موسوعة حديث الثقلين الجزء ٣

موسوعة حديث الثقلين0%

موسوعة حديث الثقلين مؤلف:
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
تصنيف: مفاهيم عقائدية
ISBN: 978-600-5213-65-2
الصفحات: 687

موسوعة حديث الثقلين

مؤلف: مركز الأبحاث العقائديّة
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
تصنيف:

ISBN: 978-600-5213-65-2
الصفحات: 687
المشاهدات: 199748
تحميل: 3676


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 3 الجزء 4
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 687 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 199748 / تحميل: 3676
الحجم الحجم الحجم
موسوعة حديث الثقلين

موسوعة حديث الثقلين الجزء 3

مؤلف:
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
ISBN: 978-600-5213-65-2
العربية

وانتصابه للأمر ـ : وكان جامعاً لخصال الإمامة ، وله في الحروب مقامات مشهورة.

ثمّ قال : وله كتب مشهورة موجودة في العلم في الأصول والفروع(١) .

قال حميد المحلّي ( ت ٦٥٢ هـ ) في الحدائق ـ بعد أن ذكر اسمه ونسبه ـ : كان قد نشأ على طريقة التقوى واليقين متحلّياً بآداب الأئمّة الهادين.

ثمّ قال : وكان انتهى به الحال إلى أن أخذ أسيراً في بعض الحروب ، فأقام مدّة في ناحية بيت بوس ، حتّى لطف الله عزّ وجلّ له بالخلاص ، وله أشعار كثيرة ، كتبها لوالده حال حبسه ، وهي موجودة.

ثمّ قال : ثمّ بايعه الناس غرّة المحرّم سنة تسع وتسعين ومائتين ، وأقام بصعدة وفي يده بلد حمدان وخولان ونجران.

ثمّ قال : واستقامت له الأمور حتّى كان يوم الخميس لأحدى وعشرين ليلة خلت من ذي القعدة من السنة المذكورة ، جمع ( عليه السلام ) وجوه العشائر قبله فعاب عليهم أشياء كرهها منهم وعزم على الاعتزال والتخلّي من الأمر.

ثمّ قال : وكانت مدّة انتصاب المرتضى ( عليه السلام ) نحو سنتين(٢) .

وتوفّي ( عليه السلام ) بصعدة سنة عشر وثلاثمائة ، وله اثنتان وثلاثون سنة ، ذكره السيّد أبو طالب(٣) .

قال إبراهيم بن المؤيّد ( ت ١١٥٢ هـ ) في الطبقات ـ بعد أن ذكر اسمه ونسبه ـ : ولد سنة ثمان وسبعين ومائتين ، نشأ في حجر أبيه ، أخذ العلم عنه ، فما رواه عنه كتابه الأحكام ، وسمعه عليه محمد بن الفتح ، وكان سماع ابن

____________

١ ـ الشافي ١ : ٣١٩.

٢ ـ هذا خلاف ما ذكره أبو طالب ، وأيضاً العبارة المتقدّمة من أنّه عزم الاعتزال في نفس السنة ، تؤيّد ما ذكره أبو طالب في الإفادة.

٣ ـ الحدائق الورديّة ٢ : ٨٠ ـ ٨٧.

٨١

الفتح في ربيع سنة ثلاث وثلاث مائة ، ورواه عنه أيضاً ولده الحسين بن محمّد المرتضى(١) .

قال عبد الكريم أحمد جدبان ـ محقّق مجموع كتب ورسائل المرتضى ـ : في تاريخ مولده إشكال ; لأنّ في سيرة أبيه الهادي أنّه في سنة ( ٢٨٠ هـ ) وصل إلى اليمن ، ثمّ رجع إلى الحجاز غاضباً لما لم يجد الأنصار(٢) .

ثمّ قال : فعلى هذا يكون عمره ، وهو يرافقه في هذا السفر الشاق سنتين!!

وفي سنة ( ٢٨٥ هـ ) كان قائداً وفارساً في معركة مع الدعام(٣) .

ثمّ قال : فالأمر بحاجة إلى تحقيق(٤) .

كتاب الأصول :

نسبه إليه عبد الله بن حمزة ( ت ١١٤ هـ ) في الشافي ، وقال : وله كتب مشهورة موجودة في العلم في الأصول والفروع منها : كتاب الأصول في

____________

١ ـ طبقات الزيديّة ٢ : ٣٢٨.

٢ ـ سيرة الهادي : ٣٨.

٣ ـ سيرة الهادي : ١٠٢.

٤ ـ مجموع كتب ورسائل المرتضى ١ : ١٠ ، مقدّمة المحقّق.

وانظر في ترجمته أيضاً : أنوار اليقين : ٣٤١ ، كاشفة الغمّة عن حسن سيرة إمام الأمّة : ٣١ ، مآثر الأبرار ٢ : ٦٣٥ ، ٦٤٢ ، التحفة العنبريّة في المجدّدين من أبناء خير البريّة : ١٢٩ ، اللآلي المضيّة ٢ : ٢٧ ، المقصد الحسن والمسلك الواضح السنن : ٤٦ ، مطمح الآمال : ٢٢٧ ، التحف شرح الزلف : ١١٩ ، أعلام المؤلّفين الزيديّة : ١٠١٣ ، مؤلّفات الزيديّة ١ : ١٢٦ ، مواضع أُخرى ، انظر الفهرست ، الزيديّة في موكب التاريخ للسبحاني : ٤٠٢ ، هامش الفلك الدّوار : ١٦ ، تحقيق محمّد يحيى سالم عزّان ، الزيديّة لأحمد محمود صبحي : ٧٤٥ ، تاريخ الأدب العربي لبروكلمان القسم الثاني : ٣٥٥ ، الأعلام ٧ : ١٣٥ ، معجم المؤلّفين ٢ : ١٠١.

٨٢

التوحيد والعدل(١) .

قال حميد المحلّي ( ت ٦٥٢ هـ ) في الحدائق : وله العلوم الحسنة والتصانيف المستحسنة وهي ظاهرة مشهورة في أصول الدين وفروع الفقه ، وعلوم القرآن فمنها : كتاب الأصول في التوحيد والعدل(٢) .

ونسبه إليه أيضاً : الهادي بن إبراهيم الوزير في كاشفة الغمّة(٣) ، ومحمد ابن عبد الله في التحفة العنبريّة(٤) ، وأحمد الشرفي في اللآلي المضيّة(٥) ، ونسبه إليه أحمد بن يحيى حابس في المقصد الحسن ، وقال : وللمرتضى الكتاب الموسوم بأصول الدين ، وهو الذي حكى عنه المؤيّد بالله في الزيادات والست المائة ، وهو الذي نقل عنه في الشفاء(٦) .

ونسبه إليه أيضاً : المؤيّدي في التحف(٧) ، وعبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة(٨) ، وغيرهم(٩) .

طبع الكتاب مؤخّراً مع مجموع كتب ورسائل الإمام محمّد بن يحيى الهادي بتحقيق عبد الكريم أحمد جدبان.

قال عبد الكريم أحمد جدبان ـ محقّق المجموع ـ : كتب ورسائل الإمام

____________

١ ـ الشافي ١ : ٣١٩.

٢ ـ الحدائق الورديّة ٢ : ٨٠.

٣ ـ كاشفة الغمّة عن حسن سيرة إمام الأمّة : ٣١

٤ ـ التحفة العنبريّة : ١٣٠.

٥ ـ اللآلي المضيّة في أخبار أئمّة الزيديّة ٢ : ٢٧.

٦ ـ المقصد الحسن والمسلك الواضح السنن : ٤٦.

٧ ـ التحف شرح الزلف : ١١٩.

٨ ـ أعلام المؤلّفين الزيديّة : ١٠١٣.

٩ ـ انظر مصادر ترجمته المتقدمّة في الهامش.

٨٣

محمّد بن يحيى الهادي من أشهر الكتب في أوساط الزيديّة سواء في ذلك زيديّة الجيل والديلم ، أو زيديّة اليمن ، فهي ليست بحاجة إلى توثيق ، ومع هذا فأنا أرويها بعشر طرق عن مشايخي بطريق الإجازة الأولى ، إلى آخر ما يذكره(١) .

____________

١ ـ مجموع كتب ورسائل المرتضى ١ : ٥٠ ، مقدّمة المحقّق.

٨٤

( ١٦ ) الكامل المنير

إبراهيم بن محمّد ( القرن الرابع )

الحديث :

قال : وحديث أبي أحمد ، قال : حدّثني من أثق به عن الحكم بن ظهير ، عن ابنه وعبد الله بن حكيم بن جبير ، وهؤلاء المخالفين لنا ولكم ، عن أبي الطفيل ، عن زيد بن أرقم ، قال : لمّا فرغ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من حجّة الوداع أنزل الله( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ ) خرج مذعوراً نحو المدينة ، وأصحابه معه ، حتّى قدم الجحفة ، فنزل على غدير خم ، ونهى أصحابه عن سمرات في البطحاء متقاربات ، فنزل تحتها ، وهي شجرات عظام ، فلمّا نزل القوم في سواهن أرسل إليهم سبعين رجلاً من العرب والموالي والسودان ، فشك شوكهن ، وقمّ ما تحتهن ، ثمّ أمر بالصلاة جامعة ، فاجتمع المسلمون ، وفيمن حضر يومئذ علي بن أبي طالب ، والحسن والحسين ابنا علي ، والعباس ، وولده عبد الله ، والفضل ، وفيهم أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، ومعاوية ، وطلحة ، والزبير ، وعبد الرحمن بن عوف ، وسعد بن أبي وقّاص ، وأبو عبيدة بن الجراح ، وسعيد بن زيد بن نفيل ، وسلمان الفارسي ، وأبو ذر الغفاري ، والمقداد بن الأسود ، وعمّار بن ياسر ، وعمرو بن العاص ، والبراء بن عازب ، وأنس بن مالك ، وأبو هريرة ، وأبو حمراء مولى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وعبد الله بن مسعود ، وجابر بن عبد الله الأنصاري ، وعامّة قريش ، ووجوه أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله )

٨٥

من عقبي ومهاجري وأنصاري ، وغيرهم من بدوي وحضري ، حتّى امتلأ الدوح ، وبقي أكثر الناس في الشمس ، يقي قدميه بردائه من شدّة الرمض ، فصلّى صلوات الله عليه وآله تحتهن ركعتين ، ثمّ قام خطيباً ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : « » ، ثمّ قال : « من كنت أولى به من نفسه فهذا علي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه » فقال رجل من القوم : ما بال محمّد يرفع بضبع ابن عمّه؟!

فسمعه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فتغيّر لذلك وجهه ، فلمّا رأى ذلك الرجل أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قد علم به ، واشتدّ عليه ، أقبل على علي فقال له : هنيئاً يابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة.

ثمّ أخذ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بيد علي الثانية فقال : « يا أيّها الناس ، اسمعوا ما أقول لكم : إنّي فرطكم على الحوض ، وإنّكم واردون عليّ الحوض ، حوضاً أعرض ما بين صنعاء إلى أيلة ، فيه عدد نجوم السماء أقداح ، إنّي مصادفكم على الحوض يوم القيامة ، ألا وإنّي مستنقذ رجالاً ، ويخلج دوني آخرون ، وأقول : ياربّ ، أصحابي أصحابي ، فيقال : إنّهم أحدثوا وغيّروا بعدك ، وإنّي سائلكم حين تردون عليّ عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما ».

قالوا : وما الثقلان يارسول الله؟

قال : « الأكبر منهما كتاب الله سبب ما بين السماء والأرض ، طرف بيد الله وطرف بأيديكم ، فتمسّكوا به ولا تضلّوا ولا تبدّلوا ، والأصغر منهما عترتي أهل بيتي ، فقد نبّأني اللطيف الخبير أنّهما لن يفترقا حتّى يردا علي الحوض ، فلا تعلّموا أهل بيتي فإنّهم أعلم منكم ، ولا تسبقوهم فتمرقوا ، ولا تقصروا عنهم فتهلكوا ولا تتولّوا غيرهم فتضلّوا(١) ».

____________

١ ـ الكامل المنير : ٨٣ ، حديث الغدير.

٨٦

إبراهيم بن محمّد وكتابه الكامل المنير :

يعدّ هذا الكتاب من الكتب العقائدية السديدة في الاستدلال والبرهان ، فإنّه يستدلّ تارة ببرهان عقلي وأخرى نقلي ، فيذكر آية ويسندها برواية ، ولا يذكر حديثاً إلاّ وقد رواه أبناء العامّة ، فيستدلّ بمثل : حديث الثقلين والغدير والسفينة والمنزلة وأمثالها من الأخبار التي تواترت ، أو اشتهرت عند جميع فرق المسلمين ، وأيضاً اعتمد في استدلاله على طريقة تحليلية بأخذه واقعة تاريخيّة مسلّمة ، ثمّ يحلّلها فيخرج بنتائج عديدة مفيدة مؤيّدة أو مثبتة لما يريد بيانه من الحقيقة.

وقد جاء هذا الكتاب رداً على كتاب الخوارج الذي طعنوا فيه على أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) ، وأنكروا الوصيّة له ( عليه السلام ) ، وذكروا شواهد على أنّ أبا بكر هو الخليفة ، وذمّوا الشيعة ، ونسبوهم إلى الكذب ، وألصقوا بهم منكرات عديدة ، فيرد عليهم صاحب هذا الكتاب بأدلّة وبراهين علميّة وموضوعيّة ، تكشف عن عقيدة صاحب هذا الكتاب الراسخة في أهل البيت ( عليهم السلام ) ، وعن سعة اطّلاع المؤلّف وعلمه الكثير.

نسبة الكتاب :

لم نجد ترجمة أو ذكراً لهذا الكتاب ومؤلّفه في كتب التراجم والسير عند الإمامية والعامّة ، نعم ، الكتاب مذكور في بعض مصادر الزيديّة ، بل وحفظ لنا مع تراثهم الضخم ، ولعلّ أوّل من ذكر الكتاب ونقل عنه في مواضع متعدّدة ونسبه إلى مؤلّفه ، هو الحسن بن بدر الدين ( ت ٦٧٠ هـ ) في كتابه أنوار اليقين ، قال : وهذه رواية أخرى رواها إبراهيم بن محمّد بن حران في كتاب

٨٧

الكامل المنير(١) ، من دون تنقيط كلمة ( حران ) ولكن ما موجود على الصفحة الأولى من المخطوطة(٢) هكذا : ( وجد في الأمّ التي نقل منها هذا الكتاب أنّ مصنّفه محمّد بن خيران ، ذكره الإمام الحسن بن الأمير بدر الدين محمّد بن أحمد بن يحيى بن يحيى ( عليه السلام ) في كتاب أنوار اليقين ).

لكن قد عرفت أنّ هذا النقل غير صحيح ; لأنّ ما موجود في كتاب أنوار اليقين هو أنّ اسم المؤلف إبراهيم بن محمّد بن حران ، من دون تنقيط كلمة ( حران ) ، وما موجود على أوّل المخطوطة هو الذي أدّى إلى اشتباه الأمر على بعض مؤلّفي الزيديّة فنسبه إلى محمّد بن خيران كما في مصادر التراث لعبد السلام الوجيه(٣) .

وممّن نقل عن كتاب الكامل المنير واشتبه في نسبة الكتاب إلى مؤلّفه هو القاسم بن محمّد ( ت ١٠٢٩ هـ ) في كتابه الاعتصام بحبل الله المتين ، فإنّه نسب الكتاب إلى القاسم بن إبراهيم(٤) .

وكذا كرر هذا الاشتباه أيضاً عبد الله بن أحمد الشرفي ( ت ١٠٦٢ هـ ) في كتابه المصابيح الساطعة(٥) .

والظاهر أنّ الباعث على اشتباههم هو العبارة الموجودة في أوّل المجموع الذي فيه هذه المخطوطة فإنّه يوجد هكذا ( الذي يحتوي عليه هذا المجلّد ما نذكر هنا ، كتاب الكامل المنير(٦) ، ورسالة لمولانا القاسم بن إبراهيم ( عليه السلام ) فيها

____________

١ ـ أنوار اليقين : ١٩٨ ، خبر الشورى.

٢ ـ مخطوط مصوّر في مركز إحياء التراث في قم المقدّسة.

٣ ـ مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن ٢ : ٥٣٩.

٤ ـ الاعتصام بحبل الله المتين ١ : ٣٥.

٥ ـ المصابيح الساطعة ٤ : ٣٤٧.

٦ ـ الظاهر يوجد سقط في العبارة وكلمة غير واضحة ، وهو يؤيّد ما اثبتناه في المتن من

٨٨

الحجّة على إمامة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وكتاب موعظة وآداب لمحمّد بن سليمان الكوفي ونبذة(١) ) فظنّوا أنّ كتاب الكامل المنير من تأليفات القاسم بن محمّد ، وهو كما ترى ، فإنّ الرسالة وحدها للقاسم الرسّي ; لأنّ بنفس هذه الصفحة التي فيها هذه العبارة من المخطوطة توجد العبارة المتقدّمة من نسبة الكتاب لمحمّد بن خيران بنفس الخطّ ، فلا يمكن أن يكون قصد الناسخ أنّ كتاب الكامل المنير للقاسم بن إبراهيم أيضاً ، وتعارض نسبة الكتاب المتقدّمة في أنوار اليقين حيث نسبه هناك لإبراهيم بن محمّد بن حران ، وهذه النسبة مقدّمة كما لا يخفى.

ولا يقال : إنّه يمكن أن يكون الكتاب متعدّداً بنفس العنوان فواحد للقاسم بن إبراهيم وآخر لإبراهيم بن محمّد بن حران ; لأنّه يقال : إنّ الكتاب الموجود الآن هو نفسه الكتاب الذي نقل عنه في أنوار اليقين ، وكذا هو نفسه الكتاب الذي نقل عنه في الاعتصام وفي المصابيح الساطعة ; لوحدة النصوص المنقولة مع مطابقتها لما موجود الآن ، فالكتاب واحد لا متعدّد.

وقد كرّر اشتباه القاسم بن محمّد ـ صاحب الاعتصام ـ والشرفي ـ صاحب المصابيح ـ غير واحد من كتّاب الزيديّة ، فنسبوا الكتاب إلى القاسم ابن إبراهيم الرسّي(٢) ، والظاهر هو اعتماد من تأخّر منهم على كلام صاحب الاعتصام وصاحب المصابيح ، بل وقد طبع الكتاب بتحقيق عبد الولي يحيى الهادي ناسباً الكتاب إلى القاسم الرسّي من دون أن يذكر أيّ دليل أو مؤيّد لذلك.

____________

أنّ نسبة الكامل المنير ليست للقاسم بن إبراهيم.

١ ـ كذا في المخطوطة.

٢ ـ انظر : مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن ١ : ١٩٥ ، ٤٤٠ ، وأعلام المؤلّفين الزيديّة : ٧٦٢.

٨٩

وقد عرفت أنّ نسبة الكتاب لمحمّد بن خيران غير صحيحة ، والاشتباه فيها بيّن ، وكذا قد عرفت أنّ نسبة الكتاب للقاسم الرسّي غير ثابتة ، بل هي اشتباه أيضاً ، بل ثبت أنّ نسبة الكتاب لإبراهيم بن محمّد بن حران ـ من دون نقاط ـ ، بالإضافة إلى هذا سوف نثبت أنّ الكتاب ليس من كتب الزيديّة أصلاً ، فضلاً عن أن يكون للقاسم الرسّي ، وذلك من خلال دراسة نصّ الكتاب ، فإنّه سيتّضح لك من خلال دراسة ما موجود في الكتاب مع مقارنته بالعقائد والأفكار الزيديّة أنّ مؤلّف الكتاب ليس زيديّاً ، بل هو إمامي.

تاريخ وفاة المؤلّف :

قبل الخوض في دراسة نصّ الكتاب نريد أن نقرّب تاريخ وفاة المؤلّف ، والزمن الذي عاش فيه ، وذلك من خلال مراجعة بعض نصوص الكتاب ; لأنّه لا يوجد مصدر ذكر تاريخ هذا الكتاب ومؤلّفه ولو تقديراً ، قال في الكامل المنير حدّثني من لا أتّهمه عن أحمد بن داود ، عن عبد الرزّاق بن همام(١) .

ومن المعروف والثابت أنّ عبد الرزّاق بن همام توفّي سنة ٢١١ هـ ، وقد نقل عنه صاحب الكتاب بواسطتين فإذا كانت الواسطة طولية فأقصاه هو أن يكون عصر صاحب الكتاب في أوائل القرن الرابع أو أواخر القرن الثالث ، وهذا أيضاً يؤيّد أنّ الكتاب ليس للقاسم بن إبراهيم ; لأنّ القاسم بن إبراهيم الرسّي توفّي سنة ٢٤٦ هـ.

وقفة مع بعض نصوص الكتاب :

سنذكر عدّة نصوص من الكتاب تثبت أنّ صاحب هذا الكتاب ليس

____________

١ ـ الكامل المنير : ٤٩.

٩٠

زيديّاً أصلاً ، فضلاً عن أن يكون الكتاب للقاسم بن إبراهيم الرسّي ، بل إنّ صاحب الكتاب إمامي.

النصّ الأوّل :

قال في الكامل المنير : وسأوضّح لك من الإمامة وعظم شأن خطرها ، وكبر قدرها ، وعلوّ منزلتها ، ما تتصاغر الأشياء عنها عند من فهم وعقل ، إن شاء الله ، وذلك أنّ إبراهيم خليل الله ( عليه السلام ) اتّخذه الله خليلاً من قبل أن يتّخذه نبيّاً ، فلمّا رأى ما في الخلّة من الفضل عظمت في عينه ، ثمّ اتّخذه نبيّاً من قبل أن يتّخذه رسولاً ، فكانت النبوّة أعظم عند الله من الخلّة ، وكانت الرسالة أعظم عنده من النبّوة ، فلّما أكمل الله له الخلّة والنبوّة والرسالة ، قال الله ـ تبارك وتعالى ـ( إِنِّي جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً ) (١) ، فعلم إبراهيم أنّه لا شيء أفضل من الإمامة ; لأنّ الإمام يقتدى ويهتدى به ، على أنّه لا يوحى إليه ، فما فعل من شيء جاز ذلك الشيء ; لأنّه لا يعمل إلاّ بأمر الله وهديه ، فعند ذلك قال إبراهيم ( عليه السلام ) إذ قال الله له( إِنِّي جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً ) قال إبراهيم( وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ) قال :( لا يَنالُ عَهْدِي الظّالِمِينَ ) أي أنّ الإمامة عهد الله ، ولا ينال عهد الله ظالم ، والظالم المشرك بالله ; لأنّ الله يقول( لا تُشْرِكْ بِاللّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ) (٢) فلا ينال عهده من أشرك به ، وحجّ لغيره ، وعَبَد الأصنام ، واستقسم بالأزلام ، وكذلك النبي عليه وآله السلام ، وكذلك الأنبياء ( عليهم السلام ) مطهّرون معصومون بالهداية من الله والتأديب ، ولم يجز عليهم شرك ، ولم يحجّوا لغير الله ، ولا استقسموا بالأزلام ، ولم يعبدوا الأصنام ، وكذلك الأئمّة

____________

١ ـ البقرة : ١٢٤.

٢ ـ لقمان : ١٣.

٩١

بمنزلتهم ، لهم ما لهم ، وعليهم ما عليهم ، إلاّ أنّه لا يوحى إليهم(١) .

فهذا النصّ يدلّ على أمور لم تلتزم بها الزيديّة بل أثبتوا خلافها ، منها :

أوّلاً : إنّ الإمامة أفضل منزلة وأعلى رتبة من النبوّة والرسالة.

فهذا أمر لم تلتزم به الزيديّة ، بل شنّعوا على من قال به ، وهذا هو القاسم الرسّي ( ت ٢٤٦ هـ ) الذي نسبوا إليه هذا الكتاب يرفض هذا الأمر رفضاً باتّاً ، قال في كتابه الردّ على الروافض : إنّ الأنبياء أعطوا ما لم يعط غيرهم من الأئمّة ، ممّا بانوا من سواهم من الخلايق ، إلى أن قال ـ رادّاً على الروافض ـ : فتحتجّون علينا بحجّة الأنبياء ، وتساوون صاحبكم بالأنبياء(٢) .

فهذا النصّ بيّن لنا موقف القاسم الرسّي بخصوص هذه القضيّة ، وهو كما ترى فإنّه خلاف ما موجود في هذا الكتاب تماماً ، وكذا رأى علماء كثير من الزيديّة بهذا الخصوص.

أما رأي الإمامية فهو نفسه رأي صاحب الكتاب ، وخصوصاً في تفسير هذه الآية التي فسّرها صاحب كتاب الكامل المنير ، وإن كان يوجد بعض الاختلاف اليسير ، انظر مثلاً : الكافي(٣) ، عيون أخبار الرضا(٤) ، كمال الدين وتمام النعمة(٥) ، بصائر الدرجات(٦) ، تفسير كنز الدقائق(٧) ، تفسير الميزان(٨) ، وغيرها من المصادر.

____________

١ ـ الكامل المنير : ٢٨.

٢ ـ الردّ على الروافض : ٢٦١ ، ضمن مجموع القاسم الرسّي ، مخطوط مصوّر.

٣ ـ الكافي ١ : ١٧٥.

٤ ـ عيون أخبار الرضا ١ : ١٩٥.

٥ ـ كمال الدين وتمام النعمة : ٦٧٦.

٦ ـ بصائر الدرجات : ٥٢٩.

٧ ـ كنز الدقائق ٢ : ١٣٨.

٨ ـ الميزان ١ : ٢٧٦.

٩٢

ثانياً : يدلّ هذا النصّ على أنّ من حاز مرتبة الإمامة فهو معصوم ، ولا يعمل إلاّ بهدي الله وأمره ، فهو ناظر إلى العصمة التي لا يجتمع معها إي ذنب أو معصيّة أو خطأ يخالف أمر الله تعالى وهديه ، وهذا المعنى لا تثبته الزيديّة للأنبياء ( عليهم السلام ) فضلاً عن الأئمّة ( عليهم السلام ) ، قال الهادي إلى الحق ( ت ٢٩٨ هـ ) في كتابه الجملة : وأنّ الأنبياء لم تزل مستحقّة لثواب الله منذ بعثها الله وأنّها لم تكفر قط ، ولم تفسق ، ولم تقم على شيء من الذنوب بعلم ولا بعمد وربّما أذنبت على الظنّ وطريق النسيان ، وأنّ ذنوبها صغائر مغفورة ، وأنّها لا تأتي الكبائر(١) .

وقال أحمد الشرفي ( ت ١٠٥٥ هـ ) في عدّة الأكياس : ولا يجوز على الأنبياء صلوات الله عليهم السهو فيما أمروا بتبليغه من الشرائع ; لعصمة لهم ثابتة من الله تعالى ; لأنّ من شأن الحكيم حراسة خطابه من الغلط(٢) .

وهذا نصّ واضح في أنّ العصمة في التبليغ فقط.

وقال يحيى بن حمزة ( ت ٧٤٩ هـ ) في المعالم : أمّا العصمة فمذهبنا تجويز الصغائر عليهم ، والمنع من وقوع الكبائر منهم ، والتقصير في آداء ما لزمهم آداءه من كذب وسهو وغلط(٣) .

فهذه هي آراء الزيديّة في العصمة ، فهي لا تثبت ما أثبته صاحب الكتاب ، على أنّ هذه النصوص ذكروها في خصوص الأنبياء ( عليهم السلام ) فضلاً عن الأئمّة.

ولكنّنا نجد أنّ رأي صاحب الكتاب متوافق مع رأي الإماميّة في العصمة ، فقد أقاموا أدلّة كثيرة لإثبات هذا المعنى بحيث شحنت بها كتبهم الكلاميّة وغيرها.

____________

١ ـ الجملة : ١٨٦ ، ضمن مجموع الهادي إلى الحق.

٢ ـ عدّة الأكياس ٢ : ٨٣.

٣ ـ المعالم الدينيّة في العقائد الإلهيّة : ٩٥.

٩٣

ثالثاً : يدلّ هذا النصّ على حجّيّة الأئمّة بأقوالهم وأفعالهم وتقريراتهم.

وهذا أمر لا تقبله الزيديّة بتاتاً ، وعدم قبولهم هذا الأمر من بديهيّات مذهبهم ، ولعلّها من القضايا المعدودة التي اتّفقوا عليها ، بينما نجد أنّ هذا الاعتقاد في الأئمّة من بديهيّات الإماميّة التي اتّفقوا عليها جميعاً.

النصّ الثاني :

قال ـ عند ذمّه لأصحاب الرأي ـ : فأقاموا أضداداً وأنداداً لله ولرسوله ، يفزعون إليهم في هذا كلّه على أنّهم متفرّقون بأقاويلهم ، مستحسنون لآرائهم ، مختلفون بأهوائهم ، فصار هذا يحلّ نازلة يحرّمها هذا ، ويحلّ هذا فرجاً يحرّمه هذا ، ويحلّ هذا دماً يحرّمه هذا ، ويحلّ هذا ما لا يحرّمه هذا ، بلا كتاب في ذلك نزل من الله عليهم ، ولا أمر من رسول الله قصد به إليهم ، وقد نهاهم الله ـ تبارك وتعالى ـ عن ذلك فقال :( وَلا تَقُولُوا لِما تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هذا حَلالٌ وَهذا حَرامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ ) (١) كأبي حنفية وابن أبي ليلى وزفر ومحمّد بن الحسن وجميع من قال برأيه ، ثمّ رووا عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الروايات الزور ، وأحاديث الفجور بالمدخول عليهم فيها ; لتقوم بذلك رياستهم ، فزعموا أنّ رسول الله ـ عليه وآله السلام ـ أمر بما نهى الله عنه ، وذلك أنّ الله ـ عزّ وجلّ ـ نهى عن الاختلاف ، وزعموا أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أمر به ، إذ قال ـ زعموا ـ : « أصحابي كالنجوم بأيّهم اقتديتم اهتديتم »(٢) .

وهذا النصّ واضح وصريح في ذمّ أصحاب الرأي ، ومدرسة القياس والاستحسان ، وذمّ لكبار هذه المدرسة ومؤسّسيها.

____________

١ ـ النحل : ١١٦.

٢ ـ الكامل المنير : ٣٤.

٩٤

ومن المعلوم والثابت عند الزيديّة أنّهم يعتمدون القياس والاستحسان ، وهو أحد ركائز الاجتهاد عندهم(١) ، بل ألّفوا كتباً بعنوان القياس كما فعل الهادي يحيى بن الحسين ( ت ٢٩٨ هـ ).

وأمّا الأشخاص الذين ذكرهم صاحب الكتاب ، وذمّهم بشدّة وهم : أبو حنيفة ، وابن أبي ليلى ، وزفر ، ومحمّد بن الحسن ، فإنّ الزيديّة تجلّهم ، وتقدّرهم ، وتعتمد عليهم ، فأمّا أبو حنيفة فمقامه معروف عند الزيديّة حتّى أنّهم نُسبوا إليه في الفقه ، قال إبراهيم بن المؤيّد في الطبقات في مدح أبي حنيفة : الإمام الأعظم ، فقيه العراق ، ثمّ ذكر ثناء العلماء عليه وتمجيدهم له ، ثمّ قال : وروي أنّه مات مسموماً بسبب موالاته أهل البيت(٢) .

وأمّا ابن أبي ليلى وهو عبد الرحمن ، فقد عدّوه من الثقات ، قال إبراهيم ابن المؤيّد في الطبقات : قال الثوري في تهذيب الأسماء واللغات : اتّفقوا على توثيقه وجلالته ، ثم قال : ذكره السيد صارم الدين في ثقات محدّثي الإمامية(٣) .

وكذلك زفر الذي هو زفر بن هذيل بن قيس العنبري ، ومحمّد بن الحسن ، فإنّ الزيديّة تجلّهم وتروي عنهم(٤) .

أمّا الإماميّة فموقفهم واضح وصريح اتجاه مدرسة الرأي وكبار دعاتها ومؤسّسيها ، فإنّهم لم يقتصروا على رفضها ، بل سعوا جاهدين لبيان بطلانها ، وأنّها تخالف الدين والشريعة ; لأنّه عمل بالرأي والذوق البشري ، وهو ما لا تجيزه الشريعة الإسلاميّة ، فموقف صاحب الكتاب منسجم تماماً مع موقف

____________

١ ـ انظر : المنتزع المختار من الغيث المدرار المعروف بـ ( شرح الأزهار ) ١ : ١٨٠ ، مقدّمة البحر الزّخار : ١٨٧ ، الفصول اللؤلؤية : ٣١٩ ، باب القياس.

٢ ـ طبقات الزيديّة : ٣٨٨ ، الطبقة الثانية ، مخطوط مصوّر.

٣ ـ طبقات الزيديّة : ٢١ ، الطبقة الثانية ، مخطوط مصوّر.

٤ ـ انظر : طبقات الزيديّة : ٣٠٣ ، الطبقة الثانية ، مخطوط مصوّر.

٩٥

الإماميّة ، ومخالف لما ترتأيه الزيديّة ، وتعمل على وفقه.

النصّ الثالث :

قال ـ بعد أن ذكر رواية في سندها أبو الجاورد ـ : وهؤلاء المخالفون لنا ولكم(١) .

فهو يعدّ أبا الجارود من المخالفين له ، ومن المعروف بين جميع الفرق والطوائف أنّ أبا الجارود وهو زياد بن المنذر زيديّ ، بل هو رأس الزيديّة الجاروديّة ، وهذا ما نصّت عليه كتب الزيديّة(٢) والإماميّة(٣) ، فصاحب الكامل المنير أبا الجارود يعتبر الزيديّ مخالفاً له ، فلا يمكن أن يكون هو زيديّاً.

فهذه النصوص تثبت أنّ صاحب هذا الكتاب ليس زيديّاً ، بل هو إمامي ، وهناك نصوص عديدة أخرى تثبت هذا المعنى كما في حديثه عن الخليفة الأوّل والثاني ، ونقله(٤) حديثاً يثبت أنّ الإمامة النصّيّة تجاوزت الأئمّة الثلاث ( عليهم السلام ) الى من بعدهم(٥) ، وهناك نصوص أخرى تثبت ما ادّعيناه.

فهذا الكتاب وإن حفظ لنا مع التراث الزيديّ الضخم إلاّ أنّه ليس زيديّاً ، بل إماميّاً اثني عشرياً.

____________

١ ـ الكامل المنير : ١٧٤.

٢ ـ انظر : طبقات الزيديّة : ٣١١ ، الطبقة الثانية ، مخطوط مصوّر.

٣ ـ انظر : رجال الطوسي : ١٣٥ ] ١٤٠٩ [ ، رجال النجاشي : ١٧٠ ] ٤٤٨ [.

٤ ـ الكامل المنير : ١٠١.

٥ ـ الكامل المنير : ٤٩.

٩٦

( ١٧ ) مناقب الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام )

محمّد بن سليمان الكوفي ( ت بعد ٣٢٠ هـ )

الحديث :

الأوّل : الباب السادس والخمسون [ باب ما ذكر في أهل البيت ] محمّد بن سليمان ، قال : حدّثنا أبو جعفر محمّد بن علي بن عفان العامري ، قال : حدّثنا محمّد بن الصلت ، قال : حدّثنا محمّد بن طلحة بن مصرف ، عن الأعمش ، عن عطيّة العوفي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ، فإنّ اللطيف الخبير أخبرني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما »(١) .

الثاني : [ حدّثنا ] أحمد بن السري ، قال : حدّثنا أحمد بن حمّاد ، عن مصعب بن سلام ، عن عبد الملك بن أبي سليمان ، عن عطيّة العوفي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي قد تركت فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا ، الثقلين أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء والأرض(٢) ، وعترتي أهل بيتي ، وأنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض »(٣) .

____________

١ ـ مناقب أمير المؤمنين ٢ : ٩٨ ، ح٥٨٤.

٢ ـ كذا في الأصل.

٣ ـ مناقب أمير المؤمنين ٢ : ١٠٥ ، ح٥٩٣.

٩٧

الثالث : حدّثنا أحمد بن علي ، قال : حدّثنا الحسن بن علي ، قال : أخبرنا علي بن حكيم الأودي ، قال : أخبرنا محمّد بن فضيل بن غزوان ، عن الأعمش ، عن عطيّة ، عن أبي سعيد ، وعن حبيب بن أبي ثابت ، عن زيد بن أرقم ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي كأن قد دعيت فأجبت ، وإنّي تارك فيكم الثقلين ، أحدهما أعظم من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي ، فإنّهما لن يزالا جميعاً حتّى يردا عليّ الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما »(١) .

الرابع : [ حدّثنا ] أحمد بن علي ، قال : حدّثنا الحسن بن علي ، قال : أخبرنا علي بن حكيم ، عن محمّد بن عبد الملك ، عن عطيّة ، قال : سمعت أبا سعيد الخدري يقول : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : « أيّها الناس ، قد تركت فيكم ما إن أخذتم به فلن تضلّوا الثقلين ، أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ألا وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض »(٢) .

الخامس : [ حدّثنا ] أحمد بن علي ، قال : حدّثنا الحسن بن علي ، قال : أخبرنا علي ، قال : أخبرنا محمّد عن أبي حيّان التيمي ، عن يزيد بن حيّان [ التيمي ] قال : انطلقت أنا وحصين بن عقبة إلى زيد بن أرقم ، فجلسنا إليه ، فقال له حصين : يا زيد ، قد أكرمك الله ورأيت خيراً ، حدّثنا يا زيد ، ما سمعت عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال زيد : قام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوماً فخطبنا بماء يدعى بـ « خم » بين مكّة والمدينة ، فحمد الله وأثنى عليه ، ووعظ وذكّر ، ثم قال : « أمّا

____________

١ ـ مناقب أمير المؤمنين ٢ : ١١٢ ، ح٦٠٤.

٢ ـ مناقب أمير المؤمنين ٢ : ١١٤ ، ح٦٠٥.

٩٨

بعد أيّها الناس ، إنّما [ أنا بشر ] أنتظر أن يأتي رسول ربّي فأجيب ، وإنّي تارك فيكم الثقلين ، أحدهما كتاب الله فيه الهدى والنور فاستمسكوا بكتاب الله وخذوا به » فرغّب في كتاب الله وحثّ عليه ، ثمّ قال : « وأهل بيتي ، أذكّركم الله في أهل بيتي » [ قالها ] ثلاث مرّات ، فقال له حصين : يا زيد ، من أهل بيته؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال : إنّ نساؤه من أهل بيته ، ولكن أهل بيته من حرّم [ عليهم ] الصدقة بعده.

فقال له حصين : من هم يازيد؟ قال : هم آل علي وآل جعفر وآل عقيل وآل العبّاس ، فقال له حصين ، أكلّ هؤلاء حرّم [ عليهم ] الصدقة [ بعده؟ ] قال : نعم(١) .

السادس : [ حدّثنا ] عثمان بن سعيد ، قال : حدّثنا محمّد بن عبد الله ، قال : حدّثنا محمّد بن حميد الرازي ، قال : حدّثنا جرير ، عن الحسن بن عبيد الله ، عن مسلم بن صبيح ، عن زيد بن أرقم ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وأهل بيتي ، فإنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض »(٢) .

السابع : عثمان بن سعيد ، قال : حدّثنا محمّد بن عبد الله ، قال : حدّثنا محمّد [ بن حميد ] الرازي ، قال : حدّثنا جرير ، عن أبي حيّان التيمي ، عن يزيد ابن حيّان ، قال : انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمرو بن مسلم إلى زيد بن أرقم ، فجلسنا إليه فقال [ له حصين ] : يا زيد ، لقد أصبت خيراً [ كثيراً ] ، أخبرني يا زيد ما سمعت من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وما شهدت معه ، قال [ زيد ] :

____________

١ ـ مناقب أمير المؤمنين ٢ : ١١٦ ـ ١١٧ ، ح٦٠٦.

٢ ـ مناقب أمير المؤمنين ٢ : ١٣٥ ، ح٦٢٠.

٩٩

يابن أخي ، لقد قدم العهد ، وكبرت سنّي ، ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فما حدّثتكموه فاقبلوه ، وما لم أحدّثكم فلا تكلّفوني ، ] ثمّ [ قال : قام فينا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوماً خطيباً بمكان يدعى « خمّاً » فحمد الله وأثنى عليه ، ووعظ وذكّر ، ثمّ قال : « أمّا بعد أيّها الناس ، فإنّما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول الله فأجيبه ، وإنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله فيه الهدى والنور من استمسك به ، وأخذ به كان على الهدى ، ومن تركه كان على ضلالة ، وأهل بيتي ، أذكّركم الله في أهل بيتي ».

قال حصين : من أهل بيته يازيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال : بلى ، ولكن أهل بيته من حرّم الصدقة ] عليهم [. قال : مَن هم؟ قال : آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل العبّاس ، قال حصين : فكلّ هؤلاء حرّم الصدقة ] عليهم [؟ قال : نعم.(١)

الثامن : قال : حدّثنا عثمان ، قال : حدّثنا محمّد بن عبد الله ، قال : حدّثنا عبد الرحمان ، قال : حدّثنا يحيى بن يعلى الأسلمي ، عن عبد الملك بن أبي سليمان ، عن عطيّة ، عن أبي سعيد ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين ما إن أخذتم بهما لن تضلّوا من بعدي ، وأحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ] وعترتي أهل بيتي [ وأنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض »(٢) .

التاسع : حدّثنا عثمان ، قال : حدّثنا محمّد بن عبد الله ، قال : حدّثني سهل ابن يحيى السفطي ، قال : حدّثنا الحسن بن هارون ، قال : حدّثنا معروف بن

____________

١ ـ مناقب أمير المؤمنين ٢ : ١٣٥ ـ ١٣٦ ، ح٦٢١.

٢ ـ مناقب أمير المؤمنين ٢ : ١٤٠ ، ح٦٢٢.

١٠٠