تفسير نور الثقلين الجزء ٣

تفسير نور الثقلين6%

تفسير نور الثقلين مؤلف:
المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 643

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 643 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 266621 / تحميل: 8766
الحجم الحجم الحجم
تفسير نور الثقلين

تفسير نور الثقلين الجزء ٣

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

١٥٥ ـ في محاسن البرقي عنه عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن حماد بن عثمان وغيره عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إلى الرَّحْمنِ وَفْداً ) قال: يحشرون على النجائب.

١٥٦ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم حدّثنا جعفر بن أحمد عن عبد الله بن موسى عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قولهعزوجل :( لا يَمْلِكُونَ الشَّفاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ ) الرحمان عهدا قال: لا يشفع ولا يشفع لهم ولا يشفعون( إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً ) إلّا من أذن له بولاية أمير المؤمنين والائمة من بعده صلوات الله عليه وعليهم فهو العهد عند الله.

١٥٧ ـ حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن سليمان بن جعفر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام عن آبائهعليهم‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من لم يحسن وصيته عند موته كان نقصا في مروته، قلت: يا رسول الله وكيف يوصى عند الموت؟ قال: إذا حضرته الوفاة واجتمع الناس إليه قال: أللهمّ فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم، انّي أعهد إليك في دار الدنيا انّي أشهد أن لا إله إلّا أنت وحدك لا شريك لك، وان محمدا عبدك ورسولك، وان الجنة حق وان النار حق وان البعث حق والحساب حق والقدر والميزان حق، وان الدين كما وصفت وان السلام كما شرعت، وان القول كما حدثت وان القرآن كما أنزلت، وانك أنت الله الحق المبين، جزى الله محمدا خير الجزاء وحيا الله محمدا وآل محمد بالسلام، أللهمّ يا عدتي عند كربتي ويا صاحبي عند شدتي ويا وليي في نعمتي: إلهي وآله آبائي لا تكلني إلى نفسي طرفة عين، فانك ان تكلني إلى نفسي أقرب من الشر وأبعد من الخير، فآنس في القبر وحشتي، واجعل لي عهدا يوم ألقاك منشورا، ثم يوصى بحاجته وتصديق هذه الوصية في سورة مريمعليها‌السلام في قولهعزوجل :( لا يَمْلِكُونَ الشَّفاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً ) فهذا عهد الميت والوصية حق على كل مسلم أن يحفظ هذه الوصية ويتعلمها، وقال عليعليه‌السلام : علمنيها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقال: علمنيها جبرئيلعليه‌السلام .

٣٦١

وفي الكافي وتهذيب الأحكام مثل هذه الوصية سواء.

١٥٨ ـ في جوامع الجامع وعن ابن مسعود أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال لأصحابه ذات يوم أيعجز أحد كم ان يتخذ عند كل صباح ومساء عند الله عهدا؟ قالوا: وكيف ذاك؟ قال: يقول: أللهمّ فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة انّي أعهد إليك بأنى اشهد أن لا إله إلّا أنت وحدك لا شريك لك، وأن محمدا عبدك ورسولك، وانك ان تكلني إلى نفسي تقربني من الشر وتباعدني من الخير، وانى لا أثق إلّا برحمتك فاجعل لي عندك عهدا توفينيه يوم القيمة، انك لا تخلف الميعاد، فاذا قال ذلك طبع عليه بطابع ووضع تحت العرش، فاذا كان يوم القيامة نادى مناد: اين الذين لهم عند الله عهد؟ فيدخلون الجنة.

١٥٩ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن الحسن بن عبد الرحمن عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قلت: قوله:( لا يَمْلِكُونَ الشَّفاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً ) قال: إلّا من دان الله بولاية أمير المؤمنين والائمة من بعده، فهو العهد عند الله.

١٦٠ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم حدّثنا جعفر بن أحمد عن عبد الله بن موسى عن الحسن بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قلت: قوله:عزوجل :( وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً ) قال هذا حيث قالت قريش: إنّ للهعزوجل ولدا، وان الملائكة إناث، فقال الله تبارك وتعالى ردا عليهم:( لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا ) أي عظيما تكاد السموات يتفطرن منه يعنى مما قالوه ومما رموه به و( تَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبالُ هَدًّا ) مما قالوه ومما رموه به( أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمنِ وَلَداً ) فقال الله تبارك وتعالى:( وَما يَنْبَغِي لِلرَّحْمنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمنِ عَبْداً لَقَدْ أَحْصاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَرْداً ) واحدا واحدا.

١٦١ ـ حدثني أبي عن إسحق بن الهيثم عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة عن عليٍّعليه‌السلام أنّه قال: إنّ الشجر لم يزل حصيدا كله حتّى دعا للرحمن ولد، عز الرحمن وجل أن يكون له ولد، وكادت( السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ

٣٦٢

الْجِبالُ هَدًّا ) ، فعند ذلك اقشعر الشجر وصار له شوك حذارا أن ينزل به العذاب وهذا الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٦٢ ـ وفيه متصلا بقوله: واحدا واحدا، قلت: قولهعزوجل :( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا ) قال: ولاية أمير المؤمنينعليه‌السلام هي الود الذي ذكره اللهعزوجل .

١٦٣ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن الحسن بن عبد الرحمن عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قلت: قوله:( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا ) قال: ولاية أمير المؤمنين هي الود الذي قال الله.

١٦٤ ـ في تفسير العيّاشي عن عمار بن سويد قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول في هذه الاية:( فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ ) وذكر حديثا طويلا وفي آخره: ودعا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لأمير المؤمنينعليه‌السلام في آخر صلوته رافعا بها صوته يسمع الناس يقول: أللهمّ هب لعليٍّ المودة في صدور المؤمنين، والهيبة والعظمة في صدور المنافقين فأنزل الله:( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا ) بنى امية، فقال: ركع(١) والله لصاع من تمر في شن بال(٢) أحب إلى مما سأل محمد ربه، أفلا سأله ملكا يعضده، أو كنزا يستظهر به على فاقته؟ فأنزل الله فيه عشر آيات من هود أولها:( فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ ) الاية.

١٦٥ ـ في مجمع البيان ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا ) قيل فيه أقوال: أحدها انها خاصة في علىعليه‌السلام ، فما من مؤمن إلّا وفي قلبه محبة لعليٍّعليه‌السلام عن ابن عباس، و

في تفسير أبي حمزة الثمالي حدثني أبو جعفر الباقرعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لعلى: قل أللهمّ اجعل لي عندك عهدا، واجعل لي في قلوب

__________________

(١) كناية عن أحدهما وقد مر أيضا في سورة هو دو في المصدر «رمع» وهي كلمة مقلوبة.

(٢) الشن. القربة الصغيرة.

٣٦٣

المؤمنين ودا، فقالهما فنزلت هذه الآية وروى نحوه عن جابر بن عبد الله إلى قوله.

١٦٦ ـ ويؤيد القول الاول ما صح عن أمير المؤمنينعليه‌السلام أنّه قال: لو ضربت خيشوم(١) المؤمن بسيفي هذا على أن يبغضني ما أبغضنى، ولو صببت الدنيا بجملتها على المنافق على أن يحبني ما أحبنى، وذلك انه قضى فانقضى على لسان النبي الأميصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال: لا يبغضك مؤمن ولا يحبك منافق.

١٦٧ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم واما قوله:( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا ) فانه قال الصادقعليه‌السلام كان سبب نزول هذه الآية ان أمير المؤمنين كان جالسا بين يدي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال له: قل يا عليُّ: أللهمّ اجعل لي في قلوب المؤمنين ودا، فأنزل الله:( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا ) ثم خاطب الله نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال:( فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ ) يعنى القرآن لتبشر به المتقين وتنذر قوما لدا قال: أصحاب الكلام والخصومة.

١٦٨ ـ في روضة الواعظين للمفيدرحمه‌الله قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا ) هو على و( فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا ) قال: إنّما يسره الله على لسانه حين أقام أمير المؤمنينعليه‌السلام علما فبشر به المؤمنين وأنذر به الكافرين، وهم الذين ذكرهم الله في كتابه «لدا» أي كفارا.

١٦٩ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم حدّثنا جعفر بن أحمد عن عبد الله بن موسى عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قلت: قوله تبارك وتعالى:( فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا ) قال: إنّما يسره اللهعزوجل على لسان نبيناصلى‌الله‌عليه‌وآله حين أقام أمير المؤمنين صلوات الله عليه علما فبشر به المؤمنين، وانذر به الكافرين، وهم الذين ذكرهم الله تعالى: «قوما لدا» أي كفارا قلت: قولهعزوجل :( وَكَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً ) قال: أهلك اللهعزوجل من الأمم ما لا تحصون

__________________

(١) الخيشوم أقصى الأنف.

٣٦٤

فقال: يا محمّد( هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً ) أي ذكرا والحمد لله.

١٧٠ ـ في روضة الكافي عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن علي بن أسباط عنهمعليهم‌السلام قال: فيما وعظ اللهعزوجل به عيسىعليه‌السلام : وطأ رسوم منازل من قبلك وأدعهم وناجهم( هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ ) ، وخذ موعظتك منهم، واعلم أنك ستلحقهم في اللاحقين.

٣٦٥

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: لا تدعوا قراءة سورة طه فان الله يحبها ويحب من قرأها، ومن أد من قراءتها أعطاه الله يوم القيامة كتابه بيمينه ولم يحاسبه بما عمل في الإسلام، واعطى في الآخرة من الأجر حتّى يرضى.

٢ ـ في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من قرأها اعطى يوم القيمة ثواب المهاجرين والأنصار.

٣ ـ أبو هريرة عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: إنّ الله تعالى قرأ طه ويس قبل أن يخلق آدم بألفى عام، فلما سمعت الملائكة القرآن قالوا: طوبى لامة ينزل هذا عليها، وطوبى لاجواف تحمل هذا، وطوبى لالسن تكلم بهذا.

٤ ـ وعن الحسن قال: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا يقرء أهل الجنة من القرآن إلّا يس وطه.

٥ ـ وقد روى ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله كان برفع احدى رجليه في الصلوة ليزيد تعبه، فأنزل الله تعالى:( طه ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى ) فوضعها وروى ذلك عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

٦ ـ في كتاب مقتل الحسين عليه‌السلام لأبي مخنفرحمه‌الله ان علي بن الحسينعليهما‌السلام قال لمجمع بن يزيد لعنه الله: أنا ابن من أشرقت عليه شجرة طوبى وأنا ابن من هو:( طه ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى ) .

٧ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم حدثني أبي عن القاسم بن محمد عن عليّ عن أبي بصير عن أبي عبد الله وأبي جعفرعليهما‌السلام قالا: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إذا صلى قام على أصابع رجليه حتّى تورم فأنزل الله تبارك وتعالى: «طه» بلغة طي يا محمّد( ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ

٣٦٦

الْقُرْآنَ لِتَشْقى إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشى ) .

٨ ـ في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى سفيان بن سعيد الثوري عن الصادقعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : واما «طه» فاسم من أسماء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومعناه: يا طالب الحق الهادي إليه( ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى ) بل لتسعد.

٩ ـ في أصول الكافي حميد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن وهب ابن حفص عن أبي بصير عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عند عائشة ليلتها، فقالت: يا رسول الله لم تتعب نفسك وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟

فقال: يا عائشة ألآ أكون عبدا شكورا؟ قال: وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقوم على أطراف أصابع رجليه فأنزل الله سبحانه:( طه ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى ) .

١٠ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه‌الله روى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن عليٍّعليه‌السلام قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : ولقد قام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عشر سنين على أطراف أصابعه حتّى تورمت قدماه واصفر وجهه، يقوم الليل اجمع حتّى عوتب في ذلك، فقال اللهعزوجل :( طه ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى ) بل لتسعد به

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١١ ـ في أمالي شيخ الطائفة قدس‌سره باسناده إلى ابن عباس قال: كنا جلوسا مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله إذ هبط عليه الأمين جبرئيلعليه‌السلام ، ومعه جام من البلور الأحمر مملو مسكا وعنبرا، وكان إلى جنب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عليّ بن أبي طالب وولده الحسن والحسينعليهم‌السلام ، فقال له: السلام عليك، الله يقرء عليك السلام ويحييك بعده التحية، ويأمرك أن تحيى عليّا وولديه، قال ابن عباس: فلما صارت في كف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله هلل ثلاثا وكبر ثلاثا، ثم قال بلسان ذرب(١) طلق يعنى الجام:( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ طه ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى ) والحديث طويل أخذنا منه هذه الكرامة.

١٢ ـ في كتاب التوحيد عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل وفيه قال السائل :

__________________

(١) لسان ذرب: فصيح.

٣٦٧

فقوله:( الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى ) قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : بذلك وصف نفسه وكذلك هو مستول على العرش، باين من خلقه من غير أن يكون العرش حاملا له، ولا أن يكون العرش حاويا له، ولا أن يكون العرش ممتازا له، ولكنا نقول: هو حامل العرش وممسك العرش، ونقول من ذلك ما قال:( وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ ) فثبتنا من العرش والكرسي ما ثبته، ونفينا أن يكون العرش أو الكرسي حاويا وأن يكونعزوجل محتاجا إلى مكان أو إلى شيء مما خلق، بل خلقه محتاجون اليه.

١٣ ـ وفيه خطبة عجيبة لأمير المؤمنينعليه‌السلام وفيها: والمستوى على العرش بلا زوال.

١٤ ـ وفيه عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حديث طويل يذكر فيه عظمة الله جل جلاله يقول فيهصلى‌الله‌عليه‌وآله بعد ان ذكر الأرضين السبع، ثم السموات السبع، والبحر المكفوف، وجبال البرد، وحجب النور والهواء الذي تحار فيه القلوب: وهذه السبع والبحر المكفوف، وجبال البرد والهواء والحجب والكرسي عند العرش كحلقة في فلاة قي(١) ثم تلا هذه الاية:( الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى ) ما تحمله الاملاك إلّا بقول لا إله إلّا الله ولا حول ولا قوة إلّا بالله، في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن صفوان عن خلف بن حماد عن الحسين بن زيد الهاشم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله مثله إلى قوله: استوى.

١٥ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى محمد بن مازن ان أبا عبد اللهعليه‌السلام سئل عن قول اللهعزوجل :( الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى ) «فقال استوى من كل شيء فليس شيء أقرب إليه من شيء. وفي تفسير عليّ بن إبراهيم مثله.

١٦ ـ أبيرحمه‌الله قال: حدّثنا سعد بن عبد الله عن محمد بن الحسن عن صفوان ابن يحيى عن عبد الرحمن بن الحجاج قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى ) فقال: استوى من كل شيء. فليس شيء أقرب اليه

__________________

(١) القى ـ بكسر القاف ـ: قفر الأرض والخلاء.

٣٦٨

من شيء، لم يبعد منه بعيد ولم يقرب منه قريب، استوى من كل شيء وفي الكافي مثله سواء.

١٧ ـ وباسناده إلى زادان عن سلمان الفارسي حديث طويل يذكر فيه قدوم الجاثليق المدينة مع مأة من النصارى بعد قبض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وسؤاله أبا بكر عن مسائل لم يجبه عنها، ثم أرشد إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام فسأله عنها فأجابه، فكان فيما سأله أن قال له: أخبرنى عن ربك أيحمل أو يتحمل؟ فقال علىعليه‌السلام : إنّ ربنا جل جلاله يحمل ولا يحمل قال النصراني: وكيف ذلك ونحن نجد في الإنجيل:( وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ ) فقال علىعليه‌السلام : إنّ الملائكة تحمل العرش وليس العرش كما تظن كهيئة السرير، ولكنه شيء محدود مخلوق مدبر وربكعزوجل مالكه، لا أنه عليه ككون الشيء على الشيء، وأمر الملائكة بحمله، فهم يحملون العرش بما أقدرهم عليه، قال النصراني: صدقت يرحمك الله.

١٨ ـ وباسناده إلى الحسن بن موسى الخشاب عن بعض رجاله رفعه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام انه سئل عن قول اللهعزوجل :( الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى ) فقال: استوى من كل شيء، فليس شيء أقرب إليه من شيء.

١٩ ـ وباسناده إلى أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من زعم ان اللهعزوجل من شيء أو في شيء أو على شيء فقد كفر، قلت: فسر لي: قال: اعنى بالحواية من الشيء له أو بإمساكه له أو من شيء سبقه.

٢٠ ـ وفي رواية اخرى قال: من زعم ان الله من شيء فقد جعله محدثا، ومن زعم ان الله في شيء فقد جعله محصورا، ومن زعم انه على شيء فقد جعله محمولا.

٢١ ـ وباسناده إلى مقاتل بن سليمان قال: سألت جعفر بن محمدعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى ) فقال استوى من كل شيء فليس شيء أقرب إليه من شيء.

٢٢ ـ وباسناده إلى الحسن بن محبوب عن حماد قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام :

٣٦٩

كذب من زعم ان اللهعزوجل من شيء أو في شيء أو على شيء.

٢٣ ـ وباسناده إلى محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من زعم ان الله من شيء أو في شيء أو على شيء فقد أشرك، ثم قال: من زعم ان الله من شيء فقد جعله محدثا، ومن زعم انه في شيء فقد زعم انه محصور، ومن زعم انه على شيء فقد جعله محمولا.

٢٤ ـ وباسناده إلى حنان بن سدير قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن العرش والكرسي فقال: إنّ للعرش صفات كثيرة مختلفة، له في كل سبب وضع في القرآن صفة على حدة، فقوله:( رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ) يقول: الملك العظيم، وقوله:( الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى ) يقول: على الملك احتوى، وهذا ملك الكيفوفية في الأشياء، ثم العرش في الوصل منفرد من الكرسي لأنهما بابان من أكبر أبواب الغيوب، وهما جميعا غيبان، وهما في الغيب مقرونان، لان الكرسي هو الباب الظاهر من الغيب الذي منه يطلع البدع، ومنه الأشياء كلها، والعرش هو الباب الباطن الذي يوجد فيه علم الكيف والكون والقدر والحد والأين والمشية، وصفة الارادة وعلم الألفاظ والحركات، والترك وعلم العود والبدا، فهما في العلم بابان مقرونان، لان ملك العرش سوى ملك الكرسي، وعلمه أغيب من علم الكرسي، فمن ذلك قال:( رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ) أي صفته أعظم من صفة الكرسي، وهما في ذلك مقرونان.

٢٥ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى الحسن بن عبد الله عن آبائه عن جده الحسن بن عليّ بن أبي طالبعليهم‌السلام قال: جاء نفر من اليهود إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فسألوه عن أشياء فكان فيما سألوه عنه ان قال له أحدهم: لم صار البيت المعمور مربعا؟ قال: لأنه بحذاء العرش، فقيل له: ولم صار العرش مربعا؟ قال لان الكلمات التي بنى عليها أربع: سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله أكبر والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٦ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه‌الله عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل وفيه قوله:( الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى ) يعنى استوى تدبيره وعلا أمره.

٣٧٠

٢٧ ـ وعن الحسن بن راشد قال: سئل أبو الحسن موسىعليه‌السلام عن قول الله:( الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى ) فقال: استولى على ما دق وجل.

٢٨ ـ في أصول الكافي خطبة مروية عن أمير المؤمنينعليه‌السلام وفيها: والمستوى على العرش بغير زوال.

٢٩ ـ في كتاب الخصال في سؤال بعض اليهود عليّاعليه‌السلام عن الواحد إلى المأة قال له اليهودي: فربك يحمل أو يحمل؟ قال: إنّ ربي يحمل كل شيء بقدرته، ولا يحمله شيء، قال: فكيف قولهعزوجل :( وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ ) ؟ قال: يا يهودي ألم تعلم أن لله ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى فكل شيء على الثرى والثرى على القدرة، والقدرة تحمل كل شيء.

٣٠ ـ في كتاب التوحيد حديث طويل عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يذكر فيه عظمة الله جل جلاله وفيه يقولعليه‌السلام بعد ان ذكر الأرضين السبع وما فيهن وما عليهن: والسبع ومن فيهن ومن عليهن، على ظهر الديك كحلقة في فلاة قي، والديك له جناح بالمشرق وجناح بالمغرب، ورجلاه بالتخوم والسبع، والديك بمن فيه ومن عليه على الصخرة كحلقة في فلاة قي، والسبع والديك والصخرة بمن فيها ومن عليها على ظهر الحوت كحلقة في فلاة قي، والسبع والديك والصخرة والحوت عند البحر المظلم كحلقة في فلاة قي، والسبع والديك والصخرة والحوت والبحر المظلم عند الهواء كحلقة في فلاة قي، والسبع والديك والصخرة والحوت والبحر المظلم والهواء عند الثرى كحلقة في فلاة قي، ثم تلا هذه الاية:( لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَما تَحْتَ الثَّرى ) ثم انقطع الخبر.

في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن صفوان عن خلف بن حماد عن الحسين بن زيد الهاشمي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله مثله.

٣١ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى محمد بن يعقوب عن علي بن محمد باسناده رفعه قال: قال عليٌّعليه‌السلام ليهودى وقد سأله عن مسائل: اما قرار هذه الأرض

٣٧١

لا يكون إلّا على عاتق ملك، وقدما ذلك الملك على صخرة. والصخرة على قرن ثور والثور قوائمه على ظهر الحوت، والحوت في اليم الأسفل، واليم على الظلمة، والظلمة على العقيم، والعقيم على الثرى، وما يعلم تحت الثرى إلّا الله تعالى، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٢ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم حدثني أبي عن علي بن مهزيار عن العلاء المكفوف عن بعض أصحابه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سئل عن الأرض على أي شيء هي؟ قال: على الحوت، قيل له: فالحوت على أي شيء هو؟ قال: على الماء، فقيل له: الماء على أي شيء هو؟ قال: على الثرى قيل له: فالثرى على أي شيء هو؟ قال: عند ذلك انقضى علم العلماء.

٣٣ ـ محمد بن أبي عبد الله عن سهل عن الحسن بن محبوب عن جميل بن صالح عن أبان بن تغلب قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن الأرض على أي شيء هي؟ قال: على الحوت: قلت: فالحوت على أي شيء هو؟ قال: على الماء، قلت: فالماء على أي شيء هو؟ قال: على الصخرة، قلت: فعلى أي شيء الصخرة؟ قال: على قرن ثور أملس، قلت فعلى أي شيء الثور؟ قال: على الثرى؟ قلت: فعلى أي شيء الثرى؟ قال: هيهات هيهات عند ذلك ضل علم العلماء.

في روضة الكافي محمد بن أحمد عن ابن محبوب عن جميل بن صالح عن أبان بن تغلب عن أبي عبد اللهعليه‌السلام مثله.

٣٤ ـ في بصائر الدرجات أحمد بن محمد وعبد الله بن عامر عن محمد بن سنان عن محمد الجعفي قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول ـ وقد ذكر أئمة الهدىعليهم‌السلام ـ: جعلهم الله أركان الأرض أن تميد بأهلها، والحجة البالغة على من في الأرض ومن تحت الثرى.

٣٥ ـ في أصول الكافي باسناده إلى المفضل بن عمر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل يذكر فيه الائمةعليهم‌السلام وفيه: جعلهم الله أركان الأرض أن تميد بأهلها، وحجته البالغة على من فوق الأرض ومن تحت الثرى.

٣٦ ـ وباسناده إلى سعيد الأعرج عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل يذكر فيه حال الائمةعليهم‌السلام وفيه: جعلهم الله أركان الأرض أن تميد بهم، والحجة البالغة

٣٧٢

على من فوق الأرض ومن تحت الثرى.

٣٧ ـ في كتاب معاني الأخبار حدّثنا محمد بن عليّ ما جيلويه رضى الله عنه قال: حدثني عمى محمد بن أبي القاسم عن محمد بن عليّ الكوفي قال: حدثني موسى بن سعدان الحناط عن عبد الله بن القاسم عن عبد الله بن مسكان عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل : يعلم السر وأخفى قال: السر ما أكننته(١) في نفسك وأخفى ما خطر ببالك ثم أنسيته.

٣٨ ـ في مجمع البيان وروى عن السيدين الباقر والصادقعليهما‌السلام : السر ما أخفيته في نفسك، وأخفى ما خطر ببالك ثم أنسيته.

٣٩ ـ له الأسماء الحسنى روى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال: إنّ لله سبحانه تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة.

٤٠ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( آتِيكُمْ مِنْها بِقَبَسٍ ) يقول: آتيكم بقبس من النار تصطلون من البرد( أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدىً ) كان قد اخطأ الطريق يقول:( أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ ) طريقا.

٤١ ـ وفيه وقولهعزوجل : فاخلع نعليك قال: كانتا من جلد حمار ميت.

٤٢ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سعد بن عبد الله القمى عن الحجة القائمعليه‌السلام حديث طويل وفيه: قلت فأخبرنى يا بن رسول الله عن أمر الله لنبيه موسى:( فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ ) فان فقهاء الفريقين يزعمون انها كانت من إهاب الميتة؟ قال صلوات الله عليه: من قال ذلك فقد افترى على موسىعليه‌السلام ، واستجهله في نبوته، لأنه ما خلا الأمر فيها من خطيئتين: اما ان تكون صلوة موسى فيها جائزة أو غير جائزة، فان كانت صلوته جائزة جاز له لبسها في تلك البقعة إذا لم تكن مقدسة، وان كانت مقدسة مطهرة فليست بأقدس وأطهر من الصلوة، وان كانت صلوته غير جائزة فيها فقد أوجب على موسىعليه‌السلام انه لم يعرف

__________________

(١) وفي نسخة «ما أسكنته» مكان «أكننته».

٣٧٣

الحلال من الحرام، وعلم ما جاز فيه الصلوة وما لم يجز وهذا كفر، قلت: فأخبرنى يا مولاي عن التأويل فيها، قال صلوات الله عليه: إنّ موسى ناجى ربه بالواد المقدس فقال: يا ربّ إنّي قد أخلصت لك المحبّة منّى، وغسلت قلبي عمّن سواك، وكان شديد الحب لأهله، فقال الله تعالى: «اخلع نعليك» أي إنزع حبّ أهلك من قلبك ان كانت محبتك لي خالصة، وقلبك من الميل إلى من سواي مغسول.

٤٣ ـ وروى انه أمر بخلعهما لأنهما كانا من جلد حمار ميت.

٤٤ ـ وروى في قولهعزوجل :( فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ ) أي خوفيك: خوفك من ضياع أهلك، وخوفك من فرعون(١) .

٤٥ ـ وروى عن الصادقعليه‌السلام انه قال لبعض أصحابه: كن لما لا ترجو أرجى منك لما ترجو، فان موسى بن عمران خرج ليقبس لأهله نارا، فرجع إليهم وهو رسول نبي.

٤٦ ـ في مجمع البيان وقال الصادقعليه‌السلام حدثني أبي عن جدي عن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: كن لما لا ترجو أرجى منك لما ترجو، فان موسى بن عمران خرج يقتبس لأهله نارا، فكلمه اللهعزوجل فرجع نبيا، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤٧ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى عبد الله بن يزيد بن سلام انه سأل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: أخبرنى عن الوادي المقدس؟ فقال: لأنه قدست فيه الأرواح واصطفيت فيه الملائكة، وكلم اللهعزوجل موسى تكليما، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤٨ ـ في من لا يحضره الفقيه وسئل الصادقعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً ) قال: كانتا من جلد حمار ميت.

٤٩ ـ في الخرائج والجرائح قال علي بن أبي حمزة: كنت مع موسىعليه‌السلام بمنى ثم مضى إلى دار بمكة فأتيته وقد صلى المغرب، فدخلت عليه فقال:( فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ )

__________________

(١) «روى في كتاب العلل هذين الحديثين اعنى: كونهما من جلد حمار ميت، وقوله: أي خوفيك إلى آخره مسندين عن الصادقعليه‌السلام إلّا انه في كتاب العلل: يعنى ارفع خوفيك يعنى خوفه من ضياع أهله فقد خلفها بمخض، وخوفه من فرعونه ـ منه (ره)» (عن هامش بعض النسخ)

٣٧٤

فخلعت نعلى وجلست معه والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٥٠ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد ومحمد ابن خالد جميعا عن القاسم بن عروة عن عبيد بن زرارة عن أبيه عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: إذا فاتتك صلوة فذكرتها في وقت أخرى فان كنت تعلم انك إذا صليت التي فاتتك كنت من الاخرى في وقت فابدأ بالتي فاتتك، فان اللهعزوجل : يقول: أقم الصلوة لذكرى وان كنت تعلم انك إذا صليت التي فاتتك، التي بعدها فابدأ بالتي أنت في وقتها، فصلها ثم أقم الاخرى.

٥١ ـ في مجمع البيان وقيل: معناه أقم الصلوة متى ذكرت ان عليك صلوة كنت في وقتها أم لم تكن عن أكثر المفسرين وهو المروي عن أبي جعفرعليه‌السلام ويعضده ما رواه انس عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من نسي صلوة فليصلها إذا ذكرها لا كفارة لها غير ذلك، وقرأ: أقم الصلوة لذكرى رواه مسلم في الصحيح.

٥٢ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم ( وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي ) قال: إذا نسيتها ثم ذكرتها فصلها.

٥٣ ـ وفيه وقال عليّ بن إبراهيم في قوله:( إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكادُ أُخْفِيها ) قال: من نفسي، هكذا نزلت، قلت: كيف يخفيها من نفسه؟ قال: جعلها من غير وقت.

٥٤ ـ في مجمع البيان وروى عن ابن عباس «أكاد أخفيها من نفسي» وهي كذلك في قراءة أبي وروى ذلك عن الصادقعليه‌السلام .

٥٥ ـ في جوامع الجامع وفي مصحف أبي «أكاد أخفيها من نفسي» وروى ذلك عن الصادقعليه‌السلام .

٥٦ ـ في كتاب طب الائمةعليهم‌السلام باسناده إلى جابر الجعفي عن الباقرعليه‌السلام قال: وقال اللهعزوجل : في قصة موسىعليه‌السلام ( أَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ ) يعنى من غير مرض والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة، وذكرناه هنا وان كانت آية القصص لتفسير من غير سوء وسنذكرها فيها إنشاء الله تعالى.

٣٧٥

٥٧ ـ في جوامع الجامع روى انه كانعليه‌السلام آدم، فأخرج يده من مدرعته بيضاء لها شعاع كشعاع الشمس يغشى البصر.

٥٨ ـ في مجمع البيان عن ابن عباس عن أبي ذر الغفاري قال: صليت مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يوما من الأيام صلوة الظهر، فسأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد فرفع السائل يده إلى السماء وقال: أللهمّ إنّي سألت في مسجد رسول الله فلم يعطني أحد شيئا، وكان عليٌّعليه‌السلام راكعا فأومى بخنصره اليمنى اليه، وكان يتختم فيها، فأقبل السائل حتّى أخذ الخاتم من خنصره، وذلك بعين النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فلما فرغ النبي من صلوته رفع رأسه إلى السماء وقال: أللهمّ ان أخى موسى سألك فقال:( رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي هارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي ) فأنزلت عليه قرآنا ناطقا:( سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُما ) أللهمّ وأنا محمد نبيك وصفيك أللهمّ فاشرح صدري، ويسر لي أمرى، واجعل لي وزيرا من أهلى، عليّا اشدد به ظهري، قال أبو ذر: فو الله ما استتم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الكلمة حتّى نزل عليه جبرئيل من عند الله، فقال: يا محمّد اقرأ، قال: وما اقرأ؟ قال: اقرأ:( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ ) الاية.

٥٩ ـ في قرب الاسناد للحميري باسناده إلى جعفر بن محمد عن أبيهعليهما‌السلام قال: وقف النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بمعرج ثم قال: أللهمّ ان عبدك دعاك فاستجبت له، وألقيت عليه محبة منك، وطلب منك أن تشرح له صدره وتيسر له أمره وتجعل له وزيرا من أهله وتحل العقدة من لسانه، وأنا اسألك بما سألك به عبدك موسى ان تشرح به صدري وتيسر لي أمرى، وتجعل لي وزيرا من أهلى عليّا أخى.

٦٠ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى هشام بن سالم قال: قلت للصادق جعفر بن محمدعليهما‌السلام : الحسن أفضل أم الحسين؟ فقال: الحسن أفضل من الحسين. قلت: فكيف صارت الامامة من بعد الحسين في عقبه

٣٧٦

دون ولد الحسن؟ فقال: إنّ الله تبارك وتعالى لم يرد بذلك إلّا أن يجعل سنة موسى وهارون جارية في الحسن والحسينعليهما‌السلام ، ألا ترى انهما كانا شريكين في النبوة كما كان الحسن والحسين شريكين في الامامة وان اللهعزوجل جعل النبوة في ولد هارون ولم تجعلها في ولد موسى، وان كان موسى أفضل من هارونعليهما‌السلام .

في جوامع الجامع وعن ابن عباس كان في لسان موسىعليه‌السلام رتة لما(١) روى من حديث الجمرة.

٦١ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن العلاء بن رزين عن محمد بن مسلم عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: وكان فرعون يقتل أولاد بنى إسرائيل كلما يلدون ويربى موسى ويكرمه، ولا يعلم أن هلاكه على يده، فلما درج موسى كان يوما عند فرعون فعطس موسى فقال: الحمد لله رب العالمين فأنكر فرعون ذلك عليه وقال: ما هذا الذي تقول؟ فوثب موسى على لحيته وكان طويل اللحية، فهلبها أي قلعها فألمه ألما شديدا، فهم فرعون بقتله فقالت له امرأته: هذا غلام حدث لا يدرى ما يقول وقد لطمته بلطمتك إياه، فقال فرعون: بل يدرى، فقالت له: ضع بين يديه تمرا وجمرا فان ميز بينهما فهو الذي تقول، فوضع بين يديه تمرا وجمرا وقال له: كل، فمد يده إلى التمر فجاء جبرئيلعليه‌السلام فصرفها إلى الجمر فأخذ الجمر في فيه فاحترق لسانه وصاح وبكى، فقالت آسية لفرعون: ألم أقل لك انه لم يعقل فعفا عنه.

قال الراوي: فقلت لأبي جعفرعليه‌السلام : وكان هارون أخا موسى للام وأبيه؟ قال: نعم، أما تسمع قول الله تعالى:( يَا بْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي ) ؟ فقلت: فأيهما كان أكبر سنا؟ قال: هارون، قلت: وكان الوحي ينزل عليهما جميعا؟ قال: كان الوحي ينزل على موسى وموسى يوحيه إلى هارون. فقلت له: أخبرنى عن الأحكام

__________________

(١) الرتة ـ بالضم ـ: العقدة في اللسان والعجمة في الكلام، وقيل: الرتة كالريح تمنع منه أول الكلام فاذا جاء منه انصل.

٣٧٧

والقضايا والأمر والنهى كان ذلك إليهما؟ قال: كان الذي يناجي ربه ويكتب العلم ويقضى بين بنى إسرائيل موسى، وهارون يخلفه إذا غاب من قومه للمناجاة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة، وستقف عليه بتمامه في القصص إنشاء الله تعالى.

٦٢ ـ في إرشاد المفيد رحمه‌الله أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لما أراد الخروج إلى غزوة تبوك استخلف أمير المؤمنينعليه‌السلام في أهله وولده وأزواجه ومهاجره فقال له: يا عليُّ ان المدينة لا تصلح إلّا بي أو بك، فحسده أهل النفاق وعظم عليهم مقامه فيها بعد خروج النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وعلموا أنها تتحرس به ولا يكون للعدو فيها مطمع، فساء هم ذلك لما يرجونه من وقوع الفساد والاختلاف عند خروج النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله عنها فأرجفوا بهعليه‌السلام وقالوا: لم يستخلفه رسول الله إكراما له ولا إجلالا ومودة وانما استخلفه استثقالا له، فلما بلغ أمير المؤمنينعليه‌السلام إرجاف المنافقين به أراد تكذيبهم وفضيحتهم، فلحق بالنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: يا رسول الله ان المنافقين يزعمون انك إنّما خلفتني استثقالا ومقتا فقال رسول الله: ارجع يا أخى إلى مكانك فان المدينة لا تصلح إلّا بي أو بك فأنت خليفتي في أهلى ودار هجرتي وقومي، أما ترضى أن تكون منى بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبي بعدي؟

٦٣ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن العلاء بن رزين عن محمد بن مسلم عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: لما حملت به امه لم يظهر حملها إلّا عند وضعها له، وكان فرعون قد وكل بنساء بنى إسرائيل نساء من القبط يحفظوهن وذلك لما كان بلغه عن بنى إسرائيل انهم يقولون: انه يولد فينا رجل يقال له: موسى بن عمران، يكون هلاك فرعون وأصحابه على يده، فقال فرعون عند ذلك: لأقتلن ذكور أولادهم حتّى لا يكون ما يريدون، وفرق بين الرجال والنساء وحبس الرجال في المحابس، فلما وضعت أم موسى بموسىعليه‌السلام نظرت إليه وحزنت عليه واغتمت وبكت، وقالت: تذبح الساعة، فعطف الله الموكلة بها عليه، فقالت لام موسى: مالك قد اصفر لونك؟ فقالت: أخاف أن يذبح ولدي، فقالت: لا تخافي وكان موسى لا يراه

٣٧٨

أحد إلّا أحبه، وهو قول الله:( وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي ) فأحبته القبطية الموكلة بها.

٦٤ ـ في تفسير العيّاشي عن المفضل قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قوله( فالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوى ) قال: الحب المؤمن، وذلك قوله:( وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي ) والنوى: الكافر الذي نأى عن الحق فلم يقبله.

٦٥ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه‌الله روى موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن عليّعليهم‌السلام قال: إنّ يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لأمير المؤمنينعليه‌السلام : فلقد ألقى الله على موسىعليه‌السلام محبة منه؟ قال له علىعليه‌السلام : لقد كان كذلك ولقد أعطى الله محمدا ما هو أفضل منه، لقد ألقى اللهعزوجل عليه محبة منه فمن هذا الذي يشركه في هذا الاسم إذ تم من اللهعزوجل به الشهادة، فلا تتم الشهادة إلّا أن يقال: أشهد ان لا إله إلّا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، ينادى به على المنابر فلا يرفع صوت بذكر اللهعزوجل إلّا رفع بذكر محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله معه.

٦٦ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم متصل بقوله: الموكلة بها: وأنزل الله على أم موسى التابوت ونوديت امه: ضعيه في التابوت فاقذفيه في اليم وهو البحر، ولا تخافي ولا تحزني انا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين فوضعته في التابوت وأطبقته عليه وألقته في النيل، وكان لفرعون قصور على شط النيل منزهات، فنظر من قصره ومعه آسية امرأته إلى سواد في النيل ترفعه الأمواج والرياح تضربه حتّى جاءت به إلى باب قصر فرعون فأمر فرعون بأخذه، فأخذ التابوت ورفع اليه، فلما فتحه وجد فيه صبيا فقال: هذا اسرائيلى فألقى اللهعزوجل في قلب فرعون لموسى محبة شديدة وكذلك في قلب آسية، وأراد فرعون أن يقتله، فقالت آسية: لا تقتله( عَسى أَنْ يَنْفَعَنا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ ) أنه موسى ولم يكن لفرعون ولد فقال: أعطوه امرأة تربيه، فجاؤا بعدة نساء قد قتل أولادهن فلم يشرب لبن أحد من النساء إلى قولهعليه‌السلام : فلما لم يفعل موسى يأخذ ثدي أحد من النساء اغتم فرعون غما شديدا، فقالت أخته:( هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ ناصِحُونَ ) ؟ فقال: نعم، فجاءت بامه فلما أخذته في حجرها وألقمته ثديها التقمته

٣٧٩

وشرب، ففرح فرعون وأهله وأكرموا امه، فقالوا لها: ربيه لنا ولك من الكرامة ما تختارين، والى قوله: قال الراوي: فقلت لابي جعفرعليه‌السلام : فكم مكث موسى غائبا من امه حتّى رده الله عليها؟ قال: ثلثة أيام.

٦٧ ـ في مجمع البيان و( قَتَلْتَ نَفْساً فَنَجَّيْناكَ مِنَ الْغَمِ ) قال: كان قتل قبطيا كافرا، عن ابن عباس وروى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال: رحم الله أخى موسى قتل رجلا خطئا وكان ابن اثنتى عشرة سنة.

قال عز من قائل:( فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ) .

٦٨ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم عند قوله:( أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوانَ عَلَيَّ ) قال: قلت للصادقعليه‌السلام : أي الأجلين قضى؟ قال: أتمها عشر حجج.

٦٩ ـ في كتاب علل الشرائع حدّثنا الحاكم أبو محمد جعفر بن نعيم بن شاذان النيسابوري رضى الله عنه عن عمه أبي عبد الله محمد بن شاذان قال: حدّثنا الفضل بن شاذان عن محمد بن أبي عمير قال: قلت: لموسى بن جعفرعليه‌السلام : أخبرنى عن قول اللهعزوجل لموسى:( اذْهَبا إلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى ) فقال: اما قوله:( فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً ) أي كنياه وقولا له يا أبا مصعب، وكان كنية فرعون أبا مصعب الوليد بن مصعب، اما قوله:( لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى ) فانما قال ليكون أحرص لموسى على الذهاب وقد علم اللهعزوجل ان فرعون لا يتذكر ولا يخشى إلّا عند رؤية البأس، ألا تسمع اللهعزوجل يقول:( حَتَّى إِذا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إله إلّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ) فلم يقبل الله ايمانه وقال:( آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ) .

٧٠ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم حدثني هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة قال: حدثني رجل من ولد عدى بن حاتم عن أبيه عن جده عدى بن حاتم وكان مع أمير المؤمنينعليه‌السلام في بعض حروبه أنّ عليّاعليه‌السلام قال ليلة الهرير بصفين حين التقى مع معاوية رافعا صوته يسمع أصحابه: لأقتلن معاوية وأصحابه، ثم قال في آخر قوله: ان

٣٨٠

شاء الله يخفض به صوته وكنت منه قريبا فقلت: يا أمير المؤمنين انك حلفت على ما قلت ثم استثنيت فما أردت بذلك؟ فقال: إنّ الحرب خدعة وانا عند أصحابى صدوق، فأردت ان أطمع أصحابى في قولي كيلا يفشلوا ولا يفروا فافهم، فانك تنفع بهذا بعد اليوم ان شاء الله تعالى.

٧١ ـ في الكافي مثل ما نقلنا عن تفسير عليّ بن إبراهيم من حديث هارون بن مسلم وفي آخره بعد قوله: إنْ شاء الله تعالى: واعلم ان الله جل ثناؤه قال لموسىعليه‌السلام حين أرسله إلى فرعون( فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى ) وقد علم انه لا يتذكر ولا يخشى، ولكن ليكون ذلك أحرص لموسىعليه‌السلام على الذهاب.

٧٢ ـ في أصول الكافي باسناده إلى عبد الله بن إبراهيم الجعفري قال: كتب أبو الحسن موسى بن جعفرعليه‌السلام إلى يحيى بن عبد الله بن الحسن: اما بعد فانى أحذرك ونفسي وأعدك أليم عذابه وشديد عقابه، وتكامل نقماته وأوصيك ونفسي بتقوى الله فانها زين الكلام، وتثبيت النعم إلى قوله: أحذرك معصية الخليفة وأحثك على بره وطاعته، وان تطلب لنفسك أمانا قبل أن تأخذك الأظفار ويلزمك الخناف من كل مكان، فتروح إلى النفس من كل مكان، ولا تجده حتّى يمن الله عليك بمنه وفضله ورقة الخليفة أبقاه الله فيؤمنك ويرحمك، ويحفظ فيك أرحام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ( وَالسَّلامُ عَلى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدى إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنا أَنَّ الْعَذابَ عَلى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ) .

٧٣ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن إبراهيم بن ميمون عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى قالَ ) : ليس شيء من خلق الله إلّا وهو يعرف من شكله الذكر من الأنثى قلت: ما يعنى ثم هدى؟ قال: هداه للنكاح والسفاح من شكله.

٧٤ ـ في أصول الكافي عنه(١) عن إسمعيل بن مهران عن سيف بن عميرة عن

__________________

(١) «قبله عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيس. مناره» (عن هامش بعض النسخ)

٣٨١

سليمان بن عمرو النخعي قال: وحدثني الحسين بن سيف عن أخيه على عن سليمان عمن ذكره عن أبي جعفرعليه‌السلام ثم قال: وباسناده عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ خياركم أولوا النهى قيل: يا رسول الله ومن أولوا النهى؟ قال: هم أولوا الأخلاق الحسنة والأحلام الرزينة(١) وصلة الأرحام، والبررة بالأمهات والاباء، والمتعاهدين للفقراء والجيران، ويطعمون الطعام، ويفشون السلام في العالم، ويصلون والناس نيام غافلون.

٧٥ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن مروان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته عن قول اللهعزوجل : إنّ في ذلك لآيات لاولى النهى قال: نحن والله أولوا النهى قلت: ما معنى اولى النهى؟ قال: ما أخبر الله به رسوله مما يكون بعده من ادعاء أبي فلان الخلافة والقيام بها، والاخر من بعده، والثالث من بعدهما، وبنى أمية، فأخبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وكان كما أخبر الله به نبيه وكما أخبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عليّا وكما انتهى إلينا من عليٍّ فيما يكون من بعده من الملك في بني أميّة وغيرهم، فهذه الآية التي ذكرها الله في الكتاب:( إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى ) الذي انتهى إلينا علم ذلك كله، فصبرنا لأمر اللهعزوجل ، فنحن قوام الله على خلقه وخزانه على دينه، نخزنه ونستره ونكتم به من عدونا كما كتم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حتّى أذن الله له في الهجرة، وجاهد المشركين فنحن على منهاج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حتّى يأذن لنا في إظهار دينه بالسيف، وندعو الناس إليه فنصيرهم عليه عودا كما صيرهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بدوا.

٧٦ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى عبد الرحمن بن حماد قال: سألت أبا إبراهيمعليه‌السلام عن الميت لم يغسل غسل الجنابة؟ قال: إنّ الله تبارك وتعالى أعلى وأخلص من أن يبعث الأشياء بيده، ان لله تبارك وتعالى ملكين خلاقين فاذا أراد أن يخلق خلقا أمر أولئك الخلاقين، فأخذوا من التربة التي قال اللهعزوجل في كتابه :

__________________

(١) الرزينة: الاصيلة.

٣٨٢

( مِنْها خَلَقْناكُمْ وَفِيها نُعِيدُكُمْ وَمِنْها نُخْرِجُكُمْ تارَةً أُخْرى ) فعجنوها بالنطفة المسكنة في الرحم، فاذا عجنت النطفة بالتربة قالا: يا رب ما نخلق؟ قال: فيوحى الله تبارك وتعالى ما يريد من ذلك: ذكرا أو أنثى مؤمنا أو كافرا، اسود أو ابيض، شقيا أو سعيدا، فان مات سالت منه تلك النطفة بعينها لا غيرها، فمن ثم صار الميت يغسل غسل الجنابة.

٧٧ ـ وباسناده إلى أبي عبد الله القزويني قال: سألت أبا جعفر محمد بن عليّعليهما‌السلام لأي علة يولد الإنسان هاهنا ويموت في موضع آخر؟ قال: لان الله تبارك وتعالى لما خلق خلقه خلقهم من أديم الأرض فمرجع كل إنسان إلى تربته.

٧٨ ـ وباسناده إلى أحمد بن عليّ الراهب قال: قال رجل لأمير المؤمنينعليه‌السلام : يا ابن عم خير خلق الله ما يعنى السجدة الاولى؟ فقال: تأويله: أللهمّ إنك منها خلقتني يعنى من الأرض، ورفع رأسك ومنها أخرجتنا، والسجدة الثانية وإليها تعيدنا ورفع رأسك من الثانية ومنها تخرجنا تارة اخرى.

٧٩ ـ في الكافي علي بن محمد بن عبد الله عن إبراهيم بن إسحق عن محمد بن سليمان الديلمي عن أبيه عن أبي عبد الله عن أبي جعفرعليهما‌السلام قال: إنّ اللهعزوجل خلق خلاقين، فاذا أراد أن يخلق خلقا أمرهم فأخذوا من التربة التي قال في كتابه:( مِنْها خَلَقْناكُمْ وَفِيها نُعِيدُكُمْ وَمِنْها نُخْرِجُكُمْ تارَةً أُخْرى ) فعجن النطفة بتلك التربة التي يخلق منها بعد ان أسكنها الرحم أربعين ليلة، فاذا تمت له أربعة أشهر قالوا: يا رب نخلق ماذا؟ فيأمرهم بما يريد من ذكر أو أنثى أبيض أو أسود، فاذا خرجت الروح من البدن خرجت هذه النطفة بعينها منه كائنا ما كان، صغيرا أو كبيرا ذكرا أو أنثى، فلذلك يغسل الميت غسل الجنابة والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٨٠ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن مسكان عن محمد ابن مسلم عن أحدهماعليهما‌السلام قال: من خلق من تربة دفن فيها.

٣٨٣

٨١ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن الحجال عن ابن بكير عن أبي منهال عن الحارث بن المغيرة قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: إنّ النطفة إذا وقعت في الرحم بعث اللهعزوجل ملكا فأخذ من التربة التي يدفن فيها، فماثها في النطفة فلا يزال قلبه يحن إليها(١) حتّى يدفن فيها.

٨٢ ـ في نهج البلاغة قالعليه‌السلام : لم يوجس موسى خيفة على نفسه أشفق من غلبة الجهال ودول الضلال.

٨٣ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه‌الله وعن معمر بن راشد قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ موسىعليه‌السلام لما القى عصاه وأوجس في نفسه خيفة قال: أللهمّ إنّي أسألك بحقّ محمّد وآل محمّد لما امنتنى قال اللهعزوجل :( لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلى ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

قال عز من قائل:( فَأُولئِكَ لَهُمُ الدَّرَجاتُ الْعُلى )

٨٤ ـ في أصول الكافي عن عمار الساباطي قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قوله تعالى:( أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَ اللهِ كَمَنْ باءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللهِ وَمَأْواهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ هُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ اللهِ ) فقال: الذين اتبعوا رضوان الله هم الائمة، وهم والله يا عمار درجات المؤمنين، وبولايتهم ومعرفتهم إيانا يضاعف لهم أعمالهم، ويرفع الله لهم الدرجات العلى. في تفسير العيّاشي عن عمار بن مروان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام نحوه.

٨٥ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه‌الله روى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن عليّعليهم‌السلام قال: إنّ يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لأمير المؤمنينعليه‌السلام في أثناء كلام طويل: فان موسىعليه‌السلام قد ضرب له في البحر طريق فهل فعل لمحمد شيء من هذا؟ فقال له علىعليه‌السلام : لقد كان كذلك ومحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله أعطى ما هو أفضل من هذا، خرجنا معه إلى حنين فاذا نحن بواد يشخب(٢) فقدرناه فاذا هو

__________________

(١) ماث الشيء بالشيء: خلطه ـ وحن اليه: اشتاق.

(٢) أي يسيل.

٣٨٤

اربع عشرة قائمة فقالوا يا رسول الله العدو من ورائنا والوادي أمامنا كما قال أصحاب موسى( إِنَّا لَمُدْرَكُونَ ) فنزل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ثم قال: أللهمّ انك جعلت لكل مرسل دلالة فأرنى قدرتك وركب صلوات الله عليه فرسه، فعبرت الخيل لا تندى(١) حوافرها والإبل لا تندى أخفافها، فرجعنا فكان فتحنا(٢) .

٨٦ ـ في كتاب طب الائمةعليهم‌السلام علي بن عروة الأهوازي قال: حدّثنا الديلمي عن داود الرقى عن موسى بن جعفرعليهما‌السلام قال: من كان في سفر فخاف اللصوص والسبع فليكتب على عرف دابته(٣) ( لا تَخافُ دَرَكاً وَلا تَخْشى ) فانه يأمن بإذن اللهعزوجل ، قال داود الرقى: فحججت فلما كنا بالبادية جاء قوم من الاعراب فقطعوا على القافلة وأنا فيهم، فكتبت على عرف حملي:( لا تَخافُ دَرَكاً وَلا تَخْشى ) فو الذي بعث محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله بالنبوة وخصه بالرسالة، وشرف أمير المؤمنين بالامامة، ما نازعنى أحد منهم، أعماهم الله عنى.

٨٧ ـ في كتاب سعد السعود لابن طاوس رحمه‌الله نقلا عن تفسير الكلبي محمد عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس ان جبرئيل قال لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ونقل حديثا طويلا في حال فرعون وقومه وفيه وانما قال لقومه:( أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى ) حين انتهى فرآه قد يبست فيه الطريق، فقال لقومه: ترون البحر قد يبس من فرقى فصدقوه لما رأوا ذلك، فذلك قوله:( وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَما هَدى ) .

٨٨ ـ في بصائر الدرجات عبد الله بن محمد عن موسى بن القاسم عن جعفر بن محمد عن سماعة عن عبد الله بن مسكان عن الحكم بن الصلت عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : خذوا بحجزة هذا الأنزع يعنى عليّا فانّه الصديق الأكبر، وهو الفاروق يفرق بين الحق والباطل، من أحبه هداه الله، ومن أبغضه أضله الله، ومن

__________________

(١) أي لا تبتل.

(٢) وفي البحار «فكان فتحنا فتحا».

(٣) العرف ـ بالضم ـ: الشعر النابت في محدب رقبة الفرس.

٣٨٥

تخلف عنه محقه الله، منه سبطاي الحسن والحسين وهما ابناي. ومن الحسين الائمة الهداة، أعطاهم الله فهمي وعلمي، فأحبوهم وتولوهم ولا تتخذوا وليجة من دونهم، فيحل عليكم غضب من ربكم، ومن يحلل عليه غضب من ربه فقد هوى،( وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ ) .

٨٩ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى حمزة بن الربيع عمن ذكره قال: كنت في مجلس أبي جعفرعليه‌السلام إذ دخل عليه عمرو بن عبيد فقال له: جعلت فداك قول الله تبارك وتعالى:( وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوى ) ما ذلك الغضب؟ فقال أبو جعفرعليه‌السلام : هو العقاب يا عمرو انه من زعم ان اللهعزوجل زال من شيء إلى شيء فقد وصفه صفة مخلوق، ان اللهعزوجل لا يستفزه شيء ولا يغيره.

٩٠ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه‌الله روى ان عمرو بن عبيد وفد على محمد بن عليّ الباقرعليهما‌السلام لامتحانه بالسؤال عنه، فقال له: جعلت فداك أخبرني عن قوله تعالى:( وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوى ) ما غضب الله؟ فقال: أبو جعفرعليه‌السلام : غضب الله تعالى عقابه، يا عمرو من ظن ان الله يغيره شيء فقد كفر.

٩١ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عمن ذكره عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه قال: إنّ الله تبارك وتعالى لا يقبل إلّا العمل الصالح، ولا يقبل الله إلّا الوفاء بالشروط والعهود، فمن وفى للهعزوجل بشرطه واستعمل ما وصف في عهده نال ما عنده، واستكمل وعده، ان الله تبارك وتعالى أخبر العباد بطرق الهدى وشرع لهم فيها المنار، وأخبرهم كيف يسلكون، فقال:( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى ) وقال:( إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ) فمن اتقى الله فيما أمره لقى الله مؤمنا بما جاء به محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٩٢ ـ عليّ بن إبراهيم عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن فضال جميعا عن أبي جميلة عن خالد بن عمار عن

٣٨٦

سدير قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام وهو داخل وأنا خارج وأخذ بيدي، ثم استقبل البيت فقال: يا سدير إنّما أمر الناس ان يأتوا هذه الأحجار فيطوفوا بها، ثم يأتونا فيعلمونا ولايتهم لنا، وهو قول الله:( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى ) ثم أومى بيده إلى صدره: إلى ولايتنا، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٩٣ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم وقوله:( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى ) قال: إلى الولاية.

حدثنا أحمد بن عليّ قال: حدّثنا الحسين بن عبيد الله عن السندي بن محمد عن أبان عن الحارث بن عمر عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى ) قال: ألا ترى كيف اشترط ولم ينفعه التوبة والايمان والعمل الصالح حتّى اهتدى، والله لو جهد أن يعمل ما قبل منه حتّى يهتدى، قال: قلت: إلى من؟ جعلني الله فداك قال: إلينا.

٩٤ ـ في أمالي الصدوق رحمه‌الله باسناده إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حديث طويل وفيه يقول لعليٍّعليه‌السلام : ولقد ضل من ضل عنك، ولن يهتدى إلى الله من لم يهتد إليك والى ولايتك، وهو قول ربيعزوجل :( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى ) يعنى إلى ولايته.

٩٥ ـ في مجمع البيان وقال أبو جعفرعليه‌السلام ثم «اهتدى» إلى ولايتنا أهل البيت، فو الله لو ان رجلا عبد الله عمره ما بين الركن والمقام ثم مات ولم يجيء بولايتنا لأكبه الله في النار على وجهه. رواه الحاكم أبو القاسم الحسكاني باسناده، وأورده العيّاشي في تفسير بعدة طرق.

٩٦ ـ في تفسير العيّاشي عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله:( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى ) قال لهذه الآية تفسير يدل ذلك التفسير على ان الله لا يقبل من أحد عملا إلّا ممن لقيه بالوفاء منه بذلك التفسير ،

٣٨٧

وما اشترط فيه على المؤمنين، قال:( إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهالَةٍ ) يعنى كل ذنب عمله العبد، وان كان به عالما فهو جاهل حين خاطر بنفسه في معصية ربه.

٩٧ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب أبو الجارود وأبو الصباح الكناني عن الصادقعليه‌السلام وأبو حمزة عن السجادعليه‌السلام في قوله: «ثم اهتدى» إلينا أهل البيت.

٩٨ ـ في محاسن البرقي عنه عن أبيه عن حماد بن عيسى فيما اعلم عن يعقوب ابن شعيب قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( إِلَّا مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ) ثم اهتدى» قال: إلى ولايتنا والله، أما ترى كيف اشترطعزوجل ؟.

٩٩ ـ في مصباح الشريعة قال الصادقعليه‌السلام : المشتاق لا يشتهي طعاما ولا يلتذ شرابا، ولا يستطيب رقادا، ولا يأنس حميما، ولا يأوى دارا، ولا يسكن عمرانا، ولا يلبس لباسا، ولا يقر قرارا، ويعبد الله ليلا ونهارا، راجيا بأن يصل إلى ما يشتاق إليه ويناجيه بلسان شوقه معبرا عما في سريرته، كما أخبر الله عن موسى بن عمرانعليه‌السلام في ميعاد ربه بقوله:( وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضى ) وفسر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله عن حاله أنّه ما أكل ولا شرب ولا نام ولا اشتهى شيئا من ذلك في ذهابه ومجيئه أربعين يوما شوقا إلى ربه.

١٠٠ ـ في محاسن البرقي عنه عن محمد بن سنان عن عبد الله بن مسكان واسحق ابن عمار عن عبيد الله بن الوليد الوصافي عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: إنّ فيما ناجى الله به موسى أن قال: يا رب هذا السامري صنع العجل، الخوار من صنعه؟ فأوحى الله تبارك وتعالى اليه: إنّ تلك فتنتي فلا تفحص عنها.

١٠١ ـ في مجمع البيان عند قوله تعالى: ويذرك وآلهتك وروى أنّه كان يأمرهم أيضا بعبادة البقر، ولذلك اخرج السامري( لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوارٌ ) وقال:( هذا إِلهُكُمْ وَإِلهُ مُوسى ) .

١٠٢ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم حدثني أبي عن إسحق بن الهيثم عن سعد بن

٣٨٨

طريف عن الأصبغ بن نباتة أنّ عليّاعليه‌السلام سئل عن قول الله تبارك وتعالى:( وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ ) قال: السماوات والأرض وما بينهما من مخلوق في جوف الكرسي وله أربعة أملاك يحملونه بإذن الله، فأما ملك منهم ففي صورة الآدميين، إلى أن قالعليه‌السلام : والملك الرابع في صورة الأسد وهو سيد السباع، وهو يرغب إلى الله ويتضرع إليه ويطلب الشفاعة والرزق لجميع السباع، ولم يكن من هذه الصور أحسن من الثور، ولا أشد انتصابا منه حتّى اتخذ الملاء من بنى إسرائيل العجل، فلما عكفوا عليه وعبدوه من دون الله خفض الملك الذي في صورة الثور رأسه استحياء من الله أن عبد من دون الله شيء يشبهه، وتخوف أن ينزل به العذاب، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٠٣ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى علي بن سالم عن أبيه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل وفيه قال قلت: فلم أخذ برأسه يجره إليه وبلحيته ولم يكن له في اتخاذهم العجل وعبادتهم له ذنب؟ فقال: إنّما فعل ذلك به لأنه لم يفارقهم لما فعلوا ذلك، ولم يلحق لموسى وكان إذا فارقهم ينزل بهم العذاب، ألا ترى أنّه قال لهارون:( ما مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي ) قال هارون: لو فعلت ذلك لتفرقوا و( إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي ) .

١٠٤ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم وقوله:( فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ ) قال: اختبرنا هم من بعدك وأضلهم السامري قال: بالعجل الذي عبدوه، وكان سبب ذلك ان موسى لما وعده الله أن ينزل عليه التوراة والألواح إلى ثلاثين يوما أخبر بنى إسرائيل بذلك وذهب إلى الميقات، وخلف أخاه على قومه، فلما جاء الثلاثون يوما ولم يرجع موسى إليهم عصوا وأرادوا أن يقتلوا هارون قالوا: إنّ موسى كذب وهرب منا، فجاء هم إبليس في صورة رجل فقال لهم: إنّ موسى قد هرب منكم ولا يرجع إليكم أبدا فأجمعوا لي حليكم حتّى أتخذ لكم إلها تعبدونه، وكان السامري على مقدمة قوم موسى يوم أغرق الله فرعون وأصحابه، فنظر إلى جبرئيل وكان على

٣٨٩

حيوان في صورة رمكة(١) وكانت كلما وضعت حافرها(٢) على موضع من الأرض تحرك ذلك الموضع، فنظر إليه السامري وكان من خيار أصحاب موسى، فأخذ التراب من حافر رمكة جبرئيل، وكان يتحرك فصره في صرة وكان عنده يفتخر به على بنى إسرائيل، فلما جاء هم إبليس واتخذوا العجل قال للسامري: هات التراب الذي معك، فجاء به السامري فألقاه في جوف العجل، فلما وقع التراب في جوفه تحرك وخار ونبت عليه الوبر والشعر، فسجد له بنو إسرائيل، وكان عدد الذين سجدوا له سبعين ألفا من بنى إسرائيل، فقال لهم هارون كما حكى الله:( يا قَوْمِ إنّما فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي قالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عاكِفِينَ حتّى يَرْجِعَ إِلَيْنا مُوسى ) فهموا بهارون فهرب منهم وبقوا في ذلك حتّى تم ميقات موسى أربعين ليلة، فلما كان يوم عشرة من ذي الحجة أنزل الله علم الألواح فيها التوراة وما يحتاج إليه من أحكام السير والقصص.

فأوحى الله إلى موسى:( فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُ ) وعبدوا العجل وله خوار فقالعليه‌السلام : يا رب العجل من السامري فالخوار ممن؟ فقال: منى يا موسى، إنّي لما رأيتهم قد ولوا عنى إلى العجل أحببت أن أزيدهم فتنة، فرجع موسى ـ كما حكى الله ـ( إِلى قَوْمِهِ غَضْبانَ أَسِفاً قالَ: يا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْداً حَسَناً أَفَطالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي ) ثم رمى بالالواح وأخذ بلحية أخيه ورأسه يجره اليه، فقال:( ما مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي ) فقال هارون كما حكى الله:( يَا بْنَ أُمَّ لا َأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي ) فقال له بنو إسرائيل: ما أخلفنا موعدك بملكنا قال: ما خالفناك ولكنا حملنا أوزارا من زينة القوم يعنى من حليهم فقذفناها قال: التراب الذي جاء به السامري طرحناه في جوفه ثم اخرج السامري العجل وله

__________________

(١) الرمكة: الفرس تتخذ للنسل.

(٢) الحافر للدابة بمنزلة القدم للإنسان.

٣٩٠

خوار، فقال له موسى:( فَما خَطْبُكَ يا سامِرِيُ ) ؟ قال السامري:( بَصُرْتُ بِما لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ ) يعنى من تحت حافر رمكة جبرئيل في البحر فبذتها أي أمسكتها وكذلك سولت لي نفسي أي زينت فأخرج موسى العجل فأحرقه بالنار وألقاه في البحر، ثم قال موسى للسامري:( فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَياةِ أَنْ تَقُولَ لا مِساسَ ) يعنى ما دمت حيا وعقبك هذه العلامة فيكم قائمة. ان تقول: لا مساس حتّى يعرفوا انكم سامرية فلا يغتروا بكم الناس، فهم إلى الساعة بمصر والشام معروفين لا مساس، ثم هم موسى بقتل السامري فأوحى الله اليه: لا تقتله يا موسى فانه سخي، فقال له موسى:( انْظُرْ إلى إِلهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عاكِفاً لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفاً إنّما إِلهُكُمُ اللهُ الَّذِي لا إله إلّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً ) .

١٠٥ ـ حدثني أبي عن الحسين بن سعيد عن علي بن أبي حمزة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ما بعث الله رسولا إلّا وفي وقته شيطانان يؤذيانه ويضلان الناس من بعده فأما الخمسة أولوا العزم من الرسل نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فأما صاحبا نوح فقنطيفوس وخوام، واما صاحبا إبراهيمعليه‌السلام فكميل وردام، واما صاحبا موسىعليه‌السلام فالسامري ومرعقيبا، واما صاحبا عيسىعليه‌السلام فبولس ومربسون، واما صاحبا محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله فحبتر وزريق(١) .

١٠٦ ـ في كتاب الخصال قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : إنّ في التابوت الأسفل من النار اثنى عشر، ستّة من الأوّلين وستّة من الآخرين، فأمّا الستّة من الأوّلين فابن آدم قاتل أخيه، وفرعون الفراعنة والسامري، الحديث.

١٠٧ ـ عن أبي ذر عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: شر الأولين والآخرين اثنا عشر: ستة من الأولين وستة من الآخرين، ثم سمى الستة من الأولين ابن آدم الذي قتل أخاه، وفرعون وهامان وقارون والسامري والدجال اسمه في الأولين ويخرج في الآخرين، و

__________________

(١) قد مر ان حبتر وزريق كناية عن الاول والثاني وقد مر أيضا وجه تسميتهما بهذين الاسمين في سورة الحجر عند قوله تعالى( لَها سَبْعَةُ أَبْوابٍ ) في المجلد الثاني.

٣٩١

اما الستة من الآخرين فالعجل وهو نعثل، وفرعون وهو معاوية، وهامان هذه الامة زياد وقارونها وهو سعيد، والسامري وهو أبو موسى عبد الله بن قيس، لأنه قال كما قال سامرى قوم موسى: «لا مساس» أي لا قتال، والأبتر وهو عمرو بن العاص.

١٠٨ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده إلى إسحق بن عمار الصيرفي عن أبي الحسن الماضيعليه‌السلام قال: قلت: جعلت فداك حدثني فيهما بحديث، فقد سمعت عن أبيك فيهما أحاديث عدة. قال: فقال لي: يا اسحق! الاول بمنزلة العجل، والثاني بمنزلة السامري، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٠٩ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه‌الله وعن أبي يحيى الواسطي قال: لما افتتح أمير المؤمنينعليه‌السلام البصرة اجتمع الناس عليه وفيهم الحسن البصري ومعه الألواح فكان كلما لفظ أمير المؤمنينعليه‌السلام بكلمة كتبها فقال له أمير المؤمنينعليه‌السلام بأعلى صوته: ما تصنع؟ قال: أكتب آثاركم لنحدث بها بعدكم، فقال أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: أما ان لكل قوم سامريا وهذا سامرى هذه الأمة، إلّا أنّه لا يقول: «لا مساس» ولكنه يقول: لا قتال.

١١٠ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم قولهعزوجل :( وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقاً ) تكون أعينهم مزرقة لا يقدرون أن يطرفوها، وقولهعزوجل : يتخافتون بينهم قال: يوم القيامة يشير بعضهم إلى بعض انهم لم يلبثوا إلّا عشرا قال اللهعزوجل :( نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً ) قال: أعلمهم وأصلحهم يقولون:( إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا يَوْماً ) .

١١١ ـ في عيون الاخبار باسناده إلى علي بن النعمان عن أبي الحسن علي بن موسى الرضاعليهما‌السلام قال: قلت له: جعلت فداك أن بي ثآليل كثيرة(١) وقد اغتممت بأمرها فأسئلك أن تعلمني شيئا أنتفع به، فقالعليه‌السلام : خذ لكل ثؤلول سبع شعيرات، واقرأ على كل شعيرة سبع مرات:( إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ ) إلى قوله:( فَكانَتْ هَباءً مُنْبَثًّا )

__________________

(١) ثآليل جمع الثؤلول: خراج ناتئ صلب مستدبر.

٣٩٢

وقولهعزوجل :( وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْجِبالِ فَقُلْ يَنْسِفُها رَبِّي نَسْفاً فَيَذَرُها قاعاً صَفْصَفاً لا تَرى فِيها عِوَجاً وَلا أَمْتاً ) ثم تأخذ الشعير شعيرة شعيرة فامسح بها على كل ثالول، ثم صيرها في خرقة جديدة واربط على الخرقة حجرا وألقها في كنيف قال: ففعلت فنظرت إليها يوم السابع فاذا هي مثل راحتي وينبغي أن يفعل ذلك في محاق الشهر.

١١٢ ـ في مجمع البيان وقيل: إنّ رجلا من ثقيف سأل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله كيف يكون الجبال مع عظمها يوم القيمة؟ فقال: إنّ الله يسوقها بأن يجعلها كالرمال ثم يرسل عليها الرياح فتفرقها.

١١٣ ـ وفيه روى أبو هريرة عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: تبدل الأرض غير الأرض والسموات فيبسطها ويمدها مد الأديم العكاظي(١) ( لا تَرى فِيها عِوَجاً وَلا أَمْتاً ) .

١١٤ ـ في مصباح شيخ الطائفة قدس‌سره في دعاء مروي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام : وأسألك باسمك الذي وضعته على الجبال فنسفت.

١١٥ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم ثم خاطب اللهعزوجل نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال:( وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْجِبالِ فَقُلْ يَنْسِفُها رَبِّي نَسْفاً فَيَذَرُها قاعاً صَفْصَفاً لا تَرى فِيها عِوَجاً وَلا أَمْتاً ) قال: الأمت الارتفاع والعوج الحزون والذكوات.

١١٦ ـ وفيه وقولهعزوجل : قاعا صفصفا القاع الذي لا تراب فيه، والصفصف الذي لا نبات له، وقوله:( يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لا عِوَجَ لَهُ ) قال: مناد من عند اللهعزوجل ( وَخَشَعَتِ الْأَصْواتُ لِلرَّحْمنِ فَلا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً ) فانه حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن أبي محمد الوابشي عن أبي الورد عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: إذا كان يوم القيمة جمع اللهعزوجل الناس في صعيد واحد حفاة عراة، فيوقفون في المحشر حتّى يعرقوا عرقا

__________________

(١) الأديم: الجلد المدبوغ وعكاظ: سوق من أسواق العرب، وكانت قبائل العرب تجتمع بها كل سنة ويتفاخرون بها ويحضرها الشعراء فيتناشدون ما أحدثوا من الشمر ثم يتفرقون، وأديم عكاظي: منسوب إليها وهو مما حمل إلى عكاظ فبيع بها.

٣٩٣

شديدا وتشتد أنفاسهم فيمكثون في ذلك مقدار خمسين عاما، وهو قول الله:( وَخَشَعَتِ الْأَصْواتُ لِلرَّحْمنِ فَلا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً ) قال: ثم ينادى مناد من تلقاء العرش: أين النبي الأمي؟ فيقول الناس: قد أسمعت فسم باسمه، فينادى: اين نبي الرحمة اين محمد ابن عبد الله الأمي؟ فيتقدم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله امام الناس كلهم حتّى ينتهى إلى حوض طوله ما بين ايلة وصنعاء(١) فيقف عليه، فينادى بصاحبكم فيتقدم على امام الناس، فيقف معه ثم يؤذن للناس فيمرون فبين وارد الحوض يومئذ وبين مصروف عنه، فاذا رأى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من يصرف عنه من محبينا بكى، فيقول: يا رب شيعة على أراهم قد صرفوا تلقاء أصحاب النار، ومنعوا ورود حوضي؟ قال: قال: فيبعث الله إليه ملكا فيقول: ما يبكيك يا محمّد؟ فيقول: لا ناس من شيعة على، فيقول له الملك: إنّ الله يقول لك: يا محمّد ان شيعة علي قد وهبتهم لك يا محمّد، وصفحت لهم عن ذنوبهم بحبهم لك ولعترتك، وألحقتهم بك وبمن كانوا يقولون به، وجعلناهم في زمرتك، فأوردهم حوضك، قال أبو جعفرعليه‌السلام : فكم من باك يومئذ وباكية ينادون: يا محمّد إذا رأوا ذلك، ولا يبقى أحد يومئذ يتولانا ويحبنا ويتبرأ من عدونا ويبغضهم إلّا كانوا في حزبنا ومعنا، ويردوا حوضنا.

١١٧ ـ في كتاب التوحيد حديث طويل عن عليٍّعليه‌السلام يقول فيه وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الآيات: وأما قوله:( يَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً ) لا يحيط الخلائق باللهعزوجل علما، إذ هو تبارك وتعالى جعل على أبصار القلوب الغطاء، فلا فهم يناله بالكيف، ولا قلب يثبته بالحدود، فلا تصفه إلّا كما وصف نفسه:( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) الاول والاخر والظاهر والباطن الخالق البارئ المصور خلق الأشياء فليس من الأشياء شيء مثله تبارك وتعالى.

١١٨ ـ في أصول الكافي أحمد بن إدريس عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان

__________________

(١) ايلة: بلد بين ينبع ومصر. وصنعاء: بلد باليمن.

٣٩٤

ابن يحيى قال: سألنى أبو قرة المحدث أن ادخله إلى أبي الحسن الرضاعليه‌السلام فاستأذنته في ذلك فاذن لي، فدخل عليه فسأله عن الحلال والحرام والأحكام حتّى بلغ سؤاله إلى التوحيد، فقال أبو قرة: انا روينا ان الله قسم الرؤية والكلام بين نبيين، فقسم الكلام لموسى ولمحمد الرؤية؟ فقال أبو الحسنعليه‌السلام : فمن المبلغ عن الله إلى الثقلين من الجن والانس( لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ ) ( وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً ) «وليس كمثله شيء» أليس محمد؟ قال: بلى، قال: كيف يجيء رجل إلى الخلق جميعا فيخبرهم أنّه جاء من عند الله وأنّه يدعوهم إلى الله بأمر الله فيقول:( لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً ) وليس كمثله شيء»؟ ثم يقول: انا رأيته بعيني وأحطت به علما؟ وهو على صورة البشر أما تستحيون؟ ما قدرت الزنادقة ان ترميه بهذا، ان يكون يأتى من عند الله بشيء ثم يأتى بخلافه من وجه آخر، إلى قولهعليه‌السلام : وقد قال الله:( وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً ) فاذا رأته الأبصار فقد أحاطت به العلم، ووقعت المعرفة، فقال أبو قرة: فتكذب بالروايات فقال أبو الحسنعليه‌السلام ، إذا كانت الروايات مخالفة للقرآن كذبتها، وما أجمع المسلمون عليه أنّه لا يحاط به علما، ولا تدركه الأبصار وليس كمثله شيء.

١١٩ ـ في كتاب التوحيد خطبة عن عليٍّعليه‌السلام وفيها: قد يئست عن استنباط الاحاطة به طوامح العقول(١) وتحيرت الأوهام عن احاطة ذكر أزليته.

١٢٠ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم وقوله:( يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً ) قال:( ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ ) ما مضى من أخبار الأنبياء، و( ما خَلْفَهُمْ ) ، من أخبار القائم صلوات الله عليه، وقولهعزوجل :( وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ ) أي ذلت.

١٢١ ـ في كتاب التوحيد خطبة لعليٍّعليه‌السلام وفيها: وعنت الوجوه من مخافته.

١٢٢ ـ في نهج البلاغة وتعنو الوجوه لعظمته.

١٢٣ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في

__________________

(١) طوامح جمع الطامح: المرتفع من كل شيء.

٣٩٥

قوله:( فَلا يَخافُ ظُلْماً وَلا هَضْماً ) يقول: لا ينقص من علمه شيء، وأما «ظلما» يقول يذهب به قوله:( أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً ) يعنى ما يحدث من أمر القائم والسفياني.

١٢٤ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه‌الله وروى عن صفوان بن يحيى قال: قال أبو الحسن الرضاعليه‌السلام لأبي قرة صاحب شبرمة: التوراة والإنجيل والزبور والفرقان وكل كتاب انزل كان كلام الله، أنزل للعالمين نورا وهدى، كلها محدثة وهي غير الله، حيث يقول:( أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً ) .

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: وستسمع ان شاء الله لهذا الكلام تتمة في أول الأنبياء.

قال عز من قائل:( فَتَعالَى اللهُ الْمَلِكُ الْحَقُ ) .

١٢٥ ـ في أصول الكافي خطبة مروية عن أمير المؤمنينعليه‌السلام وفيها: والمتعالي على الخلق بلا تباعد منهم ولا ملامسة منه لهم.

١٢٦ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم وقوله:( وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً ) قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إذا نزل عليه القرآن بادر بقرائته قبل تمام نزول الآية والمعنى، فأنزل الله( وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضى إِلَيْكَ وَحْيُهُ ) أي يفرغ من قراءته( وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً ) .

١٢٧ ـ في أصول الكافي عليّ بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن مهزم وبعض أصحابنا عن محمد بن عليّ عن محمد بن إسحق الكاهلي وأبو على الأشعري عن الحسن بن عليّ الكوفي عن العباس بن عامر عن ربيع بن محمد جميعا عن مهزم الأسدي قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : انا مدينة العلم وعلى الباب، وكذب من زعم أنّه يدخل المدينة لا من قبل الباب، وكذب من زعم أنّه يحبني ويبغض عليّاعليه‌السلام . والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٢٨ ـ وباسناده إلى أبي يحيى الصنعاني عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال لي: يا أبا يحيى ان لنا في ليالي الجمعة لشأنا من الشأن، قال: قلت: جعلت فداك و

٣٩٦

ما ذاك؟ قال: يؤذن لأرواح الأنبياء الموتى، وأرواح الأوصياء الموتى، وروح الوصي الذي بين أظهر كم، يعرج بها إلى السماء حتّى توافي عرش ربها، فتطوف به أسبوعا، وتصلى عند كل قائمة من قوائم العرش ركعتين، ثم ترد إلى الأبدان التي كانت فيها، فتصبح الأنبياء والأوصياء قد ملئوا سرورا، ويصبح الوصي الذي بين ظهرانيكم وقد زيد في علمه مثل جم الغفير.

١٢٩ ـ وباسناده إلى الفضل قال: قال لي أبو عبد اللهعليه‌السلام ذات يوم وكان لا يكنيني قبل ذلك: يا أبا عبد الله، قلت: لبيك، قال: إنّ لنا في كل جمعة سرورا، قال: قلت: زادك الله وما ذاك؟ قال: إذا كان ليلة الجمعة وافى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله العرش، ووافى الائمةعليهم‌السلام ووافينا معهم، فلا ترد أرواحنا بأبداننا إلّا بعلم مستفاد، ولو لا ذلك لا نفدنا.

وباسناده إلى يونس أو المفضل عن أبي عبد اللهعليه‌السلام نحوه بتغيير يسير.

١٣٠ ـ وباسناده إلى صفوان بن يحيى قال: سمعت أبا الحسنعليه‌السلام يقول: كان جعفر بن محمدعليهما‌السلام يقول: لو لا انا نزداد لأنفدنا.

١٣١ ـ وباسناده إلى ذريح المحاربي قال: قال لي أبو عبد اللهعليه‌السلام : يا ذريح لو لا انا نزداد لأنفدنا.

١٣٢ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن أبي نصر عن ثعلبة عن زرارة قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول: لو لا انا نزداد لأنفدنا، قال: قلت: تزدادون شيئا لا يعلمه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ قال: اما أنّه إذا كان ذلك عرض على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ثم على الائمة ثم انتهى الأمر إلينا.

١٣٣ ـ عليّ بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن عن بعض أصحابه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ليس يخرج شيء من عند اللهعزوجل حتّى يبدأ برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثم بأمير المؤمنينعليه‌السلام ثم بواحد بعد واحد، لكيلا يكون آخرنا أعلم من أولنا.

٣٩٧

١٣٤ ـ في من لا يحضره الفقيه وروى المعلى بن محمد البصري عن أحمد ابن محمد بن عبد الله عن عمرو بن زياد عن مدرك بن عبد الرحمن عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمدعليهما‌السلام قال: إذا كان يوم القيمة جمع اللهعزوجل الناس في صعيد واحد، ووضعت الموازين دماء الشهداء مع مداد العلماء، فيرجح مداد العلماء على دماء الشهداء.

١٣٥ ـ في مجمع البيان روت عائشة عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال: إذا أتى على يوم لا أزداد فيه علما يقربني إلى الله، فلا بارك الله لي في طلوع شمسه.

١٣٦ ـ في بصائر الدرجات عمران بن موسى عن موسى بن جعفر عن عمرو بن سعيد المداينى عن عيسى بن حمزة الثقفي قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : إنّا نسألك أحيانا فتسرع بالجواب، وأحيانا فتطرق(١) ثمّ تجيبنا؟ قال: نعم إنّه ينكت في آذاننا وقلوبنا، فاذا نكت نطقنا، وإذا أمسك عنا أمسكنا.

١٣٧ ـ في عوالي اللئالى وقالعليه‌السلام : علمت علوم الأولين والآخرين.

١٣٨ ـ في كتاب الخصال عن سليم بن قيس الهلالي قال: سمعت عليّاعليه‌السلام يقول لأبي الطفيل عامر بن واثلة الكناني: يا أبا الطفيل العلم علمان: علم لا يسع الناس إلّا النظر فيه وهو صبغة الإسلام، وعلم يسع الناس ترك النظر فيه، وهو قدرة الله تعالى.

١٣٩ ـ عن محمد بن خالد البرقي عن عدّة من أصحابنا يرفعونه إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه قال: منهومان لا يشبعان: منهوم علم ومنهوم مال.

١٤٠ ـ عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سئل أمير المؤمنين من أعلم الناس؟ قال: من جمع علم الناس إلى علمه.

١٤١ ـ عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن عليّعليهم‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : فضل العلم أحب إلى الله من فضل العبادة، وأفضل دينكم الورع.

__________________

(١) أطرق الرجل: سكت ولم يتكلم.

٣٩٨

١٤٢ ـ عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: أربعة لا يشبعن من أربعة: الأرض من المطر، والعين من النظر، والأنثى من الذكر، والعالم من العلم. عن الحسين بن عليّعليهما‌السلام قال: قال أمير المؤمنين للسائل الشامي الذي سأله عن المسائل في جامع الكوفة: أربعة لا يشبعن وذكر مثله سواء.

١٤٣ ـ عن جعفر بن محمد عن أبيهعليهما‌السلام قال: جاء رجل إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال له: يا رسول الله ما العلم؟ قال: الإنصات له، قال: ثم ما؟ قال: الاستماع له، قال: ثم ما؟ قال: الحفظ له، قال: ثم ما؟ قال: العمل، قال: ثم ما؟ قال: نشره.

١٤٤ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى ابن عباس قال: جاء أعرابي إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: يا رسول الله علمني من غرائب العلم، قال: ما صنعت في رأس العلم حتّى تسأل عن غرائبه؟ قال الرجل: ما رأس العلم يا رسول الله؟ قال: معرفة الله حق معرفته. قال الأعرابي: وما معرفة الله حق معرفته؟ قال: تعرفه بلا مثل ولا شبه ولا ند وانه واحد أحد ظاهر باطن، أول آخر، لا كفو له ولا نظير له، فذلك حق معرفته.

١٤٥ ـ وباسناده إلى أبي أحمد العامري قال: حدّثنا علي بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه عن عليّعليهم‌السلام أنّه قال: الدنيا كلها جهل إلّا مواضع العلم، والعلم كلّه حجّة إلّا ما عمل به، والعمل كلّه رياء إلّا ما كان مخلصا، والإخلاص على خطر حتّى ينظر العبد بما يختم له.

١٤٦ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى أبي الدرداء قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: إنّ اللهعزوجل يجمع العلماء يوم القيامة ويقول لهم: لم أضع نوري وحكمتى في صدوركم إلّا وانا أريد بكم خير الدنيا والاخرة، اذهبوا فقد غفرت لكم على ما كان منكم.

١٤٧ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة حدّثنا محمد بن إبراهيم بن إسحق رضى الله عنه قال: حدّثنا أحمد بن محمد الهمداني قال: حدّثنا علي بن الحسن بن

٣٩٩

على بن فضال عن أبيه عن محمد بن الفضل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر محمد ابن على الباقرعليهما‌السلام قال: إنّ الله تبارك وتعالى عهد إلى آدمعليه‌السلام ان لا يقرب الشجرة، فلما بلغ الوقت الذي كان في علم الله تبارك وتعالى ان يأكل منها نسي فأكل منها، وهو قول الله تبارك وتعالى:( وَلَقَدْ عَهِدْنا إلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٤٨ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى ابن أبي عمير عن بعض أصحابنا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سمى الإنسان إنسانا لأنه ينسى، وقال اللهعزوجل :( وَلَقَدْ عَهِدْنا إلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ ) .

١٤٩ ـ أبيرحمه‌الله عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن المفضل بن صالح عن جابر بن يزيد عن أبي جعفرعليه‌السلام في قول الله:( وَلَقَدْ عَهِدْنا إلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً ) قال: عهد إليه في محمد والائمة من بعده فترك، ولم يكن له عزم فيهم أنّه هكذا، وانما سموا اولى العزم لأنهم عهد إليهم في محمّد والأوصياء من بعده والمهدي وسيرته، فأجمع عزمهم ان ذلك كذلك والإقرار به، في أصول الكافي سواء.

في بصائر الدرجات أبو جعفر أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن مفضل ابن صالح عن جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام مثله أيضا.

١٥٠ ـ في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن جعفر بن محمد بن عبيد الله عن محمد بن عيسى القمى عن محمد بن سليمان عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله:( وَلَقَدْ عَهِدْنا إلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ ) كلمات في محمد وعلى وفاطمة والحسن والحسين والائمةعليهم‌السلام من ذريتهم فنسي» هكذا والله أنزلت على محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله .

١٥١ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن داود العجلي عن زرارة عن حمران عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: إنّ الله تبارك وتعالى حيث خلق الخلق خلق

٤٠٠

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643