تفسير نور الثقلين الجزء ٣

تفسير نور الثقلين6%

تفسير نور الثقلين مؤلف:
المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 643

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 643 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 266245 / تحميل: 8758
الحجم الحجم الحجم
تفسير نور الثقلين

تفسير نور الثقلين الجزء ٣

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

إذا على من يقتله دية وهو في تلك الحال.

٥٤ ـ محمد بن يحيى وغيره عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد بن محمد ابن أبي نصر عن إسمعيل بن عمرو عن شعيب العقرقوفي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ للرحم أربعة سبل، في أي سبيل سلك فيه الماء كان منه الولد، واحد واثنين وثلاثة وأربعة لا يكون إلى سبيل أكثر من واحد.

٥٥ ـ أحمد بن محمد رفعه عن محمد بن حمران عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ اللهعزوجل خلق للرحم أربعة أوعية، فما كان في الاول فللأب، وما كان في الثاني فللأم، وما كان في الثالث فللعمومة، وما كان في الرابع فللخئولة.

٥٦ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله تعالى:( ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ ) فهو نفخ الروح فيه.

٥٧ ـ في تهذيب الأحكام محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن العباس بن موسى الوراق عن يونس بن عبد الرحمن عن أبي جرير القمى قال: سألت العبد الصالحعليه‌السلام عن النطفة ما فيها من الدية وما في العلقة وما في المضغة المخلقة وما يقر في الأرحام؟ قال: إنّه يخلق في بطن امه خلقا بعد خلق يكون نطفة أربعين يوما، ثم يكون علقة أربعين يوما، ثم مضغة أربعين يوما، ففي النطفة أربعون دينارا، وفي العلقة ستون دينارا، وفي المضغة ثمانون دينارا، فاذا كسي العظام لحما ففيه مأة دينار، قال اللهعزوجل :( ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ ) فان كان ذكرا ففيه الدية، وان كان أنثى ففيها ديتها.

٥٨ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى الفتح بن يزيد الجرجاني عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام حديث طويل وفيه: قلت: جعلت فداك وغير الخالق الجليل خالق؟ قال: إنّ الله تبارك وتعالى يقول:( فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ ) فقد أخبر أن في عباده خالقين وغير خالقين، منهم عيسى بن مريم صلى الله عليه خلق من الطين كهيئة الطير بإذن الله فنفخ فيه فصار طائرا بإذن الله والسامري أخرج لهم عجلا جسدا له خوار.

٥٤١

٥٩ ـ في كتاب الخصال عن زيد بن وهب قال سئل أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام عن قدرة اللهعزوجل فقام خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إنّ لله تبارك وتعالى ملائكة لو ان ملكا منهم هبط إلى الأرض ما وسعته لعظم خلقته وكثرة أجنحته، ومنهم من لو كلفت الجن والانس أن يصفوه ما وصفوه لبعد ما بين مفاصله وحسن تركيب صورته، وكيف يوصف من ملائكته من سبعمائة عام ما بين منكبيه وشحمة أذنيه، ومنهم من يسد الأفق بجناح من أجنحته دون عظم بدنه، ومنهم من السموات إلى حجزته، ومنهم من لو القى في نقرة إبهامه جميع المياه لوسعتها، ومنهم من لو ألقيت السفن في دموع عينيه لجرت دهر الداهرين،( فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ ) . وفي كتاب التوحيد مثله ٦٠ ـ وفي كتاب الخصال أيضا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: خمسة خلقوا ناريين الطويل الذاهب، والقصير القمى(١) والأزرق بخضرة، والزائد والناقص.

٦١ ـ في مجمع البيان وروى ان عبد الله بن سعد بن أبي سرح كان يكتب لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فلما بلغ إلى قوله «خلقا آخر» خطر بباله( فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ ) فلما املاها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كذلك قال عبد الله: إنْ كان محمّد نبيّا يوحى إليه فأنا نبيّ يوحى إليَّ، فلحق بمكّة مرتدا، ولو صح هذا فانّ هذا القدر لا يكون معجزا، ولا يمتنع ان يتّفق ذلك من الواحد منا لكن هذا الشقيّ إنّما اشتبه عليه أو شبه على نفسه لما كان في صدره من الكفر والحسد للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله «انتهى».

٦٢ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ ) فهي الأنهار والعيون والآبار(٢) .

٦٣ ـ في الكافي عنه عن أحمد بن محمد عن العباس بن معروف عن النوفلي

__________________

(١) القمى ـ بضم القاف وفتح الميم ـ: السمن، وفي المصدر «العمى» بالعين وليس له معنى يناسب لمقام.

(٢) الآبار جمع البئر.

٥٤٢

عن اليعقوبي عن عيسى بن عبد الله عن سليمان بن جعفر قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام في قول ـ اللهعزوجل :( وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلى ذَهابٍ بِهِ لَقادِرُونَ ) قال: يعنى ماء العتيق.

٦٤ ـ في مجمع البيان روى مقاتل عن عكرمة عن ابن عباس عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: إنّ الله تعالى انزل من الجنة خمسة أنهار، سيحون وهو نهر الهند، وجيحون وهو نهر بلخ، ودجلة والفرات وهما نهرا العراق، والنيل وهو نهر مصر، أنزلها الله من عين واحدة، وأجراها في الأرض، وجعل فيها منافع للناس في أصناف معايشهم، فذلك قوله:( وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ ) الاية.

٦٥ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم وقولهعزوجل :( وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْناءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ ) للاكلين قال: شجرة الزيتون وهو مثل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأمير المؤمنين صلوات الله عليه، فالطور الجبل وسينا الشجرة.

٦٦ ـ في مجمع البيان ( تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ ) وقد روى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال: الزيت شجرة مباركة، فائتدموا منه وادهنوا.

٦٧ ـ في تهذيب الأحكام باسناده إلى الثمالي عن أبي جعفرعليه‌السلام أنّه كان في وصية أمير المؤمنينعليه‌السلام ان أخرجونى إلى الظهر، فاذا تصوبت أقدامكم واستقبلتكم ريح فادفنوني، فهو أول طور سينا، ففعلوا ذلك.

٦٨ ـ وباسناده إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل يقول فيه وقد ذكر أمير المؤمنينعليه‌السلام والغري وهي قطعة من الجبل الذي كلم الله عليه موسى تكليما، وقدس عليه عيسى تقديسا، واتخذ عليه إبراهيم خليلا، واتخذ محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله حبيبا وجعله للنبيين مسكنا، فو الله ما سكن بعد أبويه الطيبين آدم ونوح أكرم من أمير المؤمنينعليه‌السلام .

٦٩ ـ في جوامع الجامع ( فَإِذا جاءَ أَمْرُنا وَفارَ التَّنُّورُ ) الآية روى أنّه قيل لنوحعليه‌السلام : إذا رأيت الماء يفور من التنور فاركب أنت ومن معك في السفينة: فلما

٥٤٣

نبع الماء من التنور أخبرته امرأته فركب.

٧٠ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن إسمعيل بن مهران عن سيف بن عميرة عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : هل للشكر حد إذا فعله العبد كان شاكرا؟ قال: نعم قلت: ما هو؟ قال: يحمد الله على كل نعمة عليه في أهل ومال، وان كان فيما أنعم الله عليه في ماله حق اداه ومنه قوله تعالى( أَنْزِلْنِي مُنْزَلاً مُبارَكاً وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٧١ ـ في من لا يحضره الفقيه قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لعليٍّعليه‌السلام : يا عليُّ إذا نزلت منزلا فقل: أللهمّ( أَنْزِلْنِي مُنْزَلاً مُبارَكاً وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ ) ، ترزق خيره ويدفع عنك شره.

٧٢ ـ في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنينعليه‌السلام أصحابه من الاربعمأة باب فيما يصلح للمسلم في دينه ودنياه: وإذا نزلتم منزلا فقولوا: أللهمّ أنزلنا( مُنْزَلاً مُبارَكاً وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ ) .

٧٣ ـ في نهج البلاغة أيها الناس ان الله قد أعاذكم من أن يجور عليكم ولم يعذبكم من أن يبتليكم، وقد قال جل من قائل: إنّ في ذلك لآيات وان كنا لمبتلين.

٧٤ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله: فجعلناهم غثاء الغثاء اليابس الهامد من نبات الأرض(١) .

٧٥ ـ وقال عليّ بن إبراهيمرحمه‌الله في قولهعزوجل :( وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً ) إلى قوله ومعين قال: الربوة الحيرة، وذات قرار ومعين الكوفة.

٧٦ ـ في مجمع البيان ( وَآوَيْناهُما إلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ ) وقيل: حيرة الكوفة وسوادها. والقرار مسجد الكوفة والمعين الفرات عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام . وفي جوامع الجامع مثله.

٧٧ ـ وفي مجمع البيان( يا أيها الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ ) وروى عن النبي

__________________

(١) الهامد: اليابس من النبات والشجر.

٥٤٤

صلى‌الله‌عليه‌وآله إن ّ الله طيب لا يقبل إلّا طيبا، وأنّه أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال:( يا أيها الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ ) وقال:( يا أيها الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ ) .

٧٧ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم امة واحدة قال: على مذهب واحد.

٧٨ ـ وقولهعزوجل :( كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ) قال: كل من اختار لنفسه دينا فهو فرح به.

٧٩ ـ في نهج البلاغة فلو رخص الله في الكبر لأحد لرخص لأنبيائه ورسله، ولكنه سبحانه كره لهم التكابر ورضى لهم التواضع، فالصقوا بالأرض خدودهم، وعفروا في التراب وجوههم، وخفضوا أجنحتهم للمؤمنين، فكونوا قوما مستضعفين قد اختبرهم الله بالمخمصة، وابتلاهم بالمجهدة، وامتحنهم بالمخاوف ومحصهم بالمكاره، فلا تعتبروا الرضا والسخط بالمال والولد جهلا بمواقع الفتنة والاختبار في موضع الغنا والإقتار، فقد قال سبحانه:( أَيَحْسَبُونَ إنّما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مالٍ وَبَنِينَ نُسارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْراتِ بَلْ لا يَشْعُرُونَ ) فان الله سبحانه يختبر عباده المستكبرين في أنفسهم بأوليائه المستضعفين في أعينهم.

٨٠ ـ في مجمع البيان ( أَيَحْسَبُونَ إنّما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مالٍ وَبَنِينَ نُسارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْراتِ بَلْ لا يَشْعُرُونَ ) وروى السكوني عن أبي عبد الله عن أبيه عن آبائهعليهم‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ الله تعالى يقول: يحزن عبدي المؤمن إذا قترت عليه شيئا من الدنيا، وذلك أقرب له منى، ويفرح إذا بسطت له الدنيا، وذلك أبعد له منى، ثم تلا هذه الآية إلى قوله: «بل لا يشعرون» ثم قال: إنّ ذلك فتنة لهم.

٨١ ـ في أصول الكافي عليّ بن إبراهيم عن أبيه وعلى بن محمد القاساني جميعا عن القاسم بن محمد عن سليمان المنقري عن حفص بن غياث قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: إنْ قدرت أن لا تعرف فافعل، وما عليك ان لا يثنى عليك الناس، وما عليك ان تكون مذموما عند الناس إذا كنت محمودا عند الله، ثم قال :

٥٤٥

انى(١) عليّ بن أبي طالب لا خير في العيش إلّا لرجلين، رجل يزداد كل يوم خيرا، ورجل يتدارك منيته بالتوبة، وأنى له بالتوبة، والله لو سجد حتّى ينقطع عنقه ما قبل الله تبارك وتعالى منه إلّا بولايتنا أهل البيت، ألآ ومن عرف حقنا ورجا الثواب فينا ورضى بقوته نصف مد في كل يوم وما ستر عورته وما أكن رأسه وهم والله في ذلك خائفون وجلون ودوا أنّه حظّهم من الدنيا، وكذلك وصفهم اللهعزوجل فقال:( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إلى رَبِّهِمْ راجِعُونَ ) ثم قال: ما الذي آتوا، أتوا والله مع الطاعة والمحبة والولاية وهم في ذلك خائفون، ليس خوفهم خوف شك ولكنهم خافوا أن يكونوا مقصرين في محبتنا وطاعتنا.

٨٢ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم ثم ذكرعزوجل من يريد بهم الخير فقال:( إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ ) إلى قوله:( يُؤْتُونَ ما آتَوْا ) قال: من العبادة والطاعة.

٨٣ ـ في روضة الكافي وهيب عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته عن قول اللهعزوجل :( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ ) قال: هي شفاعتهم ورجاؤهم يخافون أن ترد عليهم أعمالهم ان لم يطيعوا الله عز ذكره ويرجون ان يقبل منهم.

٨٤ ـ في مجمع البيان ( وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ ) وقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : معناه خائفة ان لا يقبل منهم وفي رواية اخرى أتى وهو خائف راج.

٨٥ ـ في محاسن البرقي عنه عن الحسن بن علي بن فضال عن أبي جميلة عن محمد الحلبي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله:( الَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إلى رَبِّهِمْ راجِعُونَ ) قال: يعملون ما عملوا وهم يعلمون انهم يثابون عليه.

٨٦ ـ وروى عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: يعملون ويعلمون انهم سيثابون عليه.

٨٧ ـ عنه عن أبيه عن ابن سنان عن ابن بكير عن زرارة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: لو ان العباد وصفوا الحق وعملوا به ولم تعقد قلوبهم على أنّه الحق

__________________

(١) كذا في النسخ ولم أظفر على الحديث في مظانه في كتاب الكافي.

٥٤٦

ما انتفعوا.

٨٨ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن حديد عن منصور بن يونس عن حارث بن المغيرة أو أبيه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قلت له: ما كان في وصية لقمان؟ قال: كان فيها الأعاجيب وكان أعجب ما كان فيها ان قال: خف الله جل وعز خيفة لو جئته ببر الثقلين لعذبك، وارج الله رجاء لو جئته بذنوب الثقلين لرحمك.

٨٩ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن النعمان عن حمزة بن حمران قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: إنّ مما حفظ من خطب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال: الآ ان المؤمن يعمل بين مخافتين، بين أجل قد مضى لا يدرى ما الله صانع فيه وبين أجل قد بقي لا يدرى ما اللهعزوجل قاض فيه. والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٩٠ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( أُولئِكَ يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَهُمْ لَها سابِقُونَ ) يقول: هو عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه لم يسبقه أحد.

٩١ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب في مناقب زين العابدينعليه‌السلام وكان إذا دخل شهر رمضان يكتب على غلمانه ذنوبهم حتّى إذا كان آخر ليلة دعاهم ثم أظهر الكتاب وقال: يا فلان فعلت كذا وكذا ولم أؤد بك؟ فيقرون اجمع فيقوم وسطهم ويقول لهم: ارفعوا أصواتكم وقولوا: يا عليّ بن الحسين ربك قد أحصى عليك ما عملت كما أحصيت علينا ولديه كتاب ينطق بالحق لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلّا أحصاها فاذكر ذل مقامك بين يدي ربك الذي لا يظلم مثقال ذرة وكفى بالله شهيدا، فاعف واصفح يعف عنك المليك لقوله تعالى:( وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ ) ويبكى وينوح.

٩٢ ـ في جوامع الجامع ( حَتَّى إِذا أَخَذْنا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذابِ ) والعذاب قتلهم يوم بدر، أو الجوع حين دعا عليهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: أللهمّ اشدد ووطأتك على مضر

٥٤٧

واجعلها عليهم سنين كسنى يوسف(١) فابتلاهم الله بالقحط حتّى أكلوا الجيف والكلاب والعظام المحترقة والقد(٢) والأولاد. وفي مجمع البيان ذكر نحو الثاني ونقله قولا عن الضحاك.

٩٣ ـ وفي جوامع الجامع ـ أم جاء هم ما لم يأت آبائهم الأولين حيث خافوا الله فآمنوا به وأطاعوه، وآباءهم إسمعيل وأعقابه وعن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تسبوا مضر ولا ربيعة فإنهما كانا مسلمين، ولا تسبوا الحارث بن كعب ولا أسد بن خزيمة ولا تميم بن مر فإنهم كانوا على الإسلام، وما شككتم فيه من شيء فلا تشكوا في ان تبعا كان مسلما.

٩٤ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم ـ ولو اتبع الحق أهوائهم لفسدت السموات والأرض ومن فيهن قال: الحق رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأمير المؤمنينعليه‌السلام .

٩٥ ـ وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجاً فَخَراجُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ) يقول: أم تسألهم أجرا فأجر ربك خير وقوله:( وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ) قال: إلى ولاية أمير المؤمنين.

٩٦ ـ في أمالي شيخ الطائفة قدس‌سره باسناده إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حديث طويل يقول فيهصلى‌الله‌عليه‌وآله لعليٍّعليه‌السلام ، من أحبّك لدينك وأخذ بسبيلك فهو ممن هدى إلى صراط مستقيم، ومن رغب عن هواك وأبغضك وانجلاك لقى الله يوم القيامة لا خلاق له.

٩٧ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم قال:( وَإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ ) قال: عن الامام لحادون.

__________________

(١) قال الجزري: الوطأة في الأصل: الدوس بالقدم، فسمى به لغزو والقتل، لان من يطأ الشيء برجله فقد استقصى في إهلاكه واهانته ومنه الحديث أللهمّ اشدد ووطأتك على مضر أي خذهم أخذا شديدا، وقال: السنة: الجدب.

(٢) القد: الإناء من جلد. والنعل لم يجرد من الشعر. وفي بعضي النسخ «القدر» لكن المختار هو الموافق للمصدر أيضا.

٥٤٨

٩٨ ـ في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن عبد الله بن عبد الرحمن عن الهيثم بن واقد عن صفوان قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : إنّ الله تبارك وتعالى لو شاء لعرف العباد نفسه، ولكن جعلنا أبوابه وصراطه وسبيله والوجه الذي يؤتى منه، فمن عدل عن ولايتنا أو فضل علينا غيرنا فإنهم( عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٩٩ ـ في روضة الكافي خطبة مسندة لأمير المؤمنينعليه‌السلام : وهي خطبة الوسيلة يقول فيهاعليه‌السلام وقد ذكر الاشقيين: يقول لقرينه إذا التقيا:( يا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ ) فيجيبه الأشقى على رثوثة:( يا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جاءَنِي وَكانَ الشَّيْطانُ لِلْإِنْسانِ خَذُولاً ) فأنا الذكر الذي عنه ضل، والسبيل الذي عنه مال، والايمان الذي به كفر، والقرآن الذي إياه هجر، والدين الذي به كذب، والصراط الذي عنه نكب.

١٠٠ ـ في جوامع الجامع ـ( وَلَوْ رَحِمْناهُمْ وَكَشَفْنا ما بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ لَلَجُّوا فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ ) ولما أسلم ثمامة بن أثال الحنفي ولحق باليمامة ومنع الميرة من أهل مكة وأخذهم الله بالسنين حتّى أكلوا العلهز وهو دم القراد مع الصوف، جاء أبو سفيان بن حرب إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال له: أنشدك الله والرحم، ألست تزعم انك بعثت رحمة للعالمين؟ فقال: بلى، فقال له: قتلت الاباء بالسيف والأبناء بالجوع.

١٠١ ـ في أصول الكافي عليّ بن إبراهيم عن ابن أبي عمير عن أبي أيوب عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل ،( فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ وَما يَتَضَرَّعُونَ ) فقال: الاستكانة هو الخضوع، والتضرع هو رفع اليدين والتضرع بهما.

١٠٢ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن أبي أيوب عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ وَما يَتَضَرَّعُونَ ) قال: الاستكانة هي الخضوع، والتضرع رفع اليدين والتضرع بهما.

٥٤٩

١٠٣ ـ في مجمع البيان وروى عن مقاتل بن حيان عن الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : رفع الأيدي من الاستكانة، قلت: وما الاستكانة؟ قال: إلّا تقرء هذه الاية:( فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ وَما يَتَضَرَّعُونَ ) أورده الثعلبي والواحدي في تفسيريهما.

١٠٤ ـ وقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : الاستكانة الدعاء، والتضرع رفع اليدين في الصلوة.

١٠٥ ـ( حَتَّى إِذا فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً ذا عَذابٍ شَدِيدٍ ) وذلك حين دعا النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله عليهم فقال: أللهمّ اجعلها عليهم سنين كسنى يوسف فجاعوا حتّى أكلوا العلهز وهو الوبر بالدم، وقال أبو جعفرعليه‌السلام : هو في الرجعة. قال عز من قائل: و( هُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ ) الآية.

١٠٦ ـ في نهج البلاغة قالعليه‌السلام : اعجبوا لهذا الإنسان ينظر بشحم ويتكلم بلحم ويسمع بعظم ويتنفس من خرم(١) .

١٠٧ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم ثم رد اللهعزوجل على الثنوية الذين قالوا بالهين فقال:( مَا اتَّخَذَ اللهُ مِنْ وَلَدٍ وَما كانَ مَعَهُ مِنْ إِلهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلهٍ بِما خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ ) قال: لو كانا الهين كما زعمتم لطلب كل واحد منهما العلو، وإذا شاء واحد أن يخلق إنسانا شاء الاخر أن يخالفه فيخلق بهيمة، فيكون الخلق منهما على مشيتهما واختلاف ارادتهما إنسانا وبهيمة في حالة واحدة، فهذا من أعظم المحال غير موجود، وإذا بطل هذا ولم يكن بينهما اختلاف بطل الاثنان، وكان واحدا، فهذا التدبير واتصاله وقوام بعضه ببعض يدل على صانع واحد، وهو قول اللهعزوجل :( مَا اتَّخَذَ اللهُ مِنْ وَلَدٍ وَما كانَ مَعَهُ مِنْ إِلهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلهٍ بِما خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ ) وقوله:( لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتا ) .

١٠٨ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى الفتح بن يزيد الجرجاني عن أبي الحسن

__________________

(١) الخرم: الثقب والشق.

٥٥٠

عليه‌السلام حديث طويل وفي آخره قلت: جعلت فداك بقيت مسئلة قال: هات لله أبوك، قلت: يعلم القديم الشيء الذي لم يكن ان لو كان كيف كان يكون؟ قال: ويحك ان مسائلك لصعبة، أما سمعت الله يقول:( لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتا ) وقوله:( وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ ) وقال يحكى قول أهل النار:( أَخْرِجْنا نَعْمَلْ صالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ ) وقال:( وَلَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ ) فقد علم الشيء الذي لم يكن ان لو كان كيف كان يكون.

١٠٩ ـ في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى ثعلبة بن ميمون عن بعض أصحابنا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ ) فقال: عالم الغيب ما لم يكن، والشهادة ما قد كان.

١١٠ ـ في مجمع البيان وروى الحاكم أبو القاسم الحسكاني باسناده عن أبي صالح عن ابن عباس وجابر بن عبد الله انهما سمعا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول في حجة الوداع وهو بمنى: لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض، وايم الله لئن فعلتموها لتعرفني في كتيبة يضاربونكم قال: فغمز من خلفه منكبه الأيسر فالتفت فقال: أو على فنزل:( قُلْ رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي ) الآيات.

١١١ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عن بعض أصحابه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: بعث أمير المؤمنينعليه‌السلام إلى بشر بن عطارد التيمي في كلام بلغه فمر به رسول أمير المؤمنينعليه‌السلام في بنى أسد وأخذه، فقام إليه نعيم بن دجاجة الأسدي فأفلته(١) فبعث إليه أمير المؤمنينعليه‌السلام فأتوه به وأمر به أن يضرب فقال نعيم: أما والله ان المقام معك لذل وان فراقك لكفر؟ قال: فلما سمع ذلك منه قال له: قد عفونا عنك ان اللهعزوجل يقول:( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ ) اما قولك: إنّ المقام معك لذل فسيئة اكتسبتها، واما قولك: وان فراقك لكفر فحسنة اكتسبتها فهذه بهذه فأمر ان يخلى عنه.

١١٢ ـ في محاسن البرقي عنه عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز عمن أخبره

__________________

(١) أي خلصه من يده.

٥٥١

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله تعالى:( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ ) قال: التي هي أحسن التقية،( فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ) .

١١٣ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم وقوله: و( قُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ ) قال: ما يقع في قلبك من وسوسة الشياطين.

١١٤ ـ في كتاب ثواب الأعمال وذكر أحمد بن أبي عبد الله ان في رواية أبي بصير قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: من منع الزكاة سأل الرجعة عند الموت، وهو قول اللهعزوجل :( حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ ) .

١١٥ ـ في الكافي يونس عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من منع قيراطا من الزكاة فليس بمؤمن ولا مسلم، وهو قوله تعالى:( رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ ) .

١١٦ ـ أحمد بن محمد عن علي بن الحسين عن وهيب بن حفص عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: من منع الزكاة سأل الرجعة عند الموت، وهو قول الله تعالى:( رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ ) .

١١٧ ـ في من لا يحضره الفقيه في وصية النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لعليٍّعليه‌السلام : يا عليُّ تارك الزكاة يسأل الرجعة إلى الدنيا، وذلك قول اللهعزوجل :( حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ ) لآية.

١١٨ ـ في أمالي الصدوق رحمه‌الله عن الصادقعليه‌السلام حديث طويل وفيه يقولعليه‌السلام : إذا مات الكافر شيّعه سبعون ألفا من الزبانيّة إلى قبره، وأنّه ليناشد حامليه بصوت يسمعه كل شيء إلّا الثقلان ويقول:( لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ) ويقول:( رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ ) فتجيبه الزبانية( كَلَّا إِنَّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها )

١١٩ ـ في مجمع البيان وروى العيّاشي باسناده عن الفتح بن يزيد الجرجاني قال قلت لأبي الحسن الرضاعليه‌السلام : جعلت فداك يعرف القديم سبحانه الشيء الذي لم

٥٥٢

يكن أنْ لو كان كيف كان يكون؟ قال: ويحك إنّ مسألتك لصعبة، أما قرأت قولهعزوجل إلى قوله: وقال ـ يحكى قول الأشقياء ـ:( رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها ) فقد علم الشيء الذي لم يكن أنْ لو كان كيف كان يكون.

١٢٠ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم قولهعزوجل :( وَمِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) قال: البرزخ هو امر بين أمرين وهو الثواب والعقاب بين الدنيا والاخرة وهو قول الصادقعليه‌السلام : والله ما أخاف عليكم إلّا البرزخ، واما إذا صار الأمر إلينا فنحن أولى بكم.

١٢١ ـ وقال عليّ بن الحسينعليهما‌السلام : إنّ القبر إمّا روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار.

١٢٢ ـ وفيه أيضا وقوله:( وَمِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) فقال الصادقعليه‌السلام : البرزخ القبر وهو الثواب والعقاب بين الدنيا والاخرة، والدليل على ذلك قول العالمعليه‌السلام : والله ما نخاف عليكم إلّا البرزخ.

١٢٣ ـ في كتاب الخصال عن الزهري قال قال علي بن الحسين بن عليّ بن أبي طالبعليهم‌السلام : أشد ساعات ابن آدم ثلاث ساعات: الساعة التي يعاين فيها ملك الموت، والساعة التي يقوم فيها من قبره، والساعة التي يقوم فيها بين يدي الله، فاما إلى الجنة واما إلى النار، ثم قال: إنْ نجوت يا ابن آدم عند الموت فأنت أنت والا هلكت، وان نجوت يا بن آدم حين توضع في قبرك فأنت أنت والا هلكت، وان نجوت حين تحمل الناس على الصراط فأنت أنت والا هلكت، وان نجوت يا ابن آدم حين تقوم لرب العالمين فأنت أنت والا هلكت، ثم تلا:( وَمِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) وقال: هو القبر، وان لهم فيها لمعيشة ضنكا، والله ان القبر لروضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار.

١٢٤ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد بن

٥٥٣

محمد عن عبد الرحمان بن حماد عن عمر بن يزيد قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : إنّي سمعتك وأنت تقول: كل شيعتنا في الجنة على ما كان فيهم؟ قال: صدقتك كلهم والله في الجنة، قال: قلت: جعلت فداك ان الذنوب كثيرة كبار؟ فقال: اما في القيامة فكلكم في الجنة بشفاعة النبي المطاع أو وصيّ النبي، ولكني والله أتخوف عليكم في البرزخ، قلت: وما البرزخ؟ فقال: القبر منذ حين موته إلى يوم القيامة.

١٢٥ ـ في نهج البلاغة قالعليه‌السلام : سلكوا في بطون البرزخ سبيلا سلطت الأرض عليهم فيه، فأكلت لحومهم وشربت من دمائهم فأصبحوا في فجوات قبورهم جمادا لا ينمون وضمارا لا يوجدون، لا يفزعهم ورود الأهوال ولا يحزنهم تنكر الأحوال، ولا يحفلون بالرواجف، ولا يأذنون للقواصف، غيبا لا ينتظرون، وشهودا لا يحضرون وانما كانوا جميعا فتشتتوا، وآلافا فافترقوا، وما عن طول عهدهم ولا بعد محلهم عميت أخبارهم وصمت ديارهم، ولكنهم سقوا كأسا بدلتهم بالنطق خرسا وبالسمع صمما، وبالحركات سكونا فكأنهم في ارتجال الصفة صرعى سبات، جيران لا يتآنسون وأحباء لا يتزاورون، بليت بينهم عرى التعارف، وانقطعت منهم أسباب الإخاء فكلهم وحيد وهم جميع، وبجانب الهجر وهم أخلاء لا يتعارفون لليل صباحا ولا لنهار مساء أي الجديدين ظعنوا فيه كان عليهم سرمدا شاهدوا من أخطار دارهم أفظع مما خافوا ورأوا من آياتها أعظم مما قد روا، فكلا الغايتين مدت لهم إلى مباءة، فأتت مبالغ الخوف والرجاء فلو كانوا ينطقون بها لعيوا بصفة ما شاهدوا وما عاينوا(١)

__________________

(١) قولهعليه‌السلام : «في فجوات» هي جمع فجوة: وهي الفرجة المتسعة بين الشيئين. «وجمادا لا ينمون» قال الشارح المغزلى أي خرجوا عن صورة الحيوانية إلى صورة الجماد الذي لا ينمى ولا يزيد، ويروى لا ينمون بتشديد الميم من النميمة وهي الهمس والحركة ومنه قولهم اسكت الله نامته في قوله من شدد ولم يهمز «وضمارا» يقال لكل ما لا يرجى من الدين والوعد، وكل ما لا تكون منه على ثقة ضمار «لا يحفلون بالرواجف» أي لا يكترثون بالزلازل «ولا يأذنون للقواصف» أي لا يسمعون الأصوات الشديدة، أذنت لكذا أي سمعته، وجمع لغائب

٥٥٤

١٢٦ ـ في الكافي عليّ بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن خالد بن عمارة عن أبي بصير: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام إذا حيل بينه(١) وبين الكلام أتاه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ومن شاء الله(٢) فجلس رسول الله عن يمينه والاخر عن يساره، فيقول له رسول الله: اما ما كنت ترجو فهو ذا أمامك، وأما ما كنت تخاف منه فقد أمنت منه، ثم يفتح له بابا إلى الجنة فيقول: هذا منزلك من الجنة، فان شئت رددناك إلى الدنيا ولك فيها ذهب وفضة، فيقول: لا حجة لي في الدنيا، فعند ذلك بيض لونه ويرشح جبينه وتقلص شفتاه(٣) وتنتشر منخراه وتدمع عينه اليسرى، فأى هذه العلامات رأيت فاكتف بها فاذا خرجت النفس من الجسد فيعرض عليها كما يعرض عليه وهي في الجسد، فتختار الآخرة فيغسله فيمن يغسله، ويقلبه فيمن يقلبه فاذا أدرج في أكفانه ووضع على سريره خرجت روحه تمشي بين أيدى القوم قدما، تلقاه أرواح المؤمنين يسلمون عليه ويبشرونه بما أعد الله له جل ثناؤه من النعيم، فاذا وضع في قبره رد إليه الروح إلى وركيه(٤) ثم يسأل عما يعلم، فاذا جاء بما يعلم فتح له ذلك الباب الذي أراه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فيدخل عليه من نورها وبردها وطيب ريحها، قال: قلت: جعلت فداك فأين ضغطة القبر؟ فقال: هيهات ما على المؤمنين شيء والله ان هذه الأرض لتفتخر على هذه فتقول وطأ على ظهري مؤمن ولم يطأ على ظهرك مؤمن، وتقول له الأرض: والله لقد كنت أحبك وأنت تمشي على ظهري، فاما إذا وليتك فستعلم ماذا أصنع بك فتفسح له مد بصره

__________________

غيب وغيب وكلاهما مروي هاهنا، وآلاف جمع ألف، ككفار جمع كافر. وقولهعليه‌السلام : «فكأنهم في ارتجال الصفة» أي إذا وصفهم الواصف مرتجلا غير مترو في الصفة ولا متهيئ، للقول والسبات: النوم والمباءة: المنزل.

(١) أي المحتضر.

(٢) كنى بمن شاء الله عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وانما لم يصرح به كتمانا على المخالفين المنكرين.

(٣) قلص الشفتين: انزوائهما.

(٤) الورك ـ ككتف ـ: ما فوق الفخذ كالكتف فوق العضد.

٥٥٥

١٢٧ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عن عبد العزيز العبدي عن ابن أبي يعفور قال: كان خطاب الجهني خليطا لنا وكان شديد النصب لال محمد وكان يصحب نجدة الحروري(١) قال: فدخلت عليه أعوده للخلطة والتقية، فاذا هو مغمى عليه في حد الموت، فسمعته يقول: ما لي ولك يا عليُّعليه‌السلام ؟! فأخبرت بذلك أبا عبد اللهعليه‌السلام ، فقال أبو عبد الله: رآه ورب الكعبة رآه ورب الكعبة.

١٢٨ ـ عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة قال: قلت لأبي جعفرعليه‌السلام : أرأيت الميت إذا مات لم يجعل معه الجريدة؟ قال: تجافى عنه العذاب والحساب ما دام العود رطبا قال: والعذاب كله في يوم واحد في ساعة واحدة قدر ما يدخل القبر ويرجع القوم، وانما جعلت السعفتان(٢) لذلك فلا يصيبه عذاب ولا حساب بعد جفوفهما ان شاء الله.

١٢٩ ـ محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن عبد الرحمان بن أبي هاشم عن سالم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ما من موضع قبر إلّا وهو ينطق كل يوم ثلاث مرات: أنا بيت التراب، انا بيت البلى، انا بيت الدود، قال: فاذا دخله عبد مؤمن قال: مرحبا وأهلا، أما والله لقد كنت أحبك وأنت تمشي على ظهري فكيف إذا دخلت بطني فسترى ذلك؟ قال فيفسح له مد البصر ويفتح له باب يرى مقعده من الجنة، قال: ويخرج من ذلك رجل لم تر عيناه شيئا أحسن منه، فيقول: يا عبد الله ما رأيت شيئا قط أحسن منك؟ فيقول: انا رأيك الحسن الذي كنت عليه وعملك الصالح الذي كنت تعمله، قال: ثم تؤخذ روحه فيوضع في الجنة حيث رأى منزله، ثم يقال له: نم قرير العين فلا يزال نفحة من الجنة تصيب جسده، ويجد لذتها وطيبها حتّى يبعث. قال: وإذا دخل الكافر قالت له: لا مرحبا بك ولا أهلا، اما والله لقد كنت أبغضك وأنت تمشي على ظهري فكيف إذا دخلت بطني سترى ذلك، قال: فتضم

__________________

(١) الحرورية: طائفة من الخوارج منسوبة إلى حروراء وهي قرية بالكوفة رئيسهم نجدة.

(٢) السعفة: الجريدة من البخل.

٥٥٦

عليه فتجعله رميما ويعاد كما كان، ويفتح له باب إلى النار فيرى مقعده من النار، ثم قال: ثم إنّه يخرج منه رجل أقبح من رأي قط قال: فيقول له: يا عبد الله من أنت ما رأيت شيئا أقبح منك؟ قال: فيقول: أنا عملك السيئ الذي كنت تعمله ورأيك الخبيث، قال: ثم تؤخذ روحه فتوضع حيث راى مقعده من النار، ثم لم تزل نفخة من النار تصيب جسده فيجد ألمها وحرها في جسده إلى يوم يبعث، ويسلط الله على روحه تسعة وتسعين تنينا تنهشه(١) ليس فيها تنين ينفخ على وجه الأرض فتنبت شيئا.

١٣٠ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن الحسن بن عليّ عن غالب بن عثمان عن بشير الدهان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ للقبر كلاما كل يوم يقول: انا بيت الغربة أنا بيت الوحشة، انا بيت الدود، انا القبر، أنا روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار.

١٣١ ـ علي بن محمد عن علي بن الحسن عن حسين بن راشد عن المرتجل بن معمر عن ذريح المحاربي عن عبادة الأسدي عن حبة العرني قال: خرجت مع أمير المؤمنينعليه‌السلام إلى الظهر(٢) فوقف بواد السلام كأنه مخاطب لا قوام، فقمت لقيامه حتّى أعييت ثم جلست حتّى مللت، ثم قمت حتّى نالني مثل ما نالني اولا، ثم جلست حتّى مللت ثم قمت وجمعت ردائي، فقلت: يا أمير المؤمنين إنّي قد أشفقت عليك من طول القيام فراحة ساعة؟ ثم طرحت الرداء ليجلس عليه فقال لي: يا حبة ان هو إلّا محادثة مؤمن أو مؤانسة، قال: قلت: يا أمير المؤمنين وانهم لكذلك؟ قال: نعم ولو كشف لك لرأيتهم حلقا حلقا محتبين(٣) يتحادثون، فقلت: أجسام أم أرواح؟ فقال: أرواح، وما من مؤمن يموت في بقعة من بقاع الأرض إلّا قيل لروحه: ألحقي بوادي السلام وانها لبقعة من جنة عدن.

__________________

(١) التنين، الحية العظيمة.

(٢) أي إلى ظهر الكوفة.

(٣) من احتبى بالثوب: اشتمل به. وقيل: جمع بين ظهر. وساقيه بعمامة ونحوها ليستند، إذ لم يكن للعرب في البوادي جدران تستند إليها في مجالسها.

٥٥٧

١٣٢ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن الحسن بن عليّ عن أحمد بن عمر رفعه إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قلت له: إنّ أخي ببغداد وأخاف أن يموت بها؟ فقال: ما يبالي حيث ما مات، اما أنّه لا يبقى مؤمن في شرق الأرض وغربها إلّا حشر الله روحه إلى وادي السلام، قلت له: وأين وادي السلام؟ قال: ظهر الكوفة، أما أنّي كأنّي بهم حلق حلق قعود يتحدّثون.

١٣٣ ـ عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن أبي ولاد الحنّاط عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قلت له: جعلت فداك يروون ان أرواح المؤمنين في حواصل طيور(١) خضر حول العرش، فقال: لا، المؤمن أكرم على الله من أن يجعل روحه في حوصلة طير، لكن في أبدان كأبدانهم.

١٣٤ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن عبد الرحمان بن أبي نجران عن مثنى الحناط عن أبي بصير قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : إنّ أرواح المؤمنين لفي شجرة من الجنة يأكلون من طعامها ويشربون من شرابها، ويقولون: ربنا أقم الساعة لنا وأنجز لنا ما وعدتنا وألحق آخرنا بأولنا.

١٣٥ ـ سهل بن زياد عن إسمعيل بن مهران عن درست بن أبي منصور عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ الأرواح في صفة الأجساد في شجرة في الجنة، تتعارف وتتسائل، فاذا قدمت الروح على الأرواح تقول: دعوها فانها قد أقبلت من هول عظيم، ثم يسألونها: ما فعل فلان وما فعل فلان؟ فان قالت لهم: تركته حيا ارتجوه، وان قالت لهم: قد هلك قالوا: قد هوى هوى(٢) .

١٣٦ ـ عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن محمد بن عثمان عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن أرواح المؤمنين؟ فقال: في حجرات في الجنة يأكلون من طعامها ويشربون من شرابها، ويقولون: ربنا أقم لنا الساعة و

__________________

(١) الحواصل جمع الحوصلة وهي من الطير بمنزلة المعدة للإنسان.

(٢) قال المجلسي (ره): أي سقط إلى دركات الجحيم، إذ لو كان من السعداء لكان يلحق بنا.

٥٥٨

أنجز لنا ما وعدتنا والحق آخرنا بأولنا.

١٣٧ ـ على عن أبيه عن محسن بن أحمد عن محمد بن حماد عن يونس بن يعقوب عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إذا مات الميت اجتمعوا عنده يسألونه عمن مضى وعمن بقي فان كان مات ولم يرد عليهم قالوا: قد هوى هوى، ويقول بعضهم لبعض: دعوه حتّى يسكن مما مر عليه من الموت.

١٣٨ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن خالد عن القاسم بن محمد عن الحسين بن أحمد عن يونس بن ظبيان قال: كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام فقال: ما يقول الناس في أرواح المؤمنين؟ فقلت: يقولون: تكون في حواصل طيور خضر في قناديل تحت العرش، فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : سبحان الله المؤمن أكرم على الله من أن يجعل روحه في حوصلة طير، يا يونس إذا كان ذلك أتاه محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله وعلى وفاطمة والحسن والحسين والملائكة المقربونعليهم‌السلام فاذا قبضه اللهعزوجل صير تلك الروح في قالب كقالبه في الدنيا فيأكلون ويشربون، فاذا قدم عليهم القادم عرفوه بتلك الصورة التي كانت في الدنيا.

١٣٩ ـ محمد عن أحمد عن الحسين بن سعيد عن أخيه الحسن عن زرعة عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : انا نتحدث عن أرواح المؤمنين انها في حواصل طيور خضر ترعى في الجنة وتأوى إلى قناديل تحت العرش؟ فقال: لا، اذن ما هي في حواصل طير. قلت: فأين هي؟ قال: في روضة كهيئة الأجساد في الجنة.

١٤٠ ـ على عن أبيه عن ابن أبي عمير عن محمد بن عثمان عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته عن أرواح المشركين فقال: في النار يعذبون يقولون: ربنا لا تقم لنا الساعة ولا تنجز لنا ما وعدتنا ولا تلحق آخرنا بأولنا.

١٤١ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن عبد الرحمان بن أبي نجران عن مثنى عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ أرواح الكفار في نار جهنم يعرضون عليها يقولون: ربنا لا تقم لنا الساعة ولا تنجز لنا ما وعدتنا ولا تلحق آخرنا بأولنا.

٥٥٩

١٤٢ ـ محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد بإسناد له قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : شر بئر في النار برهوت الذي فيه أرواح الكفار.

١٤٣ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد وعلى بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن جعفر بن محمد الأشعري عن القداح عن أبي عبد الله عن آبائهعليهم‌السلام قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : شر ماء على وجه الأرض ماء برهوت، وهو الذي بحضرموت ترده هام الكفار.(١)

١٤٤ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّما يسأل في قبره من محض الايمان محضا أو محض الكفر محضا، وما سوى ذلك فيلهى عنه.(٢)

١٤٥ ـ أبو على الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن الحجال عن ثعلبة عن أبي بكر الحضرمي قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : لا يسأل في القبر إلّا من محضَّ الايمان محضا أو محض الكفر محضا، والآخرون يلهون عنهم.

١٤٦ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن بريد بن معاوية عن محمد بن مسلم قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : لا يسأل في القبر إلّا من محضَّ الايمان محضا أو محضَّ الكفر محضا.

١٤٧ ـ عن أحمد بن محمد عن الحسين عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن

__________________

(١) هام جمع هامة وهي الصدى ورئيس القوم، والصدى الرجل اللطيف الجسد، والجسد من الأدمي بعد موته، وطائر يخرج من رأس المقتول إذا بلى بزعم الجاهلية، وكانوا يزعمون ان عظام الميت تصير هامة فتطير على قبره والمراد بالهامة هنا أرواح الكفار وأبدانهم المثالية، قاله المحدث الكاشاني (ره)

(٢) قولهعليه‌السلام «محض الايمان ..» محض على صبغة الفعل أي أخلص وقولهعليه‌السلام : «فيلهى» ليس على معناه الحقيقي بل هو كناية عن عدم التعرض لهم في سئوال ما دون الايمان والكفر، كذا في هامش المصدر.

٥٦٠

هارون بن خارجة عن أبي بصير قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : يسأل وهو مضغوط.

١٤٨ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : أيفلت(١) من ضغطة القبر أحد؟ قال: فقال: نعوذ بالله منها، ما أقل من يفلت من ضغطة القبر، وهذا الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٤٩ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسن بن شمون عن عبد الله بن عبد الرحمان عن عبد الله بن القاسم عن أبي بكر الحضرمي قال: قلت لأبي جعفرعليه‌السلام : أصلحك الله من المسئولون في قبورهم؟ قال: من محض الايمان ومن محض الكفر، قال: قلت فبقية هذا الخلق؟ قال: يلهو والله عنهم ما يعبأ بهم قال: قلت: وعم يسألون؟ قال: عن الحجة القائمة بين أظهركم فيقال للمؤمن: ما تقول في فلان بن فلان، فيقول: ذاك امامى، فيقال: نم أنام الله عينك، ويفتح له باب من الجنة فلا يزال يتحفه من روحها إلى يوم القيامة، ويقال للكافر: ما تقول في فلان بن فلان؟ قال: فيقول: قد سمعت به وما أدرى ما هو؟ قال: فيقال له: لا دريت، قال: ويفتح له باب من النار فلا يزال ينفحه(٢) من حرها إلى يوم القيامة.

١٥٠ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد وسهل بن زياد وعلى بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن ابن محبوب عن علي بن رئاب عن ضريس الكناسي قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام ان الناس يذكرون ان فراتنا يخرج من الجنة فكيف وهو يقبل من المغرب وتصب فيه العيون والاودية؟ قال: فقال أبو جعفرعليه‌السلام وانا اسمع: إنّ لله جنة خلقها الله في المغرب، وماء فراتكم يخرج منها وإليها تخرج أرواح المؤمنين من حفرهم عند كل مساء، فتسقط على ثمارها وتأكل منها وتتنعم فيها وتتلاقى وتتعارف، فاذا طلع الفجر هاجت من الجنة فكانت في الهواء فيهما بين السماء والأرض تطير ذاهبة و

__________________

(١) من الإفلات أي يخلص.

(٢) من نفح الريح: هبت وفي المصدر «يتحفه» وهو الأظهر بقرينة صدر الحديث.

٥٦١

جائية، وتعهد حفرها إذا طلعت الشمس وتتلاقى في الهواء وتتعارف، قال: وان لله نارا في المشرق خلقها ليسكنها أرواح الكفار ويأكلون من زقومها ويشربون من حميمها ليلهم، فاذا طلع الفجر هاجت إلى واد باليمن يقال له: برهوت أشد حرا من نيران الدنيا، كانوا فيه يتلاقون ويتعارفون، فاذا كان المساء عادوا إلى النار، فهم كذلك إلى يوم القيامة، قال: قلت: أصلحك الله فما حال الموحدين المقرين بنبوة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله من المسلمين المذنبين الذين يموتون وليس لهم امام ولا يعرفون ولايتكم؟ فقال: أما هؤلاء فإنهم في حفرهم لا يخرجون منها فمن كان منهم له عمل صالح ولم يظهر له عداوة فانه يخد له خد إلى الجنة التي خلقها الله في المغرب فيدخل عليه منها الروح في حفرته إلى يوم القيامة، فيلقى الله فيحاسبه بحسناته وسيئاته، فاما إلى النار واما إلى الجنة، فهؤلاء موقوفون لأمر الله قال وكذلك يفعل بالمستضعفين والبله والأطفال وأولاد المسلمين الذين لم يبلغوا الحلم، فاما النصاب من أهل القبلة فإنهم يخد لهم خد إلى النار التي خلقها اللهعزوجل في المشرق فيدخل عليهم منها اللهب والشرور والدخان وفورة الحميم إلى يوم القيامة، ثم مصيرهم إلى الحميم( ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ ) تدعون من دون الله» أين إمامكم الذي اتخذتموه دون الامام الذي جعله الله للناس إماما.

١٥١ ـ في عيون الاخبار في باب قول الرضاعليه‌السلام لأخيه زيد بن موسى حين افتخر على من في مجلسه باسناده إلى إبراهيم بن محمد الثقفي قال: سمعت الرضاعليه‌السلام يقول: من أحب عاصيا فهو عاص، ومن أحب مطيعا فهو مطيع، ومن أعان ظالما فهو ظالم، ومن خذل ظالما فهو عادل، إنّه ليس بين الله وبين أحد قرابة ولا ينال أحد ولاية الله إلّا بالطاعة ولقد قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لبني عبد المطلب: ايتوني بأعمالكم لا بأحسابكم وأنسابكم قال الله تبارك وتعالى:( فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ ) ولا يتساءلون( فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خالِدُونَ ) .

٥٦٢

١٥٢ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم قال الصادقعليه‌السلام : لا يتقدم يوم القيامة أحد إلّا بالأعمال، والدليل على ذلك قول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أيها الناس إنّ العربية ليست بأب والد(١) وانما هو لسان ناطق فمن تكلّم به فهو عربي، الا انكم ولد آدم وآدم من تراب وأكرمكم عند الله أتقاكم والدليل على ذلك قول الله:( فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَساءَلُونَ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ ) قال: بالأعمال الحسنة( فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ ) قال: من تلك الأعمال الحسنة( فَأُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خالِدُونَ ) .

١٥٣ ـ وفيه أيضا حدثني أبي عن حنان بن سدير عن أبيه عن أبي جعفرعليه‌السلام ان صفية بنت عبد المطلب مات ابن لها فأقبلت فقال لها عمر: غطى قرطك فان قرابتك من رسول الله لا تنفعك شيئا، فقالت له: هل رأيت لي قرطا يا بن اللخناء، ثم دخلت على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فأخبرته بذلك وبكت فخرج رسول الله فنادى: الصلوة فاجتمع الناس فقال: ما بال أقوام يزعمون ان قرابتي لا تنفع، لو قد قمت المقام المحمود لشفعت في خارجكم والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٥٤ ـ في مجمع البيان وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : كل حسب ونسب منقطع إلّا حسبي ونسبي.

١٥٥ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب في مناقب زين العابدينعليه‌السلام : طاوس الفقيه: رأيته يطوف من العشاء إلى السحر ويتعبد، فلما لم ير أحدا رمق إلى السماء بطرفه(٢) وقال: إلهي غارت نجوم سماواتك، وهجعت(٣) عيون أنامك وأبوابك مفتحات للسائلين، جئتك لتغفر لي وترحمني وتريني وجه محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله في عرصات القيامة ثم بكى وقال: وعزتك وجلالك ما أردت بمعصيتي مخالفتك، وما عصيتك إذ عصيتك و

__________________

(١) وفي المصدر «ليست باب وجد».

(٢) رمقه: أطال النظر اليه.

(٣) هجع: نام.

٥٦٣

أنا بك شاك، ولا بنكالك جاهل، ولا لعقوبتك متعرض ولكن سولت لي نفسي وأعاننى على ذلك سترك المرخى به على، فأنا الآن من عذابك من يستنقذني؟ وبحبل من أعتصم ان قطعت حبلك عنى، فوا سوأتاه غدا من الوقوف بين يديك إذا قيل للمخفين: جوزوا وللمثقلين حطوا أم مع المخفين أجوز؟ أم مع المثقلين أحط؟ ويلي كلما طال عمرى كثرت خطاياي ولم أتب، أما آن لي أن أستحى من ربي، ثم بكى وأنشأ يقول:

أتحرقنى بالنار يا غاية المنى

فأين رجائي ثم أين محبتي

أتيت بأعمال قباح ردية

وما في الورى خلق جنى كجنايتي

ثم بكى وقال: سبحانك تعصى كأنك لا ترى، وتحلم كأنك لم تعص، تتودد إلى خلقك بحسن الصنيع كأن لك الحاجة إليهم، وأنت يا سيدي الغنى عنهم، ثم خر إلى الأرض ساجدا قال: فدنوت منه وشلت رأسه(١) فوضعته على ركبتي وبكيت حتّى جرت دموعي على خده، فاستوى جالسا وقال: من الذي أشغلنى عن ذكر ربي؟ فقلت له: أنا طاوس يا ابن رسول الله ما هذا الجزع والفزع؟ ونحن يلزمنا أن نفعل مثل هذا ونحن عاصون جافون؟ أبوك الحسين بن عليّ وأمك فاطمة الزهراء وجدك رسول الله! قال: فالتفت إلى وقال: هيهات هيهات يا طاوس دع عنى حديث أبي وأمي وجدي، خلق الله الجنة لمن أطاع وأحسن ولو كان عبدا حبشيا، وخلق النار لمن عصاه ولو كان ولدا قرشيا، أما سمعت قول الله تعالى:( فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَساءَلُونَ ) والله لا ينفعك غدا إلّا تقدمة تقدمها من عمل صالح.

١٥٦ ـ في أصول الكافي حديث طويل عن أمير المؤمنينعليه‌السلام جواب لرسالة طلحة والزبير إليهعليه‌السلام وفيه: زعمتما انكما أخواى في الدين وابنا عمى في النسب، فاما النسب، فلا أنكره وان كان النسب مقطوعا إلّا ما وصله الله بالسلام.

١٥٧ ـ في كتاب مقتل الحسين عليه‌السلام لأبي مخنفرحمه‌الله من كلامهعليه‌السلام في موقف كربلا: أما انا ابن بنت نبيكم صلوات الله عليه وآله؟ فو الله ما بين المشرق

__________________

(١) شال الشيء: نام.

٥٦٤

والمغرب لكم ابن بنت نبي غيري، ومن اشعارهعليه‌السلام فيه أيضا:

انا ابن على الحر من آل هاشم

كفاني بهذا مفخر حين أفخر

وفاطم أمي ثم جدي محمد

وعمى يدعى ذا الجناحين جعفر

ونحن ولاة الحوض نسقي محبنا

بكأس رسول الله ما ليس ينكر

إذا ما أتى يوم القيامة ظامئا

الى الحوض يسقيه بكفيه حيدر

ومن أشعارهعليه‌السلام أيضا :

خيرة الله من الخلق أبي

بعد جدي فانا ابن الخيرتين

أمي الزهراء حقا وأبي

وارث العلم ومولى الثقلين

فضة قد صفيت من ذهب

فانا الفضة وابن الذهبين

والدي شمس وأمي قمر

فانا الكوكب وابن القمرين

عبد الله غلاما يافعا

وقريش يعبدون الوثنين(١)

من له جد كجدي في الورى؟

أو كأمى من جميع المشرقين؟

خصه الله بفضل وتقى

فأنا الأزهر وابن الازهرين

جوهر من فضة مكنونة

فانا الجوهر وابن الدرتين

جدي المرسل مصباح الدجى

وأبي الموفى له بالبيعتين

والذي خاتمه جاد به

حين وافى رأسه للركعتين

أيده الله بطهر طاهر

صاحب الأمر ببدر وحنين

ذاك والله على المرتضى

ساد بالفضل على أهل الحرمين

١٥٨ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه‌الله عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل يذكر فيه أحوال القيامة وفيه: ومنهم أئمة الكفر وقادة الضلالة، فأولئك لا يقيم لهم يوم القيامة وزنا ولا يعبؤ بهم، لأنهم لم يعبأوا بأمره ونهيه يوم القيمة، فهم( فِي جَهَنَّمَ خالِدُونَ، تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيها كالِحُونَ ) .

__________________

(١) يفع الغلام، راهق العشرين، وقيل: ترعرع وناهز البلوغ.

٥٦٥

١٥٩ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم وقولهعزوجل :( تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ ) قال: تلهب عليهم فتحرقهم( وَهُمْ فِيها كالِحُونَ ) أي مفتوحي الفم متربدى الوجوه.

١٦٠ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي ـ عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( رَبَّنا غَلَبَتْ عَلَيْنا شِقْوَتُنا ) قال: بأعمالهم شقوا.

١٦١ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه‌الله عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل يذكر فيه أحوال المحشر يقول فيه وقد ذكر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : ويشهد على منافقي قومه وأمته وكفارهم بالحادهم وعنادهم ونقضهم عهوده، وتغييرهم سنته واعتدائهم على أهل بيته، وانقلابهم على أعقابهم وارتدادهم على أدبارهم، واحتذائهم في ذلك سنة من تقدمهم من الأمم الظالمة الخائنة لانبيائها، فيقولون بأجمعهم:( رَبَّنا غَلَبَتْ عَلَيْنا شِقْوَتُنا ) .

١٦٢ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم ـ قالوا( رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْها فَإِنْ عُدْنا فَإِنَّا ظالِمُونَ قالَ ) اخسئوا فيها ولا تكلمون فبلغني والله أعلم انهم تداكوا بعضهم على بعض سبعين عاما حتّى انتهوا إلى قعر جهنم.

١٦٣ ـ في إرشاد المفيد رحمه‌الله باسناده إلى أم سلمة قالت: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: إنّ عليّا وشيعته هم الفائزون.

١٦٤ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن سعد بن طريف عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من قرأ عشر آيات في ليلة لم يكتب من الغافلين إلى أن قال: ومن قرأ مأة آية كتب من الفائزين.

١٦٥ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم وقوله:( قالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ قالُوا لَبِثْنا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَسْئَلِ الْعادِّينَ ) قال: سئل الملائكة الذين يعدون علينا الأيام ويكتبون ساعاتنا وأعمالنا التي اكتسبنا فيها.

١٦٦ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى جعفر بن محمد بن عمارة عن أبيه قال: سألت الصادق جعفر بن محمدعليهما‌السلام فقلت له: لم خلق الله الخلق؟ فقال :

٥٦٦

ان الله تبارك وتعالى لم يخلق خلقه عبثا ولم يتركهم سدى، بل خلقهم لإظهار قدرته، وليكلفهم طاعته، فيستوجبوا بذلك رضوانه، وما خلقهم ليجلب منهم منفعة ولا ليدفع بهم مضرة بل خلقهم لينفعهم ويوصلهم إلى نعيم.

١٦٧ ـ وباسناده إلى مسعدة بن زياد قال: قال رجل لجعفر بن محمدعليهما‌السلام : يا أبا عبد الله انا خلقنا للعجب؟ قال: وما ذلك لله أنت؟ قال: خلقنا للفناء؟ فقال: مه يا ابن(١) خلقنا للبقاء، وكيف [تفنى] جنة لا تبيد(٢) ونار لا تخمد، ولكن إنّما نتحول من دار إلى دار.

__________________

(١) كذا في النسخ بياض بعد لفظة «يا ابن» لكن في المصدر هكذا «يا ابن أخ اه».

(٢) لا تبيد: أي لا نهلك.

٥٦٧

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: حصنوا أموالكم وفروجكم بتلاوة سورة النور، وحصنوا بها نسائكم، فان من أدمن قراءتها في كل يوم أو في كل ليلة لم يزن أحد(١) من أهل بيته أبدا حتّى يموت، فاذا مات شيعه إلى قبره سبعون ألف ملك، كلهم يدعون ويستغفرون له حتّى يدخل في قبره.

٢ ـ في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من قرأ سورة النور أعطى من الأجر عشر حسنات، بعدد كل مؤمنة ومؤمن فيما مضى وفيما بقي.

٣ ـ في الكافي عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تنزلوا النساء الغرف، ولا تعلموهن الكتابة وعلموهن المغزل وسورة النور.

٤ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن علي بن أسباط عن عمه يعقوب بن سالم رفعه قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : لا تعلموا نساءكم سورة يوسف، ولا تقرؤهن إياها، فان فيها الفتن وعلموهن سورة النور فان فيها المواعظ.

٥ ـ في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم بن إسحق عن عبد الرزاق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن أبي جعفرعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : وسورة النور أنزلت بعد سورة النساء، وتصديق ذلك ان اللهعزوجل أنزل عليه في سورة النساء:( وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفاحِشَةَ مِنْ نِسائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حتّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللهُ لَهُنَّ سَبِيلاً ) والسبيل الذي قال اللهعزوجل :( سُورَةٌ أَنْزَلْناها وَفَرَضْناها وَأَنْزَلْنا فِيها آياتٍ بَيِّناتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِما رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذابَهُما طائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) .

__________________

(١) هذا هو الظاهر الموافق للمصدر وفي بعض النسخ و «لم بزر أحدا».

٥٦٨

٦ ـ في تهذيب الأحكام يونس بن عبد الرحمن عن سماعة عن أبي بصير قال قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : لا يرجم الرجل والمرأة حتّى يشهد عليهما أربعة شهداء، على الجماع والإيلاج والإدخال كالميل في المكحلة.

٧ ـ يونس بن عبد الرحمن عن سماعة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: الحر والحرة إذا زنيا جلد كل واحد منهما مأة جلدة، فأما المحصن والمحصنة فعليهما الرجم.

٨ ـ عنه عن عبد الله بن سنان قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : الرجم في القرآن قوله تعالى الشيخ والشيخة فارجموهما البتة فانها قضيا الشهوة.

٩ ـ عنه عن زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: المحصن يرجم والذي قد أملك ولم يدخل بها يجلد مأة جلدة ونفى سنة.

١٠ ـ عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن محمد بن قيس عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قضى أمير المؤمنينعليه‌السلام في الشيخ والشيخة ان يجلدا مأة وقضى للمحصن الرجم، وقضى في البكر والبكرة إذا زنيا جلد مأة، ونفى سنة في غير مصرهما، وهما اللذان قد أملكا ولم يدخل بها.

١١ ـ محمد بن يحيى عن إبراهيم عن صالح بن سعيد عن محمد بن حفص عن عبد الله بن طلحة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إذا زنى الشيخ والعجوز جلدا ثم رجما عقوبة لهما، وإذا زنى النصف من الرجال رجم ولم يجلد إذا كان قد أحصن، وإذا زنى الشاب الحدث السن جلد ونفى سنة من مصره.

١٢ ـ عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن عمرو بن عثمان عن إبراهيم بن الفضل عن أبان بن تغلب قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : إذا زنى المجنون أو المعتوه(١) جلد الحد وان كان محصنا رجم قلت: وما الفرق بين المجنون والمجنونة والمعتوه والمعتوهة؟

__________________

(١) عته عتها: نقص عقله من غير جنون.

٥٦٩

فقال: المرأة إنّما تؤتى والرجل يأتى وانما يأتى إذا عقل كيف يأتى اللذة والمرأة إنّما تستكره ويفعل بها وهي لا تعقل ما يفعل بها.

١٣ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم والزنا على وجوه والحد فيه على وجوه، فمن ذلك أنّه أحضر عمر بن الخطاب ستة نفر أخذوا بالزنا، فأمر ان يقام على كل واحد منهم الحد وكان أمير المؤمنين صلوات الله عليه جالسا عند عمر، فقال: يا عمر ليس هذا حكمهم، قال: فأقم أنت عليهم الحد، فقدم واحدا منهم فضرب عنقه، وقدم الثاني فرجمه، وقدم الثالث فضربه الحد، وقدم الرابع فضربه نصف الحد، وقدم الخامس فعزره، وأطلق السادس، فتعجب عمر وتحير الناس! فقال عمر: يا أبا الحسن ستة نفر في قضية واحدة أقمت عليهم خمس عقوبات وأطلقت واحدا ليس منها حكم يشبه الاخر؟ فقال: نعم أمّا الاوّل فكان ذميّا زنى بمسلمة فخرج عن ذمته فالحكم فيه بالسيف، وأمّا الثاني فرجل محصن زنى فرجمناه، وأمّا الثالث فغير محصن حددناه واما الرابع فرق زنى ضربناه نصف الحد، واما الخامس فكان منه ذلك الفعل بالشبهة فعزرناه وأدبناه، واما السادس مجنون مغلوب على عقله سقط منه التكليف.

١٤ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن أبان عن زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: يضرب الرجل الحد قائما، والمرئة قاعدة، ويضرب كل عضو وترك الرأس والمذاكير.

١٥ ـ عليّ بن إبراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس عن إسحق بن عمار قال: سألت أبا إبراهيمعليه‌السلام عن الزاني كيف يجلد؟ قال: أشد الجلد قلت: فمن فوق ثيابه؟ قال: بل يخلع ثيابه، قلت: فالمفتري؟ قال: يضرب بين الضربين جسده كله فوق ثيابه.

١٦ ـ أبو على الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن إسحاق بن عمار قال: سألت أبا إبراهيمعليه‌السلام عن الزاني كيف يجلد؟ قال: أشد الجلد، فقلت: فوق الثياب؟ فقال: بل يجرد.

٥٧٠

١٧ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله: وليشهد عذابهما يقول: ضربهما طائفة من المؤمنين يجمع لهما الناس إذا جلدوا.

١٨ ـ في تهذيب الأحكام الحسين بن سعيد عن ابن محبوب عن حماد بن زياد عن سليمان بن خالد وذكر حديثا طويلا ثم قال: عنه عن محمد بن يحيى عن غياث بن إبراهيم عن جعفر عن أبيه عن أمير المؤمنينعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِما رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللهِ ) قال: في اقامة الحدود وفي قوله تعالى:( وَلْيَشْهَدْ عَذابَهُما طائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) قال: الطائفة واحد.

١٩ ـ في عوالي اللئالى وعن الباقرعليه‌السلام أن أقل الطائفة الحاضرة للحد هي الواحد.

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: لحد الزنا شروط وتفاصيل واحكام ولذلك مدارك، وهي مذكورة في محالها فلتطلب من هناك.

٢٠ ـ في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم بن إسحاق عن عبد الرزاق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن أبي جعفرعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : وانزل بالمدينة:( الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلَّا زانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُها إِلَّا زانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ) فلم يسم الله الزاني مؤمنا، ولا الزانية مؤمنة، وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ليس يمترى فيه أهل العلم أنّه قال: لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، فانه إذا فعل ذلك خلع عنه الايمان كخلع القميص.

٢١ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد بن أبي ـ نصر عن داود بن سرحان عن زرارة قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلَّا زانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً ) قال: هن نساء مشهورات بالزنا، ورجال مشهورون بالزنا، شهروا به وعرفوا به والناس اليوم بذلك المنزل، فمن أقيم عليه حد الزنا أو

٥٧١

متهم بالزنا لم ينبغ لأحد أن يناكحه حتّى يعرف منه التوبة.

٢٢ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن إسمعيل عن محمد بن الفضيل عن أبي الصباح الكناني قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلَّا زانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً ) فقال: كن نسوة مشهورات بالزنا، ورجال مشهورون بالزنا، قد عرفوا بذلك والناس اليوم بتلك المنزلة، فمن أقيم عليه حد زنى أو شهر به لم ينبغ لأحد أن يناكحه حتّى يعرف منه التوبة.

٢٣ ـ الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن عليّ عن أبان بن عثمان عن محمد بن سالم عن أبي جعفرعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلَّا زانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً ) قال: هم رجال ونساء كانوا على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله مشهورين بالزنا، فنهى الله عن أولئك الرجال والنساء والناس اليوم على تلك المنزلة، من شهر شيئا من ذلك أو أقيم عليه الحد فلا تزوجوه حتّى تعرف توبته.

٢٤ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن معاوية بن وهب قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن رجل تزوج امرأة فعلم بعد ما تزوجها انها كانت زنت، قال: إنْ شاء زوجها أن يأخذ الصداق ممن زوجها، ولها الصداق بما استحل من فرجها وان شاء تركها.

٢٥ ـ حميد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن أحمد بن الحسن الميثمي عن أبان عن حكم بن حكيم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( وَالزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُها إِلَّا زانٍ أَوْ مُشْرِكٌ ) قال: إنّما ذلك في الجهر، ثم قال: لو ان إنسانا زنى ثم تاب تزوج حيث شاء.

٢٦ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل قال: سأل رجل أبا الحسن الرضاعليه‌السلام وانا أسمع: عن رجل تزوج المرأة متعة ويشترط عليها ألّا يطلب ولدها، فتأتى بعد ذلك بولد فشدد في انكار الولد، وقال: أتجحده إعظاما لذلك؟ فقال الرجل: فان اتهمها؟ فقال: لا ينبغي لك أن تتزوج إلّا مؤمنة أو مسلمة ،

٥٧٢

فان اللهعزوجل يقول:( الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلَّا زانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُها إِلَّا زانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ) . ورواه في الاستبصار كذلك إلّا أنّ فيه: لا ينبغي لك ان تتزوج إلّا مأمونة ان الله تعالى يقول إلخ.

٢٧ ـ في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم بن إسحاق عن عبد الرزاق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن أبي جعفرعليه‌السلام حديث طويل بقول فيهعليه‌السلام : ونزل بالمدينة:( وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهادَةً أَبَداً وَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ إِلَّا الَّذِينَ تابُوا مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) فبرأه الله ما كان مقيما على الفرية من أن يسمى بالايمان، قال اللهعزوجل :( أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ ) وجعله الله منافقا فقال اللهعزوجل :( إِنَّ الْمُنافِقِينَ هُمُ الْفاسِقُونَ ) وجعله اللهعزوجل من أولياء إبليس قال:( إِلَّا إِبْلِيسَ كانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ) وجعله ملعونا فقال:( إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ الْغافِلاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ ) وليست تشهد الجوارح على مؤمن إنّما تشهد على من حقت عليه كلمة العذاب، فاما المؤمن فيعطى كتابه بيمينه، قال اللهعزوجل :( فَمَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولئِكَ يَقْرَؤُنَ كِتابَهُمْ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً ) .

٢٨ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم حدثني أبي عن حماد عن حريز عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: القاذف يجلد ثمانين جلدة ولا يقبل له شهادة أبدا إلّا بعد التوبة أو يكذب نفسه.

٢٩ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى علي بن أشيم عمن رواه من أصحابنا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه قيل له: لم جعل في الزنا أربعة من الشهود وفي القتل شاهدان؟ فقال: إنّ اللهعزوجل أحل لكم المتعة، وعلم انها ستنكر عليكم، فجعل الاربعة

٥٧٣

الشهود احتياطا لكم لولا ذلك لاتى عليكم، وقل ما يجتمع أربعة شهادة بأمر واحد.

٣٠ ـ حدّثنا محمد بن الحسنرحمه‌الله قال: حدّثنا محمد بن الحسن الصفار عن العباس بن معروف عن علي بن مهزيار عن علي بن أحمد بن محمد عن أبيه عن إسماعيل بن حماد عن أبي حنيفة قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : أيهما أشد الزنا أم القتل؟ قال: فقال: القتل، قال: فقلت: فما بال القتل جاز فيه شاهدان ولا يجوز في الزنا اربعة؟ فقال لي: ما عندكم فيه يا أبا حنيفة؟ قال قلت: ما عندنا فيه إلّا حديث عمران الله أجرى في الشهادة كلمتين على العباد قال ليس كذلك يا أبا حنيفة ولكن الزنا فيه حدان ولا يجوز أن يشهد كل اثنين على واحد، لان الرجل والمرئة جميعا عليهما الحد، والقتل إنّما يقام الحد على القاتل، ويدفع عن المقتول.

٣١ ـ في الكافي عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن جميل بن دراج عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته عن رجل افترى على قوم جماعة قال: إنْ أتوا به مجتمعين ضرب حدا واحدا، وان أتوا به متفرقين ضرب لكل واحد منهم حد.

٣٢ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن أبان بن عثمان عن الحسن العطار قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام رجل قذف قوما؟ قال: قال: بكلمة واحدة؟ قلت: نعم قال: يضرب حدا واحدا، فان فرق بينهم بالقذف ضرب لكل واحد منهم حدا.

٣٣ ـ عليّ بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن محمد بن حمران عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته عن رجل افترى على قوم جماعة؟ قال: فقال: إنْ أتوا به مجتمعين ضرب حدا واحدا، وان أتوا به متفرقين ضرب لكل رجل حدا ـ عنه عن سماعة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام مثله.

٣٤ ـ أبو على الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن إسحق بن عمار عن أبي الحسنعليه‌السلام قال: يجلد المفترى ضربا بين الضربين يضرب جسده كله.

٣٥ ـ عليّ بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن زرعة عن سماعة قال: سألته

٥٧٤

عن شهود الزور قال: فقال: يجلدون حدا ليس له وقت، وذلك إلى الامام ويطاف بهم حتّى يعرفهم الناس، واما قول اللهعزوجل :( وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهادَةً أَبَداً ) إلّا الذين تابوا قال: قلت: كيف تعرف توبته؟ قال: يكذب نفسه على رؤس الخلايق حتّى يضرب ويستغفر ربه، وإذا فعل فقد ظهرت توبته.

٣٦ ـ أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد وحماد عن القاسم ابن سليمان قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن الرجل يقذف الرجل فيجلد حدا ثم يتوب ولا يعلم منه إلّا خيرا أتجوز شهادته؟ قال: نعم، ما يقال عندكم؟ قلت: يقولون: توبته فيما بينه وبين الله، ولا تقبل شهادته أبدا فقال: بئس ما قالوا كان أبي يقول: إذا تاب ولم يعلم منه إلّا خير جازت شهادته.

٣٧ ـ في تهذيب الأحكام سهل بن زياد عن ابن محبوب عن نعيم بن إبراهيم عن عباد البصري عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام قال: إذا قذف الرجل الرجل فقال: إنّه ليعمل عمل قوم لوط ينكح الرجال؟ قال: يجلد حد القاذف ثمانين جلدة.

٣٨ ـ الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن القاسم بن سليمان عن أبي مريم الأنصاري قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن الغلام لم يحتلم يقذف الرجل هل يجلد؟ قال: لا وذاك لو أن رجلا قذف الغلام لم يجلد.

٣٩ ـ سهل بن زياد عن أبي نصر عن عاصم بن حميد عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في الرجل يقذف الصبية يجلد؟ قال: لا حتّى تبلغ.

٤٠ ـ الحسن بن محبوب عن عبد العزيز العبدي عن عبيد بن زرارة قال سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: لو أتيت برجل قذف عبدا مسلما بالزنا لا يعلم منه إلّا خيرا لضربته الحد حد الحر إلّا سوطا.

٤١ ـ عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إذا قذف العبد الحر جلد ثمانين، وقال: هذا من حقوق الناس.

٤٢ ـ أحمد بن محمد عن عثمان بن عيسى عن سماعة قال: سئلته عن المملوك يفتري

٥٧٥

على الحر؟ قال: عليه ثمانون قلت: فاذا زنى؟ قال: يجلد خمسين.

٤٣ ـ يونس بن عبد الرحمن عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه نهى عن قذف من ليس على الإسلام إلّا أن يطلع على ذلك منهم، وقال: أيسر ما يكون ان يكون قد كذب.

٤٤ ـ محمد بن الحسن الصفار عن الحسين بن عليّ عن يونس بن عبد الرحمان عن أبي بكر الحضرمي عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قلت: جعلت فداك ما تقول في الرجل يقذف بعض جاهلية العرب؟ قال: يضرب الحد ان ذلك يدخل على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٤٥ ـ في عيون الاخبار في باب ما كتب به الرضاعليه‌السلام إلى محمد بن سنان في جواب مسائله في العلل: وعلة ضرب القاذف وشارب الخمر ثمانين جلدة لان في القذف نفى الولد وقطع النسل، وذهاب النسب، وكذلك شارب الخمر لأنه إذا شرب هذى، وإذا هذى افترى فوجب حد المفترى.

٤٦ ـ في الاستبصار عن إسماعيل بن زياد عن الصادق والباقرعليهما‌السلام أنَّ عليّاعليه‌السلام قال: ليس بين خمس نساء وأزواجهن ملاعنة، إلى قوله: والمجلود في الفرية، لان الله تعالى يقول:( وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهادَةً أَبَداً ) .

٤٧ ـ في مجمع البيان ( وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهادَةً أَبَداً وَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ إِلَّا الَّذِينَ تابُوا ) واختلف في هذا الاستثناء إلى ماذا يرجع؟ على قولين: أحدهما إنّه يرجع إلى الفسق خاصة دون قوله:( وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهادَةً أَبَداً ) فيزول عنه اسم الفسق بالتوبة، ولا تقبل شهادته إلى قوله: والاخر أن الاستثناء يرجع إلى الأمرين، فاذا تاب قبلت شهادته حد أو لم يحد عن ابن عباس إلى قوله: وقول أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام . قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: لحد القذف شروط وأحكام كثيرة ومدارك تطلب من محالها.

٤٨ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد بن أبي ـ نصر عن المثنى عن زرارة قال: سئل أبو عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( وَالَّذِينَ

٥٧٦

يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَداءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ ) قال: هو القاذف الذي يقذف امرأته فاذا قذفها ثم أقرّ أنّه كذب عليها جلد الحد، وردت إليه امرأته، وان أبى إلّا أن يمضى فليشهد عليها( أَرْبَعُ شَهاداتٍ بِاللهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ، وَالْخامِسَةُ ) يلعن فيها نفسه( إِنْ كانَ مِنَ الْكاذِبِينَ ) ، وان أرادت ان تدرء عن نفسها العذاب والعذاب هو الرجم ـ شهدت( أَرْبَعَ شَهاداتٍ بِاللهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكاذِبِينَ، وَالْخامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللهِ عَلَيْها إِنْ كانَ مِنَ الصَّادِقِينَ ) ، فان لم تفعل رجمت وان فعلت درأت عن نفسها الحد، ثم لا تحل له إلى يوم القيامة، قلت: أرأيت ان فرق بينهما ولهما ولد فمات؟ قال ترثه امه، وان ماتت امه ورثه أخواله، ومن قال: إنّه ولد زنا جلد الحد، قلت: يرد إليه الولد إذا أقر به؟ قال: لا ولا كرامة ولا يرث الابن ويرثه الابن.

٤٩ ـ عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن الحسين بن سيف عن محمد بن سليمان عن أبي جعفر الثانيعليه‌السلام قال: قلت له: كيف صار الزوج إذا قذف امرأته كانت شهادته أربع شهادات بالله؟ وكيف لا يجوز ذلك لغيره وصار إذا قذفها غير الزوج جلد الحد ولو كان ولدا أو أخا؟ فقال: قد سئل جعفرعليه‌السلام عن هذا فقال: ألآ ترى أنّه إذا قذف الزوج امرأته قيل له: وكيف علمت انها فاعلة؟ فان قال: رأيت ذلك منها بعيني كانت شهادته أربع شهادات بالله، وذلك أنّه قد يجوز للرجل أن يدخل المدخل في الخلوة التي لا يصلح لغيره أن يدخلها، ولا يشهدها ولد ولا والد في الليل والنهار، فلذلك صارت شهادته أربع شهادات إذا قال: رأيت ذلك بعيني، وإذا قال: إنّي لم أعاين صار قاذفا وضرب الحد إلّا أن يقيم عليها البينة وان زعم غير الزوج إذا قذف وادعى أنّه رآه بعينه قيل له: وكيف رأيت ذلك وما أدخلك ذلك المدخل الذي رأيت فيه هذا وحدك؟ أنت متهم في دعواك، فان كنت صادقا فأنت في حد التهمة، فلا بد من أدبك بالحد الذي أوجبه الله عليك، قال: وانما صارت شهادة الزوج اربع شهادات لمكان الاربعة شهداء مكان كل شاهد يمين.

٥٠ ـ في عوالي اللئالى روى في الحديث ان هلال بن امية قذف زوجته بشريك

٥٧٧

ابن السحماء فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : البينة والأحد في ظهرك، فقال: والذي بعثك بالحق اننى لصادق وسينزل الله ما يبرئ ظهري من الجلد، فنزل قوله تعالى:( وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ ) الآية.

٥١ ـ في الكافي عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن عبد الرحمن ابن الحجاج قال: إنّ عباد البصري سئل أبا عبد اللهعليه‌السلام وانا حاضر: كيف يلاعن الرجل المرئة فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : إنّ رجلا من المسلمين أتى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: يا رسول الله أرأيت لو أن رجلا دخل منزله فوجد مع امرأته رجلا يجامعها ما كان يصنع؟ قال: فأعرض عنه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فانصرف الرجل وكان ذلك الرجل هو الذي ابتلى بذلك من امرأته، قال: فنزل الوحي من عند اللهعزوجل بالحكم فيهما فأرسل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى ذلك الرجل فدعاه فقال: أنت الذي رأيت مع امرأتك رجلا؟ فقال: نعم فقال له: انطلق فأتنى بامرأتك، فان الله قد انزل الحكم فيك وفيها، قال: فأحضرها زوجها فأوقفهما رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ثم قال للزوج: اشهد أربع شهادات بالله انك لمن الصادقين فيما رميتها، قال: فشهد ثم قال له: اتق الله فان لعنة الله شديدة، ثم قال له: اشهد الخامسة ان لعنة الله عليك ان كنت من الكاذبين، قال: فشهد قال: فأمر به فنحى ثم قال للمرأة: اشهدي اربع شهادات بالله ان زوجك لمن الكاذبين فيما رماك به قال: فشهدت ثم قال لها: أمسكى فوعظها وقال لها: اتقى الله فان غضب الله شديد ثم قال لها: اشهدي( الْخامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللهِ ) عليك ان كان زوجك من الصادقين فيما رماك به، قال: فشهدت ففرق بينهما وقال لهما: لا تجتمعا بنكاح أبدا بعد ما تلاعنتما.

٥٢ ـ الحسن بن محبوب عن عباد بن صهيب عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في رجل أوقفه الامام للعان فشهد شهادتين ثم نكل فأكذب نفسه قبل أن يفرغ من اللعان، قال: يجلد حد القاذف ولا يفرق بينه وبين امرأته.

٥٣ ـ عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إذا قذف الرجل امرأته فانه لا يلاعنها حتّى يقول: رأيت بين رجليها رجلا

٥٧٨

ـ يزني بها، قال: وسئل عن الرجل يقذف امرأته؟ قال، يلاعنها ثم يفرق بينهما فلا تحل له أبدا، فاذا أقر على نفسه قبل الملاعنة جلد حدا وهي امرأته، قال: وسألته عن المرئة الحرة يقذفها زوجها وهو مملوك؟ قال: يلاعنها، قال: وسألته عن الحر تحته امة فيقذفها قال: يلاعنها قال: وسئلته عن الملاعنة التي يرميها زوجها وينتفى من ولدها ويلاعنها ويفارقها ثم يقول بعد ذلك: الولد ولدي ويكذب نفسه؟ فقال: اما المرئة فلا ترجع إليه أبدا، واما الولد فانى أرده إليه إذا ادعاه ولا أدع ولده وليس له ميراث ويرث الابن الأب ولا يرث الأب الابن ويكون ميراثه لأخواله، فان لم يدعه أبوه فان أخواله يرثونه ولا يرثهم، وان دعاه أحد ابن الزانية جلد الحد.

٥٤ ـ الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن عليّ عن أبان عن محمد بن مسلم عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: لا يكون الملاعنة ولا إيلاء إلّا بعد الدخول.

٥٥ ـ عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن جميل بن دراج عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته عن الحر بينه وبين المملوكة لعان؟ فقال: نعم وبين المملوك والحرة وبين العبد والامة وبين المسلم واليهودية والنصرانية ولا يتوارثان ولا يتوارث الحر والمملوكة.

٥٦ ـ عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي ومحمد بن مسلم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في رجل قذف امرأته وهي خرساء قال: يفرق بينهما.

٥٧ ـ محمد بن يحيى عن العمركي بن عليّ عن عليّ بن جعفر عن أخيه أبي الحسنعليه‌السلام قال: سألته عن رجل لاعن امرأته فحلف أربع شهادات بالله ثمّ نكل في الخامسة قال: إنْ نكل في الخامسة فهي امرأته وجلد، وان نكلت المرئة عن ذلك إذا كانت اليمين عليها فعليها مثل ذلك، قال: وسألته عن الملاعنة قائما يلاعن أو قاعدا قال: الملاعنة وما أشبهها من قيام.

٥٨ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن بعض أصحابه عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ثلاث مَن كنَّ فيه كان

٥٧٩

منافقا وان صام وصلى وزعم أنّه مسلم، من إذا اؤتمن خان، وان حدث كذب، وإذا وعد اخلف، ان اللهعزوجل قال في كتابه:( إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْخائِنِينَ ) وقال: إنّ لعنة الله عليه ان كان من الكاذبين وفي قوله تعالى:( وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِسْماعِيلَ إِنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ وَكانَ رَسُولاً نَبِيًّا ) .

٥٩ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم واما قولهعزوجل :( وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ ) إلى قوله تعالى:( إِنْ كانَ مِنَ الصَّادِقِينَ ) فانها نزلت في اللعان، وكان سبب ذلك أنّه لما رجع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من غزوة تبوك جاء إليه عويمر بن ساعدة العجلاني وكان من الأنصار فقال: يا رسول الله ان امرأتى زنى بها شريك بن السمحاء وهي منه حامل، فأعرض عنه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فأعاد عليه القول فاعرض عنه حتّى فعل ذلك أربع مرات، فدخل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله منزله فنزل عليه آية اللعان، فخرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وصلى بالناس العصر وقال لعويمر: ايتني بأهلك فقد أنزل اللهعزوجل فيكما قرآنا، فجاء إليها فقال لها: رسول الله يدعوك وكانت في شرف من قومها فجاء معها جماعة فلما دخلت المسجد قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لعويمر: تقدم إلى المنبر والتعنا. فقال: كيف اصنع؟ فقال: تقدم وقل: اشهد بالله أنّي لمن الصادقين فيما رميتها به، فتقدم وقالها، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أعدها فأعادها حتّى فعل ذلك أربع مرات، فقال له في الخامسة: عليك لعنة الله ان كنت من الكاذبين فيما رميتها به، فقال له في الخامسة:( أَنَّ لَعْنَتَ اللهِ عَلَيْهِ إِنْ كانَ مِنَ الْكاذِبِينَ ) فيما رماها به(١) ثم قال رسول الله: إنّ اللعنة موجبة ان كنت كاذبا.

ثم قال له: تنح فتنحى ثم قال لزوجته: تشهدين كما شهد والا أقمت عليك حد الله فنظرت في وجوه قومها فقالت: لا اسود هذه الوجوه في هذه العشية فتقدمت إلى المنبر وقالت: اشهد بالله ان عويمر بن ساعدة من الكاذبين فيما رمانى، فقال لها رسول الله: أعيديها فاعادتها حتّى إعادتها اربع مرات فقال لها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : العني نفسك في

__________________

(١) كذا في النسخ وفي المصدر هكذا: «فقال له في الخامسة: عليك لعنة الله ان كنت من الكاذبين فيما رميتها به، فقال: والخامسة ان لعنة الله اه».

٥٨٠

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643