موسوعة حديث الثقلين الجزء ٣

موسوعة حديث الثقلين0%

موسوعة حديث الثقلين مؤلف:
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
تصنيف: مفاهيم عقائدية
ISBN: 978-600-5213-65-2
الصفحات: 687

موسوعة حديث الثقلين

مؤلف: مركز الأبحاث العقائديّة
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
تصنيف:

ISBN: 978-600-5213-65-2
الصفحات: 687
المشاهدات: 199777
تحميل: 3676


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 3 الجزء 4
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 687 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 199777 / تحميل: 3676
الحجم الحجم الحجم
موسوعة حديث الثقلين

موسوعة حديث الثقلين الجزء 3

مؤلف:
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
ISBN: 978-600-5213-65-2
العربية

( ٨٣ ) كشف التلبيس في الردّ على موسى إبليس

الحديث :

قال : وقال ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، فانظروا ماذا تخلفوني فيهما »(١) .

كشف التلبيس في الردّ على موسى إبليس :

قال ابن أبي الرجال ( ت ١٠٩٢ هـ ) في مطلع البدور : له كتاب كشف التلبيس في الردّ على موسى إبليس(٢) .

ونسبه إليه أيضاً السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة(٣) ، وعبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة(٤) ، وإسماعيل الأكوع في هجر العلم ومعاقله(٥) .

____________

١ ـ كشف التلبيس : ١٥ ، مخطوط مصوّر.

٢ ـ مطلع البدور ٢ : ١٤٨.

٣ ـ مؤلّفات الزيديّة ٢ : ٣٨١.

٤ ـ أعلام المؤلّفين الزيديّة : ٤٠١.

٥ ـ هجر العلم ومعاقله ٤ : ٢٣٠٨.

٤٢١
٤٢٢

( ٨٤ ) عقود العقيان في الناسخ والمنسوخ من القرآن

محمّد بن المطهّر بن يحيى الحسني ( ت ٧٢٨ هـ )

الحديث :

الأولّ : قال : وروينا عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنّه قال : « أيّها الناس ، اعلموا أنّ العلم الذي أنزله الله على الأنبياء من قبلكم في عترة نبيّكم ، فأين يتاه بكم عن أمر تنوسخ من أصلاب أصحاب السفينة؟ هؤلاء مثلها فيكم ، وهم كالكهف لأصحاب الكهف ، وهم باب السلم ، خذوا عنّي عن خاتم المرسلين حجّة من ذي حجّة ، قالها في حجّة الوداع : إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، إن اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض »(١) .

الثاني : قال : والحجّة على إجماعهم الكتاب والسنّة ، وأمّا السنّة فكثيرة وزائدة على المطلوب ، فمن ذلك ما رويناه من طريق الخدري أنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : « إنّي تركت فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي الثقلين أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ألا وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا علي الحوض ».

وهذا الخبر الشريف متواتر المعنى ، فقد رواه مع من تقدّم ابن عبّاس ، وعائشة وجابر بن عبد الله وحذيفة بن أسيد وأبو ذر الغفاري(٢) .

____________

١ ـ عقود العقيان في الناسع والمنسوخ من القرآن ١ : ١٣ ، مخطوط مصوّر.

٢ ـ عقود العقيان في الناسخ والمنسوخ من القرآن ١ : ١٣ ـ ١٤ مخطوط مصوّر.

٤٢٣

الثالث : قال : إنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) أمرنا أن نتمسّك به(١) ، وأخبرنا أنّا إن تمسّكنا به لن نضلّ فقال ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي كتاب الله وعترتي »(٢) .

محمّد بن المطهّر بن يحيى الحسني :

قال أحمد بن يحيى بن المرتضى ( ت ٨٤٠ هـ ) في الجواهر والدرر : المهدي محمّد بن المطهّر ، دعا سنة ٧٠١ هـ ، وتمكّنت بسطته حتّى افتتح عدن ابين ، ولم تقل بإمامته أكثر شيعة أهل زمانه ، ومات في ( ذي مرمر ) قبلي صنعاء لثمان بقين من شهر ذي الحجّة سنة ٧٢٨ هـ ، ونقل إلى صنعا ، ومشهده في جامعها مشهور(٣) .

قال محمّد بن علي الزحيف ( النصف الأوّل من القرن العاشر ) في مآثر الأبرار : هو الإمام الأفضل ، والطراز المكلّل ، المهدي لدين الله محمّد بن المتوكّل على الله المطهّر بن يحيى ، المقدّم ذكره ، كان ( عليه السلام ) ممّن حاز الفضائل بتمامها في ضمن رسوخ أصولها ، وسمّو أعلامها.

ثمّ قال : لكنّه جنح عنه من أهل عصره الجزيل ، وما آمن معه إلاّ قليل ، هذا على تبريزه في العلم وبلوغه فيه درجة الاجتهاد ، إلى أن قال : كانت وفاته ( عليه السلام ) في ذي مرمر قبلي صنعاء لثمان بقين من ذي الحجّة سنة ثمان وعشرين وسبعمائة(٤) .

____________

١ ـ أي : القرآن الكريم.

٢ ـ عقود العقيان في الناسخ والمنسوخ من القرآن ١ : ٢٦ ، مخطوط مصوّر.

٣ ـ الجواهر والدرر : ٢٣١ ، ضمن مقدّمة البحر الزخّار.

٤ ـ مآثر الأبرار في تفصيل مجملات جواهر الأخبار ٢ : ٩٣٧.

٤٢٤

قال محمّد بن عبد الله ( ت ١٠٤٤ هـ ) في التحفة العنبريّة : وأمّا المهدي فهو الإمام المهدي لدين الله محمّد بن المتوكّل على الله المطهّر بن يحيى ، إلى أن قال : فقد كان من أعيان أئمة الهدى ، ومصابيح الدجى ، ومن نظر آثاره وأعمل في رسائله أفكاره عرف استحقاقه للإمامة ، وملكه لأزمّة الزعامة ، وكانت دعوته ( عليه السلام ) في شهر صفر سنة تسع وتسعين وستّمائة بعد موت والده ( عليه السلام ) بسنة ، ومالت عنه وعن أبيه ( عليهما السلام ) شيعة الظاهر ، وعموا عن الحق الباهر ، وخالفوا النصوص الظواهر ، فنعوذ بالله من اتّباع الشهوات(١) .

قال إبراهيم بن المؤيّد ( ت ١١٥٢ هـ ) في الطبقات : محمّد بن أمير المؤمنين المتوكّل على الله المطهّر بن يحيى بن المطهّر بن القاسم بن المطهّر بن محمّد بن المطهّر بن علي بن الناصر أحمد بن الهادي يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) الحسني الهدوي القاسمي اليمني ، الإمام المهدي لدين الله العالم ابن العالم الإمام بن الإمام.

مولده في سنة خمس وستّين وستّمائة في هجرة الكُريش ـ بضمّ الكاف ـ إلى أن قال : وكانت قراءته في الفقه على والده وسماع أكثر الحديث ، ثمّ ذكر مشايخه والكتب التي رواها عنهم ، إلى أن قال : قلتُ : وتلامذة الإمام أجلاّء منهم : ولده الواثق بالله المطهّر بن محمّد ، وأحمد بن حميد بن سعيد الحارثي ، وجار الله بن أحمد الينبعي ، وأجازه في جمادي الآخرة سنة خمس وعشرين وسبعمائة ، والفقيه حسن بن علي الآنسي ، وإبراهيم بن محمّد بن نزار ، والمطهّر بن زيك ، والمرتضى بن المفضّل ، وصنوه إبراهيم بن المفضل ،

____________

١ ـ التحفة العنبريّة في المجدّدين من أبناء خير البريّة : ٢٥٦.

٤٢٥

وأحمد بن محمّد بن الهادي ابن تاج الدين سمع عليه ( العوادي المضية ) جواباً على الشيخ عطيّة في سنة اثنتين وسبعمائة ، وكذلك محمّد بن عبد الله الرقيمي ، وغيرهم ممّن ينتهي سنده إليه.

قال السيّد أحمد : كان كثير الشغف بالعلم ، كثير البحث فيه ، وقال السيد محمّد : كان إماماً عالماً عاملاً(١) .

قال الشوكاني ( ت ١٢٥٠ هـ ) في البدر الطالع : وأرّخ موته ـ يحيى بن الحسين بن القاسم في أنباء الزمن سنة ٧٢٩(٢) .

كتاب عقود العقيان في الناسخ والمنسوخ من القرآن :

قال السيد الهادي بن إبراهيم الوزير ( ت ٨٢٢ هـ ) في كاشفة الغمّة : وله أيضاً عقود العقيان في الناسخ والمنسوخ من القرآن ، وضمّنها من علم التفسير والقرآن فوائد غزيرة وفوائد عزيزة(٣) .

قال محمّد بن علي الزحيف ( النصف الأوّل من القرن العاشر ) في مآثر الأبرار : وله ( عقود العقيان في الناسخ والمنسوخ من القرآن ) ضمّنه من علم

____________

١ ـ طبقات الزيديّة ٢ : ١٠٧٢ ، الطبقة الثالثة.

٢ ـ البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع ٢ : ١٤٣.

وانظر في ترجمته أيضاً : كاشفة الغمّة عن حسن سيرة إمام الأئمّة : ٥٢ ، اللآلي المضيّة في أخبار أئمّة الزيديّة ٢ : ٤٨٦ ، مطمح الآمال في إيقاظ جهلة العمّال : ٢٥٠ ، التحف شرح الزلف : ١٨٣ ، لوامع الأنوار ٢ : ٦٠ ، الفلك الدوّار : ١٨١ ، في الهامش ، مؤلّفات الزيديّة : انظر الفهرست ، أعلام المؤلّفين الزيديّة : ٩٩٧ ، مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن : انظر الفهرست ، المقتطف من تاريخ اليمن : ١٩٣ ، هجر العلم ومعاقله ٢ : ٧٩٧ ، الأعلام ٧ : ١٠٣ ، هديّة العارفين ٢ : ١٤٦ ، معجم المؤلّفين ١٢ : ٣٧.

٣ ـ كاشفة الغمّة عن حسن سيرة إمام الأمّة : ٥٢.

٤٢٦

التفسير والقرآن فرائد ثمينة وفوائد بالتحقيق قمينة(١) .

ونسبه إليه أيضاً : محمّد بن عبد الله في التحفة العنبريّة(٢) ، وإبراهيم بن المؤيّد في الطبقات(٣) ، والشوكاني في البدر الطالع(٤) ، وغيرهم(٥) .

قال السيد المؤيّدي في لوامع الأنوار : وأروي بذلك السند إلى ولده الإمام المهدي لدين الله محمّد بن المطهّر ( عليهما السلام ) جميع مرويّاته ومؤلّفاته التي منها : المنهاج الجلي شرح مجموع الإمام الأعظم زيد بن علي ( عليه السلام ) ، إلى أن قال : وعقود العقيان في الناسخ والمنسوخ من القرآن(٦) .

قال السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة : عقود العقيان في الناسخ والمنسوخ من القرآن ، أصله ما ذكره أبو القاسم هبة الله مع تنسيق أقرب إلى الضبط ، فنظّمه منظومة لاميّة كبيرة ، ثمّ شرحها ذاكراً فيه شيئاً من معاني الآيات الكريمة ، وما يتعلّق بكشف باطنها من التفسير والإيضاح(٧) .

ثمّ إنّ عبد السلام الوجيه ذكر في كتابه أعلام المؤلّفين الزيديّة عدّة نسخ خطيّة للكتاب منها خُطّ في زمن المؤلّف(٨) .

والكتاب تحت التحقيق ، وسيصدر عن مؤسسة الإمام زيد بن علي ( عليه السلام ) الثقافية.

____________

١ ـ مآثر الأبرار في تفصيل مجملات جواهر الأخبار ٢ : ٩٣٧.

٢ ـ التحفة العنبريّة في المجدّدين من أبناء خير البريّة : ٢٥٦.

٣ ـ طبقات الزيديّة ٢ : ١٠٧٢ ، الطبقة الثالثة.

٤ ـ البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع ٢ : ١٤٣.

٥ ـ انظر ما قدّمنا ذكره من المصادر في هامش ترجمة المصنّف.

٦ ـ لوامع الأنوار ٢ : ٦٠.

٧ ـ مؤلّفات الزيديّة ٢ : ٢٧٦.

٨ ـ أعلام المؤلّفين الزيديّة : ٩٩٧.

٤٢٧
٤٢٨

( ٨٥ ) بيان الأوامر المجملة

مجد الدين المرتضى بن المفضّل بن منصور بن العفيف ( ت٧٣٢هـ )

الحديث :

الأوّل : قال محمّد بن عبد الله في التحفة العنبريّة(١) : وقال السيد العلاّمة مجد الدين المرتضى بن المفضّل بن منصور بن العفيف ( عليه السلام ) في كتابه المسمّى ( بيان الأوامر المجملة ) : اعلم أنّ العترة ، وروينا عن زيد بن أرقم ، قال : لمّا رجع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من حجّة الوداع ، ونزل بغدير خمّ أمر بدوحات فقممن ، ثمّ قال : « كأنّي قد دعيت فأجبت ، إنّي قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » ثمّ قال : « الله مولاي ، وأنا وليّ كلّ مؤمن » ثمّ أخذ بيد علي وقال : « من كنت وليّه فهذا وليّه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه » فقال أبو الطفيل : قلت لزيد : أنت سمعت من رسول الله؟ فقال : ما كان أحد بالدوحات إلاّ وقد رآه بعينه وسمعه بأذنه(٢) .

الثاني : قال : قال العلاّمة مجد الدين المرتضى بن المفضّل : ، ومن ذلك من السنّة الشريفة ما روينا أنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) لمّا كان في مرض موته حين تيقّن انتقاله خرج يتهادى بين اثنين ، وأوصاهم بالتمسّك بالثقلين فقال ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي

____________

١ ـ لم نعثر على كتاب بيان الأوامر المجملة ، فنقلنا ما فيه من موارد حديث الثقلين عن كتاب التحفة العنبريّة.

٢ ـ التحفة العنبريّة : ١٧ ، مقدّمة في فضل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، مخطوط مصوّر.

٤٢٩

تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا على الحوض »(١) .

الثالث : قال : قال مجد الدين المرتضى بن المفضّل : إنّ إجماع أهل البيت ( عليهم السلام ) حجّة ، وأمّا السنّة الشريفة فنحو قوله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا على الحوض » وهذا الحديث ممّا تلقّته الأمّة بالقبول ، وأجمعت عليه ورواه المخالف والمؤالف(٢) .

الرابع : قال : قال مجد الدين المرتضى بن المفضّل : ومنها أنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) قد نصّ على أنّ عترته هم أولاده ، ممّا روى أنّ الضحاك سأل أبا سعيد الخدري عمّا اختلف فيه الناس من أمر أبي بكر وعلي وعمر ، فقال : والله ما أدري ما الذي اختلفوا فيه ، ولكنّي أحدّثك حديثاً سمعته أذناي ، ووعاه قلبي ، فلم تخالجني فيه الظنون ، أنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) خطبنا على منبره قبل موته في مرضه الذي توفّي فيه لم يخطبنا بعده ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : « أيّها الناس ، إنّي تارك فيكم الثقلين » ثمّ سكت ، فقام إليه عمر بن الخطّاب فقال : ما هذان الثقلان؟ فغضب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حتّى احمرّ وجهه ، وقال : « ما ذكرتهما إلاّ وأنا أريد أخبركم بهما ، ولكن أضرّ بي وجع فامتنعت عن الكلام ، أما أحدهما فهو الثقل الأكبر كتاب الله ، هو سبب بينكم وبين الله طرف بيده وطرف بأيدكم ، والثقل الأصغر عترتي أهل بيتي علي وذريّته ، والله إنّ في أصلاب المشركين لمن هو أرضى عندي من كثير منكم »(٣) .

____________

١ ـ التحفة العنبريّة : ٢٢ ، مقدّمة في فضل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، مخطوط مصوّر.

٢ ـ التحفة العنبريّة : ٢٤ ، مقدّمة في فضل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، مخطوط مصوّر.

٣ ـ التحفة العنبريّة : ٢٥ ، مقدّمة في فضل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، مخطوط مصوّر.

٤٣٠

الخامس : قال : قال مجد الدين المرتضى بن المفضّل : وروى السيد أبو العبّاس ( رحمه الله ) خبر وفاة النبي ( صلى الله عليه وآله ) من أوّلها إلى قوله : فوجد خفّة ، فخرج وصلّى بالناس ، ثمّ قام يريد المنبر ، وعلي والفضل بن العباس قد احتضناه حتّى جلس على المنبر ، فخطبهم واستغفر للشهداء ، ثمّ أوصانا بالأنصار ، وقال : « إنّهم لا يرتدّون عن منهاجه ، ولا آمن منكم يا معاشر المهاجرين الارتداد » ثمّ رفع صوته حتّى سمع من في المسجد ورأوه يقول : « يا أيّها الناس ، قد سعّرت النار ، وأقبلت الفتن كقطع الليل المظلم ، إنّكم والله لا تتعللون عليّ غداً بشيء ، ألا وإنّي قد تركت الثقلين ، فمن اعتصم بهما فقد نجى ، ومن خالفهما هلك » فقال عمر بن الخطّاب : وما الثقلان يارسول الله؟ فقال : أحدهما أعظم من الآخر كتاب الله سبب طرف منه بيد الله وطرف بأيديكم وعترتي أهل بيتي ، فتمسّكوا بهما لا تضلّوا ولا تذلّوا أبداً ، فإنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، وإنّي سألت الله ذلك فأعطانيه ، ألا فلا تسبقوهم فتهلكوا ، ولا تقصروا عنهم فتضلّوا ، ولا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم بالكتاب »(١) .

السادس : قال : قال مجد الدين المرتضى بن المفضّل : فلم يبق إلاّ من استثناه من الهلاك وهم علماء الفرقة الناجية ، وهم آل محمد ( صلى الله عليه وآله ) ومن تبعهم ولم يخالفهم ، وقد أوضح ذلك ( صلى الله عليه وآله ) بقوله : ، وقوله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي » الخبر(٢) .

السابع : قال : قال مجد الدين المرتضى بن المفضّل : قال ( صلى الله عليه وآله ) أمّة أخي

____________

١ ـ التحفة العنبريّة : ٢٥ ـ ٢٦ ، مقدّمة في فضل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، مخطوط مصوّر.

٢ ـ التحفة العنبريّة : ٢٦ ، مقدّمة في فضل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، مخطوط مصوّر.

٤٣١

موسى افترقت على أحدى وسبعين فرقة ، وافترقت أمّة أخي عيسى على اثنتين وسبعين فرقة ، وستفترق أمّتي من بعدي على ثلاث وسبعين فرقة ، كلّها هالكة إلاّ فرقة واحدة ، فلمّا سمع ذلك منه ضاق المسلمون ذرعاً وضجّوا بالبكاء وأقبلوا عليه وقالوا : يارسول الله ، كيف لنا بعدك بطريق النجاة؟ وكيف لنا بمعرفة الفرقة الناجية حتّى نعتمد عليها؟ فقال ( صلى الله عليه وآله ) « إنّي تارك فيكم » الخبر إلى آخره(١) .

الثامن : قال : محمّد بن يحيى القاسمي في اللآلي الدريّة : ومن طريق السيد الإمام مجد الدين المرتضى بن المفضل ( رضي الله عنه ) ما قاله في كتابه بيان الأوامر المجملة قوله ( عليه السلام ) : ومن صريح ما ذكره الأئمّة ( عليهم السلام ) في معنى ما ذكرناه أوّلاً وآخراً في ذلك قول أمير المؤمنين وسيد الوصيّين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : « فأين يتاه بكم » وقال ( عليه السلام ) فيه : « أيّها الناس ، اعلموا أنّ العلم الذي أنزله الله على الأنبياء من قبلكم في عترة نبيّكم ، فأين يتاه بكم عن أمر تنوسخ من أصلاب أصحاب السفينة ، هؤلاء مثلها فيكم ، وهو كالكهف لأصحاب الكهف ، وهم باب السلم فادخلوا في السلم كافّة ، وهم باب حطّة من دخله غفر له ، خذوها عنّي عن خاتم المرسلين حجّة من ذي حجّة ، قالها في حجّة الوداع : إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا » الخبر(٢) .

المرتضى بن المفضّل بن منصور بن العفيف :

قال محمّد بن عبد الله بن علي ( ت ١٠٤٤ هـ ) في التحفة العنبريّة : قال السيد العلاّمة مجد الدين المرتضى بن المفضّل بن منصور بن العفيف ( عليه السلام ) في

____________

١ ـ التحفة العنبريّة : ٢٦ ، مقدّمة في فضل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، مخطوط مصوّر.

٢ ـ اللآلي الدريّة في نقل بعض معاني الأبيات الفخريّة : ٣٤٠ ، مخطوط مصوّر.

٤٣٢

كتابه المسمّى ( بيان الأوامر المجملة ) اعلم : ، ثمّ ينقل عنه عدّة آيات وروايات في فضل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، ووجوب طاعتهم ، إلى أن يقول : انتهى ما قاله مولانا السيد مجد الدين وارث علوم آبائه الأمجدين المرتضى بن المفضّل قدّس الله روحه في علّيين وجزاه أفضل ما جزى المحسنين آمين(١) .

قال ابن أبي الرجال ( ت ١٠٩٢ هـ ) في مطلع البدور : السيد العلاّمة المرتضى ابن المفضّل ، قال في تاريخ السادة آل الوزير : كان ( رحمه الله ) مجتهداً عالماً اجتهاداً مطلقاً في غاية الكمال في العلم والفضل والورع والزهد ، بلغ في ذلك مبلغاً فاق به على من تقدّمه من آبائه الهادين ، وعلماء أهل البيت المتقدّمين ، نشأ مشغوفاً بالعلم منذ ترعرع إلى أن شاخ وشعشع(٢) .

قال إبراهيم بن المؤيّد ( ت ١١٥٢ هـ ) في الطبقات : المرتضى بن مفضّل ابن منصور بن العفيف بن محمّد بن المفضّل بن الحجاج بن علي بن يحيى ابن القاسم بن يوسف بن أحمد بن الهادي يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن ( عليه السلام ) بن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) الحسني القاسمي الهادوي المفضّلي ، السيد العلاّمة ، كان مشغوفاً بالعلم منذ ترعرع ، أدرك الإمام إبراهيم بن تاج الدين ، قرأ على والده ، وقرأ هو والإمام محمّد المطهّر بحوثاً على الفقيه محمّد بن يحيى حنش ، ثمّ قال : ثمّ قرأ على الإمام محمّد بن المطهّر في شفاء الأوام للأمير الحسين ، وأجازه فقه الزيديّة ، ثمّ قال : قلت : وأخذ عنه ولده محمّد بن المرتضى والسيد محمّد بن يحيى القاسمي تحقيقاً وغيرهما ، قال في التاريخ : ولم يزل على كلّ خصلة

____________

١ ـ التحفة العنبريّة : ١٥ ، مقدّمة المؤلّف في فضل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، مخطوط مصوّر.

٢ ـ مطلع البدور ٤ : ٢١٧.

٤٣٣

حميدة حتّى توفّي سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة ، وقبره بجزع عيشان من هجرة الظهراوين عند قبور أهل بشظب وهو معروف مشهور(١) .

بيان الأوامر المجملة :

قال الهادي بن إبراهيم الوزير ( ت ٨٢٢ هـ ) في كتابه هداية الراغبين : قال السيد الإمام مجد الإسلام المرتضى بن المفضّل بن الهادي إلى الحق ( عليه السلام ) في كتابه ( بيان الأوامر المجملة ) ، ونورد منه في كتابنا هذا ما يفوق بروده ويشنّف عقوده ; لأنّه رحمة الله عليه قد جمع في كتابه هذا ما لم يجمعه كتاب من تصانيف أهل عصره في فضائل العترة الطاهرة ، وإيراد النصوص الظاهرة من الآيات الباهرة والأحاديث المتظافرة(٢) .

ونسبه إليه محمّد بن عبد الله في التحفة العنبريّة ، ونقل عنه كثير من الآيات والروايات التي تدلّ على فضل أهل البيت ، ووجوب طاعتهم(٣) .

وكتاب التحفة العنبريّة هو الذي نقلنا عنه أحاديث الثقلين المتقدّمة.

ونسبه إليه أيضاً ونقل عنه محمّد بن يحيى القاسمي في اللآلي الدريّة في نقل بعض معاني الأبيات الفخريّة(٤) .

قال إبراهيم بن المؤيّد ( ت ١١٥٢ هـ ) في الطبقات : قال محمّد بن يحيى

____________

١ ـ طبقات الزيديّة ٣ : ١١١٨ ، الطبقة الثالثة.

وانظر في ترجمته أيضاً : البدر الطالع ٢ : ٣٦ ، ملحق ، الجواهر المضيّة : ٩٧ ، لوامع الأنوار ٢ : ٧٠ ، مؤلّفات الزيديّة ١ : ٢٢٣ ، مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن ٢ : ٣٨١ ، هجر العلم ومعاقله ٣ : ١٣٤٥ ، أعلام المؤلّفين الزيديّة : ١٠٢٦ ، مجلّة تراثنا ٢٠ : ١١٥.

٢ ـ هداية الراغبين إلى مذهب العترة الطاهرين : ٦٢.

٣ ـ التحفة العنبريّة : ١٥.

٤ ـ اللآلي الدريّة : ٣٤٠.

٤٣٤

القاسمي في كتابه ( شرح منظومة الواثق(١) المطهّر بن محمّد بن المطهّر بن يحيى ) : وأجاز لي السيد المذكور(٢) كتاب ( الأوامر المجملة ) للسيد المرتضى ابن المفضّل(٣) .

ونسبه إليه أيضاً : المؤيّدي في لوامع الأنوار(٤) ، وعبد السلام الوجيه في مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن(٥) ، والسيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة(٦) ، والأكوع في هجر العلم ومعاقله(٧) .

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : بيان الأوامر المجملة في وجوب طاعة أولي الأمر وفرض المسألة ، في وجوب طاعة آل محمّد ، وأنّهم أولي الأمر ، ووجوب الرجوع إليهم فيما اختلف فيه من مسائل الحلال والحرام ، والردّ على الأشعريّة والمعتزلة في إمامة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ( كتاب نفيس ) فرغ منه سنة ٧١٥ هـ ، وخطّ سنة ٧١٧ هـ ، في ٥٥ ورقة ، رقم ٧٦٨ مكتبة الأوقاف ، وقال الأستاذ عبد الله الحبشي ـ خ ـ سنة ٧٨٤ هـ ، بإحدى المكتبات الشخصيّة في اليمن ، أخرى ـ خ ـ سنة ٧١٨ هـ ضمن مجموع بمكتبة المرتضى بن عبد الله في هجرة بيت السيّد وادي السر(٨) .

____________

١ ـ هو اللآلي الدرية شرح الأبيات الفخريّة.

٢ ـ وهو السيد شرف الدين الحسن بن المهدي الهادوي.

٣ ـ طبقات الزيديّة ٢ : ١١١١ ، الطبقة الثالثة.

٤ ـ لوامع الأنوار ٢ : ٦٧.

٥ ـ مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن ٢ : ٣٨١.

٦ ـ مؤلّفات الزيديّة ١ : ٢٢٣.

٧ ـ هجر العلم ومعاقله ٣ : ١٣٤٥.

٨ ـ أعلام المؤلّفين الزيديّة : ١٠٢٦.

٤٣٥
٤٣٦

مؤلّفات الإمام المؤيّد بالله يحيى بن حمزة ( ت ٧٤٩ هـ )

( ٨٦ ) الحاوي لحقائق الأدلّة الفقهيّة وتقرير القواعد القياسيّة

الحديث :

الأوّل : قال : وقوله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً : كتاب الله وعترتي أهل بيتي »(١) .

الثاني : قال : المسلك الثاني التمسّك بالسنّة وهو قوله ( عليه السلام ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض »(٢) .

الثالث : قال : ولنا في تقرير كونه حجّة ] حديث الثقلين [ مقطوعاً به طريقان : الطريق الأوّل : دعوى الضرورة في تواتر معنى هذا الخبر ، وإن لم يتواتر لفظه ، وهذا كاف في القطع بدلالته ، وتقرير ذلك : هو أنّ هذا الخبر قد نقل معناه بألفاظ مختلفة ، لا تمنع تأديتها إلى القطع ، وإنّما قلنا إنّه قد نقل بألفاظ مختلفة ، فهو ظاهر بدليل أمور عشرة :

أوّلها : قوله ( عليه السلام ) : « إنّي مخلّف فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي »(٣) .

____________

١ ـ الحاوي لحقائق الأدلّة الفقهيّة ٢ : ٤٠ ، باب التأويل والمؤول ، مخطوط مصوّر.

٢ ـ الحاوي لحقائق الأدلّة الفقهيّة ٢ : ١٨٧ ، الدلالة على أنّ إجماع العترة حجّة ، مخطوط مصوّر.

٣ ـ الحاوي لحقائق الأدلّة الفقهيّة ٢ : ١٨٧ ، الدلالة على أنّ إجماع العترة حجّة ، مخطوط مصوّر.

٤٣٧

الرابع : قال : وثانيها : قوله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي أوشك أن أدعى فأجيب ، وإنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض »(١) .

الخامس : وثالثها : قوله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم كتاب الله وعترتي وهما لا يختلفان بعدي »(٢) .

السادس : وعاشرها : أنّه لما سئل أبو سعيد الخدري عمّا اختلف الناس فيه من أمر أبي بكر وعمر ، قال : ما(٣) فيه(٤) ولكنّي أحدّثكم حديثاً سمعته أذناي ووعاه قلبي ، لا يخالجني فيه الظنون أنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) خطبنا على منبره قبل موته في مرضه الذي قبض فيه ، ثمّ لم يخطب بعده ، فحمد الله تعالى وأثنى عليه ، ثمّ قال : « أيّها الناس ، إنّي تارك فيكم الثقلين » ، ثمّ سكت ، فقام إليه عمر ابن الخطّاب ، فقال : ما هذان الثقلان؟ فغضب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حتّى أحمرّ وجهه ، وقال : « ما ذكرتهما إلاّ وأنا أريد أخبركم بهما ولكن صدري وجع فامتنعت من الكلام ، أمّا أحدهما فالثقل الأكبر كتاب الله ، وهو سبب بينكم وبين الله ، فطرف بيد الله وطرف بأيديكم ، والثقل الأصغر عترتي أهل بيتي علي وذرّيته » فهذه الأخبار كلّها مشتركة في الدلالة على معنى واحد وهو أنّ العترة لا تكون مجمعة على خطأ(٥) .

____________

١ ـ الحاوي لحقائق الأدلّة الفقهيّة ٢ : ١٨٨ ، إجماع العترة حجّة ، مخطوط مصوّر.

٢ ـ الحاوي لحقائق الأدلّة الفقهيّة ٢ : ١٨٨ ، إجماع العترة حجّة ، مخطوط مصوّر.

٣ ـ بياض في الأصل.

٤ ـ بياض في الأصل.

٥ ـ الحاوي لحقائق الأدلّة الفقهيّة ٢ : ١٨٨ ، ١٨٩ ، إجماع العترة حجّة ، مخطوط مصوّر.

٤٣٨

المؤيّد بالله يحيى بن حمزة :

قال أحمد بن يحيى بن المرتضى ( ت ٨٤٠ هـ ) في كتابه الجواهر والدرر : المؤيّد بالله يحيى بن حمزة بن علي بن إبراهيم بن يوسف بن علي بن إبراهيم بن محمّد بن إدريس بن جعفر بن علي بن محمّد بن علي الرضي بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق ، دعا في يوم ٢٠ شهر رجب سنة ٧٢٩ هـ ، واختلف فيه أكثر شيعة زمانه ، ولم تمكن بسطته كغيره ، ومحلّه في العلم والفضل مشهور ، ومات في حصن ( هران ) قبلي ( ذمار ) ونقل إليها سنة ٧٤٩ هـ ، ومشهده فيها مشهور(١) .

قال محمد بن علي الزحيف ( النصف الأوّل من القرن العاشر ) في مآثر الأبرار : ذكر السيد صارم الدين هنا أربعة أئمّة ممّن دعا في عصر واحد وقطر واحد على مذهب واحد ، إلى أن قال : وأنا أشير إلى ذكر طرف من سيرة كلّ واحد حسبما اطّلعت عليه ، إلى أن قال : وثانيهما الإمام الصوّام القوّام ، علم الأعلام ، وقمطر علوم العترة الكرام ، حجّة الله على الأنام ، المؤيّد بالله يحيى ابن حمزة بن علي بن إبراهيم بن يوسف بن علي بن إبراهيم بن محمّد بن إدريس بن جعفر بن علي التقي بن محمّد بن علي الرضا بن موسى الكاظم ابن جعفر الصادق بن محمّد بن الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين السبط بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، كان الإمام يحيى ( عليه السلام ) في غزارة علمه وانتشار فضله وحلمه حيث لا يفتقر إلى بيان ، ولم يبلغ أحد من الأئمّة مبلغه في كثرة التصانيف ، فهو من مفاخر أهل البيت ، وعلومه الدثرة من مناقب الزيديّة.

____________

١ ـ الجواهر والدرر : ٢٣١ ، ضمن مقدّمة البحر الزخّار.

٤٣٩

ثمّ قال : وكانت دعوته ( عليه السلام ) في يوم ثاني من شهر رجب من سنة تسع وعشرين وسبعمائة وقام مناصباً للأعداء لم تسعده الأيّام إلى كلّ المرام ، فأكبّ على التصنيف وعكف على التأليف ، وكان ذلك من أكبر النعم على المسلمين أن أحيا بعلمه ما أحيا.

ثمّ قال : وما العجب إلاّ ممّن كان في زمانه من العلماء ونحارير الزيديّة السادة العظماء كيف جحدوا ما هو كالشمس ضياء والنجوم رفعة واعتلاء ، حتّى كابره بعضهم وعانده.

إلى أن قال : كان مولده ( عليه السلام ) لثلاث بقين من شهر صفر من سنة تسع وستّين وستّمائة ، وكانت وفاته في حصن هران قبلي ذمار في سنة سبع وأربعين وسبعمائة ، ثمّ نقل إلى ذمار ، ومشهده بها مشهور مزور(١) .

قال إبراهيم بن المؤيّد ( ت ١١٥٢ هـ ) في الطبقات ـ بعد أن ذكر اسمه ونسبه ـ : مولده في صفر سنة تسع وستّين وستّمائة ، ثمّ ذكر مشايخه وما استجازه ، ومصنّفاته وتلامذته ، ورأي بعض العلماء فيه ، إلى أن قال : وكان وفاته في حصن هران قبلي ذمار في سنة سبع وأربعين وسبعمائة ، ثمّ نقل إلى ذمار ، ومشهده بها معروف مشهور مزور ، عن ثمان وسبعين سنة ، وقيل : عن ثمانين ، والله أعلم(٢) .

قال خالد بن قاسم بن محمّد المتوكّل ـ محقق كتاب الديباج الوضي وهو لصاحب الترجمة ـ في مقدّمة هذا الكتاب : وكانت وفاته بحصن هران الواقع قبلي ذمار ، وذلك سنة تسع وأربعين وسبعمائة ٧٤٩ هـ ، ثمّ قال : وتذكر بعض

____________

١ ـ مآثر الأبرار ٢ : ٩٧٢.

٢ ـ طبقات الزيديّة ٣ : ١٢٢٤ ، الطبقة الثالثة.

٤٤٠