تفسير نور الثقلين الجزء ٣

تفسير نور الثقلين0%

تفسير نور الثقلين مؤلف:
المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 643

تفسير نور الثقلين

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي
المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
تصنيف: الصفحات: 643
المشاهدات: 246506
تحميل: 7888


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 643 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 246506 / تحميل: 7888
الحجم الحجم الحجم
تفسير نور الثقلين

تفسير نور الثقلين الجزء 3

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

٣٧٣ ـ علي بن محمد عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن عبد الرحمان بن سالم عن إسحق بن عمار قال: قلت لابي عبد اللهعليه‌السلام : أخبرنى بأفضل المواقيت في صلوة الفجر، فقال: مع طلوع الفجر ان الله يقول:( وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً ) يعنى صلوة الفجر تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار، فاذا صلى العبد الصبح مع طلوع الفجر أثبتت له مرتين، أثبتها ملائكة الليل وملائكة النهار.

٣٧٤ ـ علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن علي بن الحكم عن ربيع بن محمد المسلي عن عبد الله بن سليمان العامري عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: لما عرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله نزل بالصلوة عشر ركعات ركعتين ركعتين فلما ولد الحسن والحسين زاد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله سبع ركعات شكرا لله، فأجاز الله له ذلك، وترك الفجر لم يزد فيها، لأنه يحضرها ملائكة الليل وملائكة النهار.

٣٧٥ ـ في من لا يحضره الفقيه سئل الصادقعليه‌السلام : لم صارت المغرب ثلث ركعات وأربعا بعدها ليس فيها تقصير في حضر ولا سفر؟ فقال: إنّ الله تبارك وتعالى أنزل على نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله كل صلوة ركعتين، فأضاف إليها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لكل صلوة ركعتين في الحضر، وقصر فيها في السفر، إلّا المغرب والغداة، فلما صلىعليه‌السلام المغرب بلغه مولد فاطمةعليها‌السلام فأضاف إليها ركعة شكرا للهعزوجل ، فلما ان ولد الحسنعليه‌السلام أضاف إليها ركعتين شكرا للهعزوجل ، فلما أن ولد الحسينعليه‌السلام أضاف إليها ركعتين شكرا للهعزوجل ، فقال:( لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ ) فتركها على حالها في السفر والحضر.

٣٧٦ ـ في تفسير العيّاشي عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام عن قوله:( أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إلى غَسَقِ اللَّيْلِ ) قال: جمعت الصلوات كلهن ودلوك الشمس زوالها، وغسق الليل انتصافه، وقال: إنّه ينادى مناد من السماء كلّ ليلة إذا انتصف الليل: من رقد عن صلوة العشاء إلى هذه الساعة فلا نامت

٢٠١

عيناه،( وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ) قال: صلوة الصبح، واما قوله:( كانَ مَشْهُوداً ) قال: تحضره ملائكة الليل والنهار.

٣٧٧ ـ وعن عبيد بن زرارة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله:( أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إلى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ) قال: إنّ الله افترض أربع صلوات أول وقتها من زوال الشمس إلى انتصاف الليل، منها صلوتان أول وقتها من عند زوال الشمس إلى غروبها، إلّا أنّ هذه قبل هذه، ومنها صلوتان أول وقتها من غروب الشمس إلى انتصاف الليل إلّا أنّ هذه قبل هذه.

٣٧٨ ـ عن زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام في قول الله:( أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إلى غَسَقِ اللَّيْلِ ) قال: دلوكها زوالها، غسق الليل إلى نصف الليل، ذلك أربع صلوات وضعهن رسول الله ووقتهن للناس، وقرآن الفجر صلوة الغداة.

٣٧٩ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى سعيد بن المسيب قال: سألت على ابن الحسين صلوات الله عليه فقلت له: متى فرضت الصلوة على المسلمين على ما هم اليوم عليه؟ قال: فقال: بالمدينة حين ظهرت الدعوة وقوى الإسلام، وكتب اللهعزوجل الجهاد، زاد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في الصلوة سبع ركعات، في الظهر ركعتين، وفي العصر ركعتين، وفي المغرب ركعة وفي العشاء الآخرة ركعتين، وأقرا الفجر على ما فرضت بمكة، لتعجيل عروج ملائكة الليل إلى السماء، ولتعجيل ملائكة النهار إلى الأرض، فكانت ملائكة النهار وملائكة الليل يشهدون مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله صلوة الفجر، فلذلك قالعزوجل :( وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً ) يشهده المسلمون، ويشهده ملائكة النهار، وملائكة الليل.

٣٨٠ ـ وباسناده إلى أبي هاشم الخادم عن أبي الحسن الماضيعليه‌السلام حديث طويل يقول في آخره: وما بين غروب الشمس إلى سقوط الشفق غسق.

٣٨١ ـ وباسناده إلى الحسن بن عبد الله عن آبائه عن جده الحسن بن عليّ بن أبي طالبعليهم‌السلام قال: جاء نفر من اليهود إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فسأله أعلمهم عن مسائل

٢٠٢

فكان فيما سأله ان قال: أخبرنى عن اللهعزوجل لأي شيء فرض هذه الخمس صلوات في خمس مواقيت على أمتك في ساعات الليل والنهار؟ فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ الشمس عند الزوال لها حلقة تدخل فيها، فاذا دخلت فيها زالت الشمس فيسبح كل شيء دون العرش بحمد ربي جل جلاله، وهي الساعة التي يصلى على فيها ربي، ففرض اللهعزوجل على وعلى أمتي فيها الصلوة وقال:( أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إلى غَسَقِ اللَّيْلِ ) وهي الساعة التي يؤتى فيها بجهنم يوم القيمة، فما من مؤمن يوافق تلك الساعة أن يكون ساجدا أو راكعا أو قائما إلّا حرم اللهعزوجل جسده على النار، واما صلوة العصر فهي الساعة التي أكل آدمعليه‌السلام فيها من الشجرة، فأخرجه اللهعزوجل من الجنة فأمر اللهعزوجل ذريته بهذه الصلوة إلى يوم القيمة، واختارها لامتى، فهي من أحب الصلوات إلى اللهعزوجل ، وأوصانى أن أحفظها من بين الصلوات، واما صلوة المغرب فهي الساعة التي تاب الله على آدمعليه‌السلام ، وكان ما بين ما أكل من الشجرة وبين ما تاب الله عليهعزوجل ثلاثمائة سنة من أيام، وفي أيام الآخرة يوم كألف سنة، ما بين العصر إلى العشاء وصلى آدم ثلاث ركعات ركعة لخطيئته وركعة لخطيئة حوا وركعة لتوبته ففرض اللهعزوجل هذه الركعات الثلاث على أمتي، وهي الساعة التي يستجاب فيها الدعاء فوعدني ربيعزوجل أن يستجيب لمن دعاه فيها وهي الصلوة التي أمرنى ربي بها في قولهعزوجل ( فَسُبْحانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ) واما صلوة العشاء الآخرة فان للقبر ظلمة وليوم القيامة ظلمة، أمرنى ربيعزوجل وأمتي بهذه الصلوة لتنور القبر، وليعطيني وأمتي النور على الصراط، وما من قدم مشت إلى صلوة العتمة إلّا حرم اللهعزوجل جسده على النار، وهي الصلوة التي اختارها اللهعزوجل قبلي للمرسلين، واما صلوة الفجر فان الشمس إذا طلعت تطلع على قرن شيطان، فأمرنى ربيعزوجل أن أصلى قبل طلوع الشمس صلوة الغداة، وقبل ان يسجد لها الكافر لتسجد أمتي للهعزوجل وسرعتها أحب إلى اللهعزوجل ، وهي الصلوة التي يشهدها ملائكة الليل وملائكة النهار.

٢٠٣

وفي من لا يحضره الفقيه مثل هذه العلل سواء.

٣٨٢ ـ في تهذيب الأحكام محمد بن أحمد بن يحيى عن الحسن بن علي بن عبد الله عن ابن فضال عن مروان عن عمار الساباطي قال: كنا جلوسا عند أبي عبد اللهعليه‌السلام بمنى، فقال له رجل: ما تقول في النوافل؟ فقال: فريضة، قال: ففزعنا وفزع الرجل فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : إنّما أعنى صلوة الليل على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ان اللهعزوجل يقول:( وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ ) .

٣٨٣ ـ في كتاب الخصال فيما أوصى به النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله عليّاعليه‌السلام : يا عليُّ ثلاث فرحات للمؤمن في الدنيا: لقاء الاخوان والإفطار من الصيام، والتهجد في آخر الليل.

٣٨٤ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى علي بن النعمان عن بعض رجاله قال: جاء رجل إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام فقال: يا أمير المؤمنين إنّي قد حرمت الصلوة بالليل قال: فقال أمير المؤمنين: أنت رجل قد قيدتك ذنوبك.

٣٨٥ ـ وباسناده إلى الحسين بن الحسن الكندي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ الرجل ليكذب الكذبة فيحرم بها صلوة الليل، فاذا حرم صلوة الليل حرم بها الرزق.

٣٨٦ ـ وباسناده إلى آدم بن إسحق عن بعض أصحابه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: عليكم بصلوة الليل فانها سنة نبيكم، ودأب الصالحين قبلكم، ومطردة الداء عن أجسادكم.

٣٨٧ ـ وقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : صلوة الليل تبيض الوجوه، وصلوة الليل تطيب الليل وصلوة الليل تجلب الرزق.

٣٨٨ ـ وباسناده إلى إسمعيل بن موسى عن جعفر عن أخيه عليّ بن موسى الرضا عن أبيه عن جدّهعليهم‌السلام قال: سئل عليّ بن الحسينعليهما‌السلام : ما بال المتهجدين بالليل من أحسن الناس وجها؟ قال: لأنهم خلوا بالله فكساهم الله من نوره.

٢٠٤

٣٨٩ ـ في من لا يحضره الفقيه وروى جابر بن إسمعيل عن جعفر بن محمد عن أبيهعليهما‌السلام أنّ رجلا سأل عليّ بن أبي طالب من قيام الليل بالقرآن، فقال له: أبشر من صلّى من الليل عشر ليلة لله مخلصا ابتغاء ثواب الله قال اللهعزوجل لملائكته: اكتبوا لعبدي هذا من الحسنات عدد ما أنبت في الليل من حبّة وورقة وشجرة، وعدد كل قصبة وخوص ومرعى، ومن صلى تسع ليلة أعطاه الله عشر دعوات مستجابات، وأعطاه كتابه بيمينه ومن صلى ثمن ليلة أعطاه الله أجر شهيد صابر صادق النية، وشفع في أهل بيته ومن صلى سبع ليلة خرج من قبره يوم يبعث ووجهه كالقمر ليلة البدر، حتّى يمر على الصراط مع الآمنين ومن صلى سدس ليلة كتب في الأوابين، وغفر له ما تقدم من ذنبه، ومن صلى خمس ليلة زاحم إبراهيم خليل الرحمن في قبته، ومن صلى ربع ليلة كان في أول الفائزين حتّى يمر على الصراط كالريح العاصف، ويدخل الجنة بغير حساب، ومن صلى ثلث ليلة لم يبق ملك إلّا غبطه بمنزلته من اللهعزوجل ، وقيل له: ادخل من أي أبواب الجنان الثمانية شئت، ومن صلى نصف ليلة فلو أعطى ملاء الأرض ذهبا سبعين ألف مرة لم يعدل جزاؤه وكان له بذلك عند اللهعزوجل أفضل من سبعين رقبة يعتقها من ولد اسمعيل، ومن صلى ثلثي ليلة كان له من الحسنات قدر رمل عالج(١) أدناها حسنة أثقل من جبل أحد عشر مرات ومن صلى ليلة تامة تاليا لكتاب اللهعزوجل راكعا وساجدا وذاكرا أعطى من الثواب ما أدناه يخرج من الذنوب كما ولدته امه، ويكتب له عدد ما خلق اللهعزوجل من الحسنات، ومثلها درجات، ويثبت النور في قبره، وينزع الإثم والحسد من قلبه، ويجار من عذاب النار ويعطى برائة من النار، ويبعث من الآمنين، ويقول الرب تبارك وتعالى لملائكته: يا ملائكتى انظروا إلى عبدي أحيى ليلة ابتغاء مرضاتي، أسكنوه الفردوس، وله فيها ألف مدينة في كل مدينة جميع ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين، ولم يخطر على بال سوى ما أعددت له من الكرامة والمزيد والقربة.

٣٩٠ ـ في كتاب التوحيد عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام وقد

__________________

(١) أي المتلاطم.

٢٠٥

ذكر أهل المحشر: ثم يجتمعون في موطن آخر يكون فيه مقام محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو المقام المحمود، فيثنى على الله تبارك وتعالى بما لم يثن عليه أحد قبله، ثم يثنى على كل مؤمن ومؤمنة يبدأ بالصديقين والشهداء، ثم بالصالحين فتحمده أهل السموات وأهل الأرض، فذلك قولهعزوجل :( عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً ) فطوبى لمن كان في ذلك اليوم له حظ ونصيب، وويل لمن لم يكن له في ذلك اليوم حظ ولا نصيب.

٣٩١ ـ في الكافي عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير ومحمد بن إسمعيل عن الفضل بن شاذان عن صفوان وابن أبي عمير عن معاوية بن عمار عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إذا دخلت المدينة إلى أن قال: وابعثه مقاما محمودا يغبطه به الأولون والآخرون.

٣٩٢ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم حدّثني أبي عن الحسن بن محبوب عن زرعة عن سماعة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته عن شفاعة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يوم القيمة؟

فقال: يلجم الناس يوم القيمة العرق، فيقولون: انطلقوا بنا إلى آدم يشفع لنا فيأتون آدم فيقولون: اشفع لنا عند ربك، فيقول: إنّ لي ذنبا وخطيئة فعليكم بنوح فيأتون نوحا فيردهم إلى من يليه، ويردهم كل نبي إلى من يليه حتّى ينتهوا إلى عيسى، فيقول: عليكم بمحمد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعلى جميع الأنبياء، فيعرضون أنفسهم عليه، ويسألونه فيقول: انطلقوا، فينطلق بهم إلى باب الجنة، ويستقبل باب الرحمن ويخر ساجدا، فيمكث ما شاء الله فيقول: ارفع رأسك واشفع تشفع، وسل تعط، وذلك قوله تعالى:( عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً ) .

٣٩٣ ـ وحدّثني أبي عن محمد بن أبي عمير عن معاوية وهشام عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لو قد قمت المقام المحمود لشفعت في أبي وأمّي وعمّى وأخ كان لي في الجاهليّة.

٣٩٤ ـ حدّثني أبي عن حنان بن سدير عن أبيه عن أبي جعفرعليه‌السلام ان صفية بنت عبد المطلب مات ابن لها فأقبلت فقال لها عمر: غطى قرطك(١) فان قرابتك من

__________________

(١) القرط ـ بالضم ـ: ما يعلق في شحمة الاذن من درة ونحوها.

٢٠٦

رسول الله لا ينفعك شيئا، فقالت له: هل رأيت لي قرطا يا بن اللخناء، ثم دخلت على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فأخبرته وبكت، فخرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فنادى: الصلوة جامعة فاجتمع الناس فقال: ما بال أقوام يزعمون أنّ قرابتي لا تنفع؟! لو قد قمت المقام المحمود لشفعت في خارجكم لا يسألني اليوم أحد من أبوه إلّا أخبرته، فقام إليه رجل فقال: من أبي يا رسول الله؟ فقال: أبوك غير الذي تدعى له، ثم قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما بال الذي يزعم أنّ قرابتي لا تنفع لا يسألني عن أبيه؟ فقام إليه عمر فقال: أعوذ بالله يا رسول الله من غضب الله وغضب رسوله، اعف عنى عفا الله عنك، فأنزل الله:( يا أيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ ) الآية.

٣٩٥ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) روى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن عليّ قال: قال عليعليه‌السلام : قد ذكر مناقب الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ووعده المقام المحمود، فاذا كان يوم القيمة أقعده الله تعالى على العرش الحديث.

٣٩٦ ـ في أمالي شيخ الطائفة قدس‌سره باسناده قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : سمعت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: إذا حشر الناس يوم القيمة نادى مناد: يا رسول الله ان الله جل اسمه قد أمنك من مجاراة(١) محبيك ومحبي أهل بيتك الموالين لهم فيك والمعادين لهم فيك، فكافهم بما شئت، فأقول: يا رب الجنة فأنادي بوئهم منها حيث شئت، فذلك المقام المحمود الذي وعدت به.

٣٩٧ ـ وباسناده إلى أنس بن مالك، قال: رأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله مقبلا على عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه وهو يتلو هذه الآية:( فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً ) فقال: يا عليُّ ان ربيعزوجل ملكني بالشفاعة في أهل التوحيد من أمتي، وحظر ذلك عمن ناصبك أو ناصب ولدك من بعدك.

٣٩٨ ـ في روضة الواعظين للمفيد (ره) قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا قمت

__________________

(١) جاراه في الحديث مجاراة: أي جرى وخاض معه في الكلام، وفي البحار «مجازاة» بالزاء المعجمة.

٢٠٧

المقام المحمود تشفعت في أصحاب الكبائر من أمتي فيشفعني الله فيهم، والله لا تشفعت فيمن أذى ذريتي.

٣٩٩ ـ وفيها أيضا قال الله تعالى:( عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً ) قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : المقام الذي اشفع فيه لامتى.

٤٠٠ ـ في تفسير العيّاشي عن خثيمة الجعفي قال: كنت عند جعفر بن محمدعليهما‌السلام أنا ومفضل بن عمر ليلة ليس عنده أحد غيرنا، فقال له مفضل الجعفي: جعلت فداك حدّثنا حديثا نسر به، قال: نعم إذا كان يوم القيمة حشر الله الخلايق في صعيد واحد حفاة عراة غرلا(١) قال: فقلت: جعلت فداك ما الغرل؟ قال: كما خلقوا أول مرة، فيقفون حتّى يلجمهم العرق(٢) فيقولون: ليت الله يحكم بيننا ولو إلى النار، يرون أنّ في النار راحة مما هم فيه، ثم يأتون آدم فيقولون: أنت أبونا وأنت نبي فسل ربك يحكم بيننا ولو إلى النار، فيقول: لست بصاحبكم خلقني ربي بيده، وحملني على عرشه، وأسجد لي ملائكته، ثم أمرنى فعصيته، ولكني أدلكم على إبني الصديق الذي مكث في قومه ألف سنة إلّا خمسين عاما يدعوهم كلما كذبوا اشتد تصديقه: نوح. قال: فيأتون نوحا فيقولون: سل ربك يحكم بيننا ولوالى النار، قال: فيقول: لست بصاحبكم أنّي قلت:( إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي ) ولكني أدلكم إلى من اتخذه الله خليلا في دار الدنيا ايتوا إبراهيم، قال: فيأتون إبراهيم فيقول: لست بصاحبكم أنّي قلت:( إِنِّي سَقِيمٌ ) ولكني أدلكم على من كلم الله تكليما: موسى، قال: فيأتون موسى، فيقولون له، فيقول: لست بصاحبكم «انى قتلت نفسا» ولكني أدلكم على من كان يخلق بإذن الله ويبرئ الأكمه والأبرص بإذن الله: عيسى، فيأتونه فيقول: لست بصاحبكم ولكني أدلكم على من بشرتكم به في دار الدنيا: أحمد.

__________________

(١) قال الطريحي (ره): في الحديث يجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد، قيل: هي أرض مستوية، والغرل ـ بضم الغين ـ: من لم يختن.

(٢) قال الجزري: فيه: يبلغ العرق منهم ما يلجمهم أي يصل إلى أفواههم فيصير لهم بمنزلة اللجام يمنعهم عن الكلام يعنى في المحشر.

٢٠٨

ثم قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : ما من نبي، آدم إلى محمد صلوات الله عليهم إلّا وهم تحت لواء محمد، قال: فيأتونه ثم قال: فيقولون: يا محمّد سل ربك يحكم بيننا ولو إلى النار قال: فيقول نعم أنا صاحبكم، فيأتي دار الرحمن وهي عدن وان بابها سعته بعد ما بين المشرق والمغرب، فيحرك حلقة من الحلق، فيقال: من هذا؟ وهو أعلم به. فيقول: انا محمد، فيقال: افتحوا له، قال: فيفتح لي، قال فاذا نظرت إلى ربي(١) مجدته تمجيدا لم يمجده أحد كان قبلي ولا يمجده أحد كان بعدي، ثم أخر ساجدا فيقول: يا محمّد ارفع رأسك، وقل نسمع قولك(٢) واشفع تشفع وسل تعط، قال: فاذا رفعت رأسى ونظرت إلى ربي مجدته تمجيدا أفضل من الاول ثم أخر ساجدا فيقول: ارفع رأسك وقل نسمع قولك، واشفع تشفع، وسل توجه، فاذا رفعت رأسى ونظرت إلى ربي مجدته تمجيدا أفضل من الاول والثاني، ثم أخر ساجدا فيقول: ارفع رأسك وقل نسمع قولك واشفع تشفع، وسل توجه، فاذا رفع رأسي ونظرت إلى ربي أقول: رب احكم بين عبادك ولو إلى النار فيقول: نعم يا محمّد، قال: ثم يؤتى بناقة من ياقوت أحمر وزمامها زبرجد أخضر حتّى أركبها، ثم آتى المقام المحمود حتّى أقضى عليه، وهو تل من مسك أذفر محاذ بحيال العرش، ثم يدعى إبراهيم فيحمل على مثلها فيجيء حتّى يقف عن يمين رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثم يرفع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يده يضرب على كتف عليّ بن أبي طالب، قال: ثم يؤتى والله بمثلها فيحمل عليها، فيجيء حتّى يقف بيني وبين أبيك إبراهيم، ثم يخرج مناد من عند الرحمن فيقول: يا معشر الخلايق أليس العدل من ربكم أن يولى كل قوم ما كانوا يتولون في دار الدنيا؟ فيقولون: بلى واى شيء عدل غيره، فيقوم الشيطان الذي أضل فرقة من الناس حتّى زعموا أنّ عيسى هو الله وابن الله فيتبعونه إلى النار ويقوم الشيطان الذي أضل فرقة من الناس حتّى زعموا أنّ عزيرا ابن الله حتّى يتبعونه إلى النار ويقوم كل شيطان أضل فرقة فيتبعونه إلى النار حتّى تبقى هذه الامة

__________________

(١) قال المجلسي (ره): أي إلى عرشه، أو إلى كرامته، أو إلى نور من أنوار عظمته.

(٢) وفي المصدر «يسمع» بالياء بدل «نسمع».

٢٠٩

ثم يخرج مناد من عند الله فيقول: يا معشر الخلايق أليس العدل من ربكم ان يولى كل فريق من كانوا يتولون في دار الدنيا؟ فيقولون: بلى، فيقوم شيطان فيتبعه من كان يتولاه، ثم يقوم شيطان فيتبعه من كان يتولاه، ثم يقوم شيطان ثالث فيتبعه من كان يتولاه، ثم يقوم معاوية فيتبعه من كان يتولاه، ويقوم على فيتبعه من كان يتولاه ثم يقوم يزيد بن معاوية فيتبعه من كان يتولاه، ويقوم الحسن فيتبعه من كان يتولاه ويقوم الحسين فيتبعه من كان يتولاه، ثم يقوم مروان بن الحكم وعبد الملك فيتبعهما من كان يتولاهما، ثم يقوم علي بن الحسين فيتبعه من كان يتولاه، ثم يقوم الوليد بن عبد الملك ويقوم محمد بن عليّ فيتبعهما من كان يتولاهما ثم أقوم أنا فيتبعني من كان يتولاني، وكأنى بكما معى، ثم يؤتى بنا فنجلس على عرش ربنا(١) ويؤتى بالكتب فتوضع فنشهد على عدونا، ونشفع لمن كان من شيعتنا مرهقا، قال: قلت: جعلت فداك فما المرهق؟ قال: المذنب، فاما الذين اتقوا من شيعتنا فقد نجاهم الله( بِمَفازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ) ، قال: ثم جائته جارية له فقالت: إنّ فلان القرشي بالباب، فقال: ائذنوا له، ثم قال لنا: اسكتوا.

٤٠١ ـ عن عيص بن القاسم عن أبي عبد الله أنّ أناسا من بنى هاشم أتوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فسألوه أن يستعملهم على صدقات المواشي، وقالوا: يكون لنا هذا السهم الذي جعله الله للعاملين عليها فنحن أولى بها، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا بنى عبد المطلب ان الصدقة لا تحل لي ولا لكم، ولكني وعدت بالشفاعة، ثم قال: والله أشهد أنّه قد وعدها فما ظنكم يا بنى عبد المطلب إذا أخذت بحلقة الباب أتروني مؤثرا عليكم غيركم؟.

ثم قال: إنّ الجن والانس يجلسون يوم القيامة في صعيد واحد، فاذا طال بهم الموقف طلبوا الشفاعة فيقولون: إلى من؟ فيأتون نوحا فيسألونه الشفاعة فيقول: هيهات قد رفعت حاجتي(٢) فيقولون إلى من؟ فيقال: إلى إبراهيم فيأتون إلى إبراهيم فيسألونه

__________________

(١) قال المجلسي (ره): كناية عن ظهور الحكم والأمر من عند العرش وخلق الكلام هناك.

(٢) وقال (ره): قد رفعت حاجتي أي إلى غيري والحاصل أنّي أيضا استشفع من غيري فلا استطبع شفاعتكم، ويمكن أن يقرأ على بناء المفعول كناية عن رفع الرجاء أي رفع عنى طلب الحاجة لما صدر منى من ترك الاولى.

٢١٠

ـ الشفاعة فيقول: هيهات قد رفعت حاجتي، فيقولون إلى من؟ فيقال: ايتوا موسى فيأتونه فيسألونه الشفاعة، فيقول: هيهات قد رفعت حاجتي فيقولون: إلى من؟ فيقال: ايتوا عيسى، فيأتونه ويسألونه الشفاعة فيقول: هيهات قد رفعت حاجتي فيقولون: إلى من؟ فيقال ايتوا محمدا، فيأتونه فيسألونه الشفاعة فيقوم مدلا حتّى يأتى باب الجنة فيأخذ بحلقة الباب ثم يقرعه فيقال: من هذا؟ فيقول: احمد، فيرحبون(١) ويفتحون الباب، فاذا نظر إلى الجنة خر ساجدا يمجد ربه ويعظمه، فيأتيه ملك فيقول: ارفع رأسك وسل تعط، واشفع تشفع، فيرفع رأسه فيدخل من باب الجنة، فيخر ساجدا ويمجد ربه ويعظمه فيأتيه ملك فيقول: ارفع رأسك وسل تعط واشفع تشفع فيقوم فما يسأل شيئا إلّا أعطاه إياه.

٤٠٢ ـ عن بعض أصحابنا عن أحدهماعليهما‌السلام قال في قوله:( عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً ) قال: هي الشفاعة.

٤٠٣ ـ عن سماعة بن مهران عن أبي إبراهيم في قول الله:( عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً ) قال: يقوم الناس يوم القيمة مقدار أربعين عاما وتؤمر الشمس فتركب على رؤس العباد، ويلجمهم العرق، وتؤمر الأرض لا تقبل من عرقهم شيئا فيأتون آدم فيشفعون به فيدلهم على نوح، ويدلهم نوح على إبراهيم، ويدلهم إبراهيم على موسى، ويدلهم موسى إلى عيسى، ويدلهم عيسى فيقول: عليكم بمحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله خاتم النبيين فيقول محمد: أنا لها(٢) فينطلق حتّى يأتى باب الجنة فيدق، فيقال: من هذا ـ والله أعلم ـ فيقول: محمد، فيقال: افتحوا له، فاذا فتح الباب استقبل ربه فخر ساجدا، فلا يرفع رأسه حتّى يقال له: تكلم واسئل تعط واشفع تشفع، فيرفع رأسه فيستقبل ربه فيخر ساجدا فيقال له مثلها، فيرفع رأسه حتّى أنّه ليشفع من قد أحرق بالنار، فما أحد من الناس يوم القيامة في جميع الأمم أوجه من محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهو قول الله:( عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً ) .

__________________

(١) وفي تفسير البرهان «فيجيئون».

(٢) وفي بعض النسخ «ايها لها».

٢١١

٤٠٤ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن إسمعيل ابن مهران عن سيف بن عميرة عن أبي بصير قال قلت لابي عبد اللهعليه‌السلام : هل للشكر حد إذا فعله العبد كان شاكرا؟ قال: نعم، قلت: ما هو؟ قال: يحمد الله على كل نعمة عليه في أهل ومال، وان كان فيما أنعم عليه في ماله حق اداه، ومنه قوله:( رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤٠٥ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم ( وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً ) فانها نزلت يوم فتح مكة، لما أراد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله دخولها أنزل الله: «قل يا محمّد( أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ ) الآية.

٤٠٦ ـ في محاسن البرقي عنه عن أبي عبد الله عن حمّاد عن حريز عن إبراهيم بن نعيم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إذا دخلت مدخلا تخافه فاقرأ هذه الآية( رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً ) فاذا عاينت الذي تخافه فاقرأ آية الكرسي.

٤٠٧ ـ في روضة الكافي علي بن محمد عن علي بن العباس عن الحسن بن عبد الرحمن عن عاصم بن حميد عن أبي حمزة عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( وَقُلْ جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ ) قال: إذا قام القائم ذهبت دولة الباطل.

٤٠٨ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) باسناده إلى محمّد بن عليّ الباقرعليه‌السلام حديث طويل يذكر فيه خطبة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله يوم الغدير وفيها: معاشر الناس لا تضلوا عنه ولا تنفروا منه، ولا تستنكفوا من ولايته، فهو الذي يهدى إلى الحق ويعمل به، ويزهق الباطل وينهى عنه.

٤٠٩ ـ في مجمع البيان قال ابن مسعود: دخل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله مكّة وحول البيت ثلثمائة وستون صنما، فجعل يطعنها بعود في يده، ويقول:( جاءَ الْحَقُّ وَ

٢١٢

زَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً ) .

٤١٠ ـ في الخرائج والجرائح عن حكيمة خبر طويل وفيه ولما ولد القائمعليه‌السلام كان نظيفا مفروغا منه، وعلى ذراعه الأيمن مكتوب:( جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً ) .

٤١١ ـ في أمالي شيخ الطائفة قدس‌سره باسناده إلى سليمان بن خالد قال: حدّثنا علي بن موسى عن أبيه عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن آبائه قال: دخل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يوم فتح مكّة والأصنام حول الكعبة، وكانت ثلاثمائة وستين صنما، فجعل يطعنها بمخصرة(١) في يده ويقول:( جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً ) وما يبدئ الباطل وما يعيد» فجعلت تنكب لوجهها.

٤١٢ ـ في تفسير العيّاشي عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : وانما الشفاء في علم القرآن لقوله( وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ ) للناس ورحمة لأهله لا شك فيه ولا مرية، وأهله أئمة الهدى الذين قال الله:( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا ) .

٤١٣ ـ عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّما الشفاء في علم القرآن لقوله:( ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ) لأهله لا شك فيه ولا مرية إلى آخر ما سبق.

٤١٤ ـ عن محمد بن أبي حمزة رفعه إلى أبي جعفرعليه‌السلام قال: نزل جبرئيل على محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ولا يزيد الظالمين آل محمّد حقّهم إلّا خسارا.

٤١٥ ـ في كتاب طب الائمة قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : ما اشتكى أحد من المؤمنين شكاية قط وقال بإخلاص نية ـ ومسح موضع العلة ـ:( وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَساراً ) إلّا عوفي من تلك العلّة أيّة علّة كانت ومصداق ذلك في الآية حيث يقول:( شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ) .

٤١٦ ـ وباسناده إلى عبد الله بن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: يا ابن سنان لا بأس

__________________

(١) المخصرة: ما يتوكأ عليه كالعصا.

٢١٣

بالرقية والعوذة والنشرة إذا كانت من القرآن ومن لم يشفه القرآن فلا شفاه الله وهل شيء أبلغ في هذه الأشياء من القرآن أليس الله يقول:( وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ) .

٤١٧ ـ في أصول الكافي عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن القاسم بن محمد عن المنقري عن سفيان بن عيينة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: النية أفضل من العمل، ألآ وإنّ النية هي العمل، ثم تلا قولهعزوجل :( قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ ) يعنى على نيته، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤١٨ ـ عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن القاسم بن محمد عن المنقري عن أحمد بن يونس عن أبي هاشم قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : إنّما خلد أهل النار في النار لان نياتهم كانت في الدنيا ان لو خلدوا فيها أن يعصوا الله أبدا، وانما خلد أهل الجنة في الجنة لان نياتهم كانت في الدنيا ان لو بقوا فيها ان يطيعوا الله أبدا، فبالنيات خلد هؤلاء وهؤلاء ثم تلا قوله تعالى:( قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ ) .

٤١٩ ـ في من لا يحضره الفقيه وقال صالح بن الحكم: سئل الصادقعليه‌السلام عن الصلوة في البيع والكنايس(١) ؟ فقال: صل فيها قلت: أصلي فيها وان كانوا يصلون فيها؟ قال: نعم أما تقرأ القرآن:( قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدى سَبِيلاً ) صل على القبلة ودعهم.

٤٢٠ ـ في تهذيب الأحكام الحسين بن سعيد عن فضالة عن حماد الناب عن حكم ابن الحكم قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: وسئل عن الصلوة في البيع والكنائس؟

فقال: صل فيها قد رأيتها ما أنظفها، قلت: أصلي فيها وان كانوا يصلون فيها؟ فقال: نعم اما تقرء القرآن:( قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدى سَبِيلاً ) صل القبلة وغربهم.

٤٢١ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم وقولهعزوجل :( قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ )

__________________

(١) البيع جمع البيعة: معبد النصارى. والكنائس جمع النيسة: متعبد اليهود.

٢١٤

اى على نيته( فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدى سَبِيلاً ) فانه حدثني أبي عن جعفر بن إبراهيم عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام قال: إذا كان يوم القيمة أوقف المؤمن بين يديه، فيكون هو الذي يتولى حسناته فيعرض عليه عمله، فينظر في صحيفته، فأول ما يرى سيئاته فيتغير لذلك لونه، وترتعد فرائصه(١) وتفزع نفسه، ثم يرى حسناته فتقر عينه وتسر نفسه وتفرح روحه، ثم ينظر إلى ما أعطاه الله من الثواب فيشتد فرحه، ثم يقول اللهعزوجل للملائكة: هلموا بالصحف التي فيها الأعمال التي لم يعملوها، قال: فيقرءونها فيقولون: وعزتك انا لنعلم انا لم نعمل منها شيئا، فيقول: صدقتم نويتموها فكتبناها لكم، ثم يثابون عليها.

٤٢٢ ـ واما قوله: و( يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي ) فانه حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: هو ملك أعظم من جبرئيل وميكائيل، وكان مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو مع الائمةعليهم‌السلام ، وفي خبر آخر هو من الملكوت.

٤٢٣ ـ في أصول الكافي عليّ بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن ابن مسكان عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي ) قال: خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل، كان مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهو مع الائمة وهو من الملكوت.

٤٢٤ ـ على عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبي أيوب الخزاز عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول:( يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي ) قال: خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل لم يكن مع أحد، ممن مضى غير محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهو مع الائمة يسددهم، وليس كلما طلب وجد.

٤٢٥ ـ في تفسير العيّاشي عن زرارة قال سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن قول الله:( يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي ) قال: خلق من خلق الله، وانه يزيد

__________________

(١) الفريصة: لحمة بين الثدي والكتف ترعد عند الفزع.

٢١٥

في الخلق ما يشاء.

٤٢٦ ـ حمران عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام عن قوله:( يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ) قالا: إنّ الله تبارك وتعالى أحد صمد، والصمد الشيء الذي ليس له جوف، فانما الروح خلق من خلقه بصر وقوة وتأييد يجعله في قلوب المؤمنين والرسل.

٤٢٧ ـ وفي رواية أبي أيوب الخزاز قال: أعظم من جبرئيل وليس كما ظننت.

٤٢٨ ـ عن أبي بصير عن أحدهما قال: سألته عن قوله:( وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي ) ما الروح؟ قال: التي في الدواب والناس، قلت وما هي؟ قال: هي من الملكوت من القدرة.

٤٢٩ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى عبد الحميد الطائي عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي ) كيف هذا النفخ؟ فقال: إنّ الروح متحرك كالريح، وانما سمى روحا لأنه اشتق اسمه من الريح، وانما أخرجت على لفظ الروح لان الروح مجانس للريح، وانما اضافه إلى نفسه لأنه اصطفاها على ساير الأرواح، كما اصطفى بيتا من البيوت، فقال: «بيتي» وقال لرسول من الرسل «خليلي» وأشباه ذلك، وكل ذلك مخلوق مصنوع محدث مربوب مدبر. وفي الكافي مثله سواء.

٤٣٠ ـ في قرب الاسناد للحميري باسناده إلى مسعدة بن زياد قال: حدثني جعفر بن محمد عن أبيه أنّ روح آدم لما أمرت أن تدخل فكرهته، فأمرها أن تدخل كرها وتخرج كرها.

٤٣١ ـ في كتاب علل الشرائع أخبرنى علي بن حاتم قال: أخبرنا القاسم ابن محمد قال: حدّثنا حمدان بن الحسين عن الحسن بن الوليد عن عمران الحجاج عن عبد الرحمن عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قلت: لأي علة إذا خرج الروح من الجسد وجد له مسا وحيث ركبت لم يعلم به؟ قال: لأنه نما عليه البدن.

٤٣٢ ـ في نهج البلاغة قال: وخرجت الروح من جسده فصار جيفة

٢١٦

بين أهله.

٤٣٣ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل وفيه قال السائل: أخبرنى عن السراج إذا انطفى أين يذهب نوره؟ قال: يذهب فلا يعود، قال: فما أنكرت أن يكون الإنسان مثل ذلك إذا مات وفارق الروح البدن لم يرجع إليه أبدا، كما لا يرجع ضوء السراج إليه أبدا ذا انطفى، قال: لم تصب القياس لان النار في الأجسام كامنة، والأجساد قائمة بأعيانها كالحجر والحديد، فاذا ضرب أحدهما بالآخر سطعت من بينهما نار مقتبس منها له ضوء، فالنار ثابتة في أجسامها، والضوء ذاهب، والروح جسم رقيق قد البس قالبا كثيفا وليس بمنزلة السراج الذي ذكرت، ان الذي خلق في الرحم جنينا من ماء صاف، وركب فيه ضروبا مختلفة من عروق وعصب وأسنان وشعر وعظام وغير ذلك، هو يحييه بعد موته ويعيده بعد فنائه، قال: فأين الروح؟ قال: في بطن الأرض حيث مصرع البدن إلى وقت البعث، قال: فمن صلب أين روحه؟ قال: في كف الملك الذي قبضها حتّى يودعها الأرض، قال: فأخبرنى عن الروح أغير الدم؟ قال: نعم الروح على ما وصفت لك مادته من الدم، ومن الدم رطوبة الجسم وصفاء اللون وحسن الصوت وكثرة الضحك، فاذا جمد الدم فارق الروح البدن، قال: فهل توصف بخفة وثقل ووزن؟ قال: الروح بمنزلة الريح في الزق، إذا نفخت فيه امتلاء الزق منها، فلا يزيد في وزن الزق ولوجها فيه، ولا ينقصها خروجها منه كذلك الروح ليس لها ثقل ولا وزن.

٤٣٤ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة أبي ومحمّد بن الحسن رضى الله عنهما قالا: حدّثنا سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري ومحمد بن يحيى العطار وأحمد بن إدريس جميعا قالوا: حدّثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال: حدّثنا أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري عن محمد بن عليّ الثانيعليه‌السلام قال: أقبل أمير المؤمنينعليه‌السلام ذات يوم ومعه الحسن بن عليّ وسلمان الفارسي وأمير المؤمنينعليه‌السلام متك على يد سلمان (ره) فدخل المسجد الحرام ،

٢١٧

فجلس إذ أقبل رجل حسن الهيئة واللباس، فسلم على أمير المؤمنين فردعليه‌السلام فجلس ثم قال: يا أمير المؤمنين أسئلك عن ثلاث مسائل ان أخبرتنى بهن علمت أنّ القوم ركبوا من أمرك ما أقضى عليهم، انهم ليسوا بمأمونين في دنياهم، ولا في آخرتهم وان تكن الاخرى علمت انك وهم شرع سواء، فقال له أمير المؤمنينعليه‌السلام : سلني عما بدا لك، قال: أخبرنى عن الرجل إذا نام أين تذهب روحه؟ وعن الرجل كيف يذكر وينسى؟ وعن الولد كيف يشبه الأعمام والأخوال؟ فالتفت أمير المؤمنينعليه‌السلام إلى أبي محمد الحسن بن عليٍّعليه‌السلام فقال: يا أبا محمد أجبه، فقال: أما ما سألت عنه من امر الإنسان إذا نام أين تذهب روحه فان روحه معلقة بالريح، والريح معلقة في الهوى، إلى وقت ما يتحرك صاحبها لليقظة، فاذا اذن اللهعزوجل برد تلك الروح على صاحبها جذبت تلك الروح الريح، وجذبت تلك الريح الهوى، فرجعت الروح فأسكنت في بدن صاحبها، وان لم يأذن اللهعزوجل برد تلك الروح على صاحبها جذب الهوى الريح وجذبت الروح فلم ترد إلى صاحبها إلّا إلى وقت ما يبعث

، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة(١) .

٤٣٥ ـ في أمالي الصدوق (ره) باسناده إلى النوفلي قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : إنّ المؤمن إذا نام خرجت من روحه حركة ممدودة إلى السماء فقلت له: وتصعد روح المؤمن إلى السماء؟ قال: نعم، قلت: حتّى لا يبقى منه شيء في بدنه؟ قال لا، لو خرجت حتّى لا يبقى منه شيء إذا لمات، قلت: فكيف تخرج؟ فقال: أما ترى الشمس في السماء في موضعها وضوءها وشعاعها في الأرض، فكذلك الروح أصلها في البدن وحركتهما ممدودة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤٣٦ ـ في مجمع البيان يجوز أن يكون الروح الذي سألوا عنه: جبرئيلعليه‌السلام

__________________

(١) «في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل وفيه قال السائل: فأخبرنى ما جوهر الريح؟ قال: الريح هواء إذا تحرك سمى ريحا، فاذا سكن سمى هواء وبه قوام الدنيا، ولو كفت الريح ثلاثة أيام لفسد كل شيء على وجه الأرض ونتن، وذلك ان الريح بمنزلة المروحة تذب وتدفع الفساد عن كل شيء وتطيبه، فهي بمنزلة الروح إذا خرج عن البدن نتن وتغيير تبارك الله أحسن الخالقين. منه عفى عنه» (عن هامش بعض النسخ)

٢١٨

على قول الحسن، أم ملك من الملائكة له سبعون ألف وجه، لكل وجه سبعون ألف لسان يسبح الله بجميع ذلك، على ما روى عن عليّعليه‌السلام .

٤٣٧ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم وقوله:( وَلَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللهِ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) وذلك أنّ اليهود سألوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عن الروح، فقال:( الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً ) قالوا: نحن خاصة؟ قال: بل الناس عامة، قالوا: فكيف يجتمع هذان يا محمّد تزعم انك لم تؤت من العلم إلّا قليلا، ولقد أوتيت القرآن وأوتينا التورية، وقد قرأت:( وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ ) وهي التورية( فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً ) فانزل الله تبارك وتعالى:( وَلَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللهِ ) يقول: علم الله أكبر من ذلك وما أوتيتم كثيرا فيكم قليل عند الله.

٤٣٨ ـ في تفسير العيّاشي عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام في قول الله:( وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً ) قال: تفسيرها في الباطن أنّه لم يؤت العلم إلّا أناس يسير، فقال:( وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً ) منكم.

٤٣٩ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى حنان بن سدير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل يقول فيه: ووصف الذين لم يؤتوا من الله فوائد العلم فوصفوا ربهم بأدنى الأمثال، وشبهوه بالمتشابه منهم فيما جهلوا به فلذلك قال:( وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً ) فليس له شبه ولا مثل ولا عدل.

٤٤٠ ـ في عيون الاخبار في باب مجلس الرضاعليه‌السلام مع سليمان المروزي حديث طويل وفيه قال الرضاعليه‌السلام : يا جاهل فاذا علم الشيء فقد أراده، قال سليمان: أجل قال: فاذا لم يرده لم يعلمه؟ قال سليمان: أجل، قال: من أين قلت ذاك وما الدليل أنّ إرادته علمه وقد يعلم مالا يريده أبدا؟ وذلك قوله: و( لَئِنْ شِئْنا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ ) فهو يعلم كيف يذهب ولا يذهب به أبدا؟ قال سليمان لأنه قد فرغ من الأمر فليس يزيد

٢١٩

فيه شيئا، قال الرضاعليه‌السلام : هذا قول اليهود فكيف قال:( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) ؟ قال سليمان: إنّما عنى بذلك أنّه قادر عليه، قال: أفيعد ما لا يفي به؟ فكيف قال:( يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ ما يَشاءُ ) وقالعزوجل :( يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ ) وقد فرغ من الأمر؟ فلم يحر جوابا. وفي كتاب التوحيد مثله سواء.

٤٤١ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن الرضاعليه‌السلام حديث طويل وفي آخره قال الأمر إلى أن قال سليمان: إنّ الارادة هي القدرة، قال الرضاعليه‌السلام : وهو يقدر على ما لا يريد أبدا لا بد من ذلك لأنه قال تبارك وتعالى:( وَلَئِنْ شِئْنا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ ) فلو كانت الارادة هي القدرة كان قد أراد أن يذهب به بقدرته، فانقطع سليمان وترك الكلام عند هذا الانقطاع ثم تفرق القوم.

٤٤٢ ـ في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضاعليه‌السلام من الاخبار بالتوحيد حديث طويل عن عليٍّعليه‌السلام يذكر فيه تفسير حروف المعجم وفي آخره قالعليه‌السلام : إنّ الله تعالى نزل هذا القرآن بهذه الحروف التي يتداولها جميع العرب ثم قال:( قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً ) .

٤٤٣ ـ وباسناده إلى الرضاعليه‌السلام أنّه ذكر القرآن يوما فعظم الحجة فيه، والاية المعجزة في نظمه، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤٤٤ ـ في الخرائج والجرائح في أعلام أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّ ابن أبي العوجاء وثلثة نفر من الدهرية اتفقوا على ان يعارض كل واحد منهم ربع القرآن وكانوا بمكة، وعاهدوا على أن يجيئوا بمعارضته في العام القابل، فلما حال الحول واجتمعوا في مقام إبراهيمعليه‌السلام أيضا قال أحدهم: إنّي لما رأيت قوله:( يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ وَيا سَماءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْماءُ ) كففت عن المعارضة وقال الآخر: وكذا أنا لما وجدت قوله:( فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا ) أيست من المعارضة، وكانوا يسترون ذلك، إذ مر عليهم الصادقعليه‌السلام فالتفت إليهم وقرأ عليهم:( قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا

٢٢٠