تفسير نور الثقلين الجزء ١
0%
مؤلف: الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي
المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 832
مؤلف: الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي
المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 832
١٢٠٣ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن داود بن سرحان عن أبي عبد اللهعليهالسلام قال لا يأبى الشهداء أن يجيب حين يدعى قبل الكتاب.
١٢٠٤ ـ في تفسير العيّاشي عن محمد بن عيسى عن أبي جعفرعليهالسلام قال: لا رهن الا مقبوض.
١٢٠٥ ـ في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللهعليهالسلام في قول اللهعزوجل :( وَمَنْ يَكْتُمْها فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ ) قال بعد الشهادة.
١٢٠٦ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن عبد الرحمن بن أبي نجران ومحمد بن على عن أبي جميلة عن جابر عن أبي جعفر (ع) قال: قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم من كنتم شهادة أو شهد بها ليهدر بها دم امرء مسلم أو ليزوي(١) مال امرء مسلم أتى يوم القيامة ولوجهه ظلمة مد البصر وفي وجهه كدوح(٢) تعرفه الخلايق باسمه ونسبه.
١٢٠٧ ـ في من لا يحضره الفقيه وروى جابر عن أبي جعفرعليهالسلام قال: في قول اللهعزوجل ( وَمَنْ يَكْتُمْها فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ ) قال كافر قلبه.
١٢٠٨ ـ في أمالي الصدوق في مناهي النبيصلىاللهعليهوآله ونهىصلىاللهعليهوآله عن كتمان الشهادة وقال: من كتمها أطعمه الله لحمه على رؤس الخلايق، وهو قول اللهعزوجل :( وَلا تَكْتُمُوا الشَّهادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْها فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ ) .
١٢٠٩ ـ في من لا يحضره الفقيه قال أمير المؤمنينعليهالسلام في وصيته لابنه محمد ابن الحنفية وفرض على القلب وهو أمير الجوارح الذي به يعقل ويفهم وتصدر عن أمره ورأيه، فقالعزوجل إلى قوله( إِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ ) .
١٢١٠ ـ في نهج البلاغة قالعليهالسلام وبما في الصدور يجازى العباد.
١٢١١ ـ في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم ابن بريد قال حدّثنا أبو عمرو الزبيري عن أبي عبد اللهعليهالسلام أنّه قال، فاما ما فرض الله على
__________________
(١) زوي الشيء: منعه. قبضه.
(٢) الكدوح: الخدوش وكل اثر من خدش أو عض فهو كدح.
القلب من الايمان فالإقرار والمعرفة والعقد والرضا. والتسليم بان لا إله إلّا الله وحده لا شريك له إلها واحدا لم يتخذ صاحبة ولا ولدا، وان محمدا عبده ورسولهصلىاللهعليهوآله والإقرار بما جاء من عند الله من نبي أو كتاب فذلك ما فرض الله على القلب من الإقرار والمعرفة وهو عمله، وهو قول اللهعزوجل ( إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ وَلكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً ) وقال( أَلا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) وقال:( الَّذِينَ قالُوا آمَنَّا بِأَفْواهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ ) وقال( إِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ ) فذلك ما فرض اللهعزوجل على القلب من الإقرار والمعرفة وهو عمله. وهو رأس الايمان والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
١٢١٢ ـ في تفسير العيّاشي عن سعدان عن رجل عن أبي عبد اللهعليهالسلام في قوله :
( وَإِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ ) قال: حقيق على الله ان لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من حبهما.
١٢١٣ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى حريز بن عبد الله عن أبي عبد اللهعليهالسلام قال: قال رسول اللهصلىاللهعليهوآله ، رفع عن أمتي تسعة أشياء، الخطاء، والنسيان، وما أكرهوا عليه وما لا يطيقون، وما لا يعلمون، وما اضطروا إليه، والحسد، والطيرة والتفكر في الوسوسة في الخلق ما لا ينطق بشفة.
١٢١٤ ـ وباسناده إلى حمزة بن حمران قال سألت أبا عبد اللهعليهالسلام عن الاستطاعة فلم يجبني فدخلت عليه دخلة أخرى فقلت أصلحك الله انه قد وقع في قلبي منها شيء ولا ـ يخرجه الا شيء أسمعه منك، قال فانه لا يضرك ما كان في قلبك وسنكتب تمام الحديث إنشاء الله قريبا.
١٢١٥ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) روى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن على عن أمير المؤمنينعليهالسلام حديثا طويلا وفيه يقولعليهالسلام وقد ذكر مناقب رسول اللهصلىاللهعليهوآله فدنى بالعلم فتدلى فدلى له من الجنة رفرف أخضر وغشي النور بصره، فرأى عظمة ربهعزوجل بفؤاده ولم يرها بعينه، فكان كقاب قوسين بينه وبينها أو أدنى، فأوحى إلى عبده ما أوحى، فكان فيما أوحى إليه الاية التي في سورة
البقرة قوله تعالى( لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) وكانت الاية قد عرضت على الأنبياء من لدن آدمعليهالسلام إلى أن بعث الله تبارك وتعالى محمداصلىاللهعليهوآله ، وعرضت على الأمم فأبوا أن يقبلوها من ثقلها وقبلها رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم وعرضها على أمته فقبلوها فلما راى الله تبارك وتعالى منهم القبول علم أنهم لا يطيقونها فلما أن صار إلى ساق العرش كرر عليه الكلام ليفهمه، فقال( آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إليه مِنْ رَبِّهِ ) فأجابصلىاللهعليهوآلهوسلم مجيبا عنه وعن أمته( وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ ) فقال جل ذكره لهم الجنة والمغفرة على ان فعلوا ذلك، فقال النبيصلىاللهعليهوآله اما إذا ما فعلت ذلك بنا ف( غُفْرانَكَ رَبَّنا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ) يعنى المرجع في الاخرة، قال فأجابه الله جل ثناؤه وقد فعلت ذلك بك وبأمتك ثم قالعزوجل اما إذا قبلت الاية بتشديدها وعظم ما فيها وقد عرضتها على الأمم فأبوا أن يقبلوها وقبلتها أمّتك فحق على أن أرفعها عن أمّتك وقال( لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها لَها ما كَسَبَتْ ) من خير وعليها ما اكتسبت من شر.
١٢١٦ ـ في بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن عبد الصمد بن بشير قال ذكر أبو عبد اللهعليهالسلام بدو الأذان وقصة الأذان في أسراء النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم حتى انتهى إلى سدرة المنتهى قال فقالت السدرة ما جازني مخلوق قبل: قال، ثم( دَنا فَتَدَلَّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى فَأَوْحى إلى عَبْدِهِ ما أَوْحى ) قال فدفع إليه كتاب أصحاب اليمين وأصحاب الشمال فأخذ كتاب أصحاب اليمين بيمينه وفتحه فنظر إليه فاذا فيه أسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وقبائلهم، قال فقال له:( آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إليه مِنْ رَبِّهِ ) قال: فقال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم ( الْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ ) فقال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم ( رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا ) فقال الله: قد فعلت: فقال النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم :( رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا ) قال الله: قد فعلت، قال النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم :( رَبَّنا وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنا ) إلى آخر السورة، كل ذلك يقول الله تبارك وتعالى: قد فعلت
قال: وثم طوى الصحيفة فأمسكها بيمينه وفتح صحيفة أصحاب الشمال فاذا فيها أسماء أهل النار وأسماء آبائهم وقبائلهم.
١٢١٧ ـ في كتاب الغيبة لشيخ الطائفة قدسسره باسناده إلى سلام قال: سمعت أبا سلمى راعى النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم يقول: سمعت رسول اللهصلىاللهعليهوآله يقول: ليلة اسرى بى إلى السماء قال العزيز جل ثناؤه:( آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إليه مِنْ رَبِّهِ ») قلت: «والمؤمنون» قال، صدقت يا محمد.
١٢١٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم اما قوله:( آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إليه مِنْ رَبِّهِ ) فانه حدّثني أبي عن ابن أبي عمير عن هشام عن أبي عبد اللهعليهالسلام ان هذه الاية مشافهة الله لنبيهصلىاللهعليهوآلهوسلم لما اسرى به إلى السماء قال النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم انتهيت إلى محل سدره المنتهى وإذا الورقة منها تظل امة من الأمم، فكنت من ربي كقاب قوسين أو ادنى كما حكى اللهعزوجل ، فناداني ربي تبارك وتعالى:( آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إليه مِنْ رَبِّهِ ) فقلت: انا مجيبه عنى وعن أمتي:( وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ ) فقلت:( سَمِعْنا وَأَطَعْنا غُفْرانَكَ رَبَّنا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ) فقال الله( لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها لَها ما كَسَبَتْ وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ ) فقلت:( رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا ) فقال الله: لا أؤاخذك، فقلت:( رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا ) فقال الله: لا أحملك، فقلت: «رَبَّنا وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا أَنْتَ مولينافَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ » فقال الله تبارك وتعالى: قد أعطيتك ذلك لك ولامتك. فقال الصادق صلوات الله عليه: ما وفد إلى الله تبارك وتعالى أحد أكرم من رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم حين سأل لامته هذه الخصال.
١٢١٩ ـ في تفسير العيّاشي عن عبد الصمد بن شيبة عن أبي عبد اللهعليهالسلام حديث طويل وفيه نحو ما في تفسير علي بن إبراهيم معنى الا قوله فقال الصادقعليهالسلام إلخ.
١٢٢٠ ـ عن قتادة قال: كان رسول اللهصلىاللهعليهوآله إذا قرأ هذه الاية( آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إليه مِنْ رَبِّهِ ) حتى يختمها قال، وحق الله ان الله كتابا قبل ان يخلق السموات والأرض بألفي سنة، فوضعه عنده فوق العرش، فانزل آيتين فختم بهما البقرة، فأيما بيت
قرأنا فيه لم يدخله شيطان.
١٢٢١ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم حديث طويل وفيه خطبة الغدير وفيها معاشر الناس قولوا الذي قلت لكم وسلموا على على بامرة المؤمنين وقولوا( سَمِعْنا وَأَطَعْنا غُفْرانَكَ رَبَّنا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ) .
١٢٢٢ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى أبي جميلة المفضل بن صالح عن محمد بن على الحلبي عن أبي عبد اللهعليهالسلام قال: ما امر العباد الا بدون سعتهم وكل شيء امر الناس بأخذه فهم متسعون له، وما لا يتسعون له فهو موضوع عنهم، ولكن الناس لا خير فيهم
١٢٢٣ ـ وباسناده إلى عبد السلام بن صالح الهروي قال: سمعت أبا الحسن على بن موسى ابن جعفرعليهمالسلام يقول: من قال بالجبر فلا تعطوه من الزكاة ولا تقبلوا له شهادة، ان الله تبارك وتعالى لا يكلف نفسا الا وسعها ولا يحملها فوق طاقتها ولا تكسب كل نفس الا عليها،( وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أخرى ) .
١٢٢٤ ـ وباسناده إلى حمزة بن حمران قال: سألت أبا عبد اللهعليهالسلام عن الاستطاعة إلى قوله. قلت أصلحك الله فانى أقول ان الله تبارك وتعالى لم يكلف العباد الا ما يستطيعون، والا ما يطيقون، فإنهم لا يصنعون شيئا من ذلك الا بإرادة الله وو مشيته وقضائه وقدره، قال. هذا دين الله الذي انا عليه وآبائي، أو كما قال: وهذا ما وعدناه من التتمة سابقا.
١٢٢٥ ـ في تفسير العيّاشي عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أحدهماعليهمالسلام قال: في آخر البقرة لما دعوا أجيبوا:( لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها ) قال، ما افترض الله عليها( لَها ما كَسَبَتْ وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ ) وقوله.( لا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا ) .
١٢٢٦ ـ في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن أبي داود المسترق قال حدّثني عمرو بن مروان قال، سمعت أبا عبد اللهعليهالسلام يقول، قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم رفع عن أمتي اربع خصال، خطاؤها، ونسيانها، وما أكرهوا عليه وما لم يطيقوا، وذلك قول اللهعزوجل : «رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ
عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا رَبَّنا وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ ) وقوله:( «إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ ) .
١٢٢٧ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) متصل بآخر ما نقلناه عنه آنفا اعنى قوله:( وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ ) من شر. فقال النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم لما سمع ذلك: اما إذا فعلت ذلك بى وبامتى فزدني قال: سل، قال:( رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا ) قال اللهعزوجل لست أؤاخذ منك بالنسيان والخطأ لكرامتك على، وكانت الأمم السالفة إذا نسوا ما ذكروا به فتحت عليهم أبواب العذاب، وقد رفعت ذلك عن أمتك، وكانت الأمم السالفة إذا اخطأوا أخذوا بالخطاء وعوقبوا عليه، وقد رفعت ذلك عن أمّتك لكرامتك على. فقال النبيصلىاللهعليهوآله ، إذا أعطيتني ذلك فزدني، فقال الله تعالى له: سل، قال:( رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا ) يعنى بالإصر الشدائد التي كانت على من كان قبلنا، فأجابه الله إلى ذلك، فقال تبارك اسمه: قد رفعت عن أمّتك الا صار التي كانت على الأمم السالفة كنت لا اقبل صلوتهم الا في بقاع معلومة من الأرض اخترتها لهم وان بعدت، وقد جعلت الأرض كلها لامتك مسجدا وطهورا، فهذه من الآصار التي كانت على الأمم قبلك فرفعتها عن أمتك: وكانت الأمّة السالفة إذا أصابهم أذى من نجاسة قرضوه من أجسادهم. وقد جعلت الماء لامتك طهورا، فهذا من الآصار التي كانت عليهم فرفعتها عن أمتك، وكانت الأمم السالفة تحمل قرابينها(١) على أعناقها إلى بيت المقدس، فمن قبلت ذلك منه أرسلت عليه نارا فأكلته فرجع مسرورا، ومن لم أقبل ذلك منه رجع مثبورا(٢) وقد جعلت قربان أمّتك في بطون فقرائها ومساكينها، فمن قبلت ذلك منه أضعفت ذلك له أضعافا مضاعفة ومن لم اقبل ذلك منه رفعت عنه عقوبات الدنيا، وقد رفعت ذلك عن أمّتك وهي من الآصار التي كانت على الأمم قبلك، وكانت الأمم السالفة صلوتها مفروضة عليها في ظلم
__________________
(١) جمع القربان.
(٢) المثبور: المطرود الملعون.
الليل وانصاف النهار، وهي من الشدائد التي كانت عليهم، فرفعتها، عن أمّتك وفرضت عليهم صلواتهم في أطراف الليل والنهار، وفي أوقات نشاطهم، وكانت الأمم السالفة قد فرضت عليهم خمسين صلوة في خمسين وقتا وهي من الآصار التي كانت عليهم فرفعتها عن أمتك، وجعلتها خمسا في خمسة أوقات، وهي إحدى وخمسون ركعة، وجعلت لهم أجر خمسين صلوة، وكانت الأمم السالفة حسنتهم بحسنة وسيئتهم بسيئة، وهي من الآصار التي كانت عليهم، فرفعتها عن أمّتك وجعلت الحسنة بعشر، والسيئة بواحدة، وكانت الأمم السالفة إذا نوى أحدهم حسنة ثم لم يعملها لم تكتب له، وان عملها كتبت له حسنة، وان أمّتك إذا هم أحدهم بحسنة ولم يعملها كتبت له حسنة وان عملها كتبت له عشرا، وهي من الآصار التي كانت عليهم فرفعتها عن أمتك، وكانت الأمم السالفة إذا هم أحدهم بسيئة فلم يعملها كتبت عليه، وان عملها كتبت عليه سيئة وان أمّتك إذا هم عن أمتك، وكانت الأمم السالفة إذا أذنبوا كتبت ذنوبهم على أبوابهم، وجعلت توبتهم من الذنوب ان حرمت عليهم بعد التوبة أحب الطعام إليهم، وقد رفعت ذلك عن أمتك، وجعلت ذنوبهم فيما بيني وبينهم. وجعلت عليهم ستورا كثيفة وقبلت توبتهم بلا عقوبة ولا أعاقبهم بان أحرم عليهم أحب الطعام إليهم، وكانت الأمم السالفة يتوب أحدهم من الذنب الواحد مائة سنة أو ثمانين سنة أو خمسين سنة ثم لا اقبل توبته دون ان أعاقبه في الدنيا بعقوبة، وهي من الآصار التي كانت عليهم فرفعتها عن أمتك، وان الرجل من أمّتك ليذنب عشرين سنة أو ثلثين سنة أو أربعين سنة أو مائة سنة ثم يتوب ويندم طرفة عين فاغفر ذلك كله، فقال النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم : إذا أعطيتني ذلك كله فزدني قال: سل، قال:( رَبَّنا وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ ) قال تبارك اسمه: قد فعلت ذلك بأمتك وقد رفعت عنهم عظم بلايا الأمم وذلك حكمي في جميع الأمم ان لا اكلف خلقا فوق طاقتهم، فقال النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم :( وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا أَنْتَ مَوْلانا ) قال اللهعزوجل ، قد فعلت ذلك بتائبى أمّتك ثم قالصلىاللهعليهوآله :( فَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ ) قال الله جل اسمه ان أمّتك في الأرض كالشامة البيضاء في الثور الأسود، وهم القادرون، وهم القاهرون، يستخدمون
ولا يستخدمون لكرامتك على، وحق على ان أظهر دينك على الأديان حتى لا يبقى في شرق الأرض وغربها دين الا دينك. أو يؤدون إلى أهل دينك الجزية.
١٢٢٨ ـ في كتاب ثواب الأعمال عن عمرو بن جميع رفعه إلى عليّ بن الحسينعليهماالسلام قال: قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم من قرأ اربع آيات من أوّل البقرة وآية الكرسي وآيتين بعدها، وثلاث آيات من آخرها، لم ير في نفسه وما له شيئا يكرهه، ولم يقربه شيطان ولا ينسى القرآن.
١٢٢٩ ـ عن جابر بن عبد الله عن النبيصلىاللهعليهوآله حديث طويل يقولعليهالسلام فيه: قال لي الله تعالى وأعطيت لك ولامتك كنزا من كنوز عرشي، فاتحة الكتاب، وخاتمة سورة البقرة.
بسم الله الرحمن الرحيم
١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده إلى أبي عبد اللهعليهالسلام قال، من قرأ البقرة وآل عمران جاءا يوم القيامة يظلانه على رأسه مثل الغمامتين أو مثل الغيابتين.(١)
٢ ـ في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى سفيان بن سعيد الثوري عن الصادقعليهالسلام حديث طويل يقول فيهعليهالسلام ، واما الم في أوّل آل عمران فمعناه انا الله المجيد.
٣ ـ في تفسير العيّاشي خثيمة الجعفري(٢) حدّثني أبو لبيد المخزومي قال، قال أبو جعفرعليهالسلام ، يا بالبيد انه يملك من ولد عباس اثنا عشرة، يقتل بعد الثامن منهم أربعة، يصيب أحدهم الذبحة(٣) فتذبحه، هم فئة، قصيرة أعمارهم قليلة مدتهم، خبيثة سيرتهم [منهم] الفويسق الملقب بالهادي، والناطق والغاوي، يا بالبيد ان في حروف القرآن المقطعة لعلما جما، ان الله تبارك وتعالى أنزل( الم ذلِكَ الْكِتابُ ) فقام محمدصلىاللهعليهوآله حتى ظهر نوره وثبتت كلمته وولد يوم ولد وقد مضى من الالف السابع مأة سنة وثلث سنين ثم قال، وتبيانه في كتاب الله في الحروف المقطعة، إذا عددتها من غير تكرار، وليس من حروف مقطعة حرف ينقضي أيام إلا قام من بنى هاشم عند انقضائه، ثم قال الالف واحد، واللام ثلثون، والميم أربعون والصاد تسعون(٤) فذلك مأة وإحدى وستون، ثم كان بدو خروج الحسين بن علىعليهالسلام ، الم الله(٥) فلما بلغت
__________________
(١) الغيابة: كل ما أظل الإنسان كالسحابة.
(٢) كذا في النسخ والظاهر ان «الجعفري» مصحف «الجعفي» كما في المصدر.
(٣) الذبحة ـ كهمزة ـ: وجع في الحلق من الدم، وقيل: قرحة تظهر فيه فتفسد معها وينقطع النفس ويمسى بالخناق.
(٤) أي في قوله تعالى «المص».
(٥) اشارة إلى «الم» الذي في أوّل هذه السورة.
مدته قام قائم ولد العباس عند «المص» ويقوم قائمنا عند انقضائها بالر، فافهم ذلك وعه واكتمه.(١)
٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني أبي عن النضر بن سويد عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد اللهعليهالسلام قال، سألته عن قول الله تبارك وتعالى «الم الله» إلى قوله،( أَنْزَلَ الْفُرْقانَ ) قال، هو محكم، والكتاب هو جملة القرآن الذي يصدقه من كان قبله من الأنبياء.
٥ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى أبي عبد الله ابن يزيد بن سلام أنّه قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم فقال، لم سمى الفرقان فرقانا؟ قال، لأنه متفرق الآيات والسور أنزلت في غير الألواح وغير المصحف، والتوراة والإنجيل والزبور أنزلت كلها جملة في الألواح والورق، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
٦ ـ في الصحيفة السجادية في دعائهعليهالسلام عند ختمه القرآن وفرقانا فرقت به بين حلالك وحرامك، وقرآنا أعربت به عن شرايع أحكامك.
٧ ـ في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن سنان أو عن غيره عمن ذكره قال: سألت أبا عبد اللهعليهالسلام عن القرآن والفرقان أهما شيئان أو شيء واحد؟ فقالعليهالسلام ، القرآن جملة الكتاب، والفرقان المحكم الواجب العمل به.
٨ ـ علي بن إبراهيم عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن سعد الإسكاف قال، قال رسول اللهصلىاللهعليهوآله ، أعطيت السور الطوال مكان التوراة، وأعطيت المئين مكان الإنجيل(٢) فالتوراة لموسى، والإنجيل لعيسى.
__________________
(١) هذا الحديث وكذا الحديث الآتي تحت رقم ٢٢ من معضلات الأخبار وقد ذكرنا في ذيل كتاب تفسير العيّاشي (ج ٢: ٣) بعض ما قيل في شرحهما وكذا الاختلاف في فواتح السور وما هو الحق في الباب فراجع.
(٢) قال العلامة الطبرسي (ره) في تفسير مجمع البيان (ج ١: ١٤) السبع الطوال: البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والانعام والأعراف والأنفال مع التوبة لأنهما يدعيان القرينتين ولذلك لم يفصل بينهما ب( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) ، وقيل ان السابعة سورة يونس. ـ
٩ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن القاسم عن محمد بن سليمان عن داود عن حفص بن غياث عن أبي عبد اللهعليهالسلام قال، نزل القرآن جملة واحدة في شهر رمضان إلى البيت المعمور، ثم نزل في طول عشرين سنة، ثم قال، قال النبيصلىاللهعليهوآله نزل صحف إبراهيم في أوّل ليلة من شهر رمضان وأنزلت التوراة لست مضين من شهر رمضان وانزل الإنجيل لثلث عشرة ليلة خلت من شهر رمضان، وانزل الزبور لثمان عشرة خلون من شهر رمضان، وانزل الفرقان في ثلث وعشرين من شهر رمضان.
١٠ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليهالسلام قال: نزلت التوراة في ست مضت من شهر رمضان. ونزل الإنجيل في اثنى عشر ليلة من شهر رمضان، وانزل الزبور في ليلة ثماني عشرة مضت من شهر رمضان، ونزل القرآن في ليلة القدر. قال عز من قائل( هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحامِ كَيْفَ يَشاءُ ) .
١١ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى جعفر بن بشير عن رجل عن أبي عبد اللهعليهالسلام قال ان الله تبارك وتعالى إذا أراد أن يخلق خلقا جمع كل صورة بينه وبين أبيه إلى آدم، ثم خلقه على صورة أحدهم، فلا يقولن أحد هذا لا يشبهني ولا يشبه شيئا من آبائي.
١٢ ـ وباسناده إلى محمد بن عبد الله بن زرارة عن علي بن عبد الله عن أبيه عن جده عن أمير المؤمنينعليهالسلام قال: تعتلج النطفتان في الرحم، فأيتهما كانت أكثر جاءت تشبهها، فان كانت نطفة المرأة أكثر جاءت يشبه أخواله وان كانت نطفة الرجل أكثر جاءت يشبه أعمامه وقال: تحول النطفة في الرحم أربعين يوما، فمن أراد أن يدعو اللهعزوجل ففي تلك الأربعين قبل أن يخلق، ثم يبعث اللهعزوجل ملك الأرحام فيأخذها فيصعد بها إلى اللهعزوجل فيقف منه ما شاء الله، فيقول: يا الهى أذكر أم أنثى؟ فيوحى اللهعزوجل ما يشاء، فيكتب الملك «الحديث» وستقف عليه بتمامه عند قوله تعالى:( ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ )
__________________
ـ وإنّما سميت هذه السور الطوال لأنها أطول سور القرآن «الى ان قال»: واما المئون فهي كل سورة تكون نحوا من مائة آية أو فويق ذلك أو دوينه وهي سبع أولها سورة بنى إسرائيل وآخرها المؤمنون، وقيل ان المئين: ما ولى السبع الطوال.
الاية إنشاء الله.
١٣ ـ في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن نوح بن شعيب رفعه عن عبد الله بن سنان عن بعض أصحابه عن أبي جعفرعليهالسلام قال أتى رجل من الأنصار رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم فقال: هذه ابنة عمى وامرأتي لا اعلم منها إلا خيرا: وقد أتتني بولد شديد السواد منتشر المنخرين جعد قطط أفطس الأنف(١) لا اعرف شبهه في أخوالي ولا في أجدادي، فقال لامرأته: ما تقولين؟ قالت: لا والذي بعثك بالحق نبيا ما أقعدت مقعده منى منذ ملكني أحدا غيره، قال: فنكس رسول اللهصلىاللهعليهوآله مليا ثم رفع بصره إلى السماء، ثم اقبل على الرجل فقال: يا هذا انه ليس من أحد إلا بينه وبين آدم تسعة وتسعون عرقا كلها تضرب في النسب، فاذا وقعت النطفة في الرحم اضطربت تلك العروق تسأل الله الشبه لها، فهذا من تلك العروق التي لم يدركها أجدادك ولا أجداد أجدادك، خذي إليك ابنك، فقالت المرأة: فرجت عنى يا رسول الله.
١٤ ـ محمد بن يحيى وغيره عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن إسمعيل بن عمر عن شعيب العقرقوفي عن أبي عبد اللهعليهالسلام قال: إنَّ للرحم اربع سبل، في أي سبيل سلك فيه الماء كان منه الولد، وأحد واثنان وثلاث واربعة ولا يكون إلى سبيل أكثر من واحد.
١٥ ـ على بن محمد رفعه عن محمد بن حمران عن أبي عبد اللهعليهالسلام قال: إنَّ اللهعزوجل خلق للرحم اربعة اوعية، فما كان في الاول فللأب، وما كان في الثاني فللأم، وما كان في الثالث فللعمومة، وما كان في الرابع فللخئولة.
١٦ ـ في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن اورمة عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد اللهعليهالسلام في قوله تعالى( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ ) قال أمير المؤمنين والائمةعليهمالسلام وأخر متشابهات قال فلان وفلان.( فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ ) أصحابهم وأهل ولايتهم( فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ )
__________________
(١) القطط: القصير الجعد من الشعر والأفطس: الذي تطامنت قصبة انفه وانتشرت.
أمير المؤمنين والائمةعليهمالسلام .
١٧ ـ في مجمع البيان قيل المراد بالفتنة هنا الكفر وهو المروي عن أبي عبد اللهعليهالسلام
١٨ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنينعليهالسلام حديث طويل وفيه ثم ان الله جل ذكره لسعة رحمته ورأفته بخلقه وعلمه بما يحدثه المبطلون من تغيير كلامه، قسم كلامه ثلثة أقسام فجعل قسما منه يعرفه العالم والجاهل وقسما لا يعرفه الا من صفا ذهنه ولطف حسه وصح تمييزه ممن شرح الله صدره للإسلام، وقسما لا يعرفه الا الله وأنبياؤه والراسخون في العلم، وإنّما فعل ذلك لئلا يدعى أهل الباطل من المستولين على ميراث رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم من علم الكتاب ما لم يجعله الله، لهم وليقودهم الاضطرار إلى الايتمار لمن ولاه أمرهم، فاستكبروا عن طاعته تعززا وافتراء على الله واغترارا بكثرة من ظاهرهم وعاونهم وعاند الله جل اسمه ورسولهصلىاللهعليهوآله .
١٩ ـ في أصول الكافي على بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم بن اسحق عن عبد الرزاق ابن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن أبي جعفرعليهالسلام قال: إنَّ ناسا تكلموا في هذا القرآن بغير علم، وذلك ان الله تبارك وتعالى يقول.( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أمّ الكتاب وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ ) الاية فالمنسوخات من المتشابهات. والمحكمات من الناسخات والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
٢٠ ـ علي بن الحكم عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللهعليهالسلام قال: إنَّ القرآن الذي جاء به جبرئيل إلى محمدصلىاللهعليهوآله سبعة عشر الف آية.
٢١ ـ في مجمع البيان عن النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم حديث طويل وفيه يقولصلىاللهعليهوآلهوسلم : جميع سور القرآن مأة واربع عشرة سورة، وجميع آيات القرآن ستة آلاف آية، ومأة آية وست وثلثون آية.
٢٢ ـ في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى محمد بن قيس قال: سمعت أبا جعفرعليهالسلام يحدث ان حييا وأبا ياسر إبني اخطب ونفرا من يهود أهل نجران أتوا رسول
اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم فقالوا له: أليس فيما تذكر فيما انزل الله عليك «الم»؟ قال: بلى، قالوا، أتاك بها جبرئيل من عند الله؟ قال: نعم، قالوا، لقد بعث أنبياء قبلك وما نعلم نبيا منهم أخبرنا ما مدة ملكه، وما أجل أمته غيرك، قال: فأقبل حيي بن اخطب على أصحابه فقال لهم: الالف واحد. واللام ثلثون، والميم أربعون، فهذه إحدى وسبعون سنة، فعجب ممن يدخل في دين مدة ملكه وأجل أمته إحدى وسبعون سنة، قال: ثم اقبل على رسول اللهصلىاللهعليهوآله فقال: يا محمد هل مع هذا غيره؟ قال: نعم، قال هاته قال، المص، قال: هذه أثقل وأطول، الالف واحد واللام ثلثون، والميم أربعون، والصاد تسعون، فهذه مائة واحد والستون سنة ثم قال لرسول اللهصلىاللهعليهوآله : فهل مع هذا غيره؟ قال، نعم قال، هاته، قال: الر، قال، هذه أثقل وأطول، والالف واحد، واللام ثلثون، والراء مائتان، فهل مع هذا غيره؟ قال، نعم قال، هاته قال: المر قال، هذه أثقل وأطول، الالف واحد. واللام ثلثون، والميم أربعون، والراء مائتان، ثم قال له، هل مع هذا غيره؟ قال، نعم قالوا، قد التبس علينا أمرك فما ندري ما أعطيت، ثم قاموا عنه ثم قال أبو ياسر لحيي أخيه، ما يدريك لعل محمدا قد جمع له هذا كله وأكثر منه؟ قال: فذكر أبو جعفرعليهالسلام ان هذه الآيات أنزلت فيهم منه( آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أمّ الكتاب وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ ) قال: وهي تجري في وجه آخر على غير تأويل حيي وابى ياسر وأصحابهما.
٢٣ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن مسلم قال: سمعت أبا عبد اللهعليهالسلام يقول، ان لقيام القائمعليهالسلام علامات تكون من اللهعزوجل للمؤمنين، قلت، وما هي جعلني الله فداك؟ قال، ذلك قولهعزوجل ،( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ ) يعنى المؤمنين قبل خروج القائم( بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَراتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ) قال( لَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ ) من ملوك بنى فلان في آخر سلطانهم،( وَالْجُوعِ ) بغلاء أسعارهم،( وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ ) ، قال، كساد التجارات وقلة الفضل، ونقص من( الْأَنْفُسِ ) قال، موت ذريع، ونقص من( الثَّمَراتِ ) لقلة ريع(١)
__________________
(١) الريع: فضل كل شيء.
ما يزرع( وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ) عند ذلك بتعجيل الفرج. ثم قال لي يا محمد هذا تأويله ان اللهعزوجل يقول:( وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ) .
٢٤ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) باسناده إلى محمد بن على الباقرعليهماالسلام حديث طويل يذكر فيه خطبة الغدير وفيها قال صلوات الله عليه وآله، معاشر الناس تدبروا القرآن وافهموا آياته، وانظروا محكماته، ولا تتبعوا متشابهه، فوالله لن يبين لكم زواجره، ولا يوضع لكم تفسيره الا الذي أنا آخذ بيده ومصعده لي. وشائل(١) بعضده ومعلمكم ان من كنت مولاه فهذا على مولاه، وهو عليّ بن أبي طالب أخي ووصيي، وموالاته من اللهعزوجل أنزلها على.
٢٥ ـ وعن أمير المؤمنينعليهالسلام حديث طويل وفيه يقولعليهالسلام ، وقد جعل الله للعلم أهلا، وفرض على العباد طاعتهم بقوله،( وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ) .
٢٦ ـ في نهج البلاغة قال:عليهالسلام أين الذين زعموا انهم الراسخون في العلم دوننا كذبا، وبغيا علينا أن رفعناه الله ووضعهم، وأعطانا وحرمهم وأدخلنا وأخرجهم.
٢٧ ـ في روضة الكافي ابن محبوب عن جميل بن صالح عن أبي عبيدة قال: سألت أبا جعفرعليهالسلام عن قول الله عز ذكره: «الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ » قال: فقال: يا با عبيدة ان لهذا تأويلا لا يعلمه الا الله والراسخون في العلم من آل محمدصلىاللهعليهوآله والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة ،
٢٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني أبي عن محمد بن أبي عمير عن جميل عن أبي عبيدة عن أبي جعفرعليهالسلام قال سألته عن قول الله:( الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ ) قال يا با عبيدة ان لهذا تأويلا لا يعلمه الا الله والراسخون في العلم من الائمةعليهمالسلام والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
٢٩ ـ حدّثنا محمد بن أحمد بن ثابت قال: حدّثنا الحسن بن محمد بن سماعة عن وهب بن حفص عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليهالسلام قال سمعته يقول ان القرآن زاجر
__________________
(١) أي رافع.
وآمر، يأمر بالجنة ويزجر عن النار، وفيه محكم ومتشابه، فاما المحكم فيؤمن به ويعمل به، واما المتشابه فيؤمن به ولا يعمل به، وهو قول الله( فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا ) وآل محمّدعليهمالسلام الراسخون في العلم.
٣٠ ـ حدّثني أبي عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن بريد بن معاوية عن أبي جعفرعليهالسلام قال: إنَّ رسول اللهصلىاللهعليهوآله أفضل الراسخون في العلم فقد علم جميع ما أنزل الله من التنزيل، وما كان الله لينزل عليه شيئا لم يعلمه التأويل، وأوصياؤه من بعده يعلمونه، قال: قلت جعلت فداك ان أبا الخطاب كان يقول فيكم قولا عظيما، قال :
وما كان يقول؟ قلت: قال: انكم تعلمون علم الحلال، والحرام، والقرآن قال ان علم الحلال والحرام والقرآن يسير في جنب العلم الذي يحدث في الليل والنهار.
٣١ ـ في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن داود بن فرقد عمن حدّثه عن ابن شبرمة قال: ما ذكرت حديثا سمعته من جعفر بن محمدعليهماالسلام الا كاد أن يتصدع قلبي قال: حدّثني أبي عن جدي عن رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم قال قال رسول الله: من عمل بالمقاييس فقد هلك وأهلك، ومن افتى الناس بغير علم وهو لا يعلم الناسخ من المنسوخ والمحكم من المتشابه فقد هلك وأهلك.
٣٢ ـ بعض أصحابنا رفعه عن هشام بن الحكم قال: قال لي أبو الحسن موسى ابن جعفرعليهالسلام : يا هشام ان الله ذكر اولى الألباب بأحسن الذكر وحلاهم بأحسن الحلية وقال:( وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا وَما يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ ) .
٣٣ ـ أحمد بن محمد عن محمد بن أبي عمير عن سيف بن عميرة عن أبي الصباح الكناني قال: قال أبو عبد اللهعليهالسلام نحن الراسخون في العلم، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
٣٤ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن أيوب بن الحر وعمران بن على عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليهالسلام قال نحن الراسخون في العلم ونحن نعلم تأويله.
٣٥ ـ على بن محمد عن عبد الله بن على عن إبراهيم بن اسحق عن عبد الله بن حماد عن بريد بن معاوية عن أحدهماعليهماالسلام في قول اللهعزوجل ( وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ) فرسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم أفضل الراسخين في العلم قد علمه اللهعزوجل جميع ما أنزل عليه من التنزيل والتأويل، وما كان الله لينزل عليه شيئا لم يعلمه تأويله وأوصياؤه من بعده يعلمونه كله، والذين لا يعلمون تأويله إذا قال العالم فيهم(١) بعلم فأجابهم الله بقوله( يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا ) والقرآن خاص وعام ومحكم ومتشابه وناسخ ومنسوخ، فالراسخون في العلم يعلمونه.
٣٦ ـ الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن أورمة عن علي بن حسان عن عبد الرحمن ابن كثير عن أبي عبد اللهعليهالسلام قال: الراسخون في العلم أمير المؤمنين والائمة من بعدهعليهمالسلام .
٣٧ ـ وباسناده إلى أبي جعفر الباقرعليهماالسلام حديث طويل يقول فيهعليهالسلام : فان قالوا: من الراسخون في العلم؟ فقل: من لا يختلف في علمه، فان قالوا فمن هو ذاك؟ فقل كان رسول اللهصلىاللهعليهوآله صاحب ذلك فهل بلغ أولا؟ فان قالوا: قد بلغ فقل: هل ماتصلىاللهعليهوآلهوسلم والخليفة من بعده يعلم علما ليس فيه اختلاف؟ فان قالوا: لا فقل: ان خليفة رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم مؤيد ولا يستخلف رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم الا من يحكم بحكمه والا من يكون مثله الا النبوة، وان كان رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم لم يستخلف في علمه أحدا فقد ضيع من في أصلاب الرجال ممن يكون بعده.
٣٨ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى عبد الرحمن بن سمرة عن النبيصلىاللهعليهوآله حديث طويل يقول فيهعليهالسلام : ومن فسر القرآن برأيه فقد افترى على الله الكذب.
٣٩ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى الريان بن الصلت عن علي بن موسى الرضاعليهالسلام عن أبيه عن آبائه عن علىعليهمالسلام قال قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم قال الله جلّ جلاله
__________________
(١) قال الفيض (ره): المراد بالذين لا يعلمون تأويله: الشيعة، إذا قال العالم فيهم يعنى الراسخ في العلم الذي بين أظهرهم.
ما آمن بى من فسر برأيه كلامي.
٤٠ ـ وفيه خطبة لعلىعليهالسلام فيها: وانقطع دون الرسوخ في علمه جوامع التفسير.
٤١ ـ وخطبة أخرى لهعليهالسلام يقول في آخرها واعلم ان الراسخين في العلم هم الذين أغناهم الله عن الاقتحام في السدد المضروبة دون الغيوب، فلزموا الا قرار بجملة ما جهلوا تفسيره من الغيب المحجوب.( يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا ) فمدح اللهعزوجل اعترافهم بالعجز عن تناول ما لم يحيطوا به علما، وسمى تركهم التعمق فيما لم يكلفهم البحث عنه منهم رسوخا فاقتصر على ذلك ولا تقدر عظمة الله على قدر عقلك، فتكون من الهالكين. في نهج البلاغة مثله سواء.
٤٢ ـ في عيون الأخبار في باب مجلس الرضاعليهالسلام عند المأمون مع أهل الملل والمقالات وما أجاب به على بن جهم في عصمة الأنبياء صلوات الله عليهم حديث طويل يقول فيهعليهالسلام لعلى بن الجهم ويحك يا عليّ اتق الله ولا تنسب إلى أولياء الله الفواحش وتتأول كتاب الله برأيك، فان اللهعزوجل يقول( وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ) اما قولهعزوجل في آدم «الحديث».
٤٣ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سليم بن قيس الهلالي قال سمعت علياعليهالسلام يقول ما نزلت على رسول اللهصلىاللهعليهوآله آية من القرآن الا أقرأنيها واملاها على وأكتبها بخطي، وعلمني تأويلها وتفسيرها وناسخها ومنسوخها ومحكمها ومتشابهها ودعا اللهعزوجل ان يعلمني فهمها وحفظها، فما نسيت آية من كتاب الله ولا علما املاه على فكتبته، وما ترك شيئا علمه اللهعزوجل من حلال ولا حرام ولا أمر ولا نهى، وما كان أو يكون من طاعته أو معصيته الا علمنيه وحفظته، فلم أنس منه حرفا واحدا، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
٤٤ ـ في عيون الأخبار حدّثني أبي رضى الله عنه قال حدّثنا علي بن إبراهيم ابن هاشم عن أبيه عن أبي حيون مولى الرضاعليهالسلام قال من رد متشابه القرآن إلى محكمه هدى إلى صراط مستقيم، ثم قالعليهالسلام : ان في أخبارنا متشابها كمتشابه القرآن، ومحكما كمحكم القرآن، فردوا متشابهها إلى محكمها، ولا تتبعوا متشابهها دون محكمها فتضلوا.
٤٥ ـ في كتاب الخصال عن سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنينعليهالسلام حديث طويل يقول فيه: وان أمر النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم مثل القرآن ناسخ ومنسوخ، وخاص وعام: ومحكم ومتشابه: وقد كان يكون من رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم الكلام له وجهان وكلام عام وكلام خاص مثل القرآن والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
٤٦ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى أبي حكيم قال: حدّثني ابن عبد الله بمكة قال بينا أمير المؤمنينعليهالسلام مار بفناء بيت الله الحرام إذ نظر إلى رجل يصلى فاستحسن صلواته فقال: يا هذا الرجل تعرف تأويل صلوتك؟ فسأل الرجل: يا بن عم خير خلق الله وهل للصلوة تأويل غير التعبد؟ قال علىعليهالسلام : اعلم يا هذا الرجل ان الله تبارك وتعالى ما بعث نبيهصلىاللهعليهوآلهوسلم بأمر من الأمور الا وله متشابه وتأويل وتنزيل وكل ذلك على المتعبد، فمن لم يعرف تأويل صلوته فصلاته كلها خداج(١) ناقصة غير تامة «الحديث» ،
٤٧ ـ في أصول الكافي عن بعض أصحابنا رفعه عن هشام بن الحكم قال قال لي أبو الحسن موسى بن جعفرعليهالسلام : يا هشام ان الله حكى عن قوم صالحين انهم قالوا:( رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ) حين علموا ان القلوب تزيغ وتعود إلى عماها ورداها، انه لم يخف الله من لم يعقل عن الله ومن لم يعقل عن الله لم يعقد قلبه على معرفة ثابتة يبصرها ويجد حقيقتها في قلبه ولا يكون أحد كذلك الا من كان قوله لفعله مصدقا وسره لعلانية موافقا، لان الله تعالى لم يدل على الباطن الخفي من العقل الا بظاهر منه وناطق عنه.
٤٨ ـ في تفسير العيّاشي عن سماعة بن مهران قال قال أبو عبد اللهعليهالسلام : أكثروا من ان تقولوا( رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا ) ولا تأمنوا الزيغ.
٤٩ ـ في تهذيب الأحكام في الدعاء بعد صلوة الغدير المسند إلى الصادقعليهالسلام : ربنا انك أمرتنا بطاعة ولاة أمرك، وأمرتنا أن نكون مع الصادقين، فقلت:( أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) : «وقلت( اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) فسمعنا وأطعنا
__________________
(١) الخداج ـ ككتاب: النقصان.
ربنا فثبت أقدامنا وتوفنا مسلمين مصدقين لأوليائك، و( لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ) .
٥٠ ـ في مجمع البيان ( قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ ) الاية روى محمد بن اسحق بن يسار عن رجاله قال: لما أصاب رسول اللهصلىاللهعليهوآله قريشا ببدر، وقدم المدينة جمع اليهود في سوق بنى قينقاع فقال: يا معشر اليهود احذروا من الله مثل ما نزل بقريش يوم بدر، وأسلموا قبل ان ينزل بكم ما نزل بهم. فقد عرفتم انى نبي مرسل تجدون ذلك في كتابكم، فقالوا: يا محمد لا يغرنك انك لقيت قوما اغمارا(١) لا علم لهم بالحرب، فأصبت منهم فرصة، اما والله لو قاتلنا لعرفت انا نحن الناس فأنزل الله هذه الاية وروى أيضا عن عكرمة وسعيد بن جبير عن ابن عباس ورواه أصحابنا أيضا.
٥١ ـ وفيه( فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتا ) الاية في قصة بدر وكانت المسلمون ثلاثمائة وثلثة عشر رجلا على عدة أصحاب طالوت الذين جاوزوا معه النهر، سبعة وسبعون رجلا من المهاجرين ومائتان وستة وثلثون من الأنصار، واختلف في عدة المشركين فروى عن علىعليهالسلام وابن مسعود انهم كانوا ألفا.
٥٢ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن أبي عبد الله البرقي عن الحسن بن أبي قتادة عن رجل عن جميل بن دراج قال: قال أبو عبد اللهعليهالسلام : ما تلذذ الناس في الدنيا والاخرة بلذة أكثر لهم من لذة النساء وهو قول اللهعزوجل :( زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ مِنَ النِّساءِ وَالْبَنِينَ ) إلى آخر الاية ثم قال: وان أهل الجنة ما يتلذذون بشيء من الجنة أشهى عندهم من النكاح لا طعام ولا شراب.
٥٣ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن نوح بن شعيب عن عبد الله الدهقان عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد اللهعليهالسلام قال: قال رسول اللهصلىاللهعليهوآله : ان أوّل ما عصى الله به ست: حب الدنيا، وحب الرياسة، وحب الطعام. وحب النوم وحب الراحة، وحب النساء.
٥٤ ـ في مجمع البيان واختلف في مقدار القنطار، قيل، هو ملاء مسك ثور
__________________
(١) الغمر ـ مثلثة ـ من لم يجرب الأمور.