تفسير نور الثقلين الجزء ٣

تفسير نور الثقلين6%

تفسير نور الثقلين مؤلف:
المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 643

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 643 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 266759 / تحميل: 8767
الحجم الحجم الحجم
تفسير نور الثقلين

تفسير نور الثقلين الجزء ٣

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد اللهعليه‌السلام : حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : ثم ثلث بالدعاء إليه بكتابه أيضا فقال تبارك وتعالى( إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ) أي يدعو( وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ ) .

٨٨ ـ في نهج البلاغة قالعليه‌السلام : أيها الناس إنّه من استنصح الله(١) وفق، ومن اتخذ قوله دليلا هدى( لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ) .

٨٩ ـ في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد بن عليّ عن أبيه علي بن الحسينعليهم‌السلام قال: الامام منا لا يكون إلّا معصوما، وليست العصمة في ظاهر الخلقة فيعرف بها، وكذلك لا يكون إلّا منصوصا، فقيل، يا بن رسول الله فما معنى المعصوم؟ فقال: هو المعتصم بحبل الله، وحبل الله هو القرآن، والقرآن يهدى إلى الامام، وذلك قول اللهعزوجل :( إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ) .

٩٠ ـ في تفسير العيّاشي عن أبي اسحق:( إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ) قال: يهدى إلى الولاية.

٩١ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم ثم عطف على آل محمد بني أميّة فقال: و( الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً ) قوله: و( يَدْعُ الْإِنْسانُ بِالشَّرِّ دُعاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكانَ الْإِنْسانُ عَجُولاً ) قال: يدعو على أعداءه بالشر كما يدعو لنفسه بالخير ويستعجل الله بالعذاب وهو قوله:( وَكانَ الْإِنْسانُ عَجُولاً ) .

٩٢ ـ في مصباح الشريعة قال الصادقعليه‌السلام : واعرف طريق نجاتك وهلاكك، كى لا تدعو الله بشيء عسى فيه هلاكك وأنت تظن أنّ فيه نجاتك، قال الله تعالى:( وَيَدْعُ الْإِنْسانُ بِالشَّرِّ دُعاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكانَ الْإِنْسانُ عَجُولاً ) .

٩٣ ـ في تفسير العيّاشي عن سلمان الفارسي قال: إنّ الله لما خلق آدم فكان

__________________

(١) أي من أطاع أو امره وعلم أنّه يهديه إلى مصالحه ويرده عن مفاسده ويرشده إلى ما فيه نجاته ويصرفه عما فيه عطبه، قاله ابن ابى الحديد في شرحه.

١٤١

أول ما خلق عيناه فجعل ينظر جسده كيف يخلق، فلما حانت(١) ولم يتبالغ الخلق في رجليه فأراد القيام فلم يقدر، وهو قول الله: «خلق الإنسان عجولا» وان الله لما خلق آدم ونفخ فيه لم يستجمع(٢) أن يتناول عنقودا فأكله.

٩٤ ـ عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: لما خلق الله آدم( نَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ ) وثب ليقوم قبل أن يتم خلقه فسقط، فقال اللهعزوجل : «خلق الإنسان عجولا

٩٥ ـ عن أبي بصير( فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ ) قال: هو السواد الذي في جوف القمر.

٩٦ ـ عن نصر بن قابوس عن أبي عبد اللهعليه‌السلام : قال السواد الذي في القمر: محمد رسول الله.

٩٧ ـ عن أبي الطفيل قال: كنت في مسجد الكوفة فسمعت عليّاعليه‌السلام وهو على المنبر وناداه ابن الكوا وهو في مؤخر المسجد، فقال: يا أمير المؤمنين أخبرنى عن هذا السواد في القمر؟ قال: هو قول الله( فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ ) .

٩٨ ـ عن أبي الطفيل قال: قال عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام : سلوني عن كتاب الله فانه ليس من آية إلّا وقد عرفت بليل نزلت أم بنهار، أو في سهل أو في جبل، قال: فقال له ابن الكوا فما هذا السواد في القمر؟ فقال: أعمى سأل عن عمياء أما سمعت الله يقول:( فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً ) فذلك محوها.

٩٩ ـ في كتاب الخصال حدّثنا علي بن أحمد بن موسى رضى الله عنه قال: حدّثنا علي بن الحسن قال: حدّثنا سعد بن كثير بن عفير، قال: حدثني ابن لهيعة وراشد بن سعد عن حريز بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن البجلي عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في مرضه الذي توفى فيه: ادعوا لي أخى، فأرسلوا إلى عليٍّعليه‌السلام فدخل فوليا وجوههما إلى الحائط وردا عليهما ثوبا فاسدى والناس محتوشوه(٣) وراء الباب فخرج عليٌّعليه‌السلام فقال رجل من الناس: أسر إليك نبي الله شيئا؟ فقال: نعم أسر إليَّ ألف

__________________

(١) أي قربت.

(٢) كذا في النسخ وفي المصدر ونسخة البحار «لم يلبث» مكان «لم يستجمع».

(٣) أسدى بيده نحو الشيء: مدها. واحتوش القوم فلانا: اجتمعوا عليه وجعلوه في وسطهم.

١٤٢

باب، في كل باب ألف باب، قال: ووعيته؟ قال: نعم وعقلته، قال: فما السواد الذي في القمر؟ قال: إنّ اللهعزوجل قال:( وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً ) قال له الرجل: عقلت يا عليُّ ووعيت.

١٠٠ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى عبد الله بن يزيد بن سلام أنّه سأل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: ما بال الشمس والقمر لا يستويان في الضوء والنور؟ قال: لما خلقهما اللهعزوجل أطاعا ولم يعصيا شيئا، فأمر اللهعزوجل جبرئيلعليه‌السلام أن يمحو ضوء القمر فمحاه، فأثر المحو في القمر خطوطا سوداء ولو أنّ القمر ترك على حاله بمنزلة الشمس لم يمح لما عرف الليل من النهار، ولا النهار من الليل، ولا علم الصائم كم يصوم، ولا عرف الناس عدد السنين، وذلك قول اللهعزوجل :( وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ ) قال: صدقت يا محمّد، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٠١ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) وروى القاسم بن معاوية عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه قال لما خلق اللهعزوجل القمر كتب عليه لا إله إلّا الله محمّد رسول الله عليٌّ أمير المؤمنين وهو السوداء الذي ترونه، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٠٢ ـ وعن الأصبغ بن نباتة قال: قال ابن الكواء لأمير المؤمنينعليه‌السلام ، أخبرنى عن المحو الذي يكون في القمر؟ فقال: الله أكبر، الله أكبر، رجل أعمى يسأل عن مسألة عمياء أما سمعت الله يقول:( وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً ) .

١٠٣ ـ في نهج البلاغة قالعليه‌السلام : وجعل شمسها آية مبصرة لنهارها. وقمرها آية ممحوة من ليلها، وأجراهما في مناقل مجراهما، وقدر مسيرهما في مدارج درجهما، ليميز بين الليل والنهار بهما، وليعلم( عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ ) بمقادير هما.

١٤٣

١٠٤ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سدير الصيرفي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل يقول فيه: فنظرت في كتاب لجفر صبيحة هذا اليوم وهو الكتاب المشتمل على علم المنايا والبلايا، وعلم ما كان وما يكون إلى يوم القيمة الذي خص الله به محمدا والائمة من بعدهعليهم‌السلام وتأملت مولد غائبنا وإبطاءه وطول عمره، وبلوى المؤمنين في ذلك الزمان، وتولد الشكوك في قلوبهم من طول غيبته وارتداد أكثر هم عن دينهم، وخلعهم ربقة الإسلام(١) من أعناقهم، التي قال الله تعالى جل ذكره و( كُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ ) يعنى الولاية، فأخذتني الرقة واستولت على الأحزان.

١٠٥ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( وَكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ ) يقول: خيره وشره معه حيث كان لا يستطيع فراقه، حتّى يعطى كتابه يوم القيمة بما عمل.

١٠٦ ـ في تفسير العيّاشي عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام عن قوله:( وَكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ ) قال: قدره الذي قدر عليه.

١٠٧ ـ عن خالد بن نجيج عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله:( اقْرَأْ كِتابَكَ كَفى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ ) قال: يذكر العبد جميع ما عمل وما كتب عليه، حتّى كأنه فعله تلك الساعة فلذلك «قالوا( يا وَيْلَتَنا ما لِهذَا الْكِتابِ لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصاها )

١٠٨ ـ في مجمع البيان: ( وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى ) وروى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال: لا تجن يمينك عن شمالك، وهذا مثل ضربهعليه‌السلام وفي هذا دلالة واضحة على بطلان قول من يقول: إنّ أطفال الكفار يعذبون مع آبائهم في النار، انتهى.

١٠٩ ـ في تفسير العيّاشي عن حمران عن أبي جعفر في قول الله.( وَإِذا أَرَدْنا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنا مُتْرَفِيها ) ، قال: تفسيرها أمرنا أكابرها.

__________________

(١) الربقة: العروة.

١٤٤

١١٠ ـ عن حمران عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( وَإِذا أَرَدْنا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنا مُتْرَفِيها ) مشددة منصوبة(١) تفسيرها كثرنا، وقال: لا قرأتها مخففة.

١١١ ـ في مجمع البيان وقرأ يعقوب «آمرنا» بالمد على وزن عامرنا وهو قراءة عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، وقرأ «أمرنا» بتشديد الميم محمد بن عليّعليهما‌السلام بخلاف.

١١٢ ـ في عيون الاخبار في باب مجلس الرضاعليه‌السلام مع سليمان المروزي بعد كلام طويل قال الرضاعليه‌السلام : ألا تخبرني عن قول اللهعزوجل :( وَإِذا أَرَدْنا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنا مُتْرَفِيها فَفَسَقُوا فِيها ) يعنى بذلك أنّه يحدث ارادة؟ قال: نعم، قال: فاذا أحدث ارادة كان قولك ان الارادة هي هو أو شيء منه باطلا، لأنه لا يكون أن يحدث نفسه، ولا يتغير عن حاله تعالى الله عن ذلك؟ قال سليمان: إنّه لم يكن عنى بذلك أنّه يحدث ارادة، قال: فما عنى به؟ قال: عنى فعل الشيء، قال الرضاعليه‌السلام : ويلك كم تردد في هذه المسئلة وقد أخبرتك أنّ الارادة محدثة لان فعل الشيء محدث، قال: فليس لها معنى؟ قال الرضاعليه‌السلام : قد وصف نفسه عندكم حتّى وصفها بالإرادة بما لا معنى له فاذا لم يكن لها معنى قديم ولا حديث بطل قولكم ان اللهعزوجل لم يزل مريدا قال سليمان: إنّما عنيت انها فعل من الله تعالى لم يزل، قال: ألا تعلم أنّ ما لم يزل لا يكون مفعولا وقديما وحديثا في حالة واحدة فلم يحر جوابا(٢) .

١١٣ ـ في مجمع البيان: ( وَكَمْ أَهْلَكْنا مِنَ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ ) قيل: القرن مأة سنة، وروى ذلك مرفوعا، وقيل: أربعون سنة، رواه ابن سيرين مرفوعا.

١١٤ ـ( مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعاجِلَةَ عَجَّلْنا لَهُ فِيها ما نَشاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنا لَهُ جَهَنَّمَ ) يصليها مذموما مدحورا وروى ابن عباس أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: معنى الآية( مَنْ كانَ يُرِيدُ ثَوابَ الدُّنْيا ) بعمله الذي افترضه الله عليه لا يريد وجه الله والدار الآخرة عجل له فيها ما يشاء الله من عرض الدنيا، وليس له ثواب في الآخرة، وذلك أنّ الله سبحانه يؤتيه

__________________

(١) وفي تفسير الصافي «مشددة ميمه» وهو الظاهر.

(٢) أي لم يرد جوابا.

١٤٥

ذلك ليستعين به على الطاعة فيستعمله في معصية الله فيعاقبه الله عليه. قال عز من قائل:( وَمَنْ أَرادَ الآخرة وَسَعى لَها سَعْيَها وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ كانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً ) .

١١٥ ـ في روضة الواعظين للمفيد (ره) قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :( وَمَنْ أَرادَ الْآخِرَةَ ) فليترك زينة الحيوة الدنيا.

١١٦ ـ في من لا يحضره الفقيه وروى معاوية بن عمار عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه قال: تقول أحرم لك شعري وبشرى ولحمى ودمي وعظامي ومخي وعصبي من النساء والطيب ابتغى بذلك وجهك والدار الآخرة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١١٧ ـ في الكافي عليّ بن إبراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن أبي الحسن علي بن يحيى عن أيوب بن أعين عن أبي حمزة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يؤتى يوم القيمة برجل فيقال له: احتج، فيقول: رب خلقتني وهديتني فأوسعت علي فلم أزل أوسع على خلقك وأيسر عليهم لكي تنشر على هذا اليوم رحمتك وتيسره، فيقول الرب جل ثناؤه وتعالى ذكره: صدق عبدي أدخلوه الجنة.

١١٨ ـ في أصول الكافي عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن جميل عن هارون بن خارجة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: العباد ثلثة(١) قوم عبدوا اللهعزوجل خوفا فتلك عبادة العبيد، وقوم عبدوا الله تبارك وتعالى طلب الثواب فتلك عبادة الأجراء، وقوم عبدوا اللهعزوجل حبا له فتلك عبادة الأحرار وهي أفضل العبادة.

١١٩ ـ في نهج البلاغة هذا ما أمر به عبد الله عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين في ما له ابتغاء وجه الله ليولجني به الجنة ويعطيني به الأمنة.

١٢٠ ـ وفيه وليس رجل فاعلم احرص على جماعة امة محمد وألفتها(٢) مني أبتغى بذلك حسن الثواب وكريم المآب.

__________________

(١) وفي بعض النسخ «العبادة ثلاث».

(٢) الالفة من التأليف، ومرجع الضمير في «ألفتها» الامة.

١٤٦

١٢١ ـ في أمالي الصدوق (ره) باسناده إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من صام يوما تطوعا ابتغاء ثواب الله وجبت له المغفرة.

١٢٢ ـ وباسناده إلى الصادق جعفر بن محمدعليه‌السلام في قولهعزوجل : «يوفون بالنذر» الآيات حديث طويل ستقف بتمامه إنشاء الله في «هل أتى» وفيه:( إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَلا شُكُوراً ) قال: والله ما قالوا هذا لهم ولكنهم أضمروه في أنفسهم فأخبر الله بإضمارهم، يقولون لا نريد جزاء تكافوننا به، ولا شكورا تثنون علينا به، ولكنا إنّما أطعمناكم لوجه الله وطلب ثوابه. قال عز من قائل:( وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً ) .

١٢٣ ـ في مجمع البيان وروى أنّ ما بين أعلى درجات الجنة وأسفلها ما بين السماء والأرض.

١٢٤ ـ وروى العيّاشي بالإسناد عن أبي بصير قال قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : لا تقولن: الجنة واحدة، ان الله يقول:( وَمِنْ دُونِهِما جَنَّتانِ ) ولا تقولن درجة واحدة، ان الله يقول: «درجات بعضها فوق بعض» إنّما تفاضل القوم بالأعمال، قال: وقلت له: إنّ المؤمنين يدخلان الجنة فيكون أحدهما أرفع مكانا من الآخر فيشتهي أن يلقى صاحبه، قال: من كان فوقه فله أن يهبط، ومن كان تحته لم يكن له أن يصعد، لأنه لم يبلغ ذلك المكان ولكنهم إذا أحبوا ذلك واشتهوا التقوا على الاسرة.

١٢٥ ـ عن أنس عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: وانما يرتفع العباد غدا في الدرجات وينالون الزلفى من ربهم على قدر عقولهم.

١٢٦ ـ في كتاب جعفر بن محمد الدوريستي باسناده إلى عمرو بن ميمون أنّ ابن مسعود حدّثهم عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: يكون في النار قوم ما شاء الله أن يكونوا، ثم يرحمهم‌الله فيكونون في أدنى الجنة فيغتسلون في نهر الحيوة يسميهم أهل الجنة الجهنميون، لو أضاف أحدهم أهل الدنيا لاطعمهم وسقاهم وفرشهم ولحفهم وروحهم لا ينقص ذلك.

١٤٧

١٢٧ ـ في أصول الكافي علي بن محمد بن عبد الله عن إبراهيم بن إسحق الأحمر عن محمد بن سليمان الديلمي عن أبيه قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : فلان من عبادته ودينه وفضله كذا، فقال: كيف عقله؟ قلت: لا أدرى، فقال: إنّ الثواب على قدر العقل، ان رجلا من بنى إسرائيل كان يعبد الله في جزيرة من جزاير البحر خضراء نضرة كثيرة الشجر، ظاهرة الماء، وإنّ ملكا من الملائكة مر به فقال: يا رب أرني ثواب عبدك هذا، فأراه الله ذلك فاستقله الملك. فأوحى الله اليه: أنْ اصحبه فأتاه الملك في صورة إنسيّ فقال له: من أنت؟ فقال: أنا رجل عابد بلغني مكانك وعبادتك في هذا المكان فأتيتك لأعبد الله معك فكان معه يومه ذلك، فلما أصبح قال له الملك: إنّ مكانك لنزه وما يصلح إلّا للعبادة، فقال له العابد: إنّ لمكاننا هذا عيبا فقال له: وما هو؟ قال: ليس لربنا بهيمة، فلو كان له حمار رعيناه في هذا الموضع فانّ هذا الحشيش يضيع، فقال له الملك: ما لربّك حمار؟ فقال: لو كان له حمار ما كان يضيع مثل هذا الحشيش فأوحى الله إلى الملك إنّما أثيبه على قدر عقله.

١٢٨ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى ابن عباس عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل وفيه فقال الشيخ: يا أمير المؤمنين فما القضاء والقدر اللذان ساقانا وما هبطنا واديا ولا علونا تلعة(١) إلّا بهما فقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : الأمر من الله والحكم، ثم تلا هذه الآية:( وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً )

١٢٩ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى وعلى بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن الحسن بن محبوب عن أبي ولاد الحناط قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً ) ما هذا الإحسان؟ فقال: الإحسان أن تحسن صحبتهما، وأن لا تكلفهما أن يسألاك [مما يحتاجان اليه] وانْ كانا مستغنيين، أليس يقول اللهعزوجل :( لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حتّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ) قال: ثم قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : واما قول اللهعزوجل :( إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُما )

__________________

(١) التلعة: القطعة المرتفعة من الأرض.

١٤٨

قال: إنْ أضجراك( فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ، وَلا تَنْهَرْهُما ) إنْ ضرباك، قال:( وَقُلْ لَهُما قَوْلاً كَرِيماً ) قال: إنْ ضرباك فقل لهما غفر الله لكما فذلك قول كريم قال:( وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ ) قال: لا تمل عينيك(١) من النظر إليهما برحمة ورقة، ولا ترفع صوتك فوق أصواتهما، ولا يدك فوق أيديهما ولا تقم قدامهما.

١٣٠ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن سنان عن حديد بن حكيم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: أدنى العقوق أف، ولو علم الله شيئا أهون منه لنهى عنه.

١٣١ ـ عنه عن يحيى بن إبراهيم بن أبي البلاد عن أبيه عن جده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: لو علم الله شيئا أدنى من أف لنهى عنه، وهو من أدنى العقوق، ومن العقوق ان ينظر الرجل إلى والديه فيحد النظر إليهما.

١٣٢ ـ عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن منصور بن يونس عن أبي المأمون الحارثي قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : ما حق المؤمن على المؤمن؟ قال: إنّ من حق المؤمن على المؤمن المودة له في صدره، إلى أن قال: وإذا قال له أف فليس بينهما ولاية.

١٣٣ ـ عن محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس بن عبد الرحمن عن درست بن أبي منصور عن أبي الحسن موسىعليه‌السلام قال: سأل رجل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ما حق الوالد على الولد؟ قال: لا يسميه باسمه، ولا يمشى بين يديه ولا يجلس قبله ولا يستسب له(٢)

__________________

(١) قال المجلسي (ره): الظاهر: «لا تملأ» بالهمزة كما في مجمع البيان وتفسير العيّاشي واما على ما في نسخ الكتاب فلعله أبدلت الهمزة حرف علة، ثم حذفت بالجازم فهو بفتح اللام المخففة، ولعل الاستثناء في قوله «الا برحمة» منقطع، والمراد بملاء العينين حدة النظر.

(٢) أي لا يفعل ما يصير سببا لسب الناس له كأن يسبهم أو آبائهم، وقد يسب الناس والد من يفعل فعلا شنيعا قبيحا.

١٤٩

١٣٤ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم ( فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ ) قال: لو علم أنّ شيئا أقل من أف لقاله( وَلا تَنْهَرْهُما ) أي ولا تخاصمهما، وفي حديث آخر: أي بالألف فلا تقل لهما أفا( وَقُلْ لَهُما قَوْلاً كَرِيماً ) أي حسنا( وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ ) قال: تذلل لهما ولا تتبختر عليهما(١) .

١٣٥ ـ في روضة الواعظين للمفيد (ره) قال الصادقعليه‌السلام : قوله تعالى:( وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً ) قال: الوالدين محمد وعلى.

١٣٦ ـ في عيون الاخبار في باب ذكر ما كتب به الرضاعليه‌السلام إلى محمد بن سنان في جواب مسائله في العلل: وحرم الله تعالى عقوق الوالدين لما فيه من الخروج عن التوقير لطاعة الله تعالى، والتوقير للوالدين، وتجنب كفر النعمة وابطال الشكر، وما يدعو في ذلك إلى قلة النسل وانقطاعه، لما في العقوق من قلة توقير الوالدين والعرفان بحقهما، وقطع الأرحام والزهد من الوالدين في الولد، وترك التربية لعلة ترك الولد برهما.

١٣٧ ـ في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنينعليه‌السلام أصحابه إذا قال المؤمن لأخيه: أف، انقطع ما بينهما، فان قال: أنت كافر كفر أحدهما، وإذا اتهمه انماث(٢) الإسلام في قلبه كما ينماث الملح في الماء.

١٣٨ ـ عن موسى بن بكر الواسطي قال: قلت لأبي الحسن موسى بن جعفرعليه‌السلام : الرجل يقول لابنه أو لابنته: بأبي أنت وأمّي أو بأبوى أترى بذلك بأسا؟ فقال: إنْ كان أبواه حيين فأرى ذلك عقوقا، وانْ كانا قد ماتا فلا بأس.

١٣٩ ـ عن عبد الله بن الفضل الهاشمي قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : ثلثة من عاندهم ذل: الوالد، والسلطان، والغريم.

١٤٠ ـ عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائهعليهم‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يلزم الوالدين من العقوق لولدهما إذا كان الولد صالحا، ما يلزم الولد لهما.

__________________

(١) كذا في النسخ وفي المصدر «لا تتجبر عليهما».

(٢) انماث الشيء: ذاب.

١٥٠

١٤١ ـ عن عنبسة بن مصعب قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام ثلثة لم يجعل الله تعالى لأحد من الناس فيهن رخصة: بر الوالدين برين كانا أو فاجرين، والوفاء بالعهد للبر والفاجر، وأداء الامانة للبر والفاجر.

١٤٢ ـ في من لا يحضره الفقيه في باب الحقوق المروية باسناده عن سيد العابدينعليه‌السلام : واما حق أمك أن تعلم انها حملتك حيث لا يحتمل أحد أحدا، وأعطتك من ثمرة قلبها ما لا يعطى أحد أحدا، ووقتك بجميع جوارحها ولم تبال أن تجوع وتطعمك، وتعطش وتسقيك، وتعرى وتكسوك، وتضحى وتظلك، وتهجر النوم لأجلك، ووقتك الحر والبرد لتكون لها فانك لا تطيق شكرا إلّا بعون الله وتوفيقه واما حق أبيك، فان تعلم أنّه أصلك فانك لولاه لم تكن، فمهما رأيت من نفسك ما يحبك فاعلم أنّ أباك أصل النعمة عليك فيه، فاحمد الله واشكره على قدر ذلك ولا قوة إلّا بالله.

١٤٣ ـ في مجمع البيان روى عن علي بن موسى الرضاعليه‌السلام عن أبيه عن جده أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: لو علم الله لفظة أوجز في ترك عقوق الوالدين من أف لاتى به.

١٤٤ ـ وفي رواية اخرى عنهعليه‌السلام قال: أدنى العقوق أف ولو علم الله شيئا أيسر منه أو أهون منه لنهى عنه.

١٤٥ ـ وفي خبر آخر فليعمل العاق ما شاء ان يعمل، فلن يدخل الجنة.

١٤٦ ـ وروى أبو أسيد الأنصاري قال: بينا نحن عند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إذ جاءه رجل من بنى سلمة فقال: يا رسول الله هل بقي من بر أبوى شيء أبرهما به بعد موتهما؟ قال: نعم الصلوة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهد هما من بعد هما، وإكرام صديقهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلّا بهما.

١٤٧ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن معمر ابن خلاد قال: قلت لأبى الحسن الرضاعليه‌السلام : أدعو لوالدي ان كانا لا يعرفان الحق؟ قال: أدع لهما وتصدق عنهما، وانْ كانا حيين لا يعرفان الحق فدارهما، فان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: إنّ الله بعثني بالرحمة لا بالعقوق.

١٥١

١٤٨ ـ عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: جاء رجل إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال: يا رسول الله من أبر؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك قال: ثم من؟ قال: أباك.

١٤٩ ـ علي بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم بن إسحاق عن عبد الرزاق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن أبي جعفرعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : ثم بعث الله محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو بمكة عشر سنين، فلم يمت بمكة في تلك العشر سنين أحد يشهد أنْ لا إله إلّا الله وأنّ محمّدا رسول الله إلّا أدخله الله الجنة بإقراره، وهو ايمان التصديق، ولم يعذب الله أحدا ممن مات وهو متبع لمحمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله على ذلك إلّا من أشرك بالرحمن، وتصديق ذلك أنّ اللهعزوجل أنزل عليه في سورة بنى إسرائيل بمكة:( وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً ) إلى قوله تعالى:( إِنَّهُ كانَ بِعِبادِهِ خَبِيراً بَصِيراً ) أدب وعظة وتعليم ونهى خفيف، ولم يعد عليه ولم يتواعد على اجتراح شيء مما نهى عنه.

١٥٠ ـ في تفسير العيّاشي عن عبد الله بن عطاء قال: قال أبو جعفرعليه‌السلام : يا بن عطاء ترى زاغت الشمس(١) فقلت: جعلت فداك وما علمي بذلك وانا معك؟ فقال: لا لم تفعل وأوشك، قال: فسرنا فقال: قد فعلت، قلت: هذا المكان الأحمر؟ قال: ليس يصلى هاهنا، هذه أودية النمال وليس يصلى، قال: فمضينا إلى أرض بيضاء قال: هذه سبخة(٢) وليس يصلى بالسباخ، قال: فمضينا إلى أرض حصباء(٣) ، فقال: هاهنا فنزل ونزلت فقال: يا ابن عطاء أتيت العراق فرأيت القوم يصلون بين تلك السواري في مسجد الكوفة؟ قال: قلت نعم، فقال: أولئك شيعة أبي على، هذه صلوة الأوابين، إنّ الله يقول إنّه( كانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُوراً ) .

__________________

(١) زاغت الشمس: أي مالت وزالت عن أعلى درجات ارتفاعها.

(٢) السبخة واحدة السباخ: هي أرض مالحة يعلوها الملوحة ولا تكاد تنبت إلّا بعض الأشجار.

(٣) الحصباء. صفار الحصى.

١٥٢

١٥١ ـ عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام يقول في قوله:( فَإِنَّهُ كانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُوراً ) قال: هم التوابون المتعبدون.

١٥٢ ـ عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: يا أبا محمد عليكم بالورع والاجتهاد وأداء الامانة وصدق الحديث وحسن الصحبة ممن صحبكم، وطول السجود، وكان ذلك من سنن الأوابين، قال أبو بصير: الأوابون التوابون.

١٥٣ ـ عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من صلى أربع ركعات في كل ركعة خمسين مرة قال هو الله أحد كانت صلوة فاطمة صلوات الله عليها، وهي صلوة الأوابين.

١٥٤ ـ عن محمد بن حفص عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: كانت صلوة الأوابين خمسين صلوة كلها بقل هو الله أحد.

١٥٥ ـ في مجمع البيان ( فَإِنَّهُ كانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُوراً ) الأواب التواب. إلى قوله: وقيل انهم الذين يصلون بين المغرب والعشاء روى ذلك مرفوعا.

١٥٦ ـ في عيون الاخبار في باب ذكر مجلس الرضاعليه‌السلام مع المأمون في الفرق بين العترة والامة حديث طويل وفيه قالت العلماء: فأخبرنا هل فسر الله تعالى الاصطفاء في الكتاب؟ فقال الرضاعليه‌السلام : فسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثنى عشر موطنا وموضعا، فأول ذلك قولهعزوجل إلى ان قالعليه‌السلام : والآية الخامسة قول الله تعالى: و( آتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ ) خصوصية خصهم الله العزيز الجبار بها، واصطفاهم على الامة، فلما نزلت هذه الآية على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ادعوا لي فاطمة، فدعيت له فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا فاطمة، قالت: لبيك يا رسول الله، فقال: هذه فدك هي مما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب، وهي لي خاصة دون المسلمين، فقد جعلتها لك لما أمرنى الله به، فخذيها لك ولولدك فهذه الخامسة.

١٥٧ ـ في أصول الكافي محمد بن الحسين وغيره عن سهل عن محمد بن عيسى ومحمد بن يحيى ومحمد بن الحسين جميعا عن محمد بن سنان عن إسمعيل بن جابر وعبد الكريم بن عمرو عن عبد الحميد بن أبي الديلم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل يقول

١٥٣

فيهعليه‌السلام : ثم قال جل ذكره( وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ ) وكان عليٌّعليه‌السلام وكان حقّه الوصيّة التي جعلت له، والاسم الأكبر وميراث العلم، وآثار علم النبوة.

١٥٨ ـ علي بن محمد بن عبد الله عن بعض أصحابنا أظنه السياري عن علي بن أسباط قال: لما ورد أبو الحسن موسى على المهدي رآه يرد المظالم، فقال: يا أمير المؤمنين ما بال مظلمتنا لا ترد؟ فقال له: وما ذاك يا أبا الحسن؟ قال: إنّ الله تبارك وتعالى لما فتح على نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله فدك وما والاها، لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب(١) فأنزل الله على نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله ( وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ ) ولم يدر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من هم، فراجع في ذلك جبرئيلعليه‌السلام وراجع جبرئيل ربه، فأوحى الله اليه: أنْ ادفع فدك إلى فاطمةعليها‌السلام ، فدعاها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال لها: يا فاطمة ان الله أمرنى أن أدفع إليك فدك، فقالت: قد قبلت يا رسول الله من الله ومنك، فلم يزل وكلاؤها فيها حياة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فلما ولى أبو بكر أخرج عنها وكلاءها، فأتته فسألته ان يردها فقال لها: ايتني بأسود أو أحمر يشهد لك بذلك، فجاءت بأمير المؤمنينعليه‌السلام وأم أيمن فشهدا لها فكتب لها بترك التعرض، فخرجت والكتاب معها، فلقيها عمر فقال: ما هذا معك يا بنت محمد؟ قالت: كتاب كتبه لي ابن ابى قحافة، قال: أرينيه فأبت فانتزعه من يدها ونظر فيه، ثم تفل فيه ومحاه وحرقة، وقال لها: هذا لم يوجف عليه أبوك بخيل ولا ركاب فضعي الجبال(٢) في رقابنا، فقال له المهدي: يا أبا الحسن حدها

__________________

(١) الإيجاف: السير الشديد، وفي قوله تعالى:( فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكابٍ ) قالوا: المعنى ما أوجفتم على تحصيله وتغنيمه خيلا ولا ركابا، وانما مشيتم على أرجلكم، فلم تحصلوا أموالهم بالغلبة والقتال ولكن الله سلط رسله عليه وحواه أموالهم.

(٢) قال المجلسي (ره) في مرآة العقول: في بعض النسخ بالحاء المهملة أي ضعى الحبال لترفعنا إلى حكم، قاله تحقيرا وتعجيزا، وقاله تفريعا على المحال بزعمه، أي انك إذا أعطيت ذلك ووضعت الحبل على رقابنا وجعلتنا عبيدا لك، أو انك إذا حكمت على ما لم يوجف عليها أبوك بأنها ملكت فاحكمى على رقابنا أيضا بالملكية. وفي بعض النسخ بالمعجمة أي ان قدرت على وضع الجبال على رقابنا فضعي.

١٥٤

لي، فقال: حد منها جبل أحد، وحد منها عريش مصر، وحد منها سيف البحر، وحد منها دومة الجندل(١) فقال له: كل هذا؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين هذا كله، ان هذا [كله] مما لم يوجف على أهله رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بخيل ولا ركاب، فقال: كثير وأنظر فيه.

١٥٩ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم قوله:( وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ) يعنى قرابة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ونزلت في فاطمة، فجعل لها فدك والمسكين من ولد فاطمة وابن السبيل من آل محمد، وولد فاطمة.

١٦٠ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن علي بن الحسينعليه‌السلام حديث طويل يقول فيه لبعض الشاميين: اما قرأت هذه الآية:( وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ ) ؟ قال: نعم، قالعليه‌السلام : فنحن أولئك الذين أمر اللهعزوجل نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله أن يؤتيهم حقهم.

١٦١ ـ في مجمع البيان وأخبرنا السيد أبو الحمد إلى قوله: عن أبي سعيد الخدري قال: لما نزل: قوله:( وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ ) أعطى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فاطمة فدك، قال عبد الرحمن بن صالح: كتب المأمون إلى عبيد الله بن موسى(٢) يسأله عن قصة فدك، فكتب إليه عبيد الله بهذا الحديث، رواه عن الفضيل بن مرزوق عن عطية، فرد المأمون فدك على ولد فاطمة.

١٦٢ ـ في تفسير العيّاشي عن عبد الرحمن عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: لما أنزل الله:( وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ ) قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا جبرئيل قد عرفت

__________________

(١) قال ياقوت: عريش مدينة كانت أول عمل مصر من ناحية الشام على ساحل بحر الروم في وسط الرمل. ثم ذكر بعد كلا له وجه تسميته بالعريش فراجع. وسيف البحر: ساجله. ودومة الجندل: حصن بين المدنية والشام يقرب من تبوك وهي إلى الشام أقرب، سميت بدوم بن إسماعيل بن إبراهيم (ع)، وسميت دومة الجندل لان حصنها مبني بالجندل.

(٢) هو عبيد الله بن موسى العبسي من علماء الشيعة ومحدثيهم في القرن الثالث من الهجرة النبوية.

١٥٥

المسكين فمن ذوي القربى؟ قال: هم أقاربك، فدعا حسنا وحسينا وفاطمة، فقال: إنّ ربي أمرنى أن أعطيكم مما أفاء الله عليّ، قال: أعطيتكم فدك.

١٦٣ ـ عن أبان بن تغلب قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : أكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله اعطى فاطمة فدكا؟ قال: كان وقفها، فأنزل الله( وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ ) فأعطاها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حقها، قلت: رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أعطاها؟ قال: بل الله أعطاها.

١٦٤ ـ عن جميل بن دراج عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: أتت فاطمة أبا بكر تريد فدك، قال: هاتي أسود أو أحمر يشهد بذلك، قال: فأتت أم أيمن فقال لها: بم تشهدين؟ قالت: أشهد أنّ جبرئيل أتى محمدا فقال: إنّ الله يقول:( وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ ) فلم يدر محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله من هم، فقال: يا جبرئيل سل ربك من هم؟ فقال: فاطمة ذوي القربى فأعطاها فدكا، فزعموا أنّ عمر محى الصحيفة وقد كان كتبها أبو بكر.

١٦٥ ـ عن أبي الطفيل عن عليٍّعليه‌السلام قال: قال يوم الشورى: أفيكم أحد تم نوره من السماء حين قال:( وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ ) قالوا: لا.

١٦٦ ـ في محاسن البرقي عنه عن أبيه عن عليّ بن حديد عن منصور بن يونس عن إسحق بن عمار عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله: ولا تبذر تبذيرا قال: لا تبذر ولاية عليٍّ.

١٦٧ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن الحسن بن محبوب عن مالك بن عطية عن عامر بن جذاعة قال: جاء رجل إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام : فقال لهعليه‌السلام : اتق الله ولا تسرف ولا تقتر، ولكن بين ذلك قواما، ان التبذير من الإسراف، قال اللهعزوجل :( وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً ) .

١٦٨ ـ في تفسير العيّاشي عن عبد الرحمن بن الحجاج قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قوله:( وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً ) قال: من أنفق شيئا في غير طاعة الله فهو مبذر. ومن أنفق في سبيل الله فهو مقتصد.

١٦٩ ـ عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام في قوله: «ولا تبذر تبذيرا» قال بذر الرجل قال: ليس له مال قال: فيكون تبذيرا في حلال؟ قال: نعم.

١٥٦

١٧٠ ـ عن جميل عن إسحق بن عمار في قوله:( وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً ) قال: لا تبذر في ولاية عليّعليه‌السلام

١٧١ ـ عن بشر بن مروان قال: دخلنا على أبي عبد اللهعليه‌السلام فدعى برطب فأقبل بعضهم يرمى النوى قال: فأمسك أبو عبد اللهعليه‌السلام يده فقال: لا تفعل أنّ هذا من التبذير وأنّ الله لا يحب الفساد.

١٧٢ ـ في مجمع البيان ( وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً ) وروى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ان أمير المؤمنينعليه‌السلام : قال لعناية كن زاملة للمؤمنين فان خير المطايا أمثلها وأسلمها ظهرا ولا تكن من المبذرين.

١٧٣ ـ و( إِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ) الآية وروى أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله كان لما نزلت هذه الآية إذا سئل ولم يكن عنده ما يعطى قال: يرزقنا الله وإياكم من فضله.

١٧٤ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب بعد ذكر فاطمةعليها‌السلام وما تلقى من الطحن.

كتاب الشيرازي: انها لما ذكرت حالها وسألت جارية بكى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: يا فاطمة والذي بعثني بالحق ان في المسجد أربعمائة رجل ما لهم طعام ولا ثياب ولولا خشيتي خصلة لأعطيتك ما سألت يا فاطمة إنّي لا أريد أن ينفك عنك أجرك إلى الجارية، وانى أخاف ان يخصمك عليّ بن أبي طالب يوم القيمة بين يدي اللهعزوجل إذا طلب حقه منك، ثم علمها صلوة التسبيح فقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : مضيت تريدين من رسول الله الدنيا فأعطانا الله ثواب الآخرة قال أبو هريرة: فلما خرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من عند فاطمة أنزل الله على رسوله( : وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوها ) يعنى عن قرابتك وابنتك فاطمة «ابتغاء» يعنى طلب( رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ ) يعنى طلب رزق من ربك( تَرْجُوها فَقُلْ لَهُمْ قَوْلاً مَيْسُوراً ) يعنى قولا حسنا فلما نزلت هذه الآية أنفذ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إليها جارية للخدمة وسماها فضة.

١٧٥ ـ في الكافي عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن ابى عمير عن عمر بن يزيد عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إلى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْها

١٥٧

كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً ) محسورا قال: الإحسار الفاقة.

١٧٦ ـ علي بن محمد عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن النضر بن سويد عن موسى بن بكر عن عجلان قال: كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام فجاء سائل فقام إلى مكتل(١) فيه تمر فملأ يده فناوله، ثم جاء آخر فسأله فقام فأخذ بيده فناوله، ثم جاء آخر فسأله فقام فأخذ بيده فناوله ثم جاء آخر فقال: الله رازقنا وإياك. ثمّ قال: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان لا يسأله أحد من الدنيا شيئا إلّا أعطاه، فأرسلت إليه امرأة ابنا لها فقال: انطلق إليه فاسئله فان قال: ليس عندنا شيء، فقل أعطني قميصك قال، فأخذ قميصه فرمى به اليه، وفي نسخة اخرى فأعطاه، فأدبه الله تبارك وتعالى على القصد فقال:( وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إلى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً ) .

١٧٧ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد وأحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن عبد الله بن سنان في قوله تبارك وتعالى:( وَالَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً ) فبسط كفه وفرق أصابعه وحناها شيئا(٢) وعن قوله تعالى،( وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ ) فبسط راحته وقال: هكذا وقال: القوام ما يخرج من بين الأصابع ويبقى في الراحة منه شيء.

١٧٨ ـ عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل يقول فيه: ثم علم الله جل اسمه نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله كيف ينفق، وذلك أنّه كانت عنده أوقية من الذهب فلم يكن عنده ما يعطيه، فلامه السائل واغتم هو حيث لم يكن عنده ما يعطيه، وكانصلى‌الله‌عليه‌وآله رحيما رقيقا، فأدب اللهعزوجل نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله بأمره فقال:( وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إلى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً ) يقول: إنّ الناس قد يسألونك ولا يعذرونك فاذا أعطيت جميع ما عندك من المال كنت قد حسرت من المال(٣) .

__________________

(١) المكتل: زنبيل من خوص.

(٢) أي اعوجها يسيرا.

(٣) حسر الرجل: أعيا وكل وانقطع.

١٥٨

١٧٩ ـ في تفسير العيّاشي عن الحلبي عن بعض أصحابه عنه قال: قال أبو جعفر لأبي عبد اللهعليه‌السلام : يا بنى عليك بالحسنة بين السيئتين تمحوهما، قال: وكيف ذلك يا أبه؟ قال: مثل قوله:( وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إلى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٨٠ ـ عن ابن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله:( وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إلى عُنُقِكَ ) قال: فضم يده وقال: هكذا.

١٨١ ـ عن محمد بن يزيد عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :( وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إلى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً ) قال: الإحسار الإقتار.

١٨٢ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم وقولهعزوجل :( وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إلى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً ) فانه كان سبب نزولها أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان لا يرد أحدا يسأله شيئا عنده، فجاء رجل فسأله فلم يحضره شيء، فقال: يكون إنشاء الله، فقال: يا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أعط قميصك وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لا يرد أحدا عما عنده، فأعطاه قميصه، فأنزل اللهعزوجل :( وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إلى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ ) فنهاه اللهعزوجل أن يبخل ويسرف ويقعد محسورا من الثياب، فقال الصادقعليه‌السلام : المحسور العريان.

١٨٣ ـ في تهذيب الأحكام الحسن بن محمد بن سماعة عن محمد بن زياد عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قولهعزوجل :( وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إلى عُنُقِكَ ) قال: ضم يده فقال: هكذا( وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ ) قال: بسط راحته وقال: هكذا. قال عز من قائل:( إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ ) الآية.

١٨٤ ـ في نهج البلاغة قالعليه‌السلام : وقدر الأرزاق فكثرها وقللها وقسمها على الضيق والسعة، فعدل فيها ليبتلى من أراد بميسورها ومعسورها، وليختبر بذلك

١٥٩

الشكر والصبر من غنيها وفقيرها.

١٨٥ ـ في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم بن إسحق عن عبد الرزاق بن مهران عن الحسن بن ميمون عن محمد بن صالح عن أبي جعفرعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : ثم بعث الله محمدا وهو بمكة عشر سنين، فلم يمت بمكة في تلك العشر سنين أحد يشهد أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّدا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلّا أدخله الجنة بإقراره، وهو ايمان التصديق ولم يعذب الله أحدا ممن مات وهو متبع لمحمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله على ذلك إلّا من أشرك بالرحمن وتصديق ذلك أنّ اللهعزوجل أنزل في سورة بنى إسرائيل بمكّة( وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً ) إلى قوله:( إِنَّهُ كانَ بِعِبادِهِ خَبِيراً بَصِيراً ) أدب وعظة وتعليم ونهى خفيف، ولم يعد عليه ولم يتواعد على اجتراح شيء(١) مما نهى عنه، وأنزل نهيا عن أشياء حذر عليها ولم يغلظ فيها ولم يتواعد عليها، وقال:( وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كانَ خِطْأً كَبِيراً وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَساءَ سَبِيلاً وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كانَ مَنْصُوراً وَلا تَقْرَبُوا مالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حتّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كانَ مَسْؤُلاً وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبالَ طُولاً كُلُّ ذلِكَ كانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً ذلِكَ مِمَّا أَوْحى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلا تَجْعَلْ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ فَتُلْقى فِي جَهَنَّمَ مَلُوماً مَدْحُوراً ) .

١٨٦ ـ في تفسير العيّاشي عن إسحق بن عمار عن أبي إبراهيم قال: لا يملق حاج أبدا، قلت: وما الاملاق؟ قال: قول الله:( وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ )

١٨٧ ـ عن إسحق بن عمار عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: الحاج لا يملق أبدا قال :

__________________

(١) اجترح: اكتسب.

١٦٠

قلت: وما الاملاق؟ قال: الإفلاس ثم قال:( وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ) .

١٨٨ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً ) يقول: معصية ومقتا فان الله يمقته ويبغضه قال: وساء سبيلا وهو أشد الناس عذابا، والزنا من أكبر الكبائر.

١٨٩ ـ في عيون الاخبار في باب ذكر ما كتب به الرضاعليه‌السلام إلى محمد بن سنان في جواب مسائله في العلل: وحرم الزنا لما فيه من الفساد من قتل الأنفس وذهاب الأنساب وترك التربية للأطفال، وفساد المواريث وما أشبه ذلك من وجوه الفساد.

١٩٠ ـ في كتاب الخصال عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال في وصية له: يا عليُّ في الزنا ست خصال، ثلاث منها في الدنيا، وثلاث في الآخرة: فاما التي في الدنيا فيذهب بالبهاء، ويعجل الفناء، ويقطع الرزق، واما التي في الآخرة فسوء الحساب، وسخط الرحمن والخلود في النار.

وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: للزاني ثلاث في الدنيا وثلاث في الآخرة وذكر نحوه.

عن حذيفة اليماني قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا معشر المسلمين إياكم والزنا، فان فيه ست خصال وذكر نحوه.

١٩١ ـ أيضا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إذا فشت أربعة ظهرت أربعة: إذا فشت الزنا ظهرت الزلازل الحديث.

١٩٢ ـ عن عليٍّعليه‌السلام قال: أربعة لا يدخل منهن واحدة بيتا إلّا خرب ولم يعمر :

الخيانة والسرقة وشرب الخمر والزنا.

١٩٣ ـ عن الحلبي قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: المؤمن لا تكون سجيته الكذب ولا البخل ولا الفجور، ولكن ربما الم من هذا بشيء فلا يدوم عليه، قيل له :

١٦١

أفيزني؟ قال: نعم هو مفتر تواب، ولكن لا يولد له من تلك النطفة.

١٩٤ ـ عن جعفر بن محمد قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما عجت الأرض إلى ربها كعجيجها من ثلثة: من دم حرام يسفك عليها، واغتسال من زنا، والنوم عليها قبل طلوع الشمس.

١٩٥ ـ في من لا يحضره الفقيه روى علي بن حسان الواسطي عن عمه عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: الكباير سبع، فينا أنزلت ومنا استحلت، إلى قوله: واما قتل النفس التي حرم الله فقد قتلوا الحسين بن عليّ وأصحابه.

١٩٦ ـ في تفسير العيّاشي عن معلى بن خنيس عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سمعته يقول: [من] قتل النفس التي حرم الله فقد قتلوا الحسينعليه‌السلام في أهل بيته.

١٩٧ ـ في الكافي عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن القاسم بن عروة عن أبي العباس وغيره عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إذا اجتمع العدة على قتل رجل واحد حكم الوالي ان يقتل أيهم شاوا، وليس لهم أن يقتلوا أكثر من واحد، ان اللهعزوجل يقول:( وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ ) .

١٩٨ ـ علي بن محمد عن بعض أصحابه عن محمد بن سليمان عن سيف بن عميرة عن إسحق بن عمار قال: قلت لأبي الحسنعليه‌السلام : إنّ اللهعزوجل يقول في كتابه:( وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كانَ مَنْصُوراً ) فما هذا الإسراف الذي نهى الله عنه؟ قال: نهى أن يقتل غير قاتله، أو يمثل بالقاتل قلت: فما معنى قوله: إنّه كان منصورا؟ قال: واى نصرة أعظم من أن يدفع القاتل إلى أولياء المقتول فيقتله ولا تبعة تلزمه من قتله في دين ولا دنيا.

١٩٩ ـ في روضة الكافي علي بن محمد عن صالح عن الحجال عن بعض أصحابه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته عن قول اللهعزوجل :( وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ ) قال: نزلت في الحسينعليه‌السلام لو قتل أهل الأرض به ما كان سرفا.

١٦٢

٢٠٠ ـ في تفسير العيّاشي جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: نزلت هذه الآية في الحسينعليه‌السلام :( وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ ) قاتل الحسينعليه‌السلام (١) ،( إِنَّهُ كانَ مَنْصُوراً ) قال: الحسينعليه‌السلام .

٢٠١ ـ عن سلام بن المستنير عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كانَ مَنْصُوراً ) قال: هو الحسين بن عليٍّعليه‌السلام قتل مظلوما ونحن أولياؤه، والقائم منا إذا قام طلب بثار الحسين فيقتل حتّى يقال: قد أسرف في القتل، وقال النبي(٢) : المقتول، الحسينعليه‌السلام ووليه القائم، والإسراف في القتل ان يقتل غير قاتله( إِنَّهُ كانَ مَنْصُوراً ) فانه لا يذهب من الدنيا حتّى ينتصر برجل من آل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما.

٢٠٢ ـ عن أبي العباس قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن رجلين قتلا رجلا؟ قال: يخير وليه ان يقتل أيهما شاء ويغرم الباقي نصف الدية أعنى دية المقتول، فيرد على ذريته وكذلك ان قتل رجل امرأة ان قبلوا دية المرأة فذلك، وإنْ أبي أولياؤها إلّا قتل قاتلها، غرموا نصف دية الرجل وقتلوه، وهو قول الله:( فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ ) .

عن حمران عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: وقد قال الله:( وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً ) نحن أولياء الحسين بن عليٍّعليه‌السلام والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٠٣ ـ في من لا يحضره الفقيه روى منصور بن حازم عن هشام عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: انقطاع اليتم الاحتلام وهو أشده.

__________________

(١) هذا هو الظاهر الموافق للمصدر وللمنقول عنه في البحار وغيره، وفي الأصل «قال الحسين (ع)» وفي نسخة «قال الحسن (ع)».

(٢) كذا في الأصل وفي نسخة «المسى» وهكذا في المصدر، وفي تفسير البرهان «الشيء» وقد خلت نسخة البحار عن هذه اللفظة رأسا. ولما لم أهتد إلى صحيح اللفظة فتركتها على ما في الأصل مع ذكر ما في غيره من النسخ.

١٦٣

٢٠٤ ـ وروى الحسن بن عليّ الوشا عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إذا بلغ الغلام أشده، ثلاث عشرة سنة ودخل في الأربع عشرة سنة وجب عليه ما وجب في المحتلمين احتلم أو لم يحتلم، وكتبت له الحسنات، وجاز له كل شيء إلّا أن يكون ضعيفا أو سفيها. قال عز من قائل:( وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كانَ مَسْؤُلاً ) .

٢٠٥ ـ في كتاب الخصال عن عنبسة بن مصعب قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: ثلثة لم يجعل الله تعالى لأحد من الناس فيهن رخصة، إلى قولهعليه‌السلام : والوفاء بالعهد للبر والفاجر.

٢٠٦ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: القسطاس المستقيم هو الميزان، له لسان وفيه قوله:( وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ) قال: لا ترم أحدا بما ليس لك به علم، وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من بهت مؤمنة أقيم في طينة خبال(١) أو يخرج مما قال.

٢٠٧ ـ في من لا يحضره الفقيه وقال رجل للصادقعليه‌السلام : إنّ لي جيرانا ولهم جوار يتغنين ويضربن بالعود، فربما دخلت المخرج فأطيل الجلوس استماعا منى لهن؟ فقال له الصادقعليه‌السلام : تالله أنت! أما سمعت الله يقول:( إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً ) فقال الرجل: كأنى لم أسمع بهذه الآية من كتاب اللهعزوجل من عربي ولا عجمي، ولا جرم أنّي قد تركتها وانا أستغفر الله تعالى، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٠٨ ـ في عيون الاخبار باسناده إلى عبد العظيم بن عبد الله الحسنى قال: حدثني سيدي علي بن محمد بن عليّ الرضا عن أبيه محمد بن عليّ عن أبيه الرضا عن آبائه عن الحسين بن عليٍّعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إنّ أبا بكر منى بمنزلة السمع وإنّ عمر منى بمنزلة البصر وإنّ عثمان منى بمنزلة الفؤاد، فلمّا كان من الغدد دخلت عليه وعنده أمير المؤمنينعليه‌السلام

__________________

(١) طينة خبال: ما سال من خلود أهل النار يوم القيامة كما في الحديث.

١٦٤

وأبو بكر وعمر وعثمان فقلت: يا أبه سمعتك تقول في أصحابك هؤلاء قولا فما هو؟ فقال: نعم، ثم أشار إليهم فقال: هم السمع والبصر والفؤاد، وسيسئلون عن وصيي هذا وأشار إلى عليّ بن أبي طالب ثم قال: إنّ اللهعزوجل يقول:( إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً ) ثم قال: وعزة ربي ان جميع أمتي لموقوفون يوم القيمة ومسئولون عن ولايته، وذلك قول اللهعزوجل :( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ ) .

٢٠٩ ـ في كتاب علل الشرائع محمد بن موسى بن المتوكل رضى الله عنه قال: حدّثنا علي بن الحسين السعد السعدآبادي عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن عبد الله البرقي عن عبد العظيم بن عبد الله الحسنى قال: حدثني علي بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر عن أبيهعليه‌السلام قال: قال علي بن الحسينعليه‌السلام : ليس لك أن تتكلم بما شئت، لان اللهعزوجل يقول:( وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ) ولان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: رحم الله عبدا قال خيرا فغنم، أو صمت فسلم، وليس لك أن تسمع ما شئت لان اللهعزوجل يقول:( إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢١٠ ـ في أصول الكافي عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن يزيد قال: حدّثنا أبو عمر والزبيري عن أبي عبد اللهعليه‌السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيهعليه‌السلام بعد ان قال: إنّ الله تبارك وتعالى فرض الايمان على جوارح ابن آدم وقسمه عليها، وفرقه فيها، ثم نظم ما فرض على القلب واللسان والبصر في آية اخرى فقال:( وَما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ ) يعنى بالجلود الفروج والأفخاذ، وقال:( وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً ) فهذا ما فرض على العينين من غض البصر عما حرم الله وهو عملها وهو من الايمان.

٢١١ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه، ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى جميعا عن البرقي عن النضر بن سويد عن يحيى بن عمران الحلبي

١٦٥

عن عبد الله عن الحسن بن هارون قال: قال لي أبو عبد اللهعليه‌السلام :( إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً ) قال: يسأل السمع عما سمع، والبصر عما نظر اليه، والفؤاد عما عقد عليه.

٢١٢ ـ في الكافي عليّ بن إبراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن زياد قال: كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام فقال له رجل: بأبي أنت وأمّي أنّي أدخل كنيفا ولى جيران وعندهم جوار يتغنين وذكر إلى آخر ما نقلنا عن من لا يحضره الفقيه.

في تفسير العيّاشي عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام فقال له رجل: بأبي وأمّي اني ادخل كنيفا ولي جيران يتغنين وذكر إلى آخر ما نقلنا عنه أيضا.

٢١٣ ـ عن الحسن قال: كنت أطيل الجلوس في المخرج لأسمع غناء بعض الجيران، قال: فدخلت على أبي عبد اللهعليه‌السلام فقال لي: يا حسن( إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً ) السمع وما وعى، والبصر وما راى، والفؤاد وما عقد عليه.

٢١٤ ـ عن الحسن بن هارون عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله:( إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً ) قال: السمع عما يسمع، والبصر عما يطرف(١) والفؤاد عما عقد عليه.

٢١٥ ـ في مصباح الشريعة قال الصادقعليه‌السلام : ومن نام بعد فراغه من أدار الفرايض والسنن والواجبات من الحقوق فذلك قوم محمود، وانى لأعلم لأهل زماننا هذا شيئا إذا أتوا بهذه الخصال أسلم من النوم، لأنّ الخلق تركوا مراعاة دينهم ومراقبة أحوالهم، وأخذوا شمال الطريق، والعبد إنْ اجتهد أن لا يتكلم كيف يمكنه، أنْ لا يسمع إلّا ما هو مانع له من ذلك، وإنّ النوم من إحدى الآلات قال اللهعزوجل :( إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً ) .

__________________

(١) طرفت عينه: تحركت بالنظر.

١٦٦

٢١٦ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تزول قدم عبد يوم القيمة من بين يدي اللهعزوجل حتّى يسأله عن أربع خصال: عمرك فيما أفنيته، وجسدك فيما أبليته، ومالك من أين كسبته وأين وضعته، وعن حبنا أهل البيت.

٢١٧ ـ في أصول الكافي عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم ابن يزيد قال: حدّثنا أبو عمر والزبيري عن أبي عبد اللهعليه‌السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيهعليه‌السلام بعد أن قال: إنّ الله تبارك وتعالى فرض الايمان على جوارح ابن آدم وقسمه عليها، وفرقه فيها، وفرض على الرجلين ان لا يمشى بهما إلى شيء من معاصي الله، وفرض عليهما المشي إلى ما يرضى اللهعزوجل فقال:( وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبالَ طُولاً ) .

٢١٨ ـ في من لا يحضره الفقيه قال أمير المؤمنينعليه‌السلام لابنه محمد بن الحنفية: وفرض على الرجلين أن تنقلهما في طاعته، وأنْ لا تمشي بها مشية عاص، فقالعزوجل :( وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبالَ طُولاً كُلُّ ذلِكَ كانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً ) .

٢١٩ ـ في عيون الاخبار في باب ذكر مجلس للرضاعليه‌السلام عند المأمون في عصمة الأنبياءعليهم‌السلام حديث طويل يقول فيه: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قصد دار زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي في أمر أراده، فرأى امرأته تغتسل فقال لها: سبحان الذي خلقك، وانما أراد بذلك تنزيه الله تعالى عن قول من زعم أنّ الملائكة بنات الله، فقال اللهعزوجل :( أَفَأَصْفاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلائِكَةِ إِناثاً ) لكم( لَتَقُولُونَ قَوْلاً عَظِيماً ) فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لما رآها تغتسل: سبحان الذي خلقك أن يتخذ ولدا يحتاج إلى هذا التطهير والاغتسال.

٢٢٠ ـ في تفسير العيّاشي عن علي بن أبي حمزة عن أبي جعفرعليه‌السلام : و( لَقَدْ صَرَّفْنا فِي هذَا الْقُرْآنِ ) يعنى ولقد ذكرنا عليّا في القرآن وهو الذكر فما زادهم

١٦٧

إلّا نفورا.

٢٢١ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم قوله:( وَما يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُوراً ) قال. ذا سمعوا القرآن ينفروا عنه ويكذبوه، ثم احتجعزوجل على الكفار الذين يعبدون الأوثان فقال: قل لهم يا محمّد( لَوْ كانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَما يَقُولُونَ إِذاً لَابْتَغَوْا إلى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً ) قالوا: لو كانت الأصنام آلهة كما تزعمون لصعدوا إلى العرش، ثم قال أنفة(١) لذلك( سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيراً ) .

٢٢٢ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن علي بن أسباط عن داود الرقى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته عن قول اللهعزوجل :( وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ) قال: تنقض الجدر تسبيحها.

٢٢٣ ـ في تفسير العيّاشي عن أبي الصباح عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قلت: قول الله:( وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ ) قال: كل شيء يسبح بحمده، وانا لنرى أن ينقض الجدار هو تسبيحها.

٢٢٤ ـ وفي رواية الحسين بن أبي سعيد عنه( إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ) قال: كل شيء يسبح بحمده، وقال: انا لنرى أن ينقض الجدار وهو تسبيحها.

٢٢٥ ـ عن زرارة قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن قول الله:( وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ ) فقال: ما ترى أن تنقض الحيطان تسبيحها.

٢٢٦ ـ عن الحسن النوفلي عن السكوني عن جعفر بن محمد عن أبيهعليه‌السلام قال: نهى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عن أنْ توسم البهائم في وجوهها: وأنْ تضرب وجوهها لأنها تسبح بحمد ربها.

٢٢٧ ـ عن إسحق بن عمار عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ما من طير يصاد في بر ولا بحر، ولا شيء يصاد من الوحش إلّا بتضييعه التسبيح.

٢٢٨ ـ عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن أبيهعليه‌السلام أنّه دخل عليه

__________________

(١) أي تنزيها.

١٦٨

رجل فقال: فداك أبي وأمّي أنّي أجد الله يقول في كتابه:( وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ) فقال له: هو كما قال، فقال: أتسبح الشجر اليابسة؟ فقال: نعم، أما سمعت خشب البيت كيف ينقض؟ وذلك تسبيحه فسبحان الله على كل حال.

٢٢٩ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن عليّعليهم‌السلام قال: إنّ يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لأمير المؤمنينعليه‌السلام : فان إبراهيمعليه‌السلام حجب عن نمرود بحجب ثلث فقال علىعليه‌السلام : لقد كان كذلك ومحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله حجب عمن أراد قتله بحجب خمس إلى قوله: ثم قال:( وَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجاباً مَسْتُوراً ) فهذا الحجاب الرابع وستقف على تمام الكلام إنشاء الله عند قوله تعالى:( وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا ) الآية.

٢٣٠ ـ في مجمع البيان عند قوله تعالى:( فِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ ) عن شعيب ابن المسيب ويروى عن أسماء بنت أبي بكر قالت: لما نزلت هذه السورة أقبلت العوراء أم جميل بنت حرب ولها ولولة وفي يدها فهر(١) وهي تقول: «مذمم أبينا ودينه قلينا(٢) وامره عصينا» والنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله جالس في المسجد ومعه أبو بكر، فلما رآها أبو بكر قال: يا رسول الله قد أقبلت وأنا أخاف ان تراك، قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : انها لا تراني، وقرء قرآنا فاعتصم به كما قال، وقرء:( وَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجاباً مَسْتُوراً ) فوقفت على أبي بكر ولم تر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله، الحديث.

٢٣١ ـ في أصول الكافي علي بن محمد عن إبراهيم الأحمر عن عبد الله بن حماد عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : اقرؤا القرآن بألحان العرب وأصواتها، وإياكم ولحون أهل الفسوق وأهل الكبائر، فانه سيجيء من بعدي أقوام يرجعون القرآن ترجيع الغنا والنوح والرهبانية لا يجوز تراقيهم، قلوبهم مقلوبة

__________________

(١) الفهر ـ بكسر الفاء ـ: الحجر قدر ما يدق به الجوز، أو يملأ الكف.

(٢) من القلى بمعنى البغض.

١٦٩

وقلوب من يعجبه شأنهم.

٢٣٢ ـ عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عمن ذكره عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ القرآن نزل بالحزن فاقرأوه بالحزن.

٢٣٣ ـ عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال: قلت لأبي جعفرعليه‌السلام :( إِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ ) فرفعت به صوتي جاءني الشيطان فقال: إنّما ترائى بهذا أهلك والناس! قال: يا أبا محمد اقرأ قراءة ما بين القراءتين، تسمع أهلك ورجع بالقرآن صوتك، فان اللهعزوجل يحب الصوت الحسن يرجع به ترجيعا.

٢٣٤ ـ عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ الرجل الأعجمي من أمتي ليقرء القرآن بعجميته فترفعه الملائكة على عربيته.

٢٣٥ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن بعض أصحابه عن أبي الحسنعليه‌السلام قال: قلت له: جعلت فداك انا نسمع الآيات في القرآن ليس هي عندنا كما نسمعها، ولا نحسن ان نقرأها كما بلغنا عنكم، فهل نأثم؟ فقال: لا اقرأوا كما تعلمتم، فسيجيئكم من يعلمكم.

٢٣٦ ـ محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن عبد الرحمن بن أبي هاشم عن سالم ابن سلمة قال: قرأ رجل على أبي عبد اللهعليه‌السلام وانا أسمع، حروفا من القرآن ليس على ما يقرؤها الناس، فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : كف عن هذه القراءة اقرأ كما يقرأ الناس حتّى يقوم القائمعليه‌السلام ، فاذا قام القائم قرء كتاب اللهعزوجل على حده، واخرج المصحف الذي كتبه عليعليه‌السلام ، وقال: أخرجه عليعليه‌السلام إلى الناس حين فرغ منه وكتبه فقال لهم: هذا كتاب اللهعزوجل كما أنزله الله على محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله قد جمعته من اللوحين، فقالوا: هو ذا عندنا مصحف جامع فيه القرآن لا حاجة لنا فيه، فقال: اما والله ما ترونه بعد يومكم هذا أبدا، إنّما كان على أن أخبركم حين جمعته لتقرءوه.

١٧٠

٢٣٧ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسن بن الجهم عن إبراهيم ابن مهزم عن رجل سمع أبا الحسنعليه‌السلام يقول: إذا خفت أمرا فاقرأ مأة آية من القرآن من حيث شئت ثم قل: أللهمّ اكشف عنى البلاء.

٢٣٨ ـ عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقري عن حفص قال: سمعت موسى بن جعفرعليه‌السلام يقول لرجل: أتحب البقاء في الدنيا؟ فقال: نعم، فقال: ولم؟ قال: لقراءة( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) ، فسكت عنه فقال له بعد ساعة: يا حفص من مات من أوليائنا وشيعتنا ولم يحسن القرآن علم في قبره ليرفع الله به من درجته، فان درجات الجنة على عدد آيات القرآن، يقال له: اقرء وارق فيقرأ ثم يرقى، قال حفص: فما رأيت أحدا أشد خوفا على نفسه من موسى بن جعفر، ولا أرجا للناس منه، وكان قراءته حزنا، فاذا قرأ فكأنه يخاطب إنسانا.

٢٣٩ ـ عليّ بن إبراهيم عن أبيه وعدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد وسهل بن زياد جميعا عن ابن محبوب عن مالك بن عطية عن يونس بن عمار قال: قال أبو عبد الله: إنّ الدواوين يوم القيمة ثلثة: ديوان فيه النعم، وديوان فيه الحسنات، وديوان فيه السيئات، فيقابل بين ديوان النعم وديوان الحسنات فتستغرق عامة الحسنات، ويبقى ديوان السيئات فيدعى بابن آدم المؤمن للحساب فيتقدم القرآن امامه في أحسن الصورة فيقول: يا رب انا القرآن وهذا عبدك المؤمن، قد كان يتعب نفسه بتلاوتي، ويطيل ليله بترتيلي، وتفيض عيناه إذا تهجد فأرضه كما أرضانى، قال: فيقول العزيز الجبار: عبدي ابسط يمينك، فيملؤها من رضوان الله العزيز الجبار، ويملأ شماله من رحمة الله، ثم يقال: هذه الجنة مباحة لك اقرأ واصعد، فاذا قرأ آية صعد درجة.

٢٤٠ ـ في كتاب الخصال عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: سبعة لا يقرءون القرآن: الراكع والساجد وفي الكنيف وفي الحمام والجنب والنفساء والحائض.

٢٤١ ـ وفي عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضاعليه‌السلام من خبر الشامي وما

١٧١

سأل عنه أمير المؤمنينعليه‌السلام في جامع الكوفة حديث طويل وفيه: سأله كم حج آدمعليه‌السلام من حجة؟ فقال له: سبعين حجة ماشيا على قدمه، وأول حجة حجها كان معه الصرد(١) يدله على مواضع الماء، وخرج معه من الجنة وقد نهى عن أكل الصرد والخطاف(٢) وسأله ما باله لا يمشى؟ قال: لأنه ناح على بيت المقدس فطاف حوله أربعين عاما يبكى عليه ولم يزل يبكى مع آدمعليه‌السلام ، فمن هناك سكن البيوت ومعه آيات من كتاب الله تعالى مما كان آدم يقرأها في الجنة، وهي معه إلى يوم القيمة، ثلاث آيات من أول الكهف وثلاث آيات من( سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى ) وهي:( وَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ ) وثلاث آيات من يس وهي:( وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا ) .

٢٤٢ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه‌الله وعن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل وفيه: ولو علم المنافقون لعنهم الله ما عليهم من ترك هذه الآيات التي بينت لك تأويلها لأسقطوها مع ما أسقطوا منه، ولكن الله تبارك اسمه ماض حكمه بإيجاب الحجة على خلقه، كما قال:( فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ ) أغشى أبصارهم وجعل على قلوبهم أكنة عن تأمل ذلك، فتركوه وحجبوا عن تأكيد الملتبس بابطاله فالسعداء يتنبهون عليه والأشقياء يعمهون عنه.

٢٤٣ ـ في روضة الكافي أحمد بن محمد الكوفي عن علي بن الحسين بن عليّ عن عبد الرحمن بن ابى نجران عن هارون عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال لي: كتموا«بسم الله الرحمن الرحيم» فنعم والله الأسماء كتموها كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إذا دخل إلى منزله واجتمعت عليه قريش يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ويرفع بها صوته، فتولى قريش فرارا، فأنزل اللهعزوجل في ذلك( وَإِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً ) .

٢٤٤ ـ في مجمع البيان وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ الله تعالى من عليَّ بفاتحة

__________________

(١) الصرد: طائر ضخم الرأس يصطاد العصافير.

(٢) الخطاف: طائر إذا راى ظله في الماء أقبل إليه ليتخطفه.

١٧٢

الكتاب فيها من كنز الجنة( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) ، الآية التي يقول الله تعالى:( وَإِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً ) .

٢٤٥ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم وعن ابن أذينة قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) أحق ما أجهر، وهي الآية التي قال اللهعزوجل :( وَإِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً ) .

٢٤٦ ـ وفيه قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إذا صلى تهجد بالقرآن ويستمع له قريش لحسن صوته(١) فكان إذا قرأ( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) فروا عنه.

٢٤٧ ـ في تفسير العيّاشي عن أبي حمزة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ويرفع صوته بها، فاذا سمعها المشركون ولوا مدبرين، فأنزل الله:( وَإِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً ) .

٢٤٨ ـ عن زيد بن عليّ قال: دخلت على علي بن جعفر فذكر( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) فقال: تدري ما نزل في( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) ؟ فقلت: لا، فقال: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان أحسن الناس صوتا، وكان يصلى بفناء القبلة فرفع صوته وكان عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأبو جهل بن هشام وجماعة منهم يستمعون قراءته، قال: وكان يكثر ترداد(٢) ( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) فيرفع بها صوته، قال: فيقولون ان محمّدا ليردد اسم ربه تردادا إنّه ليحبّه، فيأمرون من يقوم فيتسمع عليه، ويقولون: إذا جاءت( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) فأعلمنا حتّى نقوم فنستمع قراءته، فأنزل الله:( وَإِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ ) ( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) ( وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً ) .

٢٤٩ ـ عن زرارة عن أحدهماعليهما‌السلام قال في( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) قال: هو أحق ما جهر به، وهي الآية التي قال الله( وَإِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ ) ( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

__________________

(١) وفي المصدر «لحسن قراءته» مكان «لحسن صوته».

(٢) وفي المصدر «قراءة» مكان «ترداد».

١٧٣

وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً ) كان المشركون يستمعون إلى قراءة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فاذا قرء( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) نفروا وذهبوا، وإذا فرغ منه عادوا وتسمعوا.

٢٥٠ ـ عن منصور بن حازم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إذا صلى بالناس جهر ببسم( اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) فتخلف من خلفه من المنافقين عن الصفوف، فاذا جازها في السورة عادوا إلى مواضعهم، وقال بعضهم لبعض: إنّه ليردد اسم ربّه تردادا إنّه ليحبّ ربّه، فأنزل الله( وَإِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً ) .

٢٥١ ـ عن أبي حمزة الثمالي قال: قال لي أبو جعفرعليه‌السلام : يا ثمالي ان الشيطان ليأتى قرين الامام فيسأله هل ذكر ربه؟ فان قال: نعم، اكتسع(١) فذهب، وإنء قال: لا، ركب كتفه وكان امام القوم حتّى ينصرفون، قال: قلت: جعلت فداك وما معنى قوله: ذكر ربه؟ قال: الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم.

٢٥٢ ـ عن الحلبي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: جاء أبي بن خلف(٢) فأخذ

__________________

(١) اكتسع الخيل بأذلها. أدخلها بين رجليه، واللفظ كناية.

(٢) أبي بن خلف من مشركي مكّة وأعداء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهو الذي قال لهصلى‌الله‌عليه‌وآله يوما بمكّة: إنّ عندي فرسا أعلفه كل يوم فرقا ـ وهو مكبال ـ من ذرة أقتلك عليه، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : بل أنا أقتلك إنشاء الله، فكان من قصته أنّه خرج إلى المدينة مع من خرج بحرب المسلمين في وقعة أحد، فلما هزم المسلمون وبقي مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حربة رجل من أصحابه ـ وهو الحارث بن الصمة ـ ثم استقبله فطعنه في عنقه طعنة تحرك منها عن فرسه مرارا، فرجع إلى قريش وهو يخور كما يخور الثور وقد خدش في عنقه خدشا غير كبير، فاحتقن الدم وقال: قتلني والله محمد، قالوا: ذهب والله فؤادك، والله ما بك بأس! قال: لو كانت الطعنة بربيعة ومضر لقتلهم، أليس أنّه قد كان بمكّة قال لي: انا أقتلك، فو الله لو بصق بعد تلك المقالة لقتلني، فلم يلبث إلّا يوما أو بعض يوم حتّى مات، فقيل: مات بسرف وهو موضع على ستة أيمال من مكّة وفي ذلك يقول حسّان بن ثابت الأنصاري شاعر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله :

١٧٤

عظما باليا من حائط ففته(١) ثم قال: يا محمّد( إِذا كُنَّا عِظاماً وَرُفاتاً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً ) فأنزل الله:( مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ ) .

٢٥٣ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: الخلق الذي يكبر في صدورهم الموت.

قال عز من قائل:( وَلَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلى بَعْضٍ ) .

٢٥٤ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى عبد الله بن صالح عن أبيه عن آبائه عن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما خلق الله خلقا أفضل منى ولا أكرم منى، قال عليعليه‌السلام : فقلت: يا رسول الله أفأنت أفضل أم جبرئيل؟ فقالعليه‌السلام : إنّ الله تبارك وتعالى فضل أنبياءه المرسلين على ملائكته المقربين، وفضلني على جميع النبيين والمرسلين، والفضل بعدي لك يا عليُّ ، وللائمّة من ولدك فانّ الملائكة لخدامنا وخدام محبينا، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٥٥ ـ وباسناده إلى صالح بن سهل عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ بعض قريش قال لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : بأيّ شيء سبقت الأنبياء وفضلّت عليهم وأنت بعثت آخرهم وخاتمهم؟ قال: إنّي كنت أوّل من أقرّ بربّي جلّ جلاله وأوّل من أجاب حيث أخذ الله ميثاق النبييّن( وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى ) فكنت أوّل نبيّ قال: بلى، فسبقتهم إلى الإقرار باللهعزوجل .

٢٥٦ ـ في أصول الكافي عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عن محمد بن يحيى

__________________

لقد ورث الضلالة من أبيه

أبى حين بارزه الرسول

أتيت إليه تحمل منه عضوا

وتوعده وأنت به جهول

وفي نسخة [أجئت محمدا عظما ميما

لتكذبه وأنت به جهول]

وقد نالت بنو النجار منكم

امية إذ يغوث يا عقيل

الى آخر الأبيات. راجع ديوانه ص: ٣٤٠ ط مصر.

(١) فت الشيء: دقه وكسره بالأصابع.

١٧٥

الخثعمي عن هشام عن ابن أبي يعفور قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: سادة النبيين والمرسلين خمسة، وهم أولوا العزم من الرسل، وعليهم دارت الرحا: نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله وعلى جميع الأنبياء.

٢٥٧ ـ في الخرائج والجرائح باسناده إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ الله فضل أولى العزم من الرسل على الأنبياء بالعلم، وفضلنا عليهم في فضلهم وعلم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ما لا يعلمون، وعلمنا علم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فروينا لشيعتنا، فمن قبله منهم فهو أفضلهم، وأينما نكون فشيعتنا معنا.

٢٥٨ ـ في عيون الاخبار باسناده إلى الرضاعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام وقد ذكر نوحا وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله عليهم فهؤلاء الخمسة أولوا العزم، وهم أفضل الأنبياء والرسلعليهم‌السلام .

٢٥٩ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن عبد الرحمن بن أبي نجران وابن فضال عن بعض أصحابنا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: كان يقول عند العلة: أللهمّ انك عيرت أقواما فقلت:( قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا تَحْوِيلاً ) فيا من لا يملك كشف ضري ولا تحويله عنى أحد غيره، صل على محمد وآل محمد واكشف ضري وحوله إلى من يدعو معك إلها آخر لا اله غيرك. قال عز من قائل و( يَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخافُونَ عَذابَهُ )

٢٦٠ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن حديد عن منصور بن يونس عن الحارث بن المغيرة أو أبيه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قلت له: ما كان في وصية لقمان؟ قال: كان فيها الأعاجيب، وكان أعجب ما فيها ان قال لابنه: خف اللهعزوجل خيفة لو جئته ببر الثقلين لعذبك، وارج الله رجاء لو جئته بذنوب الثقلين لرحمك ثم قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : كان أبي يقول: إنّه ما من عبد مؤمن إلّا وفي قلبه نوران: نور خيفة ونور رجاء لو وزن هذا لم يزد على هذا ولو وزن هذا لم يزد على هذا.

١٧٦

٢٦١ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن الهيثم بن واقد قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: من خاف الله أخاف الله منه كل شيء، ومن لم يخف الله أخافه الله من كل شيء.

٢٦٢ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن حمزة بن عبد الله الجعفري عن جميل بن دراج عن أبي حمزة قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام من عرف الله خاف الله، ومن خاف الله سخت نفسه(١) عن الدنيا.

٢٦٣ ـ عنه عن ابن أبي نجران عمن ذكره عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قلت له: قوم يعملون بالمعاصي ويقولون نرجو، فلا يزالون كذلك حتّى يأتيهم الموت؟ فقال هؤلاء قوم يترجحون في الأماني(٢) كذبوا، ليسوا براجين من رجا شيئا طلبه ومن خاف من شيء هرب منه.

٢٦٤ ـ ورواه علي بن محمد رفعه قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : إنّ قوما من مواليك يلمون بالمعاصي(٣) ويقولون نرجو، فقال: كذبوا ليسوا لنا بموالي، أولئك قوم ترجحت بهم الأماني. ومن رجا شيئا عمل له، ومن خاف من شيء هرب منه

٢٦٥ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن بعض أصحابه عن صالح بن حمزة رفعه قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : إنّ حب الشرف والذكر(٤) لا يكونان في قلب الخائف الراهب.

٢٦٦ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن النعمان عن حمزة بن حمران قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ مما حفظ من خطب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال: أيها الناس إنَّ لكم معالم فانتهوا إلى معالمكم وإنّ لكم نهاية فانتهوا إلى نهايتكم، ألآ إنّ المؤمن يعمل بين مخافتين: بين أجل قد مضى لا يدرى ما الله صانع فيه، وبين أجل قد بقي

__________________

(١) أي تركها.

(٢) قال المحدث الكاشاني (ره) في الوافي: الترجح: الميل، يعنى مالت بهم عن الاستقامة أمانيهم الكاذبة.

(٣) لم به والم: نزل. والم بالذنب: قارب أو باشر اللمم، واللمم: صغار الذنوب.

(٤) أي حب إلجاء والرياسة والمدح والشهرة.

١٧٧

لا يدرى ما الله قاض فيه، فليأخذ العبد المؤمن من نفسه لنفسه، ومن دنياه لآخرته، وفي الشيبة قبل الكبر، وفي الحيوة قبل الممات، فو الله الذي نفس محمد بيده ما بعد الدنيا من مستعتب(١) وما بعدها من دار إلّا الجنة أو النار.

٢٦٧ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن سنان عن ابن مسكان عن الحسين بن أبي سارة، قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: لا يكون المؤمن مؤمنا حتّى يكون خائفا راجيا، ولا يكون راجيا حتّى يكون عاملا لما يخاف ويرجو.

٢٦٨ ـ عليّ بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن فضيل بن عثمان عن أبي عبيدة الحذاء عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: المؤمن بين مخافتين: ذنب قد مضى لا يدرى ما صنع الله فيه، وعمر قد بقي لا يدرى ما يكتب فيه من المهالك، فهو لا يصبح إلّا خائفا ولا يصلحه إلّا الخوف.

٢٦٩ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم حدّثنا أحمد بن محمد عن المعلى بن محمد عن علي بن محمد عن بكر بن صالح عن جعفر بن يحيى عن علي بن النضر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام وذكر حديثا طويلا يذكر فيه لقمان ووعظه لابنه وفيه: يا بنى لو استخرج قلب المؤمن فشق لوجد فيه نوران: نور للخوف ونور للرجا، لو وزنا لما رجح أحدهما على الآخر بمثقال ذرة.

٢٧٠ ـ في من لا يحضره الفقيه وسئل عن قول اللهعزوجل :( وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوها قَبْلَ يَوْمِ الْقِيامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوها عَذاباً شَدِيداً ) قال: هو الفناء بالموت.

٢٧١ ـ في تفسير العيّاشي عن محمد بن مسلم قال: سئلت أبا جعفرعليه‌السلام :( وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوها قَبْلَ يَوْمِ الْقِيامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوها عَذاباً شَدِيداً ) قال: إنّما امة محمد من الأمم، فمن مات فقد هلك.

٢٧٢ ـ عن ابن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله:( وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوها قَبْلَ يَوْمِ الْقِيامَةِ ) قال: بالقتل والموت وغيره(٢) .

__________________

(١) المستعتب: موضع الاستعتاب أي طلب الرضا.

(٢) وفي المصدر «قال: هو الفناء بالموت أو غيره».

١٧٨

٢٧٣ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( وَما مَنَعَنا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِ ) وذلك أنّ محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله سئل قومه أن يأتيهم بآية فنزل جبرئيل فقال: إنّ الله يقول:( وَما مَنَعَنا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِ ) إلى قوله( إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ ) وكنا إذا أرسلنا إلى قرية آية فلم يؤمنوا بها أهلكناهم، فلذلك آخرنا عن قومك الآيات.

٢٧٤ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن الحسن بن عليٍّعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام لمروان بن الحكم: أما أنت يا مروان فلست انا سبيتك ولا سبيت أباك، ولكن اللهعزوجل لعنك ولعن أباك ولعن أهل بيتك وذريتك، وما خرج من صلب أبيك إلى يوم القيمة على لسان نبيه محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، والله يا مروان ما تنكر أنت ولا أحد ممن حضر هذه اللعنة من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ولأبيك من قبلك، وما زادك الله يا مروان بما خوفك إلّا طغيانا كبيرا، وصدق الله وصدق رسوله، يقول الله تبارك وتعالى:( وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَما يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْياناً كَبِيراً ) وأنت يا يا مروان وذريتك( الشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ) .

٢٧٥ ـ عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل وفيه: وجعل أهل الكتاب القائمين به والعاملين بظاهره وباطنه من شجرة( أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها ) ، أي يظهر مثل هذا العلم المحتملة في الوقت بعد الوقت، وجعل اعدائها أهل الشجرة الملعونة الذين حاولوا إطفاء نور الله بأفواههم، ويأبى الله إلّا ان يتم نوره، ولو علم المنافقون لعنهم الله ما عليهم من ترك هذه الآيات التي بينت لك تأويلها لأسقطوها مع ما اسقطوا منه.

٢٧٦ ـ في تفسير العيّاشي عن حريز عمن سمع عن أبي جعفرعليه‌السلام :( وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً ) لهم ليعمهوا فيها( وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ) يعنى بنى امية.

٢٧٧ ـ عن علي بن سعيد قال: كنت بمكّة فقدم علينا معروف بن خربوذ فقال: قال لي أبو عبد اللهعليه‌السلام : إنّ عليّاعليه‌السلام قال لعمر: يا أبا حفص ألآ أخبرك بما نزل في بنى امية؟

١٧٩

قال: بلى، قال: فانه نزل فيهم:( وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ) قال: فغضب عمر، وقال: كذبت، بنو امية خير منك وأوصل للرحم.

٢٧٨ ـ عن الحلبي عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم قالوا: سألناه عن قوله:( وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ ) قال: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ارى أنّ رجالا على المنابر يردون الناس ضلالا زريق وزفر(١) وقوله:( وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ) قال: هم بنو أميّة.

٢٧٩ ـ وفي رواية اخرى عنه أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قد راى رجالا من نار على منابر من نار، يردون الناس على أعقابهم القهقرى ولسنا نسمى أحدا.

٢٨٠ ـ وفي رواية سلام الجعفي عنه أنّه قال: انا لا نسمى الرجال بأسمائهم، ولكن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله راى قوما على منبره يضلون الناس بعده عن الصراط القهقرى.

٢٨١ ـ عن عمر بن سليمان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: أصبح رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يوما حاسرا حزينا(٢) فقيل له: مالك يا رسول الله؟ فقال: إنّي رأيت الليلة صبيان بني أميّة يرقون على منبري هذا، فقلت: يا رب معى؟ فقال: لا ولكن بعدك.

٢٨٢ ـ عن أبي الطفيل قال: كنت في مسجد الكوفة فسمعت عليّاعليه‌السلام يقول وهو على المنبر وناداه ابن الكوا وهو في مؤخر المسجد فقال: يا أمير المؤمنين أخبرنى عن قول الله:( وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ) فقال: الأفجران من قريش ومن بنى امية.

٢٨٣ ـ عن عبد الرحيم القصير عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ ) قال: ارى رجالا من بنى تيم وعدى على المنابر يردون الناس عن الصراط القهقرى، قلت:( وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ) قال: هم بنو امية، يقول الله :

__________________

(١) وكناية عن الاول والثاني وقد مر أيضا في المجلد الثاني في بعض الروآيات.

(٢) حسر الرجل ـ من باب نصر ـ: أعيا، وحسر ـ من باب علم ـ الرجل على الشيء: تلهف. وقال في البحار: قوله: حاسرا أي كاشفا عن ذراعيه أو من الحسرة والحاسر أيضا من لا مغفر له ولا درع ولا جنة.

١٨٠

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643