تفسير نور الثقلين الجزء ٣

تفسير نور الثقلين9%

تفسير نور الثقلين مؤلف:
المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 643

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 643 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 266651 / تحميل: 8766
الحجم الحجم الحجم
تفسير نور الثقلين

تفسير نور الثقلين الجزء ٣

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

تحولت نيرانا يوم القيامة، وفي حديث آخر قال: هي منسوخة بقوله:( إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ ) .

١٧٨ ـ حدثني أبي عن محمد بن أبي عمير عن منصور بن يونس عن عمر بن شيبة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: سمعته يقول ابتداء منه: إنّ الله إذا بدا له ان يبين خلقه ويجمعهم لما لا بد منه امر مناديا فنادى فاجتمع الانس والجن في أسرع من طرفة عين، ثم اذن لسماء الدنيا فتنزل وكان من وراء الناس، واذن للسماء الثانية فتنزل وهي ضعف التي تليها، فاذا رآها أهل سماء الدنيا قالوا: جاء ربنا؟ قالوا: لا وهو آت يعنى امره، حتّى تنزل كل سماء يكون كل واحدة منها من وراء الاخرى وهي ضعف التي تليها، ثم ينزل امر الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضى الأمر والى ربكم ترجع الأمور، ثم يأمر الله مناديا ينادى( يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطانٍ ) قال: وبكى حتّى إذا سكت قلت: جعلني الله فداك يا أبا جعفر وأين رسول الله وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما وشيعته؟ فقال أبو جعفر: رسول الله وشيعته على كثبان(١) من المسك الأذفر على منابر من نور، يحزن الناس ولا يحزنون، ويفزع الناس ولا يفزعون، ثم تلا هذه الاية:( مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ ) فالحسنة والله ولاية على، ثم قال:( لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هذا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ) .

١٧٩ ـ في مجمع البيان وروى أبو سعيد الخدري عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ثلاثة على كثبان مسك( لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ ) ولا يكترثون للحساب: رجل قرأ القرآن محتسبا ثم أم به قوما محتسبا، ورجل أذن محتسبا، ومملوك ادى حق اللهعزوجل وحق مواليه.

١٨٠ ـ في إرشاد المفيد رحمه‌الله ولما عاد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من تبوك إلى المدينة قدم عليه عمرو بن معديكرب الزبيدي فقال له النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : أسلم يا عمرو يؤمنك الله من

__________________

(١) الكثبان جمع الكثيب: التل من الرمل.

٤٦١

الفزع الأكبر، فقال: يا محمّد وما الفزع الأكبر فانى لا أفزع؟ فقال: إنّه ليس كما تظن وتحسب، ان الناس يصاح بهم صيحة واحدة فلا يبقى ميت إلّا نشر، ولا حي إلّا مات إلّا ما شاء الله، ثم يصاح بهم صيحة اخرى فينشر من مات، ويصفون جميعا وتنشق السماء وتهد الأرض وتخر الجبال وتزفر النار بمثل الجبال شررا، فلا يبقى ذو روح إلّا انخلع قلبه وطاش لبه، وذكر ذنبه وشغل بنفسه إلّا ما شاء الله، فأين أنت يا عمرو من هذا؟ قال: ألا أنّي أسمع أمرا عظيما، فآمن بالله ورسوله وآمن معه من قومه ناس، ورجعوا إلى قومهم، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٨١ ـ في من لا يحضره الفقيه باسناده إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ومن خرج من الدنيا لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة، ثم تلا هذه الآية :

( إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ ) من شيعتك ومحبيك يا عليّ. قال أمير المؤمنينعليه‌السلام فقلت: يا رسول الله هذا لشيعتي؟ قال: أي وربي إنّه لشيعتك وانهم ليخرجون من قبورهم، وهم يقولون: لا إله إلّا الله محمد رسول الله عليّ بن أبي طالب حجة الله فيؤتون بحلل خضر من الجنة، وتيجان من الجنة، ونجائب من الجنة فيلبس كل واحد منهم حلة خضراء، ويوضع على رأسه تاج الملك، وإكليل الكرامة، ثم يركبون النجائب فتطير بهم إلى الجنة،( لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ، وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هذا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ) .

١٨٢ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن إسماعيل عن أبي إسماعيل السراج عن هارون بن خارجة قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: من دفن في الحرام امن من الفزع الأكبر، فقلت له: من بر الناس وفاجرهم؟ قال: من بر الناس وفاجرهم.

١٨٣ ـ في أصول الكافي باسناده إلى أبي خالد الكابلي عن أبي جعفرعليه‌السلام حديث طويل وفيه: والله يا أبا خالد لا يحبنا عبد ويتولانا حتّى يطهر الله قلبه، ولا يطهر الله قلب عبد حتّى يسلم لنا ويكون سلما لنا، فاذا كان سلما لنا سلمه الله من شديد

٤٦٢

الحساب، وآمنه من فزع يوم القيمة الأكبر.

١٨٤ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن عمر بن عبد العزيز عن جميل بن دراج عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من كسا أخاه كسوة شتاء أو صيف كان حقا على الله أن يكسوه من ثياب الجنة، وأن يهون عليه من سكرات الموت، وأن يوسع عليه في قبره، وان تلقى الملائكة إذا خرج من قبره بالبشرى، وهو قول اللهعزوجل في كتابه:( وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هذا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ) .

١٨٥ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم واما قوله:( يَوْمَ نَطْوِي السَّماءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ ) قال: السجل اسم الملك الذي يطوى الكتب، ومعنى يطويها يفنيها فتتحول دخانا والأرض نيرانا.

١٨٦ ـ في كتاب جعفر بن محمد الدوريستي باسناده إلى ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :( وَحَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً ) غشي عليه وحمل إلى حجرة أم سلمة فانتظره أصحابه وقت الصلوة فلم يخرج، فاجتمع المسلمون فقالوا: ما لنبي الله؟ فقالت أم سلمة: إنّ نبي الله عنكم مشغول ثم خرج بعد ذلك فرقى المنبر، فقال: أيها الناس انكم تحشرون إلى الله كما خلقتم حفاة عراة، ثم قرأ على أصحابه:( وَحَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً ) ثم قرأ:( كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنا إِنَّا كُنَّا فاعِلِينَ ) .

١٨٧ ـ في نهج البلاغة استبدلوا بظهر الأرض بطنا، وبالسعة ضيقا وبالأهل غربة، وبالنور ظلمة، فجاءوها كما فارقوها حفاة عراة، قد ظعنوا عنها بأعمالهم إلى الحيوة الدائمة، والدار الباقية كما قال سبحانه:( كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنا إِنَّا كُنَّا فاعِلِينَ ) .

١٨٨ ـ في مجمع البيان وروى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال: تحشرون يوم القيامة عراة حفاة غرلا(١) ( كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنا إِنَّا كُنَّا فاعِلِينَ ) .

__________________

(١) الغرل جمع الأغرل: الأقلف وهو الذي لم يختن.

٤٦٣

١٨٩ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم وقوله: و( لَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ ) قال: الكتب كلها ذكر( أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ ) قال: القائم وأصحابه قال: والزبور فيه ملاحم وتحميد وتمجيد ودعاء.

١٩٠ ـ وفيه قال: أعطى الله داود وسليمانعليهما‌السلام ما لم يعط أحد من أنبياء الله من الآيات علمهما منطق الطير، وألان الله لهما الحديد، والصفر من غير نار وجعلت الجبال يسبحن مع داودعليه‌السلام ، فأنزل اللهعزوجل إليه الزبور فيه توحيد وتمجيد ودعاء، واخبار رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأمير المؤمنين والائمة صلوات الله عليهم من ذريتهماعليهما‌السلام ، واخبار الرجعة وذكر القائم صلوات الله عليه.

١٩١ ـ في تفسير العيّاشي عن أبي حمزة عن أبي جعفرعليه‌السلام حديث طويل وفيه يقولعليه‌السلام : فلما دنى عمر آدم هبط عليه ملك الموت ليقبض روحه فقال له آدم: يا ملك الموت قد بقي من عمرى ثلاثون سنة، فقال له ملك الموت: الم تجعلها لابنك داود النبي وطرحتها من عمرك حيث عرض عليك أسماء الأنبياء من ذريتك وعرض عليك أعمارهم وأنت يومئذ بوادي دخنا؟ فقال آدم: يا ملك الموت ما اذكر هذا، فقال له ملك الموت: يا آدم لا تجهل ألم تسأل الله أن يثبتها لداود في الزبور ومحاها من عمرك من الذكر؟

١٩٢ ـ في أصول الكافي محمد عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه سأله عن قول اللهعزوجل :( وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ ) ما الزبور وما الذكر؟ قال: الذكر عند الله والزبور الذي انزل على داود وكل كتاب نزل فهو عند أهل العلم ونحن هم.

١٩٣ ـ في مجمع البيان ( أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ ) وقال أبو جعفرعليه‌السلام : هم أصحاب المهدي في آخر الزمان، ويدل على ذلك ما رواه الخاص والعام عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال: لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتّى يبعث رجلا من أهل بيتي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا، وقد أورد

٤٦٤

الامام أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي في كتاب البعث والنشور أخبارا كثيرة في هذا المعنى حدّثنا بجميعها عنه حافده أبو الحسن عبيد الله بن محمد بن أحمد في شهور سنة ثماني عشرة وخمسمائة، ثم قال في آخر الباب: فأما الحديث الذي أخبرنا به أبو عبد الله الحافظ بالإسناد عن محمد بن خالد الجندي عن أبان بن صالح عن الحسن عن أنس بن مالك ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: لا يزداد الأمر إلّا شدة، ولا الناس إلّا شحا، ولا الدنيا إلّا إدبارا، ولا تقوم الساعة إلّا على شرار الناس، ولا مهدي إلّا عيسى بن مريم، فهذا حديث تفرد به محمد بن خالد الجندي، قال أبو عبد الله الحافظ: ومحمد بن خالد رجل مجهول، واختلف عليه في اسناده فرواه مرة عن أبان بن صالح عن الحسن عن أنس بن مالك عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله مرة، ومرة عن أبان بن أبي عياش وهو متروك عن الحسن عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو منقطع، والأحاديث في التنصيص على خروج المهدي أصلح اسنادا، وفيها بيان كونه من عترة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله . هذا لفظه.

١٩٤ ـ ومن جملتها ما حدّثنا أبو الحسن حافده عنه قال: أخبرنا أبو على الرودبارى قال: أخبرنا أبو بكر بن داسة قال: حدّثنا أبو داود السجستاني في كتاب السنن عن طرق كثيرة ذكرها ثم قال: كلهم عن عاصم المقري عن زر(١) عن عبد الله عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم لطول الله ذلك اليوم حتّى يبعث فيه رجلا منى أو من أهل بيتي وفي بعضها يواطي اسمه اسمى يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا.

١٩٥ ـ وبالإسناد قال: حدّثنا أبو داود قال: حدّثنا أحمد بن إبراهيم قال حدّثنا عبد الله بن جعفر الرقى قال: حدثني أبو المليح الحسن بن عمر عن زياد بن بيان عن علي بن ثقيل عن سعيد بن المسيب عن أم سلمة قالت: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: المهدي من عترتي من ولد فاطمة.

١٩٦ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه‌الله عن أمير المؤمنين حديث طويل وفيه يقولعليه‌السلام مجيبا لبعض الزنادقة: واما قوله لنبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله :( وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ )

__________________

(١) وفي المصدر «زيد» بدل «زر».

٤٦٥

وانك ترى أهل الملل المخالفة للايمان ومن يجرى مجراهم من الكفار مقيمين على كفرهم إلى هذه الغاية، وانه لو كان رحمة عليهم لاهتدوا جميعا ونجوا من عذاب السعير، فان الله تبارك اسمه إنّما عنى بذلك أنّه جعله سبيلا لانظار أهل هذه الدار، لان الأنبياء قبله بعثوا بالتصريح لا بالتعريض، وكان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله منهم إذا صدع بأمر الله وأجابه قومه سلموا وسلم أهل دارهم من ساير الخليقة، وان خالفوه هلكوا وهلك أهل دارهم بالآفة التي كانت بينهم يتوعدهم بها ويخوفهم حلولها ونزولها بساحتهم، من خسف أو قذف أو رجف أو ريح أو زلزلة وغير ذلك من أصناف العذاب الذي هلكت به الأمم الخالية، ان الله علم من نبينا ومن الحجج في الأرض الصبر على ما لم يطق من تقدمهم من الأنبياء الصبر على مثله، فبعثه الله بالتعريض لا بالتصريح، وأثبت حجة الله تعريضا لا تصريحا بقوله في وصيه: من كنت مولاه فهذا مولاه وهو منى بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبي بعدي، وليس من خليقة النبي ولا من شيمته ان يقول قولا لا معنى له، فلزم الامة ان تعلم أنّه لما كانت النبوة والاخوة موجودتين في خليفة هارون وموسى معدومتين في من جعله النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بمنزلته أنّه قد استخلفه على أمته، كما استخلف موسى هارون حيث قال: اخلفني في قومي، ولو قال لهم: لا تقلدوا الامامة إلّا فلانا بعينه والا نزل بكم العذاب لأتاهم العذاب، وزال باب الانظار والامهال.

١٩٧ ـ في مجمع البيان وروى ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال لجبرئيل لما نزلت هذه الآية: هل أصابك من هذه الرحمة شيء؟ قال: نعم إنّي كنت أخشى عاقبة الأمر فآمنت بك لما أثنى الله على بقوله:( ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ ) وقد قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّما أنا رحمة مهداة.

١٩٨ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن بعض أصحابنا عن أبي الحسن الاولعليه‌السلام قال: بعث اللهعزوجل محمدا رحمة للعالمين في سبع وعشرين من رجب، فمن صام ذلك اليوم كتب الله له صيام ستين شهرا.

١٩٩ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى عبد الرحمن القصير قال قال

٤٦٦

لي أبو جعفرعليه‌السلام : اما لو قام قائمنا ردت الحميراء حتّى يجلدها الحد، وحتى ينتقم لابنة محمد فاطمةعليها‌السلام منها، قلت: جعلت فداك ولم يجلدها؟ قال: لفريتها على أم إبراهيم، قلت: فكيف أخره الله للقائم؟ فقال: لان الله تبارك وتعالى بعث محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله رحمة وبعث القائمعليه‌السلام نقمة.

٢٠٠ ـ في كتاب المناقب لابن شهرآشوب أبو بصير عن الصادقعليه‌السلام في قوله تعالى:( قُلْ إنّما يُوحى إِلَيَّ إنّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ ) مسلمون الوصية بعدي نزلت مشددة.

٢٠١ ـ في عيون الاخبار في باب جمل من أخبار موسى بن جعفرعليه‌السلام مع هارون الرشيد ومع موسى بن المهدي حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : رأيت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ليلة الأربعاء في النوم فقال لي: يا موسى أنت محبوس مظلوم؟ فقلت: نعم يا رسول الله محبوس مظلوم، فكرر ذلك على ثلاثا ثم قال: و( إِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتاعٌ إلى حِينٍ ) .

٢٠٢ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه‌الله وروى أنّه لما قدم معاوية إلى الكوفة قيل له: إنّ الحسن بن عليّعليهما‌السلام يرتفع على أنفس الناس فلو أمرته أن يقوم دون مقامك على المنبر فتدركه الحداثة والعي فيسقط من أعين الناس، فأبى عليهم وأبوا عليه إلّا أن يأمره بذلك، فأمره فقام دون مقامه في المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: اما بعد فانكم لو طلبتم ما بين كذا وكذا لتجدوا رجلا جده نبي لم تجدوه غيري وغير أخي، وانا أعطينا صفقتنا هذه الطاغية وأشار بيده إلى أعلى المنبر إلى معاوية وهو في مقام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ورأينا حقن دماء المسلمين أفضل من إهراقها( وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتاعٌ إلى حِينٍ ) وأشار بيده إلى معاوية، فقال له معاوية: ما أردت بقولك هذا؟ فقال: أردت به ما أراد اللهعزوجل .

٢٠٣ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب وروى أنّه قال الحسنعليه‌السلام في صلح معاوية: أيها الناس لو طلبتم ما بين جابلق وجابرس رجلا جده رسول الله

٤٦٧

ما وجدتموه غيري وغير أخى، وان معاوية نازعنى حقا هو لي فتركته لصلاح الامة وحقن دمائها، وقد بايعتموني على أن تسالموا من سالمت، وقد رأيت ان أسالمه وان يكون ما صنعته حجة على من كان يتمنى هذا الأمر( وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتاعٌ إلى حِينٍ ) .

٢٠٤ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم وقوله:( قالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِ ) قال: معناه لا تدع للكفار الحق الانتقام من الظالمين، ومثله في سورة آل عمران( لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظالِمُونَ ) .

٤٦٨

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قرأ سورة الحج في كل ثلاثة أيام لم تخرج سنة حتّى يخرج إلى بيت الله الحرام وان مات في سفره دخل الجنة قلت: فان كان مخالفا؟ قال: يخفف عنه بعض ما هو فيه.

٢ ـ في مجمع البيان أبي بن كعب قال: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : من قرأ سورة الحج أعطى من الأجر كحجة حجها وعمرة اعتمرها بعدد من حج واعتمر فيما مضى وفيما بقي.

٣ ـ وفيه قال عمران بن الحصين وأبو سعيد الخدري: نزلت الآيتان من أول السورة ليلا في غزاة بنى المصطلق وهم حي من خزاعة، والناس يسيرون فنادى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فحثوا المطى حتّى كانوا حول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقرأها عليهم فلم ير أكثر باكيا من تلك الليلة، فلما أصبحوا لم يحطوا السرج عن الدواب ولم يضربوا الخيام والناس بين باك أو جالس حزين متفكر، فقال لهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أتدرون أي يوم ذاك؟ قالوا: الله ورسوله اعلم، قال: ذلك يوم يقول الله لادم: ابعث بعث النار من ولدك، فيقول آدم: من كم كم؟ فيقولعزوجل : من كل الف تسعمأة وتسعة وتسعين إلى النار وواحدا إلى الجنة، فكبر ذلك على المسلمين وبكوا فقالوا: فمن ينجو يا رسول الله؟ فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : أبشروا فان معكم خليقتين: يأجوج ومأجوج ما كانتا في شيء إلّا كثرتاه، ما أنتم في الناس إلّا كشعرة بيضاء في الثور الأسود، أو كرقم في ذراع البكر، أو كشامة في جنب البعير، ثم قال: إنّي لأرجو ان تكونوا ربع أهل الجنة فكبروا، ثم قال: إنّي لأرجو ان تكونوا ثلث أهل الجنة ثم قال: إنّي لأرجو ان تكونوا ثلثي أهل الجنة فان أهل الجنة مأة وعشرون صفا ثمانون منها أمتي ثم قال: ويدخل من أمتي سبعون ألفا الجنة بغير حساب، وفي بعض الروايات ان عمر بن

٤٦٩

الخطاب قال: يا رسول الله سبعون ألفا؟ قال: نعم ومع كل واحد سبعون ألفا، فقام عكاشة بن محصن فقال: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم، فقال: أللهمّ اجعله منهم، فقام رجل من الأنصار فقال: ادع الله ان يجعلني منهم، فقالعليه‌السلام سبقك بها عكاشة، قال ابن عباس: كان الأنصاري منافقا فلذلك لم يدع له.

٤ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم ( يا أيها النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ) قال: مخاطبة للناس عامة وقوله:( وَتَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها ) قال: كل امرأة تموت حاملة عند زلزلة الساعة تضع حملها يوم القيامة.

٥ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه‌الله عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حديث طويل وفيه معاشر الناس. التقوى التقوى احذروا الساعة كما قال اللهعزوجل ( إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ) .

٦ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى عبد الله بن سلام مولى رسول الله عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حديث طويل وفيه يقولصلى‌الله‌عليه‌وآله : فيأمر اللهعزوجل نارا يقال لها الفلق أشد شيء في جهنم عذابا، فتخرج من مكانها سوداء مظلمة بالسلاسل والأغلال، فيأمر اللهعزوجل أن تنفخ في وجوه الخلائق نفخة، فمن شدة نفختها تنقطع السماء وتنطمس النجوم وتخمد البحار، وتزول الجبال وتظلم الأبصار، وتضع الحوامل حملها، ويشيب الولدان من هولها يوم القيامة.

٧ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم قوله: وترى الناس سكارى قال: يعنى ذاهبة عقولهم من الحزن والفزع متحيرين.

٨ ـ في كتاب طب الائمةعليهم‌السلام باسناده إلى سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال: إنّي لأعرف آيتين من كتاب الله المنزل تكتبان للمرأة إذا عسر عليها، تكتبان في ورق ظبي وتعلقه عليها في حقويها(١) : بسم الله وبالله ان مع العسر يسرا سبع مرات( يا أيها النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ

__________________

(١) الحقو: الخصر.

٤٧٠

يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها وَتَرَى النَّاسَ سُكارى وَما هُمْ بِسُكارى وَلكِنَّ عَذابَ اللهِ شَدِيدٌ ) مرة واحدة.

٩ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم وقولهعزوجل :( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ ) أي يخاصم( وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطانٍ مَرِيدٍ ) قال: المريد الخبيث، ثم خاطب اللهعزوجل الدهرية واحتج عليهم فقال:( يا أيها النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ ) أي في شك( فَإِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ ) قال: المخلقة إذا صارت تاما، وغير مخلقة قال: السقط.

١٠ ـ وقال في رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام لنبين لكم انكم كنتم كذلك في الأرحام ونقر في الأرحام ما نشاء فلا يخرج سقطا.

١١ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد وعلى بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن الحسن بن محبوب عن محمد بن النعمان عن سلام بن المستنير قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ ) قال: المخلقة هم الذر الذين خلقهم الله في صلب آدم صلى الله عليه، أخذ عليهم الميثاق ثم أجراهم في أصلاب الرجال وأرحام النساء، وهم الذين يخرجون إلى الدنيا حتّى يسألوا عن الميثاق، واما قوله: «وغير مخلقة» فهم كل نسمة لم يخلقهم اللهعزوجل في صلب آدم حين خلق الذر، وأخذ عليهم الميثاق وهم النطف من العزل والسقط قبل أن ينفخ فيه الروح والحياة والبقاء.

١٢ ـ في قرب الاسناد للحميري أحمد بن محمد عن أحمد بن أبي نصر عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام قال: سألته ان يدعو اللهعزوجل لامرأة من أهلنا لها حمل، فقال: قال أبو جعفرعليه‌السلام : الدعا ما لم تمض أربعة أشهر فقلت له: إنّما لها أقل من هذا فدعا لها ثم قال: إنّ النطفة تكون في الرحم ثلاثين يوما، ويكون علقة ثلاثين يوما، ويكون مضغة ثلاثين يوما، ويكون( مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ ) ثلاثين يوما، فاذا تمت الاربعة الأشهر بعث الله تبارك وتعالى إليها ملكين خلاقين يصورانه ويكتبان رزقه وأجله وشقيا أو سعيدا.

٤٧١

١٣ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم حدّثنا محمد بن جعفر قال حدّثنا محمد بن أحمد عن العباس عن ابن أبي نجران عن محمد بن أبي القاسم عن علي بن المغيرة عن أبي عبد الله عن أبيه صلوات الله عليهما قال: إذا بلغ العبد مأة سنة فذلك أرذل العمر.

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: قد ذكرنا طرفا من الاخبار في النحل عند قولهعزوجل : «أرذل العمر» فمن أراد الوقوف عليها فليطلبها ثمة.

١٤ ـ في قرب الاسناد للحميري باسناده إلى صفوان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لجبرئيل: يا جبرئيل أرنى كيف يبعث الله تبارك وتعالى العباد يوم القيامة، قال: نعم فخرج إلى مقبرة بنى ساعدة فأتى قبرا فقال له: اخرج بإذن الله فخرج رجل ينفض رأسه من التراب وهو يقول: وا لهفاه، واللهف هو الثبور ثم قال: ادخل فدخل، ثم قصد به إلى قبر آخر فقال: اخرج بإذن الله، فخرج شاب ينفض رأسه من التراب وهو يقول: أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له وأشهد ان محمدا عبده ورسوله، وأشهد( أَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وَأَنَّ اللهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ ) ثم قال: هكذا يبعثون يوم القيمة يا محمّد.

١٥ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم حدّثني أبي عن ابن أبي عمير عن جميل بن دراج عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إذا أراد الله ان يبعث الخلق أمطر السماء على الأرض أربعين صباحا فاجتمعت الأوصال ونبتت اللحوم. وفي أمالى الصدوقرحمه‌الله مثله سواء.

١٦ ـ في مصباح الشريعة قال الصادقعليه‌السلام : ومن خاصم الخلق في غير ما يؤمر فقد نازع الخالقية والربوبية، قال الله تعالى: و( مِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ ) وليس أحد أشد عقابا ممن لبس قميص النسك بالدعوى بلا حقيقة ولا معنى.

١٧ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ ) قال: نزلت هذه الآية في أبي جهل ثانى عطفه قال :

٤٧٢

تولى عن الحق ليضل عن سبيل الله قال: عن طريق اللهعزوجل بالايمان.

١٨ ـ في أصول الكافي عليّ بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس بن بكير عن ضريس عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ ) قال: إنّ الآية تنزل في الرجل، ثم يكون في أتباعه، ثم قلت: كل من نصب دونكم شيئا فهو ممن عبد الله على حرف؟ فقال: نعم وقد يكون محضا.

١٩ ـ عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن الفضيل وزرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةَ ) قال زرارة: سألت عنها أبا جعفرعليه‌السلام فقال هؤلاء قوم عبدوا الله وخلعوا عبادة من يعبد من دون الله وشكوا في محمد وما جاء به، فتكلموا بالإسلام وشهدوا أن لا إله إلّا الله وان محمدا رسول الله، وأقروا بالقرآن وهم في ذلك شاكون في محمد وما جاء به، وليسوا شكاكا في الله قال اللهعزوجل :( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ ) يعنى على شك في محمد وما جاء به فان أصابه خير يعنى عافية في نفسه وماله وولده اطمأن به ورضى به وان اصابته فتنة بلاء في جسده أو ماله تطير وكره المقام على الإقرار بالنبي، فرجع إلى الوقف والشك فنصب العداوة لله ولرسوله والجحود بالنبي وما جاء به.

٢٠ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن موسى بن بكر عن زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: سألته عن قول اللهعزوجل :( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ ) قال: هم قوم وحدوا الله وخلعوا عبادة من يعبد من دون الله، فخرجوا من الشرك ولم يعرفوا ان محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله رسول الله، فهم يعبدون الله على شك في محمد وما جاء به، فأتوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وقالوا: ننظر فان كثرت أموالنا وعوفينا في أنفسنا وأولادنا علمنا أنّه صادق وانه رسول الله، وان كان غير ذلك نظرنا، قال اللهعزوجل :( فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ ) يعنى عافية في الدنيا( وَإِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ )

٤٧٣

يعنى بلاء في نفسه( انْقَلَبَ عَلى وَجْهِهِ ) انقلب على شكه إلى الشرك خسر الدنيا والاخرة( ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَضُرُّهُ وَما لا يَنْفَعُهُ ) قال ينقلب مشركا يدعو غير الله ويعبد غيره، فمنهم من يعرف فيدخل الايمان قلبه فيؤمن ويصدق ويزول عن منزلته من الشك إلى الايمان، ومنهم من يثبت على شكه ومنهم من ينقلب إلى الشرك. عليّ بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن رجل عن زرارة مثله.

٢١ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه‌الله عن الرضاعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : فان في الناس من خسر الدنيا والاخرة بترك الدنيا للدنيا، ويرى ان لذة الرياسة الباطلة أفضل من لذة الأموال والنعم المباحة المحللة فيترك ذلك أجمع طلبا للرياسة الباطلة.

٢٢ ـ في مصباح الشريعة قال الصادقعليه‌السلام في كلام طويل: واما السائر في مفاوز الاعتداء، والخائض في مراتع الغى وترك الحيا باستحباب السمعة والريا والشهوة والتصنع إلى الخلق المتزيي بزي الصالحين، المظهر بكلامه عمارة باطنه وهو في الحقيقة خال عنها، قد غمرتها وحشة حب المحمدة وغشيتها ظلمة الطمع فما افتنه بهواه، وأضل الناس بمقالته، قال اللهعزوجل :( لَبِئْسَ الْمَوْلى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ ) .

٢٣ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم واما قولهعزوجل :( مَنْ كانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ ) فان الظن في كتاب اللهعزوجل على وجهين: ظن يقين علم وظن شك فهذا ظن شك قال: من شك ان اللهعزوجل لن يثيبه في الدنيا ولا في الآخرة فليمدد بسبب إلى السماء أي يجعل بينه وبين الله دليلا، والدليل على ان السبب هو الدليل قول اللهعزوجل في سورة الكهف:( وَآتَيْناهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً فَأَتْبَعَ سَبَباً ) أي دليلا وقال: ثم ليقطع أي تميز والدليل على ان القطع هو التميز قوله تعالى:( وَقَطَّعْناهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ ) امما أسباطا» أي ميزنا هم فقولهعزوجل :( ثُمَّ لْيَقْطَعْ ) أي يميز( فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ ما يَغِيظُ ) أي حيلته والدليل على ان الكيد هو الحيلة قوله

٤٧٤

تعالى:( كَذلِكَ كِدْنا لِيُوسُفَ ) أي احتلنا له حتّى حبس أخاه وقوله تعالى يحكى قول فرعون:( فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ) أي حيلتكم قال: فاذا وضع لنفسه سببا ومميزا دله على الحق، واما العامة فإنهم رووا في ذلك أنّه من لم يصدق بما قال اللهعزوجل فليلق حبلا إلى سقف البيت فليختنق. قال عز من قائل: إنّ الذين آمنوا إلى قوله: والمجوس.

٢٤ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل وفيه قالعليه‌السلام : سلوني قبل أن تفقدوني، فقام إليه الأشعث بن قيس فقال: يا أمير المؤمنين كيف تؤخذ من المجوس الجزية ولم ينزل إليهم كتاب ولم يبعث إليهم نبي؟ قال: بلى يا أشعث قد أنزل الله إليهم كتابا وبعث إليهم رسولا حتّى كان لهم ملك سكر ذات ليلة، فدعا بابنته إلى فراشه فارتكبها، فلما أصبح تسامع به قومه فاجتمعوا إلى بابه فقالوا: أيها الملك دنست علينا ديننا وأهلكته فاخرج نطهرك ونقيم عليك الحد، فقال لهم: اجتمعوا واسمعوا قولي فان يكن لي مخرج مما ارتكبت والا فشأنكم، فاجتمعوا فقال لهم: هل علمتم ان الله لم يخلق خلقا أكرم عليه من أبينا آدم وامنا حوا؟

قالوا: صدقت أيها الملك قال: أو ليس قد زوج بنيه بناته وبناته من بنيه؟ قالوا: صدقت هذا هو الدين، فتعاقدوا على ذلك فمحا الله ما في صدورهم من العلم، ورفع عنهم الكتاب فهم الكفرة يدخلون النار بلا حساب والمنافقون أشد حالا منهم قال الأشعث: والله ما سمعت بمثل هذا الجواب والله لاعدت إلى مثلها أبدا.

٢٥ ـ في روضة الكافي عليّ بن إبراهيم وعدة من أصحابنا عن سهل بن زياد جميعا عن محمد بن عيسى عن يونس عن أبي الصباح الكناني عن الأصبغ بن نباته قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : إنّ للشمس ثلاثمائة وستين برجا كل برج منها مثل جزيرة من جزائر العرب، وتنزل كل يوم على برج منها، فاذا غابت انتهت إلى حد بطنان العرش، فلم تزل ساجدة إلى الغد ثم ترد إلى موضع مطلعها، ومعها ملكان معها! وان وجهها لأهل السماء وقفا ها لأهل الأرض، ولو كان وجهها لأهل الأرض لاحترقت الأرض ومن

٤٧٥

عليها من شدة حرها، ومعنى سجودها ما قال سبحانه وتعالى:( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبالُ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ ) .

٢٦ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى عبد الله بن ميمون القداح عن جعفر بن محمد عن أبيهعليهما‌السلام قال: قيل لعليٍّعليه‌السلام : إنّ رجلا يتكلم في المشية، فقال: ادعه لي، قال: فدعاه له فقال له: يا عبد الله خلقك الله لما شاء أو لما شئت؟ قال: لما شاء قال: فيمرضك إذا شاء أو إذا شئت قال: إذا شاء. قال: فيشفيك إذا شاء أو إذا شئت قال: إذا شاء قال: فيدخلك حيث يشاء أو حيث شئت؟ قال: حيث يشاء قال: فقال له عليعليه‌السلام : لو قلت غير هذا لضربت الذي فيه عيناك.

٢٧ ـ وباسناده إلى سليمان بن جعفر الجعفري قال: قال الرضاعليه‌السلام : المشية من صفات الأفعال، فمن زعم ان الله لم يزل مريدا شائيا فليس بموحد. قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: استقصاء الكلام في تحقيق المشية والارادة يحتاج إلى بسط وبيان، والشافي في ذلك الكافي.

٢٨ ـ في كتاب الخصال عن النضر بن مالك قال: قلت للحسين بن عليّعليهما‌السلام : يا أبا عبد الله حدثني عن قوله تعالى:( هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ ) فقال: نحن وبنو امية اختصمنا في الله تعالى قلنا صدق الله وقالوا كذب، فنحن الخصمان يوم القيامة.

٢٩ ـ في أصول الكافي عليّ بن إبراهيم عن أحمد بن محمد البرقي عن أبيه عن محمد بن الفضيل عن ابن أبي حمزة عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله تعالى:( هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا ) بولاية عليٍّعليه‌السلام ( قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ ) .

٣٠ ـ في مجمع البيان قيل: نزلت الآية( هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا ) في ستة نفر من المؤمنين والكفار تبادروا يوم بدر، وهم حمزة بن عبد المطلب قتل عتبة بن ربيعة، وعلى بن أبي طالب قتل الوليد بن عتبة وعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب قتل شيبة بن ربيعة عن أبي ذر الغفاري وعطاء وكان أبو ذر يقسم بالله تعالى انها نزلت فيهم، ورواه البخاري في الصحيح.

٤٧٦

٣١ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم وقولهعزوجل :( هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ ) قال: نحن وبنو امية، نحن قلنا: صدق الله ورسوله، وقالت بنو امية: كذب الله ورسوله فالذين كفروا يعنى بني أميّة قطعت لهم ثياب من النار إلى قوله تعالى حديد وقال: تشوية النار فتسترخى شفته حتّى تبلغ سرته، وتتقلص شفته العليا حتّى تبلغ وسط رأسه( وَلَهُمْ مَقامِعُ مِنْ حَدِيدٍ ) قال: الاعمدة التي يضربون بها.

٣٢ ـ وقولهعزوجل :( كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيها ) ضربا بتلك الاعمدة( وَذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ ) فانه حدثني أبي عن محمد بن أبي عمير عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قلت له: يا ابن رسول الله خوفني فان قلبي قد قسى، فقال: يا أبا محمد استعد للحيوة الطويلة فان جبرئيل جاء إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو قاطب(١) وقد كان قبل ذلك يجيء متبسما، فقال رسول الله: يا جبرئيل جئتني اليوم قاطبا فقال: يا محمّد قد وضعت منافخ النار، فقال: وما منافخ النار يا جبرئيل؟ فقال: يا محمّد ان اللهعزوجل أمر بالنار فنفخ عليها ألف عام حتّى ابيضت، ثم نفخ عليها ألف عام حتّى احمرت، ثم نفخ عليها ألف عام حتّى اسودت، فهي سوداء مظلمة لو أن قطرة من الضريع قطرت في شراب أهل الدنيا لمات أهلها من نتنها، ولو ان حلقة واحدة من السلسلة التي طولها سبعون ذراعا وضعت على الدنيا لذابت الدنيا من حرها، ولو ان سربالا من سرابيل أهل النار علق بين السماء والأرض لمات أهل الأرض من ريحه ووهجه(٢) قال: فبكى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وبكى جبرئيل فبعث الله إليهما ملكا فقال لهما: إنّ ربكما يقرئكما السلام ويقول: قد امنتكما ان تذنبا ذنبا أعذبكما عليه، فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : فما رأى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله متبسما بعد ذلك ثم قال: إنّ أهل النار يعظمون النار، وان أهل الجنة يعظمون الجنة والنعيم، وان جهنم إذا دخلوها هووا فيها مسيرة سبعين عاما، فاذا بلغوا أعلاها قمعوا بمقامع الحديد، وأعيدوا في دركها، هذه حالهم وهو قول اللهعزوجل :( كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيها وَذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ )

__________________

(١) قطب: زوي ما بين عينيه وعبس.

(٢) الوهج ـ متحركة ـ: حر النار.

٤٧٧

ثم تبدل جلودهم غير الجلود التي كانت عليهم فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : حسبك يا أبا محمد؟ قلت: حسبي حسبي.

٣٣ ـ في مجمع البيان وقد روى ان الله تعالى يجوعهم حتّى ينسوا عذاب النار من شدة الجوع، فيصرخون إلى مالك فيحملهم إلى تلك الشجرة وفيهم أبو جهل فيأكلون منها فتغلى بطونهم كغلى الحميم، فيسقون شربة من الماء الحار الذي بلغ نهايته في الحرارة، فاذا قربوها من وجوههم شوت وجوههم، فذلك قوله،( يَشْوِي الْوُجُوهَ ) فاذا وصل إلى بطونهم صهر ما في بطونهم كما قال سبحانه( يُصْهَرُ بِهِ ما فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ ) وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من شرب الخمر لم يقبل له صلوة أربعين يوما. فان مات وفي بطنه شيء من ذلك كان حقا على اللهعزوجل أن يسقيه من طينة خبال وهو صديد أهل النار، وما يخرج من فروج الزناة، فتجتمع ذلك في قدور جهنم فيشربه أهل النار، فيصهر به ما في بطونهم والجلود، رواه شبيب بن واقد عن الحسين بن زيد عن الصادق عن آبائهعليهم‌السلام عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٣٤ ـ وروى أبو سعيد الخدري قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :( وَلَهُمْ مَقامِعُ مِنْ حَدِيدٍ ) لو وضع مقمع(١) من حديد في الأرض ثم اجتمع عليه الثقلان ما اقلوه في الأرض.

٣٥ ـ وعن العلا بن سيابة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قلت له: إنّ الناس يتعجبون منا إذا قلنا: يخرج قوم من النار فيدخلون الجنة، فيقولون لنا فيكونون مع أولياء الله في الجنة فقال: يا علا ان الله يقول:( وَمِنْ دُونِهِما جَنَّتانِ ) لا والله ما يكونون مع أولياء الله، قلت: كانوا كافرين؟ قال: لا والله لو كانوا كافرين ما دخلوا الجنة، قلت: كانوا مؤمنين؟ قال: لا والله لو كانوا مؤمنين ما دخلوا النار، ولكن بين ذلك، وتأويل هذا لو صح الخبر: انهم لم يكونوا من أفاضل المؤمنين وخيارهم «انتهى».

٣٦ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم ثم ذكر سبحانه ما أعده للمؤمنين فقال جل ذكره :

__________________

(١) المقمع: العمود من حديد.

٤٧٨

( إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ) إلى قوله تعالى( وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ ) حدّثني أبي عن ابن أبي عمير عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : جعلت فداك شوقني فقال: يا أبا محمد ان من أدنى نعيم الجنة أن يوجد ريحها من مسيرة ألف عام من مسافة الدنيا، وأن ادنى أهل الجنة منزلا لو نزل به الثقلان الجن والانس لوسعهم طعاما وشرابا، ولا ينقص مما عنده شيئا، وان أيسر أهل الجنة منزلة من يدخل الجنة فيرفع له ثلاث حدائق، فاذا دخل أدناهن راى فيها من الأزواج والخدم والأنهار والثمار ما شاء الله مما يملأ عينه قرة وقلبه مسرة، فاذا شكر الله وحمده قيل له: ارفع رأسك إلى الحديقة الثانية ففيها ما ليس في الاولى، فيقول: يا رب أعطني هذه، فيقول الله تعالى: إنّ أعطيتكها سألتنى غيرها، فيقول: رب هذه هذه فاذا هو دخلها شكر الله وحمده، قال: فيقال: افتحوا له بابا إلى الجنة ويقال له: ارفع رأسك فاذا قد فتح له باب من الخلد ويرى أضعاف ما كان فيما قبل فيقول عند مضاعف مسراته: رب لك الحمد الذي لا يحصى إذ مننت على بالجنان، وأنجيتنى من النيران، قال أبو بصير: فبكيت وقلت له: جعلت فداك زدني قال: يا أبا محمد ان في الجنة نهرا في حافتيه جوارنا بتات، إذا مر المؤمن بجارية أعجبته قلعها وأنبت اللهعزوجل مكانها اخرى، قلت: جعلت فداك زدني قال: يا أبا محمد المؤمن يزوج ثمانمأة عذراء، واربعة آلاف ثيب، وزوجتين من الحور العين، قلت: جعلت فداك من أي شيء خلقن الحور العين؟ قال: من تربة الجنة النورانية ويرى مخ ساقها من وراء سبعين حلة كبدها مراته وكبده مراتها، قلت: جعلت فداك ألهن كلام يتكلمن به في الجنة قال: نعم كلام لم يسمع الخلايق اعذب منه، قلت: ما هو؟ قال يقلن بأصوات رحيمة: نحن الخالدات فلا نموت، ونحن الناعمات فلا نبؤس، ونحن المقيمات فلا نظعن، ونحن الراضيات فلا نسخط، طوبى لمن خلق لنا، وطوبى لمن خلقنا له، ونحن اللواتي لو أن قرن أحد بنا، علق في جو السماء لأغشى نوره الأبصار، فهاتان الآيتان وتفسيرهما رد على من أنكر خلق الجنة والنار.

٤٧٩

قولهعزوجل :( وَهُدُوا إلى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ ) قال: التوحيد والإخلاص( وَهُدُوا إلى صِراطِ الْحَمِيدِ ) قال: الولاية.

٣٧ ـ في محاسن البرقي عنه عن أبيه عمن ذكره عن حنان أبي على عن ضريس الكناسي قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن قول الله: و( هُدُوا إلى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إلى صِراطِ الْحَمِيدِ ) فقال: هو والله هذا الأمر الذي أنتم عليه.

٣٨ ـ في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن اورمة عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله:( وَهُدُوا إلى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إلى صِراطِ الْحَمِيدِ ) قال: ذاك حمزة وجعفر وعبيدة وسلمان وأبو ذر والمقداد بن الأسود وعمار، هدوا إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام .

٣٩ ـ في مجمع البيان وروى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال: ما أحد أحب إليه الحمد من الله عز ذكره.

٤٠ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم وقوله:( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ الَّذِي جَعَلْناهُ سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ ) قال: نزلت في قريش حين صدوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عن مكة وقوله:( سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ ) قال: أهل مكة ومن جاء من البلدان، فهم سواء لا يمنع من النزول ودخول الحرم.

٤١ ـ في نهج البلاغة من كتبه إلى قثم بن العباسرحمهما‌الله وهو عامله على مكة وأمر أهل مكة ان لا يأخذوا من ساكن أجرا، فان الله سبحانه يقول:( سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ ) والعاكف المقيم به، والبادي الذي يحج إليه من غير أهله.

٤٢ ـ في قرب الاسناد للحميري باسناده إلى أبي جعفر عن أبيه عن عليّعليهم‌السلام كره إجارة بيوت مكّة، وقرء( سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ ) .

٤٣ ـ في تهذيب الأحكام موسى بن القاسم عن صفوان بن يحيى عن حسين بن أبي العلا قال: ذكر أبو عبد اللهعليه‌السلام هذه الآية( سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ ) فقال: كانت مكّة ليس على شيء منها باب، وكان أوّل من علّق على بابه المصراعين معاوية بن

٤٨٠

٣٩ ـ في نهج البلاغة هذا ما أمر به عبد الله عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين ابتغاء وجه الله ليولجني به الجنة، ويعطيني الامنة.

٤٠ ـ وفيه: وليس رجل فأعلم أحرص على جماعة امة محمد وألفتها منى، ابتغى بذلك حسن الثواب وكريم المآب.

٤١ ـ في أمالي الصدوقرحمه‌الله باسناده إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من صام يوما تطوعا ابتغاء ثواب الله وجبت له المغفرة.

٤٢ ـ في أمالي شيخ الطائفةقدس‌سره باسناده إلى علي بن عمر بن العطار قال: دخلت على أبي الحسن العسكريعليه‌السلام يوم الثلثاء فقال: لم أرك أمس؟ قال: كرهت الحركة في يوم الاثنين، قال: يا عليُّ من أحب ان يقيه الله شر يوم الاثنين فليقرأ في أول ركعة من صلوة الغداة هل أتى على الإنسان ثم قرء أبو الحسنعليه‌السلام ( فَوَقاهُمُ اللهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً ) .

٤٣ ـ في أمالي الصدوق (ره) متصل بآخر ما نقلنا عنه اعنى قوله وطلب ثوابه قال الله تعالى ذكره:( فَوَقاهُمُ اللهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً ) في الوجوه وسرورا في القلوب و( جَزاهُمْ بِما صَبَرُوا جَنَّةً ) يسكنونها وحريرا يفترشونه ويلبسونه( مُتَّكِئِينَ فِيها عَلَى الْأَرائِكِ ) والاريكة السرير( لا يَرَوْنَ فِيها شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً ) قال ابن عباس: بينا أهل الجنة في الجنة إذا رأوا مثل الشمس قد أشرقت لها الجنان فيقول أهل الجنة: يا رب انك قلت في كتابك( لا يَرَوْنَ فِيها شَمْساً ) فيرسل الله جل اسمه إليهم جبرئيل فيقول: ليس هذه بشمس ولكن عليا وفاطمة ضحكا فأشرقت الجنان من نور ضحكهما، ونزلت «هل أتى» فيهم إلى قوله:( وَكانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً ) .

٤٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَعَشِيًّا ) قال: ذلك في الدنيا قبل القيامة، وذلك ان في القيامة لا يكون غدو وعشى، لان الغدو والعشى انما يكون في الشمس والقمر وليس في جنان الخلد ونيرانها شمس ولا قمر.

٤٥ ـ حدّثني أبي عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام انه قال: ان

٤٨١

الشمس والقمر آيتان من آيات الله يجريان بأمره مطيعان له وضوؤهما من نور عرشه وحرهما من جهنم فاذا كانت القيامة عاد إلى العرش نورهما، وعاد إلى النار حرهما.

فلا يكون شمس ولا قمر، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤٦ ـ في كتاب الخصال عن أبي الحسن موسى بن جعفرعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : في الشمس أربع خصال: تغير اللون، وتنتن الريح، وتخلق الثياب، وتورث الداء.

٤٧ ـ في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن محمد بن إسحاق المدني عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله سئل عن قول اللهعزوجل :( وَدانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُها وَذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلاً ) من قربها منهم يتناول المؤمن من النوع الذي يشتهيه من الثمار فيه وهو متكئ وان الأنواع من الفاكهة ليقلن لوليّ الله يا ولي الله كلني قبل ان تأكل هذه قبلي.

٤٨ ـ في مجمع البيان كانت تلك الأكواب قواريرا أي زجاجا قوارير من فضة قال الصادقعليه‌السلام : ينفذ البصر في فضة الجنة كما ينفذ في الزجاج.

٤٩ ـ في كتاب الخصال عن أبي صالح عن ابن عباس قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: أعطاني الله تعالى خمسا وأعطى عليا خمسا ؛ أعطانى الكوثر وأعطاه السلسبيل، الحديث.

٥٠ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى عبد الله بن مرة عن ثوبان قال يهودي للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : فما أول ما يأكل أهل الجنة إذا دخلوها؟ قال: كبد الحوت قال: فما شرابهم على أثر ذلك؟ قال: السلسبيل قال: صدقت والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٥١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله: ولدان مخلدون قال: مستورون.

٥٢ ـ في كتاب معاني الأخبار أبيرحمه‌الله قال: حدّثنا سعد بن عبد الله عن الحسن بن موسى الخشاب عن يزيد بن إسحاق عن عباس بن يزيد قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام ـ وكنت عنده ذات يوم: ـ أخبرني عن قول اللهعزوجل :

٤٨٢

( وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً ) ما هذا الملك الذي كبر اللهعزوجل حتى سماه كبيرا؟ قال: إذا ادخل الله أهل الجنة الجنة أرسل رسولا إلى ولي من أوليائه فيجد الحجبة على بابه، فتقول له: قف حتى نستأذن لك ؛ فما يصل إليه رسول ربه إلّا بإذن، فهو قولهعزوجل :( وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً ) .

٥٣ ـ في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن محمد بن إسحاق المدني عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله سئل عن قول اللهعزوجل :( يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إلى الرَّحْمنِ وَفْداً ) فقال: يا عليُّ إنّ الوفد لا يكون إلّا ركبانا إلى قوله: فقال علىعليه‌السلام يا رسول الله أخبرنا عن قول اللهعزوجل : «غرف مبنية من فوقها غرف» بما ذا بنيت يا رسول الله؟ فقال يا عليُّ تلك غرف بناها اللهعزوجل لأوليائه بالدر والياقوت والزبرجد، سقوفها الذهب محبوكة بالفضة(١) لكل غرفة منها الف باب من ذهب، على كل باب منها ملك موكل به فيها فرش مرفوعة بعضها فوق بعض من الحرير والديباج بألوان مختلفة وحشوها الكافور والعنبر وذلك قول اللهعزوجل ( وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ ) إذا ادخل المؤمن إلى منازله في الجنة ووضع على رأسه تاج الملك والكرامة البس حلل الذهب والفضة والياقوت والدر منظومة في الإكليل(٢) تحت التاج قال: فألبس سبعين حلة حرير بألوان مختلفة وضروب مختلفة منسوجة بالذهب والفضة واللؤلؤ والياقوت الأحمر، فذلك قولهعزوجل :( يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ ) فاذا جلس المؤمن على سريره اهتز سريره فرحا، فاذا استقر لوليّ اللهعزوجل منازله في الجنان استأذن عليه الموكل بجنانه ليهنئه بكرامة اللهعزوجل إياه، فيقول له خدام المؤمن من الوصفاء

__________________

(١) الحبك: الشد والأحكام وتحسين اثر الصنعة في الثوب.

(٢) الإكليل: تحت التاج وشبه العصابة تزين بالجواهر.

٤٨٣

والوصائف:(١) مكانك فان ولي الله قد اتكى على أريكته وزوجته الحوراء تهيأ له، فاصبر لوليّ الله قال: فتخرج عليه زوجته الحوراء من خيمة لها تمشي مقبلة وحولها وصائفها وعليها سبعون حلة منسوجة بالياقوت واللؤلؤ والزبرجد، وهي من مسك وعنبر، وعلى رأسها تاج الكرامة وعليها نعلان من ذهب مكللتان بالياقوت واللؤلؤ شراكهما ياقوت أحمر، فاذا دنت من ولي الله فهمَّ أن يقوم إليها شوقا فتقول له: يا ولي الله ليس هذا يوم تعب ولا نصب فلا تقم، انا لك وأنت لي، فيعتنقان مقدار خمسمائة عام من أعوام الدنيا لا يملها ولا تمله، قال: فاذا فتر بعض الفتور من غير ملالة نظر إلى عنقها فاذا عليها قلائد من قصب من ياقوت أحمر وسطها لوح صفحته درة مكتوب فيها: أنت يا ولي الله حبيبي وانا الحوراء حبيبتك إليك تناهت نفسي والى تناهت نفسك، ثم يبعث الله إليه ألف ملك يهنونه بالجنة ويزوجونه بالحوراء قال: فينتهون إلى أول باب من جنانه فيقولون للملك الموكل بأبواب جنانه استأذن على ولي الله فان الله بعثنا نهنئه، فيقول لهم الملك: حتى أقول للحاجب فيعلمه مكانكم، قال: فيدخل الملك إلى الحاجب وبينه وبين الحاجب ثلاثة جنان حتى ينتهى إلى أول باب فيقول للحاجب: ان على باب العرصة ألف ملك أرسلهم رب العالمين ليهنئوا ولي الله وقد سألونى أن آذن لهم عليه، فيقول الحاجب: انه ليعظم عليَّ أن استأذن لأحد على وليّ الله وهو مع زوجته الحوراء، قال: وبين الحاجب وبين وليّ الله جنتان قال: فيدخل الحاجب إلى القيم فيقول له: ان على باب العرصة ألف ملك أرسلهم رب العزة يهنئون وليّ الله فاستأذن [لهم فيتقدم القيم إلى الخدام فيقول لهم: ان رسل الجبار على باب العرصة وهم الف ملك أرسلهم الله يهنئون وليّ الله] فأعلموه بمكانهم [قال: فيعلمونه فيؤذن للملائكة فيدخلون على وليّ الله وهو في الغرفة ولها الف باب وعلى كل باب من أبوابها ملك موكل. فاذا اذن للملائكة بالدخول على وليّ الله فتح كل ملك بابه الموكل به] قال: فيدخل القيم كل ملك من باب من أبواب الغرفة قال: فيبلغونه رسالة الجبار جل

__________________

(١) الوصفاء جمع الوصيف: الخادم والخادمة.

٤٨٤

وعز وذلك قول اللهعزوجل :( وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ ) من أبواب الغرفة «سلام عليكم» إلى آخر الآية قال: وذلك قولهعزوجل :( وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً ) يعنى بذلك وليّ الله وما هو فيه من الكرامة والنعيم والملك العظيم الكبير، ان الملائكة من رسل الله عز ذكره يستأذنون عليه فلا يدخلون عليه إلّا باذنه، فذلك الملك العظيم الكبير، قال: والأنهار تجري من تحت مساكنهم وذلك قول اللهعزوجل :( تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ ) .

٥٤ ـ في مجمع البيان( وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً ) لا يزول ولا يفنى عن الصادقعليه‌السلام .

٥٥ ـ وعن أبي الدرداء قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يذكر الناس فذكر الجنة وما فيها من الأزواج والنعيم وفي القوم أعرابي فجثا لركبتيه وقال: يا رسول الله هل في الجنة من سماع؟ قال: نعم، يا أعرابي، ان في الجنة نهرا حافتاه الأبكار من كل بيضاء يتغنين بأصوات لم تسمع الخلائق بمثلها قط، فذلك أفضل نعيم الجنة.

٥٦ ـ عن أبي أمامة الباهلي ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ما من عبد يدخل الجنة إلّا ويجلس عند رأسه وعند رجليه ثنتان من الحور العين يغنيانه بأحسن صوت سمعه الانس والجن، وليس بمزمار الشيطان ولكن بتحميد الله وتقديسه.

٥٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني أبي عن ابن أبي عمير عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام جعلت فداك يا ابن رسول الله شوقني فقال: يا أبا محمد ان من أدنى نعيم أهل الجنة أن يوجد ريحها من مسيرة ألف عام من مسافة الدنيا، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٥٨ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسيرحمه‌الله عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل وفيه قال السائل: فكيف يتنعم أهل الجنة بما فيها من النعيم وما منهم أحد إلّا وقد افتقد ابنه أو أباه أو حميمه أو أمّه، فاذا افتقدوهم في الجنة لم يشكوا في مصيرهم إلى النار فيما يصنع بالنعيم من يعلم أن حميمه في النار يعذب؟ قالعليه‌السلام : ان أهل العلم

٤٨٥

قالوا: انهم ينسون ذكرهم وقال بعضهم انتظروا قدومهم ورجوا أن يكونوا بين الجنة والنار في أصحاب الأعراف.

٥٩ ـ في مجمع البيان:( عالِيَهُمْ ثِيابُ سُندُسٍ خُضْرٌ ) وروى عن الصادقعليه‌السلام في معناه تعلوهم الثياب فيلبسونها.

٦٠ ـ في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن محمد بن إسحاق المدني عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله سئل عن قول اللهعزوجل :( يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إلى الرَّحْمنِ وَفْداً ) فقال: يا عليُّ إنّ الوفد لا يكونون إلّا ركبانا، أولئك رجال اتقوا الله فأحبهم الله عز ذكره، واختصهم ورضى أعمالهم فسماهم المتقين، ثم قال له: يا عليُّ أما والذي فلق الحبة وبرىء النسمة انهم ليخرجون من قبورهم وان الملائكة لتستقبلهم بنوق من نوق العز، عليها رحائل الذهب مكللة بالدر والياقوت، وجلائلها الإستبرق والسندس وخطمها جذل الأرجوان(١) تطير بهم إلى المحشر مع كل رجل منهم ألف ملك من قدامه وعن يمينه وعن شماله يزفونهم زفا(٢) حتى ينتهوا بهم إلى باب الجنة الأعظم، وعلى باب الجنة شجرة ان الورقة منها ليستظل تحتها ألف رجل من الناس، وعن يمين الشجرة عين مطهرة مزكية، قال: فيسقون منها شربة فيطهر الله بها قلوبهم من الحسد، ويسقط عن أبشارهم(٣) الشعر وذلك قول اللهعزوجل :( وَسَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً ) من تلك العين المطهرة قال: ثم يصرفون إلى عين اخرى عن يسار الشجرة فيغتسلون فيها وهي عين الحياة

__________________

(١) «مكللة» أي محفوفة. وقوله «جلائلها» كذا في الأصل وتوافقه المصدر أيضا لكن في تفسير علي بن إبراهيم «جلالها» وهو بالكسر جمع جل بالضم: وهو للدابة كالثوب للإنسان تصان به «والإستبرق»: الديباج الغليظ. والسندس: الديباج الرقيق. والخطم، اللجام. والجذل ـ بالكسر والفتح ـ: أصل الشجرة يقطع وقد يجعل العود جذلا. والأرجوان معرب أرغوان.

(٢) أي يذهبون بهم على غاية الكرامة كما يزف العروس زوجها، أو يسرءون بهم.

(٣) جمع بشرة.

٤٨٦

فلا يموتون أبدا، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٦١ ـ في أصول الكافي عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضيعليه‌السلام قال: قلت:( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلاً ) قال: بولاية على تنزيلا، قلت: هذا تنزيل؟ قال: نعم. ذا تأويل.

٦٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله: بكرة وأصيلا قال: بالغداة ونصف النهار و( مِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً ) قال: صلوة الليل.

٦٣ ـ في مجمع البيان( وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً ) وروى عن الرضاعليه‌السلام انه سأله أحمد بن محمد عن هذه الآية وقال: ما ذلك التسبيح؟ قال: صلوات الليل.

٦٤ ـ في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضيعليه‌السلام قال: قلت: ان هذه تذكرة قال: الولاية.

٦٥ ـ في الخرائج والجرائح عن القائمعليه‌السلام حديث طويل فيه يقول لكامل بن إبراهيم المدني: وجئت تسأل من مقالة المفوضة، كذبوا بل قلوبنا اوعية لمشية اللهعزوجل ، فاذا شاء شئنا، والله يقول:( وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ ) .

٦٦ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) حديث طويل يقولعليه‌السلام ولملك الموت أعوان من ملائكة الرحمة والنقمة يصدرون عن أمره وفعلهم فعله وكل ما يأتونه منسوب اليه، وإذا كان فعلهم فعل ملك الموت، وفعل ملك الموت فعل الله، لأنه يتوفى الأنفس على يد من يشاء، ويعطى ويمنع ويثيب ويعاقب على يد من يشاء، وان فعل امنائه فعله، كما قال:( وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ ) .

٦٧ ـ في نهج البلاغة وان الله يدخل بصدق النية والسريرة الصالحة من يشاء من عباده الجنة.

٦٨ ـ في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضيعليه‌السلام قال: قلت: يدخل من يشاء في

٤٨٧

رحمته قال: في ولايتنا، قال:( وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً ) ألآ ترى أنّ الله يقول: «( وَما ظَلَمُونا وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) قال: إنّ الله أعز وأمنع من أن يظلم، وأن ينسب نفسه إلى الظلم، ولكن الله خلطنا بنفسه فجعل ظلمنا ظلمه وولايتنا ولايته، ثم انزل بذلك قرآنا على نبيه فقال:( وَما ظَلَمْناهُمْ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) قلت: هذا تنزيل؟ قال نعم.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قرء( وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً ) عرف الله بينه وبين محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٢ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من قرء سورة «والمرسلات» كتب ليس من المشركين.

٣ ـ في كتاب الخصال عن ابن عباس قال: قال أبو بكر: أسرع الشيب إليك يا رسول الله؟ قال: شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم يتساءلون.

٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم: والمرسلات عرفا قال: آيات يتبع بعضها بعضا.

٥ ـ في مجمع البيان( وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً ) يعنى الرياح أرسلت متتابعة كعرف الفرس(١) عن ابن مسعود وابن عباس إلى قوله: وقيل انها الملائكة أرسلت بالعرف أمر الله ونهيه في رواية الهروي عن ابن مسعود وأبى حمزة الثمالي عن أصحاب علىعليه‌السلام .

٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم: والعاصفات عصفا قال: القبر والناشرات نشرا قال: نشر الأموات فالفارقات فرقا قال: الدابة فالملقيات ذكرا قال: الملائكة( عُذْراً أَوْ نُذْراً ) أعذركم وأنذركم بما أقول وهو قسم وجوابه( إِنَّما

__________________

(١) العرف: شعر عنق الفرس.

٤٨٨

تُوعَدُونَ لَصادِقٌ وَإِنَّ الدِّينَ لَواقِعٌ ) قوله:( فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ ) قال: يذهب نورها وتسقط.

٧ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى عبد الله بن سلام مولى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عن رسول الله حديث طويل وفيه فيأمر اللهعزوجل أن تنفخ في وجوه الخلائق نفخة فتنفخ ؛ فمن شدة نفختها تنقطع السماء، وتنطمس النجوم، وتجمد البحار، وتزول الجبال، وتظلم الأبصار وتضع الحوامل حملها، وتشيب الولدان من هولها يوم القيامة.

٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ ) فطمسها ذهاب ضوءها( وَإِذَا السَّماءُ فُرِجَتْ ) قال: تفرج وتنشق( وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ ) قال: بعثت في أوقات مختلفة.

٩ ـ في مجمع البيان وقال الصادقعليه‌السلام : «اقتت» أي بعثت في أوقات مختلفة.

١٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ ) قال: أخرت ليوم الفصل.

١١ ـ في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضيعليه‌السلام قال: قلت:( وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ) قال يقول: ويل للمكذبين يا محمد بما أوحيت إليك من ولاية عليٍّعليه‌السلام ( أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ ) قال: الأولين الذين كذبوا الرسل في طاعة الأوصياء( كَذلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ ) قال: من أجرم إلى آل محمد وركب من وصيه ما ركب.

١٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ ماءٍ مَهِينٍ ) قال: منتن( فَجَعَلْناهُ فِي قَرارٍ مَكِينٍ ) قال في الرحم وأمّا قوله:( إِلى قَدَرٍ مَعْلُومٍ ) يقول: منتهى الأجل.

١٣ ـ في نهج البلاغة ايها المخلوق السوي والمنشأ المرعى في ظلمات الأرحام، ومضاعفات الأستار، بديت من سلالة من طين، ووضعت( فِي قَرارٍ

٤٨٩

مَكِينٍ، إلى قَدَرٍ مَعْلُومٍ ) ، وأجل مقسوم. تمور في بطن أمك جنينا، لا تخبر دعاء ولا تسمع نداء.

١٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً أَحْياءً وَأَمْواتاً ) قال: الكفات المساكن وقال: نظر أمير المؤمنينعليه‌السلام في رجوعه من صفين إلى المقابر فقال: هذه كفات الأموات أي مساكنهم، ثم نظر إلى بيوت الكوفة، فقال: هذه كفات الأحياء، ثم تلا قوله:( أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً أَحْياءً وَأَمْواتاً ) .

١٥ ـ في كتاب معاني الأخبار حدّثنا أبيرحمه‌الله قال: حدّثنا سعد بن عبد الله عن القاسم بن محمد الاصبهانى عن سليمان بن داود المنقري عن حماد بن عيسى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام انه نظر إلى المقابر فقال: يا حماد هذه كفات الأموات ونظر إلى البيوت فقال: هذه كفات الأحياء ثم تلا هذه الاية:( أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً ) .

١٦ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن فضال عن بعض أصحابه عن أبي كهمس عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً أَحْياءً وَأَمْواتاً ) قال: دفن الشعر والظفر.

١٧ ـ في م علي بن إبراهيم وقوله:( وَجَعَلْنا فِيها رَواسِيَ شامِخاتٍ ) قال: جبال مرتفعة.

١٨ ـ في كتاب الخصال عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل في بيان الأيام وفيه قال: قلت: فالثلثاء؟ قال: خلقت النار فيه، وذلك قوله تعالى:( انْطَلِقُوا إلى ما كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ انْطَلِقُوا إلى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ لا ظَلِيلٍ وَلا يُغْنِي مِنَ اللهَبِ ) قال: قلت: فالأربعاء؟ قال: بنيت أربعة أركان النار يوم الأربعاء.

١٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قولهعزوجل ( أَصْحابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلاً ) فبلغنا والله أعلم انه إذا استوى أهل النار إلى النار لينطلق بهم قبل أن يدخلوا النار فيقال لهم: ادخلوا( إِلى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ ) من دخان النار، فيحسبون انها الجنة ثم يدخلون النار أفواجا وذلك

٤٩٠

نصف النهار.

٢٠ ـ وفيه وقوله:( انْطَلِقُوا إلى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ ) قال فيه ثلاث شعب من النار وقوله:( إِنَّها تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ ) قال: شرر النار مثل القصور والجبال.

٢١ ـ في إرشاد المفيد (ره) عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حديث طويل وفيه يقولصلى‌الله‌عليه‌وآله وتزفر النار بمثل الجبال شررا.

٢٢ ـ في روضة الكافي باسناده إلى حماد بن عثمان قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول في قولهعزوجل :( وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ ) فقال: الله أجل واعدل وأعظم من ان يكون لعبده عذر ولا يدعه يعتذر به، ولكنه فلج فلم يكن له عذر.

٢٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ ) قال: في ظلال من نور أنور من الشمس.

٢٤ ـ في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب، عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضي قال: قلت: «ان المتقين» قال: نحن والله وشيعتنا ليس على ملة إبراهيم غيرنا وساير الناس منها براء.

٢٥ ـ في مجمع البيان( وَإِذا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ ) أي لا يصلون قال، مقاتل: نزلت في ثقيف حين أمرهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالصلوة فقالوا لا ننحنى، والرواية لا نحني فان ذلك سبة علينا فقالعليه‌السلام : لا خير في دين ليس فيه ركوع وسجود.

٢٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( وَإِذا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ ) قال: إذا قيل لهم تولوا الامام لم يتولوه.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قرء «عم يتساءلون» لم تخرج سنته إذا كان يد منها في كل يوم حتى يزور بيت الله الحرام.

٤٩١

٢ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: ومن قرء عم يتساءلون سقاه الله برد الشراب يوم القيامة.

٣ ـ في كتاب الخصال عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال أبو بكر: يا رسول الله أسرع إليك الشب؟ قال: شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم يتساءلون.

٤ ـ في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن اورمة ومحمد بن عبدالله عن علي بن حسان عن عبد الله بن كثير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله:( عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ ) قال: النبأ العظيم الولاية.

٥ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن أبي عمير وغيره عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قلت له: جعلت فداك ان الشيعة يسألونك عن تفسير هذه الآية( عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ ) ؟ قال: ذلك إلى ان شئت أخبرتهم وان شئت لم أخبرهم، ثم قال: لكني أخبرك بتفسيرها، قلت: عم يتساءلون؟ قال: فقال: هي في أمير المؤمنينعليه‌السلام . كان أمير المؤمنينعليه‌السلام يقول: ما للهعزوجل آية هي أكبر منى، ولا لله من نبأ أعظم منى.

٦ ـ في روضة الكافي خطبة لأمير المؤمنين هي خطبة الوسيلة قالعليه‌السلام فيها: وانى النبأ العظيم.

٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني أبي عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام في قوله:( عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ ) قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : ما لله نبأ أعظم منى، وما لله آية أكبر منى، ولقد عرض فضلي على الأمم الماضية على اختلاف ألسنتها فلم تقر بفضلي.

٨ ـ في عيون الأخبار باسناده إلى ياسر الخادم عن أبي الحسن علي بن موسى الرضاعليه‌السلام عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن عليعليهم‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لعليٍّعليه‌السلام : يا عليُّ أنت حجة الله وأنت باب الله، وأنت الطريق إلى الله، وأنت النبأ العظيم، وأنت الصراط المستقيم وأنت المثل الأعلى، الحديث.

٤٩٢

٩ ـ في تهذيب الأحكام في الدعاء بعد صلوة الغدير المسند إلى الصادقعليه‌السلام شهدنا بمنك ولطفك بأنك أنت الله لا إله إلّا أنت ربنا، ومحمد عبدك ورسولك نبينا وعلى أمير المؤمنين والحجة العظمى وآيتك الكبرى والنبأ العظيم الذي هم فيه يختلفون.

١٠ ـ في أمالي شيخ الطائفةقدس‌سره باسناده إلى ابن عباس قال: كنا جلوسا مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله إذ هبط عليه الأمين جبرئيل ومعه جام من البلور الأحمر مملوء مسكا وعنبرا، وكان إلى جنب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام وولداه الحسن والحسين، إلى قوله: فلما صارت في كف الحسنعليه‌السلام قالت:( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله:( أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً ) قال: يمهد فيها الإنسان والجبال أوتادا أي أوتاد الأرض.

١٢ ـ في نهج البلاغة قالعليه‌السلام : ووتد بالضحور ميدان أرضه.

١٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِباساً ) قال: يلبس على النهار.

١٤ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى عبد الله بن يزيد بن سلام انه سئل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: أخبرني لم سمى الليل ليلا؟ قال: لأنه يلايل الرجال من النساء(١) جعله اللهعزوجل ألفة ولباسا وذلك قول اللهعزوجل :( وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِباساً وَجَعَلْنَا النَّهارَ مَعاشاً ) قال: صدقت يا محمد، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وجعلنا سراجا وهاجا قال: الشمس المضيئة( وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ) قال: من السحاب ماء ثجاجا قال: صبا على صب

١٦ ـ وفيه وقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : قرء رجل على أمير المؤمنينعليه‌السلام

__________________

(١) لايله ملايلة: استأجره لليلة.

٤٩٣

( ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذلِكَ عامٌ فِيهِ يُغاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ ) فقال: ويحك أي شيء يعصرون؟ يعصرون الخمر؟ قال الرجل: يا أمير المؤمنين كيف اقرأها؟ فقال: انما نزلت «عام( يُغاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ ) (١) أي يمطرون بعد سنى المجاعة، والدليل على ذلك قوله:( وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً ) .

١٧ ـ في تفسير العياشي عن محمد بن علي الصيرفي عن رجل عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ( عامٌ فِيهِ يُغاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ ) بالياء(٢) يمطرون ثم قال: اما سمعت قوله:( وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً ) .

١٨ ـ عن علي بن معمر عن أبيه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل ( عامٌ فِيهِ يُغاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ ) مضمومة ثم قال:( وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً ) .

١٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: جنات ألفافا قال: بساتين ملتفة الشجر.

٢٠ ـ في مجمع البيان وفي الحديث عن البراء بن عازب قال: كان معاذ بن جبل جالسا قريبا من رسول الله في منزل أبي أيوب الأنصاري فقال معاذ: يا رسول الله أرأيت قول الله تعالى:( يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْواجاً ) الآيات فقال: يا معاذ سألت عن عظيم من الأمر ثم أرسل عينيه ثم قال: يحشر عشرة أصناف من أمتي أشتاتا قد ميزهم الله تعالى من المسلمين وبدل صورهم بعضهم على صورة القردة ؛ وبعضهم على صورة الخنازير، وبعضهم منكسون أرجلهم من فوق، ووجوههم من تحت، ثم يسحبون عليها، وبعضهم عمى يترددون، وبعضهم صم وبكم لا يعقلون، وبعضهم يمضغون ألسنتهم تسيل القيح من أفواههم لعابا يتقذرهم أهل الجمع، وبعضهم مقطعة أيديهم وأرجلهم، وبعضهم مصلبون على جذوع من نار، وبعضهم أشد نتنا من الجيف، وبعضهم يلبسون جبابا سابغة من قطران لازقة بجلودهم، فأما الذين

__________________

(١) أي «يصرون» بضم الياء.

(٢) وفي البحار «بضم الياء».

٤٩٤

بصورة القردة فالفتات من الناس(١) وأمّا الذين على صورة الخنازير فأهل السحت وأمّا المنكسون على رؤسهم فآكلة الربا والعمى الجائرون في الحكم، والصم البكم المعجبون بأعمالهم والذين يمضغون بألسنتهم العلماء والقضاة الذين خالف أعمالهم أقوالهم، والمقطعة أيديهم وأرجلهم الذين يؤذون الجيران، والمصلبون على جذوع من نار فالسعاة بالناس إلى السلطان، والذين أشد نتنا من الجيف فالذين يتمتعون بالشهوات واللذات. ويمنعون حق الله تعالى في أموالهم، والذينهم يلبسون الجباب فأهل الفخر والخيلاء.

٢١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله:( وَفُتِحَتِ السَّماءُ فَكانَتْ أَبْواباً ) قال: تفتح أبواب الجنان قوله( وَسُيِّرَتِ الْجِبالُ فَكانَتْ سَراباً ) قال: تسير الجبال مثل السراب الذي يلمع في المفازة.

٢٢ ـ في نهج البلاغة وتذل الشم الشوامخ والصم الرواسخ فيصير صلدها سرابا رقراقا ومعهدها قاعا سملقا(٢)

٢٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله:( إِنَّ جَهَنَّمَ كانَتْ مِرْصاداً ) قال: قائمة قوله:( لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً ) قال: الاحقاب السنين والحقب سنة، والسنة عددها ثلاثمأة وستون يوما، واليوم كألف سنة مما تعدون، أخبرنا أحمد بن إدريس عن أحمد ابن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن درست بن أبي منصور عن الأحول عن حمران بن أعين قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول الله( لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً لا يَذُوقُونَ فِيها بَرْداً وَلا شَراباً إِلَّا حَمِيماً وَغَسَّاقاً ) قال: هذه في الذين لا يخرجون من النار.

__________________

(١) أي النامون.

(٢) الشم الشوامخ: الجبال العالية وذلها: تدكدكها، وهي أيضا: الصم الرواسخ، فيصير صلدها وهو الصلب الشديد الصلابة سرابا وهو ما يتراءى في النهار فيظن ماء والرقراق: الخفيف ومعهدها ما جعل منها منزلا للناس. والقاع: الأرض الخالية، والسملق: الصفصف المستوى ليس بعضه أرفع وبعضه أخفض.

٤٩٥

٢٤ ـ في كتاب معاني الأخبار أبيرحمه‌الله قال: حدّثنا سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد عن جعفر بن محمد بن عقبة عمن رواه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل ( لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً ) قال: الاحقاب ثمانية احقاب والحقب ثمانون سنة، والسنة ثلاثمأة وستون يوما، واليوم( كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ) .

٢٥ ـ في مجمع البيان روى نافع عن ابن عمر قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لا يخرج من النار من دخلها حتى يمكث فيها أحقابا، والحقب بضع وستون سنة، والسنة ثلاثمأة وستون يوما، كل يوم( أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ) فلا يتكلمن أحد على أن يخرج من النار.

٢٦ ـ وروى العياشي باسناده عن حمران قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن هذه الآية فقال: هذه في الذين يخرجون من النار، وروى عن الأحول مثله.

٢٧ ـ ورووا عن عليٍّعليه‌السلام و( كَذَّبُوا بِآياتِنا كِذَّاباً ) خفيفة والقرائة المشهورة( وَكَذَّبُوا بِآياتِنا كِذَّاباً ) بالتثقيل.

٢٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً ) قال: يفوزون قوله: وكواعب اترابا قال: جوار وأتراب لأهل الجنة، وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام قال في قوله:( إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً ) قال: هي الكرامات( وَكَواعِبَ أَتْراباً ) أي الفتيات النواهد.(١)

٢٩ ـ في أمالي شيخ الطائفةقدس‌سره باسناده إلى أمير المؤمنين حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : حتى إذا كان يوم القيامة حسب لهم حسناتهم ثم أعطاهم بكل واحدة عشرا أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال اللهعزوجل ( جَزاءً مِنْ رَبِّكَ عَطاءً حِساباً ) وقال:( فَأُولئِكَ لَهُمْ جَزاءُ الضِّعْفِ بِما عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفاتِ آمِنُونَ ) .

٣٠ ـ في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضيعليه‌السلام قال: قلت:( يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ ) الآية قال: نحن والله المأذون لهم يوم القيامة والقائلون

__________________

(١) النواهد: النسوة اللاتي كعب ثديهن وأشرف.

٤٩٦

صوابا، قلت: ما تقولون إذا تكلمتم؟ قال: نمجد ربنا ونصلي على نبينا، ونشفع لشيعتنا، ولا يردنا ربنا، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣١ ـ في مجمع البيان( يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا ) الآية اختلف في معنى الروح هنا على أقوال إلى قوله: وروى علي بن إبراهيم باسناده إلى الصادقعليه‌السلام قال: هو ملك أعظم من جبرئيل وميكائيل.

٣٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله:( يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا ) قال: الروح ملك أعظم من جبرئيل وميكائيل، وكان مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو مع الائمةعليهم‌السلام .

٣٣ ـ في مجمع البيان( يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَقالَ صَواباً ) وروى معاوية بن عمار عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سئل عن هذه الآية فقال: نحن والله المأذونون لهم يوم القيامة والقائلون صوابا، قال: جعلت فداك ما تقولون؟ قال: نمجد ربنا ونصلي على نبينا ونشفع لشيعتنا فلا يردنا ربنا رواه العياشي مرفوعا.

٣٤ ـ في كتاب التوحيد عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل وفيه يقولعليه‌السلام حاكيا أحوال موقف أهل المحشر ثم يجتمعون في مواطن أخر فليستنطقون فيفر بعضهم من بعض، ذلك قولهعزوجل :( يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ ) فليستنطقون( لا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَقالَ صَواباً ) فيقوم الرسولعليهم‌السلام فيشهدون في هذا الموطن فذلك قولهعزوجل :( فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً ) .

٣٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله( إِنَّا أَنْذَرْناكُمْ عَذاباً قَرِيباً ) قال في النار وقال:( يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ ما قَدَّمَتْ يَداهُ وَيَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً ) أي علويا وقال: ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: المكنى أمير المؤمنين أبو تراب.

٣٦ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى عباية بن ربعي قال: قلت لعبد الله ابن عباس: لم كنى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عليا أبا تراب؟ قال: لأنه صاحب الأرض وحجة الله على أهلها بعده، وبه بقاؤها واليه سكونها، ولقد سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول :

٤٩٧

إذا كان يوم القيامة ورأى الكافر ما أعد الله تبارك وتعالى لشيعة على من الثواب والزلفى والكرامة قال:( يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً ) أي من شيعة علىعليه‌السلام ، وذلك قول اللهعزوجل ( وَيَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً ) .

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قرء والنازعات لم يمت إلّا ريانا ولم يبعثه الله إلّا ريانا.

٢ ـ في مجمع البيان وقال أبو عبد اللهعليه‌السلام من قرءها لم يمت إلّا ريان، ولم يبعثه الله إلّا ريان، ولم يدخل الجنة إلّا ريان.

٣ ـ أبيّ بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ومن قرء سورة والنازعات لم يكن حبسه وحسابه يوم القيامة إلّا كقدر صلوة مكتوبة حتى يدخل الجنة.

٤ ـ والنازعات غرقا اختلف في معناه على وجوه: أحدها انه يعنى الملائكة الذين ينزعون أرواح الكفار عن أبدانهم بالشدة كما يغرق النازع بالقوس فيبلغ بها غاية المد وروى ذلك عن عليٍّعليه‌السلام .

٥ ـ وقيل هو الموت ينزع النفوس وروى ذلك عن الصادقعليه‌السلام .

٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( وَالنَّازِعاتِ غَرْقاً ) قال نزع الروح والناشطات نشطا قال: الكفار ينشطون في الدنيا.

٧ ـ في مجمع البيان( وَالنَّاشِطاتِ نَشْطاً ) في معناه أقوال وثانيها انها الملائكة تنشط أرواح الكفار ما بين الجلد والأظفار حتى تخرجها من أجوافهم بالكرب والغم عن علىعليه‌السلام يقال: نشط الجلد نشطا: نزعها.

٨ ـ والسابحات سبحا فيه أقوال: أحدها الملائكة يقبضون أرواح المؤمنين يسلونها سلا رفيقا ثم يدعونها حتى تستريح كالسابح بالشيء في الماء يرمى به عن عليٍّعليه‌السلام .

٤٩٨

٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم في قوله فالسابقات سبقا يعنى أرواح المؤمنين تسبق أرواحهم إلى الجنة بمثل الدنيا، وأرواح الكافرين بمثل ذلك إلى النار.

١٠ ـ في مجمع البيان( فَالسَّابِقاتِ سَبْقاً ) فيه أقوال أيضا أحدها انها الملائكة لأنها سبقت ابن آدم بالخير والايمان والعمل الصالح عن مجاهد، وقيل انها تسبق الشياطين بالوحي إلى الأنبياء، وقيل: انها تسبق أرواح المؤمنين إلى الجنة عن عليٍّعليه‌السلام ومقاتل. (وثانيها) انها أنفس المؤمنين تسبق إلى الملائكة الذين يقبضونها وقد عاينت السرور شوقا إلى رحمة الله ولقاء ثوابه وكرامته عن ابن مسعود.

١١ ـ في عيون الأخبار باسناده إلى الرضا عن أبيه موسى بن جعفرعليهم‌السلام قال: كان قوم من خواص الصادقعليه‌السلام جلوسا بحضرته في ليلة مقمرة مصبحة(١) فقالوا: يا ابن رسول الله ما أحسن أديم(٢) هذه السماء ونور هذه النجوم والكواكب؟ فقال الصادقعليه‌السلام : انكم لتقولون هذا وان المدبرات الاربعة جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وملك الموتعليهم‌السلام ينظرون إلى الأرض فيرونكم وإخوانكم في أقطار الأرض، ونوركم إلى السماوات وإليهم أحسن من نور هذه الكواكب، وانهم ليقولون كما تقولون: ما أحسن أنوار هؤلاء المؤمنين؟.

١٢ ـ في مجمع البيان فالمدبرات امرأ فيه أقوال أيضا أحدها انها الملائكة تدبر أمر العباد من السنة إلى السنة عن عليٍّعليه‌السلام .

١٣ ـ وثالثها انها الأفلاك يقع فيها أمر الله تعالى فيجري به القضاء في الدنيا رواه علي بن إبراهيم، أقسم الله بهذه الأشياء التي عددها، وقيل تقديره ورب النازعات، وما ذكره بعدها، وهذا ترك الظاهر بغير دليل، وقد قال الباقر والصادقعليهما‌السلام : ان لله تعالى ان يقسم بما شاء من خلقه، وليس لخلقه ان يقسموا إلّا به.

١٤ ـ في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن محمد بن مسلم قال: قلت لأبي جعفرعليه‌السلام : قول اللهعزوجل :( وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى

__________________

(١) كذا في الأصل وفي المصدر «مضحية» مكان «مصبحة».

(٢) أديم السماء: وجهها.

٤٩٩

وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ) وما أشبه ذلك قال: إنّ للهعزوجل أن يقسم من خلقه بما شاء وليس لخلقه أن يقسموا إلّا به.

١٥ ـ في من لا يحضره الفقيه وروى عن علي بن مهزيار قال: قلت لأبي جعفرعليه‌السلام : قولهعزوجل :( وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى ) وقولهعزوجل :( وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ) وما أشبه هذا، فقال: إنّ للهعزوجل أن يقسم من خلقه بما شاء وليس لخلقه أن يقسموا إلّا به.

١٦ ـ وفي تفسير علي بن إبراهيم وقال علي بن إبراهيم في قوله:( يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ ) قال: تنشق الأرض بأهلها، والرادفة الصيحة( يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ ) قال: قالت قريش أنرجع بعد الموت( أَإِذا كُنَّا عِظاماً نَخِرَةً ) أي بالية( تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خاسِرَةٌ ) قال: قالوا هذه على حد الاستهزاء، فقال الله:( فَإِنَّما هِيَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ فَإِذا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ ) قال: الزجرة النفخة الثانية في الصور، والساهرة موضع بالشام عند بيت المقدس.

١٧ ـ في نهج البلاغة وصارت الأجساد شحبة بعد بضتها، والعظام نخرة بعد قوتها.(١)

١٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام قوله:( أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ ) يقول: في الخلق الجديد وأمّا قوله( فَإِذا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ ) والساهرة الأرض كانوا في القبور فلما سمعوا الزجرة خرجوا من قبورهم فاستووا على الأرض.

١٩ ـ في مجمع البيان روى أبو هريرة عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ( تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ ) فيبسطها ويمدها مد الأديم العكاظي(٢) ( لا تَرى فِيها عِوَجاً وَلا أَمْتاً ) ثم يزجر الله الخلق زجرة فاذا هم في هذه المبدلة في مثل مواضعهم من الاولى ،

__________________

(١) الشحب: الهلاك. والبض: الرخص الجسد الرقيق الجلد الممتلئ.

(٢) منسوب إلى عكاظ وهي سوق من أسواق العرب كانت تقوم هلال ذي القعدة وتستمر عشرين يوما وقيل شهرا.

٥٠٠

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643