تفسير نور الثقلين الجزء ٣

تفسير نور الثقلين9%

تفسير نور الثقلين مؤلف:
المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 643

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 643 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 266214 / تحميل: 8757
الحجم الحجم الحجم
تفسير نور الثقلين

تفسير نور الثقلين الجزء ٣

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « كل وأنت تشتهي، وامسك وأنت تشتهي »(٣) .

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله من قل أكله، قل حسابه(٤) .

[١٩٦٥٢] ١٨ - الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « الشبع يورث الأشر(١) ويفسد الورع ».

وقالعليه‌السلام : « ادمان الشبع يورث أصناف الوجع »(٢) .

وقالعليه‌السلام : « إياك والبطنة، فمن لزمها كثرت أسقامه، وفسدت أحلامه »(٣) .

وقالعليه‌السلام : إياك وادمان الشبع، فإنه يهيج الأسقام، ويثير العلل(٤) .

وقالعليه‌السلام : « إياكم والبطنة، فإنها مقساة للقلب، مكسلة عن الصلاة، مفسدة للجسد »(٥) .

وقالعليه‌السلام : « بئس قرين الورع الشبع »(٦) .

وقالعليه‌السلام : « من زاد شبعه كظته(٧) البطنة، ومن كظته

__________________

(٣) طب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ص ١٩، وعنه في البحار ج ٦٢ ص ٢٩٠.

(٤) نفس المصدر ص ٢١، وعنه في البحار ج ٦٢ ص ٢٩٢.

١٨ - غرر الحكم ص ٣٤ « الطبعة الحجرية »، وبقية المقاطع من النسخة المطبوعة.

(١) الأشر: البطر ( لسان العرب ج ٤ ص ٢٠ ).

(٢) نفس المصدر ج ١ ص ٥٠ ح ١٤٠٨.

(٣) نفس المصدر ج ١ ص ١٤٧ ح ٩.

(٤) نفس المصدر ج ١ ص ١٥١ ح ٥١.

(٥) نفس المصدر ج ١ ص ١٥٩ ح ١١١.

(٦) نفس المصدر ج ١ ص ٣٤١ ح ٢٥.

(٧) الكظة بكسر الكاف وتشديد الظاء وفتحها: شئ يعتري الانسان من الامتلاء من الطعام حتى لا يطيق التنفس ( مجمع البحرين ج ٤ ص ٢٩٠ ).

٢٢١

البطنة حجبته عن الفطنة »(٨) .

وقالعليه‌السلام : « نعم عون المعاصي الشبع »(٩) .

وقالعليه‌السلام : « لا يجتمع الشبع والقيام بالمفترض »(١٠) .

وقالعليه‌السلام : « لا يجتمع الجوع والمرض »(١١) .

وقالعليه‌السلام : « لا يجتمع الصحة والنهم »(١٢) .

وقالعليه‌السلام : « لا تجتمع الفطنة والبطنة »(١٣) .

٣ -( باب كراهة الجشاء(*) ، ورفعه إلى السماء، واستحباب حمد الله عنده)

[١٩٦٥٣] ١ - صحيفة الرضاعليه‌السلام : بإسناده قال: « حدثني أبي [ عن ](١) علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، قال: قال أبو جحيفة: أتيت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأنا أتجشأ، فقال لي: يا أبا جحيفة، اكفف جشاءك، فإن أكثر الناس شبعا في الدنيا، أطولهم جوعا يوم القيامة، قال: فما ملا أبو جحيفة بطنه من طعام [ حتى ](٢) لحق بالله ».

__________________

(٨) غرر الحكم ج ٢ ص ٦٥٧ ح ٧٩٩ و ٨٠٠.

(٩) نفس المصدر ج ٢ ص ٧٧٢ ح ٤٢.

(١٠) نفس المصدر ج ٢ ص ٨٣٦ ح ١٣٤.

(١١) نفس المصدر ج ٢ ص ٨٣٦ ح ١٣٥.

(١٢) نفس المصدر ج ٢ ص ٨٣٦ ح ١٣٦.

(١٣) نفس المصدر ج ٢ ص ٨٣٦ ح ١٣٨.

الباب ٣

* الجشاء بضم الجيم: صوت مع ريح يخرج من الفم عند شدة الامتلاء ( مجمع البحرين ج ١ ص ٨٧ ).

١ - صحيفة الرضاعليه‌السلام ص ٦٢ ح ١٣٠.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) أثبتناه من المصدر

٢٢٢

ورواه الصدوق في العيون: بأسانيد ثلاثة عن الرضا، عن آبائه، عن عليعليهم‌السلام ، قال: « أتى أبو جحيفة النبي ( صلى الله عليه آله ) » إلى آخره(٣) .

وبخط بعض الأفاضل في حواشيه على صحيفة الرضاعليه‌السلام : هو وهب بن عبد الله السوائي، روي عنه أنه قال: أكلت ثريدة بر بلحم، وأتيت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وأنا أتجشأ. إلى آخره

قال الراوي: فما أكل أبو جحيفة ملء بطنه حتى فارق الدنيا، كان إذا تعشى لا يتغدى، وإذا تغدى لا يتعشى، وفي رواية: قال أبو جحيفة: فما ملأت بطني منذ ثلاثين سنة.

[١٩٦٥٤] ٢ - محمد بن علي الفتال في روضة الواعظين: روى علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، عن أبي جحيفة قال: أتيت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأنا أتجشأ، فقال: « يا أبا جحيفة، أخفض جشاءك » وذكر مثله.

٤ -( باب كراهة التخمة والامتلاء)

[١٩٦٥٥] ١ - القطب الراوندي في دعواته: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « لا صحة مع النهم ».

وهذه من الكلمات المعروفة المنسوبة إليهعليه‌السلام .

[١٩٦٥٦] ٢ - وعنهعليه‌السلام ، أنه قال: « ما اتخمت قط » قيل له ولم؟ قال: « ما رفعت لقمة إلى فمي، إلا ذكرت اسم الله عليها ».

__________________

(٣) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ج ٢ ص ٣٨٢ ح ١١٣.

٢ - روضة الواعظين ص ٤٥٦ وعنه في البحار ج ٦٦ ص ٣٣٩ ح ٤.

الباب ٤

١ - دعوات الراوندي ص ٢٩، وعنه في البحار ج ٦٦ ص ٤١٢ ح ٩.

٢٢٣

[١٩٦٥٧] ٣ - أبو العباس المستغفري في طب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : قال: قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « أصل كل داء البرودة(١) ، كل وأنت تشتهي، وأمسك وأنت تشتهي ».

٥ -( باب أن من دعي إلى طعام لم يجز أن يستتبع ولده)

[١٩٦٥٨] ١ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا دعي أحدكم إلى طعام فلا يستتبعن ولده، فإنه إن فعل أكل حراما ودخل(١) عاصيا ».

٦ -( باب كراهة الأكل متكئا ومنبطحا، وعدم تحريمه، وكراهة التشبه بالملوك، وجواز الاقعاء(*) )

[١٩٦٥٩] ١ - دعائم الاسلام: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه نهى عن الأكل متكئا.

[١٩٦٦٠] ٢ - وعن علي ( صلوات الله عليه )، أنه قال: « لا تأكل متكئا كما يأكل الجبارون، ولا تربع ».

[١٩٦٦١] ٣ - وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال: « ما أكل رسول

__________________

٣ - طب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ص ١٩، وعنه في البحار ج ٦٢ ص ٢٩٠.

(١) كذا، ولعل صحتها: البررة: وهي التخمة وثقل الطعام على المعدة ( النهاية ج ١ ص ١١٥ ).

الباب ٥

١ - الجعفريات ص ١٦٥.

(١) في الحجرية: « وأكل » وما أثبتناه من المصدر.

الباب ٦

* الاقعاء عند الأكل: هو أن يجلس على وركيه غير متمكن ولا مستكثر من الأكل ليرد الجوعة ويشتغل بمهماته ( مجمع البحرين ج ١ ص ٣٤٨ ).

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١١٨ ح ٣٩٦.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١١٩ ح ٣٩٧.

٣ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١١٩ ح ٣٩٨.

٢٢٤

اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله متكئا مذ(١) بعثه الله عز وجل حتى قبضه ».

[١٩٦٦٢] ٤ - وعن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه نهى عن ثلاث أكلات: أن يأكل أحد بشماله، أو مستلقيا على قفاه، أو منبطحا على بطنه.

[١٩٦٦٣] ٥ - القطب الراوندي في دعواته: عن الصادقعليه‌السلام ، أنه قال: « لا تأكل متكئا، وإن كنت منبطحا هو شر من الاتكاء ».

[١٩٦٦٤] ٦ - وروي: ما أكل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله متكئا إلا مرة، ثم جلس فقال: « اللهم إني عبدك ورسولك ».

[١٩٦٦٥] ٧ - عوالي اللآلي: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « لا آكل متكئا ».

وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه نهى أن يأكل الرجل وهو منبطح على بطنه(١)

[١٩٦٦٦] ٨ - وعن ابن عباس، أنه قال: إن الله بعث إلى نبيه ملكا من الملائكة ومعه جبرئيل، فقال: إن الله يخيرك بين أن تكون عبدا نبيا، وبين أن تكون ملكا، فالتفت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، إلى جبرئيل كالمستشير، فأشار بيده أن تواضع، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « لا، بل أكون عبدا نبيا » فما أكل بعد تلك الكلمة متكئا قط.

__________________

(١) في الحجرية: « منذ » وما أثبتناه من المصدر.

٤ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٩٩ ح ٣٩٩.

٥ - دعوات الراوندي ص ٦٠، وعنه في البحار ج ٦٦ ص ٣٨٨ ح ٢٤.

٦ - دعوات الراوندي ح ٦٠، وعنه في البحار ج ٦٦ ص ٣٨٨ ح ٢٤.

٧ - عوالي اللآلي ج ١ ص ١١٣ ح ٢٤.

(١) نفس المصدر ج ١ ص ١٦٣ ح ١٦٣.

٨ - عوالي اللآلي ج ١ ص ١٨٥ ح ٢٥٧.

٢٢٥

٧ -( باب عدم كراهة وضع اليد على الأرض وقت الأكل، واستحباب خلع النعل عنده)

[١٩٦٦٧] ١ - أبو العباس المستغفري في طب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : قال: قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « إذا أكلتم فاخلعوا نعالكم، فإنه أروح لاقدامكم، وانه سنة جميلة ».

٨ -( باب أنه يستحب للانسان أن يأكل أكل العبد، ويجلس جلسة(*) العبد و، يأكل على الحضيض، وينام عليه)

[١٩٦٦٨] ١ - نهج البلاغة: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : « فتأس بنبيك الأطهر الأطيبصلى‌الله‌عليه‌وآله - إلى أن قال - ولقد كانصلى‌الله‌عليه‌وآله ، يأكل على الأرض، ويجلس جلسة العبد، ويخصف بيده نعله، ويرقع بيده ثوبه، ويركب الحمار العاري، ويردف خلفه » إلى آخره.

[١٩٦٦٩] ٢ - أبو علي محمد بن همام في كتاب التمحيص: عن ابن أبي يعفور قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام ، يقول: « إن رجلا من الأنصار أهدى إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله صاعا من رطب، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله للخادم التي جاءت به: ادخلي فانظري هل تجدين في البيت قصعة ولا طبقا، فتأتيني به؟ فدخلت ثم خرجت إليه، فقالت: ما أصبت قصعة ولا طبقا، فكنس رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بثوبه مكانا من الأرض، ثم قال لها: ضعيه هاهنا على الحيض، ثم قال: والذي

__________________

الباب ٧

١ - طب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ص ٢٠، وعنه في البحار ج ٦٢ ص ٢٩١.

الباب ٨

* في نسخة: جلوس.

١ - نهج البلاغة ج ٢ ص ٧٤ ح ١٥٥.

٢ - كتاب التمحيص ص ٤٨ ح ٧٩.

٢٢٦

نفسي بيده، لو كانت الدنيا تعدل عند الله مثقال جناح بعوضة، ما أعطى منافقا ولا كافرا منها شيئا ».

[١٩٦٧٠] ٣ - الحسن بن فضل الطبرسي في مكارم الأخلاق: نقلا عن كتاب النبوة وهو للصدوق، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، يقول: « مرت برسول الله امرأة بذيئة، وهو جالس على الحضيض(١) يأكل، فقالت: يا محمد، إنك لتأكل أكل العبد وتجلس جلوسه، فقال لها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ويحك أي عبد أعبد مني! قالت: فناولني لقمة من طعامك، فناولها فقالت: لا والله، إلا التي في فيك، قال: فأخرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لقمة من فيه فناولها، قال: فأكلتها، قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : فما أصيبت بداء حتى فارقت الدنيا ».

[١٩٦٧١] ٤ - الشيخ الطوسي في أماليه: عن أبي الحسن محمد بن محمد بن مخلد، عن الخالدي، عن الحسن بن علي القطان، عن عباد بن موسى، عن إبراهيم بن سليمان، عن عبد الله بن مسلم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، يجلس على الأرض، ويأكل على الأرض، ويعتقل(١) الشاة، ويجيب دعوة المملوك على خبز الشعير.

[١٩٦٧٢] ٥ - دعائم الاسلام: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه كان إذا أكل استوفز(١) على إحدى رجليه، واطمأن بالأخرى، ويقول: « اجلس كما يجلس العبد، وآكل كما يأكل العبد ».

__________________

٣ - مكارم الأخلاق ص ١٦.

(١) الحضيض: الأرض ( النهاية ج ١ ص ٤٠٠ ).

٤ - أمالي الطوسي ج ٢ ص ٧.

(١) اعتقل شاته: وضع رجلها بين ساقه وفخذه فحلبها ( لسان العرب ج ١١ ص ٤٦٢ ).

٥ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١١٨ ح ٣٩٦.

(١) استوفز: قعد منتصبا غير مطمئن ( لسان العرب ج ٥ ص ٤٣٠ ).

٢٢٧

[١٩٦٧٣] ٦ - كتاب التعريف لأبي عبد الله محمد بن أحمد الصفواني: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام : « كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، إذا قعد على المائدة يقعد قعدة العبد، وكان يتكئ على(١) فخذه الأيسر ».

[١٩٦٧٤] ٧ - عوالي اللآلي: روي عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « إنما أنا عبد آكل أكل العبيد، وأجلس جلسة العبيد ».

٩ -( باب كراهة وضع إحدى الرجلين على الأخرى، والتربع وقت الأكل وغيره، وعدم تحريمه)

[١٩٦٧٥] ١ - دعائم الاسلام: عن عليعليه‌السلام ، أنه قال: « لا تأكل متكئا كما يأكل الجبارون ولا تربع ».

[١٩٦٧٦] ٢ - الصدوق في الخصال: عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى، عن القاسم بن يحيى: عن جده الحسن بن راشد، عن أبي بصير ومحمد بن مسلم، عن أبي عبد الله، عن آبائه، عن أمير المؤمنينعليهم‌السلام ، أنه قال: « إذا جلس أحدكم على الطعام فليجلس جلسة العبد، ولا يضعن أحدكم إحدى رجليه على الأخرى، ولا يتربع فإنها جلسة يبغضها الله عز وجل ويمقت صاحبها ».

١٠ -( باب كراهة الأكل والشرب والتناول بالشمال مع عدم العذر، إلا في العنب والرمان)

[١٩٦٧٧] ١ - دعائم الاسلام: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه

__________________

٦ - كتاب التعريف ص ١.

(١) في الحجرية والمصدر: عن، وما أثبتناه من هامش الطبعة الحجرية.

٧ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٢٧٨ ح ١٠٨.

الباب ٩

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١١٩ ح ٣٩٧.

٢ - الخصال ص ٦١٩.

الباب ١٠

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١١٩ ح ٣٩٩.

٢٢٨

نهى أن يأكل أحد بشماله، أو يشرب بشماله، أو يمشي في نعل واحدة، وكان يستحب اليمين في كل شئ.

وكان ينهى عن ثلاث أكلات: أن يأكل أحد بشماله.. الخبر.

[١٩٦٧٨] ٢ - وعن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال: « لا يأكل الرجل بشماله، ولا يشرب بها، ولا يتناول بها، إلا من علة ».

[١٩٦٧٩] ٣ - القطب الراوندي في الخرائج: روي أن جرهدا أتى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وبين يديه طبق، فأدنى جرهد ( ليأكل، فأهوى بيده إلى الشمال )(١) ، وكانت يده اليمنى مصابة، فقال(٢) : « فكل باليمين » قال(٣) : إنها مصابة، فنفث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عليها، فما اشتكاها بعد

[١٩٦٨٠] ٤ - وروي أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أبصر رجلا يأكل بشماله، فقال: « كل بيمينك » فقال: لا أستطيع [ فقال: لا استطعت ](١) قال: فما وصلت إلى فيه [ يمينه ](٢) من بعد، كلما رفع اللقمة إلى فيه ذهبت في شق آخر.

[١٩٦٨١] ٥ - الجعفريات: بإسناده عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول الله

__________________

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١١٩ ح ٤٠٠.

٣ - الخرائج والجرائح ص ٩.

(١) كذا في الحجرية، وفي المصدر: بيده الشمال ليأكل.

(٢) في الحجرية: قال، وما أثبتناه من المصدر.

(٣) في الحجرية: فقال، وما أثبتناه من المصدر.

٤ - الخرائج والجرائح ص ٨.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) أثبتناه من المصدر.

٥ - الجعفريات ص ١٦٢.

٢٢٩

 صلى‌الله‌عليه‌وآله : الأكل بالشمال من الجفا ».

[١٩٦٨٢] ٦ - عوالي اللآلي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « كل بيمينك، فإن الشيطان يأكل بشماله ».

١١ -( باب كراهة الأكل ماشيا إلا مع الضرورة، وعدم تحريمه)

[١٩٦٨٣] ١ - الحسن بن فضل الطبرسي في مكارم الأخلاق: نقلا من طب الأئمة، عن أبي عبد اللهعليهم‌السلام ، قال: « لا تأكل وأنت ماش(١) ، إلا أن تضطر إلى ذلك ».

[١٩٦٨٤] ٢ - الجعفريات: أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه: « أن علياعليهم‌السلام ، قال: خرج علينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قبل صلاة الغداة، وفي يد كسرة قد غمسها بلبن، وهو يأكل ويمشي، وبلال يقيم لصلاة الغداة، فدخل فصلى بالناس من غير أن يمس ماء ».

١٢ -( باب استحباب الاجتماع على أكل الطعام، وأكل الرجل مع عياله، وحكم الأكل مع الامام)

[١٩٦٨٥] ١ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : الجماعة بركة، وطعام

__________________

٦ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٧٤ ح ١٤٢.

الباب ١١

١ - مكارم الأخلاق ص ١٤٥.

(١) في المصدر: تمشي.

٢ - الجعفريات ص ٢٦.

الباب ١٢

١ - الجعفريات ص ١٥٩.

٢٣٠

الواحد يكفي الاثنين، وطعام الاثنين يكفي الأربعة ».

[١٩٦٨٦] ٢ - وبهذا الاسناد قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما من رجل يجمع عياله، ثم يضع مائدته، فيسمون الله تبارك وتعالى أول طعامهم، ويحمدون الله تعالى في آخره، الا لم يرفع المائدة [ من بين يديه ](١) حتى يغفر لهم ».

[١٩٦٨٧] ٣ - الحسن بن فضل الطبرسي في مكارم الأخلاق: سأل رجل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال: يا رسول الله، إنا نأكل ولا نشبع، قال: « لعلكم تفترقون عن طعامكم، فاجتمعوا عليه، واذكروا اسم الله عليه، يبارك لكم [ فيه ](١) ».

[١٩٦٨٨] ٤ - ومن كتاب مواليد الصادقينعليهم‌السلام : كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، يأكل كل الأصناف من الطعام - إلى أن قال - وكان أحب الطعام إليه ما كان على ضفف(١) .

[١٩٦٨٩] ٥ - أبو القاسم الكوفي في كتاب الأخلاق: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « أحب الطعام إلى الله، ما كثرت على أيدي المؤمنين ».

[١٩٦٩٠] ٦ - دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « أكثر الطعام بركة ما كثرت عليه الأيدي، وقد قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : طعام الواحد يكفي الاثنين، وطعام الاثنين يكفي الأربعة ».

__________________

٢ - الجعفريات ص ١٦٠.

(١) أثبتناه من المصدر.

٣ - مكارم الأخلاق ص ١٤٩.

(١) أثبتناه من المصدر.

٤ - مكارم الأخلاق ص ٢٦.

(١) الضفف: الأكل دون الشبع، أو كثرة الأيدي على الطعام. ( النهاية ج ٣ ص ٩٥ ).

٥ - كتاب الأخلاق: مخطوط.

٦ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١١٦ ح ٣٨٧.

٢٣١

[١٩٦٩١] ٧ - روينا عن جعفر بن محمد، عن آبائهعليهم‌السلام : أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « ما من رجل يجمع عياله، ثم يضع طعامه، فيسمي ويسمون الله في أول طعامهم، ويحمدونه عز وجل في آخره، فيرفع المائدة حتى يغفر [ الله ](١) لهم ».

[١٩٦٩٢] ٨ - وعن عليعليه‌السلام ، أنه قال: « إذا سمي الله على أول الطعام، وحمد على آخره، وغسلت الأيدي قبله وبعده، وكثرت الأيدي عليه، وكان من حلال، فقد تمت بركته ».

[١٩٦٩٣] ٩ - عماد الدين الطبري في بشارة المصطفى: بالسند المتقدم في الباب الثاني، عن كميل بن زياد قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : « يا كميل، إذا أكلت الطعام فواكل به(١) ولا تبخل عليه(٢) ، فإنك لم ترزق الناس شيئا، والله يجزل لك الثواب بذلك ».

ورواه الحسن بن علي في تحف العقول: وفيه: « يا كميل، واكل بالطعام » إلى آخره(٣) .

[١٩٦٩٤] ١٠ - تفسير الإمامعليه‌السلام : في حديث الذراع المسمومة، - إلى أن قال -: « فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ائتوني بالخبز، فأتي به فمد البراء بن معرور يده، وأخذ منه لقمة فوضعها في فيه فقال له علي بن أبي طالبعليه‌السلام : يا براء لا تتقدم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال البراء وكان اعرابيا: كأنك تبخل رسول الله ( صلى الله

__________________

٧ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١١٧ ح ٣٩١.

(١) أثبتناه من المصدر.

٨ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١١٧ ح ٣٩٢.

٩ - بشارة المصطفى ح ٢٥.

(١) في الطبعة الحجرية: « الطعام » وما أثبتناه من المصدر.

(٢) في المصدر: به.

(٣) تحف العقول ص ١١٥.

١٠ - تفسير الإمام العسكريعليه‌السلام ص ٧٠.

٢٣٢

عليه وآله )، فقال عليعليه‌السلام : لا أبخل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولكني أبجله وأوقره، ليس لي ولا لك ولا لاحد من خلق الله أن يتقدم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، بقول ولا فعل، ولا أكل ولا شرب الخبر

[١٩٦٩٥] ١١ - المستغفري في طب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : قال: قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « أحب الطعام إلى الله ما كثرت عليه الأيدي ».

وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « البركة في ثلاثة: الاجتماع، والسحور، والثريد »(١) .

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « كلوا جميعا ولا تتفرقوا، فإن البركة في الجماعة »(٢) .

١٣ -( باب استحباب طول الجلوس على المائدة، وترك استعجال الذي يأكل وإن كان عبدا، وكذا محادثته)

[١٩٦٩٦] ١ - الحسن بن فضل الطبرسي في مكارم الأخلاق: نقلا من طب الأئمة، عن الصادقعليهم‌السلام ، قال: « أطيلوا الجلوس على المائدة(١) ، فإنها ساعة لا تحسب من أعماركم ».

[١٩٦٩٧] ٢ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه كره القيام من(١) الطعام، وكان ربما دعا بعض عبيده، فيقال: [ هم ](٢)

__________________

١١ - طب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ص ١٩، وعنه في البحار ج ٦٢ ص ٢٩٠.

(١) نفس المصدر ص ٢٠، وفيه: الجماعة، بدل الاجتماع.

(٢) نفس المصدر ص ٢١.

الباب ١٣

١ - مكارم الأخلاق ص ١٤١.

(١) في المصدر: الموائد.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٢٠ ح ٤٠٨.

(١) في المصدر: عن.

(٢) أثبتناه من المصدر.

٢٣٣

يأكلون، فيقول: « دعوهم حتى يفرغوا ».

[١٩٦٩٨] ٣ - فقه الرضاعليه‌السلام : « روي: أطيلوا الجلوس عند الموائد، فإنها، أوقات لا تحسب من أعماركم ».

[١٩٦٩٩] ٤ - كتاب التعريف لأبي عبد الله محمد بن أحمد الصفواني: روي: أن طول الجلوس على المائدة، لا يصير من العمر.

[١٩٧٠٠] ٥ - الشيخ المفيد في الإختصاص: وروي: أطيلوا الجلوس على الموائد، فإنها أوقات لا تحسب من أعماركم.

١٤ -( باب كراهة إجابة دعوة الكافر والمنافق والفاسق)

[١٩٧٠١] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام : « أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، نهى عن زبد المشركين » يريد هدايا أهل الحرب.

[١٩٧٠٢] ٢ - وبهذا الاسناد: عن علي بن أبي طالبعليه‌السلام : « أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، دعاه رجل من اليهود إلى طعام، ودعا معه نفرا من أصحابه، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : أجيبوا، فأجابوا وأجاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فأكل ».

[١٩٧٠٣] ٣ - المستغفري في طب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « طعام الجواد دواء، وطعام البخيل داء ».

__________________

٣ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٤٩.

٤ - كتاب التعريف ص ١.

٥ - الاختصاص ص ٢٥٣.

الباب ١٤

١ - الجعفريات ص ٨٢.

٢ - الجعفريات ص ١٥٩.

٣ - طب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ص ٢١، وعنه في البحار ج ٦٢ ص ٢٩١.

٢٣٤

١٥ -( باب تأكد استحباب إجابة دعوة المؤمن والمسلم، ولو على خمسة أميال، والأكل عنده)

[١٩٧٠٤] ١ - الجعفريات: بالسند المتقدم، عن علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لو دعيت إلى ذراع شاة لأجبت، ولو أهدي إلي كراع(١) لقبلت ».

ورواه في الدعائم: عنهعليه‌السلام ، مثله(٢) .

[١٩٧٠٥] ٢ - وبهذا الاسناد: قال: « قال رسول الله ( صلى الله عليه و وآله ): سر ثلاثة أميال أجب دعوة ».

[١٩٧٠٦] ٣ - دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه كان يأتي الدعوة ويقول: « هي حق على من دعي إليها ».

[١٩٧٠٧] ٤ - وعن الحسن بن عليعليهما‌السلام (١) ، أنه رأى رجلا دعي إلى طعام فقال للذي دعاه: اعفني، فقال الحسن بن عليعليهما‌السلام (٢) : « قم، فليس في الدعوة عفو، إن كنت مفطرا فكل، وإن كنت صائما فبارك ».

[١٩٧٠٨] ٥ - القطب الراوندي في دعواته: عن رسول الله ( صلى الله عليه

__________________

الباب ١٥

١ - الجعفريات ص ١٥٩.

(١) كراع من الحيوان: مستدق الساق العاري من اللحم، وهو في الرجل دون الركبة ( لسان العرب ج ٨ ص ٣٠٧ ).

(٢) دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٢٥ ح ١٢٢٧.

٢ - الجعفريات ص ١٨٦.

٣ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٠٧ ح ٣٤٦.

٤ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٠٧ ح ٣٤٧.

(١) في المصدر: الحسين بن عليعليهما‌السلام .

(٢) في المصدر: الحسين بن عليعليهما‌السلام .

٥ - دعوات الراوندي ص ٦١، وعنه في البحار ج ٧٥ ص ٤٤٨ ح ١١ و

٢٣٥

وآله )، قال: « من لم يجب الدعوة، فقد عصى الله ورسوله ».

[١٩٧٠٩] ٦ - الحسين بن سعيد الأهوازي في كتاب المؤمن: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال: « للمسلم على أخيه من الحق أن يسلم عليه إذا لقيه - إلى أن قال - ويجيبه إذا دعاه ».

[١٩٧١٠] ٧ - وعن المعلى بن خنيس، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال: « للمؤمن على المؤمن سبعة حقوق واجبة، ليس منها حق إلا وهو واجب على أخيه، إن ضيع منها حقا خرج من ولاية الله، وترك طاعته، ولم يكن له فيها نصيب - إلى أن قال - والسابع: أن تبر قسمه، وتجيب دعوته ».

[١٩٧١١] ٨ - سبط الطبرسي في مشكاة الأنوار: نقلا عن المحاسن، عن الرضاعليه‌السلام ، قال: « السخي يأكل من طعام الناس ليأكلوا من طعامه، والبخيل لا يأكل من طعام الناس لكيلا يأكلوا من طعامه ».

[١٩٧١٢] ٩ - والده الحسن في مكارم الأخلاق: عن أنس بن مالك قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، يعود المريض، ويتبع الجنازة، ويجيب دعوة المملوك.

[١٩٧١٣] ١٠ - وعن ابن عباس: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، يجلس على الأرض(١) ، ويعتقل الشاة، ويجيب دعوة المملوك.

[١٩٧١٤] ١١ - عوالي اللآلي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال:

__________________

٦ - كتاب المؤمن ص ٤٥ ح ١٠٥.

٧ - المصدر السابق ص ٤٠ ح ٩٣.

٨ - مشكاة الأنوار ص ٢٣١.

٩ - مكارم الأخلاق ص ١٥. ١٠

١٠ - مكارم الأخلاق ص ١٦.

(١) في المصدر زيادة: ويأكل على الأرض.

١١ - عوالي اللآلي ج ١ ص ١٦٤.

٢٣٦

« من دعي فلم يجب فقد عصى الله ورسوله، من دخل على غير دعوة دخل سارقا وخرج معيرا ».

[١٩٧١٥] ١٢ - الجعفريات: بغير سند أهل البيت، عن الشريف أبي الحسن علي بن عبد الصمد الهاشمي، عن أبي بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن صالح الأبهري، حدثنا عبد الله بن محمد بن وهب الدينوري الحافظ قال: حدثنا محمد بن آدم بن سلمان المصيصي قال: حدثنا عبد الواحد بن سلمان العبدي قال: حدثنا عبد الله بن عون، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « لو دعيت إلى كراع لأجبت ».

١٦ -( باب عدم جواز إطعام الكافر إلا ما استثني)

[١٩٧١٦] ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال في حديث: واصطف بطعامك ومالك من تحب في الله.

[١٩٧١٧] ٢ - زيد النرسي في أصله: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال في حديث: « فأما الناصب فلا يرقن قلبك عليه، ولا تطعمه ولا تسقه وإن مات جوعا أو عطشا، ولا تغثه وإن كان غرقا أو حرقا فاستغاث فغطه ولا تغثه، فإن أبي نعم المحمدي كان يقول: من أشبع ناصبا ملا الله جوفه نارا يوم القيامة، معذبا كان أو مغفورا له ».

[١٩٧١٨] ٣ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله بن محمد قال: أخبرنا محمد بن محمد قال: حدثني موسى بن إسماعيل قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن

__________________

١٢ - الجعفريات ص ٢٥٠.

الباب ١٦

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٠٦.

٢ - أصل زيد النرسي ص ٥١.

٣ - الجعفريات ص ١٩٤.

٢٣٧

علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : صل بطعامك وشرابك من تحب في الله عزو جل ».

[١٩٧١٩] ٤ - العياشي في تفسيره: عن حريز، عن بريد(١) ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال في حديث: « ولا تطعم من ينصب لشئ من الحق، أو دعا إلى شئ من الباطل ».

[١٩٧٢٠] ٥ - تفسير الإمامعليه‌السلام : عن الحسن بن عليعليهما‌السلام ، أنه قال: « ولو منعت الكافر منها حتى يموت جوعا وعطشا، ثم أذقته شربة من الدنيا لرأيت أني قد أسرفت ».

١٧ -( باب أنه يستحب للمؤمن أن لا يحتشم من أخيه، ولا يتكلف له، وأن يتحفه، ويقبل توبته)

[١٩٧٢١] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله بن محمد، أخبرنا محمد بن محمد قال: حدثني موسى بن إسماعيل قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من تكرمة الرجل لأخيه المسلم أن يقبل تحفته، أو يتحفه بما عنده، ولا يتكلف له شيئا ».

[١٩٧٢٢] ٢ - وبهذا الاسناد قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا أحب المتكلفين ».

__________________

٤ - تفسير العياشي ج ١ ص ٤٨.

(١) في الحجرية: « عن رجل » وفي المصدر: « عن برير » وما أثبتناه هو الصواب ( راجع معجم رجال الحديث ج ٣ ص ٢٩٠ و ج ٤ ص ٢٥٤.

٥ - تفسير الإمام العسكريعليه‌السلام ص ١٣٣.

الباب ١٧

١ - الجعفريات ص ١٩٣.

٢ - الجعفريات ص ١٩٣.

٢٣٨

[١٩٧٢٣] ٣ - دعائم الاسلام: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « أكرم أخلاق النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، التزاور في الله، وحق على المزور أن يقرب إلى أخيه ما تيسر عنده، ولو لم يكن إلا جرعة من ماء، فمن احتشم أن يقرب إلى أخيه ما تيسر عنده، لم يزل في مقت الله يومه وليلته ».

[١٩٧٢٤] ٤ - وعن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « إن من تكرمة الرجل أخاه أن يقبل تحفته، وأن يتحفه بما عنده، ولا يتكلف له، فإني سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، يقول: إن الله لا يحب المتكلفين ».

١٨ -( باب عدم جواز استقلال صاحب المنزل ما يقدمه للضيف واحتقاره، واستقلال الضيف له واحتقاره)

[١٩٧٢٥] ١ - دعائم الاسلام: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال في حديث: « ومن احتقر ما يقرب إليه أخوه، لم يزل في مقت الله يومه وليلته ».

١٩ -( باب أنه يستحب للضيف أن لا يكلف صاحب المنزل شيئا ليس فيه، وأن يمنعه من الاتيان بشئ من خارج ويستحب لصاحب المنزل إذا دعا أخاه أن يتكلف له)

[١٩٧٢٦] ١ - دعائم الاسلام: عن آبائهعليهم‌السلام ، قال: حدثني

__________________

٣ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٠٦ ح ٣٤١.

٤ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٢٦.

الباب ١٨

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٠٧

الباب ١٩

١ - دعائم الاسلام، وصحيفة الرضاعليه‌السلام ص ٦٩ ح ١٥٥ وعنه في البحار ج ٧٥ ص ٤٥١.

٢٣٩

أبي الحسين بن عليعليهما‌السلام ، قال: « دعا رجل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، فقال له: أجبت على أن تضمن لي ثلاث خصال، قال: وما هي يا أمير المؤمنين؟ قال: أن لا تدخل علي شيئا من خارج، ولا تدخر عني شيئا في البيت، ولا تجحف بالعيال، قال: ذلك لك، فأجابه عليعليه‌السلام ».

[١٩٧٢٧] ٢ - أبو عمرو الكشي في رجاله: عن جعفر بن معروف قال: حدثني محمد بن الحسين، عن جعفر بن بشير، عن أبان بن عثمان، عن محمد بن زياد، عن ميمون بن مهران، عن عليعليه‌السلام ، قال: « قال لي الحارث: أتدخل منزلي يا أمير المؤمنين؟ فقالعليه‌السلام : على شرط أن لا تدخرني شيئا مما في بيتك، ولا تكلف لي شيئا مما وراء بابك، قال: نعم، فدخل يتحرف(١) ويحب أن يشتري له، وهو يظن أنه لا يجوز له، حتى قال له أمير المؤمنينعليه‌السلام : يا حارث، قال: هذه دراهم معي، ولست أقدر [ على ](٢) أن أشتري لك ما أريد، قال: أوليس قلت لك: لا تتكلف ما وراء بابك؟ فهات مما في بيتك ».

[١٩٧٢٨] ٣ - الحسين بن حمدان الحضيني في الهداية: عن صباح المزني، عن الحارث بن حصيرة، عن الأصبغ بن نباتة قال: خرجنا مع أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وهو يطوف في السوق يوفي الكيل والميزان، حتى إذا انتصف النهار مر برجل جالس، فقام إليه فقال: يا أمير المؤمنين، سر معي إلى أن تدخل بيتي، وتتغدى(١) وتدعو الله لي، وما أحسبك اليوم تغديت، قال عليعليه‌السلام : « على أن أشرط عليك » قال: لك شرطك، قال

__________________

٢ - رجال الكشي ج ١ ص ٣٠٠ ح ١٤٣.

(١) يتحرف: أي يميل يمينا وشمالا ( لسان العرب ج ٩ ص ٤٣ ) وفي المصدر: يتحرق.

(٢) أثبتناه من المصدر.

٣ - الهداية ص ٣١ - أ.

(١) في المصدر زيادة: عندي.

٢٤٠

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

( يا أيها الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) وهذه فريضة جامعة على الوجه واليدين والرجلين، وقال في موضع آخر:( وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً ) .

٢٢١ ـ عليّ بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن عليّ القاساني جميعا عن لقاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقري عن حفص بن غياث عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سمعته يقول: جعل الخير كله في بيت، وجعل مفتاحه الزهد في الدنيا.

٢٢٢ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن أبي الجارود قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول: من هم بشيء من الخير فليعجله فان كل شيء فيه تأخير فان للشيطان فيه نظرة.

٢٢٣ ـ في عيون الاخبار باسناده قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : اصطنعوا الخير إلى من هو أهله، والى من هو ليس من اهله، فان لم تصب من هو أهله فأنت أهله.

٢٢٤ ـ وباسناده قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : رأس العقل بعد الايمان التودد إلى الناس واصطناع الخير إلى كل بر وفاجر.

٢٢٥ ـ في أصول الكافي عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن ابن أذينة عن بريد العجلي قال: قلت لأبي جعفرعليه‌السلام قوله تعالى:( يا أيها الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ وَجاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ ) قال: إيانا عنى ونحن المجتبون، ولم يجعل الله تبارك وتعالى في الدين من حرج، فالحرج أشد من الضيق ملة أبيكم إبراهيم إيانا عنى خاصة هو سماكم المسلمين اللهعزوجل سمانا المسلمين من قبل في الكتب التي مضت وفي هذا القرآن ليكون الرسول عليكم شهيدا وتكونوا شهداء على الناس فرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الشهيد علينا بما بلغنا عن الله تبارك وتعالى، ونحن الشهداء على الناس يوم القيامة، فمن صدق يوم القيامة صدقناه ومن كذب كذبناه.

٢٢٦ ـ الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن عليّ الوشاء عن أحمد

٥٢١

ابن عائذ عن عمر بن أذينة عن بريد العجلي قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام قال اللهعزوجل :( مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ ) قال: إيانا عنى خاصة( هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ ) في الكتب التي مضت «وفي هذا» القرآن «ليكون الرسول عليكم شهيدا» فرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الشهيد علينا بما بلغنا عن اللهعزوجل ، ونحن الشهداء على الناس، فمن صدق صدقناه يوم القيامة، ومن كذب يوم القيامة كذبناه.

٢٢٧ ـ في عيون الاخبار باسناده إلى ابن أبى عبدون عن أبيه قال: لما حمل زيد بن موسى بن جعفر إلى المأمون وقد كان خرج بالبصرة وأحرق دور ولد العباس، وهب المأمون جرمه لأخيه علي بن موسى الرضا، وقال له: يا أبا الحسن لئن خرج أخوك وفعل ما فعل لقد خرج زيد بن عليّ فقتل، ولولا مكانك منى لقتلته فليس ما أتاه بصغير؟

فقال الرضاعليه‌السلام : يا أمير المؤمنين لا تقس أخى زيدا إلى زيد بن عليّعليه‌السلام ، فانه كان من علماء آل محمد، غضب الله تعالى فجاهد أعداءه حتّى قتل في سبيله، ولقد حدّثني أبي موسى بن جعفرعليه‌السلام أنّه سمع أباه جعفر بن محمّدعليهما‌السلام يقول: رحم الله عمّي زيدا أنّه دعا إلى الرضا من آل محمّد، ولو ظفر لوفى بما دعا اليه، ولقد استشارني في خروجه فقلت له: يا عمّي ان رضيت ان تكون المصلوب بكناسة فشأنك؟ فلمّا ولّى قال جعفر بن محمّدعليه‌السلام : ويل لمن سمع واعيته فلم يجبه، فقال المأمون: يا أبا الحسن أليس قد جاء فيمن ادعى الامامة بغير حقّها ما جاء؟ فقال الرضاعليه‌السلام ان زيد بن عليٍّعليه‌السلام لم يدع ما ليس له بحقّ، وأنّه كان اتقى لله تعالى من ذلك، أنّه قال: أدعوكم إلى الرضا من آل محمد، وانما جاء ما جاء فيمن يدعى ان الله تعالى نص عليه ثم يدعو إلى غير دين الله ويضل عن سبيله بغير علم، وكان زيد والله ممن خوطب بهذه الاية:( وَجاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ ) .

٢٢٨ ـ في كتاب الخصال عن أمير المؤمنينعليه‌السلام الحج جهاد كل ضعيف، جهاد المرئة حسن التبعل، لا يخرج المؤمن إلى الجهاد وهو مع من لا يؤمن في الحكم ولا

٥٢٢

ينفذ في الفيء(١) امر الله تعالى من مات في ذلك كان معينا لعدونا في حبس حقوقنا، والاساطة بدمائنا وميتته ميتة جاهلية.

٢٢٩ ـ عن الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل يقول فيه: والجهاد على أربع شعب: على الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، والصدق في المواطن وشنئان الفاسقين، فمن أمر بالمعروف شد ظهر المؤمن ومن نهى عن المنكر أرغم أنف الشيطان، ومن صدق في المواطن قضى الذي عليه ومن غضب لله تعالى غضب الله له.

٢٣٠ ـ عن فضيل بن عياض عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته عن الجهاد أسنة هو أم فريضة؟ فقال: الجهاد على اربعة أوجه: فجهادان فرض، وجهاد سنة لا يقام إلّا مع فرض وجهاد سنة فأما أحد الفرضين فمجاهدة الرجل نفسه عن معاصي الله، وهو من أعظم الجهاد، ومجاهدة الذين يلونكم من الكفار فرض، واما الجهاد الذي هو سنة لا يقام إلّا مع فرض فان مجاهدة العدو فرض على جميع الامة، ولو تركوا الجهاد لأتاهم العذاب وهذا هو من عذاب الامة وهو سنة على الامام ان يأتى العدو مع الامة فيجاهدهم، واما الجهاد الذي هو سنة فكل سنة أقامها الرجل وجاهد في إقامتها وبلوغها وإحيائها فالعمل والسعي فيها من أفضل الأعمال، لأنه احياء سنة، قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله . من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيء.

٢٣١ ـ في محاسن البرقي عنه عن ابن محبوب عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي جعفرعليه‌السلام في قول اللهعزوجل ( يا أيها الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ وَجاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ) في الصلوة والزكاة والصوم والخير، إذا تولوا الله ورسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله واولى الأمر منا أهل البيت قبل الله أعمالهم.

٢٣٢ ـ في جوامع الجامع وفي الحديث ان أمتي امة مرحومة.

__________________

(١) وفي نسخة «ولا ينفد في الغى» ولم اظفر على الحديث في الخصال.

٥٢٣

٢٣٣ ـ في الاستبصار باسناده إلى أبى بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته عن الجنب يجعل الزكاة أو التور فيدخل إصبعه فيه قال: إنّ كانت يده قذرة فأهرقه، وان كانت لم يصبها قذر فليغتسل منه، هذا مما قال الله تعالى:( ما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ) .

٢٣٤ ـ وباسناده إلى أبى بصير قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : انا نسافر فربما بلينا بالغدير من المطر يكون إلى جانب القرية فيكون فيه العذرة، ويبول فيه الصبى، ويبول فيه الدواب وتروث؟ فقال: إنّ عرض في قلبك منه شيء فقل هكذا، يعنى افرج الماء بيدك، ثم توضأ فان الدين ليس بمضيق، فان اللهعزوجل يقول:( ما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ) .

٢٣٥ ـ في تهذيب الأحكام أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن علي بن الحسن بن رباط عن عبد الأعلى مولى آل سام قال قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : عثرت فانقطع ظفري فجعلت على إصبعي مرارة كيف أصنع بالوضوء؟ قال: يعرف هذا وأشباهه من كتاب اللهعزوجل ، قال الله:( ما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ) امسح عليه.

٢٣٦ ـ في الكافي عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن ابن مسكان قال: حدثني محمد بن ميسر قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن الرجل الجنب ينتهى إلى الماء القليل في الطريق، ويريد أن يغتسل منه وليس معه إناء يغرف به ويداه قذرتان؟ قال: يضع يده ثم يتوضأ ثم يغتسل، هذا مما قال اللهعزوجل :( ما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ) .

عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن علي بن الحسن بن رباط عن عبد الأعلى مولى آل سام قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : عثرت فانقطع ظفري، ونقل كما نقلنا عن التهذيب سواء.

٢٣٧ ـ في قرب الاسناد للحميري باسناده إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام عن أبيه عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: مما اعطى الله أمتي وفضلهم به على ساير الأمم أعطاهم ثلاث خصال لم يعطها

٥٢٤

الا نبي، وذلك ان الله تبارك وتعالى كان إذا بعث نبيا قال له: اجتهد في دينك ولا حرج عليك، وان الله تبارك وتعالى اعطى أمتي ذلك حيث يقول:( وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ) يقول: من ضيق، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٣٨ ـ في الكافي عليّ بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمار عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال في حديث طويل: ونزل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بمكة بالبطحاء هو وأصحابه ولم ينزلوا الدور، فلما كان يوم التروية عند زوال الشمس أمر الناس أن يغتسلوا ويهلوا بالحج، وهو قول الله تعالى الذي انزل على نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «فاتبعوا( مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ ) فخرج النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وأصحابه مهلين بالحج حتّى أتى منى فصلى الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة والفجر، ثم غدا والناس معه وكانت قريش تفيض من المزدلفة وهي جمع(١) ويمنعون الناس أن يفيضوا منها، فأقبل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وقريش ترجو أن تكون إفاضته من حيث كانوا يفيضون، فأنزل الله تعالى عليه:( ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ ) يعنى إبراهيم واسمعيل واسحق في إفاضتهم منهما، ومن كان بعدهم، فلما رأت قريش أن قبة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قد مضت كأنه دخل في أنفسهم شيء للذي كانوا يرجون من الافاضة من مكانهم، حتّى انتهى إلى نمرة وهي بطن عرنة(٢) بحيال الأراك وضربت الناس أخبيتهم عندها.

٢٣٩ ـ في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضيعليه‌السلام أنّه قال: ليس على ملة إبراهيم غيرنا، وسائر الناس منها براء، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٤٠ ـ في قرب الاسناد للحميري باسناده إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام عن أبيه عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: مما أعطى الله أمتي وفضلهم به على سائر الأمم أعطاههم ثلاث خصال

__________________

(١) من أسماء مزدلفة وسميت بذلك لاجتماع الناس بها.

(٢) عرنة ـ بضم العين وفتح الراء كهمزة: موضع معرفات وليس من الموقف.

٥٢٥

يعطها إلّا نبي، وذلك ان الله تبارك وتعالى كان إذا بعث نبيا جعله شهيدا على قومه، وان الله تبارك وتعالى جعل أمتي شهيدا على الخلق حيث يقول:( لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٤١ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب وفي خبران قوله تعالى:( هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ ) فدعوة إبراهيم واسمعيل لال محمدعليهم‌السلام ، فانه لمن لزم الحرم من قريش حتّى جاء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ثم اتبعه وآمن به، واما قوله تعالى:( لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ ) النبي يكون على آل محمد شهيدا ويكونون شهداء على الناس.

٢٤٢ ـ عبد الله بن الحسن عن زين العابدينعليه‌السلام في قوله تعالى:( لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ ) قال: نحن هم.

٢٤٣ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى إبراهيم بن أبي محمود عن الرضاعليه‌السلام حديث طويل وفيه: نحن حجج الله في خلقه ونحن شهداء الله وأعلامه في بريته.

٢٤٤ ـ وباسناده إلى سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنينعليه‌السلام أنّه قال في جمع من المهاجرين والأنصار بالمسجد أيام خلافة عثمان: انشد كم الله أتعلمون ان اللهعزوجل أنزل في سورة الحج:( يا أيها الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ ) إلى آخر السورة فقام سلمان فقال: يا رسول الله من هؤلاء الذين أنت عليهم شهيد وهم شهداء على الناس الذين اجتباهم الله ولم يجعل عليهم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم؟ فقالعليه‌السلام : عنى بذلك ثلاثة عشر رجلا خاصة دون هذه الامة، قال سلمان: بينهم لنا يا رسول الله! قال: أنا وأخى وأحد عشر من ولدي؟ قالوا أللهمّ نعم، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٤٥ ـ في مجمع البيان، فأقيموا الصلوة وآتوا الزكاة وروى عبد الله ابن عمر عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: لا تقبل الصلوة إلّا بالزكوة.

٥٢٦

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قرأ سورة المؤمنين ختم الله له بالسعادة، إذا كان يد من قراءتها في كل جمعة، وكان منزله في الفردوس الأعلى مع النبيين والمرسلين.

٢ ـ في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من قرأ سورة المؤمنين بشرته الملائكة يوم القيامة بالروح والريحان وما تقر به عينه عند نزول ملك الموت.

٣ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم قال الصادقعليه‌السلام لما خلق اللهعزوجل الجنة قال لها: تكلمي فقالت:( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ) .

٤ ـ في عيون الاخبار عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: إنّ الله تعالى اعطى المؤمن ثلاث خصال: العزة في الدنيا، والفلاح في الاخرة، والمهابة في قلوب الظالمين ثم قرأ:( وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ) وقرأ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ) إلى قوله( هُمْ فِيها خالِدُونَ ) .

٥ ـ عن عبد المؤمن الأنصاري عن أبي جعفرعليه‌السلام قال ان اللهعزوجل اعطى المؤمن ثلاث خصال: العز في الدنيا في دينه، والفلاح في الاخرة، والمهابة في صدور العالمين.

٦ ـ في أصول الكافي باسناده إلى كامل التمار قال قال أبو جعفرعليه‌السلام :( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ) أتدري من هم؟ قلت أنت أعلم، قال( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ) المسلمون ان المسلمين هم النجباء، فالمؤمن غريب فطوبى للغرباء.

٧ ـ في محاسن البرقي عنه عن أبيه عن علي بن النعمان عن عبد الله بن مسكان عن كامل التمار قال: قال أبو جعفرعليه‌السلام : يا كامل المؤمن غريب، المؤمن غريب، ثم

٥٢٧

قال: أتدري ما قول الله:( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ) ؟ قلت: قد أفلحوا فازوا ودخلوا الجنة، فقال:( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ) المسلمون، ان المسلمين هم النجباء.

٨ ـ في الكافي عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إذا كنت في صلوتك فعليك بالخشوع والإقبال على صلوتك، فان الله تعالى يقول:( الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ ) .

٩ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسن ابن شمون عن عبد الله بن عبد الرحمن عن مسمع بن عبد الملك عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما زاد خشوع الجسد على ما في القلب فهو عندنا نفاق.

١٠ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم وقوله:( الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ ) قال: غضبك بصرك في صلوتك وإقبالك عليها.

١١ ـ في مجمع البيان ( هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ ) روى أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله راى رجلا يعبث بلحيته في صلوته فقال: اما أنّه لو خشع قلبه لخشعت جوارحه.

١٢ ـ وروى ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يرفع بصره إلى السماء في صلوته، فلما نزلت الآية طأطأ رأسه ورمى ببصره إلى الأرض.

١٣ ـ في كتاب الخصال عن أمير المؤمنينعليه‌السلام : ليخشع الرجل في صلوته فانه من خشع قلبه للهعزوجل ، خشعت جوارحه فلا يعبث بشيء.

١٤ ـ في أصول الكافي عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم ابن بريد قال: حدّثنا أبو عمرو الزبيري عن أبي عبد اللهعليه‌السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيهعليه‌السلام بعد أن قال: فان الله تبارك وتعالى فرض الايمان على جوارح ابن آدم وقسمه عليها، وفرقه فيها، وفرض الله على السمع أن يتنزه عن الاستماع إلى ما حرم الله، وأن يعرض عما لا يحل له مما نهى اللهعزوجل عنه، والإصغاء إلى ما أسخط اللهعزوجل ، فقال في ذلك:( وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ أَنْ إِذا سَمِعْتُمْ آياتِ اللهِ يُكْفَرُ بِها وَيُسْتَهْزَأُ بِها فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حتّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ) ثم استثنى اللهعزوجل موضع النسيان فقال :

٥٢٨

( وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) وقال:( فَبَشِّرْ عِبادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولئِكَ الَّذِينَ هَداهُمُ اللهُ وَأُولئِكَ هُمْ أُولُوا الْأَلْبابِ ) وقالعزوجل :( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكاةِ فاعِلُونَ ) وقال:( وَإِذا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ ) وقال:( وَإِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً ) فهذا ما فرض اللهعزوجل على السمع من الايمان ان لا يصغي إلى ما لا يحل له وهو عمله وهو من الايمان.

١٥ ـ في إرشاد المفيد كلام طويل لأمير المؤمنينعليه‌السلام وفيه يقولعليه‌السلام : كل قول ليس فيه لله ذكر فهو لغو.

١٦ ـ في مجمع البيان ( وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ) روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال ان يتقول الرجل عليك بالباطل أو يأتيك بما ليس فيك فتعرض عنه لله.

١٧ ـ وفي رواية اخرى: أنّه الغناء والملاهي.

١٨ ـ في اعتقادات الامامية للصدوق (ره) وسئلعليه‌السلام عن القصاص أيحل الاستماع لهم؟ فقال: لا.

١٩ ـ في عيون الاخبار باسناده إلى محمد بن أبي عباد وكان مشتهرا بالسماع وشرب النبيذ، قال: سئلت الرضاعليه‌السلام عن السماع؟ فقال: لأهل الحجاز رأى فيه وهو في حيز الباطل واللهو، اما سمعت اللهعزوجل يقول:( وَإِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً ) .

٢٠ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم : ( وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ) يعنى عن الغنا والملاهي.

٢١ ـ والذين هم للزكوة فاعلون قال الصادق صلوات الله عليه: من منع قيراطا من الزكاة فليس هو بمؤمن ولا مسلم ولا كرامة( وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ إِلَّا عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ ) يعنى الإماء( فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ ) والمتعة حدها حد الإماء.

٥٢٩

٢٢ ـ في مجمع البيان وملك اليمين في الآية المراد به الإماء، لان الذكور من المماليك لا خلاف في وجوب حفظ الفرج منهم.

٢٣ ـ في أصول الكافي عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم ابن بريد قال: حدّثنا أبو عمرو الزبيري عن أبي عبد اللهعليه‌السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيهعليه‌السلام بعد أن قال: وفرض على البصر ان لا ينظر إلى ما حرم الله وأن يعرض عما نهى الله عنه مما لا يحل له وهو عمله وهو من الايمان وذكر قوله تعالى:( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ ) إلى قوله: «ويحفظن فروجهن» وفسرها: وكل شيء في القرآن من حفظ الفرج فهو من الزنا إلّا هذه الآية فانها من النظر.

٢٤ ـ في كتاب الخصال عن مسعدة بن زياد قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : يحرم من الإماء عشرة: لا يجمع بين الام والبنت، ولا بين الأختين، ولا أمتك وهي أختك من الرضاعة، ولا أمتك وهي حامل من غيرك حتّى تضع، ولا أمتك ولها زوج، ولا أمتك وهي عمتك من الرضاعة، ولا أمتك وهي خالتك من الرضاعة، ولا أمتك وهي حائض حتّى تطهر ولا أمتك وهي رضيعتك، ولا أمتك ولك فيها شريك.

٢٥ ـ عن أمير المؤمنينعليه‌السلام أبعد ما يكون العبد من الله إذا كان همه فرجه وبطنه.

٢٦ ـ عن نجم عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قال لي: يا نجم كلكم في الجنة معنا إلّا أنّه ما أقبح بالرجل منكم أن يدخل الجنة قد هتك ستره وبدت عورته، قال: قلت له: جعلت فداك وان ذلك لكائن؟ قال: نعم ان لم يحفظ فرجه وبطنه.

٢٧ ـ عن أبي هريرة عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: إنّ أول ما يدخل به النار من أمتي الأجوفان، قالوا: يا رسول الله وما الأجوفان؟ قال: الفرج والفم، وأكثر ما يدخل به الجنة تقوى الله وحسن الخلق.

٢٨ ـ عن الحسن بن المختار باسناده يرفعه قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ملعون ملعون من نكح بهيمة.

٥٣٠

٢٩ ـ عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من سلم من أمتي من أربع خصال فله الجنة: عن الدخول في الدنيا واتباع الهوى، وشهوة البطن، وشهوة الفرج.

٣٠ ـ عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائهعليهم‌السلام قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : تحل الفروج بثلاثة وجوه: نكاح بميراث، ونكاح بلا ميراث. ونكاح بملك يمين.

٣١ ـ في الكافي عن أحمد بن محمد عن العباس بن موسى عن إسحق بن أبي ـ سارة قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عنها يعنى المتعة فقال لي: حلال فلا تتزوج إلّا عفيفة، ان اللهعزوجل يقول:( وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ ) فلا تضع فرجك حيث لا تأمن على درهمك.

٣٢ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم : ( فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ ) قال: من جاوز ذلك( وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلَواتِهِمْ يُحافِظُونَ ) قال: على أوقاتها وحدودها.

٣٣ ـ في الكافي عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن حماد ومحمد بن يحيى عن أحمد عن حماد بن عيسى عن حريز عن الفضيل بن يسار قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلَواتِهِمْ يُحافِظُونَ ) قال: هي الفريضة قلت:( الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ ) ؟ قال: هي النافلة.

٣٤ ـ في عيون الاخبار باسناده عن عليٍّعليه‌السلام قال في قوله تعالى:( أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ ) : في نزلت.

٣٥ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم حدثني أبي عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ما خلق الله خلقا إلّا جعل له في الجنة منزلا، وفي النار منزلا، فاذا سكن أهل الجنة الجنة وأهل النار النار نادى مناد: يا أهل الجنة أشرفوا فيشرفون على أهل النار، وترفع لهم منازلهم فيها ثم يقال لهم: هذه منازلكم التي في النار لو عصيتم

٥٣١

الله لدخلتموها، قال: فلو أن أحدا مات فرحا لمات أهل الجنة في ذلك اليوم فرحا لما صرف عنهم من العذاب، ثم ينادى مناد: يا أهل النار ارفعوا رؤسكم، فيرفعون رؤسهم فينظرون إلى منازلهم في الجنة وما فيها من النعيم فيقال لهم: هذه منازلكم التي لو أطعتم ربكم لدخلتموها، قال: فلو أن أحدا مات حزنا لمات أهل النار حزنا، فيورث هؤلاء منازل هؤلاء، ويورث هؤلاء منازل هؤلاء، وذلك قول الله:( أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ ) .

٣٦ ـ في مجمع البيان روى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال: ما منكم من أحد إلّا له منزلان: منزل في الجنة ومنزل في النار، فان مات ودخل النار ورث أهل الجنة منزله.

٣٧ ـ في من لا يحضره الفقيه في خبر بلال عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله الذي يذكر فيه صفة الجنة، قال الراوي: فقلت لبلال: هل فيها غيرها؟ قال: نعم جنة الفردوس، قلت: وكيف سورها؟ قال: سورها نور، قلت: الغرف التي هي فيها؟ قال: هي من نور رب العالمين.

٣٨ ـ في كتاب علل الشرائع أبيرحمه‌الله قال: حدثني محمد بن يحيى العطار عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن ابن أبي عمير عن غير واحد عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سهام المواريث من ستة أسهم لا يزيد عليها فقيل له: يا ابن رسول الله ولم صارت ستة أسهم؟ قال: لان الإنسان خلق من ستة أشياء، وهو قول اللهعزوجل :( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً فِي قَرارٍ مَكِينٍ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً ) .

٣٩ ـ وباسناده إلى الحسين بن خالد قال: قلت للرضاعليه‌السلام : انا روينا عن النبي ـصلى‌الله‌عليه‌وآله ان من شرب الخمر لم تحسب صلوته أربعين صباحا؟ فقال: صدقوا، فقلت: وكيف لا تحسب صلوته أربعين صباحا لا أقل من ذلك ولا أكثر؟ قال: لان الله تبارك وتعالى قدر خلق الإنسان النطفة أربعين يوما، ثم نقلها فصيرها علقة أربعين يوما ثم نقلها فصيرها مضغة أربعين يوما، وهذا إذا شرب الخمر بقيت في مثانته على قدر ما خلق منه

٥٣٢

وكذلك يجتمع غذاؤه واكله وشربه تبقى في مثانته أربعين يوما.

٤٠ ـ في كتاب الخصال عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : كان فيما وعظ لقمان ابنه أنّه قال: يا بنى ليعتبر من قصر يقينه، وضعفت نيته في طلب الرزق ـ إلى قولهعليه‌السلام ـ: اما أول ذلك فانه كان في بطن امه يرزقه هناك في قرار مكين حيث لا يؤذيه حر ولا برد، ثم أخرجه من ذلك «الحديث».

٤١ ـ في كتاب مصباح الزائر لابن طاوسرحمه‌الله في دعاء الحسين بن عليّعليهما‌السلام يوم عرفة: ابتدأتنى بنعمتك قبل ان أكون شيئا مذكورا، وخلقتني من التراب، وأسكنتني الأرحام، آمنا لريب المنون واختلاف الدهور، فلم أزل ظاعنا من صلب إلى رحم في تقادم الأيام الماضية، والقرون الخالية، لم تخرجني لرأفتك بي وإحسانك إلى في دولة أيام الكفرة، الذين نقضوا عهدك وكذبوا رسلك، لكنك أخرجتني رأفة منك وتحننا على للذي سبق لي من الهدى الذي يسرتني، وفيه انشأتنى ومن قبل ذلك رؤفت لي بجميع صنعك وسوابغ نعمك، وابتدعت خلقي من منى يمنى، ثم أسكنتني في ظلمات ثلاث بين لحم وجلد ودم، لم تشهرني بخلقي ولم تجعل إلى شيئا من أمري ثم أخرجتني إلى الدنيا تاما سويا.

٤٢ ـ في الصحيفة السجادية في دعائهعليه‌السلام بعد الفراغ من صلوة الليل: أللهمّ وأنت حدرتنى(١) ماءا مهينا من صلب متضايق العظام حرج المسالك(٢) إلى رحم ضيقة سترتها بالحجب، تصرفني حالا عن حال حتّى انتهيت بي إلى تمام الصورة واثبت في الجوارح كما نعت في كتابك نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظاما ثم كسوت العظام لحما ثم انشأتنى خلقا آخر كما شئت، حتّى إذا احتجت إلى رزقك ولم استغن عن غياث فضلك جعلت لي قوتا من فضل طعام وشراب أجريته لامتك التي أسكنتني جوفها، وأودعتنى قرار رحمها، ولو تكلني يا رب في تلك الحالات إلى حولي وتضطرني إلى قوتي

__________________

(١) حدر الشيء: أنزله من علو إلى أسفل.

(٢) الحرج: المكان الضيق.

٥٣٣

لكان الحول عنى معتزلا، ولكانت القوة منى بعيدة فغذوتنى بفضلك غذاء البر اللطيف تفعل بي ذلك تطولا على إلى غايتي هذه.

٤٣ ـ في الكافي ابن محبوب عن رفاعة قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : إنّ النطفة إذا وقعت في الرحم تصير إلى علقة، ثم إلى مضغة، ثم إلى ما شاء الله، وان النطفة إذا وقعت في غير الرحم لم يخلق منه شيء، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤٤ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن الحجال عن ابن بكير عن أبي منهال عن الحارث بن المغيرة قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: إنّ النطفة(١) إذا وقعت في الرحم بعث اللهعزوجل ملكا فأخذ من التربة التي يدفن فيها، فماثها في النطفة فلا يزال قلبه يحن إليها.

٤٥ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن الحسن بن الجهم قال: سمعت أبا الحسن الرضاعليه‌السلام يقول: قال أبو جعفرعليه‌السلام : إنّ النطفة تكون في الرحم أربعين يوما، ثم تصير علقة أربعين يوما ثم تصير مضغة أربعين يوما، فاذا كمل أربعة أشهر بعث الله ملكين خلاقين فيقولان: يا رب ما نخلق، ذكرا أو أنثى؟ فيؤمران فيقولان: يا رب شقي أو سعيد؟ فيؤمران فيقولان: يا رب ما أجله وما رزقه وكل شيء من حاله، وعدد من ذلك أشياء، ويكتبان الميثاق بين عينيه(٢) فاذا كمل الأجل بعث الله إليه ملكا فزجره زجرة فيخرج وقد نسي الميثاق، فقال الحسن بن الجهم أفيجوز أن يدعو الله فيحول الأنثى ذكرا أو الذكر أنثى؟ فقال: إنّ الله يفعل ما يشاء.

٤٦ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد وعلى بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن ابن

__________________

(١) ماث الشيء في الماء: أذابه فيه. وبالشيء: خلطه به.

(٢) قال الفيض (ره): وكتابة الميثاق بين عينيه كناية عن مفطوريته على التوحيد وشهادته بلسان عجزه وافتقاره على عبوديته ويؤتيه معبوده كما أشار إليه في الحديث النبوي: كل مولود يولد على الفطرة وانما أبواه يهوّدانه وينصرّانه ويمجّسانه وانما ينسى الميثاق بالزجرة والخروج لدخوله بها في عالم الأسباب الحائله بينه وبين مسببها المانعة له عن إدراكه.

٥٣٤

محبوب عن ابن رئاب عن زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: إنّ اللهعزوجل إذا أراد ان يخلق النطفة(١) التي مما أخذ عليها الميثاق في صلب آدم أو ما يبدو له فيه(٢) ويجعلها في الرحم حرك الرجل للجماع وأوحى إلى الرحم ان افتحي بابك حتّى يلج فيك خلقي وقضائي النافذ وقدري، فتفتح الرحم بابها فتصل النطفة إلى الرحم فتردد(٣) فيه أربعين صباحا ثم تصير علقة أربعين يوما، ثم تصير مضغة أربعين يوما، ثم تصير لحما تجري فيه عروق مشتبكة ثم يبعث الله ملكين خلاقين يخلقان في الأرحام ما يشاء الله فيقتحمان(٤) في بطن المرئة من فم المرئة فيصلان إلى الرحم، وفيها الروح القديمة المنقولة في أصلاب الرجال وأرحام النساء(٥) فينفخان فيها روح الحيوة والبقاء، ويشقان له السمع والبصر وجميع الجوارح وجميع ما في البطن بإذن الله، ثم يوحى الله إلى الملكين: اكتبا عليه قضائي وقدري ونافذ أمرى واشترطا له البداء فيما تكتبان، فيقولان: يا رب ما نكتب؟ قال: فيوحى اللهعزوجل إليهما: ارفعا رؤسكما إلى رأس امه، فيرفعان رؤسهما فاذا اللوح يقرع جبهة امه، فينظران فيه فيجدان في اللوح صورته ورؤيته وأجله وميثاقه شقيا أو سعيدا وجميع شأنه، قال: فيملى أحدهما على صاحبه فيكتبان جميع ما في اللوح ويشترطان البداء فيما يكتبان(٦) ثم يختمان الكتاب

__________________

(١) أي بخلقها بشرا تاما.

(٢) أي يبدو له في خلقه فلا يتم خلقه بان يجعله سقطا فاله المجلسي (ره)

(٣) أي تتحول من حال إلى حال.

(٤) أي يدخلان من غير استرضاء واختيار لها.

(٥) قال المجلسي (ره): أي الروح المخلوقة في الزمان المنقادم قبل خلق جسده وكثيرا ما يطلق القديم على هذا المعنى في اللغة والعرف كما لا يخفى على من تتبع كتب اللغة وموارد الاستعمالات، والمراد بها النفس النباتية أو الحيوانية أو الانسانية، وقيل: عطف البقاء على الحياة دال على ان النفس الحيوانية باقية في تلك النشأة وانها مجردة عن المادة وان النفس النباتية بمجردها لا تبقى.

(٦) وللفيض (ره) هنا كلام طويل فراجع الوافي ج ٣ أبواب الولادات باب (١ ـ)

٥٣٥

ويجعلانه بين عينيه، ثم يقيمانه قائما في بطن امه قال: وربما عتى(١) فانقلب ولا يكون ذلك إلّا في كل عات أو مارد، فاذا بلغ أو ان خروج الولد تاما أو غير تام اوحى اللهعزوجل إلى الرحم ان افتحي بابك حتّى يخرج خلقي إلى أرضى وينفذ فيه أمرى فقد بلغ أوان خروجه، قال: فتفتح الرحم باب الولد فيبعث اللهعزوجل إليه ملكا يقال له: زاجر فيزجره زجرة فيفزع منها الولد، فينقلب فيصير رجلاه فوق رأسه ورأسه في أسفل البطن، ليسهل الله على المرأة وعلى الولد الخروج، قال: فاذا احتبس زجره الملك زجرة اخرى فيفزع منها فيسقط الولد إلى الأرض باكيا فزعا من الزجرة.

٤٧ ـ محمد عن أحمد عن الحسين بن سعيد عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن الخلق فقال: إنّ الله تبارك وتعالى لما خلق الخلق من طين أفاض بها كافاضة القداح(٢) فأخرج المسلم فجعله سعيدا، وجعل الكافر شقيا، فاذا وقعت النطفة تلقتها الملائكة فصوروها ثم قالوا: يا رب أذكر أو أنثى فيقول الرب جل جلاله أي ذلك شاء، فيقولان: تبارك الله أحسن الخالقين، ثم توضع في بطنها فتردد تسعة أيام في كل عرق ويفصل منها، وللرحم ثلثة أقفال: قفل في أعلاها مما يلي أعلى السرة من الجانب الأيمن، والقفل الاخر وسطها، والقفل الاخر أسفل الرحم، فيوضع بعد تسعة أيام في القفل الأعلى فيمكث فيه ثلاثة أشهر فعند ذلك يصيب المرأة خبث النفس والتهوع، ثم ينزل إلى القفل الأوسط فيمكث فيه ثلاثة أشهر وصرة الصبى(٣) فيها مجمع العروق وعروق المرأة كلها منها يدخل

__________________

(١) عتا عتوا: استكبر وجاوز الحد.

(٢) افاضة القداح: الضرب بها، والقداح جمع القدح ـ بالكسر ـ وهو السهم قبل ان يراش أو ينصل كأنهم كانوا يخلطونها ويقرعون بها بعد ما يكتبون عليها اسمائهم، قال المحدث الكاشاني (ره): وفي التشبيه اشارة لطيفة إلى اشتباه خير بني آدم بشرهم إلى ان يميز الخبيث من الطيب.

(٣) كذا في النسخ وفي الوافي «سرة» بالسين في المواضع وهو الصحيح ولعله من تصرفات النساخ.

٥٣٦

طعامه وشرابه من تلك العروق، ثم ينزل إلى القفل الأسفل فيمكث فيه ثلاثة أشهر، فذلك تسعة أشهر، ثم تطلق المرأة فكلما طلقت انقطع عرق من صرة الصبى فأصابها ذلك الوجع، ويده على صرته حتّى يقع على الأرض ويده مبسوطة، فيكون رزقه حينئذ من فيه.

٤٨ ـ محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل أو غيره قال قلت لأبي جعفرعليه‌السلام : جعلت فداك الرجل يدعو للحبلى أن يجعل الله ما في بطنها ذكرا سويا؟ فقال: يدعو ما بينه وبين أربعة أشهر، فانه أربعين ليلة نطفة وأربعين ليلة علقة، وأربعين ليلة مضغة، فذلك تمام أربعة أشهر، ثم يبعث الله ملكين خلاقين فيقولان: يا رب ما نخلق ذكرا أو أنثى شقيا أو سعيدا؟ فيقال ذلك فيقولان: يا رب ما رزقه وما أجله وما مدته؟ فيقال ذلك وميثاقه بين عينيه ينظر اليه، فلا يزال منتصبا في بطن امه حتّى إذا دنى خروجه بعث الله إليه ملكا فزجره زجرة فيخرج وينسى الميثاق.

٤٩ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد وعلى بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن زرارة قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول: إذا وقعت النطفة في الرحم استقرت فيها أربعين يوما، ويكون علقة أربعين يوما، ويكون مضغة أربعين يوما، ثم يبعث الله ملكين خلاقين فيقال لهما: اخلقا كما أراد الله تعالى ذكرا أو أنثى، صوراه واكتبا أجله ورزقه ومنيته(١) وشقيا أو سعيدا، واكتبا لله الميثاق الذي أخذه عليه في الذر بين عينيه، فاذا دنى خروجه من بطن امه بعث الله إليه ملكا يقال له زاجر فيزجره فيفزع فزعا، فينسى الميثاق ويقع على الأرض يبكى من زجرة الملك.

٥٠ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم وقولهعزوجل :( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ ) قال: السلالة الصفوة من الطعام والشراب الذي يصير نطفة، والنطفة أصلها من السلالة، والسلالة هو من صفو الطعام والشراب، والطعام من أصل الطين ،

__________________

(١) المنية: الموت.

٥٣٧

فهذا معنى قوله جل ذكره:( مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً فِي قَرارٍ مَكِينٍ ) يعنى في الأنثيين ثم في الرحم( ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ ) وهذه استحالة من أمر إلى أمر، فحد النطفة إذا وقعت في الرحم أربعين يوما ثم تصير علقة، وزعمت المعتزلة انا نخلق أفعالنا واحتجوا بقولهعزوجل : أحسن الخالقين وزعموا ان هاهنا خالقين غير اللهعزوجل ، ومعنى الخلق هاهنا التقدير مثل ذلك قول اللهعزوجل لعيسىعليه‌السلام (١) ليس ذلك كما ذهبت إليه المعتزلة انهم خالقون لأفعالهم وقولهعزوجل :( خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً فِي قَرارٍ مَكِينٍ ) إلى قولهعزوجل :( ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ ) فهي ستة أجزاء وستة استحالات، وفي كل جزء واستحالة دية محدودة: ففي النطفة عشرون دينارا، وفي العلقة أربعون دينارا، وفي المضغة ستون دينارا، وفي العظم ثمانون دينارا، وإذا كسي لحما فمائة دينار حتّى يستهل(٢) فاذا استهل فالدية كاملة.

فحدثني أبي بذلك عن سليمان بن خالد عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال، قلت: يا ابن رسول الله فان خرج في النطفة قطرة دم؟ قال: في القطرة عشر النطفة، ففيها اثنان وعشرون دينارا، قلت: فقطرتان؟ قال: أربعة وعشرون دينارا، قلت: فثلاث، قال: ستة وعشرون دينارا، قلت: فأربعة؟ قال ثمانية وعشرون دينارا، قلت: فخمس؟ قال: ثلاثون دينارا، وما زاد على النصف فهو على هذا الحساب حتّى تصير علقة، فيكون فيها أربعون دينارا، قلت: فان خرجت متخضخضة بالدم؟(٣) قال

__________________

(١) اشارة إلى قوله تعالى:( وإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيها فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي ) سورة المائدة، الآية (١١٠)

(٢) استهل الصبى: رفع صوته بالبكاء عند الولادة، وكذا كل متكلم رفع صوته أو خفضه فقد أهل واستهل.

(٣) خضخض الماء ونحو: حركه. وفي رواية الكليني (ره) في الكافي «متحصحصة»

٥٣٨

قد علقت ان كان ماءا صافيا فيها أربعون دينارا، وان كان دما اسود فذلك من الجوف فلا شيء عليه إلّا التعزير، لأنه ما كان من دم صاف فذلك للولد، وما كان من دم أسود فهو من الجوف، قال: فقال أبو شبل: فان العلقة صارت فيها شبه العروق واللحم؟ قال: اثنان وأربعون دينارا العشر، قلت ان عشر الأربعين دينارا أربعة دنانير؟ قال: لا إنّما هو عشر المضغة، لأنه إنّما ذهب عشرها، فكلما ازدادت زيد حتّى تبلغ الستين، قلت: فان رأيت في المضغة مثل العقدة عظم يابس؟ قال: إنّ ذلك عظم أول ما يبتدأ ففيه أربعة دنانير، فان زاد فزاد أربعة دنانير حتّى يبلغ الثمانين، قلت: فان كسي العظم لحما؟ قال: كذلك إلى مأة، قلت: فان وكزها(١) فسقط الصبى لا يدرى حيا كان أو ميتا؟ قال هيهات يا أبا شبل إذا بلغ اربعة أشهر فقد صارت فيه الحيوة وقد استوجب الدية.

٥١ ـ في الكافي أيضا بعد أن قال: عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسن بن شمون عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم عن مسمع عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قضى أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: وبهذا الاسناد عن أمير المؤمنين قال: جعل دية الجنين مأة دينار، وجعل منى الرجل إلى أن يكون جنينا خمسة أجزاء، فاذا كان جنينا قبل أن تلجها الروح مأة دينار، وذلك ان اللهعزوجل خلق الإنسان من سلالة وهي النطفة، فهذا جزء ثم علقة فهو جزءان، ثم مضغة ثلاثة أجزاء، ثم عظما فهو أربعة أجزاء، ثم يكسى لحما فحينئذ تم جنينا فكملت له خمسة أجزاء مأة دينار، والمأة دينار خمسة أجزاء، فجعل للنطفة خمس المأة عشرين دينارا، وللعلقة خمسي المأة أربعين دينارا، وللمضغة ثلاثة أخماس المأة ستين دينارا، وللعظم اربعة أخماس المأة ثمانين دينارا، فاذا كسي اللحم كانت له مأة كاملة، فاذا نشأ فيه خلق آخر وهو

__________________

بالحاء والصاد المهملتين، والحصحصة: تحريك الشيء في الشيء حتّى يستمكن ويستقر فيه، وتحصحص: لزق بالأرض واستوى.

(١) كز فلانا: ضربه بجمع الكف.

٥٣٩

الروح فهو حينئذ نفس ألف دينار كاملة إذا كان ذكرا وان كان أنثى فخمسمائة دينار.

٥٢ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن أبي أيوب الخزاز عن محمد بن مسلم قال: قلت لأبي جعفرعليه‌السلام : ما صفة النطفة التي تعرف بها؟

فقال: النطفة تكون بيضاء مثل النخامة الغليظة فتمكث في الرحم إذا صارت فيه أربعين يوما ثم تصير إلى علقة قلت: فما صفة خلقة العلقة التي تعرف بها؟ قال: هي علقة كعلقة دم المحجمة الجامدة، تمكث في الرحم بعد تحويلها عن النطفة أربعين يوما ثم تصير مضغة، قلت: فما صفة المضغة وخلقتها التي تعرف بها؟ قال: هي مضغة لحم حمراء فيها عروق خضر مشتبكة، ثم تصير إلى عظم، قلت: فما صفة خلقته إذا كان عظما قال: إذا كان عظما شق السمع والبصر ورتبت جوارحه، فاذا كان كذلك فان فيه الدية كاملة.

٥٣ ـ عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن عبد الله بن غالب عن أبيه عن سعيد بن المسيب قال: سألت علي بن الحسينعليهما‌السلام عن رجل ضرب امرأة حاملا برجله فطرحت ما في بطنها ميتا؟ فقال: إنْ كان نطفة، فعليه عشرون دينارا، قلت فما حد النطفة؟ قال: هي إذا وقعت في الرحم فاستقرت فيه أربعين يوما وان طرحته وهو علقة فان عليه أربعين دينارا، قلت فما حد العلقة؟ قال: هي التي إذا وقعت في الرحم فاستقرت فيه ثمانين يوما قال: وان طرحته وهو مضغة فان عليه ستين دينارا، قلت: فما حد المضغة؟ فقال: هي التي إذا وقعت في الرحم فاستقرت فيه مأة وعشرين يوما قال وان طرحته وهو نسمة مخلقة له عظم ولحم مزيل الجوارح(١) قد نفخ فيه روح العقل فان عليه دية كاملة، قلت له: أرأيت تحوله في بطنها إلى حال أبروح كان ذلك أو بغير روح؟ قال: بروح عدا الحيوة القديم المنقول في أصلاب الرجال وأرحام النساء ولولا أنّه كان فيه روح عدا الحيوة ما تحول عن حال بعد حال في الرحم، وما كان

__________________

(١) أي امتازت وافترقت جوارحه. وفي الوافي «مرمل الجوارح» والترميل بالمهملة: «التزيين، وفي التهذيب، مرتب» بدل «مرمل».

٥٤٠

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643