تفسير نور الثقلين الجزء ٣

تفسير نور الثقلين6%

تفسير نور الثقلين مؤلف:
المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 643

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 643 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 266713 / تحميل: 8766
الحجم الحجم الحجم
تفسير نور الثقلين

تفسير نور الثقلين الجزء ٣

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قرء سورة الكهف في كل ليلة جمعة لم يمت إلّا شهيدا، ويبعثه الله من الشهداء، ووقف يوم القيامة مع الشهداء.

٢ ـ في الكافي الحسين بن محمد عن عبد الله بن عامر عن علي بن مهزيار عن أيوب بن نوح عن محمد بن أبي حمزة قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : من قرء سورة الكهف في كل ليلة جمعة كانت كفارة ما بين الجمعة إلى الجمعة، قال: وروى غيره أيضا فيمن قرأها يوم الجمعة بعد الظهر والعصر مثل ذلك.

٣ ـ في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من قرأها فهو معصوم ثمانية أيام من كل فتنة، فان خرج الدجال في الثمانية أيام عصمه الله من فتنة الدجال.

٤ ـ سمرة بن جندب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من قرء عشر آيات من سورة الكهف لم يضره فتنة الدجال، ومن قرء السورة كلها دخل الجنة.

٥ ـ وعن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ألآ أدلكم على سورة شيعها سبعون ألف ملك حين نزلت، ملاءت عظمتها ما بين السماء والأرض؟ قالوا: بلى، قال: سورة أصحاب الكهف من قرأها يوم الجمعة غفر الله له إلى الجمعة الاخرى وزيادة ثلثة أيام، واعطى

٢٤١

نورا يبلغ السماء ووقى فتنة الدجال.

٦ ـ وروى الواحدي باسناده عن أبي الدرداء عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من حفظ عشر آيات من سورة الكهف كانت له نورا يوم القيامة.

٧ ـ وروى أيضا باسناده عن سعيد بن محمد الجرمي عن أبيه عن جده عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من قرء الكهف يوم الجمعة فهو معصوم إلى سنة من كل فتنة تكون فان خرج الدجال عصم منه.

٨ ـ في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضاعليه‌السلام من خبر الشامي وما سئل عنه أمير المؤمنينعليه‌السلام في جامع الكوفة حديث طويل وفيه وسأله كم حج آدم من حجة؟ فقال له: سبعين حجة ماشية على قدمه، وأول حجة حجها كان معه الصرد يدله على مواضع الماء، وخرج معه من الجنة وقد نهى عن أكل الصرد والخطاف، وسأله: ما باله لا يمشى؟ فقال: لأنه ناح على بيت المقدس فطاف حوله أربعين عاما يبكى عليه، ولم يزل يبكى مع آدمعليه‌السلام ، فمن هناك سكن البيوت، ومعه تسع آيات من كتاب الله تعالى مما كان آدم يقرأ بها في الجنة، وهي معه إلى يوم القيمة، ثلاث آيات من أول الكهف، وثلاث آيات من سبحان،( فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ ) وثلاث آيات من يس( وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا ) .

٩ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم ( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً، قَيِّماً ) قال: هذا مقدم ومؤخر، لان معناه( الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ ) قيما( وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً ) ، فقد قدم حرف، على حرف.

١٠ ـ في تفسير العيّاشي عن البرقي عمن رواه رفعه عن أبي بصير عن أبي جعفرعليه‌السلام ( لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ ) قال: البأس الشديد على وهو لدن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قاتل معه عدوه، فذلك قوله( لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ ) .

١١ ـ عن الحسن بن صالح قال: قال لي أبو جعفرعليه‌السلام : لا تقرأ يبشر، انما

٢٤٢

ـ البشر بشر الأديم، قال: فصليت بعد ذلك خلف الحسن فقرأ تبشر.

١٢ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم و( يُنْذِرَ الَّذِينَ قالُوا اتَّخَذَ اللهُ وَلَداً ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ ) قال: قالت قريش حين زعموا ان الملائكة بنات اللهعزوجل وما قالت اليهود والنصارى في قولهم عزير ابن الله والمسيح ابن الله، فرد اللهعزوجل عليهم فقال:( ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لِآبائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْواهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً ) .

١٣ ـ وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قولهعزوجل :( فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ ) يقول: قاتل( نَفْسَكَ عَلى آثارِهِمْ ) .

١٤ ـ في روضة الكافي كلام لعليّ بن الحسينعليه‌السلام في الوعظ والزهد في الدنيا يقول فيهعليه‌السلام : واعلموا ان الله لم يحب زهرة الدنيا وعاجلها لأحد من أوليائه، ولم يرغبهم فيها وفي عاجل زهرتها وظاهر بهجتها، وانما خلق الدنيا وخلق أهلها ليبلوهم فيها أيهم أحسن عملا لآخرته.

١٥ ـ في الخرائج والجرائح عن المنهال بن عمرو قال: والله أنا رأيت رأس الحسينعليه‌السلام حين حمل وأنا بدمشق، وبين يديه رجل يقرأ الكهف حتّى بلغ قوله:( أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً ) فأنطق الله تعالى الرأس بلسان ذرب طلق قال: أعجب من أصحاب الكهف حملي وقتلى.

١٦ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب وروى أبو مخنف عن الشعبي أنّه صلب رأس الحسين بالصياف في الكوفة فتنحنح الرأس وقرء سورة الكهف إلى قوله:( إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْناهُمْ هُدىً ) وسمع أيضا يقرأ:( أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً ) .

١٧ ـ في أصول الكافي عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام ابن سالم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ مثل أبي طالب مثل أصحاب الكهف، أسروا الايمان وأظهروا الشرك، فآتاهم الله أجرهم مرتين.

٢٤٣

١٨ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسن بن عليّ عن درست الواسطي قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : ما بلغت تقية أحد تقية أصحاب الكهف، إذ كانوا يشهدون الأعياد ويشدون الزنانير(١) فأعطاهم الله أجرهم مرتين.

١٩ ـ في تفسير العيّاشي عن عبيد الله بن يحيى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه ذكر أصحاب الكهف فقال: لو كلفكم قومكم ما كلفهم قومهم؟ فقيل له: وما كلفهم قومهم؟ فقال: كلفوهم الشرك بالله العظيم فأظهر والهم الشرك، وأسروا الايمان حتّى جاءهم الفرج.

٢٠ ـ عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ أصحاب الكهف أسرّوا الايمان وأظهروا الكفر فآجرهم الله.

٢١ ـ عن محمد عن أحمد بن عليّ عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله:( أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً ) قال: هم قوم فروا وكتب ملك ذلك الزمان بأسمائهم وأسماء آبائهم وعشائرهم في صحف من رصاص، فهو قوله:( أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ ) .

٢٢ ـ عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: خرج أصحاب الكهف على غير معرفة ولا ميعاد، فلما صاروا في الصحراء أخذ بعضهم على بعض العهود والمواثيق، يأخذ هذا على هذا وهذا على هذا، ثم قالوا: أظهروا أمركم فاظهروه فاذا هم على أمر واحد.

٢٣ ـ عن الكاهلي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ أصحاب الكهف أسرّوا الايمان وأظهروا الكفر، وكانوا على جهار الكفر أعظم أجرا منهم على الأسرار بالايمان.

٢٤ ـ عن سليمان بن جعفر النهدي قال: قال جعفر بن محمد: يا سليمان من الفتى؟ قال: قلت: جعلت فداك الفتى عندنا الشاب، قال لي: أما علمت ان أصحاب الكهف كانوا كلهم كهولا فسماهم الله فتية بايمانهم، يا سليمان من آمن بالله واتقى

__________________

(١) جمع الزنار.

٢٤٤

ـ هو الفتى.

٢٥ ـ في روضة الكافي عليّ بن إبراهيم رفعه قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام لرجل: ما الفتى عندكم؟ فقال له: الشاب، فقال: لا، الفتى المؤمن، ان أصحاب الكهف كانوا شيوخا فسما هم اللهعزوجل فتية بايمانهم.

٢٦ ـ في من لا يحضره الفقيه وروى عن سدير الصيرفي قال: قلت لأبي جعفرعليه‌السلام : حديث بلغني عن الحسن البصري فان حقا فإنا لله وانا إليه راجعون، قال: وما هو؟ قلت: بلغني ان الحسن كان يقول: لو غلى دماغه من حر الشمس ما استظل بحائط صيرفي ولو تفرثت كبده(١) عطشا لم يستسق من دار صيرفي ماءا وهو عملي وتجارتي، وعليه نبت لحمى ودمي ومنه حجتي وعمرتي قال: فجلسعليه‌السلام ثم قال: كذب الحسن خذ سواء وأعط سواء، وإذا حضرت الصلوة فدع ما بيدك وانهض إلى الصلوة، أما علمت ان أصحاب الكهف كانوا صيارفة يعنى صيارفة الكلام، ولم يعن صيارفة الدراهم(٢) .

__________________

(١) تفرث: تفرق.

(٢) أقول: الصرف هو بيع النقود كبيع الذهب بالفضة أو الدينار بالدرهم وصيارفة جمع الصير في وهو النقاد والهاء للنسبة، ثمّ إنَّ المشهور كراهية بيع الصرف لأنه يفضي إلى المحرم أو المكروه غالبا، ولعل هذا الخبر إنّما ورد ردا على من برى إباحته متمسكا بعمل أصحاب الكهف.

وقال المجلسي (ره) بعد نقل هذا الخبر: لعله عليه‌السلام إنّما ذكر ذلك إلزاما عليهم حيث ظنوا انهم كانوا صيارفة الدراهم «انتهى» قد رواه الصدوق (ره) في الفقيه وليس فيما رواه قوله: «يعنى صيارفة كلام اه» كما ان الظاهر أنّهمن كلام الراوي أو الكليني (ره) نعم ورد في بعضها التصريح بأنهم صيارفة الكلام كما في حديث العيّاشي ثم قال الصدوق (ره) بعد نقل الحديث: يعنى صيارفة الكلام ولم يعن صيارفة الدراهم «انتهى» وذكر المجلسي (ره) في وجه حمل الصدوق (ره) الخبر على هذا المعنى وجوها يطول المقام بذكرها، وعلى الطالب أن يراجع البحار.

وعن بعض شراح الحديث: أنّ المعنى كأنَّ الامام عليه‌السلام قال لسدير: مالك ولقول*

٢٤٥

٢٧ ـ في تفسير العيّاشي عن درست عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه ذكر أصحاب الكهف فقال: كانوا صيارفة كلام، ولم يكونوا صيارفة دراهم.

٢٨ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن إسمعيل القرشي عمن حدثه عن إسمعيل بن أعبل عن أبيه عن أبي رافع عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حديث طويل قال فيه بعد ان ذكر عيسى، ثم يحيى بن زكريا، ثم العزيز ثم دانيال، ثم مكيخا ابن دانيالعليهم‌السلام وملوك زمانهم، فعند ذلك ملك سابور بن هرمز اثنين وسبعين سنة، وهو أول من عقد التاج ولبسه، وولى أمر اللهعزوجل يومئذ وهو الشواء بن مكيخا، وملك بعد أردشير أخو شابور سنتين، وفي زمانه بعث الله الفتية أصحاب الكهف والرقيم، وولى أمر الله في الأرض يومئذ دستجا بن لشوا بن مكيخا.

٢٩ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم وقوله:عزوجل :( أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً ) يقول: قد اتيناك من الآيات ما هو أعجب منه، وهم فتية كانوا في الفترة بين عيسى بن مريمعليهما‌السلام ومحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، واما الرقيم فهما لوحان من نحاس مرقوم مكتوب فيهما أمر الفتية وأمر إسلامهم، وما أراد منهم دقيانوس الملك، وكيف كان أمرهم وحالهم وقال عليّ بن إبراهيم فحدثني أبي عن ابن أبي عمير عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: كان سبب نزول سورة الكهف ان قريشا بعثوا ثلثة نفر إلى نجران: النضر بن الحارث بن كلدة، وعقبة بن أبي معيط، والعاص بن وائل السهمي، ليتعلموا من اليهود والنصارى مسائل يسألونها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فخرجوا إلى نجران إلى علماء اليهود، فسألوهم فقالوا: اسألوه عن ثلثة مسائل، فان أجابكم فيها

__________________

* الحسن البصري؟ أما علمت ان أصحاب الكهف كانوا صيارفة الكلام ونقدة الأقاويل، فانتقدوا ما قرع أسماعهم فاتبعوا الحق ورفضوا الباطل ولم يسمعوا أمانى أهل الضلال وأكاذيب رهط النفاهة، فأنت أيضا كن صيرفيا لما يبلغك من الأقاويل فانتقده آخذا بالحق رافضا للباطل وليس المراد انهم كانوا صيارفة الدراهم كما هو المتبادر إلى بعض الأوهام، لأنهم كانوا فتية من أشراف الروم مع عظم شأنهم وكبر خطرهم.

٢٤٦

على ما عندنا فهو صادق، ثم سلوه عن مسئلة واحدة، فان ادعى علمها فهو كاذب قالوا: وما هذه المسائل؟ قالوا: اسألوه عن فتية كانوا في الزمن الأول فخرجوا وغابوا وناموا كم بقوا في نومهم؟ حتّى انتبهوا، وكم كان عددهم، وأى شيء كان معهم من غيرهم وما كان قصتهم؟ واسئلوه عن موسىعليه‌السلام حين أمره اللهعزوجل أن يتبع العالم ويتعلم منه من هو، وكيف تبعه وما كان قصته معه؟ واسئلوه عن طائف طاف مغرب الشمس ومطلعها حتّى بلغ سد يأجوج ومأجوج من هو؟ وكيف كان قصته؟ ثم أملوا عليهم أخبار هذه الثلث المسائل، وقالوا لهم: إنْ أجابكم بما قد أملينا عليكم فهو صادق، وان أخبركم بخلاف ذلك فلا تصدقوه، قالوا: فما المسئلة الرابعة؟ قالوا: سلوه متى تقوم الساعة؟ فان ادعى علمها فهو كاذب، فان قيام الساعة لا يعلمها إلّا الله تبارك وتعالى. فرجعوا إلى مكة واجتمعوا إلى أبي طالب رضى الله عنه فقالوا: يا أبا طالب ان ابن أخيك يزعم ان خبر السماء يأتيه ونحن نسأله عن مسائل فان أجابنا عنها علمنا أنّه صادق وان لم يخبرنا علمنا أنّه كاذب، فقال أبو طالب: سلوه عما بدا لكم، فسألوه عن الثلث المسائل، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : غدا أخبركم ولم يستثن، فاحتبس الوحي عليه أربعين يوما، حتّى اغتم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وشك أصحابه الذين كانوا آمنوا به، وفرحت قريش واستهزؤا وآذوا وحزن أبو طالب، فلما كان بعد أربعين يوما نزل عليه سورة الكهف فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا جبرئيل لقد أبطأت! فقال: انا لا نقدر ان ننزل إلّا بإذن الله تعالى، فأنزل اللهعزوجل : «أم حبست» يا محمّد( أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً ) ثم قصَّ قصتهم فقال:( إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إلى الْكَهْفِ فَقالُوا رَبَّنا آتِنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنا مِنْ أَمْرِنا رَشَداً ) .

فقال الصادقعليه‌السلام :( أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كانُوا ) في زمن ملك جبار عات وكان يدعو أهل مملكته إلى عبادة الأصنام فمن لم يجبه قتله، وكانوا هؤلاء قوما مؤمنين يعبدون اللهعزوجل ، ووكل الملك بباب المدينة وكلاء ولم يدع أحدا يخرج حتى

٢٤٧

يسجد للأصنام، فخر جوا هؤلاء بعلة الصيد وذلك انهم مروا براع في طريقهم فدعوه إلى أمرهم فلم يجبهم وكان مع الراعي كلب، فأجابهم الكلب وخرج معهم، فقال الصادقعليه‌السلام : لا يدخل الجنة من البهائم إلّا ثلثة حمار بلعم بن باعور، وذئب يوسفعليه‌السلام وكلب أصحاب الكهف.

فخرج أصحاب الكهف من المدينة بعلة الصيد هربا من دين ذلك الملك، فلما أمسوا دخلوا إلى ذلك الكهف، والكلب معهم، فألقى اللهعزوجل عليهم النعاس، كما قال الله تبارك وتعالى:( فَضَرَبْنا عَلَى آذانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً ) فناموا حتّى أهلك اللهعزوجل الملك وأهل مملكته وذهب ذلك الزمان، وجاء زمان آخر وقوم آخرون ثم انتبهوا، فقال بعضهم لبعض: كم نمنا هاهنا فنظروا إلى الشمس قد ارتفعت فقالوا: نمنا يوما أو بعض يوم، ثم قالوا لواحد منهم: خذ هذه الورق وادخل في المدينة متنكرا لا يعرفوك، فاشتر لنا فإنهم ان علموا بنا وعرفونا قتلونا أو ردونا في دينهم، فجاء ذلك الرجل فرأى المدينة بخلاف الذي عهدها، وراى قوما بخلاف أولئك لم يعرفهم ولم يعرفوا لغته، ولم يعرف لغتهم، فقالوا له: من أنت ومن اين جئت فأخبرهم فخرج ملك تلك المدينة مع أصحابه والرجل معهم حتّى وقفوا على باب الكهف، فأقبلوا يتطلعون فيه فقال بعضهم: هؤلاء ثلثة ورابعهم كلبهم، وقال بعضهم: هم خمسة وسادسهم كلبهم، وقال بعضهم: هم سبعة وثامنهم كلبهم وحجبهم اللهعزوجل بحجاب من الرعب فلم يكن أحد يقدم بالدخول عليهم غير صاحبهم، فانه لما دخل عليهم وجدهم خائفين أن يكون أصحاب دقيانوس شعروا بهم، فأخبرهم صاحبهم انهم كانوا نائمين هذا الزمن الطويل، وأنهم آية للناس، فبكوا وسئلوا الله تعالى ان يعيدهم إلى مضاجعهم نائمين كما كانوا، ثم قال الملك: ينبغي ان يبنى هاهنا مسجد ونزوره فان هؤلاء قوم مؤمنون، فلهم في كل سنة نقلة نقلتان ينامون ستة أشهر على جنوبهم الأيمن وستة أشهر على جنوبهم الأيسر، والكلب معهم قد بسط ذراعيه بفناء الكهف(١) .

__________________

(١) «في كتاب سعد السعود لابن طاوس (ره) نقلا عن تفسير أبي إسحق إبراهيم بن محمّد*

٢٤٨

٣٠ ـ في مجمع البيان وقيل: أصحاب الرقيم هم النفر الثلاثة الذين دخلوا في غار، فانسد عليهم فقالوا: ليدع الله تعالى كل واحد منا بعمله حتّى يفرج الله عنا ففعلوا فنجاهم الله رواه النعمان بن بشير مرفوعا.

٣١ ـ في محاسن البرقي عنه عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن المفضل بن صالح عن جابر الجعفي يرفعه قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : خرج ثلثة نفر يسيحون في الأرض، فبينما هم يعبدون الله في كهف في قلة جبل حتّى بدت صخرة من أعلى الجبل حتّى التقمت باب الكهف، فقال بعضهم لبعض: عباد الله والله ما ينجيكم مما وقعتم إلّا أن تصدقوا الله، فهلم ما عملتم لله خالصا، فانما أسلمتم بالذنوب، فقال أحدهم: أللهمّ ان كنت تعلم أنّي طلبت امرأة لحسنها وجمالها فأعطيت فيها ما لا ضخما، حتّى إذا قدرت عليها وجلست منها مجلس الرجل من المرأة وذكرت النار، فقمت عنها فرقا منك، أللهمّ فارفع عنا هذه الصخرة، فانصدعت حتّى نظروا إلى الصدع ثم قال الآخر: أللهمّ ان كنت تعلم أنّي استأجرت قوما يحرثون كل رجل منهم بنصف درهم، فلما فرغوا أعطيتهم أجورهم، فقال أحدهم: قد علمت عمل اثنين والله لا آخذ إلّا درهما واحدا وترك ماله عندي فبذرت بذلك النصف الدرهم في الأرض فأخرج الله من ذلك رزقا، وجاء صاحب النصف

__________________

* القزويني باسناده إلى انس بن مالك قال: أهدى لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بساط من قرية يقال لها بهندف، فقعد عليه على وأبو بكر وعمر وعثمان والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لعليٍّ: يا عليُّ قل يا ريح احمل بنا، فقال عليٌّ: يا ريح احمل بنا فحمل بهم حتّى أتوا أصحاب الكهف، فسلّم أبو بكر وعمر فلم يردواعليهم‌السلام ، ثم قال عليٌّعليه‌السلام فسلم فردواعليه‌السلام ، فقال أبو بكر: يا عليُّ ما بالهم ردوا عليك ولم يردوا علينا ،؟ فقال لهم عليٌّعليه‌السلام فقالوا: انا لا نرد بعد الموت إلّا على نبي أو وصيّ نبي ثم قال عليٌّ: يا ريح حملينا لملتنا، ثم قال: يا ريح ضعينا فوضعنا، فركز برجله الأرض فتوضأ عليٌّ وتوضأنا ثم قال: يا ريح احملينا فحملتنا، فوافينا المدينة والنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في صلوة الغداة وهو يقرأ:( أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً ) فلما قضى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله الصلوة قال: يا عليُّ أخبرونى عن مسيركم أم تحبون أن أخبركم؟ قالوا: بل تخبرنا يا رسول الله قال انس بن مالك: فقص القصة كأن معنا. منه عفى عنه» (عن هامش بعض النسخ)

٢٤٩

الدرهم فأراده فدفعت إليه ثمن عشرة آلاف، فان كنت تعلم إنّما فعلته مخافة منك فارفع عنا هذه الصخرة، قال: فانفرجت منهم حتّى نظر بعضهم إلى بعض، ثمّ إنَّ الآخر قال: أللهمّ ان كنت تعلم ان أبي وأمّي كانا نائمين فأتيتهما بقعب من لبن(١) فخفت ان أضعه أن تمج فيه هامة، وكرهت أن أوقظهما من نومهما، فيشق ذلك عليهما فلم أزل كذلك حتّى استيقظا وشربا، أللهمّ فان كنت تعلم أنّي فعلت ذلك ابتغاء وجهك فارفع عنا هذه الصخرة، فانفرج لهم حتّى سهل لهم طريقهم، ثم قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : من صدق الله نجا.

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه قولهعزوجل :( فَضَرَبْنا عَلَى آذانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً ) قد سبق له بيان في حديث علي بن إبراهيم.

٣٢ ـ في كتاب طب الأئمة عوذة للصبي إذا كثر بكائه ولمن يفزع بالليل، وللمرأة إذا سهرت من وجع( فَضَرَبْنا عَلَى آذانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً ثُمَّ بَعَثْناهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصى لِما لَبِثُوا أَمَداً ) حدّثنا أبو المغر الواسطي قال: حدّثنا محمد بن سليمان عن مروان بن الجهم عن محمد بن مسلم عن أبي جعفرعليه‌السلام مأثورة عن أمير المؤمنينعليه‌السلام أنّه قال ذلك.

٣٣ ـ في أصول الكافي عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن يزيد قال: حدّثنا أبو عمرو الزبيري عن أبي عبد اللهعليه‌السلام وذكر حديثا طويلا وفيه بعد أنْ قالعليه‌السلام : إنّ الله تبارك وتعالى فرض الايمان على جوارح ابن آدم وقسمه عليها، وفرقه فيها وبين ذلك، قلت: قد فهمت نقصان الايمان وتمامه فمن أين جاءت زيادته؟ فقال: قول اللهعزوجل :( وَإِذا ما أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زادَتْهُ هذِهِ إِيماناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزادَتْهُمْ إِيماناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَتْهُمْ رِجْساً إلى رِجْسِهِمْ ) وقال:( نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْناهُمْ هُدىً ) ولو كان كله واحدا لا زيادة فيه ولا نقصان، لم يكن لأحد منهم فضل على الآخر، ولاستوت النعم، ولا استوى الناس وبطل التفضيل، ولكن بتمام

__________________

(١) القعب: القدح الضخم الغليظ.

٢٥٠

الايمان دخل المؤمنون الجنة، وبالزيادة في الايمان تفاضل المؤمنون بالدرجات عند الله وبالنقصان دخل المفرطون النار.

٣٤ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قولهعزوجل :( لَنْ نَدْعُوَا مِنْ دُونِهِ إِلهاً لَقَدْ قُلْنا إِذاً شَطَطاً ) يعنى جورا على الله تعالى ان قلنا ان له شريكا.

٣٥ ـ في كتاب التوحيد حدّثنا علي بن عبد الله الوراق ومحمد بن عليّ السناني وعلى بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رضى الله عنه قالوا حدّثنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن زكريا القطان، قال: حدّثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال: حدّثنا تميم بن بهلول عن أبيه عن جعفر بن سليمان النضري عن عبد الله بن الفضل الهاشمي قال: سألت أبا عبد الله جعفر بن محمدعليهم‌السلام عن قول اللهعزوجل :( مَنْ يَهْدِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِداً ) فقال: إنّ الله تبارك وتعالى يضل الظالمين يوم القيمة عن دار كرامته، ويهدى أهل الإيمان والعمل الصالح إلى جنته كما قال اللهعزوجل :( وَيُضِلُّ اللهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللهُ ما يَشاءُ ) وقال اللهعزوجل :( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ) .

قال مؤلف هذا الكتاب قولهعزوجل :( وَنُقَلِّبُهُمْ ذاتَ الْيَمِينِ وَذاتَ الشِّمالِ ) وقولهعزوجل :( وَكَلْبُهُمْ باسِطٌ ذِراعَيْهِ بِالْوَصِيدِ ) قد سبق لهما بيان في حديث على ابن إبراهيم.

٣٦ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم حدثني أبي عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام أنّه قال: لا يدخل الجنة من البهائم إلّا ثلثة: حمارة بلعم، وكلب أصحاب الكهف والذئب، وكان سبب الذئب أنّه بعث ملك ظالم رجلا شرطيا ليحشر قوما من المؤمنين ويعذبهم، وكان للشرطي ابن يحبه، فجاء ذئب فأكل ابنه فحزن الشرطي عليه، فأدخل الله ذلك الذئب الجنة لما احزن الشرطي.

٣٧ ـ في تفسير العيّاشي عن محمد بن سنان البطيخي(١)

__________________

(١) وفي المصدر «عن محمد بن سنان عن البطيخي».

٢٥١

عن أبي جعفرعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِراراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً ) قال: إنّ ذلك لم يعن به النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله إنّما عنى به المؤمنون بعضهم لبعض لكنه حالهم التي هم عليها.

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: قولهعزوجل :( قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قالُوا لَبِثْنا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِما لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هذِهِ إلى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكى طَعاماً فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَداً ) قد سبق له بيان في حديث علي بن إبراهيم.

٣٨ ـ في محاسن البرقي عن إبراهيم بن عقبة عن محمد بن ميسر عن أبيه عن أبي جعفر أو عن أبي عبد اللهعليهما‌السلام في قول الله:( فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكى طَعاماً فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ ) قال: أزكى طعاما التمر.

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: قولهعزوجل :( إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ ) قد سبق له بيان في حديث علي بن إبراهيم.

٣٩ ـ في كتاب الاحتجاج الطبرسي (ره) عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : وقد رجع إلى الدنيا ممن مات خلق كثير، منهم أصحاب الكهف أماتهم الله ثلاثمائة عام، ثم بعثهم في زمان قوم أنكروا البعث ليقطع حجتهم، وليريهم قدرته وليعلموا أنَّ البعث حقّ.

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه:( لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً سَيَقُولُونَ ) ثلثة رابعهم كلبهم إلى قولهعزوجل : وثامنهم كلبهم قد سبق له بيان في حديث علي بن إبراهيم.

٤٠ ـ في روضة الواعظين للمفيدرحمه‌الله قال الصادقعليه‌السلام : يخرج مع القائمعليه‌السلام من ظهر الكعبة سبعة وعشرون رجلا، خمسة عشر من قوم موسىعليه‌السلام ، الذين كانوا يهدون بالحق وبه يعدلون، وسبعة من أهل الكهف، ويوشع بن نون وأبا دجانة الأنصاري، ومقداد ومالك الأشتر، فيكونون بين يديه أنصارا وحكاما. قال عز من قائل: فلا تمار فيهم الأمراء ظاهرا.

٤١ ـ في أصول الكافي عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن هارون بن مسلم عن مسعدة

٢٥٢

ابن صدقة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : إياكم والمراء والخصومة فإنهما يمرضان القلوب على الاخوان وينبت عليهما النفاق.

٤٢ ـ وباسناده قال: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : ثلاث من لقى اللهعزوجل بهن دخل الجنة من أي باب شاء: من حسن خلقه وخشي الله في المغيب والمحضر، وترك المراء وان كان محقا.

٤٣ ـ وباسناده إلى عمار بن مروان قال قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : لا تمارين حليما ولا سفيها، فان الحليم يغلبك(١) والسفيه يؤذيك.

٤٤ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى إسمعيل بن أبي زياد عن جعفر بن محمد عن آبائهعليهم‌السلام ، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : انا زعيم(٢) ببيت في أعلى الجنة، وبيت في وسط الجنة، وبيت في رياض الجنة لمن ترك المراء وان كان محقا.

٤٥ ـ في كتاب الخصال عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من يضمن أربعة بأربعة أبيات في الجنة: من أنفق ولم يخف فقرا، إلى قولهعليه‌السلام : وترك المراء وان كان محقا.

٤٦ ـ عن جعفر بن محمد عن أبيه،عليهما‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أربع خصال تميت القلب: الذنب على الذنب وكثرة منافثة النساء يعنى محادثتهن، ومماراة الأحمق تقول ويقول ولا يرجع إلى خير أبدا، الحديث.

٤٧ ـ في أصول الكافي عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن مرازم ابن حكيم قال مر أبو عبد اللهعليه‌السلام بكتاب في حاجة، فكتب ثم عرض عليه ولم يكن فيه استثناء، فقال: كيف رجوتم أنْ يتم هذا وليس فيه استثناء؟ انظروا كل موضع لا يكون فيه استثناء فاستثنوا فيه.

٤٨ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن أبي جميلة عن المفضل بن صالح عن محمد الحلبي وزرارة عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر و

__________________

(١) وفي النسخ «يقليك» ويوافقه المصدر أيضا وهو من القلى بمعنى البغض.

(٢) الزعيم: الكفيل.

٢٥٣

أبي عبد اللهعليهما‌السلام ، في قول اللهعزوجل :( وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ ) قال: إذا حلف الرجل فنسي أنْ يستثني فليستثن.

٤٩ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد وعلى بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن ابن محبوب عن أبي جعفر الأحول عن سلام بن المستنير عن أبي جعفرعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( وَلَقَدْ عَهِدْنا إلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً ) قال: فقال: إنّ اللهعزوجل لما قال لآدم: ادخل الجنة قال له: يا آدم لا تقرب هذه الشجرة، قال: وأراه إياها؟ فقال آدم لربه: كيف أقربها وقد نهيتني عنها أنا وزوجتي؟ قال: فقال لهما: لا تقرباها يعنى لا تأكلا منها، فقال آدم وزوجته: نعم يا ربنا لم نقربها ولم نأكل منها ولم يستثنيا في قولهما نعم، فوكلهما الله في ذلك إلى أنفسهما والى ذكرهما، قال: وقد قال اللهعزوجل لنبيّهصلى‌الله‌عليه‌وآله في الكتاب:( وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ ) أنْ لا أفعله فتسبق مشية الله في أنْ لا افعله، فلا أقدر على أنْ أفعله، فلذلك قال اللهعزوجل :( وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ ) أي استثن مشية الله في فعلك.

٥٠ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن حمزة بن حمران قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ ) قال: ذلك في اليمين، إذا قلت: والله لا أفعل كذا وكذا، فاذا ذكرت انك لم تستثن فقل إنشاء الله.

٥١ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمد الأشعرى عن ابن القداح عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : الاستثناء في اليمين متى ما ذكر وان كان بعد أربعين صباحا، ثم تلا هذه الآية:( وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ ) .

٥٢ ـ أحمد بن محمد عن علي بن الحسن عن علي بن أسباط عن الحسن بن زرارة قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ ) فقال: إذا حلفت على يمين ونسيت أنْ تستثنى فاستثن إذا ذكرت.

٥٣ ـ في من لا يحضره الفقيه وروى حمّاد بن عيسى عن عبد الله بن ميمون عن

٢٥٤

أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: للعبد أنْ يستثني ما بينه وبين أربعين يوما إذا نسي، إنَّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أتاه أناس من اليهود فسألوه عن أشياء، فقال لهم: تعالوا غدا أحدثكم ولم يستثن فاحتبس جبرئيلعليه‌السلام عنه أربعين يوما ثم أتاه فقال:( وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ ) .

٥٤ ـ في تهذيب الأحكام باسناده إلى علي بن حديد عن مرازم قال: دخل أبو عبد اللهعليه‌السلام يوما إلى منزل معتب وهو يريد العمرة، فتناول لوحا فيه تسمية أرزاق العيال وما يخرج لهم، فاذا فيه لفلان وفلان وفلان وليس فيه استثناء، فقال: من كتب هذا الكتاب ولم يستثن فيه كيف ظن أنّه يتم؟ ثم دعا بالدواة فقال: الحق فيه إنشاء الله، فالحق فيه في كل اسم إنشاء الله.

٥٥ ـ في تفسير العيّاشي عن عبد الله بن ميمون عن أبي عبد اللهعليه‌السلام عن أبيه عن عليّ ابن أبي طالب صلوات الله عليهم قال: إذا حلف الرجل بالله فله ثنيا(١) إلى أربعين يوما، وذلك أنّ قوما من اليهود سئلوا النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله عن شيء فقال: ائتوني(٢) غدا ولم يستثن حتّى أخبركم فاحتبس عنه جبرئيلعليه‌السلام أربعين يوما، ثم أتى وقال:( وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ ) .

٥٦ ـ عن أبي حمزة عن أبي جعفرعليه‌السلام ذكر أنّ آدم لما أسكنه الله الجنة فقال له: يا آدم لا تقرب هذه الشجرة فقال: نعم ولم يستثن فأمر الله نبيه فقال:( وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ ) ولو بعد سنة.

٥٧ ـ وفي رواية عبد الله بن ميمون عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله:( وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ ) أنْ تقول إلّا من بعد الأربعين فللعبد الاستثناء في اليمين ما بينه وبين أربعين يوما إذا نسي.

٥٨ ـ عن زرارة ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام في قول الله:( وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ ) فقال: إذا حلف الرجل فنسي أنْ يستثني فليستثن إذا ذكر.

__________________

(١) الثنيا ـ بالضم مع القصر ـ: الاسم من الاستثناء، وفي المصدر «ثنياها».

(٢) وفي بعض النسخ «ألقونى» مكان «ائتوني».

٢٥٥

٥٩ ـ عن حمزة بن حمران قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول الله:( وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ ) فقال: أنْ تستثنى ثمّ ذكرت بعد فاستثن حين تذكر.

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه وقد سبق لهذه الآية بيان في حديث على ابن إبراهيم.

٦٠ ـ في مجمع البيان وقوله:( وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ ) فيه وجهان أحدهما إنّه كلام متصل بما قبله، ثمّ اختلف في ذلك فقيل: معناه( وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ ) الاستثناء ثم تذكرت فقل إنْ شاء الله، وان كان بعد يوم أو شهر أو سنة عن ابن عباس وقد روى ذلك عن أئمتناعليهم‌السلام، ويمكن أنْ يكون الوجه فيه أنّه إذا استثنى بعد النسيان فانه يحصل ثواب المستثنى من غير أنْ يؤثر الاستثناء بعد انفصال الكلام في الكلام وابطال الحنث وسقوط الكفارة في اليمين، وهو الأشبه بمراد ابن عباس في قوله.

٦١ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : وقد رجع إلى الدنيا ممن مات خلق كثير منهم أصحاب الكهف، أماتهم الله ثلاثمائة عام وتسعة، وبعثهم في زمان قوم أنكروا البعث ليقطع حجتهم وليريهم قدرته وليعلموا أنّ البعث حقّ.

٦٢ ـ في مجمع البيان وروى أنّ يهوديا سئل عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام عن مدّة لبثهم فأخبر بما في القرآن، فقال: انا نجد في كتابنا ثلاثماة فقالعليه‌السلام : ذاك بسنى الشمس وهذا بسنى القمر.

٦٣ ـ في كتاب طب الائمة باسناده إلى سالم بن محمد قال: شكوت إلى الصادقعليه‌السلام وجع الساقين، وانه قد أقعدنى عن أمر ربي وأسبابي، فقال: عوذها، قلت: بماذا يا بن رسول الله؟ قال: بهذه الآية سبع مرات فانك تعافى بإذن الله،( وَاتْلُ ما أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتابِ رَبِّكَ لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً ) قال: فعوذتها سبعا كما أمرني، فرفع الوجع عنى رفعا حتّى لم أحس بعد ذلك بشيء منه.

٢٥٦

٦٣ ـ في كتاب الخصال عن محمد بن مسلم رفعه إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: قال عثمان بن عفان: يا رسول الله ما تفسير أبجد؟ فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : تعلموا تفسير ابجد فان فيه الأعاجيب كلها وهل للعالم جهل تفسيره فقال: يا رسول الله ما تفسير أبجد؟ قال: ما الالف فآلاء الله إلى قولهعليه‌السلام : واما كلمن فالكاف كلام الله( لا تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ اللهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً ) .

٦٤ ـ عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذررحمه‌الله قال: أوصانى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بسبع أوصاف بحب المساكين والدنو منهم، وأوصاني أنْ أقول الحق وان كان مرا الحديث.

٦٥ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم واما قولهعزوجل ( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْناكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا ) فهذه نزلت في سلمان الفارسي رضى الله عنه، كان عليه كساء يكون فيه طعامه وهو دثاره ورداؤه، وكان كساء من صوف، فدخل عيينة بن حصين على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ان (ره) عنده فتأذى عيينة بريح كساء سلمان، وقد كان عرق فيه وكان يوما شديد الحر، فعرق في الكساء فقال: يا رسول الله إذا نحن دخلنا عليك فاخرج هذا واصرفه من عندك، فاذا نحن خرجنا فادخل من شئت فأنزل اللهعزوجل :( وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا ) وهو عيينة بن حصين بن حذيفة بن بدر الفزاري.

٦٦ ـ في مجمع البيان عند قوله:( وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ ) إلى قوله: أليس الله بأعلم بالشاكرين عن ابن مسعود حديث طويل وهناك: وقال سلمان وخباب: فينا نزلت هذه الآية، جاء الأقرع بن حابس التميمي وعيينة بن حصين الفزاري وذووهم من المؤلفة، فوجدوا النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قاعدا مع بلال وصهيب وعثمان وخباب في ناس من ضعفاء المؤمنين، فحقروهم فقالوا: يا رسول الله لو نحيت هؤلاء عنك حتّى نخلو بك؟ إلى قوله: فكنا نقعد معه فاذا أراد أنْ يقوم قام وتركنا فانزل اللهعزوجل :( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ ) الآية قال: فكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقعد معنا ويدنو حتّى كادت ركبتنا تمس ركبته فاذا بلغ الساعة التي يقوم فيها قمنا وتركناه حتّى يقوم.

٢٥٧

٦٧ ـ وفيه هنا نزلت الآية في سلمان وأبي ذر وصهيب وخباب وغيرهم من فقراء أصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وذلك أنّ المؤلفة قلوبهم جاؤا إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : عيينة بن حصين والأقرع بن حابس وذووهم فقالوا: يا رسول الله إنْ جلست في صدر المجلس ونحيت عنا هؤلاء وروائح صنانهم(١) ـ وكانت عليهم جبات الصوف ـ جلسنا نحن إليك وأخذنا عنك فلا يمنعنا من الدخول عليك إلّا هؤلاء، فلما نزلت الآية قام النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يلتمسهم، فأصابهم في مؤخر المسجد يذكرون اللهعزوجل فقال: الحمد لله الذي لم يمتني حتّى أمرنى أن أصبر نفسي مع رجال من أمتي، معكم المحيي ومعكم الممات.

٦٨ ـ في تفسير العيّاشي عن زرارة وحمران عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام في قوله:( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ ) قال: إنّما عنى بها الصلوة.

٦٩ ـ عن عاصم الكورى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سمعته يقول في قول الله:( فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ ) قال: وعيد.

٧٠ ـ في أصول الكافي ـ أحمد بن عبد العظيم عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: نزل جبرئيلعليه‌السلام بهذه الآية هكذا:( وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ ) ولاية عليّعليه‌السلام ( فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنا لِلظَّالِمِينَ ) آل محمد نارا».

٧١ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : نزلت هذه الآية هكذا:( وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ ) يعنى ولاية عليّ( فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنا لِلظَّالِمِينَ ) آل محمّدعليه‌السلام حقهم( ناراً أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ ) قال: المهل الذي يبقى في أصل الزيت المغلى،( يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرابُ وَساءَتْ مُرْتَفَقاً ) .

٧٢ ـ في تهذيب الأحكام ابن أبي عمير عن بشير عن ابن أبي يعفور قال: كنت

__________________

(١) الصنان: نتن الإبط.

٢٥٨

عند أبي عبد اللهعليه‌السلام إذ دخل عليه رجل من أصحابنا فقال له: أصلحك الله إنّه ربما أصاب الرجل منا الضيق والشدة، فيدعى إلى البناء يبنيه أو النهر يكريه أو المسناة يصلحها(١) فما تقول في ذلك؟ فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : ما أحب أنّي عقدت لهم عقدة، أو وكيت لهم وكاء وان لي ما بين لابتيها(٢) لا ولا مَدّة بقلم، إنّ أعوان الظلمة يوم القيمة في سرادق من نار حتّى يحكم الله بين العباد.

٧٣ ـ محمد بن يعقوب عن الحسين بن الحسن الهاشمي عن صالح بن أبي حماد عن محمد بن خالد عن زياد بن سلمة قال: دخلت على أبي الحسن موسىعليه‌السلام فقال لي: يا زياد انك تعمل عمل السلطان؟ قال: قلت: أجل، قال لي: ولم؟ قلت: أنا رجل لي مروة، وعلى عيال، وليس وراء ظهري شيء، فقال لي: يا زياد لئن أسقط من حالق(٣) فأتقطع قطعة قطعة أحب إليَّ من أنْ أتولى لأحد منهم عملا، وأطأ بساط رجل منهم إلّا لماذا؟ قلت: لا أدرى، قال: إلّا لتفريج كربة عن مؤمن، أو فكّ أسره، أو قضاء دينه، يا زياد إنّ أهون ما يصنع اللهعزوجل بمن تولى لهم عملا أنْ يضرب عليه سرادق من نار إلى أنْ يفرغ اللهعزوجل من حساب الخلايق.

٧٤ ـ في تفسير العيّاشي عن سعد بن طريف عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: الظلم ثلثة: ظلم لا يغفره الله، وظلم يغفره الله، وظلم لا يدعه، فالظلم الذي لا يغفره الله الشرك، واما الظلم الذي يغفره فظلم الرجل نفسه، واما الظلم الذي لا يدعه فالذنب بين العباد.

٧٥ ـ في مجمع البيان «كالمهل» قيل العكر الزيت إذا قرب إليه سقطت فروة رأسه(٤) روى ذلك مرفوعا.

__________________

(١) كرى الأرض: حفرها. والمسناة: العرم وهو ما يبنى في وجه السيل.

(٢) وكى القربة: شدها بالوكاء وهو رباط القربة. واللابة: الحرة وهي ارض ذات حجارة سود كأنها أحرقت بالنار، وقولهعليه‌السلام «لابتيها» أي لابتي المدينة، لأنها ما بين حرتين عظميتين تكتنفانها.

(٣) الحالق: الجبل المنيف العالي، لا يكون إلّا مع عدم نبات كأنه حلق.

(٤) فروة الرأس: جلده.

٢٥٩

٧٦ ـ وفيه عند قوله:( فَمالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ ) وقد روى أنّ الله تعالى يجوعهم حتّى ينسوا عذاب النار من شدة الجوع، فيصرخون إلى مالك، فيحملهم إلى تلك الشجرة وفيهم أبو جهل، فيأكلون منها فتغلى بطونهم، فيسقون شربة من الماء الحار الذي بلغ نهايته في الحرارة فاذا قربوها من وجوههم شوت وجوههم، فذلك قوله: يشوى الوجوه.

٧٧ ـ وروى أبو أمامة عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في قوله:( وَيُسْقى مِنْ ماءٍ صَدِيدٍ ) قال: يقرب إليه فيتكرهه فاذا ادنى منه شوى وجهه ووقع فروة رأسه، فاذا شرب قطع أمعاءه حتّى يخرج من دبره، يقول اللهعزوجل :( وَسُقُوا ماءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعاءَهُمْ ) ويقول:( وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ) .

٧٨ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن القاسم بن عروة عن عبد الله بن بكير عن زرارة قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ ) قال: تبدل خبزة يأكل الناس منها حتّى يفرغوا من الحساب، فقال له قائل: انهم لفي شغل يومئذ عن الأكل والشرب؟ فقال له: إنّ ابن آدم خلق أجوف لا بد له من طعام وشراب، أهم أشد شغلا أم في النار؟ فقد استغاثوا واللهعزوجل يقول:( وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرابُ ) .

٧٩ ـ في تفسير العيّاشي عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله: «يوم تبدل غير الأرض» قال تبدل خبزة نقية يأكل الناس منها حتّى يفرغ من الحساب، فقال له القائل: انهم يؤمئذ في شغل عن الاكل والشرب؟ فقال له: إنّ ابن آدم خلق أجوف لا بد له من الطعام والشراب أهم أشد شغلا أم هم في النار فقد استغاثوا( وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ ) .

٨٠ ـ عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّهعليهم‌السلام قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام إنّ أهل النار لما غلى الزقوم والضريع في بطونهم كغلي الحميم سألوا الشراب، فأتوا بشراب غسّاق و( صَدِيدٍ يَتَجَرَّعُهُ وَلا يَكادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِ

٢٦٠

مَكانٍ، وَما هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرائِهِ عَذابٌ غَلِيظٌ ) ، وحميم يغلي به جهنم منذ خلقت،( كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرابُ وَساءَتْ مُرْتَفَقاً ) .

٨١ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم حدثني أبي عن بعض أصحابه رفعه قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لما دخلت الجنة رأيت في الجنة شجرة طوبى أصلها في دار على، وما في الجنة قصر ولا منزل إلّا وفيها فتر منها أعلاها أسفاط(١) حلل من سندس وإستبرق، يكون للعبد المؤمن ألف ألف سفط، في كل سفط مأة حلة، ما فيها حلة تشبه الأخرى على ألوان مختلفة، وهو ثياب أهل الجنة والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٨٢ ـ وقولهعزوجل :( وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً رَجُلَيْنِ جَعَلْنا لِأَحَدِهِما جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنابٍ وَحَفَفْناهُما بِنَخْلٍ وَجَعَلْنا بَيْنَهُما زَرْعاً ) قال: نزلت في رجل كان له بستانان كبيران عظيمان كثيرا الثمار، كما حكى اللهعزوجل ، وفيهما نخل وزرع وماء وكان له جار فقير فافتخر الغنى على ذلك الفقير.

٨٣ ـ في كتاب ثواب الأعمال عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ما من رجل دعا فختم بقول: ما شاء الله لا حول ولا قوة إلّا بالله إلّا أجيب حاجته.

٨٤ ـ في تهذيب الأحكام باسناده إلى الحسن بن علي بن عبد الملك الزيات عن رجل عن كرام عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: اربع لأربع إلى قوله: والثالثة للحرق والغرق( ما شاءَ اللهُ لَا قُوَّة إلَّا بالله ) ، وذلك أنّه يقول: و( لَوْ لا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ ما شاءَ اللهُ لَا قُوَّة إلَّا بالله ) .

٨٥ ـ في محاسن البرقي عنه عن عدة من أصحابنا عن علي بن أسباط عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام قال: قال لي: إذا خرجت من منزلك في سفر أو حضر فقل: بسم الله آمنت بالله، توكلت على الله، ما شاء الله لا حول ولا قوة إلّا بالله، فتلقاه الشياطين فتضرب الملائكة وجوهها وتقول: ما سبيلكم عليه وقد سمى الله وآمن به وتوكل على الله، وقال :

__________________

(١) الفتر: القطع، وفي بعض النسخ «القتر» بالقاف. والأسفاط جمع السفط: ما يعبأ فيه الطيب وما أشبهه من أدوات النساء. وعاء كالقفة أو الجوالق.

٢٦١

ما شاء الله لا قوة إلّا بالله.

٨٦ ـ عنه عن بكر بن صالح عن سليمان بن جعفر عن أبي الحسن موسى بن جعفرعليه‌السلام قال: من خرج وحده في السفر فليقل ما شاء الله لا قوة إلّا بالله، أللهمّ آنس وحشتى وأعنى على وحدتى وأد غيبتي(١) .

٨٧ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى جابر بن يزيد الجعفي عن أبي جعفر محمد بن عليّ الباقرعليه‌السلام قال: سألته عن معنى لا حول ولا قوة إلّا بالله، فقال: معناه لا حول لنا عن معصية الله إلّا بعون الله، ولا قوة لنا على طاعة الله إلّا بتوفيق اللهعزوجل .

٨٨ ـ في كتاب الخصال عن الصادق جعفر بن محمدعليه‌السلام قال: عجبت لمن يفزع من اربع كيف لا يفزع إلى اربع؟ إلى أنْ قال: وعجبت لمن أراد الدنيا وزينتها كيف لا يفزع إلى قوله تعالى:( ما شاءَ اللهُ لَا قُوَّة إلَّا بالله ) فانى سمعت الله يقول بعقبها:( إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مالاً وَوَلَداً فَعَسى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْراً مِنْ جَنَّتِكَ ) وعسى موجبة.

٨٩ ـ في مجمع البيان: واحيط بثمره وفي الخبر أنّ اللهعزوجل أرسل عليها نارا وغار ماؤها(٢) .

٩٠ ـ في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن أورمة ومحمد بن عبد الله عن علي بن حسان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته عن قولهعزوجل : هنا لك الولاية لله الحق قال: ولاية أمير المؤمنينعليه‌السلام .

٩١ ـ الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن أورمة عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قوله تعالى:( هُنالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ ) قال: ولاية أمير المؤمنين.

٩٢ ـ في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى وعلى بن

__________________

(١) وفي بعض النسخ «ورد غيبتي» والمختار موافق للمصدر.

(٢) غار الماء: ذهب في الأرض.

٢٦٢

إبراهيم عن أبيه جميعا عن الحسن بن محبوب عن مالك بن عطية عن أبي حمزة عن علي بن الحسينعليه‌السلام حديث طويل في الزهد في الدنيا وفيه يقولعليه‌السلام : فهي كروضة اعتم مرعاها(١) وأعجبت من يراها عذب شربها طيب تربتها تمج عروقها الثرى وينطف فروعها الندى حتّى إذا بلغ العشب ابانه(٢) واستوى بنانه هاجت ريح تحت الورق وتفرق ما اتسق، فأصبحت كما قال الله:( هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّياحُ وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً ) .

٩٣ ـ في نهج البلاغة أما بعد فانى أحذركم الدنيا إلى أنْ قال: لا تعدوا إذا تناهت إلى أمنية أهل الرغبة فيها، والرضاء بها أنْ تكون كما قال الله سبحانه:( كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّياحُ وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً ) .

٩٤ ـ في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى سعيد بن النثر عن جعفر بن محمدعليه‌السلام قال:( الْمالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَياةِ الدُّنْيا ) وثمان ركعات آخر الليل والوتر زينة الاخرة، وقد يجمعهما اللهعزوجل لأقوام.

٩٥ ـ في نهج البلاغة قالعليه‌السلام : إنّ المال والبنين حرث الدنيا، والعمل الصالح حرث الاخرة، وقد يجمعهما الله لأقوام.

٩٦ ـ في تهذيب الأحكام محمد بن أحمد بن يحيى عن عمر بن علي بن عمر عمن حدّثه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه قال: إنْ كان اللهعزوجل قال:( الْمالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَياةِ الدُّنْيا ) أنّ الثمانية ركعات يصليها العبد آخر الليل زينة الآخرة.

٩٧ ـ في مجمع البيان وروى أنس بن مالك عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال لجلسائه: خذوا جنتكم، قالوا: حضر عدونا؟ قال: خذوا جنتكم من النار، قولوا: سبحان الله

__________________

(١) اعتم النبت: تم طوله وظهر نوره.

(٢) مج الرجل الماء من فيه: رمى به. والثرى ـ كحصا: ندى الأرض ونطف الماء: إذا قطر قليل قليل، والعشب: الكلاء الرطب، وأبان الشيء: حينه أو أوله.

٢٦٣

والحمد لله ولا اله الا الله والله أكبر، فإنهن المقدمات، وهن المنجيات، وهن المعقبات، وهن الباقيات الصالحات.

٩٨ ـ وروى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال: إنْ عجزتم عن الليل أنْ تكابدوه، وعن العدو أنْ تجاهدوه، فلا تضجروا عن قول: سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله أكبر فإنهن من الباقيات الصالحات فقولوها.

٩٩ ـ وقيل هي الصلوات الخمس وروى ذلك عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

١٠٠ ـ وروى عنه أيضا: إنّ من الباقيات الصالحات القيام بالليل لصلوة الليل.

١٠١ ـ في كتاب ابن عقدة أنَّ أبا عبد اللهعليه‌السلام قال للحصين بن عبد الرحمن: يا حصين لا تستصغر مودتنا، فانها من الباقيات الصالحات، قال: يا بن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ما أستصغرها ولكن أحمد الله عليها.

١٠٢ ـ في تفسير العيّاشي عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : خذوا جنتكم، قالوا: يا رسول الله حضر عدو؟ فقال: لا ولكن خذوا جنتكم من النار، فقالوا: فيمن نأخذ جنتنا يا رسول الله؟ قال: سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله أكبر، فإنهن يأتين يوم القيمة ولهن مقدمات ومؤخرات وهي الباقيات الصالحات(١) ثم قال أبو عبد اللهعليه‌السلام ( وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ ) قال: ذكر الله عند ما أحل أو حرم وشبه هذا هو مؤخرات.

١٠٣ ـ في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى الحسن بن محبوب عمن ذكره عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لأصحابه ذات يوم: أتدرون لو جمعتم ما عندكم من الانية والمتاع أكنتم ترونه تبلغ السماء؟ قالوا: لا يا رسول الله، قال: ألآ أدلكم على شيء أصله في الأرض وفرعه في السماء؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: يقول أحدكم إذا فرغ من صلوته الفريضة: سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله

__________________

(١) في المصدر «ولهن مقدمات ومؤخرات ومنجيات ومعقبات وهن الباقيات الصالحات اه».

٢٦٤

أكبر ثلثين مرة، فان أصلهن في الأرض وفرعهن في السماء، وهن يدفعن الحرق والغرق والهدم والتردي في البئر، وميتة السوء، وهن الباقيات الصالحات.

١٠٤ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد ابن محبوب عن مالك بن عطية عن ضريس الكناسي عن أبي جعفر قال: مر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله برجل يغرس غرسا في حائط له، فوقف له وقال: ألآ أدلّك على غرس اثبت أصلا، وأسرع إيناعا(١) وأطيب ثمرا وأبقى؟ قال: بلى فدلني يا رسول الله فقال: إذا أصبحت وأمسيت فقل: سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله أكبر فان لك إنْ قلته بكل تسبيحة عشر شجرات في الجنة من أنواع الفاكهة، وهنّ من الباقيات الصالحات، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٠٥ ـ في كتاب ثواب الأعمال عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: أكثروا من سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله أكبر، فإنهن يأتين يوم القيمة لهن مقدمات ومؤخرات ومعقبات، وهن الباقيات الصالحات.

١٠٦ ـ في كتاب جعفر بن محمد الدوريستي باسناده إلى ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :( وَحَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً ) غشي عليه وحمل إلى حجرة أم سلمة، فانتظره أصحابه وقت الصلوة فلم يخرج، فاجتمع المسلمون فقالوا: ما لنبي الله؟ قالت أم سلمة: إنّ نبي الله عنكم مشغول، ثمّ خرج بعد ذلك فرقى المنبر فقال: أيها الناس انكم تحشرون يوم القيمة كما خلقتم حفاة عراة، ثمّ قرأ على أصحابه:( وَحَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً ) ثم قرأ( كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنا إِنَّا كُنَّا فاعِلِينَ ) .

١٠٧ ـ في روضة الواعظين للمفيد (ره) قال عبد الله بن سلام: يا محمّد أخبرنى عن وسط الدنيا؟ قال: بيت المقدس، قال: ولم ذلك؟ قال: لان فيها المحشر والمنشر، ومنه ارتفع العرش، وفيه الصراط والميزان، قال: صدقت يا محمّد.

__________________

(١) ينع الثمر: أدرك وطاب وحان قطافه، وأينع بمعنى ينع أيضا.

٢٦٥

١٠٨ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي عن أبي جعفرعليه‌السلام حديث طويل وفيه: يحشر الناس على مثل قرصة النقي(١) فيها أنهار متفجرة يأكلون ويشربون حتّى يفرغوا من الحساب.

١٠٩ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وقف على حمزة يوم أحد، وقال: لولا أنّي أحذر نساء بنى عبد المطلب لتركته للعاوية والسباع، حتّى يحشر يوم القيمة من بطون السباع والطير.

١١٠ ـ حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن حماد عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ما يقول الناس في هذه الآية( وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً ) قلت: يقولون انها في القيمة، قال: ليس كما يقولون انها في الرجعة، يحشر الله في القيمة من كل امة ويدع الباقين، إنّما آية القيمة:( وَحَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً ) .

١١١ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل وفيه قال السائل: أخبرنى عن الناس يحشرون يوم القيمة عراة؟ قال: بل يحشرون في أكفانهم، قال: أنّى لهم بالأكفان وقد بليت؟ قال: إنّ الذي أحيا أبدانهم جدد أكفانهم، قال: فمن مات بلا كفن؟ قال: يستر الله عورته بما يشاء من عنده، قال: أفيعرضون صفوفا؟ قال: نعم هم يومئذ عشرون ومائة ألف صف في عرض الأرض.

١١٢ ـ في كتاب الخصال باسناده إلى أبان الأحمر عن الصادق جعفر بن محمدعليه‌السلام انه جاء إليه رجل فقال: بأبي أنت وأمّي عظني موعظة، فقالعليه‌السلام : إنْ كان العرض على اللهعزوجل حقا فالمكر لماذا؟ والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١١٣ ـ في مجمع البيان عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: يحشر الناس من قبورهم يوم القيمة حفاة عراة غرلا(٢) فقالت عائشة: يا رسول الله أما يستحيي بعضهم من بعض؟ فقال:( لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ) .

__________________

(١) النقي: الخبز الحوارى، وهو الدقيق الأبيض وهو لباب الدقيق.

(٢) الغرل جمع الأغرل: من لم يختن.

٢٦٦

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه قد سبق في الانعام عند قوله:( كَما خَلَقْناكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ) ما يصلح أنْ يكون مزيد بيان لقولهعزوجل :( وَعُرِضُوا عَلى رَبِّكَ صَفًّا ) الآية.

١١٤ ـ في تفسير العيّاشي عن خالد بن نجيح عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إذا كان يوم القيمة رفع الإنسان كتابه ثم قيل له: اقرءه، قلت: فيعرف ما فيه؟ فقال: انه يذكره، فما من لحظة ولا كلمة ولا نقل قدم إلّا ذكره كان فعله تلك الساعة، فلذلك قالوا( يا وَيْلَتَنا ما لِهذَا الْكِتابِ لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصاها ) .

١١٥ ـ عن خالد بن نجيح عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: يذكر العبد جميع ما عمل وما كتب عليه كأنه فعله تلك الساعة، فلذلك( يَقُولُونَ يا وَيْلَتَنا ما لِهذَا الْكِتابِ لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصاها ) .

١١٦ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم قال: و( وُضِعَ الْكِتابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ ) إلى قوله:( وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً ) قال: يجدون ما عملوا كله مكتوبا.

١١٧ ـ في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضاعليه‌السلام في هاروت وماروت وفيه بعد أنْ مدحعليه‌السلام الملائكة وقال: معاذ الله من ذلك، إنّ الملائكة معصومون محفوظون من الكفر والقبايح بألطاف الله تعالى، قالا: قلنا له: فعلى هذا لم يكن إبليس أيضا ملكا؟ فقال: لا، بل كان من الجن، أما تسمعان الله تعالى يقول:( وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كانَ مِنَ الْجِنِ ) فأخبرعزوجل انه كان من الجن، وهو الذي قال الله تعالى:( وَالْجَانَّ خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نارِ السَّمُومِ ) .

١١٨ ـ في أصول الكافي عنه(١) عن أبيه عن فضالة عن داود بن فرقد عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ الملائكة كانوا يحسبون أنّ إبليس منهم، وكان في علم الله أنّه ليس منهم فاستخرج ما في نفسه بالحميّة والغضب، فقال:( خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ) .

١١٩ ـ في تفسير العيّاشي عن جميل بن دراج عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته عن إبليس كان من الملائكة وهل كان يلي من أمر السماء شيئا؟ قال: لم يكن من الملائكة ولم يكن يلي من السماء شيئا، كان من الجن وكان مع الملائكة، وكانت

__________________

(١) قبله: عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد. «منه عفى عنه».

٢٦٧

الملائكة تراه انه منها، وكان الله يعلم انه ليس منها، فلما أمر بالسجود كان منه الذي كان.

١٢٠ ـ عن محمد بن مروان عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( ما أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَما كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً ) قال: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: أللهمّ أعز الإسلام بعمر بن خطاب أو بابى جهل بن هشام فأنزل الله:( وَما كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً ) يعنيهما.

١٢١ ـ عن محمد بن مروان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قلت له: جعلت فداك قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أعز الإسلام بابى جهل بن هشام أو بعمر بن الخطاب فقال يا محمّد قد والله قال ذلك، ـ وكان أشد على من ضرب العنق ـ ثم اقبل على فقال: هل تدري ما أنزل الله يا محمّد؟ قلت: أنت أعلم جعلت فداك، قال: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان في دار الأرقم، فقال: أللهمّ أعز الإسلام بأبى جهل بن هشام أو بعمر بن الخطاب، فأنزل الله:( ما أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَما كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً ) .

١٢٢ ـ في أمالي شيخ الطائفة قدس‌سره باسناده إلى جبلة بن سحيم عن أبيه قال: لما بويع أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب بلغه أنّ معاوية قد توقف عن إظهار البيعة له، وقال: إنْ أقرّني على الشام أو الأعمال التي ولّانيها عثمان بايعته، فجاء المغيرة إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام فقال له: يا أمير المؤمنين إنَّ معاوية من قد عرفت، وقد ولّاه الشام من كان قبلك، فولّه أنت كيما يتسق عرى الأمور ثمّ اعزله إنْ بدا لك، فقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : أتضمن لي عمرى يا مغيرة فيما بين توليته إلى خلعه؟ قال: لا، قال: لا يسألني اللهعزوجل عن توليته على رجلين من المسلمين ليلة سوداء أبدا( وَما كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٢٣ ـ في كتاب مقتل الحسين عليه‌السلام لأبي مخنف أنّ الحسينعليه‌السلام قام يتمشى إلى عبيد الله بن الحر الجعفي وهو في فسطاطه حتّى دخل عليه وسلّم عليه، فقام إليه ابن الحر

٢٦٨

وأخلى له المجلس، فجلس ودعاه إلى نصرته فقال عبيد الله بن الحر: والله ما خرجت من الكوفة إلّا مخافة أنْ تدخلها، ولا أقاتل معك، ولو قاتلت لكنت أول مقتول، ولكن هذا سيفي وفرسي فخذهما، فأعرض عنه بوجهه فقال: إذا بخلت علينا بنفسك فلا حاجة لنا في مالك( وَما كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً ) .

١٢٤ ـ في كتاب الخصال عن جابر الجعفي عن أبي جعفرعليه‌السلام عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام وقد ذكر معاوية بن حرب: وأعجب العجب انه لما راى ربي تبارك وتعالى قد رد إلى حقي في معدنه، وانقطع طمعه في أنْ يصير في دين الله رابعا وفي امانة حملناها حاكما كر على العاص بن العاص فاستماله فمال إليه، ثمّ أقبل به بعد أنْ أطمعه مصر، وحرام عليه أنْ يأخذ من الفيء دون قسمته درهما، وحرام على الراعي إيصال درهم إليه فوق حقه، فأقبل يحبط البلاد بالظلم، ويطأهم بالغشم(١) فمن تابعه أرضاه، ومن خالفه ناواه، ثم توجه إلى ناكثا علينا، مغيرا في البلاد شرقا وغربا ويمينا وشمالا، والأنباء تأتينى، والاخبار ترد على بذلك، فأتانى أعور ثقيف فأشار عليَّ أنْ أوليه البلاد التي هو بها لأداريه بما اوّليه منها، وفي الذي أشار به الرأى في أمر الدنيا لو وجدت عند اللهعزوجل في توليه لي مخرجا، أو أصبت لنفسي في ذلك عذرا، فأعملت الرأى في ذلك، وشاورت من أثق بنصيحته للهعزوجل ولرسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله ولى وللمؤمنين، فكان رأيه في ابن آكلة الأكباد رأى ينهاني عن توليته، ويحذرني أنْ أدخل في أمر المسلمين يده، ولم يكن الله ليراني أنْ اتخذ المضلين عضدا.

١٢٥ ـ في كتاب التوحيد حديث طويل عن عليٍّعليه‌السلام يقول فيه وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الآيات: واما قوله( وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُواقِعُوها ) يعنى أيقنوا انهم داخلوها.

١٢٦ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث

__________________

(١) الغشم: الظلم.

٢٦٩

طويل يقول فيهعليه‌السلام : وقد يكون بعض ظن الكافرين يقينا، وذلك قوله:( وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُواقِعُوها ) أي أيقنوا انهم مواقعوها.

١٢٧ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى ابن عباس قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : افتحوا عيونكم عند الوضوء لعلها لا ترى نار جهنم.

١٢٨ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم فلما أخبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قريشا بخبر أصحاب الكهف قالوا: أخبرنا عن العالم الذي أمر اللهعزوجل موسى أنْ يتبعه وما قصته؟ فأنزل اللهعزوجل :( وَإِذْ قالَ مُوسى لِفَتاهُ لا أَبْرَحُ حتّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً ) قال: وكان سبب ذلك انه كلم الله موسى تكليما، وأنزل عليه الألواح وفيها كما قال اللهعزوجل :( وَكَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ ) رجع موسىعليه‌السلام إلى بنى إسرائيل فصعد المنبر، فأخبرهم أنَّ اللهعزوجل قد أنزل عليه التوراة وكلمه، وقال في نفسه ما خلق الله تعالى خلقا أعلم منى، فأوحى اللهعزوجل إلى جبرئيلعليه‌السلام : أدرك موسى قد هلك، وأعلمه أنّ عند ملتقى البحرين عند الصخرة رجل اعلم منك، فصر إليه وتعلّم من علمه، فنزل جبرئيلعليه‌السلام على موسىعليه‌السلام وأخبره فذل موسى في نفسه وعلم انه اخطأ ودخله الرعب، وقال لوصيه يوشع: إنّ اللهعزوجل قد أمرني أنْ اتبع رجلا عند ملتقى البحرين وأتعلم منه، فتزود يوشع حوتا مملوحا، فلما خرجا وبلغا ذلك المكان وجدا رجلا مستلقيا على قفاه فلم يعرفاه، فأخرج موسىعليه‌السلام الحوت وغسله الماء ووضعه على الصخرة ومضيا ونسيا الحوت، وكان ذلك الماء ماء الحيوان، فحيي الحوت ودخل في الماء، فمضى موسىعليه‌السلام ويوشع معه حتّى عييا، فقال لوصيه:( آتِنا غَداءَنا لَقَدْ لَقِينا مِنْ سَفَرِنا هذا نَصَباً ) أي عناء فذكر وصيه السمكة، فقال لموسىعليه‌السلام : إنّي نسيت الحوت على الصخرة فقال موسىعليه‌السلام : ذلك الرجل الذي رأينا عند الصخرة هو الذي نريده فرجعا( عَلى آثارِهِما قَصَصاً ) ، أي عند الرجل وهو في صلوته، فقعد موسىعليه‌السلام حتّى فرغ من صلوته فسلم عليهما.

فحدثني محمد بن علي بن بلال عن يونس قال: اختلف يونس وهشام ابن إبراهيم

٢٧٠

في العالم الذي أتاه موسىعليه‌السلام أيهما كان أعلم، وهل يجوز أنْ يكون على موسى حجّة في وقته وهو حجّة اللهعزوجل على خلقه؟ فقال قاسم الصيقل: فكتبوا إلى أبي الحسن الرضاعليه‌السلام يسألونه عن ذلك، فكتب في الجواب أتى موسى العالم فأصابه في جزيرة من جزاير البحر، فاما جالسا واما متكيا فسلم عليه موسىعليه‌السلام ، فأنكر السلام إذ كان بأرض ليس فيها سلام، قال: من أنت؟ قال: أنا موسى بن عمران، قال: أنت موسى بن عمران الذي كلمه الله تكليما؟ قال: نعم، قال: فما حاجتك؟ قال: جئت لتعلمني مما علمت رشدا، قال: إنّي وكلت بأمر لا تطيقه، ووكلت بأمر لا أطيقه، ثم حدثه العالم بما يصيب آل محمد صلوات الله عليهم من البلاء حتّى اشتد بكاؤهما ثم حدثه عن فضل آل محمد صلوات الله عليهم حتّى جعل موسى يقول: يا ليتني كنت من آل محمد صلوات الله عليهم حتّى ذكر فلانا وفلانا ومبعث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى قومه، وما يلقى منهم ومن تكذيبهم إياه، وذكر له تأويل هذه الآية( وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصارَهُمْ كَما لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ ) حين أخذ الميثاق عليهم، فقال( لَهُ مُوسى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً ) فقال الخضر:( إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلى ما لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً ) فقال موسىعليه‌السلام :( سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللهُ صابِراً وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْراً ) قال الخضر( فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْئَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حتّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً ) يقول:( فَلا تَسْئَلْنِي عَنْ شَيْءٍ ) أفعله ولا تنكره على حتّى أخبرك أنا بخبره، قال: نعم.

١٢٩ ـ في تفسير العيّاشي عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام قال: انه لما كان من أمر موسىعليه‌السلام الذي كان، أعطى مكتل(١) فيه حوت مملح، قيل له: هذا يدلك على صاحبك عند عين عند مجمع البحرين، لا يصيب منها شيء ميتا إلّا حيي يقال له الحيوة، فانطلقا حتّى(٢) بلغا الصخرة وانطلق الفتى يغسل الحوت في العين، فاضطرب في يده حتّى خدشه وانفلت(٣)

__________________

(١) المكتل ـ كمنبر ـ: الزنبيل.

(٢) وفي بعض النسخ «فانظر الى» مكان «فانطلقا».

(٣) انفلت: تخلص.

٢٧١

منه ونسيه الفتى، «فلما جاوزا» الوقت الذي وقت فيه أعنى موسى( قالَ لِفَتاهُ آتِنا غَداءَنا لَقَدْ لَقِينا مِنْ سَفَرِنا هذا نَصَباً قالَ أَرَأَيْتَ ) إلى قوله:( عَلى آثارِهِما قَصَصاً ) فلما أتاها وجد الحوت قد خر في البحر فاقتصا الأثر حتّى أتيا صاحبهما في جزيرة من جزائر البحر اما متكيا واما جالسا في كساء له، فسلم عليه موسى فعجب من السلام وهو في أرض ليس فيها سلام فقال: من أنت؟ قال: انا موسى، قال: أنت موسى بن عمران الذي كلمه الله تكليما؟ قال: نعم، قال: فما حاجتك؟ «قال:( أَتَّبِعُكَ عَلى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً ) قال: إنّي وكلت بأمر لا تطيقه ووكلت بأمر لا أطيقه وقد قال له:( إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلى ما لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً ) فحدثه عن آل محمد وعما يصيبهم حتّى اشتد بكاؤهما، ثم حدثه عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعن أمير المؤمنين وعن ولد فاطمة وذكر له من فضلهم وما أعطوا حتّى جعل يقول: يا ليتني من آل محمد، وعن مبعث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى قومه وما يلقى منهم ومن تكذيبهم إياه وتلا هذه الآية( وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصارَهُمْ كَما لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ ) فانه أخذ عليهم الميثاق.

١٣٠ ـ عن أبي حمزة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: كان وصيّ موسى بن عمران يوشع بن نون، وهو فتاه الذي ذكر الله في كتابه. وفي كتاب كمال الدين وتمام النعمة مثل هذا الأخير سواء.

١٣١ ـ في عيون الاخبار عن الرضاعليه‌السلام قال: قال عليعليه‌السلام ـ وقد سأله بعض اليهود عن مسائل ـ: وأنتم تقولون أنَّ أول عين نبعت على وجه الأرض العين التي ببيت المقدس وكذبتم، هي عين الحيوة التي غسل يوشع بن نون السمكة، وهي العين التي شرب منها الخضر صلوات الله عليه، وليس يشرب منها أحد إلّا حيي؟ قال: صدقت والله انه لبخط هارون وإملاء موسى.

١٣٢ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى أبي الطفيل عامر بن واثلة عن عليّعليه‌السلام حديث طويل يقول فيه لبعض اليهود وقد سأله عن مسائل: واما أول عين نبعت على وجه الأرض فان اليهود يزعمون انها العين التي تحت صخرة بيت المقدس وكذبوا، ولكنها عين الحيوان التي نسي عندها صاحب موسى السمكة المالحة، فلما

٢٧٢

أصابها ماء العين عاشت وشربت، فاتبعها موسىعليه‌السلام وصاحبه الخضر، بلغنا قال اليهودي: اشهد بالله لقد صدقت.

١٣٤ ـ وباسناده إلى إبراهيم بن يحيى المدائني عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : إنّ عليّاعليه‌السلام قال لبعض اليهود وقد سأله عن مسائل: واما قولك أول عين نبعت على وجه الأرض فان اليهود يزعمون انها العين التي ببيت المقدس تحت الحجر وكذبوا، وهي عين الحيوة التي انتهى موسى وفتاه فغسل فيها السمكة المالحة فحييت، وليس من ميت يصيبه ذلك الماء إلّا حيي، وكان الخضر على مقدمة ذي القرنين يطلب عين الحيوة، فوجدها الخضرعليه‌السلام وشرب منها ولم يجدها ذو القرنين.

١٣٥ ـ وباسناده إلى الحكم بن مسكين عن صالح عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام حديث طويل يقول فيه: إنّ عليّاعليه‌السلام قال لبعض اليهود وقد سأله عن مسائل: وأنتم تقولون أنّ أوّل عين نبعت على وجه الأرض العين التي ببيت المقدس وكذبتم، هي عين الحيوة التي غسل يوشع بن نون فيها السمكة التي شرب منها الخضر، وليس يشرب منها أحد إلّا حيي، قال: صدقت والله انه لبخط هارون وإملاء موسى.

١٣٦ ـ في مجمع البيان وقد ذكر موسى والخضرعليه‌السلام وروى مرفوعا انه قعد على فروة بيضاء فاهتزت تحته خضراء.

١٣٧ ـ في تفسير العيّاشي عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: كان موسى أعلم من الخضر.

١٣٨ ـ عن بريد عن أحمدها قال: قلت له: ما منزلتكم في الماضين أو من تشبهون بهم؟(١) قال: الخضر وذو القرنين كانا عالمين ولم يكونا نبيين.

١٣٩ ـ عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّما مثل على ومثلنا من بعده من هذه الامة كمثل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله والعالم حين لقيه واستنطقه وسأله الصحبة، فكان من أمرهما ما اقتصه الله لنبيه في كتابه، وذلك أنّ الله قال لموسى:( إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسالاتِي وَبِكَلامِي فَخُذْ ما آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ ) ثم قال:( وَكَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ )

__________________

(١) وفي المصدر «وبمن تشبهون منهم اه».

٢٧٣

وقد كان عند العالم علم لم يكتب لموسى في الألواح وكان موسى يظن أنّ جميع الأشياء التي يحتاج إليها في تابوته، وجميع العلم قد كتب له في الألواح كما يظن هؤلاء الذين يدعون انهم فقهاء وعلماء وانهم قد اثبتوا جميع العلم والفقه في الدين مما يحتاج هذه الامة اليه، وصح لهم عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعلموه وليس كل علم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله علموه ولا صار إليهم عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ولا عرفوه، وذلك أنّ الشيء من الحلال والحرام والأحكام يرد عليهم فيسئلون عنه، ولا يكون عندهم فيه أثر عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ويستحيون أن ينسبهم الناس إلى الجهل، ويكرهون أن يسألوا فلا يجيبوا، فيطلب الناس العلم من معدنه، فلذلك استعملوا الرأى والقياس في دين الله، وتركوا الآثار ودانوا الله بالبدع، وقد قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : كل بدعة ضلالة فلو انهم إذا سئلوا عن شيء من دين الله فلم يكن عندهم منه أثر عن رسول الله ردوه إلى الله والرسول، واولى الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم من آل محمدعليهم‌السلام ، والذي منعهم من طلب العلم العداوة والحسد لنا، ولا والله ما حسد موسى العالم وموسى نبي الله يوحى اليه، حيث لقيه واستنطقه وعرفه بالعلم، ولم يحسده كما حسدتنا هذه الامة بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله علمنا وما ورثنا عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولم يرغبوا إلينا في علمنا كما رغب موسى إلى العالم، وسأله ليتعلم منه العلم ويرشده.

فلما ان سأل العالم ذلك علم العالم ان موسى لا يستطيع صحبته ولا يحتمل عليه ولا يصير معه، فعند ذلك قال العالم فكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا فقال موسى وهو خاضع له يستنطقه على نفسه كي يقبله: ستجدني إنشاء الله صابرا ولا أعصى لك أمرا وقد كان العالم يعلم أنّ موسى لا يصبر على علمه، فكذلك والله يا إسحق بن عمار حال قضاة هؤلاء وفقهائهم وجماعتهم اليوم، لا يحتملون والله علمنا ولا يصبرون عليه، كما لم يصبر موسى على علم العالم حين صحبه وراى ما راى من علمه، وكان ذلك عند موسى مكروها، وكان عند الله رضا وهو الحق، وكذلك علمنا عند الجهلة مكروه لا يؤخذ

٢٧٤

وهو عند الله الحق.

١٤٠ ـ عن عبد الله بن ميمون القداح عن أبي عبد الله عن أبيهعليه‌السلام قال: بينما موسى قاعد في ملأ من بنى إسرائيل قال له رجل: ما أرى أحدا اعلم بالله منك، قال موسى: ما أرى، فأوحى الله إليه بل عبدي الخضر، فسأل السبيل إليه فكان له آية الحوت إنْ افتقده وكان من شأنه ما قصَّ الله.

١٤١ ـ عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: كان سليمان أعلم من آصف وكان موسى أعلم من الذي اتبعه.

١٤٢ ـ في أصول الكافي أحمد بن محمد ومحمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن إبراهيم بن إسحق الأحمر عن عبد الله بن حماد عن سيف التمار، قال: كنا مع أبي عبد اللهعليه‌السلام جماعة من الشيعة في الحجر، فقال: علينا عين، فالتفتنا يمنة ويسرة فلم نر أحدا، فقلنا: ليس علينا عين، فقال: ورب الكعبة ورب البيت ثلاث مرات لو كنت بين موسى وخضر لأخبرتهما أنّي أعلم منهما وأنبأتهما بما ليس في أيديهما لأن موسى والخضرعليهما‌السلام أعطيا علم ما كان، ولم يعطيا علم ما يكون وما هو كائن حتّى تقوم الساعة وقد ورثناه من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وراثة.

١٤٣ ـ أبو على الأشعرى عن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى عن حمران بن أعين قال: قلت لأبى جعفرعليه‌السلام : ما موضع العلماء؟ قال: مثل ذي القرنين وصاحب موسى.

١٤٤ ـ عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حمّاد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن الحارث بن المغيرة، قال: قال أبو جعفرعليه‌السلام : إنّ عليّاعليه‌السلام كان محدّثا، فقلت: فيقول نبيٌّ، قال: فحرك بيده هكذا ثمّ قال: أو كصاحب سليمان أو كصاحب موسى، أو كذي القرنين، أو ما بلغكم أنّه قال: وفيكم مثله.

١٤٥ ـ عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أذينة عن بريد بن معاوية عن أبي جعفر

٢٧٥

وأبي عبد اللهعليهما‌السلام قال: قلت له: ما منزلتكم ومن تشهون ممن مضى؟ قال: صاحب موسى وذو القرنين كانا عالمين ولم يكونا نبيين.

١٤٦ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن حارث بن المغيرة عن حمران بن أعين قال: قال أبو جعفرعليه‌السلام : إنّ عليّاعليه‌السلام كان محدثا، فخرجت إلى أصحابى فقلت: جئتكم بعجيبة، فقالوا: وما هي؟ قلت: سمعت أبا جعفر يقول: كان عليٌّعليه‌السلام محدثا، فقالوا: ما صنعت شيئا ألآ سألته من كان يحدّثه؟ فرحت إليه فقلت: إنّي حدّثت أصحابى بما حدّثني، فقالوا: ما صنعت شيئا ألآ سألته من كان يحدّثه؟ فقال لي: يحدّثه ملك، قلت: تقول انه نبي؟ فحرك يده هكذا أو كصاحب سليمان أو كصاحب موسى، أو كذي القرنين أو ما بلغكم أنّه قال: وفيكم مثله.

١٤٧ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى جعفر بن محمد بن عمارة عن أبيه عن جعفر بن محمدعليه‌السلام أنّه قال: إنّ الخضر كان نبيا مرسلا بعثه الله تبارك وتعالى إلى قومه، فدعاهم إلى توحيده والإقرار بأنبيائه ورسله وكتبه، وكانت آيته انه كان لا يجلس على خشبة يابسة، ولا أرض بيضاء إلّا أزهرت خضرا، وانما سمى خضرا لذلك وكان اسمه تاليا بن ملكان بن عامر بن أرفخش د بن سام بن نوحعليه‌السلام .

١٤٨ ـ في تفسير العيّاشي عن حفص بن البختري عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول موسى لفتاه: «آتنا غدائنا» وقوله:( رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ) فقال: إنّما عنى الطعام، فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : إنّ موسى لذو جوعات.

١٤٩ ـ عن ليث بن سليم عن أبي جعفرعليه‌السلام شكى موسى إلى ربه الجوع في ثلثة مواضع:( آتِنا غَداءَنا لَقَدْ لَقِينا مِنْ سَفَرِنا هذا نَصَباً، لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً ) ( ، رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ) فقال: إنّما عنى الطعام.

١٥٠ ـ في عيون الاخبار باسناده إلى محمد بن أبي عباد قال: سمعت الرضاعليه‌السلام يقول يوما: يا غلام آتنا الغداء، فكأني أنكرت ذلك، فبين الإنكار في فقرأ

٢٧٦

( قالَ لِفَتاهُ آتِنا غَداءَنا ) فقلت: الأمير أعلم الناس وأفضلهم.

١٥١ ـ في تفسير العيّاشي عن عبد الرحمن بن سيابة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ موسى صعد المنبر وكان منبره ثلث مراق(١) فحدّث نفسه أنَّ الله لم يخلق خلقا أعلم منه، فأتاه جبرئيل فقال له: انك قد ابتليت وأنزله فان في الأرض من هو أعلم منك فأطلبه، فأرسل إلى يوشع إنّي قد ابتليت فاصنع لنا زادا وانطلق بنا واشترى حوتا من حيتان الحية فأخرج بآذربيجان ثم شواه، ثم حمله في مكتل، ثم انطلقا يمشيان فانتهيا إلى شيخ مستلق معه عصاه، موضوعة إلى جانبه وعليه كساء إذا قنع رأسه خرجت رجلاه، وإذا غطى رجليه خرج رأسه، قال: فقام موسى يصلى وقال ليوشع: احفظ على، قال: فقطرت قطرة من الماء(٢) في المكتل، فاضطرب الحوت، ثم جعل يثب من المكتل، قال: وهو قوله:( وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ ) سربا قال: ثمَّ إنّه جاء طير فوقع على ساحل البحر ثم أدخل منقاره، فقال: يا موسى ما أخذت من علم ربك ما حمل ظهر منقاري من جميع البحر، قال: ثم قام يمشى فتبعه يوشع.

قال موسى وقد نسي الزبيل(٣) يوشع، وانما أعيى حيث جاوز الوقت فيه، فقال:( آتِنا غَداءَنا لَقَدْ لَقِينا مِنْ سَفَرِنا هذا نَصَباً ) إلى قوله:( فِي الْبَحْرِ عَجَباً ) قال فرجع موسى يقص أثره حتّى انتهى إليه وهو على حاله مستلق فقال له موسى: السلام عليك فقال السلام عليك يا عالم بنى إسرائيل، قال: ثم وثب فأخذ عصاه بيده، قال: فقال له موسى: إنّي قد أمرت «ان( أَتَّبِعُكَ عَلى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً ) فقال كما قصَّ عليكم:( إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً ) قال: فانطلقا حتّى انتهيا إلى معبر(٤) فلما نظر إليهم أهل المعبر قالوا: والله لا نأخذ من هؤلاء أجرا اليوم، فحمل عليهم فلما ذهبت السفينة كثرت الماء خرقها قال له موسى كما أخبرتم، ثم قال:( أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً قالَ لا تُؤاخِذْنِي بِما نَسِيتُ وَلا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً ) .

__________________

(١) مراق جمع المرقاة ـ بفتح الميم وكسرها ـ: الدرجة.

(٢) وفي المصدر «من السماء» بدل «من الماء».

(٣) الزبيل: الزنبيل.

(٤) المعبر: ما عبر به النهر والمراد هنا السفينة.

٢٧٧

قال: وخرجا على ساحل البحر فاذا غلام يلعب مع غلمان عليه قميص حرير أخضر، في أذنيه درتان فتوركه العالم(١) فذبحه قال له موسى:( أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُكْراً ) قال( فَانْطَلَقا حتّى إِذا أَتَيا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَما أَهْلَها فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُما فَوَجَدا فِيها جِداراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقامَهُ قالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً ) خبزا نأكله فقد جعنا، قال: وهي قرية على ساحل يقال له ناصرة، وبها سمى النصارى نصارى فلم يضيفوهما ولم يضيفوا بعد هما أحدا حتّى تقوم الساعة، وكان مثل السفينة فيكم وفينا ترك الحسين البيعة لمعاوية، وكان مثل الغلام فيكم قول الحسن بن عليّ لعبد الله ابن على: لعنك الله من كافر، فقال له: قد قتلته يا أبا محمد، وكان مثل الجدار فيكم على والحسن والحسين(٢)

__________________

(١) أي جعله على وركه معتمدا عليها.

(٢) قال المجلسي (ره) في بيان الحديث: اما كون ترك الحسينعليه‌السلام البيعة لمعاوية لعنه الله شبيها بخرق السفينة لأنهعليه‌السلام بترك البيعة مهد لنفسه المقدسة الشهادة، وبها انكسرت سفينة أهل البيت صلوات الله عليهم وكان فيها مصالح عظيمة. منه: ظهور كفر بني أميّة وجورهم على الناس. وخروج الخلق عن طاعتهم. ومنها: ظهور حقيقة أهل البيتعليهم‌السلام وإمامتهم إذ لو بايعه الحسينعليه‌السلام أيضا لظن أكثر الناس وجوب متابعة خلفاء الجور وعدم كونهمعليهم‌السلام ولاة الأمر. ومنها: أنْ بسبب ذلك صار من بعده من الائمةعليهم‌السلام آمنين مطمئنين ينشرون العلم بين الناس إلى غير ذلك من المصالح التي لا يعلمها غيرهم، ولو كان ما ذكره المورخون من بيعتهعليه‌السلام له أخيرا حقا كان المراد ترك البيعة ابتداء، ولا يبعد أنْ يكون في الأصل يزيد بن معاوية فسقط السقاط الملعون هو وأبوه، واما ما تضمن من قول الحسنعليه‌السلام لعبد الله بن عليّ فيشكل توجيهه لأنه كان من السعداء الذين استشهدوا مع الحسين صلوات الله عليه على ما ذكره المفيد وغيره، والقول بأنهعليه‌السلام علم انه لو بقي بعد ذلك ولم يستشهد مع الحسينعليه‌السلام ردا على المفيد، وذكر صاحب المقاتل وغيره انه صار إلى المختار، فسئل أنْ يدعو إليه ويجعل الأمر له فلم*

٢٧٨

١٥٢ ـ في مجمع البيان سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: أخبرنى أبي بن كعب قال: خطبنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: إنّ موسى قام خطيبا في بنى إسرائيل فسئل أي الناس أعلم؟ قال: أنا فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم اليه، فأوحى الله إليه أنَّ لي عبدا، بمجمع البحرين هو أعلم منك، قال موسى: يا رب فكيف لي به؟ قال: تأخذ معك حوتا فتجعله في مكتل، ثم انطلق وانطلق معه فتاه يوشع بن نون حتّى إذا أتيا الصخرة وضعا رؤسهما فناما، واضطرب الحوت في المكتل فخرج منه، فسقط في البحر( فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَباً ) وأمسك الله عن الحوت جرية الماء، فصار عليه مثل الطاق، فلما استيقظ نسي صاحبه أنْ يخبر بالحوت، فانطلقا بقية يومهما وليلتهما حتّى إذا كان من الغد، قال موسى لفتاه آتنا غدائنا( لَقَدْ لَقِينا مِنْ سَفَرِنا هذا نَصَباً، قالَ ) : ولم يجد موسى النصب حتّى جاوز المكان الذي أمر الله تعالى به فقال فتاه:( أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنا إلى الصَّخْرَةِ ) الآية قال: وكان للحوت سربا، ولموسى وفتيه عجبا، فقال موسى: «ذلك ما كنا نبغى» الآية قال: رجعا يقصان الأثر حتّى انتهيا إلى الصخرة، فوجدا رجلا مسجى بثوب، فسلم عليه موسى فقال الخضر: وأنى بأرضك السلام، قال: أنا موسى، قال: موسى بنى إسرائيل؟ قال نعم أتيتك «لتعلمني( مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً قالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً ) يا موسى إنّي على علم من الله لا تعلمه علمنيه، وأنت على علم من الله علمك لا أعلمه أنا، فقال له موسى:( سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللهُ صابِراً وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْراً ) فقال الخضر:( فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْئَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حتّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً فَانْطَلَقا ) يمشيان على

__________________

* يفعل، فخرج ولحق بمصعب بن الزبير فقتل في الوقعة وهو لا يعرف. قوله: «فقال له» أي أمير المؤمنينعليه‌السلام «قد قتلته» أي سيقتل بسبب لعنك أو هذا اخبار بأنه سيقتل كما قتل الخضر الغلام لكفره واما مثل الجدار فلعل المراد أنَّ الله تعالى كما حفظ العلم تحت الجدار للغلامين بصلاح أبيهما فكذلك حفظ العلم لصلاح على والحسن والحسينعليهم‌السلام في أولادهم إلى أنْ يظهره القائم للخلق أو حفظ الله علم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بأمير المؤمنين للحسنين صلوات الله عليهم فأقام عليّاعليه‌السلام للخلافة بعد أنْ أصابه ما اصابه من المخالفين والله يعلم.

٢٧٩

ساحل البحر فمرّت سفينة وكلّموهم أنْ يحملوهم، فعرفوا الخضر فحملوه بغير قول.

فلما( رَكِبا فِي السَّفِينَةِ ) لم يفجأ إلّا والخضر قد قلع لوحا من ألواح السفينة بالقدوم(١) فقال له موسى: قوم حملونا بغير قول، عمدت إلى سفينتهم «فخرقتها( لِتُغْرِقَ أَهْلَها لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً قالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً قالَ لا تُؤاخِذْنِي بِما نَسِيتُ وَلا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً ) قال: وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : كانت الاولى من موسى نسيانا، قال: وجاء عصفور فوقع على جوف السفينة فنقر في البحر نقرة، فقال له الخضر: ما علمي وعلمك من علم الله إلّا مثل ما نقص هذا العصفور من هذا البحر.

ثم خرجا من السفينة فبينا هما يمشيان على الساحل إذ ابصر الخضر غلاما يلعب بين الغلمان، فأخذ الخضر رأسه بيده فاقتطعه فقتله، فقال له موسى:( أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُكْراً قالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً ) قال: وهذا أشد من الاول( قالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَها فَلا تُصاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ ) إلى قوله:( يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ ) كان مايلا، فقال الخضر(٢) بيده فأقامه، فقال موسى: قوم قد اتيناهم ولم يضيفونا، «فلو( شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً قالَ هذا فِراقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ ) فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : وددنا أنَّ موسى كان صبر حتّى يقصَّ علينا من خبرهما.

١٥٣ ـ في مصباح الشريعة قال الصادقعليه‌السلام : والصبر ما أوله مر وآخره حلو فمن دخله من أواخره فقد دخل، ومن دخله من أوائله فقد خرج، ومن عرف قدر الصبر لا يصبر عما منه الصبر، قال الله تعالى في قصة موسى والخضرعليهما‌السلام و( كَيْفَ تَصْبِرُ عَلى ما لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً ) .

١٥٤ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى جعفر بن محمد بن عمارة عن أبيه عن جعفر بن محمّدعليهما‌السلام أنّه قال: إنّ موسى بن عمران، لما كلمه الله تكليما وأنزل عليه التورية، وكتب( لَهُ فِي الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ ) ، وجعل

__________________

(١) القدوم: آلة النجر والنحت.

(٢) أي أشار.

٢٨٠

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643