تفسير نور الثقلين الجزء ٣

تفسير نور الثقلين9%

تفسير نور الثقلين مؤلف:
المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 643

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 643 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 266553 / تحميل: 8764
الحجم الحجم الحجم
تفسير نور الثقلين

تفسير نور الثقلين الجزء ٣

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

١٥٥ ـ في محاسن البرقي عنه عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن حماد بن عثمان وغيره عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إلى الرَّحْمنِ وَفْداً ) قال: يحشرون على النجائب.

١٥٦ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم حدّثنا جعفر بن أحمد عن عبد الله بن موسى عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قولهعزوجل :( لا يَمْلِكُونَ الشَّفاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ ) الرحمان عهدا قال: لا يشفع ولا يشفع لهم ولا يشفعون( إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً ) إلّا من أذن له بولاية أمير المؤمنين والائمة من بعده صلوات الله عليه وعليهم فهو العهد عند الله.

١٥٧ ـ حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن سليمان بن جعفر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام عن آبائهعليهم‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من لم يحسن وصيته عند موته كان نقصا في مروته، قلت: يا رسول الله وكيف يوصى عند الموت؟ قال: إذا حضرته الوفاة واجتمع الناس إليه قال: أللهمّ فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم، انّي أعهد إليك في دار الدنيا انّي أشهد أن لا إله إلّا أنت وحدك لا شريك لك، وان محمدا عبدك ورسولك، وان الجنة حق وان النار حق وان البعث حق والحساب حق والقدر والميزان حق، وان الدين كما وصفت وان السلام كما شرعت، وان القول كما حدثت وان القرآن كما أنزلت، وانك أنت الله الحق المبين، جزى الله محمدا خير الجزاء وحيا الله محمدا وآل محمد بالسلام، أللهمّ يا عدتي عند كربتي ويا صاحبي عند شدتي ويا وليي في نعمتي: إلهي وآله آبائي لا تكلني إلى نفسي طرفة عين، فانك ان تكلني إلى نفسي أقرب من الشر وأبعد من الخير، فآنس في القبر وحشتي، واجعل لي عهدا يوم ألقاك منشورا، ثم يوصى بحاجته وتصديق هذه الوصية في سورة مريمعليها‌السلام في قولهعزوجل :( لا يَمْلِكُونَ الشَّفاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً ) فهذا عهد الميت والوصية حق على كل مسلم أن يحفظ هذه الوصية ويتعلمها، وقال عليعليه‌السلام : علمنيها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقال: علمنيها جبرئيلعليه‌السلام .

٣٦١

وفي الكافي وتهذيب الأحكام مثل هذه الوصية سواء.

١٥٨ ـ في جوامع الجامع وعن ابن مسعود أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال لأصحابه ذات يوم أيعجز أحد كم ان يتخذ عند كل صباح ومساء عند الله عهدا؟ قالوا: وكيف ذاك؟ قال: يقول: أللهمّ فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة انّي أعهد إليك بأنى اشهد أن لا إله إلّا أنت وحدك لا شريك لك، وأن محمدا عبدك ورسولك، وانك ان تكلني إلى نفسي تقربني من الشر وتباعدني من الخير، وانى لا أثق إلّا برحمتك فاجعل لي عندك عهدا توفينيه يوم القيمة، انك لا تخلف الميعاد، فاذا قال ذلك طبع عليه بطابع ووضع تحت العرش، فاذا كان يوم القيامة نادى مناد: اين الذين لهم عند الله عهد؟ فيدخلون الجنة.

١٥٩ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن الحسن بن عبد الرحمن عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قلت: قوله:( لا يَمْلِكُونَ الشَّفاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً ) قال: إلّا من دان الله بولاية أمير المؤمنين والائمة من بعده، فهو العهد عند الله.

١٦٠ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم حدّثنا جعفر بن أحمد عن عبد الله بن موسى عن الحسن بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قلت: قوله:عزوجل :( وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً ) قال هذا حيث قالت قريش: إنّ للهعزوجل ولدا، وان الملائكة إناث، فقال الله تبارك وتعالى ردا عليهم:( لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا ) أي عظيما تكاد السموات يتفطرن منه يعنى مما قالوه ومما رموه به و( تَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبالُ هَدًّا ) مما قالوه ومما رموه به( أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمنِ وَلَداً ) فقال الله تبارك وتعالى:( وَما يَنْبَغِي لِلرَّحْمنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمنِ عَبْداً لَقَدْ أَحْصاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَرْداً ) واحدا واحدا.

١٦١ ـ حدثني أبي عن إسحق بن الهيثم عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة عن عليٍّعليه‌السلام أنّه قال: إنّ الشجر لم يزل حصيدا كله حتّى دعا للرحمن ولد، عز الرحمن وجل أن يكون له ولد، وكادت( السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ

٣٦٢

الْجِبالُ هَدًّا ) ، فعند ذلك اقشعر الشجر وصار له شوك حذارا أن ينزل به العذاب وهذا الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٦٢ ـ وفيه متصلا بقوله: واحدا واحدا، قلت: قولهعزوجل :( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا ) قال: ولاية أمير المؤمنينعليه‌السلام هي الود الذي ذكره اللهعزوجل .

١٦٣ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن الحسن بن عبد الرحمن عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قلت: قوله:( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا ) قال: ولاية أمير المؤمنين هي الود الذي قال الله.

١٦٤ ـ في تفسير العيّاشي عن عمار بن سويد قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول في هذه الاية:( فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ ) وذكر حديثا طويلا وفي آخره: ودعا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لأمير المؤمنينعليه‌السلام في آخر صلوته رافعا بها صوته يسمع الناس يقول: أللهمّ هب لعليٍّ المودة في صدور المؤمنين، والهيبة والعظمة في صدور المنافقين فأنزل الله:( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا ) بنى امية، فقال: ركع(١) والله لصاع من تمر في شن بال(٢) أحب إلى مما سأل محمد ربه، أفلا سأله ملكا يعضده، أو كنزا يستظهر به على فاقته؟ فأنزل الله فيه عشر آيات من هود أولها:( فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ ) الاية.

١٦٥ ـ في مجمع البيان ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا ) قيل فيه أقوال: أحدها انها خاصة في علىعليه‌السلام ، فما من مؤمن إلّا وفي قلبه محبة لعليٍّعليه‌السلام عن ابن عباس، و

في تفسير أبي حمزة الثمالي حدثني أبو جعفر الباقرعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لعلى: قل أللهمّ اجعل لي عندك عهدا، واجعل لي في قلوب

__________________

(١) كناية عن أحدهما وقد مر أيضا في سورة هو دو في المصدر «رمع» وهي كلمة مقلوبة.

(٢) الشن. القربة الصغيرة.

٣٦٣

المؤمنين ودا، فقالهما فنزلت هذه الآية وروى نحوه عن جابر بن عبد الله إلى قوله.

١٦٦ ـ ويؤيد القول الاول ما صح عن أمير المؤمنينعليه‌السلام أنّه قال: لو ضربت خيشوم(١) المؤمن بسيفي هذا على أن يبغضني ما أبغضنى، ولو صببت الدنيا بجملتها على المنافق على أن يحبني ما أحبنى، وذلك انه قضى فانقضى على لسان النبي الأميصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال: لا يبغضك مؤمن ولا يحبك منافق.

١٦٧ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم واما قوله:( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا ) فانه قال الصادقعليه‌السلام كان سبب نزول هذه الآية ان أمير المؤمنين كان جالسا بين يدي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال له: قل يا عليُّ: أللهمّ اجعل لي في قلوب المؤمنين ودا، فأنزل الله:( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا ) ثم خاطب الله نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال:( فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ ) يعنى القرآن لتبشر به المتقين وتنذر قوما لدا قال: أصحاب الكلام والخصومة.

١٦٨ ـ في روضة الواعظين للمفيدرحمه‌الله قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا ) هو على و( فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا ) قال: إنّما يسره الله على لسانه حين أقام أمير المؤمنينعليه‌السلام علما فبشر به المؤمنين وأنذر به الكافرين، وهم الذين ذكرهم الله في كتابه «لدا» أي كفارا.

١٦٩ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم حدّثنا جعفر بن أحمد عن عبد الله بن موسى عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قلت: قوله تبارك وتعالى:( فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا ) قال: إنّما يسره اللهعزوجل على لسان نبيناصلى‌الله‌عليه‌وآله حين أقام أمير المؤمنين صلوات الله عليه علما فبشر به المؤمنين، وانذر به الكافرين، وهم الذين ذكرهم الله تعالى: «قوما لدا» أي كفارا قلت: قولهعزوجل :( وَكَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً ) قال: أهلك اللهعزوجل من الأمم ما لا تحصون

__________________

(١) الخيشوم أقصى الأنف.

٣٦٤

فقال: يا محمّد( هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً ) أي ذكرا والحمد لله.

١٧٠ ـ في روضة الكافي عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن علي بن أسباط عنهمعليهم‌السلام قال: فيما وعظ اللهعزوجل به عيسىعليه‌السلام : وطأ رسوم منازل من قبلك وأدعهم وناجهم( هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ ) ، وخذ موعظتك منهم، واعلم أنك ستلحقهم في اللاحقين.

٣٦٥

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: لا تدعوا قراءة سورة طه فان الله يحبها ويحب من قرأها، ومن أد من قراءتها أعطاه الله يوم القيامة كتابه بيمينه ولم يحاسبه بما عمل في الإسلام، واعطى في الآخرة من الأجر حتّى يرضى.

٢ ـ في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من قرأها اعطى يوم القيمة ثواب المهاجرين والأنصار.

٣ ـ أبو هريرة عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: إنّ الله تعالى قرأ طه ويس قبل أن يخلق آدم بألفى عام، فلما سمعت الملائكة القرآن قالوا: طوبى لامة ينزل هذا عليها، وطوبى لاجواف تحمل هذا، وطوبى لالسن تكلم بهذا.

٤ ـ وعن الحسن قال: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا يقرء أهل الجنة من القرآن إلّا يس وطه.

٥ ـ وقد روى ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله كان برفع احدى رجليه في الصلوة ليزيد تعبه، فأنزل الله تعالى:( طه ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى ) فوضعها وروى ذلك عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

٦ ـ في كتاب مقتل الحسين عليه‌السلام لأبي مخنفرحمه‌الله ان علي بن الحسينعليهما‌السلام قال لمجمع بن يزيد لعنه الله: أنا ابن من أشرقت عليه شجرة طوبى وأنا ابن من هو:( طه ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى ) .

٧ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم حدثني أبي عن القاسم بن محمد عن عليّ عن أبي بصير عن أبي عبد الله وأبي جعفرعليهما‌السلام قالا: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إذا صلى قام على أصابع رجليه حتّى تورم فأنزل الله تبارك وتعالى: «طه» بلغة طي يا محمّد( ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ

٣٦٦

الْقُرْآنَ لِتَشْقى إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشى ) .

٨ ـ في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى سفيان بن سعيد الثوري عن الصادقعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : واما «طه» فاسم من أسماء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومعناه: يا طالب الحق الهادي إليه( ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى ) بل لتسعد.

٩ ـ في أصول الكافي حميد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن وهب ابن حفص عن أبي بصير عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عند عائشة ليلتها، فقالت: يا رسول الله لم تتعب نفسك وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟

فقال: يا عائشة ألآ أكون عبدا شكورا؟ قال: وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقوم على أطراف أصابع رجليه فأنزل الله سبحانه:( طه ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى ) .

١٠ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه‌الله روى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن عليٍّعليه‌السلام قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : ولقد قام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عشر سنين على أطراف أصابعه حتّى تورمت قدماه واصفر وجهه، يقوم الليل اجمع حتّى عوتب في ذلك، فقال اللهعزوجل :( طه ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى ) بل لتسعد به

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١١ ـ في أمالي شيخ الطائفة قدس‌سره باسناده إلى ابن عباس قال: كنا جلوسا مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله إذ هبط عليه الأمين جبرئيلعليه‌السلام ، ومعه جام من البلور الأحمر مملو مسكا وعنبرا، وكان إلى جنب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عليّ بن أبي طالب وولده الحسن والحسينعليهم‌السلام ، فقال له: السلام عليك، الله يقرء عليك السلام ويحييك بعده التحية، ويأمرك أن تحيى عليّا وولديه، قال ابن عباس: فلما صارت في كف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله هلل ثلاثا وكبر ثلاثا، ثم قال بلسان ذرب(١) طلق يعنى الجام:( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ طه ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى ) والحديث طويل أخذنا منه هذه الكرامة.

١٢ ـ في كتاب التوحيد عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل وفيه قال السائل :

__________________

(١) لسان ذرب: فصيح.

٣٦٧

فقوله:( الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى ) قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : بذلك وصف نفسه وكذلك هو مستول على العرش، باين من خلقه من غير أن يكون العرش حاملا له، ولا أن يكون العرش حاويا له، ولا أن يكون العرش ممتازا له، ولكنا نقول: هو حامل العرش وممسك العرش، ونقول من ذلك ما قال:( وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ ) فثبتنا من العرش والكرسي ما ثبته، ونفينا أن يكون العرش أو الكرسي حاويا وأن يكونعزوجل محتاجا إلى مكان أو إلى شيء مما خلق، بل خلقه محتاجون اليه.

١٣ ـ وفيه خطبة عجيبة لأمير المؤمنينعليه‌السلام وفيها: والمستوى على العرش بلا زوال.

١٤ ـ وفيه عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حديث طويل يذكر فيه عظمة الله جل جلاله يقول فيهصلى‌الله‌عليه‌وآله بعد ان ذكر الأرضين السبع، ثم السموات السبع، والبحر المكفوف، وجبال البرد، وحجب النور والهواء الذي تحار فيه القلوب: وهذه السبع والبحر المكفوف، وجبال البرد والهواء والحجب والكرسي عند العرش كحلقة في فلاة قي(١) ثم تلا هذه الاية:( الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى ) ما تحمله الاملاك إلّا بقول لا إله إلّا الله ولا حول ولا قوة إلّا بالله، في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن صفوان عن خلف بن حماد عن الحسين بن زيد الهاشم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله مثله إلى قوله: استوى.

١٥ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى محمد بن مازن ان أبا عبد اللهعليه‌السلام سئل عن قول اللهعزوجل :( الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى ) «فقال استوى من كل شيء فليس شيء أقرب إليه من شيء. وفي تفسير عليّ بن إبراهيم مثله.

١٦ ـ أبيرحمه‌الله قال: حدّثنا سعد بن عبد الله عن محمد بن الحسن عن صفوان ابن يحيى عن عبد الرحمن بن الحجاج قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى ) فقال: استوى من كل شيء. فليس شيء أقرب اليه

__________________

(١) القى ـ بكسر القاف ـ: قفر الأرض والخلاء.

٣٦٨

من شيء، لم يبعد منه بعيد ولم يقرب منه قريب، استوى من كل شيء وفي الكافي مثله سواء.

١٧ ـ وباسناده إلى زادان عن سلمان الفارسي حديث طويل يذكر فيه قدوم الجاثليق المدينة مع مأة من النصارى بعد قبض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وسؤاله أبا بكر عن مسائل لم يجبه عنها، ثم أرشد إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام فسأله عنها فأجابه، فكان فيما سأله أن قال له: أخبرنى عن ربك أيحمل أو يتحمل؟ فقال علىعليه‌السلام : إنّ ربنا جل جلاله يحمل ولا يحمل قال النصراني: وكيف ذلك ونحن نجد في الإنجيل:( وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ ) فقال علىعليه‌السلام : إنّ الملائكة تحمل العرش وليس العرش كما تظن كهيئة السرير، ولكنه شيء محدود مخلوق مدبر وربكعزوجل مالكه، لا أنه عليه ككون الشيء على الشيء، وأمر الملائكة بحمله، فهم يحملون العرش بما أقدرهم عليه، قال النصراني: صدقت يرحمك الله.

١٨ ـ وباسناده إلى الحسن بن موسى الخشاب عن بعض رجاله رفعه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام انه سئل عن قول اللهعزوجل :( الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى ) فقال: استوى من كل شيء، فليس شيء أقرب إليه من شيء.

١٩ ـ وباسناده إلى أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من زعم ان اللهعزوجل من شيء أو في شيء أو على شيء فقد كفر، قلت: فسر لي: قال: اعنى بالحواية من الشيء له أو بإمساكه له أو من شيء سبقه.

٢٠ ـ وفي رواية اخرى قال: من زعم ان الله من شيء فقد جعله محدثا، ومن زعم ان الله في شيء فقد جعله محصورا، ومن زعم انه على شيء فقد جعله محمولا.

٢١ ـ وباسناده إلى مقاتل بن سليمان قال: سألت جعفر بن محمدعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى ) فقال استوى من كل شيء فليس شيء أقرب إليه من شيء.

٢٢ ـ وباسناده إلى الحسن بن محبوب عن حماد قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام :

٣٦٩

كذب من زعم ان اللهعزوجل من شيء أو في شيء أو على شيء.

٢٣ ـ وباسناده إلى محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من زعم ان الله من شيء أو في شيء أو على شيء فقد أشرك، ثم قال: من زعم ان الله من شيء فقد جعله محدثا، ومن زعم انه في شيء فقد زعم انه محصور، ومن زعم انه على شيء فقد جعله محمولا.

٢٤ ـ وباسناده إلى حنان بن سدير قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن العرش والكرسي فقال: إنّ للعرش صفات كثيرة مختلفة، له في كل سبب وضع في القرآن صفة على حدة، فقوله:( رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ) يقول: الملك العظيم، وقوله:( الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى ) يقول: على الملك احتوى، وهذا ملك الكيفوفية في الأشياء، ثم العرش في الوصل منفرد من الكرسي لأنهما بابان من أكبر أبواب الغيوب، وهما جميعا غيبان، وهما في الغيب مقرونان، لان الكرسي هو الباب الظاهر من الغيب الذي منه يطلع البدع، ومنه الأشياء كلها، والعرش هو الباب الباطن الذي يوجد فيه علم الكيف والكون والقدر والحد والأين والمشية، وصفة الارادة وعلم الألفاظ والحركات، والترك وعلم العود والبدا، فهما في العلم بابان مقرونان، لان ملك العرش سوى ملك الكرسي، وعلمه أغيب من علم الكرسي، فمن ذلك قال:( رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ) أي صفته أعظم من صفة الكرسي، وهما في ذلك مقرونان.

٢٥ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى الحسن بن عبد الله عن آبائه عن جده الحسن بن عليّ بن أبي طالبعليهم‌السلام قال: جاء نفر من اليهود إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فسألوه عن أشياء فكان فيما سألوه عنه ان قال له أحدهم: لم صار البيت المعمور مربعا؟ قال: لأنه بحذاء العرش، فقيل له: ولم صار العرش مربعا؟ قال لان الكلمات التي بنى عليها أربع: سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله أكبر والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٦ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه‌الله عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل وفيه قوله:( الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى ) يعنى استوى تدبيره وعلا أمره.

٣٧٠

٢٧ ـ وعن الحسن بن راشد قال: سئل أبو الحسن موسىعليه‌السلام عن قول الله:( الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى ) فقال: استولى على ما دق وجل.

٢٨ ـ في أصول الكافي خطبة مروية عن أمير المؤمنينعليه‌السلام وفيها: والمستوى على العرش بغير زوال.

٢٩ ـ في كتاب الخصال في سؤال بعض اليهود عليّاعليه‌السلام عن الواحد إلى المأة قال له اليهودي: فربك يحمل أو يحمل؟ قال: إنّ ربي يحمل كل شيء بقدرته، ولا يحمله شيء، قال: فكيف قولهعزوجل :( وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ ) ؟ قال: يا يهودي ألم تعلم أن لله ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى فكل شيء على الثرى والثرى على القدرة، والقدرة تحمل كل شيء.

٣٠ ـ في كتاب التوحيد حديث طويل عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يذكر فيه عظمة الله جل جلاله وفيه يقولعليه‌السلام بعد ان ذكر الأرضين السبع وما فيهن وما عليهن: والسبع ومن فيهن ومن عليهن، على ظهر الديك كحلقة في فلاة قي، والديك له جناح بالمشرق وجناح بالمغرب، ورجلاه بالتخوم والسبع، والديك بمن فيه ومن عليه على الصخرة كحلقة في فلاة قي، والسبع والديك والصخرة بمن فيها ومن عليها على ظهر الحوت كحلقة في فلاة قي، والسبع والديك والصخرة والحوت عند البحر المظلم كحلقة في فلاة قي، والسبع والديك والصخرة والحوت والبحر المظلم عند الهواء كحلقة في فلاة قي، والسبع والديك والصخرة والحوت والبحر المظلم والهواء عند الثرى كحلقة في فلاة قي، ثم تلا هذه الاية:( لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَما تَحْتَ الثَّرى ) ثم انقطع الخبر.

في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن صفوان عن خلف بن حماد عن الحسين بن زيد الهاشمي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله مثله.

٣١ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى محمد بن يعقوب عن علي بن محمد باسناده رفعه قال: قال عليٌّعليه‌السلام ليهودى وقد سأله عن مسائل: اما قرار هذه الأرض

٣٧١

لا يكون إلّا على عاتق ملك، وقدما ذلك الملك على صخرة. والصخرة على قرن ثور والثور قوائمه على ظهر الحوت، والحوت في اليم الأسفل، واليم على الظلمة، والظلمة على العقيم، والعقيم على الثرى، وما يعلم تحت الثرى إلّا الله تعالى، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٢ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم حدثني أبي عن علي بن مهزيار عن العلاء المكفوف عن بعض أصحابه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سئل عن الأرض على أي شيء هي؟ قال: على الحوت، قيل له: فالحوت على أي شيء هو؟ قال: على الماء، فقيل له: الماء على أي شيء هو؟ قال: على الثرى قيل له: فالثرى على أي شيء هو؟ قال: عند ذلك انقضى علم العلماء.

٣٣ ـ محمد بن أبي عبد الله عن سهل عن الحسن بن محبوب عن جميل بن صالح عن أبان بن تغلب قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن الأرض على أي شيء هي؟ قال: على الحوت: قلت: فالحوت على أي شيء هو؟ قال: على الماء، قلت: فالماء على أي شيء هو؟ قال: على الصخرة، قلت: فعلى أي شيء الصخرة؟ قال: على قرن ثور أملس، قلت فعلى أي شيء الثور؟ قال: على الثرى؟ قلت: فعلى أي شيء الثرى؟ قال: هيهات هيهات عند ذلك ضل علم العلماء.

في روضة الكافي محمد بن أحمد عن ابن محبوب عن جميل بن صالح عن أبان بن تغلب عن أبي عبد اللهعليه‌السلام مثله.

٣٤ ـ في بصائر الدرجات أحمد بن محمد وعبد الله بن عامر عن محمد بن سنان عن محمد الجعفي قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول ـ وقد ذكر أئمة الهدىعليهم‌السلام ـ: جعلهم الله أركان الأرض أن تميد بأهلها، والحجة البالغة على من في الأرض ومن تحت الثرى.

٣٥ ـ في أصول الكافي باسناده إلى المفضل بن عمر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل يذكر فيه الائمةعليهم‌السلام وفيه: جعلهم الله أركان الأرض أن تميد بأهلها، وحجته البالغة على من فوق الأرض ومن تحت الثرى.

٣٦ ـ وباسناده إلى سعيد الأعرج عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل يذكر فيه حال الائمةعليهم‌السلام وفيه: جعلهم الله أركان الأرض أن تميد بهم، والحجة البالغة

٣٧٢

على من فوق الأرض ومن تحت الثرى.

٣٧ ـ في كتاب معاني الأخبار حدّثنا محمد بن عليّ ما جيلويه رضى الله عنه قال: حدثني عمى محمد بن أبي القاسم عن محمد بن عليّ الكوفي قال: حدثني موسى بن سعدان الحناط عن عبد الله بن القاسم عن عبد الله بن مسكان عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل : يعلم السر وأخفى قال: السر ما أكننته(١) في نفسك وأخفى ما خطر ببالك ثم أنسيته.

٣٨ ـ في مجمع البيان وروى عن السيدين الباقر والصادقعليهما‌السلام : السر ما أخفيته في نفسك، وأخفى ما خطر ببالك ثم أنسيته.

٣٩ ـ له الأسماء الحسنى روى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال: إنّ لله سبحانه تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة.

٤٠ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( آتِيكُمْ مِنْها بِقَبَسٍ ) يقول: آتيكم بقبس من النار تصطلون من البرد( أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدىً ) كان قد اخطأ الطريق يقول:( أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ ) طريقا.

٤١ ـ وفيه وقولهعزوجل : فاخلع نعليك قال: كانتا من جلد حمار ميت.

٤٢ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سعد بن عبد الله القمى عن الحجة القائمعليه‌السلام حديث طويل وفيه: قلت فأخبرنى يا بن رسول الله عن أمر الله لنبيه موسى:( فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ ) فان فقهاء الفريقين يزعمون انها كانت من إهاب الميتة؟ قال صلوات الله عليه: من قال ذلك فقد افترى على موسىعليه‌السلام ، واستجهله في نبوته، لأنه ما خلا الأمر فيها من خطيئتين: اما ان تكون صلوة موسى فيها جائزة أو غير جائزة، فان كانت صلوته جائزة جاز له لبسها في تلك البقعة إذا لم تكن مقدسة، وان كانت مقدسة مطهرة فليست بأقدس وأطهر من الصلوة، وان كانت صلوته غير جائزة فيها فقد أوجب على موسىعليه‌السلام انه لم يعرف

__________________

(١) وفي نسخة «ما أسكنته» مكان «أكننته».

٣٧٣

الحلال من الحرام، وعلم ما جاز فيه الصلوة وما لم يجز وهذا كفر، قلت: فأخبرنى يا مولاي عن التأويل فيها، قال صلوات الله عليه: إنّ موسى ناجى ربه بالواد المقدس فقال: يا ربّ إنّي قد أخلصت لك المحبّة منّى، وغسلت قلبي عمّن سواك، وكان شديد الحب لأهله، فقال الله تعالى: «اخلع نعليك» أي إنزع حبّ أهلك من قلبك ان كانت محبتك لي خالصة، وقلبك من الميل إلى من سواي مغسول.

٤٣ ـ وروى انه أمر بخلعهما لأنهما كانا من جلد حمار ميت.

٤٤ ـ وروى في قولهعزوجل :( فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ ) أي خوفيك: خوفك من ضياع أهلك، وخوفك من فرعون(١) .

٤٥ ـ وروى عن الصادقعليه‌السلام انه قال لبعض أصحابه: كن لما لا ترجو أرجى منك لما ترجو، فان موسى بن عمران خرج ليقبس لأهله نارا، فرجع إليهم وهو رسول نبي.

٤٦ ـ في مجمع البيان وقال الصادقعليه‌السلام حدثني أبي عن جدي عن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: كن لما لا ترجو أرجى منك لما ترجو، فان موسى بن عمران خرج يقتبس لأهله نارا، فكلمه اللهعزوجل فرجع نبيا، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤٧ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى عبد الله بن يزيد بن سلام انه سأل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: أخبرنى عن الوادي المقدس؟ فقال: لأنه قدست فيه الأرواح واصطفيت فيه الملائكة، وكلم اللهعزوجل موسى تكليما، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤٨ ـ في من لا يحضره الفقيه وسئل الصادقعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً ) قال: كانتا من جلد حمار ميت.

٤٩ ـ في الخرائج والجرائح قال علي بن أبي حمزة: كنت مع موسىعليه‌السلام بمنى ثم مضى إلى دار بمكة فأتيته وقد صلى المغرب، فدخلت عليه فقال:( فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ )

__________________

(١) «روى في كتاب العلل هذين الحديثين اعنى: كونهما من جلد حمار ميت، وقوله: أي خوفيك إلى آخره مسندين عن الصادقعليه‌السلام إلّا انه في كتاب العلل: يعنى ارفع خوفيك يعنى خوفه من ضياع أهله فقد خلفها بمخض، وخوفه من فرعونه ـ منه (ره)» (عن هامش بعض النسخ)

٣٧٤

فخلعت نعلى وجلست معه والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٥٠ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد ومحمد ابن خالد جميعا عن القاسم بن عروة عن عبيد بن زرارة عن أبيه عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: إذا فاتتك صلوة فذكرتها في وقت أخرى فان كنت تعلم انك إذا صليت التي فاتتك كنت من الاخرى في وقت فابدأ بالتي فاتتك، فان اللهعزوجل : يقول: أقم الصلوة لذكرى وان كنت تعلم انك إذا صليت التي فاتتك، التي بعدها فابدأ بالتي أنت في وقتها، فصلها ثم أقم الاخرى.

٥١ ـ في مجمع البيان وقيل: معناه أقم الصلوة متى ذكرت ان عليك صلوة كنت في وقتها أم لم تكن عن أكثر المفسرين وهو المروي عن أبي جعفرعليه‌السلام ويعضده ما رواه انس عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من نسي صلوة فليصلها إذا ذكرها لا كفارة لها غير ذلك، وقرأ: أقم الصلوة لذكرى رواه مسلم في الصحيح.

٥٢ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم ( وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي ) قال: إذا نسيتها ثم ذكرتها فصلها.

٥٣ ـ وفيه وقال عليّ بن إبراهيم في قوله:( إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكادُ أُخْفِيها ) قال: من نفسي، هكذا نزلت، قلت: كيف يخفيها من نفسه؟ قال: جعلها من غير وقت.

٥٤ ـ في مجمع البيان وروى عن ابن عباس «أكاد أخفيها من نفسي» وهي كذلك في قراءة أبي وروى ذلك عن الصادقعليه‌السلام .

٥٥ ـ في جوامع الجامع وفي مصحف أبي «أكاد أخفيها من نفسي» وروى ذلك عن الصادقعليه‌السلام .

٥٦ ـ في كتاب طب الائمةعليهم‌السلام باسناده إلى جابر الجعفي عن الباقرعليه‌السلام قال: وقال اللهعزوجل : في قصة موسىعليه‌السلام ( أَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ ) يعنى من غير مرض والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة، وذكرناه هنا وان كانت آية القصص لتفسير من غير سوء وسنذكرها فيها إنشاء الله تعالى.

٣٧٥

٥٧ ـ في جوامع الجامع روى انه كانعليه‌السلام آدم، فأخرج يده من مدرعته بيضاء لها شعاع كشعاع الشمس يغشى البصر.

٥٨ ـ في مجمع البيان عن ابن عباس عن أبي ذر الغفاري قال: صليت مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يوما من الأيام صلوة الظهر، فسأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد فرفع السائل يده إلى السماء وقال: أللهمّ إنّي سألت في مسجد رسول الله فلم يعطني أحد شيئا، وكان عليٌّعليه‌السلام راكعا فأومى بخنصره اليمنى اليه، وكان يتختم فيها، فأقبل السائل حتّى أخذ الخاتم من خنصره، وذلك بعين النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فلما فرغ النبي من صلوته رفع رأسه إلى السماء وقال: أللهمّ ان أخى موسى سألك فقال:( رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي هارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي ) فأنزلت عليه قرآنا ناطقا:( سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُما ) أللهمّ وأنا محمد نبيك وصفيك أللهمّ فاشرح صدري، ويسر لي أمرى، واجعل لي وزيرا من أهلى، عليّا اشدد به ظهري، قال أبو ذر: فو الله ما استتم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الكلمة حتّى نزل عليه جبرئيل من عند الله، فقال: يا محمّد اقرأ، قال: وما اقرأ؟ قال: اقرأ:( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ ) الاية.

٥٩ ـ في قرب الاسناد للحميري باسناده إلى جعفر بن محمد عن أبيهعليهما‌السلام قال: وقف النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بمعرج ثم قال: أللهمّ ان عبدك دعاك فاستجبت له، وألقيت عليه محبة منك، وطلب منك أن تشرح له صدره وتيسر له أمره وتجعل له وزيرا من أهله وتحل العقدة من لسانه، وأنا اسألك بما سألك به عبدك موسى ان تشرح به صدري وتيسر لي أمرى، وتجعل لي وزيرا من أهلى عليّا أخى.

٦٠ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى هشام بن سالم قال: قلت للصادق جعفر بن محمدعليهما‌السلام : الحسن أفضل أم الحسين؟ فقال: الحسن أفضل من الحسين. قلت: فكيف صارت الامامة من بعد الحسين في عقبه

٣٧٦

دون ولد الحسن؟ فقال: إنّ الله تبارك وتعالى لم يرد بذلك إلّا أن يجعل سنة موسى وهارون جارية في الحسن والحسينعليهما‌السلام ، ألا ترى انهما كانا شريكين في النبوة كما كان الحسن والحسين شريكين في الامامة وان اللهعزوجل جعل النبوة في ولد هارون ولم تجعلها في ولد موسى، وان كان موسى أفضل من هارونعليهما‌السلام .

في جوامع الجامع وعن ابن عباس كان في لسان موسىعليه‌السلام رتة لما(١) روى من حديث الجمرة.

٦١ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن العلاء بن رزين عن محمد بن مسلم عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: وكان فرعون يقتل أولاد بنى إسرائيل كلما يلدون ويربى موسى ويكرمه، ولا يعلم أن هلاكه على يده، فلما درج موسى كان يوما عند فرعون فعطس موسى فقال: الحمد لله رب العالمين فأنكر فرعون ذلك عليه وقال: ما هذا الذي تقول؟ فوثب موسى على لحيته وكان طويل اللحية، فهلبها أي قلعها فألمه ألما شديدا، فهم فرعون بقتله فقالت له امرأته: هذا غلام حدث لا يدرى ما يقول وقد لطمته بلطمتك إياه، فقال فرعون: بل يدرى، فقالت له: ضع بين يديه تمرا وجمرا فان ميز بينهما فهو الذي تقول، فوضع بين يديه تمرا وجمرا وقال له: كل، فمد يده إلى التمر فجاء جبرئيلعليه‌السلام فصرفها إلى الجمر فأخذ الجمر في فيه فاحترق لسانه وصاح وبكى، فقالت آسية لفرعون: ألم أقل لك انه لم يعقل فعفا عنه.

قال الراوي: فقلت لأبي جعفرعليه‌السلام : وكان هارون أخا موسى للام وأبيه؟ قال: نعم، أما تسمع قول الله تعالى:( يَا بْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي ) ؟ فقلت: فأيهما كان أكبر سنا؟ قال: هارون، قلت: وكان الوحي ينزل عليهما جميعا؟ قال: كان الوحي ينزل على موسى وموسى يوحيه إلى هارون. فقلت له: أخبرنى عن الأحكام

__________________

(١) الرتة ـ بالضم ـ: العقدة في اللسان والعجمة في الكلام، وقيل: الرتة كالريح تمنع منه أول الكلام فاذا جاء منه انصل.

٣٧٧

والقضايا والأمر والنهى كان ذلك إليهما؟ قال: كان الذي يناجي ربه ويكتب العلم ويقضى بين بنى إسرائيل موسى، وهارون يخلفه إذا غاب من قومه للمناجاة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة، وستقف عليه بتمامه في القصص إنشاء الله تعالى.

٦٢ ـ في إرشاد المفيد رحمه‌الله أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لما أراد الخروج إلى غزوة تبوك استخلف أمير المؤمنينعليه‌السلام في أهله وولده وأزواجه ومهاجره فقال له: يا عليُّ ان المدينة لا تصلح إلّا بي أو بك، فحسده أهل النفاق وعظم عليهم مقامه فيها بعد خروج النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وعلموا أنها تتحرس به ولا يكون للعدو فيها مطمع، فساء هم ذلك لما يرجونه من وقوع الفساد والاختلاف عند خروج النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله عنها فأرجفوا بهعليه‌السلام وقالوا: لم يستخلفه رسول الله إكراما له ولا إجلالا ومودة وانما استخلفه استثقالا له، فلما بلغ أمير المؤمنينعليه‌السلام إرجاف المنافقين به أراد تكذيبهم وفضيحتهم، فلحق بالنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: يا رسول الله ان المنافقين يزعمون انك إنّما خلفتني استثقالا ومقتا فقال رسول الله: ارجع يا أخى إلى مكانك فان المدينة لا تصلح إلّا بي أو بك فأنت خليفتي في أهلى ودار هجرتي وقومي، أما ترضى أن تكون منى بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبي بعدي؟

٦٣ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن العلاء بن رزين عن محمد بن مسلم عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: لما حملت به امه لم يظهر حملها إلّا عند وضعها له، وكان فرعون قد وكل بنساء بنى إسرائيل نساء من القبط يحفظوهن وذلك لما كان بلغه عن بنى إسرائيل انهم يقولون: انه يولد فينا رجل يقال له: موسى بن عمران، يكون هلاك فرعون وأصحابه على يده، فقال فرعون عند ذلك: لأقتلن ذكور أولادهم حتّى لا يكون ما يريدون، وفرق بين الرجال والنساء وحبس الرجال في المحابس، فلما وضعت أم موسى بموسىعليه‌السلام نظرت إليه وحزنت عليه واغتمت وبكت، وقالت: تذبح الساعة، فعطف الله الموكلة بها عليه، فقالت لام موسى: مالك قد اصفر لونك؟ فقالت: أخاف أن يذبح ولدي، فقالت: لا تخافي وكان موسى لا يراه

٣٧٨

أحد إلّا أحبه، وهو قول الله:( وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي ) فأحبته القبطية الموكلة بها.

٦٤ ـ في تفسير العيّاشي عن المفضل قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قوله( فالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوى ) قال: الحب المؤمن، وذلك قوله:( وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي ) والنوى: الكافر الذي نأى عن الحق فلم يقبله.

٦٥ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه‌الله روى موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن عليّعليهم‌السلام قال: إنّ يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لأمير المؤمنينعليه‌السلام : فلقد ألقى الله على موسىعليه‌السلام محبة منه؟ قال له علىعليه‌السلام : لقد كان كذلك ولقد أعطى الله محمدا ما هو أفضل منه، لقد ألقى اللهعزوجل عليه محبة منه فمن هذا الذي يشركه في هذا الاسم إذ تم من اللهعزوجل به الشهادة، فلا تتم الشهادة إلّا أن يقال: أشهد ان لا إله إلّا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، ينادى به على المنابر فلا يرفع صوت بذكر اللهعزوجل إلّا رفع بذكر محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله معه.

٦٦ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم متصل بقوله: الموكلة بها: وأنزل الله على أم موسى التابوت ونوديت امه: ضعيه في التابوت فاقذفيه في اليم وهو البحر، ولا تخافي ولا تحزني انا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين فوضعته في التابوت وأطبقته عليه وألقته في النيل، وكان لفرعون قصور على شط النيل منزهات، فنظر من قصره ومعه آسية امرأته إلى سواد في النيل ترفعه الأمواج والرياح تضربه حتّى جاءت به إلى باب قصر فرعون فأمر فرعون بأخذه، فأخذ التابوت ورفع اليه، فلما فتحه وجد فيه صبيا فقال: هذا اسرائيلى فألقى اللهعزوجل في قلب فرعون لموسى محبة شديدة وكذلك في قلب آسية، وأراد فرعون أن يقتله، فقالت آسية: لا تقتله( عَسى أَنْ يَنْفَعَنا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ ) أنه موسى ولم يكن لفرعون ولد فقال: أعطوه امرأة تربيه، فجاؤا بعدة نساء قد قتل أولادهن فلم يشرب لبن أحد من النساء إلى قولهعليه‌السلام : فلما لم يفعل موسى يأخذ ثدي أحد من النساء اغتم فرعون غما شديدا، فقالت أخته:( هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ ناصِحُونَ ) ؟ فقال: نعم، فجاءت بامه فلما أخذته في حجرها وألقمته ثديها التقمته

٣٧٩

وشرب، ففرح فرعون وأهله وأكرموا امه، فقالوا لها: ربيه لنا ولك من الكرامة ما تختارين، والى قوله: قال الراوي: فقلت لابي جعفرعليه‌السلام : فكم مكث موسى غائبا من امه حتّى رده الله عليها؟ قال: ثلثة أيام.

٦٧ ـ في مجمع البيان و( قَتَلْتَ نَفْساً فَنَجَّيْناكَ مِنَ الْغَمِ ) قال: كان قتل قبطيا كافرا، عن ابن عباس وروى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال: رحم الله أخى موسى قتل رجلا خطئا وكان ابن اثنتى عشرة سنة.

قال عز من قائل:( فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ) .

٦٨ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم عند قوله:( أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوانَ عَلَيَّ ) قال: قلت للصادقعليه‌السلام : أي الأجلين قضى؟ قال: أتمها عشر حجج.

٦٩ ـ في كتاب علل الشرائع حدّثنا الحاكم أبو محمد جعفر بن نعيم بن شاذان النيسابوري رضى الله عنه عن عمه أبي عبد الله محمد بن شاذان قال: حدّثنا الفضل بن شاذان عن محمد بن أبي عمير قال: قلت: لموسى بن جعفرعليه‌السلام : أخبرنى عن قول اللهعزوجل لموسى:( اذْهَبا إلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى ) فقال: اما قوله:( فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً ) أي كنياه وقولا له يا أبا مصعب، وكان كنية فرعون أبا مصعب الوليد بن مصعب، اما قوله:( لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى ) فانما قال ليكون أحرص لموسى على الذهاب وقد علم اللهعزوجل ان فرعون لا يتذكر ولا يخشى إلّا عند رؤية البأس، ألا تسمع اللهعزوجل يقول:( حَتَّى إِذا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إله إلّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ) فلم يقبل الله ايمانه وقال:( آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ) .

٧٠ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم حدثني هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة قال: حدثني رجل من ولد عدى بن حاتم عن أبيه عن جده عدى بن حاتم وكان مع أمير المؤمنينعليه‌السلام في بعض حروبه أنّ عليّاعليه‌السلام قال ليلة الهرير بصفين حين التقى مع معاوية رافعا صوته يسمع أصحابه: لأقتلن معاوية وأصحابه، ثم قال في آخر قوله: ان

٣٨٠

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

أبى سفيان، وليس ينبغي لأحد أن يمنع الحاج شيئا من الدور ومنازلها.

٤٤ ـ في كتاب علل الشرائع حدّثنا أبي رضى الله عنه قال: حدّثنا سعد بن عبد الله عن أحمد وعبد الله إبني محمد بن عيسى عن محمد بن أبي عمير عن حماد بن عثمان الناب عن عبد الله بن عليّ الحلبي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته عن قول اللهعزوجل :( سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ ) فقال: لم يكن ينبغي أن يصنع على دور مكة أبواب، لان للحاج أن ينزلوا معهم في دورهم في ساحة الدار حتّى يقضوا مناسكهم، وان أول من جعل لدور مكة أبوابا معاوية.

٤٥ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن الحسين بن أبي العلا قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : إنّ معاوية أول من علق على بابه مصراعين بمكة، فمنع حاج بيت الله ما قال اللهعزوجل :( سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ ) وكان الناس إذا قدموا مكة نزل البادي على الحاضر حتّى يقضى حجه، وكان معاوية صاحب السلسلة التي قال اللهعزوجل :( فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً فَاسْلُكُوهُ إِنَّهُ كانَ لا يُؤْمِنُ بِاللهِ الْعَظِيمِ ) وكان فرعون هذه الامة.

٤٦ ـ في تهذيب الأحكام موسى بن القاسم عن ابن أبي عمير إلى ان قال: وعنه عن عبد الرحمن عن حماد عن حريز قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن الطواف يعنى لأهل مكة ممن جاور بها أفضل أو الصلوة؟ فقال: الطواف للمجاورين أفضل، والصلوة لأهل مكة والقاطنين بها أفضل من الطواف.

٤٧ ـ وعنه عن عبد الرحمن عن ابن أبي عمير عن حفص بن البختري وحماد وهشام عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إذا اقام الرجل بمكة سنة فالطواف أفضل. وإذا اقام سنتين خلط من هذا وهذا، فاذا أقام ثلاث سنين فالصلاة أفضل.

٤٨ ـ موسى بن القاسم حدّثنا عبد الرحمن عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: من أقام بمكة سنتين فهو من أهل مكة لا متعة له، فقلت لأبي جعفرعليه‌السلام : أرأيت ان كان له أهل بالعراق وأهل بمكة؟ قال: فلينظر أيهما

٤٨١

الغالب عليه فهو من اهله.

٤٩ ـ وعنه عن محمد بن عذافر عن عمر بن يزيد قال قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : المجاور بمكة يتمتع بالعمرة إلى الحج إلى سنتين فاذا جاوز سنتين كان قاطنا وليس له ان يتمتع.

٥٠ ـ وعنه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام : لأهل مكة ان يتمتعوا؟ فقال: لا، ليس لأهل مكة أن يتمتعوا، قال: قلت: فالقاطنون بها؟ قال: إذا أقاموا سنة أو سنتين صنعوا كما يصنع أهل مكة، فاذا أقاموا شهرا فان لهم ان يتمتعوا، قلت: من اين؟ قال: يخرجون من الحرم، قلت: من اين يهلون بالحج؟ قال: من مكة نحوا مما يقول الناس.

٥١ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم قوله:( وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ ) قال: نزلت فيمن يلحد في أمير المؤمنينعليه‌السلام ويظلمه.

٥٢ ـ في كتاب علل الشرائع أبيرحمه‌الله قال: حدّثنا أحمد بن إدريس قال: حدّثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن محمد بن الفضيل عن أبي الصباح الكناني قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ ) كل ظلم يظلم به الرجل نفسه بمكة من سرقة أو ظلم أحد أو شيء من الظلم فانى أراه إلحادا، ولذلك كان ينهى ان يسكن الحرم.

٥٣ ـ حدّثنا محمد بن الحسن قال: حدّثنا الحسين بن الحسن بن أبان عن الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير عن حماد بن عثمان ومعاوية بن حفص عن منصور جميعا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: كان أبو عبد الله في المسجد الحرام فقيل له: إنّ سبعا من سباع الطير على الكعبة لا يمر به شيء من حمام الحرم إلّا ضربه؟ فقال: انصبوا له واقتلوه فانه قد الحد في الحرم.

٥٤ ـ في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن اورمة وعلى بن عبد الله عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ( وَمَنْ

٤٨٢

يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ ) قال: نزلت فيهم حيث دخلوا الكعبة فتعاهدوا وتعاقدوا على كفرهم وجحودهم بما نزل في أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فألحدوا في البيت بظلمهم الرسول ووليه فبعدا للقوم الظالمين.

٥٥ ـ في الكافي ابن أبي عمير عن معاوية قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ ) قال: كل ظلم إلحاد، وضرب الخادم في غير ذنب من ذلك الإلحاد.

٥٦ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل عن محمد بن الفضيل عن أبي الصباح الكناني قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ ) قال: كل ظلم الحاد وضرب الخادم في غير ذنب.

٥٧ ـ في روضة الكافي ابن محبوب عن أبي ولاد وغيره من أصحابنا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله عز ذكره:( وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ ) فقال: من عبد فيه غير اللهعزوجل ، أو تولى فيه غير أولياء الله فهو ملحد بظلم، وعلى الله تبارك وتعالى ان يذيقه من عذاب اليم.

٥٨ ـ في أصول الكافي عليّ بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن أبان عن حكيم قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن ادنى الإلحاد؟ فقال: إنّ الكبر أدناه.

٥٩ ـ في تهذيب الأحكام روى موسى بن القاسم عن صفوان بن يحيى عن معاوية بن عمار عن أبي عبد اللهعليه‌السلام وذكر حديثا طويلا ثم قال: وعنه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي قال سئلت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ ) قال: كل الظلم فيه الحاد حتّى لو ضربت خادمك ظلما خشيت أن يكون إلحادا.

٦٠ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل عن محمد بن الفضيل عن أبي الصباح الكناني قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قولهعزوجل :( وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ ) فقال: كل ظلم يظلم الرجل

٤٨٣

نفسه بمكة من سرقة أو ظلم أحد أو شيء من الظلم فانى أراه إلحادا، ولذلك كان يتقى ان يسكن الحرم.

٦١ ـ عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار قال: حدثني إسماعيل بن جابر قال: كنت فيما بين مكة والمدينة انا وصاحب لي فتذاكرنا الأنصار فقال أحدنا: هم نزاع من قبائل، وقال أحدنا: هم من أهل اليمن قال: فانتهينا إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام وهو جالس في ظل شجرة، فابتدأ الحديث ولم نسأله فقال: إنّ تبعا لما أن جاء من قبل العراق وجاء معه العلماء وأبناء الأنبياء، فلما انتهى إلى هذا الوادي لهذيل أتاه ناس من بعض القبائل فقالوا: انك تأتى أهل بلدة قد لعبوا بالناس زمانا طويلا حتّى اتخذوا بلادهم حرما، ونبيهم ربا أو ربة، فقال: إنْ كان كما يقولون قتلت مقاتليهم وسبيت ذريتهم، وهدمت بنيتهم، قال: فسالت عيناه حتّى وقعتا على خديه قال: فدعا العلماء وأبناء الأنبياء فقال: انظرونى أخبروني لما أصابنى هذا؟ قال: فأبوا ان يخبروه حتّى عزم عليهم قالوا: حدّثنا بأيّ شيء حدثت نفسك؟ قال: حدثت نفسي أن أقتل مقاتليهم وأسبى ذريتهم وأهدم بنيتهم، فقالوا: انا لا ندري الذي أصابك إلّا لذلك، قال: ولم هذا؟ قالوا: لان البلد حرم الله والبيت بيت الله وسكانه ذرية إبراهيم خليل الرحمن، فقال: صدقتم فما مخرجي مما وقعت فيه؟ قالوا: تحدث نفسك بغير ذلك فعسى الله أن يرد عليك قال: فحدث نفسه بخير فرجعت حدقتاه حتّى ثبتتا مكانهما، قال: فدعا بالقوم الذين أشاروا عليه بهدمها فقتلهم، ثم أتى البيت وكساه وأطعم الطعام ثلاثين يوما كل يوم مأة جزور(١) حتّى حملت الجفان إلى السباع في رؤس الجبال، ونثرت الأعلاف في الاودية للوحش، ثم انصرف من مكة إلى المدينة فانزل بها قوما من أهل اليمن من غسان وهم الأنصار، وفي رواية اخرى كساه النطاع وطيبه.

٦٢ ـ حميد بن زياد عن ابن سماعة عن غير واحد عن أبان بن عثمان عن محمد

__________________

(١) الجزور: الناقة التي تنحر.

٤٨٤

الحلبي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ الله تعالى يقول في كتابه: و( طَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ ) ( وَالْعاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ) فينبغي للعبد أن لا يدخل مكّة إلّا وهو طاهر، وقد غسل عرقه والأذى وتطهر.

٦٣ ـ عليّ بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن ابن أبي عمير عن معاوية عن عمار عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ لله تبارك وتعالى حول الكعبة عشرين ومأة رحمة، منها ستون للطائفين، وأربعون للمصلين، وعشرون للناظرين.

٦٤ ـ في تهذيب الأحكام روى الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن عمران الحلبي قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام أتغتسل النساء إذا أتين البيت؟ قال: نعم ان الله تعالى يقول:( وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ ) ( وَالْعاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ) وينبغي للعبد ان لا يدخل إلّا وهو طاهر، قد غسل عنه العرق والأذى وتطهر.

٦٥ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى محمد بن مسلم قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عما يروون ان اللهعزوجل خلق آدم على صورته فقال: هي صورة محدثة مخلوقة.

اصطفاها الله واختارها على ساير الصور المختلفة، فأضافها إلى نفسه كما أضاف الكعبة إلى نفسه، والروح إلى نفسه، فقال: «بيتي» وقال:( وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي ) .

٦٦ ـ في الكافي عليّ بن إبراهيم عن أبيه والحسين بن محمد عن عبد الله بن عامر ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبان بن عثمان عن عقبة بن بشير عن أحدهماعليهما‌السلام قال: إنّ الله تعالى امر إبراهيم ببناء الكعبة وان يرفع قواعدها ويرى الناس مناسكهم، فبنى إبراهيم واسمعيل البيت كل يوم ساقا حتّى انتهى إلى موضع الحجر الأسود، قال أبو جعفرعليه‌السلام : فنادى أبو قبيس إبراهيم ان لك عندي وديعة فأعطاه الحجر فوضعه موضعه، ثمّ إنَّ إبراهيمعليه‌السلام اذن في الناس بالحج، فقال: أيها الناس إنّي إبراهيم خليل الله، ان الله أمركم ان تحجوا هذا البيت فحجّوه، فأجابه من يحجّ إلى يوم القيامة، فكان أوّل من أجابه من أهل اليمن.

٤٨٥

٦٧ ـ في كتاب علل الشرائع أبيرحمه‌الله قال: حدّثنا سعد بن عبد الله قال: حدّثنا أحمد وعلى ابنا الحسن بن علي بن فضال عن عمرو بن سعيد المدائني عن موسى بن قيس بن أخى عمار بن موسى الساباطي عن مصدق عن عمار بن موسى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: لما أوحى اللهعزوجل إلى إبراهيم ان اذن في الناس بالحج أخذ الحجر الذي فيه أثر قدميه وهو المقام، فوضعه بحذاء البيت، لاصقا بالبيت بحيال الموضع الذي هو فيه اليوم ثم قام عليه فنادى بأعلى صوته بما امره اللهعزوجل به، فلما تكلم بالكلام لم يحتمله الحجر فغرقت رجلاه فيه، فقلع إبراهيمعليه‌السلام رجله من الحجر قلعا، فلما كثر الناس وصاروا إلى الشر والبلاء ان ازدحموا عليه فرأوا ان يضعوه في هذا الموضع الذي هو فيه ليخلو الطواف لمن يطوف بالبيت، فلما بعث اللهعزوجل محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله رده إلى الموضع الذي وضعه فيه إبراهيمعليه‌السلام فما زال فيه حتّى قبض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وفي زمن أبي بكر وأول ولاية عمر، ثم قال عمر: قد ازدحم الناس على هذا المقام فأيكم يعرف موضعه في الجاهلية؟ فقال رجل: انا أخذت قدره بقدر، قال: والقدر عندك؟ قال: نعم قال: فأت به فجاء به فامر بالمقام فحمل ورد إلى الموضع الذي هو فيه الساعة.

٦٨ ـ وباسناده إلى الحلبي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته لم جعلت التلبية؟ فقال: إنّ اللهعزوجل اوحى إلى إبراهيمعليه‌السلام :( وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجالاً ) فنادى فأجيب( مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ) .

٦٩ ـ أبي رضى الله عنه قال حدّثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن فضال عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: لما أمر اللهعزوجل إبراهيم وإسماعيل ببناء البيت وتم بناؤه وامره ان يصعد ركنا ثم ينادى في الناس: الآ هلّم الحج، الآ هلّم الحج فلو نادى هلموا إلى الحج لم يحج إلّا من كان يومئذ إنسيا مخلوقا، ولكن نادى هلم الحج فلبى الناس في أصلاب الرجال: لبيك داعي الله، لبيك داعي الله، فمن لبى عشرا حج عشرا ومن لبى خمسا حج خمسا، ومن لبى أكثر فبعدد ذلك ومن لبى واحدة حج واحدة، ومن لم يلب لم يحج.

٤٨٦

٧٠ ـ وباسناده إلى غالب بن عثمان عن رجل من أصحابنا عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: إنّ الله جل جلاله لما أمر إبراهيمعليه‌السلام ينادى في الناس بالحج، قام على المقام فارتفع به حتّى صار بإزاء أبي قبيس، فنادى في الناس في الحج، فاسمع من في أصلاب الرجال وأرحام النساء إلى ان تقوم الساعة.

٧١ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: لما امر إبراهيم واسمعيل ببناء البيت وتم بناؤه. قعد إبراهيم على ركن ثم نادى: هلم الحج، فلو نادى: هلموا، وذكر مثل ما نقلنا عن كتاب العلل.

٧٢ ـ عليّ بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمار عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أقام بالمدينة عشر سنين لم يحج، ثم أنزل الله تعالى عليه:( وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجالاً وَعَلى كُلِّ ضامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ) فأمر المؤذنين ان يؤذنوا بأعلى أصواتهم بان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يحج في عامه هذا، فعلم به من حضر في المدينة وأهل العوالي(١) والا عراب، واجتمعوا لحج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وانما كانوا تابعين ينظرون ما يؤمرون ويتبعونه، أو يصنع شيئا فيصنعونه، فخرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في أربع بقين من ذي قعدة، فلما انتهى إلى ذي الحليفة زالت الشمس فاغتسل ثم خرج حتّى أتى المسجد الذي عند الشجرة، فصلى فيه الظهر، وعزم بالحج مفردا، وخرج حتّى انتهى إلى البيداء عند الميل الاول، فصف الناس سماطين(٢) فلبى بالحج مفردا، وساق الهدى ستا وستين أو أربعا وستين، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٧٣ ـ في عوالي اللئالى وروى عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال: إنّما الحاج الشعث(٣) الغبر

__________________

(١) العوالي: قرى بظاهر المدينة.

(٢) أي صفين.

(٣) الشعث ـ ككتف ـ: المنتف الشعر. الحاف الذي لم يدهن المغبر الرأس.

٤٨٧

يقول الله لملائكته: انظروا إلى زوار بيتي قد جاؤنى شعثاء غبراء( مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ) .

٧٤ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم واما قوله:( وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجالاً وَعَلى كُلِّ ضامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ) يقول: الإبل المهزولة، وقرأ: «يأتون من كل فج عميق» قال: ولما فرغ إبراهيم من بناء البيت امره الله ان يؤذن في الناس بالحج، فقال: يا رب ما يبلغ صوتي فقال الله اذن، عليك الأذان وعلى البلاغ، وارتفع على المقام وهو يومئذ ملصق بالبيت، فارتفع به المقام حتّى كان أطول من الجبال، فنادى وادخل إصبعه في اذنه واقبل بوجهه شرقا وغربا يقول: أيها الناس كتب عليكم الحج إلى البيت العتيق فأجيبوا ربكم، فأجابوه من تحت البحور السبع ومن بين المشرق والمغرب، إلى منقطع التراب من أطراف الأرض كلها ومن أصلاب الرجال، ومن أرحام النساء بالتلبية: لبيك أللهمّ لبيك، اولا ترونهم يأتون يلبون؟ فمن حج من يومئذ إلى يوم القيامة فهم ممن استجاب الله وذلك قوله:( فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إِبْراهِيمَ ) يعنى نداء إبراهيم على المقام.

٧٥ ـ في مجمع البيان وفي الشواذ قراءة ابن عباس رجالا بالتشديد والضم، وهو المروي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

٧٦ ـ وروى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه قرأ: تأتون.

٧٧ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل عن محمد بن الفضيل عن الربيع بن خثيم قال: شهدت أبا عبد اللهعليه‌السلام وهو يطاف به حول الكعبة في محمل وهو شديد المرض، فكان كلما بلغ الركن اليماني أمرهم فوضعوه بالأرض، فأخرج يده من كوة المحمل حتّى يجرها على الأرض ثم يقول: ارفعوني فلما فعل ذلك مرارا في كل شوط قلت له: جعلت فداك يا ابن رسول الله ان هذا يشق عليك! فقال: إنّي سمعت اللهعزوجل يقول:( لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ ) فقلت: منافع الدنيا أو منافع الاخرة؟ فقال: الكل.

٧٨ ـ أبو على الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن أبي المغراء

٤٨٨

عن سلمة بن محرز قال: كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام إذ جاءه رجل يقال له: أبو الورد، فقال لأبي عبد الله: رحمك الله انك لو كنت أرحت بدنك من المحمل؟ فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : يا أبا الورد إنّي أحب ان اشهد المنافع التي قال اللهعزوجل :( لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ ) أنّه لا يشهدها أحد إلّا نفعه الله، اما أنتم فترجعون مغفورا لكم، واما غيركم فيحفظون في أهاليهم وأموالهم.

٧٩ ـ في مجمع البيان ( لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ ) وقيل: منافع الآخرة وهي العلو والمغفرة وهو المروي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

٨٠ ـ في عيون الاخبار في باب ذكر ما كتب به الرضاعليه‌السلام إلى محمد بن سنان في جواب مسائله في العلل: وعلة الحج الوفادة إلى اللهعزوجل ، وطلب الزيادة والخروج من كل ما اقترف، وليكون تائبا مما مضى مستأنفا لما يستقبل، وما فيه من استخراج الأموال وتعب الأبدان، وحظرها عن الشهوات واللذات، والتقرب بالعبادة إلى اللهعزوجل ، والخضوع والاستكانة والذل، شاخصا في الحر والبرد والأمن والخوف، دائبا في ذلك دائما، وما في ذلك لجميع الخلق من المنافع والرغبة والرهبة إلى الله تعالى، ومنه ترك قساوة القلب وجسأة الأنفس ونسيان الذكر وانقطاع الرجاء والأمل، وتجديد الحقوق وحظر النفس عن الفساد، ومنفعة من في شرق الأرض وغربها، ومن في البر والبحر ممن يحج ومن لا يحج من تاجر وجالب وبايع ومشتر وكاسب ومسكين، وقضاء حوائج أهل الأطراف والمواضع الممكن لهم الاجتماع فيها، كذلك( لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ ) .

٨١ ـ وفي باب العلل التي ذكر الفضل بن شاذان في آخرها أنّه سمعها من الرضاعليه‌السلام مرة بعد مرة وشيئا بعد شيء: فان قال: فلم أمر بالحج؟ قيل: لعلة الوفادة إلى الله تعالى وطلب الزيادة وذكر كما ذكر محمد بن سنان وزاد بعد قوله في المواضع الممكن لهم الاجتماع فيها، مع ما فيه من التفقه ونقل أخبار الائمةعليهم‌السلام إلى كل صقع(١) وناحية كما قال اللهعزوجل :

__________________

(١) الصقع بمعنى الناحية أيضا.

٤٨٩

( فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ ) يرجعون وليشهدوا منافع لهم».

٨٢ ـ في عوالي اللئالى وروى عن الصادقعليه‌السلام ان الذكر في قوله:( وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ ) هو التكبير عقيب خمس عشرة صلوة أولها ظهر العيد، وروى عن الباقرعليه‌السلام مثله.

٨٣ ـ في كتاب معاني الأخبار حدّثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليدرحمه‌الله قال: حدّثنا الحسين بن الحسن بن أبان عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال سمعته يقول: قال عليٌّعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ ) : قال: أيام العشر.

٨٤ ـ وبهذا الاسناد عن الحسين بن سعيد عن محمد بن الفضيل عن أبي الصباح الكناني عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ ) قال: هي أيام التشريق.

٨٥ ـ أبيرحمه‌الله قال: حدّثنا محمد بن أحمد بن عليّ الصلت عن يونس بن عبد الرحمن عن المفضل بن صالح عن زيد الشحام عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله تبارك وتعالى: «واذكروا اسم الله في أيام معدودات» قال: المعلومات والمعدودات واحدة وهن أيام التشريق.

٨٦ ـ في تهذيب الأحكام موسى بن القاسم عن عبد الرحمن عن حماد بن عيسى قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: قال أبيعليه‌السلام : «اذكروا الله في أيام معلومات» قال: عشر ذي الحجة، وأما معدودات قال: أيام التشريق.

٨٧ ـ العباس وعلى بن السندي جميعا عن حماد بن عيسى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سمعته يقول: قال عليٌّعليه‌السلام في قول الله: «واذكروا الله في أيام معلومات» قال: أيام العشر، وقوله: «واذكروا اسم الله في أيام معدودات» قال: أيام التشريق.

٨٨ ـ في مجمع البيان واختلف في هذه الأيام قيل هي أيام التشريق يوم النحر

٤٩٠

وثلاثة أيام بعده، والمعدودات أيام العشر، وهو المروي عن أبي جعفرعليه‌السلام .

٨٩ ـ في الكافي عليّ بن إبراهيم عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد عن عبد الله بن يحيى عن عبد الله بن مسكان عن أبي بصير قال: قلت لابي عبد اللهعليه‌السلام قول اللهعزوجل :( إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ ) قال: الفقير الذي لا يسأل الناس، والمسكين أجهد منه، والبائس أجهدهم والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٩٠ ـ عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( وَأَطْعِمُوا الْبائِسَ الْفَقِيرَ ) قال: هو الزمن الذي لا يستطيع ان يخرج لزمانته.

٩١ ـ في الكافي باسناده إلى معاوية بن عمار عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل وستقف عليه مسندا عند قوله تعالى:( وَأَطْعِمُوا الْقانِعَ وَالْمُعْتَرَّ ) إنشاء الله تعالى وفيه: والبائس هو الفقير.

٩٢ ـ في تهذيب الأحكام روى موسى بن القاسم عن النخعي عن صفوان بن يحيى عن معاوية بن عمار عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه قال في حديث طويل ستقف عليه عند قوله:( وَأَطْعِمُوا الْقانِعَ وَالْمُعْتَرَّ ) والبائس الفقير.

٩٣ ـ في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن علي بن أسباط عن داود بن النعمان عن أبي عبيدة قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول وراى الناس بمكة وما يعملون قال: فقال: فعال كفعال الجاهلية، أما والله ما أمروا بهذا وما أمروا إلّا أن يقضوا( تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ ) ، فيمروا بنا فيخبرونا بولايتهم، ويعرضوا علينا نصرتهم.

٩٤ ـ في الكافي عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير ومحمد بن إسمعيل عن الفضل بن شاذان عن صفوان بن يحيى وابن أبي عمير جميعا عن معاوية بن عمار قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : إذا أحرمت فعليك بتقوى الله، إلى ان قال: وقال: اتق المفاخرة وعليك بورع يحجزك عن معاصي الله، فان الله تعالى يقول:( ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ) قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : من التفث أن تتكلم في

٤٩١

في إحرامك بكلام قبيح، فاذا دخلت مكة وطفت بالبيت تكلمت بكلام طيب، فكان ذلك كفارة.

٩٥ ـ أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: قلت لأبي الحسنعليه‌السلام : إنّا حين نفرنا من منى أقمنا أياما ثم حلقت رأسى طلب التلذذ، فدخلني من ذلك شيء، فقال: كان أبو الحسن صلوات الله عليه إذا خرج من مكة فأتى بثيابه حلق رأسه قال: وقال في قول الله تعالى:( ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ ) قال: التفث تقليم الأظفار، وطرح الوسخ وطرح الإحرام.

٩٦ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن إسمعيل عن محمد بن الفضيل عن أبي الصباح الكناني قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن رجل نسي أن يقصر من شعره وهو حاج حتّى ارتحل من منى؟ قال: ما يعجبني ان يلقى شعر رأسه إلّا بمنى، وقال في قول الله تعالى:( ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ ) قال: هو الحلق وما في جلد الإنسان.

٩٧ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن علي بن سليمان عن زياد القندي عن عبد الله بن سنان عن ذريح المحاربي قال قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : إنّ الله أمرني في كتابه بأمر فأحب ان أعمله قال: وما ذاك؟ قلت: قول الله تعالى:( ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ ) قال: ليقضوا تفثهم لقاء الامام، وليوفوا نذورهم تلك المناسك، قال عبد الله بن سنان: فأتيت أبا عبد اللهعليه‌السلام فقلت: جعلت فداك قول الله تعالى:( ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ ) ؟ قال: أخذ الشارب وقص الأظفار وما أشبه ذلك، قال: قلت: جعلت فداك ان ذريح المحاربي حدثني عنك بأنك قلت:( ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ ) لقاء الامام( وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ ) تلك المناسك؟ فقال: صدق وصدقت، ان للقرآن ظاهرا وباطنا ومن يحتمل ما يحتمل ذريح؟.

٩٨ ـ حميد بن زياد عن ابن سماعة عن غير واحد عن أبان عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله جل ثناؤه:( ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ ) قال: هو ما يكون من الرجل في إحرامه، فاذا دخل مكة فتكلم بكلام طيب كان ذلك كفارة لذلك

٤٩٢

الذي كان منه.

٩٩ ـ في من لا يحضره الفقيه وروى حمران عن أبي جعفرعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ ) قال: التفث حقوق الرجل من الطيب، فاذا قضى نسكه حل له الطيب.

١٠٠ ـ وروى ربعي عن محمد بن مسلم عن أبي جعفرعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :

( ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ ) فقال: قصُّ الشارب والأظفار.

١٠١ ـ وفي رواية النضر عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ان التفث هو الحلق وما في جلد الإنسان.

١٠٢ ـ وفي رواية البزنطي عن الرضاعليه‌السلام قال: التفث تقليم الأظفار وطرح الوسخ وطرح الإحرام عنه.

١٠٣ ـ في قرب الاسناد للحميري أحمد بن محمد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: سألت الرضاعليه‌السلام عن قول الله تبارك وتعالى:( لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ ) قال: تقليم الأظفار وطرح الوسخ عنك، والخروج من الإحرام( وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ) طواف الفريضة.

١٠٤ ـ في تهذيب الأحكام محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد قال: قال أبو الحسنعليه‌السلام في قول الله عز شأنه:( وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ) قال: طواف الفريضة طواف النساء.

١٠٥ ـ وروى محمد بن أحمد بن يحيى عن علي بن إسمعيل عن محمد بن يحيى الصيرفي عن حماد الناب قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ) قال: هو طواف النساء.

١٠٦ ـ في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضاعليه‌السلام في قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : انا ابن الذبيحين حديث طويل وفي آخره: وكانت لعبد المطلب خمس سنن أجراها الله في الإسلام، حرم نساء الاباء على الأبناء: إلى قوله: وكان يطوف

٤٩٣

بالبيت سبعة أشواط.

١٠٧ ـ في كتاب الخصال عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن عليّ بن أبي طالبعليهم‌السلام عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال في وصيته له: يا عليُّ ان عبد المطلب سن في الجاهلية خمس سنن أجراها الله له في الإسلام. حرم نساء الاباء على الأبناء إلى قوله: ولم يكن للطواف عدد عند قريش فسن فيهم عبد المطلب سبعة أشواط، فأجرى الله ذلك في الإسلام.

١٠٨ ـ في عيون الاخبار في باب ذكر ما كتب به الرضاعليه‌السلام إلى محمد بن سنان في جواب مسائله في العلل: وعلة الطواف بالبيت ان اللهعزوجل قال للملائكة:( إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قالُوا أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَيَسْفِكُ الدِّماءَ ) فردوا على اللهعزوجل هذا الجواب، فندموا فلاذوا بالعرش واستغفروا، فأحب اللهعزوجل ان يتعبد بمثل ذلك العباد، فوضع في السماء الرابعة بيتا بحذاء العرش يسمى الصراح، ثم وضع في السماء الدنيا بيتا يسمى المعمور بحذاء الصراح، ثم وضع هذا البيت بحذاء البيت المعمور، ثم أمر آدمعليه‌السلام فطاف به فتاب اللهعزوجل عليه، فجرى ذلك في ولده إلى يوم القيامة.

١٠٩ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد عن الحسين بن علي بن مروان عن عدة من أصحابنا عن أبي حمزة الثمالي قال: قلت لأبي جعفرعليه‌السلام في المسجد الحرام: لأي شيء سما الله العتيق؟ فقال: إنّه ليس من بيت وضعه الله على وجه الأرض إلّا له ربّ وسكان يسكنونه غير هذا البيت، فانه لا ربّ له إلّا الله وهو الحر(١) ثم قال: إنّ الله تعالى خلقه قبل الأرض(٢) ثم خلق الأرض من بعده فدحاها من تحته.

١١٠ ـ عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن أبان بن عثمان عمن

__________________

(١) وفي نسخة «وهو الحق» لكن الظاهر الموافق للمصدر ما اخترناه وهو الحر.

(٢) قال الفيض (ره) في الوافي: هذا وجه آخر لتسميته بالعتيق إذا العتيق يقال للقديم.

٤٩٤

ـ أخبره عن أبي جعفرعليه‌السلام قال قلت: لم سمى الله البيت العتيق؟ قال: هو بيت حر عتيق من الناس لم يملكه أحد.

١١١ ـ في محاسن البرقي عنه عن أبيه ومحمد بن عليّ عن علي بن النعمان عن سعيد الأعرج عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّما سمى البيت العتيق لأنه أعتق من الغرق عتق الحرم معه كف عنه الماء.

١١٢ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم حدثني أبي عن صفوان بن يحيى عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: لما أراد الله هلاك قوم نوح وذكر حديثا طويلا وفيه يقولعليه‌السلام : وانما سمى البيت العتيق لأنه أعتق من الغرق.

١١٣ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى أبي خديجة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل يقولعليه‌السلام في آخره: وانما سمى البيت العتيق لأنه أعتق من الغرق.

١١٤ ـ وباسناده إلى ذريح بن يزيد المحاربي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ اللهعزوجل أغرق الأرض كلها يوم نوح إلّا البيت، فيومئذ سمى العتيق لأنه أعتق يومئذ من الغرق، فقلت له: أصعد إلى السماء؟ فقال: لا لم يصل إليه الماء ورفع عنه.

١١٥ ـ في كتاب معاني الأخبار حدّثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال: حدّثنا محمد بن الحسن الصفار عن إبراهيم بن هاشم عن عبد الله بن المغيرة عن يحيى بن عبادة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه سمعه يقول:( الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ ) الشطرنج، وقول الزور الغناء، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١١٦ ـ حدّثنا أبيرحمه‌الله قال: حدّثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن يحيى الخزاز عن حماد بن عثمان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته عن قول الزور؟ قال: منه قول الرجل للذي يغني: أحسنت.

١١٧ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن يحيى بن المبارك عن عبد الله بن جبلة عن سماعة بن مهران عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله عن قول اللهعزوجل :( فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ ) قال الغناء.

٤٩٥

١١٨ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد والحسين بن سعيد جميعا عن النضر بن سويد عن درست عن زيد الشحام قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ ) قال: الرجس من الأوثان الشطرنج، وقول الزور، الغنا.

١١٩ ـ عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال في قول اللهعزوجل :( فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ ) قال:( الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ ) الشطرنج، وقول الزور الغنا.

١٢٠ ـ في مجمع البيان ( فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ ) وروى أصحابنا ان اللعب بالشطرنج والنرد وساير أنواع القمار من ذلك( وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ ) وروى أصحابنا إنّه يدخل فيه الغنا وساير الأقوال الملهية.

١٢١ ـ وروى أيمن بن خزيم عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال: خطبنا فقال: أيها الناس عدلت شهادة الزور بالشرك بالله «ثم قرأ( فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ ) .

١٢٢ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن هشام عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال:( الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ ) الشطرنج، وقول الزور الغنا وقوله: حنفاء لله أي طاهرين.

١٢٣ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: سألته عن قول اللهعزوجل :( حُنَفاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ ) وعن الحنيفية؟ فقال: هي الفطرة( الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها، لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ) قال: فطرهم على المعرفة.

١٢٤ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسن بن عليّ عن بعض رجاله عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّما يكون الجزاء يضاعف في ما دون البدنة حتّى تبلغ البدنة فاذا بلغ البدنة فلا يضاعف لأنه أعظم ما يكون، قال اللهعزوجل :( وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللهِ فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ) .

٤٩٦

١٢٥ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم قوله تعالى:( ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللهِ فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ) قال: تعظيم البدن وجودتها قولهعزوجل :( لَكُمْ فِيها مَنافِعُ إلى أَجَلٍ مُسَمًّى ) قال: البدن يركبها المحرم من موضعه الذي يحرم فيه غير مضربها ولا معنف عليها، وان كان لها لبن يشرب من لبنها إلى يوم النحر.

١٢٦ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل عن محمد بن الفضيل عن أبي الصباح الكناني عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( لَكُمْ فِيها مَنافِعُ إلى أَجَلٍ مُسَمًّى ) قال: إنْ احتاج إلى ظهرها ركبها من غير عنف عليها، وان كان لها لبن حلبها حلابا لا ينهكها(١) .

١٢٧ ـ في من لا يحضره الفقيه وروى أبو بصير عنه في قول اللهعزوجل :( لَكُمْ فِيها مَنافِعُ إلى أَجَلٍ مُسَمًّى ) قال: إنْ احتاج إلى ظهرها ركبها من غير أن يعنف عليها، وان كان لها لبن حلبها حلابا لا ينهكها.

١٢٨ ـ في مجمع البيان «لكم فيها» أي في الشعائر «منافع» فمن تأول ان الشعائر الهدى قال: إنّ منافعها ركوب ظهرها وشرب لبنها إذا احتيج إليها وهو المروي عن أبي جعفرعليه‌السلام .

١٢٩ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم ـ قولهعزوجل :( فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ ) قال: العابدين.

١٣٠ ـ قولهعزوجل :( فَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْها صَوافَ ) قال: تنحر قائمة.

١٣١ ـ في الكافي أبو على الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله تعالى:( فَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْها صَوافَّ ) قال: ذلك حين تصف للنحر، تربط يديها ما بين الخف إلى الركبة، ووجوب جنوبها إذا وقعت على الأرض.

١٣٢ ـ في مجمع البيان وقيل: هو ان تنحر وهي صافة أي قائمة، ربطت يداها

__________________

(١) نهك الضرع: استوفى، جميع ما فيه.

٤٩٧

ما بين الرسغ(١) أو الخف إلى الركبة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

١٣٣ ـ وقرأ أبو جعفرعليه‌السلام «صوافن» بالنون.

١٣٤ ـ في الكافي حميد بن زياد عن ابن سماعة عن غير واحد عن أبان بن عثمان عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله، فاذا وجبت جنوبها قال: إذا وقعت على الأرض( فَكُلُوا مِنْها وَأَطْعِمُوا الْقانِعَ وَالْمُعْتَرَّ ) قال: القانع الذي يرضى بما أعطيته ولا يسخط ولا يكلح ولا يلوى شدقه غضبا(٢) والمعتر المار بك لتطعمه.

١٣٥ ـ عليّ بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن إسمعيل عن الفضل بن شاذان عن صفوان ابن يحيى عن معاوية بن عمار عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله تعالى:( فَإِذا وَجَبَتْ جُنُوبُها فَكُلُوا مِنْها وَأَطْعِمُوا الْقانِعَ وَالْمُعْتَرَّ ) قال: القانع الذي يقنع بما أعطيته، والمعتر الذي يعتريك، والسائل الذي يسألك في يديه، والبائس هو الفقير.

١٣٦ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن علي بن أسباط عن مولى لابي عبد اللهعليه‌السلام قال: رأيت أبا الحسنعليه‌السلام دعا ببدنة فنحرها، فلما ضرب الجزارون عراقيبها(٣) فوقعت إلى الأرض وكشفوا شيئا عن سنامها(٤) قال: اقطعوا وكلوا منها فان الله تعالى يقول:( فَإِذا وَجَبَتْ جُنُوبُها فَكُلُوا مِنْها وَأَطْعِمُوا ) .

١٣٧ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسن بن عليّ الوشا عن عبد الله ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: لا تصرم بالليل ولا تحصد بالليل ولا تصلح بالليل ولا تبذر بالليل، فانك ان تفعل لم يأتك القانع والمعتر، فقلت: ما

__________________

(١) الرسغ ـ بالضم ـ: مفصل ما بين الساق والقدم والساعد والكف من كل دابة.

(٢) كلح في وجهه: عبس والوى شدقه: أعرض به. والدق: جانب الفم.

(٣) العراقيب مع العرقوب: عصب غليظ فوق عقب الإنسان ومن الدابة في رجلها بمنزلة الركبة في بدها.

(٤) السنام: حدبة في ظهر البعير. وبالفارسية «كوهان».

٤٩٨

القانع والمعتر؟ قال: القانع الذي يقنع بما أعطيته، والمعتر الذي يمر بك فيسألك، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٣٨ ـ في تهذيب الأحكام روى موسى بن القاسم عن النخعي عن صفوان بن يحيى عن معاوية بن عمار عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إذا ذبحت أو نحرت فكل وأطعم، كما قال الله تعالى:( فَكُلُوا مِنْها وَأَطْعِمُوا الْقانِعَ وَالْمُعْتَرَّ ) فقال: القانع الذي يقنع بما أعطيته، والمعتر الذي يعتريك، والسائل الذي يسئلك في يده، والبائس الفقير.

١٣٩ ـ في كتاب علل الشرائع أبيرحمه‌الله ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضى الله عنه قال: حدّثنا محمد بن يحيى العطار عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري عن علي بن إسمعيل عن صفوان بن يحيى الأزرق قال: قلت لأبي إبراهيمعليه‌السلام : الرجل يعطى الضحية من يسلخها بجلدها، قال: لا بأس به، إنّما قال اللهعزوجل :( فَكُلُوا مِنْها وَأَطْعِمُوا ) والجلد لا يؤكل ولا يطعم.

١٤٠ ـ في كتاب معاني الأخبار حدّثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال: حدّثنا محمد بن الحسن الصفار عن العباس بن معروف عن علي بن مهزيار عن فضالة عن أبان بن عثمان عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( فَإِذا وَجَبَتْ جُنُوبُها ) قال: وقعت على الأرض( فَكُلُوا مِنْها وَأَطْعِمُوا الْقانِعَ وَالْمُعْتَرَّ ) قال: القانع الذي يرضى بما أعطيته ولا يسخط ولا يكلح ولا يرتد شدقه غضبا والمعتر المار بك تطعمه.

١٤١ ـ وبهذا الاسناد علي بن مهزيار عن الحسين بن سعيد عن صفوان عن سيف التمار قال قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : إنّ سعيد بن عبد الملك قدم حاجا فلقي أبيعليه‌السلام فقال: إنّي سقت هديا فكيف أصنع؟ فقال: أطعم أهلك ثلثا، وأطعم القانع ثلثا، وأطعم المسكين ثلثا، قلت: المسكين هو السائل؟ قال: نعم والقانع يقنع بما أرسلت إليه من البضعة فما فوقها، والمعتر يعتريك لا يسألك.

١٤٢ ـ في عوالي اللئالى وروى معاوية بن عمار عن الصادقعليه‌السلام قال: إذا

٤٩٩

ذبحت أو نحرت فكل واطعم، كما قال الله:( فَكُلُوا مِنْها وَأَطْعِمُوا الْقانِعَ وَالْمُعْتَرَّ ) .

١٤٣ ـ في قرب الاسناد للحميري أحمد بن محمد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام قال: سألته عن القانع والمعتر؟ قال: القانع الذي يقنع بما أعطيته، والمعتر الذي يعتريك.

١٤٤ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم ( فَكُلُوا مِنْها وَأَطْعِمُوا الْقانِعَ وَالْمُعْتَرَّ ) قال :

القانع الذي يسأل فتعطيه، والمعتر الذي يعتريك ولا يسأل.

١٤٥ ـ في مجمع البيان وفي رواية الحلبي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: القانع الذي يسأل فيرضى بما أعطى، والمعتر الذي يعترى رحلك ممن لا يسأل.

١٤٦ ـ وقال أبو جعفر وأبو عبد اللهعليهما‌السلام : القانع الذي يقنع بما أعطيته ولا يسخط ولا يلوى شدقه غضبا، والمعتر المار بك لتطعمه.

١٤٧ ـ وروى عنهمعليهم‌السلام أنّه ينبغي ان يطعم ثلثه، ويعطى القانع والمعتر ثلثه، ويهدى لاصدقائه الثلث الباقي.

١٤٨ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قلت له: ما علة الاضحية؟ قال: إنّه يغفر لصاحبها عند أوّل قطرة تقطر من دمها إلى الأرض، وليعلم اللهعزوجل من يتقيه بالغيب قال اللهعزوجل :( لَنْ يَنالَ اللهَ لُحُومُها وَلا دِماؤُها وَلكِنْ يَنالُهُ التَّقْوى مِنْكُمْ ) ثم قال: انظر كيف قبل الله قربان هابيل ورد قربان قابيل؟.

١٤٩ ـ في جوامع الجامع وروى ان الجاهلية كانوا إذا نحروا لطخوا البيت بالدم، فلما حج المسلمون أرادوا مثل ذلك فنزلت.

١٥٠ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم قولهعزوجل :( لِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلى ما هَداكُمْ ) قال: التكبير أيام التشريق في الصلوات بمنى في عقيب خمس عشرة صلوة، وفي الأمصار عقيب عشر صلوات.

١٥١ ـ قولهعزوجل ( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ )

٥٠٠

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643