في رحاب الزيارة الجامعة

في رحاب الزيارة الجامعة8%

في رحاب الزيارة الجامعة مؤلف:
الناشر: دار الغدير
تصنيف: متون الأدعية والزيارات
ISBN: 964-7165-40-4
الصفحات: 698

  • البداية
  • السابق
  • 698 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 66182 / تحميل: 4618
الحجم الحجم الحجم
في رحاب الزيارة الجامعة

في رحاب الزيارة الجامعة

مؤلف:
الناشر: دار الغدير
ISBN: ٩٦٤-٧١٦٥-٤٠-٤
العربية

١
٢

٣
٤

٥
٦

٧
٨

المقدّمة

أهل البيت صلوات الله عليهم أجمعين اصطفاهم الله تعالي لنفسه وجعلهم خلفاء في أرضه وخصّهم بفائق کراماته وجعل کامل معرفتهم منحصراً بذاته وخاتم رسله ، فلا يمکن العباد أن يعرفونهم حقّ المعرفة ، بل تکون معرفتهم بقدر ما يکون للبشر من طاقة ، وبمقدار ما يکون للإنسان من قدرة.

وقد ذکرنا بمنّه تعالي شمّة بيان وخلاصة برهان لإمامتهم الحقّة ، وولايتهم المطلقة في کتاب العقائد(١) ضمن فصول خمسة تتلخّص في :

(١) ضرورة الإمامة للبشر قاطبة.

(٢) الإمامة انتصابية من الله تعالي ، لا إنتخابية من الناس.

(٣) انحصار الإمامة في الهداة الغرر الأئمّة الإثني عشر عليهم السلام.

(٤) خصوصيات الإمام والإمامة.

(٥) وظائف الاُمّة تجاه أهل بيت العصمة.

وامتداداً لتلک الفصول نرجوا من الله الوصول إلي ما تيسّر من معرفة الأئمّة ، والتعرّف علي سادة الاُمّة وعرفان الخصائص والفضائل الثابتة لهم ، إستفادةً من دليل معرفتهم وحديث فضيلتهم ، أعني زيارتهم الجامعة ولئاليهم اللامعة الواردة عن سيدنا الإمام الهمام علي بن محمّد الهادي عليهما سلام. وهي أصحّ الزيارات سنداً ، وأتمّها

__________________

(١) العقائد الحقّة : ص ٢٥٧ ـ ٣٥٣ الطبعة الاُولي.

٩

مورداً ، وأفصحها لفظاً ، وأبلغها معني ، وأعلاها شأناً ، کما عبّر بذلک عنها العلاّمة المجلسي قدس سره(١) .

وقد احتوت علي الرياض النضرة والحدائق الخضرة المزدانة بأنوار المعارف والحکمة ، والمحفوفة بثمار أسرار أهل بيت العصمة في شطر وافر من حقوق اُولي الأمر الله بطاعتهم(٢) ، والهداة الصراط الذين حثّ الله تعالي علي متابعتهم(٣) ، وذوي القربي الذين فرض الله مودّتهم(٤) ، وأهل الذکر الذين أرشدنا الله إلي مسألتهم(٥) .

وقد آفاضوا أنفسهم (صلوات الله عليهم) علينا من معرفتهم ما يوجب لنا البلوغ إلي سعادة المآل ، والوصول إلي درجة الکمال

وهم الصادقون الصدّيقون الذين اُمرنا أن نکون معهم(٦) ، وورثة علم الرسول الذين اُلزمنا أن نأتي مدينة الحکمة من بابهم(٧) .

فما أجدر أن نعرف کمالاتهم بما جاء في کلماتهم ، وما أنسب أن نتوصّل إلي معرفتهم بالتوسّل إلي بيانات آنفسهم من خلال زيارتهم هذه ، الجامعة الکبري ، التي هي مدرسة عُليا لنيل الکمالات ودرک الکرامات

مضافاً إلي إنّ نفس التوجّه إليهم بزيارتهم في حدّ ذاتها هي من المعالم الراقية والتقرّبات الزاکية التي توجب وصول الزائر إلي الدرجات الرفيعة والمقامات المنيعة التي تلاحظها في مثل حديث شيخنا ابن قولويه القمّي باسناده إلي رسول الله صلى الله عليه وآله أنّه قال لأمير المؤمنين عليه السلام : «يا علي من زارني في حياتي أو بعد موتي ، أو زارک في

__________________

(١) بحار الأنوار : ج ١٠٢ ص ١٤٤.

(٢) في سورة النساء : الآية ٥٩.

(٣) في سورة الأنعام : الآية ١٥٣.

(٤) في سورة الشوري : الآية ٢٣.

(٥) في سورة النحل : الآية ٤٣ ، وسورة الأنبياء : الآية ٧.

(٦) في سورة التوبة : الآية ١١٩.

(٧) في الأحاديث المتواترة المتّفق عليها بين الفريقين.

١٠

حياتک أو بعد موتک ، أو زار إبنيک في حياتهما أو بعد مماتهما ضمنتُ له يوم القيامة أن اُخلصه من أهوالها وشدائدها ، حتّي اُصيره معي في درجتي»(١) .

بل إنّ زيارتهم ممّا اُخذ عليها العهد فيلزم الوفاء به ، ولا يمکن ترکه کما في حديث الوشا قال سمعت الرضا عليه السلام يقول : «إنّ لکلّ إمام عهداً(٢) في عنق أوليائه وشيعته ، وإنّ من تمام الوفاء بالعهد وحسن الأداء زيارة قبورهم ، فمن زارهم رغبةً في زيارتهم وتصديقاً بما رغبوا فيه کان أئمّتهم شفعاؤهم يوم القيامة»(٣) .

إلي غير ذلک من الأحاديث الشريفة التي تلاحظها في کتب المزار ، نذکر بعضها تعميماً وتکميلاً للفائدة ، من ذلک :

(١) ـ حديث جابر ، عن الإمام الباقر عليه السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : «زارنا رسول الله صلى الله عليه وآله وقد أهدت لنا اُمّ أيمن لبناً وزبداً وتمراً قدّمنا منه فأکل ، ثمّ قام إلي زاوية البيت فصلّي رکعات ، فلمّا کان في آخر سجوده بکي بکاءً شديداً ، فلم يسأله أحد منّا إجلالاً وإعظاماً له ، فقام الحسين فقعد في حجره وقال له : يا أبه ، لقد دخلت بيتنا فما سررنا بشيء کسرورنا بدخولک ، ثمّ بکيت بکاءً غمّنا ، فما أبکاک؟

فقال : يا بني أتاني جبرئيل عليه السلام آنفاً فأخبرني أنّکم قتلي وأنّ مصارعکم شتّي.

فقال : يا أبه فما لمن يزور قبورنا علي تشتّتها؟

فقال : يا بني اُولئک طوائف من اُمّتي يزورونکم فيلتمسون بذلک البرکة ، وحقيق عليّ أن آتيهم يوم القيامة حتّي اُخلّصهم من أهوال الساعة ومن ذنوبهم ويسکنهم الله الجنّة»(٤) .

__________________

(١) کامل الزيارات : ص ١١.

(٢) والعهد هو الوصية والأمر ، والمعاهدة هي المعاقدة کما في مجمع البحرين : ص ٢٢٠. قال الله تعالي في سورة الإسراء : الآية ٣٤ :( وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا ) .

(٣) بحار الأنوار : ج ١٠٠ ص ١١٦ ب ٢ ح ١.

(٤) بحار الأنوار : ج ١٠٠ ص ١١٨ ب ٢ ح ١١.

١١

(٢) ـ حديث عيسى بن راشد قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام فقلت : جعلت فداك ما لمن زار قبر الحسين عليه السلام وصلّى عنده ركعتين؟

قال : «كتبت له حجّة وعمرة».

قال : قلت له : جعلت فداك وكذلك كلّ من أتى قبر إمام مفترض طاعته؟

قال : «وكذلك كلّ من أتى قبر إمام مفترض طاعته»(١) .

(٣) ـ حديث أبي عامر التبّاني واعظ أهل الحجاز قال : أتيت أبا عبد الله جعفر بن محمّد عليهما السلام وقلت له : يابن رسول الله ما لمن زار قبره ـ يعني أمير المؤمنين عليه السلام ـ وعمّر تربته؟

قال : يا أبا عامر حدّثني أبي ، عن أبيه ، عن جدّبه الحسين بن علي عليهما السلام ، عن علي عليه السلام أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله قال له : «والله لتُقتلنّ بأرض العراق وتُدفن بها.

قلت : يا رسول الله ما لمن زمار قبورنا وعمّرها وتعاهدها؟

فقال لي : يا أبا الحسن إنّ الله تعالى جعل قبرك وقبر ولدك بقاعاً من بقاع الجنّة وعرصة من عرصاتها وأنّ الله جعل قلوب نجباء من خلقه وصفوة من عباده تحنّ إليكم وتحتمل المذلّة والأذى ، فيعمّرون قبوركم ويكثرون زيارتها تقرّباً منهم إلى الله ومودّة منهم لرسوله ، اُولئك يا علي المخصوصون بشفاعتي ، الواردون حوضي ، وهم زوّاري غداً في الجنّة»(٢) .

(٤) ـ حديث يحيى بن سليمان المازني ، عن أبي الحسن موسى عليه السلام قال : «إذا كان يوم القيامة كان على عرش الرحمن أربعة من الأوّلين وأربعة من الآخرين ، فأمّا الأربعة الذين هم من الأوّلين : فنوح وإبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام. وأمّا الأربعة من الآخرين : محمّد وعلي والحسن والحسين عليهم السلام ، ثمّ يُمدّ الطعام ، فيقعد معنا من زار قبور

__________________

(١) بحار الأنوار : ج ١٠٠ ص ١١٩ ب ٢ ح ١٨.

(٢) بحار الأنوار : ج ١٠٠ ص ١٢٠ ب ٢ ح ٢٢.

١٢

الأئمّة ، ألا إنّ أعلاهم درجة وأقربهم حبوة زوّار قبر وَلَدي عليه السلام»(١) .

(٥) ـ حديث الوشاء قال : قلت للرضا عليه السلام : ما لمن زار قبر أحد من الأئمّة؟

قال : «له مثل من أتى قبر أبي عبد الله عليه السلام».

قال : قلت له : وما لمن زار قبر أبي عبد الله عليه السلام؟ قال :

«الجنّة والله»(٢) .

ثمّ إنّ لهذه المراقد المقدّسة والزيارات المباركة آداب خاصّة ينبغي مراعاتها وقد جمعها الشهيى الأوّل في مزار الدروس في أربعة عشر أمراً قال قدس سره ما نصّه : «وللزيارة آداب :

أحدها : الغسل قبل دخول المشهد ، والكون على طهارة

وثانيها : الوقوف على بابه والدعاء والاستئذان بالمأثور

وثالثها : الوقوف على الضريح ملاصقاً له أو غير ملاصق

ورابعها : استقبال وجه المزور واستدبار القبلة حال الزيارة

وخامسها : الزيارة بالمأثور ، ويكفي السلام والحضور.

وسادسها : صلاة ركعتي الزيارة عنى الفراغ

وسابعها : الدعاء بعى الركعتين بما نقل

وثامنها : تلاوة شيء من القرآن عند الضرائح واهداؤها إلى المزور

وتاسعها : إحضار القلب في جميع أحواله مهما استطاع ، والتوبة من الذنب والاستغفار

عاشرها : التصدّق على السدنة والحفظة للمشهد

حادي عشرها : أنّه إذا انصرف من الزيارة استحبّ له العود إليها

ثاني عشرها : أن يكون الزائر بعد الزيارة خيراً منه قبلها

__________________

(١) بحار الأنوار : ج ١٠٠ ص ١٢٣ ب ٢ ح ٢٩.

(٢) بحار الأنوار : ج ١٠٠ ص ١٢٤ ب ٢ ح ٣٣.

١٣

ثالث عشرها : تعجيل الخروج عند قضاء الوطر من الزيارة وروي أنّ الخارج يمشي القهقرى حتّى يتوارى.

رابع عشرها : الصدقة على المحاويج بتلك البقعة»(١) .

واعلم أنّ الزيارة الجامعة في اصطلاح أهل الحديث هي الزيارة التي يزار بها جميع أهل البيت النبي (صلوات الله عليهم) ، من ىون اختصاص ببعضهم وهي زيارات عديدة متّصفة بهذه الفضيلة ، وقد ذكر شيخ الطائفة والسيّد ابن طاووس وغيرهما من الزيارات الجامعة عدا هذه الزيارة الشريفة الكبيرة زيارات جامعة اُخرى تبلغ أربعة عشر زيارة تجدها مجموعة في مزار البحار(٢) .

إلاّ أنّ أعلى تلك الزيارات شأناً وأرفعها مكانةً ـ كما عبّر به بعض الأعاظم ـ هي الزيارة الجامعة الكبيرة المعروفة المرويّة عن سيّدنا ومولانا الإمام الزكي أبي الحسن الهادي النقي عليه السلام.

وفصاحة ألفاظها وبلاغة مضامينها تشهد بصدورها من بيت الوحي ومصدر العلم وينبوع الهدى.

وقد رواها جملة جليلة من أساطين الدين وحملة علوم الأئمّة المعصومين عليهم السلام في كتبهم المعتبرة ، نذكر منها عشرة مصادر تيمّناً بعاشر الأئمّة المفاخر صاحب هذه الزيارة المباركة ، فقد جاءت في مثل :

١ ـ من لا يضره الفقيه للشيخ الأقدم الصدوق / ج ٢ / ص ٣٧٠.

٢ ـ عيون أخبار الرضا عليه السلام للشيخ الجليل الصدوق أيضاً / ج ٢ / ص ٢٧٧.

٣ ـ التهذيب لشيخ الطائفة الحقّة الطوسي / ج ٦ / ص ٩٥.

٤ ـ روضة المتّقين لوالد العلاّمة المجلسي / ج ٥ / ص ٤٥٠.

٥ ـ بحار الأنوار للمولى المجلسي / ج ١٠٢ / ص ١٢٧.

__________________

(١) الدروس الشرعية : ج ٢ ص ٢٢.

(٢) بحار الأنوار : ج ١٠٢ ص ٢٠٨ ـ ١٢٦.

١٤

٦ ـ تحفة الزائر لشيخنا المجلسي / ص ٣٦٣.

٧ ـ البلى الأمين للشيخ الكفعمي / ص ٢٩٧.

٨ ـ الوافي للفيض الكاشاني / ج ١٠ / ص ٤١٦ / ب ٨٥ / ح ١٧.

٩ ـ عمدة الزائر للسيّد حيدر الكاظمي / ص ٣٧٠.

١٠ ـ مستدرك الوسائل للمحدّث النوري / ج ١٠ / ص ٤١٦.

فاعتمد عليها جميع الخاصّة ، بل حتّى بعض العامّة كالحمويني في فرائدة نقلاً عن الشيخ الصدوق قدس سره(١) .

وقد ذكر المولى التقي المجلسي(٢) كرامة ظريفة لهذه الزيارة الشريفة ، قال فيها : (ولمّا وفّقني الله تعالى لزيارة أمير المؤمنين عليه السلام وشرعت في حوالي الروضة المقدّسة في المجاهدات ، وفتح الله تعالى عليّ ببركة مولانا صلوات الله عليه أبواب المكاشفة التي لا تحتملها العقول الضعيفة رأيت في ذلك العالم ـ وإن شئت قلت بين النوم واليقظة ـ عندما كنت في رواق عمران جالساً أنّي بسرّ من رأي (سامرا) ورأيت مشهدهما في نهاية الارتفاع والزينة ، ورأيت على قبرهما لباساً أخضر من الجنّة لأنّه لم أرَ مثله في الدنيا ، ورأيت مولانا ومولى الأنام صاحب العصر والزمان عليه السلام جالساً ، ظهره على القبر ووجهه إلى الباب ، فلمّا رأيته شرعت في هذه الزيارة بالصوت المرتفع كالمدّاحين ، فلمّا أتممتها قال صلوات الله عليه : نعمت الزيارة.

قلت : مولاي روحي فداك ، زيارة جدّك؟ ـ وأشرت إلى نحو القبر ـ.

فقال : نعم ، اُدخل ، فلمّا ىخلت وقفت قريباً من الباب. فقال صلوات الله عليه : تقدّم.

فقلت : مولاي أخاف أن أصير كافراً بترك الأدب.

فقال صلوات الله عليه : لا بأس إذا كان باذننا ، فتقدّمت قليلاً وكنت خائفاً مرتعشاً ، فقال : تقدّم تقدّم ، حتّى صرت قريباً منه صلوات الله عليه ، قال : اجلس.

__________________

(١) فرائد السمطين : ج ٢ ص ١٧٩.

(٢) روضة المتّقين : ج ٥ ص ٤٥١.

١٥

قلت : أخاف مولاي.

قال صلوات الله عليه : لا تخف ، فلمّا جلست جلسة العبيد بين يدي المولى الجليل قال صلوات الله عليه : استرح واجلس مربّعاً فإنّك تعبت جئت ماشياً حافياً

فالحاصل أنّه لا شكّ لي أنّ هذه الزيارة من أبي الحسن الهادي سلام الله عليه بتقرير الصاحب عليه السلام.

وذكر الميرزا النوري مطلوبية هذه الزيارة والتأكيد عليها في حكاية السيّد الموسوي الرشتي التي تلاحظ تفصيلها في النجم(١) .

هذا واستقصاء البحث في هذا الكتاب يكون في مقامين : سند هذه الزيارة أوّلاً ، وشرح متن حديثها ثانياً ، بنصّ بيانها ثمّ حاص شرحها.

ومن الله تعالى نسأل العون والتوفيق.

__________________

(١) النجم الثاقب : ص ٦٠١.

١٦

المقام الأوّل :

في سند حديث الزيارة الجامعة

روى الشيخ الصدوق أبو جعفر محمّد بن علي بن موسى بن بابوية القمّي(١) في العيون(٢) قال :

حدّثنا علي بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقّاق رضى الله عنه(٣) ومحمّد بن أحمد السناني(٤) ، وعلي بن عبد الله الورّاق(٥) ، والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتّب(٦) قال :

__________________

(١) هو الشيخ العظيم من مشايخ الشيعة الثقات ، والركن القويم من أركان الشريعة الأجلاّء ، من الذين لا شكّ في وثاقتهم ولا حاجة إلى بيان عدالتهم.

(٢) عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ٢ ص ٢٧٧.

(٣) هو من مشايخ الصدوق الذين ترضّى عليهم وترحّم لهم وهو قرين المدح ، بل عديل التوثيق فإنّهم أثبات أجلاّء ، والحديث من جهتهم صحيح معتمد عليه كما حكي من المحقّق الداماد قدس سره.

بل يستفاد توثيق مشايخه عموماً من كلامه في أوّل كتاب المقنع : ص ٢.

(إذ كان ما اُبيّنه فيه من الكتب الاُصولية موجوداً مبيّناً عن المشايخ العلماء والفقهاء الثقات رحمهم الله).

(٤) من مشايخ الصدوق الذين أكثر الحديث عنهم وترحّم عليهم ، فهو مورد الإطمئنان والوثوق.

(٥) من مشيخة الصدوق وممّن روى عنهم مترحّماً عليهم ، فيطمئنّ بوثاقته.

(٦) هو الحسين بن إبراهيم المؤدّب المكتّب روى عنه الصدوق مترضّياً عليه ، وأقلّ ما يستفاد

١٧

حدّثنا محمّد بن عبد الله الكوفيّ(١) .

وأبو الحسين الأسدي(٢) ، قالوا :

حدّثنا محمّد بن إسماعيل المكّي البرمكي(٣) قال :

حدّثنا موسى بن عبد الله النخعي(٤) قال : قلت : لعلي بن محمّد بن علي بن

__________________

منه حسن حاله كما حكي عن التعليقة.

(١) هو محمّد بن عبد الله بن نجيح الكوفي المعروف بالشيخ ، ذكره العلاّمة في القسم الأوّل من رجاله المعدّ للمعتدمين في الخلاصة : ص ١٥٦ الرقم ١٠٨ ، وفي محكي الوجيزة والبلغة أنّه ممدوح ، وفي محكي منتهى المقال أنّه من مصنّفي الإمامية ، ويكفيه حسناً.

(٢) هو محمّد بن جعفر الأسدي الكوفي المحقّق وثاقته ، وقد قال فيه النجاشي في رجاله : ص ٢٦٤ أنّه ثقة صحيح الحديث.

(٣) وثّقه النجاشي في رجاله : ص ٢٤١ وقال : كان ثقة مستقيماً له كتب منها كتاب التوحيد ، وحكى توثيقه أيضاً عن الوجيزة ، والبلغة ومشتركات الكاظمي والطريحي.

(٤) ورد فيها بأيدينا من نسخة العيون موسى بن عمران النخعي ، والظاهر أنّه تصحيف لإ والصحيح موسى بن عبد الله النخعي كما أثبتناه بقرينة ذكره هكذا في الفقيه من نفس الصدوق رحمه الله ، ونقله عنه في التهذيب : ج ٦ ص ٩٥.

على أنّ موسى بن عمران النخعي لم يذكر له حديث عن الإمام الهادي عليه السلام ، وهو أيضاً ثقة ورد في اسناد تفسير القمّي : ج ١ ص ٣٨٨ ، إلاّ أنّه ليس هو الراوي لهذه الزيارة الشريفة.

وموسى بن عبد الله النخعي ورد أيضاً في اسناد مشايخ علي بن إبراهيم في الكافي : ج ١ ص ٢٧ ح ٣١.

وفي روايته الزيارة الجامعة دلالة على كونه إمامياً ، صحيح الاعتقاد ، بل في تلقين مولانا الإمام الهادي عليه السلام هذه الزيارة المتضمّنة لبيان مراتب الأئمّة ، شهادة على كون الرجل من الحسان ومقبول الرواية ، كما أفاده المحقّق المامقاني في تنقيح المقال : ج ٣ ص ٢٥٧.

وعلى الجملة فهو مقبول ، بل هو موثّق بالتوثيق العام من علي بن إبراهيم الذي وثّق عموماً سلسلة

١٨

موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام.

والسند تامّ بل أنّ هذه الزيارة لا تحتاج إلى ملاحظة السند ، لأنّ فصاحة مشحونها وبلاغة مضمونها تغني عن ذلك كنهج البلاغة العلوية ، والصحيفة المباركة السجّادية كما أفاده السيّد شبّر قدس سره(١) .

هذا مضافاً إلى سنده القريب والعجيب المتقدّم فيما أفاده والد العلاّمة المجلسي(٢) ـ وهو الثقة العدل ـ : أنّه قرّرها سنداً ومتناً مولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه في المكاشفة التي تقدّم نقلها

فالسند معتبر في النفس ، ومقرّر من مقام القدس.

__________________

رواته بقوله في مقدّمة تفسير القمّي : ج ١ ص ٤ «ونحن ذاكرون ومخبرون بما ينتهي إلينا ورواه مشايخنا وثقاتنا عن الذين فرض الله طاعتهم وأوجب ولايتهم ..».

وبذلك تعرف أنّ جميع رجال سلسلة السند معتبرون بالإستقصاء. مع ما عرفت من العلاّمة المجلسي في أوّل هذا الكتاب من أنّ هذه الزيارة أصحّ الزيارات سنداً.

(١) الأنوار اللامعة : ص ٣٣.

(٢) روضة المتّقين : ج ٥ ص ٤٥٢.

١٩

المقام الثاني :

متن حديث الزيارة الجامعة

متن هذه الزيارة المباركة بعد السند المتقدّم إلى موسى بن عبد الله النخعي هو كما يلي : قال : قلت لعليّ بن محمّد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي ابن الحسين بن علي بن أبي طالب : : علّمني يابن رسول الله قولاً أقوله بليغاً(١) كاملاً إذا زُرتُ واحداً منكم.

فقال : إذا صرت إلى الباب(٢) فقف ، واشهد الشهادتين وأنت على غسل(٣)

__________________

(١) القول البليغ هو الكلام المبيّن الموصل للحقيقة ، من البلوغ الذي هو الانتهاء والوصول إلى أقصى الحقيقة.

(٢) أي باب الروضة في المشاهد المشرّقة.

(٣) (٣) أي غسل الزيارة ، وتلاحظ إستحبابه في باب الأغسال المسنونة من الوسائل : (ج ٢ ص ٩٣٦ ب ١ و ٢٩ الأحاديث).

واعلم أنّ من آداب الزيارة الإستئذان في الدخول إلى روضة المعصومين سلام الله عليهم أجمعين. وقد ذكر العلاّمة المجلسي استئذاناً شريفاً قبل ذكر هذه الزيارة المباركة تلاحظه في البحار (ج ١٠٢ ص ١١٥ باب زيارة الامام الحجة عليه السلام) جاء فيه ما نصّه :

٢٠

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

الأهل والمؤمنين بعدي) (1) .

____________________

(1) الأمالي للطوسي: 521/1147، عن المجاشعي، عن الإمام الرضا، عن آبائه، عن الإمام زين العابدين (عليهم السلام) عن عمر وسلمة ابني أمّ سلمة ربيبَي رسول الله (صلَّى الله عليه وآله)، كشف الغمّة: 2/35 عن عمر وسلمة وراجع تفسير العيّاشي: 1/332/153 وبشارة المصطفى: 147، والبرهان في تفسير القرآن: 2/227/2909 وبحار الأنوار: 37/256/11.

١٦١

بحث حول حديث المنزلة

إنّ حديث المنزلة الذي نقلناه بصور متنوّعة، يمثّل فضيلة من الفضائل العلويّة الرفيعة، ومنقبة من مناقبها الكريمة، واستبان ممّا ورد أنّ رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) نطق بهذه الفضيلة في مواطن كثيرة، فما جرى على لسانه المطهّر في غزوة تبوك وإن كان أشهرها، ولكنّه لا يقتصر عليها.

والأسانيد العديدة والمنقولات الجمّة لهذا الحديث لا تَدَع مجالا للشكّ في صدوره القطعي، وقد أدّى سعة نقله وكثرة أسانيده، إلى أن يصرّح علماء ومحدّثون سنّة كبار بتواتره وكثرة نقله من طرق ومصادر مختلفة، ويؤكّدون على كونه الحديث الأكثر ثبتاً بين الآثار المنقولة عن رسول الله (صلَّى الله عليه وآله)، مبيّنين بذلك اتّفاق رواة الحديث وحفظة الآثار على صحّته.

وكتب الحسكاني يقول عن أسانيده:

وهذا حديث المنزلة الذي كان شيخنا أبو حازم الحافظ يقول: خرّجته بخمسة آلاف إسناد!! (1) .

____________________

(1) شواهد التنزيل: 1/195.

١٦٢

وفيه قال محمّد بن عبد البرّ:

روى قولَه (صلَّى الله عليه وآله): (أنت منّي بمنزلة هارون من موسى) جماعةٌ من الصحابة، وهو من أثبت الآثار وأصحّها.

رواه عن النبيّ (صلَّى الله عليه وآله) سعد بن أبي وقّاص، وطرق حديث سعد فيه كثيرة جدّاً، قد ذكرها ابن أبي خيثمة وغيره، ورواه ابن عبّاس، وأبو سعيد الخدري، وأمّ سلمة، وأسماء بنت عُميس، وجابر بن عبد الله، وجماعة يطول ذكرهم (1) .

وكتب محمّد بن يوسف الگنجى:

هذا حديث متّفق على صحّته، رواه الأئمّة الحفّاظ كأبي عبد الله البخاري في صحيحه، ومسلم بن الحجّاج في صحيحه، وأبي داود في سننه، وأبي عيسى الترمذي في جامعه، وأبي عبد الرحمن النسائي في سننه، وابن ماجة القزويني في سننه، واتّفق الجميع على صحّته حتى صار ذلك إجماعاً منهم.

قال الحاكم النيسابوري: هذا حديث دخل في حدّ التواتر (2) .

وأورد السيوطي في كتابه الذي أفرده لنقل الأحاديث المتواترة وسمّاه بـ (الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة) حديث المنزلة (3) ، مصرّحاً عمليّاً بتواتره.

إنّ ما ورد أعلاه يعكس بعضاً من الآراء الواردة بشأن أسانيده، ولا ريب أنّ التتبّع في المصادر الحديثيّة ينفي أيّة أوهام تشكّك في قطعيّة صدوره.

____________________

(1) الاستيعاب: 3/202/1875.

(2) كفاية الطالب: 283.

(3) الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة: 76/103.

١٦٣

ومن حيث المضمون نرى أنّه جعل لعليّ (عليه السلام) جميع المناصب التي كانت لهارون (عليه السلام) في عصر موسى (عليه السلام) إلاّ النبوّة، وذكر القرآن الكريم مناصب هارون بهذا النحو: ( وَاجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي ) (1) .

وثبتت هذه المناصب لعليّ (عليه السلام) في الأحاديث النبويّة بصراحة (2) .

وأورد القرآن الكريم قسماً آخر من مناصب هارون بالنحو الآتي:

( ... اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ ) (3) .

إنّ واقع حياة عليّ (عليه السلام)، ودفاعه الفذّ عن رسول الله (صلَّى الله عليه وآله)، وشهوده الذي لا مثيل له في حروبه جميعها، كلّ أولئك مَعْلَم على أنّ الله تعالى جعل لعليّ (عليه السلام) من رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) منزلة هارون من موسى (عليهما السلام).

لقد مضى رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) في إبلاغ رسالته حسب المجريات الطبيعيّة للأُمور، وكان عليّ (عليه السلام) أفضل وأثبت نصير له في هذا السبيل، فمبيته في فراشه، واستبساله العجيب في معركة بدر التي كانت أوّل اختبار للمسلمين، وكانت مصيريّة رهيبة، وحمايته العظيمة له (صلَّى الله عليه وآله) في أُحد - وقد فرَّ كثير من المدّعين - ومبارزته لعمرو بن عبد ودّ في معركة الخندق بعد حصار المشركين المخيف، وتجلّي قوّته في خيبر، وقد ظلّ رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) وأصحابه خلف أسوارها، وغير ذلك كلّه آية على أنّ دعمه لرسول الله (صلَّى الله عليه وآله) كان مصيريّاً.

____________________

(1) طه: 29 - 32.

(2) راجع: القسم التاسع/عليّ عن لسان النبيّ/المكانة السياسيّة والاجتماعيّة/وزيري.

(3) الأعراف: 142.

١٦٤

ونُضيف إلى ما ذكرناه، أنّ هذه الأحاديث تدلّ على أنّ عليّاً (عليه السلام) كان متميّزاً بين الصحابة، ولم يُقرَن به أحد منهم، كما كان هارون في بنى إسرائيل. انظر إلى الروايات الآتية:

ـ الإمام عليّ (عليه السلام): (إنّ الله تبارك اسمه... شدّ بي أزر رسوله، وأكرمني بنصره، وشرَّفني بعلمه، وحباني بأحكامه، واختصَّني بوصيّته، واصطفاني بخلافته في أُمّته، فقال (صلَّى الله عليه وآله) - وقد حشده المهاجرون والأنصار، وانغصّت بهم المحافل -: أيّها الناس، إنّ عليّاً منّي كهارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي.

فعقلَ المؤمنون عن الله نطق الرسول؛ إذ عرفوني أنّي لستُ بأخيه لأبيه وأُمّه، كما كان هارون أخا موسى لأبيه وأُمّه، ولا كنت نبيّاً فأقتضي نبوّة، ولكن كان ذلك منه استخلافاً لي، كما استخلف موسى هارون (عليهما السلام) حيث يقول: ( ... اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ )) (1) (2) .

ـ أبو خالد الكابلي: قيل لسيّد العابدين عليّ بن الحسين: إنّ الناس يقولون: إنّ خير الناس بعد رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) أبو بكر، ثمّ عمر، ثمّ عثمان، ثمّ عليّ (عليه السلام). قال: (فما يصنعون بخبر رواه سعيد بن المسيّب، عن سعد بن أبي وقّاص عن النبيّ (صلَّى الله عليه وآله) أنّه قال لعليّ (عليه السلام): (أنت منّي بمنزلة هارون من موسى، إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي)؟! فمَن كان في زمن موسى مثل هارون؟!) (3)

ـ أبو هارون العبدي: سألت جابر بن عبد الله الأنصاري عن معنى قول

____________________

(1) الأعراف: 142.

(2) راجع: الفصل العاشر/احتجاجات عليّ.

(3) معاني الأخبار: 74/2.

١٦٥

النبيّ (صلَّى الله عليه وآله) لعليّ (عليه السلام): (أنت منّي بمنزلة هارون من موسى، إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي)، قال: استخلفَه بذلك - واللهِ - على أُمّته في حياته وبعد وفاته، وفرض عليهم طاعته؛ فمَن لم يشهد له بعد هذا القول بالخلافة فهو من الظالمين (1) .

ـ سلم بن وضّاح: كنّا عند محمّد بن عبد الله، فسأله معلّى بن سليمان عن قول النبيّ (صلَّى الله عليه وآله): (أنت منّي بمنزلة هارون من موسى) أيّ شيء أراد به؟ قال: أراد به أن يُطاع من بعده كما يُطاع النبيّ في حياته (2) .

راجع:أحاديث الخلافة

القسم التاسع: عليّ عن لسان النبيّ/الأُسرة/بمنزلة رأسي من بدني،

ومنزلته عندي كمنزلتي عند الله.

عليّ عن لسان النبيّ /المكانة السياسيّة والاجتماعيّة/وزيري.

عليّ عن لسان أصحاب النبيّ/عمر، وسعد بن أبي وقّاص، وابن عبّاس.

كتاب (تاريخ دمشق): 42/142 - 186.

____________________

(1) معاني الأخبار: 74/1.

(2) المناقب للكوفي: 1/510/429.

١٦٦

١٦٧

الفصل الخامس

  أحاديث الإمارة

5/1

معنى أُولي الأمر

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ... ) (1) .

489 - رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) - في معنى أُولي الأمر -: (هو عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)) (2) .

490 - كمال الدين، عن جابر بن عبد الله الأنصاري: لمّا أنزل الله عزّ وجلّ على نبيّه محمّد (صلَّى الله عليه وآله): ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ... ) ، قلت: يا رسول الله، عرفنا الله ورسوله، فمَن أُولو الأمر الذين قرن الله طاعتَهم بطاعتك؟ فقال (صلَّى الله عليه وآله): (هم خلفائي - يا جابر - وأئمّة المسلمين من بعدي،

____________________

(1) النساء: 59.

(2) تفسير فرات: 109/110 عن سلمان الفارسي، اليقين: 379/134 عن جابر بن عبد الله الأنصاري.

١٦٨

أوّلهم عليّ بن أبي طالب) (1) .

491 - الإمام عليّ (عليه السلام): (قلت: يا رسول الله، ومَن شركائي من بعدي؟ قال: الذين قرنهم الله عزّ وجلّ بنفسه وبي، فقال: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ... ) الآية. فقلت: يا رسول الله، ومَن هم؟ قال: الأوصياء منّي إلى أن يردوا عليّ الحوض، كلّهم هادٍ مهتدٍ، لا يضرّهم مَن خذلهم، هم مع القرآن، والقرآن معهم، لا يُفارقهم ولا يُفارقونه) (2) .

492 - الكافي، عن سليم بن قيس: سمعت عليّاً صلوات الله عليه يقول: (... أدنى ما يكون به العبد ضالاّ ً أن لا يعرف حجّة الله تبارك وتعالى، وشاهده على عباده، الذي أمر الله عزّ وجلّ بطاعته، وفرض ولايته. قلت: يا أمير المؤمنين، صِفهم لي. فقال: (الذين قرنَهم الله عزّ وجلّ بنفسه ونبيّه، فقال: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ... ) ).

قلت: يا أمير المؤمنين، جعلني الله فداك أوضح لي. فقال: (الذين قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) في آخر خطبته يوم قبضه الله عزّ وجلّ إليه: إنّي قد تركتُ فيكم أمرين، لن تضلّوا بعدي ما إن تمسّكتم بهما: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي؛ فإنّ اللطيف الخبير قد عهد لي أنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض، كهاتين - وجمع بين مسبّحتيه - ولا أقول كهاتين - وجمع بين المسبّحة والوسطى - فتسبق

____________________

(1) كمال الدين: 253/3، إعلام الورى: 2/181، المناقب لابن شهر آشوب: 1/282.

(2) كمال الدين: 285/37، تفسير العيّاشي: 1/253/177، الاعتقادات: 121 وفيه (قرن الله طاعتهم بطاعته وبطاعتي) بدل (قرنهم الله عزّ وجلّ بنفسه وبي)، الغيبة للنعماني: 81/10، كتاب سليم بن قيس: 2/626/10 كلّها عن سليم بن قيس، وزاد فيهما بعد الآية (فإن خفتم تنازعاً [ التنازع ] في شيء، فأرجعوه إلى الله وإلى رسوله وإلى أُولي الأمر منكم).

١٦٩

إحداهما الأُخرى، فتمسّكوا بهما لا تزلّوا ولا تضلّوا، ولا تقدّموهم فتضلّوا) (1) .

493 - الإمام زين العابدين (عليه السلام): (إنّ أُولي الأمر الذين جعلهم الله عزّ وجلّ أئمّة للناس وأوجب عليهم طاعتهم: أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، ثمّ الحسن، ثمّ الحسين ابنا عليّ بن أبي طالب، ثمّ انتهى الأمر إلينا) (2) .

494 - الإمام الباقر (عليه السلام) - في قوله تعالى: ( ... أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ... ) -: (هي في عليّ وفي الأئمّة، جعلهم الله مواضع الأنبياء، غير أنّهم لا يُحلّون شيئاً، ولا يُحرّمونه) (3) .

495 - الكافي، عن أبي بصير: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عزّ وجلّ: ( ... أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ... ) ، فقال: (نزلت في عليّ بن أبي طالب والحسن والحسين (عليهم السلام)) (4) .

496 - الإمام الصادق (عليه السلام): (نزلت ( ... أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ... ) في عليّ والحسن والحسين فقال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) في عليّ: مَن كنتُ مولاه فعليّ مولاه. وقال (صلَّى الله عليه وآله): أُوصيكم بكتاب الله وأهل بيتي؛ فإنّي سألتُ الله عزّ وجلّ ألاّ يفرّق بينهما حتى يُوردهما عليّ الحوض، فأعطاني ذلك. وقال: لا تعلّموهم فهم أعلم منكم. وقال: إنّهم لن يُخرجوكم من باب هدى، ولن يُدخلوكم في باب

____________________

(1) الكافي: 2/415/1، معاني الأخبار: 394/45 نحوه إلى آخر الآية، كتاب سليم بن قيس: 2/616/8 كلّها عن سليم بن قيس.

(2) كمال الدين: 319/2، الاحتجاج: 2/152/188، إعلام الورى: 2/194، كلّها عن أبي خالد الكابلي.

(3) تفسير العيّاشي: 1/252/173 عن عبد الله بن عجلان.

(4) الكافي: 1/286/1.

١٧٠

ضلالة) (1) .

497 - تفسير العيَّاشي، عن عمرو بن سعيد: سألت أبا الحسن (عليه السلام) عن قوله: ( ... أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ... ) ، قال: (عليّ بن أبي طالب والأوصياء من بعده) (2) .

498 - رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) - في وصف عليّ (عليه السلام) -: (هو وليّ الأمر بعدي، ووارث علمي وحكمتي، وسرّي وعلانيتي، وما ورثه النبيّون قبلي، وأنا وارث ومورّث) (3) .

499 - عنه (صلَّى الله عليه وآله) - في وصف عليّ (عليه السلام) -: (هو أخي، ووصيّي، ووليّ أمركم من بعدي) (4) .

راجع: كتاب (أهل البيت (عليهم السلام) في الكتاب والسنّة)/خصائص أهل البيت (عليهم السلام)/أُولو الأمر.

كتاب (بحار الأنوار): 23/283 - 304.

كتاب (الميزان في تفسير القرآن): 4/385 - 414.

5/2

الأمير بعد النبيّ

500 - رسول الله (صلَّى الله عليه وآله): (يا معشر المهاجرين والأنصار، أوصيكم بوصيّة فاحفظوها، وإنِّي مؤدٍّ إليكم أمراً فاقبلوه: ألا إنّ عليّاً أميركم من بعدي، وخليفتي فيكم) (5) .

____________________

(1) الكافي: 1/287/1 عن أبي بصير.

(2) تفسير العيّاشي: 1/253/176.

(3) خصائص الأئمّة (عليهم السلام): 75، عن أبي موشى الضرير البجلي، عن أبي الحسن (عليه السلام).

(4) دعائم الإسلام: 1/383 عن بريدة، وراجع الأمالي للصدوق: 175/178.

(5) الخصال: 462/4، الاحتجاج: 1/190/37 كلاهما عن خالد بن سعيد بن العاص.

١٧١

501 - عنه (صلَّى الله عليه وآله) - في وصف عليّ (عليه السلام) -: (هو إمام كلّ مسلم، وأمير كلّ مؤمن بعد وفاتي) (1) .

502 - عنه (صلَّى الله عليه وآله): (أنا سيّد الأوّلين والآخرين، وعليّ بن أبي طالب... إمام المسلمين، ومولى المؤمنين، وأميرهم بعدي) (2) .

503 - عنه (صلَّى الله عليه وآله): (يا عليّ، أنت الإمام بعدي والأمير، وأنت الصاحب بعدي والوزير، وما لك في أمَّتي من نظير) (3) .

504 - عنه (صلَّى الله عليه وآله): (مَن أحبّ أن يتمسّك بديني ويركب سفينة النجاة بعدي فليقتدِ بعليّ بن أبي طالب، وليُعادِ عدوّه، وليُوالِ وليّه؛ فإنّه وصيِّي، وخليفتي على أمَّتي في حياتي وبعد وفاتي، وهو إمام كلّ مسلم، وأمير كلّ مؤمن بعدي، قوله قولي، وأمره أمري، ونهيه نهيي، وتابعه تابعي، وناصره ناصري، وخاذله خاذلي) (4) .

505 - عنه (صلَّى الله عليه وآله): (إنّ الله عزّ وجلّ بعثني إليكم رسولاً، وأمرني أن أستخلف عليكم عليّاً أميراً) (5) .

____________________

(1) إعلام الورى: 2/184، عن الأصبغ بن نباتة، عن الإمام عليّ (عليه السلام).

(2) الأمالي للصدوق: 678/924 عن عائشة.

(3) الأمالي للصدوق: 101/77، عن مقاتل بن سليمان، عن الإمام الصادق، عن آبائه (عليهم السلام)، روضة الواعظين: 115، المناقب لابن شهر آشوب: 3/57.

(4) كمال الدين: 260/6، التحصين لابن طاووس: 553، كلاهما عن الحسين بن خالد، عن الإمام الرضا عن آبائه (عليهم السلام).

(5) الأمالي للصدوق: 492/669 عن ابن عبّاس.

١٧٢

506 - عنه (صلَّى الله عليه وآله): (مَن كنت نبيّه فعليّ أميره) (1) .

507 - عنه (صلَّى الله عليه وآله): (مَن كنت وليّه فعليّ أميره) (2) .

508 - عنه (صلَّى الله عليه وآله): (مَن كنت أميره فعليّ أميره) (3) .

509 - عنه (صلَّى الله عليه وآله): (مَن كنت مولاه فعليّ مولاه، اللهمّ والِ مَن وآله، وعادِ مَن عاداه) (4) .

510 - عنه (صلَّى الله عليه وآله): (أنت - يا عليّ - أمير من في السماء، وأمير من في الأرض،

____________________

(1) تهذيب الأحكام: 3/144/317، عن عليّ بن الحسين العبدي، عن الإمام الصادق (عليه السلام)، الأمالي للصدوق: 492/669 عن ابن عبّاس وفيه (... فإنّ عليّاً أميره)، مصباح المتهجّد: 748/842 من دون إسناد إلى المعصوم، الإقبال: 2/284، عن عليّ بن الحسن العبدي، عن الإمام الصادق (عليه السلام)، تفسير فرات: 517/675 عن حذيفة بن اليمان، المناقب للكوفي: 2/430/912 عن أنس، الاحتجاج: 1/297/52، اليقين: 448/170 كلاهما عن أبي بن كعب وفيهما (فهذا أميره).

(2) المناقب للكوفي: 1/415/328 وج 2/516/1020 كلاهما عن أنس.

(3) معاني الأخبار: 66/5 عن أبي سعيد، بحار الأنوار:/224/100.

(4) مسند ابن حنبل: 6/401/18506 عن البرّاء بن عازب وج 7/82/19321 عن أبي الطفيل وص 86/19344 وفيه (فإنّ عليّاً مولاه) وص87/19347 عن ميمون أبي عبد الله9/51/23204، فضائل الصحابة لابن حنبل: 2/597/1017 وفيه (فإنّ عليّاً)، المستدرك على الصحيحين: 3/118/4576، كلاهما نحوه، والثلاثة الأخيرة عن زيد بن أرقم وص 126/4601 عن سعد بن مالك وص 419/5594 عن إياس الضبِّي عن أبيه، صحيح ابن حبّان: 15/376/6931 عن أبي الطفيل وفيه (... فإنّ هذا مولاه...) بدل (فعليّ مولاه)، المصنّف لابن أبي شيبة: 7/499/28 عن زيد بن يثيع وح 29 عن أبي يزيد الأودي عن أبيه، خصائص أمير المؤمنين للنسائي: 150/79 عن زيد بن أرقم وص 177/96 عن سعد، تاريخ دمشق: 42/206/8682 عن عبد الرحمن بن أبي ليلى؛ الكافي: 1/294 وص 295/3 عن عبد الحميد بن أبي الديلم، عن الإمام الصادق (عليه السلام) وج 8/27/4 عن جابر بن يزيد، عن الإمام الباقر (عليه السلام)، تهذيب الأحكام: 3/263/746 عن حسّان الجمّال، عن الإمام الصادق (عليه السلام).

١٧٣

وأمير مَن مضى، وأمير مَن بقي) (1) .

511 - عنه (صلَّى الله عليه وآله): (إن تؤمّروا عليّاً - ولا أراكم فاعلين - تجدوه هادياً مهديّاً، يأخذ بكم الطريق المستقيم) (2) .

512 - الإمام عليّ (عليه السلام): (أنا وصيّ نبيّكم، وخليفته، وإمام المؤمنين، وأميرهم ومولاهم) (3) .

5/3

أمير البررة

513 - رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) - يوم الحديبيّة وهو آخذ بيد عليّ (عليه السلام) -: (هذا أمير البرَرَة، وقاتل الفَجَرة، منصورٌ مَن نصره، مخذولٌ مَن خذله) - يمدّ بها صوته - (4) .

514 - عنه (صلَّى الله عليه وآله) - في يوم بنى النضير -: (عليّ إمام البرَرَة، وقاتل الفَجَرة، منصورٌ

____________________

(1) مائة منقبة: 76/26، تأويل الآيات الظاهرة: 1/185/31 عن أنس بن مالك، وكلاهما عن ابن عبّاس، الصراط المستقيم: 2/54 وفيه (أنت أمير من الله على مَن مضى ومَن بقي).

(2) مسند ابن حنبل: 1/232/859، فضائل الصحابة لابن حنبل: 1/231/284، المعجم الأوسط: 2/341/2166، مسند البزّار: 3/33/783، أُسد الغابة: 4/106/3789، البداية والنهاية: 7/361 كلّها عن زيد بن يثيع عن الإمام عليّ (عليه السلام)، تاريخ دمشق: 24/421/9014 عن يزيد بن يثيع عن الإمام عليّ (عليه السلام) عنه (صلَّى الله عليه وآله) وص 420، شواهد التنزيل: 1/82/99 كلاهما عن حذيفة وفى بعضها (يسلك) بدل (يأخذ) .

(3) مائة منقبة: 83/32، الاستنصار: 22 كلاهما عن المسيّب.

(4) تاريخ بغداد: 2/377/877 وج 4/219/1915، تاريخ دمشق: 42/383/8985 و8986، المناقب لابن المغازلي: 84/125، كفاية الطالب: 221؛ المسترشد: 622/289 كلّها عن جابر بن عبد الله.

١٧٤

مَن نصره، مخذولٌ مَن خذله) (1) .

515 - المستدرك على الصحيحين، عن جابر بن عبد الله: سمعت رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) - وهو آخذ بضبع (2) عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) - وهو يقول: (هذا أمير البرَرَة، قاتل الفَجَرة، منصورٌ مَن نصره، مخذولٌ مَن خذله) - ثمّ مدّ بها صوته - (3) .

516 - الأمالي للطوسي، عن حذيفة بن اليمان: انظروا الفئةَ التي فيها عليّ (عليه السلام) فأتوها ولو زحفاً على رُكَبكم؛ فإنّي سمعت رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) يقول: (عليّ أمير البَررَة، وقاتل الفَجَرة، منصورٌ مَن نصره، مخذولٌ مَن خذله إلى يوم القيامة) (4) .

517 - الإمام الصادق (عليه السلام) - في ذكر مَن أنكر على أبي بكر فعله وجلوسه في مجلس رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) -: (قام أبو أيّوب الأنصاري فقال: اتّقوا الله - عباد الله - في أهل بيت نبيّكم، واردُدوا إليهم حقّهم الذي جعله الله لهم؛ فقد سمعتم مثل ما سمع إخواننا في مقام بعد مقام لنبيّنا محمّد (صلَّى الله عليه وآله) ومجلس بعد مجلس يقول: أهل بيتي أئمّتكم بعدي! ويومئ إلى عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) ويقول: إنّ هذا أمير البرَرَة، وقاتل الكَفَرة، مخذولٌ مَن خذله، منصورٌ مَن نصره!!) (5)

____________________

(1) المناقب للخوارزمي: 200/240؛ كشف الغمّة: 1/256 كلاهما عن عمرو بن العاص، وراجع علل الشرائع: 213/2.

(2) الضبع - بسكون الباء -: وسط العضد (النهاية: 3/73).

(3) المستدرك على الصحيحين: 3/140/4644، المناقب لابن المغازلي: 80/120 وفيه (قاتل الكفرة)؛ الأمالي للطوسي: 483/1055.

(4) الأمالي للطوسي: 483/1054؛ المناقب للخوارزمي: 177/215 وفيه من (سمعت رسول الله...) وراجع رجال الكشّي 1/289/129.

(5) الاحتجاج: 1/199/12 عن أبان بن تغلب، الدرجات الرفيعة: 315.

١٧٥

5/4

مبدأ تسمية عليّ بأمير المؤمنين

518 - رسول الله (صلَّى الله عليه وآله): (لو علم الناس متى سُمّي عليّ أميرَ المؤمنين، ما أنكروا فضله، سُمّي أمير المؤمنين وآدم بين الروح والجسد. قال الله عزّ وجلّ: ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ... ) (1) ، قالت الملائكة: بلى. قال تبارك وتعالى: أنا ربّكم، ومحمّد نبيّكم، وعليّ أميركم) (2) .

519 - الكافي، عن عليّ بن أبي حمزة: سأل أبو بصير أبا عبد الله (عليه السلام) وأنا حاضر، فقال: جُعلت فداك! كم عُرج برسول الله (صلَّى الله عليه وآله)؟ فقال: (مرّتين، فأوقفه جبرئيل مَوقفاً، فقال له: مكانك يا محمّد؛ فلقد وقفت موقفاً ما وقفه ملك قطّ ولا نبيّ...

فقال الله تبارك وتعالى: يا محمّد. قال: لبّيك ربّي، قال: مَن لأُمّتك من بعدك؟! قال: الله أعلم. قال: عليّ بن أبي طالب، أمير المؤمنين، وسيّد المسلمين، وقائد الغرّ المحجّلين) (3) .

قال: ثمّ قال أبو عبد الله (عليه السلام) لأبى بصير: (يا أبا محمّد، والله، ما جاءت ولاية

____________________

(1) الأعراف: 172.

(2) الفردوس: 3/354/5066، ينابيع المودّة: 2/279/802 وفيه إلى (والجسد)، وكلاهما عن حذيفة بن اليمان وح 803 عن أبي هريرة، وفيه من قوله تعالى؛ نهج الحقّ: 191 وفيه روى الجمهور عنه (صلَّى الله عليه وآله) وراجع الفضائل لابن شاذان: 89.

(3) في الحديث: (أُمّتي الغرّ المحجّلون)؛ أي بيض مواضع الوضوء من الأيدي والوجه والأقدام (لسان العرب: 11/144).

١٧٦

عليّ (عليه السلام) من الأرض، ولكن جاءت من السماء مشافهة) (1) .

520 - رسول الله (صلَّى الله عليه وآله): (أُوحي إليّ في عليّ أنّه أمير المؤمنين، وسيّد المسلمين، وقائد الغرّ المحجّلين) (2) .

521 - عنه (صلَّى الله عليه وآله): (إنّ جبرئيل أتاني من قِبَل ربّي بأمر قرّت به عيني، وفرح به صدري وقلبي، يقول: إنّ عليّاً أمير المؤمنين، وقائد الغرّ المحجّلين) (3) .

522 - عنه (صلَّى الله عليه وآله): (... أنت - يا عليّ - أمير المؤمنين في السماء، وأمير المؤمنين في الأرض) (4) .

523 - الإمام الحسين، عن الإمام عليّ (عليهما السلام): (أنّه جاء إليه رجل فقال له: يا أبا الحسن، إنّك تُدعى أمير المؤمنين؛ فمن أمّرك عليهم؟ قال (عليه السلام): الله جلّ جلاله أمَّرني عليهم. فجاء الرجل إلى رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) فقال: يا رسول الله، أيصدُق عليّ فيما يقول: إنّ الله أمّره على خلقه؟ فغضب النبيّ (صلَّى الله عليه وآله) ثمّ قال: إنّ عليّاً أمير المؤمنين بولاية من الله عزّ وجلّ، عقدها له فوق عرشه، وأشهد على ذلك ملائكته...) (5) .

524 - الكافي، عن جابر: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): لِمَ سُمّي أمير المؤمنين؟ قال: (الله سمّاه) (6) .

____________________

(1) الكافي: 1/442/13 وراجع الاختصاص: 54.

(2) موضح أوهام الجمع والتفريق: 1/191؛ اليقين: 184/37 كلاهما عن أسعد بن زرارة221/64 عن أبي نذرة نحوه وراجع تاريخ بغداد: 13/123/7106.

(3) الاعتقادات: 86.

(4) اليقين: 242/79 عن ابن عبّاس.

(5) بشارة المصطفى: 24 عن أبي حمزة عن الإمام زين العابدين (عليه السلام).

(6) الكافي: 1/412/4، مختصر بصائر الدرجات: 171.

١٧٧

525 - حلية الأولياء، عن القاسم بن جندب، عن أنس: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله): (يا أنس، اسكب لي وضوءاً). ثمّ قام فصلَّى ركعتين، ثمّ قال: (يا أنس، أوّل مَن يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين، وسيّد المسلمين، وقائد الغرّ المحجّلين، وخاتم الوصيّين).

قال أنس: قلت: اللهمّ اجعله رجلاً من الأنصار. وكتمتُه، إذ جاء عليّ فقال: (مَن هذا يا أنس؟). فقلت: عليّ. فقام مستبشراً فاعتنقه، ثمّ جعل يمسح عرق وجهه بوجهه، ويمسح عرق عليّ بوجهه.

قال عليّ: (يا رسول الله، لقد رأيتك صنعت شيئاً ما صنعت بي من قبل؟!). قال: (وما يمنعني، وأنت تؤدّي عنّي، وتُسمعهم صوتي، وتُبيّن لهم ما اختلفوا فيه بعدي؟!) (1)

526 - تاريخ دمشق، عن أنس بن مالك: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله): (اسكب إليّ ماءً - أو وضوءاً -)، فتوضّأ، ثمّ قام فصلّى ركعتين، ثمّ قال: (يا أنس، أوّل مَن يدخل من هذا الباب أمير المؤمنين، وقائد الغرّ المحجّلين، سيّد المؤمنين عليّ) (2) .

527 - رسول الله (صلَّى الله عليه وآله): (يا أمّ سلمة، اشهدي واسمعي، هذا عليّ أمير المؤمنين، وسيّد المسلمين) (3) .

____________________

(1) حلية الأولياء: 1/63، تاريخ دمشق: 42/386/8994، المناقب للخوارزمي: 85/75، فرائد السمطين: 1/145/109، كفاية الطالب: 211، الفردوس: 5/364/8449؛ الإرشاد: 1/46، تفسير العيَّاشي: 2/262/39، المناقب للكوفي: 1/312/232 والأربعة الأخيرة نحوه430/335، المسترشد: 601/272 وراجع الاحتجاج: 1/326/55 واليقين: 137/7.

(2) تاريخ دمشق: 42/303/8837.

(3) المناقب للخوارزمي: 142/163، كفاية الطالب: 168؛ الإرشاد: 1/47، بشارة المصطفى: 167، اليقين: 173/30 وص 415/154 عن الإمام عليّ (عليه السلام) عنه (صلَّى الله عليه وآله)، شرح الأخبار: 1/124/53، المناقب لابن شهر آشوب: 3/54، المناقب للكوفي: 1/368/293 كلّها عن ابن عبّاس.

١٧٨

528 - عنه (صلَّى الله عليه وآله): (يا أمَّ سلمة، هذا عليّ؛ سيّد مبجّل، مؤمّل المسلمين، وأمير المؤمنين، وموضع سرّي وعلمي، وبابي الذي آوي إليه، وهو الوصيّ على أهل بيتي، وعلى الأخيار من أُمّتي، هو أخي في الدنيا والآخرة، وهو معي في السناء (1) الأعلى) (2) .

529 - عنه (صلَّى الله عليه وآله): (إمام المسلمين، وأمير المؤمنين، ومولاهم بعدي؛ عليّ بن أبي طالب) (3) .

530 - عنه (صلَّى الله عليه وآله): (يا عليّ، أنت أمير المؤمنين، وإمام المسلمين، وقائد الغرّ المحجّلين) (4) .

531 - عنه (صلَّى الله عليه وآله) - في وصف عليّ (عليه السلام) -: (هو أمير المؤمنين، وقائد الغرّ المحجّلين، ويعسوب الدين، وخير الوصيّين) (5) .

532 - عنه (صلَّى الله عليه وآله) - في وصف عليّ (عليه السلام) -: (هو أخي ووزيري، وخير مَن أُخلِّف في

____________________

(1) السناء: الرفعة. وفى الخبر: (بشّر أُمّتي بالسناء)؛ أي بارتفاع القدر والمنزلة عند الله تعالى (مجمع البحرين: 2/896).

(2) المحاسن والمساوئ: 44 عن ابن عبّاس.

(3) الأمالي للصدوق: 374/471، بشارة المصطفى: 34، التحصين لابن طاووس: 563/20 نحوه وكلّها عن ابن عبّاس.

(4) الأمالي للصدوق: 450/609 عن عبد الله بن عبّاس، تفسير فرات: 266/360 عن الإمام عليّ (عليه السلام) عنه (صلَّى الله عليه وآله) وليس فيه (وإمام المسلمين).

(5) الأمالي للصدوق: 188/197، بشارة المصطفى: 24 كلاهما عن عبد الله بن الفضل الهاشمي عن الإمام الصادق عن آبائه (عليهم السلام).

١٧٩

أهلي، وسيّد المسلمين، وأمير المؤمنين من بعدي، وقائد الغرّ المحجّلين يوم القيامة) (1) .

533 - الأمالي للصدوق، عن أبي ذرّ الغفاري: كنّا ذات يوم عند رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) في مسجد قُبا - ونحن نفر من أصحابه - إذ قال: (معاشر أصحابي، يدخل عليكم من هذا الباب رجل، هو أمير المؤمنين، وإمام المسلمين).

قال: فنظروا - وكنت فيمَن نظر - فإذا نحن بعليّ بن أبي طالب (عليه السلام) قد طلع، فقام النبيّ (صلَّى الله عليه وآله) فاستقبله وعانقه وقبّل ما بين عينيه، وجاء به حتى أجلسه إلى جانبه، ثمّ أقبل علينا بوجهه الكريم فقال: (هذا إمامكم من بعدي، طاعته طاعتي، ومعصيته معصيتي؛ وطاعتي طاعة الله، ومعصيتي معصية الله عزّ وجلّ) (2) .

5/5

اختصاص هذا الاسم بعليٍّ

534 - رسول الله (صلَّى الله عليه وآله): (لمّا أُسري بي إلى السماء، كنت من ربِّي كقاب قوسين أو أدنى، فأوحى إليّ ربّي ما أوحى، ثمّ قال: يا محمّد، أقرئ عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين السلام؛ فما سمّيت بهذا أحداً قبله، ولا أُسمّي بهذا أحداً بعده) (3) .

535 - عنه (صلَّى الله عليه وآله): (لمّا أُسري بي إلى السماء، ثمّ من السماء إلى السماء إلى سدرة المنتهى، وقفت بين يدي ربّي عزّ وجلّ، فقال لي: يا محمّد... اخترت لك عليّاً

____________________

(1) شرح الأخبار: 1/206/170 عن ابن عبّاس.

(2) الأمالي للصدوق: 634/850 بحار الأنوار: 38/106/34.

(3) الأمالي للطوسي: 295/578، بشارة المصطفى: 186، عن عيسى بن أحمد بن عيسى المنصوري، عن الإمام الهادي، عن آبائه، عن الإمام عليّ (عليهم السلام)، عنه (صلَّى الله عليه وآله) وراجع الكافي: 1/441/8 والأمالي للصدوق: 701/956.

١٨٠

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698