تفسير نور الثقلين الجزء ٣

تفسير نور الثقلين0%

تفسير نور الثقلين مؤلف:
المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 643

تفسير نور الثقلين

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي
المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
تصنيف: الصفحات: 643
المشاهدات: 246432
تحميل: 7888


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 643 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 246432 / تحميل: 7888
الحجم الحجم الحجم
تفسير نور الثقلين

تفسير نور الثقلين الجزء 3

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

قلت: وما الاملاق؟ قال: الإفلاس ثم قال:( وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ) .

١٨٨ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً ) يقول: معصية ومقتا فان الله يمقته ويبغضه قال: وساء سبيلا وهو أشد الناس عذابا، والزنا من أكبر الكبائر.

١٨٩ ـ في عيون الاخبار في باب ذكر ما كتب به الرضاعليه‌السلام إلى محمد بن سنان في جواب مسائله في العلل: وحرم الزنا لما فيه من الفساد من قتل الأنفس وذهاب الأنساب وترك التربية للأطفال، وفساد المواريث وما أشبه ذلك من وجوه الفساد.

١٩٠ ـ في كتاب الخصال عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال في وصية له: يا عليُّ في الزنا ست خصال، ثلاث منها في الدنيا، وثلاث في الآخرة: فاما التي في الدنيا فيذهب بالبهاء، ويعجل الفناء، ويقطع الرزق، واما التي في الآخرة فسوء الحساب، وسخط الرحمن والخلود في النار.

وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: للزاني ثلاث في الدنيا وثلاث في الآخرة وذكر نحوه.

عن حذيفة اليماني قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا معشر المسلمين إياكم والزنا، فان فيه ست خصال وذكر نحوه.

١٩١ ـ أيضا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إذا فشت أربعة ظهرت أربعة: إذا فشت الزنا ظهرت الزلازل الحديث.

١٩٢ ـ عن عليٍّعليه‌السلام قال: أربعة لا يدخل منهن واحدة بيتا إلّا خرب ولم يعمر :

الخيانة والسرقة وشرب الخمر والزنا.

١٩٣ ـ عن الحلبي قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: المؤمن لا تكون سجيته الكذب ولا البخل ولا الفجور، ولكن ربما الم من هذا بشيء فلا يدوم عليه، قيل له :

١٦١

أفيزني؟ قال: نعم هو مفتر تواب، ولكن لا يولد له من تلك النطفة.

١٩٤ ـ عن جعفر بن محمد قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما عجت الأرض إلى ربها كعجيجها من ثلثة: من دم حرام يسفك عليها، واغتسال من زنا، والنوم عليها قبل طلوع الشمس.

١٩٥ ـ في من لا يحضره الفقيه روى علي بن حسان الواسطي عن عمه عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: الكباير سبع، فينا أنزلت ومنا استحلت، إلى قوله: واما قتل النفس التي حرم الله فقد قتلوا الحسين بن عليّ وأصحابه.

١٩٦ ـ في تفسير العيّاشي عن معلى بن خنيس عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سمعته يقول: [من] قتل النفس التي حرم الله فقد قتلوا الحسينعليه‌السلام في أهل بيته.

١٩٧ ـ في الكافي عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن القاسم بن عروة عن أبي العباس وغيره عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إذا اجتمع العدة على قتل رجل واحد حكم الوالي ان يقتل أيهم شاوا، وليس لهم أن يقتلوا أكثر من واحد، ان اللهعزوجل يقول:( وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ ) .

١٩٨ ـ علي بن محمد عن بعض أصحابه عن محمد بن سليمان عن سيف بن عميرة عن إسحق بن عمار قال: قلت لأبي الحسنعليه‌السلام : إنّ اللهعزوجل يقول في كتابه:( وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كانَ مَنْصُوراً ) فما هذا الإسراف الذي نهى الله عنه؟ قال: نهى أن يقتل غير قاتله، أو يمثل بالقاتل قلت: فما معنى قوله: إنّه كان منصورا؟ قال: واى نصرة أعظم من أن يدفع القاتل إلى أولياء المقتول فيقتله ولا تبعة تلزمه من قتله في دين ولا دنيا.

١٩٩ ـ في روضة الكافي علي بن محمد عن صالح عن الحجال عن بعض أصحابه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته عن قول اللهعزوجل :( وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ ) قال: نزلت في الحسينعليه‌السلام لو قتل أهل الأرض به ما كان سرفا.

١٦٢

٢٠٠ ـ في تفسير العيّاشي جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: نزلت هذه الآية في الحسينعليه‌السلام :( وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ ) قاتل الحسينعليه‌السلام (١) ،( إِنَّهُ كانَ مَنْصُوراً ) قال: الحسينعليه‌السلام .

٢٠١ ـ عن سلام بن المستنير عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كانَ مَنْصُوراً ) قال: هو الحسين بن عليٍّعليه‌السلام قتل مظلوما ونحن أولياؤه، والقائم منا إذا قام طلب بثار الحسين فيقتل حتّى يقال: قد أسرف في القتل، وقال النبي(٢) : المقتول، الحسينعليه‌السلام ووليه القائم، والإسراف في القتل ان يقتل غير قاتله( إِنَّهُ كانَ مَنْصُوراً ) فانه لا يذهب من الدنيا حتّى ينتصر برجل من آل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما.

٢٠٢ ـ عن أبي العباس قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن رجلين قتلا رجلا؟ قال: يخير وليه ان يقتل أيهما شاء ويغرم الباقي نصف الدية أعنى دية المقتول، فيرد على ذريته وكذلك ان قتل رجل امرأة ان قبلوا دية المرأة فذلك، وإنْ أبي أولياؤها إلّا قتل قاتلها، غرموا نصف دية الرجل وقتلوه، وهو قول الله:( فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ ) .

عن حمران عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: وقد قال الله:( وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً ) نحن أولياء الحسين بن عليٍّعليه‌السلام والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٠٣ ـ في من لا يحضره الفقيه روى منصور بن حازم عن هشام عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: انقطاع اليتم الاحتلام وهو أشده.

__________________

(١) هذا هو الظاهر الموافق للمصدر وللمنقول عنه في البحار وغيره، وفي الأصل «قال الحسين (ع)» وفي نسخة «قال الحسن (ع)».

(٢) كذا في الأصل وفي نسخة «المسى» وهكذا في المصدر، وفي تفسير البرهان «الشيء» وقد خلت نسخة البحار عن هذه اللفظة رأسا. ولما لم أهتد إلى صحيح اللفظة فتركتها على ما في الأصل مع ذكر ما في غيره من النسخ.

١٦٣

٢٠٤ ـ وروى الحسن بن عليّ الوشا عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إذا بلغ الغلام أشده، ثلاث عشرة سنة ودخل في الأربع عشرة سنة وجب عليه ما وجب في المحتلمين احتلم أو لم يحتلم، وكتبت له الحسنات، وجاز له كل شيء إلّا أن يكون ضعيفا أو سفيها. قال عز من قائل:( وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كانَ مَسْؤُلاً ) .

٢٠٥ ـ في كتاب الخصال عن عنبسة بن مصعب قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: ثلثة لم يجعل الله تعالى لأحد من الناس فيهن رخصة، إلى قولهعليه‌السلام : والوفاء بالعهد للبر والفاجر.

٢٠٦ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: القسطاس المستقيم هو الميزان، له لسان وفيه قوله:( وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ) قال: لا ترم أحدا بما ليس لك به علم، وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من بهت مؤمنة أقيم في طينة خبال(١) أو يخرج مما قال.

٢٠٧ ـ في من لا يحضره الفقيه وقال رجل للصادقعليه‌السلام : إنّ لي جيرانا ولهم جوار يتغنين ويضربن بالعود، فربما دخلت المخرج فأطيل الجلوس استماعا منى لهن؟ فقال له الصادقعليه‌السلام : تالله أنت! أما سمعت الله يقول:( إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً ) فقال الرجل: كأنى لم أسمع بهذه الآية من كتاب اللهعزوجل من عربي ولا عجمي، ولا جرم أنّي قد تركتها وانا أستغفر الله تعالى، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٠٨ ـ في عيون الاخبار باسناده إلى عبد العظيم بن عبد الله الحسنى قال: حدثني سيدي علي بن محمد بن عليّ الرضا عن أبيه محمد بن عليّ عن أبيه الرضا عن آبائه عن الحسين بن عليٍّعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إنّ أبا بكر منى بمنزلة السمع وإنّ عمر منى بمنزلة البصر وإنّ عثمان منى بمنزلة الفؤاد، فلمّا كان من الغدد دخلت عليه وعنده أمير المؤمنينعليه‌السلام

__________________

(١) طينة خبال: ما سال من خلود أهل النار يوم القيامة كما في الحديث.

١٦٤

وأبو بكر وعمر وعثمان فقلت: يا أبه سمعتك تقول في أصحابك هؤلاء قولا فما هو؟ فقال: نعم، ثم أشار إليهم فقال: هم السمع والبصر والفؤاد، وسيسئلون عن وصيي هذا وأشار إلى عليّ بن أبي طالب ثم قال: إنّ اللهعزوجل يقول:( إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً ) ثم قال: وعزة ربي ان جميع أمتي لموقوفون يوم القيمة ومسئولون عن ولايته، وذلك قول اللهعزوجل :( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ ) .

٢٠٩ ـ في كتاب علل الشرائع محمد بن موسى بن المتوكل رضى الله عنه قال: حدّثنا علي بن الحسين السعد السعدآبادي عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن عبد الله البرقي عن عبد العظيم بن عبد الله الحسنى قال: حدثني علي بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر عن أبيهعليه‌السلام قال: قال علي بن الحسينعليه‌السلام : ليس لك أن تتكلم بما شئت، لان اللهعزوجل يقول:( وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ) ولان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: رحم الله عبدا قال خيرا فغنم، أو صمت فسلم، وليس لك أن تسمع ما شئت لان اللهعزوجل يقول:( إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢١٠ ـ في أصول الكافي عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن يزيد قال: حدّثنا أبو عمر والزبيري عن أبي عبد اللهعليه‌السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيهعليه‌السلام بعد ان قال: إنّ الله تبارك وتعالى فرض الايمان على جوارح ابن آدم وقسمه عليها، وفرقه فيها، ثم نظم ما فرض على القلب واللسان والبصر في آية اخرى فقال:( وَما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ ) يعنى بالجلود الفروج والأفخاذ، وقال:( وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً ) فهذا ما فرض على العينين من غض البصر عما حرم الله وهو عملها وهو من الايمان.

٢١١ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه، ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى جميعا عن البرقي عن النضر بن سويد عن يحيى بن عمران الحلبي

١٦٥

عن عبد الله عن الحسن بن هارون قال: قال لي أبو عبد اللهعليه‌السلام :( إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً ) قال: يسأل السمع عما سمع، والبصر عما نظر اليه، والفؤاد عما عقد عليه.

٢١٢ ـ في الكافي عليّ بن إبراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن زياد قال: كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام فقال له رجل: بأبي أنت وأمّي أنّي أدخل كنيفا ولى جيران وعندهم جوار يتغنين وذكر إلى آخر ما نقلنا عن من لا يحضره الفقيه.

في تفسير العيّاشي عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام فقال له رجل: بأبي وأمّي اني ادخل كنيفا ولي جيران يتغنين وذكر إلى آخر ما نقلنا عنه أيضا.

٢١٣ ـ عن الحسن قال: كنت أطيل الجلوس في المخرج لأسمع غناء بعض الجيران، قال: فدخلت على أبي عبد اللهعليه‌السلام فقال لي: يا حسن( إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً ) السمع وما وعى، والبصر وما راى، والفؤاد وما عقد عليه.

٢١٤ ـ عن الحسن بن هارون عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله:( إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً ) قال: السمع عما يسمع، والبصر عما يطرف(١) والفؤاد عما عقد عليه.

٢١٥ ـ في مصباح الشريعة قال الصادقعليه‌السلام : ومن نام بعد فراغه من أدار الفرايض والسنن والواجبات من الحقوق فذلك قوم محمود، وانى لأعلم لأهل زماننا هذا شيئا إذا أتوا بهذه الخصال أسلم من النوم، لأنّ الخلق تركوا مراعاة دينهم ومراقبة أحوالهم، وأخذوا شمال الطريق، والعبد إنْ اجتهد أن لا يتكلم كيف يمكنه، أنْ لا يسمع إلّا ما هو مانع له من ذلك، وإنّ النوم من إحدى الآلات قال اللهعزوجل :( إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً ) .

__________________

(١) طرفت عينه: تحركت بالنظر.

١٦٦

٢١٦ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تزول قدم عبد يوم القيمة من بين يدي اللهعزوجل حتّى يسأله عن أربع خصال: عمرك فيما أفنيته، وجسدك فيما أبليته، ومالك من أين كسبته وأين وضعته، وعن حبنا أهل البيت.

٢١٧ ـ في أصول الكافي عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم ابن يزيد قال: حدّثنا أبو عمر والزبيري عن أبي عبد اللهعليه‌السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيهعليه‌السلام بعد أن قال: إنّ الله تبارك وتعالى فرض الايمان على جوارح ابن آدم وقسمه عليها، وفرقه فيها، وفرض على الرجلين ان لا يمشى بهما إلى شيء من معاصي الله، وفرض عليهما المشي إلى ما يرضى اللهعزوجل فقال:( وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبالَ طُولاً ) .

٢١٨ ـ في من لا يحضره الفقيه قال أمير المؤمنينعليه‌السلام لابنه محمد بن الحنفية: وفرض على الرجلين أن تنقلهما في طاعته، وأنْ لا تمشي بها مشية عاص، فقالعزوجل :( وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبالَ طُولاً كُلُّ ذلِكَ كانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً ) .

٢١٩ ـ في عيون الاخبار في باب ذكر مجلس للرضاعليه‌السلام عند المأمون في عصمة الأنبياءعليهم‌السلام حديث طويل يقول فيه: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قصد دار زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي في أمر أراده، فرأى امرأته تغتسل فقال لها: سبحان الذي خلقك، وانما أراد بذلك تنزيه الله تعالى عن قول من زعم أنّ الملائكة بنات الله، فقال اللهعزوجل :( أَفَأَصْفاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلائِكَةِ إِناثاً ) لكم( لَتَقُولُونَ قَوْلاً عَظِيماً ) فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لما رآها تغتسل: سبحان الذي خلقك أن يتخذ ولدا يحتاج إلى هذا التطهير والاغتسال.

٢٢٠ ـ في تفسير العيّاشي عن علي بن أبي حمزة عن أبي جعفرعليه‌السلام : و( لَقَدْ صَرَّفْنا فِي هذَا الْقُرْآنِ ) يعنى ولقد ذكرنا عليّا في القرآن وهو الذكر فما زادهم

١٦٧

إلّا نفورا.

٢٢١ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم قوله:( وَما يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُوراً ) قال. ذا سمعوا القرآن ينفروا عنه ويكذبوه، ثم احتجعزوجل على الكفار الذين يعبدون الأوثان فقال: قل لهم يا محمّد( لَوْ كانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَما يَقُولُونَ إِذاً لَابْتَغَوْا إلى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً ) قالوا: لو كانت الأصنام آلهة كما تزعمون لصعدوا إلى العرش، ثم قال أنفة(١) لذلك( سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيراً ) .

٢٢٢ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن علي بن أسباط عن داود الرقى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته عن قول اللهعزوجل :( وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ) قال: تنقض الجدر تسبيحها.

٢٢٣ ـ في تفسير العيّاشي عن أبي الصباح عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قلت: قول الله:( وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ ) قال: كل شيء يسبح بحمده، وانا لنرى أن ينقض الجدار هو تسبيحها.

٢٢٤ ـ وفي رواية الحسين بن أبي سعيد عنه( إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ) قال: كل شيء يسبح بحمده، وقال: انا لنرى أن ينقض الجدار وهو تسبيحها.

٢٢٥ ـ عن زرارة قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن قول الله:( وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ ) فقال: ما ترى أن تنقض الحيطان تسبيحها.

٢٢٦ ـ عن الحسن النوفلي عن السكوني عن جعفر بن محمد عن أبيهعليه‌السلام قال: نهى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عن أنْ توسم البهائم في وجوهها: وأنْ تضرب وجوهها لأنها تسبح بحمد ربها.

٢٢٧ ـ عن إسحق بن عمار عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ما من طير يصاد في بر ولا بحر، ولا شيء يصاد من الوحش إلّا بتضييعه التسبيح.

٢٢٨ ـ عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن أبيهعليه‌السلام أنّه دخل عليه

__________________

(١) أي تنزيها.

١٦٨

رجل فقال: فداك أبي وأمّي أنّي أجد الله يقول في كتابه:( وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ) فقال له: هو كما قال، فقال: أتسبح الشجر اليابسة؟ فقال: نعم، أما سمعت خشب البيت كيف ينقض؟ وذلك تسبيحه فسبحان الله على كل حال.

٢٢٩ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن عليّعليهم‌السلام قال: إنّ يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لأمير المؤمنينعليه‌السلام : فان إبراهيمعليه‌السلام حجب عن نمرود بحجب ثلث فقال علىعليه‌السلام : لقد كان كذلك ومحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله حجب عمن أراد قتله بحجب خمس إلى قوله: ثم قال:( وَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجاباً مَسْتُوراً ) فهذا الحجاب الرابع وستقف على تمام الكلام إنشاء الله عند قوله تعالى:( وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا ) الآية.

٢٣٠ ـ في مجمع البيان عند قوله تعالى:( فِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ ) عن شعيب ابن المسيب ويروى عن أسماء بنت أبي بكر قالت: لما نزلت هذه السورة أقبلت العوراء أم جميل بنت حرب ولها ولولة وفي يدها فهر(١) وهي تقول: «مذمم أبينا ودينه قلينا(٢) وامره عصينا» والنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله جالس في المسجد ومعه أبو بكر، فلما رآها أبو بكر قال: يا رسول الله قد أقبلت وأنا أخاف ان تراك، قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : انها لا تراني، وقرء قرآنا فاعتصم به كما قال، وقرء:( وَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجاباً مَسْتُوراً ) فوقفت على أبي بكر ولم تر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله، الحديث.

٢٣١ ـ في أصول الكافي علي بن محمد عن إبراهيم الأحمر عن عبد الله بن حماد عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : اقرؤا القرآن بألحان العرب وأصواتها، وإياكم ولحون أهل الفسوق وأهل الكبائر، فانه سيجيء من بعدي أقوام يرجعون القرآن ترجيع الغنا والنوح والرهبانية لا يجوز تراقيهم، قلوبهم مقلوبة

__________________

(١) الفهر ـ بكسر الفاء ـ: الحجر قدر ما يدق به الجوز، أو يملأ الكف.

(٢) من القلى بمعنى البغض.

١٦٩

وقلوب من يعجبه شأنهم.

٢٣٢ ـ عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عمن ذكره عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ القرآن نزل بالحزن فاقرأوه بالحزن.

٢٣٣ ـ عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال: قلت لأبي جعفرعليه‌السلام :( إِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ ) فرفعت به صوتي جاءني الشيطان فقال: إنّما ترائى بهذا أهلك والناس! قال: يا أبا محمد اقرأ قراءة ما بين القراءتين، تسمع أهلك ورجع بالقرآن صوتك، فان اللهعزوجل يحب الصوت الحسن يرجع به ترجيعا.

٢٣٤ ـ عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ الرجل الأعجمي من أمتي ليقرء القرآن بعجميته فترفعه الملائكة على عربيته.

٢٣٥ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن بعض أصحابه عن أبي الحسنعليه‌السلام قال: قلت له: جعلت فداك انا نسمع الآيات في القرآن ليس هي عندنا كما نسمعها، ولا نحسن ان نقرأها كما بلغنا عنكم، فهل نأثم؟ فقال: لا اقرأوا كما تعلمتم، فسيجيئكم من يعلمكم.

٢٣٦ ـ محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن عبد الرحمن بن أبي هاشم عن سالم ابن سلمة قال: قرأ رجل على أبي عبد اللهعليه‌السلام وانا أسمع، حروفا من القرآن ليس على ما يقرؤها الناس، فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : كف عن هذه القراءة اقرأ كما يقرأ الناس حتّى يقوم القائمعليه‌السلام ، فاذا قام القائم قرء كتاب اللهعزوجل على حده، واخرج المصحف الذي كتبه عليعليه‌السلام ، وقال: أخرجه عليعليه‌السلام إلى الناس حين فرغ منه وكتبه فقال لهم: هذا كتاب اللهعزوجل كما أنزله الله على محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله قد جمعته من اللوحين، فقالوا: هو ذا عندنا مصحف جامع فيه القرآن لا حاجة لنا فيه، فقال: اما والله ما ترونه بعد يومكم هذا أبدا، إنّما كان على أن أخبركم حين جمعته لتقرءوه.

١٧٠

٢٣٧ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسن بن الجهم عن إبراهيم ابن مهزم عن رجل سمع أبا الحسنعليه‌السلام يقول: إذا خفت أمرا فاقرأ مأة آية من القرآن من حيث شئت ثم قل: أللهمّ اكشف عنى البلاء.

٢٣٨ ـ عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقري عن حفص قال: سمعت موسى بن جعفرعليه‌السلام يقول لرجل: أتحب البقاء في الدنيا؟ فقال: نعم، فقال: ولم؟ قال: لقراءة( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) ، فسكت عنه فقال له بعد ساعة: يا حفص من مات من أوليائنا وشيعتنا ولم يحسن القرآن علم في قبره ليرفع الله به من درجته، فان درجات الجنة على عدد آيات القرآن، يقال له: اقرء وارق فيقرأ ثم يرقى، قال حفص: فما رأيت أحدا أشد خوفا على نفسه من موسى بن جعفر، ولا أرجا للناس منه، وكان قراءته حزنا، فاذا قرأ فكأنه يخاطب إنسانا.

٢٣٩ ـ عليّ بن إبراهيم عن أبيه وعدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد وسهل بن زياد جميعا عن ابن محبوب عن مالك بن عطية عن يونس بن عمار قال: قال أبو عبد الله: إنّ الدواوين يوم القيمة ثلثة: ديوان فيه النعم، وديوان فيه الحسنات، وديوان فيه السيئات، فيقابل بين ديوان النعم وديوان الحسنات فتستغرق عامة الحسنات، ويبقى ديوان السيئات فيدعى بابن آدم المؤمن للحساب فيتقدم القرآن امامه في أحسن الصورة فيقول: يا رب انا القرآن وهذا عبدك المؤمن، قد كان يتعب نفسه بتلاوتي، ويطيل ليله بترتيلي، وتفيض عيناه إذا تهجد فأرضه كما أرضانى، قال: فيقول العزيز الجبار: عبدي ابسط يمينك، فيملؤها من رضوان الله العزيز الجبار، ويملأ شماله من رحمة الله، ثم يقال: هذه الجنة مباحة لك اقرأ واصعد، فاذا قرأ آية صعد درجة.

٢٤٠ ـ في كتاب الخصال عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: سبعة لا يقرءون القرآن: الراكع والساجد وفي الكنيف وفي الحمام والجنب والنفساء والحائض.

٢٤١ ـ وفي عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضاعليه‌السلام من خبر الشامي وما

١٧١

سأل عنه أمير المؤمنينعليه‌السلام في جامع الكوفة حديث طويل وفيه: سأله كم حج آدمعليه‌السلام من حجة؟ فقال له: سبعين حجة ماشيا على قدمه، وأول حجة حجها كان معه الصرد(١) يدله على مواضع الماء، وخرج معه من الجنة وقد نهى عن أكل الصرد والخطاف(٢) وسأله ما باله لا يمشى؟ قال: لأنه ناح على بيت المقدس فطاف حوله أربعين عاما يبكى عليه ولم يزل يبكى مع آدمعليه‌السلام ، فمن هناك سكن البيوت ومعه آيات من كتاب الله تعالى مما كان آدم يقرأها في الجنة، وهي معه إلى يوم القيمة، ثلاث آيات من أول الكهف وثلاث آيات من( سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى ) وهي:( وَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ ) وثلاث آيات من يس وهي:( وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا ) .

٢٤٢ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه‌الله وعن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل وفيه: ولو علم المنافقون لعنهم الله ما عليهم من ترك هذه الآيات التي بينت لك تأويلها لأسقطوها مع ما أسقطوا منه، ولكن الله تبارك اسمه ماض حكمه بإيجاب الحجة على خلقه، كما قال:( فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ ) أغشى أبصارهم وجعل على قلوبهم أكنة عن تأمل ذلك، فتركوه وحجبوا عن تأكيد الملتبس بابطاله فالسعداء يتنبهون عليه والأشقياء يعمهون عنه.

٢٤٣ ـ في روضة الكافي أحمد بن محمد الكوفي عن علي بن الحسين بن عليّ عن عبد الرحمن بن ابى نجران عن هارون عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال لي: كتموا«بسم الله الرحمن الرحيم» فنعم والله الأسماء كتموها كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إذا دخل إلى منزله واجتمعت عليه قريش يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ويرفع بها صوته، فتولى قريش فرارا، فأنزل اللهعزوجل في ذلك( وَإِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً ) .

٢٤٤ ـ في مجمع البيان وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ الله تعالى من عليَّ بفاتحة

__________________

(١) الصرد: طائر ضخم الرأس يصطاد العصافير.

(٢) الخطاف: طائر إذا راى ظله في الماء أقبل إليه ليتخطفه.

١٧٢

الكتاب فيها من كنز الجنة( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) ، الآية التي يقول الله تعالى:( وَإِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً ) .

٢٤٥ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم وعن ابن أذينة قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) أحق ما أجهر، وهي الآية التي قال اللهعزوجل :( وَإِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً ) .

٢٤٦ ـ وفيه قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إذا صلى تهجد بالقرآن ويستمع له قريش لحسن صوته(١) فكان إذا قرأ( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) فروا عنه.

٢٤٧ ـ في تفسير العيّاشي عن أبي حمزة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ويرفع صوته بها، فاذا سمعها المشركون ولوا مدبرين، فأنزل الله:( وَإِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً ) .

٢٤٨ ـ عن زيد بن عليّ قال: دخلت على علي بن جعفر فذكر( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) فقال: تدري ما نزل في( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) ؟ فقلت: لا، فقال: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان أحسن الناس صوتا، وكان يصلى بفناء القبلة فرفع صوته وكان عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأبو جهل بن هشام وجماعة منهم يستمعون قراءته، قال: وكان يكثر ترداد(٢) ( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) فيرفع بها صوته، قال: فيقولون ان محمّدا ليردد اسم ربه تردادا إنّه ليحبّه، فيأمرون من يقوم فيتسمع عليه، ويقولون: إذا جاءت( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) فأعلمنا حتّى نقوم فنستمع قراءته، فأنزل الله:( وَإِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ ) ( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) ( وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً ) .

٢٤٩ ـ عن زرارة عن أحدهماعليهما‌السلام قال في( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) قال: هو أحق ما جهر به، وهي الآية التي قال الله( وَإِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ ) ( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

__________________

(١) وفي المصدر «لحسن قراءته» مكان «لحسن صوته».

(٢) وفي المصدر «قراءة» مكان «ترداد».

١٧٣

وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً ) كان المشركون يستمعون إلى قراءة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فاذا قرء( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) نفروا وذهبوا، وإذا فرغ منه عادوا وتسمعوا.

٢٥٠ ـ عن منصور بن حازم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إذا صلى بالناس جهر ببسم( اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) فتخلف من خلفه من المنافقين عن الصفوف، فاذا جازها في السورة عادوا إلى مواضعهم، وقال بعضهم لبعض: إنّه ليردد اسم ربّه تردادا إنّه ليحبّ ربّه، فأنزل الله( وَإِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً ) .

٢٥١ ـ عن أبي حمزة الثمالي قال: قال لي أبو جعفرعليه‌السلام : يا ثمالي ان الشيطان ليأتى قرين الامام فيسأله هل ذكر ربه؟ فان قال: نعم، اكتسع(١) فذهب، وإنء قال: لا، ركب كتفه وكان امام القوم حتّى ينصرفون، قال: قلت: جعلت فداك وما معنى قوله: ذكر ربه؟ قال: الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم.

٢٥٢ ـ عن الحلبي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: جاء أبي بن خلف(٢) فأخذ

__________________

(١) اكتسع الخيل بأذلها. أدخلها بين رجليه، واللفظ كناية.

(٢) أبي بن خلف من مشركي مكّة وأعداء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهو الذي قال لهصلى‌الله‌عليه‌وآله يوما بمكّة: إنّ عندي فرسا أعلفه كل يوم فرقا ـ وهو مكبال ـ من ذرة أقتلك عليه، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : بل أنا أقتلك إنشاء الله، فكان من قصته أنّه خرج إلى المدينة مع من خرج بحرب المسلمين في وقعة أحد، فلما هزم المسلمون وبقي مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حربة رجل من أصحابه ـ وهو الحارث بن الصمة ـ ثم استقبله فطعنه في عنقه طعنة تحرك منها عن فرسه مرارا، فرجع إلى قريش وهو يخور كما يخور الثور وقد خدش في عنقه خدشا غير كبير، فاحتقن الدم وقال: قتلني والله محمد، قالوا: ذهب والله فؤادك، والله ما بك بأس! قال: لو كانت الطعنة بربيعة ومضر لقتلهم، أليس أنّه قد كان بمكّة قال لي: انا أقتلك، فو الله لو بصق بعد تلك المقالة لقتلني، فلم يلبث إلّا يوما أو بعض يوم حتّى مات، فقيل: مات بسرف وهو موضع على ستة أيمال من مكّة وفي ذلك يقول حسّان بن ثابت الأنصاري شاعر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله :

١٧٤

عظما باليا من حائط ففته(١) ثم قال: يا محمّد( إِذا كُنَّا عِظاماً وَرُفاتاً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً ) فأنزل الله:( مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ ) .

٢٥٣ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: الخلق الذي يكبر في صدورهم الموت.

قال عز من قائل:( وَلَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلى بَعْضٍ ) .

٢٥٤ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى عبد الله بن صالح عن أبيه عن آبائه عن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما خلق الله خلقا أفضل منى ولا أكرم منى، قال عليعليه‌السلام : فقلت: يا رسول الله أفأنت أفضل أم جبرئيل؟ فقالعليه‌السلام : إنّ الله تبارك وتعالى فضل أنبياءه المرسلين على ملائكته المقربين، وفضلني على جميع النبيين والمرسلين، والفضل بعدي لك يا عليُّ ، وللائمّة من ولدك فانّ الملائكة لخدامنا وخدام محبينا، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٥٥ ـ وباسناده إلى صالح بن سهل عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ بعض قريش قال لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : بأيّ شيء سبقت الأنبياء وفضلّت عليهم وأنت بعثت آخرهم وخاتمهم؟ قال: إنّي كنت أوّل من أقرّ بربّي جلّ جلاله وأوّل من أجاب حيث أخذ الله ميثاق النبييّن( وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى ) فكنت أوّل نبيّ قال: بلى، فسبقتهم إلى الإقرار باللهعزوجل .

٢٥٦ ـ في أصول الكافي عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عن محمد بن يحيى

__________________

لقد ورث الضلالة من أبيه

أبى حين بارزه الرسول

أتيت إليه تحمل منه عضوا

وتوعده وأنت به جهول

وفي نسخة [أجئت محمدا عظما ميما

لتكذبه وأنت به جهول]

وقد نالت بنو النجار منكم

امية إذ يغوث يا عقيل

الى آخر الأبيات. راجع ديوانه ص: ٣٤٠ ط مصر.

(١) فت الشيء: دقه وكسره بالأصابع.

١٧٥

الخثعمي عن هشام عن ابن أبي يعفور قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: سادة النبيين والمرسلين خمسة، وهم أولوا العزم من الرسل، وعليهم دارت الرحا: نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله وعلى جميع الأنبياء.

٢٥٧ ـ في الخرائج والجرائح باسناده إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ الله فضل أولى العزم من الرسل على الأنبياء بالعلم، وفضلنا عليهم في فضلهم وعلم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ما لا يعلمون، وعلمنا علم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فروينا لشيعتنا، فمن قبله منهم فهو أفضلهم، وأينما نكون فشيعتنا معنا.

٢٥٨ ـ في عيون الاخبار باسناده إلى الرضاعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام وقد ذكر نوحا وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله عليهم فهؤلاء الخمسة أولوا العزم، وهم أفضل الأنبياء والرسلعليهم‌السلام .

٢٥٩ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن عبد الرحمن بن أبي نجران وابن فضال عن بعض أصحابنا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: كان يقول عند العلة: أللهمّ انك عيرت أقواما فقلت:( قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا تَحْوِيلاً ) فيا من لا يملك كشف ضري ولا تحويله عنى أحد غيره، صل على محمد وآل محمد واكشف ضري وحوله إلى من يدعو معك إلها آخر لا اله غيرك. قال عز من قائل و( يَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخافُونَ عَذابَهُ )

٢٦٠ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن حديد عن منصور بن يونس عن الحارث بن المغيرة أو أبيه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قلت له: ما كان في وصية لقمان؟ قال: كان فيها الأعاجيب، وكان أعجب ما فيها ان قال لابنه: خف اللهعزوجل خيفة لو جئته ببر الثقلين لعذبك، وارج الله رجاء لو جئته بذنوب الثقلين لرحمك ثم قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : كان أبي يقول: إنّه ما من عبد مؤمن إلّا وفي قلبه نوران: نور خيفة ونور رجاء لو وزن هذا لم يزد على هذا ولو وزن هذا لم يزد على هذا.

١٧٦

٢٦١ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن الهيثم بن واقد قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: من خاف الله أخاف الله منه كل شيء، ومن لم يخف الله أخافه الله من كل شيء.

٢٦٢ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن حمزة بن عبد الله الجعفري عن جميل بن دراج عن أبي حمزة قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام من عرف الله خاف الله، ومن خاف الله سخت نفسه(١) عن الدنيا.

٢٦٣ ـ عنه عن ابن أبي نجران عمن ذكره عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قلت له: قوم يعملون بالمعاصي ويقولون نرجو، فلا يزالون كذلك حتّى يأتيهم الموت؟ فقال هؤلاء قوم يترجحون في الأماني(٢) كذبوا، ليسوا براجين من رجا شيئا طلبه ومن خاف من شيء هرب منه.

٢٦٤ ـ ورواه علي بن محمد رفعه قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : إنّ قوما من مواليك يلمون بالمعاصي(٣) ويقولون نرجو، فقال: كذبوا ليسوا لنا بموالي، أولئك قوم ترجحت بهم الأماني. ومن رجا شيئا عمل له، ومن خاف من شيء هرب منه

٢٦٥ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن بعض أصحابه عن صالح بن حمزة رفعه قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : إنّ حب الشرف والذكر(٤) لا يكونان في قلب الخائف الراهب.

٢٦٦ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن النعمان عن حمزة بن حمران قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ مما حفظ من خطب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال: أيها الناس إنَّ لكم معالم فانتهوا إلى معالمكم وإنّ لكم نهاية فانتهوا إلى نهايتكم، ألآ إنّ المؤمن يعمل بين مخافتين: بين أجل قد مضى لا يدرى ما الله صانع فيه، وبين أجل قد بقي

__________________

(١) أي تركها.

(٢) قال المحدث الكاشاني (ره) في الوافي: الترجح: الميل، يعنى مالت بهم عن الاستقامة أمانيهم الكاذبة.

(٣) لم به والم: نزل. والم بالذنب: قارب أو باشر اللمم، واللمم: صغار الذنوب.

(٤) أي حب إلجاء والرياسة والمدح والشهرة.

١٧٧

لا يدرى ما الله قاض فيه، فليأخذ العبد المؤمن من نفسه لنفسه، ومن دنياه لآخرته، وفي الشيبة قبل الكبر، وفي الحيوة قبل الممات، فو الله الذي نفس محمد بيده ما بعد الدنيا من مستعتب(١) وما بعدها من دار إلّا الجنة أو النار.

٢٦٧ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن سنان عن ابن مسكان عن الحسين بن أبي سارة، قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: لا يكون المؤمن مؤمنا حتّى يكون خائفا راجيا، ولا يكون راجيا حتّى يكون عاملا لما يخاف ويرجو.

٢٦٨ ـ عليّ بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن فضيل بن عثمان عن أبي عبيدة الحذاء عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: المؤمن بين مخافتين: ذنب قد مضى لا يدرى ما صنع الله فيه، وعمر قد بقي لا يدرى ما يكتب فيه من المهالك، فهو لا يصبح إلّا خائفا ولا يصلحه إلّا الخوف.

٢٦٩ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم حدّثنا أحمد بن محمد عن المعلى بن محمد عن علي بن محمد عن بكر بن صالح عن جعفر بن يحيى عن علي بن النضر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام وذكر حديثا طويلا يذكر فيه لقمان ووعظه لابنه وفيه: يا بنى لو استخرج قلب المؤمن فشق لوجد فيه نوران: نور للخوف ونور للرجا، لو وزنا لما رجح أحدهما على الآخر بمثقال ذرة.

٢٧٠ ـ في من لا يحضره الفقيه وسئل عن قول اللهعزوجل :( وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوها قَبْلَ يَوْمِ الْقِيامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوها عَذاباً شَدِيداً ) قال: هو الفناء بالموت.

٢٧١ ـ في تفسير العيّاشي عن محمد بن مسلم قال: سئلت أبا جعفرعليه‌السلام :( وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوها قَبْلَ يَوْمِ الْقِيامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوها عَذاباً شَدِيداً ) قال: إنّما امة محمد من الأمم، فمن مات فقد هلك.

٢٧٢ ـ عن ابن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله:( وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوها قَبْلَ يَوْمِ الْقِيامَةِ ) قال: بالقتل والموت وغيره(٢) .

__________________

(١) المستعتب: موضع الاستعتاب أي طلب الرضا.

(٢) وفي المصدر «قال: هو الفناء بالموت أو غيره».

١٧٨

٢٧٣ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( وَما مَنَعَنا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِ ) وذلك أنّ محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله سئل قومه أن يأتيهم بآية فنزل جبرئيل فقال: إنّ الله يقول:( وَما مَنَعَنا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِ ) إلى قوله( إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ ) وكنا إذا أرسلنا إلى قرية آية فلم يؤمنوا بها أهلكناهم، فلذلك آخرنا عن قومك الآيات.

٢٧٤ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن الحسن بن عليٍّعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام لمروان بن الحكم: أما أنت يا مروان فلست انا سبيتك ولا سبيت أباك، ولكن اللهعزوجل لعنك ولعن أباك ولعن أهل بيتك وذريتك، وما خرج من صلب أبيك إلى يوم القيمة على لسان نبيه محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، والله يا مروان ما تنكر أنت ولا أحد ممن حضر هذه اللعنة من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ولأبيك من قبلك، وما زادك الله يا مروان بما خوفك إلّا طغيانا كبيرا، وصدق الله وصدق رسوله، يقول الله تبارك وتعالى:( وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَما يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْياناً كَبِيراً ) وأنت يا يا مروان وذريتك( الشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ) .

٢٧٥ ـ عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل وفيه: وجعل أهل الكتاب القائمين به والعاملين بظاهره وباطنه من شجرة( أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها ) ، أي يظهر مثل هذا العلم المحتملة في الوقت بعد الوقت، وجعل اعدائها أهل الشجرة الملعونة الذين حاولوا إطفاء نور الله بأفواههم، ويأبى الله إلّا ان يتم نوره، ولو علم المنافقون لعنهم الله ما عليهم من ترك هذه الآيات التي بينت لك تأويلها لأسقطوها مع ما اسقطوا منه.

٢٧٦ ـ في تفسير العيّاشي عن حريز عمن سمع عن أبي جعفرعليه‌السلام :( وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً ) لهم ليعمهوا فيها( وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ) يعنى بنى امية.

٢٧٧ ـ عن علي بن سعيد قال: كنت بمكّة فقدم علينا معروف بن خربوذ فقال: قال لي أبو عبد اللهعليه‌السلام : إنّ عليّاعليه‌السلام قال لعمر: يا أبا حفص ألآ أخبرك بما نزل في بنى امية؟

١٧٩

قال: بلى، قال: فانه نزل فيهم:( وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ) قال: فغضب عمر، وقال: كذبت، بنو امية خير منك وأوصل للرحم.

٢٧٨ ـ عن الحلبي عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم قالوا: سألناه عن قوله:( وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ ) قال: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ارى أنّ رجالا على المنابر يردون الناس ضلالا زريق وزفر(١) وقوله:( وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ) قال: هم بنو أميّة.

٢٧٩ ـ وفي رواية اخرى عنه أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قد راى رجالا من نار على منابر من نار، يردون الناس على أعقابهم القهقرى ولسنا نسمى أحدا.

٢٨٠ ـ وفي رواية سلام الجعفي عنه أنّه قال: انا لا نسمى الرجال بأسمائهم، ولكن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله راى قوما على منبره يضلون الناس بعده عن الصراط القهقرى.

٢٨١ ـ عن عمر بن سليمان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: أصبح رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يوما حاسرا حزينا(٢) فقيل له: مالك يا رسول الله؟ فقال: إنّي رأيت الليلة صبيان بني أميّة يرقون على منبري هذا، فقلت: يا رب معى؟ فقال: لا ولكن بعدك.

٢٨٢ ـ عن أبي الطفيل قال: كنت في مسجد الكوفة فسمعت عليّاعليه‌السلام يقول وهو على المنبر وناداه ابن الكوا وهو في مؤخر المسجد فقال: يا أمير المؤمنين أخبرنى عن قول الله:( وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ) فقال: الأفجران من قريش ومن بنى امية.

٢٨٣ ـ عن عبد الرحيم القصير عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ ) قال: ارى رجالا من بنى تيم وعدى على المنابر يردون الناس عن الصراط القهقرى، قلت:( وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ) قال: هم بنو امية، يقول الله :

__________________

(١) وكناية عن الاول والثاني وقد مر أيضا في المجلد الثاني في بعض الروآيات.

(٢) حسر الرجل ـ من باب نصر ـ: أعيا، وحسر ـ من باب علم ـ الرجل على الشيء: تلهف. وقال في البحار: قوله: حاسرا أي كاشفا عن ذراعيه أو من الحسرة والحاسر أيضا من لا مغفر له ولا درع ولا جنة.

١٨٠