تفسير نور الثقلين الجزء ٣

تفسير نور الثقلين6%

تفسير نور الثقلين مؤلف:
المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 643

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 643 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 266326 / تحميل: 8762
الحجم الحجم الحجم
تفسير نور الثقلين

تفسير نور الثقلين الجزء ٣

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

قلت: وما الاملاق؟ قال: الإفلاس ثم قال:( وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ) .

١٨٨ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً ) يقول: معصية ومقتا فان الله يمقته ويبغضه قال: وساء سبيلا وهو أشد الناس عذابا، والزنا من أكبر الكبائر.

١٨٩ ـ في عيون الاخبار في باب ذكر ما كتب به الرضاعليه‌السلام إلى محمد بن سنان في جواب مسائله في العلل: وحرم الزنا لما فيه من الفساد من قتل الأنفس وذهاب الأنساب وترك التربية للأطفال، وفساد المواريث وما أشبه ذلك من وجوه الفساد.

١٩٠ ـ في كتاب الخصال عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال في وصية له: يا عليُّ في الزنا ست خصال، ثلاث منها في الدنيا، وثلاث في الآخرة: فاما التي في الدنيا فيذهب بالبهاء، ويعجل الفناء، ويقطع الرزق، واما التي في الآخرة فسوء الحساب، وسخط الرحمن والخلود في النار.

وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: للزاني ثلاث في الدنيا وثلاث في الآخرة وذكر نحوه.

عن حذيفة اليماني قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا معشر المسلمين إياكم والزنا، فان فيه ست خصال وذكر نحوه.

١٩١ ـ أيضا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إذا فشت أربعة ظهرت أربعة: إذا فشت الزنا ظهرت الزلازل الحديث.

١٩٢ ـ عن عليٍّعليه‌السلام قال: أربعة لا يدخل منهن واحدة بيتا إلّا خرب ولم يعمر :

الخيانة والسرقة وشرب الخمر والزنا.

١٩٣ ـ عن الحلبي قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: المؤمن لا تكون سجيته الكذب ولا البخل ولا الفجور، ولكن ربما الم من هذا بشيء فلا يدوم عليه، قيل له :

١٦١

أفيزني؟ قال: نعم هو مفتر تواب، ولكن لا يولد له من تلك النطفة.

١٩٤ ـ عن جعفر بن محمد قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما عجت الأرض إلى ربها كعجيجها من ثلثة: من دم حرام يسفك عليها، واغتسال من زنا، والنوم عليها قبل طلوع الشمس.

١٩٥ ـ في من لا يحضره الفقيه روى علي بن حسان الواسطي عن عمه عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: الكباير سبع، فينا أنزلت ومنا استحلت، إلى قوله: واما قتل النفس التي حرم الله فقد قتلوا الحسين بن عليّ وأصحابه.

١٩٦ ـ في تفسير العيّاشي عن معلى بن خنيس عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سمعته يقول: [من] قتل النفس التي حرم الله فقد قتلوا الحسينعليه‌السلام في أهل بيته.

١٩٧ ـ في الكافي عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن القاسم بن عروة عن أبي العباس وغيره عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إذا اجتمع العدة على قتل رجل واحد حكم الوالي ان يقتل أيهم شاوا، وليس لهم أن يقتلوا أكثر من واحد، ان اللهعزوجل يقول:( وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ ) .

١٩٨ ـ علي بن محمد عن بعض أصحابه عن محمد بن سليمان عن سيف بن عميرة عن إسحق بن عمار قال: قلت لأبي الحسنعليه‌السلام : إنّ اللهعزوجل يقول في كتابه:( وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كانَ مَنْصُوراً ) فما هذا الإسراف الذي نهى الله عنه؟ قال: نهى أن يقتل غير قاتله، أو يمثل بالقاتل قلت: فما معنى قوله: إنّه كان منصورا؟ قال: واى نصرة أعظم من أن يدفع القاتل إلى أولياء المقتول فيقتله ولا تبعة تلزمه من قتله في دين ولا دنيا.

١٩٩ ـ في روضة الكافي علي بن محمد عن صالح عن الحجال عن بعض أصحابه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته عن قول اللهعزوجل :( وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ ) قال: نزلت في الحسينعليه‌السلام لو قتل أهل الأرض به ما كان سرفا.

١٦٢

٢٠٠ ـ في تفسير العيّاشي جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: نزلت هذه الآية في الحسينعليه‌السلام :( وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ ) قاتل الحسينعليه‌السلام (١) ،( إِنَّهُ كانَ مَنْصُوراً ) قال: الحسينعليه‌السلام .

٢٠١ ـ عن سلام بن المستنير عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كانَ مَنْصُوراً ) قال: هو الحسين بن عليٍّعليه‌السلام قتل مظلوما ونحن أولياؤه، والقائم منا إذا قام طلب بثار الحسين فيقتل حتّى يقال: قد أسرف في القتل، وقال النبي(٢) : المقتول، الحسينعليه‌السلام ووليه القائم، والإسراف في القتل ان يقتل غير قاتله( إِنَّهُ كانَ مَنْصُوراً ) فانه لا يذهب من الدنيا حتّى ينتصر برجل من آل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما.

٢٠٢ ـ عن أبي العباس قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن رجلين قتلا رجلا؟ قال: يخير وليه ان يقتل أيهما شاء ويغرم الباقي نصف الدية أعنى دية المقتول، فيرد على ذريته وكذلك ان قتل رجل امرأة ان قبلوا دية المرأة فذلك، وإنْ أبي أولياؤها إلّا قتل قاتلها، غرموا نصف دية الرجل وقتلوه، وهو قول الله:( فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ ) .

عن حمران عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: وقد قال الله:( وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً ) نحن أولياء الحسين بن عليٍّعليه‌السلام والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٠٣ ـ في من لا يحضره الفقيه روى منصور بن حازم عن هشام عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: انقطاع اليتم الاحتلام وهو أشده.

__________________

(١) هذا هو الظاهر الموافق للمصدر وللمنقول عنه في البحار وغيره، وفي الأصل «قال الحسين (ع)» وفي نسخة «قال الحسن (ع)».

(٢) كذا في الأصل وفي نسخة «المسى» وهكذا في المصدر، وفي تفسير البرهان «الشيء» وقد خلت نسخة البحار عن هذه اللفظة رأسا. ولما لم أهتد إلى صحيح اللفظة فتركتها على ما في الأصل مع ذكر ما في غيره من النسخ.

١٦٣

٢٠٤ ـ وروى الحسن بن عليّ الوشا عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إذا بلغ الغلام أشده، ثلاث عشرة سنة ودخل في الأربع عشرة سنة وجب عليه ما وجب في المحتلمين احتلم أو لم يحتلم، وكتبت له الحسنات، وجاز له كل شيء إلّا أن يكون ضعيفا أو سفيها. قال عز من قائل:( وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كانَ مَسْؤُلاً ) .

٢٠٥ ـ في كتاب الخصال عن عنبسة بن مصعب قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: ثلثة لم يجعل الله تعالى لأحد من الناس فيهن رخصة، إلى قولهعليه‌السلام : والوفاء بالعهد للبر والفاجر.

٢٠٦ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: القسطاس المستقيم هو الميزان، له لسان وفيه قوله:( وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ) قال: لا ترم أحدا بما ليس لك به علم، وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من بهت مؤمنة أقيم في طينة خبال(١) أو يخرج مما قال.

٢٠٧ ـ في من لا يحضره الفقيه وقال رجل للصادقعليه‌السلام : إنّ لي جيرانا ولهم جوار يتغنين ويضربن بالعود، فربما دخلت المخرج فأطيل الجلوس استماعا منى لهن؟ فقال له الصادقعليه‌السلام : تالله أنت! أما سمعت الله يقول:( إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً ) فقال الرجل: كأنى لم أسمع بهذه الآية من كتاب اللهعزوجل من عربي ولا عجمي، ولا جرم أنّي قد تركتها وانا أستغفر الله تعالى، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٠٨ ـ في عيون الاخبار باسناده إلى عبد العظيم بن عبد الله الحسنى قال: حدثني سيدي علي بن محمد بن عليّ الرضا عن أبيه محمد بن عليّ عن أبيه الرضا عن آبائه عن الحسين بن عليٍّعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إنّ أبا بكر منى بمنزلة السمع وإنّ عمر منى بمنزلة البصر وإنّ عثمان منى بمنزلة الفؤاد، فلمّا كان من الغدد دخلت عليه وعنده أمير المؤمنينعليه‌السلام

__________________

(١) طينة خبال: ما سال من خلود أهل النار يوم القيامة كما في الحديث.

١٦٤

وأبو بكر وعمر وعثمان فقلت: يا أبه سمعتك تقول في أصحابك هؤلاء قولا فما هو؟ فقال: نعم، ثم أشار إليهم فقال: هم السمع والبصر والفؤاد، وسيسئلون عن وصيي هذا وأشار إلى عليّ بن أبي طالب ثم قال: إنّ اللهعزوجل يقول:( إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً ) ثم قال: وعزة ربي ان جميع أمتي لموقوفون يوم القيمة ومسئولون عن ولايته، وذلك قول اللهعزوجل :( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ ) .

٢٠٩ ـ في كتاب علل الشرائع محمد بن موسى بن المتوكل رضى الله عنه قال: حدّثنا علي بن الحسين السعد السعدآبادي عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن عبد الله البرقي عن عبد العظيم بن عبد الله الحسنى قال: حدثني علي بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر عن أبيهعليه‌السلام قال: قال علي بن الحسينعليه‌السلام : ليس لك أن تتكلم بما شئت، لان اللهعزوجل يقول:( وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ) ولان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: رحم الله عبدا قال خيرا فغنم، أو صمت فسلم، وليس لك أن تسمع ما شئت لان اللهعزوجل يقول:( إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢١٠ ـ في أصول الكافي عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن يزيد قال: حدّثنا أبو عمر والزبيري عن أبي عبد اللهعليه‌السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيهعليه‌السلام بعد ان قال: إنّ الله تبارك وتعالى فرض الايمان على جوارح ابن آدم وقسمه عليها، وفرقه فيها، ثم نظم ما فرض على القلب واللسان والبصر في آية اخرى فقال:( وَما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ ) يعنى بالجلود الفروج والأفخاذ، وقال:( وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً ) فهذا ما فرض على العينين من غض البصر عما حرم الله وهو عملها وهو من الايمان.

٢١١ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه، ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى جميعا عن البرقي عن النضر بن سويد عن يحيى بن عمران الحلبي

١٦٥

عن عبد الله عن الحسن بن هارون قال: قال لي أبو عبد اللهعليه‌السلام :( إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً ) قال: يسأل السمع عما سمع، والبصر عما نظر اليه، والفؤاد عما عقد عليه.

٢١٢ ـ في الكافي عليّ بن إبراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن زياد قال: كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام فقال له رجل: بأبي أنت وأمّي أنّي أدخل كنيفا ولى جيران وعندهم جوار يتغنين وذكر إلى آخر ما نقلنا عن من لا يحضره الفقيه.

في تفسير العيّاشي عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام فقال له رجل: بأبي وأمّي اني ادخل كنيفا ولي جيران يتغنين وذكر إلى آخر ما نقلنا عنه أيضا.

٢١٣ ـ عن الحسن قال: كنت أطيل الجلوس في المخرج لأسمع غناء بعض الجيران، قال: فدخلت على أبي عبد اللهعليه‌السلام فقال لي: يا حسن( إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً ) السمع وما وعى، والبصر وما راى، والفؤاد وما عقد عليه.

٢١٤ ـ عن الحسن بن هارون عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله:( إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً ) قال: السمع عما يسمع، والبصر عما يطرف(١) والفؤاد عما عقد عليه.

٢١٥ ـ في مصباح الشريعة قال الصادقعليه‌السلام : ومن نام بعد فراغه من أدار الفرايض والسنن والواجبات من الحقوق فذلك قوم محمود، وانى لأعلم لأهل زماننا هذا شيئا إذا أتوا بهذه الخصال أسلم من النوم، لأنّ الخلق تركوا مراعاة دينهم ومراقبة أحوالهم، وأخذوا شمال الطريق، والعبد إنْ اجتهد أن لا يتكلم كيف يمكنه، أنْ لا يسمع إلّا ما هو مانع له من ذلك، وإنّ النوم من إحدى الآلات قال اللهعزوجل :( إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً ) .

__________________

(١) طرفت عينه: تحركت بالنظر.

١٦٦

٢١٦ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تزول قدم عبد يوم القيمة من بين يدي اللهعزوجل حتّى يسأله عن أربع خصال: عمرك فيما أفنيته، وجسدك فيما أبليته، ومالك من أين كسبته وأين وضعته، وعن حبنا أهل البيت.

٢١٧ ـ في أصول الكافي عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم ابن يزيد قال: حدّثنا أبو عمر والزبيري عن أبي عبد اللهعليه‌السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيهعليه‌السلام بعد أن قال: إنّ الله تبارك وتعالى فرض الايمان على جوارح ابن آدم وقسمه عليها، وفرقه فيها، وفرض على الرجلين ان لا يمشى بهما إلى شيء من معاصي الله، وفرض عليهما المشي إلى ما يرضى اللهعزوجل فقال:( وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبالَ طُولاً ) .

٢١٨ ـ في من لا يحضره الفقيه قال أمير المؤمنينعليه‌السلام لابنه محمد بن الحنفية: وفرض على الرجلين أن تنقلهما في طاعته، وأنْ لا تمشي بها مشية عاص، فقالعزوجل :( وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبالَ طُولاً كُلُّ ذلِكَ كانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً ) .

٢١٩ ـ في عيون الاخبار في باب ذكر مجلس للرضاعليه‌السلام عند المأمون في عصمة الأنبياءعليهم‌السلام حديث طويل يقول فيه: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قصد دار زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي في أمر أراده، فرأى امرأته تغتسل فقال لها: سبحان الذي خلقك، وانما أراد بذلك تنزيه الله تعالى عن قول من زعم أنّ الملائكة بنات الله، فقال اللهعزوجل :( أَفَأَصْفاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلائِكَةِ إِناثاً ) لكم( لَتَقُولُونَ قَوْلاً عَظِيماً ) فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لما رآها تغتسل: سبحان الذي خلقك أن يتخذ ولدا يحتاج إلى هذا التطهير والاغتسال.

٢٢٠ ـ في تفسير العيّاشي عن علي بن أبي حمزة عن أبي جعفرعليه‌السلام : و( لَقَدْ صَرَّفْنا فِي هذَا الْقُرْآنِ ) يعنى ولقد ذكرنا عليّا في القرآن وهو الذكر فما زادهم

١٦٧

إلّا نفورا.

٢٢١ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم قوله:( وَما يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُوراً ) قال. ذا سمعوا القرآن ينفروا عنه ويكذبوه، ثم احتجعزوجل على الكفار الذين يعبدون الأوثان فقال: قل لهم يا محمّد( لَوْ كانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَما يَقُولُونَ إِذاً لَابْتَغَوْا إلى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً ) قالوا: لو كانت الأصنام آلهة كما تزعمون لصعدوا إلى العرش، ثم قال أنفة(١) لذلك( سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيراً ) .

٢٢٢ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن علي بن أسباط عن داود الرقى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته عن قول اللهعزوجل :( وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ) قال: تنقض الجدر تسبيحها.

٢٢٣ ـ في تفسير العيّاشي عن أبي الصباح عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قلت: قول الله:( وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ ) قال: كل شيء يسبح بحمده، وانا لنرى أن ينقض الجدار هو تسبيحها.

٢٢٤ ـ وفي رواية الحسين بن أبي سعيد عنه( إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ) قال: كل شيء يسبح بحمده، وقال: انا لنرى أن ينقض الجدار وهو تسبيحها.

٢٢٥ ـ عن زرارة قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن قول الله:( وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ ) فقال: ما ترى أن تنقض الحيطان تسبيحها.

٢٢٦ ـ عن الحسن النوفلي عن السكوني عن جعفر بن محمد عن أبيهعليه‌السلام قال: نهى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عن أنْ توسم البهائم في وجوهها: وأنْ تضرب وجوهها لأنها تسبح بحمد ربها.

٢٢٧ ـ عن إسحق بن عمار عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ما من طير يصاد في بر ولا بحر، ولا شيء يصاد من الوحش إلّا بتضييعه التسبيح.

٢٢٨ ـ عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن أبيهعليه‌السلام أنّه دخل عليه

__________________

(١) أي تنزيها.

١٦٨

رجل فقال: فداك أبي وأمّي أنّي أجد الله يقول في كتابه:( وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ) فقال له: هو كما قال، فقال: أتسبح الشجر اليابسة؟ فقال: نعم، أما سمعت خشب البيت كيف ينقض؟ وذلك تسبيحه فسبحان الله على كل حال.

٢٢٩ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن عليّعليهم‌السلام قال: إنّ يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لأمير المؤمنينعليه‌السلام : فان إبراهيمعليه‌السلام حجب عن نمرود بحجب ثلث فقال علىعليه‌السلام : لقد كان كذلك ومحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله حجب عمن أراد قتله بحجب خمس إلى قوله: ثم قال:( وَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجاباً مَسْتُوراً ) فهذا الحجاب الرابع وستقف على تمام الكلام إنشاء الله عند قوله تعالى:( وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا ) الآية.

٢٣٠ ـ في مجمع البيان عند قوله تعالى:( فِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ ) عن شعيب ابن المسيب ويروى عن أسماء بنت أبي بكر قالت: لما نزلت هذه السورة أقبلت العوراء أم جميل بنت حرب ولها ولولة وفي يدها فهر(١) وهي تقول: «مذمم أبينا ودينه قلينا(٢) وامره عصينا» والنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله جالس في المسجد ومعه أبو بكر، فلما رآها أبو بكر قال: يا رسول الله قد أقبلت وأنا أخاف ان تراك، قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : انها لا تراني، وقرء قرآنا فاعتصم به كما قال، وقرء:( وَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجاباً مَسْتُوراً ) فوقفت على أبي بكر ولم تر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله، الحديث.

٢٣١ ـ في أصول الكافي علي بن محمد عن إبراهيم الأحمر عن عبد الله بن حماد عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : اقرؤا القرآن بألحان العرب وأصواتها، وإياكم ولحون أهل الفسوق وأهل الكبائر، فانه سيجيء من بعدي أقوام يرجعون القرآن ترجيع الغنا والنوح والرهبانية لا يجوز تراقيهم، قلوبهم مقلوبة

__________________

(١) الفهر ـ بكسر الفاء ـ: الحجر قدر ما يدق به الجوز، أو يملأ الكف.

(٢) من القلى بمعنى البغض.

١٦٩

وقلوب من يعجبه شأنهم.

٢٣٢ ـ عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عمن ذكره عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ القرآن نزل بالحزن فاقرأوه بالحزن.

٢٣٣ ـ عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال: قلت لأبي جعفرعليه‌السلام :( إِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ ) فرفعت به صوتي جاءني الشيطان فقال: إنّما ترائى بهذا أهلك والناس! قال: يا أبا محمد اقرأ قراءة ما بين القراءتين، تسمع أهلك ورجع بالقرآن صوتك، فان اللهعزوجل يحب الصوت الحسن يرجع به ترجيعا.

٢٣٤ ـ عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ الرجل الأعجمي من أمتي ليقرء القرآن بعجميته فترفعه الملائكة على عربيته.

٢٣٥ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن بعض أصحابه عن أبي الحسنعليه‌السلام قال: قلت له: جعلت فداك انا نسمع الآيات في القرآن ليس هي عندنا كما نسمعها، ولا نحسن ان نقرأها كما بلغنا عنكم، فهل نأثم؟ فقال: لا اقرأوا كما تعلمتم، فسيجيئكم من يعلمكم.

٢٣٦ ـ محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن عبد الرحمن بن أبي هاشم عن سالم ابن سلمة قال: قرأ رجل على أبي عبد اللهعليه‌السلام وانا أسمع، حروفا من القرآن ليس على ما يقرؤها الناس، فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : كف عن هذه القراءة اقرأ كما يقرأ الناس حتّى يقوم القائمعليه‌السلام ، فاذا قام القائم قرء كتاب اللهعزوجل على حده، واخرج المصحف الذي كتبه عليعليه‌السلام ، وقال: أخرجه عليعليه‌السلام إلى الناس حين فرغ منه وكتبه فقال لهم: هذا كتاب اللهعزوجل كما أنزله الله على محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله قد جمعته من اللوحين، فقالوا: هو ذا عندنا مصحف جامع فيه القرآن لا حاجة لنا فيه، فقال: اما والله ما ترونه بعد يومكم هذا أبدا، إنّما كان على أن أخبركم حين جمعته لتقرءوه.

١٧٠

٢٣٧ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسن بن الجهم عن إبراهيم ابن مهزم عن رجل سمع أبا الحسنعليه‌السلام يقول: إذا خفت أمرا فاقرأ مأة آية من القرآن من حيث شئت ثم قل: أللهمّ اكشف عنى البلاء.

٢٣٨ ـ عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقري عن حفص قال: سمعت موسى بن جعفرعليه‌السلام يقول لرجل: أتحب البقاء في الدنيا؟ فقال: نعم، فقال: ولم؟ قال: لقراءة( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) ، فسكت عنه فقال له بعد ساعة: يا حفص من مات من أوليائنا وشيعتنا ولم يحسن القرآن علم في قبره ليرفع الله به من درجته، فان درجات الجنة على عدد آيات القرآن، يقال له: اقرء وارق فيقرأ ثم يرقى، قال حفص: فما رأيت أحدا أشد خوفا على نفسه من موسى بن جعفر، ولا أرجا للناس منه، وكان قراءته حزنا، فاذا قرأ فكأنه يخاطب إنسانا.

٢٣٩ ـ عليّ بن إبراهيم عن أبيه وعدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد وسهل بن زياد جميعا عن ابن محبوب عن مالك بن عطية عن يونس بن عمار قال: قال أبو عبد الله: إنّ الدواوين يوم القيمة ثلثة: ديوان فيه النعم، وديوان فيه الحسنات، وديوان فيه السيئات، فيقابل بين ديوان النعم وديوان الحسنات فتستغرق عامة الحسنات، ويبقى ديوان السيئات فيدعى بابن آدم المؤمن للحساب فيتقدم القرآن امامه في أحسن الصورة فيقول: يا رب انا القرآن وهذا عبدك المؤمن، قد كان يتعب نفسه بتلاوتي، ويطيل ليله بترتيلي، وتفيض عيناه إذا تهجد فأرضه كما أرضانى، قال: فيقول العزيز الجبار: عبدي ابسط يمينك، فيملؤها من رضوان الله العزيز الجبار، ويملأ شماله من رحمة الله، ثم يقال: هذه الجنة مباحة لك اقرأ واصعد، فاذا قرأ آية صعد درجة.

٢٤٠ ـ في كتاب الخصال عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: سبعة لا يقرءون القرآن: الراكع والساجد وفي الكنيف وفي الحمام والجنب والنفساء والحائض.

٢٤١ ـ وفي عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضاعليه‌السلام من خبر الشامي وما

١٧١

سأل عنه أمير المؤمنينعليه‌السلام في جامع الكوفة حديث طويل وفيه: سأله كم حج آدمعليه‌السلام من حجة؟ فقال له: سبعين حجة ماشيا على قدمه، وأول حجة حجها كان معه الصرد(١) يدله على مواضع الماء، وخرج معه من الجنة وقد نهى عن أكل الصرد والخطاف(٢) وسأله ما باله لا يمشى؟ قال: لأنه ناح على بيت المقدس فطاف حوله أربعين عاما يبكى عليه ولم يزل يبكى مع آدمعليه‌السلام ، فمن هناك سكن البيوت ومعه آيات من كتاب الله تعالى مما كان آدم يقرأها في الجنة، وهي معه إلى يوم القيمة، ثلاث آيات من أول الكهف وثلاث آيات من( سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى ) وهي:( وَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ ) وثلاث آيات من يس وهي:( وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا ) .

٢٤٢ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه‌الله وعن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل وفيه: ولو علم المنافقون لعنهم الله ما عليهم من ترك هذه الآيات التي بينت لك تأويلها لأسقطوها مع ما أسقطوا منه، ولكن الله تبارك اسمه ماض حكمه بإيجاب الحجة على خلقه، كما قال:( فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ ) أغشى أبصارهم وجعل على قلوبهم أكنة عن تأمل ذلك، فتركوه وحجبوا عن تأكيد الملتبس بابطاله فالسعداء يتنبهون عليه والأشقياء يعمهون عنه.

٢٤٣ ـ في روضة الكافي أحمد بن محمد الكوفي عن علي بن الحسين بن عليّ عن عبد الرحمن بن ابى نجران عن هارون عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال لي: كتموا«بسم الله الرحمن الرحيم» فنعم والله الأسماء كتموها كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إذا دخل إلى منزله واجتمعت عليه قريش يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ويرفع بها صوته، فتولى قريش فرارا، فأنزل اللهعزوجل في ذلك( وَإِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً ) .

٢٤٤ ـ في مجمع البيان وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ الله تعالى من عليَّ بفاتحة

__________________

(١) الصرد: طائر ضخم الرأس يصطاد العصافير.

(٢) الخطاف: طائر إذا راى ظله في الماء أقبل إليه ليتخطفه.

١٧٢

الكتاب فيها من كنز الجنة( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) ، الآية التي يقول الله تعالى:( وَإِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً ) .

٢٤٥ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم وعن ابن أذينة قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) أحق ما أجهر، وهي الآية التي قال اللهعزوجل :( وَإِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً ) .

٢٤٦ ـ وفيه قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إذا صلى تهجد بالقرآن ويستمع له قريش لحسن صوته(١) فكان إذا قرأ( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) فروا عنه.

٢٤٧ ـ في تفسير العيّاشي عن أبي حمزة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ويرفع صوته بها، فاذا سمعها المشركون ولوا مدبرين، فأنزل الله:( وَإِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً ) .

٢٤٨ ـ عن زيد بن عليّ قال: دخلت على علي بن جعفر فذكر( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) فقال: تدري ما نزل في( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) ؟ فقلت: لا، فقال: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان أحسن الناس صوتا، وكان يصلى بفناء القبلة فرفع صوته وكان عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأبو جهل بن هشام وجماعة منهم يستمعون قراءته، قال: وكان يكثر ترداد(٢) ( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) فيرفع بها صوته، قال: فيقولون ان محمّدا ليردد اسم ربه تردادا إنّه ليحبّه، فيأمرون من يقوم فيتسمع عليه، ويقولون: إذا جاءت( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) فأعلمنا حتّى نقوم فنستمع قراءته، فأنزل الله:( وَإِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ ) ( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) ( وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً ) .

٢٤٩ ـ عن زرارة عن أحدهماعليهما‌السلام قال في( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) قال: هو أحق ما جهر به، وهي الآية التي قال الله( وَإِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ ) ( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

__________________

(١) وفي المصدر «لحسن قراءته» مكان «لحسن صوته».

(٢) وفي المصدر «قراءة» مكان «ترداد».

١٧٣

وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً ) كان المشركون يستمعون إلى قراءة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فاذا قرء( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) نفروا وذهبوا، وإذا فرغ منه عادوا وتسمعوا.

٢٥٠ ـ عن منصور بن حازم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إذا صلى بالناس جهر ببسم( اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) فتخلف من خلفه من المنافقين عن الصفوف، فاذا جازها في السورة عادوا إلى مواضعهم، وقال بعضهم لبعض: إنّه ليردد اسم ربّه تردادا إنّه ليحبّ ربّه، فأنزل الله( وَإِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً ) .

٢٥١ ـ عن أبي حمزة الثمالي قال: قال لي أبو جعفرعليه‌السلام : يا ثمالي ان الشيطان ليأتى قرين الامام فيسأله هل ذكر ربه؟ فان قال: نعم، اكتسع(١) فذهب، وإنء قال: لا، ركب كتفه وكان امام القوم حتّى ينصرفون، قال: قلت: جعلت فداك وما معنى قوله: ذكر ربه؟ قال: الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم.

٢٥٢ ـ عن الحلبي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: جاء أبي بن خلف(٢) فأخذ

__________________

(١) اكتسع الخيل بأذلها. أدخلها بين رجليه، واللفظ كناية.

(٢) أبي بن خلف من مشركي مكّة وأعداء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهو الذي قال لهصلى‌الله‌عليه‌وآله يوما بمكّة: إنّ عندي فرسا أعلفه كل يوم فرقا ـ وهو مكبال ـ من ذرة أقتلك عليه، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : بل أنا أقتلك إنشاء الله، فكان من قصته أنّه خرج إلى المدينة مع من خرج بحرب المسلمين في وقعة أحد، فلما هزم المسلمون وبقي مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حربة رجل من أصحابه ـ وهو الحارث بن الصمة ـ ثم استقبله فطعنه في عنقه طعنة تحرك منها عن فرسه مرارا، فرجع إلى قريش وهو يخور كما يخور الثور وقد خدش في عنقه خدشا غير كبير، فاحتقن الدم وقال: قتلني والله محمد، قالوا: ذهب والله فؤادك، والله ما بك بأس! قال: لو كانت الطعنة بربيعة ومضر لقتلهم، أليس أنّه قد كان بمكّة قال لي: انا أقتلك، فو الله لو بصق بعد تلك المقالة لقتلني، فلم يلبث إلّا يوما أو بعض يوم حتّى مات، فقيل: مات بسرف وهو موضع على ستة أيمال من مكّة وفي ذلك يقول حسّان بن ثابت الأنصاري شاعر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله :

١٧٤

عظما باليا من حائط ففته(١) ثم قال: يا محمّد( إِذا كُنَّا عِظاماً وَرُفاتاً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً ) فأنزل الله:( مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ ) .

٢٥٣ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: الخلق الذي يكبر في صدورهم الموت.

قال عز من قائل:( وَلَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلى بَعْضٍ ) .

٢٥٤ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى عبد الله بن صالح عن أبيه عن آبائه عن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما خلق الله خلقا أفضل منى ولا أكرم منى، قال عليعليه‌السلام : فقلت: يا رسول الله أفأنت أفضل أم جبرئيل؟ فقالعليه‌السلام : إنّ الله تبارك وتعالى فضل أنبياءه المرسلين على ملائكته المقربين، وفضلني على جميع النبيين والمرسلين، والفضل بعدي لك يا عليُّ ، وللائمّة من ولدك فانّ الملائكة لخدامنا وخدام محبينا، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٥٥ ـ وباسناده إلى صالح بن سهل عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ بعض قريش قال لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : بأيّ شيء سبقت الأنبياء وفضلّت عليهم وأنت بعثت آخرهم وخاتمهم؟ قال: إنّي كنت أوّل من أقرّ بربّي جلّ جلاله وأوّل من أجاب حيث أخذ الله ميثاق النبييّن( وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى ) فكنت أوّل نبيّ قال: بلى، فسبقتهم إلى الإقرار باللهعزوجل .

٢٥٦ ـ في أصول الكافي عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عن محمد بن يحيى

__________________

لقد ورث الضلالة من أبيه

أبى حين بارزه الرسول

أتيت إليه تحمل منه عضوا

وتوعده وأنت به جهول

وفي نسخة [أجئت محمدا عظما ميما

لتكذبه وأنت به جهول]

وقد نالت بنو النجار منكم

امية إذ يغوث يا عقيل

الى آخر الأبيات. راجع ديوانه ص: ٣٤٠ ط مصر.

(١) فت الشيء: دقه وكسره بالأصابع.

١٧٥

الخثعمي عن هشام عن ابن أبي يعفور قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: سادة النبيين والمرسلين خمسة، وهم أولوا العزم من الرسل، وعليهم دارت الرحا: نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله وعلى جميع الأنبياء.

٢٥٧ ـ في الخرائج والجرائح باسناده إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ الله فضل أولى العزم من الرسل على الأنبياء بالعلم، وفضلنا عليهم في فضلهم وعلم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ما لا يعلمون، وعلمنا علم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فروينا لشيعتنا، فمن قبله منهم فهو أفضلهم، وأينما نكون فشيعتنا معنا.

٢٥٨ ـ في عيون الاخبار باسناده إلى الرضاعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام وقد ذكر نوحا وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله عليهم فهؤلاء الخمسة أولوا العزم، وهم أفضل الأنبياء والرسلعليهم‌السلام .

٢٥٩ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن عبد الرحمن بن أبي نجران وابن فضال عن بعض أصحابنا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: كان يقول عند العلة: أللهمّ انك عيرت أقواما فقلت:( قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا تَحْوِيلاً ) فيا من لا يملك كشف ضري ولا تحويله عنى أحد غيره، صل على محمد وآل محمد واكشف ضري وحوله إلى من يدعو معك إلها آخر لا اله غيرك. قال عز من قائل و( يَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخافُونَ عَذابَهُ )

٢٦٠ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن حديد عن منصور بن يونس عن الحارث بن المغيرة أو أبيه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قلت له: ما كان في وصية لقمان؟ قال: كان فيها الأعاجيب، وكان أعجب ما فيها ان قال لابنه: خف اللهعزوجل خيفة لو جئته ببر الثقلين لعذبك، وارج الله رجاء لو جئته بذنوب الثقلين لرحمك ثم قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : كان أبي يقول: إنّه ما من عبد مؤمن إلّا وفي قلبه نوران: نور خيفة ونور رجاء لو وزن هذا لم يزد على هذا ولو وزن هذا لم يزد على هذا.

١٧٦

٢٦١ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن الهيثم بن واقد قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: من خاف الله أخاف الله منه كل شيء، ومن لم يخف الله أخافه الله من كل شيء.

٢٦٢ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن حمزة بن عبد الله الجعفري عن جميل بن دراج عن أبي حمزة قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام من عرف الله خاف الله، ومن خاف الله سخت نفسه(١) عن الدنيا.

٢٦٣ ـ عنه عن ابن أبي نجران عمن ذكره عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قلت له: قوم يعملون بالمعاصي ويقولون نرجو، فلا يزالون كذلك حتّى يأتيهم الموت؟ فقال هؤلاء قوم يترجحون في الأماني(٢) كذبوا، ليسوا براجين من رجا شيئا طلبه ومن خاف من شيء هرب منه.

٢٦٤ ـ ورواه علي بن محمد رفعه قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : إنّ قوما من مواليك يلمون بالمعاصي(٣) ويقولون نرجو، فقال: كذبوا ليسوا لنا بموالي، أولئك قوم ترجحت بهم الأماني. ومن رجا شيئا عمل له، ومن خاف من شيء هرب منه

٢٦٥ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن بعض أصحابه عن صالح بن حمزة رفعه قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : إنّ حب الشرف والذكر(٤) لا يكونان في قلب الخائف الراهب.

٢٦٦ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن النعمان عن حمزة بن حمران قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ مما حفظ من خطب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال: أيها الناس إنَّ لكم معالم فانتهوا إلى معالمكم وإنّ لكم نهاية فانتهوا إلى نهايتكم، ألآ إنّ المؤمن يعمل بين مخافتين: بين أجل قد مضى لا يدرى ما الله صانع فيه، وبين أجل قد بقي

__________________

(١) أي تركها.

(٢) قال المحدث الكاشاني (ره) في الوافي: الترجح: الميل، يعنى مالت بهم عن الاستقامة أمانيهم الكاذبة.

(٣) لم به والم: نزل. والم بالذنب: قارب أو باشر اللمم، واللمم: صغار الذنوب.

(٤) أي حب إلجاء والرياسة والمدح والشهرة.

١٧٧

لا يدرى ما الله قاض فيه، فليأخذ العبد المؤمن من نفسه لنفسه، ومن دنياه لآخرته، وفي الشيبة قبل الكبر، وفي الحيوة قبل الممات، فو الله الذي نفس محمد بيده ما بعد الدنيا من مستعتب(١) وما بعدها من دار إلّا الجنة أو النار.

٢٦٧ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن سنان عن ابن مسكان عن الحسين بن أبي سارة، قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: لا يكون المؤمن مؤمنا حتّى يكون خائفا راجيا، ولا يكون راجيا حتّى يكون عاملا لما يخاف ويرجو.

٢٦٨ ـ عليّ بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن فضيل بن عثمان عن أبي عبيدة الحذاء عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: المؤمن بين مخافتين: ذنب قد مضى لا يدرى ما صنع الله فيه، وعمر قد بقي لا يدرى ما يكتب فيه من المهالك، فهو لا يصبح إلّا خائفا ولا يصلحه إلّا الخوف.

٢٦٩ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم حدّثنا أحمد بن محمد عن المعلى بن محمد عن علي بن محمد عن بكر بن صالح عن جعفر بن يحيى عن علي بن النضر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام وذكر حديثا طويلا يذكر فيه لقمان ووعظه لابنه وفيه: يا بنى لو استخرج قلب المؤمن فشق لوجد فيه نوران: نور للخوف ونور للرجا، لو وزنا لما رجح أحدهما على الآخر بمثقال ذرة.

٢٧٠ ـ في من لا يحضره الفقيه وسئل عن قول اللهعزوجل :( وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوها قَبْلَ يَوْمِ الْقِيامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوها عَذاباً شَدِيداً ) قال: هو الفناء بالموت.

٢٧١ ـ في تفسير العيّاشي عن محمد بن مسلم قال: سئلت أبا جعفرعليه‌السلام :( وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوها قَبْلَ يَوْمِ الْقِيامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوها عَذاباً شَدِيداً ) قال: إنّما امة محمد من الأمم، فمن مات فقد هلك.

٢٧٢ ـ عن ابن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله:( وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوها قَبْلَ يَوْمِ الْقِيامَةِ ) قال: بالقتل والموت وغيره(٢) .

__________________

(١) المستعتب: موضع الاستعتاب أي طلب الرضا.

(٢) وفي المصدر «قال: هو الفناء بالموت أو غيره».

١٧٨

٢٧٣ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( وَما مَنَعَنا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِ ) وذلك أنّ محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله سئل قومه أن يأتيهم بآية فنزل جبرئيل فقال: إنّ الله يقول:( وَما مَنَعَنا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِ ) إلى قوله( إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ ) وكنا إذا أرسلنا إلى قرية آية فلم يؤمنوا بها أهلكناهم، فلذلك آخرنا عن قومك الآيات.

٢٧٤ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن الحسن بن عليٍّعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام لمروان بن الحكم: أما أنت يا مروان فلست انا سبيتك ولا سبيت أباك، ولكن اللهعزوجل لعنك ولعن أباك ولعن أهل بيتك وذريتك، وما خرج من صلب أبيك إلى يوم القيمة على لسان نبيه محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، والله يا مروان ما تنكر أنت ولا أحد ممن حضر هذه اللعنة من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ولأبيك من قبلك، وما زادك الله يا مروان بما خوفك إلّا طغيانا كبيرا، وصدق الله وصدق رسوله، يقول الله تبارك وتعالى:( وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَما يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْياناً كَبِيراً ) وأنت يا يا مروان وذريتك( الشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ) .

٢٧٥ ـ عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل وفيه: وجعل أهل الكتاب القائمين به والعاملين بظاهره وباطنه من شجرة( أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها ) ، أي يظهر مثل هذا العلم المحتملة في الوقت بعد الوقت، وجعل اعدائها أهل الشجرة الملعونة الذين حاولوا إطفاء نور الله بأفواههم، ويأبى الله إلّا ان يتم نوره، ولو علم المنافقون لعنهم الله ما عليهم من ترك هذه الآيات التي بينت لك تأويلها لأسقطوها مع ما اسقطوا منه.

٢٧٦ ـ في تفسير العيّاشي عن حريز عمن سمع عن أبي جعفرعليه‌السلام :( وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً ) لهم ليعمهوا فيها( وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ) يعنى بنى امية.

٢٧٧ ـ عن علي بن سعيد قال: كنت بمكّة فقدم علينا معروف بن خربوذ فقال: قال لي أبو عبد اللهعليه‌السلام : إنّ عليّاعليه‌السلام قال لعمر: يا أبا حفص ألآ أخبرك بما نزل في بنى امية؟

١٧٩

قال: بلى، قال: فانه نزل فيهم:( وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ) قال: فغضب عمر، وقال: كذبت، بنو امية خير منك وأوصل للرحم.

٢٧٨ ـ عن الحلبي عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم قالوا: سألناه عن قوله:( وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ ) قال: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ارى أنّ رجالا على المنابر يردون الناس ضلالا زريق وزفر(١) وقوله:( وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ) قال: هم بنو أميّة.

٢٧٩ ـ وفي رواية اخرى عنه أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قد راى رجالا من نار على منابر من نار، يردون الناس على أعقابهم القهقرى ولسنا نسمى أحدا.

٢٨٠ ـ وفي رواية سلام الجعفي عنه أنّه قال: انا لا نسمى الرجال بأسمائهم، ولكن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله راى قوما على منبره يضلون الناس بعده عن الصراط القهقرى.

٢٨١ ـ عن عمر بن سليمان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: أصبح رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يوما حاسرا حزينا(٢) فقيل له: مالك يا رسول الله؟ فقال: إنّي رأيت الليلة صبيان بني أميّة يرقون على منبري هذا، فقلت: يا رب معى؟ فقال: لا ولكن بعدك.

٢٨٢ ـ عن أبي الطفيل قال: كنت في مسجد الكوفة فسمعت عليّاعليه‌السلام يقول وهو على المنبر وناداه ابن الكوا وهو في مؤخر المسجد فقال: يا أمير المؤمنين أخبرنى عن قول الله:( وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ) فقال: الأفجران من قريش ومن بنى امية.

٢٨٣ ـ عن عبد الرحيم القصير عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ ) قال: ارى رجالا من بنى تيم وعدى على المنابر يردون الناس عن الصراط القهقرى، قلت:( وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ) قال: هم بنو امية، يقول الله :

__________________

(١) وكناية عن الاول والثاني وقد مر أيضا في المجلد الثاني في بعض الروآيات.

(٢) حسر الرجل ـ من باب نصر ـ: أعيا، وحسر ـ من باب علم ـ الرجل على الشيء: تلهف. وقال في البحار: قوله: حاسرا أي كاشفا عن ذراعيه أو من الحسرة والحاسر أيضا من لا مغفر له ولا درع ولا جنة.

١٨٠

( وَنُخَوِّفُهُمْ فَما يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْياناً كَبِيراً ) .

٢٨٤ ـ عن يونس بن عبد الرحمن الأشل قال: سألته عن قول الله:( وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ ) الآية فقال: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله نام فرأى بني أميّة يصدون الناس(١) كلما صعد منهم رجل رأى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الذلة والمسكنة فاستيقظ جزوعا من ذلك وكان الذين رآهم اثنى عشر رجلا من بني أميّة فأتاه جبرئيلعليه‌السلام بهذه الآية، ثم قال جبرئيل: إنّ بني أميّة لا يملكون شيئا إلّا ملك أهل البيت ضعفه.

٢٨٥ ـ في مجمع البيان ( وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ ) الآية فيه أقوال إلى قوله: وثالثها أنّ ذلك رؤيا رآها النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في منامه وأنّ قرودا تصعد منبره وتنزل، فساءه ذلك واغتم به، رواه سهل بن سعيد عن أبيه أنّ النبي راى ذلك وقال: إنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله لم يستجمع بعد ذلك ضاحكا حتّى مات، ورواه سعيد بن يسار أيضا وهو المروي عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام .

٢٨٦ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم وقال عليّ بن إبراهيم في قوله:( وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ) قال: نزلت لما راى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في نومه كأن قرودا تصعد منبره فساءه ذلك وغمه غما شديدا، فأنزل الله:( وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً ) لهم ليعمهوا فيها والشجرة الملعونة» كذا نزلت وهم بنو امية.

٢٨٧ ـ في كتاب الخصال عن أبي جعفرعليه‌السلام عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل يقول فيه وقد ذكر معاوية بن حرب: ويشترط عليَّ شروطا لا يرضاها الله تعالى ورسوله ولا المسلمون، ويشترط في بعضها أن أدفع إليه قوما من أصحاب محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله أبرارا فيهم عمار بن ياسر، واين مثل عمار؟ والله لقد رأيتنا مع النبي وما بعد منا خمسة إلّا كان سادسهم، ولا أربعة إلّا كان خامسهم، اشترط دفعهم إليه ليقتلهم ويصلبهم وانتحل دم عثمان

__________________

(١) كذا في النسخ لكن الصحيح كما في المصدر والمنقول عنه في البحار والبرهان وغيره «يصعدون المنابر» مكان يصدون الناس» ويحتمل التصحيف أيضا.

١٨١

ولعمر الله ما ألب على عثمان(١) ولا جمع الناس على قتله، وأشباهه من أهل بيته أغصان( الشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ) .

٢٨٨ ـ في نهج البلاغة فاحذروا عدو الله أن يعديكم(٢) بدائه وأن يستفزكم بخيله ورجله «وفيه أيضا» فلعمر الله فخر على أصلكم ووقع في حسبكم، ودفع في نسبكم وأجلب بخيله عليكم وقصد برجله سبيلكم يقتنصونكم(٣) بكل مكان، ويضربون منكم كل بنان، لا يمتنعون بحيلة، ولا يدفعون بعزيمة في حومة ذل وحلقة ضيق وعرصة موت وجولة بلاء(٤) .

٢٨٩ ـ في كتاب المناقب لابن شهرآشوب، الشيرازي روى سفيان الثوري عن واصل عن الحسن عن ابن عباس في قوله:( وَشارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ ) أنّه جلس الحسن بن عليّعليهما‌السلام ويزيد بن معاوية بن أبي سفيان يأكلان الرطب فقال يزيد: يا حسن إنّي منذ كنت أبغضك، قال الحسنعليه‌السلام : يا يزيد اعلم أنّ إبليس شارك أباك في جماعة فاختلط المائان فأورثك ذلك عداوتي لأن الله تعالى يقول:( وَشارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ ) وشارك الشيطان حربا عند جماعه فولد له صخر فلذلك كان يبغض جدّي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٢٩٠ ـ في أصول الكافي عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن عمر بن أذينة عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس عن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ الله حرم الجنة على كل فحاش بذي(٥) قليل الحياء لا يبالي ما قال، ولا ما قيل له، فان فتشته لم تجده إلّا لغية أو شرك شيطان، قيل :

__________________

(١) من ألبهم ـ بتشديد اللام ـ: جمعهم.

(٢) من أعدى فلان فلانا من خلقه أو من علته وهو مجاوزته من صاحبه إلى غيره. وهذا من خطبته المعروفة بالقاصعة المتضمنة ذم إبليس لعنه الله على استكباره وتركه السجود لآدمعليه‌السلام ، وانه أول مر أظهر العصبية وتبع الحمية وتحذير الناس من سلوك طريقته.

(٣) اقتنصه: اصطاده.

(٤) الحومة: «معظم الماء والحرب وغيرها، وقول وفي حرمة ذل اه» موضع الجار والمجرور نصب على الحال أي يقتنصونكم في حومة ذل والجولة: الموضع الذي تجول فيه.

(٥) البذي بمعى الفحاش أيضا.

١٨٢

يا رسول الله وفي الناس شرك شيطان؟ فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : اما تقرء قول اللهعزوجل :( وَشارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ ) .

٢٩١ ـ في الكافي الحسين بن محمد عن معلّى بن محمد وعدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمد جميعا عن الوشاء عن موسى بن بكر عن أبي بصير قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : يا أبا محمد أي شيء يقول الرجل منكم إذا دخلت عليه امرأته؟ قلت: جعلت فداك أيستطيع الرجل ان يقول شيئا؟ فقال: ألآ أعلّمك ما تقول؟ قلت: بلى، قال: تقول: «بكلمات الله استحللت فرجها وفي امانة الله أخذتها، أللهمّ ان قضيت لي في رحمها شيئا فاجعله بارا تقيا واجعله مسلما سويا، ولا تجعل فيه شركا للشيطان» قلت: وبأي شيء يعرف ذلك؟(١) قال: اما تقرأ كتاب اللهعزوجل ثم ابتدأ هو:( وَشارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ ) ثم قال: إنّ الشيطان ليجيء حتّى يقعد من المرأة كما يقعد الرجل منها، ويحدث كما يحدث، وينكح كما ينكح، قلت: بأيّ شيء يعرف ذلك؟(٢) قال: بحبنا وبغضنا فمن أحبنا كان نطفة العبد، ومن أبغضنا كان نطفة الشيطان. وعنه عن أبيه عن حمزة بن عبد الله عن جميل بن دراج عن أبي الوليد عن أبي بصير قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام وذكر نحوه.

٢٩٢ ـ في من لا يحضره الفقيه وقال الصادقعليه‌السلام : من لم يبال ما قال ولا ما قيل فيه فهو شرك شيطان ومن لم يبال أن يراه الناس مسيئا فهو شرك شيطان ومن اغتاب أخاه المؤمن من غير ترة بينهما فهو شرك شيطان، ومن شغف بمحبة الحرام وشهوة الزنا فهو شرك شيطان.

٢٩٣ ـ في تفسير العيّاشي عن محمد بن مسلم عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: سألته عن شرك الشيطان، قال: قوله:( وَشارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ ) فان كان من مال

__________________

(١) قال المجلسي (ره): لعله سئل عن الدليل على أنّه يكون الولد شرك الشيطان ثمّ سئل عن العلامة التي بها يعرف ذلك، والأظهر أنّ فيه تصحيفا لما سيأتى من خبر أبي بصير بسند آخر. وفيه مكانه «ويكون فيه شرك الشيطان».

(٢) أي عدم شراكته.

١٨٣

حرام فهو شريك الشيطان، قال: ويكون مع الرجل حين يجامع فيكون من نطفته ونطفة الرجل إذا كان حراما.

٢٩٤ ـ عن زرارة قال: كان يوسف أبو الحجاج صديقا لعليّ بن الحسين صلوات الله عليه، وانه دخل على امرأته فأراد أن يضمها اعنى أبو الحجاج، قال: فقالت له: أليس إنّما عهدك بذاك الساعة؟ قال: فأتى علي بن الحسين فأخبره فأمره ان يمسك عنها، فولدت بالحجاج وهو ابن الشيطان ذي الردهة.

٢٩٥ ـ عن عبد الملك بن أعين قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول: إذا زنى الرجل ادخل الشيطان ذكره ثم عملا جميعا، ثم تختلط النطفتان، فيخلق الله منهما فيكون شركة الشيطان.

٢٩٦ ـ عن سليمان بن خالد قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : ما قول الله:( شارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ ) ؟ قال: فقال في ذلك قوله: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم.

٢٩٧ ـ عن العلا بن رزين عن محمد عن أحدهما قال: شرك الشيطان ما كان من مال حرام، فهو من شركه، ويكون مع الرجل حين يجامع فتكون نطفته مع نطفته إذا كان حراما، قال: كلتيهما جميعا تختلطان، وقال: ربما خلق من واحدة وربما خلق منهما جميعا.

٢٩٨ ـ قال:(١) كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام فاستأذن عيسى بن منصور عليه، فقال: مالك ولفلان يا عيسى اما انّه ما يحبك! فقال: بأبي وأمّي يقول قولنا ويتولى من نتولى، فقال: إنّ فيه نـخـوة إبليس، فقال: بأبي وأمّي أليس يقول إبليس:( خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ) ؟ فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : ويقول الله:( وَشارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ ) فالشيطان يباضع ابن آدم هكذا، وقرن بين إصبعيه.

٢٩٩ ـ عن زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال سمعته يقول: كان الحجاج ابن

__________________

(١) كذا في النسخ لكن في المصدر هكذا: «صفوان المال قال: كنت اه».

١٨٤

شيطان يباضع ذي الردهة، ثم قال: إنّ يوسف دخل على أم الحجاج فأراد ان يضمها، فقالت: أليس إنّما عهدك بذلك الساعة فأمسك عنها فولدت الحجاج.

٣٠٠ ـ عن يونس بن أبي الربيع الشامي(١) قال: كنت عنده ليلة فذكر شرك الشيطان، فعظمه حتّى أفزعني فقلت جعلت فداك فما المخرج منها وما نصنع؟ قال: إذا أردت المجامعة فقل: بسم الله الرحمن الرحيم الذي لا إله إلّا هو بديع السموات والأرض أللهمّ ان قضيت منى في هذه الليلة خليفة فلا تجعل للشيطان فيه نصيبا ولا شركا ولا حظا واجعله عبدا صالحا خالصا مخلصا مصغيا وذريته جل ثناؤك.

٣٠١ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم ( وَشارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ ) ما كان من مال حرام فهو شرك الشيطان، فاذا اشترى به الإماء ونكحهن وولد له فهو شرك الشيطان كما تلد منه ويكون مع الرجل إذا جامع، فيكون الولد من نطفته ونطفة الرجل إذا كان حراما، وفي حديث آخر إذا جامع الرجل اهله ولم يسم شاركه الشيطان.

٣٠٢ ـ في تفسير العيّاشي عن جعفر بن محمد الخزاعي عن أبيه قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يذكر في حديث غدير خم، أنّه لما قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لعليٍّعليه‌السلام ما قال واقامه للناس، صرخ إبليس صرخة فاجتمعت له العفاريت، فقالوا: سيدنا ما هذه الصرخة؟ فقال: ويلكم يومكم كيوم عيسى، والله لأضلن فيه الخلق، قال: فنزل القرآن:( وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) فقال: فصرخ إبليس صرخة فرجعت إليه العفاريت، فقالوا: يا سيدنا ما هذه الصرخة الأخرى؟ فقال: ويحكم حكى الله والله كلامي قرآنا وانزل عليه:( وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) ثم رفع رأسه إلى السماء ثم قال: وعزتك وجلالك لا لحقن الفريق بالجميع، قال: فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله :( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) ( إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ ) قال: فصرخ إبليس صرخة فرجعت إليه العفاريت فقالوا :

__________________

(١) هو خالد أو خليد ـ مصغرا ـ بن أو في العنزى الشامس، عده الشيخ (ره) في رجاله من أصحابه الباقرعليه‌السلام ، وعليه فالضمير في قوله «عنده» يرجع إليه يعنى الباقر صلوات الله عليه.

١٨٥

يا سيدنا ما هذه الصرخة الثالثة؟ قال: والله من أصحاب عليّ ولكن وعزتك وجلالك لأزينن لهم المعاصي حتّى أبغضهم إليك، قال: فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : والذي بعث بالحق محمّدا للعفاريت والأبالسة على المؤمن أكثر من الزنابير على اللحم، والمؤمن أشد من الجبل، والجبل تدنوا إليه بالفأس فتنحت(١) منه والمؤمن لا يستقل عن دينه.

٣٠٣ ـ عن عبد الرحمن بن سالم في قول الله:( إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ وَكَفى بِرَبِّكَ وَكِيلاً ) قال: نزلت في عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، ونحن نرجو أن تجري لمن أحب الله من عباده. قال عز من قائل:( وَإِذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ )

٣٠٤ ـ في كتاب التوحيد حدّثنا محمد بن القاسم الجرجاني المفسررحمه‌الله قال: حدّثنا أبو يعقوب يوسف بن محمد بن زياد وأبو الحسن علي بن محمد بن سيار وكانا من الشيعة الامامية عن أبويهما عن الحسن بن علي بن محمدعليهم‌السلام في قول اللهعزوجل :( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) ، فقال: الله هو الذي يتأله إليه عند الحوائج والشدائد كل مخلوق عند انقطاع الرجا من كل من دونه، وتقطع الأسباب عن جميع من سواه، تقول بسم الله أي أستعين على أموري كلها بالله الذي لا تحق العبادة إلّا له المغيث إذا استغيث، المجيب إذا دعا، وهو ما قال رجل للصادقعليه‌السلام : يا بن رسول الله دلني على الله ما هو؟ فقد كثر عليّ المجادلون وحيروني؟ فقال له: يا عبد الله هل ركبت سفينة قط؟ قال: نعم قال: فهل كسر بك حيث لا سفينة تنجيك ولا سباحة تعينك؟ قال: نعم، قال: فهل تعلق قلبك هنا لك ان شيئا من الأشياء قادر على ان يخلصك من ورطتك؟ قال: نعم، قال الصادقعليه‌السلام : فذلك الشيء هو الله القادر على الإنجاء حيث لا منجى، وعلى الاغاثة حيث لا مغيث، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٠٥ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( قاصِفاً مِنَ الرِّيحِ ) قال: هي العاصف.

__________________

(١) وفي بعض النسخ «تواليه بالفأس» وفأس ـ كفلس ـ: آلة ذات هراوة قصيرة يقطع بها الخشب وغيره وبالفارسية «تبر» ونحت الجبل: حفره.

١٨٦

٣٠٦ ـ في أمالي شيخ الطائفة قدس‌سره باسناده إلى زيد بن عليٍّعليه‌السلام عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله تعالى:( وَلَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ ) يقول: فضلنا بنى آدم على ساير الخلق( وَحَمَلْناهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ) يقول: على الرطب واليابس( وَرَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ ) يقول: من طيبات الثمار كلها وفضلناهم يقول: ليس من دابة ولا طاير إلّا تأكل وتشرب بفيها، ولا ترفع بيدها إلى فيها طعاما وشرابا غير ابن آدم، فانه يرفع إلى فيه بيده طعامه، فهذا من التفضيل.

٣٠٧ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم حدّثنا جعفر بن أحمد قال: حدّثنا عبد الكريم ابن عبد الرحيم قال: حدّثنا محمد بن عليّ عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر، قال: إنّ الله لا يكرم روح الكافر، ولكن كرم أرواحعليه‌السلام المؤمنين، وانما كرامة النفس والدم بالروح والرزق الطيب هو العلم.

٣٠٨ ـ حدّثني أبي عن إسحق بن الهيثم عن سعد بن طريف عن الأصْبَغ بن نُباتة: إنّ عليّاعليه‌السلام سئل عن قول الله تبارك وتعالى:( وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ ) قال: السموات والأرض وما بينهما من مخلوق في جوف الكرسي، وله اربعة أملاك يحملونه بإذن الله، فاما ملك منهم ففي صورة الآدميين وهي أكرم الصور على الله، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٠٩ ـ في محاسن البرقي عنه عن بعض أصحابنا عن علي بن أسباط عن عمه يعقوب أو غيره رفعه قال: كان أمير المؤمنينعليه‌السلام يقول: أللهمّ ان هذا من عطائك فبارك لنا فيه وسوغناه، واخلف لنا خلفا لما أكلناه أو شربناه، لا من حول منا ولا قوة، ورزقت فأحسنت، فلك الحمد، رب اجعلنا من الشاكرين، وإذا فرغ قال: الحمد لله الذي كفانا وأكرمنا وحملنا في البر والبحر ورزقنا من الطيبات، وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا، الحمد لله الذي كفانا المؤنة وأسبغ علينا.

٣١٠ ـ عنه عن محمد بن عبد الله عن عمر المتطبب عن ابن يحيى الصنعاني عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: كان علي بن الحسينعليه‌السلام إذا وضع الطعام بين يديه قال :

١٨٧

أللّهمّ هذا [من] منك وفضلك وعطائك فبارك لنا فيه وسوغناه وارزقنا خلفا لما أكلناه ورب محتاج إليه رزقت وأحسنت، أللهمّ اجعلنا من الشاكرين، وإذا رفع الخوان قال: الحمد لله الذي حملنا في البر والبحر، ورزقنا من الطيبات وفضلنا على كثير من خلقه أو ممن خلق تفضيلا.

٣١١ ـ في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنينعليه‌السلام أصحابه: إذا نظر أحدكم في المرآة فليقل: الحمد لله الذي خلقني فأحسن خلقي، وصورني فأحسن صورتي، وزان منى ما شأن من غيري وأكرمني بالإسلام.

٣١٢ ـ عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: المؤمن أعظم حرمة من الكعبة.

٣١٣ ـ في عيون الاخبار باسناده إلى الرضاعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ المؤمن يعرف بالسماء كما يعرف الرجل ولده(١) ، وانه لا أكرم على الله تعالى من ملك مقرب.

٣١٤ ـ وباسناده قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا عليُّ كرامة المؤمن على الله أنّه لم يجعل لأجله وقتا حتّى يهم ببائقة(٢) فاذا هم ببائقة قبضه الله اليه.

٣١٥ ـ في تفسير العيّاشي عن جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام ( وَفَضَّلْناهُمْ عَلى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنا تَفْضِيلاً ) قال: خلق كل شيء منكبا غير الإنسان خلق منتصبا.

٣١٦ ـ في كتاب علل الشرائع أبي (ره) قال حدّثنا سعد بن عبد الله عن أحمد ابن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن عبد الله بن سنان قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام فقلت: الملائكة أفضل أم بنو آدم؟ فقال: قال أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام : إنّ اللهعزوجل ركب في الملائكة عقلا بلا شهوة، وركب في البهائم شهوة بلا عقل، وركب في بنى آدم كلتيهما، فمن غلب عقله شهوته فهو خير من الملائكة، ومن غلبت شهوته عقله فهو شر من البهائم.

٣١٧ ـ وباسناده إلى عبد السلام بن صالح الهروي عن علي بن موسى الرضا عن

__________________

(١) وفي المصدر هكذا «ان المؤمن يعرف في السماء كما يعرف الرجل أهله وولده».

(٢) البائقة: الداهية. الظلم والتعدي عن الحق.

١٨٨

أبيه عن آبائه عن عليّ بن أبي طالبعليهم‌السلام عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حديث طويل يقول فيهصلى‌الله‌عليه‌وآله : فان الملائكة لخدامنا وخدام محبينا، يا عليُّ( الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا ) بولايتنا، يا عليُّ لو لا نحن ما خلق الله آدم ولا حوا ولا الجنة ولا النار ولا السماء ولا الأرض، وكيف لا نكون أفضل من الملائكة وقد سبقناهم إلى معرفة ربنا وتسبيحه [وتهليله] وتقديسه، ان الله تبارك وتعالى خلق آدم فأودعنا صلبه وأمر الملائكة بالسجود تعظيما لنا وإكراما، وكان سجودهم للهعزوجل عبودية ولآدم إكراما وطاعة لكوننا في صلبه، فكيف لا نكون أفضل من الملائكة، وقد سجدوا لادم كلهم أجمعون.

٣١٨ ـ وقد روينا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه قال: إنّ في الملائكة من باقة(١) بقل خير [منه] والأنبياء والحجج يعلمون ذلك لهم وفيهم ما جهلناه.

٣١٩ ـ وباسناده إلى ابن عباس عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حديث طويل يقول فيه: لما عرج بي إلى السماء الرابعة اذن جبرئيل وأقام ميكائيل، ثم قيل لي: ادن يا محمّد فقلت: أتقدم وأنت بحضرتي يا جبرئيل؟ قال: نعم، ان اللهعزوجل فضل أنبياءه المرسلين على ملائكته المقربين، وفضلك أنت خاصة، فدنوت فصليت بأهل السماء الرابعة.

٣٢٠ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل عن محمد بن الفضيل عن أبي الصباح الكناني عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: ما خلق اللهعزوجل خلقا أكرم على اللهعزوجل من مؤمن، لان الملائكة خدام المؤمنين، وان جوار الله للمؤمنين، وان الجنة للمؤمنين، وان الحور العين للمؤمنين، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٢١ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه‌الله عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حديث طويل وفيه: يا رسول الله أخبرنا عن عليّ هو أفضل أم ملائكة الله المقربون؟ فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :

__________________

(١) الباقة: الحزمة من الزهر أو البقل.

١٨٩

وهل شرفت الملائكة إلّا بحبها لمحمّد وعليٍّ وقبول ولايتهما، إنّه لا أحد من محبي عليٍّعليه‌السلام نظف قلبه من الغش والدغل والعلل ونجاسة الذنوب إلّا كان أطهر وأفضل من الملائكة.

٣٢٢ ـ وفيه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل يقول فيه السائل: قلت: الرسول أفضل أم الملك المرسل اليه؟ قال: بل الرسول أفضل.

٣٢٣ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده إلى أبي هريرة وعبد الله بن عباس قالا: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في أثناء كلام طويل: أنتم أفضل من الملائكة.

٣٢٤ ـ في اعتقادات الامامية للصدوق عليه الرحمة وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : انا أفضل من جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وجميع الملائكة المقربين، وانا خير البرية وسيد ولد آدم.

٣٢٥ ـ في محاسن البرقي عنه عن أبيه عن النضر بن سويد عن ابن مسكان عن يعقوب بن شعيب قال: قلت لأبى عبد اللهعليه‌السلام ( يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ ) فقال: يدعو كل قرن من هذه الأمة بإمامهم، قلت: فيجيء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في قرنه وعلىعليه‌السلام في قرنه والحسنعليه‌السلام في قرنه والحسينعليه‌السلام في قرنه الذي هلك بين أظهرهم؟ قال: نعم.

٣٢٦ ـ في عيون الاخبار عن الرضاعليه‌السلام وباسناده قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في قوله تعالى:( يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ ) قال: يدعى كل قوم بإمام زمانهم، وكتاب الله وسنة نبيهم.

٣٢٧ ـ في كتاب الخصال باسناده إلى الأصبغ بن نباتة قال: أمرنا أمير المؤمنينعليه‌السلام بالمسير إلى المدائن من الكوفة، فسرنا يوم الأحد وتخلف عمرو بن حريث في سبعة نفر، فخرجوا إلى مكان بالحيرة يسمى الخورنق، فقالوا نتنزه(١) فاذا كان

__________________

(١) نزه الرجل: تباعد عن كل مكروه، يقال: خرجنا نتنزه إذا خرجوا إلى البساتين والخضر والرياض.

١٩٠

الأربعاء خرجنا فلحقنا عليّا قبل ان يجمع، فبينا هم يتغدون إذ خرج عليهم ضب فصادوه فأخذه عمرو بن حريث فنصب كفه وقال: بايعوا هذا أمير المؤمنين، فبايعه السبعة وعمرو ثامنهم، وارتحلوا ليلة الأربعاء فقدموا المدائن يوم الجمعة وأمير المؤمنينعليه‌السلام يخطب ولم يفارق بعضهم بعضا وكانوا جميعا حتّى نزلوا على باب المسجد، فلما دخلوا نظر إليهم أمير المؤمنينعليه‌السلام فقال: يا أيها الناس ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أسر إليَّ الف حديث في كل حديث الف باب، لكل باب الف مفتاح، وأنّي سمعت الله جل جلاله يقول:( يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ ) وانى اقسم لكم بالله ليبعثن يوم القيمة ثمانية نفر يدعون بإمامهم وهو ضب، ولو شئت ان اسميهم لفعلت، قال: فلقد رأيت عمرو بن حريث سقط كما تسقط السعفة حياء ولوما.

٣٢٨ ـ في أصول الكافي عليّ بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن عن حماد عن عبد الأعلى قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: السمع والطاعة أبواب الخير السامع المطيع لا حجة عليه، والسامع العاصي لا حجة له، وامام المسلمين تمت حجته واحتجاجه يوم يلقى اللهعزوجل ، ثم قال: يقول الله تبارك وتعالى:( يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ ) .

٣٢٩ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن عبد الله غالب عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: لما نزلت هذه الآية( يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ ) قال المسلمون: يا رسول الله الست امام الناس كلهم أجمعين؟ قال: فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : انا رسول الله إلى الناس أجمعين، ولكن سيكون من بعدي أئمة على الناس من الله من أهل بيتي يقومون في الناس فيكذبون وتظلمهم أئمة الكفر والضلال وأشياعهم، فمن والاهم واتبعهم وصدقهم فهو منى، ومعى وسيلقاني ألآ ومن ظلمهم وكذبهم فليس منى ولا معى وانا منه برىء.

٣٣٠ ـ علي بن محمد عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسن بن شمون عن عبد الله ابن عبد الرحمن عن عبد الله بن القاسم بن البطل عن عبد الله بن سنان قال: قلت

١٩١

لابي عبد اللهعليه‌السلام :( يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ ) قال: امامهم الذي بين أظهر هم وهو قائم أهل زمانه.

٣٣١ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن محمد بن الحسن بن شمون عن عبد الله بن عمرو بن الأشعث عن عبد الله بن حماد الأنصاري عن يحيى بن عبد الله بن الحسن عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يجيء كل غادر بإمام يوم القيمة مائلا شدقه حتّى يدخل النار.

٣٣٢ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم أخبرنا أحمد بن إدريس قال: حدّثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد بن حماد بن عيسى عن ربعي بن عبد الله عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفرعليه‌السلام في قول الله تبارك وتعالى:( يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ ) قال: يجيء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في قومه وعلى في قومه، والحسن في قومه، والحسين في قومه، وكل من مات بين ظهراني قوم جاؤا معه.

٣٣٣ ـ وقال عليّ بن إبراهيم في قوله:( يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ ) قال: ذلك يوم القيمة ينادى مناد: ليقم أبو بكر وشيعته وعمر وشيعته، وعثمان وشيعته، وعلى وشيعته.

٣٣٤ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام وقد ذكر المنافقين وكذلك قوله: «سلام على آل ياسين» لان الله سمى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بهذا الاسم حيث قال:( يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ) لعلمه انهم يسقطون لا قول «سلام على آل محمد» كما اسقطوا غيره، وكذلك قال:( يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ ) ولم يسم بأسمائهم وأسماء آبائهم وأمهاتهم.

٣٣٥ ـ في أمالي الصدوق (ره) باسناده إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سأل رجل يقال له بشر بن غالب أبا عبد الله الحسينعليه‌السلام فقال: يا بن رسول الله أخبرني عن قول اللهعزوجل :( يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ ) قال: امام دعا إلى هدى فأجابوه اليه، وامام دعا إلى ضلالة فأجابوه إليها، هؤلاء في الجنة، وهؤلاء في النار، وهو قولهعزوجل ( فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ ) والحديث طويل أخذنا موضع الحاجة.

١٩٢

٣٣٦ ـ في الصحيفة السجادية: أللهمّ انك أيدت دينك في كل أوان بإمام أقمته علما لعبادك، ومنارا في بلادك، بعد أن وصلت حبلة بحبلك، وجعلته الذريعة إلى رضوانك، وافترضت طاعته وحذرت معصيته، وأمرت بامتثال أمره والانتهاء عند نهيه، ولا يتقدمه متقدم، ولا يتأخر عنه متأخر.

٣٣٧ ـ في مصباح الشريعة قال الصادقعليه‌السلام : قال الله تعالى:( يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ ) أي من كان اقتدى بمحق قبل وزكى.

٣٣٨ ـ في الخرائج والجرائح في أعلام أبي محمد العسكري قال أبو هاشم بعد أن روى كرامة لهعليه‌السلام فجعلت أفكر في نفسي عظم ما أعطى الله آل محمد، وبكيت فنظر إلى وقال: الأمر أعظم مما حدثت به في نفسك من عظم شأن آل محمد، فاحمد الله أن يجعلك متمسكا بحبلهم، تدعى القيمة بهم إذا دعا كل أناس بإمامهم انك على خير.

٣٣٩ ـ في كتاب الرجال للكشي (ره) فضالة بن جعفر عن أبان عن حمزة بن الطيار أنّ أبا عبد اللهعليه‌السلام أخذ بيدي ثم عد الائمة إماما يحسبهم حتّى انتهى إلى أبي جعفرعليه‌السلام فكف، فقلت: جعلني الله فداك لو فلقت رمانة فأحللت بعضها وحرمت بعضها لشهدت أنّ ما حرمت حرام وما أحللت حلال، فقال: فحسبك ان تقول بقوله وما أنا إلّا مثلهم، لي مالهم وعليَّ ما عليهم، فان أردت أن تجيء مع الذين قال الله تعالى:( يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ ) فقل بقوله.

٣٤٠ ـ في تفسير العيّاشي عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه إذا كان يوم القيمة يدعى كل بإمامة الذي مات في عصره، فان انتبه اعطى كتابه بيمينه لقوله:( يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ ) فان اوتى كتابه بيمينه( فَيَقُولُ: هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ ) الآية والكتاب الامام، فمن نبذه وراء ظهره كان كما قال نبذوه وراء ظهورهم، ومن أنكره كان من أصحاب الشمال الذين قال الله:( ما أَصْحابُ الشِّمالِ فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ ) إلى آخر الآية.

١٩٣

٣٤١ ـ عنه عن محمد بن مسلم عن أحدهما قال: سألته عن قوله( يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ ) قال: من كان يأتمون به في الدنيا ويؤتى بالشمس والقمر فيقذفان في حميم ومن يعبدهما.

٣٤٢ ـ عن جعفر بن أحمد عن الفضل بن شاذان أنّه وجد مكتوبا بخط أبيه عن أبي بصير قال: أخذت بفخذ أبي عبد اللهعليه‌السلام فقلت: أشهد انك امامى، فقال: أما إنّه سيدعى كل أناس بإمامهم أصحاب الشمس بالشمس وأصحاب القمر بالقمر وأصحاب النار بالنار، وأصحاب الحجارة بالحجارة.

٣٤٣ ـ عن عمار الساباطي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام لا تترك الأرض بغير امام يحل حلال الله ويحرم حرام الله، وهو قول الله:( يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ ) ثم قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من مات بغير امام مات ميتة جاهلية فمدوا أعناقهم وفتحوا أعينهم، فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : أليست الجاهلية الجهلاء فلما خرجنا من عنده قال لنا سليمان: هو والله الجاهلية الجهلاء، ولكن لما رآكم مددتم أعناقكم وفتحتم أعينكم قال لكم كذلك.

٣٤٤ ـ عن بشير الدهان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: أنتم والله على دين الله، ثم تلا( يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ ) ثم قال: على إمامنا ورسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إمامنا، كم من امام يجيء يوم القيمة يلعن أصحابه ويلعنونه، ونحن ذرية محمد، وامنا فاطمة.

٣٤٥ ـ عن إسمعيل بن همام قال: قال الرضاعليه‌السلام في قول الله:( يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ ) قال: إذا كان يوم القيمة قال الله: أليس عدل من ربكم أن تولوا كل قوم من تولوا؟ قالوا: بلى، قال: فيقول تميزوا فيتميزون.

٣٤٦ ـ عن محمد بن حمران عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ كنتم تريدون ان تكونوا معنا يوم القيمة لا يلعن بعضنا بعضا فاتقوا الله وأطيعوا. فان الله يقول:( يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ ) .

٣٤٧ ـ في مجمع البيان وروى عن الصادقعليه‌السلام أنّه قال: ألآ تمجدون الله ،

١٩٤

إذا كان يوم القيامة فدعى كل قوم إلى من يتولون وفرغنا إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وفرغتم إلينا(١) قال: اين ترون يذهب بكم؟ إلى الجنة ورب الكعبة. قالها ثلثا.

٣٤٨ ـ في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم بن إسحق عن عبد الرزاق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن أبي جعفرعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : وليست تشهد الجوارح على مؤمن إنّما تشهد على من حقت عليه كلمة العذاب، فأما المؤمن فيعطى كتابه بيمينه، قال اللهعزوجل : «فأما( فَمَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولئِكَ يَقْرَؤُنَ كِتابَهُمْ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً ) .

٣٤٩ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم ( وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً ) قال: الجلدة التي في ظهر النواة.

٣٥٠ ـ في عيون الاخبار في باب مجلس للرضاعليه‌السلام مع أهل الأديان والمقالات في التوحيد كلام للرضاعليه‌السلام مع عمران وفيه: إياك وقول الجهال أهل العمى والضلال، الذين يزعمون أنّ الله جل وتقدس موجود في الآخرة للحساب والثواب والعقاب، وليس بموجود في الدنيا للطاعة والرجا ولو كان في الوجود للهعزوجل نقص واهتضام(٢) لم يوجد في الآخرة أبدا، ولكن القوم تاهوا وعموا عن الحق من حيث لا يعلمون، وذلك قولهعزوجل :( وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الآخرة أَعْمى وَأَضَلُّ سَبِيلاً ) يعنى أعمى عن الحقائق الموجودة.

٣٥١ ـ في كتاب الخصال عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل وفيه يقولعليه‌السلام : أشد العمى من عمى عن فضلنا أو ناصبنا العداوة بلا ذنب سبق إليه منا، إلّا أنا دعوناه إلى الحق، ودعاه من سوانا إلى الفتنة والدنيا، فأتاهما ونصب البراءة منا والعداوة.

٣٥٢ ـ في كتاب التوحيد أبيرحمه‌الله قال: حدّثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا

__________________

(١) فرغ اليه: قصد.

(٢) الاهتضام: الكسر والنقص.

١٩٥

أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن العلا بن رزين عن محمد بن مسلم عن أبي جعفرعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى ) قال: من لم يدله خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار ودوران الفلك والشمس والقمر والآيات العجيبات على أنّ وراء ذلك أمر أعظم منه( فَهُوَ فِي الآخرة أَعْمى وَأَضَلُّ سَبِيلاً )

٣٥٣ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول الله تعالى:( وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الآخرة أَعْمى وَأَضَلُّ سَبِيلاً ) قال: ذلك الذي يسوف نفسه الحج يعنى حجة الإسلام حتّى يأتيه الموت.

٣٥٤ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم حدثني أبي عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبي الطفيل عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: جاء رجل إلى علي بن الحسين فقال له: إنّ ابن عباس يزعم أنّه يعلم كل آية نزلت في القرآن في اي يوم نزلت وفيمن نزلت، فقال أبيعليه‌السلام : سله فيمن نزلت:( وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الآخرة أَعْمى وَأَضَلُّ سَبِيلاً ) وفيمن نزلت:( وَلا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كانَ اللهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ ) وفيمن نزلت:( يا أيها الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا ) فأتاه الرجل فسأله فقال: وددت أنّ الذي أمرك بهذا واجهنى به فأسأله عن العرش مم خلقه الله ومتى خلقه وكم هو وكيف هو؟ فانصرف الرجل إلى أبيعليه‌السلام فقال أبي: فهل أجابك بالآيات؟ قال: لا، قال أبي: لكن أجيبك فيها بعلم ونور غير المدعى ولا المنتحل، واما قوله:( وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الآخرة أَعْمى وَأَضَلُّ سَبِيلاً ) ففيه نزل وفي أبيه، واما قوله:( وَلا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ ) ففي أبيه نزلت، واما قوله:( يا أيها الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا ) الآية ففي أبيه نزلت وفينا ولم يكن الرباط الذي أمرنا به وسيكون ذلك من نسلنا المرابط ومن نسله المرابط(١)، والحديث طويل

__________________

(١) قيل يحتمل ان يكون المراد من قولهعليه‌السلام : «نزلت الآية اه» يعنى انهم

١٩٦

ـ أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٥٥ ـ وقال أبو عبد اللهعليه‌السلام أيضا:( وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الآخرة أَعْمى وَأَضَلُّ سَبِيلاً ) قال: نزلت فيمن يسوف الحج حتّى مات ولم يحج فعمي عن فريضة من فرائض الله

٣٥٦ ـ وفيه خطبة لهصلى‌الله‌عليه‌وآله وفيها: وأعمى العمى عمى الضلالة بعد الهدى، وشر العمى عمى القلب.

٣٥٧ ـ في كتاب ثواب الأعمال رفعه إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: تحشر المرجئة عميانا فأقول لهم: ليسوا من امة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، انهم بدلوا فبدل بهم وغيروا فغير ما بهم.

٣٥٨ ـ وفيه باسناده إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال: ومن قرأ القرآن ولم يعمل به حشره اللهعزوجل يوم القيمة أعمى، فيقول:( رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً قالَ كَذلِكَ أَتَتْكَ آياتُنا فَنَسِيتَها وَكَذلِكَ الْيَوْمَ تُنْسى ) فيؤمر به إلى النار، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٥٩ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم و( إِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنا غَيْرَهُ ) قال: يعنى أمير المؤمنين وإذا لاتخذوك خليلا أي صديقا لو أقمت غيره.

٣٦٠ ـ في عيون الاخبار في باب ذكر مجلس الرضاعليه‌السلام عند المأمون في عصمة الأنبياءعليهم‌السلام حديث طويل يقول فيه المأمون للرضاعليه‌السلام : فأخبرنى عن قول الله تعالى:( عَفَا اللهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ ) قال الرضاعليه‌السلام : هذا مما نزل بإياك اعنى واسمعي يا جاره(١)

__________________

مأمورون برباطنا وصلننا وقد تركوا ولم يأتمروا وسيكون ذلك في زمان ظهور القائمعليه‌السلام فيرابطنا من بقي من نسلهم فينصرون قائمنا فيكون من نسلنا المرابط بالفتح اعنى القائم عجل الله تعالى فرجه الشريف ومن نسله المرابط بالكسر ويحتمل على هذا الوجه أيضا الكسر فيهما والفتح فتأمل.

(١) هذا مثل يضرب لمن يتكلم بكلام ويريد به شيئا غيره، وقيل: إنّ أول من قال ذلك سهل بن مالك الزاري، وقصته مذكورة في كتاب مجمع الأمثال (ج ١: ٥٠ ط مصر)

١٩٧

خاطب الله تعالى بذلك نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأراد به أمته، وكذلك قولهعزوجل :( لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ ) وقوله تعالى: و( لَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً ) قال: صدقت يا بن رسول الله.

٣٦١ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن عبد الله بن محمد عن علي بن الحكم عن عبد الله بن بكير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: نزل القرآن بإياك أعنى واسمعي يا جاره.

٣٦٢ ـ وفي رواية اخرى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: معناه ما عتب اللهعزوجل به على نبيه فهو يعنى به ما قد قضى في القرآن مثل قوله:( وَلَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً ) عنى بذلك غيره.

٣٦٣ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنينعليه‌السلام مجيبا لبعض الزنادقة وقد قال: ثم خاطبه في أضعاف ما اثنى عليه في الكتاب من الإزراء(١) وانخفاض محله وغير ذلك تهجينه وتأنيبه ما لم يخاطب به أحدا من الأنبياء، مثل قوله: و( لَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً ) والذي بدأ في الكتاب من الإزراء على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله من قربه الملحدين.

٣٦٤ ـ في تفسير العيّاشي عن أبي يعقوب عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته عن قول الله:( وَلَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً ) قال: لما كان يوم الفتح اخرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أصناما من المسجد وكان منها صنم على المروة، وطلبت إليه قريش ان يتركه، وكان مستحيا فهم بتركه، ثم امر بكسره فنزلت هذه الآية.

٣٦٥ ـ عن ابن أبي عمير عمن حدثه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ما عاتب الله نبيه فهو يعنى به من قد مضى في القرآن مثل قوله:( وَلَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً ) عنى بذلك غيره.

٣٦٦ ـ عن عبد الله بن عثمان البجلي عن رجل أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله اجتمعا عنده وابنتيهما فتكلموا في عليٍّ وكان من النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أن يلين لهما في بعض القول، فأنزل الله :

__________________

(١) ازرأه: عابه ووضع من حقه.

١٩٨

ـ( لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً إِذاً لَأَذَقْناكَ ضِعْفَ الْحَياةِ وَضِعْفَ الْمَماتِ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنا نَصِيراً ) ثم لا تجد لك مثل على وليا.

٣٦٧ ـ في مجمع البيان ( ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنا نَصِيراً ) قيل: لما نزلت هذه الآية

قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : أللهمّ لا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا عن قتادة.

٣٦٨ ـ في تفسير العيّاشي عن بعض أصحابنا عن أحد هماعليه‌السلام قال: إنّ الله قضى الاختلاف على خلقه وكان امرا قد قضاه في حكمه كما قضى على الأمم من قبلكم، وهي السنن والأمثال تجري على الناس فجرت علينا كما جرت على الذين من قبلنا وقول الله حق، قال الله تبارك وتعالى لمحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله :( سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنا وَلا تَجِدُ لِسُنَّتِنا تَحْوِيلاً ) ( فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ ) وقال: لا تبديل لقول الله وقد قضى الله على موسى وهو مع قومه يريهم الآيات والعبر(١) ثم مروا على قوم يعبدون أصناما( قالُوا يا مُوسَى اجْعَلْ لَنا إِلهاً كَما لَهُمْ آلِهَةٌ قالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ ) فاستخلف موسى هارون فنصبوا( عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوارٌ فَقالُوا هذا إِلهُكُمْ وَإِلهُ مُوسى ) وتركوا هارون، فقال:( يا قَوْمِ إنّما فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي، قالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عاكِفِينَ حتّى يَرْجِعَ إِلَيْنا مُوسى ) فضرب لكم أمثالهم وبين لكم كيف صنع بهم. وقال: إنّ نبي اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لم يقبض حتّى أعلم الناس أمر عليّعليه‌السلام فقال: من كنت مولاه فعليٌّ مولاه وقال: إنّه منى بمنزلة هارون من موسى غير أنّه لا نبي بعدي، وكان صاحب راية رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في المواطن كلها، وكان معه في المسجد يدخل على كل حال، وكان أول الناس ايمانا به فلما قبض نبي اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان الذي كان لما قضى من الاختلاف، وعمد عمر فبايع أبا بكر ولم يدفن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بعد، فلما راى ذلك عليعليه‌السلام وراى الناس قد بايعوا أبا بكر، خشي ان يفتتن الناس، ففرغ إلى كتاب الله وأخذ بجمعه في مصحف، فأرسل أبو بكر إليه ان تعال فبايع، فقال عليٌّ: لا أخرج حتّى أجمع القرآن، فأرسل إليه مرة

__________________

(١) وفي المصدر «والنذر» مكان «المعبر».

١٩٩

اخرى فقال: لا أخرج حتّى افرغ، فأرسل إليه الثالثة ابن عم له يقال له قنفذ فقامت فاطمة بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله تحول بينه وبين عليٍّعليه‌السلام فضربها فانطلق قبله وليس معه عليٌّعليه‌السلام فخشي ان يجمع على الناس، فأمر بحطب فجعل حوالي بيته ثم انطلق عمر بنار فأراد أن يحرق على عليٍّ بيته وعليٌّ فاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم، فلما راى ذلك خرج فبايع كارها غير طائع.

٣٦٩ ـ عن أبي العباس عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله:( سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنا ) قال: هي سنة محمد، ومن كان قبله من الرسل وهي الإسلام.

٣٧٠ ـ في تهذيب الأحكام أحمد بن محمد بن عيسى عن حماد عن حريز عن زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: سألته عما فرض الله من الصلوة، فقال: خمس صلوات في الليل والنهار، فقلت: هل سماهن الله وبينهن في كتابه؟ فقال: نعم، قال اللهعزوجل لنبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله :( أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إلى غَسَقِ اللَّيْلِ ) ودلوكها زوالها، ففي ما بين دلوك الشمس إلى غسق الليل أربع صلوات سماهن وبينهن ووقتهن، وغسق الليل انتصافه، ثم قال:( وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً ) فهذه الخامسة.

٣٧١ ـ في من لا يحضره الفقيه، وروى بكر بن محمد عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه قال: وأوّل وقت العشاء الآخرة ذهاب الحمرة، وآخر وقتها إلى غسق الليل يعنى نصف الليل.

٣٧٢ ـ في الكافي عليّ بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن يزيد بن خليفة قال: قلت لابي عبد اللهعليه‌السلام : إنّ عمر بن حنظلة أتانا عنك بوقت، فقال أبو عبد الله: إذا لا يكذب علينا، قلت: ذكر انك قلت: أول صلوة افترضها الله على نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله الظهر، وهو قول اللهعزوجل :( أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إلى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ) فاذا زالت الشمس لم يمنعك إلّا سبحتك ثم لا تزال في وقت إلى أن يصير الظل قامة وهو آخر الوقت، فاذا صار الظل قامة دخل وقت العصر فلم تزل في وقت حتّى يصير الظل قامتين، وذلك المساء، فقال: صدق.

٢٠٠

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643