تفسير نور الثقلين الجزء ١
0%
مؤلف: الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي
المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 832
مؤلف: الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي
المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 832
تفســير نــور الثقــلين
لمؤلِّفه
المـحدّث الجليل العلّامة الخبير ألشيخ عبد العـليّ بن جمعة
الـعروسـيّ الحــويـزي قدّس ســرّه
المــتوفّى سنة ١١١٢
ألمـجلّد الأوّل
صحّحه وعلّق عليه ألفاضل الخبير
ألحاج السيّد هاشم الرسولي الـمــَحَلّاتي
بنفقة
خادم الشريعة ألحاج أبي القاسم الـمشتهر بالسالك
وفقّه الله تعالى لمـــرضاته
ملاحظة
هذا الكتاب
نشر الكترونياً وأخرج فنِّياً برعاية وإشراف
شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) للتراث والفكر الإسلامي
وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً
قسم اللجنة العلميّة في الشبكة
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله الذي نزّل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا، وأشهد عليهم أمّة وسطا قد جعلهم هداة وقمرا منيرا، ومنارا لمن أراد أن يذّكر أو أراد شكورا، وصلّى الله على محمّد وعترته الحجج بما أذهب عنهم الرّجس وطهّرهم تطهيرا، المطعمين الطعام على حبّه مسكينا ويتيما وأسيرا إنّما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا، قرن طاعتهم بطاعته بأبلغ بيان وأحسن تفسيرا.
وبعد فيقول العبد المذنب الفقير المقرّ بالتقصير عبد على بن جمعة العروسى الحويزي: أنّى لـمّا رأيت خدمة كتاب الله والمقتبسين من أنوار وحي الله، سلكوا مسالك مختلفة، فمنهم من اقتصر على ذكر عربيّته ومعاني ألفاظه، ومنهم من اقتصر على بيان التراكيب النحويّة، ومنهم من اقتصر على استخراج المسائل الصرفية، ومنهم من استفرغ وسعه فيما يتعلق بالاعراب والتصريف، ومنهم من استكثر من علم اللغة واشتقاق الألفاظ ومنهم من صرف همته إلى ما يتعلّق بالمعاني الكلاميّة، ومنهم من قرن بين فنون عديدة أحببت أن أضيف إلى بعض آيات الكتاب المبين شيئا من آثار أهل الذكر المنتجبين ما يكون مبديا بشموس بعض التنزيل، وكاشفا عن أسرار بعض التأويل، وأمّا ما نقلت مما ظاهره يخالف لإجماع الطائفة المحقّة فلم أقصد به بيان اعتقاد ولا عمل، وإنّما أوردته ليعلم الناظر المطلع كيف نقل وعمّن نقل؛ ليطلب له من التوجيه ما يخرجه من ذلك مع أنّى لم أخل موضعا من تلك المواضع عن نقل ما يضادّه، ويكون عليه المعوّل في الكشف والإبداء وإذا رأى الناظر في هذا الكتاب نقلا عن تفسير علي بن إبراهيم أو مجمع البيان ولم يره في مثل موضع نقلته إليه منهما، فليعلم أنّى نقلته من غير ذلك الموضع لأنهما قدّس الله سرهما كثيرا ما ينقلان الحديث مشتملا على الاشارة إلى عدّة آيات عند
إحديها، ويخليان منه ومن بعضه ما عداها وربما رأيت بعض الأخبار في موضع رأيت ذكره في غيره أنسب بالمقام، وأطبق لظاهر الكلام.
ومن مذهبي حبّ الديار وأهلها |
وللناس فيما يعشقون مذاهب |
فاشتغلت بذلك برهة من الزمان، مع تفاقم المحن والأحزان. وتتابع المصايب والأشجان، فجمعت مع قلة البضاعة وعدم الوقوف على حاق الصناعة ما قسم لي من إفضاله وما استحقه من نواله، وسميّته نور الثقلين راجيا مطابقته للمعنى، وأن تحلَّ ركائبه في مواقف المغنى، وأسأله أن يجعله مقبولا لديه، ووسيلة يوم العرض بين يديه فأقول وبالله التوفيق والهداية إلى سواء الطريق، وعليه التوكل في القول والعمل والعصمة عن الخطاء والزلل :
١ ـ في مجمع البيان روى جعفر بن محمّد عن أبيه عن آبائه عن النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم لـمّا أراد اللهعزوجل أن ينزل فاتحة الكتاب وآية الكرسي وشهد الله و( قُلِ أللّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ ) إلى قوله( بِغَيْرِ حِسابٍ ) تعلّقن بالعرش وليس بينهنّ وبين الله حجاب، وقلن: يا ربِّ تحبطنا دار الذنوب وإلى من يعصيك ونحن معلقات بالطهور والقدس فقال: وعزّتي وجلالي ما من عبد قرأكنّ في دبر كل صلوة إلّا أسكنته حظيرة القدس على ما كان فيه، ونظرت إليه(١) بعيني المكنونة في كل يوم سبعين نظرة، وإلّا قضيت له في كل يوم سبعين حاجة أدناها المغفرة، وإلّا أعذته من كل عدو ونصرته عليه، ولا يمنعه من دخول الجنة إلّا الموت(٢) .
٢ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده قال أبو عبد اللهعليهالسلام : إسم الله الأعظم مقطّع في أمّ الكتاب(٣) .
__________________
(١) في المصدر والا نظرت إليه «... اه» وكذا فيما يأتى وهو الأنسب بالسياق.
(٢) مجمع البيان ج ١: ٦٢٤ وفيه «الا ان يموت» بدل «الا الموت».
(٣) وذكروا في وجه تسميتها بأمّ الكتاب وجوها، منها: لانّ هذه السورة أوّل الكتاب وأصله ولانّ السورة تضاف إليها ولا تضاف هي إلى شيء، ومنها: لأنها جامعة لاصل مقاصده ومحتوية على رؤس مطالبه والعرب يسمّون ما يجمع أشياء متعددة «أمّا» كما يسمّون الجلدة الجامعة للدماغ وحواسه أمّ الرأس ولأنها كالفذلكة لما فصل في القرآن المجيد ـ
٣ ـ في كتاب الخصال عن أبي عبداللهعليهالسلام قال: رنَّ إبليس أربع رنات(١) أوّلهن يوم لعن، وحين أهبط إلى الأرض، وحين بعث محمّدصلىاللهعليهوآلهوسلم على حين فترة من الرسل، وحين أنزلت أمّ الكتاب.
٤ ـ عن الحسن بن علىعليهماالسلام في حديث طويل قال: جاء نفر من اليهود إلى رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم فسأله أعلمهم عن أشياء، فكان فيما سأله أخبرنا عن سبع خصال أعطاك الله من بين النبيين، وأعطى أمّتك من بين الأمم، فقال النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم : أعطانى اللهعزوجل فاتحة الكتاب إلى قوله: صدقت يا محمّد، فما جزاء من قرأ فاتحة الكتاب؟ فقال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم من قرأ فاتحة الكتاب أعطاه الله تعالى بعدد كل آية نزلت من السماء ثواب تلاوتها
٥ ـ عن جابر عن النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم حديث طويل يقول فيهعليهالسلام حاكيا عن الله تعالى وأعطيت أمّتك كنزا من كنوز عرشي فاتحة الكتاب.
٦ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد ابن إسمعيل بن بزيع عن عبد الله بن الفضل النوفلي رفعه قال: ما قرأت الحمد على وجع سبعين مرة إلّا سكن.
٧ ـ محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن سلمة بن محرز قال: سمعت أبا جعفرعليهالسلام يقول: من لم يبرأه الحمد لم يبرأه شيء.
٨ ـ عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمّار عن أبي عبد اللهعليهالسلام قال: لو قرأت الحمد على ميت سبعين مرة ثم ردت فيه الروح ما كان ذلك عجبا.
٩ ـ في عيون الأخبار حدّثنا محمد بن القاسم المفسّر الأسترآبادي رضى الله عنه قال: حدّثنا يوسف بن محمد بن زياد، وعلي بن محمد بن سيار عن أبويهما، عن
__________________
ـ لاشتمالها على المعاني القرآنية من الثناء على الله بما هو أهله ومن التعبد بالأمر والنهى والوعد والوعيد فكأنه نشأ وتولد منها بالتفصيل بعد الإجمال كما سميت مكّة أمّ القرى لانّ الأرض دحيت منها.
(١) الرنة: الصيحة.
الحسن بن عليّ بن محمد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، عن أبيه على بن محمّد، عن أبيه محمّد بن على، عن أبيه على بن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن آبائه عن أمير المؤمنينعليهمالسلام قال: قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم قال اللهعزوجل : قسمت فاتحة الكتاب بيني وبين عبدي فنصفها لي ونصفها لعبدي، ولعبدي ما سأل، إذا قال العبد:( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) قال الله جلّ جلاله: بدأ عبدي باسمي وحقٌّ عليَّ أن أتمم له أموره وأبارك له في أحواله فاذا قال:( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ) قال جلّ جلاله: حمدنى عبدي وعلم ان النعم التي له من عندي، وان البلايا التي دفعت عنه فبتطولي(١) أشهدكم انى أضيف له إلى نعم الدنيا نعم الاخرة، وادفع عنه بلايا الاخرة كما دفعت عنه بلايا الدنيا وإذا قال:( الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) قال الله جلّ جلاله: شهد لي عبدي انى الرحمن الرحيم، أشهدكم لأوفرن من رحمتي حظه، ولأجزلن من عطائي نصيبه، فاذا قال:( مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) قال الله تعالى: أشهدكم كما اعترف انى انا الملك يوم الدين لأسهلن يوم الحساب حسابه، ولاتجاوزن عن سيئاته، فاذا قال العبد:( إِيَّاكَ نَعْبُدُ ) قال اللهعزوجل : صدق عبدي، إياي يعبد أشهدكم لأثيبنه على عبادته ثوابا يغبطه كل من خالفه في عبادته لي، فاذا قال:( وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) قال الله تعالى: بى استعان، وإلى التجأ، أشهدكم لأعيننه على أمره، ولأغيثنه في شدائده ولآخذن بيده يوم نوائبه، فاذا قال:( اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ ) إلى آخر السورة قال الله جلّ جلاله: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل، فقد استجبت لعبدي وأعطيته ما أمل، وآمنته مما وجل منه.
١٠ ـ حدّثنا محمد بن القاسم المفسّر المعروف بأبى الحسن الجرجاني رضى الله عنه قال: حدّثنا يوسف بن محمد بن زياد، وعلي بن محمد بن سيار عن أبويهما، عن الحسن ابن على عن أبيه على بن محمد عن أبيه محمد بن على، عن أبيه الرضا عن آبائه عن علىعليهمالسلام أنّه قال سمعت رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم يقول: إنّ الله تبارك وتعالى قال لي: يا محمّد( وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ
__________________
(١) التطول: الامتنان. وفي بعض النسخ «فبطولى» وهو بمعنى العطاء والفضل.
الْعَظِيمَ ) فأفرد الامتنان عليَّ بفاتحة الكتاب، وجعلها بإزاء القرآن العظيم، وانّ فاتحة الكتاب أشرف ما في كنوز العرش، وانّ اللهعزوجل خصّ محمّدا وشرّفه بها، ولم يشرك معه فيها أحدا من أنبيائه ما خلا سليمانعليهالسلام ، فانّه أعطاه منها( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) ألا تراه يحكى عن بلقيس حين قالت:( إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) ألا فمن قرأها معتقدا لموالاة محمّد وآله الطيبين منقادا لامرهما، مؤمنا بظاهرهما وباطنهما، أعطاه الله تعالى بكل حرف منها حسنة: كل واحدة منها أفضل له من الدنيا وما فيها من أصناف أموالها وخيراتها، ومن استمع إلى قارئ يقرأها كان له قدر ما للقاري، فليستكثر أحدكم من هذا الخير المعرض لكم، فانه غنيمة لا يذهبن أوانه، فيبقى في قلوبكم الحسرة.
١١ ـ في تفسير العيّاشي عن يونس بن عبد الرحمن عمن رفعه قال: سألت أبا عبد اللهعليهالسلام عن قول الله( وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ) قال: هي سورة الحمد وهي سبع آيات منها:( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) وإنّما سميت المثاني لأنها تثنى في الركعتين.
١٢ ـ عن أبي حمزة عن أبي جعفرعليهالسلام قال: سرقوا أكرم آية في كتاب الله:( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) .
١٣ ـ عن صفوان الجمال قال: قال أبو عبد اللهعليهالسلام : ما أنزل الله من السماء كتابا إلّا وفاتحته( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) وإنّما كان يعرف انقضاء السورة بنزول( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) ابتداء للأخرى.
١٤ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن عليّ بن الحسين بن على عن عبادة بن يعقوب عن عمرو بن مصعب عن فرات بن أحنف عن أبي جعفرعليهالسلام قال: سمعته يقول: أوّل كل كتاب نزل من السماء( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) فاذا قرأت( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) فلا تبالي أن لا تستعيذ، وإذا قرأت( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) سترتك فيما بين السموات والأرض.
١٥ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن عمر بن عبد العزيز عن جميل بن دراج قال: قال أبو عبد اللهعليهالسلام لا تدع( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) وان كان بعده شعر
١٦ ـ عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن على، عن الحسن بن على، عن يوسف بن عبدالسلام عن سيف بن هارون مولى آل جعدة، قال :
قال أبو عبد اللهعليهالسلام : اكتب بسم الله الرحمن الرحيم من أجود كتابك ولا تمد الباء حتى ترفع السين(١) .
١٧ ـ عنه عن علي بن الحكم عن الحسن بن السري عن أبي عبد اللهعليهالسلام قال: لا تكتب( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) لفلان، ولا بأس أن تكتب على ظهر الكتاب لفلان.
١٨ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن إدريس الحارثي عن محمد بن سنان عن مفضل بن عمر قال: قال أبو عبد اللهعليهالسلام : احتجبوا(٢) من الناس كلهم بــــ (( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) وبــــ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) ، اقرأها عن يمينك وعن شمالك ومن بين يديك ومن خلفك ومن فوقك ومن تحتك، وإذا دخلت على سلطان جائر فاقرأها حين تنظر إليه ثلاث مرات، واعقد بيدك اليسرى ثمّ لا تفارقها حتى تخرج من عنده.
١٩ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى أبي عبد اللهعليهالسلام حديث طويل وفيه قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : من حزنه أمر يتعاطاه فقال:( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) ، وهو يخلص لله(٣) ويقبل بقلبه إليه، لم ينفك من إحدى اثنتين إمّا بلوغ حاجته في الدنيا، وإمّا تعد له عند ربّه وتدخر لديه، وما عند الله خير وأبقى للمؤمنين.
٢٠ ـ وفيه عن الصادقعليهالسلام حديث طويل وفيه، ولربما ترك بعض شيعتنا في افتتاح أمره( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) فيمتحنه اللهعزوجل بمكروه لينبهه على شكر الله
__________________
(١) قال الفيض (ره) في الوافي: ولا تمد الباء يعنى إلى الميم كما وقع التصريح به في حديث أمير المؤمنين (ع)، ورفع السين تضريسه «انتهى»، وقيل استحباب رفع السين قبل مد الباء يحتمل اختصاصه بالخط الكوفي.
(٢) كذا في النسخ لكن الصحيح كما في المصدر «احتجز» وهو امر من الاحتجاز بمعنى الامتناع.
(٣) في نسخة «مخلص لله» وكذا في المصدر.
تبارك وتعالى والثناء عليه، ويمحق عنه وصمة تقصيره(١) عند تركه قول( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) .
٢١ ـ في تهذيب الأحكام محمد بن عليّ بن محبوب عن محمد بن الحسين عن محمد بن حماد ابن زيد عن عبد الله بن يحيى الكاهلي عن أبي عبد الله عن أبيهعليهماالسلام قال:( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) أقرب إلى إسم الله الأعظم من ناظر العين إلى بياضها.
٢٢ ـ في مهج الدعوات بإسنادنا إلى محمد بن الحسن الصفّار من كتاب فضل الدعاء باسناده إلى معاوية بن عمّار عن الصادقعليهالسلام أنّه قال:( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) إسم الله الأكبر ـ أو قال: الأعظم.
٢٣ ـ وبرواية ابن عباس قالصلىاللهعليهوآلهوسلم ( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) إسم من أسماء الله الأكبر وما بينه وبين إسم الله الأكبر، الا كما بين سواد العين وبياضها.
٢٤ ـ في تهذيب الأحكام محمد بن عليّ بن محبوب عن العباس عن محمد بن بن أبي عمير عن أبي أيوب عن محمد بن مسلم قال سألت أبا عبد اللهعليهالسلام عن السبع المثاني والقرآن العظيم هي الفاتحة؟ قال نعم قلت:( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) من السبع المثاني؟ قال: نعم هي أفضلهن.
٢٥ ـ في عيون الأخبار باسناده إلى محمد بن سنان عن الرضاعليهالسلام قال: إنَّ( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) أقرب إلى إسم الله الأعظم من سواد العين إلى بياضها.
٢٦ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى الصادقعليهالسلام حديث طويل يقول فيهعليهالسلام بعد ان حكى عن النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم ما رأى إذ عرج به وعلة الأذان والافتتاح: فلمّا فرغ من التكبير والافتتاح قال اللهعزوجل الآن وصلت إلى [إسمى](٢) فسم باسمي، فقال:( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) فمن أجل ذلك جعل( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) في أوّل السورة ثمّ قال له. أحمدني فقال:( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ) وقال النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم في نفسه شكرا، فقال الله يا محمّد قطعت حمدي فسمّ باسمي، فمن أجل ذلك جعل في الحمد( الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ )
__________________
(١) محق الشيء: أبطله ومحاه. والوصمة: العار والعيب.
(٢) ما بين المعقفتين انما هو في المصدر.
مرتين فلمّا بلغ و( لَا الضَّالِّينَ ) قال النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم :( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ) شكرا، فقال الله العزيز الجبّار قطعت ذكرى فسمّ باسمي فمن أجل ذلك جعل( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) بعد الحمد في استقبال السورة الاخرى.
٢٧ ـ في عيون الأخبار باسناده إلى أمير المؤمنينعليهالسلام حديث طويل وفيه قيل لأمير المؤمنينعليهالسلام يا أمير المؤمنين أخبرنا عن( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) أهى من فاتحة الكتاب؟ فقال نعم كان رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم يقرأها ويعدها آية منها: ويقول: فاتحة الكتاب هي السبع المثاني.
٢٨ ـ وباسناده عن الرضا عن آبائه عن علىعليهمالسلام أنّه قال: إنَّ( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) آية من فاتحة الكتاب، وهي سبع آيات تمامها( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) .
٢٩ ـ في الكافي علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن معاوية بن عمار قال: قلت لأبي عبد اللهعليهماالسلام إذا قمت للصلوة أقرأ( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) في فاتحة الكتاب؟ قال نعم قلت: فاذا قرأت فاتحة الكتاب أقرأ( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) مع السورة؟ قال: نعم.
٣٠ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن مهزيار عن يحيى بن أبي عمران الهمداني قال: كتبت إلى أبي جعفرعليهالسلام (١) جعلت فداك ما تقول في رجل ابتدأ بــــ( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) في صلوته وحده في أمّ الكتاب فلمّا صار إلى غير أمّ الكتاب من السورة تركها فقال العبّاسي:(٢) ليس بذلك بأس؟ فكتب بخطه يعيدها مرتين على رغم أنفه يعنى العبّاسي
٣١ ـ محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن إسمعيل عن صالح بن عقبة عن أبي هارون المكفوف قال: قال أبو عبد اللهعليهالسلام : الحمد سبع آيات.
٣٢ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد عن صفوان الجمّال قال: صلّيت خلف أبي عبد اللهعليهالسلام أياما فكان إذا كانت صلوة لا يجهر فيها [جهر](٣)
__________________
(١) يعنى الجوادعليهالسلام .
(٢) يعنى الهشام بن إبراهيم العباسي وكان يعارض الرضا والجوادعليهماالسلام قاله المجلسي (ره)
(٣) ما بين المعقفتين انما هو في المصدر.
ب( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) ، وكان يجهر في السورتين جميعا.
٣٣ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير ومحمد بن إسمعيل عن الفضل بن شاذان عن ابن أبي عمير وصفوان بن يحيى جميعا عن معاوية بن عمار عن أبي عبد اللهعليهالسلام قال: فاذا جعلت رجلك في الركاب فقل:( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) بسم الله والله أكبر.
٣٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وعن ابن أذينة قال: قال أبو عبد اللهعليهالسلام ( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) أحق ما أجهر به، وهي الاية التي قال اللهعزوجل (١) ( وَإِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً ) (٢) .
٣٥ ـ في مجمع البيان وقال رسول الله (ص) ان الله تعالى من على بفاتحة الكتاب [فيها](٣) من كنز الجنة فيها( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) الاية التي يقول الله تعالى فيها:( وَإِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً ) .
٣٦ ـ في عيون الأخبار عن الرضاعليهالسلام قال: والإجهار ب( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) في جميع الصلوات سنة.
٣٧ ـ وعن الرضاعليهالسلام انه كان يجهرب( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) في جميع صلواته بالليل والنهار.
٣٨ ـ في كتاب الخصال عن الأعمش عن جعفر بن محمدعليهماالسلام أنّه قال: والإجهار ب( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) في الصلوة واجب؟
٣٩ ـ في عيون الأخبار حديث ذكرناه في ذكر( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) وفيه، قلت: الأحد الصمد، وقلت: لا يشبه شيئا، والله واحد والإنسان واحد أليس قد تشابهت الوحدانية، قال: يا فتح أحلت ثبتك الله، انما التثنية في المعاني، فامّا في الأسماء فهي واحدة وهي دلالة على المسمّى.
__________________
(١) أي في سورة الإسراء. الاية: ٤٦.
(٢) والمعنى انهم إذا سمعوا( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) ولو أعلى أدبارهم وهذا أحد التفاسير في هذه الاية راجع مجمع البيان ج ٦: ٤١٨ ط صيدا. وتفسير القمى ص: ٣٨٢.
(٣) ما بين المعقفتين غير موجود في المصدر.
٤٠ ـ وباسناده إلى محمد بن سنان قال: سألت الرضاعليهالسلام عن الاسم ما هو؟ قال: صفة لموصوف.
٤١ ـ وباسناده إلى الحسن بن عليّ بن فضال عن أبيه قال: سألت الرضاعليهالسلام عن بسم الله قال: معنى قول القائل بسم الله أي أسمِّ على نفسي بسمةً من سمات اللهعزوجل ، وهي العبادة قال فقلت له: ما السمة؟ قال العلامة.
٤٢ ـ في كتاب التوحيد عن أبي عبد اللهعليهالسلام حديث طويل وقد سأله بعض الزنادقة عن اللهعزوجل ، وفيه قال السائل: فما هو؟ قال أبو عبد اللهعليهالسلام : هو الرب وهو المعبود وهو الله وليس قولي الله، إثبات هذه الحروف الف، لام، لام، ها، ولكن ارجع إلى معنى هو شيء خالق الأشياء وصانعها وقعت عليه هذه الحروف وهو المعنى الذي يسمى به الله والرحمن والرحيم والعزيز وأشباه ذلك من أسمائه وهو المعبود جلّ وعز.
٤٣ ـ وباسناده إلى أمير المؤمنينعليهالسلام أنّه قال وقد سئل ما الفائدة في حروف الهجاء فقال علىعليهالسلام ما من حرف إلّا وهو إسم من أسماء اللهعزوجل .
٤٤ ـ وباسناده إلى هشام بن الحكم أنّه سأل أبا عبد اللهعليهالسلام : عن أسماء اللهعزوجل واشتقاقها؟ فقال: الله هو مشتق من أله، وأله يقتضي مألوها، والاسم غير المسمّى، فمن عبد الاسم دون المعنى فقد كفر ولم يعبد شيئا، ومن عبد الاسم والمعنى فقد أشرك وعبد الاثنين، ومن عبد المعنى دون الاسم فذلك التوحيد، أفهمت يا هشام؟ قال قلت: زدني قال للهعزوجل تسعة وتسعون إسما فلو كان الاسم هو المسمّى لكان كل إسم منها هو إله، ولكن اللهعزوجل معنى يدل عليه بهذه الأسماء وكلها غيره، يا هشام الخبز إسم للمأكول، والماء إسم للمشروب، والثوب إسم للملبوس، والنار إسم للمحرق، أفهمت يا هشام فهما تدفع به وتنافر أعدائنا(١) والملحدين في الله والمشركين مع اللهعزوجل غيره؟ قلت: نعم، فقال: نفعك الله به وثبتك يا هشام، قال هشام فو الله ما قهرني أحد في التوحيد حينئذ حتى قمت مقامي هذا.
٤٥ ـ وباسناده إلى عبد الأعلى عن أبي عبد اللهعليهالسلام حديث طويل قالعليهالسلام في آخره: والله يسمى بأسمائه وهو غير أسمائه والأسماء غيره، وفيه: واسم الله غير الله وكل شيء وقع
__________________
(١) وفي نسخة «فهما تدفع وتنافر به أعدائنا».
عليه إسم شيء فهو مخلوق ما خلا الله.
٤٦ ـ وباسناده إلى عبد الله بن سنان قال سألت أبا عبد اللهعليهالسلام عن( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) ؟ فقال: الباء بهاء الله والسين سناء الله والميم مجد الله. وروى بعضهم ملك الله والله إله كل شيء، الرحمن بجميع خلقه والرحيم بالمؤمنين خاصّة وفي أصول الكافي مثله سواء.
٤٧ ـ وفي كتاب التوحيد باسناده إلى صفوان بن يحيى عمّن حدّثه عن أبي عبد اللهعليهالسلام أنّه سئل عن( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) ؟ فقال: الباء بهاء الله والسين سناء الله والميم ملك الله، قال: قلت الله؟ قال: الالف آلاء الله على خلقه من النعيم بولايتنا، واللام الزام الله خلقه ولايتنا قلت؛ فالهاء؟ قال: هوان لمن خالف محمّدا وآل محمّد صلوات الله عليهم، قلت: الرحمن؛ قال بجميع العالم قلت: الرحيم؟ قال: بالمؤمنين خاصة.
٤٨ ـ وباسناده إلى الحسن بن راشد عن أبي الحسن موسى بن جعفرعليهالسلام قال: سألته عن معنى الله؟ قال استولى على ما دق وجل.
٤٩ ـ في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى أبي إسحاق الخزاعي عن أبيه قال: دخلت مع أبي عبد اللهعليهالسلام على بعض مواليه يعوده، فرأيت الرجل يكثر من قول آه، فقلت له: يا أخي اذكر ربك واستغث به، فقال أبو عبد اللهعليهالسلام ان آه إسم من أسماء اللهعزوجل ، فمن قال: آه فقد استغاث بالله تبارك وتعالى.
٥٠ ـ في كتاب التوحيد حدّثنا محمد بن القاسم الجرجاني المفسّر (ره) قال: حدّثنا أبو يعقوب يوسف بن محمد بن زياد وأبو الحسن على بن محمد بن سيار وكانا من الشيعة الإماميّة عن أبويهما عن الحسن بن عليّ بن محمدعليهمالسلام ، في قول اللهعزوجل ( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) فقال: الله هو الذي يتأله إليه عند الحوائج والشدائد كل مخلوق عند انقطاع الرجاء من كل من دونه، وتقطع الأسباب عن جميع ما سواه يقول بسم الله أي أستعين على أموري كلها بالله الذي لا يحقّ العبادة إلّا له، المغيث: إذا استغيث. المجيب إذا دعا، وهو ما قال رجل للصادقعليهالسلام يا بن رسول الله دلّني على الله ما هو؟ فقد أكثر عليَّ المجادلون وحيروني فقال، له يا عبد الله هل ركبت سفينة قطُّ؟ قال نعم، فهل كسر بك حيث لا سفينة تنجيك ولا سباحة تغنيك؟ قال: نعم قال: فهل تعلّق قلبك هنا لك أنْ شيئا
من الأشياء قادر على أن يخلصك من ورطتك؟ قال. نعم، قال الصادقعليهالسلام : فذلك الشيء هو الله القادر على الإنجاء حيث لا منجى، وعلى الاغاثة حيث لا مغيث قال: وقام رجل إلى عليّ بن الحسينعليهالسلام ، فقال: أخبرنى ما معنى( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) ؟ فقال عليّ بن الحسينعليهالسلام حدّثني أبي عن أخيه الحسن عن أبيه أمير المؤمنينعليهالسلام ، ان رجلا قام إليه فقال يا أمير المؤمنين أخبرني عن( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) ما معناه؟ فقال: إنَّ قولك الله أعظم إسم من أسماء اللهعزوجل ، وهو الاسم الذي لا ينبغي ان يسمى به غير الله ولم يتسم به مخلوق فقال الرجل: فما تفسير قوله: «الله فقال: هو الذي يتأله إليه عند الحوائج والشدائد كل مخلوق عند انقطاع الرجاء من جميع من دونه وتقطع الأسباب من كل من سواه وذلك ان كل مترائس(١) في هذه الدنيا ومتعظم فيها وان عظم غناؤه وطغيانه وكثرت حوائج من دونه إليه فإنهم سيحتاجون حوائج لا يقدر عليها هذا المتعاظم وكذلك هذا المتعاظم يحتاج حوائج لا يقدر عليها، فينقطع إلى الله عند ضرورته وفاقته حتى إذا كفى همه عاد إلى شركه، اما تسمع اللهعزوجل يقول:( قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ ما تَدْعُونَ إليه إِنْ شاءَ وَتَنْسَوْنَ ما تُشْرِكُونَ ) (٢) فقال الله جلّ جلاله لعباده ايها الفقراء إلى رحمتي انى قد ألزمتكم الحاجة إلى في كل حال، وذلة العبودية في كل وقت فالى فافزعوا في كل امر تأخذون فيه وترجون تمامه وبلوغ غايته فانى ان أردت ان أعطيكم لم يقدر غيري على منعكم وان أردت أن أمنعكم لم يقدر غيري على اعطائكم، فانا أحق من سئل واولى من تضرع إليه فقولوا عند افتتاح كل امر صغير أو عظيم( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) أي أستعين على هذا الأمر بالله الذي لا تحق العبادة لغيره المغيث إذا استغيث، المجيب إذا دعا الرحمن الذي يرحم يبسط الرزق علينا الرحيم بنا في أدياننا ودنيانا وآخرتنا، وخفف علينا الدين وجعله سهلا خفيفا وهو يرحمنا بتميز من أعدائه.
٥١ ـ في نهج البلاغة : رحيم لا يوصف بالرقة.
__________________
(١) ترائس: أي صار رئيسا.
(٢) الانعام: ٤٠ ـ ٤١.
٥٢ ـ في كتاب الاهليلجة قال الصادقعليهالسلام : ان الرحمة وما يحدث لنا منها شفقة ومنها جود، وان رحمة الله ثوابه لخلقه وللرحمة من العباد شيئان أحدهما يحدث في القلب الرأفة والرقة لما يرى بالمرحوم من الضر والحاجة وضروب البلاء والاخر ما يحدث منا بعد الرأفة واللطف على المرحوم والمعرفة منا بما نزل به، وقد يقول القائل! انظر إلى رحمة فلان وإنّما يريد الفعل الذي حدث عن الرقة التي في قلب فلان وإنّما يضاف إلى اللهعزوجل من فعل ما حدث عنا من هذه الأشياء واما المعنى الذي في القلب فهو منفي عن الله كما وصف عن نفسه، فهو رحيم لا رحمة رقة.(١)
٥٣ ـ في مجمع البيان وروى أبو سعيد الخدري عن النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم ان عيسى بن مريم قال: الرحمن رحمن الدنيا، والرحيم رحيم الاخرة.
٥٤ ـ وروي عن الصادقعليهالسلام أنّه قال: الرحمن إسم خاص بصفة عامة والرحيم إسم عام بصفة خاصة.(٢)
٥٥ ـ في عيون الأخبار باسناده عن الرضاعليهالسلام أنّه قال في دعائه: رحمن الدنيا والاخرة ورحيمهما صل على محمد وآل محمد.
__________________
(١) أقول: حديث الاهليلجة: رسالة من الامام الصادقعليهالسلام كتبها في جواب ما كتبه إليه المفضل ابن عمر الجعفي يسأله فيه أن يكتب ردا على الملحدين المنكرين للربوبية واحتجاجا عليهم وقد أورده العلامة المجلسي (ره) بتمامه في البحار ج ٢: ٤٧ وفي آخره ما نقله المؤلف (ره) هنا من تلك الرسالة فراجع ج ٢: ٦٢ ط كمپانى وج ٣: ١٩٦ ط طهران الحديثة.
(٢) قال الطبرسي (ره): وعن بعض التابعين قال: الرحمن بجميع الخلق والرجيم بالمؤمنين خاصة ووجه عموم الرحمن بجميع الخلق مؤمنهم وكافرهم وبرهم وفاجرهم هو إنشاءه إياهم وخلقهم أحياء قادرين ورزقه إياهم، ووجه خصوص الرحيم بالمؤمنين هو ما فعله بهم في الدنيا من التوفيق وفي الاخرة من الجنة والإكرام وغفران الذنوب والاثام، وإلى هذا المعنى يؤول ما روى عن الصادق عليهالسلام أنّه قال: الرحمن إسم خاس إلخ ثم ذكر هذا الحديث.
٥٦ ـ في كتاب الخصال عن أبي عبد اللهعليهالسلام قال: قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم اربع من كن فيه كان في نور الله الأعظم إلى قوله: ومن إذا أصاب خيرا قال:( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ )
٥٧ ـ وباسناده إلى عليّ بن الحسينعليهماالسلام قال: ومن قال الحمد لله فقد ادى شكر كل نعمة الله تعالى.
٥٨ ـ في أصول الكافي محمد عن أحمد عن علي بن الحكم عن صفوان الجمال عن أبي عبد اللهعليهالسلام قال: قال لي: ما أنعم الله على عبد بنعمة صغرت أو كبرت فقال: الحمد لله، الا ادى شكرها.
٥٩ ـ وباسناده إلى حماد بن عثمان قال: خرج أبو عبد اللهعليهالسلام من المسجد وقد ضاعت دابته، فقال: لئن ردها الله على لأشكرن الله حق شكره قال: فما لبث أن أتى بها، فقال: الحمد لله فقال قائل له؛ جعلت فداك أليس قلت: لأشكرن الله حق شكره؟ فقال أبو عبد الله: الم تسمعني قلت: الحمد لله؟
٦٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم في الموثق عن أبي عبد اللهعليهالسلام في قوله:( الْحَمْدُ لِلَّهِ ) قال: الشكر لله وفي قوله( رَبِّ الْعالَمِينَ ) : خلق المخلوقين(١)
٦١ ـ في من لا يحضره الفقيه وفيما ذكره الفضل من العلل عن الرضاعليهالسلام أنّه قال: «والحمد لله انما هو أداء لما أوجب اللهعزوجل على خلقه من الشكر، وشكر لما وفق عبده من الخير «رب العالمين» توحيد له وتحميد وإقرار بأنه هو الخالق المالك لا غيره.
٦٢ ـ في مجمع البيان وقال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : ان الله تعالى من على بفاتحة الكتاب إلى قوله:( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ) دعوى أهل الجنة حين شكروا الله حسن الثواب
٦٣ ـ في أصول الكافي باسناده إلى أبي عبد الله قال: من قال أربع مرات إذا أصبح:( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ) فقد ادى شكر يومه، ومن قالها إذا أمسى فقد ادى شكر ليلته.
٦٤ ـ وباسناده إلى أبي عبد اللهعليهالسلام قال: كان رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم إذا أصبح قال :
( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ) كثيرا على كل حال ثلاثمائة وستين مرة، وإذا أمسى قال مثل ذلك.
__________________
(١) وفي المصدر «خالق المخلوقين» وهو الظاهر.
٦٥ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابه قال: عطس رجل عند أبي جعفرعليهالسلام فقال: الحمد لله فلم يسمته أبو جعفرعليهالسلام (١) وقال: نقصنا حقنا ثم قال إذا عطس أحدكم فليقل:( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ) وصلى الله على محمد وأهل بيته، قال فقال الرجل فسمته أبو جعفرعليهالسلام .
٦٦ ـ وباسناده إلى مسمع بن عبد الملك قال: عطس أبو عبد اللهعليهالسلام فقال:( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ) ثم جعل إصبعه على أنفه فقال: رغم أنفي لله رغما داخرا.
٦٧ ـ وباسناده إلى محمد بن مروان قال: قال: أمير المؤمنينعليهالسلام : من قال إذا عطس( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ) على كل حال، لم يجد وجع الأذنين والأضراس.
٦٨ ـ وباسناده إلى أبي عبد اللهعليهالسلام قال: من عطس ثم وضع يده على قصبة أنفه ثم قال( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ) كثيرا كما هو أهله وصلى الله على محمد النبي وآله وسلم، خرج من منخره الأيسر طاير أصغر من الجراد وأكبر من الذباب، حتى يصير تحت العرش يستغفر الله له إلى يوم القيامة.
٦٩ ـ في كتاب التوحيد كلام الرضاعليهالسلام في التوحيد، وفيه: ورب إذ لا مربوب وفيه عن علىعليهالسلام مثله.
٧٠ ـ وعن أبي جعفرعليهالسلام حديث طويل وفيه: لعلك ترى ان الله انما خلق هذا العالم الواحد أو ترى ان الله لم يخلق غيركم؟ بلى والله لقد خلق ألف ألف عالم، وألف ألف آدم، أنت في آخر تلك العوالم وأولئك الآدميين.
٧١ ـ في كتاب الخصال باسناده إلى أبي عبد اللهعليهالسلام أنّه قال في حديث طويل ان عالم المدينة،(٢) ينتهى إلى حيث لا يقفو الأثر ويزجر الطير ويعلم ما في اللحظة الواحدة مسيرة الشمس يقطع اثنى عشر برجا واثنى عشر برا واثنى عشر بحرا واثنى عشر عالما
٧٢ ـ وبأسناده إلى العباد بن عبد الخالق عمن حدّثه عن أبي عبد اللهعليهالسلام قال: إنَّ للهعزوجل اثنى عشر الف عالم كل عالم منهم أكبر من سبع سموات وسبع أرضين، ما يرى
__________________
(١) تسميت العاطس: الدعاء له.
(٢) والمراد نفسهعليهالسلام والمدينة مدينة الرسولصلىاللهعليهوآله .
عالم منهم ان للهعزوجل عالما غيرهم وانا الحجة عليهم.
٧٣ ـ في عيون الأخبار حدّثنا محمد بن القاسم الأسترآبادي المفسّر رضى الله عنه قال: حدّثني يوسف بن محمد بن زياد وعلي بن محمد بن سيار عن أبويهما، عن الحسن بن عليّ بن محمد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالبعليهالسلام عن أبيه عن جدهعليهالسلام قال: جاء رجل إلى الرضاعليهالسلام فقال له: يا بن رسول الله أخبرني عن قول الله تعالى:( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ) ما تفسيره؟ فقال: لقد حدّثني أبي عن جدي عن الباقر عن زين العابدين عن أبيهعليهمالسلام ، ان رجلا جاء إلى أمير المؤمنينعليهالسلام فقال: أخبرني عن قول الله تعالى( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ) ما تفسيره؟ فقال: الحمد لله هو أن عرف عباده بعض نعمه عليهم جملا، إذ لا يقدرون على معرفة جميعها بالتفصيل لأنها أكثر من ان تحصى أو تعرف، فقال لهم: قولوا الحمد لله على ما أنعم به علينا رب العالمين وهم الجماعات من كل مخلوق من الجمادات والحيوانات فاما الحيوانات فهو يقلبها في قدرته ويغذوها من رزقه، ويحوطها بكنفه، ويدبر كلا منها بمصلحته، واما الجمادات فهو يمسكها بقدرته ويمسك المتصل منها أن يتهافت(١) ويمسك المتهافت منها أن يتلاصق ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه ويمسك الأرض ان تنخسف الا بامره، انه بعباده رؤف رحيم قالعليهالسلام : «ورب العالمين» مالكهم وخالقهم وسائق أرزاقهم إليهم من حيث يعلمون ومن حيث لا يعلمون، فالرزق مقسوم، وهو يأتى ابن آدم على أي سيرة سارها من الدنيا؛ ليس تقوى متق بزايده، ولا فجور فاجر بناقصه، وبينه وبينه ستر وهو طالبه فلو أن أحدكم يفر من رزقه لطلبه رزقه كما يطلبه الموت، فقال الله جلّ جلاله: قولوا الحمد لله على ما أنعم به علينا، وذكرنا به من خير في كتب الأولين قبل أن تكون، ففي هذا إيجاب على محمد وآل محمّد صلوات الله عليهم وعلى شيعتهم أن يشكروه بما فضلهم وذلك ان رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم قال: لما بعث اللهعزوجل موسى بن عمرانعليهالسلام واصطفاه نجيا وفلق له البحر ونجى بنى إسرائيل وأعطاه التوراة والألواح راى مكانه من ربهعزوجل : فقال: يا رب لقد أكرمتنى بكرامة لم تكرم بها أحدا قبلي فقال الله جل
__________________
(١) التهافت: التساقط.
جلاله يا موسى أما علمت ان محمدا أفضل عندي من جميع ملائكتي وجميع خلقي؟ قال موسى: يا رب فان كان محمد أكرم عندك من جميع خلقك فهل في آل الأنبياء أكرم من آلى؟ قال الله جلّ جلاله يا موسى أما علمت ان فضل آل محمد على جميع آل النبيين كفضل محمد على جميع المرسلين؟ وقال موسى: يا رب فان كان آل محمد كذلك فهل في أمم الأنبياء فضل عندك من أمتي؟ ظللت عليهم الغمامة وأنزلت عليهم المن والسلوى وفلقت لهم البحر؟ فقال الله جلّ جلاله: يا موسى أما علمت ان فضل امة محمد على جميع الأمم كفضله على جميع خلقي فقال موسى: يا رب ليتني كنت أراهم! فأوحى اللهعزوجل إليه يا موسى: انك لن تراهم وليس هذا أوان ظهورهم، ولكن سوف تراهم في الجنات: جنات عدن والفردوس بحضرة محمد في نعيمها يتقلبون وفي خيراتها يتبحبحون(١) أفتحب أن أسمعك كلامهم؟ قال نعم الهى، قال الله جلّ جلاله: قم بين يدي واشدد مأزرك(٢) قيام العبد الذليل بين يدي الجليل ففعل ذلك موسىعليهالسلام فنادى ربناعزوجل : يا امة محمد! فأجابوه كلهم وهم في أصلاب آبائهم وأرحام أمهاتهم، لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة والملك لك لا شريك لك قال: فجعل اللهعزوجل تلك الاجابة شعار الحاج ثم نادى ربناعزوجل : يا امة محمد ان قضائي عليكم ان رحمتي سبقت غضبى وعفوي قبل عقابي فقد استجبت لكم من قبل ان تدعوني وأعطيتكم من قبل ان تسألوني من لقيني منكم بشهادة ان لا إله إلّا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله صادق في أقواله محق في أفعاله وأن عليّ بن أبي طالبعليهالسلام أخوه ووصيه من بعده ووليه ويلتزم طاعته كما يلتزم طاعة محمد وان أولياءه المصطفين الطاهرين المطهرين المبانين(٣) بعجايب آيات الله ودلائل حجج الله من بعدهما
__________________
(١) تبحبح الرجل: تمكن في المكان والحول، ويمكن ان يكون من قولهم تبحبح الدار أي توسطها وقيل أي يتوسطون في أوساط الجنان لا في أطرافه لان الوسط خير من الطرف.
(٢) المئزر: الإزار.
(٣) أي المظهرين وفي المصدر: «المنبئين» وفي نسخة البحار في باب ما ناجى به موسى بن عمران (ع) «الميامين» وهو مصحف.
أولياءه أدخلته جنتي وان كانت ذنوبه مثل زبد البحر قال: فلما بعث اللهعزوجل نبينا محمداصلىاللهعليهوآلهوسلم قال: يا محمد وما كنت بجانب الطور إذ نادينا أمّتك بهذه الكرامة، ثم قالعزوجل لمحمدصلىاللهعليهوآلهوسلم قل:( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ) على ما اختصني به من هذه الفضيلة وقال لامته قولوا( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ) على ما اختصنا به من هذه الفضايل.
٧٤ ـ في من لا يحضره الفقيه وفيما ذكره الفضل من العلل عن الرضا أنّه قال (ع) بعد ان شرح رب العالمين الرحمن الرحيم استعطاف وذكر لآلائه ونعمائه على جميع خلقه :
٧٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم في الموثق عن أبي عبد اللهعليهالسلام أنّه قال: بعد ان شرح( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ) «الرحمن» بجميع خلقه «الرحيم» بالمؤمنين خاصة( مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) قال يوم الحساب.(١)
٧٦ ـ في مجمع البيان وقال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم ان الله تعالى من على بفاتحة الكتاب إلى قوله و( مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) قال جبرئيل: ما قالها مسلم الا صدقه الله وأهل سمائه.
٧٧ ـ وفيه وقيل: «الدين» الحساب وهو المروي عن أبي جعفرعليهالسلام .
٧٨ ـ في أصول الكافي باسناده إلى الزهري قال: كان عليّ بن الحسينعليهالسلام إذا قرأ( مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) (٢) يكررها حتى يكاد أن يموت.
٧٩ ـ في تفسير العيّاشي عن محمد بن على الحلبي عن أبي عبد اللهعليهالسلام انه كان يقرأ( مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) .
٨٠ ـ عن داود بن فرقد قال: سمعت أبا عبد اللهعليهالسلام يقرأ ما لا أحصى ملك يوم الدين
٨١ ـ فيمن لا يحضره الفقيه وفيما ذكره الفضل من العلل عن الرضاعليهالسلام أنّه قال:( مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) إقرار له بالبعث والحساب والمجازاة وإيجاب ملك الاخرة له كإيجاب ملك الدنيا إياك نعبد رغبة وتقرب إلى الله تعالى ذكره، وإخلاص له بالعمل
__________________
(١) وقال القمى (ره) بعده: والدليل على ذلك قوله:( وَقالُوا يا وَيْلَنا هذا يَوْمُ الدِّينِ ) يعنى يوم الحساب، وفي المجمع عن الجبائي أراد به يوم الجزاء على الدين، وقال محمد بن كعب، أراد يوم لا ينفع الا الدين.
(٢) وفي نسخة الوسائل «ملك» بدل «مالك».
دون غيره،( وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) استزادة من توفيقه وعبادته واستدامة لما أنعم الله عليه ونصره
٨٢ ـ في مجمع البيان قال رسول اللهصلىاللهعليهوآله : ان الله تعالى من على بفاتحة الكتاب إلى قوله( إِيَّاكَ نَعْبُدُ ) إخلاص للعبادة( وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) أفضل ما طلب به العباد حوائجهم.
٨٣ ـ في تفسير العيّاشي عن الحسن بن محمد الجمال عن بعض أصحابنا قال: اجتمع أبو عبد اللهعليهالسلام مع رجل من القدرية(١) عند عبد الملك بن مروان، فقال القدري لأبي عبد اللهعليهالسلام سل عما شئت، فقال له. اقرأ سورة الحمد، قال: فقرأها فقال الأموي ـ وانا معه ـ ما في سورة الحمد علينا،( إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إليه راجِعُونَ ) ، قال: فجعل القدري يقرأ سورة الحمد حتى بلغ قول الله تبارك وتعالى:( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) فقال له جعفر: قف من تستعين؟ وما حاجتك إلى المعونة؟ ان الأمر إليك،( فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) .
٨٤ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) حديث طويل عن النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم وفيه يقول لأصحابه قولوا( إِيَّاكَ نَعْبُدُ ) أي واحدا لا نقول كما قالت الدهرية: ان الأشياء لا بد ولها وهي دائمة، ولا كما قال الثنوية الذين قالوا ان النور والظلمة هما المدبران، ولا كما قال مشركو العرب ان أوثاننا آلهة، فلا نشرك بك شيئا ولا ندعو من دونك إلها كما يقول هؤلاء الكفار، ولا نقول كما تقول اليهود والنصارى ان لك ولدا تعاليت عن ذلك علوا كبيرا.
٨٥ ـ فيمن لا يحضره الفقيه وفيما ذكره الفضل من العلل عن الرضاعليهالسلام أنّه قال:( اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ ) استرشاد لدينه، واعتصام بحبله واستزادة في المعرفة لربهعزوجل ولعظمته وكبريائه.
٨٦ ـ في مجمع البيان وقال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم ان الله تعالى من على بفاتحة الكتاب إلى قوله( اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ ) صراط الأنبياء وهم( الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ ) .
٨٧ ـ وفيه قيل في معنى «الصراط» وجوه: أحدها انه كتاب الله وهو المروي عن النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم وعن علىعليهالسلام .
__________________
(١) القدري في الأخبار يطلق على الجبري والتفويضي والمراد به في هذا الخبر هو الثاني.