تفسير نور الثقلين الجزء ٣

تفسير نور الثقلين12%

تفسير نور الثقلين مؤلف:
المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 643

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 643 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 266914 / تحميل: 8770
الحجم الحجم الحجم
تفسير نور الثقلين

تفسير نور الثقلين الجزء ٣

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

يحيى، في التهذيب، في باب ما تجوز الصلاة فيه من اللباس(١) ، وفي الكافي، في باب اللباس(٢) ، وعيص بن القاسم(٣) .

[٣٢١١] يوسف بن أبي القاسم:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) .

[٣٢١٢] يوسف البزّاز:

أبو يعقوب، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) . عنه: ابن أبي عمير، في الكافي، في باب من وصف عدلاً وعمل بغيره(٦) .

[٣٢١٣] يوسف بن الحارث:

في من لم يرو عنهمعليهم‌السلام : سهل بن الحسن الصفار أخو محمّد، روى عن يوسف بن الحارث الكميداني، عن عبد الرّحمن العرزمي كتابه. روى عنه: أخوه محمّد بن الحسن(٧) .

وفي التعليقة: ان ذلك يومي إلى معروفيّته، بل والاعتماد عليه(٨) .

قلت: وذكر ذلك في الفهرست أيضاً في ترجمة العرزمي(٩) ، واستظهررحمه‌الله أنّه الذي يروي عنه محمّد بن يحيى في النوادر، واستثناه

__________________

(١) تهذيب الأحكام ٢: ٢٠٨ / ٨١٧.

(٢) الكافي ٦: ٤٤٢ / ٧.

(٣) الكافي ٦: ٤٥١ / ٥.

(٤) رجال الشيخ: ٣٢٤ / ٤٨٣٩ (طبع جامعة المدرسين)، ورجال البرقي: ٢٩.

(٥) رجال الشيخ: ٣٣٦ / ٥٨.

(٦) أُصول الكافي ٢: ٢٢٧ / ١.

(٧) رجال الشيخ: ٤٧٥ / ٧، وفيه: الكمنداني.

(٨) تعليقة الوحيد على منهج المقال: ٣٧٦.

(٩) انظر فهرست الشيخ: ١٠٨ / ٤٦١.

٢٢١

القميون(١) ، وظاهر بعضهم المغايرة، وقد مرّ عدم الاعتناء بهذا الاستثناء، وبعد التسليم عدم مضرّته.

[٣٢١٤] يوسف بن عبد الرّحمن الكُناسي:

الكوفي، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) .

[٣٢١٥] يوسف بن يعقوب:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام ، ذكره مع أخيه قيس كما تقدم(٣) ، وهو صاحب كتاب معتمد في مشيخة الفقيه(٤) . وعنه: أخوه الجليل يونس(٥) .

[٣٢١٦] يونس بن أبي إسحاق السبيعي:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٦) .

[٣٢١٧] يونس بن أبي يَعْفُور:

روى عنه: يونس بن يعقوب، واسم أبي يعفور: قيس بن يعفور من بني أشيم، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٧) .

__________________

(١) انظر رجال النجاشي: ٣٤٨ / ٩٣٩.

(٢) رجال الشيخ: ٣٣٦ / ٤٨.

(٣) رجال الشيخ: ٢٧٤ / ٢٢، وتقدم أخيه في الجزء الثامن صحيفة: ٣٢٧ الطريق رقم: [٢٢٤٣].

(٤) الفقيه ٤: ١٠٥، من المشيخة.

(٥) الكافي ٦: ٣٨٥ / ٤.

(٦) رجال الشيخ: ٣٣٧ / ٦٨، ورجال البرقي: ٣٠.

(٧) رجال الشيخ: ١٤٠ / ١٦، ٣٣٧ / ٧٠، في أصحاب الباقر والصادق (عليهما السّلام)، ورجال البرقي: ٣٠ في أصحاب الصادقعليه‌السلام

٢٢٢

[٣٢١٨] يونس بن خبّاب:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) .

[٣٢١٩] يونس الشّيباني:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) ، يروي محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن صالح بن عقبة، عنه(٣) .

[٣٢٢٠] يونس بن الصباح:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام ، في الكشي ممدوح، كذا في رجال ابن داود(٤) . ونُسب إلى الاشتباه(٥) ، وقد ذكرنا غير مرّة أنّ اختلاف النسخ بالزيادة والنقصان يمنعانا عن نسبة الاشتباه إليه.

[٣٢٢١] يونس بن ظبيان:

المـَرْمِيّ في النجاشي(٦) ، والغضائري(٧) ، وغيرهما، بالضعف والغلوّ والكذب والوضع، لا أدري كيف يروي عنه شيوخ الطائفة وعيون العصابة!؟ مثل: جميل بن درّاج، في الكافي، في باب نقش الخواتيم(٨) ،

__________________

(١) رجال الشيخ: ١٤١ / ١٨، ٣٣٥ / ٧٠، في أصحاب الباقر والصادق (عليهما السّلام)، ورجال البرقي: ١٣ في أصحاب الباقرعليه‌السلام

(٢) رجال الشيخ: ٣٣٧ / ٦٣، ورجال البرقي: ٢٩.

(٣) الكافي ٧: ٣٤٥ / ١١، تهذيب الأحكام ٢: ٥٧ / ١٩٨.

(٤) رجال ابن داود: ٢٠٧ / ١٧٤٢، ولم نظفر به في رجال الكشي.

(٥) انظر جامع الرواة ٢: ٣٥٥.

(٦) رجال النجاشي: ٤٤٨ / ١٢١٠.

(٧) رجال العلاّمة: ٢٦٦ / ٢.

(٨) الكافي ٦: ٤٧٣ / ٢.

٢٢٣

وصفوان، وابن أبي عمير، في التهذيب، في باب ضروب الحجّ(١) ، وفي الإستبصار، في باب أنّ التمتع فرض من نأى عن الحرم(٢) ، وعثمان بن عيسى، في التهذيب، في باب ثواب الحج(٣) .

وعبد الله بن المغيرة عن محمّد بن زياد وهو ابن أبي عمير عنه، في الكافي في باب النهي عن الجسم والصورة(٤) ، ومنصور بن يونس(٥) ، ومحمّد بن سنان(٦) ، والحسن بن راشد(٧) ، والمفضل بن عمر(٨) ، ومحمّد بن موسى حوراء(٩) ، وصالح بن سعيد(١٠) ، وداود بن كثير الرقّي(١١) .

ويدلّ على حسن حاله واستقامته وعلوّ مقامه وعدم غلوّه أخبار كثيرة:

أما في آخر السرائر ممّا استطرفه من جامع البزنطي: وعنه عن هشام بن سالم قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن يونس بن ظبيان،

__________________

(١) تهذيب الأحكام ٥: ٤٢ / ٩٥.

(٢) الاستبصار ٢: ١٥٧ / ٥١٣.

(٣) تهذيب الأحكام ٥: ٢٢ / ٦١.

(٤) أُصول الكافي ١: ٨٢ / ٦.

(٥) أُصول الكافي ١: ٣١٨ / ٣.

(٦) تهذيب الأحكام ٦: ٤٩ / ١١٣.

(٧) تهذيب الأحكام ٦: ٥١ / ١١٩.

(٨) أُصول الكافي ١: ٤٥١ / ٢.

(٩) فهرست الشيخ: ١٨٢ / ٨١٠.

(١٠) تهذيب الأحكام ٦: ٣٥ / ٧٤.

(١١) كفاية الأثر: ٢٥٥، وعنه المجلسي في البحار ٣: ٢٨٧ / ٢.

٢٢٤

فقال:رحمه‌الله ، وبنى له بيتاً في الجنّة، كان والله مأموناً على الحديث(١) . والضمير في عنه راجع إلى صاحب الكتاب يعني البزنطي على ما هو المعهود في كثير من مؤلّفات القدماء، أو إلى أبي بصير لا إلى سليمان بن خالد، كما صرّح به المولى عناية الله في مجمع الرجال، وهذا ظاهر لمن راجع السرائر.

وكيف كان فالخبر صحيح غايته، واعترف به المولى المذكور إلاّ أنّه قال: ولعلّه خرج مخرج التقيّة لمعارضة كلام الشيخ له(٢) . وهذا منه من الغرابة بمكان، وما رأينا ولا سمعنا أن أحدهمعليهم‌السلام كان يتقي من الغلاة خصوصاً الصادقعليه‌السلام بالنسبة إلى أبي الخطاب وأصحابه على ما زعموا من أنّ يونس منهم.

ورواه الكشي في رجاله: عن محمّد بن قولويه، عن سعد بن عبد الله ابن أبي خلف القمي، عن الحسن بن علي الزبيدي(٣) ، عن أبي محمّد القاسم بن الهروي، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، مثله. إلاّ أنّه قال بعده: ابن الهروي مجهول، وهذا حديث غير صحيح مع ما قد روي في يونس بن ظبيان(٤) .

قلت: قد عرفت صحّة الخبر، وهذا مؤيّده، وما ذكره غير قابل

__________________

(١) السرائر ٣: ٥٧٨.

(٢) لم نعثر عليه في مجمع الرجال، بل الكلام المذكور لعبد النبي الجزائري، ذكره في ترجمة يونس بن علي القطان، راجع حاوي الأقوال: ٣٤٧ / ٢١٥٤.

(٣) كذا في الحجرية، وفي الأصل الكلمة غير واضحة، وفي حاشية الأصل وفوق الكلمة في متن الحجرية: (الزيتوني نسخة بدل)

(٤) رجال الكشي ٢: ٦٥٨ / ٦٧٥.

٢٢٥

للمعارضة كما ستعرف، ثمّ أنّ ظاهر الخبر بل صريحه أنّه توفي في عهد الصادقعليه‌السلام فلا تغفل.

ب ما في الكشي في ترجمة الفيض قال: ما روي في الفيض بن المختار، وإن الفيض أول من سمع عن أبي عبد اللهعليه‌السلام نصّه على ابنه موسى بن جعفر (عليهما السّلام).

جعفر بن أحمد بن أيوب، عن أحمد بن الحسن الميثمي(١) ، عن أبي نجيح، عن الفيض بن المختار. وعنه، عن علي بن إسماعيل، عن أبي نجيح، عن الفيض، قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : جعلت فداك، ما تقول في الأرض أتقبلها من السلطان ثم أؤاجرها آخرين، على أن ما أخرج الله منها من شيء كان لي من ذلك النصف(٢) ، أو أقل من ذلك أو أكثر؟ قال: لا بأس به.

فقال له إسماعيل ابنه: يا أبت لم تحفظ؟ قال: فقال: يا بنيّ أو ليس كذلك أعامل أكرتي! إنّي كثيراً ما أقول لك الزمني ولا تغفل، فقام إسماعيل فخرج، فقلت: جعلت فداك، وما على إسماعيل أن لا يلزمك إذا كنت أفضيت إليه الأشياء من بعدك كما أُفضيت إليك بعد أبيك، قال: فقال: يا فيض ان إسماعيل ليس مني كأنا من أبي.

قلت: جعلت فداك، فقد كنّا لا نشك أن الرحال ستحط إليه من بعدك، وقد قلت فيه ما قلت، فان كان ما يخاف وأسأل الله العافية فإلى من؟ قال: فأمسك عني، فقبّلت ركبته وقلت: ارحم سيدي، فإنما هي

__________________

(١) في المصدر: التيمي.

(٢) في المصدر زيادة: أو الثلث.

٢٢٦

النار، انّي والله لو طمعت انّي أموت قبلك لما باليت، ولكنّي أخاف البقاء بعدك، فقال لي: مكانك.

ثمّ مال إلى ستر في البيت فرفعه ودخل ثم مكث قليلاً ثمّ صاح يا فيض أدخل! فدخلت، فإذا هو في المسجد قد صلّى فيه، وانحرف عن القبلة، فجلست بين يديه، فدخل إليه أبو الحسنعليه‌السلام وهو يومئذ خُماسي وفي يده درّة، فأقعده على فخذه، فقال له: بأبي أنت وأُمّي، وما هذه المخفقة بيدك؟ قال: مررت بأخي عليّ وهي في يده يضرب بها بهيمة فانتزعتها من يده.

فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : يا فيض إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أُفضيت إليه صحف إبراهيم وموسى (عليهما السّلام) فائتمن عليها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عليّاًعليه‌السلام وائتمن عليها عليّ الحسن، وائتمن عليها الحسن الحسين، وائتمن عليها الحسين علي بن الحسين، وائتمن عليها علي بن الحسين محمّد بن عليّ (صلوات الله عليهم)، وائتمنني عليها أبي، وكانت عندي، ولقد ائتمنت عليها ابني هذا على حداثته، وهي عنده، فعرفت ما أراد، فقلت له: جعلت فداك زدني.

قال: يا فيض إنّ أبي كان إذا أراد أنْ لا تُردّ له دعوة أقعدني على يمينه، فدعا وأمّنت فلا ترد له دعوة، وكذلك أصنع بابني هذا، ولقد ذكرناك أمس بالموقف فذكرناك بخير، فقلت له: يا سيدي زدني.

فقال: يا فيض إنّ أبي كان إذا سافر وأنا معه فنعس وهو على راحلته أدنيت راحلتي من راحلته، فوسّدته ذراعي الميل والميلين حتى يقضي وطره من النوم، وكذلك يصنع بي ابني هذا، قال: قلت: جعلت فداك

٢٢٧

زدني.

قال: إنّي لأجد بابني هذا ما كان يجد يعقوب بيوسف، قلت: يا سيدي زدني.

قال: هو صاحبك الذي سألت عنه فأقرّ له بحقّه، فقمت حتى قبلت رأسه ودعوت الله له، فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام أما أنّه لم يؤذن له(١) في أمرك منه، قال: جعلت فداك أخبر به أحداً؟ قال: نعم، أهلك وولدك ورفقاءك، وكان معي أهلي وولدي ويونس بن ظبيان من رفقاي، فلما أخبرتهم حمدوا الله على ذلك كثيراً.

وقال يونس: لا والله حتى أسمع ذلك منه، وكانت فيه عجلة، فخرج واتبعته فلما انتهيت إلى الباب سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام وقد سبقني فقال: الأمر كما قال لك فيض، قال: سمعت وأطعت(٢) .

ورواه الشيخ النعماني في كتاب الغيبة: عن محمّد بن همام، قال: حدثني حُمَيد بن زياد، قال: حدثنا الحسن بن محمّد بن سماعة، عن أحمد بن الحسن المِيثمي، قال: حدثنا أبو نجيح المسمعي، عن الفيض مثله(٣) .

ورواه في الكافي: عن محمّد بن يحيى وأحمد بن إدريس، عن محمّد بن عبد الجبار، عن الحسن بن الحسين، عن أحمد بن الحسن

__________________

(١) في حاشية الأصل والحجرية: (لي في أول منك نسخة بدل)، (لي في المرة الأُولى منك نسخة النعماني)

(٢) رجال الكشي ٢: ٦٤٣ / ٦٦٣.

(٣) الغيبة للنعماني ٢: ٣٢٤.

٢٢٨

الميثمي، عن فيض بن المختار، في حديث طويل في أمر أبي الحسنعليه‌السلام ، حتى قال له أبو عبد اللهعليه‌السلام : هو صاحبك الذي سألت عنه. وساق إلى آخر الخبر(١) .

وعليه فالخبر صحيح على الأصح من وثاقة الحسن بن الحسين كما مرّ في (رله)(٢) ، وكذا على رواية الكشي(٣) ، والنعماني(٤) ، لأنّ الميثمي ممّن قالوا في حقّه: صحيح الحديث(٥) .

وكيف كان فالخبر صريح في عدم اعتقاده بامامة إسماعيل، واعترافه واعتقاده بامامة الكاظمعليه‌السلام .

ج ما في الكافي: عن العدّة، عن أحمد بن محمّد، عن القاسم بن يحيى، عن جدّه الحسن بن راشد، عن الحسين بن ثوير، قال: كنت أنا ويونس بن ظبيان والمفضّل بن عمرو وأبو سلمة السراج، جلوساً عند أبي عبد اللهعليه‌السلام وكان المتكلم منّا يونس، وكان أكبرنا سنّاً، فقال له: جعلت فداك إنّي أحضر مجلس هؤلاء القوم يعني ولد العباس فما أقول؟ فقال: إذا أُحضرت فذكرتنا فقل: اللهم أرنا الرخاء والسرور، فإنّك تأتي على ما تريد(٦) ، الخبر.

__________________

(١) أُصول الكافي ١: ٢٤٦ / ٩.

(٢) تقدّم في الجزء الخامس صحيفة ٢٨، الطريق رقم: [٢٣٥].

(٣) رجال الكشي ٢: ٦٤٢ / ٦٦٣، وكما تقدّم.

(٤) الغيبة للنعماني ٢: ٣٢٤ / ٢، وكما تقدّم.

(٥) رجال النجاشي: ٧٤ / ١٧٩.

(٦) في حاشية الأصل: إلى أن قال جعلت فداك. (وبقيّة الكلمات لم تكن واضحة)

٢٢٩

وهو طويل شريف فيه زيارة حسنة، فيها جملة من غرائب فضائلهم(١) .

ورواه ابن قولويه في كامل الزيارة: عن أبيه وعلي بن الحسين ومحمّد بن الحسن بن الوليد جميعاً، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن القاسم(٢) ، مثله سنداً ومتناً.

ورواه الشيخ في التهذيب بسند الكليني وفيه: وكان المتكلم يونس ابن ظبيان، وكان أكبرنا سناً فقال له: جعلت فداك إذا أردت زيارة الحسينعليه‌السلام كيف أصنع وكيف أقول؟ قال: إذا أتيت أبا عبد اللهعليه‌السلام فاغتسل. إلى آخر الزيارة الشريفة، التي هي أوّل الزيارات في التهذيب(٣) .

وقال الصدوق في الفقيه: زيارة قبر أبي عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب المقتول بكربلاء (صلوات الله عليهما)، قال الصادقعليه‌السلام : إذا أتيت. وساق مثل ما في الكافي(٤) والتهذيب(٥) باختلاف يسير في بعض الكلمات، وقال في آخره: وقد أخرجت في كتاب الزيارات وكتاب مقتل الحسينعليه‌السلام أنواعاً من الزيارات، واخترت هذه لهذا الكتاب، لأنّها أصح الزيارات عندي من طريق الرواية، وفيها بلاغ وكفاية(٦) .

__________________

(١) الكافي ٤: ٥٧٥ / ٢.

(٢) كامل الزيارات: ٨٠ باب ٢٦ الحديث الخامس، وفيه: حدثني أبي، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن القاسم بن يحيى.

(٣) تهذيب الأحكام ٦: ٥٤ / ١٣١.

(٤) الكافي ٤: ٥٧٥ / ٢.

(٥) تهذيب الأحكام ٦: ٥٤ / ١٣١.

(٦) الفقيه ٢: ٣٥٨ ٣٦١ / ١٦١٤، ١٦١٥.

٢٣٠

وظاهر الصدوق وثاقة يونس وجلالته، فإن هذه الزيارة البليغة لفظاً ومعنى لا يلقيها الإمام إلاّ لمن كان في أعلى الدرجة من الإيمان فضلاً عن الوثاقة، ولا يحتمل في حقه حينئذ الغلوّ والخطابية والكذب.

وهذا أيضاً ظاهر أحمد بن محمّد بن أبي نصر في جامعه، وهو من الأُصول المعروفة، فإنه نقل الخبر السابق الصريح في حسن عاقبته ووثاقته وأمانته، ولم يتعرّض لطعن فيه وقال بلا فصل: يونس بن ظبيان قال: دخلت على أبي عبد اللهعليه‌السلام وهو رمد شديد الرمد، فاغتممنا لذلك، ثم أصبحنا من الغد فدخلنا عليه، فإذا لا رمد بعينه ولا به [قلبة(١) ] فقلنا: جعلنا فداك هل عالجت عينيك بشيء؟ فقال: نعم بما هو العلاج، فقلنا: ما هو؟ قال: عوذة، قال: فكتبناها وهي:

أعوذ بعزّة الله وأعوذ بقوّة الله وأعوذ بقدرة الله وأعوذ بنور الله وأعوذ بعظمة الله وأعوذ بجلال الله وأعوذ بجمال الله وأعوذ ببهاء الله وأعوذ بجمع الله قلنا ما جمع الله؟ قال: بكلّ الله وأعوذ بعفو الله وأعوذ بغُفران الله وأعوذ برسول الله وأعوذ بالأئمّة ويسمّي واحداً فواحداًعليهم‌السلام ثمّ قال: على ما يشاء من شرّ ما أحذر(٢) ، اللهم أنت ربّ الطيبين(٣) (٤) .

د ما في التهذيب مسنداً: عن يونس بن ظبيان، قال: أتيت أبا عبد اللهعليه‌السلام حين قدم الحيرة، وذكر حديثاً حدّثناه، إلاّ أنّه سار معه

__________________

(١) في الأصل والحجرية: (قلبته)، وما بين المعقوفتين أثبتناه من المصدر، وقَلَبة: أي ألم وعلّة، انظر لسان العرب ١: ٦٨٧ قلب ـ.

(٢) في الأصل والحجرية تحت الكلمة: أجد في نسخة البحار.

(٣) في الأصل والحجرية فوق الكلمة: المطيعين في نسخة البحار.

(٤) السرائر ٣: ٥٧٨.

٢٣١

حتى أتينا إلى المكان الذي أراد فقال: يا يونس أقرن دابّتك، فقرنت بينهما، ثم رفع يده ودعا دعاءً خفيّاً لم أفهمه، ثم استفتح الصلاة فقرأ فيها سورتين خفيفتين يجهر فيهما، ففعلت كما فعل، ثم دعا ففهمته وعلّمنيه وقال: يا يونس أتدري أي مكان هذا؟ قلت: جعلت فداك لا والله، ولكنّي أعلم أنّي في الصحراء، قال: هذا قبر أمير المؤمنينعليه‌السلام يلتقي هو ورسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى يوم القيامة، الدعاء: اللهم لا بد من أمرك ولا بدّ من قدرك، الدعاء(١) .

ورواه السيد عبد الكريم في فرحة الغريّ بسنده إلى الشيخ وقال في آخره: نقلته من خطّ الطوسي في التهذيب، ثمّ نقله عن مزار الجليل محمّد ابن أحمد بن داود القمّي بسند آخر ينتهي إلى يونس(٢) ، وهذا دعاء معروف موجود في تمام كتب المزار، تلقّاه الأصحاب بالقبول، وبه يدفع توهم كونه راويه، مع أنّ دلالته على إيمانه وحسن ولائه بإقراره واعترافه كاف لما نحن بصدده.

ثمّ في التهذيب(٣) والفرحة(٤) زيارة لأمير المؤمنينعليه‌السلام رواها الشيخ عن شيخه المفيد عن شيخه محمّد بن أحمد بن داود عن ابن عقدة بإسناده إلى يونس بن ظبيان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إذا أردت زيارة قبر أمير المؤمنينعليه‌السلام فتوضأ واغتسل وامش على هنيأتك وقل: الحمد

__________________

(١) تهذيب الأحكام ٦: ٣٥ / ٧٤.

(٢) فرحة الغري: ٦٦، ٦٨.

(٣) تهذيب الأحكام ٦: ٢٥ / ٥٣.

(٤) فرحة الغري: ٨٠.

٢٣٢

لله الذي. الزيارة، وقد تلقاها الأصحاب أيضاً بالقبول.

ونقلها الصدوق في الفقيه(١) من غير اسناد، ولا يرويها إلاّ مؤمن مستقيم كما لا يخفى على من أمعن النظر فيها، إلى غير ذلك من الأخبار الكثيرة الدالة على إيمانه وإخلاصه واستقامته، وشفقتهعليه‌السلام عليه.

ومع ذلك فانظر إلى ما رواه الكشي في ذمّه، قال في أول الترجمة: يونس بن ظبيان متّهم غال، وذكر أنّ عبد الله بن محمّد بن خالد الطيالسي قال: كان الحسن بن علي الوشاء بن بنت إلياس يحدثنا بأحاديثه إذا مرّ علينا حديث النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الذي يرويه يونس بن ظبيان حديث العمود فقال: تحدثوا عنّي هذا الحديث لأروي لكم، ثمّ رواه(٢) .

حدثني محمّد بن قولويه القمي، قال: حدثني سعد بن عبد الله، قال حدثني محمّد بن عيسى، عن يونس قال: سمعت رجلاً من الطيارة يحدث أبا الحسن الرضاعليه‌السلام عن يونس بن ظبيان أنه قال: كنت في بعض الليالي وأنا في الطواف فإذا نداء من فوق رأسي: يا يونس إنّي أنا الله لا إله إلاّ أنا فاعبدني، وأقم الصلاة لذكري، فرفعت رأسي فإذا ح(٣) .

فغضب أبو الحسنعليه‌السلام غضباً لم يملك نفسه، ثمّ قال للرجل: أخرج عنّي لعنك الله، ولعن من حدثك، ولعن يونس بن ظبيان ألف لعنة تتبعها ألف لعنة، كلّ لعنة منها تبلغك قعر جهنم، أشهد ما ناداه إلاّ

__________________

(١) الفقيه ٢: ٣٥٢.

(٢) رجال الكشي ٢: ٦٥٧ / ٦٧٢.

(٣) كذا في الأصل والحجرية، وفي المصدر « ج » بالجيم المعجمة بدل (ح) الحاء المهملة وقال الميرداماد في شرحه الحديث المذكور: « ج » كناية عن جبرئيلعليه‌السلام ، انظر: رجال الكشي ٢: ٦٥٧.

٢٣٣

الشيطان، أما أن يونس مع أبي الخطاب في أشدّ العذاب مقرونان وأصحابهما إلى ذلك الشيطان مع فرعون وآل فرعون في أشدّ العذاب، سمعت ذلك من أبيعليه‌السلام .

قال(١) يونس: فقام الرجل من عنده فما بلغ الباب، إلاّ عشر خطى حتى صرع مغشيّاً عليه، وقد قاء برجيعه وحمل ميّتاً، فقال أبو الحسنعليه‌السلام : أتاه ملك بيده عمود فضرب على هامته ضربة قلب بها مثانته حتى قاء برجيعه، وعجل الله بروحه إلى الهاوية، وألحقه بصاحبه الذي حدّثه يونس ابن ظبيان ورأى الشيطان الذي كان يتراءى له(٢) .

حدثني أحمد بن علي، قال: حدثني أبو سعيد الآدمي، عن أبي القاسم عبد الرّحمن بن حمّاد، عن ابن فضال، عن غالب بن عثمان، عن عمّار بن أبي عتبة(٣) ، قال: هلكت بنت لأبي الخطاب فلما دفنها طلع يونس بن ظبيان في قبرها وقال: السلام عليك يا بنت رسول الله(٤) ، ثم روى خبر المدح الذي مرّ(٥) .

والجواب: إمّا عن الخبر الأول فاعلم أولاً أنّ المولى عناية الله زعم في ترتيب رجال الكشي أنّ المراد بحديث العمود فيه هو الذي يأتي في

__________________

(١) في الأصل فوق الكلمة: كذا.

(٢) رجال الكشي ٢: ٦٥٧ / ٦٧٣.

(٣) في المصدر: (عنبسة) بدل (عتبة)

(٤) رجال الكشي ٢: ٦٥٨ / ٦٧٤.

(٥) رجال الكشي ٢: ٦٥٨ / ٦٧٥، وراجع خبر المدح المتقدم عن السرائر ورجال الكشي في أول الترجمة.

٢٣٤

الخبر الثاني(١) ، وهو اشتباه عجيب! ناش من قلّة الانس بأحاديث آل محمّدعليهم‌السلام بل المراد به الحديث المعروف: من أنّ الله تعالى جعل لهم عموداً من نور يرون به أعمال العباد، رواه جمّ غفير من الرواة عنهمعليهم‌السلام منهم يونس بن ظبيان، وقد رواه عنه جماعة كثيرة(٢) ، ومنهم الوشاء.

فروى الصفار في البصائر: عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن علي الخزاز، عن الحسين بن أحمد المنقري، عن يونس بن ظبيان، قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: إذا أراد الله أن يحبل بإمام اوتي بسبع ورقات من الجنّة فأكلهنّ قبل أن يقع، فإذا وقع في الرحم سمع الكلام في بطن امّه، فإذا وضعته رفع له عمود من نور فيما بين السماء والأرض، وكتب على عضده الأيمن:( وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) (٣) .

وعن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن محبوب، عن صالح بن سهل الهمداني وغيره، رواه عن يونس بن ظبيان، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إذا أراد الله أن يقبض روح إمام ويخلق من بعده إماماً أنزل قطرة من تحت العرش إلى الأرض، فيلقيها على ثمرة أو على بقلة، فيأكل تلك الثمرة أو تلك البقلة الإمام الذي يخلق الله منه نطفة الإمام الذي يقوم من بعده، قال: فيخلق الله من تلك القطرة نطفة في الصلب، ثمّ يصير إلى الرحم فيمكث

__________________

(١) انظر مجمع الرجال ٦: ٢٩١.

(٢) انظر بصائر الدرجات: ٤٥٦ / ٢، ٤٥٧ / ٧.

(٣) بصائر الدرجات: ٤٥٨ / ٢، الأنعام الآية: ١١٥.

٢٣٥

فيها أربعين ليلة، فإذا مضى له أربعون ليلة سمع الصوت، فإذا مضى له أربعة أشهر كتب على عضده الأيمن:( وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ ) (١) الآية، فإذا خرج إلى الأرض أُوتي الحكمة، وزيّن بالعلم والوقار، وأُلبس الهيبة، وجعل له مصباح من نور يعرف به الضمير، ويرى به أعمال العباد(٢) .

وعن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن مقاتل، عن الحسين بن أحمد، عن يونس بن ظبيان مثله(٣) .

وعن محمّد بن عبد الجبار، عن ابن أبي نجران، عن الحسن بن محبوب، عن مقاتل، مثله بأدنى تفاوت(٤) .

ورواه العياشي في تفسيره عن يونس مثله(٥) .

وعن عمران بن موسى، عن أيّوب بن نوح، عن عبد السلام بن سالم، عن الحسين، عن يونس بن ظبيان، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ الامام يسمع في بطن امّه، فإذا ولد خطّ على منكبيه خطّ، ثم قال: هكذا بيده، فذلك قول الله تعالى:( وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ ) (٦) وجعل له في كلّ قرية عمود من نور يرى به ما يعمل أهلها فيها(٧) .

__________________

(١) الأنعام ٦: ١١٥.

(٢) بصائر الدرجات: ٤٥١ / ٤.

(٣) بصائر الدرجات: ٤٥٢ / ٧.

(٤) بصائر الدرجات: ٤٥٣ / ٨، وفيه: (أحمد بن عبد الجبار) بدل (محمد بن عبد الجبار)

(٥) تفسير العياشي ١: ٣٧٤ / ٨٣.

(٦) الأنعام ٦: ١١٥.

(٧) بصائر الدرجات: ٤٥٦ / ٣.

٢٣٦

وعن عمران بن موسى، عن أيوب بن نوح، عن العبّاس بن عامر، عن الحسين، مثله(١) .

وعن علي بن خالد، عن أيوب بن نوح، مثله(٢) .

ولهذا الحديث عنه طرق اخرى لا حاجة إلى نقلها بعد نقل هؤلاء الاعلام الموصوفين بكل جميل، وفيهم مثل: ابن عيسى، وابن محبوب، وابن نوح، وابن أبي نجران، ولعلّ الوشاء استعظم الحديث أولاً كجملة من الرواة الذين كانوا يتحاشون عن رواية أمثال هذه الأحاديث، بل كانوا ينسبون راويها إلى الغلوّ والارتفاع، فلمّا وقف على رواية هؤلاء هانت عليه الرواية، فعدّ هذا الخبر من أخبار مدحه أولى وأنسب.

وأمّا الخبران الآخران فحاصلهما أنّه كان خطابياً، ومن أصحاب أبي الخطاب في حياة أبي الخطاب إلى أن مات، وهذا ممّا يكذّبه الوجدان، فان خروج أبي الخطاب وهلاكه كان قبل سنة ثمان وثلاثين ومائة بمدّة كما يظهر من الكشي في ترجمة أبي الخطاب في خبر معتبر.

وفيه في الصحيح: عن ابن أبي عمير، عن المفضّل بن يزيد(٣) ، قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام وذكر أصحاب أبي الخطاب والغلاة فقال لي: يا مفضل لا تقاعدوهم ولا تواكلوهم ولا تشاربوهم ولا تصافحوهم ولا توارثوهم(٤) .

والأخبار في هذا المعنى ولعنه ولعن من بقي منهم ولعن من دخل

__________________

(١) بصائر الدرجات: ٤٥٧ / ٧.

(٢) بصائر الدرجات: ٤٥٦ / ٣.

(٣) في المصدر: (بن مزيد) بدل (بن زيد)

(٤) رجال الكشي ٢: ٥٨٦ / ٥٢٥.

٢٣٧

قلبه رحمة لهم والبراءة منهم والاجتناب عنهم كثيرة، رواها الذين رووا عن يونس بن ظبيان الفضائل والمعارف والأحكام الدينية كابن أبي عمير، وصفوان، وابن محبوب، وابن المغيرة، وأمثالهم، فالخبر المتضمن لخطابيّة يونس قدح في عمل أساطين المذهب، وشيوخ الطائفة، بل يظهر للمتتبّع أنّ الصادقعليه‌السلام كان يألف ويستأنس به، ويخصّه بإلقاء المطالب العالية، ولم يعهد أنّهعليه‌السلام فعل بخطابي قليلاً مما فعل به.

وفي الكافي بإسناده: عن عبد الله بن المغيرة، عن محمّد بن زياد، قال: سمعت يونس بن ظبيان يقول: دخلت على أبي عبد اللهعليه‌السلام فقلت له: إنّ هشام بن الحكم يقول قولاً عظيماً، الخبر(١) .

وابن المغيرة من أصحاب الإجماع فلا يضرّ كونه راوياً، ويظهر منه أنّه من أهل العلم والفضل والتوحيد، ولم يكن غالياً ولا مقصّراً.

وفيه: عن عليّ، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن درّاج، عن يونس بن ظبيان وحفص بن غياث، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قالا: قلنا: جعلنا فداك، أيكره أنْ يكتب الرجل في خاتمه غير اسمه واسم أبيه؟ فقال: في خاتمي مكتوب: الله خالق كلّ شيء، وفي خاتم أبي محمّد بن علي وكان خير محمّدي رأيته بعيني: العزّة لله، وفي خاتم علي بن الحسين (عليهما السّلام): الحمد لله العلي العظيم، وفي خاتم الحسن والحسين (عليهما السّلام): حسبي الله، وفي خاتم أمير المؤمنينعليه‌السلام : لله الملك(٢) .

__________________

(١) أُصول الكافي ١: ٨٢ / ٦.

(٢) الكافي ٦: ٤٧٣ / ٢.

٢٣٨

وفي التهذيب(١) ، وكامل الزيارة(٢) ، مسنداً: عن محمّد بن سنان، عنه، عنهعليه‌السلام قال: من زار قبر الحسينعليه‌السلام يوم عرفة كتب الله له ألف ألف حجّة مع القائمعليه‌السلام ، الخبر.

والخطابي لا يروي أمثال هذه الأخبار، فإنه من الإسماعيلية كما أوضحنا ذلك في شرح حال كتاب دعائم الإسلام(٣) ، وذكرنا أنّهم ينكرون الأحكام والشرائع، وليس منهم رواة في كتب الأحاديث، بل لا تجد في كتب الرجال راوياً قدحوه بأنّه كان منهم كما طعنوا فيه بأنّه ناووسي، أو كيساني، أو واقفي، أو فطحي، أو زيدي.

وقد رووا عن يونس كثيراً من الأحكام الفرعية كما لا يخفى على من راجعها، مؤيّداً ذلك كلّه بما مرّ عن جامع البزنطي(٤) ، وهو من أصحاب الإجماع، ومن الثلاثة الذين لا يروون إلاّ عن الثقة، وظاهر الخبر الثاني الذي نقلناه عنه أنّه روى عن يونس، وأنّى للخبرين والمعارضة لما رواه، وإن كان فلا بدّ فليعدّا مع أخبار لعن زرارة التي روى أغلبها محمّد بن عيسى.

وممّا يؤيد ذلك كلّه ما رواه الحميري في قرب الإسناد: عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي، قال: سألت الرضاعليه‌السلام عن قبر أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فقال: ما سمعت من

__________________

(١) تهذيب الأحكام ٦: ٤٩ / ١١٣.

(٢) كامل الزيارات: ١٧٢ باب ٧٠ حديث ١٠.

(٣) راجع الجزء الأول من الخاتمة صحيفة: ١٣٩.

(٤) السرائر ٣: ٥٧٨ (طبعة جامعة المدرسين)

٢٣٩

أشياخك؟ فقلت له: حدّثنا صفوان بن مهران، عن جدّكعليه‌السلام : أنّه دفن في نجف الكوفة.

ورواه بعض أصحابنا عن يونس بن ظبيان بمثل هذا الخبر(١) ، ولا يخفى أن عدّه البزنطي من المشايخ، والرواية عنه في محضرهعليه‌السلام لا يجتمع مع خبر اللعن المتقدّم، والخبر مع علوّ سنده في أعلى درجة الصحة.

هذا وقال الكاظمي في التكملة: واعلم أنّ هذا قد ضعّفه أكثر أهل الرجال، وأورد الكشي(٢) إخباراً في مدحه وذمّه كلّها ضعيفة إلاّ واحداً صحيحاً، إلاّ أنّ فيه محمّد بن عيسى.

وبخطّ المجلسي: روى ابن إدريس في السرائر عن جامع البزنطي. وساق الخبر، ثمّ قال: وهذا حديث صحيح(٣) ، لأنّ ابن إدريس أخذه عن جامع البزنطي، وهو ممّن أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح عنه.

ورواه الكشي(٤) بطريق مجهول إلى ابن أبي عمير إلى هشام بن سالم، فكان خبر المدح أصحّ.

وفي الكافي(٥) حديث دالّ على مدحه أيضاً لا يحضرني الآن، قال

__________________

(١) قرب الاسناد: ٣٦٧ / ١٣١٥.

(٢) انظر رجال الكشي ٢: ٦٥٧ / ٦٧٢، ٦٧٣ وأيضاً ٢: ٦٥٨ / ٦٧٤، ٦٧٥.

(٣) حاشية المجلسي على نقد الرجال: ٢٤٩ (مخطوط)، وانظر السرائر ٣: ٥٧٨.

(٤) رجال الكشي ٢: ٦٥٨.

(٥) راجع أُصول الكافي ١: ٢٤٦ ٢٤٧ / ٩.

٢٤٠

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

١٥٥ ـ في محاسن البرقي عنه عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن حماد بن عثمان وغيره عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إلى الرَّحْمنِ وَفْداً ) قال: يحشرون على النجائب.

١٥٦ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم حدّثنا جعفر بن أحمد عن عبد الله بن موسى عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قولهعزوجل :( لا يَمْلِكُونَ الشَّفاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ ) الرحمان عهدا قال: لا يشفع ولا يشفع لهم ولا يشفعون( إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً ) إلّا من أذن له بولاية أمير المؤمنين والائمة من بعده صلوات الله عليه وعليهم فهو العهد عند الله.

١٥٧ ـ حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن سليمان بن جعفر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام عن آبائهعليهم‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من لم يحسن وصيته عند موته كان نقصا في مروته، قلت: يا رسول الله وكيف يوصى عند الموت؟ قال: إذا حضرته الوفاة واجتمع الناس إليه قال: أللهمّ فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم، انّي أعهد إليك في دار الدنيا انّي أشهد أن لا إله إلّا أنت وحدك لا شريك لك، وان محمدا عبدك ورسولك، وان الجنة حق وان النار حق وان البعث حق والحساب حق والقدر والميزان حق، وان الدين كما وصفت وان السلام كما شرعت، وان القول كما حدثت وان القرآن كما أنزلت، وانك أنت الله الحق المبين، جزى الله محمدا خير الجزاء وحيا الله محمدا وآل محمد بالسلام، أللهمّ يا عدتي عند كربتي ويا صاحبي عند شدتي ويا وليي في نعمتي: إلهي وآله آبائي لا تكلني إلى نفسي طرفة عين، فانك ان تكلني إلى نفسي أقرب من الشر وأبعد من الخير، فآنس في القبر وحشتي، واجعل لي عهدا يوم ألقاك منشورا، ثم يوصى بحاجته وتصديق هذه الوصية في سورة مريمعليها‌السلام في قولهعزوجل :( لا يَمْلِكُونَ الشَّفاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً ) فهذا عهد الميت والوصية حق على كل مسلم أن يحفظ هذه الوصية ويتعلمها، وقال عليعليه‌السلام : علمنيها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقال: علمنيها جبرئيلعليه‌السلام .

٣٦١

وفي الكافي وتهذيب الأحكام مثل هذه الوصية سواء.

١٥٨ ـ في جوامع الجامع وعن ابن مسعود أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال لأصحابه ذات يوم أيعجز أحد كم ان يتخذ عند كل صباح ومساء عند الله عهدا؟ قالوا: وكيف ذاك؟ قال: يقول: أللهمّ فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة انّي أعهد إليك بأنى اشهد أن لا إله إلّا أنت وحدك لا شريك لك، وأن محمدا عبدك ورسولك، وانك ان تكلني إلى نفسي تقربني من الشر وتباعدني من الخير، وانى لا أثق إلّا برحمتك فاجعل لي عندك عهدا توفينيه يوم القيمة، انك لا تخلف الميعاد، فاذا قال ذلك طبع عليه بطابع ووضع تحت العرش، فاذا كان يوم القيامة نادى مناد: اين الذين لهم عند الله عهد؟ فيدخلون الجنة.

١٥٩ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن الحسن بن عبد الرحمن عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قلت: قوله:( لا يَمْلِكُونَ الشَّفاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً ) قال: إلّا من دان الله بولاية أمير المؤمنين والائمة من بعده، فهو العهد عند الله.

١٦٠ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم حدّثنا جعفر بن أحمد عن عبد الله بن موسى عن الحسن بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قلت: قوله:عزوجل :( وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً ) قال هذا حيث قالت قريش: إنّ للهعزوجل ولدا، وان الملائكة إناث، فقال الله تبارك وتعالى ردا عليهم:( لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا ) أي عظيما تكاد السموات يتفطرن منه يعنى مما قالوه ومما رموه به و( تَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبالُ هَدًّا ) مما قالوه ومما رموه به( أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمنِ وَلَداً ) فقال الله تبارك وتعالى:( وَما يَنْبَغِي لِلرَّحْمنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمنِ عَبْداً لَقَدْ أَحْصاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَرْداً ) واحدا واحدا.

١٦١ ـ حدثني أبي عن إسحق بن الهيثم عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة عن عليٍّعليه‌السلام أنّه قال: إنّ الشجر لم يزل حصيدا كله حتّى دعا للرحمن ولد، عز الرحمن وجل أن يكون له ولد، وكادت( السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ

٣٦٢

الْجِبالُ هَدًّا ) ، فعند ذلك اقشعر الشجر وصار له شوك حذارا أن ينزل به العذاب وهذا الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٦٢ ـ وفيه متصلا بقوله: واحدا واحدا، قلت: قولهعزوجل :( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا ) قال: ولاية أمير المؤمنينعليه‌السلام هي الود الذي ذكره اللهعزوجل .

١٦٣ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن الحسن بن عبد الرحمن عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قلت: قوله:( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا ) قال: ولاية أمير المؤمنين هي الود الذي قال الله.

١٦٤ ـ في تفسير العيّاشي عن عمار بن سويد قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول في هذه الاية:( فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ ) وذكر حديثا طويلا وفي آخره: ودعا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لأمير المؤمنينعليه‌السلام في آخر صلوته رافعا بها صوته يسمع الناس يقول: أللهمّ هب لعليٍّ المودة في صدور المؤمنين، والهيبة والعظمة في صدور المنافقين فأنزل الله:( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا ) بنى امية، فقال: ركع(١) والله لصاع من تمر في شن بال(٢) أحب إلى مما سأل محمد ربه، أفلا سأله ملكا يعضده، أو كنزا يستظهر به على فاقته؟ فأنزل الله فيه عشر آيات من هود أولها:( فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ ) الاية.

١٦٥ ـ في مجمع البيان ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا ) قيل فيه أقوال: أحدها انها خاصة في علىعليه‌السلام ، فما من مؤمن إلّا وفي قلبه محبة لعليٍّعليه‌السلام عن ابن عباس، و

في تفسير أبي حمزة الثمالي حدثني أبو جعفر الباقرعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لعلى: قل أللهمّ اجعل لي عندك عهدا، واجعل لي في قلوب

__________________

(١) كناية عن أحدهما وقد مر أيضا في سورة هو دو في المصدر «رمع» وهي كلمة مقلوبة.

(٢) الشن. القربة الصغيرة.

٣٦٣

المؤمنين ودا، فقالهما فنزلت هذه الآية وروى نحوه عن جابر بن عبد الله إلى قوله.

١٦٦ ـ ويؤيد القول الاول ما صح عن أمير المؤمنينعليه‌السلام أنّه قال: لو ضربت خيشوم(١) المؤمن بسيفي هذا على أن يبغضني ما أبغضنى، ولو صببت الدنيا بجملتها على المنافق على أن يحبني ما أحبنى، وذلك انه قضى فانقضى على لسان النبي الأميصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال: لا يبغضك مؤمن ولا يحبك منافق.

١٦٧ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم واما قوله:( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا ) فانه قال الصادقعليه‌السلام كان سبب نزول هذه الآية ان أمير المؤمنين كان جالسا بين يدي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال له: قل يا عليُّ: أللهمّ اجعل لي في قلوب المؤمنين ودا، فأنزل الله:( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا ) ثم خاطب الله نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال:( فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ ) يعنى القرآن لتبشر به المتقين وتنذر قوما لدا قال: أصحاب الكلام والخصومة.

١٦٨ ـ في روضة الواعظين للمفيدرحمه‌الله قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا ) هو على و( فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا ) قال: إنّما يسره الله على لسانه حين أقام أمير المؤمنينعليه‌السلام علما فبشر به المؤمنين وأنذر به الكافرين، وهم الذين ذكرهم الله في كتابه «لدا» أي كفارا.

١٦٩ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم حدّثنا جعفر بن أحمد عن عبد الله بن موسى عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قلت: قوله تبارك وتعالى:( فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا ) قال: إنّما يسره اللهعزوجل على لسان نبيناصلى‌الله‌عليه‌وآله حين أقام أمير المؤمنين صلوات الله عليه علما فبشر به المؤمنين، وانذر به الكافرين، وهم الذين ذكرهم الله تعالى: «قوما لدا» أي كفارا قلت: قولهعزوجل :( وَكَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً ) قال: أهلك اللهعزوجل من الأمم ما لا تحصون

__________________

(١) الخيشوم أقصى الأنف.

٣٦٤

فقال: يا محمّد( هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً ) أي ذكرا والحمد لله.

١٧٠ ـ في روضة الكافي عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن علي بن أسباط عنهمعليهم‌السلام قال: فيما وعظ اللهعزوجل به عيسىعليه‌السلام : وطأ رسوم منازل من قبلك وأدعهم وناجهم( هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ ) ، وخذ موعظتك منهم، واعلم أنك ستلحقهم في اللاحقين.

٣٦٥

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: لا تدعوا قراءة سورة طه فان الله يحبها ويحب من قرأها، ومن أد من قراءتها أعطاه الله يوم القيامة كتابه بيمينه ولم يحاسبه بما عمل في الإسلام، واعطى في الآخرة من الأجر حتّى يرضى.

٢ ـ في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من قرأها اعطى يوم القيمة ثواب المهاجرين والأنصار.

٣ ـ أبو هريرة عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: إنّ الله تعالى قرأ طه ويس قبل أن يخلق آدم بألفى عام، فلما سمعت الملائكة القرآن قالوا: طوبى لامة ينزل هذا عليها، وطوبى لاجواف تحمل هذا، وطوبى لالسن تكلم بهذا.

٤ ـ وعن الحسن قال: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا يقرء أهل الجنة من القرآن إلّا يس وطه.

٥ ـ وقد روى ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله كان برفع احدى رجليه في الصلوة ليزيد تعبه، فأنزل الله تعالى:( طه ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى ) فوضعها وروى ذلك عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

٦ ـ في كتاب مقتل الحسين عليه‌السلام لأبي مخنفرحمه‌الله ان علي بن الحسينعليهما‌السلام قال لمجمع بن يزيد لعنه الله: أنا ابن من أشرقت عليه شجرة طوبى وأنا ابن من هو:( طه ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى ) .

٧ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم حدثني أبي عن القاسم بن محمد عن عليّ عن أبي بصير عن أبي عبد الله وأبي جعفرعليهما‌السلام قالا: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إذا صلى قام على أصابع رجليه حتّى تورم فأنزل الله تبارك وتعالى: «طه» بلغة طي يا محمّد( ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ

٣٦٦

الْقُرْآنَ لِتَشْقى إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشى ) .

٨ ـ في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى سفيان بن سعيد الثوري عن الصادقعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : واما «طه» فاسم من أسماء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومعناه: يا طالب الحق الهادي إليه( ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى ) بل لتسعد.

٩ ـ في أصول الكافي حميد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن وهب ابن حفص عن أبي بصير عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عند عائشة ليلتها، فقالت: يا رسول الله لم تتعب نفسك وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟

فقال: يا عائشة ألآ أكون عبدا شكورا؟ قال: وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقوم على أطراف أصابع رجليه فأنزل الله سبحانه:( طه ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى ) .

١٠ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه‌الله روى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن عليٍّعليه‌السلام قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : ولقد قام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عشر سنين على أطراف أصابعه حتّى تورمت قدماه واصفر وجهه، يقوم الليل اجمع حتّى عوتب في ذلك، فقال اللهعزوجل :( طه ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى ) بل لتسعد به

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١١ ـ في أمالي شيخ الطائفة قدس‌سره باسناده إلى ابن عباس قال: كنا جلوسا مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله إذ هبط عليه الأمين جبرئيلعليه‌السلام ، ومعه جام من البلور الأحمر مملو مسكا وعنبرا، وكان إلى جنب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عليّ بن أبي طالب وولده الحسن والحسينعليهم‌السلام ، فقال له: السلام عليك، الله يقرء عليك السلام ويحييك بعده التحية، ويأمرك أن تحيى عليّا وولديه، قال ابن عباس: فلما صارت في كف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله هلل ثلاثا وكبر ثلاثا، ثم قال بلسان ذرب(١) طلق يعنى الجام:( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ طه ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى ) والحديث طويل أخذنا منه هذه الكرامة.

١٢ ـ في كتاب التوحيد عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل وفيه قال السائل :

__________________

(١) لسان ذرب: فصيح.

٣٦٧

فقوله:( الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى ) قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : بذلك وصف نفسه وكذلك هو مستول على العرش، باين من خلقه من غير أن يكون العرش حاملا له، ولا أن يكون العرش حاويا له، ولا أن يكون العرش ممتازا له، ولكنا نقول: هو حامل العرش وممسك العرش، ونقول من ذلك ما قال:( وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ ) فثبتنا من العرش والكرسي ما ثبته، ونفينا أن يكون العرش أو الكرسي حاويا وأن يكونعزوجل محتاجا إلى مكان أو إلى شيء مما خلق، بل خلقه محتاجون اليه.

١٣ ـ وفيه خطبة عجيبة لأمير المؤمنينعليه‌السلام وفيها: والمستوى على العرش بلا زوال.

١٤ ـ وفيه عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حديث طويل يذكر فيه عظمة الله جل جلاله يقول فيهصلى‌الله‌عليه‌وآله بعد ان ذكر الأرضين السبع، ثم السموات السبع، والبحر المكفوف، وجبال البرد، وحجب النور والهواء الذي تحار فيه القلوب: وهذه السبع والبحر المكفوف، وجبال البرد والهواء والحجب والكرسي عند العرش كحلقة في فلاة قي(١) ثم تلا هذه الاية:( الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى ) ما تحمله الاملاك إلّا بقول لا إله إلّا الله ولا حول ولا قوة إلّا بالله، في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن صفوان عن خلف بن حماد عن الحسين بن زيد الهاشم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله مثله إلى قوله: استوى.

١٥ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى محمد بن مازن ان أبا عبد اللهعليه‌السلام سئل عن قول اللهعزوجل :( الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى ) «فقال استوى من كل شيء فليس شيء أقرب إليه من شيء. وفي تفسير عليّ بن إبراهيم مثله.

١٦ ـ أبيرحمه‌الله قال: حدّثنا سعد بن عبد الله عن محمد بن الحسن عن صفوان ابن يحيى عن عبد الرحمن بن الحجاج قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى ) فقال: استوى من كل شيء. فليس شيء أقرب اليه

__________________

(١) القى ـ بكسر القاف ـ: قفر الأرض والخلاء.

٣٦٨

من شيء، لم يبعد منه بعيد ولم يقرب منه قريب، استوى من كل شيء وفي الكافي مثله سواء.

١٧ ـ وباسناده إلى زادان عن سلمان الفارسي حديث طويل يذكر فيه قدوم الجاثليق المدينة مع مأة من النصارى بعد قبض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وسؤاله أبا بكر عن مسائل لم يجبه عنها، ثم أرشد إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام فسأله عنها فأجابه، فكان فيما سأله أن قال له: أخبرنى عن ربك أيحمل أو يتحمل؟ فقال علىعليه‌السلام : إنّ ربنا جل جلاله يحمل ولا يحمل قال النصراني: وكيف ذلك ونحن نجد في الإنجيل:( وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ ) فقال علىعليه‌السلام : إنّ الملائكة تحمل العرش وليس العرش كما تظن كهيئة السرير، ولكنه شيء محدود مخلوق مدبر وربكعزوجل مالكه، لا أنه عليه ككون الشيء على الشيء، وأمر الملائكة بحمله، فهم يحملون العرش بما أقدرهم عليه، قال النصراني: صدقت يرحمك الله.

١٨ ـ وباسناده إلى الحسن بن موسى الخشاب عن بعض رجاله رفعه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام انه سئل عن قول اللهعزوجل :( الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى ) فقال: استوى من كل شيء، فليس شيء أقرب إليه من شيء.

١٩ ـ وباسناده إلى أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من زعم ان اللهعزوجل من شيء أو في شيء أو على شيء فقد كفر، قلت: فسر لي: قال: اعنى بالحواية من الشيء له أو بإمساكه له أو من شيء سبقه.

٢٠ ـ وفي رواية اخرى قال: من زعم ان الله من شيء فقد جعله محدثا، ومن زعم ان الله في شيء فقد جعله محصورا، ومن زعم انه على شيء فقد جعله محمولا.

٢١ ـ وباسناده إلى مقاتل بن سليمان قال: سألت جعفر بن محمدعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى ) فقال استوى من كل شيء فليس شيء أقرب إليه من شيء.

٢٢ ـ وباسناده إلى الحسن بن محبوب عن حماد قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام :

٣٦٩

كذب من زعم ان اللهعزوجل من شيء أو في شيء أو على شيء.

٢٣ ـ وباسناده إلى محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من زعم ان الله من شيء أو في شيء أو على شيء فقد أشرك، ثم قال: من زعم ان الله من شيء فقد جعله محدثا، ومن زعم انه في شيء فقد زعم انه محصور، ومن زعم انه على شيء فقد جعله محمولا.

٢٤ ـ وباسناده إلى حنان بن سدير قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن العرش والكرسي فقال: إنّ للعرش صفات كثيرة مختلفة، له في كل سبب وضع في القرآن صفة على حدة، فقوله:( رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ) يقول: الملك العظيم، وقوله:( الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى ) يقول: على الملك احتوى، وهذا ملك الكيفوفية في الأشياء، ثم العرش في الوصل منفرد من الكرسي لأنهما بابان من أكبر أبواب الغيوب، وهما جميعا غيبان، وهما في الغيب مقرونان، لان الكرسي هو الباب الظاهر من الغيب الذي منه يطلع البدع، ومنه الأشياء كلها، والعرش هو الباب الباطن الذي يوجد فيه علم الكيف والكون والقدر والحد والأين والمشية، وصفة الارادة وعلم الألفاظ والحركات، والترك وعلم العود والبدا، فهما في العلم بابان مقرونان، لان ملك العرش سوى ملك الكرسي، وعلمه أغيب من علم الكرسي، فمن ذلك قال:( رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ) أي صفته أعظم من صفة الكرسي، وهما في ذلك مقرونان.

٢٥ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى الحسن بن عبد الله عن آبائه عن جده الحسن بن عليّ بن أبي طالبعليهم‌السلام قال: جاء نفر من اليهود إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فسألوه عن أشياء فكان فيما سألوه عنه ان قال له أحدهم: لم صار البيت المعمور مربعا؟ قال: لأنه بحذاء العرش، فقيل له: ولم صار العرش مربعا؟ قال لان الكلمات التي بنى عليها أربع: سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله أكبر والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٦ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه‌الله عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل وفيه قوله:( الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى ) يعنى استوى تدبيره وعلا أمره.

٣٧٠

٢٧ ـ وعن الحسن بن راشد قال: سئل أبو الحسن موسىعليه‌السلام عن قول الله:( الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى ) فقال: استولى على ما دق وجل.

٢٨ ـ في أصول الكافي خطبة مروية عن أمير المؤمنينعليه‌السلام وفيها: والمستوى على العرش بغير زوال.

٢٩ ـ في كتاب الخصال في سؤال بعض اليهود عليّاعليه‌السلام عن الواحد إلى المأة قال له اليهودي: فربك يحمل أو يحمل؟ قال: إنّ ربي يحمل كل شيء بقدرته، ولا يحمله شيء، قال: فكيف قولهعزوجل :( وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ ) ؟ قال: يا يهودي ألم تعلم أن لله ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى فكل شيء على الثرى والثرى على القدرة، والقدرة تحمل كل شيء.

٣٠ ـ في كتاب التوحيد حديث طويل عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يذكر فيه عظمة الله جل جلاله وفيه يقولعليه‌السلام بعد ان ذكر الأرضين السبع وما فيهن وما عليهن: والسبع ومن فيهن ومن عليهن، على ظهر الديك كحلقة في فلاة قي، والديك له جناح بالمشرق وجناح بالمغرب، ورجلاه بالتخوم والسبع، والديك بمن فيه ومن عليه على الصخرة كحلقة في فلاة قي، والسبع والديك والصخرة بمن فيها ومن عليها على ظهر الحوت كحلقة في فلاة قي، والسبع والديك والصخرة والحوت عند البحر المظلم كحلقة في فلاة قي، والسبع والديك والصخرة والحوت والبحر المظلم عند الهواء كحلقة في فلاة قي، والسبع والديك والصخرة والحوت والبحر المظلم والهواء عند الثرى كحلقة في فلاة قي، ثم تلا هذه الاية:( لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَما تَحْتَ الثَّرى ) ثم انقطع الخبر.

في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن صفوان عن خلف بن حماد عن الحسين بن زيد الهاشمي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله مثله.

٣١ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى محمد بن يعقوب عن علي بن محمد باسناده رفعه قال: قال عليٌّعليه‌السلام ليهودى وقد سأله عن مسائل: اما قرار هذه الأرض

٣٧١

لا يكون إلّا على عاتق ملك، وقدما ذلك الملك على صخرة. والصخرة على قرن ثور والثور قوائمه على ظهر الحوت، والحوت في اليم الأسفل، واليم على الظلمة، والظلمة على العقيم، والعقيم على الثرى، وما يعلم تحت الثرى إلّا الله تعالى، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٢ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم حدثني أبي عن علي بن مهزيار عن العلاء المكفوف عن بعض أصحابه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سئل عن الأرض على أي شيء هي؟ قال: على الحوت، قيل له: فالحوت على أي شيء هو؟ قال: على الماء، فقيل له: الماء على أي شيء هو؟ قال: على الثرى قيل له: فالثرى على أي شيء هو؟ قال: عند ذلك انقضى علم العلماء.

٣٣ ـ محمد بن أبي عبد الله عن سهل عن الحسن بن محبوب عن جميل بن صالح عن أبان بن تغلب قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن الأرض على أي شيء هي؟ قال: على الحوت: قلت: فالحوت على أي شيء هو؟ قال: على الماء، قلت: فالماء على أي شيء هو؟ قال: على الصخرة، قلت: فعلى أي شيء الصخرة؟ قال: على قرن ثور أملس، قلت فعلى أي شيء الثور؟ قال: على الثرى؟ قلت: فعلى أي شيء الثرى؟ قال: هيهات هيهات عند ذلك ضل علم العلماء.

في روضة الكافي محمد بن أحمد عن ابن محبوب عن جميل بن صالح عن أبان بن تغلب عن أبي عبد اللهعليه‌السلام مثله.

٣٤ ـ في بصائر الدرجات أحمد بن محمد وعبد الله بن عامر عن محمد بن سنان عن محمد الجعفي قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول ـ وقد ذكر أئمة الهدىعليهم‌السلام ـ: جعلهم الله أركان الأرض أن تميد بأهلها، والحجة البالغة على من في الأرض ومن تحت الثرى.

٣٥ ـ في أصول الكافي باسناده إلى المفضل بن عمر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل يذكر فيه الائمةعليهم‌السلام وفيه: جعلهم الله أركان الأرض أن تميد بأهلها، وحجته البالغة على من فوق الأرض ومن تحت الثرى.

٣٦ ـ وباسناده إلى سعيد الأعرج عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل يذكر فيه حال الائمةعليهم‌السلام وفيه: جعلهم الله أركان الأرض أن تميد بهم، والحجة البالغة

٣٧٢

على من فوق الأرض ومن تحت الثرى.

٣٧ ـ في كتاب معاني الأخبار حدّثنا محمد بن عليّ ما جيلويه رضى الله عنه قال: حدثني عمى محمد بن أبي القاسم عن محمد بن عليّ الكوفي قال: حدثني موسى بن سعدان الحناط عن عبد الله بن القاسم عن عبد الله بن مسكان عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل : يعلم السر وأخفى قال: السر ما أكننته(١) في نفسك وأخفى ما خطر ببالك ثم أنسيته.

٣٨ ـ في مجمع البيان وروى عن السيدين الباقر والصادقعليهما‌السلام : السر ما أخفيته في نفسك، وأخفى ما خطر ببالك ثم أنسيته.

٣٩ ـ له الأسماء الحسنى روى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال: إنّ لله سبحانه تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة.

٤٠ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( آتِيكُمْ مِنْها بِقَبَسٍ ) يقول: آتيكم بقبس من النار تصطلون من البرد( أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدىً ) كان قد اخطأ الطريق يقول:( أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ ) طريقا.

٤١ ـ وفيه وقولهعزوجل : فاخلع نعليك قال: كانتا من جلد حمار ميت.

٤٢ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سعد بن عبد الله القمى عن الحجة القائمعليه‌السلام حديث طويل وفيه: قلت فأخبرنى يا بن رسول الله عن أمر الله لنبيه موسى:( فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ ) فان فقهاء الفريقين يزعمون انها كانت من إهاب الميتة؟ قال صلوات الله عليه: من قال ذلك فقد افترى على موسىعليه‌السلام ، واستجهله في نبوته، لأنه ما خلا الأمر فيها من خطيئتين: اما ان تكون صلوة موسى فيها جائزة أو غير جائزة، فان كانت صلوته جائزة جاز له لبسها في تلك البقعة إذا لم تكن مقدسة، وان كانت مقدسة مطهرة فليست بأقدس وأطهر من الصلوة، وان كانت صلوته غير جائزة فيها فقد أوجب على موسىعليه‌السلام انه لم يعرف

__________________

(١) وفي نسخة «ما أسكنته» مكان «أكننته».

٣٧٣

الحلال من الحرام، وعلم ما جاز فيه الصلوة وما لم يجز وهذا كفر، قلت: فأخبرنى يا مولاي عن التأويل فيها، قال صلوات الله عليه: إنّ موسى ناجى ربه بالواد المقدس فقال: يا ربّ إنّي قد أخلصت لك المحبّة منّى، وغسلت قلبي عمّن سواك، وكان شديد الحب لأهله، فقال الله تعالى: «اخلع نعليك» أي إنزع حبّ أهلك من قلبك ان كانت محبتك لي خالصة، وقلبك من الميل إلى من سواي مغسول.

٤٣ ـ وروى انه أمر بخلعهما لأنهما كانا من جلد حمار ميت.

٤٤ ـ وروى في قولهعزوجل :( فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ ) أي خوفيك: خوفك من ضياع أهلك، وخوفك من فرعون(١) .

٤٥ ـ وروى عن الصادقعليه‌السلام انه قال لبعض أصحابه: كن لما لا ترجو أرجى منك لما ترجو، فان موسى بن عمران خرج ليقبس لأهله نارا، فرجع إليهم وهو رسول نبي.

٤٦ ـ في مجمع البيان وقال الصادقعليه‌السلام حدثني أبي عن جدي عن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: كن لما لا ترجو أرجى منك لما ترجو، فان موسى بن عمران خرج يقتبس لأهله نارا، فكلمه اللهعزوجل فرجع نبيا، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤٧ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى عبد الله بن يزيد بن سلام انه سأل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: أخبرنى عن الوادي المقدس؟ فقال: لأنه قدست فيه الأرواح واصطفيت فيه الملائكة، وكلم اللهعزوجل موسى تكليما، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤٨ ـ في من لا يحضره الفقيه وسئل الصادقعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً ) قال: كانتا من جلد حمار ميت.

٤٩ ـ في الخرائج والجرائح قال علي بن أبي حمزة: كنت مع موسىعليه‌السلام بمنى ثم مضى إلى دار بمكة فأتيته وقد صلى المغرب، فدخلت عليه فقال:( فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ )

__________________

(١) «روى في كتاب العلل هذين الحديثين اعنى: كونهما من جلد حمار ميت، وقوله: أي خوفيك إلى آخره مسندين عن الصادقعليه‌السلام إلّا انه في كتاب العلل: يعنى ارفع خوفيك يعنى خوفه من ضياع أهله فقد خلفها بمخض، وخوفه من فرعونه ـ منه (ره)» (عن هامش بعض النسخ)

٣٧٤

فخلعت نعلى وجلست معه والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٥٠ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد ومحمد ابن خالد جميعا عن القاسم بن عروة عن عبيد بن زرارة عن أبيه عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: إذا فاتتك صلوة فذكرتها في وقت أخرى فان كنت تعلم انك إذا صليت التي فاتتك كنت من الاخرى في وقت فابدأ بالتي فاتتك، فان اللهعزوجل : يقول: أقم الصلوة لذكرى وان كنت تعلم انك إذا صليت التي فاتتك، التي بعدها فابدأ بالتي أنت في وقتها، فصلها ثم أقم الاخرى.

٥١ ـ في مجمع البيان وقيل: معناه أقم الصلوة متى ذكرت ان عليك صلوة كنت في وقتها أم لم تكن عن أكثر المفسرين وهو المروي عن أبي جعفرعليه‌السلام ويعضده ما رواه انس عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من نسي صلوة فليصلها إذا ذكرها لا كفارة لها غير ذلك، وقرأ: أقم الصلوة لذكرى رواه مسلم في الصحيح.

٥٢ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم ( وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي ) قال: إذا نسيتها ثم ذكرتها فصلها.

٥٣ ـ وفيه وقال عليّ بن إبراهيم في قوله:( إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكادُ أُخْفِيها ) قال: من نفسي، هكذا نزلت، قلت: كيف يخفيها من نفسه؟ قال: جعلها من غير وقت.

٥٤ ـ في مجمع البيان وروى عن ابن عباس «أكاد أخفيها من نفسي» وهي كذلك في قراءة أبي وروى ذلك عن الصادقعليه‌السلام .

٥٥ ـ في جوامع الجامع وفي مصحف أبي «أكاد أخفيها من نفسي» وروى ذلك عن الصادقعليه‌السلام .

٥٦ ـ في كتاب طب الائمةعليهم‌السلام باسناده إلى جابر الجعفي عن الباقرعليه‌السلام قال: وقال اللهعزوجل : في قصة موسىعليه‌السلام ( أَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ ) يعنى من غير مرض والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة، وذكرناه هنا وان كانت آية القصص لتفسير من غير سوء وسنذكرها فيها إنشاء الله تعالى.

٣٧٥

٥٧ ـ في جوامع الجامع روى انه كانعليه‌السلام آدم، فأخرج يده من مدرعته بيضاء لها شعاع كشعاع الشمس يغشى البصر.

٥٨ ـ في مجمع البيان عن ابن عباس عن أبي ذر الغفاري قال: صليت مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يوما من الأيام صلوة الظهر، فسأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد فرفع السائل يده إلى السماء وقال: أللهمّ إنّي سألت في مسجد رسول الله فلم يعطني أحد شيئا، وكان عليٌّعليه‌السلام راكعا فأومى بخنصره اليمنى اليه، وكان يتختم فيها، فأقبل السائل حتّى أخذ الخاتم من خنصره، وذلك بعين النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فلما فرغ النبي من صلوته رفع رأسه إلى السماء وقال: أللهمّ ان أخى موسى سألك فقال:( رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي هارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي ) فأنزلت عليه قرآنا ناطقا:( سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُما ) أللهمّ وأنا محمد نبيك وصفيك أللهمّ فاشرح صدري، ويسر لي أمرى، واجعل لي وزيرا من أهلى، عليّا اشدد به ظهري، قال أبو ذر: فو الله ما استتم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الكلمة حتّى نزل عليه جبرئيل من عند الله، فقال: يا محمّد اقرأ، قال: وما اقرأ؟ قال: اقرأ:( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ ) الاية.

٥٩ ـ في قرب الاسناد للحميري باسناده إلى جعفر بن محمد عن أبيهعليهما‌السلام قال: وقف النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بمعرج ثم قال: أللهمّ ان عبدك دعاك فاستجبت له، وألقيت عليه محبة منك، وطلب منك أن تشرح له صدره وتيسر له أمره وتجعل له وزيرا من أهله وتحل العقدة من لسانه، وأنا اسألك بما سألك به عبدك موسى ان تشرح به صدري وتيسر لي أمرى، وتجعل لي وزيرا من أهلى عليّا أخى.

٦٠ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى هشام بن سالم قال: قلت للصادق جعفر بن محمدعليهما‌السلام : الحسن أفضل أم الحسين؟ فقال: الحسن أفضل من الحسين. قلت: فكيف صارت الامامة من بعد الحسين في عقبه

٣٧٦

دون ولد الحسن؟ فقال: إنّ الله تبارك وتعالى لم يرد بذلك إلّا أن يجعل سنة موسى وهارون جارية في الحسن والحسينعليهما‌السلام ، ألا ترى انهما كانا شريكين في النبوة كما كان الحسن والحسين شريكين في الامامة وان اللهعزوجل جعل النبوة في ولد هارون ولم تجعلها في ولد موسى، وان كان موسى أفضل من هارونعليهما‌السلام .

في جوامع الجامع وعن ابن عباس كان في لسان موسىعليه‌السلام رتة لما(١) روى من حديث الجمرة.

٦١ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن العلاء بن رزين عن محمد بن مسلم عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: وكان فرعون يقتل أولاد بنى إسرائيل كلما يلدون ويربى موسى ويكرمه، ولا يعلم أن هلاكه على يده، فلما درج موسى كان يوما عند فرعون فعطس موسى فقال: الحمد لله رب العالمين فأنكر فرعون ذلك عليه وقال: ما هذا الذي تقول؟ فوثب موسى على لحيته وكان طويل اللحية، فهلبها أي قلعها فألمه ألما شديدا، فهم فرعون بقتله فقالت له امرأته: هذا غلام حدث لا يدرى ما يقول وقد لطمته بلطمتك إياه، فقال فرعون: بل يدرى، فقالت له: ضع بين يديه تمرا وجمرا فان ميز بينهما فهو الذي تقول، فوضع بين يديه تمرا وجمرا وقال له: كل، فمد يده إلى التمر فجاء جبرئيلعليه‌السلام فصرفها إلى الجمر فأخذ الجمر في فيه فاحترق لسانه وصاح وبكى، فقالت آسية لفرعون: ألم أقل لك انه لم يعقل فعفا عنه.

قال الراوي: فقلت لأبي جعفرعليه‌السلام : وكان هارون أخا موسى للام وأبيه؟ قال: نعم، أما تسمع قول الله تعالى:( يَا بْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي ) ؟ فقلت: فأيهما كان أكبر سنا؟ قال: هارون، قلت: وكان الوحي ينزل عليهما جميعا؟ قال: كان الوحي ينزل على موسى وموسى يوحيه إلى هارون. فقلت له: أخبرنى عن الأحكام

__________________

(١) الرتة ـ بالضم ـ: العقدة في اللسان والعجمة في الكلام، وقيل: الرتة كالريح تمنع منه أول الكلام فاذا جاء منه انصل.

٣٧٧

والقضايا والأمر والنهى كان ذلك إليهما؟ قال: كان الذي يناجي ربه ويكتب العلم ويقضى بين بنى إسرائيل موسى، وهارون يخلفه إذا غاب من قومه للمناجاة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة، وستقف عليه بتمامه في القصص إنشاء الله تعالى.

٦٢ ـ في إرشاد المفيد رحمه‌الله أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لما أراد الخروج إلى غزوة تبوك استخلف أمير المؤمنينعليه‌السلام في أهله وولده وأزواجه ومهاجره فقال له: يا عليُّ ان المدينة لا تصلح إلّا بي أو بك، فحسده أهل النفاق وعظم عليهم مقامه فيها بعد خروج النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وعلموا أنها تتحرس به ولا يكون للعدو فيها مطمع، فساء هم ذلك لما يرجونه من وقوع الفساد والاختلاف عند خروج النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله عنها فأرجفوا بهعليه‌السلام وقالوا: لم يستخلفه رسول الله إكراما له ولا إجلالا ومودة وانما استخلفه استثقالا له، فلما بلغ أمير المؤمنينعليه‌السلام إرجاف المنافقين به أراد تكذيبهم وفضيحتهم، فلحق بالنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: يا رسول الله ان المنافقين يزعمون انك إنّما خلفتني استثقالا ومقتا فقال رسول الله: ارجع يا أخى إلى مكانك فان المدينة لا تصلح إلّا بي أو بك فأنت خليفتي في أهلى ودار هجرتي وقومي، أما ترضى أن تكون منى بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبي بعدي؟

٦٣ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن العلاء بن رزين عن محمد بن مسلم عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: لما حملت به امه لم يظهر حملها إلّا عند وضعها له، وكان فرعون قد وكل بنساء بنى إسرائيل نساء من القبط يحفظوهن وذلك لما كان بلغه عن بنى إسرائيل انهم يقولون: انه يولد فينا رجل يقال له: موسى بن عمران، يكون هلاك فرعون وأصحابه على يده، فقال فرعون عند ذلك: لأقتلن ذكور أولادهم حتّى لا يكون ما يريدون، وفرق بين الرجال والنساء وحبس الرجال في المحابس، فلما وضعت أم موسى بموسىعليه‌السلام نظرت إليه وحزنت عليه واغتمت وبكت، وقالت: تذبح الساعة، فعطف الله الموكلة بها عليه، فقالت لام موسى: مالك قد اصفر لونك؟ فقالت: أخاف أن يذبح ولدي، فقالت: لا تخافي وكان موسى لا يراه

٣٧٨

أحد إلّا أحبه، وهو قول الله:( وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي ) فأحبته القبطية الموكلة بها.

٦٤ ـ في تفسير العيّاشي عن المفضل قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قوله( فالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوى ) قال: الحب المؤمن، وذلك قوله:( وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي ) والنوى: الكافر الذي نأى عن الحق فلم يقبله.

٦٥ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه‌الله روى موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن عليّعليهم‌السلام قال: إنّ يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لأمير المؤمنينعليه‌السلام : فلقد ألقى الله على موسىعليه‌السلام محبة منه؟ قال له علىعليه‌السلام : لقد كان كذلك ولقد أعطى الله محمدا ما هو أفضل منه، لقد ألقى اللهعزوجل عليه محبة منه فمن هذا الذي يشركه في هذا الاسم إذ تم من اللهعزوجل به الشهادة، فلا تتم الشهادة إلّا أن يقال: أشهد ان لا إله إلّا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، ينادى به على المنابر فلا يرفع صوت بذكر اللهعزوجل إلّا رفع بذكر محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله معه.

٦٦ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم متصل بقوله: الموكلة بها: وأنزل الله على أم موسى التابوت ونوديت امه: ضعيه في التابوت فاقذفيه في اليم وهو البحر، ولا تخافي ولا تحزني انا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين فوضعته في التابوت وأطبقته عليه وألقته في النيل، وكان لفرعون قصور على شط النيل منزهات، فنظر من قصره ومعه آسية امرأته إلى سواد في النيل ترفعه الأمواج والرياح تضربه حتّى جاءت به إلى باب قصر فرعون فأمر فرعون بأخذه، فأخذ التابوت ورفع اليه، فلما فتحه وجد فيه صبيا فقال: هذا اسرائيلى فألقى اللهعزوجل في قلب فرعون لموسى محبة شديدة وكذلك في قلب آسية، وأراد فرعون أن يقتله، فقالت آسية: لا تقتله( عَسى أَنْ يَنْفَعَنا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ ) أنه موسى ولم يكن لفرعون ولد فقال: أعطوه امرأة تربيه، فجاؤا بعدة نساء قد قتل أولادهن فلم يشرب لبن أحد من النساء إلى قولهعليه‌السلام : فلما لم يفعل موسى يأخذ ثدي أحد من النساء اغتم فرعون غما شديدا، فقالت أخته:( هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ ناصِحُونَ ) ؟ فقال: نعم، فجاءت بامه فلما أخذته في حجرها وألقمته ثديها التقمته

٣٧٩

وشرب، ففرح فرعون وأهله وأكرموا امه، فقالوا لها: ربيه لنا ولك من الكرامة ما تختارين، والى قوله: قال الراوي: فقلت لابي جعفرعليه‌السلام : فكم مكث موسى غائبا من امه حتّى رده الله عليها؟ قال: ثلثة أيام.

٦٧ ـ في مجمع البيان و( قَتَلْتَ نَفْساً فَنَجَّيْناكَ مِنَ الْغَمِ ) قال: كان قتل قبطيا كافرا، عن ابن عباس وروى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال: رحم الله أخى موسى قتل رجلا خطئا وكان ابن اثنتى عشرة سنة.

قال عز من قائل:( فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ) .

٦٨ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم عند قوله:( أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوانَ عَلَيَّ ) قال: قلت للصادقعليه‌السلام : أي الأجلين قضى؟ قال: أتمها عشر حجج.

٦٩ ـ في كتاب علل الشرائع حدّثنا الحاكم أبو محمد جعفر بن نعيم بن شاذان النيسابوري رضى الله عنه عن عمه أبي عبد الله محمد بن شاذان قال: حدّثنا الفضل بن شاذان عن محمد بن أبي عمير قال: قلت: لموسى بن جعفرعليه‌السلام : أخبرنى عن قول اللهعزوجل لموسى:( اذْهَبا إلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى ) فقال: اما قوله:( فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً ) أي كنياه وقولا له يا أبا مصعب، وكان كنية فرعون أبا مصعب الوليد بن مصعب، اما قوله:( لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى ) فانما قال ليكون أحرص لموسى على الذهاب وقد علم اللهعزوجل ان فرعون لا يتذكر ولا يخشى إلّا عند رؤية البأس، ألا تسمع اللهعزوجل يقول:( حَتَّى إِذا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إله إلّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ) فلم يقبل الله ايمانه وقال:( آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ) .

٧٠ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم حدثني هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة قال: حدثني رجل من ولد عدى بن حاتم عن أبيه عن جده عدى بن حاتم وكان مع أمير المؤمنينعليه‌السلام في بعض حروبه أنّ عليّاعليه‌السلام قال ليلة الهرير بصفين حين التقى مع معاوية رافعا صوته يسمع أصحابه: لأقتلن معاوية وأصحابه، ثم قال في آخر قوله: ان

٣٨٠

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643