شرح زيارة عاشوراء

شرح زيارة عاشوراء0%

شرح زيارة عاشوراء مؤلف:
تصنيف: متون الأدعية والزيارات
ISBN: 964-94216-2-9
الصفحات: 118

شرح زيارة عاشوراء

مؤلف: آية الله حبيب الله الشريف الكاشانيّ (قدس سره)
تصنيف:

ISBN: 964-94216-2-9
الصفحات: 118
المشاهدات: 55481
تحميل: 5318

توضيحات:

شرح زيارة عاشوراء
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 118 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 55481 / تحميل: 5318
الحجم الحجم الحجم
شرح زيارة عاشوراء

شرح زيارة عاشوراء

مؤلف:
ISBN: 964-94216-2-9
العربية

ينکره المخالف أيضا(١) .

وقدکتب زياد بن أبيه لعنه الله إلى الحسن بن علي عليهم السلام : من زياد بن أبي سفيان إلى الحسن بن فاطمة ؛ أمّا بعد فقد اتانی کتابک تبدا فيه بنفسک قبلی إلى آخر ما کتبه، فبعث عليه السلام بکتاب الملعون إلى معاوية، فکتب إلى زياد : اما بعد فان الحسن بن علي بعث إلي بکتابک اليه جوابا عن کتاب کتبه إليك إلى قوله : واما کتابک إلى الحسن باسمه واسم امه ولا تنسبه إلى أبيه فان الحسن – ويحک - من لا يرمي به الرجوان، واي ام وکلته لا أم لك اما علمت انها فاطمة بنت رسو الله؟ فذاك افخر له لو کنت تعقله(٢) وقد يقال: إنّ فاطمة بعد رسول الله وأمير المؤمنين عليهم السلام أفضل من سائر الائمة وهو کما تری(٣) .

__________________ ـ

من له جد کجدي في الواری

او کشيخي فانا ابن العلمين

امي الزهراء حق وابي

وارث العلم مولی الثقلين»

١ـ راجع ينابيع المودة للقندوزي، والثغور الباسمة بفضائل فاطمة للسيوطي، ونور الابصار للشبلنجي، والدر المنثور للسيوطي، وفرائد السمطين والبحار ج٤٣ حياة الزهراء عليها السلام.

٢ـ ذکرها البلاذري في انساب الاشرف ج٣، ص٥٢. وذکرها السيد سلطان الواعضين في کتابه الفرقة الناجية ص ٢٧٦، ترجمة الاخ فاض الفراتی.

وختم معاوية رسالته بهذه الابيات :

«اما حسن فان الذي کان قبله

اذا ار سار الموت حيث يسير

وهل يلد الريبال الانظيره

وذا حسن شبه له ونظير

ولکنه لو يوزن العلم والحجا

بامر لقالو ا يذبل وثبير

٣ـ ومما يدل علی ان فاطمة عليها السلام أفضل من سائر الائمة عليهم السلام :

اولا : روی المفيد في الارشاد حديثا ج٢، ص٩٣، والطبرسي في اعلام الوری ص ٢٣٩ عن الامام الحسين عليه السلام يوم عاشوراء قال لاخته زينب عليها السلام : (ابي حير مني، وأمّي خير مني ،

٤١

السلام عليك يا ثار الله وابن ثار والوتر الموتور

الثار مهموز العين کالراس والکاس * قد یخفف الهمز بقلبه الفا مثلهما کما هو المظبوط في کثيرمن کتب الزيارات طلب الدم، کما في نهاية ابن الاثير(١) . قال في حديث محمد بن مسلمة يوم خبير : «انا له يا رسول الله الموتور الثائر(٢) ای طالب الثار وهو طلب الدم، يقال : ثارت القتيل وثارت به فانا ثائر ايقتلت قاتله(٣) . ومنه الحديث ياثارات عثمان أي يا أهل ثاراته، ويا ايها الطالبون بدمه

__________________

واخي خير مني).

ثانيا : روی الصادق في اماليه ص ٤٣٧ المجلس ٦٧. قال رسول الله صلی الله عليه وآله : (الحسن والحسين فاضلان في الدنيا والآخرة وابوهما أفضل منهما).

ثالثا : روايات الکوفية وهي : روی الصدوق في اماليه ص ٥٩٢ المجلس ٨٦، وعلل الشرائع ص ١٧٨ عن الامام الصادق عليه السلام : (لولا ان أمير المؤمنين تزوجها لما کان لها کفؤ علی وجه الارض إلى يوم القيامة آدم فمن دونه).

وفی الحديث القدسي عن جبرئيل قال : (يا محمد ان الله جل جلاله يقول : لو لم اخلق عليا لما کان لفاطمة ابنتک کفؤ علی وجه الارض، ادم فمن دونه).

رابعا : الحديث المروي عن الامام الحسن العسکري عليه السلام قال : (نحن حجج الله علی خلقه وجدتنا فاطمة حجة علينا).

* ـ هنا واو ساقطة کما في النسخة الخطية.

١ـ نهاية ابن الاثير ج١، ص١٩٩. ط : دار الکتاب العلمية >

٢ ـ مسند أحمد بن حنبل ج٣، ص ٣٨٥، والنهاية ج١، ص١٩٩.

٣ ـ نهاية ابن الاثير، ج١، ص١٩٩.

٤٢

فحذف المضاف واقام المضاف اليه مقامه(١) . وقال الجواهري يقال : ياثارات فلان أي يا قتلة فلان(٢) ، فعلی الاول يکون قد نادي طالبي الثار ليعينوه علی استيفائه واخذه، وعلی الثاني يکون قد نادي القتلة تعريفا لهم وتقريعا الخ(٣) . اومشترک بينه وبين الدم وقاتل الحميم کما يظهر من (ق) قال الثار : الدم والطلب به وقاتل حميمک(٤) ، أو حق القصاص واستيفاء عوض الدم کما يظهر من المطرزي قال ادرک فلان ثاره يعني قتل قاتل حميمه(٥) ، ولعله راجع إلى ما تقدم ويحتمل ان يکون الثار في المقام وامثاله بالالف مخففا من الثائر کما في رهار علی أحد الوجهين، أو مصحفا منه کما في مجمع الطريحي قال والثائر الذي لايبقي علی شيء حتی يدرک ثاره(٦) . وفي مخاطبة الامام حين الزيارة (اشهد انّك ثار الله وابن ثاره).

ولعله مصحف من يا ثائر الله وابن ثائره، وکيف کان فهذه الفقرة(٧) تحتمل(٨) وجوها :

احدها : ان المراد انّك طالب دم(٩) الشهداء لله ولاجله وفي سبيله في زمان

__________________ ـ ـ ـ

١ـ نفس المصدر، ولسان العرب لابن منظور ج٢، ص ٧٧.

٢ ـ الصحاح ص ٨١. ط : دار الفکر، ولسان العرب.

٣ ـ وتفظيعا للامر عليهم.

٤ ـ راجع قاموس المحيط للفيروز ابادي، ولسان العرب ج٢، ص٧٧.

٥ ـ لسان العرب والمنجد في اللغة ص ٦٨.

٦ ـ راجع کتاب مجمع البحرين للطريحي.

٧ ـ أي فقرة الزيارة وهي (ياثارالله وابن ثاره).

٨ ـ في النسخة الخطية (يحتمل) بدل (تحتمل).

٩ ـ في النسخة الخطية (الدم) بدل (دم).

٤٣

رجعتک إلى الد نيا(١) ، ولا يجوز فيه لو جعلنا الثار مخففا من الثارئر الذی هو طالب الدم ووليه، واما علی غيره فلا بد من حذف مضاف ای ولی دم الشهداء لله، أو في الله کما قال الله : (ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا)(٢) وقيل : ای انّك أهل طلب دم الشهداء في الله ای في سبيله حين الرجعة فتامل.

وثانيا : ان المراد انّك قتيل لاجل الله وفي سبيله فتجوز عنه بلفظ الثار الذي هو الدم لبعض العلائق المصححة.

وثالثا : ان المراد انّك قتيل قتلته محبة الله(٣) ، کما قال : ومن عشقته(٤) . قال الشاعر :

«باح مجنون عامر بهواه

وکتمت الهوی فمت بوجودي(٥)

واذا کان في القيامة نودي

من قتيل الهوی تقدمت وحدي»

__________________ ـ ـ ـ

١ ـ عندنا کثير من الروايات التي تؤکد الرجعة، واول من يرجع هو الامام الحسين عليه السلام ويحکم في رجعته حتی يشيب ويسقط حاجباه علی عينيه. وللزيادة راجع مختصر بصائر الدرجات، والرجعة للاستر ابادي.

٢ ـ الاسراء : ٣٣.

٣ ـ في خصوص محبة الله سبحانه للعبد شواهد من الکتاب والسنة ناطقة بان الله سبحانه يحب العبد، کقوله تعالی في سورة المائده (٥٧) : (يحبهم ويحبونه) وقوله تعالی في سورة الصف(٤) : (انالله يحب الذين يقاتلون في سبيله).

وقال الرسول صلی الله عليه وآله حاکيا عن الله تعالی : «لا يزال العبد يتقرب الي بالنوافل حتی احبه، فاذا احببته کنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ولسانه الذي ينطق به».

(راجع جامع السعادات ج٣، ص١٨٠ وص١٩٠).

٤ ـ لم نعثر علی هذا الحديث في المصادر المعتبرة عندنا.

٥ ـ في النسخة الخطية (بوحدي) بدل (بوجدي).

٤٤

ومما ينسب اليه(١) قوله عليه السلام :

«ترکت الناس طرا في هواکا

وايتمت العيال لکي اراکا

فلو قطعتني اربا فاربا

لما حن الفؤاد إلى سواکا»(٢)

والتجوز علی حسب ما تقدم.

ورابعا : ان المراد ان الله سبحانه ولي دمک يطلب بدمک من اعدائک ففيه أيضا تجوز بالثار الذي هو طلب الدم عن المطلوبه بدمه.

قيل : وحينئذ يقدر مضاف للثار أي أهل ثار الله ويکون اضافة الثار إلى الله بمعني من، أي انّك أهل طلب الدم من الله أي طلب الدم الذي يکون الطلب ناشئا منه وأنت أهل لذلک الطلب الناشئ منه فتبدر.

وخامسها : ان المراد انّك صاحب الدم الذي عظمه الله وشرفه علی سائر الدماء، فالمضاف محذوف والاضافة تشريفية کما في روح الله وبيت الله، ويحتمل ان يراد بالثار صاحبه علی التجوز في نفس الکلمة.

وسادسها : ان المراد يامن ثاره ثار الله أي بمنزلته، کما في يد الله وعين الله. ونصب الوتر عطفا علی المنادي المضاف(٣) لکون المعطوف عليه(٤) کالمستقل وهو بالکسر علی المضبوط في الزيارات، والمشهور في القراءات الفرد

__________________

١ـ أي إلى الامام الحسين عليه السلام.

٢ ـ وفی بعض المصادر هکذا :

«الهي ترکت الخلق طرافي هواکا

وايتمت العيال لکي اراکا

فلو قطعتني في الحب اربا

لما مال الفؤاد إلى سواکا»

(راجع اسرار الشهادة ص ٤٢٣، واخلاق الامام الحسين عليه السلام ص ٢٥٨).

٣ ـ وهو (ياثار) وحکمه النصب لانه مضاف إلى لفظ الجلالة (الله).

٤ ـ المعطوف عليه هو (ثار).

٤٥

فهو عليه السلام وتر لتفرده في الکمال في عصره، أو بقبوله للامانة أي الشهادة الکلية التي عرضها الله في الذر علی عباده فابوا من حملها واشفقوا منها فحملها فکان ظلوما أي مظلوما جهولا أي مجهول القدر(١) لعلو وارتفاع همته کما قال :

«سبقت العالمين إلى المعالي

بحسن خليقة وعلو همة

فلاح بحکمتي نور الهدي في

ليال في الضلالة مدلهمة

يريد الجاحدون ليطفئوه

ويابي الله الا ان يتمه»(٢)

والموتور يحتمل ان يکون تاکيدا(٣) للوتر من قبيل قولهم برد بارد، وليل اليل، وشعر شاعر، وفي التنزيل : (وحجرا محجورا)(٤) ، وان يکون من قبيل قوله عليه السلام : انا الموتور أي صاحب الوتر أي الطالب بالثار من الوتر والوتيرة والترة وهو طلب الثار، وان يکون من قبيل قوله : (من فاتته صلاة العصر فکانما وتر اهله وماله)(٥) أي نقص. يقال وترته إذا نقصته فکانک جعلته وترا بعدان کان کثيرا، ومنه قوله تعالی : (ولن يترکم اعمالکم)(٦) أي ولن ينقصکم

__________________

١ـ اشارة إلى الاية القرانة المبارکة في سورة الاحزاب اية (٧٢) قوله تعالی : (انا عرضناالامانة علی السموات والارض والجبال فابين ان يحملنها واشفقن منها وحملها الانسان انه کان ظلوما جهولا).

٢ ـ المناقب ج٤، ص٧٤، والبحار ج٤٤، ص١٩٤، والعوالم ج١٧، ص٦٩، واخاق الامام الحسين ص ٦١.

هذه الابيات منسوبة إلى الامام الحسين عليه السلام.

٣ ـ تاکيد لفظي.

٤ ـ سورة الفرقان : ٥٣.

٥ ـ راجع المصباح المنير للفيومي ص ٦٤٧.

٦ ـ سورة محمد صلی الله عليه وآله : ٣٥.

٤٦

فهو عليه السلام موتور أي منقوص مکسور صولته بقتل اعوانه وانصاره من اخوانه واولاده وغيرهم ممن قتل بکربلاء فصار فردا لم ينصره أحد کما قيل : في فتية ساعدوا وواسوا وجاهدوا اعظم الجهاد حتی تفانوا(١) وظل فردا ونکسوه عن الجواد، وان يکون من قولهم : فلان موتور أي قتل له قتيل فلم يدرک بدمه وهو عليه السلام وان قتل يوم کربلاء کثيرا من اعدائه اضعاف من قتل من اوليائه الا انه لوقتل جميعهم لم يعدل سهما خرق حلقوم طفله الرضيع.

__________________

١ـ وقد وصفهم مشاهدوا المعرکة من جند ابن سعد ـ کما ينقل المعتزلي في شرح النهج ج ١، ص ٣٠٧ ـ بقولهم :

(ثارت علينا عصابة ايديها في مقابض سيوفها کالاسود الضارية، تحطم الفرسان يمينا وشمالا، وتلقي انفسها علی الموت لا تقبل الامان، ولا ترغب في المال ولا يحول حائل بينها وبين الورد علی حياض المنية، لو کففنا عنهم رويدا لاتوا علی المجموع بحذافيرها).

وقال اسد حيدر في کتابه (مع الحسين في نهضة) ص ٢٣١، ط : بيروت : «کانوا يتسابقون للذئد عن السين والدفاع عن مبادئه، وهم يتلقون سهام اعدائه وهي تهوي عليهم کشابيب المطر، فکلما صرع واحد منهم حل مکانه اخر، يدفع عنه بصدره ويجود من اجله برحه».

وقد وصفهم الامام الحسين عليه السلام بقوله : (لقد خبرتهم وبلوتهم، فلم اجد فيهم الاالاشوش الاقعس، يستانسون بالموت دوني استيناس الطفل بمحالب امه). (ابصار العين ص١٠).

وقد وصفهم الامام الصادق عليه السلام بقوله : «ان أصحاب جدي الحسين، کانوا لا يحسون بالم الحديد».

٤٧

السلام عليك وعلی الارواح التي حلت بفنائك(١)

الحلول : النزول ف يقال : حل المکان وبه نزل(٢) ، وفناء الدار بالکسر ما اتسع من امامها، والمراد بالاروح ارواح اصحابة واعوانه الذين استشهدوا بين يديه ونزلوا بفناء محبته والوفاء بعهود مودة عليه السلام واستقاموا علی طريق بيعته حتی قال عليه السلام في حقهم : (لا اعلم اصحابا اوفی ولاخير من اصحابي)(٣) ، ولنعم ماقيل :

(هم سادة قد عظمت اجورها

بدت لهم عند اللقاء حورها

في جنة عالية قصورها

قطوفها دانية لمن يری

فعاينوا الحورعليهم تشرف

وجنة الخلد لهم تزخرف

فعانقوا بيض الظبا وارتشفوا

من القنا کاس الفناء سکرا

حتی ابيدوا کلهم علی ظما

بين طعين وجريح ظلما

فيالهم من ناصرين کرما

باعوا علی الله النفوس فاشتری)

ويمکن ان يراد بحلولها وساحته حشرها معه في حضرة القدس، فان

__________________

١ـ شرح هذه الفقرة غير موجود في النسخة الخطية التي اعتمدنا عليها.

٢ ـ راجع المصباح المنير للفيومي ج ١، ص١٤٧وص١٤٨.

٣ ـ الکامل في التاريخ لابن الاثير ج٣ف٤١٦، ط : بيروت. والطبري في تاريخة ج٦، ص٢٣٨ إلى أنْ قال لهم الامام الحسين عليه السلام : «ولااهل بيت ابر ولا اوصل من أهل بيتي، فجزاکم اللع عني جميعا خيرا، الاواني اظن يومنا من هؤلاء الاعداء غدا، واني قد اذنت لکم فانطلقوا جميعا في حل ليس عليکم مني ذمام، وهذا الليل قد غشيکم فاتخذوه جملا ولياخذ کل رجل منکم بيد رجل من أهل بيتي فجزاکم الله جميعا خيرا وتفرقوا في سسوادکم ومدائنکم، فان القوم إنّما يطلبونني ولو اصابوني لذهلوا عن طلب غيري».

٤٨

المرء يحشر مع من احبه، والاخبار متظافرة بذلك(١) ، وفي الحلول بالفناء اشارة إلى انحطاط درجتها عن درجته کما هو کذلک في نفس الامر بالضرورة فانها ما نالت هذا المقام الا بمحبته والفناء في عشقه ومودته، فياليتنا کنا معهم فنفوز فوزا عظيما(٢) ، ولکن الصحيفة الالهية قد انطوات عليهم لم يزد علی عدتهم أحد ولم ينقص منهم احد.

(فيا طول الاسي من بعد قوم

ادير عليهم کاس الافول

__________________

١ـ راجع البحار ج٢٧، ص ١٠٠ ومنها :

قام ثوبان مولی رسول الله صلی الله عليه وآله قال : بأبي أنت وأمّي يارسول الله متی قيام الساعة؟ فقال رسول الله صلی الله عليه وآله : ما اعددت لها اذ تسال عنها؟ قال : يارسول الله ما اددت لها کثير عمل الا اني احب الله ورسوله، فقال رسول الله صلی الله عليه وآله : وإلی ماذا بلغ حبک لرسول الله صلی الله عليه واله؟ قال : والذي بعثک بالحق نبيا ان في قلبي من محبتک ما لو قطعت بالسيوف ونشرت بالمناشير وقرضت بالمقاريض واحرقت بالنيران وطحنت بارحاء الحجارة کان احب الي واسهل علي من ان اجد لك في قلبي غشا أو بغضا لاحد من أهل بيتک واصحابک واحب الخلق الي بعدک احبهم لك وابغضهم الي من لا يحبک ويبغضک أو يبغض أو يبغض احدا ممن تحبه فان قبل هذا مني فقد سعدت وان اريد مني عمل غيره فما اعلم لي عملا اعتمده واعتد به غير هذا احبکم جميعا أنت واصحابک ان کنت لااطيقهم في اعمالهم، فقال صلی الله عليه وآله : ابشر فان المرء يوم القيامة مع من احبه، يا ثوبان لوکان عليك من الذنوب ملا ما بين الثری إلى العرش لانحسرت وزالت عنک بهذه المولاة اسرع من انحدار الظل عن الصخرة الملساء المستوية إذا طلعت عليه الشمس ومن انحسار الشمس إذا غابت عنها الشمس.

٢ ـ هذه اشارة إلى الاية القرانية في سورة النساء (٧٣)، قوله تعالی : (ياليتنی کنت معهم فافوز فوزا عظيما).

٤٩

تعاورهم اسنة آل حرب

واسياف قليلات القلول

بتربة کربلاء لهم ديار

يتامی الاهل دراسة الطلول

تحيات ومغفرة وروح

علی تلک المحلة والعلول

ويحتمل ان يراد بالارواح أجسادهم الشريفة الطاهرة المدفونة في الروضة المقدسة الطيبة لطهارتها، ونزاهتها عن الادناس البشرية والعلائق العنصرية فصارت بمنزلة الارواح اللطيفة المجردة.

وحکي انه قد تراس تلميذ لقلانوس الحکيم علی الهند فرغب الناس في تلطيف الابدان وتهذيب الانفس وکان يقول :

ای امرء هذب نفسه واسرع في(١) الخروج عن هذا العالم الدنس، وطهر بدنه عن(٢) اوساخ هذا العالم ظهر له کل شيء وعاين کل غائب، وقدر علی کل معتذر، وکان مسرورا محبورا(٣) ماتذا عاشقا، لا يمل ولا يکل، ولا يمسه نصب ولا لغوب(٤) .

قال الشهرستاني(٥) : ولما وصل الاسکندرالی تلک الديار واراد محاربتهم صعب عليه افتتاح مدينة أحد الفريقين وهم الذين کانوا يرون استعمال اللذات في هذا العالم بقدر القصد الذي لایخرج إلى فساد البدن، فجهد حتی افتتحها وقتل منهم جماعة من أهل الحکمة فکانوا يرون جثث قتلاهم مطرحة(٦) کانها

__________________

١ـ في الاصل وهو الملل والنحل للشهرستاني [في] ساقطة.

٢ ـ في الملل والنحل بدل (عن) (من).

٣ ـ في الملل والنحل فقط (محبورا).

٤ ـ الملل والنحل للشهرستاني ج١، ص٤١٣، ط : دارالفکر (١٩٩٩م).

٥ ـ نفس المصدر.

٦ ـ في الملل والنحل (مطروحة).

٥٠

جثث السمک الصافية النقية التي في الماء الصافي، فلما راوا ذلك(١) ندموا علی فعلهم وامسکوا عن الباقين. فاذا کان هؤلاء أجسادهم بهذه المثابة من اللطافة فکيف ظنک بالفتية الذين رباهم الحسين بن علي عليهم السلام وصفتهم بالشهادة، وبلغ بهم اعلی مراتب السعادة. وقد تقرر في محله ان الجسد بالرياضية والتصفية وتذهيب الاخلاق يتلون بلون الروح، کما ان الروح بمتابعة النفس الامارة تتلون بلون الجسد والله اعلم.

__________________

١ـ في الملل والنحل هکذا (وذلک بهم).

٥١

(١) عليکم مني جميعا سلام الله ابدا

مابقيت وبقي الليل والنهار

تقديم الخبر(٢) لافادة الحصر، وجميعا حال من ضمير الجمع، ويحتمل بعيدا من ضمير النفس أي بلساني وجناني، وفي اضافة السلام إلى الله اشارة إلى أنْ اللائق بهم سلامه تعالی، کما قيل :

«سلام من الرحمن نحو جنابکم

فان سلامي لا يليق بباکم»

وابدا ظرف عامله الاستقرار المحذوف وجوبا وهو الخبر بحسب المعنی، ويحتمل کونه السلام، وما بقيت أي مدة بقائی وبقاء الليل والنهار فهو تفسير بحسب المعنی لابدا، وما حرفية مصدرية والظرفة مستفادة من المضاف المحذوف ولاتنافي بين نسبة السلام إلى الله وکونه من الزائر وناشئا منه کما يقتضية من الابتدائية، فان المراد انه يطلب من الله ان يديم سلامه عليه، ويجعله مستمرا دائما فيقول : سلام الله أبدا عليکم، أو انه يسلم عليکم بسلام الله أبدا في حال حياته وبعد وفاته، فالمراد بسلام الله نحوه ونوعه کما في : سبحان الله أي سبحت نحو تسبيحه اللائق به الذی علمناه والهمناه فکما ان مطلق تسبيحنا لله لايناسب ببابه تعالی کذلک مطلق تسليمنا لا يليق بجنابه عليه السلام.

__________________

١ـ يبدو من هذه الفقرة قد سبقها کلام کما في کامل الزيارات هکذا ورد قبل (عليکم مني ...) وبعد (حلت بفنائك ) (اناخت برحلک).

٢ ـ وهو الجار والمجرور (عليکم) وهو الان خبر مقدم، واخر المبتدا وهو (سلام ..) وهو الان مبتدا مؤخر.

٥٢

يا اباعبدالله، لقد عظمت الرزية وجلت وعظمت(١) المصيبة

بک علينا، وعلی جميع أهل الاسلام، وجلت وعظمت مصبيتک

في السلماوات علی جميع أهل السماوت

جدد ندائه لتجديد الحزن وتوفير البکاء عليه فانه لا يذکر عند مؤمن الا وحزنة يتجدد وعبرته تجري(٢) .

واللام في لقد لتوطئة القسم أي والله لقد عظمت الرزية، وهي بفتح الراء المهملة وکسر المعجمة وتشديد الياء(٣) وربما يبقي الهمزة علی حالها فيقال : رزيئة من الرزء وهو المصيبة بفقد الاعزة والاحباب(٤) . والمصيبة اعم فانها الامر المکروه الذي يحل بالانسان کالمصابة والمصوبة وکيف لا تعظم علينا وعلی جميع أهل الاسلام رزيته ولاتجل مصيبة، وقد خص بالشهادة الکلية المتضمنة لجميع انواع الرزايا والمصائب ولذا کانت مصيبة اعظم المصائب.

__________________

١ـ (عظمت في کامل الزيارات غير موجودة).

٢ ـ عن ابن خارجة عن أبي عبدالله عليه السلام قال : کنا عنده فذکرنا الحسين بن علي عليهم السلام وعلی قاتله لعنة الله فبکی أبو عبدالله عليه السلام وبيکنا، قال : ثم رفع راسه فقال : قال الحسين بن علي عليهم السلام : انا قتيل العبرة لايذکرني مؤمن الابکی. (کامل الزيارات ص ١٠٨، والبحار ج٤٤، ص٢٧٩). وفي حديث آخر عن الامام صادق عليه السلام عن ابائه عليهم السلام قال : قال أبو عبدالله الحسين بن علي عليهم السلام : (انا قتيل العبرة لايذکرني مؤمن الا استعبر). البحار ج٤٤، ص٢٨٤.

وفي حديث آخر في البحار ج٤٤، ص٢٧٩، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال الحسين بن علي : انا قتيل العبرة قتلت مکروبا، وحقيق علی الله ان لا ياتيني مکروب قط الا رده الله أو اواقلبه إلى اهله مسروا.

٣ ـ راجع المصباح المنير للفيو مي ص٢٢٦، ط : دارالهجرة.

٤ ـ نفس المصدر.

٥٣

قال الصادق عليه السلام : (ان اباعبد الله عليه السلام لما مضي بکت عليه السماوات السبع وما فيهن والارضون السبع وما فيهن وما بينهن وما في الجنة والنار من خلق ربنا وما يری وما لايری)(١) .

وقال الامام الباقر عليه السلام : (بکت الانس والجن والطير والوحش علی الحسين بن علي عليهم السلام حتی ذرفت دموعها)(٢) .

وعن جبلة المکية قالت : سمعت ميثم التمار يقول : والله لقتل هذه الامة ابن نبيها في المحرم لعشر يمضين منه وليتخذن اعدء الله ذلك اليوم برکة، وان ذلك لکائن قد سبق في علم الله، العلم ذلك بعهد(٣) عهده الي أمير المؤمنين عليه السلام، فلقد اخبرني انه يبکي عليه کل شیء حتی الوحوش في الفلوات، والحيتان في البحار، والطير في (جو)(٤) السماء وتبکي عليه الشمس والقمر والنجوم والسمائ والارض، ومؤمنو الانس والجن، وجميع ملائکة السماوات والارضين، ورضوان ومالک وحملة العرش، وتمطر السماء دما ورمادا(٥) .(٦)

__________________

١ـ البحار ج٤٤، ص٢٨٦، ط : المکتبة الاسلامية.

٢ ـ روی هذا الحديث ابن قولويه عن الامام الباقر عليه السلام في کامل الزيارات. عن ام سلمة قالت : ما سمعت نوح الجن الا في الليلة التي قتل فيها الحسين عليه السلام سمعت قائلا يقول :

«الا يا عين فاختلفی بجهد

ومن يبکي علی الشهداء بعدي

علی رهط تقودهم المنايا

الی متجبر في ثوب عبد»

(راجع تذکرة الخواص، ص ٢٤١ لابن الجوزي).

٣ ـ في النسخة الخطية (لعهد) بدل (بعهد).

٤ ـ بين القوسين في المصدر غير موجود.

٥ ـ في النسخة الخطية (رفادا) بدل (رمادا).

٦ ـ ـ تکملة الرواية في علل الشرائع للشيخ الصدوق ج١، ص ٢٦٧، ط : الاعملي. ثم قال :

٥٤

والاخبار من هذا القبيل متواترة، فالتخصيص بالمسلمين واهل السماوات لتاثير هذه المصيبة في قلوبهم اعظم التاثير علی الوضع المعروف، ولکن تاثيرها ففففي سائر الموجودات علی وضع آخر کما لا يخفی علی من تاملسات تدبر، قال بعضهم :

مصائب سائت کل من کان مسلما

ولکن عيون الفاجرين اقرت

اذا ذکرت نفسي مصيبة کربلا

واشلاء(١) سادات بها قد تقرت

اضاقت فؤادي واستباحت تجارتي

وعظم کربي ثم عيشي امرت

اريقت دماء الفاطميين بالملا

فلو عقلت شمس النهار لخرت(٢)

__________________

(وجبت لعنة الله علی قتلة الحسين عليه السلام کما وجبت علی المشرکين الذين يجعلون مع الله الها آخر وکما وجبت علی اليهود والنصاری والمجوس. قالت جيلة : فقلت له : يا ميثم فکيف يتخذ الناس ذالک اليوم الذي قتل فيه الحسين عليه السلام يوم برکه؟

فبکی ميثم ثم قال : يزعمون لحديث يضعونه انه اليوم الذي قبل الله فيه توبة داود وانما قبل الله عزّ وجل توبته في ذي الحجة، ويزعمون انه اليوم الذي اخرج الله فيه يونس من بطن الحوت وانما اخرج الله عزّ وجل يونس من بطن الحوت في ذالحجة. ويزعمون انه اليوم الذي استوت فيه سفينة نوح علی الجودي وانما استوت علی الجودي يوم الثامن عشر من ذي الحجة، ويزعمون انه اليوم الذي فلق الله تعالی دفيه البحر لبني اسرائيل وانما کان ذلك في ربيع الاول، ثم قال ميثم : يا جبلة اعلمي ان الحسين بن علي عليه السلام سيد الشهداء ويوم القيامة ولاصحابه علی سائر الشهداء درجة، يا جبلة إذا نظرت السماء حمراء کانها دم عبيط فاعلمي ان سيد الشهداء الحسين قد قتل.

قالت جبلة فخرجت ذات يوم فرايت الشمس علی الحيطان کانها الملاحف المعصفرة فصحت حينئذ وبکيت وقلت : قد والله قتل سيدنا الحسين عليه السلام.

١ـ اشلاء : أي اعضاء، جمع شلو ـ بالکسر وهو العضو.

٢ ـ هذه الابيات وجدتها في بحار الانوار ج٤٥ (حياة الامام الحسين عليه السلام) ص ٢٨٠، ط : دار التراث العربي

٥٥

فلعن الله أمّة اسست اساس الظلم والجور عليکم أهل البيت

هذا تفريح علی عظيم رزئه وجليل مصابه لاستحقاق من رزئه بهذه الرزية واصابه بهذه المصيبة(١) اللعن بحکم العقل(٢) ، والنقل کما في رواية جبلة المشمار اليها عن ميثم التمار حيث قال : وجبت لعنة الله علی قتلة الحسين، کما وجبت علی اليهود والنصاری والمجوس(٣) .

فما ذکره بعض علماء العامة(٤) مما يستحي القلم عن تحريره من عدم جواز اللعن علی يزيد بن معاوية لعنه الله عناد بحت وتسويل شيطانی، لا يصغي اليه من شم رائحة الاسلام(٥) ، فکيف بالعلماء الاعلام. وابتدا بلعن من اسس اساس

__________________

١ـ وهي فاجعة الطف التي روعت قلب الحسين عليه السلام وابکت عيون محبيه وانصاره، وايتمت عياله واطفاله، وفرحت بها اعداءه وانداده.

٢ ـ ان العقل السليم يحکم ويدرک ـ بان کل من نصب العداء والحرب والقتل (لمحمد) صلی الله عليه وآله عليهم السلام يستحق اللعنة والعداء والبراءة منهم، واذا العقل لم يحکم بهذا الحکم فهو مشکوک به.

٣ ـ راجع علل الشرئع للشيخ الصدوق ص ٢٦٧، ج١، ط : الاعلمي.

٤ ـ هو الغزالي في کتابه (احياء علوم الدين) ج٣، ص ١٢١ ـ ١٢٢.

٥ ـ وفي نفس الوقت لم يتوقف العلماء المنصوفون في کفر يزيد وزندقته ولعنه واجمعوا علی لعنه، منهم :

ا ـ سعد الدين التفتازاني في شرح العقائد النسفية ص ١٨١، قال : (والحق ان رضا ـ يزيد ـ بقتل الحسين واهانته أهل بيت رسول الله مما تواتر معناه، فنحن نتوقف في ايمانه فلعنة الله عليه وعلی أنصاره وعلی اعوانه).

٥٦

الظلم، وزرع بذر الجور وهم صنما قريش وجبتاهما(١) واتباعهما ممن

__________________

صاحب کتاب (شفاء الصدور) قد رد علی الذين لم يجيزوا له=عن يزيد کابی حامد الغزالي صاحب کتاب (احياء علوم الدين) فانشا يقول :

(قل لمن لا يجيز لعن يزيد

انت ان فاتنا يزيد يزيد

زادک الله لعنة وعذابا

وله الله ضعف ذاك يزيد)

جـ ـ السمهودِ قال : اتفق العلماء علی جواز لعن من قتل الحسين أو امر بقتله أو اجازه، أو رضي به.

د ـ سئل ابن الجوزي عن ـ لعن يزيد ـ؟ فقال : (اجاز أحمد ـ لعنه ـ ونحن نقول : لا نحبه، لما فعل بابن بنت نبيا، وحمله آل رسول الله صلی الله عليه وآله سابيا إلى الشام علی اقتاب الجمال، وتجريه علی آل رسول الله، فان رضيتم بهذه المصالحة، بقولنا : لا نحبه، والا رجعنا الي اصل الدعوی جواز لعنته).

(راجع مرآة الجنان، ج٨، ص٤٩٦، ط : حيدر اباد).

١ـ روی الکلينی في الکافي ج٨، ص ٣٤٢، ح١٠، عن الحسين بن ثوير وأبي سلمة السراج قالا : (سمعنا اباعبدالله عليه السلام وهو يلعن في دبر کل صلاة مکتوبة اربعة من الرجال واربعا من النساء فلان وفلان وفلان ومعاوية ويسميهم، وفلانة وفلانة وهند وام الحکم اخت معاوية).

ـ ورد في رجال الکشي ص ١٨٠، عن الامام الصادق عليه السلام قال : " (نحن معاشر بني هاشم نامر کبارنا وصغارنا بسبهما والبراءة منهما).

ومن اراد التفصل يرجع إلى کتاب (نفحات اللاهوت في لعن الجبت والطاغوت) للمحقق الکرکي المعروف بالمقق الثاني.

٥٧

اعانو هما علی غصب الخلافة من اهلها(١) ، لکونه اول ظالم ظلم حق آل محمد صلی الله عليه وآله فهو(٢) العلة الاولية الموجبة لوقوع هذه المصيبة العظمی، وحدوث هذه الرزية الکبری(٣) فاستحقا اللعن اولا. وقد ورد في بعض الأخبار انه : (ما من محجمة دم اهريقت الا وفي اعناقهما يوم القيامة)(٤) .

وماذاك الّا لما قننّنا من قوانين يترتب عليها تمام انواع الظلم ،. اسسا من قواعد البدعة في الدين يتفرع عليها جميع انواع المعاصي والجور.

والاساس : اصل البناء بل اصل کل شیء کالاس مثلثة(٥) واسست اساس الظلم أي بنت بنيانه.

وأهل البيت تصح إمّا علی النداء(٦) أو علی الاختصاص(٧) کما في قوله تعالی : (ليذهب عنکم الرجس أهل البيت)(٨) .

__________________ ـ ـ ـ ـ

١ـ ومن المعلوم والواضح لکل ذي لب وعقل، ان الخلافة من بعد الرسون صلی الله عليه وآله لعلي بن أبي طالب عليه السلام بالنصوص الصريحة من الرسول صلی الله عليه وآله علی خلافته وولايته. وانه عليه السلام اشار إلى احقيته بالخلافة وقدرته واو لوليته، واشار عليه السلام إلى کيفية غصبها من قبل ابن أبي قحافة في خطبته المعروفة بـ (الشقشقية) في نهج البلاغة.

٢ ـ من المناسب ان تکون بصيغة المثنی (فهما).

٣ ـ لولا ظلمهما ماوقعت فاجعة الطف الاليمة وماساتها الحزينة.

٤ ـ اخرجه العلامة المجلسي في البحار ج٣٠، ص٣٨٣، عن الامام الباقر عليه السلام.

٥ ـ راجع الذليل إلى فقه اللغة وسر العربية للثعالبي ص ٣٥، ط : الاستانة في مشهد.

٦ ـ يعني ان اداة النداء محذوفة وهي (الياء) وبقي المنادي وهو (اهل البيت)، فکانما تقدير العبارة يکون هکذا (يا أهل البيت).

٧ ـ ان الاختصاص هو کالنداء ولکن النداء يستعمل معه حرف النداء مثل (الياء ...)، والاختصاص مجرد عن حرف النداء. وفي هذا الخصوص راجع الکتاب النحوية.

٨ ـ سورة الاحزاب : اية ٣٣.

٥٨

ولعن الله أمّة دفعتکم عن مقامکم، وازالتکم عن مراتبکم

التي رتبکم الله فيها

ان قيل : کيف يمکن دفعهم عن مقامهم الذي جعله الله لهم وازالتهم عن مرتبتهم التي قرر ها لهم وقد (بلغ الله بهم اشرف محل المکرمين واعلی منازل المقربين وارفع درجات المرسلين حيث لا يلحقه لاحق ولا يفوقه فائق ولا يسبقه سابق ولا يطمع في ادراکه طامع)(١) .

قيل عليه لم يعن بالمقام والمرتبة مقام قربهم ومرتبة ولايتهم واستحقاقهم للامامة والخلافة، فان ذلك مما يمتنع سلبه عنهم بل المراد ما ينبغي لهم بحسب الصورة والظاهر من الخلافة الظاهرية والسلطنة الصورية، ليطابق الظاهر الباطن، ويوافق الصورة الباطن.

فقوله : (رتبکم الله فيها) أي بالامر والتکليف دون الجعل والتقدير يعني امر الله الناس بان يرتبوکم في هذه المرتبة، ويجعلونکم ائمة يهتدون بکم، ويقتدون باثاراکم، ويطيعون اوامرکم کما قال : (اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولی الامر منکم)(٢) ، وقد وصير رسول الله امته بذلك(٣) کله فخالفوه فبدلوا

__________________

١ـ هذا مقطع من الزيارة الجامعة المروية عن الامام الهادي عليه السلام.

٢ـ سورة النساء : اية (٥٩).

٣ـ هذه اشارة إلى حديث الثقلين المشهور بين الفريقين وهو : (اني تارک فيکم الثقلين کتاب الله وعترتي أهل بيتي ما ان تمسکتم بهما فلن تضلوا بعدي). وقد اجاد اخونا الاستاذ (فاضل الفراتي) حيث بين عدة فوائد من هذا الحديث في کتابه (عظمة أمير المؤمنين عليه السلام).

٥٩

دينه وغيروا سنته(١) فجعلوا هذا المقام لاعداء ذريته رغبة عن مرضاة الله وحرصا علی حطالم الدنيا، فاستحقوا اللعن الدائم من الله(٢) ورسوله وعباده الصالحين وملائکة المقربين. والفرق بين الدفع والازالة هو الفرق بين الدفع والرفع(٣) .

__________________ ـ ـ

١ـ من الواضح للعيان ولاصحاب الاذهان ان سنة رسول الله صلی الله عليه وآله غيروها وبدلوها وتجاوزوا عليها وعلی هذا شواهد کثيرة منها :

أ ـ ما ذکره السيوطي في الدر المنثور ج ٢، ص ١٤١ وتاريخ الخلفاء ص ١٢٨ وصحيح مسلم ج١، ص ٣٣٥، ط مصر : (ان عمر بن الخطاب نهی عن المتعتين، متعة النساء، ومتعة الحج).

ب ـ ان الرسول صلی الله عليه وآله کان يبکی علی الاموات مثل حمزة وياتي عمر بن الخطاب ويکذب علی الرسول الله صلی الله عليه وآله ويقول : قال الرسول الله صلی الله عليه وآله : (ان الميت يعذب ببکاء الحي عليه) وهذه مخالفة صريحة لسنته الشريفة. وکذلک من المخالفات لسنته بعد وفاته صلی الله عليه وآله ان الرسول صلی الله عليه وآله يحث علی استعمال النورة في ازالة الشعر عن البدن وتنظيفه، وکان صلی الله عليه وآله يستعملها، وقد خالفه عمر بن الخطاب في سنته هذه، فکان يحلق شعر بدنه بالموسی بدلا من النورة. (اخرجه ابن سعد في طبقاته ج٣، ص ٢٠٩).

والمتتبع يجد الکثير من المخالفات لسيرة رسول الله صلی الله عليه وآله في حياته وبعد مماته، ومن اراد المزيد عليه الرجوع إلى کتب القوم منها : (الدر المنثور للسيوطي، وتاريخ الخلفاء، وتفسير ابن کثير، وشرح النهج للمعتزلي، وصحيح مسلم، ومسند احمد، ونور الابصار للشبلنجي، وغيرها من الکتب).

٢ ـ روی الاربلي في کشف الغمة عن عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله صلی الله عليه وآله : (احفظوني في عترتي وذريتي فمن حفظني فيهم حفظه الله، الالعنة الله علی من آذاني فيهم ثلاثا).

٣ ـ في النسخة الخطية التي اعتمدنا عليها تعليق في الهامش وهو توضيح الفرق بين الدفع والرفع : ان الدفع علاج الشيء قبل الوقوع، والرفع علاجه بعد الوقوع. وبعبارة اخری علاج الواقعة قبل الوقوع يسمی بالدفع، وعلاج الواقعة بعد الوقوع يسمی بالرفع.

٦٠