تفسير نور الثقلين الجزء ٣

تفسير نور الثقلين0%

تفسير نور الثقلين مؤلف:
المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 643

تفسير نور الثقلين

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي
المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
تصنيف: الصفحات: 643
المشاهدات: 246517
تحميل: 7888


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 643 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 246517 / تحميل: 7888
الحجم الحجم الحجم
تفسير نور الثقلين

تفسير نور الثقلين الجزء 3

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

ماءا عذبا وماءا مالحا أجاجا(١) فامتزج الماءان فأخذ طينا من أديم الأرض فعركه عركا شديدا(٢) فقال لأصحاب اليمين وهم كالذر يدبون: إلى الجنة بسلام وقال لأصحاب الشمال: إلى النار ولا أبالي، ثم قال:( أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى شَهِدْنا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِينَ ) ثم أخذ الميثاق على النبيين فقال: ألست بربكم وان هذا محمد رسولي وان هذا على أمير المؤمنين؟ فقالوا: بلى، فثبتت لهم النبوة، وأخذ الميثاق على اولى العزم اننى ربكم ومحمد رسولي وعلى أمير المؤمنين، وأوصيائه من بعده ولاة أمري وخزان علميعليهم‌السلام ، وان المهدي انتصر به لديني وأظهر به دولتي. وأنتقم به من أعدائى وأعبد به طوعا وكرها؟ قالوا: أقررنا يا رب وشهدنا ولم يجحد آدم ولم يقر، فثبتت العزيمة لهؤلاء الخمسة في المهدي ولم يكن لادم عزم على الإقرار به، وهو قولهعزوجل :( وَلَقَدْ عَهِدْنا إلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً ) قال: إنّما هو فترك، ثم أمر نارا فأججت فقال لأصحاب الشمال: ادخلوها فهابوها، وقال لأصحاب اليمين: ادخلوها فدخلوها فكانت عليهم بردا وسلاما فقال أصحاب الشمال: يا رب أقلنا فقال: قد أقلتكم اذهبوا فادخلوها، فهابوها فثم ثبتت الطاعة والولاية والمعصية.

١٥٢ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم وقوله:( وَلَقَدْ عَهِدْنا إلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً ) قال: فيما نهاه عنه من أكل الشجرة.

١٥٣ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد وعلى بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن ابن محبوب عن أبي جعفر الأحول عن سلام بن المستنير عن أبي جعفرعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( وَلَقَدْ عَهِدْنا إلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً ) قال: فقال: إنّ اللهعزوجل لما قال لادم:( اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ ) قال له: يا آدم لا تقرب هذه الشجرة، قال: وأراه إياها فقال آدم لربه: كيف أقربها وقد نهيتني عنها أنا وزوجتي؟ قال: فقال لهما: لا تقرباها، يعنى لا تأكلا منها فقال آدم وزوجته: نعم يا ربنا

__________________

(١) الأجاج: الشديد الملوحة من الماء.

(٢) أديم الأرض: وجهها. وعرك الأديم: دلكه.

٤٠١

لا نقربها ولا نأكل منها، ولم يستثنيا في قولهما: نعم، فوكلهما الله في ذلك إلى أنفسهما والى ذكرهما.

١٥٤ ـ في روضة الكافي عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن محمد ابن الفضل عن أبي حمزة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: إنّ الله تبارك وتعالى عهد إلى آدمعليه‌السلام أن لا يقرب هذه الشجرة. فلما بلغ الوقت الذي كان في علم الله أن يأكل منها نسي فأكل منها، وهو قول الله تعالى:( وَلَقَدْ عَهِدْنا إلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٥٥ ـ في مصباح الشريعة قال الصادقعليه‌السلام : والصادق حقا هو الذي يصدق كل كاذب بحقيقة صدق ما لديه، وهو المعنى الذي لا يسع معه سواه أو ضده، مثل آدمعليه‌السلام صدق إبليس في كذبه حين أقسم له كاذبا لعدم ما به الكذب، في آدمعليه‌السلام قال اللهعزوجل :( وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً ) ولان إبليس كان أول من ابتدأ بالكذب، وهو غير معهود وأظهره وهو غير مشروع، ولا يعرف عند أهل السماوات والأرض ظاهرا وباطنا فحشر هو بكذبه على معنى لم ينتفع به من صدق آدمعليه‌السلام على بقاء الأبد، وأفاد آدم بتصديق كذبه شهادة اللهعزوجل بنفي عزمه عما يضاد عهده في الحقيقة، على معنى لم ينتقض من اصطفائه بكذبه شيئا.

١٥٦ ـ في تفسير العيّاشي عن موسى بن محمد بن عليّ عن أخيه أبي الحسن الثالثعليه‌السلام قال: الشجرة التي نهى آدم وزوجته أن يأكلا منها شجرة الحسد. عهد إليهما، ان لا ينظرا إلى من فضله الله عليه وعلى خلائقه بعين الحسد ولم يجد له عزما.

١٥٧ ـ عن جميل بن دراج عن بعض أصحابنا عن أحدهماعليهما‌السلام قال: سألته كيف أخذ الله آدم بالنسيان؟ فقال: إنّه لم ينس وكيف ينسى وهو يذكره ويقول له إبليس:( ما نَهاكُما رَبُّكُما عَنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونا مِنَ الْخالِدِينَ ) .

١٥٨ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب: الباقرعليه‌السلام في قوله( وَلَقَدْ عَهِدْنا

٤٠٢

إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ ) كلمات في محمد وعلى وفاطمة والحسن والحسين والائمة من ذريتهم» كذا نزلت على محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله .

١٥٩ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى الحسين بن أبي العلا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حديث طويل يقول فيهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لما ان وسوس الشيطان إلى آدم دنا من الشجرة ونظر إليها ذهب ماء وجهه، ثم قام ومشى إليها وهي أول قدم مشت إلى الخطيئة، ثم تناول بيده مما عليها فأكل فطار الحلي والحلل عن جسده.

١٦٠ ـ في عيون الاخبار باسناده إلى علي بن محمد بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون وعنده الرضاعليه‌السلام فقال له المأمون: يا بن رسول الله أليس من قولك ان الأنبياء معصومون؟ قال: بلى قال فما معنى قول اللهعزوجل :( وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى ) ؟ قالعليه‌السلام : إنّ الله تعالى قال لادم:( اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْها رَغَداً حَيْثُ شِئْتُما وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ ) وأشار لهما إلى شجرة الحنطة( فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ ) ولم يقل: ولا تأكلا من هذه الشجرة ولا مما كان من جنسها، فلم يقربا من تلك الشجرة وانما أكلا من غيرها لما أن وسوس الشيطان إليهما، وقال:( ما نَهاكُما رَبُّكُما عَنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ ) وانما نهاكما ان تقربا غيرها ولم ينهكما عن الاكل منها( إِلَّا أَنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونا مِنَ الْخالِدِينَ وَقاسَمَهُما إِنِّي لَكُما لَمِنَ النَّاصِحِينَ ) ولم يكن آدم وحوا شاهدا قبل ذلك من يحلف بالله كاذبا «فدليهما بغرور فأكلا منها» ثقة بيمينه بالله وكان ذلك من آدم قبل النبوة، ولم يكن بذنب كبير استحق به دخول النار، وانما كان من الصغائر الموهوبة التي تجوز على الأنبياء قبل نزول الوحي عليهم، فلما اجتباه الله تعالى وجعله نبيا كان معصوما لا يذنب صغيرة ولا كبيرة، قال الله تعالى:( وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى ثُمَّ اجْتَباهُ رَبُّهُ فَتابَ عَلَيْهِ وَهَدى ) وقالعزوجل :( إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ ) .

١٦١ ـ وفيه في باب ما كتبه الرضاعليه‌السلام للمأمون من محض الإسلام وشرايع الدين: إنّ ذنوب الأنبياءعليهم‌السلام صغائر موهوبة.

٤٠٣

١٦٢ ـ وباسناده إلى أبي الصلت الهروي قال: لما جمع المأمون لعليِّ بن موسى الرضاعليه‌السلام أهل المقالات من أهل الإسلام والديانات من اليهود والنصارى والمجوس والصابئين وساير المقالات، فلم يقم أحد إلّا وقد ألزمه حجته كأنه ألقم حجرا قام إليه علي بن جهم فقال له: يا ابن رسول الله أتقول بعصمة الأنبياء؟ فقال: نعم قال: فما تعمل في قول اللهعزوجل :( وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى ) ؟ فقالعليه‌السلام : إنّ اللهعزوجل خلق آدم حجته في أرضه وخليفته في بلاده، لم يخلقه للجنة، وكانت المعصية من آدم في الجنة لا في الأرض لتتم مقادير اللهعزوجل ، فلما اهبط إلى الأرض وجعل حجة وخليفة عصم بقولهعزوجل :( إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ ) .

١٦٣ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه‌الله عن أمير المؤمنين حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام مجيبا لبعض الزنادقة وقد قال ذلك الزنديق: وأجده قد شهر هفوات أنبيائه بقوله:( وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى ) : واما هفوات الأنبياءعليهم‌السلام وما بينه الله في كتابه فان ذلك من أدل الدلائل على حكمة اللهعزوجل الباهرة وقدرته القاهرة وعزته الظاهرة، لأنه علم ان براهين الأنبياءعليهم‌السلام تكبر في صدور أممهم، وان منهم يتخذ بعضهم إلها، كالذي كان من النصارى في ابن مريم، فذكرها دلالة على تخلفهم عن الكمال الذي انفرد بهعزوجل .

١٦٤ ـ عن داود بن قبيصة عن الرضا عن أبيهعليهما‌السلام أنّه قال: واما ما سئلت هل نهى عما أراد فلا يجوز ذلك ولو جاز ذلك لكان حيث نهى آدم عن أكل الشجرة، أراد منه أكلها ولو أراد منه أكلها ما نادى عليه صبيان الكتائب( وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٦٥ ـ في تهذيب الأحكام الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام أنّه قال وقد ذكر النوافل اليومية: وانما هذا كله تطوع وليس بمفروض ان تارك الفريضة كافر وان تارك هذا ليس بكافر ولكنها معصية، لأنه يستحب

٤٠٤

إذا عمل الرجل عملا من الخيران يدوم عليه.

١٦٦ ـ في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن السياري عن علي بن عبد الله قال: سأله رجل عن قوله تعالى:( فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقى ) قال: من قال بالأئمة واتبع أمرهم ولم يجز طاعتهم. قال عز من قائل: و( مَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي ) .

١٦٧ ـ في روضة الكافي خطبة لأمير المؤمنينعليه‌السلام وهي خطبة الوسيلة يقول فيهاعليه‌السلام : ولئن تقمصها دوني الأشقيان، ونازعاني فيما ليس لهما بحق، وركباها ضلالة واعتقداها جهالة، فلبئس ما عليه وردا، ولبئس ما لأنفسهما مهدا، يتلاعنان في دورهما، ويتبرأ كل منهما من صاحبه، يقول لقرينه إذا التقيا:( يا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ ) فيجيبه الأشقى على رثونة: «يا ليتني لم أتخذك خليلا لقد أضللتني( عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جاءَنِي وَكانَ الشَّيْطانُ لِلْإِنْسانِ خَذُولاً ) فأنا الذي عنه ضل.

١٦٨ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم أخبرنا أحمد بن إدريس قال: حدّثنا أحمد بن محمد عن عمر بن عبد العزيز عن إبراهيم بن المستنير عن معاوية بن عمار قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : قول الله:( فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً ) قال: هي والله للنصاب، قال: قلت: جعلت فداك قد تراهم دهر هم الأطول في كفاية حتّى ماتوا؟ قال: ذاك والله في الرجعة يأكلون العذرة.

١٦٩ ـ في مجمع البيان ( فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً ) أي عيشا ضيقا إلى قوله: وقيل هو عذاب القبر عن ابن مسعود وأبي سعيد الخدري والسدي، ورواه أبو هريرة مرفوعا.

١٧٠ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن الحسين بن عبد الرحمن عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً ) قال: يعنى ولاية أمير المؤمنينعليه‌السلام قلت:( وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى ) ؟ قال: يعنى أعمى البصر في الآخرة أعمى القلب في الدنيا عن ولاية أمير المؤمنينعليه‌السلام ، قال: وهو متحير في القيمة يقول:( لِمَ حَشَرْتَنِي

٤٠٥

أَعْمى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً قالَ كَذلِكَ أَتَتْكَ آياتُنا فَنَسِيتَها ) قال الآيات الائمة( وَكَذلِكَ الْيَوْمَ تُنْسى ) يعنى تركتها وكذلك اليوم تترك في النار كما تركت الائمةعليهم‌السلام ، فلم تطع أمرهم ولم تسمع قولهم.

١٧١ ـ في من لا يحضره الفقيه وروى عن معاوية بن عمار قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن رجل لم يحج قط وله مال؟ فقال: هو ممن قال اللهعزوجل :( وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى ) فقلت: سبحان الله أعمى! فقال: أعماه الله عن طريق الخير.

١٧٢ ـ في الكافي حميد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن أحمد بن الحسن الميثمي عن أبان بن عثمان عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: من مات وهو صحيح موسر لم يحج فهو ممن قال اللهعزوجل :( وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى ) قال: قلت: سبحان الله أعمى! قال: نعم أعماه الله عن طريق الحق.

١٧٣ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن فضالة عن معاوية بن عمار عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته عن رجل لم يحج قط وله مال؟ قال :

هو ممن قال الله:( وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى ) قلت: سبحان الله أعمى! قال: أعماه الله عن طريق الجنة.

١٧٤ ـ في أصول الكافي متصل بقولهعليه‌السلام سابقا ولم تسمع قولهم قلت: و( كَذلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآياتِ رَبِّهِ وَلَعَذابُ ) الآخرة أشد وأبقى قال: يعنى من أشرك بولاية أمير المؤمنين غيره، ولم يؤمن بآيات ربه ترك الائمة معاندة، فلم يتبع آثارهم ولم يتولهم، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٧٥ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم وقولهعزوجل : أولم يهد لهم يقول: يبين لهم قوله: إنّ في ذلك لآيات لاولى النهى قال: نحن أولوا النهى، وقوله:( وَلَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكانَ لِزاماً وَأَجَلٌ مُسَمًّى ) قال: كان ينزل بهم العذاب، ولكن قد أخرهم إلى أجل مسمى.

١٧٦ ـ وفيه أيضا وقوله: لكان لزاما قال: اللزام الهلاك.

٤٠٦

١٧٧ ـ في كتاب الخصال عن إسماعيل بن الفضل قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول الله:( وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِها ) فقال: فريضة على كل مسلم أن يقول قبل طلوع الشمس عشر مرات وقبل غروبها عشر مرات: لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحكم يحيى ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير قال: فقلت: لا إله إلّا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد يحيى ويميت ويميت ويحيى، فقال: يا هذا لا شك في ان الله يحيى ويميت ويميت ويحيى، ولكن قل كما قلت.

١٧٨ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى الحسن بن عبد الله عن آبائه عن جده الحسن بن عليّ بن أبي طالبعليهم‌السلام عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وقد سأله بعض اليهود عن مسائل: وأما صلوة الفجر فان الشمس إذا طلعت تطلع على قرني شيطان، فأمرنى اللهعزوجل ان أصلى صلوة الغداة قبل طلوع الشمس وقبل أن يسجد لها الكافر فتسجد أمتي للهعزوجل .

١٧٩ ـ وباسناده إلى سليمان بن جعفر الجعفري عن الرضاعليه‌السلام حديث طويل يقول فيه: لا ينبغي لأحد أن يصلى إذا طلعت الشمس لأنها تطلع بقرني شيطان.

١٨٠ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم قوله و( مِنْ آناءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرافَ النَّهارِ ) قال: بالغداة والعشى.

١٨١ ـ في الكافي عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قلت له:( وَأَطْرافَ النَّهارِ لَعَلَّكَ تَرْضى ) قال: يعنى تطوع بالنهار.

١٨٢ ـ في تهذيب الأحكام الحسين بن سعيد عن صفوان عن ابن بكير عن زرارة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل وفيه بعد ان ذكرعليه‌السلام ما جرت به السنّة في الصلوة فقال أبو الخطّاب: أفرأيت إنْ قوى فزاد؟ قال: فجلس وكان متكيا فقال: إنْ قويت فصلّها كما كانت تصلّى وكما ليست في ساعة من النهار فليست في ساعة

٤٠٧

من الليل إنّ اللهعزوجل يقول:( وَمِنْ آناءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ ) (١) .

١٨٣ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم وقوله:( وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقى ) قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : لما نزلت هذه الآية استوى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله جالسا ثم قال: من لم يتعز بعزاء الله تقطعت نفسه على الدنيا حسرات، ومن أتبع بصره ما في أيدى الناس طال همه ولم يشف غيظه، ومن لم يعرف ان الله عليه نعمة لا في مطعم ولا في مشرب قصر أجله ودنا عذابه.

١٨٤ ـ في روضة الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن أبي المغرا عن زيد الشحام عن عمرو بن سعيد بن هلال عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال: إياك وان تطمح نفسك إلى من فوقك وكفى بما قال اللهعزوجل لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :( فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ ) وقال اللهعزوجل لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :( وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٨٥ ـ في عوالي اللئالى وروى عن الباقرعليه‌السلام في قوله تعالى: وأمر أهلك بالصلوة واصطبر عليها قال: امر الله نبيه ان يخص أهل بيته وأهله دون الناس، ليعلم الناس ان لأهله عند الله منزلة ليست لغيرهم، فأمرهم مع الناس عامة ثم أمرهم خاصة.

١٨٦ ـ في عيون الاخبار في باب ذكر مجلس الرضاعليه‌السلام مع المأمون في الفرق بين العترة والامة حديث طويل وفيه: قالت العلماء: فسرنا هل فسر الله تعالى الاصطفاء في الكتاب؟ فقال الرضاعليه‌السلام : فسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثنى عشر

__________________

(١) قال المحدث الكاشاني (ره): يعنى ان كانت لك زيادة قوة فاصرفها في كيفية الصلوة من الإقبال عليها والخشوع فيها ثم المداومة عليها ثم تفريق صلوة الليل على آناته كتفريق صلوة النهار على ساعاته كما كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يفعله، ومرادهعليه‌السلام تنبيهه على أنّه لن يقدر على الإتيان بهذا العدد أيضا كما ينبغي، ثم نبهعليه‌السلام على تفريق صلوة الليل بما معناه أنّه كما ان الصلوة ليست مختصة بساعة من النهار بل مفرقة على أجزاء النهار فكذلك ليست مختصة بساعة من الليل بل مفرقة على اجزائها، وآناء الليل ساعاته، وأبو الخطاب هذا هو محمد بن مقلاص الغالي الملعون.

٤٠٨

موطنا وموضعا، فأول ذلك إلى أن قال: وأما الثاني عشر فقولهعزوجل :( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْها ) فخصنا الله تعالى بهذه الخصوصية إذ أمرنا مع الامة بإقامة الصلوة، ثم خصنا من دون الامة فكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يجيء إلى باب على وفاطمةعليهما‌السلام بعد نزول هذه الآية تسعة أشهر كل يوم عند حضور كل صلوة خمس مرات فيقول: الصلوة رحمكم الله، وما أكرم الله أحدا من ذراري الأنبياءعليهم‌السلام بمثل هذه الكرامة التي أكرمنا بها، وخصنا من دون جميع أهل بيتهم، فقال المأمون والعلماء: جزاكم الله أهل بيت نبيكم عن الامة خيرا، فما نجد الشرح والبيان فيما اشتبه علينا إلّا عندكم.

١٨٧ ـ في الكافي عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن بعض أصحابه عن أبي حمزة عن عقيل الخزاعي ان أمير المؤمنين صلوات الله عليه كان إذا حضر الحرب وصّى المسلمين بكلمات: يقول: تعاهدوا الصلوة وحافظوا عليها وتقربوا بها إلى أن قالعليه‌السلام : وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله منصبا لنفسه بعد البشرى له بالجنة من ربه فقالعزوجل :( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْها ) الآية فكان يأمر بها أهله ويصبر عليها نفسه والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٨٨ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم وقوله:( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْها ) فان الله أمره أن يخص اهله دون الناس ليعلم الناس ان لأهل محمد عند الله منزلة خاصة ليست للناس إذ أمرهم مع الناس، ثم أمرهم خاصة، فلما أنزل الله هذه الآية كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يجيء كل يوم عند صلوة الفجر حتّى يأتى باب على وفاطمة، فيقول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فيقول على وفاطمة والحسن والحسينعليهم‌السلام : وعليك السلام يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، ثم يأخذ بعضادتي الباب فيقول: الصلوة الصلوة يرحمكم الله،( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) ، فلم يزل يفعل ذلك كل يوم إذا شهد المدينة حتّى فارق الدنيا، وقال أبو حمراء خادم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : أنا شهدته يفعل ذلك.

٤٠٩

١٨٩ ـ وفيه أيضا( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ ) أي أمتك( وَاصْطَبِرْ عَلَيْها لا نَسْئَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعاقِبَةُ لِلتَّقْوى ) قال: للمتقين.

١٩٠ ـ في نهج البلاغة كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله نصبا(١) بالصلوة بعد التبشير له بالجنة، لقول الله سبحانه وأمر أهلك بالصلوة واصطبر عليها فكان يأمر بها ويصبر عليها نفسه.

١٩١ ـ في مجمع البيان روى أبو سعيد الخدري قال: لما نزلت هذه الآية كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يأتى باب فاطمة وعلىعليهما‌السلام تسعة أشهر عند كل صلوة فيقول: الصلوة رحمكم الله،( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) رواه ابن عقدة باسناده من طرق كثيرة عن أهل البيت وعن غيرهم مثل أبي بردة وأبي رافع.

١٩٢ ـ في أمالي شيخ الطائفة قدس‌سره باسناده إلى أبي الحميراء قال: شهدت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أربعين صباحا يجيء إلى باب على وفاطمة فيأخذ بعضادتي الباب ثم يقول: السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته، الصلوة يرحمكم الله،( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) .

قال عز من قائل:( لا نَسْئَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعاقِبَةُ لِلتَّقْوى ) .

١٩٣ ـ في كتاب الخصال عن أبي هريرة عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: إنّ أول ما يدخل به النار أمتي الأجوفان، قالوا: يا رسول الله وما الأجوفان؟ قال: الفرج والفم، وأكثر ما يدخل به الجنة تقوى الله وحسن الخلق.

١٩٤ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى الأصبغ بن نباته قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : قال الله تبارك وتعالى لموسىعليه‌السلام : يا موسى احفظ وصيتي لك بأربعة إلى أن قال: والثانية ما دمت لا ترى كنوزي قد نفدت فلا تغتم بسبب رزقك.

١٩٥ ـ وباسناده إلى الأصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : أما بعد فان الاهتمام بالدنيا غير زائد في الموظوف، وفيه تضييع الزاد. والإقبال على

__________________

(١) أي تعبا.

٤١٠

الاخرة غير ناقص في المقدور، وفيه إحراز المعاد وانشد يقول :

لو كان في صخرة في البحر راسية

صماء ملموسة ملس نواحيها(١)

رزق لنفس يراها الله لانفلقت

عنه فأدت كل ما فيها

أو كان بين طباق السبع مجمعة

يسهل الله في المرقى مراقيها

حتى يوفى الذي في اللوح خط له

ان هي أتته والا فهو آتيها

١٩٦ ـ في كشف المحجة لابن طاوسرحمه‌الله حديث طويل عن أمير المؤمنينعليه‌السلام وفيه قيل: فمن الولي يا رسول الله؟ قال: وليكم في هذا الزمان أنا، ومن بعدي وصيي، ومن بعد وصيي لكل زمان حجج الله، لكيلا يقولون كما قال الضلال من قبلكم فارقهم نبيهم( رَبَّنا لَوْ لا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزى ) وانما كان تمام ضلالتهم جهالتهم بالآيات، وهم الأوصياء، فأجابهم الله:( قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدى ) وانما كان تربصهم ان قالوا: نحن في سعة في معرفة الأوصياء حتّى يعلن امام علمه.

١٩٧ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم واما قوله:( قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا ) أي انتظروا امرا( فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدى ) فانه حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال: والله نحن السبيل الذي أمركم الله باتباعه، ونحن والله الصراط المستقيم، ونحن والله الذين أمر الله بطاعتهم، فمن شاء فليأخذ هنا، ومن شاء فليأخذ هنا لا تجدون والله عنا محيصا.

__________________

(١) الصخرة الصماء الغليظة الشديدة.

٤١١

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قرأ سورة الأنبياء حبا لها كان كمن رافق النبيين أجمعين في جنات النعيم، وكان مهيبا في أعين الناس حيوة الدنيا.

٢ ـ في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من قرأ سورة الأنبياء حاسبه الله حسابا يسيرا، وصافحه وسلم عليه كل نبي ذكر اسمه في القرآن.

٣ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم ( اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ) قال: قربت القيمة والساعة والحساب.

٤ ـ في مجمع البيان وانما وصف بالقرب لان أحد أشراط الساعة مبعث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقد قال: بعثت أنا والساعة كهاتين.

٥ ـ في جوامع الجامع وفي كلام أمير المؤمنين صلوات الله عليه: إنّ الدنيا قد ولت حذاء(١) ولم يبق منها إلّا صبابة كصبابة الإناء.

٦ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه‌الله وروى عن صفوان بن يحيى قال :قال أبو الحسن الرضاعليه‌السلام لأبي قرة صاحب شبرمة: التوراة والإنجيل والزبور والفرقان وكل كتاب انزل كان كلام الله أنزله للعالمين نورا وهدى، وهي كلها محدثة، وهي غير الله حيث يقول:( أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً ) وقال: و( ما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ ) والله أحدث الكتب كلها الذي أنزلها، فقال أبو قرة: فهل يفنى؟ فقال أبو الحسنعليه‌السلام : أجمع المسلمون على ان ما سوى الله فعل الله، والتوراة والإنجيل والزبور والفرقان فعل الله، ألم تسمع الناس يقولون: رب القرآن، وأن

__________________

(١) الحذاء: السريعة.

٤١٢

القرآن يقول يوم القيامة: يا رب هذا فلان وهو اعرف به منه، قد أظمأت نهاره وأسهرت ليله، فشفعني فيه وكذلك التوراة والإنجيل والزبور كلها محدثه مربوبة أحدثها من ليس كمثله شيء هدى لقوم يعقلون، فمن زعم انهن لم يزلن فقد أظهر ان الله ليس بأول قديم ولا واحد وأن الكلام لم يزل معه وليس له بدو، وليس باله، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٧ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم لاهية قلوبهم قال: من التلهي.

٨ ـ في روضة الكافي علي بن محمد عن علي بن العباس عن علي بن حماد عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: وقال:( إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ ) يقول: بما ألقوه في صدورهم من العداوة لأهل بيتك والظلم بعدك، وهو قول اللهعزوجل :( وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٩ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم ما آمنت قبلهم قرية أهلكناها أفهم يؤمنون قال: كيف يؤمنون ولم يؤمن من كان قبلهم بالآيات حتّى هلكوا.

١٠ ـ حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا عبد الله بن محمد عن أبي داود سليمان بن سفيان عن ثعلبة عن زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) من المعنون بذلك؟ قال: نحن، قلت فأنتم المسئولون؟ قال: نعم قلت: ونحن السائلون؟ قال: نعم، قلت: فعلينا أن نسألكم؟ قال: نعم، قلت: وعليكم أن تجيبونا؟ قال: لا ذاك إلينا ان شئنا فعلنا وان شئنا تركنا، ثم قال:( هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ ) .

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: قد بسطنا الأحاديث في تفسير هذه الآية في النحل فلتراجع ثمة.

١١ ـ في مجمع البيان وفي تفسير أهل البيتعليهم‌السلام بالإسناد عن زرارة ومحمد بن مسلم وحمران بن أعين عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام قالا: تبدل بالأرض

٤١٣

خبزة نقية يأكل الناس منها حتّى يفرغ من الحساب، قال الله تعالى:( وَما جَعَلْناهُمْ جَسَداً لا يَأْكُلُونَ الطَّعامَ ) .

١٢ ـ في تفسير العيّاشي زرارة عن أبي جعفر قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن قول الله:( يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ ) يعنى تبدل خبزة نقية يأكل الناس منها حتّى يفرغ من الحساب؟ قال الله:( وَما جَعَلْناهُمْ جَسَداً لا يَأْكُلُونَ الطَّعامَ ) .

١٣ ـ في روضة الكافي كلام لعليِّ بن الحسينعليهما‌السلام في الوعظ والزهد في الدنيا يقول فيهعليه‌السلام : ولقد أسمعكم الله في كتابه ما قد فعل بالقوم الظالمين من أهل القرى قبلكم حيث قال:( وَكَمْ قَصَمْنا مِنْ قَرْيَةٍ كانَتْ ظالِمَةً ) وانما عنى بالقرية أهلها حيث يقول:( وَأَنْشَأْنا بَعْدَها قَوْماً آخَرِينَ ) فقالعزوجل :( فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنا إِذا هُمْ مِنْها يَرْكُضُونَ ) يعنى يهربون قال:( لا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إلى ما أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَساكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ ) فلما أتاهم العذاب( قالُوا يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ فَما زالَتْ تِلْكَ دَعْواهُمْ حتّى جَعَلْناهُمْ حَصِيداً خامِدِينَ ) وأيم الله ان هذه عظة لكم وتخويف ان اتعظتم وخفتم.

١٤ ـ عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن بدر بن الخليل الأسدي قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول: في قول اللهعزوجل :( فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنا إِذا هُمْ مِنْها يَرْكُضُونَ لا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إلى ما أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَساكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ ) قال: إذا قام القائم وبعث إلى بني أميّة بالشام هربوا إلى الروم، فتقول لهم الروم: لا ندخلكم حتّى تنتصروا فيعلقون في أعناقهم الصلبان فيدخلونهم، فاذا نزل بحضرتهم أصحاب القائم طلبوا الامان والصلح، فيقول أصحاب القائم: لا نفعل حتّى تدفعوا إلينا من قبلكم منا فيدفعونهم إليهم، فذلك قوله:( لا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إلى ما أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَساكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ ) قال: يسألهم الكنوز وهو أعلم بها، قال: فيقولون:( يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ فَما زالَتْ تِلْكَ دَعْواهُمْ حتّى جَعَلْناهُمْ حَصِيداً خامِدِينَ ) بالسيف وهو سعيد بن عبد الملك الأموي صاحب نهر سعيد بالرحبة.

٤١٤

١٥ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم وقال عليّ بن إبراهيم في قولهعزوجل :( وَكَمْ قَصَمْنا مِنْ قَرْيَةٍ كانَتْ ) يعنى أهل قرية كانت( ظالِمَةً وَأَنْشَأْنا بَعْدَها قَوْماً آخَرِينَ فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنا ) يعنى بني أميّة إذا أحسوا بالقائم من آل محمد صلوات الله عليه( إِذا هُمْ مِنْها يَرْكُضُونَ لا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إلى ما أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَساكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ ) يعنى الكنوز التي كنزوها، قال: فيدخل بنو امية إلى الروم إذا طلبهم القائمعليه‌السلام ، ثم يخرجهم من الروم ويطالبهم بالكنوز التي كنزوها، فيقولون كما حكى اللهعزوجل :( يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ فَما زالَتْ تِلْكَ دَعْواهُمْ حَتَّى ) جعلنا هم حصيدا خامدين» قال: بالسيف وتحت ظلال السيوف، وهذا كله مما لفظه ماض ومعناه مستقبل، وهو مما ذكرناه مما تأويله بعد تنزيله(١) .

١٦ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن يونس ابن يعقوب عن عبد الأعلى قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن الغنا وقلت: انهم يزعمون

__________________

(١) في هامش بعض النسخ هكذا: «في كتاب الرجعة لبعض المعاصرين حديث طويل عن أمير المؤمنينعليه‌السلام يذكر فيه أيام ظهور القائمعليه‌السلام وفيه: ويخرج رجل من أهل نجران راهب مستجيب للإمام فيكون أهل النصارى أنصاري احابة ويهدم بيعته ويذر صليبها ويخرج من الموالي إلى موضعها الناس والخيل فيسيرون إلى النخلة باعلام هذا فيكون مجتمع الناس جميعا من الأرض كلها بالفاروق وهي محجة أمير المؤمنينعليه‌السلام وهو ما بين البرس والفرات فيقتل يومئذ ما بين المشرق والمغرب ثلاثة آلاف من اليهود والنصارى يقتل بعضهم بعضا، فيومئذ تأويل هذه الاية: «فما زالت تلك دعوتهم( حَتَّى جَعَلْناهُمْ حَصِيداً خامِدِينَ ) بالسيف وتحت ظل السيف ويختلف من بنى الأشهل الزاجر اللحظ في أناس من غير أبيه هرابا حتّى يأتون سبطرى عوذا بالشجر فيومئذ تأويل هذه الاية: «فلما أحسوا بأسنا إذا هم( مِنْها يَرْكُضُونَ لا تَرْكُضُوا ) وارجعوا( إِلى ما أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَساكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ ») ومساكنهم الكنوز التي غلبوا من أموال المسلمين. «منه عفى عنه» أقول: ولا يخلو مواضع من هذا الحديث من التصحيف لكن لم أظفر على المنقول منه فتركتها على حالها.

٤١٥

ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله رخص في ان يقال: جيناكم جيناكم جيئونا جيئونا، فقال: كذبوا ان اللهعزوجل يقول: وما خلقنا السموات( وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما لاعِبِينَ لَوْ أَرَدْنا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً لَاتَّخَذْناهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فاعِلِينَ بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْباطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذا هُوَ زاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ ) ثم قال: ويل لفلان مما يصف، رجل لم يحضر المجلس.

١٧ ـ في محاسن البرقي عنه عن أبيه عن يونس بن عبد الرحمن رفعه قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : ليس من باطل يقوم بإزاء حق الأغلب الحق الباطل، وذلك قول الله:( بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْباطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذا هُوَ زاهِقٌ ) .

١٨ ـ عنه عن يعقوب بن يزيد عن رجل عن الحكم بن مسكين عن أيوب بن الحر بياع الهروي قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : يا أيوب ما من أحد إلّا وقد يرد عليه الحق حتّى يصدع قلبه، قبله أم تركه، وذلك ان الله يقول في كتابه:( بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْباطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذا هُوَ زاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ ) .

١٩ ـ في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضاعليه‌السلام في هاروت وماروت حديث طويل وفيه يقولعليه‌السلام : إنّ الملائكة معصومون محفوظون من الكفر والقبائح بألطاف الله تعالى، قال الله تعالى فيهم:( لا يَعْصُونَ اللهَ ما أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ ) وقالعزوجل : وله من في السموات والأرض ومن عنده يعنى الملائكة( لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لا يَفْتُرُونَ ) .

٢٠ ـ في كتاب التوحيد عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال: إنّ لله تبارك وتعالى ملائكة ليس شيء من طباق أجسادهم إلّا وهو يسبح اللهعزوجل ويحمده من ناحيته بأصوات مختلفة، لا يرفعون رؤسهم إلى السماء، ولا يخفضونها إلى أقدامهم من البكاء والخشية للهعزوجل .

٢١ ـ وعن علي بن الحسينعليهما‌السلام حديث طويل في صفة خلق العرش يقول فيه: له ثمانية أركان، على كل ركن منها من الملائكة ما لا يحصى عددهم

٤١٦

الا اللهعزوجل ،( يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لا يَفْتُرُونَ ) .

٢٢ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى داود بن فرقد العطار عن بعض أصحابنا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه سئل عن الملائكة أينامون؟ فقال: ما من حي إلّا وهو ينام خلا الله وحده، والملائكة ينامون، فقلت: يقول اللهعزوجل :( يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لا يَفْتُرُونَ ) قال: أنفاسهم تسبح.

٢٣ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم حديث طويل عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في ذكر ما راى في المعراج وفيه قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : ثم مررنا بملائكة من ملائكة اللهعزوجل خلقهم الله كيف شاء، ووضع وجوههم كيف شاء، ليس شيء من أطباق أجسادهم إلّا وهو يسبح الله ويحمده من كل ناحية بأصوات مختلفة، أصواتهم مرتفعة بالتحميد والبكاء من خشية الله، فسألت جبرئيل عنهم فقال: كما ترى خلقوا، ان الملك منهم إلى جنب صاحبه ما كلمه قط، ولا رفعوا رؤسهم إلى ما فوقها، ولا حفظوها! إلى ما تحتها خوفا وخشوعا، فسلمت عليهم فردوا على إيماء برؤسهم، ولا ينظرون إلى من الخشوع، فقال لهم جبرئيل: هذا محمد نبي الرحمة أرسله الله إلى العباد رسولا ونبيا، وهو خاتم النبيين وسيدهم أفلا تكلموه؟ قال: فلما سمعوا ذلك من جبرئيل أقبلوا على بالسلام وأكرمونى وبشروني بالخير لي ولامتى.

٢٤ ـ في نهج البلاغة قالعليه‌السلام في وصف الملائكة: ومسبحون لا يسأمون ولا يغشاهم نوم العيون ولا سهو العقول، ولا فترة الأبدان ولا غفلة النسيان.

٢٥ ـ وفيه أيضا يقول فيهمعليه‌السلام : ولم تجر الفترات فيهم على طول دؤبهم(١) .

٢٦ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى هشام بن الحكم في حديث الزنديق الذي أتى أبا عبد اللهعليه‌السلام وكان من قول أبي عبد الله له: لا يخلو قولك: إنهما اثنان من أن يكونا قديمين قويين أو يكونا ضعيفين أو يكون أحدهما قويا والاخر ضعيفا، فان

__________________

(١) الدؤوب: الجد والاجتهاد.

٤١٧

كانا قويين فلم لا يدفع كل واحد منهما صاحبه وينفرد بالتدبير، وان زعمت ان أحدهما قوى والاخر ضعيف ثبت أنّه واحد كما تقول، للعجز الظاهر في الثاني، وان قلت: انهما اثنان لا يخلو من أن يكونا متفقين من كل جهة أو متفرقين من كل جهة، فلما رأينا الخلق منتظما، والفلك جاريا واختلاف الليل والنهار والشمس والقمر دل صحة الأمر والتدبير وايتلاف الأمر أن المدبر واحد، ثم يلزمك ان ادعيت اثنين فلا بد من فرجة بينهما حتّى يكونا اثنين، فصارت الفرجة ثالثا بينهما قديما معهما، فيلزمك ثلاثة، فان ادعيت ثلاثة لزمك ما قلنا في الاثنين حتّى يكون بينهما فرجتان فيكون خمسا، ثم يتناهى في العدد إلى ما لا نهاية في الكثرة.

٢٧ ـ حدّثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضى الله عنه قال: حدّثنا محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن أبي عمير عن هشام بن الحكم قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : ما الدليل على أن الله واحد؟ قال: اتصال التدبير وتمام الصنع كما قالعزوجل :( لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتا ) .

٢٨ ـ وباسناده إلى الفتح بن يزيد الجرجاني عن أبي الحسنعليه‌السلام حديث طويل وفي آخره قلت: جعلت فداك بقيت مسئلة، قال: هات لله أبوك، قلت: يعلم القديم الشيء الذي لم يكن ان لو كان كيف كان يكون؟ قال: ويحك ان مسائلك لصعبة أما سمعت الله يقول:( لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتا ) وقوله:( لَعَلا بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ ) وقال يحكى قول أهل النار: «ارجعنا( نَعْمَلْ صالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ ) وقال:( وَلَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ ) فقد علم الشيء الذي لم يكن ان لو كان كيف كان يكون.

٢٩ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم : واما الرد على الثنوية فقوله:( مَا اتَّخَذَ اللهُ مِنْ وَلَدٍ ) الآية قال: لو كان الهين لطلب كل واحد منهما العلو، وإذا شاء واحد أن يخلق إنسانا شاء الاخر أن يخالفه فيخلق بهيمة، فيكون الخلق منهما على مشيتهما، واختلاف ارادتهما إنسانا وبهيمة في حالة واحدة، فهذا من أعظم المحال غير موجود ،

٤١٨

وإذا بطل هذا ولم يكن بينهما اختلاف بطل الاثنان وكان واحدا، فهذا التدبير واتصاله وقوام بعضه ببعض واختلاف الأهواء والإرادات والمشيات يدل على صانع واحد، وهو قول اللهعزوجل :( مَا اتَّخَذَ اللهُ مِنْ وَلَدٍ وَما كانَ مَعَهُ مِنْ إِلهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلهٍ بِما خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ ) وقوله:( لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتا ) .

٣٠ ـ في كتاب الاهليلجة قال الصادقعليه‌السلام : وانه لو كان معه اله لذهب كل اله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض، ولا فسد كل واحد منهما على صاحبه.

٣١ ـ في كتاب مصباح الزائر لابن طاوسرحمه‌الله في دعاء الحسينعليه‌السلام يوم عرفة( لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتا ) وتفطرتا.

٣٢ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى ابن أذينة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قلت له: جعلت فداك ما تقول في القضاء والقدر؟ قال: أقول: إنّ الله تبارك وتعالى إذا جمع العباد يوم القيامة سألهم عما عهد إليهم ولم يسألهم عما قضى عليهم.

٣٣ ـ وباسناده إلى عمرو بن شمر عن جابر بن يزيد الجعفي قال: قلت لأبي جعفر محمد بن عليّ الباقرعليهما‌السلام : يا بن رسول الله انا نرى الأطفال منهم من يولد ميتا ومنهم من يسقط غير تام، ومنهم من يولد أعمى وأخرى وأصم، ومنهم من يموت من ساعته إذا سقط إلى الأرض، ومنهم من يبقى إلى الاحتلام، ومنهم من يعمر حتّى يصير شيخا، فكيف ذلك وما وجهه؟ فقالعليه‌السلام : إنّ الله تبارك وتعالى أولى بما يدبره من أمر خلقه منهم، وهو الخالق والمالك لهم فمن منعه التعمير فانما منعه ما ليس له ومن عمره فانما أعطاه ما ليس له، فهو المتفضل بما أعطى، وعادل فيما منع، ولا يسأل عما يفعل وهم يسألون قال جابر: فقلت له: يا ابن رسول الله وكيف لا يسأل عما يفعل؟ قال: لأنه لا يفعل إلّا ما كان حكمة وصوابا، وهو المتكبر الجبار والواحد القهار فمن وجد في نفسه حرجا في شيء مما قضى كفر، ومن أنكر شيئا من أفعاله جحد.

٣٤ ـ عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام قال: قال الله تبارك وتعالى: يا بن آدم بمشيتي كنت أنت الذي تشاء لنفسك ما تشاء، وبقوتي أديت إلى فرائضي، وبنعمتي قويت

٤١٩

على معصيتي جعلتك سميعا بصيرا قويا( ما أَصابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللهِ، وَما أَصابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ ) ، وذلك أنّي أولى بحسناتك منك، وأنت أولى بسيئاتك منى، وذلك أنّي لا أُسأل عما أفعل وهم يسألون.

٣٥ ـ في عيون الاخبار باسناده إلى محمد بن أبي يعقوب البلخي قال: سألت أبا الحسن الرضاعليه‌السلام فقلت: لأي علة صارت الامامة في ولد الحسين دون ولد الحسن؟ فقال: لان الله تعالى جعلها في ولد الحسين ولم يجعلها في ولد الحسن، والله لا يسأل عما يفعل.

٣٦ ـ في كتاب الخصال عن المفضل بن عمر عن الصادق جعفر بن محمدعليهما‌السلام حديث طويل وفيه: قال: فقلت له: يا بن رسول الله كيف صارت الامامة في ولد الحسين دون ولد الحسن وهما جميعا ولدا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وسبطاه وسيدا شباب أهل الجنة؟ فقالعليه‌السلام : إنّ موسى وهارون كانا نبيين مرسلين أخوين، فجعل الله النبوة في صلب هارون دون صلب موسى، ولم يكن لأحد أن يقول: لم فعل الله ذلك، فان الامامة خلافة اللهعزوجل ليس لأحد أن يقول: لم جعلها في صلب الحسين دون صلب الحسن، لان الله هو الحكيم في أفعاله( لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْئَلُونَ ) .

٣٧ ـ في كتاب علل الشرائع عن عليٍّعليه‌السلام حديث طويل يقول فيه في أثنائه وقد ذكر خلقة آدم فاغترف تبارك وتعالى غرفة من الماء العذب الفرات، فصلصلها فجمدت ثم قال لها: منك أخلق النبيين والمرسلين وعبادي الصالحين، والائمة المهتدين الدعاة إلى الجنة وأتباعهم إلى يوم القيامة، ولا أبالى ولا اسأل عما افعل وهم يسألون، يعنى بذلك خلقه انهم يسألهم.

٣٨ ـ في إرشاد المفيد قالرحمه‌الله وقد ذكر أبا عبد الله جعفر بن محمدعليهما‌السلام : ومما حفظ عنهعليه‌السلام من موجز القول في العدل قوله لزرارة بن أعين: يا زرارة أعطيك جملة في القضاء والقدر؟ قال له زرارة: نعم جلت فداك، قال: إذا كان يوم القيامة، وجمع الله الخلائق سألهم عما عهد إليهم ولم يسألهم عما قضى عليهم.

٤٢٠