وعبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة(٦) ، وغيرهم(٧) .

قال مجد الدين المؤيّدي في لوامع الأنوار : وله كتاب جلاء الأبصار في تأويل الأخبار ، وقد رسمت الطرق إلى مؤلّفاته في صدر النسخة المنسوخة حال إملائه على جماعة من طلبة العلم الكرام نفع الله بهم ، في رجب عام

____________

١ ـ جلاء الأبصار : ٢٦٨.

٢ ـ معالم العلماء : ٩٣.

٣ ـ إيضاح الاشتباه : ٢٥٨.

٤ ـ أمل الآمل ٢ : ٢٢١.

٥ ـ لوامع الأنوار ٢ : ١٢.

٦ ـ أعلام المؤلّفين الزيديّة : ٨٢٠.

٧ ـ انظر ما قدّمناه ذكره من المصادر في هامش ترجمة المصنّف.

٢١٥

سبعين وثلاث مائة وألف(١) .

وقد ذكر عبد السلام الوجيه في كتابه مصادر التراث أنّه رأى عدّة نسخ لكتاب جلاء الأبصار ، وذكر مشخّصاتها(٢) ، ومن ضمن تلك النسخ نسخة في أوّلها سند أحمد بن سعد الدين المسوري إلى الكتاب(٣) .

قال السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة : جلاء الأبصار في متون الأخبار ، تأليف : الحاكم أبي سعيد محسن بن محمّد بن كرامة الجشمي ، أمالي في الحديث في ستّين مجلساً ، أوّلها بتاريخ يوم الجمعة ١٣ رمضان ٤٧٨ ، وآخرها بتاريخ ٤٨١ ، وقد شرح كثيراً من الأخبار بشروح أدبيّة جيّدة(٤) .

____________

١ ـ لوامع الأنوار ١٣ : ٢

٢ ـ انظر : مصادر التراث في المكتبات الخاصة في اليمن : انظر الفهرست

٣ ـ انظر : مصادر التراث في المكتبات الخاصة في اليمن : ٢١٦ : ١

٤ ـ مؤلفات الزيدية ٣٦١ : ١

٢١٦

( ٣٩ ) تحكيم العقول في علم الأصول

الحديث :

قال : فإن قيل : فما قولكم في إجماع أهل البيت ( عليهم السلام )؟

قال : قلنا : عند الزيديّة هو حجّة ، واستدلّوا بقوله تعالى ( . ) وبقوله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا »(١) .

تحكيم العقول في تصحيح الأصول :

قال الحاكم في مقدّمة كتابه هذا : جمعت في كتابي هداية للمسترشدين ورياضة للمتدبّرين ، مسائل لابدّ من معرفتها ، إلى أن قال : وسمّيته : تحكيم العقول في تصحيح الأصول(٢) .

نسبه إليه ابن شهر آشوب في معالم العلماء(٣) ، والعلاّمة الحلّي في إيضاح الاشتباه(٤) ، وأحمد بن حابس في المقصد الحسن(٥) ، وأحمد بن أبي الرجال في مطلع البدور(٦) ، وإبراهيم بن المؤيّد في طبقات الزيديّة(٧) ،

____________

١ ـ تحكيم العقول : ٣٦.

٢ ـ تحكيم العقول : ٣٠ ، مقدّمة المؤلّف.

٣ ـ معالم العلماء : ٩٣.

٤ ـ إيضاح الاشتباه : ٢٥٨.

٥ ـ المقصد الحسن والمسلك الواضح السنن : ٤٧.

٦ ـ مطلع البدور ٤ : ٢١٥.

٧ ـ طبقات الزيديّة ٣ : ١٣٤.

٢١٧

وغيرهم(١) .

قال عبد السلام الوجيه في مصادر التراث : تحكيم العقول في علم الأصول نادر ، وهو تحت الطبع بتحقيقنا(٢) .

وقد صدر الكتاب عن مؤسّسة الإمام زيد بن علي ( عليه السلام ) بتحقيق عبد السلام الوجيه.

وقد تقدّم إسناد مجد الدين المؤيّدي إلى جميع كتب الحاكم(٣) .

____________

١ ـ انظر ما قدّمنا ذكره من المصادر في هامش ترجمة المصنّف.

٢ ـ مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن : ٦١٤.

٣ ـ تقدّم عند ترجمة كتاب تنبيه الغافلين.

٢١٨

( ٤٠ ) المحيط بالإمامة

أبو الحسن علي بن الحسين بن محمّد الزيدي ( القرن الخامس )

الحديث :

الأوّل : قال : والمشهور عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أنّه قال : « من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهليّة » ثمّ قال : وقال الناصر للحق ( عليه السلام ) : الحقّ عندي ما قالوه هو أنّ المراد بهذا الخبر ما قالوه : إنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال لأمّته : « إنّي مخلّف فيكم ما إن تمسّكتم به من بعدي لن تضلّوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، إنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، وهما الخليفتان من بعدي ». فجعلهما الإمامين لعباد الله إلى يوم القيامة(١) .

الثاني : قال : قالوا : الدليل على أنّ الإمامة تصلح في ساير أولاد أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قول النبي ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا : كتاب الله وعترتي »(٢) .

الثالث : قال : روى الناصر للحق ( عليه السلام ) ، قال : أخبرنا أحمد بن طي ، قال : حدّثنا أبو الصلت الهروي وإبراهيم بن إسحاق ، قالا : حدّثنا أبو أحمد الزبيري ، قال : حدّثنا شريك بن عبد الله ، عن الركين بن الربيع ، عن القاسم بن حسّان ، عن زيد بن ثابت الأنصاري ، قال : سمعت النبي ( صلى الله عليه وآله ) يقول : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي وهما الخليفتان من بعدي ، وإنّهما

____________

١ ـ المحيط بالإمامة : ٧ ، مخطوط مصوّر.

٢ ـ المحيط بالإمامة : ٣٦ ، مخطوط مصوّر.

٢١٩

لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » ، فدلّ الخبر على أنّ الخلافة في أهل بيت النبي ( صلى الله عليه وآله ) لا يتجاوز إلى من سواهم وهذا الخبر مشهور ومقطوع به(١) .

الرابع : قال : فصل آخر على صحّة الخبر المذكور في الشورى ، يدلّ على ذلك : تظاهرت به الرواية من احتجاج أميرالمؤمنن ( عليه السلام ) في الشورى على الحاضرين في جملة ما عدّوه من فضايله ، حين قال : « أنشدكم بالله » ، وأنا أذكر هذا الخبر بإسناد لي ، ثمّ أتكلّم عليه بعد ذلك ، أخبرني والدي ( رضي الله عنه ) ، قال : أخبرنا الشريف أبو يعلى حمزة بن أبي سليمان بقزوين ، قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز إسحاق ، المعروف بابن البقّال ، قال : حدّثنا أبو عبد الله جعفر بن الحسين بن الحسن ، قال : حدّثنا محمّد بن علي بن خلف ، قال : حدّثنا أحمد بن عبد الله بن محمّد بن ربيعة بن حملان ، عن معونة بن عبد الله ابن عبيد الله بن أبي رافع ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن أبي رافع ، قال : لمّا جمع عمر أصحاب الشورى ، وهم ستّة منهم علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فلمّا دخلوا انفرد كلّ واحد منهم بصاحبه ، وقام عبد الرحمن بن عوف إلى علي ( عليه السلام ) ، فخلي به ، وقال له عبد الرحمن : يا أبا الحسن ، ما تقول ، تقوم بهذا الأمر بعهد الله وميثاقه ، وعلى أن تسير سيرة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وعلى أن تعمل بكتاب الله تعالى وسنّة نبيّه ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال له علي ( عليه السلام ) : ، قال : « أنشدكم بالله هل فيكم أحد قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ثمّ قال ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي سأخلّف فيكم الثقلين : الثقل الأكبر والثقل الأصغر ، فأمّا الثقل الأكبر فكتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم ، فأمّا الثقل الأصغر فهؤلاء عترتي أهل بيتي ، لن تضلّوا ما إن تمسّكتم بهما ، ولن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، وحوض

____________

١ ـ المحيط بالإمامة : ٣٧ ، مخطوط مصوّر.

٢٢٠