مناظرات وحوار ليالي بيشاور

مناظرات وحوار ليالي بيشاور0%

مناظرات وحوار ليالي بيشاور مؤلف:
المحقق: السيّد حسين الموسوي
الناشر: ذوي القربى
تصنيف: مناظرات وردود
الصفحات: 1199

مناظرات وحوار ليالي بيشاور

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: السيّد محمّد الموسوي الشيرازي
المحقق: السيّد حسين الموسوي
الناشر: ذوي القربى
تصنيف: الصفحات: 1199
المشاهدات: 252704
تحميل: 4065

توضيحات:

مناظرات وحوار ليالي بيشاور
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 1199 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 252704 / تحميل: 4065
الحجم الحجم الحجم
مناظرات وحوار ليالي بيشاور

مناظرات وحوار ليالي بيشاور

مؤلف:
الناشر: ذوي القربى
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

والعوالم الفلكيّة فسأختار الديانة الإسلاميّة، لأنّ الذي يُخبر عن الكرات السماويّة في ذلك الزمان بهذه الدقّة والصحّة وبدون أجهزة وآلات، إنّما يكون متّصلاً بالخالق العظيم ويكتسب معلوماته منه، والذي يكون متصلاً بخالق الكون يلزم أن يكون قد أخذ دينه أيضاً من الخالق، ودينه الحق، ونحن يجب علينا أنْ نتبعه ونأخذ ديننا منه، [ انتهى ].

أيها الحاضرون الكرام.. هذا حكم ورأي رجل عالم فاهم وهو بعيد عن الخلافات المذهبيّة الحادثة بين المسلمين ولكنّه حَكَم على أساس القاعدة العلمية والأصول العقلية. وعليها يجب أن نعرف أيضاً المتّصل بخالق الكون والآخذ علومه ودينه منه عزّ وجلّ حتى نتبعه ونقتدي به.

وليس بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أحدٌ على هذه الصفة إلّا أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام إذا كان أعلم الأُمة وأفضلهم وأورعهم وأعلاهم حَسَباً ونَسَباً وهو التلميذ الأوحد الذي احتوى على كل علوم خاتم الأنبياء محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهو منتهى كل العلوم التي انتشرت بعد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بين المسلمين واكتسبه العلماء في الدين.

ابن أبي الحديد يصف علوم الإمام عليعليه‌السلام

قال ابن أبي الحديد في مقدمته على شرح نهج البلاغة: و ما أقول في رجل تُعْزَى إليه كل فضيلة، و تنتهي إليه كلّ فِرقة، و تتجاذبه كلُ طائفة، فهو رئيس الفضائل و ينبوعها و أبو عُذرِها، و سابق مضمارها، و مُجلِّي حَلبتها، كلُ مَن بزغ فيها بعده فمنه أخذ، و له اقتفى، و على

١١٦١

مثاله احتذى. و قد عرفتَ أنّ أشرف العلوم هو العلم الإلهي لأنّ شرف العلم بشرف المعلوم، و معلومه أشرف الموجودات، و من كلامهعليه‌السلام اقتُبِس، و عنه نُقِل، و إليه انتهى و منه ابتدأ و من العلوم علم الفقه و هوعليه‌السلام أصله و أساسه، و كلُّ فقيه في الإسلام فهو عيال عليه و مستفيد من فقهه ...، و من العلوم علم تفسير القرآن و عنه أُخِذ و منه فُرّع، و إذا رجعت إلى كتب التفسير علمتَ صحة ذلك ...، و من العلوم علم الطريقة و الحقيقة و أحوال التصوّف و قد عرفتَ أنّ أرباب هذا الفن في جميع بلاد الإسلام إليه ينتهون، و عنده يقفون

و من العلوم علم النحو و العربيّة، و قد علم الناس كافّة أنّه هو الذي ابتدعه و أنشأه، و أملى على أبي الأسود الدُّؤليّ جوامعه و أصوله، من جملتها: الكلام كلّه ثلاثة أشياء: إسمٌ و فعلٌ و حرف، و من جملتها تقسيم الكلمة إلى معرفة و نكرة، و تقسيم وجوه الإعراب إلى الرفع و النصب و الجرّ و الجزم.

و هذا يكاد يلحق بالمعجزات، لأنّ القوّة البشريّة لا تفي بهذا الحصر، و لا تنهض بهذا الاستنباط. « انتهى ».

في ذكرى ميلاد الإمام الحسينعليه‌السلام

هذه الليلة ليلة ميلاد الإمام أبي عبد الله الحسين سبط رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فبهذه المناسبة أنقل هذا الخبر الذي رواهُ جمع من المحدثين والعلماء منهم شيخ الإسلام الحمويني في فرائد السمطين:ج ٢/١٥١، تحت رقم ٤٤٦، وهو من أعلامكم وكبار علمائكم، وأنقل منه الخبر

١١٦٢

بسنده عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن ابن عباس قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: إنّ لله تبارك و تعالى مَلَكاً يُقال له دردائيل فسلَبَ الله أجنحته فلمّا ولد الحسيْنعليه‌السلام أوحى الله تعالى إلى مالك خازن النار: أنْ أخْمِد النيران عن أهلها لكرامة مولودٍ ولد لمحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله في دار الدنيا، و أوحى إلى رضوان خازن الجنان أنْ زخرف الجنان و طيّبها لكرامة مولد وُلد لمحمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله في دار الدنيا، و أوحى الله إلى الملائكة أن قوموا صفوفاً بالتسبيح و التحميد و التمجيد و التكبير لكرامة مولودٍ وُلد لمحمّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله في دار الدنيا و أوحى الله عز و جل إلى جبرئيلعليه‌السلام أنْ اهبط إلى نبيي محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله في ألف قَبيل من الملائكة أنْ يهنِّئوا محمداًصلى‌الله‌عليه‌وآله بمولوده. و أخبره إنّي قد سمّيته الحسين فهنِّئْه و عَزِّه و قل له: يا محمد يقتله شرّا أمّتك فويلٌ للقاتل و ويل للسائق و ويل للقائد.

قاتل الحسين أنا منه بري ء و هو منّي بري ء لأنه لا يأتي يوم القيامة أحدٌ من المجرمين إلّا و قاتل الحسين أعظم جرماً منه، قاتل الحسين يدخل النار يوم القيامة مع الذين يزعمون أنّ مع الله إلهاً آخر، و النار أشوق إلى قاتل الحسين من الجنّة إلىْ مَنْ أطاع الله.

فهبطَ جبرئيل على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فهنّأه كما أمره الله عز و جل و عزّاه، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : أتَقْتُلُه أمّتي؟ قال: نعم فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما هؤلاء بأمّتي، أنا بري ء منهم، و اللهُ بري ء منهم، قال جبرئيل: و أنا بري ء منهم.

فدخل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله على فاطمةعليه‌السلام فهنّأها و عزّاها، فبكت فاطمةعليه‌السلام ثمّ قالت: يا ليتني لم أَلِدْهُ. قاتل الحسين في النار. فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله :

١١٦٣

و أنا أشهد بذلك يا فاطمة، و لكنّه لا يُقتَل حتى يكون إماماً، يكون منه الأئمة الهادية هم: الهادي عليٌ - والمهتدي الحسن - والعَدْل الحسين والناصر عليُ بن الحسين - والسّفّاح(١) محمد بن علي، والنفّاع جعفر بن محمد - والأمين موسى بن جعفر - والمؤتمن عليّ بن موسى - والإمام محمد بن علي - والفعّال علي بن محمد - والعلّام الحسن بن علي - و مَن يصلّي خلفه عيسى بن مريم« المهديعليه‌السلام » فسكنَتْ فاطمة من البكاء ثمّ أخْبَر جبرئيل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بقصّة الملك [ دردائيل ] و ما أُصيب به.

قال ابن عباس: فأخذ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله الحسين فأشار به إلى السماء، ثم قال: اللهمّ بحق هذا المولود عليك لا بل بحقك عليه فارضَ عن دردائيل و رُدَّ عليه أجنحته و مقامه فردَّ الله تعالى أجنحته ومقامه « الحديث ».

فيا إخواني، أيها الحاضرون، فكّروا وأنصفوا هل بعد هذا الخبر وأمثاله وبعد هذه المناقشات والمحاورات التي دارت بيننا في هذه الليالي العشرة، يبقى شك ويوجد ريب عندكم، بأنّ أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام هو الخليفة والإمام على أمة الإسلام بعد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومِن بعده الأئمة الكرام من أبنائه الهادين المهديين بأمر الله الخالق العلّام؟

ثم رفعتُ يدّي إلى السماء وقلتُ: اللهم اشهد أنّي كَشَفْتُ لهم الحقائق وأَوْضَحْتُ لهم طريق الحقّ من بين الطرائق بالدليل والإحتجاج، فإنْ رفضوه وأصرّوا على باطلهم فقد سلكوا سبيل الغيّ

____________________

١) السّفاح : هنا بمعنى الفصيح، القادر على الكلام، والرجل المعطاء، وليس بمعنى سفك الدّماء. راجع لسان العرب مادة (سفَحَ).

١١٦٤

عن عناد ولجاج.

النوّاب يعلن تشيّعه

النوّاب: أيها السيد الجليل! أنا وجماعة من زملائي حضرنا كل مجالس البحث والحوار بكل ولع ولهفة واستمعنا المناقشات وتتّبعنا الأحاديث والمواضيع المطروحة بالفكر والدقّة شوقاً إلى معرفة الحق وكشف الحقيقة.

وقد ثبتَ عندنا وظهر لنا في كل ذلك بأنّ الحقّ معكم وفيكم. وكنّا نظنّ من قبل، عكس ذلك بل كنّا على يقين بأننا على حق وأنتم على باطل.

ولكن بعد المحاورات والمناظرات الكثيرة التي دارت بينكم وبين جمع من علمائنا في هذا المجلس العام وتناقلتها الصحف والمجلّات، ظهر الحق وزهق الباطل، وأنا على يقين بأنّ كثيراً من الحاضرين ومن البعيدين اللذين قرأوا الصحف وتتّبعوا المناقشات أيضاً سوف يعلنون ما نعلنه الآن أنا وزملائي وهم من الأعيان والشخصيّات المعروفة في هذه البلاد، أمّا أنا فإسمي نوّاب عبد القيّوم، وزملائي هم: السيد أحمد عليّ شاه، وغلام إمامين، وغلام حيدر خان، وعبد الأحد خان، وعبد الصمد خان نُعلن أننا منذ الآن على مذهب الشيعة الإمامية، فإنّنا اعتنقنا مذهب أهل البيت، ونعلن في هذا المجلس بأنّ الإمام عليّ مع الحق والحق مع عليّعليه‌السلام كما أعلن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ونعتقد بأنّه الخليفة الأوّل لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأنّ الذين تقدّموا عليه، إنما غصبوا حقّه وظلموه، ونعتقد بأنّ الأئمة بعده هم أبناؤه: الإمام الحسن سبط رسول

١١٦٥

اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وبعده الحسين شهيد كربلاء، وبعده التسعة المعصومون من أبناء الحسين. ونحن إنما تركنا مذهب آبائنا وطريقة أسلافنا عن علمٍ ويقين وإيمانٍ بما صِرنْا إليه واعتنقناه.

قلت: أحمد الله وأشكره إذ هداكم إلى الحق، الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كُنّا لنهتدي لولا أنْ هدانا الله.

وأحمد الله وأشكره على ما وفّقني من بيان الحقّ وتوضيح الحقائق، وانا فَرِحٌ ومسرورٌ جدّاً بتشيّعكم واعتناقكم مذهب أهل البيتعليهم‌السلام وأسأل الله تعالى أنْ يوفِّق الأخوة الآخرين أيضاً بالتفكّر والتحقيق وترك التّعصّب والعناد، فإنّ الحقّ واضحٌ لمن أراده.

ثم قمت من مجلسي وقام الجمع وأقْبَلَ نحوي النوّاب عبد القيّوم مع زملائه المتشيّعين المهتدين فاحتضنتُهم وعانقتهم وهم قَبِّلوا جبهتي وقبّلتهم.

فقال الحافظ مودِّعاً: إنّا فتنّا بحسن بيانكم وقوّة احتجاجكم وطيب أخلاقكم، وإنّ فراقكم يعزُّ علينا، ولو كانت مجالستكم تطول شهوراً ما مللناها وكنّا نلتزم بالحضور.

قلت: أشكر ألطافكم وحضوركم، وإنّ الأيّام بيننا كثيرة، وأنا أفارقكم وأسافر، على أمل الرجوع إليكم واللقاء معكم إن شاء الله تعالى.

ثم تقدَّم إليَّ سائر العلماء، وبعدهم الشخصيّات والأعيان الذين كانوا في المجلس، وكلٌّ أبدى أسفه من اختتام مجالسنا وكانوا يُبدون شوقهم ورغبتهم في استمرار المناقشات، وكنت أقول لهم: أسأل الله تعالى أنْ يوفّقني للسفر إليكم مرة أخرى وأنْ نجلس معكم ونحادثكم

١١٦٦

أكثر مما جالسناكم وحادثناكم.

وهكذا انتهت الليالي العشرة والمحاورات، وكلٌّ من الطرفين كان متلهّفاً ومتعطّشاً لاستمرارها.

أسأل الله تعالى أنْ يوفِّق جميع المسلمين لقبول الحق وأنْ يفتحوا بينهم باب التفاهم والحوار السليم لمعرفة الحق والصراط المستقيم، والسلام علينا وعلى عباد الله الصالحين.

١١٦٧

نموذج من الصحف الهندية التي كانت تنشر هذه المحاورات والمناقشات آنذاك ‎ ‎

١١٦٨

نموذج من الصحف الهندية التي كانت تنشر هذه المحاورات والمناقشات آنذاك ‎ ، وتظهر فيها صورة المؤلف ‎ ‎

١١٦٩

آية الله العظمى السيّد أبو الحسن الأصفهاني «طاب ثراه» مرجع الشيعة في زمانه في النجف الأشرف ‎ ‎

١١٧٠

أجازة الرواية والنقل من آية الله العظمى السيّد أبو الحسن الأصفهاني « طاب ثراه» منحها للمؤلف « رحمه الله ‎ » ‎

١١٧١

المرحوم آية الله العظمى السيّد شهاب الدين المرعشي « طاب ثراه ‎ » ‎

١١٧٢

أجازة الرواية والنقل من آية الله العظمى السيد شهاب الدين المرعشي ‎ « ‎ طاب ثراه» منحها للمؤلف « رحمه الله تعالى ‎ » ‎

١١٧٣

الزعيم محمد سَرْوَرْ خان قزلباش «طاب ثراه» تتعلق الصورة بصفحة ٩ ‎ ‎

١١٧٤

آية الله السيّد قاسم «بحر العلوم» جدّ المؤلف «طاب ثراه» وهو يتوسط إخوانه وأبنائه (معلوم بعلامة ‎ =)

‎ تتعلق الصورة بصفحة ١٩ ‎ ‎

١١٧٥

آية الله السيد علي أكبر «أشرف الواعظيين» والد المؤلف « رحمة الله عليهما» يتوسط أبنائه، والجالس بجانبه أخوه، ويبدو في الصورة المؤلف «معلوم بعلامة =». تتعلق الصورة بصفحة ١٩ ‎ ‎

١١٧٦

مشهد السيّد الأمير محمد العابد إبن الإمام موسة بن جعفرعليهم‌السلام - الجد الأعلى للمؤلف في شيراز ‎ ‎ تتعلق الصورة بصفحة ٤٨ ‎ ‎

١١٧٧

مشهد السيد الأمير أحمد إبن الإمام موسى بن جعفرعليهم‌السلام في شيراز تتعلق الصورة بصفحة ٥٥ ‎ ‎

١١٧٨

آية الله السيد حسن الواعظ الشيرازي «طاب ثراه» يتوسط أبنائه (معلوم بعلامة ‎ )

وعلى يمينه السيّد قاسم بحر العلوم وهو جدّ المؤلف «رحمه الله». تتعلق الصورة بصفحة ٧٢ ‎ ‎

١١٧٩

صورة من تشييع جثمان جدّ المؤلف طاب ثراهما في مدينة كرمانشاه وهو في طريقه إلى مدينة كربلاء المقدسة ليدفن بها ‎ ‎ تتعلق الصورة بصفحة ٧٤ ‎ ‎

١١٨٠