مناظرات وحوار ليالي بيشاور

مناظرات وحوار ليالي بيشاور0%

مناظرات وحوار ليالي بيشاور مؤلف:
المحقق: السيّد حسين الموسوي
الناشر: ذوي القربى
تصنيف: مناظرات وردود
الصفحات: 1199

مناظرات وحوار ليالي بيشاور

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: السيّد محمّد الموسوي الشيرازي
المحقق: السيّد حسين الموسوي
الناشر: ذوي القربى
تصنيف: الصفحات: 1199
المشاهدات: 252570
تحميل: 4050

توضيحات:

مناظرات وحوار ليالي بيشاور
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 1199 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 252570 / تحميل: 4050
الحجم الحجم الحجم
مناظرات وحوار ليالي بيشاور

مناظرات وحوار ليالي بيشاور

مؤلف:
الناشر: ذوي القربى
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

. . . . .

____________________

= آمنَ بي وبما جئت به وهو يبغض علياً فهو كاذب ليس بمؤمن. ورواه ابن كثير الدمشقي في البداية والنهاية: ج ٧ / ٣٥٤، عن طريق آخر عن ابن مسعود، ورواه أيضاً العلّامة الأمرتسري في أرجح المطالب / ٥١٩، ط. لاهور / عن ابن مسعود.

وأخرج ابن كثير أيضاً في البداية والنهاية: ج ٧ / ٣٥٤، ط. مصر / عن جابر أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال لعلي: كذب من زعم أنّه يحبني و يبغضك. وابن المغازلي في المناقب / حديث رقم /٢٣٣ بسنده عن سلمان قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي: يا عليّ محبك محبي ومبغضك مبغضي.

وفي حديث رقم ٣٠٩ روى بسنده عن نافع مولى ابن عمر عنه عن رسولصلى‌الله‌عليه‌وآله قال لعليعليه‌السلام : ....وأنت وارثي ووصيي، تقضي دَيْني وتُنجز عِداتي وتُقْتَل على سُنّتي، كذب من زعم أنّه يُبغضك ويُحبّني، وفي حديث رقم ٢٧٧ روى ابن المغازلي بسنده عن عمار بن ياسر قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أوصي مَن آمن بي و صدّقني بولاية عليّ بن ابي طالب فمن تولّاه فقد تولّاني، و مَن تولّاني فقد تولّى الله، و مَن أحبّه فقد أحبّني و منْ أحبّني فقد أحبّ الله، و من أبغضه فقد أبغضني و من أبغضني فقد أبغض الله عزّ و جلّ.

وأخرجه المتقي حسام الدين في كنز العمال: ج ٦/١٥٤، وقال رواه الطبراني المعجم الكبير، وذكره في منتخبه أيضاً: ج ٥/ ٣٢، وقال رواه وابن عساكر، وأخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد: ج ٩/١٠٨.

وفي فرائد السمطين أخرج الحمويني حديثاً مسنداً إلى ابن عباس وفيه: كذب من زعم أنّه يحبني ويبغضك، والخطاب إلى عليعليه‌السلام من النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله .

وفي أرجح المطالب ٤٤٦ /، ط لاهور، أخرج حديثاً عن طريق الحسن بن بدر، والحاكم، وابن النجّار، والمتقي في كنز العمال، وابن السمّان في الموافقة، والمحب الطبري، عن ابن عباس وفيه: وكذب عَلَيَّ مَنْ زعم أنّه يحبني ويبغضك. =

٨٤١

هذه الأحاديث الشريفة وعشرات بل مئات من مثلها مسجّلة وثابتة في مسانيد علمائكم وأعلام محدثيكم وقد زيّنوا بها تصانيفهم وكتبهم، وحتى المتعصبين منهم لم يروا بُدّاً من ذكرها وإخراجها، أمثال القوشجي وابن حجر المكي وروزبهان وغيرهم.

ورغم المحاولات الشيطانية التي حاولها أعداء الإمام عليعليه‌السلام ، والأساليب العدوانية التي استعملها معاوية وحزبه المنحرفون الظالمون لإخفاء مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام وفضائله، والمنع من نشرها وروايتها. مع كل ذلك.. فقد انتشرت في الأقطار وتناقلتها علماء الأمصار حتى مُلئت منها الكتب والأسفار، ولكي تطّلعوا على بعض تلك الأخبار، فراجعوا الصحاح الستّة، وخصائص مولانا علي بن أبي طالب للنسائي، وينابيع المودّة للقندوزي، ومودّة القربى

____________________

= وفي لسان الميزان: ج ٤/ ٣٩٩، ط. حيدر آباد / أخرج العسقلاني عن الإمام عليعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: مَنْ زعم أنّه يحبّني وأبغَضَ علياً فقد كذب.

وفي أرجح المطالب ٥١٨ / ط. لاهور / عن العباس بن عبد المطلب قال: سمعت عمر بن الخطاب، وقد سمع رجلاً يسبّ علياً، فقال: كُفُّوا عن ذكر عليّ إلّا بخير، فإنّي سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول:في عليّ ثلاث خصال كذب من زعم أنه يحبني وهو يبغضك، يا عليّ! مَن أحبّك فقد أحبّني ومن أحبّني فقد أحبّ الله تعالى ومَن أحبّه الله تعالى أدخله الجنة و من أبغَضك فقد أبغضني، و مَن أبغضني فقد أبغضه الله تعالى، و مَن أبغضه الله تعالى أدخله النار. أخرجه الخوارزمي.

واعلم أيها القارىء الكريم! أنّ الروايات الواردة بهذا المعنى أكثر مما ذكرنا بحيث يحصل منها علم اليقين لمن يطلب الحق ويكون من المنصفين.

«المترجم»

٨٤٢

للهمداني، والمعجم للطبراني، ومطالب السؤول لمحمد بن طلحة القرشي العدوي، ومسند الامام احمد ومناقبه، ومناقب الخطيب الخوارزمي، ومناقب مولانا علي بن أبي طالب للعلّامة صدر الحفاظ الكنجي الشافعي، وفرائد السمطين لشيخ الإسلام الحمويني، والرياض النضرة، وذخائر العقبى لمحب الدين الطبري، والإتحاف بحب الأشراف للشبراوي، والمستدرك للحاكم النيسابوري، وتاريخ بن عساكر / قسم ترجمة الإمام عليعليه‌السلام ، وعشرات الكتب غير ما ذكرنا، وكلها من أعلامكم ومشاهير محدثيكم(١) .

____________________

١) لقد ذكر المؤلف الخبر: أنّ معاوية استعمل أساليب عدوانية للمنع من رواية فضائل الإمام عليعليه‌السلام ونشرها.. وهذا أمرٌ مشتَهر لا يُنكر ولكي يطمئن القارئ النبيل ويتلقى الخبر مع شاهد ودليل، أروي لكم ما نقله ابن ابي الحديد في شرح النهج: ج ١١/٤٤-٤٦، ط دار إحياء التراث العربي / قال: و روى أبو الحسن علي بن محمد بن ابي سيف المدائني في كتاب «الأحداث» قال كتب معاوية نسخةً واحدة إلى عُمّاله بعد عام الجماعة: أَنْ بَرِئَت الذمّةُ ممن روى شيئاً من فضل ابي تراب و أهل بيته فقامت الخطباء في كل كورة و على كلّ منبر يلعنون علياً و يَبْرءون منه و يقعون فيه و في أهل بيته و كان أشدّ الناس بلاءً حينئذٍ أهل الكوفة لكثرة مَنْ بها من شيعة عليعليه‌السلام فاستعمل عليهم زياد ابن سميّة و ضَمَّ إليه البصرة فكان يتتبع الشيعة و هو بهم عارف - لأنّه كان منهم أيام عليّعليه‌السلام - فقتلهم تحت كل حَجَر و مَدَر و أخافهم و قطع الأيدي و الأرجل و سَمَل العيون و صَلَبَهم على جذوع النخل و طرفهم و شرّدهم عن العراق فلم يبق بها معروف منهم و كتب معاوية إلى عمّاله في جميع الآفاق: ألّا يجيزوا لأحدٍ من شيعة عليّ و أهل بيته شهادة و كتب إليهم أنْ انظروا مَن قبلكم مِن شيعة عثمان و محبّيه و أهل ولايته و الذين يروون =

٨٤٣

. . . . .

____________________

= فضائله و مناقبه فادنوا مجالسَهم و قربّوهم و أكرموهم و اكتبوا لي بكلّ ما يروي كلّ رجلٍ منهم و اسمه و اسم أبيه و عشيرته.

ففعلوا ذلك حتى أكثروا في فضائل عثمان و مناقبه لِما كان يبعثه إليهم معاوية من الصِّلات و الكساء و الحِباء و القطائع و يفيضه في العرب منهم و الموالي فكثر ذلك في كل مصر و تنافسوا في المنازل و الدنيا فليس يجي ء أحدٌ مردود من الناس عاملاً من عمال معاوية فيروي في عثمان فضيلة أو منقبة إلّا كتب اسمه و قربّه و شفّعه فلبثوا بذلك حينا.

ثم كتب إلى عماله أنّ الحديث في عثمان قد كَثُرَ و فشا في كل مصر و في كل وجهٍ و ناحية فإذا جاءكم كتابي هذا فادعوا الناس إلى الرواية في فضائل الصحابة و الخلفاء الأوّلين و لا تتركوا خبراً يرويه أحدٌ من المسلمين في أبي تراب إلّا و تأتوني بمناقضٍ له في الصحابة فإنّ هذا أحبّ إلى و أقرُّ لعيني و أدحضُ لحجّة أبي تراب و شيعته و أشد إليهم من مناقب عثمان و فضله!!

فقُرئت كتبه على الناس فُرويت أخبار كثيرة في مناقب الصحابة مفتعلة لا حقيقة لها وجَدَّ الناس في رواية ما يجري هذا المجرى حتى أشادوا بذكر ذلك على المنابر و أُلقي إلى معلّمي الكتاتيب فعلّموا صبيانهم و غلمانهم من ذلك الكثير الواسع حتى رووه و تعلّموه كما يتعلّمون القرآن و حتى علّموه بناتهم و نساءهم و خَدَمهم و حَشَمَهم فلبثوا بذلك ما شاء الله.

ثم كتب إلى عمّاله نسخة واحدة إلى جميع البلدان انظروا مَن قامت عليه البيّنة أنّه يحب علياً و أهل بيته فامحوه من الديوان و أسقطوا عطاءه و رزقه و شفَع ذلك بنسخة اُخرى: مَن اتهمتموه بمولاه هؤلاء القوم فَنَكِّلوا به و اهدموا داره!!

فلم يكن البلاء أشدّ و لا أكثر منه بالعراق و لا سيما بالكوفة حتى إنّ الرجلَ من شيعة عليعليه‌السلام ليأتيه مَن يثق به فيدخل بيته فيلقي إليه سرّه و يخاف من خادمه و مملوكه و لا يحدّثه حتى يأخذ عليه الأيمان الغليظة لَيكتُمَنّ عليه. =

٨٤٤

. . . . .

____________________

= فظهر حديثٌ كثير موضوع و بهتان منتشر و مضى على ذلك الفقهاء و القضاة و الولاة و كان أعظم الناس في ذلك بليّةً القراء المراءون و المستضعَفون الذين يُظهرون الخشوع و النُسُك فيفتعلون الأحاديث ليحظوْا بذلك عند ولاتهم و يقربوا مجالسهم و يصيبوا به الأموال و الضياع والمنازل حتى انتقلت تلك الأخبار و الأحاديث إلى أيدي الديّانين الذين لا يستحلّون الكذب و البهتان فقبلوها و رَوَوْها و هم يظنّون أنّها حقّ و لو عَلِموا أنّها باطلة لما رَوَوْها و لا تديّنوا بها.

قال ابن ابي الحديد: و قد روى ابنُ عَرفة المعروف بنفطويه و هو من أكابر المحدثين و أعلامهم في تاريخه ما يناسب هذا الخبر و قال إنّ أكثر الأحاديث الموضوعة في فضائل الصحابة افتُعلت في أيّام بني أميّة تقرّباً إليهم بما يظنّون أنّهم يُرغِمون به أنوف بني هاشم.

وجاء في الصواعق المحرقة /٧٦، ط الميمنية بمصر / قال: وأخرج ابن عساكر... وقال عبد الله بن عباس بن أبي ربيعة: كان لعليّ ما شئت من ضرسٍ قاطع في العلم و كان له القدم في الإسلام و الصهر برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله و الفقه في السُنّة و النجدة في الحرب و الجود في المال قال ابن حجر: وأخرج الطبراني وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: ما أنزل اللهُ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ) إلّا وعليٌّ أميرها وشريفها، ولقد عاتب الله أصحاب محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله في غير مكان وما ذكر علياً إلّا بخير، قال: وأخرج ابن عساكر عنه - أي عن ابن عباس - قال: ما نزل في أحدٍ من كتاب الله تعالى ما نزل في عليّعليه‌السلام وأخرج عنه أيضاً قال: نزل في عليّ ثلاثمائة آية: قال: واخرج الطبراني عنه - أي عن ابن عباس - قال: كانت لعليّ ثمانية عشر منقبة ما كانت لأحدٍ من هذه الأمة.

قال ابن حجر: ولما دخل [الإمام عليعليه‌السلام ] الكوفة، دخل عليه حكيمٌ من العرب فقال و الله يا أمير المؤمنين لقد زيّنتَ الخلافة و ما زيّنتك و رفعتَها و ما رفعتْكَ و هي =

٨٤٥

عليٌعليه‌السلام خير البرية والبشر

وفي كتاب كفاية الطالب في مناقب أمير المؤمنين علي بن ابي طالبعليه‌السلام الباب الثاني والستون / ١١٨ - ١٩٩ / ط الغري سنة ١٣٥٦ هجرية للعلّامة إمام الحرمين ومفتي العراقيين محدِّث الشام وصدر الحفاظ أبي عبد الله محمد بن يوسف بن محمد القرشي الكنجي الشافعي المتوفى سنة ٦٥٨ هجرية، أخرج بسنده المعنْعَن المتصل بجابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه أنه قال: كنا عند النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأقبل علي بن أبي طالبعليه‌السلام فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : قد أتاكم اخي ثم التفت الى الكعبة فضربها بيده ثم قال والذي نفسي بيده إنّ هذا

____________________

= كانت أحوج إليك منك إليها.

قال: وأخرج السّلفي في الطيوريات عن عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: سألتُ أبي عن عليّ ومعاوية؟ فقال: أعلمْ أنّ علياً كان كثير الأعداء، ففتّش له أعداؤه شيئاً فلم يجدوه. فجاءوا إلى رجل قد حاربه وقاتله - وهو معاوية - فأطروه كيداً منهم له!!

ونِعْمَ ما قال المرحوم العلّامة الكبير والأديب النحرير والشاعر الشهير المرحوم السيد رضا الهندي في القصيدة الكوثرية:

قاسَوْك - أبا حسنٍ - بسواكَ

وهل بالطّود يُقاس الذّر

أنَّى ساوَوْكَ بمن نَآووك

وهل ساَووا نَعْلَيْ قَنْبر!!

نعم والله..

فأين الحصى من نجوم السماء

وأين معاوية من عليّ؟

=

٨٤٦

و شيعتُهُ هم الفائزون يوم القيامة ثم إنّه أولكم إيماناً و أوفاكم بعهد الله و أقومكم بأمر الله و أعدلكم في الرعيّة و أقسمكم بالسويّة و أعظمكم عند الله مزيّة.

قال: ونزلت( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّة ) (١) .

____________________

= أقول: ورأيت في بعض الكتب، أنّه قيل للخليل النحوي: ما رأيك في علي بن ابي طالبعليه‌السلام ؟

فقال: ما أقول في حق رجلٍ أخفى الأحباءُ فضائله من خوف الأعداء، وسعى أعداؤه في إخفائها من الحسد والبغضاء، وظهر من فضائله مع ذلك كله ما ملأ المشرق والمغرب.

وفي أمالي الشيخ الطوسي (قدس سره):

... قال:حدثني يونس بن حبيب النحوي، و كان عثمانيّاً، قال قلتُ للخليل بن أحمد أريدُ أنْ أسألكَ عن مسألة فَتَكْتُمُها عليَّ؟

قال [الخليل]: إنّ قولك يدل على أنّ الجوابَ أغلظ من السؤال، فَتَكتُمه أنت أيضاً؟ قال قلتُ: نعم، أيام حياتِك. قال سَلْ!

قال قلتُ: ما بال أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كأنهم بنو أمّ واحدة و عليُّ بن أبي طالب من بينهم كأنه ابنُ عَلَّة؟[ أي الضرّة].

قال: مِن أين لك هذا السؤال؟

قال: قلت قد وعدتني الجواب.

قال: و قد ضَمِنْتَ الكتمان.

قال: قلتُ أيام حياتك.

فقال [الخليل]: إن علياًعليه‌السلام تَقَدَّمهم إسلاماً، و فاقَهم عِلماً، و بَذَّهم شرفاً، و رجحهم زهداً، و طالهم جهاداً فحسدوهُ، و الناس إلى أشكالهم و أشباههم أمْيَل منهم إلى مَن بانَ منهم، فافهم. - انتهى -

«المترجم»

١) سورة البيّنة، الآية ٧.

٨٤٧

قال: وكان أصحاب محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله إذا أقْبَل عليٌّعليه‌السلام قالوا: قد خير البريّة.

ثم قال العلّامة الكنجي: هكذا رواه محدث الشام في كتابه - تاريخ ابن عساكر - بطرق شتّى، وذكرها محدث العراق ومؤرّخها - وأظنه الخطيب البغدادي صاحب تاريخ بغداد - رواها عن زر عن عبد الله عن عليّ قال: قال: رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : مَن لم يقل عليٌ خير الناس فقد كفر.

وفي رواية له عن حذيفة قال: سمعت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: عليٌ خير البشر، فمن أبى فقد كفر، هكذا رواه الحافظ الدمشقي في كتاب التاريخ عن الخطيب الحافظ، وزاد في رواية له عن جابر قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : عليٌ خير البشر، فمن أبى فقد كفر، وفي رواية لعائشة عن عطا قال: سألتُ عائشة عن عليّ؟ فقالت: ذاك خير البشر لا يشك فيه إلّا كافر.

قال العلامة الكنجي: هكذا ذكره الحافظ ابن عساكر في ترجمة عليّعليه‌السلام في تاريخه في المجلد الخمسين، لأنّ كتابه مائة فذكر منها ثلاث مجلّد في مناقبه(١) عليه‌السلام . «انتهى كلامه ».

____________________

١) لم ينفرد العلّامة الكنجي الشافعي بهذا الإخراج والبيان، وإنما أخرج جَمعٌ كثير من أعيان العلماء وأعلام المحدثين والمفسرين.

أما بالنسبة إلى الآية الكريمة وأنّ المقصود من( أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّة ) البينة: ٧، فقد قالوا: هم عليّ وشيعته ومحبوه، هكذا رواه سبط ابن الجوزي في كتاب تذكرة =

٨٤٨

. . . . .

____________________

= الخواص / ٢٧ ط. مؤسسة أهل البيت بيروت، عن مجاهد. وروى آخرون بطرق شتّى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال: عليٌّ وشيعته خير البرية، أو أنهصلى‌الله‌عليه‌وآله خاطب عليّاً فقال: أنت وشيعتك خير البرية أو بعبارات اُخرى رواها القوم منهم: موفق بن أحمد الخوارزمي في المناقب، والحاكم أبو إسحاق الحسكاني في شواهد التنزيل، والعلّامة الطبري في تفسيره: ج ٣/١٤٦، ط. الميمنية بمصر، وابن الصبّاغ المالكي في الفصول المهمة / ١٥٠، وجلال الدين السيوطي في تفسيره المسمّى بالدر المنثور: ج ٦ / ٣٧٩ ط مصر، والصواعق المحرقة / ٩٦، ط. الميمنية بمصر / الآية الحادية عشر /، والكشفي الترمذي في الماقب المرتضوية / ٤٧ ط. بمبئي، والعلّامة الشوكاني في فتح القدير: ج ٥/ ٤٦٤ ط. مصطفى الحلبي بمصر، والعلّامة الآلوسي في تفسيره روح المعاني: ج ٣٠ / ٢٠٧ / ط. المنيرية بمصر، والعلّامة الشبلنجي في نور الابصار، والقندوزي في ينابيع المودّة / ٣٦١ طبع المكتبة الحيدريّة.

وأمّا الحديث الذي انتشر وصدر عن لسان محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله سيد البشر، واشتهر بين المحدثين واصحاب الرواية والخبر: عليٌ خير البشر، فمن أبى فقد كفر، فقد أخرجه جمعٌ من أعلام أهل السنة وعلماء العامّة منهم: ابن مردويه في كتابه المناقب بسند يرفعه إلى حذيفة بن اليمان قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : عليٌّ خير البشر، فمن أبى فقد كفر، وأخرج الحافظ الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد: ج ٧ / ٤٢١، طبعة السعادة بمصر / بإسناده إلى جابر قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : عليٌّ خير البشر، فمن امترى فقد كفر.وأخرجه أيضاً الحافظ ابن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب: ج ٩ / ٤١٩ ط. حيدر آباد وروى الحمويني في فرائد السمطين باسناده إلى عبد الله بن علي بن ضغيم عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : مَن لم يقل عليٌّ خير البشر فقد كفر.

وأخرج الفخر الرازي في «نهاية العقول في دراية الأصول» عن ابن مسعود عن =

٨٤٩

. . . . .

____________________

= رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : عليٌّ خير البشر، من أبى فقد كفر.

وأخرج المتقي حسام الدين الهندي في كنز العمال: ج ٦ / ١٥٦ ط. حيدر آباد عن ابن عباس عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : علي خير البشر، وفيها أيضاً: عليٌ خير البشر، مَن شكَّ فيه كفر، وفي كنز العمال المطبوع بهامش المسند: ج ٥ / ٣٥ ط. حيدر آباد عليٌ خير البشر، فمن أبى فقد كفر، قال رواه عن جابر، وروى عن الخطيب عن ابن عباس: مَن لم يقل عليٌّ خير الناس فقد كفر.

وفي كنوز الحقائق للمناوي / ٩٨ ط. بولاق بمصر / عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : عليٌّ خير البشر، مَن شك فيه كفر، وفيها: عليٌّ خير البشر، فمن أبى فقد كفر.

والهمداني الشافعي في مودة القربى / المودّة الثالثة: عن جابر عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : عليٌّ خير البشر، مَن شك فيه فقد كفر، وعن حذيفة: عليٌّ خير البشر، ومَن أبى فقد كفر.

واعلم أنّ علياًعليه‌السلام خير البشر بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

فقد رُوي عنهعليه‌السلام : أنا عبدٌ من عبيد محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله .

وقد رُوي عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله معنى علي خير البشر بتعبير آخر:

ففي لسان الميزان: ج ٦ / ٧٨ ط. حيدر آباد / روى العسقلاني عن ابي بكر قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: عليٌّ خير من طلعت عليه الشمس وغربت بعدي. وفي رواية علي خير من يمشي على الأرض بعدي: وفي مناقب الموفق بن أحمد الخوارزمي / ٦٧ ط. تبريز / بإسناده عن سلمان عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : أنّ أخي ووزيري وخير من أخلفه بعدي علي بن ابي طالبعليه‌السلام . وفي نظم درر السمطين للعلامة الزرندي الحنفي / ٩٨ ط. مطبعة القضاء / عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : عليٌّ يقضي دَيْني، وينجز موعدي، وخَير مَن أخلف بعدي من أهلي. وفي كتاب المواقف: ج ٢ / ٦١٥ ط. الآستانة / تأليف القاضي عضد الدين: روى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : أخي ووزيري وخير =

٨٥٠

حبُّ عليّ إيمان وبغضه كفر ونفاق

وذكر ابن الصبّاغ المالكي في كتابه الفصول المهمّة نقلاً عن كتاب «الآل » لابن خالويه عن أبي سعيد الخدري عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال لعليّ: حبّك إيمان و بغضك نفاق و أول مَن يدخل الجنة محبُّك و أول مَنْ يدخل النار مبغضك.

وروى العلّامة الهمداني في كتابه مودّة القربى / المودّة الثالثة، وشيخ الإسلام الحمويني في فرائد السمطين، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: لا يحب علياً إلّا مؤمن ولا يبغضه إلّا كافر. وفي رواية أخرى

____________________

= مَن أتركه بعدي علي بن ابي طالب. وفي المناقب المرتضوية / ١١٧، ط. بمبئي للكشفي الترمذي / روى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : أنّ أخي ووزيري وخليفتي في أهلي وخير من أترك بعدي علي بن ابي طالب، رواه عن أنس بن مالك، وروى في صفحة ٩٦ رواية بالمعنى آخرها: وخير مَن أخلفتُ بعدي علي بن ابي طالب، وقال: إنه رُوي عن سلمان وأنس في كتاب هداية السعداء وقال: ورواه أبو بكر بن مرودويه في المناقب.

وفي مناقب الخوارزمي / ٦٦، ط. تبريز، وفي لسان الميزان: ج ١ / ١٧٥، ط. حيدر آباد، وفي فتح البيان للعلّامة حسن خان الحنفي: ج ١٠ / ٣٢٣، ط.مصر، بإسنادهم إلى ابي سعيد الخدري عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : عليٌّ خير البرية، وبحكم الله وحكم العقل: خير البريّة لا يُوَلَّى أحدٌ عليه، وخير البشر هو وليّ البشر وإمامهم ما دام حيّاً.

«المترجم»

٨٥١

خاطب عليّاًعليه‌السلام فقال: لا يحبك إلّا مؤمن ولا يبغضك إلّا منافق(١) .

____________________

١) ورد هذا المعنى: حبّ عليّ إيمان وبغضه نفاق، بعبارات شتّى وعن طرق كثيرة أخرجها المحدثون الكرام والعلماء الأعلام من أهل السنّة في مسانيدهم وكتبهم منهم: الإمام أحمد بن حنبل في المسند: ج ٦ / ١٩٢ ط. الميمنية بمصر، عن أم سلمة سلام الله عليها، والعلّامة البيهقي في كتاب المحاسن والمساي / ٤١، ط بيروت / عن أم سلمة أيضاً، وسبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص / ٣٥، ط. مؤسسة أهل البيت بيروت / قال: وأخرج الترمذي عن أم سلمة عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: لا يحبّ عليّاً إلّا مؤمن ولا يبغضه إلّا منافق. حديث حسن صحيح.

والمحب الطبري في الرياض النضرة: ج ٢ / ٢١٤، ط. مكتبة الخانجي بمصر وفي ذخائر العقبي / ٩١، ط. مكتبة القدسي بمصر / رواه عن أم سلمة، والحافظ الذهبي في ميزان الاعتدال: ج ٢ / ٥٣، ط. القاهرة / عن أم سلمة والخطيب التبريزي في مشكاة المصابيح / ٥٦٤، ط. دهلي / عن أم سلمة والحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري: ج ٧ / ٥٧، ط. البهية بمصر / وفي تهذيب التهذيب: ج ٨ / ٤٥٦، ط. حيدر آباد / رواه عن أم سلمة، وروى عنها أيضاً، الشيخ عبد القادر الخيراني في سعد الشموس والأقمار / ٢١٠، ط. التقدم بالقاهرة، والعلّامة النبهاني في الفتح الكبير: ج ٣ / ٣٥٥، والعلوي الحضرمي في القول الفصل: ج ١ / ٦٣، ط. جاوة، والعلّامة الأمرتسري في أرجح المطالب / ٥١٢ و ٥٢٣، ط. لاهور وروى ابن أبي الحديد في شرح النهج: ج ٩ / ١٧٢، ط. دار إحياء التراث العربي قال: خطب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يوم الجمعة فقال: أيها الناس! أوصيكم بحب ذي قرباها، أخي و ابن عمي عليّ بن أبي طالب، لا يحبه إلّا مؤمن و لا يبغضه إلّا منافق، مَنْ أحبّه فقد أحبّني و مَن أبغضه فقد أبغضني، و مَن أبغضني عَذّبَهُ الله بالنار.

قال رواه أحمد (رضي الله عنه) في كتاب فضائل عليعليه‌السلام ، وهو أخرجه باسناده عن عبدالله بن حنطب عن ابيه ورواه العلّامة سبط ابن الجوزي في التذكرة / ٣٥، ط.مؤسسة أهل =

٨٥٢

. . . . .

____________________

= البيت / بيروت، والعلّامة محب الدين الطبري في ذخائر العقبي ٩١ /، ط. مكتبة القدسي، وفي الرياض النضرة: ج ٢ / ٢١٤ ط. مصر، والحافظ الشيخ سليمان القندوزي الحنفي في ينابيع المودّة / ٢٥٢، ط المطبعة الحيدرية، والعلامة الأمرتسري في أرجح المطالب / ٤١ و ٥١٣ ٤٢٨ ط. لاهور.

وفي رواية عن الإمام عليعليه‌السلام قال: عهد إلىَّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلّا منافق، رواه أحمد بن حنبل في المسند: ١/٨٤، ط. مصر، وفي صحيح مسلم: ج ١ / ٦٠، ط محمد علي صبيح بمصر / بإسناده إلى الإمام عليّعليه‌السلام قال: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنّه لعهد النبي الأميّصلى‌الله‌عليه‌وآله إليَّ أنْ لا يُحبَّني إلّا مؤمن ولا يبغضني إلّا منافق، ورواه الحافظ ابن ماجه في سنن المصطفى: ج ١ / ٥٥، ط. المطبعة التازيه بمصر، والحافظ الترمذي في صحيحه: ج ١٣ / ١٧٧، ط. الصاوي بمصر، والنسائي في الخصائص ٢٧ / ط التقدّم بمصر، والحافظ عبد الرحمن ابي حاتم في علل الحديث: ج ٢ / ٤٠٠ ط. السلفية بمصر، والحاكم في معرفة الحديث / ١٨٠ ط. القاهرة والحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء: ج ٤ / ١٨٥، ط. السعادة بمصر، رواه باسناده عن الإمام عليّعليه‌السلام وقال: هذا حديث صحيح متفق عليه، وروى عنهعليه‌السلام ، الحافظ البيهقي في السنن: ج ٢ / ٢٧١ ط. الميمنية بمصر والخطيب البغدادي في تاريخه: ج ٢ / ٢٥٥، ط. السعادة بمصر، ورواه عن طريق آخر أيضاً عنهعليه‌السلام في ج ٨ / ٤١٨، وعن طريق ثالث في ج ١٤ / ٤٢٦ ورواه عن طريق رابع عنهعليه‌السلام في كتابه موضح الجمع والتفريق / ٤٦٨ ط. حيدر آباد، ورواه ابن عبد البر في الاستيعاب: ج ٢ / ٤٦١ ط. حيدر آباد، والقاضي محمد بن ابي يعلى في طبقات الحنابلة: ج ١ / ٣٢٠ ط.القاهرة، والعلامة البغوي في مصابيح السنّة: ج ١ / ٢٠١ ط. الخيريّة بمصر، والخطيب الموفق بن أحمد الخوارزمي في المناقب: ج ٢٢٨، ط. تبريز / روى بإسناده =

٨٥٣

. . . . .

____________________

= إلى الإمام عليعليه‌السلام قال: قال لي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا يحبك إلّا مؤمن تقيّ ولا يبغضك إلّا فاجر رديّ، والحافظ ابن الجوزي في صفة الصفوة: ج ١ / ١٢١ ط. حيدر آباد، وابن الأثير الجزري في جامع الأصول ج ٩ / ٤٧٣ ط. السُنّة المحمدية بمصر، وفي أُسد الغابة: ج ٤ / ٢٦ ط. مصر، والعلّامة سبط ابن الجوزي في التذكرة / ٣٥، ط. مؤسسة أهل البيت بيروت، والشيخ محي الدين الدمشقي في الأذكار / ٣٥٥ ط. القاهرة، ومحب الدين الطبري في ذخائر العقبي / ٩١، ط. القدسي بمصر، وفي الرياض النضرة: ج ٢ / ٢١٤، ط. مصر، والعلّامة محمد بن مكرم الافريقي في لسان العرب: ج ٣ / مادّة عهد / وشيخ الإسلام الحمويني في فرائد السمطين، وابن تيمية الحرّاني في منهاج السنّة: ج ٣ / ١٧، ط. القاهرة، وعلاء الدين الخازن في تفسيره: ج ٢ / ١٨٠، ط. مصر، والعلّامة الذهبي في دول الإسلام: ج ٢ / ٢٠، ط. حيدر آباد، وفي ميزان الاعتدال: ج ١ / ٣٣٤، ط. القاهرة وهو أيضاً في تاريخ الإسلام: ج ٢ / ١٨٩ ط. مصر، والعلّامة الزرندي في نظم الدرر ط. مصر، والحافظ أبو زرعة في طرح التثريب في شرح التقريب: ج ١ / ٨٦، ط. جمعية النشر بمصر، والعلّامة الشيخ تقي الحلبي في نزهة الناظرين / ٣٩ ط. الميمنيّة بمصر، وابن حجر العسقلاني في فتح الباري: ج ٧ / ٥٧، وفي لسان الميزان: ج ٢ / ٤٤٦، ط. حيدر آباد، وفي الدرر الكامنة ج ٤ ص ٣٠٨، ط. حيدر آباد، رواه بطرق شتى عن الإمام عليّعليه‌السلام . وجلال الدين السيوطي في تاريخ الخلفاء / ٦٦، ط. الميمنية بمصر، والمتقي الهندي في كنز العمل المطبوع بهامش المسند: ج ٥ / ٣ وابن حجر المكي في الصواعق / ٧٣ / ط. الميمنيّة بمصر، والشيخ أحمد بن يوسف الدمشقي في أخبار الدول وآثار الأول / ١٠٢ ط. بغداد والعلّامة المناوي في كنوز الحقائق / ٤٦، ط. بولاق بمصر، وفي صفحة ١٩٢ و ٢٠٣ من نفس الطبعة، =

٨٥٤

. . . . .

____________________

= والعلّامة عبد الغني النابلسي في ذخائر المواريث: ج ٣ / ١٥، والشيخ محمد الصبّان في إسعاف الراغبين المطبوع بهامش نور الأبصار / ١٧٣، ورواه آخرون مثل النبهاني في الشرف الموبَّد لآل محمد، والشيخ أحمد البناء في بدايع المنن، والشيخ محمد العربي في إتحاف ذوي النجابة، ورواه كثير مَن ذكرنا، وروى العلّامة العدوى الحمزاوي في مشارق الأنوار / ١٢٢، طبع مصر عن عبد الله بن عباس عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : حبُ عليّ إيمان وبغضه كفر.

وروى الطحاوي في مشكل الآثار: ج ١ / ٤٨، ط. حيدر آباد، حديثاً مسنداً إلى عمران بن حصين عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال في عليّ: لا يبغضه إلّا منافق.

وروى الحافظ الهيثمي في مجمع الزائد: ج ٩ / ١٣٣ ط. مكتبة القدسي بالقاهرة: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي: لا يحبك إلّا مؤمن ولا يبغضك إلّا منافق، وقال رواه الطبراني في الأوسط، والقاضي ابن عياض رواه أيضاً في كتابه الشفاء بتعريف حقوق المصطفى: ج ٢ / ٤١ ومثله في تذكرة الحفاظ: ج ١ / ١٠، ط. حيدر آباد، ومثله في «نقد عين الميزان» للعلّامة بهجت الدمشقي / ١٤، ط. مطبعة القيمرية، والعلّامة التونسي الكافي في السيف اليماني المسلول / ٤٩.

وروى جماعة بإسنادهم عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله مَن مات وفي قلبه بغض لعليّ (رضي الله عنه)، فليمت يهوديّاً أو نصرانياً، رواه الحافظ الذهبي في ميزان الاعتدال:ج ٣ / ٢٦٣، ط. حيدر آباد، وابن حجر العسقلاني في لسان الميزان: ج ٤ / ٢٥١ و ج ٣ / ٩٠ ط. حيدر آباد والعلّامة الامر تسري في أرجح المطالب / ١١٩، ط. لاهور أو رووا بمعناه. وأخرج القندوزي في ينابيع المودّة / ٢٥٢ ط. المطبعة الحيدرية: عن جابر قال: ما كنا نعرف المنافقين إلّا ببغضهم علياً، قال: أخرجه أحمد وأخرج الترمذي عن ابي سعيد الخدري ما هو معناه أيضاً.

وفي صحيح الترمذي: ج ١٣ / ١٦٨ ط. الصاوي بمصر، عن ابي سعيد الخدري قال: إنّا كنا لنعرف المنافقين ببغضهم عليّ بن ابي طالب، ورواه عن ابي سعيد =

٨٥٥

. . . . .

____________________

= جماعة منهم: أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء: ج ٦ / ٢٩٤ طبع مصر، والخطيب البغدادي في تاريخه: ج ١٣ / ١٥٣ ط. السعادة بمصر، والحافظ رزين بن معاوية العبدري في الجمع بين الصحاح نقلاً من سنن أبي داود بإسناده إلى ابي سعيد الخدري. والعلّامة ابن الأثير الجزري في جامع الأصول: ج ٩ / ٤٧٣ ط. المحمدية بمصر، وفي أُسد الغابة: ج ٤ / ٢٩ طبع مصر، والعلّامة النووي في تهذيب الأسماء واللغات / ٢٤٨، ط. الميمنية بمصر، والعلّامة الزرندي في نظم درر السمطين / ١٠٢، ط. مطبعة القضاء، والعلّامة الذهبي في تاريخ الإسلام: ج ٢ / ١٩٨ طبع مصر، والعلّامة السيوطي في تاريخ الخلفاء، / ١٧٠ ط. السعادة بمصر، وابن حجر المكي في الصواعق / ٧٣، ط. الميمنية بمصر، والمتقي الهندي في كنز العمال: ج ٦ / ١٥٢، والشيخ محمد الصبّان في إسعاف الراغبين المطبوع بهامش نور الأبصار / ١٧٤، ط. مصر، والشيخ عبد القادر الخيراني في سعد الشموس والأقمار / ٢١٠ ط. التقدم بالقاهرة، والعلوي الحضرمي في القول الفصل / ٤٤٨ ط. جاوا، والأمرتسري في أرجح المطالب / ٥١٣ طبع لاهور، والشيخ محمد العربي في إتحاف ذوي النجابة / ١٥٤، طبع مصطفى الحلبي بمصر، كلهم أخرجوا رواية ابي سعيد الخدري، وروى جمع من أعلام المحدثين باسنادهم عن جابر بن عبد الله الأنصاري أنه قال أيضاً مثل قول ابي سعيد وهذا نصّه:

ما كنا نعرف منافقينا - معشر الأنصار - إلّا ببغضهم عليّاً.

رواه الإمام احمد في المناقب /١٧١، والخطيب البغدادي في كتابه موضح أوهام الجمع والتفريق: ج ١ / ٤١، ط حيدر آباد والحافظ ابن عبد البر في الاستيعاب: الجمع والتفريق: ج ١ /٤١، ط حيدر آباد، والخطيب موفق بن أحمد الخوارزمي في المناقب / ٢٣١، طبع تبريز، والمحب الطبري في ذخائر العقبى / ٩١، ط القدسي بمصر، والحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد: ج ٩ / ١٣٢ ط القدسي بمصر، وقال: رواه الطبراني في الأوسط والبزّار مع تغيير في العبارة ورواه العلامة السيوطي في تاريخ الخلفاء =

٨٥٦

وروى محمد بن طلحة في مطالب السؤل، وابن الصباغ المالكي في الفصول عن الترمذي والنسائي عن أبي سعيد الخدري انه قال: ما كنّا نعرف المنافقين على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلّا ببغضهم علياً.

الشيخ عبد السلام: هكذا أحاديث نبويّة صدرت أيضاً في حقّ الشيخين أبي بكر وعمر، وما كانت خاصّة بسيدنا عليّ كرّم الله وجهه!!

قلت: لو كان يحضر في بالك شيءٌ من تلك الأحاديث، فبيِّنْها حتى ينكشف واقع الأمر للحاضرين.

الشيخ عبد السلام: روى عبد الرحمن بن مالك بسنده عن جابر عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: لا يبغض أبا بكر وعمر مؤمن ولا يحبهما منافق!!

____________________

= /٦٦، ط الميمنية بمصر، والعلوي الحضرمي في القول الفصل: ج ١/٤٤٨، ط جاوة، وفي أرجح المطالب / ٥١٣، طبع لاهور، والعلّامة الآلوسي في تفسير روح المعاني: ج ٢/١٧، ط المنيرية بمصر، جاء فيه: ذكروا من علامات النفاق بغض علي كرم الله وجهه فقد أخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال: ما كنا نعرف المنافقين على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلّا يبغضهم علي بن ابي طالب.

أقول: كل ذي إيمان وذي وجدان وإنصاف إذا نظر إلى هذه الروايات والعبارات وكثرتها في كتب أهل العلم والحديث من أهل السنّة وممن لا يُشك في عدم إنحيازهم إلى علي بن ابي طالب بل يميلون إلى الجهة الأخرى، يتيقّن بصدور هذا المعنى كراراً من فم النبي المصطفىصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفيما نقلنا في الباب تمام الحجة وفصل الخطاب لمن أراد الحق والصّواب، والسلام على من اتبع الهدى وسلك سبيل الواحد الوهّاب.

«المترجم»

٨٥٧

قلت: لقد أثار بيانُك تعجبي! وكأنّك نسيت قرارنا في المجلس الأول على أنْ لا نستدل في احتجاجنا بالأحاديث غير المعتبرة لدى الخصم، بل يجب أن تأتي بالشاهد وتستدل عليَّ بالأحاديث المقبولة عندنا، وهذا الحديث مردودٌ وغير معتبر عندنا.

الشيخ عبد السلام: أظن بأنكم عزمتم أنْ لا تقبلوا مِنّا حتى رواية واحدة في فصل الشيخين!

قلت: لقد بيّنتُ قبل هذا: أننا أبناءُ الدليل حيثما مال نميل، وأمّا ظنّك فباطل ولا يغني من الحق شيئاً، لأنّي ما قبلت روايتك لا لكونها في فضل الشيخين، بل لأنّ الراوي متهم بالجعل والكذب حتى عند علمائكم كالخطيب البغدادي صاحب تاريخ بغداد وغيره من الأعلام المشتهرين في علم الرواية والدراية قالوا فيه ذلك عند ترجمته، وهذا العلّامة الذهبي المعتمد عليه في هذا الفن، فقد قال في ترجمة عبد الرحمن بن مالك في ميزان الاعتدال ج ١٠/٢٣٦ / قال: هو كذّاب أفّاك وضَّاع لا يشك فيه أحد.

فأنصفوا.. بعد ما سمعتم هذا التصريح في رواية الحديث، هل يطمئن قلبكم وتسمح نفسكم أنْ تقبلوا رواياته؟!

ثم فكّروا.. أين حديث هذا الكذّاب الأفّاك الوضّاع.. من حديث جابر وسلمان وأبي سعيد وابن عباس، وأبي ذر الصادق المصدَّق، فقد روى جماعة من الأعلام منهم: العلّامة السيوطي في الجامع الكبير: ج ٦/٣٩٠، والمحب الطبري في الرياض النضرة ج ٢/٢١٥، وفي جامع الترمذي ج ٢/٢٩٩، وابن عبد البر في الاستيعاب ج ٣/٤٦، وأبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء ج ٦/٢٩٥،

٨٥٨

والعلّامة محمد بن طلحة في مطالب السؤول /١٧، وابن الصبّاغ المالكي في الفصول المهمة صفحة ١٢٦، كلهم رووا عن أبي ذر الغفاري رحمه الله تعالى بعبارات مختلفة والمعنى واحد قال: ما كنا نعرف المنافقين على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلّا بثلاث: بتكذيبهم الله ورسوله، والتخلف عن الصلاة، وبغضهم علي بن أبي طالبعليه‌السلام .

ونقل ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ج ٤/٨٣ / ط دار إحياء التراث العربي / نقل عن الشيخ أبي القاسم البلخي أنه قال: وقد اتفقت الأخبار الصحيحة التي لا ريب فيها عند المحدثين، على أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: لا يبغضك إلّا منافق و لا يحبّك إلّا مؤمن، و روى حبَّة العرنيّ عن عليّعليه‌السلام أنّه قال: إنّ الله عزّ و جلّ أخذ ميثاق كلّ مؤمن على حُبّي و ميثاق كل منافق على بغضي فلو ضربتُ وجه المؤمن بالسيف ما أبغضني و لو صَبَبْتُ الدنيا على المنافق ما أحبّني.

و روى عبد الكريم بن هلال عن أسلم المكيّ عن أبي الطفيل قال: سمعتُ علياًعليه‌السلام و هو يقول: لو ضربتُ خياشيم المؤمن بالسيف ما أبغضني و لو نثرت على المنافق ذهباً و فضّة ما أحبني إنّ الله أخذ ميثاق المؤمنين بحبّي و ميثاق المنافقين ببغضي فلا يُبغضني مؤمن و لا يحبّني منافق أبداً.

قال الشيخ أبو القاسم البلخي: و قد روى كثير من أرباب الحديث عن جماعة من الصحابة قالوا: ما كنّا نعرف المنافقين على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلّا ببغض عليّ بن أبي طالب والأخبار من هذا القبيل كثيرة جداً في كتبكم واكتفينا بما نقلناه رعاية للاختصار.

والآن بعد استماعكم لهذه الروايات، فكّروا.. وأنصفوا..! أما

٨٥٩

كان خروج عائشة على أمير المؤمنين وقتالها لهعليه‌السلام قتالاً لرسول الله وخروجاً عليهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ أَما كان حرب عائشة مع الإمام عليّعليه‌السلام ناشئاً عن بغضها له ويُنبيء عن عدائها لهعليه‌السلام ؟ وقد بيّن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كما ذكرنا أن بغض عليّ بن أبي طالب وعداؤه كفرٌ ونفاق.

فلا أدري بماذا وكيف توجّهون خروج عائشة على الإمام عليّعليه‌السلام ؟! وبماذا تُعذّرِونها في القتال والحرب. مع وجود هذه الأخبار المعتبرة؟!

فكّروا في هذا الأمر وانظروا بغضّ النظر عن الحب والبغض والرضا والسخط، بل انظروا نظر تحقيق وانصاف! وأظهروا رأيكم بعيدين عن التعصب والاختلاف. وقبل أنْ تبدوا رأيكم اسمحوا لي أنْ أنقلَ لكم حديثاً رَوتهُ أم المؤمنين عائشة عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وتذكّرته الآن، وهم كما في كتاب مودّة القربى للعلّامة الهمداني الشافعي / المودة الثالثة / قالت: قال: رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إنّ الله عهد إليَّ مَنْ خرج على عليّ فهو كافر في النار، قيل: لمَ خَرجْتِ عليه؟!

قالت: قد نسيتُ هذا الحديث يوم الجمل حتّى ذكرته بالبصرة، وأنا أستغفر الله!!

الشيخ عبد السلام: إنّني أتعجّب من اعتراضك على أم المؤمنين عائشة بعدما علمت أنّها كانت ناسية لكلام النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وحديثه، ولمـّا تَذَكَّرت استغفرت ربّها، والله خير الغافرين.

قلت: يمكن أن نقول بأنّها يوم الجمل نسيت هذا الحديث، ولكنكم تعلمون أنّها من حين تحركها من مكة وخروجها على أمير المؤمنين نصحتها سائر زوجات رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ومنعنها من الخروج، وذكّرنها بفضائل الإمام عليعليه‌السلام ، وما قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في حقه بأنّ

٨٦٠