تفسير نور الثقلين الجزء ٣

تفسير نور الثقلين12%

تفسير نور الثقلين مؤلف:
المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 643

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 643 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 266430 / تحميل: 8763
الحجم الحجم الحجم
تفسير نور الثقلين

تفسير نور الثقلين الجزء ٣

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

تفسير نور الثقلين

لمؤلِّفه

المـحدّث الجليل العلّامة الخبير ألشيخ عبد عليّ بن جمعة

الـعروسـيّ الحــويـزي قدّس ســرّه

المــتوفّى سنة ١١١٢

صحّحه وعلّق عليه

ألحاج السيّد هاشم الرسولي الـمــَحَلّاتي

ألـمــجلّد الثـالـث

طبــع بنـفـقـة

خادم الشريعة ألحاج أبي القاسم الـمشتهر بسالك

وفقّه الله تعالى لمـــرضاته

١

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قرأ سورة إبراهيم والحجر في ركعتين جميعا في كل جمعة لم يصبه فقر أبدا ولا جنون ولا بلوى.

٢ ـ في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من قرأها أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد المهاجرين والأنصار والمستهزئين بمحمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٣ ـ في تفسير العيّاشي عن عبد الله بن عطاء المكّي قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن قول الله:( رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ ) قال: ينادى مناد يوم القيمة يسمع الخلايق أنّه لا يدخل الجنة إلّا مسلم، ثمّ يوّد سائر الخلق انهم كانوا مسلمين.

٤ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم حدّثني أبي عن محمد بن أبى عمير عن عمر بن أذينة عن رفاعة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إذا كان يوم القيمة نادى مناد من عند الله: لا يدخل الجنّة إلّا مسلم فيومئذ( يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ ) .

٥ ـ في مجمع البيان وروى مرفوعا عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: إذا اجتمع أهل النار في النار ومعهم من شاء الله من أهل القبلة، قال الكفّار للمسلمين: ألم تكونوا مسلمين؟ قالوا: بلى، قالوا: فما أغنى عنكم إسلامكم وقد صرتم معنا في النار؟ قالوا: كانت لنا ذنوب فأخذنا بها فيسمع اللهعزوجل ما قالوا فأمر من كان في النار من أهل الإسلام فأخرجوا منها، فحينئذ يقول الكفار: يا ليتنا كنّا مسلمين.

قال عزّ من قائل:( ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ )

٦ ـ في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلّى بن محمد عن الوشاء عن عاصم

٢

بن حميد عن أبي حمزة عن يحيى بن عقيل قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : إنّما أخاف عليكم اثنتين: إتّباع الهوى وطول الأمل، أمّا اتباع الهوى فانّه يصدّ عن الحق، وأمّا طول الأمل فينسى الآخرة.

٧ ـ عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن عمر بن عثمان عن عليّ بن عيسى رفعه قال: فيما ناجى اللهعزوجل موسىعليه‌السلام : يا موسى لا يطول في الدنيا أملك فيقسو قلبك، والقاسى القلب منى بعيد.

٨ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن عليّ بن النعمان عن ابن مسكان عن داود بن فرقد عن أبي شبيبة الزهري عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا استحقت ولاية الله والسعادة جاء الأجل بين العينين، وذهب الأمل وراء الظهر، وإذا استحقت ولاية الشيطان والشقاوة جاء الأمل بين العينين وذهب الأجل وراء الظهر، قال: وسئل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أي المؤمنين أكيس؟ فقال أكثرهم ذكرا للموت وأشدهم له استعدادا.

٩ ـ محمد بن يحيى عن الحسين بن إسحق عن عليّ بن مهزيار عن فضالة عن إسمعيل بن أبي زياد عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : ما أنزل الموت حق منزلته من عدَّ غدا من أجله، قال: وقال: أمير المؤمنينعليه‌السلام : ما أطال عبد الأمل إلّا ساء العمل، وكان يقول: لو راى العبد أجله وسرعته إليه لابغض العمل من طلب الدنيا.

١٠ ـ في نهج البلاغة قالعليه‌السلام : واعلموا ان الأمل يسهى القلب وينسي الذكر، فأكذبوا الأمل فإنّه غرور وصاحبه مغرور.

١١ ـ في كتاب الخصال عن عبد الله بن حسن بن عليّ عن أمّه بنت الحسين عن أبيهاعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ صلاح أوّل هذه الامّة بالزهد واليقين، وهلاك

٣

آخرها بالشح(١) والأمل.

١٢ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب بعد أن ذكر قوله تعالى:( فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ ) ثم قوله تعالى( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ ) : تفسير يوسف القطان ووكيع بن الجراح واسمعيل السري وسفيان الثوري أنّه قال الحارث: سألت أمير المؤمنينعليه‌السلام عن هذه؟ قال: والله انا لنحن أهل الذكر، نحن أهل العلم، نحن معدن التأويل والتنزيل.

١٣ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم قوله:( وَلَقَدْ جَعَلْنا فِي السَّماءِ بُرُوجاً ) قال: منازل الشمس والقمر وزيناها للناظرين بالكواكب.

١٤ ـ في مجمع البيان وزيناها بالكواكب النيرة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام وهي في اثنى عشر برجا.

١٥ ـ في قرب الاسناد للحميري باسناده إلى موسى بن جعفرعليه‌السلام حديث طويل يذكر فيه آيات الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول فيه مخاطبا لنفر من اليهود: اما أول ذلك فانكم أنتم تقرؤن ان الجن كانوا يسترقون السمع قبل مبعثه فمنعت في أوان رسالته بالرجوم وانقضاض النجوم وبطلان الكهنة والسحرة.

١٦ ـ في تفسير العيّاشي عن بكر بن محمد الأزدي عن عمّه عبد السلام عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال يا عبد السّلام: إحذر الناس ونفسك، فقلت: بأبي أنت وأمّي أمّا الناس فقد أقدر على أن أحذرهم، فامّا نفسي فكيف؟ قال: إنّ الخبيث المسترق السمع يجيئك فيسترق ثم يخرج في صورة آدمي، فقال عبد السلام: فقلت: بأبي وأمّي هذا ما لا حيلة له قال: هو ذاك(٢) .

__________________

(١) الشح: البخل.

(٢) قال في البحار: الظاهران المراد به ما تلفظ به من معايب الناس وغيرها من الأمور التي يريد أخفاعها فيكون مبالغة في التقية، ويحتمل شموله لما يخطر بالبال، فيكون الغرض رفع الاستبعاد عما يخفيه الإنسان عن غيره ثم يسمعه من الناس وهذا كثير، والمراد بالخبيث الشيطان.

٤

١٧ ـ في أمالي الصدوق (ره) حدّثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال: حدثني أبي عن جده أحمد بن أبي عبد الله عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي عن أبان بن عثمان عن أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام قال: كان إبليس لعنه الله يخترق السموات السبع، فلما ولد عيسىعليه‌السلام حجب من ثلث سموات وكان يخترق أربع سموات، فلما ولد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حجب من السبع كلها ورميت الشياطين بالنجوم، وقالت قريش: هذا قيام الساعة التي كنا نسمع أهل الكتب يذكرونه، وقال عمرو بن امية وكان من أزجر أهل الجاهلية: أنظروا هذه النجوم التي يهتدى بها ويعرف بها أزمان الشتاء والصيف، فان كان رمى بها فهو هلاك كل شيء، وان كانت ثبتت ورمى بغيرها فهو أمر حدث، وأصبحت الأصنام كلها صبيحة ولد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ليس منها صنم إلّا وهو منكب على وجهه، وارتجس في تلك الليلة إيوان الكسرى وسقطت منه أربع عشرة شرفة(١) وغاضت بحيرة ساوة(٢) وخمدت نيران فارس ولم تخمد قبل ذلك بألف عام، ورأى المؤبدان(٣) في تلك الليلة في المنام إبلا صعابا تقود خيلا عرابا، قد قطعت دجلة وانسربت في بلادهم، وانقصم طاق الملك الكسرى من وسطه، وانخرقت عليه دجلة العوراء(٤) وانتشر في تلك الليلة نور من قبل الحجاز ثم استطار حتّى بلغ المشرق ولم يبق سرير ملك من ملوك الدنيا إلّا أصبح منكوسا والملك مخرسا لا يتكلم يومه ذلك، وانتزع علم الكهنة وبطل سحر السحرة، ولم تبق كاهنة في العرب إلّا حجبت عن صاحبها، وعظمت قريش في العرب وسموا آل اللهعزوجل ، قال أبو عبد الله الصادقعليه‌السلام : إنّما سموا آل الله لأنهم في بيت الله الحرام

__________________

(١) الشرفة من القصر: ما أشرف من بنائه والجمع شرف.

(٢) غاض الماء: نقص وغارفى الأرض.

(٣) المؤبدان: فقيه الفرس وحاكم المجوس وهو للمجوس كقاضي القضاة للمسلمين.

(٤) قال في البحار في بيان الحديث: إنّ كسرى كان سكر بعض الدجلة وبنى عليها بناء، فلعله لذلك وصفوا الدجلة بعد ذلك بالعوراء، لأنه عور وطم بعضها فانخرقت عليه، ورأيت في بعض المواضع بالغين المعجمة من اضافة الموصوف إلى الصفة أي العميقة.

٥

وقالت آمنة: إنّ ابني والله سقط فاتقى الأرض بيديه ثم رفع رأسه إلى السماء فنظر إليها ثم خرج منى نور أضاء له كل شيء، وسمعت في الضوء قائلا يقول: انك قد ولدت سيد الناس فسميه محمدا، وأتى به عبد المطلب لينظر إليه وقد بلغه ما قالت امه فأخذه فوضعه في حجره ثم قال: الحمد لله الذي أعطانى* هذا الغلام الطيب الأردان* قد ساد في المهد على الغلمان ثم عوذة بأركان الكعبة وقال فيه أشعارا، قال: وصاح إبليس لعنه الله في أبالسته، فاجتمعوا إليه فقالوا: ما الذي أفزعك يا سيدنا؟ فقال لهم: ويلكم لقد أنكرت السموات والأرض منذ الليلة، لقد حدث في الأرض حدث عظيم ما حدث مثله منذ رفع عيسى بن مريم، فاخرجوا وانظروا ما هذا الحدث الذي قد حدث، فافترقوا ثم اجتمعوا إليه فقالوا: ما وجدنا شيئا، فقال إبليس لعنه الله: أنا لهذا الأمر ثم انغمس في الدنيا فجالها حتّى انتهى إلى الحرم، فوجد الحرم محفوظا بالملائكة فذهب ليدخل فصاحوا به فرجع، ثم صار مثل الصرد وهو العصفور فدخل من قبل حراء، فقال له جبرئيل: وراك لعنك الله فقال له: حرف أسألك عنه يا جبرئيل ما هذا الحدث منذ الليلة في الأرض؟ فقال له: ولد محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: هل لي فيه نصيب؟ قال: لا، قال: ففي أمته؟ قال: نعم، قال: رضيت.

١٨ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم : ( وَحَفِظْناها مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ رَجِيمٍ إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ مُبِينٌ ) فلم تزل الشياطين تصعد إلى السماء وتتجسس حتّى ولد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قوله:( وَالْأَرْضَ مَدَدْناها وَأَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ ) أي جبالا( وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ وَجَعَلْنا لَكُمْ فِيها مَعايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرازِقِينَ ) قال: لكل ضرب من الحيوان قدرنا شيئا مقدرا. وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ ) فان الله تبارك وتعالى أنبت في الجبال الذهب والفضة والجوهر والصفر والنحاس والحديد والرصاص والكحل والزرنيخ وأشباه هذه لا يباع إلّا وزنا.

٦

وقال عليّ بن إبراهيم في قوله:( وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنا خَزائِنُهُ وَما نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ ) قال: الخزانة الماء الذي ينزل من السماء فينبت لكل حزب من الحيوان ما قدر الله لها من الفداء.

١٩ ـ في روضة الواعظين للمفيد (ره) وروى جعفر بن محمد عن أبيه عن جدهعليه‌السلام أنّه قال: في العرش تمثال جميع ما خلق الله من البر والبحر، قال: وهذا تأويل قوله:( وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنا خَزائِنُهُ ) .

٢٠ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم قوله و( أَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ ) قال: التي تلقح الأشجار.

٢١ ـ في تفسير العيّاشي عن ابن وكيع عن رجل عن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تسبوا الريح فانها بشر، وإنها نذر وإنها لواقح فاسئلوا الله من خيرها وتعوذوا من شرها.

٢٢ ـ عن أبي بصير عن أبي جعفرعليه‌السلام و( لَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ ) قال: هم المؤمنون من هذه الامة.

٢٣ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم : ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ ) قال:

الماء المتصلصل بالطين( مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ قالَ ) حمأ متغير(١) .

٢٤ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن الحسن عن النضر بن شعيب عن عبد الغفار الجازي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سمعته يقول: طينة الناصب( مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٥ ـ في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضاعليه‌السلام في هاروت وماروت حديث طويل وفيه بعد أن مدحعليه‌السلام الملائكة وقال: معاذ الله من ذلك ان الملائكة معصومون محفوظون من الكفر والقبايح بألطاف الله تعالى، قالا: قلنا له: فعلى هذا لم يكن إبليس أيضا ملكا؟ فقال: لا بل كان من الجن، أما تسمعان الله يقول:( وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كانَ مِنَ الْجِنِّ ) فأخبرعزوجل أنّه كان من الجن، وهو الذي قال الله تعالى

__________________

(١) الحمأ: الطين الأسود.

٧

( وَالْجَانَّ خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نارِ السَّمُومِ )

٢٦ ـ في كتاب الخصال عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: الاباء ثلثة: آدم ولد مؤمنا والجان ولد كافرا، وإبليس ولد كافرا، وليس فيهم نتاج إنّما يبيض ويفرخ، وولده ذكور ليس فيهم إناث.

٢٧ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم : ( وَالْجَانَّ خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نارِ السَّمُومِ ) قال: أبو إبليس وقال: الجان من ولد الجان منهم مؤمنون وكافرون ويهود ونصارى وتختلف أديانهم، والشياطين من ولد إبليس وليس فيهم مؤمن إلّا واحد اسمه هام بن هيم بن لا قيس بن إبليس، جاء إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فرآه جسيما عظيما وامرءا مهولا، فقال له: من أنت؟ قال: انا هام بن هيم بن لاقيس بن إبليس، كنت يوم قتل قابيل هابيل غلاما ابن أعوام أنهى عن الاعتصام وأمر بإفساد الطعام، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : بئس لعمري الشاب المؤمل، والكهل المؤمر، فقال: دع عنك هذا يا محمّد فقد جرت توبتي على يد نوح، ولقد كنت معه في السفينة فعاتبته على دعائه على قومه، ولقد كنت مع إبراهيم حين ألقى في النار فجعلها الله عليه بردا وسلاما، ولقد كنت مع موسى حين غرق الله فرعون ونجى بنى إسرائيل، ولقد كنت مع هود حين دعا على قومه فعاتبته، ولقد كنت مع صالح فعاتبته على دعائه على قومه، ولقد قرأت الكتب تبشرني بك ويقرءونك السلام ويقولون: أنت أفضل الأنبياء وأكرمهم، فعلّمني مما أنزل الله عليك شيئا، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لأمير المؤمنين صلوات الله عليه: علّمه، فقال هام: يا محمّد إنّا لا نطيع إلّا نبيا أو وصيّ نبي، فمن هذا؟ قال: هذا أخى ووصيي ووزيري ووارثي عليّ بن أبي طالب، قال: نعم نجد اسمه في الكتب إليا، فعلّمه أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فلما كانت ليلة الهرير بصفين جاء إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام .

قوله:( وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ صَلْصالٍ ) فقد كتبنا خبره.

٢٨ ـ في كتاب علل الشرائع عن أبي جعفرعليه‌السلام عن عليّ أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل وفيه قال الله جل جلاله للملائكة:( إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ صَلْصالٍ

٨

مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ* فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ ) وذلك من اللهعزوجل تقدمة منه إلى الملائكة في آدم من قبل أن يخلقه احتجاجا منه عليهم، قال: فاغترف تبارك وتعالى غرفة من الماء العذب الفرات وصلصلها(١) فجمدت، ثم قال لها: منك أخلق النبيين والمرسلين وعبادي الصالحين والائمة المهتدين الدعاة إلى الجنة وأتباعهم إلى يوم القيمة، ولا أبالى ولا اسئل عما أفعل وهم يسئلون، يعنى بذلك خلقه أنّه يسألهم، ثمّ اغترف من الماء المالح الأجاج فصلصلها فجمدت، ثم قال لها: منك أخلق الجبارين والفراعنة والعتاة واخوان الشياطين، والدعاة إلى النار إلى يوم القيامة وأتباعهم، ولا أبالي ولا اسئل عما أفعل وهم يسألون، قال: وشرط في ذلك البداء ولم يشرط في أصحاب اليمين البداء، ثم خلط المائين فصلصلهما ثم ألقاهما قدام عرشه، وهما ثلة من طين(٢) ثم أمر الملائكة الاربعة الشمال والدبور والصبا والجنوب أن جولوا على هذه الثلة الطين وأبروها(٣) وانسموها، ثم جزوها وفصلوها واجروا الطبائع الاربعة الريح والمرة(٤) والدم والبلغم، قال: فجاءت الملائكة عليها وهي الشمال والصبا والجنوب والدبور فأجروا فيها الطبائع الاربعة، قال: والريح في الطبائع الاربعة في البدن من ناحية الشمال، قال: والبلغم في الطبائع الاربعة في البدن من ناحية الصبا، قال: والمرة في الطبائع الاربعة في البدن من ناحية الدبور، قال: والدم في الطبائع الاربعة في البدن من ناحية الشمال، قال: والبلغم في الطبائع الاربعة في البدن من ناحية الصبا، قال: والمرة في الطبائع الاربعة في البدن من ناحية الدبور، قال: والدم في الطبائع الاربعة في البدن من ناحية الجنوب، قال: فاستقلت النسمة وكمل البدن، قال: فلزمه من ناحية الريح حب الحيوة وطول الأمل والحرص، ولزمه من ناحية البلغم حب الطعام

__________________

(١) الصلصال: الطين اليابس الذي لم يطبخ إذا نقربه صوت كما يصوت الفخار. وصلصل الشيء: صوت.

(٢) وفي تفسير القمى: «سلالة» بدل «ثلة». وكذا فيما يأتى.

(٣) قال المجلسي (ره) قوله: «فأبروها» يمكن أن يكون مهموزا من برأه الله أي خلقه وجاء غير المهموز أيضا بهذا المعنى، فيكون مجازا أي اجعلوها مستعدة للخلق، ويمكن أن يكون من البري بمعنى النحت. كناية عن التفريق أو من التأبير من قولهم أبر النخل أي أصلحه.

(٤) قال زميلنا الفاضل دامت إفاضاته في ذيل الحديث في العلل: قوله الريح والمرة الظاهران المراد بالريح هنا السوداء وبالمرة: الصفراء.

٩

والشراب واللين والرفق، ولزمه من ناحية المرة الغضب والسفه والشيطنة والتجبر والتمرد والعجلة، ولزمه من ناحية الدم حب النساء واللذات وركوب المحارم والشهوات. قال عمرو: أخبرنى جابر أن أبا جعفرعليه‌السلام قال: وجدناه في كتاب من كتب علىعليه‌السلام .

٢٩ ـ وباسناده إلى إسحق القمى(١) عن أبي جعفر الباقرعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : لما كان الله منفردا بالوحدانية ابتدأ الأشياء لا من شيء، فأجرى الماء العذب على أرض طيبة طاهرة سبعة أيام مع لياليها، ثم نضب(٢) الماء عنها فقبض قبضة من صفاء ذلك الطين وهي طينتنا أهل البيت، ثم قبض قبضة من أسفل ذلك الطينة وهي طينة شيعتنا ثم اصطفانا لنفسه، فلو ان طينة شيعتنا تركت كما تركت طينتنا لما زنى أحد منهم ولا سرق ولا لاط ولا شرب المسكر، ولا ارتكب شيئا مما ذكرت، ولكن اللهعزوجل أجرى الماء المالح على أرض ملعونة سبعة أيام ولياليها، ثم نضب الماء عنها، ثم قبض قبضة وهي طينة ملعونة( مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ ) وهي طينة خبال(٣) وهي طينة أعدائنا، فلو ان اللهعزوجل ترك طينتهم كما أخذناها لم تروهم في خلق الآدميين، ولم يقروا بالشهادتين ولم يصوموا ولم يصلوا ولم يزكوا ولم يحجوا البيت، ولم تروا أحدا منهم بحسن خلق، ولكن الله تبارك وتعالى جميع الطينتين طينتكم وطينتهم، فخلطهما وعركهما عرك الأديم(٤) ومزجهما بالمائين، فما رأيت من أخيك المؤمن من شر: لواط(٥) أو زنا أو شيء مما ذكرت من شرب مسكر أو غيره، فليس من جوهريته ولا من ايمانه، إنّما هو بمسحة الناصب اجترح هذه السيئات التي ذكرت، وما رأيت من الناصب من حسن وجهه وحسن خلق أو صوم أو صلوة أو حج بيت الله أو صدقة أو معروف فليس من جوهريته، إنّما تلك الأفاعيل من

__________________

(١) وقد مر نظير هذا الحديث في سورة يوسف تحت رقم ١٤١ عن كتاب العلل عن أبي ـ إسحق الليثي عن أبي جعفر (ع) وفيه زيادات وإضافات يفهم منها معنى هذا الحديث فراجع.

(٢) نضب الماء: غارفى الأرض وسفل.

(٣) الخبال: الفساد.

(٤) عرك الأديم: دلكه والأديم: الجلد المدبوغ.

(٥) وفي نسخة البحار «من شر لفظ».

١٠

مسحة الايمان اكتسبها، وهو اكتساب مسحة الايمان.

٣٠ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن ابى عمير عن ابن أذينة عن الأحول قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن الروح التي في آدم قوله( فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي ) قال: هذه روح مخلوقة، والروح التي في عيسى مخلوقة.

٣١ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن عبد الله بن بحر عن أبي أيوب الخزاز عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عما يروون ان الله خلق آدم على صورته؟ فقال: هي صورة محدثة مخلوقة اصطفاها الله واختارها على ساير الصور المختلفة، فأضافها إلى نفسه كما أضاف الكعبة إلى نفسه، والروح إلى نفسه فقال: «بيتي»( وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي ) .

٣٢ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى محمد بن مسلم قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي ) قال: روح اختاره الله واصطفاه وخلقه واضافه إلى نفسه، وفضله على جميع الأرواح فنفخ منه في آدم.

٣٣ ـ وباسناده إلى أبي جعفر الأصم قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن الروح التي في آدم والتي في عيسى ما هما؟ قال: روحان مخلوقان اختارهما الله واصطفاهما: روح آدم وروح عيسىعليهما‌السلام .

٣٤ ـ وباسناده إلى أبي بصير عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي ) قال: من قدرتي.

٣٥ ـ وباسناده إلى عبد الكريم بن عمرو عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ( فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي ) قال: إنّ اللهعزوجل خلق خلقا وخلق روحا، ثم أمر ملكا فنفخ فيه فليست بالتي نقصت من قدرة الله شيئا من قدرته.

٣٦ ـ وباسناده إلى عبد الحميد الطائي عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي ) كيف هذا النفخ؟ فقال: إنّ الروح

١١

متحرك كالريح وانما سمى روحا لأنه اشتق اسمه من الريح، وانما أخرجت على لفظة الروح لان الروح مجانس للريح، وانما اضافه إلى نفسه لأنه اصطفاه على ساير الأرواح، كما اصطفى بيتا من البيوت فقال: «بيتي» وقال لرسول من الرسل: «خليلي» وأشباه ذلك، وكل ذلك مخلوق مصنوع محدث مربوب مدبر. في الكافي مثل هذا الحديث الأخير سواء.

٣٧ ـ في قرب الاسناد للحميري باسناده إلى مسعدة بن زياد قال: حدثني جعفر بن محمد عن أبيه أن روح آدمعليه‌السلام لما أمرت أن تدخل فكرهته، فأمرها الله أن تدخل كرها وتخرج كرها.

٣٨ ـ في تفسير العيّاشي عن محمد بن مسلم عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: سألته عن قول الله:( وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ ) قال: روح خلقها الله فنفخ في آدم منها.

٣٩ ـ عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله:( فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي ) قال: خلق خلقا وخلق روحا، ثم أمر الملك فنفخ وليست بالتي نقصت من الله شيئا، هي من قدرته تبارك وتعالى عنه.

٤٠ ـ وفي رواية سماعة عنه: خلق آدم فنفخ فيه، وسألته عن الروح؟ قال: هي من قدرته من الملكوت.

٤١ ـ في نهج البلاغة قالعليه‌السلام : ثم جمع سبحانه من حزن الأرض وسهلها(١) تربة سنها بالماء حتّى خلصت ولاطها بالبلة حتّى لزبت(٢) فجبل منها صورة ذات أحناء ووصول وأعضاء وفصول(٣) أجمدها حتّى استمسكت وأصلدها حتى

__________________

(١) الحزن من الأرض: ما غلظ منها واشتد كالجبل، والسهل: ما لان وفي نهج البلاغة هكذا «ثم جمع سبحانه من حزن الأرض وسهلها وعذبها وسبخها اه».

(٢) سنها بالماء أي خلطها، ولاطها بالبلة أي خلطها بالرطوبة والبلة: النداوة، ولزبت أي لصقت. واللازب: اللاصق.

(٣) جبل بمعنى خلق. والاحناء جمع حنو، وهي الجوانب. والوصول جمع كثرة للوصل وهي المفاصل.

١٢

صلصلت(١) لوقت معدود وأجل معلوم، ثم نفخ فيها من روحه فمثلت إنسانا ذا أذهان يجيلها وفكر يتصرف بها، وجوارح يختدمها، وأدوات يقلبها، ومعرفة يفرق بها بين الأذواق والمشام والألوان والأجناس، معجونا بطينة الألوان المختلفة والأشباه المؤتلفة، والاضداد المتعادية، والأخلاط المتباينة، من الحر والبرد، والبلة والجمود، والمساءة والسرور، واستأدى الله سبحانه الملائكة وديعته لديهم، وعهد وصيته إليهم في الإذعان بالسجود له، والخنوع لتكرمته، فقال تعالى:( اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ ) وقبيله اعترتهم الحمية، وغلبت عليهم الشقوة، وتعززوا بخلقة النار، واستوهنوا خلق الصلصال، فأعطاه النظرة استحقاقا للسخطة، واستتماما للبلية، وإنجازا للعدة، فقال:( فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ إلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ) .

٤٢ ـ في كتاب الخصال عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: رن(٢) إبليس أربع رنات: أوليهن يوم لعن وحين اهبط إلى الأرض والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤٣ ـ في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى عبد العظيم بن عبد الله الحسنى قال: سمعت أبا الحسن علي بن محمد العسكريعليهما‌السلام يقول: معنى الرجيم أنّه مرجوم باللعن، مطرود من الخير، لا يذكره مؤمن إلّا لعنه، وان في علم الله السابق إذا خرج القائمعليه‌السلام لا يبقى مؤمن في زمانه إلّا رجمه بالحجارة، كما كان قبل ذلك مرجوما باللعن.

٤٤ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى عبد الله بن يزيد بن سلام أنّه قال لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وقد سأله عن الأيام: فالخميس؟ قال: هو يوم خامس من الدنيا، وهو يوم أنيس لعن فيه إبليس ورفع فيه إدريس، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤٥ ـ وباسناده إلى يحيى بن ابى العلا الرازي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام وقد سئل عن قول اللهعزوجل لإبليس:( فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ إلى يَوْمِ

__________________

(١) أصلدها أي جعلها صلدا وهي الصلبة الملساء. وقد مر معنى الصلصل قريبا.

(٢) رن الرجل: صاح ورفع صوته بالبكاء.

١٣

الوقت المعلوم ) قالعليه‌السلام : ويوم الوقت المعلوم يوم ينفخ في الصور نفخة واحدة فيموت إبليس ما بين النفخة الاولى والثانية.

٤٦ ـ في تفسير العيّاشي عن وهب بن جميع مولى إسحق بن عمار قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول إبليس:( فَأَنْظِرْنِي إلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ قالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ إلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ) قال له وهب: جعلت فداك أي يوم هو؟ قال: يا وهب أتحسب أنّه يوم يبعث الله فيه الناس، ان الله أنظره إلى يوم يبعث فيه قائمنا، فاذا بعث الله قائمنا كان في مسجد الكوفة وجاء إبليس حتّى يجثو بين يديه(١) على ركبتيه فيقول: يا ويله من هذا اليوم، فيأخذنا صيته فيضرب عنقه، فذلك اليوم الوقت المعلوم.

٤٧ ـ عن الحسن بن عطية قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: إنّ إبليس عبد الله في السماء الرابعة في ركعتين ستة آلاف سنة، وكان انظار الله إياه إلى يوم الوقت المعلوم بما سبق من تلك العبادة.

٤٨ ـ عن أبان قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : إنّ علي بن الحسين إذا أتى الملتزم(٢) قال: أللهمّ ان عندي أفواجا من الذنوب وأفواجا من خطايا وعندك أفواج من رحمة وأفواج من مغفرة، يا من استجاب لا بغض خلقه إليه إذ قال:( فَأَنْظِرْنِي إلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) استجب لي وافعل بي كذا.

٤٩ ـ في نهج البلاغة قالعليه‌السلام : فلعمري لقد فوق لكم سهم الوعيد وأغرق لكم بالنزع الشديد(٣) ورماكم عن مكان قريب فقال:( رَبِّ بِما أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ

__________________

(١) جثا: جلس على ركبتيه.

(٢) الملتزم ـ بفتح الزاء ـ: دبر الكعبة، سمى به لان الناس يعتنقونه أي يضمونه إلى صدورهم والالتزام: الاعتناق.

(٣) قوله (ع): فوق لكم سهم الوعيد قال الشارح المعتزلي أي جعل له فوقا وهو موضع الوتر وهذا كناية عن التهيؤ والاستعداد، قوله (ع): وأغرق لكم بالنزع الشديد أي استوفى مد القوس وبالغ في نزعها ليكون مر ماه أبعد ووقع سهامه أشد.

١٤

لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ) قذفا بغيب بعيد، ورجما بظن مصيب(١) صدقه به أبناء الحمية، وإخوان العصبية، وفرسان الكبر والجاهلية.

قال عز من قائل:( إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ) .

٥٠ ـ في كتاب معاني الأخبار حدّثنا أبىرحمه‌الله قال: حدّثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه قال: جاء جبرئيل إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال له النبي: يا جبرئيل ما تفسير الإخلاص؟ قال: المخلص الذي لا يسأل الناس شيئا حتّى يجد، وإذا وجد رضى، وإذا بقي عنده شيء أعطاه، فان من لم يسأل المخلوق أقر للهعزوجل بالعبودية، وإذا وجد فرضي فهو عن الله راض، والله تبارك وتعالى عنه راض، وإذا أعطى للهعزوجل فهو على حد الثقة بربهعزوجل ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٥١ ـ في أصول الكافي أحمد عن عبد العظيم عن هشام بن الحكم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: هذا صراط على مستقيم.

٥٢ ـ في تفسير العيّاشي عن أبي جميلة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام عن أبي جعفر عن أبيه(٢) عن قوله:( هذا صِراطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ ) قال: هو أمير المؤمنينعليه‌السلام .

٥٣ ـ في مجمع البيان قرأ يعقوب( هذا صِراطٌ عَلَيَّ ) بالرفع وروى ذلك عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

٥٤ ـ في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى علي بن النعمان عن بعض أصحابنا رفعه إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله:( إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ ) قال: ليس على هذه العصابة خاصة سلطان، قال: قلت: وكيف جعلت فداك وفيهم ما فيهم؟ قال :

__________________

(١) وفي بعض النسخ وكذا في شرح ابن أبى الحديد «ورجما بظن غير مصيب وقال: هذه الرواية أشهر بوجوه فمن شاء الوقوف عليها فليراجع ج ٣: ٢٣٠ ط مصر.

(٢) وفي المصدر «عن عبد الله بن أبى جعفر عن أخيه» لكن الظاهر هو المختار ففي الصافي: «العياشي عن السجاد».

١٥

ليس حيث تذهب، إنّما قوله:( لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ ) أن يحبب إليهم الكفر، ويبغض إليهم الايمان.

٥٥ ـ في روضة الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه قال لأبى بصير: يا أبا محمد لقد ذكر كم الله في كتابه فقال:( إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ ) والله ما أراد بهذا إلّا الائمةعليهم‌السلام وشيعتهم، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٥٦ ـ في تفسير العيّاشي عن جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قلت: أرأيت قول الله:( إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ ) ما تفسير هذه الآية؟ قال: قال الله: انك لا تملك أن تدخلهم جنة ولا نارا.

٥٧ ـ عن أبي بصير قال: سمعت جعفر بن محمدعليه‌السلام وهو يقول: نحن أهل الرحمة وبيت النعمة وبيت البركة، نحن في الأرض بنيان وشيعتنا عرى الإسلام(١) وما كانت دعوة إبراهيم إلّا لنا ولشيعتنا، ولقد استثنى الله إلى يوم القيمة على إبليس، فقال:( إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ )

٥٨ ـ عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام إنّه إذا كان يوم القيمة يؤتى بإبليس في سبعين غلا، وسبعين كبلا(٢) فينظر الاول إلى زفر في عشرين ومأة كبل وعشرين ومأة غل، فينظر إبليس فيقول: من هذا الذي أضعف الله له العذاب وانا أغويت هذا الخلق جميعا؟ فيقال: هذا زفر فيقال: بما جدد له هذا العذاب؟ فيقال ببغيه على عليٍّعليه‌السلام فيقول له إبليس: ويل لك وثبوره لك، أما علمت ان الله أمرنى بالسجود لادم فعصيته، وسألته ان يجعل لي سلطانا على محمد وأهل بيته وشيعته فلم يجبني إلى ذلك، وقال:( إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغاوِينَ )

__________________

(١) هذا هو الظاهر الموافق للمصدر وساير الموسوعات الكبيرة الناقلة عنه لكن في الأصل «غرس الإسلام» والعرى جمع العروة كلما يؤخذ باليد وما يوثق به ويعول عليه. وقولهم «عرى الايمانة ـ أو عرى الإسلام» على التشبيه بالعروة التي يستمسك بها ويستوثق.

(٢) الكبل: القيد.

١٦

٥٩ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم قوله: و( إِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ لَها سَبْعَةُ أَبْوابٍ لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ ) قال: يدخل في كل باب أهل ملة، وللجنة ثمانية أبواب.

٦٠ ـ وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله:( وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ ) وقوفهم على الصراط، واما( لَها سَبْعَةُ أَبْوابٍ لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ ) فبلغني والله أعلم ان الله جعلها سبع درجات أعلاها الجحيم، يقوم أهلها على الصفا منها، تغلى أدمغتهم فيها كغلى القدور بما فيها، والثانية( لَظى نَزَّاعَةً لِلشَّوى تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى وَجَمَعَ فَأَوْعى ) والثالثة( سَقَرُ لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ ) والرابعة الحطمة ومنها تثور «شرر كالقصر كأنه جمالة صفر» تدق من صار إليها مثل الكحل، فلا تموت الروح، كلما صاروا مثل الكحل عادوا والخامسة الهاوية فيها مالك، يدعون يا مالك أغثنا فاذا أغاثهم جعل لهم آنية من صفر من نار فيها صديد ما يسيل من جلودهم كأنه مهل، فاذا رفعوه ليشربوا منه تساقطت لحم وجوههم من شدة حرها، وهو قول الله( وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرابُ وَساءَتْ مُرْتَفَقاً ) ومن هوى فيها هوى سبعين عاما في النار، كلما احترق جلده بدل جلدا غيره والسادسة هي السعير فيها ثلثمائة سرادق من نار، في كل سرادق ثلثمائة قصر من نار، في كل قصر ثلاثمائة بيت من نار، في كل بيت ثلثمائة لون من العذاب من غير عذاب النار، فيها حيّات من نار، وعقارب من نار، وجوامع من نار، وسلاسل من نار، وأغلال من نار، وهو الذي يقول الله:( إِنَّا أَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ سَلاسِلَ وَأَغْلالاً وَسَعِيراً ) والسابعة جهنم وفيها الفلق، وهو جب في جهنم إذا فتح أسعر النار سعرا، وهو أشد النار عذابا، واما صعود فجبل من صفر من نار وسط جهنم، واما أثاما فهو واد من صفر مذاب يجرى حول الجبل، فهو أشد النار عذابا.

٦١ ـ في تفسير العيّاشي عن أبي بصير قال: يؤتى بجهنم( لَها سَبْعَةُ أَبْوابٍ ) ،

١٧

بابها الاول للظالم(١) وهو زريق، وبابها الثاني لحبتر، والباب الثالث للثالث، والرابع لمعاوية، والخامس لعبد الملك، والسادس لعكر بن هوسر(٢) والسابع لأبي سلامة فهم أبواب لمن اتبعهم(٣) .

٦٢ ـ في كتاب الخصال في سؤال بعض اليهود عليّاعليه‌السلام عن الواحد إلى المائة قال له اليهودي: فما السبعة؟ قال: سبعة أبواب النار متطابقات.

٦٣ ـ عن أبي عبد اللهعليه‌السلام عن أبيه عن جدهعليهم‌السلام قال: إنّ للنار سبعة أبواب يدخل منه فرعون وهامان، وقارون وباب يدخل منه المشركون والكفار من لم يؤمن بالله طرفة عين، وباب يدخل منه بنو امية هو لهم خاصة لا يزاحمهم فيه أحد، وهو باب لظى وهو باب سقر وهو باب الهاوية يهوى بهم سبعين خريفا، فكلما هوى بهم سبعين خريفا فار بهم فورة قذف بهم في أعلاها سبعين خريفا، ثم هوى بهم هكذا سبعين خريفا، فلا يزالون هكذا أبدا خالدين مخلدين، وباب يدخل منه مبغضونا ومحاربونا وخاذلونا، وانه لأعظم الأبواب وأشدها حرا، قال محمد بن الفضيل الزرقي: فقلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : الباب الذي ذكرت عن أبيك عن جدّكعليهما‌السلام إنّه يدخل منه بنو امية يدخله من

__________________

(١) هذا هو الظاهر الموافق للمصدر والبحار وغيره لكن في الأصل «الظالمين» على صيغة الجمع.

(٢) وفي المصدر والبحار «عسكر» بالسين، وسيأتى من المجلسي (ره) بيان فيه.

(٣) قال المجلسي (ره): زريق كناية عن الاول لان العرب يتشأم بزرقة العين، والحبتر هو الثعلب ولعله إنّما كنى عنه لحيلته ومكره، وفي غيره من الاخبار وقع بالعكس وهو أظهر إذا الحبتر بالأول أنسب، ويمكن أن يكون هنا أيضا المراد ذلك، وانما قدم الثاني لأنه أشقى وأفظ وأغلظ. وعسكر بن هو سر كناية عن بعض خلفاء بني أميّة أو بنى العباس. وكذا أبى سلامة كناية عن أبي جعفر الدوانيقي، ويحتمل أن يكون عسكر كناية عن عائشة وساير أهل الجمل، إذ كان اسم جمل عائشة عسكرا وروى أنّه كان شيطانا «انتهى». وقال في غير هذا الموضع: ويحتمل أن يكون كناية عن بعض ولاة بني أميّة كأبى سلامة، ويحتمل أن يكون أبو سلامة كناية عن ابن مسلم اشارة إلى من سلطهم من بنى العباس.

١٨

مات منهم على الشرك أو ممن أدرك الإسلام منهم؟ فقال: لا أمَّ لك ألم تسمعه يقول: وباب يدخل منه المشركون والكفار، فهذا باب يدخل منه كل مشرك وكل كافر لا يؤمن بيوم الحساب، وهذا الباب الآخر يدخل منه بنو امية لأنه هو لأبي سفيان ومعاوية وآل مروان خاصة، يدخلون من ذلك الباب فتحطمهم النار فيه حطما لا يسمع لهم واعية ولا يحيون فيها ولا يموتون.

٦٤ ـ في مجمع البيان ( لَها سَبْعَةُ أَبْوابٍ ) فيه قولان: أحدهما ما روى عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ان جهنم( لَها سَبْعَةُ أَبْوابٍ ) أطباق بعضها فوق بعض، ووضع احدى يديه على الاخرى فقال: هكذا، وان الله وضع الجنان على العرض ووضع النيران بعضها فوق بعض فأسفلها جهنم، وفوقها لظى، وفوقها الحطمة وفوقها سقر، وفوقها الجحيم، وفوقها السعير، وفوقها الهاوية، وفي رواية الكلبي: أسفلها الهاوية وأعلاها جهنم.

٦٥ ـ في تهذيب الأحكام محمد بن علي بن محبوب عن أحمد بن محمد عن ابن أبى نصر قال: سألت أبا الحسنعليه‌السلام عن رجل اوصى بجزء من ماله؟ فقال: واحد من سبعة ان الله تعالى يقول:( لَها سَبْعَةُ أَبْوابٍ لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ )

٦٦ ـ أحمد بن محمد بن عيسى عن إسمعيل بن همام الكندي عن الرضاعليه‌السلام في رجل أوصى بجزء من ماله؟ قال: الجزء من سبعة، ان الله تعالى يقول:( لَها سَبْعَةُ أَبْوابٍ لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ ) .» عنه عن أبي همام عن الرضاعليه‌السلام مثله.

٦٧ ـ في روضة الكافي خطبة لأمير المؤمنينعليه‌السلام وفيها: ألآ وإنّ التقوى مطايا ذلل حمل عليها، وأعطوا أزمتها فأوردتهم الجنة، وفتحت لهم أبوابها ووجدوا ريحها وطيبها، وقيل لهم:( ادْخُلُوها بِسَلامٍ آمِنِينَ ) .

٦٨ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام وقد ذكر عليّا وأولادهعليهم‌السلام : ألآ ان أولياءهم الذين يدخلون الجنة آمنين، وتتلقيهم الملائكة بالتسليم أن طبتم فادخلوها خالدين.!

١٩

٦٩ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمد الأشعري عن ابن القداح عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: كان عليٌّعليه‌السلام يقول: لا تغضبوا ولا تغضبوا، أفشوا السّلام وأطيبوا الكلام وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنّة بسلام ثمّ تلا عليهم قول اللهعزوجل :( السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ ) . والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٧٠ ـ في روضة الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسن بن شمون عن عبد الله بن عبد الرحمن عن عبد الله بن القاسم عن عمرو بن ابى المقدام عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه قال: أنتم والله الذين قال اللهعزوجل :( وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ ) .

٧١ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن زياد عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه قال لأبي بصير: يا أبا محمد لقد ذكركم الله في كتابه فقال:( إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ ) والله ما أراد بهذا غيركم، والحديثان طويلان أخذنا منهما موضع الحاجة.

٧٢ ـ في تفسير العيّاشي عن محمد بن مروان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ليس منكم رجل ولا امرأة إلّا وملائكة الله يأتونه بالسلام، وأنتم الذين قال الله:( وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ ) .

٧٣ ـ عن محمد بن القاسم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ سارة قالت لإبراهيمعليه‌السلام : قد كبرت فلو دعوت الله ان يرزقك ولدا فتقر أعيننا؟ فان الله قد اتخذك خليلا وهو مجيب دعوتك ان شاء الله، فسأل إبراهيم ربه أن يرزقه غلاما عليما، فأوحى الله اليه: إنّي واهب لك غلاما عليما، ثم أبلوك فيه بالطاعة لي، قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : فمكث إبراهيم بعد البشارة ثلث سنين، ثم جائته البشارة من الله بإسماعيل مرة اخرى بعد ثلث سنين.

٧٤ ـ عن أبي بصير عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: إنّ لوطا لبث في قومه ثلثين سنة يدعوهم إلى الله ويحذرهم عقابه، قال: وكانوا قوما لا يتنظفون من الغائط ولا يتطهرون من

٢٠

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

٦٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم أخبرنا أحمد بن إدريس قال: حدّثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن غالب عن عثمان بن محمد عن عمران قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول الله جل ثناء:( وَمِنْ دُونِهِما جَنَّتانِ ) قال: خضراوتان في الدنيا يأكل المؤمنون منها حتى تفرغ من الحساب.

٦٥ ـ في مجمع البيان( وَمِنْ دُونِهِما جَنَّتانِ ) روى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله انه قال: جنتان من فضة أبنيتهما وما فيهما وجنتان من ذهب أبنيتهما وما فيهما.

٦٦ ـ وقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : لا تقولن: الجنة واحدة، إنّ الله يقول:( وَمِنْ دُونِهِما جَنَّتانِ ) ولا تقولنّ درجة واحدة إنّ الله يقول: «درجات بعضها فوق بعضا» انما تفاضل القوم بالأعمال.

٦٧ ـ وعن العلا بن سيابة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قلت له: إنّ الناس يتعجبون منا إذا قلنا: يخرج قوم من النار فيدخلون الجنة فيقولون لنا: فيكونون مع أولياء الله في الجنة؟ فقال: يا عليُّ إنّ الله يقول:( وَمِنْ دُونِهِما جَنَّتانِ ) ما يكونون مع أولياء الله.

٦٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم باسناده إلى يونس بن ظبيان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله:( مُدْهامَّتانِ ) قال: يتصل ما بين مكة والمدينة نخلا، وقوله:( فِيهِما عَيْنانِ نَضَّاخَتانِ ) قال: تفوران.

قال مؤلف هذا الكتاب: قد سبق فيما نقلنا عن كتاب سعد السعود بيان لقولهعزوجل : «نضاختان».

قال عز من قائل:( فِيهِما فاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ ) .

٦٩ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن أحمد ابن سليمان عن أحمد بن يحيى الطحان عمن حدثه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: خمس من فواكه الجنة في الدنيا: الرمان الأمليسي والتفاح الشيسقان والسفرجل والعنب الرازقي والرطب المشان.(١)

__________________

(١) رمان أمليس وأمليسي: حلو طيب لا عجم له كأنه منسوب إليه وفي امالي الشيخ (ره) التفاح الشعشعاني يعنى الشامي، والمشان: نوع من الرطب إلى السواد دقيق وهو أعجمى.

٢٠١

٧٠ ـ وباسناده إلى أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: اربعة نزلت من الجنة: العنب الرازقي والرطب المشان والرمان الامليسى والتفاح الشيسقان.

٧١ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن زياد عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: الفاكهة مأة وعشرون لونا سيدها الرمان.

٧٢ ـ وباسناده إلى عمر بن أبان الكلبي قال: سمعت أبا جعفر وأبا عبد اللهعليهما‌السلام يقولان: ما على وجه الأرض ثمرة كانت أحب إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من الرمان، وكان والله إذا أكله لا يشركه فيها أحد.

٧٣ ـ وباسناده إلى حماد بن عثمان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ما من شيء أشارك فيه أبغض إليّ من الرمان، وما من رمانة إلّا وفيها حبة من الجنة، فاذا أكلها الكافر بعث اللهعزوجل إليه ملكا فانتزعها منه.

٧٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( فِيهِنَّ خَيْراتٌ حِسانٌ ) قال: جوار نابتات على شط الكوثر، كلّما أخذت منها نبتت مكانها اخرى.

٧٥ ـ في مجمع البيان:( خَيْراتٌ حِسانٌ ) أي نساء خيرات الأخلاق حسان الوجوه، رواته أم سلمة عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله

٧٦ ـ في من لا يحضره الفقيه وقال الصادقعليه‌السلام : الخيرات الحسان من نساء أهل الدنيا، وهن أجمل من الحور العين.

٧٧ ـ في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن أبي أيوب عن الحلبي قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( فِيهِنَّ خَيْراتٌ حِسانٌ ) قال: هن صوالح المؤمنات العارفات.

٧٨ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن بريد النوفلي عن الحسين بن أعين أخو مالك بن أعين قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول الرجل للرجل: جزاك الله خيرا ما يعنى به؟ قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : إنّ خيرا نهر في الجنة مخرجه من الكوثر، والكوثر مخرجه من ساق العرش، عليه منازل الأوصياء وشيعتهم، على حافتي ذلك النهر جواري نابتات، كلمات قلعت واحدة نبتت اخرى، سمى

٢٠٢

بذلك النهر وذلك قوله:( فِيهِنَّ خَيْراتٌ حِسانٌ ) فاذا قال الرجل لصاحبه: جزاك الله خيرا، فانما يعنى بذلك تلك المنازل التي أعد اللهعزوجل لصفوته وخيرته من خلقه أقول: ويتصل بآخر ما نقلنا من الحديث الاول من الروضة أعنى قوله: العارفات قال: قلت:( حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ ) قال: الحور هي البيض المضمومات(١) المخدرات في خيام الدر والياقوت والمرجان، لكل خيمة أربعة أبواب، على كل باب سبعون(٢) كاعبا حجابا لهن ويأتيهن في كل يوم كرامة من الله عز ذكره ؛ يبشر اللهعزوجل بهن المؤمنين.

٧٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ ) يقصر الطرف عنها.

٨٠ ـ في مجمع البيان وعن أنس عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: مررت ليلة أسرى بى بنهر حافتاه قباب المرجان فنوديت عنه: السلام عليك يا رسول الله فقلت: يا جبرئيل من هؤلاء؟ قال: هؤلاء جوار من الحور العين استأذن ربهنّ أنْ يسلّمن عليك فأذن لهنّ فقلن: نحن الخالدات فلا نموت ونحن الناعمات فلا نيأس أزواج رجال الكرام، ثمّ قرءصلى‌الله‌عليه‌وآله ( حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ ) .

٨١ ـ وروى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: الخيمة درة واحدة طولها في السماء ستون ميلا.

٨٢ ـ في جوامع الجامع وفي حديث الخيمة درة واحدة طولها في السماء ستون ميلا في كل زاوية منها أهل للمؤمن لا يراه الآخرون.

٨٣ ـ وقرئ في الشواذ: «رفارف خضر وعباقرى» كمدائني. وروى ذلك عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وان شذ في القياس ترك صرف عباقرى فلا يستنكر مع استمراره في الاستعمال.

٨٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثنا علي بن الحسين عن أحمد بن أبي عبد

__________________

(١) قال المجلسي (ره): المضمومات أي اللاتي ضمن إلى خدورهن لا يفارقنه

(٢) الكاعب: الجارية حين تبدو ثديها للنبور أي الارتفاع عن الصدر.

٢٠٣

الله عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن هشام بن سالم عن سعد بن طريف عن أبي جعفرعليه‌السلام في قول الله تبارك وتعالى:( تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ ) فقال: نحن جلال الله وكرامته التي أكرم الله تبارك وتعالى العباد بطاعتنا ومحبتنا.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قرء في كل ليلة جمعة «الواقعة» أحبه الله وحببه إلى الناس أجمعين ؛ ولم ير في الدنيا بؤسا أبدا ولا فقرا ولا فاقة ولا آفة من آفات الدنيا وكان من رفقاء أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وهذه السورة لأمير المؤمنين خاصة لم يشركه فيها أحد.

٢ ـ وباسناده عن الصادقعليه‌السلام قال: من اشتاق إلى الجنة والى صفتها فليقرأ الواقعة ومن أحب أنْ ينظر إلى صفة النار فليقرأ سجدة لقمان.

٣ ـ وباسناده عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: من قرء الواقعة كل ليلة قبل أنْ ينام لقى اللهعزوجل ووجهه كالقمر ليلة البدر.

٤ ـ في مجمع البيان: أبيّ بن كعب قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من قرأ سورة الواقعة كتب ليس من الغافلين.

٥ ـ وفيه عن عبد الله بن مسعود قال: إني سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: من قرء سورة الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة أبدا.

٦ ـ في كتاب الخصال عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال أبو بكر: يا رسول الله أسرع إليك الشيب؟ قال: شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم يتساءلون.

٧ ـ في أصول الكافي محمد بن أحمد عن عمه عبد الله بن الصلت عن الحسن بن علي بن بنت الياس عن أبي الحسنعليه‌السلام قال: سمعته يقول: إنّ عليّ بن الحسينعليهما‌السلام لـمّا حضرته الوفاة أغمى عليه، ثم فتح عينيه وقرأ :

٢٠٤

( إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ ) «و( إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً ) وقال:( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ، وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ ) ، ثم قبض من ساعته ولم يقل شيئا.

٨ ـ في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضاعليه‌السلام من الأخبار المجموعة باسناده إلى علي بن النعمان عن أبي الحسن عليّ بن موسى الرضاعليه‌السلام قال: قلت له: جعلت فداك إنّ بى ثآليل كثيرة(١) وقد اغتممت بأمرها، فأسألك أنْ تعلمني شيئا أنتفع به، قال: خذ لكل ثالول سبع شعيرات، واقرأ على كل شعيرة سبع مرات( إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ ) إلى قوله:( فَكانَتْ هَباءً مُنْبَثًّا ) وقوله اللهعزوجل :( وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْجِبالِ فَقُلْ يَنْسِفُها رَبِّي نَسْفاً فَيَذَرُها قاعاً صَفْصَفاً لا تَرى فِيها عِوَجاً وَلا أَمْتاً ) ثمّ تأخذ الشعير شعيرة شعيرة، فامسح بها على كل ثالول، ثمّ صيرها في خرقة جديدة واربط على الخرقة حجرا وألقها في كنيف قال: ففعلت فنظرت إليها يوم السابع فاذا هي مثل راحتي، وينبغي أنْ يفعل ذلك في محاق الشهر.

٩ ـ في مصباح الكفعمي عن عليٍّعليه‌السلام يقرأ من به الثالول فليقرأ عليها هذه الآيات سبعا في نقصان الشهر( وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ ما لَها مِنْ قَرارٍ * وَبُسَّتِ الْجِبالُ بَسًّا فَكانَتْ هَباءً مُنْبَثًّا ) .

١٠ ـ في كتاب الخصال عن الزهري قال: سمعت عليّ بن الحسينعليهما‌السلام يقول: من لم يتعز بعزاء الله تقطعت نفسه على الدنيا حسرات، والله ما الدنيا والاخرة إلّا ككفتي ميزان فأيّهما رجّح ذهب الاخر، ثمّ تلا قولهعزوجل :( إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ ) يعنى القيامة( لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ خافِضَةٌ ) خفضت والله بأعداء الله في النار رافعة رفعت والله أولياء الله إلى الجنة.

١١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ ) قال: القيامة هي حق، وقوله: «خافضة» قال: بأعداء الله «رافعة» لأولياء الله

__________________

(١) ثآليل جمع الثؤلول: خراج يكون بجسد الإنسان ناتئ صلب مستدير.

٢٠٥

( إِذا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا ) قال: يدق بعضها على بعض( ، وَبُسَّتِ الْجِبالُ بَسًّا ) قال: قلعت الجبال قلعا( فَكانَتْ هَباءً مُنْبَثًّا ) قال: الهباء الذي يدخل في الكوة من شعاع الشمس.

وقوله:( وَكُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً ) قال: يوم القيامة( فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ) [وهم المؤمنون من أصحاب التبعات يوقفون للحساب](١) ( وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ) الذين سبقوا إلى الجنة بلا حساب

١٢ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن جابر الجعفي قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : يا جابر إنّ الله تبارك وتعالى خلق الخلق ثلاثة أصناف، وهو قولهعزوجل :( وَكُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ) فالسابقون هم رسل اللهعليه‌السلام ، وخاصة الله من خلقه، جعل فيهم خمسة أرواح أيدهم بروح القدس فبه عرفوا الأشياء، وأيدهم بروح الايمان فبه خافوا اللهعزوجل ، وأيدهم بروح القوة فبه قدروا على طاعة الله، وأيدهم بروح الشهوة فيه اشتهوا طاعة اللهعزوجل وكرهوا معصيته، وجعل فيهم روح المدرج الذي به يذهب الناس ويجيئون، وجعل في المؤمنين وأصحاب الميمنة روح الايمان فبه خافوا الله وجعل فيهم روح القوة فبه قدروا(٢) على طاعة الله، وجعل فيهم روح الشهوة فبه اشتهوا طاعة الله وجعل فيهم روح المدرج الذي به يذهب الناس ويجيئون.

١٣ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه رفعه عن محمد بن داود الغنوي عن الأصبغ بن نباتة قال: جاء رجل إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام فقال: يا أمير المؤمنين أنّ ناسا زعموا أنّ العبد لا يزني وهو مؤمن، ولا يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر وهو مؤمن، ولا يأكل الربا وهو مؤمن، ولا يسفك الدم الحرام و

__________________

(١) بين العلامتين غير موجود في المصدر.

(٢) وفي نسخة «قووا» مكان «قدروا».

٢٠٦

هو مؤمن، فقد ثقل عليَّ هذا وحرج منه صدري حين أزعم، أنّ هذا العبد يصلّي صلاتي ويدعو دعائي ويناكحني وأناكحه ويوارثني وأوارثه، وقد خرج من الايمان من أجل ذنب يسير أصابه؟ فقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : صدقت، سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: والدليل عليه كتاب الله: خلق اللهعزوجل الناس على ثلاث طبقات وأنزلهم ثلاث منازل، فذلك قول اللهعزوجل في الكتاب ؛( فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ) فامّا ما ذكر من أمر السابقين فإنهم أنبياء مرسلون وغير مرسلين، جعل الله فيهم خمسة أرواح: روح القدس وروح الايمان وروح القوة وروح الشهوة وروح البدن، فبروح القدس بعثوا أنبياء مرسلين وغير مرسلين، وبها علموا الأشياء وبروح الايمان عبدوا الله ولم يشركوا به شيئا وبروح القوة جاهدوا عدوهم وعالجوا معاشهم، وبروح الشهوة أصابوا لذيذ الطعام ونكحوا الحلال من شباب النساء، وبروح البدن دبوا ودرجوا(١) فهؤلاء مغفور لهم، مصفوح عن ذنوبهم، ثم قال: قال اللهعزوجل :( تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ وَآتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وَأَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ) ثم قال في جماعتهم: «وأيدناه بروح منه» يقول: أكرمهم بها ففضلهم على من سواهم، فهؤلاء مغفور لهم مصفوح عن ذنوبهم، ثم ذكر أصحاب الميمنة وهم المؤمنون حقا بأعيانهم، جعل الله فيهم اربعة أرواح روح الايمان وروح القوة، وروح الشهوة وروح البدن، فلا يزال العبد يستكمل هذه الأرواح الاربعة حتى يأتى عليه حالات فقال الرجل: يا أمير المؤمنين ما هذه الحالات؟ فقال: أما أولهن فهو كما قال اللهعزوجل :( وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً ) فهذا ينتقض منه جميع الأرواح، وليس بالذي يخرج من دين الله لان الفاعل به رده إلى أرذل عمره، فهو لا يعرف للصلوة وقتا، ولا يستطيع التهجد بالليل ولا بالنهار، ولا القيام في الصف مع الناس، فهذا نقصان روح الايمان وليس يضره شيئا، وفيهم من ينتقض منه روح القوة، فلا يستطيع جهاد عدوه، ولا يستطيع طلب المعيشة، ومنهم من ينتقض منه روح الشهوة، فلو مرت به أصبح

__________________

(١) دب: مشى مشيا صعيفا ويقال للصبي إذا دب وأخذ في الحركة: درج.

٢٠٧

بنات آدم لم يحن إليها(١) ولم يقم، وتبقى روح البدن فبه يدب ويدرج حتى يأتيه ملك الموت، فهذا بحال خير، لان اللهعزوجل هو الفاعل به، وقد تأتى عليه حالات في قوته وشبابه فيهم بالخطيئة فيشجعه روح القوة وتزين له روح الشهوة، ويقوده روح البدن، حتى يوقعه في الخطيئة، فاذا لا مسها نقص من الايمان، وتفصى منه. فليس يعود فيه حتى يتوب ؛ فاذا تاب تاب الله عليه ؛ وان عاد ادخله الله نار جهنم، فأما أصحاب المشأمة فهم اليهود والنصارى، يقول اللهعزوجل :( الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ ) يعرفون محمدا والولاية في التوراة والإنجيل كما يعرفون أبناءهم في منازلهم( وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ ) انك الرسول إليهم فلا تكونن من الممترين، فلما جحدوا ما عرفوا ابتلاهم الله بذلك فسلبهم روح الايمان، واسكن أبدانهم ثلاثة أرواح: روح القوة، وروح الشهوة ؛ وروح البدن، ثم أضافهم إلى الانعام، فقال:( إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعامِ ) لان الدابة انما تحمل بروح القوة: وتعتلف بروح الشهوة، وتسير بروح البدن، فقال السائل: أحييت قلبي بإذن الله يا أمير المؤمنين.

١٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم أخبرنا الحسن بن علي عن أبيه عن الحسن بن سعيد عن الحسين بن علوان الكلبي عن علي بن الحسين العبدي عن أبي هارون العبدي عن ربيعة السعدي عن حذيفة بن اليمان أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أرسل إلى بلال فأمره أنْ ينادى بالصلوة قبل وقت كل يوم في شهر رجب لثلاثة عشر خلت منه، قال: فلما نادى بلال بالصلوة فزع الناس من ذلك فزعا شديدا وذعروا(٢) وقالوا: رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بين أظهرنا لم يغب عنا ولم يمت فاجتمعوا وحشدوا(٣) فأقبل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يمشى حتى انتهى إلى باب من أبواب المسجد فأخذ بعضادته

__________________

(١) حن اليه: اشتاق.

(٢) ذعر: خاف.

(٣) حشد القوم: دعوا فأجابوا مسرعين.

٢٠٨

وفي المسجد مكان يسمى السدة، فسلم ثم قال: هل تسمعون يا أهل السدة؟ فقالوا: سمعنا وأطعنا فقال: هل تبلغون؟ قالوا: ضمنا ذلك لك يا رسول الله، فقال: رسول الله يخبركم أنّ الله خلق الخلق قسمين فجعلني في خيرهما قسما وذلك قوله: «أصحاب اليمين وأصحاب الشمال» فأنا من أصحاب اليمين، وأنا خير [من] أصحاب اليمين، ثم جعل القسمين أثلاثا فجعلني من خيرهما أثلاثا، وذلك قوله:( فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ) فأنا من السابقين وانا خير السابقين، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٥ ـ في أصول الكافي علي بن محمد عن سهل بن زياد عن إسماعيل بن مهران عن الحسن القمّي عن إدريس بن عبد الله عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته عن تفسير هذه الاية:( ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ) قال: عنى بها لم نك من اتباع الائمة الذين قال الله تبارك وتعالى فيهم( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ) أما ترى الناس يسمون الذي يلي السابق في الحلبة مصلى(١) فذلك الذي عنى حديث قال:( لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ) لم نك من اتباع السابقين.

١٦ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد قال: حدّثنا أبو عمرو الزبيري عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قلت له: إنّ الايمان درجات ومنازل يتفاضل المؤمنون فيها عند الله؟ قال: نعم قلت: صفه لي رحمك الله حتى أفهمه، قال: إنّ الله سبق بين المؤمنين كما يسبق بين الخيل يوم الرهان ثم فضلهم على درجات في السبق اليه، فجعل كل امرء منهم على درجة سبقه لا ينقصه فيها من حقه، ولا يتقدم مسبوق سابقا ومفضول فاضلا، تفاضل بذلك أوائل هذه الامة وأواخرها، ولو لم يكن للسابق إلى الايمان فضل على المسبوق إذا للحق آخر هذه الامة أولها، نعم ولتقدموهم إذا لم يكن لمن سبق إلى الايمان الفضل على من أبطأ عنه ؛ ولكن بدرجات الايمان قدم الله السابقين، وبالإبطاء عن الايمان أخر الله المقصرين، لأنا نجد من المؤمنين من الآخرين من هو أكثر عملا من الأولين وأكثرهم صلوة وصوما

__________________

(١) الحلبة: الخيل تجمع للسباق.

٢٠٩

وحجا وزكوة وجهادا وإنفاقا، ولو لم يكن سوابق يفضل بها المؤمنون بعضهم بعضا عند الله لكان الآخرون بكثرة العمل مقدمين على الأولين، ولكن أبى اللهعزوجل أنْ يدرك آخر درجات الايمان أولها، ويقدم فيها من أخر الله أو يؤخر فيها من قدم الله، قلت: أخبرني عما ندب اللهعزوجل المؤمنين إليه من الاستباق إلى الايمان، فقال: قول اللهعزوجل :( سابِقُوا إلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُها كَعَرْضِ السَّماءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ ) وقال:( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٧ ـ في مجمع البيان( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ) وقد قيل في السابقين إلى قوله: وقيل: الصلوات الخمس عن عليٍّعليه‌السلام .

١٨ ـ وعن أبي جعفرعليه‌السلام قال: السابقون اربعة: ابن آدم المقتول، وسابق امة موسى وهو مؤمن آل فرعون، وسابق امة عيسى وهو حبيب، والسابق في امة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو عليّ بن أبي طالبعليهما‌السلام .

١٩ ـ في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن ابن أبي عمير عن عمرو بن أبي المقدام قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: قال أبي لأناس من الشيعة: أنتم شيعة الله وأنتم أنصار الله وأنتم السابقون الأولون والسابقون الآخرون، والسابقون في الدنيا والسابقون في الاخرة إلى الجنة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٠ ـ في أمالي شيخ الطائفةقدس‌سره باسناده إلى ابن عباس قال: سألت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن قول اللهعزوجل :( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ) فقال: قال لي جبرئيلعليه‌السلام : ذلك عليٌّ وشيعته هم السابقون إلى الجنة، المقربون من الله بكرامته لهم.

٢١ ـ في روضة الواعظين للمفيدرحمه‌الله قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : زرارة وأبو بصير ومحمد بن مسلم وبريد من الذين قال الله:( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ) وقالعليه‌السلام : ما أحد أحيى ذكرنا وأحاديث أبيعليه‌السلام إلّا زرارة وأبو بصير ليث المرادي ومحمد بن مسلم وبريد بن معاوية العجلي، لولا هؤلاء ما كان أحد يستنبط

٢١٠

هذا، هؤلاء حفاظ الدين وأمناء أبي على حلال الله وحرامه، وهم السابقون إلينا في الدنيا والسابقون إلينا في الاخرة، قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : قال أبي لا ناس من الشيعة: أنتم شيعة الله وأنتم أنصار الله، وأنتم السابقون الآخرون إلينا ؛ السابقون في الدنيا إلى ولايتنا، والسابقون في الاخرة إلى الجنة، قد ضمنا لكم الجنة بضمان الله وبضمان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

٢٢ ـ قال أبو الحسن موسىعليه‌السلام : إذا كان يوم القيامة نادى مناد: اين حواري محمد بن عبد الله رسول الله الذين لم ينقضوا العهد ومضوا عليه؟ فيقوم سلمان والمقداد وأبو ذر ثم ينادى: أين حواري عليّ بن أبي طالب وصيّ محمّد بن عبد الله رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فيقوم عمرو بن الحمق الخزاعي ومحمد بن أبي بكر وميثم بن يحيى التمار مولى بنى أسد، وأويس القرني قال: ثم ينادى المنادي: أين حواري الحسن بن علي بن فاطمة بنت محمد بن عبد الله رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ فيقوم سفيان بن ليلى الهمداني وحذيفة بن أسد الغفاري(١) قال: ثم ينادى أين حواري الحسين بن على؟ فيقوم من استشهد معه ولم يتخلف عليه قال: ثم ينادى أين حواري علي بن الحسين؟ فيقوم جبير بن مطعم ويحيى بن أم الطويل وأبو خالد الكابلي وسعيد بن المسيب، ثم ينادى: اين حواري محمد بن علي وحواري جعفر بن محمد؟ فيقوم عبد الله بن شريك العامري وزرارة بن أعين وبريد بن معاوية العجلي ومحمد بن مسلم وأبو بصير ليث بن البختري المرادي، وعبد الله بن أبي يعفور، وعامر بن عبد الله بن جذاعة، وحجر بن زائدة، وحمران بن أعين، ثم ينادى ساير الشيعة مع ساير الائمةعليهم‌السلام يوم القيامة فهؤلاء أول السابقين وأول المقربين وأول المتحورين من التابعين.

٢٣ ـ في عيون الأخبار في باب آخر فيما جاء عن الرضاعليه‌السلام من الأخبار المجموعة وباسناده عن عليٍّعليه‌السلام قال:( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ) في نزلت.

٢٤ ـ في كتاب الخصال عن رجل من همدان عن أبيه قال: قال علي بن أبي طالبعليه‌السلام : السباق خمسة، فانا سابق العرب، وسلمان سابق الفرس، وصهيب سابق

__________________

(١) وفي بعض النسخ «أسيد» بدل «أسد».

٢١١

الروم، وبلال سابق الحبش، وخباب سابق النبط.

٢٥ ـ في كتاب إكمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى خيثمة الجعفي عن أبي جعفرعليه‌السلام حديث طويل وفيه يقولعليه‌السلام : ونحن السابقون السابقون ونحن الآخرون.

٢٦ ـ وباسناده إلى سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنينعليه‌السلام أنّه قال في جمع من المهاجرين والأنصار في المسجد أيام خلافة عثمان: فأنشدكم بالله أتعلمون حيث نزلت:( وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ ) و( السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ) سئل عنها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: أنزلها الله تعالى في الأنبياء وأوصيائهم، فأنا أفضل أنبياء الله ورسله، وعلي بن أبي طالب وصيي أفضل الأوصياء؟ قالوا: أللّهم نعم.

٢٧ ـ في روضة الواعظين للمفيدرحمه‌الله قال الصادقعليه‌السلام : ثلة من الأولين: ابن آدم المقتول ومؤمن آل فرعون وصاحب ياسين وقليل من الآخرين علي بن أبي طالب.

٢٨ ـ في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن عمرو بن عثمان عن علي بن عيسى رفعه قال: إنّ موسىعليه‌السلام ناجاه الله تبارك وتعالى فقال له في مناجاته: أوصيك يا موسى وصية الشفيق المشفق بابن البتول عيسى بن مريم صاحب الأتان والبرنس والزيت والزيتون والمحراب(١) ومن بعده بصاحب الجمل الأحمر الطيب الطاهر المطهر اسمه أحمد محمد الأمين من الباقين من ثلة الأولين والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٩ ـ في مجمع: البيان( يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ ) اختلف في هذه الولدان فقيل: انهم أولاد أهل الدنيا لم يكن لهم حسنات فيثابوا عليها ولا سيئات فيعاقبوا

__________________

(١) الأتان: الحمارة. والبرنس: قلنسوة طويلة كانت تلبس في صدر الإسلام. قال المجلسي (ره): والمراد بالزيتون والزيت: التمرة المعروفة ودهنها لأنه (عليه السلام)كان يأكلها، أو نزلتا له في المائدة من السماء، أو المراد بالزيتون مسجد دمشق أو جبال الشام كما ذكره الفيروزآبادي، أي أعطاه الله بلاد الشام. وبالزيت الدهن الذي روى انه كان في بني إسرائيل وكان غليانها من علامات النبوة، والمحراب لزومه كثرة العبادة فيه.

٢١٢

عليها، فأنزلوا هذه المنزلة عن عليٍّعليه‌السلام .

وقد روى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله انه سئل عن أطفال المشركين؟ فقال: هم خدم أهل الجنة.

٣٠ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الوشاء عن عبد الله بن سنان قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن سيد الإدام في الدنيا والاخرة، فقال: اللحم أما سمعت قول اللهعزوجل :( وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ ) .

٣١ ـ علي بن محمد بن بندار عن أحمد بن أبي عبد الله عن محمد بن علي عن عيسى بن عبد الله العلوي عن أبيه عن جده عن عليٍّ صلوات الله عليه قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : اللحم سيد الطعام في الدنيا والاخرة.

٣٢ ـ وعنه عن علي بن الريان رفعه إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : سيد ادام الجنة اللحم.

٣٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا تَأْثِيماً ) قال: الفحش والكذب والغناء، وقوله:( وَأَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ ) قال: عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام وأصحابه شيعته.

٣٤ ـ في أصول الكافي أبو علي الأشعري ومحمد بن يحيى عن محمد بن إسماعيل عن علي بن الحكم عن أبان بن عثمان عن زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: لو علم الناس كيف ابتداء الخلق ما اختلف اثنان، إنّ اللهعزوجل قبل أنْ يخلق الخلق قال: كن ماءا عذبا أخلق منك جنتي وأهل طاعتي، وكن ملحا أجاجا أخلق منك ناري وأهل معصيتي، ثمّ أمرهما فامتزجا فمن ذلك صار يلد المؤمن الكافر، والكافر المؤمن، ثمّ أخذنا طينا من أديم الأرض فعركه عركا شديدا(١) فاذا هم كالذر يدبون فقال لأصحاب اليمين: إلى الجنة بسلام، وقال لأصحاب النار: إلى النار ولا أبالي، ثم أمر نارا فأسعرت فقال لأصحاب الشمال: ادخلوها فهابوها(٢)

__________________

(١) أديم الأرض: ظاهرة وكذا أديم السماء. والعرك: الدلك.

(٢) هابه: خانه.

٢١٣

وقال لأصحاب اليمين: ادخلوها فدخلوها فقال:( كُونِي بَرْداً وَسَلاماً ) فكانت بردا وسلاما فقال أصحاب الشمال: يا رب أقلنا، فقال: قد أقلتكم فادخلوها فذهبوا فهابوها فثم ثبتت الطاعة والمعصية فلا يستطيع هؤلاء أنْ يكونوا من هؤلاء ولا هؤلاء من هؤلاء(١) .

٣٥ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن زرارة أنّ رجلا سأل أبا جعفرعليه‌السلام عن قولهعزوجل :( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى ) الآية فقال وأبوه يسمععليهما‌السلام حدّثني أبي أنّ اللهعزوجل قبض قبضة من تراب التربة التي خلق منها آدمعليه‌السلام ، فصب عليها العذب الفرات ثم تركها أربعين صباحا، ثم صب عليها الماء المالح الأجاج(٢) فتركها أربعين صباحا فلما اختمرت الطينة أخذها فعركها عركا شديدا، فخرجوا كالذر من يمينه وشماله، وأمرهم جميعا أنْ يقعوا في النار، فدخل أصحاب اليمين فصارت عليهم بردا وسلاما وأبى أصحاب الشمال أنْ يدخلوها.

٣٦ ـ علي بن محمد عن ابن أبي حمّاد عن الحسين بن يزيد عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن إبراهيم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ اللهعزوجل لـمّا أراد أنْ يخلق آدمعليه‌السلام بعث جبرئيل في أوّل ساعة من يوم الجمعة، فقبض بيمينه قبضة بلغت قبضته من السماء السابعة إلى سماء الدنيا، وأخذ من كل سماء تربة وقبض قبضة اخرى من الأرض السابعة العليا إلى الأرض السابعة القصوى فأمر جل وعز كلمته فأمسك القبضة الاولى بيمينه والقبضة الاخرى بشماله ففلق الطين فلقتين فذرا من الأرض ذروا(٣) ومن السماء ذروا. فقال للذي بيمينه: منك الرسل و

__________________

(١) وللمحدث المولى محمد باقر المجلسي (قده) في كتابه مرآة العقول بيان لهذا الحديث ونقل في ذيل أصول الكافي ج ٢ صفحة ٧ فراجع ان شئت.

(٢) أي المالح المر.

(٣) الفلق: التفريق. والذرو: الاذهاب والتفرق.

٢١٤

الأنبياء والأوصياء والصديقون والمؤمنون والسعداء ومن أريد كرامتهم، فوجب لهم ما قال كما قال، وقال للذي بشماله: منك الجبارون والمشركون والكافرون والطواغيت ومن أريد هوانه وشقوته، فوجب لهم ما قال كما قال، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٧ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن سيف عن أبيه عمن ذكره عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: خطب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الناس ثم رفع يده اليمنى قابضا على كفّه ثمّ قال: أتدرون أيها الناس ما في كفّي؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، فقال: فيها أسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وقبائلهم إلى يوم القيامة، ثم رفع يده الشمال فقال: ايها الناس أتدرون ما في كفّي؟ قالوا: الله ورسوله اعلم، فقال: أسماء أهل النار وأسماء آبائهم وقبائلهم إلى يوم القيامة ؛ ثمّ قال: حكم الله وعدل، حكم الله وعدل،( فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ ) .

٣٨ ـ في تفسير العياشي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل وفيه أنّ أصحاب اليمين هم الذين قبضهم الله من كتف آدم الأيمن، وذرأهم من صلبه، وأصحاب الشمال هم الذين قبضهم الله من كتف آدم الأيسر وذرأهم في صلبه، وقد ذكرناه في سورة آل عمران عند قولهعزوجل :( وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ ) الاية.(١)

٣٩ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى ابن أذينة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: كنّا عنده فذكرنا رجلا من أصحابنا فقلنا فيه حدّة فقال: من علامة المؤمن أنْ يكون فيه حدّة، قال: فقلنا إنّ عامة أصحابنا فيهم حدّة فقال: إنّ الله تبارك وتعالى في وقت ما ذرأهم أمر أصحاب اليمين وأنتم هم أنْ يدخلوا النار فدخلوها فأصابهم وهج(٢) فالحدّة من ذلك الوهج، وأمر أصحاب الشمال ـ وهم مخالفوهم ـ أنْ يدخلوا النار فلم يفعلوا، فمن ثمّ لهم سمت(٣) ولهم وقار.

٤٠ ـ وباسناده إلى عبد الله بن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه قال في حديث طويل:

__________________

(١) راجع المجلد الاول صفحة ٣٠٠.

(٢) الوهج: حر النار.

(٣) السمت تستعمل لهيئة أهل الخير.

٢١٥

مهما رأيت من نزق أصحابك وخرقهم(١) فهو مما أصابهم من لطخ أصحاب الشمال(٢) وما رأيت من حسن شيم من خالفهم ووقار فيهم فهو من لطخ أصحاب اليمين.

٤١ ـ وباسناده إلى أبي إسحق الليثي عن أبي جعفر الباقرعليه‌السلام حديث طويل يذكر فيه من خلق الله طينة الشيعة وطينة الناصب وان الله مزج بينهما إلى قوله: فما رأيته من شيعتنا من زنا أو لواط أو ترك صلوة أو صيام أو حج أو جهاد أو خيانة أو كبيرة من هذه الكبائر فهو من طينة الناصب وعنصره الذي قد مزج فيه لان من سنخ الناصب وعنصره وطينته اكتساب المآثم والفواحش والكبائر، وما رأيت من الناصب ومواظبته على الصلوة والصيام والزكاة والحج والجهاد وأبواب البر فهو من طينة المؤمن وسنخه الذي قد مزج فيه لان من سنخ المؤمن وعنصره وطينته، اكتساب الحسنات واستعمال الخير واجتناب المآثم.

٤٢ ـ وباسناده إلى محمد بن أبي عمير قال: قلت لأبي الحسن موسىعليه‌السلام : أخبرني عن تختم أمير المؤمنينعليه‌السلام بيمينه لأي شيء كان؟ فقال: انما كان يتختم بيمينه لأنه امام أصحاب اليمين بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وقد مدح اللهعزوجل أصحاب اليمين وذم أصحاب الشمال، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ ) قال: شجر لا يكون له ورق ولا شوك فيه، وقرأ أبو عبد اللهعليه‌السلام : وطلع منضود قال: بعضه إلى بعض.

٤٤ ـ في مجمع البيان وروت العامة عن عليٍّعليه‌السلام انه قرأ رجل عنده( وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ ) فقال: ما شأن الطلح؟ انما هو وطلح كقوله:( وَنَخْلٍ طَلْعُها هَضِيمٌ ) فقيل له: ألآ تغيره؟ فقال: إنّ القرآن لا يهاج اليوم ولا يحرك. رواه عنه ابنه الحسنعليهما‌السلام وقيس بن سعد.

٤٥ ـ ورواه أصحابنا عن يعقوب بن شعيب قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام :( وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ ) قال: لا.

__________________

(١) النزق: العجلة في جهل، والخرق: الحمق.

(٢) اللطخ: القطعة القليلة من كل شيء.

٢١٦

٤٦ ـ وورد في الخبر: أنّ في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مأة سنة لا يقطعها، إقْرَؤا إنْ شئتم وظل ممدود. وروى أيضا أنّ أوقات الجنة كغدوات الصيف لا يكون فيها حر ولا برد.

٤٧ ـ في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن ابن محبوب عن محمد بن إسحق المدني عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: سئل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ونقل حديثا طويلا يقول فيهصلى‌الله‌عليه‌وآله حاكيا حال أهل الجنة: ويزور بعضهم بعضا. ويتنعمون في جناتهم في ظل ممدود، في مثل ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، وأطيب من ذلك.

٤٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني أبي عن بعض أصحابه رفعه قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لـمّا دخلت الجنة رأيت في الجنة شجرة طوبى أصلها في دار عليٍّ وما في الجنة قصر ولا منزل إلّا ومنها فتر فيها(١) أعلاها أسفاط حلل من سندس وإستبرق، يكون للعبد المؤمن ألف ألف سفط، في كل سفط مأة حلة، ما فيها حلة تشبه الاخرى على ألوان مختلفة، وهو ثياب أهل الجنة ؛ ووسطها ظل ممدود ؛ عرض الجنة( كَعَرْضِ السَّماءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ ) ، يسير الراكب في ذلك الظل مسيرة مأتى عام فلا يقطعه، وذلك قوله:( وَظِلٍّ مَمْدُودٍ ) وأسفلها ثمار أهل الجنة وطعامهم متذلل في بيوتهم، يكون في القضيب منها مأة لون من الفاكهة مما رأيتم في دار الدنيا ومما لم تروه، وما سمعتم به وما لم تسمعوا مثلها وكلما يجتنى منها شيء نبتت مكانها اخرى، لا مقطوعة ولا ممنوعة والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤٩ ـ في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن محمد بن إسحاق المدني عن أبي جعفرعليه‌السلام قال سئل: رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وذكر حديثا طويلا يقول فيهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حاكيا حال أهل الجنة: والثمار دانية منهم وهو قولهعزوجل :( وَدانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُها وَذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلاً ) من قربها منهم يتناول المؤمن من النوع الذي يشتهيه من الثمار بفيه، وهو متكئ وان الأنواع من الفاكهة ليقلن لوليّ الله: يا ولي الله كلني قبل أنْ تأكل هذا قبلي.

__________________

(١) مر الحديث بمعناه في ج ٢ صفحة ٥٠٢ فراجع.

٢١٧

٥٠ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام حديث طويل وفيه قال السائل: فمن أين قالوا: إنّ أهل الجنة يأتى الرجل منهم إلى ثمرة يتناولها فاذا أكلها عادت كهيئتها؟ قال: نعم ذلك على قياس السراج يأتى القابس فيقتبس منه فلا ينقص من ضوئه شيئا وقد امتلئت منه الدنيا سراجا.

٥١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله:( لكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِها غُرَفٌ ) الآية فانه حدّثني أبي عن الحسن بن محبوب عن محمد بن إسحاق عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: سأل عليٌّعليه‌السلام رسول الله عن تفسيره هذه الآية فقال: لماذا بنيت هذه الغرف يا رسول الله؟ فقال: يا عليُّ تلك الغرف بنى الله لأوليائه بالدر والياقوت والزبرجد سقوفها الذهب محكوكة بالفضة(١) لكل غرفة منها ألف باب من ذهب على كل باب منها ملك موكل به، وفيها فرش مرفوعة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. وفي روضة الكافي مثله سواء.

٥٢ ـ في مجمع البيان: وفرش مرفوعة أي بسط عالية إلى قوله: وقيل: معناه نساء مرتفعات القدر في عقولهن وحسنهن وكمالهن عن الجبائي قال: ولذلك عقبه بقوله: انا انشأناهن انشاء ويقال لامرأة الرجل: هي فراشه ومنه قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله الولد للفراش وللعاهر الحجر.

٥٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً ) قال: الحور العين في الجنة( فَجَعَلْناهُنَّ أَبْكاراً عُرُباً ) قال: لا يتكلمون إلّا بالعربية وقوله: اترابا يعنى مستويات الأسنان لأصحاب اليمين أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام .

حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : جعلت فداك يا ابن رسول الله شوقني فقال: يا أبا محمّد إنّ في الجنة نهرا في حافتيه جوار نابتات إذا أمر المؤمن بجارية أعجبته قلعها وأنبت الله مكانها أخرى. قلت: جعلت فداك زدني قال: المؤمن يزوج ثمانمائة عذراء وأربعة آلاف ثيب وزوجتين من الحور العين، قلت: جعلت فداك ثمانمأة عذراء؟ قال: نعم ما يفترش منهن

__________________

(١) أي منقوشة بها.

٢١٨

شيئا إلّا وجدها كذلك، قلت: جعلت فداك من أي شيء خلقن الحور العين؟ قال: من تربة الجنة النورانية ويرى مخ ساقها من وراء سبعين حلة كبدها مرآته وكبده مرآتها، قلت: جعلت فداك لهنّ كلام يتكلمنّ به أهل الجنة؟ قال: نعم كلام يتكلمنّ به لم يسمع الخلايق أعذب منه، قلت: ما هو؟ قال: يقلن بأصوات رحيمة: نحن الخالدات فلا نموت ونحن الناعمات فلا نبؤس ونحن المقيمات فلا نظعن، ونحن الراضيات فلا نسخط، طوبى لمن خلق لنا، وطوبى لمن خلقنا له، ونحن اللواتي لو أنْ قرن(١) إحدانا علّق في جو السماء لا غشي نوره الأبصار ؛ والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٥٤ ـ في مجمع البيان عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل يذكر فيه فضل الغزاة وفيه: ويجعل الله روحه في حواصل طير(٢) خضر تسرح في الجنة حيث تشاء تأكل من ثمارها وتأوى إلى قناديل من ذهب معلقة بالعرش، ويعطى الرجل منهم سبعين غرفة من غرف الفردوس، سلوك كل غرفة ما بين صنعاء والشام يملأ نورها ما بين الخافقين، في كل غرفة سبعون بابا على كل باب سبعون مصراعا من ذهب، على كل باب سبعون نبلة(٣) في كل غرفة سبعون خيمة في كل خيمة سبعون سريرا من ذهب، قوائمها الدر والزبرجد ؛ موصولة بقضبان الزمرد على كل سرير أربعون فراشا، غلظ كل فراش أربعون ذراعا، على كل فراش زوجة من الحور العين عربا أترابا، فقال: أخبرنى يا أمير المؤمنين عن عروبة، قال: هي الغنجة الرضية الشهية لها سبعون ألف وصيف وسبعون الف وصيفة، ضعف الحلي(٤) بيض الوجوه، عليهن تيجان اللؤلؤ، على رقابهن المناديل بأيديهم

__________________

(١) القرن: الخصلة من الشعر.

(٢) حواصل جمع الحوصلة وهو من الطائر بمنزلة المعدة للإنسان.

(٣) كذا في النسخ ولا تخلوا عن التصحيف والتحريف ولم اظفر على الحديث في مظانه في كتاب مجمع البيان ولا الموسوعات الكبيرة الناقلة كالبحار والوسائل.

(٤) كذا.

٢١٩

الاكوبة والأباريق.

٥٥ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادقعليه‌السلام حديث طويل وفيه قال السائل: فكيف تكون الحوراء في كل ما أتاها زوجها عذراء؟ قال: خلقت من الطيب، لا تعتريها عاهة، ولا يخالط جسمها آفة، ولا يجرى في ثقبها شيء ولا يدنسها حيض، فالرحم ملتزقة إذ ليس فيه لسوى الاحليل مجرى.

٥٦ ـ في جوامع الجامع( إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً ) وعن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال لام سلمة: هن اللواتي قبضن في دار الدنيا عجائز شمطاء رمصاء(١) جعلهن الله بعد الكبر أترابا على ميلاد واحد في الاستواء، كلّما أتاهن أزواجهن وجدوهنّ أبكارا، فلمّا سمعت عائشة بذلك قالت: وأوجعاه فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ليس هناك وجع.

٥٧ ـ وفي الحديث يدخل أهل الجنة الجنة جردا مردا بيضا جعادا مكحلين أبناء ثلث وثلاثين.

٥٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم أخبرنا أحمد بن إدريس قال: حدّثنا أحمد بن محمد عن الحسن بن علي عن علي بن أسباط عن سالم بياع الزطي قال: سمعت أبا سعيد المداينى يسأل أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ ) قال: ثلة من الأولين خربيل مؤمن آل فرعون و( ثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ ) عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام .

٥٩ ـ وفيه وقوله:( ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ ) قال: من الطبقة التي كانت مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ( وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ ) قال: بعد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله من هذه الامة.

٦٠ ـ في كتاب الخصال عن سليمان بن يزيد عن أبيه قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أهل الجنة مأة وعشرون صفا، هذه الامة منها ثمانون صفا.

__________________

(١) الشمط: بياض شعر الرأس يخالط سواده، والرمص ـ بالتحريك ـ وسخ ابيض يجتمع في مجرى الدمع من العينين.

٢٢٠

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643