تفسير نور الثقلين الجزء ٣

تفسير نور الثقلين6%

تفسير نور الثقلين مؤلف:
المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 643

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 643 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 266549 / تحميل: 8764
الحجم الحجم الحجم
تفسير نور الثقلين

تفسير نور الثقلين الجزء ٣

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

( وَنُخَوِّفُهُمْ فَما يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْياناً كَبِيراً ) .

٢٨٤ ـ عن يونس بن عبد الرحمن الأشل قال: سألته عن قول الله:( وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ ) الآية فقال: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله نام فرأى بني أميّة يصدون الناس(١) كلما صعد منهم رجل رأى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الذلة والمسكنة فاستيقظ جزوعا من ذلك وكان الذين رآهم اثنى عشر رجلا من بني أميّة فأتاه جبرئيلعليه‌السلام بهذه الآية، ثم قال جبرئيل: إنّ بني أميّة لا يملكون شيئا إلّا ملك أهل البيت ضعفه.

٢٨٥ ـ في مجمع البيان ( وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ ) الآية فيه أقوال إلى قوله: وثالثها أنّ ذلك رؤيا رآها النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في منامه وأنّ قرودا تصعد منبره وتنزل، فساءه ذلك واغتم به، رواه سهل بن سعيد عن أبيه أنّ النبي راى ذلك وقال: إنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله لم يستجمع بعد ذلك ضاحكا حتّى مات، ورواه سعيد بن يسار أيضا وهو المروي عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام .

٢٨٦ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم وقال عليّ بن إبراهيم في قوله:( وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ) قال: نزلت لما راى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في نومه كأن قرودا تصعد منبره فساءه ذلك وغمه غما شديدا، فأنزل الله:( وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً ) لهم ليعمهوا فيها والشجرة الملعونة» كذا نزلت وهم بنو امية.

٢٨٧ ـ في كتاب الخصال عن أبي جعفرعليه‌السلام عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل يقول فيه وقد ذكر معاوية بن حرب: ويشترط عليَّ شروطا لا يرضاها الله تعالى ورسوله ولا المسلمون، ويشترط في بعضها أن أدفع إليه قوما من أصحاب محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله أبرارا فيهم عمار بن ياسر، واين مثل عمار؟ والله لقد رأيتنا مع النبي وما بعد منا خمسة إلّا كان سادسهم، ولا أربعة إلّا كان خامسهم، اشترط دفعهم إليه ليقتلهم ويصلبهم وانتحل دم عثمان

__________________

(١) كذا في النسخ لكن الصحيح كما في المصدر والمنقول عنه في البحار والبرهان وغيره «يصعدون المنابر» مكان يصدون الناس» ويحتمل التصحيف أيضا.

١٨١

ولعمر الله ما ألب على عثمان(١) ولا جمع الناس على قتله، وأشباهه من أهل بيته أغصان( الشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ) .

٢٨٨ ـ في نهج البلاغة فاحذروا عدو الله أن يعديكم(٢) بدائه وأن يستفزكم بخيله ورجله «وفيه أيضا» فلعمر الله فخر على أصلكم ووقع في حسبكم، ودفع في نسبكم وأجلب بخيله عليكم وقصد برجله سبيلكم يقتنصونكم(٣) بكل مكان، ويضربون منكم كل بنان، لا يمتنعون بحيلة، ولا يدفعون بعزيمة في حومة ذل وحلقة ضيق وعرصة موت وجولة بلاء(٤) .

٢٨٩ ـ في كتاب المناقب لابن شهرآشوب، الشيرازي روى سفيان الثوري عن واصل عن الحسن عن ابن عباس في قوله:( وَشارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ ) أنّه جلس الحسن بن عليّعليهما‌السلام ويزيد بن معاوية بن أبي سفيان يأكلان الرطب فقال يزيد: يا حسن إنّي منذ كنت أبغضك، قال الحسنعليه‌السلام : يا يزيد اعلم أنّ إبليس شارك أباك في جماعة فاختلط المائان فأورثك ذلك عداوتي لأن الله تعالى يقول:( وَشارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ ) وشارك الشيطان حربا عند جماعه فولد له صخر فلذلك كان يبغض جدّي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٢٩٠ ـ في أصول الكافي عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن عمر بن أذينة عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس عن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ الله حرم الجنة على كل فحاش بذي(٥) قليل الحياء لا يبالي ما قال، ولا ما قيل له، فان فتشته لم تجده إلّا لغية أو شرك شيطان، قيل :

__________________

(١) من ألبهم ـ بتشديد اللام ـ: جمعهم.

(٢) من أعدى فلان فلانا من خلقه أو من علته وهو مجاوزته من صاحبه إلى غيره. وهذا من خطبته المعروفة بالقاصعة المتضمنة ذم إبليس لعنه الله على استكباره وتركه السجود لآدمعليه‌السلام ، وانه أول مر أظهر العصبية وتبع الحمية وتحذير الناس من سلوك طريقته.

(٣) اقتنصه: اصطاده.

(٤) الحومة: «معظم الماء والحرب وغيرها، وقول وفي حرمة ذل اه» موضع الجار والمجرور نصب على الحال أي يقتنصونكم في حومة ذل والجولة: الموضع الذي تجول فيه.

(٥) البذي بمعى الفحاش أيضا.

١٨٢

يا رسول الله وفي الناس شرك شيطان؟ فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : اما تقرء قول اللهعزوجل :( وَشارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ ) .

٢٩١ ـ في الكافي الحسين بن محمد عن معلّى بن محمد وعدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمد جميعا عن الوشاء عن موسى بن بكر عن أبي بصير قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : يا أبا محمد أي شيء يقول الرجل منكم إذا دخلت عليه امرأته؟ قلت: جعلت فداك أيستطيع الرجل ان يقول شيئا؟ فقال: ألآ أعلّمك ما تقول؟ قلت: بلى، قال: تقول: «بكلمات الله استحللت فرجها وفي امانة الله أخذتها، أللهمّ ان قضيت لي في رحمها شيئا فاجعله بارا تقيا واجعله مسلما سويا، ولا تجعل فيه شركا للشيطان» قلت: وبأي شيء يعرف ذلك؟(١) قال: اما تقرأ كتاب اللهعزوجل ثم ابتدأ هو:( وَشارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ ) ثم قال: إنّ الشيطان ليجيء حتّى يقعد من المرأة كما يقعد الرجل منها، ويحدث كما يحدث، وينكح كما ينكح، قلت: بأيّ شيء يعرف ذلك؟(٢) قال: بحبنا وبغضنا فمن أحبنا كان نطفة العبد، ومن أبغضنا كان نطفة الشيطان. وعنه عن أبيه عن حمزة بن عبد الله عن جميل بن دراج عن أبي الوليد عن أبي بصير قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام وذكر نحوه.

٢٩٢ ـ في من لا يحضره الفقيه وقال الصادقعليه‌السلام : من لم يبال ما قال ولا ما قيل فيه فهو شرك شيطان ومن لم يبال أن يراه الناس مسيئا فهو شرك شيطان ومن اغتاب أخاه المؤمن من غير ترة بينهما فهو شرك شيطان، ومن شغف بمحبة الحرام وشهوة الزنا فهو شرك شيطان.

٢٩٣ ـ في تفسير العيّاشي عن محمد بن مسلم عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: سألته عن شرك الشيطان، قال: قوله:( وَشارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ ) فان كان من مال

__________________

(١) قال المجلسي (ره): لعله سئل عن الدليل على أنّه يكون الولد شرك الشيطان ثمّ سئل عن العلامة التي بها يعرف ذلك، والأظهر أنّ فيه تصحيفا لما سيأتى من خبر أبي بصير بسند آخر. وفيه مكانه «ويكون فيه شرك الشيطان».

(٢) أي عدم شراكته.

١٨٣

حرام فهو شريك الشيطان، قال: ويكون مع الرجل حين يجامع فيكون من نطفته ونطفة الرجل إذا كان حراما.

٢٩٤ ـ عن زرارة قال: كان يوسف أبو الحجاج صديقا لعليّ بن الحسين صلوات الله عليه، وانه دخل على امرأته فأراد أن يضمها اعنى أبو الحجاج، قال: فقالت له: أليس إنّما عهدك بذاك الساعة؟ قال: فأتى علي بن الحسين فأخبره فأمره ان يمسك عنها، فولدت بالحجاج وهو ابن الشيطان ذي الردهة.

٢٩٥ ـ عن عبد الملك بن أعين قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول: إذا زنى الرجل ادخل الشيطان ذكره ثم عملا جميعا، ثم تختلط النطفتان، فيخلق الله منهما فيكون شركة الشيطان.

٢٩٦ ـ عن سليمان بن خالد قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : ما قول الله:( شارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ ) ؟ قال: فقال في ذلك قوله: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم.

٢٩٧ ـ عن العلا بن رزين عن محمد عن أحدهما قال: شرك الشيطان ما كان من مال حرام، فهو من شركه، ويكون مع الرجل حين يجامع فتكون نطفته مع نطفته إذا كان حراما، قال: كلتيهما جميعا تختلطان، وقال: ربما خلق من واحدة وربما خلق منهما جميعا.

٢٩٨ ـ قال:(١) كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام فاستأذن عيسى بن منصور عليه، فقال: مالك ولفلان يا عيسى اما انّه ما يحبك! فقال: بأبي وأمّي يقول قولنا ويتولى من نتولى، فقال: إنّ فيه نـخـوة إبليس، فقال: بأبي وأمّي أليس يقول إبليس:( خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ) ؟ فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : ويقول الله:( وَشارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ ) فالشيطان يباضع ابن آدم هكذا، وقرن بين إصبعيه.

٢٩٩ ـ عن زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال سمعته يقول: كان الحجاج ابن

__________________

(١) كذا في النسخ لكن في المصدر هكذا: «صفوان المال قال: كنت اه».

١٨٤

شيطان يباضع ذي الردهة، ثم قال: إنّ يوسف دخل على أم الحجاج فأراد ان يضمها، فقالت: أليس إنّما عهدك بذلك الساعة فأمسك عنها فولدت الحجاج.

٣٠٠ ـ عن يونس بن أبي الربيع الشامي(١) قال: كنت عنده ليلة فذكر شرك الشيطان، فعظمه حتّى أفزعني فقلت جعلت فداك فما المخرج منها وما نصنع؟ قال: إذا أردت المجامعة فقل: بسم الله الرحمن الرحيم الذي لا إله إلّا هو بديع السموات والأرض أللهمّ ان قضيت منى في هذه الليلة خليفة فلا تجعل للشيطان فيه نصيبا ولا شركا ولا حظا واجعله عبدا صالحا خالصا مخلصا مصغيا وذريته جل ثناؤك.

٣٠١ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم ( وَشارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ ) ما كان من مال حرام فهو شرك الشيطان، فاذا اشترى به الإماء ونكحهن وولد له فهو شرك الشيطان كما تلد منه ويكون مع الرجل إذا جامع، فيكون الولد من نطفته ونطفة الرجل إذا كان حراما، وفي حديث آخر إذا جامع الرجل اهله ولم يسم شاركه الشيطان.

٣٠٢ ـ في تفسير العيّاشي عن جعفر بن محمد الخزاعي عن أبيه قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يذكر في حديث غدير خم، أنّه لما قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لعليٍّعليه‌السلام ما قال واقامه للناس، صرخ إبليس صرخة فاجتمعت له العفاريت، فقالوا: سيدنا ما هذه الصرخة؟ فقال: ويلكم يومكم كيوم عيسى، والله لأضلن فيه الخلق، قال: فنزل القرآن:( وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) فقال: فصرخ إبليس صرخة فرجعت إليه العفاريت، فقالوا: يا سيدنا ما هذه الصرخة الأخرى؟ فقال: ويحكم حكى الله والله كلامي قرآنا وانزل عليه:( وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) ثم رفع رأسه إلى السماء ثم قال: وعزتك وجلالك لا لحقن الفريق بالجميع، قال: فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله :( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) ( إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ ) قال: فصرخ إبليس صرخة فرجعت إليه العفاريت فقالوا :

__________________

(١) هو خالد أو خليد ـ مصغرا ـ بن أو في العنزى الشامس، عده الشيخ (ره) في رجاله من أصحابه الباقرعليه‌السلام ، وعليه فالضمير في قوله «عنده» يرجع إليه يعنى الباقر صلوات الله عليه.

١٨٥

يا سيدنا ما هذه الصرخة الثالثة؟ قال: والله من أصحاب عليّ ولكن وعزتك وجلالك لأزينن لهم المعاصي حتّى أبغضهم إليك، قال: فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : والذي بعث بالحق محمّدا للعفاريت والأبالسة على المؤمن أكثر من الزنابير على اللحم، والمؤمن أشد من الجبل، والجبل تدنوا إليه بالفأس فتنحت(١) منه والمؤمن لا يستقل عن دينه.

٣٠٣ ـ عن عبد الرحمن بن سالم في قول الله:( إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ وَكَفى بِرَبِّكَ وَكِيلاً ) قال: نزلت في عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، ونحن نرجو أن تجري لمن أحب الله من عباده. قال عز من قائل:( وَإِذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ )

٣٠٤ ـ في كتاب التوحيد حدّثنا محمد بن القاسم الجرجاني المفسررحمه‌الله قال: حدّثنا أبو يعقوب يوسف بن محمد بن زياد وأبو الحسن علي بن محمد بن سيار وكانا من الشيعة الامامية عن أبويهما عن الحسن بن علي بن محمدعليهم‌السلام في قول اللهعزوجل :( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) ، فقال: الله هو الذي يتأله إليه عند الحوائج والشدائد كل مخلوق عند انقطاع الرجا من كل من دونه، وتقطع الأسباب عن جميع من سواه، تقول بسم الله أي أستعين على أموري كلها بالله الذي لا تحق العبادة إلّا له المغيث إذا استغيث، المجيب إذا دعا، وهو ما قال رجل للصادقعليه‌السلام : يا بن رسول الله دلني على الله ما هو؟ فقد كثر عليّ المجادلون وحيروني؟ فقال له: يا عبد الله هل ركبت سفينة قط؟ قال: نعم قال: فهل كسر بك حيث لا سفينة تنجيك ولا سباحة تعينك؟ قال: نعم، قال: فهل تعلق قلبك هنا لك ان شيئا من الأشياء قادر على ان يخلصك من ورطتك؟ قال: نعم، قال الصادقعليه‌السلام : فذلك الشيء هو الله القادر على الإنجاء حيث لا منجى، وعلى الاغاثة حيث لا مغيث، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٠٥ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( قاصِفاً مِنَ الرِّيحِ ) قال: هي العاصف.

__________________

(١) وفي بعض النسخ «تواليه بالفأس» وفأس ـ كفلس ـ: آلة ذات هراوة قصيرة يقطع بها الخشب وغيره وبالفارسية «تبر» ونحت الجبل: حفره.

١٨٦

٣٠٦ ـ في أمالي شيخ الطائفة قدس‌سره باسناده إلى زيد بن عليٍّعليه‌السلام عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله تعالى:( وَلَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ ) يقول: فضلنا بنى آدم على ساير الخلق( وَحَمَلْناهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ) يقول: على الرطب واليابس( وَرَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ ) يقول: من طيبات الثمار كلها وفضلناهم يقول: ليس من دابة ولا طاير إلّا تأكل وتشرب بفيها، ولا ترفع بيدها إلى فيها طعاما وشرابا غير ابن آدم، فانه يرفع إلى فيه بيده طعامه، فهذا من التفضيل.

٣٠٧ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم حدّثنا جعفر بن أحمد قال: حدّثنا عبد الكريم ابن عبد الرحيم قال: حدّثنا محمد بن عليّ عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر، قال: إنّ الله لا يكرم روح الكافر، ولكن كرم أرواحعليه‌السلام المؤمنين، وانما كرامة النفس والدم بالروح والرزق الطيب هو العلم.

٣٠٨ ـ حدّثني أبي عن إسحق بن الهيثم عن سعد بن طريف عن الأصْبَغ بن نُباتة: إنّ عليّاعليه‌السلام سئل عن قول الله تبارك وتعالى:( وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ ) قال: السموات والأرض وما بينهما من مخلوق في جوف الكرسي، وله اربعة أملاك يحملونه بإذن الله، فاما ملك منهم ففي صورة الآدميين وهي أكرم الصور على الله، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٠٩ ـ في محاسن البرقي عنه عن بعض أصحابنا عن علي بن أسباط عن عمه يعقوب أو غيره رفعه قال: كان أمير المؤمنينعليه‌السلام يقول: أللهمّ ان هذا من عطائك فبارك لنا فيه وسوغناه، واخلف لنا خلفا لما أكلناه أو شربناه، لا من حول منا ولا قوة، ورزقت فأحسنت، فلك الحمد، رب اجعلنا من الشاكرين، وإذا فرغ قال: الحمد لله الذي كفانا وأكرمنا وحملنا في البر والبحر ورزقنا من الطيبات، وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا، الحمد لله الذي كفانا المؤنة وأسبغ علينا.

٣١٠ ـ عنه عن محمد بن عبد الله عن عمر المتطبب عن ابن يحيى الصنعاني عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: كان علي بن الحسينعليه‌السلام إذا وضع الطعام بين يديه قال :

١٨٧

أللّهمّ هذا [من] منك وفضلك وعطائك فبارك لنا فيه وسوغناه وارزقنا خلفا لما أكلناه ورب محتاج إليه رزقت وأحسنت، أللهمّ اجعلنا من الشاكرين، وإذا رفع الخوان قال: الحمد لله الذي حملنا في البر والبحر، ورزقنا من الطيبات وفضلنا على كثير من خلقه أو ممن خلق تفضيلا.

٣١١ ـ في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنينعليه‌السلام أصحابه: إذا نظر أحدكم في المرآة فليقل: الحمد لله الذي خلقني فأحسن خلقي، وصورني فأحسن صورتي، وزان منى ما شأن من غيري وأكرمني بالإسلام.

٣١٢ ـ عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: المؤمن أعظم حرمة من الكعبة.

٣١٣ ـ في عيون الاخبار باسناده إلى الرضاعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ المؤمن يعرف بالسماء كما يعرف الرجل ولده(١) ، وانه لا أكرم على الله تعالى من ملك مقرب.

٣١٤ ـ وباسناده قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا عليُّ كرامة المؤمن على الله أنّه لم يجعل لأجله وقتا حتّى يهم ببائقة(٢) فاذا هم ببائقة قبضه الله اليه.

٣١٥ ـ في تفسير العيّاشي عن جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام ( وَفَضَّلْناهُمْ عَلى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنا تَفْضِيلاً ) قال: خلق كل شيء منكبا غير الإنسان خلق منتصبا.

٣١٦ ـ في كتاب علل الشرائع أبي (ره) قال حدّثنا سعد بن عبد الله عن أحمد ابن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن عبد الله بن سنان قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام فقلت: الملائكة أفضل أم بنو آدم؟ فقال: قال أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام : إنّ اللهعزوجل ركب في الملائكة عقلا بلا شهوة، وركب في البهائم شهوة بلا عقل، وركب في بنى آدم كلتيهما، فمن غلب عقله شهوته فهو خير من الملائكة، ومن غلبت شهوته عقله فهو شر من البهائم.

٣١٧ ـ وباسناده إلى عبد السلام بن صالح الهروي عن علي بن موسى الرضا عن

__________________

(١) وفي المصدر هكذا «ان المؤمن يعرف في السماء كما يعرف الرجل أهله وولده».

(٢) البائقة: الداهية. الظلم والتعدي عن الحق.

١٨٨

أبيه عن آبائه عن عليّ بن أبي طالبعليهم‌السلام عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حديث طويل يقول فيهصلى‌الله‌عليه‌وآله : فان الملائكة لخدامنا وخدام محبينا، يا عليُّ( الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا ) بولايتنا، يا عليُّ لو لا نحن ما خلق الله آدم ولا حوا ولا الجنة ولا النار ولا السماء ولا الأرض، وكيف لا نكون أفضل من الملائكة وقد سبقناهم إلى معرفة ربنا وتسبيحه [وتهليله] وتقديسه، ان الله تبارك وتعالى خلق آدم فأودعنا صلبه وأمر الملائكة بالسجود تعظيما لنا وإكراما، وكان سجودهم للهعزوجل عبودية ولآدم إكراما وطاعة لكوننا في صلبه، فكيف لا نكون أفضل من الملائكة، وقد سجدوا لادم كلهم أجمعون.

٣١٨ ـ وقد روينا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه قال: إنّ في الملائكة من باقة(١) بقل خير [منه] والأنبياء والحجج يعلمون ذلك لهم وفيهم ما جهلناه.

٣١٩ ـ وباسناده إلى ابن عباس عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حديث طويل يقول فيه: لما عرج بي إلى السماء الرابعة اذن جبرئيل وأقام ميكائيل، ثم قيل لي: ادن يا محمّد فقلت: أتقدم وأنت بحضرتي يا جبرئيل؟ قال: نعم، ان اللهعزوجل فضل أنبياءه المرسلين على ملائكته المقربين، وفضلك أنت خاصة، فدنوت فصليت بأهل السماء الرابعة.

٣٢٠ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل عن محمد بن الفضيل عن أبي الصباح الكناني عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: ما خلق اللهعزوجل خلقا أكرم على اللهعزوجل من مؤمن، لان الملائكة خدام المؤمنين، وان جوار الله للمؤمنين، وان الجنة للمؤمنين، وان الحور العين للمؤمنين، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٢١ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه‌الله عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حديث طويل وفيه: يا رسول الله أخبرنا عن عليّ هو أفضل أم ملائكة الله المقربون؟ فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :

__________________

(١) الباقة: الحزمة من الزهر أو البقل.

١٨٩

وهل شرفت الملائكة إلّا بحبها لمحمّد وعليٍّ وقبول ولايتهما، إنّه لا أحد من محبي عليٍّعليه‌السلام نظف قلبه من الغش والدغل والعلل ونجاسة الذنوب إلّا كان أطهر وأفضل من الملائكة.

٣٢٢ ـ وفيه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل يقول فيه السائل: قلت: الرسول أفضل أم الملك المرسل اليه؟ قال: بل الرسول أفضل.

٣٢٣ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده إلى أبي هريرة وعبد الله بن عباس قالا: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في أثناء كلام طويل: أنتم أفضل من الملائكة.

٣٢٤ ـ في اعتقادات الامامية للصدوق عليه الرحمة وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : انا أفضل من جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وجميع الملائكة المقربين، وانا خير البرية وسيد ولد آدم.

٣٢٥ ـ في محاسن البرقي عنه عن أبيه عن النضر بن سويد عن ابن مسكان عن يعقوب بن شعيب قال: قلت لأبى عبد اللهعليه‌السلام ( يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ ) فقال: يدعو كل قرن من هذه الأمة بإمامهم، قلت: فيجيء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في قرنه وعلىعليه‌السلام في قرنه والحسنعليه‌السلام في قرنه والحسينعليه‌السلام في قرنه الذي هلك بين أظهرهم؟ قال: نعم.

٣٢٦ ـ في عيون الاخبار عن الرضاعليه‌السلام وباسناده قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في قوله تعالى:( يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ ) قال: يدعى كل قوم بإمام زمانهم، وكتاب الله وسنة نبيهم.

٣٢٧ ـ في كتاب الخصال باسناده إلى الأصبغ بن نباتة قال: أمرنا أمير المؤمنينعليه‌السلام بالمسير إلى المدائن من الكوفة، فسرنا يوم الأحد وتخلف عمرو بن حريث في سبعة نفر، فخرجوا إلى مكان بالحيرة يسمى الخورنق، فقالوا نتنزه(١) فاذا كان

__________________

(١) نزه الرجل: تباعد عن كل مكروه، يقال: خرجنا نتنزه إذا خرجوا إلى البساتين والخضر والرياض.

١٩٠

الأربعاء خرجنا فلحقنا عليّا قبل ان يجمع، فبينا هم يتغدون إذ خرج عليهم ضب فصادوه فأخذه عمرو بن حريث فنصب كفه وقال: بايعوا هذا أمير المؤمنين، فبايعه السبعة وعمرو ثامنهم، وارتحلوا ليلة الأربعاء فقدموا المدائن يوم الجمعة وأمير المؤمنينعليه‌السلام يخطب ولم يفارق بعضهم بعضا وكانوا جميعا حتّى نزلوا على باب المسجد، فلما دخلوا نظر إليهم أمير المؤمنينعليه‌السلام فقال: يا أيها الناس ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أسر إليَّ الف حديث في كل حديث الف باب، لكل باب الف مفتاح، وأنّي سمعت الله جل جلاله يقول:( يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ ) وانى اقسم لكم بالله ليبعثن يوم القيمة ثمانية نفر يدعون بإمامهم وهو ضب، ولو شئت ان اسميهم لفعلت، قال: فلقد رأيت عمرو بن حريث سقط كما تسقط السعفة حياء ولوما.

٣٢٨ ـ في أصول الكافي عليّ بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن عن حماد عن عبد الأعلى قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: السمع والطاعة أبواب الخير السامع المطيع لا حجة عليه، والسامع العاصي لا حجة له، وامام المسلمين تمت حجته واحتجاجه يوم يلقى اللهعزوجل ، ثم قال: يقول الله تبارك وتعالى:( يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ ) .

٣٢٩ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن عبد الله غالب عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: لما نزلت هذه الآية( يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ ) قال المسلمون: يا رسول الله الست امام الناس كلهم أجمعين؟ قال: فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : انا رسول الله إلى الناس أجمعين، ولكن سيكون من بعدي أئمة على الناس من الله من أهل بيتي يقومون في الناس فيكذبون وتظلمهم أئمة الكفر والضلال وأشياعهم، فمن والاهم واتبعهم وصدقهم فهو منى، ومعى وسيلقاني ألآ ومن ظلمهم وكذبهم فليس منى ولا معى وانا منه برىء.

٣٣٠ ـ علي بن محمد عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسن بن شمون عن عبد الله ابن عبد الرحمن عن عبد الله بن القاسم بن البطل عن عبد الله بن سنان قال: قلت

١٩١

لابي عبد اللهعليه‌السلام :( يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ ) قال: امامهم الذي بين أظهر هم وهو قائم أهل زمانه.

٣٣١ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن محمد بن الحسن بن شمون عن عبد الله بن عمرو بن الأشعث عن عبد الله بن حماد الأنصاري عن يحيى بن عبد الله بن الحسن عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يجيء كل غادر بإمام يوم القيمة مائلا شدقه حتّى يدخل النار.

٣٣٢ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم أخبرنا أحمد بن إدريس قال: حدّثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد بن حماد بن عيسى عن ربعي بن عبد الله عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفرعليه‌السلام في قول الله تبارك وتعالى:( يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ ) قال: يجيء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في قومه وعلى في قومه، والحسن في قومه، والحسين في قومه، وكل من مات بين ظهراني قوم جاؤا معه.

٣٣٣ ـ وقال عليّ بن إبراهيم في قوله:( يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ ) قال: ذلك يوم القيمة ينادى مناد: ليقم أبو بكر وشيعته وعمر وشيعته، وعثمان وشيعته، وعلى وشيعته.

٣٣٤ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام وقد ذكر المنافقين وكذلك قوله: «سلام على آل ياسين» لان الله سمى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بهذا الاسم حيث قال:( يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ) لعلمه انهم يسقطون لا قول «سلام على آل محمد» كما اسقطوا غيره، وكذلك قال:( يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ ) ولم يسم بأسمائهم وأسماء آبائهم وأمهاتهم.

٣٣٥ ـ في أمالي الصدوق (ره) باسناده إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سأل رجل يقال له بشر بن غالب أبا عبد الله الحسينعليه‌السلام فقال: يا بن رسول الله أخبرني عن قول اللهعزوجل :( يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ ) قال: امام دعا إلى هدى فأجابوه اليه، وامام دعا إلى ضلالة فأجابوه إليها، هؤلاء في الجنة، وهؤلاء في النار، وهو قولهعزوجل ( فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ ) والحديث طويل أخذنا موضع الحاجة.

١٩٢

٣٣٦ ـ في الصحيفة السجادية: أللهمّ انك أيدت دينك في كل أوان بإمام أقمته علما لعبادك، ومنارا في بلادك، بعد أن وصلت حبلة بحبلك، وجعلته الذريعة إلى رضوانك، وافترضت طاعته وحذرت معصيته، وأمرت بامتثال أمره والانتهاء عند نهيه، ولا يتقدمه متقدم، ولا يتأخر عنه متأخر.

٣٣٧ ـ في مصباح الشريعة قال الصادقعليه‌السلام : قال الله تعالى:( يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ ) أي من كان اقتدى بمحق قبل وزكى.

٣٣٨ ـ في الخرائج والجرائح في أعلام أبي محمد العسكري قال أبو هاشم بعد أن روى كرامة لهعليه‌السلام فجعلت أفكر في نفسي عظم ما أعطى الله آل محمد، وبكيت فنظر إلى وقال: الأمر أعظم مما حدثت به في نفسك من عظم شأن آل محمد، فاحمد الله أن يجعلك متمسكا بحبلهم، تدعى القيمة بهم إذا دعا كل أناس بإمامهم انك على خير.

٣٣٩ ـ في كتاب الرجال للكشي (ره) فضالة بن جعفر عن أبان عن حمزة بن الطيار أنّ أبا عبد اللهعليه‌السلام أخذ بيدي ثم عد الائمة إماما يحسبهم حتّى انتهى إلى أبي جعفرعليه‌السلام فكف، فقلت: جعلني الله فداك لو فلقت رمانة فأحللت بعضها وحرمت بعضها لشهدت أنّ ما حرمت حرام وما أحللت حلال، فقال: فحسبك ان تقول بقوله وما أنا إلّا مثلهم، لي مالهم وعليَّ ما عليهم، فان أردت أن تجيء مع الذين قال الله تعالى:( يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ ) فقل بقوله.

٣٤٠ ـ في تفسير العيّاشي عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه إذا كان يوم القيمة يدعى كل بإمامة الذي مات في عصره، فان انتبه اعطى كتابه بيمينه لقوله:( يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ ) فان اوتى كتابه بيمينه( فَيَقُولُ: هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ ) الآية والكتاب الامام، فمن نبذه وراء ظهره كان كما قال نبذوه وراء ظهورهم، ومن أنكره كان من أصحاب الشمال الذين قال الله:( ما أَصْحابُ الشِّمالِ فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ ) إلى آخر الآية.

١٩٣

٣٤١ ـ عنه عن محمد بن مسلم عن أحدهما قال: سألته عن قوله( يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ ) قال: من كان يأتمون به في الدنيا ويؤتى بالشمس والقمر فيقذفان في حميم ومن يعبدهما.

٣٤٢ ـ عن جعفر بن أحمد عن الفضل بن شاذان أنّه وجد مكتوبا بخط أبيه عن أبي بصير قال: أخذت بفخذ أبي عبد اللهعليه‌السلام فقلت: أشهد انك امامى، فقال: أما إنّه سيدعى كل أناس بإمامهم أصحاب الشمس بالشمس وأصحاب القمر بالقمر وأصحاب النار بالنار، وأصحاب الحجارة بالحجارة.

٣٤٣ ـ عن عمار الساباطي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام لا تترك الأرض بغير امام يحل حلال الله ويحرم حرام الله، وهو قول الله:( يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ ) ثم قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من مات بغير امام مات ميتة جاهلية فمدوا أعناقهم وفتحوا أعينهم، فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : أليست الجاهلية الجهلاء فلما خرجنا من عنده قال لنا سليمان: هو والله الجاهلية الجهلاء، ولكن لما رآكم مددتم أعناقكم وفتحتم أعينكم قال لكم كذلك.

٣٤٤ ـ عن بشير الدهان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: أنتم والله على دين الله، ثم تلا( يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ ) ثم قال: على إمامنا ورسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إمامنا، كم من امام يجيء يوم القيمة يلعن أصحابه ويلعنونه، ونحن ذرية محمد، وامنا فاطمة.

٣٤٥ ـ عن إسمعيل بن همام قال: قال الرضاعليه‌السلام في قول الله:( يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ ) قال: إذا كان يوم القيمة قال الله: أليس عدل من ربكم أن تولوا كل قوم من تولوا؟ قالوا: بلى، قال: فيقول تميزوا فيتميزون.

٣٤٦ ـ عن محمد بن حمران عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ كنتم تريدون ان تكونوا معنا يوم القيمة لا يلعن بعضنا بعضا فاتقوا الله وأطيعوا. فان الله يقول:( يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ ) .

٣٤٧ ـ في مجمع البيان وروى عن الصادقعليه‌السلام أنّه قال: ألآ تمجدون الله ،

١٩٤

إذا كان يوم القيامة فدعى كل قوم إلى من يتولون وفرغنا إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وفرغتم إلينا(١) قال: اين ترون يذهب بكم؟ إلى الجنة ورب الكعبة. قالها ثلثا.

٣٤٨ ـ في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم بن إسحق عن عبد الرزاق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن أبي جعفرعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : وليست تشهد الجوارح على مؤمن إنّما تشهد على من حقت عليه كلمة العذاب، فأما المؤمن فيعطى كتابه بيمينه، قال اللهعزوجل : «فأما( فَمَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولئِكَ يَقْرَؤُنَ كِتابَهُمْ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً ) .

٣٤٩ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم ( وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً ) قال: الجلدة التي في ظهر النواة.

٣٥٠ ـ في عيون الاخبار في باب مجلس للرضاعليه‌السلام مع أهل الأديان والمقالات في التوحيد كلام للرضاعليه‌السلام مع عمران وفيه: إياك وقول الجهال أهل العمى والضلال، الذين يزعمون أنّ الله جل وتقدس موجود في الآخرة للحساب والثواب والعقاب، وليس بموجود في الدنيا للطاعة والرجا ولو كان في الوجود للهعزوجل نقص واهتضام(٢) لم يوجد في الآخرة أبدا، ولكن القوم تاهوا وعموا عن الحق من حيث لا يعلمون، وذلك قولهعزوجل :( وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الآخرة أَعْمى وَأَضَلُّ سَبِيلاً ) يعنى أعمى عن الحقائق الموجودة.

٣٥١ ـ في كتاب الخصال عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل وفيه يقولعليه‌السلام : أشد العمى من عمى عن فضلنا أو ناصبنا العداوة بلا ذنب سبق إليه منا، إلّا أنا دعوناه إلى الحق، ودعاه من سوانا إلى الفتنة والدنيا، فأتاهما ونصب البراءة منا والعداوة.

٣٥٢ ـ في كتاب التوحيد أبيرحمه‌الله قال: حدّثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا

__________________

(١) فرغ اليه: قصد.

(٢) الاهتضام: الكسر والنقص.

١٩٥

أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن العلا بن رزين عن محمد بن مسلم عن أبي جعفرعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى ) قال: من لم يدله خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار ودوران الفلك والشمس والقمر والآيات العجيبات على أنّ وراء ذلك أمر أعظم منه( فَهُوَ فِي الآخرة أَعْمى وَأَضَلُّ سَبِيلاً )

٣٥٣ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول الله تعالى:( وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الآخرة أَعْمى وَأَضَلُّ سَبِيلاً ) قال: ذلك الذي يسوف نفسه الحج يعنى حجة الإسلام حتّى يأتيه الموت.

٣٥٤ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم حدثني أبي عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبي الطفيل عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: جاء رجل إلى علي بن الحسين فقال له: إنّ ابن عباس يزعم أنّه يعلم كل آية نزلت في القرآن في اي يوم نزلت وفيمن نزلت، فقال أبيعليه‌السلام : سله فيمن نزلت:( وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الآخرة أَعْمى وَأَضَلُّ سَبِيلاً ) وفيمن نزلت:( وَلا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كانَ اللهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ ) وفيمن نزلت:( يا أيها الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا ) فأتاه الرجل فسأله فقال: وددت أنّ الذي أمرك بهذا واجهنى به فأسأله عن العرش مم خلقه الله ومتى خلقه وكم هو وكيف هو؟ فانصرف الرجل إلى أبيعليه‌السلام فقال أبي: فهل أجابك بالآيات؟ قال: لا، قال أبي: لكن أجيبك فيها بعلم ونور غير المدعى ولا المنتحل، واما قوله:( وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الآخرة أَعْمى وَأَضَلُّ سَبِيلاً ) ففيه نزل وفي أبيه، واما قوله:( وَلا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ ) ففي أبيه نزلت، واما قوله:( يا أيها الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا ) الآية ففي أبيه نزلت وفينا ولم يكن الرباط الذي أمرنا به وسيكون ذلك من نسلنا المرابط ومن نسله المرابط(١)، والحديث طويل

__________________

(١) قيل يحتمل ان يكون المراد من قولهعليه‌السلام : «نزلت الآية اه» يعنى انهم

١٩٦

ـ أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٥٥ ـ وقال أبو عبد اللهعليه‌السلام أيضا:( وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الآخرة أَعْمى وَأَضَلُّ سَبِيلاً ) قال: نزلت فيمن يسوف الحج حتّى مات ولم يحج فعمي عن فريضة من فرائض الله

٣٥٦ ـ وفيه خطبة لهصلى‌الله‌عليه‌وآله وفيها: وأعمى العمى عمى الضلالة بعد الهدى، وشر العمى عمى القلب.

٣٥٧ ـ في كتاب ثواب الأعمال رفعه إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: تحشر المرجئة عميانا فأقول لهم: ليسوا من امة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، انهم بدلوا فبدل بهم وغيروا فغير ما بهم.

٣٥٨ ـ وفيه باسناده إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال: ومن قرأ القرآن ولم يعمل به حشره اللهعزوجل يوم القيمة أعمى، فيقول:( رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً قالَ كَذلِكَ أَتَتْكَ آياتُنا فَنَسِيتَها وَكَذلِكَ الْيَوْمَ تُنْسى ) فيؤمر به إلى النار، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٥٩ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم و( إِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنا غَيْرَهُ ) قال: يعنى أمير المؤمنين وإذا لاتخذوك خليلا أي صديقا لو أقمت غيره.

٣٦٠ ـ في عيون الاخبار في باب ذكر مجلس الرضاعليه‌السلام عند المأمون في عصمة الأنبياءعليهم‌السلام حديث طويل يقول فيه المأمون للرضاعليه‌السلام : فأخبرنى عن قول الله تعالى:( عَفَا اللهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ ) قال الرضاعليه‌السلام : هذا مما نزل بإياك اعنى واسمعي يا جاره(١)

__________________

مأمورون برباطنا وصلننا وقد تركوا ولم يأتمروا وسيكون ذلك في زمان ظهور القائمعليه‌السلام فيرابطنا من بقي من نسلهم فينصرون قائمنا فيكون من نسلنا المرابط بالفتح اعنى القائم عجل الله تعالى فرجه الشريف ومن نسله المرابط بالكسر ويحتمل على هذا الوجه أيضا الكسر فيهما والفتح فتأمل.

(١) هذا مثل يضرب لمن يتكلم بكلام ويريد به شيئا غيره، وقيل: إنّ أول من قال ذلك سهل بن مالك الزاري، وقصته مذكورة في كتاب مجمع الأمثال (ج ١: ٥٠ ط مصر)

١٩٧

خاطب الله تعالى بذلك نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأراد به أمته، وكذلك قولهعزوجل :( لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ ) وقوله تعالى: و( لَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً ) قال: صدقت يا بن رسول الله.

٣٦١ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن عبد الله بن محمد عن علي بن الحكم عن عبد الله بن بكير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: نزل القرآن بإياك أعنى واسمعي يا جاره.

٣٦٢ ـ وفي رواية اخرى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: معناه ما عتب اللهعزوجل به على نبيه فهو يعنى به ما قد قضى في القرآن مثل قوله:( وَلَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً ) عنى بذلك غيره.

٣٦٣ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنينعليه‌السلام مجيبا لبعض الزنادقة وقد قال: ثم خاطبه في أضعاف ما اثنى عليه في الكتاب من الإزراء(١) وانخفاض محله وغير ذلك تهجينه وتأنيبه ما لم يخاطب به أحدا من الأنبياء، مثل قوله: و( لَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً ) والذي بدأ في الكتاب من الإزراء على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله من قربه الملحدين.

٣٦٤ ـ في تفسير العيّاشي عن أبي يعقوب عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته عن قول الله:( وَلَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً ) قال: لما كان يوم الفتح اخرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أصناما من المسجد وكان منها صنم على المروة، وطلبت إليه قريش ان يتركه، وكان مستحيا فهم بتركه، ثم امر بكسره فنزلت هذه الآية.

٣٦٥ ـ عن ابن أبي عمير عمن حدثه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ما عاتب الله نبيه فهو يعنى به من قد مضى في القرآن مثل قوله:( وَلَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً ) عنى بذلك غيره.

٣٦٦ ـ عن عبد الله بن عثمان البجلي عن رجل أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله اجتمعا عنده وابنتيهما فتكلموا في عليٍّ وكان من النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أن يلين لهما في بعض القول، فأنزل الله :

__________________

(١) ازرأه: عابه ووضع من حقه.

١٩٨

ـ( لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً إِذاً لَأَذَقْناكَ ضِعْفَ الْحَياةِ وَضِعْفَ الْمَماتِ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنا نَصِيراً ) ثم لا تجد لك مثل على وليا.

٣٦٧ ـ في مجمع البيان ( ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنا نَصِيراً ) قيل: لما نزلت هذه الآية

قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : أللهمّ لا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا عن قتادة.

٣٦٨ ـ في تفسير العيّاشي عن بعض أصحابنا عن أحد هماعليه‌السلام قال: إنّ الله قضى الاختلاف على خلقه وكان امرا قد قضاه في حكمه كما قضى على الأمم من قبلكم، وهي السنن والأمثال تجري على الناس فجرت علينا كما جرت على الذين من قبلنا وقول الله حق، قال الله تبارك وتعالى لمحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله :( سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنا وَلا تَجِدُ لِسُنَّتِنا تَحْوِيلاً ) ( فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ ) وقال: لا تبديل لقول الله وقد قضى الله على موسى وهو مع قومه يريهم الآيات والعبر(١) ثم مروا على قوم يعبدون أصناما( قالُوا يا مُوسَى اجْعَلْ لَنا إِلهاً كَما لَهُمْ آلِهَةٌ قالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ ) فاستخلف موسى هارون فنصبوا( عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوارٌ فَقالُوا هذا إِلهُكُمْ وَإِلهُ مُوسى ) وتركوا هارون، فقال:( يا قَوْمِ إنّما فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي، قالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عاكِفِينَ حتّى يَرْجِعَ إِلَيْنا مُوسى ) فضرب لكم أمثالهم وبين لكم كيف صنع بهم. وقال: إنّ نبي اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لم يقبض حتّى أعلم الناس أمر عليّعليه‌السلام فقال: من كنت مولاه فعليٌّ مولاه وقال: إنّه منى بمنزلة هارون من موسى غير أنّه لا نبي بعدي، وكان صاحب راية رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في المواطن كلها، وكان معه في المسجد يدخل على كل حال، وكان أول الناس ايمانا به فلما قبض نبي اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان الذي كان لما قضى من الاختلاف، وعمد عمر فبايع أبا بكر ولم يدفن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بعد، فلما راى ذلك عليعليه‌السلام وراى الناس قد بايعوا أبا بكر، خشي ان يفتتن الناس، ففرغ إلى كتاب الله وأخذ بجمعه في مصحف، فأرسل أبو بكر إليه ان تعال فبايع، فقال عليٌّ: لا أخرج حتّى أجمع القرآن، فأرسل إليه مرة

__________________

(١) وفي المصدر «والنذر» مكان «المعبر».

١٩٩

اخرى فقال: لا أخرج حتّى افرغ، فأرسل إليه الثالثة ابن عم له يقال له قنفذ فقامت فاطمة بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله تحول بينه وبين عليٍّعليه‌السلام فضربها فانطلق قبله وليس معه عليٌّعليه‌السلام فخشي ان يجمع على الناس، فأمر بحطب فجعل حوالي بيته ثم انطلق عمر بنار فأراد أن يحرق على عليٍّ بيته وعليٌّ فاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم، فلما راى ذلك خرج فبايع كارها غير طائع.

٣٦٩ ـ عن أبي العباس عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله:( سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنا ) قال: هي سنة محمد، ومن كان قبله من الرسل وهي الإسلام.

٣٧٠ ـ في تهذيب الأحكام أحمد بن محمد بن عيسى عن حماد عن حريز عن زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: سألته عما فرض الله من الصلوة، فقال: خمس صلوات في الليل والنهار، فقلت: هل سماهن الله وبينهن في كتابه؟ فقال: نعم، قال اللهعزوجل لنبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله :( أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إلى غَسَقِ اللَّيْلِ ) ودلوكها زوالها، ففي ما بين دلوك الشمس إلى غسق الليل أربع صلوات سماهن وبينهن ووقتهن، وغسق الليل انتصافه، ثم قال:( وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً ) فهذه الخامسة.

٣٧١ ـ في من لا يحضره الفقيه، وروى بكر بن محمد عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه قال: وأوّل وقت العشاء الآخرة ذهاب الحمرة، وآخر وقتها إلى غسق الليل يعنى نصف الليل.

٣٧٢ ـ في الكافي عليّ بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن يزيد بن خليفة قال: قلت لابي عبد اللهعليه‌السلام : إنّ عمر بن حنظلة أتانا عنك بوقت، فقال أبو عبد الله: إذا لا يكذب علينا، قلت: ذكر انك قلت: أول صلوة افترضها الله على نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله الظهر، وهو قول اللهعزوجل :( أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إلى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ) فاذا زالت الشمس لم يمنعك إلّا سبحتك ثم لا تزال في وقت إلى أن يصير الظل قامة وهو آخر الوقت، فاذا صار الظل قامة دخل وقت العصر فلم تزل في وقت حتّى يصير الظل قامتين، وذلك المساء، فقال: صدق.

٢٠٠

٣٧٣ ـ علي بن محمد عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن عبد الرحمان بن سالم عن إسحق بن عمار قال: قلت لابي عبد اللهعليه‌السلام : أخبرنى بأفضل المواقيت في صلوة الفجر، فقال: مع طلوع الفجر ان الله يقول:( وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً ) يعنى صلوة الفجر تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار، فاذا صلى العبد الصبح مع طلوع الفجر أثبتت له مرتين، أثبتها ملائكة الليل وملائكة النهار.

٣٧٤ ـ علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن علي بن الحكم عن ربيع بن محمد المسلي عن عبد الله بن سليمان العامري عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: لما عرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله نزل بالصلوة عشر ركعات ركعتين ركعتين فلما ولد الحسن والحسين زاد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله سبع ركعات شكرا لله، فأجاز الله له ذلك، وترك الفجر لم يزد فيها، لأنه يحضرها ملائكة الليل وملائكة النهار.

٣٧٥ ـ في من لا يحضره الفقيه سئل الصادقعليه‌السلام : لم صارت المغرب ثلث ركعات وأربعا بعدها ليس فيها تقصير في حضر ولا سفر؟ فقال: إنّ الله تبارك وتعالى أنزل على نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله كل صلوة ركعتين، فأضاف إليها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لكل صلوة ركعتين في الحضر، وقصر فيها في السفر، إلّا المغرب والغداة، فلما صلىعليه‌السلام المغرب بلغه مولد فاطمةعليها‌السلام فأضاف إليها ركعة شكرا للهعزوجل ، فلما ان ولد الحسنعليه‌السلام أضاف إليها ركعتين شكرا للهعزوجل ، فلما أن ولد الحسينعليه‌السلام أضاف إليها ركعتين شكرا للهعزوجل ، فقال:( لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ ) فتركها على حالها في السفر والحضر.

٣٧٦ ـ في تفسير العيّاشي عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام عن قوله:( أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إلى غَسَقِ اللَّيْلِ ) قال: جمعت الصلوات كلهن ودلوك الشمس زوالها، وغسق الليل انتصافه، وقال: إنّه ينادى مناد من السماء كلّ ليلة إذا انتصف الليل: من رقد عن صلوة العشاء إلى هذه الساعة فلا نامت

٢٠١

عيناه،( وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ) قال: صلوة الصبح، واما قوله:( كانَ مَشْهُوداً ) قال: تحضره ملائكة الليل والنهار.

٣٧٧ ـ وعن عبيد بن زرارة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله:( أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إلى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ) قال: إنّ الله افترض أربع صلوات أول وقتها من زوال الشمس إلى انتصاف الليل، منها صلوتان أول وقتها من عند زوال الشمس إلى غروبها، إلّا أنّ هذه قبل هذه، ومنها صلوتان أول وقتها من غروب الشمس إلى انتصاف الليل إلّا أنّ هذه قبل هذه.

٣٧٨ ـ عن زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام في قول الله:( أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إلى غَسَقِ اللَّيْلِ ) قال: دلوكها زوالها، غسق الليل إلى نصف الليل، ذلك أربع صلوات وضعهن رسول الله ووقتهن للناس، وقرآن الفجر صلوة الغداة.

٣٧٩ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى سعيد بن المسيب قال: سألت على ابن الحسين صلوات الله عليه فقلت له: متى فرضت الصلوة على المسلمين على ما هم اليوم عليه؟ قال: فقال: بالمدينة حين ظهرت الدعوة وقوى الإسلام، وكتب اللهعزوجل الجهاد، زاد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في الصلوة سبع ركعات، في الظهر ركعتين، وفي العصر ركعتين، وفي المغرب ركعة وفي العشاء الآخرة ركعتين، وأقرا الفجر على ما فرضت بمكة، لتعجيل عروج ملائكة الليل إلى السماء، ولتعجيل ملائكة النهار إلى الأرض، فكانت ملائكة النهار وملائكة الليل يشهدون مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله صلوة الفجر، فلذلك قالعزوجل :( وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً ) يشهده المسلمون، ويشهده ملائكة النهار، وملائكة الليل.

٣٨٠ ـ وباسناده إلى أبي هاشم الخادم عن أبي الحسن الماضيعليه‌السلام حديث طويل يقول في آخره: وما بين غروب الشمس إلى سقوط الشفق غسق.

٣٨١ ـ وباسناده إلى الحسن بن عبد الله عن آبائه عن جده الحسن بن عليّ بن أبي طالبعليهم‌السلام قال: جاء نفر من اليهود إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فسأله أعلمهم عن مسائل

٢٠٢

فكان فيما سأله ان قال: أخبرنى عن اللهعزوجل لأي شيء فرض هذه الخمس صلوات في خمس مواقيت على أمتك في ساعات الليل والنهار؟ فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ الشمس عند الزوال لها حلقة تدخل فيها، فاذا دخلت فيها زالت الشمس فيسبح كل شيء دون العرش بحمد ربي جل جلاله، وهي الساعة التي يصلى على فيها ربي، ففرض اللهعزوجل على وعلى أمتي فيها الصلوة وقال:( أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إلى غَسَقِ اللَّيْلِ ) وهي الساعة التي يؤتى فيها بجهنم يوم القيمة، فما من مؤمن يوافق تلك الساعة أن يكون ساجدا أو راكعا أو قائما إلّا حرم اللهعزوجل جسده على النار، واما صلوة العصر فهي الساعة التي أكل آدمعليه‌السلام فيها من الشجرة، فأخرجه اللهعزوجل من الجنة فأمر اللهعزوجل ذريته بهذه الصلوة إلى يوم القيمة، واختارها لامتى، فهي من أحب الصلوات إلى اللهعزوجل ، وأوصانى أن أحفظها من بين الصلوات، واما صلوة المغرب فهي الساعة التي تاب الله على آدمعليه‌السلام ، وكان ما بين ما أكل من الشجرة وبين ما تاب الله عليهعزوجل ثلاثمائة سنة من أيام، وفي أيام الآخرة يوم كألف سنة، ما بين العصر إلى العشاء وصلى آدم ثلاث ركعات ركعة لخطيئته وركعة لخطيئة حوا وركعة لتوبته ففرض اللهعزوجل هذه الركعات الثلاث على أمتي، وهي الساعة التي يستجاب فيها الدعاء فوعدني ربيعزوجل أن يستجيب لمن دعاه فيها وهي الصلوة التي أمرنى ربي بها في قولهعزوجل ( فَسُبْحانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ) واما صلوة العشاء الآخرة فان للقبر ظلمة وليوم القيامة ظلمة، أمرنى ربيعزوجل وأمتي بهذه الصلوة لتنور القبر، وليعطيني وأمتي النور على الصراط، وما من قدم مشت إلى صلوة العتمة إلّا حرم اللهعزوجل جسده على النار، وهي الصلوة التي اختارها اللهعزوجل قبلي للمرسلين، واما صلوة الفجر فان الشمس إذا طلعت تطلع على قرن شيطان، فأمرنى ربيعزوجل أن أصلى قبل طلوع الشمس صلوة الغداة، وقبل ان يسجد لها الكافر لتسجد أمتي للهعزوجل وسرعتها أحب إلى اللهعزوجل ، وهي الصلوة التي يشهدها ملائكة الليل وملائكة النهار.

٢٠٣

وفي من لا يحضره الفقيه مثل هذه العلل سواء.

٣٨٢ ـ في تهذيب الأحكام محمد بن أحمد بن يحيى عن الحسن بن علي بن عبد الله عن ابن فضال عن مروان عن عمار الساباطي قال: كنا جلوسا عند أبي عبد اللهعليه‌السلام بمنى، فقال له رجل: ما تقول في النوافل؟ فقال: فريضة، قال: ففزعنا وفزع الرجل فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : إنّما أعنى صلوة الليل على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ان اللهعزوجل يقول:( وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ ) .

٣٨٣ ـ في كتاب الخصال فيما أوصى به النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله عليّاعليه‌السلام : يا عليُّ ثلاث فرحات للمؤمن في الدنيا: لقاء الاخوان والإفطار من الصيام، والتهجد في آخر الليل.

٣٨٤ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى علي بن النعمان عن بعض رجاله قال: جاء رجل إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام فقال: يا أمير المؤمنين إنّي قد حرمت الصلوة بالليل قال: فقال أمير المؤمنين: أنت رجل قد قيدتك ذنوبك.

٣٨٥ ـ وباسناده إلى الحسين بن الحسن الكندي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ الرجل ليكذب الكذبة فيحرم بها صلوة الليل، فاذا حرم صلوة الليل حرم بها الرزق.

٣٨٦ ـ وباسناده إلى آدم بن إسحق عن بعض أصحابه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: عليكم بصلوة الليل فانها سنة نبيكم، ودأب الصالحين قبلكم، ومطردة الداء عن أجسادكم.

٣٨٧ ـ وقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : صلوة الليل تبيض الوجوه، وصلوة الليل تطيب الليل وصلوة الليل تجلب الرزق.

٣٨٨ ـ وباسناده إلى إسمعيل بن موسى عن جعفر عن أخيه عليّ بن موسى الرضا عن أبيه عن جدّهعليهم‌السلام قال: سئل عليّ بن الحسينعليهما‌السلام : ما بال المتهجدين بالليل من أحسن الناس وجها؟ قال: لأنهم خلوا بالله فكساهم الله من نوره.

٢٠٤

٣٨٩ ـ في من لا يحضره الفقيه وروى جابر بن إسمعيل عن جعفر بن محمد عن أبيهعليهما‌السلام أنّ رجلا سأل عليّ بن أبي طالب من قيام الليل بالقرآن، فقال له: أبشر من صلّى من الليل عشر ليلة لله مخلصا ابتغاء ثواب الله قال اللهعزوجل لملائكته: اكتبوا لعبدي هذا من الحسنات عدد ما أنبت في الليل من حبّة وورقة وشجرة، وعدد كل قصبة وخوص ومرعى، ومن صلى تسع ليلة أعطاه الله عشر دعوات مستجابات، وأعطاه كتابه بيمينه ومن صلى ثمن ليلة أعطاه الله أجر شهيد صابر صادق النية، وشفع في أهل بيته ومن صلى سبع ليلة خرج من قبره يوم يبعث ووجهه كالقمر ليلة البدر، حتّى يمر على الصراط مع الآمنين ومن صلى سدس ليلة كتب في الأوابين، وغفر له ما تقدم من ذنبه، ومن صلى خمس ليلة زاحم إبراهيم خليل الرحمن في قبته، ومن صلى ربع ليلة كان في أول الفائزين حتّى يمر على الصراط كالريح العاصف، ويدخل الجنة بغير حساب، ومن صلى ثلث ليلة لم يبق ملك إلّا غبطه بمنزلته من اللهعزوجل ، وقيل له: ادخل من أي أبواب الجنان الثمانية شئت، ومن صلى نصف ليلة فلو أعطى ملاء الأرض ذهبا سبعين ألف مرة لم يعدل جزاؤه وكان له بذلك عند اللهعزوجل أفضل من سبعين رقبة يعتقها من ولد اسمعيل، ومن صلى ثلثي ليلة كان له من الحسنات قدر رمل عالج(١) أدناها حسنة أثقل من جبل أحد عشر مرات ومن صلى ليلة تامة تاليا لكتاب اللهعزوجل راكعا وساجدا وذاكرا أعطى من الثواب ما أدناه يخرج من الذنوب كما ولدته امه، ويكتب له عدد ما خلق اللهعزوجل من الحسنات، ومثلها درجات، ويثبت النور في قبره، وينزع الإثم والحسد من قلبه، ويجار من عذاب النار ويعطى برائة من النار، ويبعث من الآمنين، ويقول الرب تبارك وتعالى لملائكته: يا ملائكتى انظروا إلى عبدي أحيى ليلة ابتغاء مرضاتي، أسكنوه الفردوس، وله فيها ألف مدينة في كل مدينة جميع ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين، ولم يخطر على بال سوى ما أعددت له من الكرامة والمزيد والقربة.

٣٩٠ ـ في كتاب التوحيد عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام وقد

__________________

(١) أي المتلاطم.

٢٠٥

ذكر أهل المحشر: ثم يجتمعون في موطن آخر يكون فيه مقام محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو المقام المحمود، فيثنى على الله تبارك وتعالى بما لم يثن عليه أحد قبله، ثم يثنى على كل مؤمن ومؤمنة يبدأ بالصديقين والشهداء، ثم بالصالحين فتحمده أهل السموات وأهل الأرض، فذلك قولهعزوجل :( عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً ) فطوبى لمن كان في ذلك اليوم له حظ ونصيب، وويل لمن لم يكن له في ذلك اليوم حظ ولا نصيب.

٣٩١ ـ في الكافي عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير ومحمد بن إسمعيل عن الفضل بن شاذان عن صفوان وابن أبي عمير عن معاوية بن عمار عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إذا دخلت المدينة إلى أن قال: وابعثه مقاما محمودا يغبطه به الأولون والآخرون.

٣٩٢ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم حدّثني أبي عن الحسن بن محبوب عن زرعة عن سماعة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته عن شفاعة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يوم القيمة؟

فقال: يلجم الناس يوم القيمة العرق، فيقولون: انطلقوا بنا إلى آدم يشفع لنا فيأتون آدم فيقولون: اشفع لنا عند ربك، فيقول: إنّ لي ذنبا وخطيئة فعليكم بنوح فيأتون نوحا فيردهم إلى من يليه، ويردهم كل نبي إلى من يليه حتّى ينتهوا إلى عيسى، فيقول: عليكم بمحمد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعلى جميع الأنبياء، فيعرضون أنفسهم عليه، ويسألونه فيقول: انطلقوا، فينطلق بهم إلى باب الجنة، ويستقبل باب الرحمن ويخر ساجدا، فيمكث ما شاء الله فيقول: ارفع رأسك واشفع تشفع، وسل تعط، وذلك قوله تعالى:( عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً ) .

٣٩٣ ـ وحدّثني أبي عن محمد بن أبي عمير عن معاوية وهشام عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لو قد قمت المقام المحمود لشفعت في أبي وأمّي وعمّى وأخ كان لي في الجاهليّة.

٣٩٤ ـ حدّثني أبي عن حنان بن سدير عن أبيه عن أبي جعفرعليه‌السلام ان صفية بنت عبد المطلب مات ابن لها فأقبلت فقال لها عمر: غطى قرطك(١) فان قرابتك من

__________________

(١) القرط ـ بالضم ـ: ما يعلق في شحمة الاذن من درة ونحوها.

٢٠٦

رسول الله لا ينفعك شيئا، فقالت له: هل رأيت لي قرطا يا بن اللخناء، ثم دخلت على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فأخبرته وبكت، فخرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فنادى: الصلوة جامعة فاجتمع الناس فقال: ما بال أقوام يزعمون أنّ قرابتي لا تنفع؟! لو قد قمت المقام المحمود لشفعت في خارجكم لا يسألني اليوم أحد من أبوه إلّا أخبرته، فقام إليه رجل فقال: من أبي يا رسول الله؟ فقال: أبوك غير الذي تدعى له، ثم قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما بال الذي يزعم أنّ قرابتي لا تنفع لا يسألني عن أبيه؟ فقام إليه عمر فقال: أعوذ بالله يا رسول الله من غضب الله وغضب رسوله، اعف عنى عفا الله عنك، فأنزل الله:( يا أيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ ) الآية.

٣٩٥ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) روى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن عليّ قال: قال عليعليه‌السلام : قد ذكر مناقب الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ووعده المقام المحمود، فاذا كان يوم القيمة أقعده الله تعالى على العرش الحديث.

٣٩٦ ـ في أمالي شيخ الطائفة قدس‌سره باسناده قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : سمعت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: إذا حشر الناس يوم القيمة نادى مناد: يا رسول الله ان الله جل اسمه قد أمنك من مجاراة(١) محبيك ومحبي أهل بيتك الموالين لهم فيك والمعادين لهم فيك، فكافهم بما شئت، فأقول: يا رب الجنة فأنادي بوئهم منها حيث شئت، فذلك المقام المحمود الذي وعدت به.

٣٩٧ ـ وباسناده إلى أنس بن مالك، قال: رأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله مقبلا على عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه وهو يتلو هذه الآية:( فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً ) فقال: يا عليُّ ان ربيعزوجل ملكني بالشفاعة في أهل التوحيد من أمتي، وحظر ذلك عمن ناصبك أو ناصب ولدك من بعدك.

٣٩٨ ـ في روضة الواعظين للمفيد (ره) قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا قمت

__________________

(١) جاراه في الحديث مجاراة: أي جرى وخاض معه في الكلام، وفي البحار «مجازاة» بالزاء المعجمة.

٢٠٧

المقام المحمود تشفعت في أصحاب الكبائر من أمتي فيشفعني الله فيهم، والله لا تشفعت فيمن أذى ذريتي.

٣٩٩ ـ وفيها أيضا قال الله تعالى:( عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً ) قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : المقام الذي اشفع فيه لامتى.

٤٠٠ ـ في تفسير العيّاشي عن خثيمة الجعفي قال: كنت عند جعفر بن محمدعليهما‌السلام أنا ومفضل بن عمر ليلة ليس عنده أحد غيرنا، فقال له مفضل الجعفي: جعلت فداك حدّثنا حديثا نسر به، قال: نعم إذا كان يوم القيمة حشر الله الخلايق في صعيد واحد حفاة عراة غرلا(١) قال: فقلت: جعلت فداك ما الغرل؟ قال: كما خلقوا أول مرة، فيقفون حتّى يلجمهم العرق(٢) فيقولون: ليت الله يحكم بيننا ولو إلى النار، يرون أنّ في النار راحة مما هم فيه، ثم يأتون آدم فيقولون: أنت أبونا وأنت نبي فسل ربك يحكم بيننا ولو إلى النار، فيقول: لست بصاحبكم خلقني ربي بيده، وحملني على عرشه، وأسجد لي ملائكته، ثم أمرنى فعصيته، ولكني أدلكم على إبني الصديق الذي مكث في قومه ألف سنة إلّا خمسين عاما يدعوهم كلما كذبوا اشتد تصديقه: نوح. قال: فيأتون نوحا فيقولون: سل ربك يحكم بيننا ولوالى النار، قال: فيقول: لست بصاحبكم أنّي قلت:( إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي ) ولكني أدلكم إلى من اتخذه الله خليلا في دار الدنيا ايتوا إبراهيم، قال: فيأتون إبراهيم فيقول: لست بصاحبكم أنّي قلت:( إِنِّي سَقِيمٌ ) ولكني أدلكم على من كلم الله تكليما: موسى، قال: فيأتون موسى، فيقولون له، فيقول: لست بصاحبكم «انى قتلت نفسا» ولكني أدلكم على من كان يخلق بإذن الله ويبرئ الأكمه والأبرص بإذن الله: عيسى، فيأتونه فيقول: لست بصاحبكم ولكني أدلكم على من بشرتكم به في دار الدنيا: أحمد.

__________________

(١) قال الطريحي (ره): في الحديث يجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد، قيل: هي أرض مستوية، والغرل ـ بضم الغين ـ: من لم يختن.

(٢) قال الجزري: فيه: يبلغ العرق منهم ما يلجمهم أي يصل إلى أفواههم فيصير لهم بمنزلة اللجام يمنعهم عن الكلام يعنى في المحشر.

٢٠٨

ثم قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : ما من نبي، آدم إلى محمد صلوات الله عليهم إلّا وهم تحت لواء محمد، قال: فيأتونه ثم قال: فيقولون: يا محمّد سل ربك يحكم بيننا ولو إلى النار قال: فيقول نعم أنا صاحبكم، فيأتي دار الرحمن وهي عدن وان بابها سعته بعد ما بين المشرق والمغرب، فيحرك حلقة من الحلق، فيقال: من هذا؟ وهو أعلم به. فيقول: انا محمد، فيقال: افتحوا له، قال: فيفتح لي، قال فاذا نظرت إلى ربي(١) مجدته تمجيدا لم يمجده أحد كان قبلي ولا يمجده أحد كان بعدي، ثم أخر ساجدا فيقول: يا محمّد ارفع رأسك، وقل نسمع قولك(٢) واشفع تشفع وسل تعط، قال: فاذا رفعت رأسى ونظرت إلى ربي مجدته تمجيدا أفضل من الاول ثم أخر ساجدا فيقول: ارفع رأسك وقل نسمع قولك، واشفع تشفع، وسل توجه، فاذا رفعت رأسى ونظرت إلى ربي مجدته تمجيدا أفضل من الاول والثاني، ثم أخر ساجدا فيقول: ارفع رأسك وقل نسمع قولك واشفع تشفع، وسل توجه، فاذا رفع رأسي ونظرت إلى ربي أقول: رب احكم بين عبادك ولو إلى النار فيقول: نعم يا محمّد، قال: ثم يؤتى بناقة من ياقوت أحمر وزمامها زبرجد أخضر حتّى أركبها، ثم آتى المقام المحمود حتّى أقضى عليه، وهو تل من مسك أذفر محاذ بحيال العرش، ثم يدعى إبراهيم فيحمل على مثلها فيجيء حتّى يقف عن يمين رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثم يرفع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يده يضرب على كتف عليّ بن أبي طالب، قال: ثم يؤتى والله بمثلها فيحمل عليها، فيجيء حتّى يقف بيني وبين أبيك إبراهيم، ثم يخرج مناد من عند الرحمن فيقول: يا معشر الخلايق أليس العدل من ربكم أن يولى كل قوم ما كانوا يتولون في دار الدنيا؟ فيقولون: بلى واى شيء عدل غيره، فيقوم الشيطان الذي أضل فرقة من الناس حتّى زعموا أنّ عيسى هو الله وابن الله فيتبعونه إلى النار ويقوم الشيطان الذي أضل فرقة من الناس حتّى زعموا أنّ عزيرا ابن الله حتّى يتبعونه إلى النار ويقوم كل شيطان أضل فرقة فيتبعونه إلى النار حتّى تبقى هذه الامة

__________________

(١) قال المجلسي (ره): أي إلى عرشه، أو إلى كرامته، أو إلى نور من أنوار عظمته.

(٢) وفي المصدر «يسمع» بالياء بدل «نسمع».

٢٠٩

ثم يخرج مناد من عند الله فيقول: يا معشر الخلايق أليس العدل من ربكم ان يولى كل فريق من كانوا يتولون في دار الدنيا؟ فيقولون: بلى، فيقوم شيطان فيتبعه من كان يتولاه، ثم يقوم شيطان فيتبعه من كان يتولاه، ثم يقوم شيطان ثالث فيتبعه من كان يتولاه، ثم يقوم معاوية فيتبعه من كان يتولاه، ويقوم على فيتبعه من كان يتولاه ثم يقوم يزيد بن معاوية فيتبعه من كان يتولاه، ويقوم الحسن فيتبعه من كان يتولاه ويقوم الحسين فيتبعه من كان يتولاه، ثم يقوم مروان بن الحكم وعبد الملك فيتبعهما من كان يتولاهما، ثم يقوم علي بن الحسين فيتبعه من كان يتولاه، ثم يقوم الوليد بن عبد الملك ويقوم محمد بن عليّ فيتبعهما من كان يتولاهما ثم أقوم أنا فيتبعني من كان يتولاني، وكأنى بكما معى، ثم يؤتى بنا فنجلس على عرش ربنا(١) ويؤتى بالكتب فتوضع فنشهد على عدونا، ونشفع لمن كان من شيعتنا مرهقا، قال: قلت: جعلت فداك فما المرهق؟ قال: المذنب، فاما الذين اتقوا من شيعتنا فقد نجاهم الله( بِمَفازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ) ، قال: ثم جائته جارية له فقالت: إنّ فلان القرشي بالباب، فقال: ائذنوا له، ثم قال لنا: اسكتوا.

٤٠١ ـ عن عيص بن القاسم عن أبي عبد الله أنّ أناسا من بنى هاشم أتوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فسألوه أن يستعملهم على صدقات المواشي، وقالوا: يكون لنا هذا السهم الذي جعله الله للعاملين عليها فنحن أولى بها، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا بنى عبد المطلب ان الصدقة لا تحل لي ولا لكم، ولكني وعدت بالشفاعة، ثم قال: والله أشهد أنّه قد وعدها فما ظنكم يا بنى عبد المطلب إذا أخذت بحلقة الباب أتروني مؤثرا عليكم غيركم؟.

ثم قال: إنّ الجن والانس يجلسون يوم القيامة في صعيد واحد، فاذا طال بهم الموقف طلبوا الشفاعة فيقولون: إلى من؟ فيأتون نوحا فيسألونه الشفاعة فيقول: هيهات قد رفعت حاجتي(٢) فيقولون إلى من؟ فيقال: إلى إبراهيم فيأتون إلى إبراهيم فيسألونه

__________________

(١) قال المجلسي (ره): كناية عن ظهور الحكم والأمر من عند العرش وخلق الكلام هناك.

(٢) وقال (ره): قد رفعت حاجتي أي إلى غيري والحاصل أنّي أيضا استشفع من غيري فلا استطبع شفاعتكم، ويمكن أن يقرأ على بناء المفعول كناية عن رفع الرجاء أي رفع عنى طلب الحاجة لما صدر منى من ترك الاولى.

٢١٠

ـ الشفاعة فيقول: هيهات قد رفعت حاجتي، فيقولون إلى من؟ فيقال: ايتوا موسى فيأتونه فيسألونه الشفاعة، فيقول: هيهات قد رفعت حاجتي فيقولون: إلى من؟ فيقال: ايتوا عيسى، فيأتونه ويسألونه الشفاعة فيقول: هيهات قد رفعت حاجتي فيقولون: إلى من؟ فيقال ايتوا محمدا، فيأتونه فيسألونه الشفاعة فيقوم مدلا حتّى يأتى باب الجنة فيأخذ بحلقة الباب ثم يقرعه فيقال: من هذا؟ فيقول: احمد، فيرحبون(١) ويفتحون الباب، فاذا نظر إلى الجنة خر ساجدا يمجد ربه ويعظمه، فيأتيه ملك فيقول: ارفع رأسك وسل تعط، واشفع تشفع، فيرفع رأسه فيدخل من باب الجنة، فيخر ساجدا ويمجد ربه ويعظمه فيأتيه ملك فيقول: ارفع رأسك وسل تعط واشفع تشفع فيقوم فما يسأل شيئا إلّا أعطاه إياه.

٤٠٢ ـ عن بعض أصحابنا عن أحدهماعليهما‌السلام قال في قوله:( عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً ) قال: هي الشفاعة.

٤٠٣ ـ عن سماعة بن مهران عن أبي إبراهيم في قول الله:( عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً ) قال: يقوم الناس يوم القيمة مقدار أربعين عاما وتؤمر الشمس فتركب على رؤس العباد، ويلجمهم العرق، وتؤمر الأرض لا تقبل من عرقهم شيئا فيأتون آدم فيشفعون به فيدلهم على نوح، ويدلهم نوح على إبراهيم، ويدلهم إبراهيم على موسى، ويدلهم موسى إلى عيسى، ويدلهم عيسى فيقول: عليكم بمحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله خاتم النبيين فيقول محمد: أنا لها(٢) فينطلق حتّى يأتى باب الجنة فيدق، فيقال: من هذا ـ والله أعلم ـ فيقول: محمد، فيقال: افتحوا له، فاذا فتح الباب استقبل ربه فخر ساجدا، فلا يرفع رأسه حتّى يقال له: تكلم واسئل تعط واشفع تشفع، فيرفع رأسه فيستقبل ربه فيخر ساجدا فيقال له مثلها، فيرفع رأسه حتّى أنّه ليشفع من قد أحرق بالنار، فما أحد من الناس يوم القيامة في جميع الأمم أوجه من محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهو قول الله:( عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً ) .

__________________

(١) وفي تفسير البرهان «فيجيئون».

(٢) وفي بعض النسخ «ايها لها».

٢١١

٤٠٤ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن إسمعيل ابن مهران عن سيف بن عميرة عن أبي بصير قال قلت لابي عبد اللهعليه‌السلام : هل للشكر حد إذا فعله العبد كان شاكرا؟ قال: نعم، قلت: ما هو؟ قال: يحمد الله على كل نعمة عليه في أهل ومال، وان كان فيما أنعم عليه في ماله حق اداه، ومنه قوله:( رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤٠٥ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم ( وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً ) فانها نزلت يوم فتح مكة، لما أراد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله دخولها أنزل الله: «قل يا محمّد( أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ ) الآية.

٤٠٦ ـ في محاسن البرقي عنه عن أبي عبد الله عن حمّاد عن حريز عن إبراهيم بن نعيم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إذا دخلت مدخلا تخافه فاقرأ هذه الآية( رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً ) فاذا عاينت الذي تخافه فاقرأ آية الكرسي.

٤٠٧ ـ في روضة الكافي علي بن محمد عن علي بن العباس عن الحسن بن عبد الرحمن عن عاصم بن حميد عن أبي حمزة عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( وَقُلْ جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ ) قال: إذا قام القائم ذهبت دولة الباطل.

٤٠٨ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) باسناده إلى محمّد بن عليّ الباقرعليه‌السلام حديث طويل يذكر فيه خطبة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله يوم الغدير وفيها: معاشر الناس لا تضلوا عنه ولا تنفروا منه، ولا تستنكفوا من ولايته، فهو الذي يهدى إلى الحق ويعمل به، ويزهق الباطل وينهى عنه.

٤٠٩ ـ في مجمع البيان قال ابن مسعود: دخل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله مكّة وحول البيت ثلثمائة وستون صنما، فجعل يطعنها بعود في يده، ويقول:( جاءَ الْحَقُّ وَ

٢١٢

زَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً ) .

٤١٠ ـ في الخرائج والجرائح عن حكيمة خبر طويل وفيه ولما ولد القائمعليه‌السلام كان نظيفا مفروغا منه، وعلى ذراعه الأيمن مكتوب:( جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً ) .

٤١١ ـ في أمالي شيخ الطائفة قدس‌سره باسناده إلى سليمان بن خالد قال: حدّثنا علي بن موسى عن أبيه عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن آبائه قال: دخل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يوم فتح مكّة والأصنام حول الكعبة، وكانت ثلاثمائة وستين صنما، فجعل يطعنها بمخصرة(١) في يده ويقول:( جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً ) وما يبدئ الباطل وما يعيد» فجعلت تنكب لوجهها.

٤١٢ ـ في تفسير العيّاشي عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : وانما الشفاء في علم القرآن لقوله( وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ ) للناس ورحمة لأهله لا شك فيه ولا مرية، وأهله أئمة الهدى الذين قال الله:( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا ) .

٤١٣ ـ عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّما الشفاء في علم القرآن لقوله:( ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ) لأهله لا شك فيه ولا مرية إلى آخر ما سبق.

٤١٤ ـ عن محمد بن أبي حمزة رفعه إلى أبي جعفرعليه‌السلام قال: نزل جبرئيل على محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ولا يزيد الظالمين آل محمّد حقّهم إلّا خسارا.

٤١٥ ـ في كتاب طب الائمة قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : ما اشتكى أحد من المؤمنين شكاية قط وقال بإخلاص نية ـ ومسح موضع العلة ـ:( وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَساراً ) إلّا عوفي من تلك العلّة أيّة علّة كانت ومصداق ذلك في الآية حيث يقول:( شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ) .

٤١٦ ـ وباسناده إلى عبد الله بن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: يا ابن سنان لا بأس

__________________

(١) المخصرة: ما يتوكأ عليه كالعصا.

٢١٣

بالرقية والعوذة والنشرة إذا كانت من القرآن ومن لم يشفه القرآن فلا شفاه الله وهل شيء أبلغ في هذه الأشياء من القرآن أليس الله يقول:( وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ) .

٤١٧ ـ في أصول الكافي عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن القاسم بن محمد عن المنقري عن سفيان بن عيينة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: النية أفضل من العمل، ألآ وإنّ النية هي العمل، ثم تلا قولهعزوجل :( قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ ) يعنى على نيته، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤١٨ ـ عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن القاسم بن محمد عن المنقري عن أحمد بن يونس عن أبي هاشم قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : إنّما خلد أهل النار في النار لان نياتهم كانت في الدنيا ان لو خلدوا فيها أن يعصوا الله أبدا، وانما خلد أهل الجنة في الجنة لان نياتهم كانت في الدنيا ان لو بقوا فيها ان يطيعوا الله أبدا، فبالنيات خلد هؤلاء وهؤلاء ثم تلا قوله تعالى:( قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ ) .

٤١٩ ـ في من لا يحضره الفقيه وقال صالح بن الحكم: سئل الصادقعليه‌السلام عن الصلوة في البيع والكنايس(١) ؟ فقال: صل فيها قلت: أصلي فيها وان كانوا يصلون فيها؟ قال: نعم أما تقرأ القرآن:( قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدى سَبِيلاً ) صل على القبلة ودعهم.

٤٢٠ ـ في تهذيب الأحكام الحسين بن سعيد عن فضالة عن حماد الناب عن حكم ابن الحكم قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: وسئل عن الصلوة في البيع والكنائس؟

فقال: صل فيها قد رأيتها ما أنظفها، قلت: أصلي فيها وان كانوا يصلون فيها؟ فقال: نعم اما تقرء القرآن:( قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدى سَبِيلاً ) صل القبلة وغربهم.

٤٢١ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم وقولهعزوجل :( قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ )

__________________

(١) البيع جمع البيعة: معبد النصارى. والكنائس جمع النيسة: متعبد اليهود.

٢١٤

اى على نيته( فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدى سَبِيلاً ) فانه حدثني أبي عن جعفر بن إبراهيم عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام قال: إذا كان يوم القيمة أوقف المؤمن بين يديه، فيكون هو الذي يتولى حسناته فيعرض عليه عمله، فينظر في صحيفته، فأول ما يرى سيئاته فيتغير لذلك لونه، وترتعد فرائصه(١) وتفزع نفسه، ثم يرى حسناته فتقر عينه وتسر نفسه وتفرح روحه، ثم ينظر إلى ما أعطاه الله من الثواب فيشتد فرحه، ثم يقول اللهعزوجل للملائكة: هلموا بالصحف التي فيها الأعمال التي لم يعملوها، قال: فيقرءونها فيقولون: وعزتك انا لنعلم انا لم نعمل منها شيئا، فيقول: صدقتم نويتموها فكتبناها لكم، ثم يثابون عليها.

٤٢٢ ـ واما قوله: و( يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي ) فانه حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: هو ملك أعظم من جبرئيل وميكائيل، وكان مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو مع الائمةعليهم‌السلام ، وفي خبر آخر هو من الملكوت.

٤٢٣ ـ في أصول الكافي عليّ بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن ابن مسكان عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي ) قال: خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل، كان مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهو مع الائمة وهو من الملكوت.

٤٢٤ ـ على عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبي أيوب الخزاز عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول:( يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي ) قال: خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل لم يكن مع أحد، ممن مضى غير محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهو مع الائمة يسددهم، وليس كلما طلب وجد.

٤٢٥ ـ في تفسير العيّاشي عن زرارة قال سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن قول الله:( يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي ) قال: خلق من خلق الله، وانه يزيد

__________________

(١) الفريصة: لحمة بين الثدي والكتف ترعد عند الفزع.

٢١٥

في الخلق ما يشاء.

٤٢٦ ـ حمران عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام عن قوله:( يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ) قالا: إنّ الله تبارك وتعالى أحد صمد، والصمد الشيء الذي ليس له جوف، فانما الروح خلق من خلقه بصر وقوة وتأييد يجعله في قلوب المؤمنين والرسل.

٤٢٧ ـ وفي رواية أبي أيوب الخزاز قال: أعظم من جبرئيل وليس كما ظننت.

٤٢٨ ـ عن أبي بصير عن أحدهما قال: سألته عن قوله:( وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي ) ما الروح؟ قال: التي في الدواب والناس، قلت وما هي؟ قال: هي من الملكوت من القدرة.

٤٢٩ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى عبد الحميد الطائي عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي ) كيف هذا النفخ؟ فقال: إنّ الروح متحرك كالريح، وانما سمى روحا لأنه اشتق اسمه من الريح، وانما أخرجت على لفظ الروح لان الروح مجانس للريح، وانما اضافه إلى نفسه لأنه اصطفاها على ساير الأرواح، كما اصطفى بيتا من البيوت، فقال: «بيتي» وقال لرسول من الرسل «خليلي» وأشباه ذلك، وكل ذلك مخلوق مصنوع محدث مربوب مدبر. وفي الكافي مثله سواء.

٤٣٠ ـ في قرب الاسناد للحميري باسناده إلى مسعدة بن زياد قال: حدثني جعفر بن محمد عن أبيه أنّ روح آدم لما أمرت أن تدخل فكرهته، فأمرها أن تدخل كرها وتخرج كرها.

٤٣١ ـ في كتاب علل الشرائع أخبرنى علي بن حاتم قال: أخبرنا القاسم ابن محمد قال: حدّثنا حمدان بن الحسين عن الحسن بن الوليد عن عمران الحجاج عن عبد الرحمن عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قلت: لأي علة إذا خرج الروح من الجسد وجد له مسا وحيث ركبت لم يعلم به؟ قال: لأنه نما عليه البدن.

٤٣٢ ـ في نهج البلاغة قال: وخرجت الروح من جسده فصار جيفة

٢١٦

بين أهله.

٤٣٣ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل وفيه قال السائل: أخبرنى عن السراج إذا انطفى أين يذهب نوره؟ قال: يذهب فلا يعود، قال: فما أنكرت أن يكون الإنسان مثل ذلك إذا مات وفارق الروح البدن لم يرجع إليه أبدا، كما لا يرجع ضوء السراج إليه أبدا ذا انطفى، قال: لم تصب القياس لان النار في الأجسام كامنة، والأجساد قائمة بأعيانها كالحجر والحديد، فاذا ضرب أحدهما بالآخر سطعت من بينهما نار مقتبس منها له ضوء، فالنار ثابتة في أجسامها، والضوء ذاهب، والروح جسم رقيق قد البس قالبا كثيفا وليس بمنزلة السراج الذي ذكرت، ان الذي خلق في الرحم جنينا من ماء صاف، وركب فيه ضروبا مختلفة من عروق وعصب وأسنان وشعر وعظام وغير ذلك، هو يحييه بعد موته ويعيده بعد فنائه، قال: فأين الروح؟ قال: في بطن الأرض حيث مصرع البدن إلى وقت البعث، قال: فمن صلب أين روحه؟ قال: في كف الملك الذي قبضها حتّى يودعها الأرض، قال: فأخبرنى عن الروح أغير الدم؟ قال: نعم الروح على ما وصفت لك مادته من الدم، ومن الدم رطوبة الجسم وصفاء اللون وحسن الصوت وكثرة الضحك، فاذا جمد الدم فارق الروح البدن، قال: فهل توصف بخفة وثقل ووزن؟ قال: الروح بمنزلة الريح في الزق، إذا نفخت فيه امتلاء الزق منها، فلا يزيد في وزن الزق ولوجها فيه، ولا ينقصها خروجها منه كذلك الروح ليس لها ثقل ولا وزن.

٤٣٤ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة أبي ومحمّد بن الحسن رضى الله عنهما قالا: حدّثنا سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري ومحمد بن يحيى العطار وأحمد بن إدريس جميعا قالوا: حدّثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال: حدّثنا أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري عن محمد بن عليّ الثانيعليه‌السلام قال: أقبل أمير المؤمنينعليه‌السلام ذات يوم ومعه الحسن بن عليّ وسلمان الفارسي وأمير المؤمنينعليه‌السلام متك على يد سلمان (ره) فدخل المسجد الحرام ،

٢١٧

فجلس إذ أقبل رجل حسن الهيئة واللباس، فسلم على أمير المؤمنين فردعليه‌السلام فجلس ثم قال: يا أمير المؤمنين أسئلك عن ثلاث مسائل ان أخبرتنى بهن علمت أنّ القوم ركبوا من أمرك ما أقضى عليهم، انهم ليسوا بمأمونين في دنياهم، ولا في آخرتهم وان تكن الاخرى علمت انك وهم شرع سواء، فقال له أمير المؤمنينعليه‌السلام : سلني عما بدا لك، قال: أخبرنى عن الرجل إذا نام أين تذهب روحه؟ وعن الرجل كيف يذكر وينسى؟ وعن الولد كيف يشبه الأعمام والأخوال؟ فالتفت أمير المؤمنينعليه‌السلام إلى أبي محمد الحسن بن عليٍّعليه‌السلام فقال: يا أبا محمد أجبه، فقال: أما ما سألت عنه من امر الإنسان إذا نام أين تذهب روحه فان روحه معلقة بالريح، والريح معلقة في الهوى، إلى وقت ما يتحرك صاحبها لليقظة، فاذا اذن اللهعزوجل برد تلك الروح على صاحبها جذبت تلك الروح الريح، وجذبت تلك الريح الهوى، فرجعت الروح فأسكنت في بدن صاحبها، وان لم يأذن اللهعزوجل برد تلك الروح على صاحبها جذب الهوى الريح وجذبت الروح فلم ترد إلى صاحبها إلّا إلى وقت ما يبعث

، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة(١) .

٤٣٥ ـ في أمالي الصدوق (ره) باسناده إلى النوفلي قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : إنّ المؤمن إذا نام خرجت من روحه حركة ممدودة إلى السماء فقلت له: وتصعد روح المؤمن إلى السماء؟ قال: نعم، قلت: حتّى لا يبقى منه شيء في بدنه؟ قال لا، لو خرجت حتّى لا يبقى منه شيء إذا لمات، قلت: فكيف تخرج؟ فقال: أما ترى الشمس في السماء في موضعها وضوءها وشعاعها في الأرض، فكذلك الروح أصلها في البدن وحركتهما ممدودة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤٣٦ ـ في مجمع البيان يجوز أن يكون الروح الذي سألوا عنه: جبرئيلعليه‌السلام

__________________

(١) «في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل وفيه قال السائل: فأخبرنى ما جوهر الريح؟ قال: الريح هواء إذا تحرك سمى ريحا، فاذا سكن سمى هواء وبه قوام الدنيا، ولو كفت الريح ثلاثة أيام لفسد كل شيء على وجه الأرض ونتن، وذلك ان الريح بمنزلة المروحة تذب وتدفع الفساد عن كل شيء وتطيبه، فهي بمنزلة الروح إذا خرج عن البدن نتن وتغيير تبارك الله أحسن الخالقين. منه عفى عنه» (عن هامش بعض النسخ)

٢١٨

على قول الحسن، أم ملك من الملائكة له سبعون ألف وجه، لكل وجه سبعون ألف لسان يسبح الله بجميع ذلك، على ما روى عن عليّعليه‌السلام .

٤٣٧ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم وقوله:( وَلَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللهِ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) وذلك أنّ اليهود سألوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عن الروح، فقال:( الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً ) قالوا: نحن خاصة؟ قال: بل الناس عامة، قالوا: فكيف يجتمع هذان يا محمّد تزعم انك لم تؤت من العلم إلّا قليلا، ولقد أوتيت القرآن وأوتينا التورية، وقد قرأت:( وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ ) وهي التورية( فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً ) فانزل الله تبارك وتعالى:( وَلَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللهِ ) يقول: علم الله أكبر من ذلك وما أوتيتم كثيرا فيكم قليل عند الله.

٤٣٨ ـ في تفسير العيّاشي عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام في قول الله:( وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً ) قال: تفسيرها في الباطن أنّه لم يؤت العلم إلّا أناس يسير، فقال:( وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً ) منكم.

٤٣٩ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى حنان بن سدير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل يقول فيه: ووصف الذين لم يؤتوا من الله فوائد العلم فوصفوا ربهم بأدنى الأمثال، وشبهوه بالمتشابه منهم فيما جهلوا به فلذلك قال:( وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً ) فليس له شبه ولا مثل ولا عدل.

٤٤٠ ـ في عيون الاخبار في باب مجلس الرضاعليه‌السلام مع سليمان المروزي حديث طويل وفيه قال الرضاعليه‌السلام : يا جاهل فاذا علم الشيء فقد أراده، قال سليمان: أجل قال: فاذا لم يرده لم يعلمه؟ قال سليمان: أجل، قال: من أين قلت ذاك وما الدليل أنّ إرادته علمه وقد يعلم مالا يريده أبدا؟ وذلك قوله: و( لَئِنْ شِئْنا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ ) فهو يعلم كيف يذهب ولا يذهب به أبدا؟ قال سليمان لأنه قد فرغ من الأمر فليس يزيد

٢١٩

فيه شيئا، قال الرضاعليه‌السلام : هذا قول اليهود فكيف قال:( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) ؟ قال سليمان: إنّما عنى بذلك أنّه قادر عليه، قال: أفيعد ما لا يفي به؟ فكيف قال:( يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ ما يَشاءُ ) وقالعزوجل :( يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ ) وقد فرغ من الأمر؟ فلم يحر جوابا. وفي كتاب التوحيد مثله سواء.

٤٤١ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن الرضاعليه‌السلام حديث طويل وفي آخره قال الأمر إلى أن قال سليمان: إنّ الارادة هي القدرة، قال الرضاعليه‌السلام : وهو يقدر على ما لا يريد أبدا لا بد من ذلك لأنه قال تبارك وتعالى:( وَلَئِنْ شِئْنا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ ) فلو كانت الارادة هي القدرة كان قد أراد أن يذهب به بقدرته، فانقطع سليمان وترك الكلام عند هذا الانقطاع ثم تفرق القوم.

٤٤٢ ـ في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضاعليه‌السلام من الاخبار بالتوحيد حديث طويل عن عليٍّعليه‌السلام يذكر فيه تفسير حروف المعجم وفي آخره قالعليه‌السلام : إنّ الله تعالى نزل هذا القرآن بهذه الحروف التي يتداولها جميع العرب ثم قال:( قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً ) .

٤٤٣ ـ وباسناده إلى الرضاعليه‌السلام أنّه ذكر القرآن يوما فعظم الحجة فيه، والاية المعجزة في نظمه، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤٤٤ ـ في الخرائج والجرائح في أعلام أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّ ابن أبي العوجاء وثلثة نفر من الدهرية اتفقوا على ان يعارض كل واحد منهم ربع القرآن وكانوا بمكة، وعاهدوا على أن يجيئوا بمعارضته في العام القابل، فلما حال الحول واجتمعوا في مقام إبراهيمعليه‌السلام أيضا قال أحدهم: إنّي لما رأيت قوله:( يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ وَيا سَماءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْماءُ ) كففت عن المعارضة وقال الآخر: وكذا أنا لما وجدت قوله:( فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا ) أيست من المعارضة، وكانوا يسترون ذلك، إذ مر عليهم الصادقعليه‌السلام فالتفت إليهم وقرأ عليهم:( قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا

٢٢٠

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643