تفسير نور الثقلين الجزء ٢

تفسير نور الثقلين0%

تفسير نور الثقلين مؤلف:
المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 560

تفسير نور الثقلين

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي
المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
تصنيف: الصفحات: 560
المشاهدات: 14829
تحميل: 4336


توضيحات:

بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 560 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 14829 / تحميل: 4336
الحجم الحجم الحجم
تفسير نور الثقلين

تفسير نور الثقلين الجزء 2

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

تفســير نــور الثقــلين

لمؤلِّفه

المـحدّث الجليل العلّامة الخبير ألشيخ عبد العـليّ بن جمعة

الـعروسـيّ الحــويـزي قدّس ســرّه

المــتوفّى سنة ١١١٢

ألمـجلّد الثــاني

صحّحه وعلّق عليه وأشرف على طبعه

ألحاج السيّد هاشم الرَّسولي الـمــَحَلّاتي

بنفقة

خادم الشريعة ألحاج أبي القاسم الـمشتهر بالسالك

وفقّه الله تعالى لمـــرضاته

أُفست علميّة قم

١


بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قرأ سورة الأعراف في كل شهر كان يوم القيامة من الذين لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون قال: فإنْ قرأها في كل جمعة كان ممن لا يحاسب يوم القيامة، أمّا ان يكون فيها محكما فلا تدعوا قراءتها فانها تشهد يوم القيامة لمن قرأها.

٢ ـ في مصباح الكفعمي عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من قرأها جعل الله بينه وبين إبليس سترا، وكان آدمعليه‌السلام شفيعا له يوم القيامة.

٣ ـ في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى سفيان بن سعيد الثوري عن الصادقعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : والمص معناه أنا الله المقتدر الصادق.

٤ ـ وباسناده إلى سليمان بن الخصيب قال: حدّثني الثقة قال: حدّثنا أبو جمعة رحمة بن صدقة قال: أتى رجل من بنى أميّة ـ وكان زنديقا جعفر بن محمّدعليهما‌السلام فقال له: قول الله( المص ) أيُّ شيء أراد بهذا؟ وأيُّ شيء فيه من الحلال والحرام؟ وأيُّ شيء مما ينتفع به الناس؟ قال: فاغتاظ من ذلك جعفر بن محمّدعليهما‌السلام فقال: أمسك ويحك! الالف واحد، واللام ثلاثون، والميم أربعون، والصاد تسعون، كم معك؟ فقال الرجل: مأة وإحدى وستون، فقال له جعفر بن محمّدعليه‌السلام : فاذا انقضت سنة إحدى وستين ومأة ينقضي ملك أصحابك، قال: فنظر فلمّا انقضت إحدى وستون ومأة عاشورا دخل المسودّة(١) الكوفة وذهب ملكهم.

٥ ـ في تفسير العيّاشي خيثمة الجعفري عن أبي لبيد المخزومي قال: قال أبو جعفرعليه‌السلام : يا أبا لبيد إنّه يملك من ولد العباس اثنا عشر، يقتل بعد الثامن منهم أربعة ،

__________________

(١) المسودّة ـ بكسر الواو ـ أي لابسي سواد، والمراد أصحاب الدعوة العباسيّة لأنهم كانوا يلبسون ثيابا سوداء.

٢

فتصيب أحدهم الذبحة(١) فتذبحه، هم فئة قصيرة أعمارهم، قليلة مدّتهم، خبيثة سيرتهم منهم الفويسق الملقب بالهادي والناطق والغاوي، يا أبا لبيد إنَّ في حروف القرآن المقطّعة لعلماً جمّا، إنّ الله تبارك وتعالى أنزل( الم ذلِكَ الْكِتابُ ) فقام محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله حتى ظهر نوره وثبتت كلمته، وولد يوم ولد، وقد مضى من الالف السابع مأة سنة وثلاث سنين، ثمّ قال: وتبيانه في كتاب الله في الحروف المقطّعة إذا عددتها من غير تكرار، وليس من حروف مقطعة حرف ينقضي أيامه الّا وقائم من بنى هاشم عند انقضائه ثمّ قال: الالف واحد، واللام ثلاثون، والميم أربعون والصاد تسعون، فذلك مأة واحدى وستون، ثمّ كان بدو خروج الحسين بن عليعليه‌السلام الم الله، فلما بلغت مدّته قام قائم ولد العباس عند( المص ) ويقوم قائمنا عند انقضائها بـــــ الر فافهم ذلك وعه واكتمه(٢)

٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني أبي عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن محمد بن قيس عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: إنّ حيي بن أخطب وأبا ياسر بن أخطب ونفرا من اليهود من أهل نجران أتوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقالوا له: أليس تذكر أن فيما أنزل إليك( الم ) ؟ قال: بلى، قالوا: أتاك بها جبرئيل من عند الله؟ قال: نعم، قالوا: لقد بعث الله أنبياء قبلك ما نعلم نبيا منهم خبّر ما مدّة ملكه وما أكل أمّته غيرك! قال فأقبل حيي بن أخطب على أصحابه فقال لهم: الالف واحد واللام ثلاثون، والميم أربعون، فهذه إحدى وسبعون سنة فعجب ممن يدخل في دين مدة ملكه وأكل أمته إحدى وسبعون سنة، قال: ثمّ أقبل على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال له: يا محمّد هل مع هذا غيره؟ قال: نعم، قال: هات، قال:( المص ) قال: هذا أثقل وأطول، الالف واحد، واللام ثلاثون، والميم أربعون، والصاد تسعون، فهذا مأة و

__________________

(١) الذبحة ـ كهمزة ـ، وجع في الحلق من الدم، وقيل: قرحة تظهر فيه فينسد معها وينقطع النفس ويسمى بالخناق.

(٢) لهذين الحديثين شرح طويل ذكرناه في ذيل تفسير العيّاشي وكذا غير ذلك مما يرتبط بالحروف المقطعة فراجع ج ٢: ٣ ـ ٩.

٣

إحدى وستون سنة، ثمّ قال لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : هل مع هذا غيره؟ قال: نعم قال: هات، قال:( الر ) قال: هذا أثقل وأطول، الالف واحد، واللام ثلاثون، والراء مائتان، فهل مع هذا غيره؟ قالوا: نعم: قال: هات، قال:( المر ) قال: هذا أثقل وأطول، الالف واحد، واللام ثلاثون، والميم أربعون، والراء مائتان، قال: فهل مع هذا غيره؟ قال: نعم، قال: قد التبس علينا أمرك فما ندري ما أعطيت، ثمّ قاموا عنه، ثمّ قال أبو ياسر لحيي أخيه: وما يدريك لعل محمّدا قد جمع هذا كلّه وأكثر منه، فقال أبو جعفرعليه‌السلام : إنّ هذه الآيات أنزلت( مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ ) وهي تجري في وجوه أخر على غير ما تأويل به حيي وأبو ياسر وأصحابه.

٧ ـ في مجمع البيان ( فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ ) : وقد روى في الخبر أنّ الله تعالى لما أنزل القرآن إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: إنّي أخشى أن يكذبني الناس ويثلغوا رأسى(١) ويتركوه كالخبزة، فأزال الله الخوف عنه بهذه الاية.

٨ ـ في تفسير العيّاشي عن مَسْعَدة بن صَدقة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام في خطبته: قال الله:( اتَّبِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ ) ففي اتباع ما جاءكم من الله الفوز العظيم، وفي تركه الخطأ المبين.

٩ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل يذكر فيه أحوال القيامة وفيه: فيقام الرسل فيسألون عن تأدية الرسالات التي حملوها إلى أممهم، فأخبروا أنهم قد أدوا ذلك إلى أممهم وتسأل الأمم فيجحدون، كما قال:( فَلَنَسْئَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إليهمْ وَلَنَسْئَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ ) فيقولون:( ما جاءَنا مِنْ بَشِيرٍ وَلا نَذِيرٍ ) فتشهد الرسل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فيشهد بصدق الرسل وبكذب من جحدها من الأمم، فيقول لكل أمّة منهم: «بلى( فَقَدْ جاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) أي مقتدر على شهادة جوارحكم عليكم بتبليغ الرسل إليكم رسالاتهم.

١٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله:( فَلَنَسْئَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إليهمْ وَلَنَسْئَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ ) قال: الأنبياء عمّا حملوا من الرسالة، قوله:( فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَما كُنَّا غائِبِينَ )

__________________

(١) ثلغ رأسه: شدخه وكسره.

٤

قال: لم نغب عن أفعالهم.

١١ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل وفيه: قال السائل: أوليس توزن الأعمال؟ قالعليه‌السلام : لا، لأنّ الأعمال ليست بأجسام وإنّما هي صفة ما عملوا، وانما يحتاج إلى وزن الشيء من جهل عدد الأشياء ولا يعرف ثقلها وخفّتها، وأنّ الله لا يخفى عليه شيء، قال: فما معنى الميزان؟ قال: العدل، قال: فما معناه في كتابه:( فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ ) ؟ قال: فمن رجح عمله.

١٢ ـ في مجمع البيان و( الْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُ ) ذكر فيه أقوال إلى قوله: وثانيها أنّ الله ينصب ميزانا له لسان وكفّتان يوم القيامة فتوزن به أعمال العباد الحسنات والسيئات إلى قوله: وأمّا حسن القول الثاني فلمراعاة الخبر الوارد فيه والجري على ظاهره، ويجوز أن يكون كل ميزان صنفا من أصناف أعماله ويؤيد هذا ما جاء في الخبر: إنّ الصلوة ميزان فمن وفى استوفى.

١٣ ـ في مصباح الشريعة قال الصادقعليه‌السلام في كلام طويل: فاذا أردت أن تعلم أصادق أنت أم كاذب فانظر في قصد معناك وغور دعواك وعيّرهما(١) بقسطاس من اللهعزوجل كأنّك في القيامة قال الله تعالى:( وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ ) فاذا اعتدل معناك بدعواك ثبت لك الصدق.

١٤ ـ في كتاب الخصال عن محمد بن موسى قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: إنّ الخير ثقل على أهل الدنيا على قدر ثقله في موازينهم يوم القيامة، وانّ الشر خفّ على أهل الدنيا على قدر خفته في موازينهم يوم القيامة.

١٥ ـ عن أبي مسلم راعى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: سمعت رسول الله يقول: خمس ما أثقلهنَّ في الميزان: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر والولد الصالح يتوفّى لمسلم فيصبر ويحتسب.

١٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله:( وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ ) قال: المجازاة بالأعمال إنْ خيراً فخير وإنْ شراً فشر، وهو قوله:( فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ هُمُ

__________________

(١) من العيار.

٥

الْمُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِما كانُوا بِآياتِنا يَظْلِمُونَ ) قال: بالأئمة يجحدون. قوله:( وَلَقَدْ خَلَقْناكُمْ ثُمَّ صَوَّرْناكُمْ ) أي خلقناكم في أصلاب الرجال، وصوّرناكم في أرحام النساء، ثمّ قال: وصوّر ابن مريم في الرحم دون الصلب وان كان مخلوقا في أصلاب الأنبياء ورفع وعليه مدرعة من صوف.(١)

١٧ ـ حدّثنا أحمد بن جعفر عن عبد الله المحمّدي قال حدّثنا كثير بن عياش عن أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله تعالى:( وَلَقَدْ خَلَقْناكُمْ ثُمَّ صَوَّرْناكُمْ ) قال: أمّا( خَلَقْناكُمْ ) فنطفة ثمّ علقة ثمّ مضغة ثمّ عظاما ثمّ لحما، وأمّا( صَوَّرْناكُمْ ) فالعين والأنف والأذنين والفم واليدين والرجلين، صور هذا ونحوه ثمّ جعل الدميم والوسيم(٢) والجسيم والطويل والقصير وأشباه هذا.

١٨ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى جعفر بن محمد بن عمارة عن أبيه عن جعفر بن محمّدعليهما‌السلام حديث طويل يقول في آخره: إنّ أمر الله تعالى ذكره لا يحمل على المقاييس، ومن حمل أمر الله على المقاييس هلك وأهلك، إنّ أوّل معصية ظهرت، الأإنانيّة من إبليس اللعين حين أمر الله تعالى ذكره ملائكته بالسجود لادم فسجدوا، وأبى اللعين أن يسجد فقال اللهعزوجل :( ما مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قالَ: أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ) فطرده اللهعزوجل عن جواره ولعنه وسماه رجيما، واقسم بعزته لا يقيس أحد في دينه إلّا قرنه مع عدّوه إبليس في أسفل درك من النار.

١٩ ـ وباسناده إلى عيسى بن عبد الله القرشي رفع الحديث قال: دخل أبو حنيفة على أبي عبد اللهعليه‌السلام فقال له: يا أبا حنيفة بلغني أنك تقيس! قال: نعم أنا أقيس، قال: لا تقس فانّ أوّل من قاس إبليس حين قال:( خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ) فقاس ما بين النار والطين، ولو قاس نورية آدم بنورية النار عرف فصل ما بين النورين، وصفا أحدهما على الاخر ولكن قس لي رأسك، أخبرنى عن أذنيك ما لهما مرتان؟ قال: لا أدرى

__________________

(١) المدرعة عند إليهود: ثوب من كتان كان يلبسه عظيم أحبارهم.

(٢) الدميم: القبيح المنظر والوسيم خلافه.

٦

قال: فأنت لا تحسن تقيس رأسك فكيف تقيس الحلال والحرام قال يا ابن رسول الله أخبرني ما هو؟ قال ان اللهعزوجل جعل الأذنين مرتين لئلا يدخلهما شيء إلّا مات، ولولا ذلك لقتل ابن آدم الهوام، وجعل الشفتين عذبتين ليجد ابن آدم طعم الحلو والمر وجعل العينين مالحتين لأنهما شحمتان ولولا ملوحتهما لذابتا، وجعل الأنف باردا سائلا لئلا يدع في الرأس داء إلّا أخرجه، ولولا ذلك لثقل الدماغ وتدود.

٢٠ ـ وباسناده إلى ابن شبرمة قال: دخلت أنا وأبو حنيفة على جعفر بن محمّدعليهما‌السلام فقال لأبي حنيفة: إتق الله ولا تقس الدين برأيك، فانّ أوّل من قاس إبليس أمره اللهعزوجل بالسجود لآدم فقال:( أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ) ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢١ ـ وباسناده إلى ابن أبي ليلى قال: دخلت انا والنعمان على جعفر بن محمّدعليهما‌السلام فرحب بنا وقال: يا ابن أبي ليلى من هذا الرجل؟ فقلت: جعلت فداك هذا رجل من أهل الكوفة له رأيٌ ونظر ونقاد، قال: فلعلّه الذي يقيس الأشياء برأيه؟ ثمّ قال: يا نعمان إياك والقياس فانّ أبي حدّثني عن آبائه أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من قاس شيئا في الدين برأيه قرنه الله مع إبليس في النار، فانّه أوّل من قاس حين قال:( خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٢ ـ وباسناده إلى أبي زهير شبيب بن أنس عن بعض أصحاب أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام لأبي حنيفة: يا أبا حنيفة إذا ورد عليك شيء ليس في كتاب الله ولم تأت به الآثار والسنة كيف تصنع؟ قال: أصلحك الله أقيس واعمل فيه برأيى، قال: يا أبا حنيفة إنَّ أوّل من قاس إبليس الملعون قاس على ربنا تبارك وتعالى فقال:( أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ) فسكت أبو حنيفة والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٣ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسن بن علي بن يقطين عن الحسين بن صباح عن أبيه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ إبليس قاس نفسه بآدم فقال:( خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ) فلو قاس الجوهر الذي خلق منه آدم

٧

بالنار كان ذلك أكثر نورا وضياء من النار

٢٤ ـ وباسناده إلى داود بن فرقد عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ الملائكة كانوا يحسبون أنّ إبليس منهم وكان في علم الله أنّه ليس منهم فاستخرج ما في نفسه بالحميّة فقال:( خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ) .

٢٥ ـ في كتاب علل الشرائع أبيرحمه‌الله قال: حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميري عن أحمد بن محمد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبان بن عثمان عن محمد الحلبي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ القبضة التي قبضها الله من الطين الذي خلق منه آدم أرسل إليها جبرئيلعليه‌السلام أن يقبضها، فقالت الأرض: أعوذ بالله أن تأخذ منى شيئا فرجع إلى ربه فقال: يا ربّ تعوذت بك منى، فأرسل إليها إسرافيل فقالت له مثل ذلك، فأرسل إليها ميكائيل فقالت له مثل ذلك، فأرسل إليها عزرائيل فتعوذت بالله منه ان يسبى(١) منها شيئا، فقال ملك الموت: وأنا أعوذ بالله أن أرجع إليه حتى أقبض منك، قال: وانما سمّي آدم آدم لأنه خلق من أديم الأرض(٢)

٢٦ ـ وباسناده إلى عبد الله بن يزيد بن سلام أنّه سئل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: آدم خلق من الطين كله ومن طين واحد؟ فقال: بل من الطين كله، ولو خلق من طين واحد لما عرف الناس بعضهم بعضا، وكانوا على صورة واحدة، قال: فلهم في الدنيا مثل؟ قال: التراب فيه ابيض وفيه أخضر وفيه أشقر وفيه أغبر وفيه أحمر وفيه أزرق وفيه عذب وفيه ملح وفيه خشن وفيه لين وفيه اصهب، فلذلك صار الناس فيهم لين وفيهم خشن وفيهم ابيض وفيهم أصفر وأحمر وأصهب وأسود على ألوان التراب، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

__________________

(١) كذا في النسخ لكن في المصدر (باب نوادر العلل) «يأخذ منها شيئا» وعن بعض نسخه «يستثني» بدل «يأخذ»

(٢) «في روضة الواعظين للمفيد (ره) قال عبد الله بن سلام: يا محمد أخبرني عن آدم من أي الأرض خلق؟ قال: خلق رأسه ووجهه من موضع الكعبة، وخلق بدنه من بيت المقدس» «منه عفى عنه» (عن هامش بعض النسخ)

٨

٢٧ ـ في أصول الكافي علي بن محمد عن صالح بن أبي حماد عن الحسين بن زيد عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن إبراهيم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ اللهعزوجل لما أراد أن يخلق آدمعليه‌السلام بعث جبرئيلعليه‌السلام في أول ساعة من يوم الجمعة فقبض بيمينه قبضة بلغت قبضته من السماء السابعة إلى السماء الدنيا وأخذ من كل سماء تربة، وقبض قبضة اخرى من الأرض السابعة العليا إلى الأرض السابعة القصوى فأمر اللهعزوجل كلمته فأمسك القبضة الاولى بيمينه والقبضة الاخرى بشماله، ففلق الطين فلقتين فذرا من الأرض ذروا(١) ومن السموات ذروا، فقال للذي بيمينه: منك الرسل والأنبياء والأوصياء والصديقون والمؤمنون والسعداء ومن أريد كرامته، فوجب لهم ما قال كما قال، وقال للذي بشماله :منك الجبارون والمشركون والكافرون والطواغيت ومن أريد هوانه وشقوته، فوجب لهم ما قال كما قال، ثمّ إنَّ الطينتين خلطتا جميعا، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حديث طويل عن العالمعليه‌السلام وفيه ثم قال الله تبارك وتعالى: للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا له فأخرج إبليس ما كان في قلبه من الحسد فأبى أن يسجد، فقال اللهعزوجل :( ما مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ) ، قال الصادقعليه‌السلام : فأول من قاس إبليس واستكبر والاستكبار هو أول معصية عصى الله بها، قال: فقال إبليس: يا ربّ اعفنى من السجود لادم وانا أعبدك عبادة لم يعبدكها ملك مقرب ولا نبي مرسل، فقال الله تبارك وتعالى: لا حاجة لي إلى عبادتك انما أريد ان اعبد من حيث أريد لا من حيث تريد فأبى ان يسجد فقال الله تبارك وتعالى:( فَاخْرُجْ مِنْها فَإِنَّكَ رَجِيمٌ وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إلى يَوْمِ الدِّينِ ) فقال إبليس: يا ربّ فكيف وأنت العدل الذي لا تجور فثواب عملي بطل؟ قال: لا ولكن سلني من أمر الدنيا ما شئت ثوابا لعملك أعطيك، فأول ما سأل البقاء إلى يوم الدين، فقال الله: قد أعطيتك، فقال: سلطنى على أولاد آدم، قال: سلطتك، قال: أجرني فيهم مجرى الدم في العروق

__________________

(١) الفلق: الشق والفصل. والذرو: الاذهاب والتفريق.

٩

قال: قد أجريتك، قال: لا يولد لهم واحد إلّا ولد لي اثنان، وأراهم ولا يرونى وأتصور لهم في كل صورة شئت، فقال: قد أعطيتك، قال: يا ربّ زدني، قال: قد جعلت لك ولذريتك صدورهم أوطانا، قال: رب حسبي فقال إبليس عند ذلك( فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ) ( ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمانِهِمْ وَعَنْ شَمائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شاكِرِينَ ) .

٢٩ ـ قال: وحدّثني أبي عن ابن أبي عمير عن جميل عن زرارة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: لما أعطى الله تعالى إبليس ما أعطاه من القوة قال آدمعليه‌السلام : يا ربِّ سلّطت إبليس على ولدي وأجريته فيهم مجرى الدم في العروق، وأعطيته ما أعطيته فما لي ولولدي؟ فقال: لك ولولدك السيئة بواحدة، والحسنة بعشر أمثالها، قال ربِّ زدني، قال: التوبة مبسوطة إلى أنْ تبلغ النفس الحلقوم، فقال: يا ربّ زدني، قال: أغفر ولا أبالي، قال: حسبي، قال: قلت له: جعلت فداك بماذا استوجب إبليس من الله ان أعطاه ما أعطاه؟ فقال: بشيء كان منه شكره الله عليه، قلت: وما كان منه جعلت فداك؟ قال: ركعتين ركعهما في السماء في أربعة آلاف سنة.

٣٠ ـ في تفسير العيّاشي عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: الصراط الذي قال إبليس:( لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِراطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ ) الآية وهو عليٌّعليه‌السلام .

٣١ ـ في روضة الكافي ابن محبوب عن حنان وعلي بن رئاب عن زرارة قال: قلت له قولهعزوجل ( لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِراطَكَ الْمُسْتَقِيمَ، ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمانِهِمْ وَعَنْ شَمائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شاكِرِينَ ) قال: فقال أبو جعفرعليه‌السلام يا زرارة انما عمد لك ولأصحابك فأمّا الآخرون فقد فرغ منهم.

٣٢ ـ في نهج البلاغة من كتاب لهعليه‌السلام إلى زياد بن أبيه وقد بلغه أنّ معاوية قد كتب إليه يريد خديعته باستلحاقه: وقد عرفت أنّ معاوية كتب إليك يستزل لبك ويستفل غربك فاحذره فانما هو الشيطان يأتي المرء من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه و

١٠

عن شماله، ليقتحم غفلته ويستلب غرته.(١)

٣٣ ـ في مجمع البيان ( ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمانِهِمْ وَعَنْ شَمائِلِهِمْ ) قيل فيه أقوال إلى قوله: «وثالثها» ما روى عن أبي جعفرعليه‌السلام قال:( ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ ) معناه أهون عليهم أمر الاخرة،( وَمِنْ خَلْفِهِمْ ) آمرهم بجمع الأموال والبخل بها عن الحقوق لتبقى لورثتهم،( وَعَنْ أَيْمانِهِمْ ) أفسد عليهم أمر دينهم بتزيين الضلالة وتحسين الشبهة( وَعَنْ شَمائِلِهِمْ ) بتحبيب اللذات إليهم وتغليب الشهوات على قلوبهم.

٣٤ ـ في عيون الأخبار في باب ذكر مجلس الرضاعليه‌السلام عند المأمون في عصمة الأنبياءعليهم‌السلام ، حدّثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي رضى الله عنه قال: حدّثني أبي عن حمدان بن سليمان النيسابوري عن علي بن محمد بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون وعنده الرضاعليه‌السلام فقال له المأمون: يا ابن رسول الله أليس من قولك: إنّ الأنبياء معصومون؟ قال: بلى، قال فما معنى قول اللهعزوجل ( وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى ) قالعليه‌السلام : إنّ الله تعالى قال لادمعليه‌السلام :( اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْها رَغَداً حَيْثُ شِئْتُما وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ ) وأشار لهما إلى شجرة الحنطة( فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ ) ولم يقل ولا تأكلا من هذه الشجرة ولا مما كان من جنسهما فلم تقربا تلك الشجرة وانما اكلا من غيرها لما أن وسوس الشيطان إليهما وقال( ما نَهاكُما رَبُّكُما عَنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ ) وانما نهيكما ان تقربا غيرها ولم ينهكما عن الاكل منها( إِلَّا أَنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونا مِنَ الْخالِدِينَ وَقاسَمَهُما إِنِّي لَكُما لَمِنَ النَّاصِحِينَ ) ولم يكن آدم وحوا شاهدا قبل ذلك من يحلف بالله كاذبا فدليهما بغرور فأكلا منها ثقة بيمينه بالله وكان ذلك من آدم قبل النبوة، ولم يكن ذلك بذنب كبير استحق به دخول النار، وانما كان من الصغائر الموهوبة التي تجوز على الأنبياء قبل نزول الوحي عليهم، فلما اجتباه الله تعالى وجعله نبيا كان معصوما لا يذنب صغيرة ولا كبيرة، قال الله تعالى:( وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى ثُمَّ اجْتَباهُ

__________________

(١) قوله ليستزل لبك اه اللب: العقل والفل الكسر والغرب: الحد وقوله: ليقتحم غفلته أي ليلج ويهجم عليه وهو غافل. والغرة: الغرور.

١١

رَبُّهُ فَتابَ عَلَيْهِ وَهَدى ) وقالعزوجل :( إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ ) .

٣٥ ـ في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل وفيه قالعليه‌السلام : فلما اسكن اللهعزوجل آدم وزوجته الجنة قال لهما( كُلا مِنْها رَغَداً حَيْثُ شِئْتُما وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ ) يعنى شجرة الحنطة)( فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ ) فنظرا إلى منزلة محمد وعلى وفاطمة والحسن والحسين والائمةعليهم‌السلام بعدهم فوجداها أشرف منازل أهل الجنة، فقالا: ربنا لمن هذه المنزلة؟ فقال الله جل جلاله: إرفعا رؤسكما إلى ساق العرش، فرفعا رؤسهما فوجدا أسماء محمّد وعليٍّ وفاطمة والحسن والحسين والائمّةعليهم‌السلام مكتوبة على ساق العرش بنور من نور الله الجبّار جلّ جلاله فقالا: يا ربنا ما أكرم أهل هذه المنزلة عليك وما أحبّهم إليك وما أشرفهم لديك، فقال الله جلّ جلاله: لولا هم ما خلقتكما هؤلاء خزنة علمي وأمنائي على سرى، إياكما أنْ تنظرا إليهم بعين الحسد وتمنيا منزلتهم عندي ومحلهم من كرامتي، فتدخلان بذلك في نهيي وعصياني( فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ ) ، قالا: ربنا ومن الظالمون؟ قال: المدعون لمنزلتهم بغير حق، قالا: ربنا فأرنا منزلة ظالميهم في نارك حتى نراها كما رأينا منزلتهم في جنتك، فأمر الله تعالى النار فأبرزت جميع ما فيها من ألوان النكال والعذاب، وقالعزوجل : مكان الظالمين لهم المدعين لمنزلتهم في أسفل درك منها( كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها أُعِيدُوا فِيها ) ، و( كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها لِيَذُوقُوا الْعَذابَ ) ، يا آدم ويا حوا لا تنظرا إلى أنوارى وحججي بعين الحسد فأهبطكما عن جواري، وأحلُّ بكما هواني( فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطانُ لِيُبْدِيَ لَهُما ما وُورِيَ عَنْهُما مِنْ سَوْآتِهِما وَقالَ ما نَهاكُما رَبُّكُما عَنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونا مِنَ الْخالِدِينَ وَقاسَمَهُما إِنِّي لَكُما لَمِنَ النَّاصِحِينَ ) فدليهما بغرور وحملهما على تمنى منزلتهم فنظرا إليهم بعين الحسد فخذلا حتى أكلا من شجرة الحنطة فعاد مكان ما أكلا شعيرا، فأصل الحنطة كلّها مما لم يأكلاه، وأصل الشعير كلّه مما عاد مكان ما أكلاه، فلمّا أكلا من الشجرة

١٢

طار الحلي والحلل عن أجسادهما وبقيا عريانين( وَطَفِقا يَخْصِفانِ عَلَيْهِما مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَناداهُما رَبُّهُما أَلَمْ أَنْهَكُما عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُما إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُما عَدُوٌّ مُبِينٌ* قالا رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَتَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ ) قال اهبطا من جواري فلا يجاورني في جنتي من يعصيني فهبطا موكولين إلى أنفسهما في طلب المعاش.

٣٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني أبي رفعه قال: سئل الصادقعليه‌السلام عن جنة آدم أمن جنان الدنيا كانت أم من جنان الاخرة؟ فقال: كانت من جنان الدنيا تطلع فيها الشمس والقمر، ولو كانت من جنان الآخرة ما خرج منها أبدا، قال: فلما أسكنه الله الجنة أتى جهالة إلى الشجرة لأنه خلق خلقة لا تبقى إلّا بالأمر والنهى والغذاء واللباس والأكنان(١) والتناكح ولا يدرك ما ينفعه مما يضره إلّا بالتوفيق فجاء إبليس فقال له: انكما ان أكلتما من هذه الشجرة التي نهيكما الله عنها صرتما ملكين وبقيتما في الجنة أبدا وان لم تأكلا منها أخرجكما الله من الجنة وحلف لهما انه لهما ناصح كما قال الله تعالى حكاية عنه:( ما نَهاكُما رَبُّكُما عَنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونا مِنَ الْخالِدِينَ وَقاسَمَهُما إِنِّي لَكُما لَمِنَ النَّاصِحِينَ ) فقبل آدمعليه‌السلام قوله، فأكلا من الشجرة وكان كما حكى الله( بَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما ) وسقط عنهما ما ألبسهما الله من لباس الجنة، وأقبلا يستتران بورق الجنة( وَناداهُما رَبُّهُما أَلَمْ أَنْهَكُما عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُما إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُما عَدُوٌّ مُبِينٌ ) فقالا كما حكى اللهعزوجل عنهما:( رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَتَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ ) فقال الله لهما( اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتاعٌ إلى حِينٍ ) قال: إلى يوم القيمة.

٣٧ ـ وروى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: لما أخرج الله آدم من الجنة نزل عليه جبرئيلعليه‌السلام فقال: يا آدم أليس الله خلقك بيده ونفخ فيك من روحه وأسجد لك ملائكته وزوجك أمته حواء وأسكنك الجنة وأباحها لك ونهاك مشافهة أن

__________________

(١) الأكنان جمع الكن: البيت.

١٣

ـ لا تأكل من هذه الشجرة فأكلت منها وعصيت الله؟ فقال آدمعليه‌السلام : يا جبرئيل ان إبليس حلف لي بالله انه لي ناصح فما ظننت ان أحدا من خلق الله يحلف بالله كاذبا.

٣٨ ـ في تفسير العيّاشي عن جميل بن دراج عن بعض أصحابنا عن أحدهما قال سئلته كيف أخذ الله آدم بالنسيان؟ فقال: انه لم ينس وكيف ينسى وهو يذكره ويقول له إبليس:( ما نَهاكُما رَبُّكُما عَنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونا مِنَ الْخالِدِينَ ) .

٣٩ ـ عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام رفعه إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ان موسى سأل ربه أن يجمع بينه وبين آدمعليه‌السلام حيث عرج إلى السماء في أمر الصلوة ففعل فقال له موسىعليه‌السلام : يا آدم أنت الذي خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأسجد لك ملائكته وأباح لك جنته وأسكنك جواره وكلمك قبلا ثم نهاك عن شجرة واحدة فلم تصبر عنها حتى أهبطت إلى الأرض بسببها فلم تستطع ان تضبط نفسك عنها حتى أغراك إبليس فأطعته، فأنت الذي أخرجتنا من الجنة بمعصيتك؟ فقال له آدم: ارفق بأبيك يا بنى محنة ما لقى عن امر هذه الشجرة، يا بني ان عدوى أتاني من وجه المكر والخديعة، فحلف لي بالله انه في مشورته على لمن الناصحين وذلك أنّه قال منتصحا: إنّى لشأنك يا آدم لمغموم! قلت: وكيف؟ قال: قد كنت آنست بك وبقربك منى وأنت تخرج مما أنت فيه إلى ما ستكرهه، فقلت: وما الحيلة؟ فقال: إنّ الحيلة هو ذا معك، أدّلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى فكلا منها أنت وزوجك فتصيرا معى في الجنة أبدا من الخالدين، وحلف بالله كاذبا إنّه لمن الناصحين، ولم أظن يا موسى أنْ أحدا يحلف بالله كاذبا، فوثقت بيمينه، فهذا عذري فاخبرني يا بني هل تجد فيما أنزل الله إليك ان خطيئتي كائنة من قبل أن أخلق؟ قال له موسى: بدهر طويل، قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فحج آدم موسىعليهما‌السلام ، قال ذلك ثلثا.

٤٠ ـ عن عبد الله بن سنان قال: سئل أبو عبد اللهعليه‌السلام وانا حاضر: كم لبث آدم وزوجته في الجنة حتى أخرجتهما منها خطيئتهما؟ فقال: إنّ الله تبارك وتعالى نفخ في آدم روحه بعد زوال الشمس من يوم الجمعة ثم برأ زوجته من أسفل أضلاعه، ثم

١٤

اسجد له ملائكته وأسكنه جنته من يومه ذلك، فوالله ما استقر فيها إلّا ست ساعات من يومه ذلك حتى عصى الله، فأخرجهما الله منها بعد غروب الشمس وما باتا فيها، وصيرا بفناء الجنة حتى أصبحا، «فبدت لهما سوآتهما و( ناداهُما رَبُّهُما أَلَمْ أَنْهَكُما عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ ) فاستحيى آدم من ربه وخضع وقال: «ربنا ظلمنا أنفسنا واعترفنا بذنوبنا فاغفر لنا» قال الله لهما: اهبطا من سماواتي إلى الأرض فانه لا يجاورني في جنتي عاص ولا في سماواتي، ثم قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : إنّ آدمعليه‌السلام لما أكل من الشجرة ذكر ما نهاه الله عنها فندم، فذهب ليتنحى من الشجرة فأخذت الشجرة برأسه فجرته إليها، وقالت له: أفلا كان فراقي(١) من قبل أن تأكل منى.

٤١ ـ عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله (ع) في قول الله( فَبَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما ) قال: كانت سوآتهما لا تبدو لهما فبدت يعني كانت من داخل.

٤٢ ـ عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبي عبد الله وأبي جعفرعليهما‌السلام عن قوله:( يا بَنِي آدَمَ ) قالا: هي عامة.

٤٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله:( يا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً يُوارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً وَلِباسُ التَّقْوى ذلِكَ خَيْرٌ ) قال: لباس التقوى الثياب الأبيض.

٤٤ ـ وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( يا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً يُوارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً ) فاما اللباس فالثياب التي تلبسون، واما الرياش فالمتاع والمال، واما لباس التقوى فالعفاف، ان العفيف لا تبدو له عورة وان كان عاريا من الثياب، والفاجر باد العورة وان كان كاسيا من الثياب، يقول الله: و( لِباسُ التَّقْوى ذلِكَ خَيْرٌ ) يقول: والعفاف( خَيْرٌ ذلِكَ مِنْ آياتِ اللهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ) .

٤٥ ـ في كتاب الخصال فيما علّم أمير المؤمنينعليه‌السلام أصحابه من الاربعمائة باب: ألبسوا ثياب القطن فانّها لباس رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ولم يكن يلبس الشعر والصوف إلّا من علّة، وقال: إنّ الله تعالى جميل يحبّ الجمال ويحبّ أن يرى أثر نعمته على عبده.

٤٦ ـ عن أم الدرداء قالت: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من أصبح معافى في جسده آمنا

__________________

(١) وفي المصدر «فرارك» بدل «فراقي».

١٥

في سربه(١) عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا، يا ابن آدم يكفيك من الدنيا ما سد جوعتك ووارى عورتك فان يكن لك بيت يكنك(٢) فذاك وان يكن لك دابة تركبها فبخ بخ، والخير وما الخير! وما بعد ذلك حساب عليك أو عذاب.

٤٧ ـ عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي باسناده يرفعه إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يكره السواد إلّا في ثلثة: العمامة والخف والكساء.

٤٨ ـ عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سمعت أبي يحدّث عن أبيه عن جدهعليهم‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : خمس لا أدعهنَّ حتى الممات: الاكل على الحضيض(٣) مع العبيد، وركوب الحمار مردفا، وحلب المعز (العنز خ ل) بيدي، ولبس الصوف، والتسليم على الصبيان ليكون سنة من بعدي.

٤٩ ـ في الكافي أحمد بن محمد بن سعيد عن جعفر بن عبد الله العلوي وأحمد بن محمد الكوفي عن علي بن العباس عن إسماعيل بن إسحق جميعا عن أبي روح فرج بن قرة عن مسعدة بن صدقة قال: حدّثني ابن أبي ليلى عن أبي عبد الرحمان السلمي قال. قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : اما بعد فان الجهاد باب من أبواب الجنة، فتحه الله لخاصة أوليائه وسوغهم كرامة منه لهم، ونعمة ذخرها، والجهاد لباس التقوى ودرع الله الحصينة وجنته الوثيقة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. في نهج البلاغة نحوه من غير حذف مغير للمعنى المقصود هنا. قال عز من قائل( إِنَّهُ يَراكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ ) .

٥٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم عن العالمعليه‌السلام حديث طويل وفيه ذكر طلب إبليس من الله واجابته، ومن جملة الطلب قالعليه‌السلام : قال: ولا يولد لهم واحد إلّا ولد لي اثنان، وأراهم ولا يرونى، وأتصور لهم في كل صورة شئت، فقال: قد أعطيتك.

__________________

(١) أي في حرمه وعياله. قال دعبل: «وآل رسول الله تسبى حريمهم* وآل زياد آمنوا السربات».

(٢) كنه الشيء: ستره وغطاه وصانه من الشمس وغيره.

(٣) الحضيض: القرار من الأرض.

١٦

قال مؤلف هذا الكتاب عفي عنه: قد كتبنا في هذه السورة قريبا مطالبته وما استحق به الاجابة إليها.

٥١ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن أبي وهب عن محمد بن منصور قال: سئلته عن قول اللهعزوجل :( وَإِذا فَعَلُوا فاحِشَةً قالُوا وَجَدْنا عَلَيْها آباءَنا وَاللهُ أَمَرَنا بِها قُلْ إِنَّ اللهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ ) قال: فقال: هل رأيت أحدا زعم أنّ الله أمر بالزنا وشرب الخمر وشيء من هذه المحارم؟ فقلت: لا قال: ما هذه الفاحشة التي يدعون أنّ الله أمرهم بها؟ قلت: الله أعلم ووليه، فقال: فان هذا في أئمة الجور ادّعوا ان الله أمرهم بالايتمام بقوم لم يأمرهم الله بالايتمام بهم، فرد الله ذلك عليهم، فأخبر انهم قد قالوا عليه الكذب وسمى ذلك منهم فاحشة.

٥٢ ـ الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن علي الوشاء عن حماد بن عثمان عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من زعم أنّ الله يأمر بالفحشاء فقد كذب على الله، ومن زعم أنّ الخير والشر إليه فقد كذب على الله.

٥٣ ـ في كتاب التوحيد أبي (ره) قال: حدّثني علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمان عن جعفر بن قرط عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من زعم أنّ الله تبارك وتعالى يأمر بالسوء والفحشاء فقد كذب على الله والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٥٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله:( وَإِذا فَعَلُوا فاحِشَةً قالُوا وَجَدْنا عَلَيْها آباءَنا وَاللهُ أَمَرَنا بِها ) قال: الذين عبدوا الأصنام فرد الله عليهم فقال قل لهم:( إِنَّ اللهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ ) .

٥٥ ـ في تفسير العيّاشي عن الحسين بن مهران عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله:( وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ) قال: يعنى الائمّة.

٥٦ ـ في تهذيب الأحكام علي بن الحسن الطاطري عن أبي حمزة عن ابن مسكان

١٧

عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سئلته عن قول اللهعزوجل :( وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ) قال: هذه القبلة.

٥٧ ـ أيضا محمد بن علي بن محبوب عن أحمد عن الحسن بن علي بن فضال عن أبي جميلة عن محمد بن علي الحلبي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله:( أَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ) قال مساجد محدثة فأمروا أنْ يقيموا وجوههم شطر المسجد الحرام.

٥٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام قوله:( كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ فَرِيقاً هَدى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ ) قال: خلقهم حين خلقهم مؤمنا وكافرا وسعيدا وشقيا، وكذلك يعودون يوم القيمة مهتد وضال انهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون انهم مهتدون وهم القدرية الذين يقولون: لا قدر، ويزعمون انهم قادرون على الهدى والضلال، وذلك إليهم ان شاؤا اهتدوا وان شاؤا ضلوا وهم مجوس هذه الأمّة وكذب أعداء الله، المشية والقدرة لله كما بدأهم يعودون، من خلقه الله شقيا يوم خلقه كذلك يعود إليه ومن خلقه سعيدا يوم خلقه كذلك يعود إليه سعيدا، قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : الشقي شقيٌّ في بطن أمّه، والسعيد سعيد في بطن أمّه.

٥٩ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى أبي إسحق الليثي عن الباقرعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام في آخره( كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ فَرِيقاً هَدى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّياطِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ اللهِ ) يعني أئمّة دون أئمّة الحقّ( وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ ) .

٦٠ ـ في مجمع البيان ( كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ ) ويروى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يحشرون يوم القيامة عراة حفاة غرلا(١) ( كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنا إِنَّا كُنَّا فاعِلِينَ ) .

٦١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله:( يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ) قال: في العيدين والجمعة يغتسل ويلبس ثيابا بياضا وروى أيضا المشط عند كل صلوة.

__________________

(١) الغرل جمع الأغرل وهو الاتلف.

١٨

٦٢ ـ في من لا يحضره الفقيه وسئل أبو الحسن الرضاعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ) قال: من ذلك التمشط عند كل صلوة.

٦٣ ـ في مجمع البيان ( خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ) أي خذوا ثيابكم التي تتزينون بها للصلوة في الجمعات والأعياد عن أبي جعفر الباقرعليه‌السلام .

٦٤ ـ في كتاب الخصال عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله تعالى:( خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ) قال تمشطوا فان التمشط يجلب الرزق ويحسن الشعر وينجز الحاجة ويزيد في ماء الصلب ويقطع البلغم وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يسرح تحت لحيته أربعين مرة ومن فوقها سبع مرات، ويقول انه يزيد في الذهن ويقطع البلغم(١)

٦٥ ـ في تفسير العيّاشي عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام في قول الله:( خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ) قال: وهي الثياب.

٦٦ ـ عن الحسين بن مهران عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ) قال: يعنى الائمة.

٦٧ ـ عن خثيمة بن أبي خثيمة قال: كان الحسن بن عليعليهما‌السلام إذا قام إلى الصلوة يلبس أجود ثيابه، فقيل له: يا ابن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله تلبس أجود ثيابك؟ فقال: إنّ الله جميل يحب الجمال، فأتجمل لربي وهو يقول:( خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ) فأحب أنْ ألبس أجود ثيابي.

٦٨ ـ عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سئلته( خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ) قال: هو المشط عند كل صلوة فريضة ونافلة.

٦٩ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عمن ذكره عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه

__________________

(١) «في تهذيب الأحكام باسناده إلى محمد بن أحمد بن يحيى عن رجل عن الزبير بن عقبة عن فضالة بن موسى النهدي عن العلا بن سيابة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله تعالى:( خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ) ، قال: الغسل عند لقاء كل امام «منه عفى عنه». (عن هامش بعض النسخ)

١٩

قال: وصل الله طاعة ولى أمره بطاعة رسوله، وطاعة رسوله بطاعته، فمن ترك طاعة ولاة أمره لم يطع الله ولا رسوله، وهو الإقرار بما أنزل من عند اللهعزوجل :( خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ) والتمسوا البيوت التي أذن الله أنْ ترفع ويذكر فيها اسمه، فانه أخبركم انهم( رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ وَإِيتاءِ الزَّكاةِ يَخافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصارُ ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٧٠ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن ابن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل ( خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ) قال: في العيدين والجمعة. قال عزَّ من قائل:( كُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ) .

٧١ ـ في عيون الأخبار عن الرضاعليه‌السلام باسناده قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ليس شيء أبغض على الله من بطن ملئان.

٧٢ ـ وباسناده قال: قال عليُّ بن أبي طالبعليه‌السلام أتى أبو جحيفة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو يتجشأ فقال: اكفف جشاك، فان أكثر الناس في الدنيا شبعا أكثرهم جوعا يوم القيمة قال: فما ملاء أبو جحيفة بطنه من طعام حتى لحق بالله تعالى.

٧٣ ـ في كتاب الخصال عن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: أبعدُ ما يكون العبد من الله إذا كان همّه فرجه وبطنه.

٧٤ ـ عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لمؤمن يأكل في معاء واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء.

٧٥ ـ في كتاب علل الشرائع ـ باسناده إلى عمر بن عليٍّ، عن أبيه عليّ بن أبي طالب أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: مرّ أخي عيسىعليه‌السلام بمدينة وفيها رجل وامرأة يتصايحان فقال: ما شأنكما؟ فقال: يا نبي الله هذه امرأتي وليس بها بأس صالحة ولكني أحب فراقها، قال: فأخبرني على كل حال ما شأنها؟ قال: هي خلقة الوجه من غير الكبر قال لها: يا امرأة أتحبين ان يعود ماء وجهك طريا؟ قالت: نعم، قال لها: إذا أكلت فإياك ان تشبعي لان الطعام إذا تكاثر على الصدر فزاد في القدر ذهب ماء الوجه ففعلت

٢٠