تفسير نور الثقلين الجزء ٣

تفسير نور الثقلين6%

تفسير نور الثقلين مؤلف:
المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 643

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 643 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 266270 / تحميل: 8760
الحجم الحجم الحجم
تفسير نور الثقلين

تفسير نور الثقلين الجزء ٣

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

هارون بن خارجة عن أبي بصير قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : يسأل وهو مضغوط.

١٤٨ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : أيفلت(١) من ضغطة القبر أحد؟ قال: فقال: نعوذ بالله منها، ما أقل من يفلت من ضغطة القبر، وهذا الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٤٩ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسن بن شمون عن عبد الله بن عبد الرحمان عن عبد الله بن القاسم عن أبي بكر الحضرمي قال: قلت لأبي جعفرعليه‌السلام : أصلحك الله من المسئولون في قبورهم؟ قال: من محض الايمان ومن محض الكفر، قال: قلت فبقية هذا الخلق؟ قال: يلهو والله عنهم ما يعبأ بهم قال: قلت: وعم يسألون؟ قال: عن الحجة القائمة بين أظهركم فيقال للمؤمن: ما تقول في فلان بن فلان، فيقول: ذاك امامى، فيقال: نم أنام الله عينك، ويفتح له باب من الجنة فلا يزال يتحفه من روحها إلى يوم القيامة، ويقال للكافر: ما تقول في فلان بن فلان؟ قال: فيقول: قد سمعت به وما أدرى ما هو؟ قال: فيقال له: لا دريت، قال: ويفتح له باب من النار فلا يزال ينفحه(٢) من حرها إلى يوم القيامة.

١٥٠ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد وسهل بن زياد وعلى بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن ابن محبوب عن علي بن رئاب عن ضريس الكناسي قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام ان الناس يذكرون ان فراتنا يخرج من الجنة فكيف وهو يقبل من المغرب وتصب فيه العيون والاودية؟ قال: فقال أبو جعفرعليه‌السلام وانا اسمع: إنّ لله جنة خلقها الله في المغرب، وماء فراتكم يخرج منها وإليها تخرج أرواح المؤمنين من حفرهم عند كل مساء، فتسقط على ثمارها وتأكل منها وتتنعم فيها وتتلاقى وتتعارف، فاذا طلع الفجر هاجت من الجنة فكانت في الهواء فيهما بين السماء والأرض تطير ذاهبة و

__________________

(١) من الإفلات أي يخلص.

(٢) من نفح الريح: هبت وفي المصدر «يتحفه» وهو الأظهر بقرينة صدر الحديث.

٥٦١

جائية، وتعهد حفرها إذا طلعت الشمس وتتلاقى في الهواء وتتعارف، قال: وان لله نارا في المشرق خلقها ليسكنها أرواح الكفار ويأكلون من زقومها ويشربون من حميمها ليلهم، فاذا طلع الفجر هاجت إلى واد باليمن يقال له: برهوت أشد حرا من نيران الدنيا، كانوا فيه يتلاقون ويتعارفون، فاذا كان المساء عادوا إلى النار، فهم كذلك إلى يوم القيامة، قال: قلت: أصلحك الله فما حال الموحدين المقرين بنبوة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله من المسلمين المذنبين الذين يموتون وليس لهم امام ولا يعرفون ولايتكم؟ فقال: أما هؤلاء فإنهم في حفرهم لا يخرجون منها فمن كان منهم له عمل صالح ولم يظهر له عداوة فانه يخد له خد إلى الجنة التي خلقها الله في المغرب فيدخل عليه منها الروح في حفرته إلى يوم القيامة، فيلقى الله فيحاسبه بحسناته وسيئاته، فاما إلى النار واما إلى الجنة، فهؤلاء موقوفون لأمر الله قال وكذلك يفعل بالمستضعفين والبله والأطفال وأولاد المسلمين الذين لم يبلغوا الحلم، فاما النصاب من أهل القبلة فإنهم يخد لهم خد إلى النار التي خلقها اللهعزوجل في المشرق فيدخل عليهم منها اللهب والشرور والدخان وفورة الحميم إلى يوم القيامة، ثم مصيرهم إلى الحميم( ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ ) تدعون من دون الله» أين إمامكم الذي اتخذتموه دون الامام الذي جعله الله للناس إماما.

١٥١ ـ في عيون الاخبار في باب قول الرضاعليه‌السلام لأخيه زيد بن موسى حين افتخر على من في مجلسه باسناده إلى إبراهيم بن محمد الثقفي قال: سمعت الرضاعليه‌السلام يقول: من أحب عاصيا فهو عاص، ومن أحب مطيعا فهو مطيع، ومن أعان ظالما فهو ظالم، ومن خذل ظالما فهو عادل، إنّه ليس بين الله وبين أحد قرابة ولا ينال أحد ولاية الله إلّا بالطاعة ولقد قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لبني عبد المطلب: ايتوني بأعمالكم لا بأحسابكم وأنسابكم قال الله تبارك وتعالى:( فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ ) ولا يتساءلون( فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خالِدُونَ ) .

٥٦٢

١٥٢ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم قال الصادقعليه‌السلام : لا يتقدم يوم القيامة أحد إلّا بالأعمال، والدليل على ذلك قول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أيها الناس إنّ العربية ليست بأب والد(١) وانما هو لسان ناطق فمن تكلّم به فهو عربي، الا انكم ولد آدم وآدم من تراب وأكرمكم عند الله أتقاكم والدليل على ذلك قول الله:( فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَساءَلُونَ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ ) قال: بالأعمال الحسنة( فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ ) قال: من تلك الأعمال الحسنة( فَأُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خالِدُونَ ) .

١٥٣ ـ وفيه أيضا حدثني أبي عن حنان بن سدير عن أبيه عن أبي جعفرعليه‌السلام ان صفية بنت عبد المطلب مات ابن لها فأقبلت فقال لها عمر: غطى قرطك فان قرابتك من رسول الله لا تنفعك شيئا، فقالت له: هل رأيت لي قرطا يا بن اللخناء، ثم دخلت على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فأخبرته بذلك وبكت فخرج رسول الله فنادى: الصلوة فاجتمع الناس فقال: ما بال أقوام يزعمون ان قرابتي لا تنفع، لو قد قمت المقام المحمود لشفعت في خارجكم والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٥٤ ـ في مجمع البيان وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : كل حسب ونسب منقطع إلّا حسبي ونسبي.

١٥٥ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب في مناقب زين العابدينعليه‌السلام : طاوس الفقيه: رأيته يطوف من العشاء إلى السحر ويتعبد، فلما لم ير أحدا رمق إلى السماء بطرفه(٢) وقال: إلهي غارت نجوم سماواتك، وهجعت(٣) عيون أنامك وأبوابك مفتحات للسائلين، جئتك لتغفر لي وترحمني وتريني وجه محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله في عرصات القيامة ثم بكى وقال: وعزتك وجلالك ما أردت بمعصيتي مخالفتك، وما عصيتك إذ عصيتك و

__________________

(١) وفي المصدر «ليست باب وجد».

(٢) رمقه: أطال النظر اليه.

(٣) هجع: نام.

٥٦٣

أنا بك شاك، ولا بنكالك جاهل، ولا لعقوبتك متعرض ولكن سولت لي نفسي وأعاننى على ذلك سترك المرخى به على، فأنا الآن من عذابك من يستنقذني؟ وبحبل من أعتصم ان قطعت حبلك عنى، فوا سوأتاه غدا من الوقوف بين يديك إذا قيل للمخفين: جوزوا وللمثقلين حطوا أم مع المخفين أجوز؟ أم مع المثقلين أحط؟ ويلي كلما طال عمرى كثرت خطاياي ولم أتب، أما آن لي أن أستحى من ربي، ثم بكى وأنشأ يقول:

أتحرقنى بالنار يا غاية المنى

فأين رجائي ثم أين محبتي

أتيت بأعمال قباح ردية

وما في الورى خلق جنى كجنايتي

ثم بكى وقال: سبحانك تعصى كأنك لا ترى، وتحلم كأنك لم تعص، تتودد إلى خلقك بحسن الصنيع كأن لك الحاجة إليهم، وأنت يا سيدي الغنى عنهم، ثم خر إلى الأرض ساجدا قال: فدنوت منه وشلت رأسه(١) فوضعته على ركبتي وبكيت حتّى جرت دموعي على خده، فاستوى جالسا وقال: من الذي أشغلنى عن ذكر ربي؟ فقلت له: أنا طاوس يا ابن رسول الله ما هذا الجزع والفزع؟ ونحن يلزمنا أن نفعل مثل هذا ونحن عاصون جافون؟ أبوك الحسين بن عليّ وأمك فاطمة الزهراء وجدك رسول الله! قال: فالتفت إلى وقال: هيهات هيهات يا طاوس دع عنى حديث أبي وأمي وجدي، خلق الله الجنة لمن أطاع وأحسن ولو كان عبدا حبشيا، وخلق النار لمن عصاه ولو كان ولدا قرشيا، أما سمعت قول الله تعالى:( فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَساءَلُونَ ) والله لا ينفعك غدا إلّا تقدمة تقدمها من عمل صالح.

١٥٦ ـ في أصول الكافي حديث طويل عن أمير المؤمنينعليه‌السلام جواب لرسالة طلحة والزبير إليهعليه‌السلام وفيه: زعمتما انكما أخواى في الدين وابنا عمى في النسب، فاما النسب، فلا أنكره وان كان النسب مقطوعا إلّا ما وصله الله بالسلام.

١٥٧ ـ في كتاب مقتل الحسين عليه‌السلام لأبي مخنفرحمه‌الله من كلامهعليه‌السلام في موقف كربلا: أما انا ابن بنت نبيكم صلوات الله عليه وآله؟ فو الله ما بين المشرق

__________________

(١) شال الشيء: نام.

٥٦٤

والمغرب لكم ابن بنت نبي غيري، ومن اشعارهعليه‌السلام فيه أيضا:

انا ابن على الحر من آل هاشم

كفاني بهذا مفخر حين أفخر

وفاطم أمي ثم جدي محمد

وعمى يدعى ذا الجناحين جعفر

ونحن ولاة الحوض نسقي محبنا

بكأس رسول الله ما ليس ينكر

إذا ما أتى يوم القيامة ظامئا

الى الحوض يسقيه بكفيه حيدر

ومن أشعارهعليه‌السلام أيضا :

خيرة الله من الخلق أبي

بعد جدي فانا ابن الخيرتين

أمي الزهراء حقا وأبي

وارث العلم ومولى الثقلين

فضة قد صفيت من ذهب

فانا الفضة وابن الذهبين

والدي شمس وأمي قمر

فانا الكوكب وابن القمرين

عبد الله غلاما يافعا

وقريش يعبدون الوثنين(١)

من له جد كجدي في الورى؟

أو كأمى من جميع المشرقين؟

خصه الله بفضل وتقى

فأنا الأزهر وابن الازهرين

جوهر من فضة مكنونة

فانا الجوهر وابن الدرتين

جدي المرسل مصباح الدجى

وأبي الموفى له بالبيعتين

والذي خاتمه جاد به

حين وافى رأسه للركعتين

أيده الله بطهر طاهر

صاحب الأمر ببدر وحنين

ذاك والله على المرتضى

ساد بالفضل على أهل الحرمين

١٥٨ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه‌الله عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل يذكر فيه أحوال القيامة وفيه: ومنهم أئمة الكفر وقادة الضلالة، فأولئك لا يقيم لهم يوم القيامة وزنا ولا يعبؤ بهم، لأنهم لم يعبأوا بأمره ونهيه يوم القيمة، فهم( فِي جَهَنَّمَ خالِدُونَ، تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيها كالِحُونَ ) .

__________________

(١) يفع الغلام، راهق العشرين، وقيل: ترعرع وناهز البلوغ.

٥٦٥

١٥٩ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم وقولهعزوجل :( تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ ) قال: تلهب عليهم فتحرقهم( وَهُمْ فِيها كالِحُونَ ) أي مفتوحي الفم متربدى الوجوه.

١٦٠ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي ـ عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( رَبَّنا غَلَبَتْ عَلَيْنا شِقْوَتُنا ) قال: بأعمالهم شقوا.

١٦١ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه‌الله عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل يذكر فيه أحوال المحشر يقول فيه وقد ذكر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : ويشهد على منافقي قومه وأمته وكفارهم بالحادهم وعنادهم ونقضهم عهوده، وتغييرهم سنته واعتدائهم على أهل بيته، وانقلابهم على أعقابهم وارتدادهم على أدبارهم، واحتذائهم في ذلك سنة من تقدمهم من الأمم الظالمة الخائنة لانبيائها، فيقولون بأجمعهم:( رَبَّنا غَلَبَتْ عَلَيْنا شِقْوَتُنا ) .

١٦٢ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم ـ قالوا( رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْها فَإِنْ عُدْنا فَإِنَّا ظالِمُونَ قالَ ) اخسئوا فيها ولا تكلمون فبلغني والله أعلم انهم تداكوا بعضهم على بعض سبعين عاما حتّى انتهوا إلى قعر جهنم.

١٦٣ ـ في إرشاد المفيد رحمه‌الله باسناده إلى أم سلمة قالت: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: إنّ عليّا وشيعته هم الفائزون.

١٦٤ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن سعد بن طريف عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من قرأ عشر آيات في ليلة لم يكتب من الغافلين إلى أن قال: ومن قرأ مأة آية كتب من الفائزين.

١٦٥ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم وقوله:( قالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ قالُوا لَبِثْنا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَسْئَلِ الْعادِّينَ ) قال: سئل الملائكة الذين يعدون علينا الأيام ويكتبون ساعاتنا وأعمالنا التي اكتسبنا فيها.

١٦٦ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى جعفر بن محمد بن عمارة عن أبيه قال: سألت الصادق جعفر بن محمدعليهما‌السلام فقلت له: لم خلق الله الخلق؟ فقال :

٥٦٦

ان الله تبارك وتعالى لم يخلق خلقه عبثا ولم يتركهم سدى، بل خلقهم لإظهار قدرته، وليكلفهم طاعته، فيستوجبوا بذلك رضوانه، وما خلقهم ليجلب منهم منفعة ولا ليدفع بهم مضرة بل خلقهم لينفعهم ويوصلهم إلى نعيم.

١٦٧ ـ وباسناده إلى مسعدة بن زياد قال: قال رجل لجعفر بن محمدعليهما‌السلام : يا أبا عبد الله انا خلقنا للعجب؟ قال: وما ذلك لله أنت؟ قال: خلقنا للفناء؟ فقال: مه يا ابن(١) خلقنا للبقاء، وكيف [تفنى] جنة لا تبيد(٢) ونار لا تخمد، ولكن إنّما نتحول من دار إلى دار.

__________________

(١) كذا في النسخ بياض بعد لفظة «يا ابن» لكن في المصدر هكذا «يا ابن أخ اه».

(٢) لا تبيد: أي لا نهلك.

٥٦٧

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: حصنوا أموالكم وفروجكم بتلاوة سورة النور، وحصنوا بها نسائكم، فان من أدمن قراءتها في كل يوم أو في كل ليلة لم يزن أحد(١) من أهل بيته أبدا حتّى يموت، فاذا مات شيعه إلى قبره سبعون ألف ملك، كلهم يدعون ويستغفرون له حتّى يدخل في قبره.

٢ ـ في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من قرأ سورة النور أعطى من الأجر عشر حسنات، بعدد كل مؤمنة ومؤمن فيما مضى وفيما بقي.

٣ ـ في الكافي عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تنزلوا النساء الغرف، ولا تعلموهن الكتابة وعلموهن المغزل وسورة النور.

٤ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن علي بن أسباط عن عمه يعقوب بن سالم رفعه قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : لا تعلموا نساءكم سورة يوسف، ولا تقرؤهن إياها، فان فيها الفتن وعلموهن سورة النور فان فيها المواعظ.

٥ ـ في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم بن إسحق عن عبد الرزاق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن أبي جعفرعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : وسورة النور أنزلت بعد سورة النساء، وتصديق ذلك ان اللهعزوجل أنزل عليه في سورة النساء:( وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفاحِشَةَ مِنْ نِسائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حتّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللهُ لَهُنَّ سَبِيلاً ) والسبيل الذي قال اللهعزوجل :( سُورَةٌ أَنْزَلْناها وَفَرَضْناها وَأَنْزَلْنا فِيها آياتٍ بَيِّناتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِما رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذابَهُما طائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) .

__________________

(١) هذا هو الظاهر الموافق للمصدر وفي بعض النسخ و «لم بزر أحدا».

٥٦٨

٦ ـ في تهذيب الأحكام يونس بن عبد الرحمن عن سماعة عن أبي بصير قال قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : لا يرجم الرجل والمرأة حتّى يشهد عليهما أربعة شهداء، على الجماع والإيلاج والإدخال كالميل في المكحلة.

٧ ـ يونس بن عبد الرحمن عن سماعة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: الحر والحرة إذا زنيا جلد كل واحد منهما مأة جلدة، فأما المحصن والمحصنة فعليهما الرجم.

٨ ـ عنه عن عبد الله بن سنان قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : الرجم في القرآن قوله تعالى الشيخ والشيخة فارجموهما البتة فانها قضيا الشهوة.

٩ ـ عنه عن زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: المحصن يرجم والذي قد أملك ولم يدخل بها يجلد مأة جلدة ونفى سنة.

١٠ ـ عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن محمد بن قيس عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قضى أمير المؤمنينعليه‌السلام في الشيخ والشيخة ان يجلدا مأة وقضى للمحصن الرجم، وقضى في البكر والبكرة إذا زنيا جلد مأة، ونفى سنة في غير مصرهما، وهما اللذان قد أملكا ولم يدخل بها.

١١ ـ محمد بن يحيى عن إبراهيم عن صالح بن سعيد عن محمد بن حفص عن عبد الله بن طلحة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إذا زنى الشيخ والعجوز جلدا ثم رجما عقوبة لهما، وإذا زنى النصف من الرجال رجم ولم يجلد إذا كان قد أحصن، وإذا زنى الشاب الحدث السن جلد ونفى سنة من مصره.

١٢ ـ عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن عمرو بن عثمان عن إبراهيم بن الفضل عن أبان بن تغلب قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : إذا زنى المجنون أو المعتوه(١) جلد الحد وان كان محصنا رجم قلت: وما الفرق بين المجنون والمجنونة والمعتوه والمعتوهة؟

__________________

(١) عته عتها: نقص عقله من غير جنون.

٥٦٩

فقال: المرأة إنّما تؤتى والرجل يأتى وانما يأتى إذا عقل كيف يأتى اللذة والمرأة إنّما تستكره ويفعل بها وهي لا تعقل ما يفعل بها.

١٣ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم والزنا على وجوه والحد فيه على وجوه، فمن ذلك أنّه أحضر عمر بن الخطاب ستة نفر أخذوا بالزنا، فأمر ان يقام على كل واحد منهم الحد وكان أمير المؤمنين صلوات الله عليه جالسا عند عمر، فقال: يا عمر ليس هذا حكمهم، قال: فأقم أنت عليهم الحد، فقدم واحدا منهم فضرب عنقه، وقدم الثاني فرجمه، وقدم الثالث فضربه الحد، وقدم الرابع فضربه نصف الحد، وقدم الخامس فعزره، وأطلق السادس، فتعجب عمر وتحير الناس! فقال عمر: يا أبا الحسن ستة نفر في قضية واحدة أقمت عليهم خمس عقوبات وأطلقت واحدا ليس منها حكم يشبه الاخر؟ فقال: نعم أمّا الاوّل فكان ذميّا زنى بمسلمة فخرج عن ذمته فالحكم فيه بالسيف، وأمّا الثاني فرجل محصن زنى فرجمناه، وأمّا الثالث فغير محصن حددناه واما الرابع فرق زنى ضربناه نصف الحد، واما الخامس فكان منه ذلك الفعل بالشبهة فعزرناه وأدبناه، واما السادس مجنون مغلوب على عقله سقط منه التكليف.

١٤ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن أبان عن زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: يضرب الرجل الحد قائما، والمرئة قاعدة، ويضرب كل عضو وترك الرأس والمذاكير.

١٥ ـ عليّ بن إبراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس عن إسحق بن عمار قال: سألت أبا إبراهيمعليه‌السلام عن الزاني كيف يجلد؟ قال: أشد الجلد قلت: فمن فوق ثيابه؟ قال: بل يخلع ثيابه، قلت: فالمفتري؟ قال: يضرب بين الضربين جسده كله فوق ثيابه.

١٦ ـ أبو على الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن إسحاق بن عمار قال: سألت أبا إبراهيمعليه‌السلام عن الزاني كيف يجلد؟ قال: أشد الجلد، فقلت: فوق الثياب؟ فقال: بل يجرد.

٥٧٠

١٧ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله: وليشهد عذابهما يقول: ضربهما طائفة من المؤمنين يجمع لهما الناس إذا جلدوا.

١٨ ـ في تهذيب الأحكام الحسين بن سعيد عن ابن محبوب عن حماد بن زياد عن سليمان بن خالد وذكر حديثا طويلا ثم قال: عنه عن محمد بن يحيى عن غياث بن إبراهيم عن جعفر عن أبيه عن أمير المؤمنينعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِما رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللهِ ) قال: في اقامة الحدود وفي قوله تعالى:( وَلْيَشْهَدْ عَذابَهُما طائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) قال: الطائفة واحد.

١٩ ـ في عوالي اللئالى وعن الباقرعليه‌السلام أن أقل الطائفة الحاضرة للحد هي الواحد.

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: لحد الزنا شروط وتفاصيل واحكام ولذلك مدارك، وهي مذكورة في محالها فلتطلب من هناك.

٢٠ ـ في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم بن إسحاق عن عبد الرزاق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن أبي جعفرعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : وانزل بالمدينة:( الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلَّا زانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُها إِلَّا زانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ) فلم يسم الله الزاني مؤمنا، ولا الزانية مؤمنة، وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ليس يمترى فيه أهل العلم أنّه قال: لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، فانه إذا فعل ذلك خلع عنه الايمان كخلع القميص.

٢١ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد بن أبي ـ نصر عن داود بن سرحان عن زرارة قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلَّا زانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً ) قال: هن نساء مشهورات بالزنا، ورجال مشهورون بالزنا، شهروا به وعرفوا به والناس اليوم بذلك المنزل، فمن أقيم عليه حد الزنا أو

٥٧١

متهم بالزنا لم ينبغ لأحد أن يناكحه حتّى يعرف منه التوبة.

٢٢ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن إسمعيل عن محمد بن الفضيل عن أبي الصباح الكناني قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلَّا زانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً ) فقال: كن نسوة مشهورات بالزنا، ورجال مشهورون بالزنا، قد عرفوا بذلك والناس اليوم بتلك المنزلة، فمن أقيم عليه حد زنى أو شهر به لم ينبغ لأحد أن يناكحه حتّى يعرف منه التوبة.

٢٣ ـ الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن عليّ عن أبان بن عثمان عن محمد بن سالم عن أبي جعفرعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلَّا زانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً ) قال: هم رجال ونساء كانوا على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله مشهورين بالزنا، فنهى الله عن أولئك الرجال والنساء والناس اليوم على تلك المنزلة، من شهر شيئا من ذلك أو أقيم عليه الحد فلا تزوجوه حتّى تعرف توبته.

٢٤ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن معاوية بن وهب قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن رجل تزوج امرأة فعلم بعد ما تزوجها انها كانت زنت، قال: إنْ شاء زوجها أن يأخذ الصداق ممن زوجها، ولها الصداق بما استحل من فرجها وان شاء تركها.

٢٥ ـ حميد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن أحمد بن الحسن الميثمي عن أبان عن حكم بن حكيم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( وَالزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُها إِلَّا زانٍ أَوْ مُشْرِكٌ ) قال: إنّما ذلك في الجهر، ثم قال: لو ان إنسانا زنى ثم تاب تزوج حيث شاء.

٢٦ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل قال: سأل رجل أبا الحسن الرضاعليه‌السلام وانا أسمع: عن رجل تزوج المرأة متعة ويشترط عليها ألّا يطلب ولدها، فتأتى بعد ذلك بولد فشدد في انكار الولد، وقال: أتجحده إعظاما لذلك؟ فقال الرجل: فان اتهمها؟ فقال: لا ينبغي لك أن تتزوج إلّا مؤمنة أو مسلمة ،

٥٧٢

فان اللهعزوجل يقول:( الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلَّا زانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُها إِلَّا زانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ) . ورواه في الاستبصار كذلك إلّا أنّ فيه: لا ينبغي لك ان تتزوج إلّا مأمونة ان الله تعالى يقول إلخ.

٢٧ ـ في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم بن إسحاق عن عبد الرزاق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن أبي جعفرعليه‌السلام حديث طويل بقول فيهعليه‌السلام : ونزل بالمدينة:( وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهادَةً أَبَداً وَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ إِلَّا الَّذِينَ تابُوا مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) فبرأه الله ما كان مقيما على الفرية من أن يسمى بالايمان، قال اللهعزوجل :( أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ ) وجعله الله منافقا فقال اللهعزوجل :( إِنَّ الْمُنافِقِينَ هُمُ الْفاسِقُونَ ) وجعله اللهعزوجل من أولياء إبليس قال:( إِلَّا إِبْلِيسَ كانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ) وجعله ملعونا فقال:( إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ الْغافِلاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ ) وليست تشهد الجوارح على مؤمن إنّما تشهد على من حقت عليه كلمة العذاب، فاما المؤمن فيعطى كتابه بيمينه، قال اللهعزوجل :( فَمَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولئِكَ يَقْرَؤُنَ كِتابَهُمْ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً ) .

٢٨ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم حدثني أبي عن حماد عن حريز عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: القاذف يجلد ثمانين جلدة ولا يقبل له شهادة أبدا إلّا بعد التوبة أو يكذب نفسه.

٢٩ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى علي بن أشيم عمن رواه من أصحابنا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه قيل له: لم جعل في الزنا أربعة من الشهود وفي القتل شاهدان؟ فقال: إنّ اللهعزوجل أحل لكم المتعة، وعلم انها ستنكر عليكم، فجعل الاربعة

٥٧٣

الشهود احتياطا لكم لولا ذلك لاتى عليكم، وقل ما يجتمع أربعة شهادة بأمر واحد.

٣٠ ـ حدّثنا محمد بن الحسنرحمه‌الله قال: حدّثنا محمد بن الحسن الصفار عن العباس بن معروف عن علي بن مهزيار عن علي بن أحمد بن محمد عن أبيه عن إسماعيل بن حماد عن أبي حنيفة قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : أيهما أشد الزنا أم القتل؟ قال: فقال: القتل، قال: فقلت: فما بال القتل جاز فيه شاهدان ولا يجوز في الزنا اربعة؟ فقال لي: ما عندكم فيه يا أبا حنيفة؟ قال قلت: ما عندنا فيه إلّا حديث عمران الله أجرى في الشهادة كلمتين على العباد قال ليس كذلك يا أبا حنيفة ولكن الزنا فيه حدان ولا يجوز أن يشهد كل اثنين على واحد، لان الرجل والمرئة جميعا عليهما الحد، والقتل إنّما يقام الحد على القاتل، ويدفع عن المقتول.

٣١ ـ في الكافي عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن جميل بن دراج عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته عن رجل افترى على قوم جماعة قال: إنْ أتوا به مجتمعين ضرب حدا واحدا، وان أتوا به متفرقين ضرب لكل واحد منهم حد.

٣٢ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن أبان بن عثمان عن الحسن العطار قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام رجل قذف قوما؟ قال: قال: بكلمة واحدة؟ قلت: نعم قال: يضرب حدا واحدا، فان فرق بينهم بالقذف ضرب لكل واحد منهم حدا.

٣٣ ـ عليّ بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن محمد بن حمران عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته عن رجل افترى على قوم جماعة؟ قال: فقال: إنْ أتوا به مجتمعين ضرب حدا واحدا، وان أتوا به متفرقين ضرب لكل رجل حدا ـ عنه عن سماعة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام مثله.

٣٤ ـ أبو على الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن إسحق بن عمار عن أبي الحسنعليه‌السلام قال: يجلد المفترى ضربا بين الضربين يضرب جسده كله.

٣٥ ـ عليّ بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن زرعة عن سماعة قال: سألته

٥٧٤

عن شهود الزور قال: فقال: يجلدون حدا ليس له وقت، وذلك إلى الامام ويطاف بهم حتّى يعرفهم الناس، واما قول اللهعزوجل :( وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهادَةً أَبَداً ) إلّا الذين تابوا قال: قلت: كيف تعرف توبته؟ قال: يكذب نفسه على رؤس الخلايق حتّى يضرب ويستغفر ربه، وإذا فعل فقد ظهرت توبته.

٣٦ ـ أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد وحماد عن القاسم ابن سليمان قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن الرجل يقذف الرجل فيجلد حدا ثم يتوب ولا يعلم منه إلّا خيرا أتجوز شهادته؟ قال: نعم، ما يقال عندكم؟ قلت: يقولون: توبته فيما بينه وبين الله، ولا تقبل شهادته أبدا فقال: بئس ما قالوا كان أبي يقول: إذا تاب ولم يعلم منه إلّا خير جازت شهادته.

٣٧ ـ في تهذيب الأحكام سهل بن زياد عن ابن محبوب عن نعيم بن إبراهيم عن عباد البصري عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام قال: إذا قذف الرجل الرجل فقال: إنّه ليعمل عمل قوم لوط ينكح الرجال؟ قال: يجلد حد القاذف ثمانين جلدة.

٣٨ ـ الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن القاسم بن سليمان عن أبي مريم الأنصاري قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن الغلام لم يحتلم يقذف الرجل هل يجلد؟ قال: لا وذاك لو أن رجلا قذف الغلام لم يجلد.

٣٩ ـ سهل بن زياد عن أبي نصر عن عاصم بن حميد عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في الرجل يقذف الصبية يجلد؟ قال: لا حتّى تبلغ.

٤٠ ـ الحسن بن محبوب عن عبد العزيز العبدي عن عبيد بن زرارة قال سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: لو أتيت برجل قذف عبدا مسلما بالزنا لا يعلم منه إلّا خيرا لضربته الحد حد الحر إلّا سوطا.

٤١ ـ عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إذا قذف العبد الحر جلد ثمانين، وقال: هذا من حقوق الناس.

٤٢ ـ أحمد بن محمد عن عثمان بن عيسى عن سماعة قال: سئلته عن المملوك يفتري

٥٧٥

على الحر؟ قال: عليه ثمانون قلت: فاذا زنى؟ قال: يجلد خمسين.

٤٣ ـ يونس بن عبد الرحمن عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه نهى عن قذف من ليس على الإسلام إلّا أن يطلع على ذلك منهم، وقال: أيسر ما يكون ان يكون قد كذب.

٤٤ ـ محمد بن الحسن الصفار عن الحسين بن عليّ عن يونس بن عبد الرحمان عن أبي بكر الحضرمي عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قلت: جعلت فداك ما تقول في الرجل يقذف بعض جاهلية العرب؟ قال: يضرب الحد ان ذلك يدخل على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٤٥ ـ في عيون الاخبار في باب ما كتب به الرضاعليه‌السلام إلى محمد بن سنان في جواب مسائله في العلل: وعلة ضرب القاذف وشارب الخمر ثمانين جلدة لان في القذف نفى الولد وقطع النسل، وذهاب النسب، وكذلك شارب الخمر لأنه إذا شرب هذى، وإذا هذى افترى فوجب حد المفترى.

٤٦ ـ في الاستبصار عن إسماعيل بن زياد عن الصادق والباقرعليهما‌السلام أنَّ عليّاعليه‌السلام قال: ليس بين خمس نساء وأزواجهن ملاعنة، إلى قوله: والمجلود في الفرية، لان الله تعالى يقول:( وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهادَةً أَبَداً ) .

٤٧ ـ في مجمع البيان ( وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهادَةً أَبَداً وَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ إِلَّا الَّذِينَ تابُوا ) واختلف في هذا الاستثناء إلى ماذا يرجع؟ على قولين: أحدهما إنّه يرجع إلى الفسق خاصة دون قوله:( وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهادَةً أَبَداً ) فيزول عنه اسم الفسق بالتوبة، ولا تقبل شهادته إلى قوله: والاخر أن الاستثناء يرجع إلى الأمرين، فاذا تاب قبلت شهادته حد أو لم يحد عن ابن عباس إلى قوله: وقول أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام . قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: لحد القذف شروط وأحكام كثيرة ومدارك تطلب من محالها.

٤٨ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد بن أبي ـ نصر عن المثنى عن زرارة قال: سئل أبو عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( وَالَّذِينَ

٥٧٦

يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَداءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ ) قال: هو القاذف الذي يقذف امرأته فاذا قذفها ثم أقرّ أنّه كذب عليها جلد الحد، وردت إليه امرأته، وان أبى إلّا أن يمضى فليشهد عليها( أَرْبَعُ شَهاداتٍ بِاللهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ، وَالْخامِسَةُ ) يلعن فيها نفسه( إِنْ كانَ مِنَ الْكاذِبِينَ ) ، وان أرادت ان تدرء عن نفسها العذاب والعذاب هو الرجم ـ شهدت( أَرْبَعَ شَهاداتٍ بِاللهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكاذِبِينَ، وَالْخامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللهِ عَلَيْها إِنْ كانَ مِنَ الصَّادِقِينَ ) ، فان لم تفعل رجمت وان فعلت درأت عن نفسها الحد، ثم لا تحل له إلى يوم القيامة، قلت: أرأيت ان فرق بينهما ولهما ولد فمات؟ قال ترثه امه، وان ماتت امه ورثه أخواله، ومن قال: إنّه ولد زنا جلد الحد، قلت: يرد إليه الولد إذا أقر به؟ قال: لا ولا كرامة ولا يرث الابن ويرثه الابن.

٤٩ ـ عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن الحسين بن سيف عن محمد بن سليمان عن أبي جعفر الثانيعليه‌السلام قال: قلت له: كيف صار الزوج إذا قذف امرأته كانت شهادته أربع شهادات بالله؟ وكيف لا يجوز ذلك لغيره وصار إذا قذفها غير الزوج جلد الحد ولو كان ولدا أو أخا؟ فقال: قد سئل جعفرعليه‌السلام عن هذا فقال: ألآ ترى أنّه إذا قذف الزوج امرأته قيل له: وكيف علمت انها فاعلة؟ فان قال: رأيت ذلك منها بعيني كانت شهادته أربع شهادات بالله، وذلك أنّه قد يجوز للرجل أن يدخل المدخل في الخلوة التي لا يصلح لغيره أن يدخلها، ولا يشهدها ولد ولا والد في الليل والنهار، فلذلك صارت شهادته أربع شهادات إذا قال: رأيت ذلك بعيني، وإذا قال: إنّي لم أعاين صار قاذفا وضرب الحد إلّا أن يقيم عليها البينة وان زعم غير الزوج إذا قذف وادعى أنّه رآه بعينه قيل له: وكيف رأيت ذلك وما أدخلك ذلك المدخل الذي رأيت فيه هذا وحدك؟ أنت متهم في دعواك، فان كنت صادقا فأنت في حد التهمة، فلا بد من أدبك بالحد الذي أوجبه الله عليك، قال: وانما صارت شهادة الزوج اربع شهادات لمكان الاربعة شهداء مكان كل شاهد يمين.

٥٠ ـ في عوالي اللئالى روى في الحديث ان هلال بن امية قذف زوجته بشريك

٥٧٧

ابن السحماء فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : البينة والأحد في ظهرك، فقال: والذي بعثك بالحق اننى لصادق وسينزل الله ما يبرئ ظهري من الجلد، فنزل قوله تعالى:( وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ ) الآية.

٥١ ـ في الكافي عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن عبد الرحمن ابن الحجاج قال: إنّ عباد البصري سئل أبا عبد اللهعليه‌السلام وانا حاضر: كيف يلاعن الرجل المرئة فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : إنّ رجلا من المسلمين أتى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: يا رسول الله أرأيت لو أن رجلا دخل منزله فوجد مع امرأته رجلا يجامعها ما كان يصنع؟ قال: فأعرض عنه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فانصرف الرجل وكان ذلك الرجل هو الذي ابتلى بذلك من امرأته، قال: فنزل الوحي من عند اللهعزوجل بالحكم فيهما فأرسل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى ذلك الرجل فدعاه فقال: أنت الذي رأيت مع امرأتك رجلا؟ فقال: نعم فقال له: انطلق فأتنى بامرأتك، فان الله قد انزل الحكم فيك وفيها، قال: فأحضرها زوجها فأوقفهما رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ثم قال للزوج: اشهد أربع شهادات بالله انك لمن الصادقين فيما رميتها، قال: فشهد ثم قال له: اتق الله فان لعنة الله شديدة، ثم قال له: اشهد الخامسة ان لعنة الله عليك ان كنت من الكاذبين، قال: فشهد قال: فأمر به فنحى ثم قال للمرأة: اشهدي اربع شهادات بالله ان زوجك لمن الكاذبين فيما رماك به قال: فشهدت ثم قال لها: أمسكى فوعظها وقال لها: اتقى الله فان غضب الله شديد ثم قال لها: اشهدي( الْخامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللهِ ) عليك ان كان زوجك من الصادقين فيما رماك به، قال: فشهدت ففرق بينهما وقال لهما: لا تجتمعا بنكاح أبدا بعد ما تلاعنتما.

٥٢ ـ الحسن بن محبوب عن عباد بن صهيب عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في رجل أوقفه الامام للعان فشهد شهادتين ثم نكل فأكذب نفسه قبل أن يفرغ من اللعان، قال: يجلد حد القاذف ولا يفرق بينه وبين امرأته.

٥٣ ـ عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إذا قذف الرجل امرأته فانه لا يلاعنها حتّى يقول: رأيت بين رجليها رجلا

٥٧٨

ـ يزني بها، قال: وسئل عن الرجل يقذف امرأته؟ قال، يلاعنها ثم يفرق بينهما فلا تحل له أبدا، فاذا أقر على نفسه قبل الملاعنة جلد حدا وهي امرأته، قال: وسألته عن المرئة الحرة يقذفها زوجها وهو مملوك؟ قال: يلاعنها، قال: وسألته عن الحر تحته امة فيقذفها قال: يلاعنها قال: وسئلته عن الملاعنة التي يرميها زوجها وينتفى من ولدها ويلاعنها ويفارقها ثم يقول بعد ذلك: الولد ولدي ويكذب نفسه؟ فقال: اما المرئة فلا ترجع إليه أبدا، واما الولد فانى أرده إليه إذا ادعاه ولا أدع ولده وليس له ميراث ويرث الابن الأب ولا يرث الأب الابن ويكون ميراثه لأخواله، فان لم يدعه أبوه فان أخواله يرثونه ولا يرثهم، وان دعاه أحد ابن الزانية جلد الحد.

٥٤ ـ الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن عليّ عن أبان عن محمد بن مسلم عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: لا يكون الملاعنة ولا إيلاء إلّا بعد الدخول.

٥٥ ـ عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن جميل بن دراج عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته عن الحر بينه وبين المملوكة لعان؟ فقال: نعم وبين المملوك والحرة وبين العبد والامة وبين المسلم واليهودية والنصرانية ولا يتوارثان ولا يتوارث الحر والمملوكة.

٥٦ ـ عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي ومحمد بن مسلم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في رجل قذف امرأته وهي خرساء قال: يفرق بينهما.

٥٧ ـ محمد بن يحيى عن العمركي بن عليّ عن عليّ بن جعفر عن أخيه أبي الحسنعليه‌السلام قال: سألته عن رجل لاعن امرأته فحلف أربع شهادات بالله ثمّ نكل في الخامسة قال: إنْ نكل في الخامسة فهي امرأته وجلد، وان نكلت المرئة عن ذلك إذا كانت اليمين عليها فعليها مثل ذلك، قال: وسألته عن الملاعنة قائما يلاعن أو قاعدا قال: الملاعنة وما أشبهها من قيام.

٥٨ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن بعض أصحابه عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ثلاث مَن كنَّ فيه كان

٥٧٩

منافقا وان صام وصلى وزعم أنّه مسلم، من إذا اؤتمن خان، وان حدث كذب، وإذا وعد اخلف، ان اللهعزوجل قال في كتابه:( إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْخائِنِينَ ) وقال: إنّ لعنة الله عليه ان كان من الكاذبين وفي قوله تعالى:( وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِسْماعِيلَ إِنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ وَكانَ رَسُولاً نَبِيًّا ) .

٥٩ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم واما قولهعزوجل :( وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ ) إلى قوله تعالى:( إِنْ كانَ مِنَ الصَّادِقِينَ ) فانها نزلت في اللعان، وكان سبب ذلك أنّه لما رجع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من غزوة تبوك جاء إليه عويمر بن ساعدة العجلاني وكان من الأنصار فقال: يا رسول الله ان امرأتى زنى بها شريك بن السمحاء وهي منه حامل، فأعرض عنه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فأعاد عليه القول فاعرض عنه حتّى فعل ذلك أربع مرات، فدخل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله منزله فنزل عليه آية اللعان، فخرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وصلى بالناس العصر وقال لعويمر: ايتني بأهلك فقد أنزل اللهعزوجل فيكما قرآنا، فجاء إليها فقال لها: رسول الله يدعوك وكانت في شرف من قومها فجاء معها جماعة فلما دخلت المسجد قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لعويمر: تقدم إلى المنبر والتعنا. فقال: كيف اصنع؟ فقال: تقدم وقل: اشهد بالله أنّي لمن الصادقين فيما رميتها به، فتقدم وقالها، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أعدها فأعادها حتّى فعل ذلك أربع مرات، فقال له في الخامسة: عليك لعنة الله ان كنت من الكاذبين فيما رميتها به، فقال له في الخامسة:( أَنَّ لَعْنَتَ اللهِ عَلَيْهِ إِنْ كانَ مِنَ الْكاذِبِينَ ) فيما رماها به(١) ثم قال رسول الله: إنّ اللعنة موجبة ان كنت كاذبا.

ثم قال له: تنح فتنحى ثم قال لزوجته: تشهدين كما شهد والا أقمت عليك حد الله فنظرت في وجوه قومها فقالت: لا اسود هذه الوجوه في هذه العشية فتقدمت إلى المنبر وقالت: اشهد بالله ان عويمر بن ساعدة من الكاذبين فيما رمانى، فقال لها رسول الله: أعيديها فاعادتها حتّى إعادتها اربع مرات فقال لها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : العني نفسك في

__________________

(١) كذا في النسخ وفي المصدر هكذا: «فقال له في الخامسة: عليك لعنة الله ان كنت من الكاذبين فيما رميتها به، فقال: والخامسة ان لعنة الله اه».

٥٨٠

الخامسة ان كان من الصادقين فيما رماك به فقالت في( الْخامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللهِ عَلَيْها إِنْ كانَ مِنَ الصَّادِقِينَ ) فيما رمانى به، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ويلك انها موجبة ان كنت كاذبة ثم قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لزوجها: اذهب فلا تحل لك أبدا قال: يا رسول الله فما لي الذي أعطيتها؟ قال: إنْ كنت كاذبا فهو أبعد لك منه، وان كنت صادقا فهو لها بما استحللت من فرجها ثم قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنْ جاءت بالولد أحمش الساقين أخفش العينين جعد قطط(١) فهو للأمر السيئ وان جاءت به أشهل اصهب(٢) فهو لأبيه فيقال انها جاءت به على الأمر السيئ فهذه لا تحل لزوجها وان جاءت بولد لا يرثه أبوه وميراثه لامه وان لم يكن له أم فلأخواله، وان قذفه أحد جلد حد القاذف.

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: لتحقق اللعان شروط وله مسائل وأحكام ومدارك، فمن أرادها فليطلبها من محالها.

٦٠ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم واما قولهعزوجل :( إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ) فان لعلة روت انها نزلت في عائشة وما رميت به في غزوة بنى المصطلق من خزاعة، واما الخاصة فإنهم رووا انها نزلت في مارية القبطية وما رمتها به عائشة حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن فضال قال: حدثني عبد الله بن بكير عن زرارة قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول: لما هلك إبراهيم بن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حزن عليه حزنا شديدا فقالت عائشة: ما الذي يحزنك عليه؟ ما هو إلّا ابن جريح، فبعث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عليّا صلوات الله عليه وامره بقتله، فذهب على صلوات الله عليه ومعه السيف وكان جريح القبطي في حائط، فضرب على باب البستان فأقبل جريح له ليفتح الباب، فلما راى عليّا صلوات الله عليه عرف في وجهه الغضب فأدبر راجعا ولم يفتح باب البستان، فوثب عليٌّعليه‌السلام على الحائط ونزل الى

__________________

(١) الاحمش: الدقيق الساقين. والخفش: صغر العين وضعف البصر خلقة. والجعد من الشعر: ما فيه النواء وتقبض أو القصير منه. والقطط القصير الجعد من الشعر.

(٢) الشهل: أنْ يشوب سواد العين زرقة، والأصهب: ما يخلط بياض شعره حمرة.

٥٨١

البستان واتبعه وولى جريح مدبرا، فلما خشي ان يرهقه(١) صعد في نخلة وصعد على في اثره فلما دنى منه رمى بنفسه من فوق النخلة فبدت عورته، فاذا ليس له ما للرجال ولا له ما للنساء، فانصرف عليٌّعليه‌السلام إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال له: يا رسول الله إذا بعثتني في الأمر أكون كالمسمار المحمى في الوبر أم اثبت، قال: لا بل تثبت، قال: والذي بعثك بالحق ما له ما للرجال وما له ما للنساء، فقال: الحمد لله الذي صرف عنا السوء أهل البيت.

٦١ ـ في مصباح الشريعة قال الصادقعليه‌السلام : لا تدع اليقين بالشك، والمكشوف بالخفي، ولا تحكم على ما لم تره بما يروى لك عنه، وقد عظم اللهعزوجل امر الغيبة وسوء الظن بإخوانك من المؤمنين، فكيف بالجرأة على اطلاق قول واعتقاد بزور وبهتان في أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال الله تعالى:( إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْواهِكُمْ ما لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللهِ عَظِيمٌ ) .

٦٢ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده إلى محمد بن الفضيل عن أبي الحسن موسى بن جعفرعليه‌السلام قال: قلت له: جعلت فداك الرجل من إخواني بلغني عنه الشيء الذي أكرهه فأسأله عنه فينكر ذلك وقد أخبرنى عنه قوم ثقات؟ فقال لي: يا محمّد كذب سمعك وبصرك عن أخيك، وان شهد عندك خمسون قسامة وقال لك قول فصدقه وكذبهم، ولا تذيعن عليه شيئا تشينه به، وتهدم به مروته، فتكون من الذين قال اللهعزوجل :( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ ) .

في روضة الكافي سهل بن زياد عن يحيى بن المبارك عن عبد الله بن جبلة عن محمد ابن الفضيل عن أبي الحسن الاولعليه‌السلام مثل ما في كتاب ثواب الأعمال.

٦٣ ـ في أصول الكافي عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قال في مؤمن ما رأته عيناه وسمعته أذناه فهو من

__________________

(١) ارهقه: أدركه.

٥٨٢

الذين قال اللهعزوجل :( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ ) .

٦٤ ـ وباسناده إلى إسحق بن عمار عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من أذاع فاحشة كان كمبتديها.

٦٥ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن هشام عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قال في مؤمن ما لا رأته ولا سمعت أذناه كان من الذين قال اللهعزوجل :( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ ) .

٦٦ ـ في أمالي الصدوق رحمه‌الله حدّثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضى الله عنه قال: حدّثنا محمد بن الحسن الصفار قال: حدّثنا أيوب بن نوح قال: حدّثنا محمد بن أبي عمير قال: حدثني محمد بن حمران عن الصادق جعفر بن محمدعليهما‌السلام قال: من قال في أخيه المؤمن ما رأته عيناه وسمعته أذناه فهو ممن قال جل جلاله:( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ ) .

٦٧ ـ في مجمع البيان ـ( لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ ) وروى عن عليٍّعليه‌السلام خطئات بالهمز.

٦٨ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ ) أو( يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبى ) وهم قرابة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله واليتامى و( الْمَساكِينَ وَالْمُهاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ) يقول: يعفو بعضكم عن بعض، ويصفح بعضكم بعضا، فاذا فعلتم كانت رحمة من الله لكم يقول اللهعزوجل :( أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) .

٦٩ ـ في مجمع البيان وروى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : «ولتعفوا ولتصفحوا» بالتاء كما روى بالياء أيضا.

٧٠ ـ في نهج البلاغة من كلام لهعليه‌السلام على سبيل الوصية: إنْ أبق فانا وليُّ

٥٨٣

دمي، وان أفن فالفناء ميعادي وان أعف فالعفو لي قربة ولكم حسنة فاعفوا( أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ ) .

٧١ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب في مناقب زين العابدينعليه‌السلام وكان إذا دخل شهر رمضان يكتب على غلمانه ذنوبهم حتّى إذا كان آخر ليلة دعاهم، ثم أظهر الكتاب وقال: يا فلان فعلت كذا ولم أؤدبك؟ فيقرون أجمع فيقوم وسطهم ويقول لهم: ارفعوا أصواتكم وقولوا: يا عليّ بن الحسين ربك قد أحصى عليك ما عملت كما أحصيت علينا ولديه كتاب ينطق بالحق لا يغادر صغيرة ولا كبيرة، فاذكر ذل مقامك بين يدي ربك الذي لا يظلم مثقال ذرة وكفى بالله شهيدا، فاعف واصفح يعف عنك المليك لقوله تعالى:( وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ ) ويبكى وينوح.

٧٢ ـ في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم بن إسحق عن عبد الرزاق بن مهران عن الحسن بن ميمون عن محمد بن سالم عن أبي جعفرعليه‌السلام حديث طويل يقول فيه: ونزل بالمدينة:( وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهادَةً أَبَداً وَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ إِلَّا الَّذِينَ تابُوا مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) فبرأه الله ما كان مقيما على الفرية من أن يسمى بالايمان، قال اللهعزوجل :( أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ ) وجعله اللهعزوجل من أولياء إبليس قال:( إِلَّا إِبْلِيسَ كانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ) وجعله ملعونا فقال:( إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ الْغافِلاتِ الْمُؤْمِناتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ ) وليست تشهد الجوارح على مؤمن إنّما تشهد على من حقت عليه كلمة العذاب، فأما المؤمن فيعطى كتابه بيمينه قال اللهعزوجل :( فَمَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولئِكَ يَقْرَؤُنَ كِتابَهُمْ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً ) .

٧٣ ـ في مصباح الشريعة قال الصادقعليه‌السلام في كلام طويل: واجعل ذهابك ومجيئك في طاعة الله، والسعي في رضاه، فان حركاتك كلها مكتوبة في صحيفتك ،

٥٨٤

قال اللهعزوجل :( يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ ) .

٧٤ ـ في روضة الكافي أحمد بن محمد عن علي بن الحسن الميثمي عن محمد ابن عبد الله عن زرارة عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول لرجل من الشيعة: أنتم الطيبون ونساؤكم الطيبات، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٧٥ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه‌الله عن الحسن بن عليّعليهما‌السلام حديث طويل يقول فيه ـ وقد قام من مجلس معاوية وأصحابه بعد ان القمهم الحجر ـ:( الْخَبِيثاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثاتِ ) هم والله يا معاوية أنت وأصحابك هؤلاء وشيعتك( وَالطَّيِّباتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّباتِ أُولئِكَ مُبَرَّؤُنَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ) هم عليّ بن أبي طالب وأصحابه وشيعته.

٧٦ ـ في مجمع البيان قيل في معناه أقوال إلى قوله الثالث: الخبيثات من النساء للخبيثين من الرجال والخبيثون من الرجال للخبيثات من النساء، والطيبات من النساء للطيبين من الرجال والطيبون من الرجال للطيبات من النساء، عن أبي مسلم والجبائي وهو المروي عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام قال: هي مثل قوله:( الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلَّا زانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً ) ألآ إنّ أناسا هموا أن يتزوجوا منهن فنها هم الله عن ذلك وكره ذلك لهم.

٧٧ ـ في كتاب الخصال عن عبد الله بن عمر وأبي هريرة قالا: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا طاب قلب المرء طاب جسده، وإذا خبث القلب خبث الجسد.

٧٨ ـ في كتاب معاني الأخبار حدّثنا محمد بن الحسن بن أحمد مرفوعا عن عبد الرحمان بن أبي عبد الله قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حتّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلى أَهْلِها ) قال الاستيناس وقع النعل والتسليم.

٧٩ ـ في مجمع البيان عن أبي أيوب الأنصاري قال: قلنا: يا رسول الله ما الاستيناس؟ قال: يتكلم الرجل بالتسبيحة والتحميدة والتكبيرة يتنحنح على أهل البيت

٥٨٥

٨٠ ـ وعن سهل بن سعيد قال: اطلع رجل في حجرة من حجر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال رسول الله ومعه مدرى(١) يحك رأسه: لو أعلم انك تنظر لطعنت به في عينيك، إنّما الاستيذان من النظر.

٨١ ـ وروى ان رجلا قال للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : أستأذن على أمي؟ فقال: نعم، قال :

انها ليس لها خادم غيري أفأستاذن عليها كلما دخلت؟ قال: أتحب أن تراها عريانة؟ قال الرجل: لا، قال: فاستأذن عليها.

٨٢ ـ وروى ان رجلا استأذن على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فتنحنح فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله لامرأة يقال لها روضة: قومي إلى هذا فعلميه وقولي له: قل: السلام عليكم أأدخل؟ فسمعها الرجل فقالها، فقال: ادخل.

٨٣ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم حدثني علي بن الحسين قال: حدثني أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن أبان عن عبد الرحمان بن أبي عبد الله عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: الاستيناس وقع النعل والتسليم.

٨٤ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن هارون ابن الجهم عن جعفر بن عمر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: نهى رسول الله ان يدخل الرجل على النساء إلّا بإذن أوليائهن.

٨٥ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن أبي أيوب الخزاز عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: يستأذن الرجل إذا دخل على أبيه ولا يستأذن الأب على الابن، قال: ويستأذن الرجل على ابنته وأخته إذا كانتا متزوجتين.

٨٦ ـ أحمد بن محمد عن ابن فضال عن أبي جميلة عن محمد بن عليّ الحلبي قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : الرجل يستأذن على أبيه؟ فقال: نعم، قد كنت استأذن على أبي وليست أمّي عنده وانما هي امرأة أبي، توفيت أمّي وانا غلام وقد يكون من خلوتهما ما لا أحب ان أفجأهما عليه، ولا يحبان ذلك منى، والسّلام أصوب وأحسن.

__________________

(١) المدري: المشط.

٥٨٦

٨٧ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن إسماعيل بن مهران عن عبيد بن معاوية بن شريح عن سيف بن عميرة عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: خرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يريد فاطمةعليها‌السلام وانا معه: فلما انتهيت إلى الباب وضع يده فدفعه ثم قال: السلام عليكم، فقالت فاطمةعليها‌السلام : عليك السلام يا رسول الله، قال: أدخل؟ قالت: ادخل يا رسول الله، قال: ادخل ومن معى؟ قالت: يا رسول الله ليس على قناع، فقال: يا فاطمة خذي فضل ملحفتك فقنعي به رأسك ففعلت، ثم قال: السلام عليكم، فقالت: وعليك السلام يا رسول الله، قال: أدخل؟ قالت: نعم يا رسول الله، قال: أنا ومن معى؟ قالت: ومن معك، قال جابر: فدخل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ودخلت فاذا فاطمةعليها‌السلام أصفر كأنه وجه جرادة، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما لي أرى وجهك أصفر؟ قالت: يا رسول الله الجوع فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله أللهمّ مشبع الجوعة ودافع الضيعة أشبع فاطمة بنت محمد، قال جابر: فو الله لنظرت إلى الدم ينحدر من قصصها حتّى عاد وجهها أحمر، فما جاعت بعد ذلك اليوم.

٨٨ ـ في من لا يحضره الفقيه وروى عن جراح المداينى قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن دار فيها ثلاثة أبيات وليس لهن حجر؟ قال: إنّما الاذن على البيوت، ليس على الدار اذن.

٨٩ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم ثم أدب اللهعزوجل خلقه فقال:( يا أيها الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ ) إلى قوله:( فَلا تَدْخُلُوها حتّى يُؤْذَنَ ) قال: معناه وان لم تجدوا فيها أحدا يأذن لكم فلا تدخلوها حتّى يؤذن لكم.

٩٠ ـ وفيه ثم رخص الله تعالى فقال:( لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيها مَتاعٌ لَكُمْ ) قال الصادقعليه‌السلام : هي الحمامات والخانات والارحية تدخلها بغير اذن، وقوله:( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ) فانه حدثني أبي عن محمد ابن أبي عمير عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: كل آية

٥٨٧

في القرآن في ذكر الفروج فهي من الزنا إلّا هذه الآية فانها من النظر.

٩١ ـ في أصول الكافي عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم ابن بريد قال: حدّثنا أبو عمر والزبيري عن أبي عبد اللهعليه‌السلام وذكر حديثا طويلا قال فيهعليه‌السلام بعد ان قال: إنّ الله تبارك وتعالى فرض الايمان على جوارح ابن آدم وقسمه عليها وفرقه فيها: وفرض على البصر ان لا ينظر إلى ما حرم الله عليه، وان يعرض عما نهى الله عنه مما لا يحل له، وهو عمله وهو من الايمان، فقال تبارك وتعالى:( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ) فنهاهم أن ينظروا إلى عوراتهم، وان ينظر المرء إلى فرج أخيه، ويحفظ فرجه أن ينظر اليه، وقال:( وَقُلْ لِلْمُؤْمِناتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَ ) من أن ينظر إحداهن إلى فرج أختها، ويحفظ فرجها من ان ينظر إليها وقال: كل شيء في القرآن من حفظ الفرج فهو من الزنا إلّا هذه الآية فانها من النظر.

٩٢ ـ في جوامع الجامع وعن أم سلمة رضى الله عنها قالت: كنت عند النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وعنده ميمونة فأقبل ابن أم مكتوم وذلك بعد ان أمرنا بالحجاب فقال: احتجبا فقلنا: يا رسول الله أليس أعمى لا يبصرنا؟ فقال: أفعمياوان أنتما، ألستما تبصرانه؟.

٩٣ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن سعد الإسكاف عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: استقبل شاب من الأنصار امرأة بالمدينة وكان النساء يتقنعن خلف آذانهن، فنظر إليها وهي مقبلة، فلما جازت نظر إليها ودخل في زقاق(١) قد سماه يعنى فلان، فجعل ينظر خلفها واعترض وجهه عظم في الحائط أو زجاجة فشق وجهه، فلما مضت المرئة نظر فاذا الدماء تسيل على ثوبه وصدره، فقال: والله لاتين رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ولأخبرنه، قال: فأتاه فلما رآه رسول الله قال له: ما هذا؟ فأخبره، فهبط جبرئيلعليه‌السلام بهذه الآية:( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذلِكَ أَزْكى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِما يَصْنَعُونَ ) .

__________________

(١) الزقاق: السكة.

٥٨٨

٩٤ ـ في من لا يحضره الفقيه قال أمير المؤمنينعليه‌السلام في وصيته لابنه محمد ابن الحنفية: وفرض على البصر أن لا ينظر إلى ما حرم اللهعزوجل عليه، فقال عز من قائل:( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ) محرم أن ينظر أحد إلى فرج غيره.

٩٥ ـ في كتاب الخصال عن بعض أصحابنا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قلت له :

ما للرجل ان يرى من المرأة إذا لم تكن له بمحرم؟ قال: الوجه والكفين والقدمين.

٩٦ ـ وفيه وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لأمير المؤمنينعليه‌السلام : يا عليُّ أول نظرة لك والثانية عليك لا لك.

٩٧ ـ وفيه أيضا فيما علم أمير المؤمنينعليه‌السلام أصحابه: ليس في البدن شيء أقل شكرا من العين، فلا تعطوها سؤلها فتشغلكم عن ذكر الله إذا تعرى الرجل نظر الشيطان وطمع فيه فاستتروا، ليس للرجل ان يكشف ثيابه عن فخذيه ويجلس بين قوم، لكم أول نظرة إلى المرئة فلا تتبعوها بنظرة اخرى واحذروا الفتنة، إذا رأى أحدكم امرأة تعجبه فليأت أهله فان عند أهله مثل ما رأى، ولا يجعلن للشيطان على قلبه سبيلا ليصرف بصره عنها، فاذا لم تكن له زوجة فليصل ركعتين ويحمد الله كثيرا، ويصلى على النبي وآله ثم يسأل الله من فضله فانه يبيح له برحمته ما يغنيه.

٩٨ ـ عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : كل عين باكية يوم القيامة إلّا ثلاثة أعين: عين بكت من خشية الله، وعين غضت من محارم الله، وعين باتت ساهرة في سبيل الله.

٩٩ ـ عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: أربعة لا يشبعن من أربعة: الأرض من المطر والعين من النظر، الحديث.

على بن الحسين بن عليّ قال: قال أمير المؤمنينعليهم‌السلام للشامي الذي سأله عن المسائل في جامع الكوفة: أربعة لا يشبعن من اربعة وذكر كالسابق.

٥٨٩

١٠٠ ـ عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من سلم من نساء أمتي من أربع خصال فلها الجنة، إذا حفظت ما بين رجليها، وأطاعت زوجها، وصلت خمسها، وصامت شهرها.

١٠١ ـ في قرب الاسناد للحميري أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: سألت الرضاعليه‌السلام عن الرجل أيحل له أن ينظر إلى شعر أخت امرأته؟ فقال: لا إلّا ان تكون من القواعد، قلت له: أخت امرأته والعربية سواء؟ قال: نعم، قلت: فما لي النظر إليه منها فقال: شعرها وذراعها، وقال: إنّ أبا جعفر مر بامرأة محرمة وقد استترت بمروحة على وجهها فأماط المروحة(١) بقضيبه عن وجهها.

١٠٢ ـ وباسناده إلى علي بن جعفر عن أخيه موسىعليه‌السلام قال: سألته عن الرجل ما يصلح له ان ينظر إليه من المرئة التي لا تحل له؟ قال: الوجه والكف وموضع السوار.

١٠٣ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن علي بن سويد قال: قلت لأبي الحسنعليه‌السلام : إنّي مبتلى بالنظر إلى المرئة الجميلة يعجبني النظر إليها؟ فقال لي: يا عليُّ لا بأس إذا عرف الله من نيتك الصدق، وإياك والزنا فانه يمحق البركة ويهلك الدين.

١٠٤ ـ عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا حرمة لنساء أهل الذمة ان ينظر إلى شعورهن وأيديهن.

١٠٥ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن مروك بن عبيد عن بعض أصحابنا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قلت له: ما يحل للرجل أن يرى من المرأة إذا لم يكن محرما؟ قال: الوجه والكفان والقدمان.

١٠٦ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن عباد ابن صهيب قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: لا بأس بالنظر إلى رؤس أهل تهامة و

__________________

(١) أماط عنه الشيء، أبعده.

٥٩٠

الاعراب وأهل السواد والعلوج، لأنهم إذا نهوا لا ينتهون(١) قال: والمجنونة والمغلوبة على عقلها، ولا بأس بالنظر إلى شعرها وجسدها ما لم يتعمد ذلك.

١٠٧ ـ عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبي أيوب الخزاز عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن الرجل يريد أن يتزوج المرأة أينظر إليها؟ قال: نعم يشتريها بأعلى الثمن.

١٠٨ ـ عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم وحماد بن عثمان وحفص بن البختري كلهم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: لا بأس بأن ينظر الرجل إلى وجهها ومعاصمها(٢) إذا أراد أن يتزوجها.

١٠٩ ـ أبو على الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن ابن مسكان عن الحسن بن عليّ السري قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : الرجل يريد أن يتزوج المرأة يتأملها وينظر إلى خلفها والى وجهها؟ قال: لا بأس بأن ينظر الرجل إلى المرأة إذا أراد أن يتزوجها ينظر إلى خلفها والى وجهها.

١١٠ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن عبد الله بن الفضل عن أبيه عن رجل عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قلت له: أينظر الرجل إلى المرأة يريد تزويجها فينظر إلى شعرها ومحاسنها؟ قال: لا بأس بذلك إذا لم يكن متلذذا.

١١١ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد وعبد الله إبني محمد عن علي بن الحكم عن أبان بن عثمان عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن المملوك يرى شعر مولاته؟ قال: لا بأس.

١١٢ ـ عليّ بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمار قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام المملوك يرى شعر مولاته

__________________

(١) قال في مرآة العقول: لعل إرجاع ضمير المذكر للتجوز أو التغليب أو المراد ان رجالهن إذا نهوا عن كشفهن وأمروا بستر هن لا ينتهون ولا يتأمرون.

(٢) المعاصم جمع المعصم: موضع السوار من الساعد.

٥٩١

وساقها؟ قال: لا بأس.

١١٣ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن يونس بن عمار ويونس بن يعقوب جميعا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: لا يحل للمرأة ان ينظر عبدها إلى شيء من جسدها إلّا إلى شعرها غير متعمد لذلك.

١١٤ ـ وفي رواية اخرى: لا بأس ان ينظر إلى شعرها إذا كان مأمونا.

١١٥ ـ أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن خالد والحسين بن سعيد عن القاسم ابن عروة عن عبد الله بن بكير عن زرارة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله تبارك وتعالى: إلّا ما ظهر منها قال: الزينة الظاهرة الكحل والخاتم.

١١٦ ـ الحسين بن محمد عن أحمد بن إسحق عن سعدان بن مسلم عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته عن قول الله تعالى:( وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا ما ظَهَرَ مِنْها ) قال: الخاتم والمسكة وهي القلب(١) .

١١٧ ـ في جوامع الجامع فالظاهرة لا يجب سترها وهي الثياب إلى قوله: وعنهمعليهم‌السلام الكفان والأصابع.

١١٨ ـ في مجمع البيان وفي تفسير عليّ بن إبراهيم الكفان والأصابع.

١١٩ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا ما ظَهَرَ مِنْها ) فهي الثياب والكحل والخاتم، وخضاب الكف والسوار، والزينة ثلاث: زينة للناس، وزينة للمحرم، وزينة للزوج، فاما زينة الناس فقد ذكرناها، واما زينة المحرم فوضع القلادة فما فوقها، والدملج وما دونه، والخلخال وما أسفل منه، واما زينة الزوج فالجسد كله.

١٢٠ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن جميل عن الفضيل قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن الذراعين من المرأة هما من

__________________

(١) المسك ـ بالتحريك ـ: الذبل والاسورة والخلاخيل من القرون والعاج. والقلب ـ بالضم ـ السوار.

٥٩٢

الزينة التي قال الله تعالى:( وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ ) ؟ قال: نعم وما دون الخمار من الزينة، وما دون السوارين.

١٢١ ـ في مجمع البيان إلّا لبعولتهن أي أزواجهن يبدين مواضع زينتهن لهم، استدعاء لميلهم وتحريكا لشهوتهم، فقد روى ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لعن السلتاء من النساء والمرهاء، فالسلتاء التي لا تخضب، والمرهاء التي لا تكتحل، ولعنعليه‌السلام المسوفة والمفسلة، فالمسوفة التي إذا دعاها زوجها إلى المباشرة قالت: سوف أفعل، والمفسلة هي التي إذا دعاها قالت: أنا حائض وهي غير حائض.

١٢٢ ـ في مجمع البيان أو نسائهن يعنى النساء المؤمنات، ولا يحل لها أن تتجرد ليهودية أو نصرانية أو مجوسية إلّا إذا كانت امة، وهو معنى قوله:( أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُنَ ) أي من الإماء عن ابن جريج والمجاهد والحسن وسعيد المسيب قالوا: ولا يحل للعبد أن ينظر إلى شعر مولاته، وقيل: معناه العبيد والإماء، وروى ذلك عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

١٢٣ ـ في من لا يحضره الفقيه وروى حفص بن البختري عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: لا ينبغي للمرأة أن تنكشف بين يدي اليهودية والنصرانية، فإنهن يصفن ذلك لأزواجهن.

١٢٤ ـ في الكافي محمد بن إسمعيل عن الفضل بن شاذان وأبو على الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى عن ابن مسكان عن زرارة قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجالِ ) إلى آخر الآية قال: الأحمق الذي لا يأتى النساء.

١٢٥ ـ حميد بن زياد عن الحسن بن محمد عن غير واحد عن أبان بن عثمان عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله قال: سألته عن( أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجالِ ) ؟ قال: الأحمق المولى عليه الذي لا يأتى النساء.

١٢٦ ـ الحسين بن محمد عن معلى بن محمد وعلى بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن

٥٩٣

جعفر بن محمد الأشعري عن عبد الله بن ميمون القداح عن أبي عبد الله عن أبيه عن آبائهعليهم‌السلام قال: كان بالمدينة رجلان يسمى أحدهما هيت(١) والاخر مانع، فقالا لرجل ـ ورسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يسمع ـ: إذا فتحتم الطائف ان شاء الله فعليكم بابنة غيلان الثقفية فانها شموع بخلاء مبتلة هيفاء شنباء إذا جلست تثنت وإذا تكلمت غنت تقبل بأربع وتدبر بثمان(٢) بين رجليها مثل القدح، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا أراكما من أولى الاربة من الرجال، فأمر بهما رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فغرب بهما إلى مكان يقال له العرايا، فكانا يتسوفان في كل جمعة.

١٢٧ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم واما قولهعزوجل :( أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجالِ ) فهو الشيخ الفاني الذي لا حاجة له في النساء.

١٢٨ ـ في مجمع البيان ( أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجالِ ) اختلف في معناه فقيل: التابع الذي يتبعك لينال من طعامك شيئا، ولا حاجة له في النساء وهو الأبله المولى عليه عن ابن عباس وقتادة وسعيد بن جبير وهو المروي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام

__________________

(١) هيت ـ بالمثناة التحتانية اولا والفوقانية ثانيا على ما ضبطه أهل الحديث: مخنث نفاه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من المدينة.

(٢) في هامش المصدر: الشموع كصبور: المزاح. والميتلة ـ كمعظمة ـ: الجميلة التامة الخلق، والتي لم يركب بعض لحمها بعضا، ولا يوصف به الرجل. والهيف ـ بالتحريك ـ: ضمر البطن ورقة الخاصرة. والشب ـ محركة ـ: عذوبة في الأسنان. وفي بعض النسخ «شيناء» بالمثناة التحتانية اولا والنون ثانيا وهو كما في القاموس: الحسناء، والنثى: رد بعض الشيء على بعض، وفي بعض النسخ «تبنت» بالمثناة الفوقانية اولا والياء الموحدة ثانيا والنون أخيرا: وهو تباعد ما بين الفخذين، والمراد بالأربع اليدان والرجلان وبالثمان هي مع الكتفين والأليتين وإقبالها بأربع كناية عن سرعتها في الإتيان وقبولها الدعوة، وادبارها بثمان كناية عن بطؤها ويأسها من حاجتها فيها، وفي بعض النسخ «فعزب» بالعين المعجمة والزاى أي بعد.

٥٩٤

١٢٩ ـ( وَتُوبُوا إلى اللهِ جَمِيعاً أيها الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) وفي الحديث أنّهعليه‌السلام قال: يا أيها الناس توبوا إلى ربكم فانى أتوب إلى الله تعالى في كل يوم مأة مرة أورده مسلم في الصحيح.

١٣٠ ـ في الكافي باسناده إلى عاصم بن حميد قال: كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام فأتاه رجل فشكا إليه الحاجة، فأمره بالتزويج قال: فاشتدت به الحاجة فأتى أبا عبد اللهعليه‌السلام فسأله عن حاله، فقال له: اشتدت بي الحاجة، قال: ففارق ثم أتاه فسأله عن حاله قال: اثريت وحسن حالي(١) فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : إنّي امرتك بأمرين امر الله بهما، قال اللهعزوجل :( وَأَنْكِحُوا الْأَيامى مِنْكُمْ ) إلى قوله( وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ ) وقال:( إِنْ يَتَفَرَّقا يُغْنِ اللهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ ) .

١٣١ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبي عبد الله الجاموراني عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن عبد المؤمن عن إسحاق بن عمار قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : الحديث الذي يرويه الناس ان رجلا أتى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فشكا إليه الحاجة فأمره بالتزويج ففعل، ثم أتاه فشكا إليه الحاجة فأمره بالتزويج حتّى أمره ثلاث مرات؟ فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : هو حق ثم قال: الرزق مع النساء والعيال.

١٣٢ ـ عنه عن الجاموراني عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن محمد بن يوسف التميمي عن محمد بن جعفر عن أبيه عن آبائهعليهم‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من ترك التزويج مخافة العيلة(٢) فقد أساء ظنه باللهعزوجل ، ان اللهعزوجل يقول:( إِنْ يَكُونُوا فُقَراءَ يُغْنِهِمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ ) .

١٣٣ ـ عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبان بن عثمان عن جرير عن وليد بن صبيح عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من ترك التزويج مخافة العيلة فقد أساء الظن بالله.

__________________

(١) اثرى فلان: كثر ماله واستغنى.

(٢) العيلة، الفقر.

٥٩٥

١٣٤ ـ محمد بن يحيى عن أحمد وعبد الله إبني محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: جاء رجل إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وشكى إليه الحاجة فقال: تزوج، فتزوج فوسع عليه.

١٣٥ ـ عليّ بن إبراهيم عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: أتى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله شاب من الأنصار فشكا إليه الحاجة، فقال له: تزوج فقال الشاب: إنّي لأستحيي ان أعود إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فلحقه رجل من الأنصار فقال: إنّ لي بنتا وسيمة(١) فزوجها إياه قال: فوسع الله عليه فأتى الشاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فأخبره، فقال رسول الله: يا معشر الشباب عليكم بالباه(٢) .

١٣٦ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ابن القداح قال قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : ركعتان يصليهما المتزوج أفضل من سبعين ركعة يصليها الأعزب. عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمد الأشعري عن ابن القداح عن أبي عبد اللهعليه‌السلام مثله.

١٣٧ ـ علي بن محمد بن بندار عن أحمد بن محمد بن خالد عن الجاموراني عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن كليب بن معاوية الأسدي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من تزوج أحرز نصف دينه، وفي حديث آخر: فليتق الله في النصف الاخر أو الباقي.

١٣٨ ـ وعنه عن محمد بن عليّ عن محمد بن خالد عن محمد الأصم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : رذال موتاكم العزاب.

١٣٩ ـ عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمار عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: لما لقى يوسفعليه‌السلام أخاه قال: يا أخي كيف استطعت ان تتزوج

__________________

(١) الوسيمة: الحسنة الوجه.

(٢) الباه: النكاح.

٥٩٦

النساء بعدي؟ قال: إنّ أبي أمرني قال: إنْ استطعت ان يكون لك ذرية تثقل الأرض بالتسبيح فافعل.

١٤٠ ـ علي بن محمد بن بندار وغيره عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن ابن فضال وجعفر بن محمد عن ابن القداح عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: جاء رجل إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام فقال: هل لك من زوجة؟ فقال: لا فقال أبي: وما أحب ان لي الدنيا وما فيها وانى بت ليلة وليست لي زوجة، ثم قال: لركعتان يصليهما رجل متزوج أفضل من رجل أعزب يقوم ليله ويصوم نهاره، ثم أعطاه أبي سبعة دنانير ثم قال: تزوج بهذه، ثم قال أبي: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : اتخذوا الأهل فانه أرزق لكم.

١٤١ ـ في من لا يحضره الفقيه وروى عن محمد بن أبي عمير عن حريز عن الوليد قال: قال أبو عبد الله: من ترك التزويج مخافة الفقر فقد أساء الظن باللهعزوجل ان اللهعزوجل يقول:( إِنْ يَكُونُوا فُقَراءَ يُغْنِهِمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ ) .

١٤٢ ـ في الكافي عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن علي بن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن عمر بن أبي بكار عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله زوج المقداد بن الأسود ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب، وانما زوجه لتتضع المناكح، وليتأسوا برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وليعلموا ان أكرمهم عند الله أتقاهم.

١٤٣ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن هشام بن سالم عن رجل عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله زوج المقداد بن الأسود ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب ثم قال: إنّما زوجها المقداد لتتضع المناكح، وليتأسوا برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وليعلموا( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ ) ، وكان الزبير أخا عبد الله وأبي طالب لأبيهما وأمهما.

١٤٤ ـ في تهذيب الأحكام علي بن الحسن بن فضال عن محمد بن عبد الله عن محمد بن أبي عمير عن معاوية بن عمار عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ رسول الله زوج

٥٩٧

ضبيعة بنت الزبير بن عبد المطلب من مقداد بن الأسود، فتكلمت في ذلك بنو هاشم فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّي إنّما أردت أن تتضع المناكح.

١٤٥ ـ في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى محمد بن طلحة الصيرفي قال: سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمدعليهما‌السلام يقول: سمعت أبي يحدث عن أبيه عن جدهعليهم‌السلام ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: إياكم وخضراء الدمن(١) قيل: يا رسول الله وما خضراء الدمن؟ قال: المرأة الحسناء في منبت السوء.

١٤٦ ـ حدّثنا محمد بن موسى بن المتوكلرحمه‌الله قال: حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميري عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن إبراهيم الكرخي قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : إنّ صاحبتي هلكت وكانت لي موافقة وقد هممت أن أتزوج، فقال: انظر اين تضع نفسك، ومن تشرك في مالك وتطلعه على دينك وسترك وأمانتك، فان كنت لا بد فاعلا فبكرا تنسب إلى الخير، والى حسن الخلق.

واعلم ان النساء خلقن شتى

فمنهن الغنيمة والغرام(٢)

ومنهن الهلال إذا تجلى

لصاحبه ومنهن الظلام

فمن يظفر بصالحهن يسعد

ومن يغبن فليس له انتقام

وهن ثلاث: فامرأة ولود ودود تعين زوجها على دهره لدنياه وآخرته، ولا تعين الدهر عليه، وامرأة عقيم لا ذات جمال ولا خلق، ولا تعين زوجها على خير، وامرأة صخابة ولاجة همازة(٣) تستقل الكثير ولا تقبل اليسير.

١٤٧ ـ في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضاعليه‌السلام من أخبار هذه المجموعة

__________________

(١) قال الجزري: فيه إياكم وخضراء الدمن: الدمن جمع دمنة وهي ما تدمنه الإبل والغنم بأبوالها وأبعارها، أي تبلده في مرابضها، فربما نبت فيها النبات الحسن النضير.

(٢) كذا في النسخ، وفي المصدر «الآن النساء اه».

(٣) الصخابة، شديدة الصياح، والولاجة: كثيرة الدخول والخروج. والهمازة: العيابة الطعانة.

٥٩٨

ـ وباسناده قال: قال عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام : للمرأة عشر عورات، فاذا زوجت استتر لها عورة، وإذا ماتت تستر عوراتها كلها.

١٤٨ ـ في كتاب الخصال عن علي بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفرعليهما‌السلام عليه‌السلام قال: ثلاثة يستظلون بظل عرش الله يوم القيامة يوم لا ظل إلّا ظله: رجل زوج أخاه المسلم أو أخدمه أو كتم له سرا.

١٤٩ ـ عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: أربعة ينظر الله تعالى إليهم يوم القيامة: من أقال نادما، أو أغاث لهفان، أو أعتق نسمة، أو زوج عزبا.

١٥٠ ـ عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن عليّعليهم‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : النساء أربع: جامع مجمع، وربيع مربع، وكرب مقمع، وغل قمل(١) .

١٥١ ـ عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن عليّعليهم‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أربع من سنن المرسلين: العطر والنساء والسواك والحنا.

١٥٢ ـ وباسناده إلى زيد بن ثابت قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا زيد تزوجت؟ قال: قلت: لا، قال: تزوج تستعف مع عفتك ولا تتزوجن خمسا قال زيد: ما هن يا رسول الله؟ فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تتزوجن شهبرة ولا لهبرة ولا نهبرة ولا هيدرة ولا لفوتا قال زيد: يا رسول الله ما عرفت مما قلت شيئا وانى بأمرهن لجاهل، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ألستم عربا؟ اما الشهبرة فالزرقاء البذية، واما اللهبرة فالطويلة المهزولة واما النهبرة فالقصيرة الدميمة، واما الهيدرة فالعجوز المدبرة، واما اللفوت فذات الولد من غيرك.

__________________

(١) قال الصدوق (ره) بعد ذكر الحديث: جامع مجمع أي كثيرة الخير مخصبة، وربيع مربع التي في حجرها ولد وفي بطنها آخر، وكرب مقمع أي سيئة الخلق مع زوجها، وغل قمل أي هي عند زوجها كالغل القمل، وهو غل من جلد يقع فيه القمل فيأكله، فلا يتهيأ له أن يحك منه شيء وهو مثل للعرب.

٥٩٩

١٥٣ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى عبد الأعلى مولى آل سام عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال رسول الله: تزوجوا الأبكار فإنهن أطيب شيء أفواها، وأدر شيء أخلافا وأفتح شيء أرحاما، أما علمتم أنّي أباهي بكم الأمم يوم القيامة حتّى بالسقط، يظل محبنطئا على باب الجنة(١) فيقول اللهعزوجل له: ادخل فيقول: لا حتّى يدخل أبواى قبلي. فيقول اللهعزوجل لملك من الملائكة: ايتني بابويه فيأمر بهما إلى الجنة فيقول: هذا بفضل رحمتي لك.

١٥٤ ـ في الكافي أبو على الأشعري عن بعض أصحابه عن صفوان بن يحيى عن معاوية بن وهب عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكاحاً حتّى يُغْنِيَهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ ) قال: يتزوجوا( حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ ) .

١٥٥ ـ في من لا يحضره الفقيه روى العلا عن محمد بن مسلم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( فَكاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً ) قال: الخير أن يشهد أن لا إله إلّا الله وان محمدا رسول الله، ويكون بيده عمل يكتسب به أو يكون له حرفة.

١٥٦ ـ في تهذيب الأحكام الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل ( فَكاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً ) قال: كاتبوهم ان علمتم لهم مالا.

١٥٧ ـ في الكافي أبو على الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن ابن مسكان عن الحلبي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً ) قال: إنْ علمتم دينا ومالا.

١٥٨ ـ وباسناده عن محمد بن مسلم عن أحدهماعليهما‌السلام قال: سألته عن

__________________

(١) قال الجزري: في حديث السقط: يظل محبنطئا على باب الجنة، المحبنطئ بالهمز وتركه: المتغضب المستبطئ للشيء، وقيل: هو الممتنع امتناع طلبة، لا امتناع إباء «انتهى» وقال ابن منظور في اللسان: المحبنطئ: الممتلى غضبا، والنون والهمزة والالف والباء زوائد للإلحاق إلى ان قال: والمحبنطئ: اللازق بالأرض.

٦٠٠

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643