تفسير نور الثقلين الجزء ٢

تفسير نور الثقلين0%

تفسير نور الثقلين مؤلف:
المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 560

تفسير نور الثقلين

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي
المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
تصنيف: الصفحات: 560
المشاهدات: 14837
تحميل: 4336


توضيحات:

بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 560 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 14837 / تحميل: 4336
الحجم الحجم الحجم
تفسير نور الثقلين

تفسير نور الثقلين الجزء 2

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

يَغْفِرُ اللهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٨١ ـ في تفسير العيّاشي عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابنا رفعه قال: كتب يعقوب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى يوسف: من يعقوب بن إسحق بن إبراهيم خليل الرحمان إلى عزيز مصر، اما بعد فانا أهل بيت لم يزل البلاء سريعا إلينا ابتلى جدي إبراهيم فالقى في النار، ثم ابتلى ابى إسحق الذبيح، وكان لي ابن وكان قرة عيني وكنت أسر به فابتليت بأن أكله الذئب فذهب بصرى حزنا عليه من البكاء، وكان له أخ وكنت أسر إليه بعده، فأخذته في سرق وانا أهل بيت لم نسرق قط ولا يعرف لنا السرق فان رأيت أن تمن على به فعلت؟ قال: فلما أوتى يوسف بالكتاب فتحه وقرأه فصاح ثم قام فدخل منزله فقرأه وبكى، ثم غسل وجهه ثم خرج إلى اخوته ثم عاد فقرأه فصاح وبكى، ثم قام فدخل منزله فقرأه وبكى ثم غسل وجهه وعاد إلى اخوته فقال:( هَلْ عَلِمْتُمْ ما فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جاهِلُونَ ) وأعطاهم قميصه وهو قميص إبراهيم وكان يعقوب بالرملة(١) فلما فصلوا بالقميص من مصر قال يعقوب:( إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْ لا أَنْ تُفَنِّدُونِ قالُوا تَاللهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ الْقَدِيمِ ) .

١٨٢ ـ في أمالي شيخ الطائفة قدس‌سره باسناده إلى أبي جعفر محمد بن علي الباقرعليه‌السلام قال: فلما كان من أمر إخوة يوسف ما كان كتب يعقوب إلى يوسف وهو لا يعلم انه يوسف: بسم الله الرحمان الرحيم من يعقوب بن إسحق بن إبراهيم خليل اللهعزوجل إلى عزيز آل فرعون سلام عليك فانى أحمد إليك الله لا إله إلّا هو، اما بعد فانا أهل بيت مولع بنا أسباب البلاء، كان جدي إبراهيمعليه‌السلام ألقى في النار في طاعة ربه فجعلها اللهعزوجل بردا وسلاما، وأمر الله جدي أن يذبح أبى ففداه بما فداه به، وكان لي ابن فكان من أعز الناس على فقدته فاذهب حزني عليه نور بصرى، وكان له أخ من امه فكنت إذا ذكرت المفقود ضممت أخاه هذا إلى صدري، فأذهب عنى بعض وجدي وهو المحبوس عندك في السرقة، فانى أشهدك انى لم أسرق ولم ألد سارقا، فلما قرأ يوسف الكتاب بكى وصاح وقال:( اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هذا فَأَلْقُوهُ عَلى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيراً وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ )

__________________

(١) قال الحموي: الرملة: واحدة الرمل: مدينة عظيمة بفلسطين وكانت قصبتها قد خربت الآن وكانت رباطا للمسلمين.

٤٦١

والحديث طويل، أخذنا منه موضع الحاجة.

١٨٣ ـ في كتاب الخصال عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: كان في قميص يوسف ثلاث آيات في قوله تعالى:( وَجاؤُ عَلى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ ) وقوله تعالى:( إِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ ) الآية وقوله تعالى:( اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هذا ) .

١٨٤ ـ في تفسير العيّاشي عن مقرن عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: كتب عزيز مصر إلى يعقوب: اما بعد فهذا ابنك يوسف اشتريته( بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَراهِمَ مَعْدُودَةٍ ) واتخذته عبدا وهذا ابنك ابن يامين أخذته قد سرق فأخذته عبدا، قال: فما ورد على يعقوب شيء أشد عليه من ذلك الكتاب فقال للرسول: قف مكانك حتى أجيبه، فكتب إليه يعقوب: اما بعد فقد فهمت كتابك انك أخذت إبني بثمن بخس واتخذته عبدا، وانك اتخذت إبني ابن يامين وقد سرق واتخذته عبدا، فانا أهل بيت لا نسرق ولكنا أهل بيت نبتلى وقد ابتلى أبونا بالنار فوقاه الله، وابتلى أبونا إسحق بالذبح فوقاه الله، وانى قد ابتليت بذهاب بصرى وذهاب إبني و( عَسَى اللهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً ) قال: فلما ولى الرسول عنه رفع يده إلى السماء ثم قال: يا حسن الصحبة يا كريم المعونة يا خير كلمة(١) ايتني بروح [منك] وفرج من عندك، قال: فهبط عليه جبرئيلعليه‌السلام فقال ليعقوب: ألآ أعلمك دعوات يرد الله عليك بها بصرك ويرد عليك ابنيك؟ فقال له: بلى، فقال: قل: يا من لا يعلم أحد كيف هو وحيث هو وقدرته إلّا هو، يا من سد الهواء بالسماء وكبس الأرض على الماء(٢) واختار لنفسه أحسن الأسماء ايتني بروح منك وفرج من عندك، فما القى عمود الصبح حتى أتى بالقميص وطرح على وجهه فرد الله بصره ورد عليه ولده.

١٨٥ ـ عن أبي بصير عن أبي جعفرعليه‌السلام قال:( لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللهُ لَكُمْ اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هذا ) الذي بلته دموع عيني( فَأَلْقُوهُ عَلى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيراً ) لو قد شم ريحي( وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ ) وردهم إلى يعقوب

__________________

(١) وفي المصدر «يا خيرا كله».

(٢) قال الطريحي: في الدعاء «يا من كبس الأرض على الماء، أي أدخلها فيه، من قولهم: كبس رأسه في ثوبه: أخفاه وادخله فيه، أو جمعها فيه.

٤٦٢

في ذلك اليوم، وجهزهم بجميع ما يحتاجون إليه، فلما فصلت عيرهم من مصر وجد يعقوب ريح يوسف فقال لمن بحضرته من ولده:( إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْ لا أَنْ تُفَنِّدُونِ ) قال: وأقبل ولده يحثون السير بالقميص فرحا وسرورا بما رأوا من حال يوسف والملك الذي أعطاه الله، والعز الذي صاروا إليه في سلطان يوسف، وكان مسيرهم من مصر إلى بدو يعقوب تسعة أيام( فَلَمَّا أَنْ جاءَ الْبَشِيرُ ) القى القميص( عَلى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً ) ، وقال لهم: ما فعل ابن يامين؟ قالوا خلفناه عند أخيه صالحا قال: فحمد الله يعقوب عند ذلك وسجد لربه سجدات الشكر ورجع إليه بصره وتقوم له ظهره، وقال لولده: تحملوا إلى يوسف في يومكم هذا بأجمعكم، فساروا إلى يوسف ومعهم يعقوب وخالة يوسف ياميل فأحثوا السير فرحا وسرورا فصاروا تسعة أيام إلى مصر.

١٨٦ ـ عن أخي رزام(١) عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله:( وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ ) قال وجد يعقوب ريح قميص إبراهيم حين فصلت العير من مصر وهو بفلسطين.

١٨٧ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى مفضل بن عمر عن أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام قال: سمعته يقول: أتدري ما كان قميص يوسف قال: قلت لا قال: إنّ إبراهيمعليه‌السلام لما أوقدت له النار نزل إليه جبرئيلعليه‌السلام بالقميص وألبسه إياه، فلم يضر معه حر ولا برد فلما حضرته الوفاة جعله في تميمة(٢) وعلقه على إسحق وعلقه إسحق على يعقوبعليه‌السلام ، فلما ولد له يوسفعليه‌السلام علقه عليه، وكان في عضده حتى كان من امره ما كان، فلما أخرجه يوسف بمصر من التميمة وجد يعقوب ريحه وهو قولهعزوجل حكاية عنه:( إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْ لا أَنْ تُفَنِّدُونِ ) فهو ذلك القميص الذي انزل من الجنة، قلت: جعلت فداك فالى من صار هذا القميص؟ قال: إلى أهله، ثم يكون مع قائمنا إذا خرج، ثم قال: كل نبي ورث علما أو غيره فقد انتهى إلى محمد وآله.

__________________

(١) وفي المصدر «أخو مرازم» ولم أظفر عليه باختلافه في كتب الرجال فلعلهما تصحيف «أخو دارم» وهو محمد بن عبد الله القلائى.

(٢) التميمة: العوذة تعلق على صغار الإنسان مخافة العين.

٤٦٣

ـ في الكافي مثله سواء.

١٨٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم بعد المساواة فيما ذكر، وكان يعقوب بفلسطين وفصلت العير من مصر، فوجد يعقوب ريحه وهو من ذلك القميص الذي اخرج من الجنة ونحن ورثتهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

١٨٩ ـ في تفسير العيّاشي عن محمد بن اسمعيل بن بزيع رفعه باسناده قال: إنّ يعقوب وجد ريح قميص يوسف من مسيرة عشرة ليال، وكان يعقوب ببيت المقدس ويوسف بمصر، وه والقميص الذي نزل على إبراهيم من الجنة فدفعه إبراهيم إلى اسحق، واسحق إلى يعقوب ودفعه يعقوب إلى يوسفعليهم‌السلام .

١٩٠ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى إبراهيم بن أبي البلاد عمن ذكره عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: كان القميص الذي نزل على إبراهيم من الجنة في قصبة من فضة، وكان إذا لبس كان واسعا كبيرا، فلما فصلوا ويعقوب بالرملة ويوسف بمصر قال يعقوب:( إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ ) يعنى ريح الجنة حين فصلوا بالقميص لأنه كان من الجنة.

١٩١ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة وروى ان القائمعليه‌السلام إذا خرج يكون عليه قميص يوسف ومعه عصا موسى وخاتم سليمانعليهم‌السلام .

١٩٢ ـ في تفسير العيّاشي عن نشيط بن صالح البجلي قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : أكان إخوة يوسف صلوات الله عليه أنبياء؟ قال: لا ولا بررة أتقياء كيف وهم يقولون لأبيهم يعقوب:( تَاللهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ الْقَدِيمِ ) ؟. عن نشيط عن رجل عن أبي عبد اللهعليه‌السلام مثله.

١٩٣ ـ عن سليمان بن عبد الله الطلحي قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : ما حال بنى يعقوب هل خرجوا من الايمان؟ فقال: نعم، قلت: فما تقول في آدم؟ قال: دع آدم.

١٩٤ ـ عن بعض أصحابنا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ بنى يعقوب بعد ما صنعوا بيوسف أذنبوا فكانوا أنبياء؟!(١)

__________________

(١) استفهام على الإنكار كما قاله المجلسي (ره)

٤٦٤

١٩٥ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى هشام بن سالم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قدم أعرابى على يوسف ليشتري منه طعاما فباعه، فلما فرغ قال له يوسف: أين منزلك؟ قال له: بموضع كذا وكذا قال فقال له: فاذا مررت بوادي كذا وكذا فقف فناد: يا يعقوب، فانه سيخرج إليك رجل عظيم وسيم جميل، فقل له: لقيت رجلا بمصر وهو يقرئك السلام ويقول لك: إنّ وديعتك عند اللهعزوجل لن تضيع، قال: فمضى الأعرابي حتى انتهى إلى الموضع فقال لغلمانه: احفظوا على الإبل، ثم نادى: يا يعقوب [يا يعقوب]، فخرج إليه رجل أعمى طويل جسيم جميل يتقى الحائط بيده حتى أقبل، فقال له الرجل: أنت يعقوب؟ قال: نعم فأبلغه ما قال له يوسف، قال: فسقط مغشيا عليه ثم أفاق فقال له: يا أعرابى ألك حاجة إلى اللهعزوجل ؟ فقال له: نعم انى رجل كثير المال ولي ابنة عم وليس لي بولد منها فأحب ان تدعو الله ان يرزقني ولدا، قال: فتوضى يعقوب وصلى ركعتين ثم دعا اللهعزوجل فرزق أربعة أبطن ـ أو قال ـ: ستة أبطن ـ في كل بطن اثنين، فكان يعقوبعليه‌السلام يعلم ان يوسف حي لم يمت، وان الله تعالى ذكره سيظهر له بعد غيبته، وكان يقول لبنيه:( إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ ) وكان أهله وأقربائه يفندونه على ذكره ليوسف حتى انه لما وجد ريح يوسف «قال( إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْ لا أَنْ تُفَنِّدُونِ قالُوا تَاللهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ الْقَدِيمِ فَلَمَّا أَنْ جاءَ الْبَشِيرُ ) وهو يهودا ابنه والقى قميص يوسف( عَلى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً قالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ ) .

١٩٦ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى اسمعيل بن الفضل الهاشمي قال قلت لجعفر بن محمدعليه‌السلام : أخبرني عن يعقوبعليه‌السلام لما قال له بنوه:( يا أَبانَا اسْتَغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا إِنَّا كُنَّا خاطِئِينَ قالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي ) فأخر الاستغفار لهم، ويوسفعليه‌السلام لما قالوا له:( تَاللهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللهُ عَلَيْنا وَإِنْ كُنَّا لَخاطِئِينَ قالَ لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ) ؟ قال: لان قلب الشاب أرق من قلب الشيخ، وكانت جناية ولد يعقوب على يوسف، وجنايتهم على يعقوب انما كانت بجنايتهم على يوسف، فبادر يوسف إلى العفو عن حقه، وأخر يعقوب

٤٦٥

ـ العفو لان عفوه انما كان عن حق غيره فأخرهم إلى السحر ليلة الجمعة.

١٩٧ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن شريف بن سابق عن المفضل بن أبي قرة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله خير وقت دعوتم الله فيه الأسحار، وتلا هذه الآية في قول يعقوبعليه‌السلام :( سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي ) وقال: أخرهم إلى السحر.

١٩٨ ـ في من لا يحضره الفقيه وروى محمد بن مسلم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول: يعقوب لبنيه( سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي ) فقال: أخرهم إلى السحر ليلة الجمعة.

١٩٩ ـ في تفسير العيّاشي عن محمد بن أبي عمير عن بعض أصحابنا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله:( سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي ) فقال أخرهم إلى السحر قال: يا ربّ انما ذنبهم فيما بيني وبينهم فأوحى الله: انى قد غفرت لهم.

٢٠٠ ـ في روضة الكافي عن حنان عن أبيه عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قلت له: ما كان ولد يعقوب أنبياء؟ قال: لا ولكنهم كانوا أسباطا أولاد الأنبياء، ولم يكن يفارقوا الدنيا إلّا سعداء تابوا وتذكروا ما صنعوا، وان الشيخين فارقا الدنيا ولم يكن يتوبا ولم يذكرا ما صنعا بأمير المؤمنينعليه‌السلام فعليهما( لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ) .

٢٠١ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن مروك بن عبيد عمن حدثه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ يوسف لما قدم عليه الشيخ يعقوبعليه‌السلام دخله عز الملك فلم ينزل إليه، فهبط جبرئيلعليه‌السلام فقال: يا يوسف ابسط راحتك فخرج منها نور ساطع فصار في جو السماء فقال يوسف: يا جبرئيل ما هذا النور الذي خرج من راحتي؟ فقال: نزعت النبوة من عقبك عقوبة لما لم تنزل إلى الشيخ يعقوب، فلا يكون من عقبك نبي.

٢٠٢ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى يعقوب بن يزيد عن غير واحد رفعوه إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: لما تلقى يوسف يعقوب ترجل له يعقوب ولم يترجل له يوسف، فلم ينفصلا من العناق حتى أتاه جبرئيل فقال له: يا يوسف ترجل لك الصديق ولم تترجل له؟ ابسط يدك فبسطها فخرج نور من راحته، فقال له يوسف :

٤٦٦

ما هذا؟ قال: لا يخرج من عقبك نبي.

٢٠٣ ـ وباسناده إلى هشام بن سالم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: لما أقبل يعقوب إلى مصر خرج يوسفعليه‌السلام ليستقبله فلما رآه يوسف هم بان يترجل ليعقوب، ثم نظر إلى ما هو فيه من الملك فلم يفعل، فلما سلم على يعقوب نزل عليه جبرئيلعليه‌السلام فقال له: يا يوسف ان الله تبارك وتعالى يقول لك: ما منعك أن تنزل إلى عبدي الصالح ما أنت فيه؟ ابسط يدك فبسطها فخرج من بين أصابعه نور فقال: ما هذا يا جبرئيل؟ فقال: انه لا يخرج من صلبك نبي أبدا عقوبة لك بما صنعت بيعقوب إذ لم تنزل إليه.

٢٠٤ ـ في تفسير العيّاشي عن الحسن بن أسباط قال: سألت أبا الحسنعليه‌السلام في كم دخل يعقوب من ولده على يوسف؟ قال: في أحد عشر ابنا له، فقيل له: أسباط؟

قال: نعم، وسألته عن يوسف وأخيه أكان أخاه لامه أم ابن خالته؟ فقال: ابن خالته

٢٠٥ ـ عن أبي بصير عن أبي جعفرعليه‌السلام قال:( فَلَمَّا دَخَلُوا عَلى يُوسُفَ ) في دار الملك اعتنق أباه وبكى ورفعه ورفع خالته على سرير الملك، ثم دخل على منزله فادهن واكتحل ولبس ثياب العز والملك، ثم خرج إليهم فلما رأوه سجدوا جميعا له إعظاما له وشكرا لله، فعند ذلك( قالَ: يا أَبَتِ هذا تَأْوِيلُ رُءْيايَ مِنْ قَبْلُ ) إلى قوله:( بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي ) قال: ولم يكن يوسف في تلك العشرين سنة يدهن ولا يكتحل ولا يتطيب ولا يضحك ولا يمس النساء حتى جمع الله بيعقوب شمله، وجمع بينه وبين يعقوب واخوته.

٢٠٦ ـ عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابنا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله: و( رَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ ) قال: العرش السرير، وفي قوله: و( خَرُّوا لَهُ سُجَّداً ) قال: كان سجودهم ذلك عبادة لله.

٢٠٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم فلما وافي يعقوب وأهله وولده مصر قعد يوسف على سريره ووضع تاج الملك على رأسه، فأراد ان يراه أبوه على تلك الحالة، فلما دخل أبو ه لم يقم له فخروا له كلهم سجدا، فقال يوسف:( يا أَبَتِ هذا تَأْوِيلُ رُءْيايَ

٤٦٧

مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَها رَبِّي حَقًّا إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِما يَشاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ) .

٢٠٨ ـ وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: لما دخلوا عليه سجدوا شكرا لله وحده حين نظروا إليه، وكان ذلك السجود لله.

٢٠٩ ـ حدّثني محمد بن عيسى ان يحيى بن أكثم سأل موسى بن محمد بن علي ابن موسى مسائل فعرضها على أبى الحسن وكان أحدها: أخبرنى عن قول اللهعزوجل :( وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً ) سجد يعقوب وولده ليوسف وهم أنبياء، فأجاب أبو الحسنعليه‌السلام : اما سجود يعقوب وولده فانه لم يكن ليوسف وانما كان من يعقوب وولده طاعة الله وتحية ليوسف، كما كان السجود من الملائكة لادم ولم يكن لآدم وانما كان منهم ذلك طاعة لله وتحية لآدم، فسجد يعقوب وولده ويوسف معهم شكرا لله لاجتماع شملهم، ألم تر انه يقول في شكر ذلك الوقت:( رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ فاطِرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ) فنزل عليه جبرئيلعليه‌السلام فقال له: يا يوسف! اخرج يدك فأخرجها فخرج من بين أصابعه نور، فقال يوسف: ما هذا يا جبرئيل؟ فقال هذه النبوة أخرجها الله من صلبك لأنك لم تقم إلى أبيك فحط الله نوره ومحى النبوة من صلبه، وجعلها في ولد لاوى أخي يوسف وذلك لأنهم لما أرادوا قتل يوسف قال:( لا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِّ ) فشكره الله على ذلك، ولما أرادوا ان يرجعوا إلى أبيهم من مصر وقد حبس يوسف أخاه قال:( فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ ) فشكر الله له ذلك وكانوا أنبياء بنى إسرائيل من ولد لاوى بن يعقوب بن إسحق بن إبراهيمعليه‌السلام ، وكان موسى من ولده، وهو موسى بن عمران بن يهصر بن واهث بن لاوى بن يعقوب بن إسحق بن إبراهيمعليه‌السلام فقال يعقوب لابنه: يا بنى أخبرنى ما فعل بك إخوتك حين أخرجوك من عندي؟ قال: يا أبت اعفنى من ذلك، قال: فأخبرني ببعضه، قال: انهم لما ادنونى من الجب قالوا: انزع القميص، فقلت لهم: يا إخوتي اتقوا الله ولا تجردوني فسلوا على السكين، وقالوا :

٤٦٨

ـ لئن لم تنزع لنذبحنك، فنزعت القميص وألقوني في الجب عريانا، قال: فشهق يعقوب شهقة وأغمي عليه، فلما أفاق قال: يا بنى حدّثني، قال: يا أبت أسئلك باله إبراهيم واسحق ويعقوب إلّا أعفيتني فأعفاه، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة وستقف على تتمته إنشاء الله تعالى.

٢١٠ ـ في مجمع البيان وروى ان يوسف قال ليعقوب: يا ابه لا تسئلنى عن صنيع إخوتي واسئل عن صنيع الله بى.

٢١١ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي «رحمه‌الله » عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن عليعليهم‌السلام قال: إنّ يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لأمير المؤمنينعليه‌السلام : فان هذا يوسف قاسى(١) مرارة الفرقة وحبس في السجن توقيا للمعصية والقى في الجب وحيدا؟ فقال له علىعليه‌السلام : لقد كان كذلك ومحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله قاسى مرارة الغربة وفراق الأهل والأولاد والمال، مهاجرا من حرم الله تعالى وامنه فلما راى اللهعزوجل كأبته(٢) واستشعاره الحزن أراه تبارك إسمه رؤيا توازى رؤيا يوسف في تأويلها، وأبان للعالمين صدق تحقيقها، فقال:( لَقَدْ صَدَقَ اللهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخافُونَ ) ولئن كان يوسف حبس في السجن فلقد حبس رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله نفسه في الشعب ثلث سنين وقطع منه أقاربه وذوو الرحم وألجئوه إلى أضيق المضيق، ولقد كادهم اللهعزوجل كيدا مستبينا إذ بعث أضعف خلقه فأكل عهدهم الذي كتبوه بينهم في قطيعة رحمه، ولئن كان يوسف القى في الجب فلقد حبس محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله نفسه مخافة عدوه في الغار حتى قال لصاحبه:( لا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنا ) ومدحه الله بذلك في كتابه.

٢١٢ ـ في تفسير العيّاشي عن إسحق بن بشار عن أبي عبد اللهعليه‌السلام انه قال: إنّ الله بعث إلى يوسف وهو في السجن يا ابن يعقوب ما أسكتك مع الخطائين؟ قال: جرمي فاعترف بمجلسه منها مجلس الرجل من أهله فقال له: ادع بهذا الدعاء: يا كبير

__________________

(١) أي تحمل.

(٢) الكأبة: الغم والحزن.

٤٦٩

كل كبير، يا من لا شريك له ولا وزير، يا خالق الشمس والقمر المنير، يا عصمة المضطر الضرير، يا قاصم كل جبار مبير، يا مغنى البائس الفقير، يا جابر العظم الكسير، يا مطلق المكبل(١) الأسير أسئلك بحق محمّد وآل محمّد أن تجعل لي من أمري فرجا ومخرجا، وترزقني من حيث احتسب ومن حيث لا احتسب، قال: فلما أصبح دعا به الملك فخلى سبيله وذلك قوله و( قَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ ) .

٢١٣ ـ في روضة الكافي على عن أبيه عن الحسن بن علي عن أبي جعفر الصائغ عن محمد بن مسلم قال: دخلت على أبي عبد اللهعليه‌السلام وعنده أبو حنيفة فقلت له: جعلت فداك رأيت رؤيا عجيبة، فقال: يا ابن مسلم هاتها، فان العالم بها جالس وأومى بيده إلى أبي حنيفة، قال: فقلت: رأيت كأنى دخلت داري وإذا أهلي قد خرجت على فكسرت جوزا كثيرا ونثرته على، فتعجبت من هذه الرؤيا! فقال أبو حنيفة: أنت رجل تخاصم وتجادل لئاما في مواريث أهلك، فبعد نصب شديد تنال حاجتك منها إنشاء الله تعالى، فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : أصبت والله يا با حنيفة، قال: ثم خرج أبو ـ حنيفة من عنده فقلت: جعلت فداك انى كرهت تعبير هذا الناصب فقال: يا ابن مسلم لا يسؤك الله، فما يواطي تعبيرهم تعبيرنا، ولا تعبيرنا تعبيرهم، وليس التعبير كما عبره قال: فقلت له: جعلت فداك فقولك أصبت وتحلف عليه وهو مخطئ؟ قال: نعم حلفت على انه أصاب الخطأ قال قلت له: فما تأويلها؟ قال يا ابن مسلم انك تتمتع بامرأة فتعلم بها أهلك فتمزق عليك ثيابا جددا، فان القشر كسوة اللب، قال ابن مسلم فوالله ما كان بين تعبيره وتصحيح الرؤيا إلّا صبيحة الجمعة، فلما كان غداة الجمعة أنا جالس بالباب إذ مرت بى جارية فأعجبتنى فأمرت غلامي فردها، ثم أدخلها داري فتمتعت بها فأحست بى وبها أهلي، فدخلت علينا البيت، فبادرت الجارية نحو الباب وبقيت أنا، فمزقت على ثيابا كنت ألبسها في الأعياد.

٢١٤ ـ وجاء موسى الزوار العطار إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام فقال له: يا بن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله رأيت رؤيا هالتني! رأيت صهرا لي ميتا وقد عانقني وقد خفت أن يكون الأجل

__________________

(١) المكبل: المقيد بالكبل وهو القيد.

٤٧٠

قد اقترب؟ فقال له: يا موسى توقع الموت صباحا ومساء فانه ملاقينا، ومعانقة الأموات للأحياء أطول لأعمارهم، فما كان اسم صهرك؟ قال: حسين، فقال: أما ان رؤياك تدل على بقائك وزيارتك أبا عبد اللهعليه‌السلام ، فان كل من عانق سمى الحسينعليه‌السلام يزوره إنشاء الله.

٢١٥ ـ في مجمع البيان وفي كتاب النبوة باسناده عن محمد بن مسلم عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قلت له: كم عاش يعقوب مع يوسف بمصر؟ قال: عاش حولين، قلت: فمن كان الحجة لله في الأرض يعقوب أم يوسف؟ قال: كان يعقوب، وكان الملك ليوسف فلما مات يعقوب حمله يوسف في تابوت إلى ارض الشام فدفن في بيت المقدس، فكان يوسف بعد يعقوب الحجة، قلت: فكان يوسف رسولا نبيا؟ قال: نعم، اما تسمع قولهعزوجل :( لَقَدْ جاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّناتِ ) .

٢١٦ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن الفضل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقرعليهما‌السلام حديث طويل وفي آخره يقولعليه‌السلام : اما يعقوب فكانت نبوته بأرض كنعان، ثم هبط إلى مصر فتوفي فيها، ثم حمل بعد ذلك جسده حتى دفن بأرض كنعان والرؤيا التي راى يوسف الأحد عشر كوكبا والشمس والقمر له ساجدين، وكانت نبوته في ارض بدوها.

٢١٧ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى عبد الله بن المغيرة عمن ذكره عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: استأذنت زليخا على يوسف فقيل لها: انا نكره ان نقدم بك عليه لما كان منك إليه قالت: انى لا أخاف من يخاف الله، فلما دخلت قال لها: يا زليخا ما لى أراك قد تغير لونك؟ قالت: الحمد لله الذي جعل الملوك بمعصيتهم عبيدا، وجعل العبيد بطاعتهم ملوكا فقال لها: ما الذي دعاك إلى ما كان منك؟ قالت: حسن وجهك يا يوسف. فقال: كيف لو رأيت نبيا يقال له محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله يكون في آخر الزمان أحسن منى وجها، وأحسن منى خلقا، وأسمح منى كفا؟ قالت: صدقت، قال: وكيف علمت انى صدقت؟ قال: لأنك حين ذكرته وقع حبه في قلبي، فأوحى اللهعزوجل إلى يوسف: انها قد صدقت وانى قد أحببتها لحبها محمدا، فأمره الله تبارك وتعالى أن يتزوجها.

٢١٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني محمد بن عيسى ان يحيى بن أكثم

٤٧١

سأل موسى بن محمد بن علي بن موسى مسائل، فعرضها على أبى الحسن وكان أحدها: أخبرنى عن قول اللهعزوجل :( وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً ) وقد سبق أكثر الحديث عند هذه الآية ويتصل بآخر ما سبق قال: ولما مات العزيز في السنين الجدبة افتقرت امرأة العزيز واحتاجت حتى سألت، فقالوا لها: لو قعدت للعزيز وكان يوسف سمى العزيز وكل ملك كان لهم سمى بهذا الاسم، فقالت: استحى منه، فلم يزالوا بها حتى قعدت له، فأقبل يوسف في موكبه فقامت إليه فقالت: سبحان الذي جعل الملوك بالمعصية عبيدا، وجعل العبيد بالطاعة ملوكا، فقال لها يوسف: أنت تيك؟ فقالت: نعم وكان اسمها زليخا، فقال لها: هل لك في؟ قالت: دعني بعد ما كبرت أتهزأ بى قال لا، قالت: نعم، فأمر بها فحولت إلى منزله وكانت هرمة، فقال لها: ألست فعلت بى كذا وكذا؟ فقالت: يا نبي الله لا تلمني فانى بليت ببلية لم يبل بها أحد، قال: وما هي؟ قالت: بليت بحبك ولم يخلق الله لك في الدنيا نظيرا وبليت بأنه لم يكن بمصر امرأة أجمل منى ولا أكثر مالا منى، فنزعا منى وبليت بزوج عنين، فقال لها يوسف: فما تريدين؟ فقالت: تسأل الله أن يرد على شبابي، فسأل الله فرد عليها شبابها فتزوجها وهي بكر.

٢١٩ ـ في أمالي شيخ الطائفة قدس‌سره باسناده إلى أبي جعفر محمد بن علي الباقرعليه‌السلام قال: لما أصابت امرأة العزيز الحاجة قيل لها: لو أتيت يوسف بن يعقوبعليهما‌السلام فشاورت في ذلك، فقيل لها: انا نخافه عليك، قالت: كلا انى لا أخاف من يخاف الله، فلما دخلت عليه فرأته في ملكه، قالت: الحمد لله الذي جعل العبيد ملوكا بطاعته، وجعل الملوك عبيدا بمعصيته فتزوجها فوجدها بكرا، فقال: أليس هذا أحسن؟ أليس هذا أجمل؟ فقالت: انى كنت بليت منك بأربع خصال: كنت أجمل أهل زماني، وكنت أجمل زمانك، وكنت بكرا، وكان زوجي عنينا.

٢٢٠ ـ في تفسير العيّاشي عن عباس بن يزيد قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول بينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله جالس، في أهل بيته إذ قال: أحب يوسف ان يعومن لنفسه(١) قال

__________________

(١) كذا في النسخ لكن في المصدر ونسخة البحار «ان يستوثق لنفسه».

٤٧٢

فقيل: بماذا يا رسول الله؟ قال: لما عجل(١) له عزيز مصر لبس ثوبين جديدين أو قال نظيفين وخرج إلى فلاة من الأرض فصلى ركعات، فلما فرغ رفع رأسه إلى السماء فقال:( رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ فاطِرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ ) قال: فهبط إليه جبرئيل فقال له ما حاجتك؟ فقال:( تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ) فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : خشي الفتن.

٢٢١ ـ في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن هارون بن مسلم عن مسعدة ابن صدقة عن أبي جعفرعليه‌السلام حديث طويل يذكر فيه يوسف وفيه: فكان من امره الذي كان ان احتاز مملكة الملك وما حولها إلى اليمن.

٢٢٢ ـ في كتاب الخصال عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: إنّ الله تبارك وتعالى لم ـ يبعث أنبياء ملوكا في الأرض إلّا اربعة إلى واما يوسف فملك مصر وبراريها ولم يتجاوزها إلى غيرها.

٢٢٣ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن جعفر عن أبيه عن جده عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: عاش يعقوب بن إسحق مأة وأربعين سنة وعاش يوسف بن يعقوبعليه‌السلام مأة وعشرين سنة.

٢٢٤ ـ في مجمع البيان وفي كتاب النبوة بالإسناد عن محمد بن مسلم إلى قوله: وبالإسناد عن أبي خالد عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: دخل يوسف السجن وهو ابن اثنى عشرة سنة ومكث فيه ثماني عشرة سنة، وبقي بعد خروجه ثمانين سنة، فذلك مأة سنة وعشر سنين.

٢٢٥ ـ في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن جميل بن صالح عن يزيد الكناسي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان نزل على رجل بالطائف قبل الإسلام فأكرمه، فلما ان بعث الله محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى الناس قيل للرجل: أتدري من الذي أرسله اللهعزوجل إلى الناس؟ قال: لا، قال: هو محمد بن عبد اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يتيم أبى طالب وه والذي كان نزل بالطائف يوم كذا وكذا فأكرمته، قال: فقدم الرجل

__________________

(١) كذا في النسخ لكن في المصدر والمنقول عنه في البحار «لما عزل له اه».

٤٧٣

على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فسلم عليه وأسلم ثم قال له: تعرفني يا رسول الله؟ قال: ومن أنت؟ قال: أنا رب المنزل الذي نزلت به بالطائف في الجاهلية يوم كذا وكذا فأكرمتك فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : مرحبا بك سل حاجتك، قال: أسئلك مأتى شاة برعاتها، فأمر له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بما سأل، ثم قال لأصحابه: ما كان على هذا الرجل ان يسألني سؤال عجوز بنى إسرائيل لموسىعليه‌السلام ، فقالوا: وما سئلت عجوز بنى إسرائيل فقال: إنّ اللهعزوجل أوحى إلى موسى ان احمل عظام يوسف من مصر قبل أن يخرج منها إلى الأرض المقدسة بالشام، فسأل موسىعليه‌السلام عن قبر يوسفعليه‌السلام فجاء شيخ فقال: إنّ كان أحد يعرف قبره ففلانة، فأرسل موسىعليه‌السلام إليها، فلما جاءته قال: تعلمين قبر يوسف؟ قالت: نعم، قال فدليني عليه ولك ما سألت، قالت: لا أدلك عليه إلّا بحكمي، قال: فلك الجنة، قالت: لا إلّا بحكمي عليك، فأوحى اللهعزوجل إلى موسى: لا يكبر عليك أن تجعل لها حكمها، فقال لها موسى: فلك حكمك قالت: فان حكمي ان أكون معك في درجتك التي تكون فيها يوم القيامة في الجنة، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما كان على هذا لو سألنى ما سألت عجوز بنى إسرائيل؟.

٢٢٦ ـ في من لا يحضره الفقيه قال الصادقعليه‌السلام : إنّ اللهعزوجل أوحى إلى موسى بن عمران: إنّ أخرج عظام يوسفعليه‌السلام من مصر ووعده طلوع القمر فأبطأ القمر عليه فسأل عمن يعلم موضعه؟ فقيل له: هاهنا عجوز تعلم فبعث إليها فأتى بعجوز مقعدة عمياء فقال: تعرفين قبر يوسفعليه‌السلام ؟ قالت: نعم قال فأخبرنى بموضعه فقالت: لا أفعل حتى تعطيني خصالا تطلق رجلي وتعيد إلى بصرى وترد إلى شبابي وتجعلني معك في الجنة، فكبر ذلك على موسىعليه‌السلام فأوحى الله إليه انما تعطى على فأعطها ما سألت ففعل فدلته على قبر يوسفعليه‌السلام فاستخرجه من شاطئ النيل في صندوق مرمر فلما أخرجه طلع القمر فحمله إلى الشام، فلذلك يحمل أهل الكتاب موتاهم إلى الشام، وهو يوسف بن يعقوب وما ذكر اللهعزوجل يوسف في القرآن غيره.

٢٢٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم: و( كَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ

٤٧٤

يَمُرُّونَ عَلَيْها وَهُمْ عَنْها مُعْرِضُونَ ) قال: الكسوف والزلزلة والصواعق.

٢٢٨ ـ أخبرنا أحمد بن إدريس قال: حدّثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن موسى بن بكر عن الفضيل عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله تبارك وتعالى:( وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ ) قال: شرك طاعة وليس شرك عبادة، والمعاصي التي يرتكبون فهي شرك طاعة أطاعوا فيها الشيطان، فأشركوا بالله في الطاعة لغيره، وليس باشراك عبادة أن يعبدوا غير الله.

٢٢٩ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى حنان بن سدير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل يقول فيه: و( لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى ) التي لا يسمى لها غيره وهي التي وصفها في الكتاب فقال:( فَادْعُوهُ بِها وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمائِهِ ) جهلا بغير علم فالذي يلحد في أسمائه بغير علم يشرك وهو لا يعلم، ويكفر به وهو يظن انه يحسن، فلذلك قال:( وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ ) فهم الذين يلحدون في أسمائه بغير علم فيضعونها غير مواضعها.

٢٣٠ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن يحيى بن المبارك عن عبد الله بن جبلة عن سماعة عن أبي بصير واسحق بن عمار عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ ) قال: يطيع الشيطان من حيث لا يعلم فيشرك.

٢٣١ ـ علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس بن بكير عن ضريس عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ ) قال: شرك طاعة وليس شرك عبادة.

٢٣٢ ـ في تفسير العيّاشي عن زرارة قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن قول الله:( وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ ) قال: من ذلك قول الرجل: لا وحياتك.

٢٣٣ ـ عن محمد بن الفضيل عن الرضاعليه‌السلام قال: شرك لا يبلغ به الكفر.

٢٣٤ ـ أبو بصير عن أبي إسحق قال: هو قول الرجل: لولا الله وأنت ما فعل بى كذا وكذا، ولو لا الله وأنت ما صرف عنى كذا وكذا وأشباه ذلك.

٤٧٥

٢٣٥ ـ عن مالك بن عطية عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله:( وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ ) قال: ه والرجل يقول: لولا فلان لهلكت، ولو لا فلان لأصبت كذا وكذا، ولولا فلان لضاع عيالي، ألآ ترى أنّه قد جعل لله شريكا في ملكه يرزقه ويدفع عنه، قال: قلت: فيقول: لولا ان من الله على بفلان لهلكت؟ قال: نعم لا بأس بهذا.

٢٣٦ ـ عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر وابى عبد اللهعليهم‌السلام قالوا: سألناهما! فقال: شرك النعم.

٢٣٧ ـ في مجمع البيان اختلف في معناه على أقوال: أحدهما انهم مشركو قريش، كانوا يقرون بالله خالقا ومحييا ومميتا، ويعبدون الأصنام ويدعونها آلهة، مع انهم كانوا يقولون: الله ربنا وإلهنا يرزقنا وكانوا مشركين بذلك وثانيها انها نزلت في مشركي العرب إذا سئلوا: من خلق السموات والأرض وينزل القطر؟ قالوا: الله ثم هم يشركون وكانوا يقولون في تلبيتهم: لبيك لا شريك لك، إلّا شريك هو لك تملكه وما ملك وثالثها انهم أهل الكتاب آمنوا بالله واليوم الآخر والتوراة والإنجيل ثم أشركوا بإنكار القرآن وانكار نبوة نبيناصلى‌الله‌عليه‌وآله وهذا القول مع ما تقدمه رواه دارم بن قبيصة عن علي بن موسى الرضا عن أبيه عن جده أبي عبد اللهعليهم‌السلام .

٢٣٨ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الأحول عن سلام بن المستنير عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إلى اللهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ) قال: ذاك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأمير المؤمنينعليه‌السلام ، والأوصياء من بعدهم.

٢٣٩ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه قال: قال علي بن حسان لأبي جعفر: يا سيدي ان الناس ينكرون عليك حداثة سنك فقال: وما ينكرون؟ ذلك قول اللهعزوجل لقد قال لنبيه:( قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إلى اللهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ) فوالله ما تبعه إلّا عليٌّعليه‌السلام وله تسع سنين، وانا ابن تسع سنين.

٢٤٠ ـ في روضة الواعظين للمفيد رحمه‌الله قال الباقرعليه‌السلام :( قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إلى اللهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ) قال: على اتبعه.

٤٧٦

٢٤١ ـ في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن يزيد عن أبي عمر والزبيري عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قلت له: أخبرني عن الدعاء إلى الله والجهاد في سبيله اهو لقوم لا يحل إلّا لهم ولا يقوم به إلّا من كان منهم، أم هو مباح لكل من وحّد اللهعزوجل وآمن برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ومن كان كذا فله أنْ يدعو إلى اللهعزوجل وإلى طاعته وان يجاهد في سبيله؟ فقال: ذلك لقوم لا يحل إلّا لهم ولا يقوم بذلك إلّا من كان منهم قلت: من أولئك؟ قال: من قام بشرائط اللهعزوجل في القتال والجهاد على المجاهدين فهو المأذون له في الدعاء إلى اللهعزوجل ، ومن لم يكن قائما بشرائط الله في الجهاد على المجاهدين فليس بمأذون له في الجهاد ولا الدعاء إلى الله، حتى يحكم في نفسه ما أخذ الله عليه من شرائط الجهاد، قلت: فبين لي يرحمك الله ان الله تبارك وتعالى أخبر في كتابه الدعاء إليه ووصف الدعاة إليه إلى ان قال: ثم أخبر عن هذه الأمّة وممن هي وانها من ذرية إبراهيم ومن ذرية اسمعيل من سكان الحرم ممن لم يعبدوا غير الله قط، الذين وجبت لهم الدعوة دعوة إبراهيم واسمعيل من أهل المسجد الذين أخبر عنهم في كتابه أنه اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، الذين وصفناهم قبل هذا في صفة أمّة إبراهيمعليه‌السلام ، الذين عناهم الله تبارك وتعالى في قوله:( أَدْعُوا إلى اللهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ) يعنى أول من اتبعه على الايمان به والتصديق له وبما جاء به من عند اللهعزوجل ، من الأمّة التي بعث فيها ومنها وإليها قبل الخلق، ممن لم يشرك بالله قط، ولم يلبس ايمانه بظلم وهو الشرك، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٤٢ ـ في تهذيب الأحكام في الدعاء بعد صلوة يوم الغدير المسند إلى الصادقعليه‌السلام : ربنا آمنا واتبعنا مولانا وولينا وهادينا وداعينا وداعي الأنام وصراطك المستقيم السوي وحجتك وسبيلك الداعي إليك على بصيرة هو ومن اتبعه وسبحان الله عما يشركون بولايته وبما يلحدون وباتخاذ الولايج دونه.

٢٤٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إلى اللهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ) يعنى نفسه، ومن تبعه علي بن أبي طالب وآل محمد صلى الله عليه وعليهم أجمعين.

٤٧٧

٢٤٤ ـ في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس عن هشام بن الحكم قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن سبحان الله فقال: انفة لله(١) .

٢٤٥ ـ أحمد بن مهران عن عبد العظيم بن عبد الله الحسنى عن علي بن أسباط عن سليمان مولى طربال عن هشام الجواليقي قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول الله: «سبحان الله» ما يعنى به؟ قال: تنزيه.

٢٤٦ ـ في الكافي على عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة قال: قلت: لأبي ـ عبد اللهعليه‌السلام ما تفسير «سبحان الله»؟ قال: انفة لله، أما ترى الرجل إذا عجب من الشيء قال: سبحان الله.

٢٤٧ ـ في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضاعليه‌السلام في هاروت وماروت حديث طويل تقدم مسندا عند قوله تعالى:( وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ ) الآيات يقول فيهعليه‌السلام : أو لست تعلم ان اللهعزوجل لم يخل الدنيا قط من نبي أو امام من البشر؟ أو ليس الله يقول: وما أرسلنا قبلك يعنى إلى الخلق إلّا رجالا نوحى إليهم من أهل القرى فأخبر انه لم يبعث الملائكة إلى الأرض ليكونوا أئمة أو حكاما، وانما أرسلوا إلى أنبياء الله.

٢٤٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله( حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جاءَهُمْ نَصْرُنا ) فانه حدّثني أبي عن محمد بن أبي عمير عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: وكلهم إلى أنفسهم فظنوا ان الشياطين قد تمثلت لهم في صورة الملائكة.

٢٤٩ـ في تفسير العيّاشي عن ابن شعيب عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: وكلهم إلى أنفسهم أقل من طرفة عين.

٢٥٠ ـ عن زرارة قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : كيف لم يخف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فيما يأتيه من قبل الله ان يكون ذلك ما ينزع به الشيطان؟ قال: فقال: إنّ الله إذا اتخذ عبدا

__________________

(١) يعنى تنزيه لذاته الاحدية عن كل ما لا يليق بجنابه، يقال: أنف من الشيء إذا استنكف عنه وكرهه وشرف نفسه عنه. «قاله في الوافي».

٤٧٨

ـ رسولا انزل عليه السكينة والوقار، وكان يأتيه من قبل الله مثل الذي يراه بعينه.

٢٥١ ـ في عيون الأخبار في باب مجلس الرضاعليه‌السلام عند المأمون في عصمة الأنبياءعليهم‌السلام حدّثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي رضى الله عنه قال: حدّثنا ابى عن حمدان بن سليمان النيسابوري عن علي بن محمد بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون وعنده الرضاعليه‌السلام فقال له المأمون: يا ابن رسول الله أليس من قولك: إنّ الأنبياء معصومون قال: بلى، قال: فما معنى قول اللهعزوجل إلى ان قال: فأخبرنى عن قول الله تعالى:( حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جاءَهُمْ نَصْرُنا ) قال الرضاعليه‌السلام : يقول الله تعالى:( حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ ) من قومهم فظن قومهم ان الرسل قد كذبوا جاء الرسل نصرنا، فقال المأمون: لله درك يا أبا الحسن.

٤٧٩

سورة الرعد

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام انه قال: من أكثر قراءة سورة الرعد لم يصبه الله بصاعقة أبدا ولو كان ناصبيا وإذا كان مؤمنا دخل الجنة بلا حساب، ويشفع في جميع من يعرفه من أهل بيته وإخوانه.

٢ ـ في مجمع البيان ابى بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من قرأ سورة الرعد أعطى من الأجر عشر حسنات بعدد كل سحاب مضى، وكل سحاب يكون إلى يوم القيمة وكان يوم القيمة من المؤمنين بعهد الله.

٣ ـ في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى سفيان بن سعيد الثوري عن الصادقعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : «والمر» معناه: انا الله المحيي المميت الرازق.

٤ ـ في تفسير العيّاشي عن أبي لبيد عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: يا با لبيد ان لي في حروف القرآن المقطعة لعلما جما ان الله تبارك وتعالى انزل( الم ذلِكَ الْكِتابُ ) فقام محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله حتى ظهر نوره وثبتت كلمته، وولد يوم ولد وقد مضى من الالف السابع مأة سنة وثلاث سنين، ثم قال: وتبيانه في كتاب الله في الحروف المقطعة، إذا عددتها من غير تكرار، وليس من حروف مقطعة حرف تنقضي أيامه إلّا وقائم من بنى هاشم عند انقضائه، ثم قال: الالف واحد، واللام ثلثون، والميم أربعون، والصاد تسعون فذلك مأة واحد وستون، ثم كان بدو خروج الحسين بن عليعليهما‌السلام «الم» فلما بلغت مدته قام قائم ولد العباس عند «المص» ويقوم قائمنا عند انقضائها بالمر فافهم ذلك وعه واكتمه(١) .

٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني أبي عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام قال: قلت له: أخبرنى عن قوله تعالى:( وَالسَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ )

__________________

(١) وقد مر بعض ما ورد من الروايات في الحروف المقطعة في أمثال هذه السورة التي ثنيت بلفظ الكتاب في أول سورة يونس فراجع.

٤٨٠