موسوعة حديث الثقلين الجزء ٣

موسوعة حديث الثقلين0%

موسوعة حديث الثقلين مؤلف:
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
تصنيف: مفاهيم عقائدية
ISBN: 978-600-5213-65-2
الصفحات: 687

موسوعة حديث الثقلين

مؤلف: مركز الأبحاث العقائديّة
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
تصنيف:

ISBN: 978-600-5213-65-2
الصفحات: 687
المشاهدات: 199703
تحميل: 3676


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 3 الجزء 4
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 687 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 199703 / تحميل: 3676
الحجم الحجم الحجم
موسوعة حديث الثقلين

موسوعة حديث الثقلين الجزء 3

مؤلف:
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
ISBN: 978-600-5213-65-2
العربية

حديث الثقلين عند الزيديّة

القرن التاسع الهجري

٤٨١
٤٨٢

مؤلّفات الهادي بن إبراهيم بن عليّ الوزير ( ت ٨٢٢ هـ )

( ٩٦ ) هداية الراغبين إلى مذهب العترة الطاهرين

الحديث :

الأوّل : قال في المقدّمة : الحمد للّه الذي أيّد علوم العترة النبوية بأئمتها ، إلى أن قال : نحمده أن جعل أئمة العترة أطواد الإيمان وأسباب الأمان ، قرن بهم القرآن ، فهم والكتاب الثقلان(١) .

الثاني : قال : فمن ذلك ما رويناه عن الإمام المنصور باللّه عبد الله بن حمزة ( عليه السلام ) قال من صحيح مسلم في الجزء الرابع منه من أجزاء ستة في آخر الكراسة الثانية من أوّله بإسناده إلى يزيد بن حيّان ، قال : انطلقت أنا وحصين ابن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم ، فلمّا جلسنا إليه قال له حصين : لقد رأيت يا زيد خيراً كثيراً ، رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وسمعت حديثه ، وغزوت معه وصلّيت ، لقد اوتيت يا زيد خيراً كثيراً ، حدّثنا ما سمعت من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ). قال : يابن أخي ، والله لقد كبرت سنّي وقدم عهدي ، ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فما حدّثتكم فاقبلوه ، وما لا فلا تكلّفونيه ، ثمّ قال : قام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فينا خطيباً بماء يدعى خمّاً بين مكّة والمدينة ، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكّر ، ثمّ قال : « أيّها الناس ، إنّما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربّي فأجيب ، وأنا تارك فيكم ثقلين : أوّلهما كتاب الله فيه

____________

١ ـ هداية الراغبين : ٣٧ ، مقدّمة الكتاب.

٤٨٣

النور ، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به » فحثّ على كتاب الله ورغّب فيه ، ثم قال : « وأهل بيتي ، أذكّركم الله في أهل بيتي أذكّركم الله في أهل بيتي » ، فقال الحصين : ومن أهل بيته يا زيد ، أليس نساؤه من أهل بيته؟ فقال : نساؤه من أهل بيته ، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده. هذه رواية الإمام المنصور بالله ( عليه السلام )(١) .

الثالث : قال : ومن كتاب المستوفى لأبي الخطّاب ذي النسبين في تفسير آل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : والذي علمنا رسول الله فيما صحّ باتّفاق : « اللّهم صلّ على محمّد وعلى آل محمّد » أي ذريّته ، وليس له ذرّيّة إلاّ من سيدة نساء أهل الجنّة أمّ أبيها فاطمة الزهراء البتول ، وهم الذين حرموا الصدقة. أخرج مسلم في صحيحه من طريقين بأسانيد ، ثمّ قال : حدّثنا محمّد بن بكار بن الريان ، قال : حدّثنا حسّان بن إبراهيم ، عن سعيد ـ وهو ابن مسروق ـ عن يزيد بن حيّان ، عن زيد بن أرقم ، قال : دخلنا عليه فقلنا : لقد رأيت خيراً ، لقد صاحبت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وصلّيت خلفه.

وساق الحديث بنحو حديث ابن حيّان غير أنّه قال : « ألا وإنّي تارك فيكم الثقلين : أحدهما كتاب الله عزّ وجلّ وهو حبل الله ، من اتّبعه كان على الهدى ، ومن تركه كان على ضلالة » ثمّ قال في حديث أبي حيّان ، وزاد مسلم فيه : « فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به » فحثّ على كتاب الله ورغّب فيه ، ثمّ قال : « وأهل بيتي ، أذكّركم الله في أهل بيتي ، أذكّركم الله في أهل بيتي » ـ ثلاثاً ـ الحديث ، وفيه : فقلنا : من أهل بيته نساؤه؟ قال : لا ، وأيم الله إنّ المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ، ثمّ يطلّقها ، فترجع إلى أبيها وقومها ، أهل بيته

____________

١ ـ هداية الراغبين : ٤١ ، من هم أهل البيت.

٤٨٤

أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده ، وهم : آل علي وآل جعفر وآل عقيل وآل العباس ، قال : كل هؤلاء حرم الصدقة؟ قال : نعم فثبت بهذا النص الصحيح ما فسرّه الصاحب الذي شهد نزول الوحي بتفسيره الصريح ، هذا كلام أبي الخطاب(١) .

الرابع : قال : لنا أيضاً : إنّ رسول ( صلى الله عليه وآله ) قد بيّن أهل البيت من هم وذلك ثابت فيما رويناه سماعاً بالسند الصحيح من ( صحيح الترمذي ) فأوّل ما فيه أن ترجم مناقب أهل بيت النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، يرفعه إلى جابر بن عبد الله ، قال : رأيت النبي ( صلى الله عليه وآله ) في حجّته يوم عرفة ، وهو على ناقته القصوى يخطب ، فسمعته يقول : « يا أيّها الناس إنّي تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلّوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي » وفي الباب عن أبي ذرّ وأبي سعيد وزيد بن أرقم وحذيفة ابن أسيد(٢) .

الخامس : قال : قال الإمام المنصور بالله ( عليه السلام ) ، من صحيح أبي داود ومسلم ، ومن الجمع بين الصحيحين للحميدي ، وهو ما رواه عن زيد بن أرقم ، قال : قام فينا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) خطيباً بماء يدعى ( خمّاً ) بين مكّة والمدينة ، فحمد الله ، وأثنى عليه ، ووعظ وذكّر ، ثمّ قال : « أمّا بعد أيّها الناس ، فإنّما أنا بشر مثلكم ، يوشك أن يأتيني رسول ربّي فأجيب ، وإنّي تارك فيكم الثقلين : أوّلهما كتاب الله فيه الهدى والنور ، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به » فحثّ على كتاب الله ورغّب فيه ، ثمّ قال : « وأهل بيتي ، أذكّركم الله في أهل بيتي ، أذكّركم الله في أهل بيتي » فأوصى بكتاب الله دفعة وبأهل بيته ثلاثاً تأكيداً للحق ، وإيجاباً

____________

١ ـ هداية الراغبين : ٤٢ ، من هم أهل البيت.

٢ ـ هداية الراغبين : ٤٨ ، من هم أهل البيت.

٤٨٥

لامتثال الأمر(١) .

السادس : قال : قال(٢) : ومن ( صحيح مسلم ) في الجزء الرابع منه من أجزاء ستّة في آخر الكراسة الثانية من أوّله ، بإسناده يرفعه إلى زيد بن أرقم مثله ، إلاّ أنّه قال : « وإنّي تارك فيكم ثقلين : أوّلهما كتاب الله فيه النور ، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به » فحثّ على كتاب الله ورغّب فيه ، ثمّ قال : « وأهل بيتي ، أذكّركم الله في أهل بيتي ، أذكّركم الله في أهل بيتي »(٣) .

السابع : قال : قال ( عليه السلام )(٤) : وممّا يزيد ذلك وضوحاً ما رويناه من حديث الثقلين ، وقد رويناه من طرق شتّى ، وصحّ تواتره ، فقد روي في الصحاح وغيرها من الكتب المأثورة.

قال ( عليه السلام ) : وقد رويناه بالإسناد الموثوق به إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنّه قال : « أيّها الناس ، اعلموا أنّ العلم الذي أنزله الله على الأنبياء من قبلكم في عترة نبيّكم ، خذوا عنّي عن خاتم النبيين حجّة من ذي حجّة ، قالها في حجّة الوداع : إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض »(٥) .

الثامن : قال : وقال السيد الإمام مجدالإسلام المرتضى بن المفضّل ( قدس الله روحه ) في كتاب البيان : ومن ذلك ما رويناه من السنّة الشريفة أنّ النبي ( صلى الله عليه وآله )

____________

١ ـ هداية الراغبين : ٧٢ ، بيان ما ورد في أهل البيت ( عليهم السلام ) من الأخبار النبويّة.

٢ ـ أي عبد الله بن حمزة المنصور بالله.

٣ ـ هداية الراغبين : ٧٢ ، بيان ما ورد في أهل البيت ( عليهم السلام ) من الأخبار النبويّة.

٤ ـ أي عبد الله بن حمزة المنصور بالله.

٥ ـ هداية الراغبين : ٧٣ ، بيان ما ورد في أهل البيت ( عليهم السلام ) من الأخبار النبويّة.

٤٨٦

لمّا كان في مرض موته حين تيقّن انتقاله ، خرج يتهادى بين اثنين ، وأوصاهم بالتمسّك بالثقلين ، فقال ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض »(١) .

التاسع : قال : قال(٢) : وروينا أنّه قال : « أيّها الناس ، إنّي خلّفت فيكم كتاب الله وسنّتي ، وعترتي أهل بيتي ، فالمضيّع لكتاب الله كالمضيّع لسنّتي ، والمضيع لسنّتي كالمضيّع لعترتي ، أمّا إنّ ذلك لن يفترقا حتّى اللقاء على الحوض »(٣) .

العاشر : قال : قال : ( رضى الله عنه وأرضاه ) : وقد بيّن ذلك رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فيما رواه أبو سعيد الخدري لمّا سأله الضحّاك عمّا اختلف فيه الناس عن أمر أبي بكر ، إلى قوله : « والثقل الأصغر عترتي أهل بيتي عليّ وذريّته »(٤) .

الحادي عشر : قال : قال ( رضى الله عنه وأرضاه ) : وأمّا دلالة السنّة الشريفة فنحو قوله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض »(٥) .

الثاني عشر : قال : ( رضي الله عنه وأرضاه ) : ومن معاني أدلّة السيد أبي

____________

١ ـ هداية الراغبين : ٧٤ ، بيان ما ورد في أهل البيت ( عليهم السلام ) من الأخبار النبويّة.

٢ ـ أي مجد الإسلام المرتضى بن المفضل.

٣ ـ هداية الراغبين : ٧٦ ، بيان ما ورد في أهل البيت ( عليهم السلام ) من الأخبار النبويّة.

٤ ـ هداية الراغبين : ٨١ ، تخصيص مفهوم العترة بالدليل.

٥ ـ هداية الراغبين : ٨٣ ، دلالة حجّيّة إجماع أهل البيت ( عليهم السلام ) من السنّة الشريفة.

٤٨٧

عبد الله(١) : مقارنة النبي ( صلى الله عليه وآله ) للعترة بالكتاب ونفيه لافتراقهما ، وتسميته لهما باسم واحد وهو الثقل ، فدلّ بذلك على كون إجماعهم حجّة(٢) .

الثالث عشر : قال : فصل : نذكر فيه ما يعترض به المخالف في كون إجماع العترة حجّة.

قالوا : إنّ المراد بآية التطهير ، وحديث : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به » الحديث ، أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) والحسنان وفاطمة دون ما ذكرتم من أولادهما. قلنا ،(٣) .

الرابع عشر : قال : وروى الفقيه العلاّمة الشهيد حسام الدين حميد بن أحمد المحلّي ـ رحمة الله عليه ورضوانه ـ في ( كتاب الحدائق الورديّة ) جملة من الأخبار النبويّة في فضل العترة الرضيّة الطاهرة المرضيّة ، فذكر منها عيونها ، وذكر حديث : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا »(٤) .

الخامس عشر : قال ـ تعقيباً على رواية المحلّي في الحدائق ـ : الحديث المشهور برواية غير هذه من ( كتاب المناقب ) للفقيه المعروف بابن المغازلي الشافعي في حديث طويل حتّى قال في آخره : « ألا وإنّي فرطكم ، وإنّكم تبعي توشكون أن تردوا عليّ الحوض ، فأسألكم حين تلقوني عن ثقليّ كيف خلفتوني فيهما » قال : فاعتل علينا ما ندري ما الثقلان ، حتّى قام رجل من المهاجرين ، فقال : بأبي وأمّي يارسول الله ما الثقلان؟

____________

١ ـ السيد أبو عبد الله هو الموفق بالله الحسين بن إسماعيل الجرجاني ( ت ٤٢٠ هـ ).

٢ ـ هداية الراغبين : ٨٥ ، حجّيّة إجماع أهل البيت ( عليهم السلام ).

٣ ـ هداية الراغبين ، ٨٨ ، الردّ على اعتراضات المخالف في حجّية إجماع العترة.

٤ ـ هداية الراغبين : ٩٦ ، ما رواه أئمّة العترة وعيون الزيديّة من أحاديث فضل أهل البيت ( عليهم السلام ).

٤٨٨

قال ( صلى الله عليه وآله ) : « الأكبر منهما كتاب الله سبب طرف بيد الله وطرف بأيديكم ، فتمسّكوا ، ولا تولوا ولا تضلّوا ، والأصغر منهما عترتي ، من استقبل قبلتي وأجاب دعوتي ، فلا تقهروهم ولا تقتلوهم ولا تقصروا عنهم ، فإنّي قد سألت لهم اللطيف الخبير فأعطاني ، ناصرهما لي ناصر ، وخاذلهما لي خاذل ، ووليّهما لي ولي ، وعدّوهما لي عدوّ ، ألا فإنّها لم تهلك أمّة قبلكم حتى تدين بأهوائها ، وتظاهر على نبوّتها ، وتقتل من قام بالقسط » ثمّ أخذ بيد علي ( عليه السلام )(١) .

السادس عشر : قال : ولولا إرادة الله تعالى لبقائهم تصديقاً لما ورد عن الصادق المصدّق ( عليه السلام ) : « كل سبب ونسب ينقطع إلاّ نسبي وسببي » وقوله ( صلى الله عليه وآله ) في حديث مقارنتهم للقرآن : « فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض »(٢) .

السابع عشر : قال : وقال السيد الإمام مجدالإسلام المرتضى بن المفضّل ـ قدس الله روحه ـ في كتابه ( البيان ) ـ وقد ذكر نكتاً من كلام أئمّة العترة في الرجوع إليهم ، وأنّهم بذلك أولى حتّى قال : وبقوله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي » الخبر(٣) .

الثامن عشر : قال : قال ( رحمه الله )(٤) : قال ( صلى الله عليه وآله ) : « أمّة أخي موسى افترقت على إحدى وسبعين فرقة ، وافترقت أمّة أخي عيسى على اثنتين وسبعين فرقة ، وستفترق أمّتي من بعدي على ثلاث وسبعين فرقة كلّها هالكة إلاّ فرقة واحدة » فلّما سمع ذلك منه ( صلى الله عليه وآله ) ضاق به المسلمون ذرعاً ، ضجّوا بالبكاء ، وأقبلوا عليه ،

____________

١ ـ هداية الراغبين : ٩٧ ، خبر خطبة الغدير.

٢ ـ هداية الراغبين : ١٠٩.

٣ ـ هداية الراغبين : ١١٤ ، نقولات من كتاب بيان الأوامر المجملة.

٤ ـ أي : المرتضى بن المفضل.

٤٨٩

وقالوا : يا رسول الله ، كيف لنا بعدك بطريق النجاة؟ وكيف لنا بمعرفة الفرقة الناجية حتّى نعتمد عليها؟ فقال ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض »(١) .

التاسع عشر : قال : وقال الإمام المؤيّد بالله أمير المؤمنين يحيى بن حمزة ( عليه السلام ) في كتابه الانتصار : وأمّا من جهة السنّة فقد ورد في أحاديث نذكرها أوّلها : قوله ( عليه السلام ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض »(٢) .

العشرون : قال : قال(٣) : العشرون : عنه ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي أوشك أن أدعى فأجيب ، وإنّي قد تركت فيكم الثقلين : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ، فإنّ اللطيف الخبير أخبرني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما »(٤) .

الحادي والعشرون : قال : قال(٥) : وأمّا ثانياً : فإنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قرنهم بالكتاب حيث قال : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي » وأعظم الهداية في الدين والنفع المأخوذ من

____________

١ ـ هداية الراغبين : ١١٦ ، نقولات من كتاب بيان الأوامر المجملة.

٢ ـ هداية الراغبين : ١٢١ ، نقولات من ديباجة كتاب الانتصار.

٣ ـ أي : المؤيّد باللّه.

٤ ـ هداية الراغبين : ١٢٤ ، نقولات من ديباجة كتاب الانتصار.

٥ ـ أي : المؤيّد باللّه.

٤٩٠

كتاب الله تعالى ، فهكذا يكون حال العترة(١) .

الثاني والعشرون : قال : قال(٢) : وأمّا رابعاً : فقوله ( عليه السلام ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي ، إنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » فظاهر الخبر دالّ على أنّهما مقترنان غير مفترقين فيما يدلاّن عليه(٣) .

الثالث والعشرون : قال يزيده بياناً : حديث التمسّك وهو قوله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » وهذا الحديث كاف في الدليل على بقاء العترة النبويّة على الحقّ وأتباعها معها ، لما قدّمناه في ذلك(٤) .

الرابع والعشرون : قال : فصل ، نذكر فيه جملاً من أكاليم عيون أهل البيت ( عليهم السلام ) فيما ذكرناه من وجوب الرجوع إليهم ، وأولوية التقليد لهم ، فمن ذلك كلام أمير المؤمنين ، وسيّد الوصيّين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال ـ كرم الله وجهه ـ : « أيّها الناس ، اعلموا أنّ العلم الذي أنزله الله على الأنبياء من قبلكم في عترة نبيّكم ، خذوها عنّي عن خاتم المرسلين ، حجّة من ذي حجّة ، قالها في حجّة الوداع : إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض »(٥) .

____________

١ ـ هداية الراغبين : ١٢٦ ، نقولات من ديباجة كتاب الانتصار.

٢ ـ أي : المؤيّد باللّه.

٣ ـ هداية الراغبين : ١٢٦ ، نقولات من ديباجة كتاب الانتصار.

٤ ـ هداية الراغبين : ١٣٨ ، دلائل وجوب بقاء طائفة من الأمّة على الحقّ.

٥ ـ هداية الراغبين : ١٤٠ ، أقاويل أهل البيت في وجوب الرجوع إليهم وأولويّة التقليد لهم.

٤٩١

الخامس والعشرون : قال : وقال زيد بن علي ( عليه السلام ) : الردّ إلينا نحن والكتاب الثقلان(١) .

السادس والعشرون : قال : وقال الإمام الهادي إلى الحقِّ يحيى بن الحسين ( عليه السلام ) : وفي أمر الأمّة باتّباع ذرّيّة المصطفى ما يقول النبي المرتضى : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ».

السابع والعشرون : قال : قال الحافظ محمّد بن يوسف الكنجي : أخبرت عن الشافعي ( رضي الله عنه ) بسند يطول ذكره ، قال : هذا سند لو قرىء على مصروع لأفاق ، وروى ( رحمه الله ) عن أبي ذر الغفاري ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « ترد عليّ الحوض راية علي بن أبي طالب أمير المؤمنين ، وإمام الغرّ المحجّلين ، فأقوم فآخذ بيده ، فيبيض وجهه ووجوه أصحابه ، وأقول : ما خلفتموني في الثقلين بعدي؟ فيقولون : تبعنا الأكبر وصدّقناه ، ووازرنا الأصغر ونصرناه ، وقاتلنا معه ، فأقول : ردّوا رواء مرويين ، فيشربون شربة لا يضمأون بعدها ، وجه إمامهم كالشمس الطالعة ، ووجوههم كالقمر ليلة البدر ، أو كأضوأ نجم في السماء(٢) .

الثامن والعشرون : قال ـ عند ذكره للناصر الأطروش ـ : وكان في نهاية الرفق واللين حتّى عظم تأثيره في الدعاء إلى الله ، وقد شهد بذلك ما روي أنّه قال في بعض مقاماته ، وقد دخل آمل وازدحم عليه طبقات الرعيّة في مجلسه

____________

١ ـ هداية الراغبين : ١٤٠ ، أقاويل أهل البيت في وجوب الرجوع إليهم وأولويّة التقليد لهم.

٢ ـ هداية الراغبين : ١٥٩ ، وجوه اختصاص الزيديّة بالانتساب إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ).

٤٩٢

فقال : فسلوني عن أمر دينكم ، وما يعنيكم من العلم وتفسير القرآن ، فإنّا نحن تراجمته ، وأولى الخلق به ، وهو الذي قرن بنا وقرنّا به ، فقال أبي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي مخلّف فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً : كتاب الله وعترتي أهل بيتي »(١) .

التاسع والعشرون : قال ـ عند حديثه عن الناصر الأطروش ـ : وكان يرد بين الصّفين متقلّداً مصحفه وسيفه ، ويقول : قال أبي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي » ، ثمّ يقول : هذا كتاب الله ، وأنا عترة رسول الله ، فمن أجاب إلى هذا وإلاّ فهذا(٢) .

الثلاثون : قال ـ عند ذكره للمؤيّد أحمد بن الحسين الهاروني ـ : قال مصنّف سيرته : وله ( عليه السلام ) دعوة جمع فيها من فرائد العلم الثمينة ، ويواقيته الشريفة ما يقضى له بالعلم والبراعة والتقدّم في هذه الصناعة ، قال ( عليه السلام ) : بسم الله الرحمن الرحيم ، وقول رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مخاطباً كافّة أمّته : « من أولى بكم من أنفسكم؟ » فقالوا : الله ورسوله أولى فقال : « من كنت مولاه فعلي مولاه » وقوله : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به » الحديث(٣) .

الحادي والثلاثون : قال : الخصّيصة العاشرة : اختصاصهم بنسب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وأنّهم ذرّيّته وعترته والمرادون بقول الله تعالى :( قُلْ لا أَسألُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إلاَّ المَوَدَّةَ فِي القُرْبى ) وبقوله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن

____________

١ ـ هداية الراغبين : ٢٧٧ ، ترجمة الناصر الأطروش.

٢ ـ هداية الراغبين : ٢٧٨ ، ترجمة الناصر الأطروش.

٣ ـ هداية الراغبين : ٣٠٧ ، ترجمة المؤيّد بالله أحمد بن الحسين الهاروني.

٤٩٣

تضلّوا من بعدي أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي » الحديث إلى آخره ، وهذه فضيلة لم يُشاركوا فيها(١) .

الهادي بن إبراهيم بن علي الوزير :

قال ابن أبي الرجال ( ت ١٠٩٢ هـ ) في مطلع البدور : قال العلاّمة ابن الوزير في تاريخهم : إنّه لم تسمح بمثله الأعصار في أولاد الإمام الهادي ، كان جامع شتات العلوم وشاطرها في المنثور والمنظوم ، ثمّ قال : فقرأ مدّة في أنواع العلوم العربيّة وغيرها على عمّيه : المرتضى بن علي وأحمد بن علي ، وقرأ التفسير على الشيخ العلاّمة ترجمان أهل عصره إسماعيل بن إبراهيم بن عطيّة البحراني ، وعلوم الأدب على الفقيه العلاّمة محمّد بن علي بن ناجي العالم المشهور ، قرأ عليه ديوان المتنبي وغيره ، والأصولين والفروع على القاضي العلاّمة ملك العلماء عبد الله بن الحسن الدواري ، إلى آخر ما يذكر من مشايخه.

ثمّ قال : توفّي بذمار تاسع عشر ذي الحجّة سنة اثنين وعشرين وثمان مائة ، وكان موته رائعاً للمسلمين ، وفلاّ عظيماً في عضد أهل الدين ، ونقصاً في أهل بيت المطهّرين ، ومنع لسبب بلوغ خبره ما يعتاد فعله في الأعياد(٢) .

قال إبراهيم بن المؤيّد ( ت ١١٥٢ هـ ) في الطبقات : الهادي بن إبراهيم بن علي بن المرتضى بن مفضل بن منصور بن العفيف بن محمّد بن مفضّل بن الحجّاج بن علي بن يحيى بن القاسم بن يوسف بن أحمد بن الهادي للحق ( عليه السلام ) الحسني ، الهدوي ، القاسمي ، المفضلي ، السيد العلاّمة ، ولد بشظب

____________

١ ـ هداية الراغبين : ٣٥٤ ، خصائص تفضيل العترة وترجيح مذهبهم.

٢ ـ مطلع البدور ٤ : ٢٢١.

٤٩٤

في محرم سنة ثمان وخمسين وسبعمائة ، ثمّ يذكر مشايخه وما استجازه منهم ، ثمّ يقول : وأخذ عنه صنوه محمّد بن إبراهيم والسيد أبي العطايا عبد الله بن يحيى والسيد عز الدين محمّد بن الناصر والسيد عبد الله بن الهادي بن الإمام يحيى بن حمزة ، ثمّ قال : وكان السيد الهادي إماماً ، علم الأعلام ، وعلاّمة الآل الكرام ، ثمّ قال : توفّي بحمّام السعيدي ، آخر نهار تاسع عشر شهر ذي الحجّة الحرام صائماً في سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة وعمره ثلاث وستون سنة(١) .

قال الشوكاني ( ت ١٢٥٠ هـ ) في البدر الطالع : السيد الهادي بن إبراهيم ابن علي الملقّب الوزير ، ثمّ قال : ولد يوم الجمعة السابع والعشرين من محرّم سنة ٧٥٨ ثمان وخمسين وسبعمائة بهجرة الظهر من شظب ، ثمّ ذكر مشايخه ، ثم قال : وبالجملة فهو من أكابر علماء الزيديّة ، وله نظم في غاية الحسن ، وبينه وبين علماء عصره مراسلات ومكاتبات ومشاعرات.

ثمّ قال : ومات يوم عرفة سنة ٨٢٢ اثنتين وعشرين وثمان مائة ، كذا في الضوء اللامع ، وقال في مطلع البدور : إنّه توفّي بذمار آخر نهار تاسع عشر ذي الحجّة من تلك السنة ، وأظنّه تاسع ذي الحجّة ; لأنّه قال بعد هذا : إنّ موت صاحب الترجمة كان مانعاً لفعل ما يعتاد في العيد ، فيمكن أن تكون الزيادة من الناسخ(٢) .

قال عبد الله القاسمي ( ت ١٣٧٥ هـ ) في الجواهر المضيّة ـ بعد أن ذكر اسمه ومشايخه ومن أخذ عنه ـ : ترجم له ابن حجر وأثنى عليه ، وكان إماماً ، علم الأعلام وعلاّمة الآل الكرام ، المعتمد ذو الفضائل والآثار ، الذي لم يسمع

____________

١ ـ طبقات الزيديّة ٢ : ١١٨١ ، الطبقة الثالثة.

٢ ـ البدر الطالع ٢ : ١٧٤.

٤٩٥

بوجود مثله في الأعصار ، جامع أسباب العلوم وساطرها في المنثور والمنظوم ، عدّه الإمام عزّ الدين ممّن بايع الإمام علي بن المؤيّد ، له المؤلّفات المشهورة(١) .

قال البريهي في طبقات علماء اليمن : فأمّا أهل صنعاء فأوّلهم السيد الشريف ، أوحد العلماء الأعلام ، الهادي بن إبراهيم بن علي المرتضى الهادوي الحسني ، ثمّ قال : قلت : والدليل على دخوله مذهب أهل السنّة ما شاهدته مكتوباً بخطّه إلى الإمام أبي الربيع سليمان بن إبراهيم العلوي نفع الله به ، قال في أثناء ما كتبه إليه : ( ثمّ إنّي كنت في أبان الحداثة مولعاً في علم الكلام ، وفي هذه المدّة رغبت عنه إلى علم الحديث ، ورجعت عمّا كنت عليه القهقري ، وفضلت في الحديث من قرى ، وقلت : ( الصيد كل الصيد من جوف الفرا ) إلخ.

ثمّ قال : وكان هذا الشريف وزير الإمام الشريف صلاح بن علي ، ثمّ ولده علي ، فسمّي ذو الوزارتين ، ثمّ قال : توفّي هذا الشريف بمدينة ذمار بحمّام السعيدي ، سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة من دخان الحمّام ، رحمه الله ونفع به آمين(٢) .

قال الأكوع في هجر العلم ومعاقله : وبعد أن توغّل كثيراً في معرفة حجج أخيه الأصغر محمّد بن إبراهيم القوية ، والأدلّة الدامغة التي أوردها في كتابه ( العواصم والقواصم في الذبّ عن سنّة أبي القاسم ) ردّاً على معارضيه وخصومه عرف عن علم وبينة ، أنّ الحق في جانب أخيه ، فأخذ منذ ذلك

____________

١ ـ الجواهر المضيّة : ١٠٢.

٢ ـ طبقات علماء اليمن ( تاريخ البريهي ) : ١٨.

٤٩٦

الوقت يجنح إلى ما ذهب إليه أخوه من ترك التقليد ، ثمّ قال : وممّا يؤكّد ما ذهبت إليه من رجوعه إلى السنّة كلام المؤرّخ البريهي في ترجمته للمترجم له(١) .

قال محقق كتاب هداية الراغبين ، وهو عبد الرقيب بن مطهّر في مقدّمة التحقيق : وأورد البريهي ما يستدلّ به على أنّ المؤلّف مال إلى مذهب السنّة ، ودون إثبات مثل هذا بيض الأنوق والأبلق العقوق(٢) .

أقول : والذي يظهر من كلام الهادي بن الوزير الذي نقله البريهي أنّه عاد من علم الكلام والعقائد الذي يعتمد على العقل إلى علم الحديث والسنّة ، فالذي يظهر أنّه تحوّل من علم الكلام إلى علم الحديث ، بل كلامه نصّ في ذلك لا أنّه تحوّل من الزيديّة إلى السنّة ، بمعنى مذهب العامّة.

هداية الراغبين إلى مذهب العترة الطاهرين :

قال الهادي بن إبراهيم في مقدّمة كتابه هذا : فلمّا رأيت مذهب العترة النبويّة قد قلّ ناصره ، وونت في هذا الزمان عناصره ، ورغب عنه من كان فيه راغباً ، وشغب فيه من كان لأضداده مشاغباً ، رأيت أن أذكر ما إذا نظر فيه الناظر من المتمسّكين به ازداد رغبة في التزامه ، وإذا وقف عليه الواقف من

____________

١ ـ هجر العلم ومعاقله ٣ : ١٣٤٨.

٢ ـ هداية الراغبين إلى مذهب العترة الطاهرين : ٣٣ ، مقدّمة التحقيق ، وانظر في ترجمته أيضاً : مآثر الأبرار ٣ : ١٠٩٨ ، مطمح الآمال : ٢١٦ ، الفلك الدوّار : ٧٥ ، مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن ، انظر الفهرست ، أعلام المؤلّفين الزيديّة : ١٠٦٩ ، مؤلّفات الزيديّة : انظر الفهرست ، لوامع الأنوار ٢ : ١٣٦ ، ٢١٦ ، التحف شرح الزلف : ٢٠١ ، الذريعة ١٧ : ٢٤٢ ، ١٨ : ٩٧ ، الغدير ١١ : ١٩٩ ، الأعلام ٨ : ٥٨ ، معجم المؤلّفين ٦ : ٢٠٢ ، ١٣ : ١٢٥ ، هديّة العارفين ١ : ٦٤٣.

٤٩٧

المائلين عنه رجع إلى التنسّك باعتقاده ، والانخراط في سلكه ونظامه ، إلى أن قال : وسمّيت هذا التأليف المبارك ( هداية الراغبين إلى مذهب العترة الطاهرين )(١) .

نسبه إليه ابن أبي الرجال في مطلع البدور(٢) ، وإبراهيم بن المؤيّد في طبقات الزيديّة(٣) ، والحسين بن ناصر المهلاّ في مطمح الآمال(٤) ، والشوكاني في البدر الطالع(٥) ، وغيرهم(٦) ، والأكثر نسبوه إليه بهذا الاسم : ( هداية الراغبين إلى مذهب أهل البيت الطاهرين ).

قال محقّق الكتاب : وأثبت الناسخ في آخر المخطوطة تقريض للكتاب لأخي المؤلّف السيد محمّد بن إبراهيم الوزير ، من كلامه فيها : وقفت على هذا الكتاب ، فوجدته مشتملاً من فضل العترة النبويّة على حديقة زهر ، وشريعة نهر ، وحريّ بمن وقف عليه أن يهتدي بمنصوب أعلامه ، ويقتدي بعجيب كلامه ، وأنا ـ ولله المنّة بذلك ـ أدين الله تعالى باعتقاد فضل أهل البيت ( عليهم السلام )(٧) .

وقد ذكر عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة عدّة نسخ للكتاب ، أحدها بخطّ المؤلّف(٨) .

____________

١ ـ هداية الراغبين : ٤٠ ، مقدّمة المؤلّف.

٢ ـ مطلع البدور ٤ : ٢٢١.

٣ ـ طبقات الزيديّة ٢ : ١١٨١.

٤ ـ مطمح الآمال : ٢١٦.

٥ ـ البدر الطالع ٢ : ١٧٤.

٦ ـ انظر ما قدّمنا ذكره من المصادر في هامش ترجمة المصنّف.

٧ ـ هداية الراغبين : ٣٤ ، مقدّمة المحقّق عبد الرقيب بن مطهّر.

٨ ـ أعلام المؤلّفين الزيديّة : ١٠٧١.

٤٩٨

قال السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة : هداية الراغبين في مذهب أهل البيت الطاهرين ، في نصرة مذهب الزيديّة في الإمامة ، مع نقل جملة من الآراء الكلاميّة من غيرهم ومناقشتها والجواب عليها بالأدلّة العقليّة والنقليّة ، وأورد فيه كثيراً من نصوص الكتاب والسنّة ضمن فصول(١) .

____________

١ ـ مؤلّفات الزيديّة ٣ : ١٦١.

٤٩٩
٥٠٠