شرح زيارة عاشوراء

شرح زيارة عاشوراء33%

شرح زيارة عاشوراء مؤلف:
تصنيف: متون الأدعية والزيارات
ISBN: 964-94216-2-9
الصفحات: 118

شرح زيارة عاشوراء
  • البداية
  • السابق
  • 118 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 58071 / تحميل: 6232
الحجم الحجم الحجم
شرح زيارة عاشوراء

شرح زيارة عاشوراء

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٩٤٢١٦-٢-٩
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

نبيه؟ قال : يا روح الله وکلمته قد کان والله ما قلته فاسأل الله أن يذهب به عني فدعا له عيسی عليه السلام فتفضل الله عليه وصار فيط أهل بيته، کذلک نحن أهل البيت لا يقبل الله عمل عبد وهو يشک في ولايتنا(١) .

وجری في ظلمه أي استمر، وفي الکامل(٢) وأجری ظلمه، والمراد بالمؤسس هو يزيد بن معاوية(٣) خاصة أو من سبقه ممن ابتدأ بغصب الخلافة عن أهل بيت النبوة.

__________________

١ ـ راجع البحار ج ٢٧، ص ١٩١، ح ٤٨، وأمالي المفيد ص ٢، ح٢، وروی مثله الشيخ الصدوق في العلل ج٢، ص٣٣٢، باب النوادر.

وروي في کتاب صحيفة الأبرار ص ٧٠ قال صلی الله عليه وآله : (انظر إلى علِي بن أبي طالب عبادة وذکره عبادة ولا يقبل إيمان عبد إلا بولايته والبراءة من أعدائه).

ونقلا عن الخوارزمي قال : إن الرسول صلی الله عليه وآله قال لعلي عليه السلام : يا علي لو عاش عبد عمر نوح تعبد فيه، وأنفق في سبيل الله ذهبا بقدر جبل آحد، وحج بيت الله ألف مرة، وقتل مظلوما بين الصفا والمروة، ولم يقبل ولايتک فلن يشم رائحة الجنة).

وإلی هذا المعنی أشار العارف الکبير نصير الدين الطوسي في شعره المعروف :

لو انّ عبدا بالصالحات غدا

وود ّکلّ نبي مرسل ووليّ

وصام ماصام صوّاما بلا ضجر

وقام ما قدم قواما بلا ملل

وحجّ ما حجّ من فرض ومن سنن

وطاف ما طاف حاف غير منتعل

وطار في الجوّ لا ياوی إلى أحد

وغاص في البحر مامونا من البلل

يکسو اليتامی من الديباج کلّهم

ويطعم الجائعين البر بالعسل

وعاش في الناس الافا مؤلفة

عار من الذنب معصوما من الزلل

ما کان في الحشر عندالله منتفعا

الاّ بحب أمير المؤمنين عليّ

٢ ـ کامل الزيارات لابن قولويه ص ١٧٧، ط : النجف.

٣ ـ هو يزيد بن معاوية، وينسب معاوية إلى اربعة رجال عمر بن مسافر، وعمارة بن الوليد، والعباس بن عبد المطلب، ورجل اسود يدعی الصباح، وکانت هند جدة يزيد مغرمة بحب

٨١

فاسل الله الذي اکرمني بمعرفتکم، ومعرفة أوليائکم ،

ورزقني البراءة من أعدائکم، ان يجعلني معکم في الدنيا والآخرة ،

المراد بمعرفتهم ان يعرف بالدليل، ويعتقد بالاعتقاد الجازم الذي لا يزول بالتشکيک (انهم أهل بيت النبوة وموضوع الرسالة ومختلف الملائکة ومهبط الوحي ومعدن الرحمة وخزان العلم ومنتهی العلم واصول الکرم واولياء النعم وعناصر الابرار ودعائم الاخيار إلى آخر ما ذکر في الجامعة)(١) .

وحاصله : انهم عليهم السلام أفضل الخلق بعد محمد صلی الله عليه وآله الذي لا أفضل منه في عالم الامکان، وبمعرفة اوليائهم ان يعرف ويعتقد کذلک انهم هم الفرقة الناجية(٢) ، وانهم خاصة أهل الجنة، وانهم هم المفلحون الفائزون يوم القيامة(٣) ،

__________________

السود، وما نسب معاوية أحد ممن يعرف حالها إلى أبي سفيان، لانها وضعته بعد زواجها منه بثلاثة اشهر.

وهند هذه هي التي اکلت کبد الحمزة عم الرسول صلی الله عليه واله.

وام يزيد هي ميسون بنت عبد الرحمن بن بجدل الکلبي، مکنت عبدا لابيها من نفسها، وحملت بيزيد.

وجده أبو سفيان اعدی اعداء الله ورسوله، وهو الذي قاد الحرب ضد الاسلام والقران في بدر واحد والاحزاب. (راجع ربيع الابرار للزمخشري)

١ ـ هذا مقطع من الزيارة الجامعة، وللفائدة راجع شروحها.

٢ ـ راجع کتاب الفرقة الناجية لسلطان الواعظين، ترجمة وتحقيق فاضل الفراتي.

٣ ـ اشارة إلى الاية القرانية في النبية(٧) قوله تعالی : (ان الذين امنوا وعملوا الصالحات اولئک هم خير البرية) وبخصوص هذه الاية راجع تفسير الدر المنثور للسيوطي ج٦، ص ٣٧٩.

٨٢

وان محبتهم محبة الله وعداوتهم عداوة الله(١) . وفي حديث جابر عن الباقر عليه السلام قال : يا جابر عليك بالبيان والمعاني، قال : فقلت : ومالبيان وما المعاني؟ قال : قال علي عليه السلام : اما البيان فهو ان تعرف أن الله ليس کمثله شیء فتعبده ولا تشرک به شيئا، وأما المعاني فنحن معانيه ونحن جنبه ويده ولسانه وأمره وحکمه وعلمه وحقه إذا شئنا شاء الله، ويريد الله ما نريد، إلى أنْ قال : يا جابر أو تدري ما المعرفة؟ المعرفة إثبات التوحيد أوّلا ثم معرفة المعاني ثانيا ثم معرفة الأبواب ثالثا ثم معرفة الإمام رابعا ثم معرفة الأرکان خامسا ثم معرفة النقباء سادسا ثم معرفة النجباء سابعا(٢) .

ويجعله معهم في الدنيا توفيقه لمتابعتهم حذو النعل بالنعل کما هو مقام الشيعة الکامل، وفي الآخرة حشره معهم في درجتهم کما ورد في الروايات الکثيرة(٣) .

__________________

١ ـ إشارة إلى الحديث الشريف : (يا علي حربک حربي وحرب علي حرب الله).

٢ ـ البحار ج٢٦، ص١٣، والقطرة ج، مناقب الإمام الباقر عليه السلام ص٣٢٨، وعيون المعجزات ص٧٨ ولهذه الرواية ذيل طويل.

٣ ـ راجع البحار ج٢٧، ص١٠٠، ط : طهران.

٨٣

وأن يثبت لي عندکم قدم صدق في الدنيا والآخرة ،

وأساله أن يبلغني المقام المحمود لکم عند الله ،

وأن يرزقني طلب ثاري مع امام مهدي ظاهر ناطق منکم ،

الايمان النافع هو ما يموت عليه المرء ولذا لا ينجي المرتد ولا يفلح الا مع التوبظ مطلقا أو فط الجملة، فالثبات علی الايمان هو المطلوب لا مجرده. نعم، قد يقال: إنّ الايمان إذا حصل بحقيقته فلا زوال له، الارتداد کاشف عن عدم تحققه أوّلا وما ظهر ليس الا صورة من الايمان لا حقيقة لها، ولکن الحق خلافه کما قرر في محله، ولبعض الاصحاب في هذه المسالة رسالة مفردة فمن اراد التفصيل فليرجع اليها. والتثبيت : الادامة علی الحالة السابقة وعدم الازاغة، وفي الدعاء : (اللهم ثبتنا علی دينک ودين نبيك ولاتزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا ...)(١) وفي الجامعة(٢) : (فثبتني الله أبدا ما حييث علی موالاتکم ومحبتکم ودينکم، وقفني لطاعتکم، ورزقني شفاعتکم، وجعلني من خيار مواليکم). وقدم صدق بالاضافة کلسان صدق هوالاثرة الحسنة، والقدم هو السابقة في الامر(٣) يقال : له قدم في الهجرة أي سابقة، والاضافة محتملة لتقدير من أو في. وامراد بها المحبة الخالصة، والطاعة التي لا يشوبها عصيان، کما ان المراد بلسان الصدق هو الذکر الحسن والثناء الجميل، وتخصيص التثبيت بالدنيا لکونها محل التغير والتبدل، والمراد بالمقام المحمود الشفاعة الخاصة بهم(٤) ، وفي اضافة الثار الی

__________________ ـ

١ ـ راجع دعاء يوم الجمعة من ادعية الاسبوع.

٢ ـ الزيارة الجامعة المروية عن الامام الهادي عليه السلام وهذا مقطع منها.

٣ ـ راجع المصباح المنير للفيومي ص ٤٩٣.

٤ ـ راجع تفسير القمي ج١، ص ٤١٥، ط : الاعلمي، تفسير سورة الاسراء.

٨٤

ضمير النفس اشارة إلى أنْ کل مؤمن ولي هذا الدم فهو ثاره الذي يطلبه فلا ينافي ذلك اضافته إلى ضمير الخطاب(١) لاختلاف الحيثية، والظاهر : خلاف المستور، ويحتمل ان يکون بمعنی الغالب يقال ظهر عليه إذا غلب عليه.

__________________

١ ـ هذه اشارة إلى اختلاف النسخ، لان في بعض ماصادر الزيارة مثل کامل الزياراة مثل کامل الزيارت بدل (ثاري) (ثارکم).

٨٥

وأسال الله بحقّکم، وبالشّان الذی لکم عنده ان يعطينطي

بمصابي بکم أفضل ما يعطي مصابا بمصيبة(١) ، مصيبة ما اعظمها

وأعظم رزيتها في الاسلام، وفي جميع السماوات والارض.

حقّهم أعظم الحقوق وشأنهم أعلی الشؤون، فالسؤال بهما اقرن بالاجابة، ويستفاد من حديث سلمان وغيره انه لا يرد دعاء إذا سئل فيه بهم عليهم السلام(٢) ، والمصائب الاول مصدر ميمي بمعنی المصيبة والثاني بمعنی من اصابته المصيبة وقد تقرر في محله ان زنة المصدر الميمي من المزيد علی زنة اسم المفعول منه، ومصيبة الثاني اما بدل(٣) أو عطف بيان أو توکيد لمصابي، فالاعراب الکسر وکذالو جعلناه تابعا للاول، ويحتمل النصب علی المفعولية لفعل محذوف(٤) . وفي الکامل(٥) بعد قوله بمصيبته «اقول : انا الله وانا اليه راجعون مصيبة ما اعظمها» والاخبار الواردة في عظم اجر المصائب اکثر من ان تحصي.

__________________

١ ـ في بعض النسخ (بمصيبه) بدون هاء الضمير.

٢ ـ ذکر العلامة المجلسي في زالبحار ج١٠، ص ٩٢، ط : بيروت، عن الامام علي عليه السلام قال : (صلوا علی محمد وآل محمد فان الله عزّ وجل يقبل دعائکم عند ذکر محمد ...).

واخرج الديلمي عن مسند أحمد ج٦، ص ٣٢٣، ان النبي صلی الله عليه وآله قال : (الدعاء محجوب حتی يصلی علی محمد واهل بيته).

٣ ـ بدل من المصيبة الاولی، والبدل يتبع المبدل منه بالاعراب.

٤ ـ ويحتمل ان يکون حکمها النصب علی انها مفعول به لفعل محذوف تقديره (اقول).

٥ ـ کامل الزيارات ص ١٧٧، ط : النجف.

٨٦

قال الباقر عليه السلام : (ان الله إذا احب عبدا اغته بالبلاء غتا وشجه بالبلاء شجا فاذا دعاه قال : لبيک عبدي لئن عجلت لك ما سألت اني علی ذلك لقادر، ولئن اخرت لك فما ادخرت لك خيرلک)(١) .

وقال الصادق عليه السلام : (لو يعلم المؤمن ما له من الاجر في المصائب لتمنی انه قرض بالمقاريض)(٢) .

وفي روايظ النخعي عن الصادق عليه السّلام قال : (من اصيب بمصيبة فليذکر مصابه بالنبي صلی الله وعليه وآله فانه من اعظم المصائب)(٣) .

وفي رواية انه قال : لما اصيب أمير المؤمنين عليه السلام نعی الحسن إلى الحسين وهو بالمدائن فلما قرا الکتاب قال : يالها من مصيبة ما اعظمها مع ان رسول الله صلی الله وعليه وآله قال : من اصيب منکم بمصيبة فليذکر مصابه بي فانه لن يصاب بمصيبة اعظم منها وصدق رسول الله صلی الله وعليه وآله(٤) فتدبر. فان مصيبة الحسين عليه السلام من جملة مصائب النبي صلی الله وعليه واله، وکذا مصائب غيره من الائمة عليهم السلام، فمصيبة النبي صلی الله عليه وآله اعظم المصائب، ولا ينافيه ان مصيبة الحسين عليه السلام اعظمها.

وقوله : ما اعضمها وصف لمصيبة علی تقدير مقول في حقها فان فعل التعجب انشاء، والجملة الانشائية لا تقع صفة کما لا تقع خبرا علی المشهور بين النحاة(٥) نظرا إلى أنْ الخبر ما يحتمل الصدق والکذب، والانشاء لايکون ثابتا في نفسه

__________________ ـ

١ ـ راجع اصول الکافي ج ٢، ص ١٩٧، ح ٧.

٢ ـ نفس المصدر ص ١٩٨، ح ١٥.

٣ ـ راجع وسائل الشيعة للحر العاملي ج٦، ص ٣١٤.

٤ ـ اصول الکافي ج٣، ص ٢٢٠.

٥ ـ راجع قطر الندي، وکتاب شرح ابن عقيل، والنحو الوافي.

٨٧

فلا يثبت لغيره.

وفي الوجهين نظر فان الحد المذکور حد للمقابل للانشاء لا لخبر المبتدا والغرض من الکلام الطلبي وهو ثابت في نفسه وغير الثابت هو المطلوب. نعم، هذا الطلب قائم بالمتکلم وليس من احوال المبتدا وانما المقصود من ذکر الخبر بيان حال من احوال المبتدا ليکون جزء متما للفائدة.

قال بعض المحققين قدس سره : فاذا قلت : زيد اضربه فطلب الضرب صفة قائمة بالمتکلم وليس حالا من احوال زيد الا باعتبار تعلقه به أو کونه مقولا في حقه أو استحقاقه ان اضربه زيد مطلوب ضربه أو تقول في حقه ذلك وهو جيد متين کما لا يخفی.

٨٨

أللّهم اجعلني في مقامي هذا ممن تناله منك صلوات ورحمة

ومغفرة. أللهمَّ اجعل محياي محيا محمّد وآل محمّد ،

ومماتي ممات محمّد وآل محمّد.

مقامي أي لزيارة الحسين. تناله من النيل وهو الاصابة(١) . يقال : نال خيرا إذا اصابه، والامر منه نل بفتح النون کما في المجمع(٢) ، لا من النوال وهو الاجر والحظ ومنه النوال للعطاء(٣) والفعل منه نال ينول والامر نل بضم النون.

ممن تناله أي من الذين يستحقون ذلك بالمحبة والمعرفة بحقهم فان زائري الحسين العارفين بحقّه تنالهم من الصلوات والرحمة والمغفرة ما لا يحصي، کما لا يخفی علی من تتبع الأخبار الواردة في باب زيارته(٤) ، ففي جملة منها : ان من زار الحسين عليه السلام کان کمن زار الله فوق عرشه(٥) . وفي بعضها کتبه الله في عليين(٦) . وفي بعضها : غفر الله له جميع ذنوبه ولو کانت مثل زبد

__________________ ـ

١ ـ راجع لسان العرب والصحاح.

٢ ـ مجمع البحرين للطريحي.

٣ ـ راجع المصباح المنير للفيومي ص ٦٣١.

٤ ـ راجع کامل الزيارات لابن قولويه، وکتاب البحار وکتاب نور العين في المشي إلى زيارة الحسين عليه السلام للاصطهباني.

٥ ـ راجع البحار ج ٠١ ونور العين في المشي إلى زيارة الحسين عليه السلام : عن الحسين بن محمد القمي عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال : (من زار قبر أبي عبدالله عليه السلام بشط الفرات کان کمن زار الله فوق عرشه).

٦ ـ راجع کامل الزيارات ص ١٤٧، ط : النجف، عن عيينة بياع القصب عن أبي عبدالله عليه السلام قال :

(من اتی قبرالحسين عليه السلام عارفا بحقه کتبه الله في اعلی عليين).

٨٩

البحر، فاستکثروا من زيارته یغفرالله لکم ذنوبکم(١) . وفي بعضها : اعقته الله من النار(٢) ، وامنه يوم الفزع الاکبر(٣) ، ولم يسال الله حاجة من حوائج الدنيا والآخرة الا اعطاه(٤) ، وفي بعضها : انه أفضل ما يکون من الاعمال(٥) ، وفي بعضها : ان زوار الحسين يدخلون الجنة قبل الناس باربعين عاما وسائر الناس في الحساب(٦) ، وفي بعضها : ما من أحد يوم القيامة الاوهو يتمنی انه من زوار

__________________

١ ـ راجع کامل الزيارات ص ١٣٨، منها : عن محمد بن الحسين عن صفوان بن يحيی عن ابن مسکان عن أبي عبدالله عليه السلام قال : (من اتی قبرالحسين عليه السلام عارفا بحقه غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تاخر).

٢ ـ راجع نور العين، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه ـ في حديث ـ ان رسول الله صلی الله وعليه بکی بکاء شديدا فلم يساله أحد منا احلالا واعظاماله، فقال له الحسين : لم بکيت؟ فقال : يا ابة فما لمن زار قبورنا علی تشتتها؟ فقال : يا بنی اولئک طوائف من امتي يزورونکم فيلتمسون بذلك البرکة وتلقاه الملائکة بالبشارة يقال له : لا تخف ولا تحزن هذا يومک الذي فيه فوزک.

٣ ـ راجع البحار ج١٠١، عن زرارة قال : قلت لابي جعفر عليه السلام : ما تقول فيمن زار اباک علی خوف؟ قال : يؤمنه الله يوم الفزع الاکبر وتلقاه الملائکة بالبشارة ويقال له : لا تخف ولا تحزن هذا يومک الذي فيه فوزک.

٤ ـ راجع نورالعين ص ١٤٩، عن علي بن الحسين عليهم السلام قال : یغفر الله له ـ لزائر الحسين عليه السلام ـ ذنوبه ويقضي حوائجه، ثم قال : تقضي له الف حاجة ؛ ستمائة حاجة للاخرة واربعنائة للدنيا.

٥ ـ راجع کامل الزيارات ص ١٤٦، ط : النجف، عن أبي خديجة عن أبي عبدالله قال : سالته عن زيارة قبر الحسين عليه السلام، قال : (افضل ما يکون من الاعمال).

٦ ـ راجع کامل الزيارات ص ١٣٧، عن زرارة قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : ان لزوار

٩٠

الحسين بن علي عليهم السلام لما يري لما يصنع بزوار الحسين عليه السلام من کرامتهم علی الله(١) .

والتنکير في الالفاظ الثلاثة(٢) للتعظيم، أو التکثير، أو النوعية، والفرق بينها ان الصلوات تختص بمن لا ذنب له والمغفرة بمن له ذنب والرحمة تشملها(٣) فليتامل.

وفي بعض الأخبار : من اتی قبر الحسين عليه السلام ماشيا کتب الله له بکل خطوة الف حسنة ومحا عنه الف سيئة ورفع له الف درجة(٤) .

قوله (محياي محيی ..) أي حياتي مثل مماتهم في استحقاق الصلاة والرحمة والفوز بالسعادات الدائمة.

قال الطريحي(٥) : قوله محياي ومماتي لله : قد يفسران بالخيرات التي تقع في حال الحياة منجزة والتي تصل إلى الغير بعد الموت کالوصية للفقراء بشيء، أو معناه ان الذي اتيته في حياتي واموت عليه من الايمان والعمل الصالح لله خالصا.

__________________ ـ

الحسين بن علي عليهم السلام يوم القيامة فضلا علی الناس، قلت : وما فضلهم؟ قال : يدخلون الجنة قبل الناس باربعين عاما وسائر الناس في الحساب والموقف.

١ ـ راجع کتاب نور العين وکامل الزيارات، عن عبدالله الطحان، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : سمعته وهو يقول : مامن أحد يوم القيامة الا وهو يتمنی انه من زوار الحسين لمل يری مما يصنع بزوار الحسين عليه السلام من کرامتهم علی الله تعالی.

٢ ـ وهي (صلوات ورحمة ومغفرة).

٣ ـ يعني ان الرحمة اعم من الصلاة والمغفرة لانها تشمل المذنب وغيره.

٤ ـ راجع ثواب الاعمال للصدوق، وکامل الزيارات.

٥ ـ في کتابه مجمع البحرين.

٩١

وفي رواية عن النبي صلی الله وعليه وآله قال : (من سره ان يحيی حياتي ويموت مماتي ويدخل جنة عدن قضب غرسه ربي بيده فليتول عليا والاوصياء من بعده وليسلم لفضلهم فانهم الهداة المرضيون)(١) .

فهما(٢) مصدارن ميميان ويحتمل کونهما اسمي زمان أي اجعلني بحيث احيی في زمان حياتهم وهو زمان الرجعة(٣) واموت في زکمان مماتهم أي عند رفعهم إلى السماء بعد انقضاء الدنيا، فليتامل.

__________________ ـ

١ ـ واخرج القندوزي بلفظ آخر ينابيع المودة ص ١٥١، الباب ٤٣ : (قال رسول الله صلی الله وعليه وآله : «من سره ان يحيی حياتي ويموت مماتي ويسکن جنات عدن التي غرس فيها قضيبا ربي، فليوال عليا وليوال وليه، وليقتد بالئمة من ولده من بعده، فانهم فانهم عترتي خلقوا من طينتي، وزرقوا فهما وعلما، وويل للمکذبين بفضلهم من امتي، القاطعين فيهم صلتي، لا انالهم الله شفاعتي».

٢ ـ محياي ومماتي.

٣ ـ لقد تقدمت الاشارة إلى الايات والروايات التي علی الرجعة.

٩٢

اللهم ان هلاا يوم تبركت به بنو امية وابن أكلة اكباد ،

اللعين ابن اللعين، علی لسانك ولسان نبيك صلّی الله عليه وآله

في کل موطن وموقف وقف فيه نبيّك صلّی الله عليه وآله.

إنَّ هذا أي هذا اليوم المسمّي بعاشوراء يوم تبرکوا به لمکان قتل الحسين عليه السّلام، وفي الکامل(١) : (أللّهم إنّ هذا يوم تنزل فيه اللعنة علی آل زياد وآل أميّة وابن آکلة الاکباد الخ).

فيا عجبا کيف تبرکوا بهذا اليوم وهو يوم مصيبة وحزن، وقد قتلوا فيه سبط الرسول، وسبوا نسائه، وانتهبوا ثقله. وکانت أهل الجاهلية فيما مضي يحرمون فيه الظلم والقتال؟

قال الرضا عليه السلام : (من ترک السعي في حوائجه يوم عاشوراء قضي الله له حوائج الدنيا والاخرة، ومن کان يوم عاشوراء يوم مصيبة وحزنه بکائه جعل الله يوم القيامة يوم فرحه وسروره ف وقرت بنا في الجنان عينه، ومن سمی يوم عاشوراء يوم برکة وادخر فيه لمنزله شيئا لم يبارك له فيما ادخر، وحشر يوم القيامة مع يزيد وعبيد الله بن زياد وعمر بن سعد لعنه الله(٢) إلى اسفل درک من النار)(٣) .

وفي رواية عبدالله بن الفضل قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : يابن رسول الله کيف صار يوم عاشوراء يوم مصيبة وغم وجزع وبکاء دون اليوم الذي قبض فيه

__________________

١ ـ کامل الزيارات ص ١٧٨، ط : النجف.

٢ ـ في الاصل (لعنهم الله).

٣ ـ نقل هذه الرواية صاحب مفاتيح الجنان في مفاتيحه ص ٣٧٤ عن کامل الزيارات.

٩٣

رسول الله صلی الله عليه واله، واليوم الذي ماتت فيه فاطمة واليوم الذي قتل أمير المؤمنين عليه السلام واليوم الذي قتل فيه الحسن بالسم؟ فقال : ان يوم قتل الحسين عليه السلام اعظم مصيبة من جميع سائر الايام(١) ، وذلک ان أصحاب الکساء الذين هم کانوا اکرم الخلق علی الله کانوا خمسة فلما مضي عنهم النبي صلی الله عليه وآله بقي أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين فکان فيهم للناس عزاء وسلوة، فلما مضي الحسن کان للناس في الحسين عزاء وسلوة، فلما قتل الحسين عليه السلام لم يکن بقي من أصحاب الکساء أحد للناس فيه بعده عزاء وسلوة فکان ذهابه کذهاب جميعهم کما کان بقائه کبقاء جميعهم، فلذلک صار يومه اعظم الايام مصيبة. إلى أنْ قال : قال عبدالله بن الفضل، فقلت له : يابن رسول الله صلی الله عليه وآله فکيف سمت العامة يوم العاشوراء يوم برکة؟ فبکی ثم قال : لما قتل الحسين عليه السلام تقرب الناس بالشام إلى يزيد فوضعوا له الاخبار، واخذوا عليها الجوائز من الاموال فکان مما وضعوا له امر هذا اليوم وانه يوم برکة ليعدل الناس فيه من الجزع والبکاء والمصيبة والحزن إلى الفرح والسرور والتبرک(٢) ، حکم الله بيننا وبينهم)(٣) .

وآکلة الاکباد هي هند ام معاوية ارادت ان تاکل کبد حمزة عم الرسول صلی الله عليه وله

__________________

١ ـ ويدل علی هذا قول الامام الصادق عليه السلام : (لايوم کيومک يا با عبدالله).

وقول الامام رضا عليه السلام : (فعلی مثل الحسين فليبک الباکون ان يوم الحسين اقرح جفوننا واذل عزيزنا بارض کرب وبلاء).

٢ ـ اشار إلى هذا المعنی أحد اشعراء بقوله :

(کانت ماتم بالعراق تعدها

امية بالشام من اعيادها)

٣ ـ اخرج هذه الرواية الشيخ الاجل الصدوق في علله ج ١ ص ٢٦٤، ط : الاعملي.

٩٤

وحکايتها المعروفة(١) ، والمراد بابنها في هذه الفقرة يزيد بن معاوية لا معاوية، لانه لم يکن حيا في هذه الوقعة(٢) ، واللعين الاول وصف ليزيد، والثاني لابيه معاوية أو أبي سفيان وکانا ملعونين علی لسان النبي صلی الله عليه وآله(٣) ف کما کان يزيد لعينا لاهل السماوات والارض. ومن کلام الحسن عليه السلام في مجلس معاوية، وانتم في رهط قريب من عدة اولئک لعنوا علی لسان رسول الله صلی الله عليه واله، فاشهد لکم واشهد عليکم انکم لعناء الله علی لسان نبيه صلی الله عليه وآله کلکم(٤) . وانشدکم بالله هل تعلمون ان رسو الله بعث إليك لتکتب (له)(٥) لبني خزيمة؟

__________________

١ ـ راجع السيرة الحلبية ج٢، ص ٢٤٤، (لما جاءت هند بنت عتبة إلى مصرع حمزة فمثلت به وحدعت انفه وقطعت اذنيه ومذاکيره، ثم جعلت ذلك کالسوار في يديها وقلائد في عنقها، وانها يقرت بطن حمزة واستخرجت کبده فلاکتها، فلم تستطع ان تسيغها فقال النبي زصلی الله عليه وآله لما بلغه اخرجها کبد حمزة : هل اکلت منه شيئا؟ قالوا : لا، قال صلی الله عليه وآله : ان الله قد حرم علی النار ان تذوق من لحم حمزة شيئا ابدا.

وقال الامام الصادق عيله السلام : أبي الله ان يدخل شيئا من بدن حمزة النار.

٢ ـ وهي معرکة الطف الخالدة التي وقعت في عام (٦١هـ) بين الحق المتجسد بالامام الحسين عليه السلام، والباطل الکفر المتجسد بيزيد واعوانه الظلمة.

٣ ـ ذکر ابن أبي الحديد المعتزلي في شرح النهج ج٤، ص ٧٩، ط : دار احياء الکتاب العربي : (روی شيخنا أبو عبد الله البصري المتکلم عن نصره بن عاصم الليثي عن أبيه قال : اتيت مسجد رسول الله صلی الله عليه وآله والناس يقولون : نعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله فقلت : ما هذا؟ قالوا : معاوية قام الساعة فاخذ بيد أبي سفيان فخرجنا من المسجد فقال رسول الله صلی الله عليه وآله : لعن الله التابع والمتبوع رب يوم لامتي من معاوية ذي الاستاه.

وقال : روی العلاء بن حريز القشيري ان رسول الله صلی اله عليه وآله قال لمعاوية : لتتخذن يا معاوية البدعة سنة والقبح حسنا اکلک کثير وظلمک عظيم

٤ ـ في المصدر : کلکم أهل البيت.

٥ ـ بين القوسين في المصدر غير موجود.

٩٥

(١) إلى أنْ قال : انشدکم الله هل تعلمون ان ما اقول حق(٢) انّك يا معاوية کنت تسوق بابيك علی جمل احمر، ويقوده أخوك هذا القاعد، وهذا يوم الاحزاب، فلعن رسول الله القائد والراکب والسائق فکان أبوك الراکب وأنت يا ازرق السائق واخوك هذا القاعد القائد. ثم (قال)(٣) : انشدکم بالله هل تعلمون ان رسول الله لعن أبا سفيان في سبعة مواطن؟

أوّلهن : حين خرج من مکة إلى مدينة، وأبو سفيان جاء من الشام فوقع فيه أبو سفيان فسبه وأوعده وهمّ أنْ يبطش به، ثمّ صرفه الله(٤) عنه.

والثاني : يوم العير حيث طردها أبو سفيان ليحرزها من رسول الله.

والثالث : يوم احد، يوم قال رسول الله : (الله مولانا ولا مولی لکم)، وقال أبو سفيان : (لنا العزی ولا عزی لکم)، فلعنه الله وملائکته ورسوله والمؤمنون أجمعون.

والرابع : يوم حنين، يوم جاء أبو سفيان يجمع قريش وهوازن إلى آخر الحديث وهو طويل(٥) .

__________________ ـ

١ ـ «بني خزيمة، حين ااصابهم خالد بن الوليد، فانصرف اليه الرسول فقال : هو ياکل، فاعاد الرسول إليك ثلاث مرات، کل ذلك يتصرف الرسول ويقول هو ياکل، فقال رسول الله : «اللهم لاتشبع بطنه، فهي والله في نهمتک واکلک إلى يوم القيامة».

٢ ـ في المصدر : (انما اقول حقا ...).

٣ ـ بين القوسين في المصدر غير موجود.

٤ ـ في المصدر (الله عزّ وجل عنه).

٥ ـ (وجاء عيينة بغطفان واليهود فردهم الله عزّ وجل بغيظهم لم ينالوا خيرا هذا قول الله عزّ وجل له في سورتين في کلتيهما يسمي أبا سفيان واصحابه کفارا، وأنت يا معاوية يومئذ

٩٦

أللّهم العن ابا سفيان، ومعاوية بن أبي سفيان(١) ، ويزيد بن

معاوية، عليهم منك(٢) اللعنة أبد الآبدين

الاخبار في فضل اللعن علی اعداء آل الرسول سيما قتلة ذريته متواترة : ففي رواية الريان بن شبيب عن الرضا عليه السلام : (يابن شبيب ان سرک ان تسکن الغرف المبنية في الجنة فالعن قتلة الحسين)(٣) .

__________________

مشرک علی راي ابيک بمکة، وعلي يومئذ مع رسول الله وعلی رايه ودينه.

والخامس : قول الله عزّ وجل : (والهدي معکوفا ان يبلغ محله) وصددت أنت وابوک ومشرکوا قريش، رسول الله صلی الله عليه وآله فلعنه الله لعنة شملته وذريته إلى يوم القيامة.

والسادس : يوم جاء أبو سفيان بجمع قريش، وجاء عيينة بن حصن ابن بدر بغطفان، فلعن ورسول الله القادة والاتباع والساقة إلى يوم القيامة فقيل : يارسول الله اما في الاتباع مؤمن؟ فقال : لا تصيب اللعنة مؤمنا من الاتباع، واما القادة فليس فيهم مؤمن ولا مجيب ولاناج.

والسابع : يوم الثنية، يوم شد علی رسول الله اثني عشر رجلا، سبعة منهم من بني امية، وخمسة من سائر قريش، فلعن الله تبارک وتعالی وروسله من حل الثنية غير النبي وسائقه وقائده. (راجع الاستيعاب بذيل الاصابة ج٤، ص ٨٧).

١ ـ في کامل الزيارات (وعلی يزيد بن معاوية).

٢ ـ (عليهم منک) هذه غير موجودة في کامل الزيارت.

٣ ـ وهذا نص الرواية عن البحار ج ٤٤، ص ٢٨٥ :

عن الريان بن شبيب قال : دخلت علی الرضا عليه السلام في اول يوم من المحرم فقال لي : ياابن شبيب اصائم انت؟ فقلت : لا، فقال : ان هذا اليوم الذي دعا فيه زکريا ربه عزّ وجل فقال : (رب هب لی من لدنک ذرية طيبة انّك سميع الدعاء) فاستجب الله له وامر الملائکة فنادت زکريا وهو قائم يصلي في المحراب ان الله يبشرک بيحيی فمن صام هذا اليوم ثم دعا

٩٧

وفي رواية الفضل عنه عليه السّلام : (من نظر إلى الفقاع أو إلى الشطرنج فليذکر الحسين عليه السلام وليلعن يزيد وآل يزيد، يمحو الله بذلك ذنوبه ولو کانت کعدد النجوم)(١) .

وفي الرواية عن النبي صلی الله عليه وآله قال : (الا ولعن الله قتلة الحسين عليه السّلام ومحبيهم وناصريهم والساکتين عن لعنهم من غير تقية تستکهم)(٢) .

__________________

الله عزّ وجل استجاب الله له کما استجاب لزکريا عليه السلام، ثم قال : يا ابن شبيب ان المحرم هو الشهر الذي کان أهل الجاهلية فيما مضي يحرمون فيه الظلم والقتال لحرمته فما عرفت هذه الامة حرمة شهرها ولا حرمة نبيها، لقد قتلوافي هذا الشهر ذريته وسبوا نساءه وانتهبوا ثقله فلا غفرالله لهم ذللک ابدا، ياابن شبيب ان کنت باکين لشيء فابک للحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام فانه ذبح کما يذبح الکبش وقتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلا ما لهم في الارض شبيهون ولقد بکت السماوات سبع والارضون لقتله ولقد نزل إلى الارض من الملائکة اربعة الاف لنصره فوجدوه قد قتل فهم عند قبره شعث غبر إلى أنْ يقوم القائم فيکونون من أنصاره وشعارهم يا لثارات الحسين، ياابن شبيب لقد حدثني أبي عن أبيه عن جده انه لما قتل جدي الحسين امطرت السماء دما وترابا احمر، يا ابن شبيب ان بکيت علی الحسين حتی تصير دموعک علی خديک غفرالله لك کل ذنب عليك فزر الحسين عليه السلام، ياابن شبيب ان سرک ان تسکن الغرف المبنية في الجنة مع النبي صلی الله عليه وآله فلعن قتلة الحسين، ياابن شبيب ان سرک ان يکون لك من الثواب مثل مثل ما لمن استشهد مع الحسين فقل متی ما ذکرته : ياليتني کنت معهم فافوز فوزا عظيما، ياابن شبيب ان سرک ان تکون معنا في الدرجات العلی من الجنان فاحزن لحزننا وافرح لفرحنا وعليک بولايتنا فلو ان رجلا تولی حجرا لحشره الله معه يوم القيامة).

١ ـ راجع البحار ج ٤٤، ص ٢٩٩ الرواية ٢ ـ الباب ٣٦

٢ ـ البحار ج ٤٤، ص ٣٠٤، الرواية ١٧ ـ الباب ٣٦، واليک نص الرواية :

٩٨

وهذا يوم فرحت به آل زياد وآل مروان بقتلهم الحسين

صلوات الله عليه ،

ونسخة الکامل(١) خالية عن هذه الفرقة ولکنها موجودة في اثر الکتب، وحکايات فرحهم بقتل الحسين عليه السلام سيما حين ورود أهل بيته الکوفة مشهورة مسطورة في کتب المقاتل(٢) . لعنهم الله فقد حمدوا الله وشکروه علی قتله بقولهم لأهل البيت عليهم السلام : الحمد لله الذي قتلکم وأهلککم وأراح البلاد من رجالکم وأمکن أمير المؤمنين يزيد منکم : وقال ابن زياد لزينب عليها السلام : الحمد لله الذي فضحکم وأکذب أحدوثتکم، وقال لما صعد المنبر : الحمد لله الذي أظهر الحق وأهله ونصر أمير المؤمنين وأشياعه وقتل الکذاب ابن الکذاب(٣) .

__________________

قال رسول الله صلی الله عليه وآله : لما نزلت : (واذا اخذنا ميثاقکم لا تسفکون) الاية في اليهود أي الذين نقضوا عهد الله وکذبوا رسل الله وقتلوا اولياء الله، افلا انبئکم بمن يضاهيهم من يهود هذه الامة؟ قالوا : بلی يا رسول الله، قال : قوم من امتي ينتحلون انهم من أهل ملتي يقتلون افاضل ذريتي واطائب ارومتي يبدلون شريعتي وسنتي ويقتلون ولدي الحسن والحسين کما قتل اسلاف اليهود زکريا ويحيی، الا وان الله يلعنهم وکما لعنهم ويبعث علی بقايا ذراريهم قبل يوم القيامة هاديا مهديا من ولد الحسين المظلوم يحرقهم بسيوف اوليائه إلى نار جهنم، الا لعن الله قتلة الحسين عليهم السلام ومحبيهم وناصريهم والساکتين عن لعنهم من غير تقية يسکتهم الا وصلی الله علی الباکين علی الحسين رحمة وشفقة والاعنين لاعدائهم والممتلئين عليهم غيظا وحنقا، الا وان الراضين بقتل الحسين شرکاء قتلته، الا وان قتلته واعوانهم واشياعهم والمقتدين بهم براء من دين الله.

١ ـ راجع کامل الزيارات ص ١٧٨، ط : النجف.

٢ ـ راجع الدمعة الساکبة ومقتل المقرمص ٣١٠، واللهوف ص ٨١.

٣ ـ اللهوف لابن طاووس ص ٢٠١ ـ ٢٠٣، مقتل المقرم ص ٣٢٤ ـ ٣٢٧.

٩٩

أللّهم فضاعف عليهم اللعن منك والعذاب الاليم.

أللّهم اني اتقرب إليك في هذا اليوم، وفي موقفي هذا ،

وأيّام حياتي، بالبراءة منهم، واللعنة عليهم، وبالموالاة

لنبيّك وآل نبيّك عليه وعليهم السّلام.

وفي الکامل(١) : (أللّهم فضاعف عليهم اللعنة أبدا بقتلهم(٢) الحسين اني اتقرب إليك في هذا اليوم في موقفي هذا وأيّام حياتي بالبراءة منهم وباللعن عليهم وبالموالاة لنبيك واهل بيت نبيك صلی الله عليه ...).

دعا عليهم بمضاعفة اللعن والعذاب ليکون عذابهم مثل عذاب جميع أهل النار، لما روي عن النبي صلّی الله عليه وآله انه قال : (إنَّ قاتل الحسين بن علي عليه السّلام في تابوت من نار عليه نصف عذاب أهل الدنيا، وقد شد يداه ورجلاه بسلاسل من نار منکس في النار حتی يقع في قعر جهنم وله ريح يتعوّذ أهل النار إلى ربهم من شدة نتنه، وهو فيها خالد ذائق العذاب الاليم مع جميع من شايع علی قتله، کلّما نضجت جلودهم بدّل الله عليهم الجلود حتّی يذوقوا العذاب الاليم، لا يفتر عنهم ساعة ويسقون من حميم جهنّم، فالويل لهم لهم عذاب النار)(٣) .

وفي رواية عنه صلّی الله عليه وآله قال : (إنَّ في النار منزلة لم يکن يستحقها أحد من الناس إلّا بقتل الحسين بن علي ويحيی بن زکريا)(٤) .

__________________

١ ـ راجع کامل الزيارات ص ١٧٨.

٢ ـ في الاصل (لقتلهم).

٣ ـ راجع البحار ج ٤٥، ص ٣١٤، الرواية ١٤، الباب ٤٦.

٣ ـ اخرجها المجلسي في البحار ج ٤٤، ص ٣٠١، باب ٣٦، ط : طهران.

١٠٠

ثم تقرب إلى الله بالبراءة والولاية لما تقدم من ان کمال الايمان بهما(١) ولا يتقرب إلى الله الا بالايمان الکامل، وقدم البراءة لکونها اهم کما يظهر من بعض الأخبار(٢) .

ثم تقول مائة مرّة :

__________________

١ ـ بالبراءة والاولاية. وروري في البحار ج ٣٠، ص ٣٨٣، عن سلام بن سعيد الخزومي عن أبي جعفر عليه السلام قال : ثلاثة لا يصعد عملهم إلى السماء ولا يقبل منهم عمل :

من مات ولنا أهل البيت في قلبه بغض، ومن تولی عدونا ومن تولی ابابکر وعمر).

٢ ـ بل في بعض الأخبار الواردة عن أهل البيت عليهم السلام رجحان اللعن والبراءة علی الصلاة علی محمد وآل محمد منها :

ـ (جاء رجل خياط بقميصين إلى الامام الصادق عليه السلام وقال : عندما کنت اخيط أحد القمصين تختاره؟

فاختار الامام الصادق عليه السلام القميص الذي کان الخياط عند خياطته يلعن اعدائهم، فقال : اني احب هذا القميص اکثر).

ـ وفي رواية اخری نقل الشيخ أبو الحسن المرندي عن خط محمد بن الحسن الحر العاملي (صاحب الوسائل) : (ان أمير المؤمنين عليه السلام کان يطوف بالکعبة فرای رجلا متعلقا باتار الکعبة وهو يصلي علی محمد وآله فسلم عليه ومر به ثانيا ولم يسلم عليه.

ـ فقال : يا امير المؤمنين، لم لم تسلم علي هذه المرة؟

فقال عليه السلام : (خفت ان اشغلک عن اللعن وهو أفضل من السلام ورد السلام ومن الصلاة علی محمد وآله محمد).

(راجع مجمع النورين وملتقي البحرين ص ٢٠٨).

١٠١

أللّهم العن أوّل ظالم ظلم حقّ محمّد وآل محمّد، وآخر تابع له

علی ذلك ، أللهمَّ العن العصابة التي جاهدت الحسين ،

وشايعت وبايعت وتابعت علی قتله، أللهمَّ العنهم جميعا.

وفي الکامل(١) : (أللّهم العن أوّل ظالم ظلم حقّ محمّد وآخر تابع له علی ذلك ، أللهمَّ العن العصابة التي حاربت الحسين وشايعت وبايعت أعدائه علی قتله وقتل أنصاره أللهمَّ العنهم جميعا).

المراد باول ظالم من تقدم علی وصيه وغصب حقّه وتقمّص الخلافة وهو يعلم أنَّ محلّه منه محل القطب من الرحي(٢) . وباخر تابع کل من لحقه من بني أميّة وبني العباس. والعصابة بکسر العين الجماعة من الناس والخليل والطير، وقيل : هم من العشرة إلى الاربعين(٣) .

قوله : وتابعت في بعض النسخ بالتاء المثناة من فوق ثم الالف ثم الباء الموحدة ولکن في نسخة الکامل بالياء المثناة من تحت(٤) بدل الموحدة من المتابعة وهي التهافت في الشر واللجاج کما في قوله عليه السلام : (ونعوذ بك ان تتابع بنا اهوائنا)، فلا يستعمل إلّا في الشر بخلاف المتابعة بالموحدة فانها أعم فالاوّل أنسب بالمقام بل جعل الثاني تصحيفا بعض الاعلام(٥) ، قال في الرواشح :

__________________

١ ـ کامل الزيارات ص ١٧٨.

٢ ـ هذه اشارة إلى الخطبة الثالثة في نهج البلغة المعروفة بالخطبة (الشقشقية).

٣ ـ راجع المصباح المنير للفيومي ص ٤١٣.

٤ ـ يعني في کامل الزيارات (بايعت) بدل (تابعت).

٥ ـ وهو المير داماد أي (محمد باقر بن محمد الحسيني المعروف بالميرالداماد، وسمي

١٠٢

وجماهير القاصرين من أصحاب العصر يصحفونها ويقولون تابعت بالتاء المثناة فوق والباء الموحدة فتامل.

ثم تقول مائة مرّة :

__________________

الداماد لان والده کان صهرا للمحقق الثاني رحمه الله فيدعی دامادا ثم انتقل هذا اللقب إلى ولده. وله مؤلفات منها القبسات، والرواشح السماوية، والصراط المستقيم وشرح الصحيفة السجادية وغيرها.

وللتفصيل راجع ترجمة حياته في کتاب الکنی والالقاب للشيخ عباس القمي ج٢، ص ٢٢٧.

١٠٣

السّلام عليك يا أبا عبدالله، وعلی الارواح التي حلّت بفنائك ،

عليك مني سلام الله أبدا ما بقيت وبقي الليل والنهار ،

ولا جعله الله آخر العهد مني لزيارتکم، السّلام علی الحسين ،

وعلی عليّ بن الحسين، وعلی أولاد الحسين، وعلی أصحاب الحسين.

وفي نسخة الکامل(١) (عليکم مني) بدل (عليك) و (اخر العهد من زيارتکم) بدل (اخر العهد مني لزيارتکم) وزيادة ابن علي بعد الحسين عليه السّلام(٢) ، ونقصان وعلی أولاد الحسين.

وفي بعض النسخ(٣) زيادة (وأناخت برحلك بعد بفنائك )، يقال : انخت الجمل استناخ أي ابرکته فبرک، ورحل البعير بالفتح(٤) کالسرج للفرس أي ابرکت اجمالهم لشد الرحال عليها في نصرتك، والمسائر معك في مجاهدة الاعداء، ويحتمل ان يکون کناية عن فوزهم بالشهادة معه عليه السّلام.

ثمّ تقول مائة مرّة :

__________________

١ ـ راجع الکامل الزيارات ص ١٧٨.

٢ ـ في نسخة کامل الزيارات ما وجدنا هذه الزيادة.

٣ ـ راجع کامل الزيارات ص ١٧٨.

٤ ـ راجع المصباح المنير ص ٦٢٩.

١٠٤

أللّهمَّ خصّ أنت، أوّل ظالم باللعن منّي، وابدأ به أوّلا ،

ثمّ العن الثاني، والثالث، والرابع، أللّهمَّ العن يزيد خامسا ،

والعن عبيد الله بن زياد، وابن مرجانة، وعمر بن سعد، وشمرا ،

وآل أبي سفيان، وآل زياد، وآل مروان إلى يوم القيامة.

وفي الکامل(١) : (أللّهمَّ خصَّ أوّل ظالم ظلم باللعن ثمّ العن أعداء آل محمد من الاوّلين والآخرين، أللّهمَّ العن يزيد وأباه والعن عبيدالله بن زياد وآل مروان وبني أميّة قاطبة إلى يوم القيامة).

والمراد بالاوّل والثاني والثالث، الثلاثة الّذين غصبوا حقّ وصي الرسول صلّی الله عليه وآله وتقدّموا عليه(٢) . وبالرابع معاوية.

وحکي أنَّ بعض المعاندين من المخالفين عرضوا علی الخليفة العباسي أنَّ الشيخ الطوسي قدس سرّه سبَّ الصحابة في کتابه الموسوم بالمصباح(٣) في دعاء يوم عاشوراء. فأمر الخليفة باحضاره مع الکتاب المذکور، فلمّا حضر استفسر منه الأمر فانکر الشيخ. ففتح بعض کتّاب الخليفة الکتاب وأراوه العبارة : (أللّهمَّ خص أنت أوّل ظالم ...) فقال الشيخ بديهة : يا أمير المؤمنين ليس المراد ما عرض به المعاندون، بل المراد بأوّل ظالم قابيل قاتل هابيل، وهو الذي بدا بالقتل في بني

__________________

١ ـ راجع الکامل الزيارات ص ١٧٩، ط : النجف.

٢ ـ وهم الخلفاء الثلاثة الذين انتحلوا مقام الامام علي عليه السلام، واشار عليه السلام إلى هذه الظلامة في الخطبة الشقشقية. راجع نهج البلاغة الخطبة الثالثة.

٣ ـ للشيخ الطوسي ـ المعروف بشيخ الطائفة رحمه الله ـ کتاب في الادعية والزيارات اسمه (مصباح المجتهد).

١٠٥

آدم(١) والمراد بالثاني عاقر ناقة صالح النبي صلی الله عليه وآله واسمه قيدار بن سالف(٢) ، وبالثالث قاتل يحيی بن زکريا، وبالرابع عبدالرحمن بن ملجم قاتل علي بن أبي طالب عليه السّلام، فلما سمع الخليفة بيانه رفع شانه وأکرمه وزاد إعظامه وانتقم ممّن سعی فيه(٣) .

ثمّ تسجد سجدة وتقول فيها :

__________________

١ ـ إشارة إلى قوله تعالی في سورة المائدة اية (٣٠) : (... فطوّعت له نفسه قتل أخيه فقتله فاصبح من الخاسرين).

٢ ـ هذه إشارة إلى قوله تعالی في سورة الشمس، الآيات ١٣ إلى ١٥ : (فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقيها * فکذبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها * ولا یخاف عقباها).

٣ ـ وذکر هذه القصة السيد سلطان الواعظين ـ مؤلف کتاب (ليالي پيشاور) ـ في کتابه (الفرقة الناجية) ج٢، الذي ترجمه الاخ فاضل الفراتي.

١٠٦

أللّهمَّ لك الحمد حمد الشاکرين لك علی مصابهم ،

الحمد لله علی عظيم رزيتي، أللّهمَّ ارزقني شفاعة الحسين يوم

الورود، وثبـّت لي قدم صدق عندك مع الحسين وأصحاب الحسين ،

الذين بذلوا مُهَجَهم دون الحسين عليه السّلام

وفي الکامل(١) : (رزيتي فيهم). ويوم الورود : القيامة لورود الخلق علی حساب الله، أو لورود المؤمنين علی الحوض والکافرين علی الجحيم(٢) .

والمهج : جمع المهجة وهي دم القلب خاصة(٣) . دون الحسين أي بحضرته، قال علقمة : قال(٤) : (اذا استطعت ان تزوره في کل يوم بهذه الزيارة من دهرك فافعل، فلك ثواب ذلك ان شاء الله(٥) ، ولا يجب تبديل ان هذا يوم بان يوم قتل الحسين في غير عاشوراء لجواز الاشارة به إلى يوم قتله والاحتياط بالجمع لا ينبغي ترکه، والحمدالله أوّلا وآخرا.

تم الفراغ من تحقيق هذه الزيارة في يوم الجمعه ٢ شعبان ليلة ولادة الامام الحسين عليه السلام ١٤٢٢ هـ.

قم المقدسة / نزار الحسن

__________________ ـ

١ ـ راجع کامل الزيارات ص ١٧٩، ط : النجف.

٢ ـ واشارات إلى هذا المعنی الاية القرانية في سورة هود (٩٨) : (يقدم قومه يوم القيامة فاوردهم النار وبئس الورد المورود).

٣ ـ راجع فقه اللغة للثعالبي ص ٢١٥.

٤ ـ أي الامام محمّد الباقر عليه السّلام.

٥ ـ راجع مصباح المجتهد للطوسي ص ٥٣٩، ط : الاعلمي، ومفاتيح الجنان ص ٥٥٦.

١٠٧
١٠٨

زيارة عاشوراء

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَباعَبْدِاللَّهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللَّهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا خِيَرَةَ اللَّهِ وَابْنَ خِيَرَتِهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ أمير المؤمنين وَابْنَ سَيِّدِ الْوَصِيّينَ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا ثارَ اللَّهِ وَابْنَ ثارِهِ وَالْوِتْرَ الْمَوْتُورَ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلَى الاَرْواحِ الَّتى حَلَّتْ بِفِناَّئِكَ عَلَيْكُمْ مِنّى جَميعاً سَلامُ اللَّهِ أبدا ما بَقيتُ وَبَقِىَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ يا اَبا عَبْدِ اللَّهِ لَقَدْ عَظُمَتِ الرَّزِيَّةُ وَجَلَّتْ وَعَظُمَتِ الْمُصيبَةُ بِكَ عَلَيْنا وَعَلى جَميعِ أهل الاِسْلامِ وَجَلَّتْ وَعَظُمَتْ مُصيبَتُكَ فِى السَّمواتِ عَلى جَميعِ أهل السَّمواتِ فَلَعَنَ اللَّهُ أمّة اَسَّسَتْ اَساسَ الظُّلْمِ وَالْجَوْرِ عَلَيْكُمْ أهل الْبَيْتِ وَلَعَنَ اللَّهُ أمّة دَفَعَتْكُمْ عَنْ مَقامِكُمْ وَاَزالَتْكُمْ عَنْ مَراتِبِكُمُ الَّتى رَتَّبَكُمُ اللَّهُ فيها وَلَعَنَ اللَّهُ أمّة قَتَلَتْكُمْ وَلَعَنَ اللَّهُ الْمُمَهِّدينَ لَهُمْ بِالتَّمْكينِ مِنْ قِتالِكُمْ بَرِئْتُ اِلَى اللَّهِ وَاِلَيْكُمْ مِنْهُمْ وَمِنْ اَشْياعِهِمْ وَاَتْباعِهِمْ وَاَوْلِياَّئِهِم يا اَبا عَبْدِ اللَّهِ. اِنّى سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ اِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ وَلَعَنَ اللَّهُ آل زِيادٍ وآل مَرْوانَ وَلَعَنَ اللَّهُ بَنى اُمَيَّةَ قاطِبَةً وَلَعَنَ اللَّهُ ابْنَ مَرْجانَةَ وَلَعَنَ اللَّهُ عُمَرَ بْنَ سَعْدٍ وَلَعَنَ اللَّهُ شِمْراً وَلَعَنَ اللَّهُ أمّة اَسْرَجَتْ وَاَلْجَمَتْ وَتَنَقَّبَتْ لِقِتالِكَ بِاَبى أنت وَاُمّى لَقَدْ عَظُمَ مُصابى بِكَ فَاَسْئَلُ اللَّهَ الَّذى اَکْرَمَ مَقامَكَ وَاَکْرَمَنى بِكَ اَنْ يَرْزُقَنى طَلَبَ ثارِكَ مَعَ اِمامٍ مَنْصُورٍ مِنْ أهل بَيْتِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله أللهمَّ اجْعَلْنى عِنْدَكَ وَجيهاً بِالْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ فِى الدُّنْيا والآخرة يا

١٠٩

اَباعَبْدِاللَّهِ اِنّى اَتَقَرَّبُ اِلى اللَّهِ وَاِلى رَسُولِهِ وَاِلى أمير المؤمنين وَاِلى فاطِمَةَ وَاِلَى الْحَسَنِ وَاِلَيْكَ بِمُوالاتِكَ وَبِالْبَراَّئَةِ (مِمَّنْ قاتَلَكَ وَنَصَبَ لَكَ الْحَرْبَ وَبِالْبَرائَةِ مِمَّنْ اَسَّسَ اَساسَ الظُّلْمِ وَالْجَوْرِعَلَيْكُمْ وَاَبْرَءُ اِلَى اللّهِ وَاِلى رَسُولِهِ) مِمَّنْ اَسَسَّ اَساسَ ذلِكَ وَبَنى عَلَيْهِ بُنْيانَهُ وَجَرى فى ظُلْمِهِ وَجَوْرِهِ عَلَيْكُمْ وَعلى اَشْياعِكُمْ بَرِئْتُ اِلَى اللَّهِ وَاِلَيْكُمْ مِنْهُمْ وَاَتَقَرَّبُ اِلَى اللَّهِ ثُمَّ اِلَيْكُمْ بِمُوالاتِكُمْ وَمُوالاةِ وَلِيِّكُمْ وَبِالْبَرآئَةِ مِنْ اَعْداَّئِكُمْ وَالنّاصِبينَ لَكُمُ الْحَرْبَ وَبِالْبَرآئَةِ مِنْ اَشْياعِهِمْ وَاَتْباعِهِمْ. اِنّى سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ وَوَلِىُّ لِمَنْ والاکُمْ وَعَدُوُّ لِمَنْ عاداکُم ْفَاَسْئَلُ اللَّهَ الَّذى اَکْرَمَنى بِمَعْرِفَتِكُمْ وَمَعْرِفَةِ اَوْلِياَّئِكُمْ وَرَزَقَنِى الْبَراَّئَةَ مِنْ اَعْداَّئِكُمْ اَنْ يَجْعَلَنى مَعَكُمْ فِى الدُّنْيا والآخرة وَاَنْ يُثَبِّتَ لى عِنْدَکُمْ قَدَمَ صِدْقٍ فِى الدُّنْيا والآخرة وَاَسْئَلُهُ اَنْ يُبَلِّغَنِى الْمَقامَ الْمَحْمُودَ لَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَاَنْ يَرْزُقَنى طَلَبَ ثارى مَعَ اِمامٍ هُدىً ظاهِرٍ ناطِقٍ (بِالْحَقِّ) مِنْكُمْ وَاَسْئَلُ اللَّهَ بِحَقِّكُمْ وَبِالشَّاْنِ الَّذى لَكُمْ عِنْدَهُ اَنْ يُعْطِيَنى بِمُصابى بِكُمْ أفضل ما يُعْطى مُصاباً بِمُصيبَتِهِ مُصيبَةً ما اَعْظَمَهَ واَعْظَمَ رَزِيَّتَها فِى الاِسْلامِ وَفى جَميعِ السَّمواتِ وَالاَرْضِ أللهمَّ اجْعَلْنى فى مَقامى هذا مِمَّنْ تَنالُهُ مِنْكَ صَلَواتٌ وَرَحْمَةٌ وَمَغْفِرَةٌ أللهمَّ اجْعَلْ مَحْياىَ مَحْيا محمد وآل مُحَمَّدٍ وَمَماتى مَماتَ محمد وآل مُحَمَّدٍ أللهمَّ اِنَّ هذا يَوْمٌ تَبرَّکَتْ بِهِ بَنُو اُمَيَّةَ وَابْنُ آکِلَةِ الَآکبادِ اللَّعينُ ابْنُ اللَّعينِ عَلى لِسانِكَ وَلِسانِ نَبِيِّكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله فى کُلِّ مَوْطِنٍ وَمَوْقِفٍ وَقَفَ فيهِ نَبِيُّكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله أللهمَّ الْعَنْ اَباسُفْيانَ

١١٠

وَمُعاوِيَةَ وَيَزيدَ بْنَ مُعاوِيَةَ عَلَيْهِمْ مِنْكَ اللَّعْنَةُ اَبَدَ الاْبِدينَ وَهذا يَوْمٌ فَرِحَتْ بِهِ آل زِيادٍ وآل مَرْوانَ بِقَتْلِهِمُ الْحُسَيْنَ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْهِ أللهمَّ فَضاعِفْ عَلَيْهِمُ اللَّعْنَ مِنْكَ وَالْعَذابَ (الاْليمَ) أللهمَّ اِنّى اَتَقَرَّبُ إليك فى هذَا الْيَوْمِ وَفى مَوْقِفى هذا وَاَيّامِ حَياتى بِالْبَراَّئَهِ مِنْهُمْ وَاللَّعْنَةِ عَلَيْهِمْ وَبِالْمُوالاتِ لِنَبِيِّكَ وآل نَبِيِّكَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمُ اَلسَّلامُ أللهمَّ الْعَنْ اَوَّلَ ظالِمٍ ظَلَمَ حَقَّ محمد وآل مُحَمَّدٍ وَآخِرَ تابِعٍ لَهُ عَلى ذلِكَ أللهمَّ الْعَنِ الْعِصابَةَ الَّتى جاهَدَتِ الْحُسَيْنَ وَشايَعَتْ وَبايَعَتْ وَتابَعَتْ عَلى قَتْلِهِ أللهمَّ الْعَنْهُمْ جَميعاً اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَباعَبْدِاللَّهِ وَعَلَى الاَرْواحِ الَّتى حَلَّتْ بِفِناَّئِكَ عَلَيْكَ مِنّى سَلامُ اللَّهِ (اَبَداً) ما بَقيتُ وَبَقِىَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ وَلاجَعَلَهُ اللَّهُ آخر الْعَهْدِ مِنّى لِزِيارَتِكُمْ اَلسَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ وَعَلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَعَلى أولاد الْحُسَيْنِ وَعَلى أصحاب الْحُسَيْنِ أللهمَّ خُصَّ أنت اَوَّلَ ظالِمٍ بِاللَّعْنِ مِنّى وَابْدَأ بِهِ أوّلا ثُمَّ الثّانِىَ وَالثّالِثَ وَالرّابِعَ اَللّهُمَّ الْعَنْ يَزيدَ خامِساً وَالْعَنْ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ زِيادٍ وَابْنَ مَرْجانَةَ وَعُمَرَ بْنَ سَعْدٍ وَشِمْراً وآل اَبى سُفْيانَ وآل زِيادٍ وآل مَرْوانَ اِلى يَوْمِ الْقِيمَةِ أللهمَّ لَكَ الْحَمْدُ حَمْدَ الشّاکِرينَ لَكَ عَلى مُصابِهِمْ اَلْحَمْدُ لِلَّهِ عَلى عَظيمِ رَزِيَّتى أللهمَّ الرْزُقْنى شَفاعَةَ الْحُسَيْنِ يَوْمَ الْوُرُودِ وَثَبِّتْ لى قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَكَ مَعَ الْحُسَيْنِ وَاَصْحابِ الْحُسَيْنِ الَّذينَ بَذَلُوا مُهَجَهُمْ دُونَ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ

١١١

فضل دعاء علقمة

قال سيف بن عميرة : سألت صفوانا فقلت له : إنَّ علقمة بن محمد لم يأتنا بهذا عن الباقر عليه السلام إنّما اتانا بدعاء الزيارة، فقال صفوان : وردت مع سيدي الصادق صلوات الله وسلامه عليه إلى هذا المکان ففعل مثل الذي فعلناه في زيارتنا ودعا بهذا الدعاء عند الوداع بعد أن صلّی کما صلّينا وودع کما ودّعنا. ثم قال صفوان : قال الصادق عليه السّلام : تعاهد هذه الزيارة وادع بهذا الدعاء وزر به فاني ضامن علی الله لکل من زار بهذه الزيارة ودعا بهذا الدعاء من قرب أو بعد ان زيارته مقبولة وسعيه مشکور وسلامه واصل غير محجوب وحاجته مقضية من الله تعالی بالغة ما بلغت ولا یخيبه.

يا صفوان وجدت هذه الزيارة مضمونة بهذا الضمان عن أبي وأبي عن أبيه علي بن الحسين عليهم السّلام مضمونا، والحسن عليه السّلام عن أبيه أمير المؤمنين عليه السّلام مضمونا بهذا الضمان، وأمير المؤمنين عليه السّلام عن رسول صلّی الله عليه وآله مضمونا بهذا الضمان، ورسول الله عن جبرائيل عليه السّلام مضمونا بهذا الضمان، وجبرائيل عن الله تعالی مضمونا بهذا الضمان، وقد آلى الله علی نفسه عزّ وجل ان من زار الحسين عليه السّلام بهذه الزيارة من قرب أو بعد ودعا بهذا الدعاء قبلت منه زيارته وشفّعته في مسالته بالغةً ما بلغت وأعطيته سؤله ثم لا ينقلب عني خائبا وأقلبه مسرورا قريرا عينه بقضاء حاجته والفوز بالجنة والعتق من النار وشفّعته في کل من شفع خلا ناصب لنا أهل البيت، آلى الله تعالی بذلك علی نفسه واشهدنا بما شهدت به ملائکة ملکوته، ثم قال جبرائيل : يارسول الله أرسلني الله إليك سرورا وبشری لك ولعلي وفاطمة والحسن والحسين والائمة من ولدك وشيعتکم مسرورين إلى يوم البعث.

قال صفوان : قال لي الصادق عليه السّلام : يا صفوان إذا حدث لك إلى الله حاجة فزر بهذه الزيارة من حيث کنت وادع بهذا الدعاء وسل ربك حاجتك تاتك من الله. والله غير مخلف وعده ورسوله بجوده وبمنه والحمد لله.

١١٢

دعاء علقمة

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

يا اَللّهُ يا اَللّهُ يا اَللّهُ يا مُجيب دَعْوَهِ الْمُضْطَرينَ وَيا کاشِفَ کَرْبِ الْمَکْرُوبين ويا غِياثَ الْمُسْتَغيثين وَيا صَريخَ الْمُسْتَصْرِخين وَيا مَنْ هُوَ اَقْرَبُ إليَّ مِنْ حَبْلِ الْوَريدِ وَيا مَنْ يحولُ بين الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَيا مَنْ هُوَ بِالْمَنْظَرِ الْأعْلى وَبِالأُفُقِ الْمُبين وَيا مَنْ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحيمِ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى وَيا مَنْ يعلَمُ خائِنَهَ الأعْين وَما تُخْفِی الصُّدُورُ وَيا مَنْ لا یَخْفى عليه خافيه وَيا مَنْ لا تَشْتَبِهُ عليه الأصْواتُ وَيا مَنْ لا تُغَلِّطُهُ الْحاجاتُ *وَيا مَنْ لا يبرِمُهُ اِلْحاحُ الْمُلِحينَ يا مُدْرِكَ کُلِّ فَوْت وِيا جامِعَ کُلِّ شَمْل وِيا بارِئَ النُّفُوسِ بَعْدَ الْمَوْتِ يا مَنْ هُوَ کُلُّ يوم في شَأن يا قاضي الْحاجاتِ يا مُنَفِّسَ الْکُرُباتِ وَيا مُعْطِیَ السُؤلاتِ يا وَلِیَّ الرَّغَباتِ يا کافِیَ المُهِمّاتِ يا مَنْ يکفی مِنْ کُلِّ شَیْء وَلا يکفی مِنْهُ شَیْءٌ في السَّماواتِ وَالأرْضِ أَسْألُكَ بِحَقِّ مُحَمَّد وَعَلیٍّ وَبِحَقِّ فاطِمَهَ بِنْتِ نَبِيكَ وَبِحَقِّ الْحَسَنِ وَالْحُسينِ فَاِنّی بِهِمْ اَتَوَجَّهُ إليك في مَقامی هذا وَبِهِمْ اَتَوَسَّلُ وَبِهِمْ اَتَشَفَّعُ إليك وَبِحَقِّهِمْ أَسْألُکَ وَاُقْسِمُ وَاَعْزِمُ عليك وَبِالشَّأنِ الَّذی لَهُمْ عندك وَبِالْقَدْرِ الَّذی لَهُمْ عندك وَبِالَّذی فَضَّلْتَهُمْ عَلَى الْعالمين وَبِاسْمِكَ الَّذی جَعَلْتَهُ عِنْدَهُمْ وَبِهِ خَصَصْتَهُمْ دُونَ الْعالمين وَبِهِ اَبَنْتَهُمْ

١١٣

وَاَبَنْتَ فَضْلَهُمْ مِنْ فَضْلِ الْعالمين حَتّى فاقَ فَضْلُهُمْ فَضْلَ الْعالمين جَميعاً أَسْألُكَ اَنْ تُصَلِّیَ عَلى محمد وآل مُحَمَّد وَاَنْ تَکْشِفَ عَنّی هَمّی وَغَمّی وَکَرْبی وَتکفينی الْمُهِمَّ مِنْ اُمُوري وَتَقْضي عَنّی دينی وَتَجْبُرَنی مِنَ الْفَقْرِ وَتُجيرنی مِنَ الْفاقَةِ وَتغنينی عَنِ الْمَسْأَلَهِ اِلَى الْمَخْلُوقينَ وَتکفينی هَمَّ مَنْ اَخافُ هَمَّهُ وَعُسْرَ مَنْ اَخُافُ عُسْرَهُ وَحُزُونَهَ مَنْ اَخافُ حُزُونَتَهُ وَشَرَّ مَنْ اَخافُ شَرَّهُ وَمَکْرَ مَنْ اَخافُ مَکْرَهُ وَبَغْیَ مَنْ اَخافُ بَغْيه وَجَوْرَ مَنْ اَخافُ جَوْرَهُ وَسُلطانَ مَنْ اَخافُ سُلْطانَهُ وَکَيد مَنْ اَخافُ کَيدهُ وَمَقْدُرَهَ مَنْ اَخافُ بَلاءَ مَقْدُرَتِهِ عَلَیَّ وَتَرُدَّ عَنّی کَيد الْکَيدهِ وَمَکْرَ الْمَکَرَهِ أللهمَّ مَنْ اَرادَنی بِسُوء فَأَرِدْهُ *وَمَنْ کادَنی فَـکِدْهُ وَاصْرِفْ عَنّی کَيدهُ وَمَکْرَهُ وَبَأسَهُ وَاَمانِيه وَامْنَعْهُ عَنّی کيف شِئْتَ وَاَنّى شِئْتَ أللهمَّ اشْغَلْهُ عَنّی بِفَقْر لا تَجْبُرُهُ وبِبَلاء لا تَسْتُرُهُ وبِفاقَه لا تَسُدُّها وبِسُقْم لا تُعافيه وذُلٍّ لا تُعِزُّهُ وَبِمَسْکَنَه لا تَجْبُرُها أللهمَّ اضْرِبْ بِالذُلِّ نَصْبَ عَينيه وَاَدْخِلْ عليه الْفَقْرَ في مَنْزِلِهِ *وَالْعِلَّهَ وَالسُّقْمَ في بَدَنِهِ حَتّى تَشْغَلَهُ عَنّی بِشُغْل شاغِل لا فَراغَ لَهُ وَاَنْسِهِ ذِکْری کَما اَنْسيتَهُ ذِکْرَكَ وَخُذْ عَنّی بِسَمْعِهِ وَبَصَرِهِ وَلِسانِهِ وَيدهِ وَرِجْلِهِ وَقَلْبِهِ وَجَميع جَوارِحِهِ وَاَدْخِلْ عليه في جَميع ذلك السُّقْمَ وَلا تَشْفِهِ حَتّى تَجْعَلَ ذلك لَهُ شُغُلاً شاغِلاً عَنّی وَعَنْ ذِکْری وَاکْفِنی يا کافِیَ ما لا يکفی سِواكَ فَاِنَّكَ الْکافی لا کافِیَ سِواكَ وَمُفَرِّجٌ لا مُفَرِّجَ سِواكَ وَمغيثٌ لا مغيثَ سِواكَ وَجارٌ لا جارَ

١١٤

سِواكَ خابَ مَنْ کانَ رَجاؤُهُ سِواكَ وَمغيثُهُ سِواكَ وَمَفْزَعُهُ اِلى سِواكَ وَمَهْرَبُهُ وَمَلْجَؤُهُ إلى غَيركَ وَمَنْجاهُ مِنْ مَخْلُوق غَيركَ فَاَنْتَ ثِقَتی وَرَجائی وَمَفْزَعی وَمَهْرَبی وَمَلْجَئِی وَمَنْجایَ فَبِكَ اَسْتَفْتِحُ وَبِكَ اَسْتَنْجِحُ وَبِمُحَمَّد وآل مُحَمَّد اَتَوَجَّهُ إليك وَاَتَوَسَّلُ وَاَتَشَفَّعُ فَاَسْألُكَ يا اَللّهُ يا اَللّهُ يا اَللّهُ فَلَكَ الْحَمْدُ وَلَكَ الشُّکْرُ وَإليكَ الْمُشْتَکى وأنت المُسْتَعانُ فَاَسْألُكَ يا اَللّهُ يا اَللّهُ يا اَللّهُ بِحَقِّ محمد وآل مُحَمَّد اَنْ تُصَلِّیَ عَلى محمد وآل مُحَمَّد وَاَنْ تَکْشِفَ عَنّی غَمّی وَهَمّی وَکَرْبی في مَقامی هذا کَما کَشَفْتَ عَنْ نبيك هَمَّهُ وَغَمَّهُ وَکَرْبَهُ وَکَفَيتهُ هَوْلَ عَدُوِّهِ فاکْشِفْ عَنّی کَما کَشَفْتَ عَنْهُ وَفَرِّجْ عَنّی کَما فَرَّجْتَ عَنْهُ وَاکْفِنی کَما کَفَيتهُ وَاصْرِفْ عَنّی هَوْلَ ما اَخافُ هَوْلَهُ وَمَؤُونَهَ ما اَخافُ مَؤُونَتَهُ وَهَمَّ ما اَخافُ هَمَّهُ بِلا مَؤُونَه عَلى نَفْسي مِنْ ذلك وَاصْرِفْنی بِقَضاءِ حَوائِجی وَکِفايه ما اَهَمَّنی هَمُّهُ مِنْ اَمْرِ آخِرَتی وَدُنْيایَ يا أمير المؤمنين وَيا أبا عبدالله عَلَيکما مِنّی سَلامُ اللّهِ أبدا ما بَقيتُ وَبَقي الليل وَالنَّهارُ وَلا جَعَلَهُ اللّهُ آخر الْعَهْدِ مِنْ زيارَتِکُما ولا فَرَّقَ اللّهُ بينی وَبينکُما أللهمَّ اَحينی حياهَ مُحَمَّد وَذُريتِهِ وَاَمِتْنی مَماتَهُمْ وَتَوَفَّنی عَلى مِلَّتِهِمْ وَاحْشُرُنی في زُمْرَتِهِمْ وَلا تُفَرِّقُ بينی وَبينهُمْ طَرْفَهَ عَين أبدا في الدُّنْيا وَالآخِرَهِ. يا أمير المؤمنين وَيا اَبا عَبْدِ اللّهِ اَتَيتکُما زائِراً وَمُتَوَسِّلاً اِلى اللّهِ رَبّی وَرَبِّکُما وَمُتَوَجِّهاً اليه بِکُما وَمُسْتَشْفِعاً بِکُما اِلَى اللّهِ تَعالى فی

١١٥

حاجَتی هذِهِ فَاشْفَعا لی فَاِنَّ لَکُما عِنْدَ اللّهِ الْمَقامَ الْمَحْمُودَ وَالْجاهَ الْوَجيه وَالْمَنْزِلَ الرَّفيع وَالْوَسيلَهَ اِنّی اَنْقَلِبُ عَنْکُما مُنْتَظِراً لِتَنَجُّزِ الْحاجَهِ وَقَضائِها وَنَجاحِها مِنَ اللّهِ بِشَفاعَتِکُما لی اِلَى اللّهِ في ذلك فَلا اَخيب وَلا يکون مُنْقَلَبی مُنْقَلَباً خائِباً خاسِراً بَلْ يکون مُنْقَلَبی مُنْقَلَباً راجِحاً مُفْلِحاً مُنْجِحاً مُسْتَجاباً لی بِقَضاءِ جَميع حَوائِجی وَتَشْفَعا لی اِلَى اللّهِ اَنْقَلِبُ عَلى ما شاءَ اللّهُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّهَ اِلاّ بِاللّهِ *مُفَوِّضاً اَمْری اِلَى اللّهِ مُلْجِئاً ظَهْری اِلَى اللّهِ وَمُتَوَکِّلاً عَلَى اللّهِ وَاَقُولُ حَسْبِیَ اللّهُ وَکَفى سَمِعَ اللّهُ لِمَنْ دَعا لَيس لی وَراءَ اللّهِ وَوَراءَکُمْ يا سادَتی مُنْتَهى ما شاءَ رَبّی کانَ وَما لَمْ يشأ لَمْ يکنْ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّهَ اِلاّ بِاللّهِ *اَسْتَوْدِعُکُمَا اللّهَ وَلا جَعَلَهُ اللّهُ آخر الْعَهْدِ مِنّی اليکما *انْصَرَفْتُ يا سيدي يا أمير المؤمنين وَمَوْلایَ وأنت يا أبا عبدالله يا سيدي وَسَلامی عَلَيکما مُتَّصِلٌ مَا اتَّصَلَ الليل وَالنَّهارُ واصِلٌ ذلك إليکما غَير مَحْجُوب عَنْکُما سَلامی اِنْ شاءَ اللّهُ وَاَسْألُهُ بِحَقِّکُما اَنْ يشاءَ ذلك وَيفعَلَ فَاِنَّهُ حَميد مَجيد انْقَلَبْتُ يا سيدي عَنْکُما تائِباً حامِداً للّه شاکِراً راجِيا لِلإجابَهِ غَير آيس وَلا قانِط آئِباً عائِداً راجِعاً اِلى زيارَتِکُما غَير راغِب عَنْکُما وَلا مِنْ زيارَتِکُما بَلْ راجِعٌ عائِدٌ اِنْ شاءَ اللّهُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّهَ اِلاّ بِاللّهِ الْعَلِیِّ العَظيم يا سادَتی رَغِبْتُ اليکما وَاِلى زيارَتِکُما بعْدَ اَنْ زَهِدَ فيکما وَفی زيارَتِکُما أهل الدُّنْيا فَلا خَيبنِی اللّهُ مِمّا رَجَوْتُ وَما اَمَّلْتُ في زيارَتِکُما اِنَّهُ قَريبٌ مُجيب.

١١٦

الفهرس

الإهداء ٣

المقدّمة ٥

ترجمة الشارح ٧

من آثار وبرکات زيارة عاشوراء١٥

«اَلسَّلام عليك يا أَبَا عَبدِ اللهِ» ٢٩

اَلسَّلام عليك يابنَ رَسُول اللهِ ٣١

السّلام عليك يابن أمير المؤمنين، وابن سيّد الوصييّن ٣٤

السلام عليك يابن فاطمة سيدة نساء العالمين ٣٨

السلام عليك يا ثار الله وابن ثار والوتر الموتور ٤٢

(١) عليکم مني جميعا سلام الله ابدا ٥٢

مابقيت وبقي الليل والنهار ٥٢

يا اباعبدالله، لقد عظمت الرزية وجلت وعظمت المصيبة ٥٣

فلعن الله أمّة اسست اساس الظلم والجور عليکم أهل البيت ٥٦

ولعن الله أمّة دفعتکم عن مقامکم، وازالتکم عن مراتبکم ٥٩

ولعن الله أمّة قتلتکم ف ولعن الله الممهدين لهم ٦١

بالتمکين من قتالکم ٦١

برئت إلى الله وإليکم منهم، وأشياعهم وأتباعهم وأوليائهم ٦٢

يا اباعبد الله، انّي سلمٌ لمن سالمکم، وحربٌ لمن حاربکم إلى ٦٤

يوم القيامة ٦٤

ولعن الله آل زياد وآل مروان، ولعن الله بني أميّة قاطبة ، ٦٦

ولعن الله ابن مرجانة، ولعن الله عمر بن سعدا، ولعن الله شمرا ٦٦

١١٧

ولعن الله أمّة أسرجت وألجمت وتنقّبت(١) وتهيات لقتالك ٧٠

بأبي أنت وأمّي لقد عظم مصابي بك ٧١

فاسئل الله الذي اکرم مقامك، واکرمني بك أن يرزقتي طلب ٧٣

اللهم اجعلني عندك وجيها(١) بالحسين عليه السّلام ٧٥

يا أبا عبد الله، إني أتقرّب إلى الله، وإلی رسوله ، ٧٧

وإلی أمير المؤمنين، وإلی فاطمة، وإلی الحسن واليك ٧٧

بموالاتک، وبالبراءة ممن قاتلك ونصب لك الحرب ، ٧٧

وبالبراءة ممن أسس أساس الظلم والجور عليکم ، ٧٧

وابرا إلى الله وإلی رسوله ممن اسس اساس ذلك ، وبنی عليه ٧٩

فاسل الله الذي اکرمني بمعرفتکم، ومعرفة أوليائکم ، ٨٢

وأن يثبت لي عندکم قدم صدق في الدنيا والآخرة ، ٨٤

وأسال الله بحقّکم، وبالشّان الذی لکم عنده ان يعطينطي ٨٦

أللّهم اجعلني في مقامي هذا ممن تناله منك صلوات ورحمة ٨٩

اللهم ان هلاا يوم تبركت به بنو امية وابن أكلة اكباد ، ٩٣

أللّهم العن ابا سفيان، ومعاوية بن أبي سفيان ، ويزيد بن ٩٧

وهذا يوم فرحت به آل زياد وآل مروان بقتلهم الحسين ٩٩

أللّهم فضاعف عليهم اللعن منك والعذاب الاليم ١٠٠

أللّهم العن أوّل ظالم ظلم حقّ محمّد وآل محمّد، وآخر تابع له ١٠٢

السّلام عليك يا أبا عبدالله، وعلی الارواح التي حلّت بفنائك ، ١٠٤

أللّهمَّ خصّ أنت، أوّل ظالم باللعن منّي، وابدأ به أوّلا ، ١٠٥

أللّهمَّ لك الحمد حمد الشاکرين لك علی مصابهم ، ١٠٧

زيارة عاشوراء ١٠٩

فضل دعاء علقمة ١١٢

دعاء علقمة ١١٣

الفهرس ١١٧

١١٨