آلاء الرحمن في تفسير القرآن الجزء ١

آلاء الرحمن في تفسير القرآن15%

آلاء الرحمن في تفسير القرآن مؤلف:
الناشر: مكتبة الوجداني - قم
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 394

الجزء ١ الجزء ٢
  • البداية
  • السابق
  • 394 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 54012 / تحميل: 5638
الحجم الحجم الحجم
آلاء الرحمن في تفسير القرآن

آلاء الرحمن في تفسير القرآن الجزء ١

مؤلف:
الناشر: مكتبة الوجداني - قم
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

الوجود ليس علّة تامّة في الرؤية

قال المصنّف ـ عطّر الله ضريحه ـ(١) :

المبحث الخامس

في أنّ الوجود ليس علّة تامّة في الرؤية

خالفت الأشاعرة كافّة العقلاء ها هنا ، وحكموا بنقيض المعلوم بالضرورة ، فقالوا : إنّ الوجود علّة [ في ] كون الشيء مرئيا ، فجوّزوا رؤية كلّ شيء موجود ، سواء كان في حيّز أم لا ، وسواء كان مقابلا أم لا!

فجوّزوا إدراك الكيفيات النفسانية ـ كالعلم ، [ وإلإرادة ، ] والقدرة ، والشهوة ، واللذّة ـ ، وغير النفسانية ممّا لا يناله البصر ـ كالروائح ، والطعوم ، والأصوات ، والحرارة ، والبرودة ، وغيرها من الكيفيات الملموسة ـ(٢) .

ولا شكّ أنّ هذا مكابرة للضروريّات ، فإنّ كلّ عاقل يحكم بأنّ الطعم إنّما يدرك بالذوق لا بالبصر ، والروائح إنّما تدرك بالشمّ لا بالبصر(٣) ، والحرارة ـ وغيرها من الكيفيات الملموسة ـ إنّما تدرك باللمس لا بالبصر ،

__________________

(١) نهج الحقّ : ٤٤ ـ ٤٥.

(٢) انظر : اللمع في الردّ على أهل الزيغ والبدع : ٦١ ـ ٦٣ ، تمهيد الأوائل : ٣٠٢ ، شرح المقاصد ٤ / ١٨٨ ـ ١٨٩ ، شرح العقائد النسفية : ١٢٦ ، شرح المواقف ٨ / ١٢٣.

(٣) كان في الأصل : « بالإبصار » ، وما أثبتناه من المصدر ليناسب وحدة السياق.

٨١

والصوت إنّما يدرك بالسمع لا بالبصر

[ ولهذا فإنّ فاقد البصر يدرك هذه الأعراض ؛ ولو كانت مدركة بالبصر لاختلّ الإدراك باختلاله ].

وبالجملة : فالعلم بهذا الحكم لا يقبل التشكيك ، وإنّ من شكّ فيه فهو سوفسطائي.

ومن أعجب الأشياء : تجويزهم عدم رؤية الجبل الشاهق في الهواء ، مع عدم الساتر! وثبوت رؤية هذه الأعراض التي لا تشاهد ولا تدرك بالبصر!

وهل هذا إلّا عدم تعقّل من قائله؟!(١) .

__________________

(١) اختلفت النسخ في إيراد هذه الجملة ؛ ففي المخطوط وطبعة طهران : « وهل هذا الأمر يغفل قائله؟! » وفي طبعة القاهرة وإحقاق الحقّ : « وهل هذا إلّا من تغفّل قائله؟! » ؛ ولا شكّ أنّ التصحيف قد طرأ عليها على أثر سقوط كلمة « عدم » ؛ وما أثبتناه من المصدر هو المناسب للسياق.

٨٢

وقال الفضل(١) :

إعلم أنّ الشيخ أبا الحسن الأشعري استدلّ بالوجود على إثبات جواز رؤية الله تعالى(٢) .

وتقرير الدليل ـ كما ذكر في « المواقف » وشرحه ـ : أنّا نرى الأعراض كالألوان والأضواء وغيرها ، من الحركة والسكون ، والاجتماع والافتراق ؛ وهذا ظاهر.

ونرى الجوهر أيضا ؛ لأنّا نرى الطول والعرض في الجسم ، وليس الطول والعرض عرضين قائمين بالجسم ، لما تقرّر من أنّه مركّب من الجواهر الفردة.

فالطول مثلا ، إن قام بجزء واحد ، فذلك الجزء يكون أكثر حجما من جزء آخر ، فيقبل القسمة ؛ هذا خلف.

وإن قام بأكثر من جزء واحد ، لزم قيام العرض [ الواحد ] بمحلّين ؛ وهو محال.

فرؤية الطول والعرض هي رؤية الجواهر التي تركّب منها الجسم.

__________________

(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ ١ / ١١٨ ـ ١٢٢.

(٢) انظر : الإبانة عن أصول الديانة : ٦٦ الدليل ٨١ ، الملل والنحل ١ / ٨٧ ، نهاية الإقدام في علم الكلام : ٣٥٧ ؛ وقال به الباقلّاني أيضا في تمهيد الأوائل : ٣٠١ ، وفخر الدين الرازي في الأربعين في أصول الدين ١ / ٢٦٨ والمسائل الخمسون : ٥٦ الوجه الأوّل ، والتفتازاني في شرح العقائد النسفية : ١٢٦.

٨٣

فقد ثبت أنّ صحّة الرؤية مشتركة بين الجوهر والعرض ، وهذه الصحّة لها علّة مختصّة بحال وجودهما ؛ وذلك لتحقّقها عند الوجود ، وانتفائها عند العدم ، ولو لا تحقّق أمر يصحّح حال الوجود غير [ متحقّق ] حال العدم لكان ذلك ترجيحا بلا مرجّح.

وهذه العلّة لا بدّ أن تكون مشتركة بين الجوهر والعرض ، وإلّا لزم تعليل الأمر الواحد بالعلل المختلفة ، وهو غير جائز.

ثمّ نقول : هذه العلّة المشتركة إمّا الوجود أو الحدوث ، إذ لا مشترك بين الجوهر والعرض سواهما ، لكنّ الحدوث عدمي لا يصلح للعلّة ، فإذا العلّة المشتركة : الوجود ، فإنّه مشترك بينها وبين الواجب ، فعلّة صحّة الرؤية متحقّقة في حقّ الله تعالى ، فتتحقّق صحّة الرؤية ؛ وهو المطلوب.

ثمّ إنّ هذا الدليل يوجب أن تصحّ رؤية كلّ موجود : كالأصوات ، والروائح ، والملموسات ، والطعوم ـ كما ذكره هذا الرجل ـ ، والشيخ الأشعري يلتزم هذا ويقول : لا يلزم من صحّة الرؤية لشيء تحقّق الرؤية له.

وإنّا لا نرى هذه الأشياء التي ذكرناها بجري العادة من الله تعالى بذلك ـ أي بعدم رؤيتها ـ فإنّ الله تعالى جرت عادته بعدم خلق رؤيتها فينا ، ولا يمتنع أن يخلق الله فينا رؤيتها كما خلق رؤية غيرها.

والخصوم يشدّدون عليه الإنكار ويقولون : هذه مكابرة محضة ، وخروج عن حيّز العقل بالكلّيّة.

ونحن نقول : ليس هذا الإنكار إلّا استبعادا ناشئا عمّا هو معتاد في الرؤية ؛ والحقائق ، والأحكام الثابتة المطابقة للواقع ، لا تؤخذ من العادات ،

٨٤

بل ممّا تحكم به العقول الخالصة من الأهواء وشوائب التقليدات(١) .

ثمّ من الواجب في هذا المقام أن تذكر حقيقة الرؤية حتّى يبعد الاستبعاد عن الطبائع السليمة ، فنقول :

إذا نظرنا إلى الشمس فرأيناها ، ثمّ غمضنا العين ، فعند التغميض نعلم الشمس علما جليّا.

وهذه الحالة مغايرة للحالة الأولى التي هي الرؤية بالضرورة ، وهذه الحالة المغايرة الزائدة ليست هي تأثّر الحاسّة فقط ـ كما حقّق في محلّه ـ ، بل هي حالة أخرى يخلقها الله تعالى في العبد ، شبيهة بالبصيرة في إدراك المعقولات.

وكما إنّ البصيرة في الإنسان تدرك الأشياء ، ومحلّها القلب ؛ كذلك البصر يدرك الأشياء ، ومحلّها الحدقة في الإنسان.

ويجوز عقلا أن تكون تلك الحالة تدرك الأشياء من غير شرط ومحلّ ، وإن كان يستحيل أن ( يدرك الإنسان بلا مقابلة )(٢) وباقي الشروط عادة.

فالتجويز عقلي ، والاستحالة عاديّة ؛ كما ذكرنا مرارا.

فأين الاستبعاد إذا تأمّله المنصف؟!

ومآل هذا يرجع إلى كلام واحد قدّمناه.

* * *

__________________

(١) المواقف : ٣٠٢ ـ ٣٠٣ ، شرح المواقف ٨ / ١٢٢ ـ ١٢٤ ملخّصا.

(٢) في المصدر : تدرك الأشياء إلّا بالمقابلة.

٨٥

وأقول :

لا يخفى أنّ دليل الأشعري قد تكرّر ذكره في كتبهم ، واستفرغ القوم وسعهم في تصحيحه ، فلم ينفعهم ، حتّى أقرّ محقّقوهم بعدم تمامه.

فهذا شارح « المواقف » بعد ترويجه بما أمكن ، والإيراد عليه ببعض الأمور ، قال : « وفي هذا الترويج تكلّفات أخر يطلعك عليها أدنى تأمّل ، فإذا الأولى ما قد قيل من أنّ التعويل في هذه المسألة على الدليل العقلي متعذّر »(١) .

وقال التفتازاني في « شرح المقاصد »(٢) بعد ما أطال الكلام في إصلاحه : « والإنصاف أنّ ضعف هذا الدليل جليّ »(٣) .

وأقرّ القوشجي في « شرح التجريد » بورود بعض الأمور عليه ممّا

__________________

(١) شرح المواقف ٨ / ١٢٩.

(٢) كان في الأصل : « شرح المطالع » وهو سهو ، بل هو « شرح المقاصد » ، فلم يعهد للتفتازاني كتاب بذاك الاسم ؛ انظر : هديّة العارفين ٦ / ٤٢٩ ـ ٤٣٠ ، معجم المؤلّفين ٣ / ٨٤٩ رقم ١٦٨٥٦.

و« مطالع الأنوار » في المنطق ، للقاضي سراج الدين محمود بن أبي بكر الأرموي ـ المتوفّى سنة ٦٨٢ ه‍ ـ ، ولكتابه شرح اسمه « لوامع الأسرار » لقطب الدين محمّد ابن محمّد الرازي ـ المتوفّى سنة ٧٦٦ ه‍ ـ أحد تلامذة العلّامة الحلّي ، وعلى شرحه هذا حواش عديدة ، منها : حاشية لسيف الدين أحمد بن محمّد ـ حفيد سعد الدين التفتازاني ، المتوفّى سنة ٨٤٢ ه‍ ـ ؛ ومن هنا حصل اللبس في نسبة الكتاب ؛ فلاحظ!

انظر : كشف الظنون ٢ / ١٧١٥ ـ ١٧١٧ ، أمل الآمل ٢ / ٣٠٠ ـ ٣٠١ رقم ٩٠٨ ، رياض العلماء ٥ / ١٧٠ ، لؤلؤة البحرين : ١٩٤ ـ ١٩٨ رقم ٧٤.

(٣) شرح المقاصد ٤ / ١٩١.

٨٦

لا يمكن دفعها(١) .

وكذلك الرازي في كتاب « الأربعين » على ما نقله عنه السيّد السعيد ;(٢) .

فحينئذ يكون ذكر الفضل له ـ بدون إشارة إلى ذلك ـ تلبيسا موهما لاعتباره عند أصحابه ، بل يكون نقصا فيهم ، إذ يعتمدون على ما لا يصلح أن يسطر ، فضلا أن يعتبر!

ولنشر إلى بعض ما يرد عليه ، فنقول : يرد عليه :

أوّلا : إنّ دعوى رؤية الجواهر الفردة ، التي هي الأجزاء التي لا تتجزّأ ، مبنيّة على ثبوتها وعلى تركّب الجسم منها ، لا من الهيولى والصورة ، وهو باطل ؛ لأنّ الجزء الواقع في وسط التركيب إمّا أن يحجب الأطراف عن التماس أو لا.

فعلى الأوّل : لا بدّ أن يلاقي كلّا منها بعضه ، فتلزم التجزئة.

وعلى الثاني : يلزم التداخل ، وهو محال ؛ وعدم زيادة الحجم ، وهو خلاف المطلوب.

وبعبارة أخرى : إنّ الوسط إمّا أن يلاقي الأطراف بكلّه

أو ببعضه

أو لا يلاقي شيئا منها

أو يلاقي بعضا دون بعض.

__________________

(١) انظر : شرح التجريد : ٤٣٣ و ٤٣٧ ـ ٤٣٨.

(٢) كتاب الأربعين ١ / ٢٦٨ ـ ٢٧٧ ، وانظر : إحقاق الحقّ ١ / ١٢٢.

٨٧

فالأوّل يقتضي التداخل وعدم زيادة الحجم.

والثاني يقتضي التجزئة.

والأخيران ينافيان التأليف من الوسط والأطراف.

وإن شئت قلت : لو وضع جزء على جزء ، فإن لاقاه بكلّه لزم التداخل وعدم زيادة الحجم ، وإن لاقاه ببعضه لزمت التجزئة.

وقد ذكر شيخنا المدقّق نصير الدين ١ وغيره من العلماء وجوها كثيرة لإبطال الجوهر الفرد ، فلتراجع(١) .

ويرد عليه ثانيا : إنّه لو سلّم ثبوت الجواهر الفردة والتركيب منها ، فإثبات رؤيتها ـ كما صرّح به الدليل ـ موقوف على بطلان كون الطول والعرض عرضين قائمين بأكثر من جزء واحد ؛ لاستلزامه قيام العرض الواحد بمحلّين.

وأنت تعلم أنّه إن أريد لزوم قيام العرض بتمامه ، في كلّ واحد من المحلّين ، فهو ممنوع.

وإن أريد لزوم قيامه بمجموع المحلّين ، فمسلّم ولا بأس به.

وثالثا : إنّه لو سلّم رؤية الجواهر كالأعراض ، فتخصيص العلّة بحال الوجود محلّ نظر ، بناء على مذهبهم من إحالة كلّ شيء إلى إرادة الفاعل المختار ، فتصحّ رؤية المعدوم كالموجود!

ودعوى ضرورة امتناع رؤية المعدوم عقلا ، فلا تصلح لأن تتعلّق بها

__________________

(١) انظر : تجريد الاعتقاد : ١٤٥ ، أوائل المقالات : ٩٦ ـ ٩٧ رقم ٨٧ ، النكت الاعتقادية : ٢٨ ، الذخيرة في علم الكلام : ١٤٦ وما بعدها ، المنقذ من التقليد ١ / ٣٤ و ٤٣ ـ ٤٨ ، كشف المراد : ١٤٥ ـ ١٤٦ المسألة ٦.

٨٨

إرادة الله تعالى وقدرته ، صحيحة ؛ لكن عندنا دونهم.

إذ ليس امتناع رؤية المعدوم بأظهر من امتناع رؤية العلم ، والإرادة ، والروائح ، والطعوم ، ونحوها من الكيفيات الموجودة ، وقد أنكروا امتناع رؤيتها.

ورابعا : إنّه لو سلّم أنّ العلّة هي الوجود ، فلا نسلّم أنّه بإطلاقه هو العلّة ، بل يمكن أن تكون العلّة هي الوجود المقيّد بالحدوث الذاتي ، أو الزماني ، أو بالإمكان ، أو بما يثبت معه شروط الرؤية ، وإن قلنا : إنّ بعض هذه الأمور عدميّ ؛ لأنّها قيود ، والقيد خارج.

ويمكن ـ أيضا ـ أن تكون علّة رؤية العرض هي وجوده الخاصّ به لا المطلق ، وكذا بالنسبة إلى رؤية الجوهر.

فلا يلزم صحّة رؤية الباري سبحانه.

ودعوى أنّا قد نرى البعيد وندرك له هويّة من غير أن ندرك أنّه جوهر أو عرض ، فيلزم أن يكون المرئي هو المشترك بينهما لا نفسهما ، وأن تكون العلّة مشتركة أيضا بينهما ، باطلة ؛ لمنع ما ذكره من لزوم كون المرئي هو المشترك.

وذلك لاحتمال تعلّق الرؤية بنفس المرئي بخصوصه ، إلّا أنّ إدراكه في البعد إجماليّ.

ولو سلّم تعلّقها بالمشترك ، فهو لا يستلزم أن تكون العلّة المشتركة هي الوجود المطلق ، بل يحتمل أن تكون هي المقيّد بالإمكان والحدوث أو نحوهما ، كما عرفت.

ولو أعرضنا عن هذا كلّه وعن سائر ما يورد على هذا الدليل ،

٨٩

فلا ريب ببطلانه ، لمخالفته للضرورة القاضية بامتناع رؤية بعض الموجودات ، كالكيفيات النفسانية والروائح والطعوم ، فليس هو إلّا تشكيكا في البديهيّ!

وأمّا ما ذكره من حقيقة الرؤية ، ففيه :

إنّ تلك الحالة الحاصلة عند التغميض إنّما هي صورة المرئي ، ومحلّها الحسّ المشترك أو الخيال ، لا الباصرة ، وهي موقوفة على سبق الرؤية.

فحينئذ إن كانت رؤية الله سبحانه ممتنعة ، فقد امتنعت هذه الحالة ، وإلّا فلا حاجة إلى تكلّف إثبات هذه الحالة وجعلها هي محلّ النزاع.

ولو سلّم أنّها غير موقوفة عليها ، بناء على إنّه أراد ما يشبه تلك الحالة الحاصلة عند التغميض لا نفسها ، فنحن لا نحكم عليها بالامتناع عادة بدون الشرائط كما حكم هو عليها ؛ لأنّها ـ كما زعم ـ شبيهة بالبصيرة في إدراك المعقولات ، فكيف تمتنع بدون الشرائط؟!

مع إنّها ليست محلّ النزاع ألبتّة ، بل محلّه الرؤية المعروفة ، كما يرشد إليه دليل الأشعري السابق ، فإنّ من تأمّله عرف أنّه أراد الرؤية المعروفة.

ولذا احتاج إلى جعل العلّة للرؤية هي الوجود ، ليتسنّى له دعوى إمكان رؤية الله تعالى ، وإلّا فلو أراد رؤية أخرى غيرها ، لم يكن لإثبات كون الوجود علّة للرؤية المعروفة دخل في تجويز رؤية أخرى عليه سبحانه.

٩٠

لكنّ القوم لمّا رأوا بطلان دليل الأشعري بالبداهة ، وفساد مذهبه بالضرورة ، التجأوا ـ في خصوص المقام ـ إلى ذكر معنى للرؤية لا يعرفون حقيقته! وإلى جعله محلّا للنزاع من دون أن يخطر ـ في الصدر الأوّل ـ ببال المتنازعين ، فشوّشوا كلماتهم ، وشوّهوا وجه الحقيقة!

* * *

٩١
٩٢

هل يحصل الإدراك لمعنى في المدرك؟

قال المصنّف ـ طيّب الله مثواه ـ(١) :

المبحث السادس

في أنّ الإدراك ليس لمعنى

والأشاعرة خالفت العقلاء في ذلك ، وذهبوا مذهبا غريبا عجيبا ، لزمهم بواسطته إنكار الضروريّات.

فإنّ العقلاء بأسرهم قالوا : إنّ صفة الإدراك تصدر عن كون الواحد منّا حيّا لا آفة فيه.

والأشاعرة قالوا : إنّ الإدراك إنّما يحصل لمعنى حصل في المدرك ، فإن حصل ذلك المعنى في المدرك ، حصل الإدراك وإن فقدت جميع الشرائط ؛ وإن لم يحصل ، لم يحصل الإدراك وإن وجدت جميع الشرائط!(٢) .

وجاز عندهم بسبب ذلك إدراك المعدومات ؛ لأنّ من شأن الإدراك أن يتعلّق بالمدرك(٣) على ما هو عليه في نفسه ، وذلك يحصل في حال

__________________

(١) نهج الحقّ : ٤٥ ـ ٤٦.

(٢) انظر مؤدّاه في : تمهيد الأوائل : ٣٠٢ ، الإرشاد ـ للجويني ـ : ١٥٧ ـ ١٥٨ ، شرح المقاصد ٤ / ١٩٧.

(٣) في المصدر : بالمرئي.

٩٣

عدمه كما يحصل حال وجوده ، فإنّ الواحد منّا يدرك جميع الموجودات بإدراك يجري مجرى العلم في عموم التعلّق.

وحينئذ يلزم تعلّق الإدراك بالمعدوم ، وبأنّ الشيء سيوجد ، وبأنّ الشيء قد كان موجودا ، وأن يدرك ذلك بجميع الحواسّ ، من الذوق والشمّ واللمس والسمع ؛ لأنّه لا فرق بين رؤية الطعوم والروائح ، وبين رؤية المعدوم!

وكما إنّ العلم باستحالة رؤية المعدوم ضروريّ ، كذا العلم باستحالة رؤية الطعوم والروائح.

وأيضا : يلزم أن يكون الواحد منّا رائيا مع الساتر العظيم البقّة ، ولا يرى الفيل العظيم ولا الجبل الشاهق مع عدم الساتر ، على تقدير أن يكون المعنى قد وجد في الأوّل وانتفى في الثاني! وكان يصحّ منّا أن نرى ذلك المعنى ؛ لأنّه موجود!

وعندهم أنّ كلّ موجود يصحّ رؤيته ، ويتسلسل ؛ لأنّ رؤية المعنى(١) إنّما تكون بمعنى آخر.

وأيّ عاقل يرضى لنفسه تقليد من يذهب إلى جواز رؤية الطعم والرائحة والبرودة والحرارة والصوت بالعين ، وجواز لمس العلم والقدرة والطعم والرائحة والصوت باليد ، وذوقها باللسان ، وشمّها بالأنف ، وسماعها بالأذن؟!

وهل هذا إلّا مجرّد سفسطة وإنكار المحسوسات؟! ولم يبالغ السوفسطائية في مقالاتهم هذه المبالغة!

__________________

(١) في المصدر : الشيء.

٩٤

وقال الفضل(١) :

الظاهر أنّه استعمل الإدراك وأراد به الرؤية ، وحاصل كلامه أنّ الأشاعرة يقولون : إنّ الرؤية معنى يحصل في المدرك ، ولا يتوقّف حصوله على شرط من الشرائط.

وهذا ما قدّمنا ذكره غير مرّة ، وبيّنّا ما هو مرادهم من هذا الكلام.

ثم إنّ قوله : « وجاز عندهم بسبب ذلك إدراك المعدومات ؛ لأنّ من شأن الإدراك أن يتعلّق بالمدرك(٢) على ما هو عليه في نفسه ، وذلك يحصل في حال عدمه كما يحصل حال وجوده » استدلال باطل على معنى(٣) مخترع له.

فإنّ كون الرؤية معنى يحصل في الرائي لا يوجب جواز تعلّقها بالمعدوم ، بل المدّعى أنّه يتعلّق بكلّ موجود كما ذكر هو في الفصل السابق.

وأمّا تعلّقه بالمعدوم فليس بمذهب الأشاعرة ، ولا يلزم من أقوالهم في الرؤية.

ثمّ ما ذكره من أنّ العلم باستحالة رؤية الطعوم والروائح ضروريّ ، مثل العلم باستحالة رؤية المعدوم

__________________

(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ ١ / ١٢٤ ـ ١٢٥.

(٢) في المصدر : بالمرئي.

(٣) في المصدر : مدّعى.

٩٥

فقد ذكرنا أنّه إن أراد ـ بهذه ـ الاستحالة العقليّة ، فممنوع ؛ وإن أراد العاديّة ، فمسلّم والاستبعاد لا يقدح في الحقائق الثابتة بالبرهان.

ثمّ ما ذكر من أنّه على تقدير كون المعنى موجودا ، كان يصحّ منّا أن نرى ذلك المعنى ، لأنّه موجود ، وكلّ موجود يصحّ رؤيته ويتسلسل ؛ لأنّ رؤية المعنى إنّما تكون لمعنى آخر.

فالجواب : إنّ العقل يجوّز رؤية كلّ موجود وإن استحال عادة ، فالرؤية إذا كانت موجودة [ به ] يصحّ أن ترى نفسها ، لا برؤية أخرى ، فانقطع التسلسل ، كما ذكر في الوجود على تقدير كونه موجودا ، فلا استحالة فيه ، ولا مصادمة للضرورة.

ثمّ ما ذكره من باقي التشنيعات والاستبعادات قد مرّ جوابه غير مرّة ، ونزيد جوابه في هذه المرّة بهذين البيتين(١) :

وذي سفه يواجهني بجهل

وأكره أن أكون له مجيبا

يزيد سفاهة وأزيد حلما

كعود زاده الإحراق طيبا

* * *

__________________

(١) ينسب البيتان إلى أمير المؤمنين الإمام عليّ بن أبي طالب ٧ ، كما نسبا إلى الشافعي باختلاف يسير في صدر البيت الأوّل ؛ انظر : ديوان الإمام عليّ ٧ : ٢٨ ، ديوان الشافعي : ١٤٤.

٩٦

وأقول :

لا ريب أنّ بحث المصنّف ; هنا عامّ لجميع الإحساسات الظاهريّة ولا يخصّ الرؤية ، كما يشهد له قوله : « وأن يدرك ذلك بجميع الحواسّ من الذوق والشمّ واللمس والسمع ».

وقوله : « وجواز لمس العلم والقدرة » وهو أيضا لم يستعمل في هذا المبحث لفظ الإدراك إلّا بالمعنى المطلق.

فالمصنّف قصد بهذين القولين التنصيص على غير الرؤية ، دفعا لتوهّم اختصاص البحث بها ؛ ومع ذلك وقع الفضل بالوهم!

كما توهّم أيضا أنّه أراد أنّ الإدراك معنى يحصل في المدرك ؛ والحال أنّه أراد أنّ الإدراك يحصل لأجل معنى في المدرك.

وحاصل مقصوده أنّهم قالوا : إنّ الإدراك يحصل في الحيوان لأجل معنى فيه ، كالحياة ، ولا ريب أنّ من شأن الإدراك أن يتعلّق بالشيء على ما هو عليه في نفسه ، ولا يتقيّد الشيء ـ بالوجود ونحوه ـ إلّا لأجل تلك الشروط السابقة ، وهم لا يعتبرونها ، فيجري الإحساس بمقتضى مذهبهم مجرى العلم في عموم التعلّق.

فإذا حصل المعنى في الشخص ، لزم صحّة تعلّق الرؤية ونحوها بالمعدوم ، وبأنّ الشيء سيوجد إلى غير ذلك.

مع إنّه بمقتضى مذهبهم ـ من إحالة كلّ شيء إلى إرادة الفاعل المختار ـ يلزم أيضا جواز إدراك المعدوم بجميع الحواسّ الظاهريّة ، كما

٩٧

جاز رؤية العلم والقدرة ونحوهما.

فظهر أنّ ما نسبه المصنّف إليهم من جواز إدراك المعدومات ، لازم لهم من أقوالهم ، وأراد بالنسبة إليهم النسبة بحسب ما يلزمهم ، وإن لم يقولوا به ظاهرا.

ثمّ إنّه أراد بقوله : « لا فرق بين رؤية الطعوم والروائح ، وبين رؤية المعدوم ، وكما إنّ العلم باستحالة رؤية المعدوم ضروريّ » إلى آخره

دفع استبعاد نسبة جواز رؤية المعدوم إليهم.

وحاصله : إنّ رؤية الطعوم والروائح مستحيلة عقلا بالضرورة كرؤية المعدوم بلا فرق ، فإذا التزموا بجواز رؤية الطعوم ونحوها ، مكابرة ومخالفة لضرورة العقل والعقلاء ، لم يستبعد منهم القول بجواز رؤية المعدوم.

وبهذا تعرف أنّ ما ذكره الفضل في جوابه بقوله : « قد ذكرنا أنّه إن أراد ـ بهذه ـ الاستحالة العقلية ، فممنوع » إلى آخره لا ربط له بكلامه ، اللهمّ إلّا أن يريد الجواب بدعوى الفرق بين الاستحالتين ، بأنّ استحالة رؤية الطعوم عاديّة ، واستحالة رؤية المعدوم عقلية!

فيكون قد كابر ضرورة العقل من جهتين : من جهة : دعوى الفرق ، ومن جهة : أصل القول ، بأنّ استحالة رؤية الطعوم ونحوها عاديّة.

وأمّا ما أجاب به عن التسلسل :

فمع عدم ارتباطه بمراد المصنّف ، غير دافع للتسلسل

أمّا عدم ارتباطه به ؛ فلأنّه فهم تسلسل الرؤية بأن تتعلّق الرؤية برؤية أخرى ، إلى ما لا نهاية له ، بناء منه على إنّه أراد بالمعنى : الرؤية

٩٨

ـ كما سبق ـ وقد عرفت بطلانه ؛ وأنّ مراده بالمعنى : هو الأمر الذي لأجله يحصل الإدراك ، فيكون مراده بالتسلسل ـ بناء على هذا ـ هو تسلسل هذه المعاني ، لا الرؤية ـ كما هو واضح من كلامه ـ.

وأمّا أنّه غير دافع له ؛ فلأنّ التسلسل الواقع في الرؤية إنّما هو من حيث صحّة تعلّق رؤية برؤية ، لا من حيث وجوب التعلّق ، فلا يندفع إلّا بإنكار هذه الصحّة ، لا بإثبات صحّة رؤية الرؤية بنفسها ، التي لا تنافي التسلسل في الرؤية المختلفة.

على إنّه لا معنى لصحّة رؤية الرؤية بنفسها ، للزوم المغايرة بين الرؤية الحقيقية والمرئيّ ؛ لأنّ تعلّق أمر بآخر يستدعي الاثنينيّة بالضرورة.

وأمّا ما نسبه إلى القوم ، من أنّهم دفعوا التسلسل في الوجود ، بأنّ الوجود موجود بنفسه لا بوجود آخر ، فلا ربط له بالمقام ؛ لأنّهم أرادوا به عدم حاجة الوجود إلى وجود آخر حتّى يتسلسل ، فكيف يقاس عليه رؤية الرؤية بنفسها؟!

نعم ، يمكن الجواب عن إشكال هذا التسلسل ، بأنّ اللازم هو التسلسل في صحّة تعلّق الرؤية برؤية أخرى إلى ما لا نهاية له ، والصحّة أمر اعتباري ، والتسلسل في الاعتباريات ليس بباطل ؛ لأنّه ينقطع بانقطاع الاعتبار ، لكنّ القول بصحّة رؤية الرؤية مكابرة لضرورة العقل!

وأمّا ما استشهد به من البيتين ، فلا يليق بذي الفضل إلّا الإعراض عن معارضته!

٩٩
١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلاً سُبْحانَكَ فَقِنا عَذابَ النَّارِ (١٩٠)رَبَّنا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ (١٩١)رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً يُنادِي لِلْإِيمانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئاتِنا وَتَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ (١٩٢)رَبَّنا وَآتِنا ما وَعَدْتَنا

____________________________________

وعابدين له بشهادتهم واعترافهم قائلين( رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا ) المخلوق( باطِلاً ) وأنت العليم الحكيم( سُبْحانَكَ ) تقديسا وتنزيها لك( فَقِنا عَذابَ النَّارِ ) ولعل ذلك من أجل ما يشاهدونه من الحكمة وآثار العظمة وعظيم النعمة على الإنسان فيأخذهم الخوف من التقصير في طاعة الإله وعبادته وشكر نعمه فيسألون منه التوفيق الذي يقيهم عذاب النار معترفين بأن في دخول النار خزيا وفصيحة تكشف عن خبث وسوء اعمال ١٩٠( رَبَّنا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ ) في الكشاف أي أبلغت في اخزائه ونحوه في كلامهم من أدرك مرعى الضمان فقد أدرك. ومن سبق فلانا فقد سبق. وهو حسن. وعليه يخرج ما أخرجه ابن جرير والحاكم عن جابر قوله «وما أخزاه الله حين أحرقه بالنار وإن دون ذلك خزيا» بأن يكون المراد ما أحدث اخزاءه حين أحرقه بالنار بل الاخزاء بدخولها أشد أقسام الاخزاء وأفظعها( وَما لِلظَّالِمِينَ ) اي هؤلاء الذين يدخلون ويخزون وأشير إليهم بهذه الصفة بيانا لأنهم ظلموا أنفسهم إذ أوقعوها بكفرهم وعصيانهم في استحقاق النار( مِنْ أَنْصارٍ ) ومن ذا الذي ينصرهم على الله ١٩١( رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً يُنادِي لِلْإِيمانِ ) أي سمعنا ما نادى به وهو معنى قوله( أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ ) خالقكم ومربيكم ومدبر أموركم( فَآمَنَّا ) في مجمع البيان عن ابن عباس وابن مسعود المنادي هو رسول الله (ص) وبذلك فسره القمي. وفي الدر المنثور عن محمد بن كعب القرطي «هو القرآن ليس كل الناس يسمع النبي «ص» وكأنه رأي منه فهو مردود عليه بأن المسموع ما نادى به وهو ما يعم حكاية دعوته كقوله في سورة التوبة ٦( حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللهِ ) ولو أبقى المنادي على إطلاقه لينطبق على جميع الرسل وتشمل الآيات كل ما تنطبق عليه من مؤمني الأمم لكان انسب بسياق الآيات وربما يشهد له قوله تعالى في الآية الآتية( عَلى رُسُلِكَ رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئاتِنا وَتَوَفَّنا ) اي ولنكن عند أخذك لنا( مَعَ الْأَبْرارِ ) وفي زمرتهم ١٩٢( رَبَّنا وَآتِنا ما وَعَدْتَنا ) اي وفقنا للايمان والتقوى والعمل الصالح لنكون أهلا لما وعدتنا

٣٨١

عَلى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ (١٩٣)فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أو أُنْثى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ثَواباً مِنْ عِنْدِ اللهِ وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوابِ (١٩٤)لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ (١٩٥)مَتاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهادُ

____________________________________

به ان آمنا واتقينا فإن وعد الله كما في القرآن مشروط بالموافاة على الإيمان والتقوى( عَلى رُسُلِكَ ) جيء بكلمة «على» للاشارة إلى ان الوعد هو وحي منزل من الله على رسله في بشرى المؤمنين المتقين أي وآتنا ما أنزلته على رسلك من وعدك لنا في جملة من آمن واتقى وعمل صالحا( وَلا تُخْزِنا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ ) قالوا ذلك تمجيدا لله واعترافا بقدسه ١٩٣( فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي ) بفتح الهمزة أي بقوله اني محذوف القول لظهور الكلام وناب معنى المقول في دخول الباء عليه( لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ ) أي أجيب دعاءكم وأعطيكم ما وعدتكم على شرطه فإن تقواكم وعملكم للصالحات يؤهلكم للثواب وغفران الذنوب وتكفير السيئات( مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أو أُنْثى ) «من» لبيان جنس العامل( بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ ) أي من جنس بعض في صفة الايمان والطاعة والعمل فكيف يضيع عمل بعضكم فليعمل كل منكم للجزاء. وفي هذا حث على العمل وزاده بيانا بقوله تعالى( فَالَّذِينَ هاجَرُوا ) من ديارهم لما نالهم من الأذى في سبيل الإيمان والنصرة لدعوة الحق( وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقاتَلُوا وَقُتِلُوا ) جرى التنصيص على ذلك لأنّه من أفضل الأعمال وللدلالة على انه كله بعين الله( لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ثَواباً مِنْ عِنْدِ اللهِ ) صرح باسم الثواب والجزاء على العمل لأنّه أكمل في اللذة وصرح باسم الجلالة تنويها بشرف الثواب وكرامته وعظمه( وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوابِ ) برحمته الواسعة وقدرته التامة ١٩٤( لا يَغُرَّنَّكَ ) خطاب للرسول والمعنى به غيره أو لغيره( تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ ) ممتعين بالصحة والامهال فإنه ١٩٥( مَتاعٌ قَلِيلٌ ) في مدته القصيرة أيّام حياتهم( ثُمَّ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهادُ ) الممهد لهم بكفرهم وسوء اعمالهم ١٩٦( لكِنِ ) استدراك من سوء حال الكافرين ووعيدهم بذكر سعادة

٣٨٢

(١٩٦)لكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها نُزُلاً مِنْ عِنْدِ اللهِ وَما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرارِ (١٩٧)وَإِنَّ مِنْ أهل الْكِتابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خاشِعِينَ لِلَّهِ لا يَشْتَرُونَ بِآياتِ اللهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسابِ (١٩٨)يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ

____________________________________

المتقين وبشراهم( الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها ) حال كونها( نُزُلاً ) والنزل بضمتين ما أعد للضيف وإكرامه من قرى ومنزل وفي ذلك الكرامة العظيمة والبهجة الكبيرة إذ كانت نزلا لهم لكرامتهم( مِنْ عِنْدِ اللهِ ) ويا لها من حظوة( وَما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرارِ ١٩٧وَإِنَّ مِنْ أهل الْكِتابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ ) بنزوله على رسول الله ولازمه الإيمان برسوله وقيل إليكم باعتبار ابتداء الدعوة بهم وإلّا فهو منزل لكل البشر في دعوتهم إلى السعادة ودين الحق وشريعته( وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ ) بنزوله على أنبيائهم يؤمنون حال كونهم( خاشِعِينَ لِلَّهِ ) مر ذكر الخشوع في صفحة ٩٠( لا يَشْتَرُونَ بِآياتِ اللهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسابِ ) فلا تأخير في توفيتهم أجورهم يوم الجزاء ١٩٨( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا ) على ما يحمد الصبر عليه وفيما يحمد فيه وان فسر فيما جمعه تفسير البرهان والدر المنثور من الأحاديث ببعض المصاديق لما أمر بالصبر عليه أو فيه( وَصابِرُوا ) من باب المفاعلة ومقابلة الصبر بالصبر ويفهم من المقام زيادة الصبر في مقام المقابلة( وَرابِطُوا ) الذي يتحصل من الأحاديث التي أشرنا إليها في تفسيري البرهان والدر المنثور أنَّ المرابطة هنا ليس على المعنى المترائى من المفاعلة بل هي مثل عاين وسافر وضاعف فتكون هنا بمعنى اثبتوا وواظبوا ولازموا( وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) أي لغاية ان تفلحوا. وقيل «لعلكم» لأن الفلاح غير لازم لمجرد ان تحصل هذه الأمور بل شرطه الاستمرار عليها مع الإيمان الصحيح إلى الموت

وفقنا الله وجميع المؤمنين لذلك وثبتنا عليه انه ارحم الراحمين وخير المسؤولين.

تمَّ الجزء الأوّل من التفسير «آلاء الرحمن» والحمد لله والشكر كما هو أهله

ويتلوه الجزء الثاني إن شاء الله أوله سورة النساء

٣٨٣

فهرست مصنفات المفسِّر

المطبوع منها : (١) في التفسير هذا الجزء الأول (وفي الفقه) (٢) تعليقه على مباحث البيع من مكاسب المرحوم آ ية الله الأنصاري (٣) بعض العقود المفصلة في حل المسائل المشكلة. ومنها عقد في العلم الاجمالي وحاله مع الأصول (وفي الدين وقمع الاهواء) (٤) كتاب الهدى إلى دين المصطفى جزء آن (٥) انوار اله دى (٦) نصائح الهدى (٧) الرحلة المدرسية والمدرسة السيارة ثلاثة أجزاء ، وترجمة بعضها بالفارسية ثلاثة أجزاء أيضا (٨) أعاجيب الأكاذيب ، وترجمته بالفارسية (٩) رسالة التوحيد والتثليث (١٠) أجوبة المسائل البغدادية (١١) الرسالة الأولى في نقد الفتوى بهدم القبور الشريفة في الحرمين (١٢) الثانية أيضا في هذا الموضوع (١٣) البلاغ المبين في الإلهيّة. (١٤) المصابيح في بعض من أبدع في الدين في القرن الثالث عشر (١٥) مختصر بالانكليزية في أنّ وضوء الإماميّة وصلاتهم وصومهم هي بحسب أدلة الإسلام تكون على الوجه الأحوط والاقرب إلى اليقين بالبراءة من سائر اقوال المسلمين.

وأمّا كتبه التي لم تطبع إلى الآن : فهي في الفقه (١٦) الأصل العربي لهذا المترجم بالانكليزية (١٧) تعليقة بحثية علمية على الجزء الأول من العروة الوثقى (١٨) في التقليد، لم يتم (١٩) في صلاة الجمعة لمن سافر بعد الزوال (٢٠) في الخيارات لم يتم (٢١) رسالة فتوائية في مسائل الرضاع على مذهب الإمامية والمذاهب الاربعة لأهل السنة (٢٢) في المتمم كرا (٢٣) في الغسالة (٢٤) في حرمة مس القر آ ن على المحدِثْ (٢٥) في ذكر ما يدل على مذهب الإمامية في الأحكام الشرعية زيادة على أدلتهم القيمة وذلك مما جاء في أحاديث أهل السنة كتب منه مباحث الطهارة وكثير من مباحث الصلاة ثم انشغل عنه بما هو أهم في نظره (٢٦) في القبلة وفي مواقع البلدان في المسكونة بالنسبة إلى مكّة المعظمة بحسب الاختلاف في الطول والعرض. وأوضح أثناء ذلك بعض الخطأ في الاعتماد على التقويم القديم. وعاقه فقدان بعض ال آلات عن إتمام الكتاب ببيان الانحراف لكل من البلدان عن مكّة ومقداره (٢٧) في مواقيت الإحرام ومحاذاتها من الطرق إلى مكّة براً وبحراً مع تشكيل الطرق المذكورة وموازين مسافتها وتعيين مواضع المحاذاة للميقات (٢٨) في منجّزات المريض (٢٩) في اقراره (٣٠) في الرضاع (٣١) تعليق على كتاب الشفعة من جواهر الكلام (٣٢) في العول والتعصيب كتبه في شبابه (٣٣) في ذبائح أهل الكتاب (٤٣) في حرمة حلق اللحية (٣٥) في الزام المتدين بما عليه في احكام دينه بتحرير وجمع وتفريع لم يسبقه إليه.

في أصول الفقه : (٣٦) رسالة في الأوامر.

كتبه المتنوعة في غير الفقه : (٣٧) رسالة في شأن التفسير المنسوب للإمام الحسن العسكري (ع) (٣٨) داعي الإسلام وداعي النصارى

٣٨٤

(٣٩) في الرد على جرجيس سايل. وهاشم العربي (٤٠) في الرد على كتاب تعليم العلماء (٤١) الشهاب في الرد على كتاب حياة المسيح لبعض القاديانيين (٤٣) في الرد على كتاب ينابيع الإسلام لبعض النصارى وله رسائل كثيرة متنوعة يبلغ مجموعها مجلدا ضخما. وهي في أجوبة المسائل الواردة إليه من البلدان فيما يعود إلى اصول الدين في الإلهيّات والنبوّة والمعراج. والإمامة والمهدي (ع) وما يتعلق بذلك. وفي الرد لشبهات بعض النصارى

وقد كان ملتزما بأن لا يكتب اسمه في مطبوعات كتبه لبعض الأمور. وحذرا من أن يختلسه الرياء ونخوة التبجج. ولكن بعض الأمور ألجأته بعد ذلك إلى كتابه اسمه.

فهرست الجزء الأول من كتاب آلاء الرحمن في تفسير القرآن

صفحة

صفحة

٣

في المعجز ووجه شهادته

٢١

الرجم. والشيخ والشيخة فارجموهما

٤

حكمة تنوع المعجز وكونه للعرب هو القر آن

٢٣

حكاية سورتي القنوت

٥

امتیاز القرآن عن غیره من المعجزات

٢٤

حكاية دبستان المذاهب

٧

تعجیزه للعرب بطلب معارضته وعجزهم

٢٥

قول الإمامية بعدم النقيصة في القر آن

٩

اعجازه من وجهة التاريخ وحال العهدين فيها

٢٦

کتاب فصل الخطاب. ونقده

١١

اعجاز من وجهة الاحتجاج. وحال الاناجيل فيها

٢٩

قراءة القر آن. والقراآ ت السبع وقراؤها وروائها روايات السبعة أحرف

١٢

اعجازه من وجهة الاستقامة والسلامة من الاختلاف والتناقض. وحال العهدين في ذلك

٣٠

وما جاء في بعضها من الغرائب

١٣

اعجازه من وجهة التشريع العادل. ونظام المدنية وحال العهدين في ذلك

٣٢

في تفسيره. واللغويين

١٤

اعجازه من جهة الأخلاق. وحال العهدين فيها

٣٣

الاضطراب في معنى التوفي. وما هو التحقيق فيه

١٥

اعجاز من وجهة علم الغيب. وحال الاناجيل فيها

٣٦

آ ية تنوء بالعصبة

١٧

في جمع القر آ ن في مصحف واحد

٣٧

مجازات القر آ ن. واسلوبه. وخبط المولدين في اللغة العربية

١٩

اضطراب الروايات في جمعه

٣٨

لا اقسم. وما وقع للكشاف وغيره فيها وما زعموه من زيادة «لا»

بعض ما الصق بكرامة القر آن

٣٩

لئلا يعلم. ان لا تسجد. ان لا تتبعني

حکایة الوادي والواديين

٤٠

لا يرجعون. لا يأمركم

٣٨٥

صفحة

صفحة

٤١

فلا وربك. والكشاف

٦٠

الاستشفاع إلى الله بالمقربين

دعوى زيادة الواو

٦١

الاستشفاع بالمقربين من الأموات

مجازات القر آن ، المراد من الاضلال المنسوب إلى الله. وقرائن التجوز

بقاء النفس بعد الموت

٤٢

فيه من المحكمات

٦٢

الشفاعة

على العرش استوى. والظاهرين

٦٣

اهدنا الصراط المستقيم

٤٣

النبهاني. ابوحيان. الشهرستاني

٦٤

سورة البقرة والمتقين

ابن تيمية والعرش

٦٥

الموقنون بال آ خرة. والمفلحون

حديث الثقلين. وتواتره

٦٦

الخذلان. ختم الله على قلوبهم

٤٤

رواته من الصحابة

٦٧

الجبر والاختيار

٤٥

استدرك الحاكم على البخاري ومسلم

٦٩

في المنافقين

محمد بن سلمة. الجوزجاني. ابن عدي

٧٠

يخادعون الله. في قلوبهم مرض

الرجوع في التفسير إلى امثال عكرمة ومجاهد

٧١

في احوال المنافقين

٤٦

احوالهم في كتب الرجال. وخرافة الغرانيق

٧٢

مثلهم في الإسلام كمثل الذي استوقد نارا

٤٧

التردد في الوقف

٧٤

مثل الإسلام معهم كصيب من السماء

٤٨

مركز التعقل. والقلب. والدماغ

٧٥

تتمة المثل. يا ايها الناس اعبدوا.

٤٩

ما يحضرني من الكتب

الامتنان بل الاحتجاج بما خلق الله للانسان

٥٠

سورة القاتحة. تسميتها. محل نزولها

٧٦

والنهي عن جعل الانداد

٥١

بسملتها. الجهر بها. اعرابها

الاحتجاج على الرسالة باعجاز القر آن

٥٢

خلق القر آن. الرحمن

٧٧

بشرى المؤمنين

٥٣

الرحیم

٧٨

لا يستحي ان يضرب مثلا ما

٥٤

الحمدلله

٧٩

الذين ينقضون عهد الله

٥٥

رب العالمين. مالك يوم الدين

٨٠

كيف ينقضون عهد الله

٥٦

اياك نعبد واياك نستعين

٨١

والاحتجاج بخلق ما في الأرض. والسماوات

٥٧

العبادة ودسائس التحزّب في معناها

تنبيه في الحذف في العربية

٥٨

تفسير العبادة ومحمد عبده

٨٢

إخبار الملائكة بخلق البشر

٥٩

حصر الاستعانة بالله

٨٣

وسؤالهم عن الحكمة

٨٤

علم آ دم الأسماء. انبأهم بأسمائهم

٣٨٦

وما هي الأسماء

١٠٥

في الرسل بعد موسى

٨٥

السجود ل آ دم. كفر ابليس

١٠٦

رسول الله والقر آن ، كان اليهود يستفتحون برسول الله

نهي آ دم وحوا عن الأكل من الشجرة

١٠٧

بئس ما اشتروا

٨٦

اذلهما الشيطان

١٠٨

اشربوا العجل

٨٧

اهباطهم إلى الأرض. توبة آ دم

١٠٩

تمنوا الموت ، لو بعد رد

الكلمات محمد (ص) علي وفاطمة والحسنان(ع)

١١٠

عدوّاً لجبريل

٨٨

خطاب بني اسرائيل وتذكيرهم والوفاء بعهد الله

١١١

هاروت وماروت

٨٩

آ منوا بما انزلت مصدقا

١١٣

الإيمان والتقوى

٩٠

واستعينوا بالصبر والصلاة

علي (ع) اميرالمؤمنين

الذي يظنون انهم ملاقوا ربهم

راعنا في العبرانية

٩١

واتقوا يوما لا تجزي ، تذكير بني اسرائيل بنجاتهم من آل فرعون

١١٤

ما ننسخ من آ ية أو ننسها

٩٢

فرقنا بکم البحر ، اتخذتم العجل

١١٦

تحذير المؤمنين من أهل الكتاب

٩٣

فتوبوا. واقتلوا انفسكم

١١٧

اليهود والنصارى يذم بعضهم بعضا

٩٤

نرى الله جهرة، ثم بعثناكم، الغمام، المن والسلوى

١١٨

منع مساجد الله ان يذكر فيها اسمه

٩٥

ادخلوا هذه القرية. وقولوا حطة

١١٩

اينما تولوا وجوهكم فثم وجه الله

الخمر والتوراة الرائجة

١٢٢

ابراهيم والكلمات. والإمامة

٩٦

اضرب بعصاك الحجر

١٢٤

البيت مثابة وأمن

لن نصبر على طعام واحد

١٢٥

مقام ابراهيم

٩٧

ضربت عليهم الذلة ، الذين هادوا والنصارى والصابئين

١٢٧

مكة حرم آ من

٩٩

الطور ، كونوا قردة

١٢٨

دعوة إبراهيم واسماعيل بالإسلام وببعثه الرسول من ذريتهما

١٠٠

١٠٢

قصة ذبح البقرة وتمرّدهم

تحريف اليهود ونفاقهم

١٢٩

اصطفاء ابراهيم. اسلامه. وصيته به

١٠٣

في أهل الكتاب

١٣٠

في أهل الكتاب والإيمان

١٣١

صبغة الله

١٣٢

في تحويل القبلة إلى الكعبة

١٣٣

أمة وسطا

٣٨٧

صفحة

صفحة

١٣٤

وما جعلنا القبلة ، وانها لكبيرة

١٦٤

لاتأكلوا اموالكم بالباطل

١٣٥

تحويل القبلة إلى الكعبة

١٦٤

يسألونك عن الأهلة

١٣٧

اهل الكتاب ، ولكل وجهة

قاتلوا في سبيل الله

١٣٨

فاستبقوا الخيرات. والتوجه إلى الكعبة

١٦٦

الشهر الحرام بالشهر الحرام

١٣٩

في الاستقبال ، رسولا منكم

١٦٨

اتموا الحج والعمرة لله

١٤٠

استعينوا باصبر والصلاة ، في الصابرين

١٧٠

حج التمتع

١٤١

الصفا والمروة ، فمن تطوع خيرا

١٧٣

الهدي. بدله. أيّام التشريق

١٤٢

يكتمون ما أنزل الله ، في التوحيد

١٧٤

حاضري المسجد الحرام

١٤٣

آیات خلق السماوات وال أرض. والفلك والمطر والرياح

١٧٥

الحج اشهر معلومات

١٤٥

اتخاذ الشركاء ، تبري المضل من الضال

١٧٧

لارفث ولافسوق ولا جدال

١٤٦

اماني تابعيهم ، كلوا مما في الأرض

١٧٩

افضتم من عرفات

١٤٨

تحريم الخبائث ، فمن اضطر غير باغ

ثم من حيث افاض الناس

١٤٩

يكتمون ما أنزل الله

١٨١

اذكروا الله في أيّام معدودات

١٥٠

ليس البر. ولكن البر من آ من بالله

١٨٢

التكبير في أيّام التشريق

١٥١

في القصاص ومسائله

التعجل لاتمام الحج في النفر الأول

الوصية للوالدين والأقربين

١٨٣

ليفسد فيها ، العزة بالاثم

١٥٥

من خاف من موص جنفا

يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله

١٥٦

فرض الصيام على المسلمين

اميرالمؤمنين ومبيته على فراش الرسول

١٥٧

من كان مريضا اوعلى سفر

١٨٦

ادخلوا في السلم كافة

وعلى الذين يطيقونه فدية

١٨٨

زين للذين كفروا

١٥٩

لا صوم في السفر

١٨٩

كان الناس أمة واحدة

١٦٠

شهر رمضان. المريض والمسافر

١٩١

ام حسبتم ان تدخلوا الجنة

يريد الله بكم اليسر

يسألونك ماذا ينفقون

١٦٢

الرفث إلى نسائكم

١٩٢

كتب عليكم القتال

١٦٣

الفجر، والليل وقت الافطار

يسألونك عن الشهر الحرام

١٩١

يسألونك عن الخمر والميسر

١٩٥

ويسألونك ماذا ينفقون

٣٨٨

صفحة

صفحة

١٩٦

ويسألونك عن اليتامى

٢٢٣

فلما فصل طالوت بالجنود

ولا تنكحوا المشركات

٢٢٤

احوال المؤمنين من الجنود

١٩٨

ويسألونك عن المحيض

٢٢٥

داوود وجالوت. دفع الله الناس بعضهم ببعض

١٩٩

نساؤكم حرث لكم

تكليم الله لرسوله

٢٠١

ولا تجعلوا الله عرضه لإيمانكم

٢٢٦

اختلاف أمم الأنبياء

٢٠٢

في الايلاء

٢٢٧

آ ية الكرسي

٢٠٣

عدة المطلقة. القرء. لا يكتمن

٢٢٨

الكرسي. لا اكراه. الطاغوت

٢٠٤

الرجوع في العدة

٢٣٠

الذي حاج ابراهيم. النمرود

٢٠٥

الطلاق مرتان

٢٣١

اماته مائة عام. والمنار

٢٠٦

في الخلع

٢٣٢

كيف يحيي الموتى. اربعة من الطير

٢٠٧

طلاق الثلاث ، من احكام المطلقات

٢٣٣

انبتت سبع سنابل

٢٠٨

حرمة عضل المطلقات

٢٣٤

لا تبطلوا صدقاتكم. صفوان

٢٠٩

الوالدات واحكام الارضاع

٢٣٥

كمثل حبة بربوة

٢١١

عدة الوفاة

٢٣٦

فاحترقت

٢١٢

التعريض بالخطبة فيها

انفقوا - ولا تيممو الخبيث

٢٠٣

الطلاق قبل الدخول

٢٣٧

الشيطان يعدكم الفقر

٢١٥

حافظوا على الصلوات

٢٣٨

الحكمة ـ ابداء الصدقات

الصلاة الوسطى

٢٣٩

الانفاق ـ للفقرا. الذين احصروا

٢١٦

صلاة الخوف

٢٤٠

لا يسألون الناس الحافا

٢١٧

الوصية للمطلقات والمتاع

٢٤١

علي أمير المؤمنين (ع)

٢١٨

قال لهم موتوا ثم احياهم

٢٤٢

في الربا

بعض المفسرين المصريين

٢٤٣

حرمته والحث على التوبة منه

٢١٩

من ذا الذي يقرض الله

٢٤٦

في امهال المعسر

٢٢٠

بنو اسرائيل. اجعل لنا ملكا

٢٤٧

كتابة الدين واحكامه

٢٢١

طالوت. آ ية ملكه

٢٥٠

الرهن واداء الأمانة

تاريخ الطنطاوي

٢٥٠

كتمان الشهادة

٢٢٢

التابوت تحمله الملائكة

٢٥٣

سورة آل عمران

٣٨٩

صفحة

صفحة

٢٥٤

تصویر الإنسان

٢٨٤

كلامه في المهدي. سؤال مريم

٢٥٥

المحكات. ام الكتاب. المتشابهات

٢٨٥

معجزات مريم

٢٥٦

الراسخون في العلم يعلمون التأويل

٢٨٦

المسيح وبنو اسرائيل الحواريون

٢٥٩

لن تغني عنهم من الله

٢٨٧

ومكروا ومكر الله

٢٦٠

الكشاف. المغني. تفسير المنار

حكمة التشبيه بالمسيح

٢٦١

الإشارة إلى غزوة بدر

٢٨٨

اني متوفيك

٢٦٢

من هو المزين لحب الشهوات

٢٨٩

مثل عيسى عند الله

٢٦٤

بعض صفات المتقين

٢٩٠

آ ية المباهلة

شهد الله ـ واولو العلم

٢٩١

حديث المباهلة : أهل البيت

٢٩٥

ان الدين عند الله الإسلام

٢٩٢

علي (ع) نفس رسول الله (ص).

٢٦٦

فإن حاجوك

ابن تيمية

٢٦٨

يدعون إلى كتاب الله

٢٩٣

محمد عبده وكلامه الغريب

٢٦٩

قل اللهم مالك الملك

٢٩٥

تعالوا إلى كلمة سواء

٢٧١

تولج الليل في النهار و ـ

٢٩٦

لم تحاجون في ابراهيم

٢٧٢

تخرج الحي من الميت ـ

٢٩٧

ما كان إبراهيم يهوديا و ـ

٢٧٣

ان تخفوا ما في صدوركم

٢٩٨

اهل الكتاب. وطائفة منهم

٢٧٤

يوم تجد كل نفس

٢٩٩

ومن أهل الكتاب

٢٧٥

اتباع الرسول. والطاعة

٣٠٠

اوفي بعهده

٢٧٦

اصطفى آ دم ونوحا ـ

٣٠١

النبي لا يدعي الإلهية

٢٧٩

الحمل بمريم ووضعها

٣٠٢

الأناجيل والمسيح. الربانيين

٢٨٠

كفالة زكريا. رزقا. الزهراء

٣٠٣

ميثاق النبيين

دعا زكريا. بشراء بيحيى

٣٠٤

الميثاق ودخول اللام في جوابه

٢٨١

استفهام زكريا. طلبه ال آ ية

٣٠٥

الإيمان بالرسول ونصره

٢٨٢

اصطفاء مريم

٣٠٦

وله أسلم = طوعا وكرها

فاطمة (ع) سيدة نساء العالمين

٣٠٧

الإيمان بالله والنبيين

٢٨٣

بشرى مريم بالمسيح

٣٠٨

في التوبة

٣٠٩

الذين ماتوا وهم كفار

٣٩٠

صفحة

صفحة

٣١٠

لن تنالوا البر. كل الطعام كان حلا

٣٤٢

الانفاق. كظم الغيظ

٣١٣

بكّة والبيت الحرام

٣٤٣

العفو. ذكرو الله

٣١٤

آ يات البيت. مقام ابراهيم

٣٤٤

ومن يغفر. قد خلت سنن

٣١٥

صاحب المنار. والطنطاوي

٣٤٥

لاتهنوا. المنار. انتم الأعلون.

٣١٦

حج البيت والاستطاعة

٣٤٦

ان يمسسكم. نداولها

٣١٨

يا أهل الكتاب لم تصدون

٣٤٧

ليعلم. ليمحص. ام حسبتم.

٣١٩

تبغونها عوجا

٣٤٨

علي وصبره ومواساته

٣٢٠

تحذير المؤمنين من المضلين

٣٤٩

لاسيف إلّا ذو الفقار ولا فتى إلاعلي.

الاعتصام بالله

التشيع

٣٢١

حق تقاته

٣٥١

الطنطاوي. تمنون الموت

٣٢٢

اعتصوا بحبل الله

٣٥٢

وما محمد (ص). وما كان لنفس ان تموت

٣٢٣

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

٣٥٣

وكأين. ربيون كثير

٣٢٦

تبيض وجوه وتسود وجوه

٣٥٤

فما وهنوا

٣٢٧

كنتم خير امة

٣٥٦

ما لم ينزل. ولقد صدقكم

٣٣٠

لن يضركم إلّا أذى

٣٥٧

تحسونهم إذا فشلتم

٣٣١

ضربت عليهم الذلة. ليسوا سواء

٣٥٨

تصعدون. غما بغم

٣٣٢

امة قائمة يتلون

٣٥٩

أمنة نعاسا

٣٣٣

لن تغني عنهم اموالهم. والصّر

٣٦٠

تولوا منكم

٣٣٤

احوال المنافقين

٣٦١

فبما رحمة. عدم زيادة «ما»

٣٣٥

ذات الصدور

٣٦٣

اتبع رضوان الله

٣٣٦

ان تمسكم حسنة تسؤهم

٣٦٤

هم درجات. رسولا من انفسهم

٣٣٧

واقعة احد. همت طائفتان

٣٦٥

اصبتم مثليها

٣٣٨

الطنطاوي. نصركم الله ببدر

٣٦٦

اقوال المنافقين

٣٣٩

من فورهم. يمددكم. مسومين

٣٦٧

يستبشرون. الذين استجابوا

٣٤٠

إلا بشرى. ليقطع. ليس لك

٣٦٨

للذين احسنوا منهم. الكشاف وغيره

٣٤١

او يعذبهم. دعا النبي (ص)

والمنار واستاذه

٣٤٢

عرضها السماوات والأرض

٣٦٩

جمعوا لكم. زادهم ايمانا

٣٩١

صفحة

صفحة

٣٧٠

فانقلبوا بنعمة... واتبعوا رضوان الله. الشيطان يخوف أولياءه

كل نفس ذائقة الموت

٣٧١

لايحزنك. اشتروا الكفر بالإيمان

٣٧٩

لتبلون. ميثاق الذين أوتوا الكتاب.لاتحسبن الذين يفرحون.

٣٧٢

إنما نملي لهم

٣٧٣

ما كان الله ليذر ، حتى يميز

٣٨٠

الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم

٣٧٤

ف آ منوا بالله ورسله. ولا تحسبن الذين يبخلون

٣٨١

قولهم سمعنا مناديا ينادي للإيمان ، دعاؤهم

٣٧٥

الذين قالوا إن الله فقير وقتلهم الأنبياء

٣٧٢

استجابة دعائهم. الذين هاجروا. في الذين كفروا

٣٧٦

الله ليس بظلام للعبيد. قربان تأكله النار

٣٨٣

في المتقى. أهل الكتاب. اصبروا وصابروا

٣٧٧

صاحب المنار وأستاذه

انتهاء الجزء الأول

٣٧٨

قد جاءكم رسل من قبلي. فإن كذّبوك

٣٨٤

فهرست مصنفات المفسر

٣٩٢

الفهرس

الفصل الأوّل في إعجازه ٣

وجه شهادة المعجز٣

توضيح ذلك ٣

حكمة تنوع المعجز٤

حكمة كون المعجز للعرب هو القرآن ٤

إمتيازه عن غيره من المعجزات ٥

إعجازه من وجهة التاريخ ٩

إعجازه في وجهة الاحتجاج ١١

إعجازه من وجهة الاستقامة والسلامة من الاختلاف والتناقض١٢

إعجازه في وجهة التشريع العادل ونظام المدنيّة١٣

اعجازه من وجهة الأخلاق ١٤

اعجازه في وجهة علم الغيب ١٥

الفصل الثاني في جمعه في مصحف واحد ١٧

اضطراب الروايات في جمع القرآن ١٩

بعض ما الصق بكرامة القرآن الكريم ١٩

الأمر الرابع ٢٣

الأمر الخامس ٢٤

قول الإمامية بعدم النقيصة في القرآن ٢٥

الفصل الثالث في قراءته٢٩

الفصل الرابع في تفسيره٣٢

المقام الثاني ٣٧

المقام الثالث ٤٣

المقام الرابع ٤٨

فاتحة الكتاب ٥٠

٣٩٣

تسميتها٥٠

بركتها٥٠

محل نزولها٥٠

بسملتها٥٠

الجهر بالبسملة٥١

اعراب البسملة٥١

خلق القرآن ٥٢

العبادة٥٧

حصر الاستعانة بالله جلّ اسمه٥٩

الاستشفاع إلى الله ٦٠

الاستشفاع بالمقربين من الأموات ٦١

بقاء النفس بعد الموت ٦١

الشفاعة٦٢

سورة البقرة٦٣

سورة آل عمران ٢٥٣

فهرست مصنفات المفسِّر٣٨٤

فهرست الجزء الأول من كتاب آلاء الرحمن في تفسير القرآن٣٨٥

٣٩٤