• البداية
  • السابق
  • 264 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 9117 / تحميل: 3346
الحجم الحجم الحجم
موسوعة حديث الثقلين

موسوعة حديث الثقلين الجزء 4

مؤلف:
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
ISBN: 978-600-5213-66-9
العربية

أخبار الدولة ، وأمّا فضل الآباء ومناقبهم ، وضعة الأعداء ومثالبهم ، فإنّ ذلك مما ينبغي أن يعرفه الأبناء والذرّية والأولياء(١) .

نسبه إليه ابن شهر آشوب في المعالم(٢) ، وابن زولاق كما في وفيات الأعيان ، قال : وعمل في المناقب والمثالب كتاباً حسناً(٣) .

وكذا نسبه إليه الذهبي في تاريخ الإسلام(٤) ، وسير أعلام النبلاء(٥) ، والصفدي في الوافي بالوفيات(٦) .

ونسبه إليه العلاّمة المجلسي في البحار(٧) ، وقال : وكتاب المناقب والمثالب كتاب لطيف مشتمل على فوائد جليلة(٨) .

ونسبه إليه السيّد حسن الأمين في مستدركات أعيان الشيعة(٩) ، والزركلي في الأعلام(١٠) ، والبغدادي في هديّة العارفين(١١) .

قال العلاّمة الطهراني في الذريعة : « المناقب والمثالب » في مناقب بني هاشم ومثالب بني أمية ، وذكر مساويء بني عبد شمس في الجاهلية

____________

١ ـ فهرست المجدوع : ٦٧.

٢ ـ معالم العلماء : ١٢٦.

٣ ـ وفيات الأعيان ٤ : ٥٨٦.

٤ ـ تاريخ الإسلام ٢٦ : ٣١٦.

٥ ـ سير أعلام النبلاء ١٦ : ١٥٠.

٦ ـ الوافي بالوفيات ٢٧ : ٩٥.

٧ ـ بحار الأنوار ١ : ٢٠.

٨ ـ بحار الأنوار ١ : ٣٩.

٩ ـ مستدركان أعيان الشيعة ٢ : ٣٤٠.

١٠ ـ الأعلام ٨ : ٤١.

١١ ـ هديّة العارفين ٢ : ٤٩٥.

١٢١

والإسلام ، وقدم معاداتهم لبني هاشم ، للقاضي أبي حنيفة نعمان بن أبي عبد الله محمّد بن منصور بن أحمد بن حيون ، قاضي في مصر في الدولة الفاطمية وهو صاحب « دعائم الإسلام » ، والمناقب هذا موجود ، وقد رآه سيدنا أبو محمّد الحسن صدر الدين ، كما حكاه لي شفاهاً ، وقال : إنّه يزيد على عشرين كرّاساً ، ونسخة عند الميرزا محمّد الطهراني ، ناقص الآخر أوّله : الحمد لله الأول الأزلي بغير غاية ، والآخر الأبدي بلا نهاية ، ونسخة عتيقة تامّة عند عيسى أفندي جميل زادة ، ونسخة ناقصة عند شاكر أفندي آلوسي ، وأخرى عند الشيخ علي كاشف الغطاء(١) .

قال الشيخ إسماعيل المجدوع في الفهرست : كتاب المناقب لأهل بيت رسول الله النجباء ، والمثالب لبني أميّة اللعناء ، تأليف : سيدنا القاضي النعمان بن محمّد ، أعلى الله قدسه وأنسه ، وأوّل ذكره مناقب عبد مناف بن قصي ، وشرفه بنفسه ، وبأبيه من قبله ، بدأ بذلك من عبد مناف ; لما كان بدء التنازع في الفضل بين ولديه لصلبه.

ثُمّ ذكر مناقب هاشم بن عبد مناف ، ومثالب عبد شمس.

ثُمّ ذكر مناقب عبد المطلب بن هاشم ، ومثالب أمية بن عبد شمس.

ثُمّ ذكر مناقب عبد الله بن عبد المطلب أبي رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ومثالب حرب بن أميّة لعنه الله.

ثُمّ ذكر مكافحة أبي طالب بن عبد المطلب عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ومناواة من ناواه من بني أميّة وغيرهم عليه ، ممن نصب الحرب والعداوة لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من بني أميّة وعبد شمس ، ومن تألفوه من قبائل قريش

____________

١ ـ الذريعة ٢٢ : ٣٣٦.

١٢٢

وما كان من أمرهم بعد الهجرة.

ثُمّ نكت من أخبار بني أميّة ومن والاهم من قريش بعد الفتح ممّا يدلّ على أنّ إسلامهم لم يكن إلاّ للخوف والتقية من القتل ، وأنّهم بقوا على اعتقاد الجاهلية والعداوة الأصلية لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأهل بيته.

ثُمّ ذكر ما جاء من القول في بني أميّة وأشياعهم ، وفيه جمل من مناقب عليّ بن أبى طالب.

ثُمّ ذكر البيان في إثبات إمامة عليّ ، ومن دارت الإمامة عنه من ولده إليه ، وتغلّب معاوية ، ومن تغلّب من بعده من بني أميّة بسببه.

ثُمّ ذكر ما شبّه به معاوية من المحال ، فجاز له ما شبّه به من ذلك على الجهّال.

ثُمّ ذكر وجوه تهيّأت لمعاوية قويت بها أسبابه.

ثُمّ ذكر مناقب الحسن والحسين ، ومثالب يزيد ومروان اللعينين.

ثُمّ ذكر مناقب عليّ بن الحسين ، ومثالب عبد الملك بن مروان لعنه الله.

ثُمّ ذكر مناقب محمّد بن عليّ وجعفر بن محمّد ، ومثالب من ولي من بني مروان ـ لعنه الله ـ في أيّامهما.

ثمّ ذكر مناقب الأئمّة القائمين بالإمامة ، ومثالب المتغلّبين بأرض الأندلس من بني أميّة(١) .

____________

١ ـ فهرست المجدوع : ٦٥.

١٢٣

قال السيّد محمّد حسين الجلالي في مقدّمة شرح الأخبار : المناقب والمثالب ، أشار إليه المؤلّف في كتبه كثيراً ، وقد رأيت نسخة كاملة من هذا الكتاب في مكتبة الشيخ شير محمّد الهمداني الجورقاني.

ثمّ ذكر السيّد الجلالي عدّة نسخ للكتاب ، وذكر مواصفاتها(١) .

____________

١ ـ شرح الأخبار ١ : ٥٩ ـ ٦٠ ، مقدّمة السيّد الجلالي.

١٢٤

(٧) سرائر وأسرار النطقاء

لجعفر بن منصور اليمن ( أواخر القرن الرابع )

الحديث :

قال : وكذلك فعل أصحاب الإنجيل بعد عيسى ، إلى أن قال : ولقد كفّر بعضهم بعضاً ; إذ لم يتّفقوا على تأليف واحد ، وكذلك فعل ضلاّل ملّتنا لمّا جمع محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كتابه ، وسلّمه إلى وصيّه ، وجمع نقباءه ، وقال لهم : « إنّي مخلّف فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي » في خبر يطول شرحه ، نأتي عليه في موضعه ـ إن شاء الله تعالى ـ ثمّ قال : « اللّهم اشهد أنّي قد بلّغت » قالها ثلاثاً ، ثمّ قال : « ملعون ملعون من خالفه ، ملعون من ردّ قولي »(١)

____________

١ ـ سرائر وأسرار النطقاء : ١٧٣ ، القسم الثاني.

١٢٥

جعفر بن الحسن بن فرج بن حوشب

( جعفر بن منصور اليمن )

وصفه إبراهيم بن الحسين الحامدي « بسيدنا » في كتابه كنز الولد ، قال : وكذلك جاء عن سيدنا جعفر بن منصور اليمن(١) .

قال علي بن محمّد بن الوليد ـ بعد أن ذكر رأيه في مسألة معيّنة ـ : يصحّح جميع ما ذكرناه قول سيّدنا المؤتمن جعفر بن منصور اليمن ، أعلى الله قدسه ، مولانا المعز لدين الله صلوات الله عليه(٢) .

قال الكاتب الإسماعيلي مصطفى غالب : جعفر بن منصور اليمن ، من كبار علماء الإسماعيليّة ، وصاحب المؤلّفات العديدة في علم التأويل وعلم الحقيقة ، ولد في اليمن سنة ٢٧٠ هـ ، عاصر عدّة أئمّة من الخلفاء الفاطميين ، وتوفّي في خلافة المعز لدين الله في المنصورية سنة ٣٤٧ هـ ، وصل إلى أعلى مرتبة من مراتب الدعوة الإسماعيليّة ( باب الأبواب ) واسمه كما ورد في النصوص الإسماعيليّة جعفر بن الحسن بن فرج بن حوشب ابن زادان الكوفي ، لقّب والده الحسن بمنصور اليمن لما حقّق من انتصارات في اليمن(٣) .

____________

١ ـ كنز الولد : ٤٣.

٢ ـ تحفة المرتاد : ١٦٤ ، ضمن مجموع أربع رسائل ، تحقيق : شتروطمان.

٣ ـ كنز الولد : ٤٣ ، في الهامش.

١٢٦

قال عارف تامر في تاريخ الإسماعيليّة : جعفر بن منصور اليمن ، جاء إلى المغرب من اليمن سنة ٣٢٢ هـ ، فوضع نفسه في خدمة الدولة الفاطمية ، وكان موضع تقدير القائم بأمر الله والمنصور بالله ، وهكذا في عهد المعز لدين الله ، ومن الجدير بالذكر أنّه انتقل معه عندما نقل عاصمة ملكه من المغرب إلى القاهرة ، في القاهرة عُيّن « داعي الدعاة » وهي أكبر وظيفة دينية في الدعوة ، ترك جعفر عدداً من المؤلّفات ، يعتبر جعفر ابن منصور من أشهر العلماء الذين أنجبتهم الدعوة الإسماعيليّة في المغرب ، وقد اشتهر بصراحته في كتبه ، وجرأته في الكشف عن كثير من الرموز الفلسفية ، مات ودفن في مصر سنة ٣٦٣ هـ(١) .

وكما ترى فقد وقع اختلاف في تاريخ وفاته ، وهناك قول ثالث وهو ما ذكره علي نقي منزوي في هامش فهرست المجدوع ، من أنّ جعفر بن منصور ألّف كتابه أسرار النطقاء سنة ٣٨٠ هـ ـ ٩٩٠م ; لأنّه صرّح فيه بمضي ١٢٠ سنة على غيبة الإمام الثاني عشر ، والمعروف أنّها كانت في ٢٦٠ هـ(٢) .

ولذلك عدّه علي نقي منزوي في هامش الذريعة من أعلام أواخر القرن الرابع(٣) .

فالأقوال في وفاته ثلاثة : إمّا سنة ٣٤٧ هـ ، وإمّا سنة ٣٦٣ هـ ، وإمّا بعد سنة ٣٨٠ هـ.

فعلى الاحتمال الأول يكون متقدّماً على القاضي النعمان ، فلابدّ من

____________

١ ـ تاريخ الإسماعيليّة ٢ : ١٩٠.

٢ ـ فهرست المجدوع : ١٣٤ ، في الهامش.

٣ ـ الذريعة ٩ : ١١٢٩ ، في الهامش.

١٢٧

تقديمه حسب منهج هذه الموسوعة.

ولكن على الاحتمال الثاني والثالث لابدّ من تقديم القاضي النعمان.

ولكن رجّحنا الاحتمالين على الاحتمال الواحد ، وقدّمنا القاضي النعمان ، على أنّ هذه التواريخ حدسية احتمالية.

١٢٨

كتاب : سرائر وأسرار النطقاء

هذا الكتاب هو عبارة عن كتاب أسرار النطقاء ، وكتاب سرائر النطقاء ، وقد جمعا تحت هذا العنوان في كتاب واحد ، لاتّحاد موضوع الكتابين ، مع إضافة بعض المعلومات ، أو حذف بعض آخر ، وقد طبع هذا الكتاب تحت هذا العنوان مؤخّراً بتحقيق مصطفى غالب.

لذلك فقد نُسب كُلّ واحد من هذين الكتابين للمؤلّف بصورة مستقلّة ، كما في فهرست المجدوع(١) ، والذريعة للطهراني(٢) ، ورسالة تحفة المرتاد لعلي بن محمّد الوليد(٣) ، وتاريخ الإسماعيليّة لعارف تامر(٤) ، وفي هامش كتاب كنز الولد بتحقيق مصطفى غالب(٥) .

ويعتبر هذا الكتاب من أقدم الكتب الإسماعيليّة التي تبحث في قصص الأنبياء وأسرارهم ، وتأويلاتهم الباطنية ، وسيرتهم ، واعتمادهم على الرموز والإشارات.

____________

١ ـ فهرست المجدوع : ٢٧٨.

٢ ـ الذريعة ٩ : ١١٢٩.

٣ ـ تحفة المرتاد : ١٦٤ ، ضمن أربع رسائل إسماعيليّة ، تحقيق : شتروطمان.

٤ ـ تاريخ الإسماعيليّة ٢ : ١٩٠.

٥ ـ كنز الولد : ٤٣ ، في الهامش.

١٢٩
١٣٠

حديث الثقلين عند الإسماعيليّة

القرن الخامس الهجري

١٣١
١٣٢

مؤلّفات حميد الدين

أحمد بن عبد الله الكرماني ( ت ٤١١ هـ )

(٨) المصابيح في إثبات الإمامة

الحديث :

الأوّل : قال : وكان ما جاء به سيّد الأنبياء وخاتمهم محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عن الله تعالى من الشريعة عالَماً برأسه ، وكان هذا العالَم عالَم الوضع بما يجمعه من الصلاة والزكاة والحج وغيرها ، صورة أعمال ، والأعمال أفعال ، والأفعال غير عالمة بذاته ، وجب في الحكمة من حيث وجب حفظها ولا تعطّلت(١) أن يجعل أمرها إلى من يحفظها ويرعاها كغيرها من العوالم ، ولذلك كانت ولاية الإمام آخر الفرائض ، فتمّ عالَم الشرع به ، وأخبر الله تعالى حين فرضها فقال :( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ) (٢) ، وقرن النبي الصامت بالناطق فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي » ، وأجرى ( صلى الله عليه وآله وسلم ) العترة من الكتاب والشريعة مجرى النفس من عالم الشخص ، والملائكة من عالم الدنيا ، إذاً الإمامة واجبة(٣) .

____________

١ ـ كذا في المصدر.

٢ ـ المائدة : ٣.

٣ ـ المصابيح في إثبات الإمامة : ٧٣ ، المصباح الأوّل في إثبات الإمامة ووجوبها.

١٣٣

الثاني : قال : وكان من قول من يقول بالنصّ الخفي : إنّ من كان من ذرّيّة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حسنياً كان أم حسينياً ، فهو من العترة وأهل البيت ، وإنّ من شهر سيفه منهم ، وأمر بالمعروف ، ونهى عن المنكر ، وكان عالماً زاهداً سخيّاً شجاعاً ورعاً ، لزَم بقول النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فتمسّكوا بهما ، فإنّكم لن تضلّوا ما إن تمسّكتم بهما »(١) .

____________

١ ـ ) المصابيح في إثبات الإمامة : ١٠٥ ، المصباح السابع ، في وجوب إمامة الحاكم بأمر الله.

١٣٤

حميد الدين أحمد بن عبد الله الكرماني

يحتلّ أحمد حميد الدين مكانة سامية عند أتباع المذهب الإسماعيلي ، وما تزال كتبه وآراؤه معتمدة ومعتبرة عندهم.

وصفه إبراهيم الحامدي في كتاب كنز الولد ( بسيدنا ) في أكثر من موضع(١) ، وقال عنه : نضّر الله وجهه ، ورزقنا شفاعته(٢) .

قال الداعي الفاطمي إدريس عماد الدين : حتّى ورد إلى الحضرة الشريفة النبويّة الإمامية ، ووفد إلى الأبواب الزاكية الحاكمية ، باب الدعوة الذي عنده فصل الخطاب ، ولسانها الناطق بفصل الجواب ، ذو البراهين المضيئة ، حجّة العراقين أحمد بن عبد الله ، المعروف بحميد الدين الكرماني قدس الله روحه ، ورضي عنه ، مهاجراً عن أوطانه ومحلّه ، ووارداً كورود الغيث إلى المرعى بعد محلّه ، فجلى ببيانه تلك الظلمة المدلهمّة ، وأبان بواضح علمه ونور هداه فضل الأئمّة ، والداعي حميد الدين أحمد بن عبد الله هو أساس الدعوة التي عليه عمادها ، وبه علا ذكرها ، واستقام منارها(٣) .

____________

١ ـ انظر : كنز الولد : ١٥ ، ٤٩ ، ٥٢ ، ٥٥ ، وغيرها.

٢ ـ كنز الولد : ٣٠٣.

٣ ـ المصابيح في إثبات الإمامة للكرماني : ١٠ ، مقدّمة المحقّق.

١٣٥

قال الشيخ إبراهيم المجدوع في الفهرست : سيّدنا حميد الدين ، صفي أمير المؤمنين وبابه ، أحمد بن عبد الله الكرماني ( قس )(١) .

قال الدكتور مصطفى غالب : حجّة العراقين أحمد حميد الدين الكرماني ، التاريخ الفاطمي أضفى هالة من التقديس والتقدير على حجّة العراقين الكرماني ، ونحن نقول بأنّه يكفي أن يكون للكرماني كتاب راحة العقل يرفعه إلى مصاف العلماء الكبار والفلاسفة الإسلاميين الأجلاّء ، ينسب إلى مدينة كرمان الفارسية ، تلقّى علومه في مدارس الدعوة الفاطمية ، وتتلمذ على المتضلّعين من علمائها ، ثُمّ ارتحل إلى القاهرة ; للتزوّد من العلوم ، فبلغ في نهاية المطاف مرتبة الحجّة ، وكان أن سمّي حجّة العراقين : فارس والعراق.

في سنة ٤٠٨ هـ استدعي إلى القاهرة من قبل ختكين الضيف داعي الدعاة ; ليردّ على الدعوات الجديدة ، وليكافح البدع المستحدثة ، ومبدأ الغلو ، فألقى ووجّه الرسائل للمنشقّين والخارجين.

وفي سنة ٤١١ هـ انتقل إلى رحمة الله ، مخلّفاً تراثاً علمياً اعتبر في أوساط الفاطميين المصدر الأساسي للعقيدة ، والينبوع الدفق للفلسفة الإسلامية(٢) .

وانظر في ترجمته أيضاً : الذريعة للطهراني(٣) ، الأعلام للزركلي(٤) ،

____________

١ ـ فهرست المجدوع : ٤٨.

٢ ـ المصابيح في إثبات الإمامة : ١٠ ، مقدّمة المحقّق ، مصطفى غالب.

٣ ـ الذريعة ١١ : ٢٢٩ ، ٢٠ : ٨٣ ، ١٩ : ٤٤.

٤ ـ الأعلام ١ : ١٥٦.

١٣٦

مستدركات أعيان الشيعة لحسن الأمين(١) ، معجم المؤلّفين لعمر رضا كحالة(٢) ، هديّة العارفين للبغدادي(٣) ، القرامطة لطه الولي(٤) ، مقدّمة كتاب اسبوع دور الستر لعارف تامر(٥) .

وقد وقع الاختلاف في تاريخ وفاته ، قال طه الولي في كتابه القرامطة : توفّي سنة ٤٠٨ هـ ( ١٠١٧ م ) على قول إيفانوف ، وسنة ٤١١ هـ ( ١٠٢٠ م ) على قول مصطفى غالب في كتابه أعلام الإسماعيليّة ، و٤١٢ هـ ( ١٠٢١ م ) على رأي محمّد كامل حسين(٦) .

____________

١ ـ مستدركات أعيان الشيعة ٢ : ٣٤٠.

٢ ـ معجم المؤلّفين ١ : ٢٩٨.

٣ ـ هديّة العارفين ١ : ١٢١.

٤ ـ القرامطة : ١٩٢.

٥ ـ اسبوع دور الستر : ٣٩ ، مقدّمة المحقّق ، ضمن أربع رسائل إسماعيليّة.

٦ ـ القرامطة : ١٩٢.

١٣٧
١٣٨

كتاب المصابيح في إثبات الإمامة

قال حميد الدين الكرماني في مقدّمة الكتاب : أمّا بعد ، فإنّني لمّا رأيت سيّد العظماء وزين الوزراء ، فخر الملك ، وزير الوزراء ـ أطال اللّه بقاءه ـ مخصوصاً من الله بالفطنة والفهم ، ممنوحاً من الدراية والعلم ، متوّجاً بشرف الولاية النبويّة ، معتصماً بالعصمة العلوية ، متديناً بمحبّة العترة الطاهرة ، آل طه ويس ، وتخيّلت أنّ بعضاً من الشياطين الذين يوسوسون في صدور الناس من الأبالسة الملاعين قد تمكّن من عالي مجلسه ، وألقى إليه من الكلام ما أثّر في نفسه صدّاً عن سبيل الله ، وجرأة على الله وإخلالاً بطاعة الله ، وجحود الآيات من الله ، ثُمّ لم يكن في خدمته من كان له انبعاث في إظهار ما وصل إليه من مواد البركات من جهة أولياء النعمة وسادات الأمّة الذين افترض الله طاعتهم ، سلام الله على العابر والغابر ، والقائم منهم فينا والناظر ، بعثتني حميّة الدين ، وصدق الولاء واليقين ، وقضية ما أرجع إليه في الله من صحّة الاعتقاد ، وحكم ما افترض الله علي في سبيله من الجهاد على أن أقرّر وجوب الإمامة ، وصدق مقامات آل طه ويس من الأئمّة عليهم من الله التحية والسلام ، وصحّة إمامة القائم في عصرنا منهم مولانا أمير المؤمنين عبد الله ووليّه المنصور أبو علي الحاكم بأمر الله ، سلام الله عليه وعلى الأئمّة الطاهرين ، وافتراض طاعته ، واتّباعه بمقدار اليسير الذي تناهى إليّ من أنوارهم ، وأتي عليها ببراهين نيّرة لا ترد ،

١٣٩

ودلالات بيّنة لا تهد ، وأنْ أجعل ذلك إليه في كتاب ليقف عليه ، وينظر منه على صحّة المذهب الشريف ، والاعتقاد يتصور لديه رجاحة أهل الطاعة بما شملهم من فضل الله بالاستمرار ، ففعلت ، وسمّيته بكتاب « المصابيح في إثبات الإمامة » ، إذ المورود فيه من الدلالات كالمصابيح التي هي كالرجوم للشياطين ، وجعلته في مقالتين : إحداهما في إثبات المقدّمات التي يحتاج إليها في إثبات الإمامة ، وثانيتها في الإمامة.

ثمّ قال : والمقالتان تجمعان أربعة عشر مصباحاً يشتمل جميعها على مائة برهان ، وخمسة براهين(١) .

قال الشيخ إسماعيل المجدوع في الفهرست : كتاب المصابيح في إثبات الإمامة لسيدنا حميد الدين أحمد بن عبد الله ، وهي مقالان : أحدهما في إثبات المقدمات التي يحتاج إليها في الإمامة ، وثانيهما في الإمامة ، والمقالتان تجمعان أربعة عشر مصباحاً ، يشتمل جميعها على مائة برهان ، وخمسة براهين.

المقالة الأولى :

في إثبات المقدمات ، سبعة مصابيح(٢) :

الأوّل : في صدر الكتاب والبيان عن العلة الداعية إلى تقديم المقدمات ، وترتيبها على ما رتبت في برهان واحد.

الثاني : في إثبات الضائع.

____________

١ ـ المصابيح في إثبات الإمامة : ١٤ ، مقدّمة المؤلّف.

٢ ـ فهرست المجدوع : ١٢١.

١٤٠