تفسير نور الثقلين الجزء ٣

تفسير نور الثقلين6%

تفسير نور الثقلين مؤلف:
المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 643

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 643 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 266757 / تحميل: 8767
الحجم الحجم الحجم
تفسير نور الثقلين

تفسير نور الثقلين الجزء ٣

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

الخامسة ان كان من الصادقين فيما رماك به فقالت في( الْخامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللهِ عَلَيْها إِنْ كانَ مِنَ الصَّادِقِينَ ) فيما رمانى به، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ويلك انها موجبة ان كنت كاذبة ثم قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لزوجها: اذهب فلا تحل لك أبدا قال: يا رسول الله فما لي الذي أعطيتها؟ قال: إنْ كنت كاذبا فهو أبعد لك منه، وان كنت صادقا فهو لها بما استحللت من فرجها ثم قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنْ جاءت بالولد أحمش الساقين أخفش العينين جعد قطط(١) فهو للأمر السيئ وان جاءت به أشهل اصهب(٢) فهو لأبيه فيقال انها جاءت به على الأمر السيئ فهذه لا تحل لزوجها وان جاءت بولد لا يرثه أبوه وميراثه لامه وان لم يكن له أم فلأخواله، وان قذفه أحد جلد حد القاذف.

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: لتحقق اللعان شروط وله مسائل وأحكام ومدارك، فمن أرادها فليطلبها من محالها.

٦٠ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم واما قولهعزوجل :( إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ) فان لعلة روت انها نزلت في عائشة وما رميت به في غزوة بنى المصطلق من خزاعة، واما الخاصة فإنهم رووا انها نزلت في مارية القبطية وما رمتها به عائشة حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن فضال قال: حدثني عبد الله بن بكير عن زرارة قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول: لما هلك إبراهيم بن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حزن عليه حزنا شديدا فقالت عائشة: ما الذي يحزنك عليه؟ ما هو إلّا ابن جريح، فبعث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عليّا صلوات الله عليه وامره بقتله، فذهب على صلوات الله عليه ومعه السيف وكان جريح القبطي في حائط، فضرب على باب البستان فأقبل جريح له ليفتح الباب، فلما راى عليّا صلوات الله عليه عرف في وجهه الغضب فأدبر راجعا ولم يفتح باب البستان، فوثب عليٌّعليه‌السلام على الحائط ونزل الى

__________________

(١) الاحمش: الدقيق الساقين. والخفش: صغر العين وضعف البصر خلقة. والجعد من الشعر: ما فيه النواء وتقبض أو القصير منه. والقطط القصير الجعد من الشعر.

(٢) الشهل: أنْ يشوب سواد العين زرقة، والأصهب: ما يخلط بياض شعره حمرة.

٥٨١

البستان واتبعه وولى جريح مدبرا، فلما خشي ان يرهقه(١) صعد في نخلة وصعد على في اثره فلما دنى منه رمى بنفسه من فوق النخلة فبدت عورته، فاذا ليس له ما للرجال ولا له ما للنساء، فانصرف عليٌّعليه‌السلام إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال له: يا رسول الله إذا بعثتني في الأمر أكون كالمسمار المحمى في الوبر أم اثبت، قال: لا بل تثبت، قال: والذي بعثك بالحق ما له ما للرجال وما له ما للنساء، فقال: الحمد لله الذي صرف عنا السوء أهل البيت.

٦١ ـ في مصباح الشريعة قال الصادقعليه‌السلام : لا تدع اليقين بالشك، والمكشوف بالخفي، ولا تحكم على ما لم تره بما يروى لك عنه، وقد عظم اللهعزوجل امر الغيبة وسوء الظن بإخوانك من المؤمنين، فكيف بالجرأة على اطلاق قول واعتقاد بزور وبهتان في أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال الله تعالى:( إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْواهِكُمْ ما لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللهِ عَظِيمٌ ) .

٦٢ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده إلى محمد بن الفضيل عن أبي الحسن موسى بن جعفرعليه‌السلام قال: قلت له: جعلت فداك الرجل من إخواني بلغني عنه الشيء الذي أكرهه فأسأله عنه فينكر ذلك وقد أخبرنى عنه قوم ثقات؟ فقال لي: يا محمّد كذب سمعك وبصرك عن أخيك، وان شهد عندك خمسون قسامة وقال لك قول فصدقه وكذبهم، ولا تذيعن عليه شيئا تشينه به، وتهدم به مروته، فتكون من الذين قال اللهعزوجل :( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ ) .

في روضة الكافي سهل بن زياد عن يحيى بن المبارك عن عبد الله بن جبلة عن محمد ابن الفضيل عن أبي الحسن الاولعليه‌السلام مثل ما في كتاب ثواب الأعمال.

٦٣ ـ في أصول الكافي عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قال في مؤمن ما رأته عيناه وسمعته أذناه فهو من

__________________

(١) ارهقه: أدركه.

٥٨٢

الذين قال اللهعزوجل :( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ ) .

٦٤ ـ وباسناده إلى إسحق بن عمار عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من أذاع فاحشة كان كمبتديها.

٦٥ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن هشام عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قال في مؤمن ما لا رأته ولا سمعت أذناه كان من الذين قال اللهعزوجل :( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ ) .

٦٦ ـ في أمالي الصدوق رحمه‌الله حدّثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضى الله عنه قال: حدّثنا محمد بن الحسن الصفار قال: حدّثنا أيوب بن نوح قال: حدّثنا محمد بن أبي عمير قال: حدثني محمد بن حمران عن الصادق جعفر بن محمدعليهما‌السلام قال: من قال في أخيه المؤمن ما رأته عيناه وسمعته أذناه فهو ممن قال جل جلاله:( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ ) .

٦٧ ـ في مجمع البيان ـ( لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ ) وروى عن عليٍّعليه‌السلام خطئات بالهمز.

٦٨ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ ) أو( يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبى ) وهم قرابة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله واليتامى و( الْمَساكِينَ وَالْمُهاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ) يقول: يعفو بعضكم عن بعض، ويصفح بعضكم بعضا، فاذا فعلتم كانت رحمة من الله لكم يقول اللهعزوجل :( أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) .

٦٩ ـ في مجمع البيان وروى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : «ولتعفوا ولتصفحوا» بالتاء كما روى بالياء أيضا.

٧٠ ـ في نهج البلاغة من كلام لهعليه‌السلام على سبيل الوصية: إنْ أبق فانا وليُّ

٥٨٣

دمي، وان أفن فالفناء ميعادي وان أعف فالعفو لي قربة ولكم حسنة فاعفوا( أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ ) .

٧١ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب في مناقب زين العابدينعليه‌السلام وكان إذا دخل شهر رمضان يكتب على غلمانه ذنوبهم حتّى إذا كان آخر ليلة دعاهم، ثم أظهر الكتاب وقال: يا فلان فعلت كذا ولم أؤدبك؟ فيقرون أجمع فيقوم وسطهم ويقول لهم: ارفعوا أصواتكم وقولوا: يا عليّ بن الحسين ربك قد أحصى عليك ما عملت كما أحصيت علينا ولديه كتاب ينطق بالحق لا يغادر صغيرة ولا كبيرة، فاذكر ذل مقامك بين يدي ربك الذي لا يظلم مثقال ذرة وكفى بالله شهيدا، فاعف واصفح يعف عنك المليك لقوله تعالى:( وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ ) ويبكى وينوح.

٧٢ ـ في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم بن إسحق عن عبد الرزاق بن مهران عن الحسن بن ميمون عن محمد بن سالم عن أبي جعفرعليه‌السلام حديث طويل يقول فيه: ونزل بالمدينة:( وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهادَةً أَبَداً وَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ إِلَّا الَّذِينَ تابُوا مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) فبرأه الله ما كان مقيما على الفرية من أن يسمى بالايمان، قال اللهعزوجل :( أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ ) وجعله اللهعزوجل من أولياء إبليس قال:( إِلَّا إِبْلِيسَ كانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ) وجعله ملعونا فقال:( إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ الْغافِلاتِ الْمُؤْمِناتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ ) وليست تشهد الجوارح على مؤمن إنّما تشهد على من حقت عليه كلمة العذاب، فأما المؤمن فيعطى كتابه بيمينه قال اللهعزوجل :( فَمَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولئِكَ يَقْرَؤُنَ كِتابَهُمْ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً ) .

٧٣ ـ في مصباح الشريعة قال الصادقعليه‌السلام في كلام طويل: واجعل ذهابك ومجيئك في طاعة الله، والسعي في رضاه، فان حركاتك كلها مكتوبة في صحيفتك ،

٥٨٤

قال اللهعزوجل :( يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ ) .

٧٤ ـ في روضة الكافي أحمد بن محمد عن علي بن الحسن الميثمي عن محمد ابن عبد الله عن زرارة عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول لرجل من الشيعة: أنتم الطيبون ونساؤكم الطيبات، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٧٥ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه‌الله عن الحسن بن عليّعليهما‌السلام حديث طويل يقول فيه ـ وقد قام من مجلس معاوية وأصحابه بعد ان القمهم الحجر ـ:( الْخَبِيثاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثاتِ ) هم والله يا معاوية أنت وأصحابك هؤلاء وشيعتك( وَالطَّيِّباتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّباتِ أُولئِكَ مُبَرَّؤُنَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ) هم عليّ بن أبي طالب وأصحابه وشيعته.

٧٦ ـ في مجمع البيان قيل في معناه أقوال إلى قوله الثالث: الخبيثات من النساء للخبيثين من الرجال والخبيثون من الرجال للخبيثات من النساء، والطيبات من النساء للطيبين من الرجال والطيبون من الرجال للطيبات من النساء، عن أبي مسلم والجبائي وهو المروي عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام قال: هي مثل قوله:( الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلَّا زانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً ) ألآ إنّ أناسا هموا أن يتزوجوا منهن فنها هم الله عن ذلك وكره ذلك لهم.

٧٧ ـ في كتاب الخصال عن عبد الله بن عمر وأبي هريرة قالا: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا طاب قلب المرء طاب جسده، وإذا خبث القلب خبث الجسد.

٧٨ ـ في كتاب معاني الأخبار حدّثنا محمد بن الحسن بن أحمد مرفوعا عن عبد الرحمان بن أبي عبد الله قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حتّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلى أَهْلِها ) قال الاستيناس وقع النعل والتسليم.

٧٩ ـ في مجمع البيان عن أبي أيوب الأنصاري قال: قلنا: يا رسول الله ما الاستيناس؟ قال: يتكلم الرجل بالتسبيحة والتحميدة والتكبيرة يتنحنح على أهل البيت

٥٨٥

٨٠ ـ وعن سهل بن سعيد قال: اطلع رجل في حجرة من حجر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال رسول الله ومعه مدرى(١) يحك رأسه: لو أعلم انك تنظر لطعنت به في عينيك، إنّما الاستيذان من النظر.

٨١ ـ وروى ان رجلا قال للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : أستأذن على أمي؟ فقال: نعم، قال :

انها ليس لها خادم غيري أفأستاذن عليها كلما دخلت؟ قال: أتحب أن تراها عريانة؟ قال الرجل: لا، قال: فاستأذن عليها.

٨٢ ـ وروى ان رجلا استأذن على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فتنحنح فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله لامرأة يقال لها روضة: قومي إلى هذا فعلميه وقولي له: قل: السلام عليكم أأدخل؟ فسمعها الرجل فقالها، فقال: ادخل.

٨٣ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم حدثني علي بن الحسين قال: حدثني أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن أبان عن عبد الرحمان بن أبي عبد الله عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: الاستيناس وقع النعل والتسليم.

٨٤ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن هارون ابن الجهم عن جعفر بن عمر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: نهى رسول الله ان يدخل الرجل على النساء إلّا بإذن أوليائهن.

٨٥ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن أبي أيوب الخزاز عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: يستأذن الرجل إذا دخل على أبيه ولا يستأذن الأب على الابن، قال: ويستأذن الرجل على ابنته وأخته إذا كانتا متزوجتين.

٨٦ ـ أحمد بن محمد عن ابن فضال عن أبي جميلة عن محمد بن عليّ الحلبي قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : الرجل يستأذن على أبيه؟ فقال: نعم، قد كنت استأذن على أبي وليست أمّي عنده وانما هي امرأة أبي، توفيت أمّي وانا غلام وقد يكون من خلوتهما ما لا أحب ان أفجأهما عليه، ولا يحبان ذلك منى، والسّلام أصوب وأحسن.

__________________

(١) المدري: المشط.

٥٨٦

٨٧ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن إسماعيل بن مهران عن عبيد بن معاوية بن شريح عن سيف بن عميرة عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: خرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يريد فاطمةعليها‌السلام وانا معه: فلما انتهيت إلى الباب وضع يده فدفعه ثم قال: السلام عليكم، فقالت فاطمةعليها‌السلام : عليك السلام يا رسول الله، قال: أدخل؟ قالت: ادخل يا رسول الله، قال: ادخل ومن معى؟ قالت: يا رسول الله ليس على قناع، فقال: يا فاطمة خذي فضل ملحفتك فقنعي به رأسك ففعلت، ثم قال: السلام عليكم، فقالت: وعليك السلام يا رسول الله، قال: أدخل؟ قالت: نعم يا رسول الله، قال: أنا ومن معى؟ قالت: ومن معك، قال جابر: فدخل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ودخلت فاذا فاطمةعليها‌السلام أصفر كأنه وجه جرادة، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما لي أرى وجهك أصفر؟ قالت: يا رسول الله الجوع فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله أللهمّ مشبع الجوعة ودافع الضيعة أشبع فاطمة بنت محمد، قال جابر: فو الله لنظرت إلى الدم ينحدر من قصصها حتّى عاد وجهها أحمر، فما جاعت بعد ذلك اليوم.

٨٨ ـ في من لا يحضره الفقيه وروى عن جراح المداينى قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن دار فيها ثلاثة أبيات وليس لهن حجر؟ قال: إنّما الاذن على البيوت، ليس على الدار اذن.

٨٩ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم ثم أدب اللهعزوجل خلقه فقال:( يا أيها الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ ) إلى قوله:( فَلا تَدْخُلُوها حتّى يُؤْذَنَ ) قال: معناه وان لم تجدوا فيها أحدا يأذن لكم فلا تدخلوها حتّى يؤذن لكم.

٩٠ ـ وفيه ثم رخص الله تعالى فقال:( لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيها مَتاعٌ لَكُمْ ) قال الصادقعليه‌السلام : هي الحمامات والخانات والارحية تدخلها بغير اذن، وقوله:( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ) فانه حدثني أبي عن محمد ابن أبي عمير عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: كل آية

٥٨٧

في القرآن في ذكر الفروج فهي من الزنا إلّا هذه الآية فانها من النظر.

٩١ ـ في أصول الكافي عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم ابن بريد قال: حدّثنا أبو عمر والزبيري عن أبي عبد اللهعليه‌السلام وذكر حديثا طويلا قال فيهعليه‌السلام بعد ان قال: إنّ الله تبارك وتعالى فرض الايمان على جوارح ابن آدم وقسمه عليها وفرقه فيها: وفرض على البصر ان لا ينظر إلى ما حرم الله عليه، وان يعرض عما نهى الله عنه مما لا يحل له، وهو عمله وهو من الايمان، فقال تبارك وتعالى:( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ) فنهاهم أن ينظروا إلى عوراتهم، وان ينظر المرء إلى فرج أخيه، ويحفظ فرجه أن ينظر اليه، وقال:( وَقُلْ لِلْمُؤْمِناتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَ ) من أن ينظر إحداهن إلى فرج أختها، ويحفظ فرجها من ان ينظر إليها وقال: كل شيء في القرآن من حفظ الفرج فهو من الزنا إلّا هذه الآية فانها من النظر.

٩٢ ـ في جوامع الجامع وعن أم سلمة رضى الله عنها قالت: كنت عند النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وعنده ميمونة فأقبل ابن أم مكتوم وذلك بعد ان أمرنا بالحجاب فقال: احتجبا فقلنا: يا رسول الله أليس أعمى لا يبصرنا؟ فقال: أفعمياوان أنتما، ألستما تبصرانه؟.

٩٣ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن سعد الإسكاف عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: استقبل شاب من الأنصار امرأة بالمدينة وكان النساء يتقنعن خلف آذانهن، فنظر إليها وهي مقبلة، فلما جازت نظر إليها ودخل في زقاق(١) قد سماه يعنى فلان، فجعل ينظر خلفها واعترض وجهه عظم في الحائط أو زجاجة فشق وجهه، فلما مضت المرئة نظر فاذا الدماء تسيل على ثوبه وصدره، فقال: والله لاتين رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ولأخبرنه، قال: فأتاه فلما رآه رسول الله قال له: ما هذا؟ فأخبره، فهبط جبرئيلعليه‌السلام بهذه الآية:( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذلِكَ أَزْكى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِما يَصْنَعُونَ ) .

__________________

(١) الزقاق: السكة.

٥٨٨

٩٤ ـ في من لا يحضره الفقيه قال أمير المؤمنينعليه‌السلام في وصيته لابنه محمد ابن الحنفية: وفرض على البصر أن لا ينظر إلى ما حرم اللهعزوجل عليه، فقال عز من قائل:( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ) محرم أن ينظر أحد إلى فرج غيره.

٩٥ ـ في كتاب الخصال عن بعض أصحابنا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قلت له :

ما للرجل ان يرى من المرأة إذا لم تكن له بمحرم؟ قال: الوجه والكفين والقدمين.

٩٦ ـ وفيه وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لأمير المؤمنينعليه‌السلام : يا عليُّ أول نظرة لك والثانية عليك لا لك.

٩٧ ـ وفيه أيضا فيما علم أمير المؤمنينعليه‌السلام أصحابه: ليس في البدن شيء أقل شكرا من العين، فلا تعطوها سؤلها فتشغلكم عن ذكر الله إذا تعرى الرجل نظر الشيطان وطمع فيه فاستتروا، ليس للرجل ان يكشف ثيابه عن فخذيه ويجلس بين قوم، لكم أول نظرة إلى المرئة فلا تتبعوها بنظرة اخرى واحذروا الفتنة، إذا رأى أحدكم امرأة تعجبه فليأت أهله فان عند أهله مثل ما رأى، ولا يجعلن للشيطان على قلبه سبيلا ليصرف بصره عنها، فاذا لم تكن له زوجة فليصل ركعتين ويحمد الله كثيرا، ويصلى على النبي وآله ثم يسأل الله من فضله فانه يبيح له برحمته ما يغنيه.

٩٨ ـ عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : كل عين باكية يوم القيامة إلّا ثلاثة أعين: عين بكت من خشية الله، وعين غضت من محارم الله، وعين باتت ساهرة في سبيل الله.

٩٩ ـ عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: أربعة لا يشبعن من أربعة: الأرض من المطر والعين من النظر، الحديث.

على بن الحسين بن عليّ قال: قال أمير المؤمنينعليهم‌السلام للشامي الذي سأله عن المسائل في جامع الكوفة: أربعة لا يشبعن من اربعة وذكر كالسابق.

٥٨٩

١٠٠ ـ عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من سلم من نساء أمتي من أربع خصال فلها الجنة، إذا حفظت ما بين رجليها، وأطاعت زوجها، وصلت خمسها، وصامت شهرها.

١٠١ ـ في قرب الاسناد للحميري أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: سألت الرضاعليه‌السلام عن الرجل أيحل له أن ينظر إلى شعر أخت امرأته؟ فقال: لا إلّا ان تكون من القواعد، قلت له: أخت امرأته والعربية سواء؟ قال: نعم، قلت: فما لي النظر إليه منها فقال: شعرها وذراعها، وقال: إنّ أبا جعفر مر بامرأة محرمة وقد استترت بمروحة على وجهها فأماط المروحة(١) بقضيبه عن وجهها.

١٠٢ ـ وباسناده إلى علي بن جعفر عن أخيه موسىعليه‌السلام قال: سألته عن الرجل ما يصلح له ان ينظر إليه من المرئة التي لا تحل له؟ قال: الوجه والكف وموضع السوار.

١٠٣ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن علي بن سويد قال: قلت لأبي الحسنعليه‌السلام : إنّي مبتلى بالنظر إلى المرئة الجميلة يعجبني النظر إليها؟ فقال لي: يا عليُّ لا بأس إذا عرف الله من نيتك الصدق، وإياك والزنا فانه يمحق البركة ويهلك الدين.

١٠٤ ـ عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا حرمة لنساء أهل الذمة ان ينظر إلى شعورهن وأيديهن.

١٠٥ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن مروك بن عبيد عن بعض أصحابنا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قلت له: ما يحل للرجل أن يرى من المرأة إذا لم يكن محرما؟ قال: الوجه والكفان والقدمان.

١٠٦ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن عباد ابن صهيب قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: لا بأس بالنظر إلى رؤس أهل تهامة و

__________________

(١) أماط عنه الشيء، أبعده.

٥٩٠

الاعراب وأهل السواد والعلوج، لأنهم إذا نهوا لا ينتهون(١) قال: والمجنونة والمغلوبة على عقلها، ولا بأس بالنظر إلى شعرها وجسدها ما لم يتعمد ذلك.

١٠٧ ـ عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبي أيوب الخزاز عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن الرجل يريد أن يتزوج المرأة أينظر إليها؟ قال: نعم يشتريها بأعلى الثمن.

١٠٨ ـ عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم وحماد بن عثمان وحفص بن البختري كلهم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: لا بأس بأن ينظر الرجل إلى وجهها ومعاصمها(٢) إذا أراد أن يتزوجها.

١٠٩ ـ أبو على الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن ابن مسكان عن الحسن بن عليّ السري قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : الرجل يريد أن يتزوج المرأة يتأملها وينظر إلى خلفها والى وجهها؟ قال: لا بأس بأن ينظر الرجل إلى المرأة إذا أراد أن يتزوجها ينظر إلى خلفها والى وجهها.

١١٠ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن عبد الله بن الفضل عن أبيه عن رجل عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قلت له: أينظر الرجل إلى المرأة يريد تزويجها فينظر إلى شعرها ومحاسنها؟ قال: لا بأس بذلك إذا لم يكن متلذذا.

١١١ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد وعبد الله إبني محمد عن علي بن الحكم عن أبان بن عثمان عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن المملوك يرى شعر مولاته؟ قال: لا بأس.

١١٢ ـ عليّ بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمار قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام المملوك يرى شعر مولاته

__________________

(١) قال في مرآة العقول: لعل إرجاع ضمير المذكر للتجوز أو التغليب أو المراد ان رجالهن إذا نهوا عن كشفهن وأمروا بستر هن لا ينتهون ولا يتأمرون.

(٢) المعاصم جمع المعصم: موضع السوار من الساعد.

٥٩١

وساقها؟ قال: لا بأس.

١١٣ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن يونس بن عمار ويونس بن يعقوب جميعا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: لا يحل للمرأة ان ينظر عبدها إلى شيء من جسدها إلّا إلى شعرها غير متعمد لذلك.

١١٤ ـ وفي رواية اخرى: لا بأس ان ينظر إلى شعرها إذا كان مأمونا.

١١٥ ـ أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن خالد والحسين بن سعيد عن القاسم ابن عروة عن عبد الله بن بكير عن زرارة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله تبارك وتعالى: إلّا ما ظهر منها قال: الزينة الظاهرة الكحل والخاتم.

١١٦ ـ الحسين بن محمد عن أحمد بن إسحق عن سعدان بن مسلم عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته عن قول الله تعالى:( وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا ما ظَهَرَ مِنْها ) قال: الخاتم والمسكة وهي القلب(١) .

١١٧ ـ في جوامع الجامع فالظاهرة لا يجب سترها وهي الثياب إلى قوله: وعنهمعليهم‌السلام الكفان والأصابع.

١١٨ ـ في مجمع البيان وفي تفسير عليّ بن إبراهيم الكفان والأصابع.

١١٩ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا ما ظَهَرَ مِنْها ) فهي الثياب والكحل والخاتم، وخضاب الكف والسوار، والزينة ثلاث: زينة للناس، وزينة للمحرم، وزينة للزوج، فاما زينة الناس فقد ذكرناها، واما زينة المحرم فوضع القلادة فما فوقها، والدملج وما دونه، والخلخال وما أسفل منه، واما زينة الزوج فالجسد كله.

١٢٠ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن جميل عن الفضيل قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن الذراعين من المرأة هما من

__________________

(١) المسك ـ بالتحريك ـ: الذبل والاسورة والخلاخيل من القرون والعاج. والقلب ـ بالضم ـ السوار.

٥٩٢

الزينة التي قال الله تعالى:( وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ ) ؟ قال: نعم وما دون الخمار من الزينة، وما دون السوارين.

١٢١ ـ في مجمع البيان إلّا لبعولتهن أي أزواجهن يبدين مواضع زينتهن لهم، استدعاء لميلهم وتحريكا لشهوتهم، فقد روى ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لعن السلتاء من النساء والمرهاء، فالسلتاء التي لا تخضب، والمرهاء التي لا تكتحل، ولعنعليه‌السلام المسوفة والمفسلة، فالمسوفة التي إذا دعاها زوجها إلى المباشرة قالت: سوف أفعل، والمفسلة هي التي إذا دعاها قالت: أنا حائض وهي غير حائض.

١٢٢ ـ في مجمع البيان أو نسائهن يعنى النساء المؤمنات، ولا يحل لها أن تتجرد ليهودية أو نصرانية أو مجوسية إلّا إذا كانت امة، وهو معنى قوله:( أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُنَ ) أي من الإماء عن ابن جريج والمجاهد والحسن وسعيد المسيب قالوا: ولا يحل للعبد أن ينظر إلى شعر مولاته، وقيل: معناه العبيد والإماء، وروى ذلك عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

١٢٣ ـ في من لا يحضره الفقيه وروى حفص بن البختري عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: لا ينبغي للمرأة أن تنكشف بين يدي اليهودية والنصرانية، فإنهن يصفن ذلك لأزواجهن.

١٢٤ ـ في الكافي محمد بن إسمعيل عن الفضل بن شاذان وأبو على الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى عن ابن مسكان عن زرارة قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجالِ ) إلى آخر الآية قال: الأحمق الذي لا يأتى النساء.

١٢٥ ـ حميد بن زياد عن الحسن بن محمد عن غير واحد عن أبان بن عثمان عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله قال: سألته عن( أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجالِ ) ؟ قال: الأحمق المولى عليه الذي لا يأتى النساء.

١٢٦ ـ الحسين بن محمد عن معلى بن محمد وعلى بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن

٥٩٣

جعفر بن محمد الأشعري عن عبد الله بن ميمون القداح عن أبي عبد الله عن أبيه عن آبائهعليهم‌السلام قال: كان بالمدينة رجلان يسمى أحدهما هيت(١) والاخر مانع، فقالا لرجل ـ ورسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يسمع ـ: إذا فتحتم الطائف ان شاء الله فعليكم بابنة غيلان الثقفية فانها شموع بخلاء مبتلة هيفاء شنباء إذا جلست تثنت وإذا تكلمت غنت تقبل بأربع وتدبر بثمان(٢) بين رجليها مثل القدح، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا أراكما من أولى الاربة من الرجال، فأمر بهما رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فغرب بهما إلى مكان يقال له العرايا، فكانا يتسوفان في كل جمعة.

١٢٧ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم واما قولهعزوجل :( أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجالِ ) فهو الشيخ الفاني الذي لا حاجة له في النساء.

١٢٨ ـ في مجمع البيان ( أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجالِ ) اختلف في معناه فقيل: التابع الذي يتبعك لينال من طعامك شيئا، ولا حاجة له في النساء وهو الأبله المولى عليه عن ابن عباس وقتادة وسعيد بن جبير وهو المروي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام

__________________

(١) هيت ـ بالمثناة التحتانية اولا والفوقانية ثانيا على ما ضبطه أهل الحديث: مخنث نفاه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من المدينة.

(٢) في هامش المصدر: الشموع كصبور: المزاح. والميتلة ـ كمعظمة ـ: الجميلة التامة الخلق، والتي لم يركب بعض لحمها بعضا، ولا يوصف به الرجل. والهيف ـ بالتحريك ـ: ضمر البطن ورقة الخاصرة. والشب ـ محركة ـ: عذوبة في الأسنان. وفي بعض النسخ «شيناء» بالمثناة التحتانية اولا والنون ثانيا وهو كما في القاموس: الحسناء، والنثى: رد بعض الشيء على بعض، وفي بعض النسخ «تبنت» بالمثناة الفوقانية اولا والياء الموحدة ثانيا والنون أخيرا: وهو تباعد ما بين الفخذين، والمراد بالأربع اليدان والرجلان وبالثمان هي مع الكتفين والأليتين وإقبالها بأربع كناية عن سرعتها في الإتيان وقبولها الدعوة، وادبارها بثمان كناية عن بطؤها ويأسها من حاجتها فيها، وفي بعض النسخ «فعزب» بالعين المعجمة والزاى أي بعد.

٥٩٤

١٢٩ ـ( وَتُوبُوا إلى اللهِ جَمِيعاً أيها الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) وفي الحديث أنّهعليه‌السلام قال: يا أيها الناس توبوا إلى ربكم فانى أتوب إلى الله تعالى في كل يوم مأة مرة أورده مسلم في الصحيح.

١٣٠ ـ في الكافي باسناده إلى عاصم بن حميد قال: كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام فأتاه رجل فشكا إليه الحاجة، فأمره بالتزويج قال: فاشتدت به الحاجة فأتى أبا عبد اللهعليه‌السلام فسأله عن حاله، فقال له: اشتدت بي الحاجة، قال: ففارق ثم أتاه فسأله عن حاله قال: اثريت وحسن حالي(١) فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : إنّي امرتك بأمرين امر الله بهما، قال اللهعزوجل :( وَأَنْكِحُوا الْأَيامى مِنْكُمْ ) إلى قوله( وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ ) وقال:( إِنْ يَتَفَرَّقا يُغْنِ اللهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ ) .

١٣١ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبي عبد الله الجاموراني عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن عبد المؤمن عن إسحاق بن عمار قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : الحديث الذي يرويه الناس ان رجلا أتى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فشكا إليه الحاجة فأمره بالتزويج ففعل، ثم أتاه فشكا إليه الحاجة فأمره بالتزويج حتّى أمره ثلاث مرات؟ فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : هو حق ثم قال: الرزق مع النساء والعيال.

١٣٢ ـ عنه عن الجاموراني عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن محمد بن يوسف التميمي عن محمد بن جعفر عن أبيه عن آبائهعليهم‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من ترك التزويج مخافة العيلة(٢) فقد أساء ظنه باللهعزوجل ، ان اللهعزوجل يقول:( إِنْ يَكُونُوا فُقَراءَ يُغْنِهِمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ ) .

١٣٣ ـ عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبان بن عثمان عن جرير عن وليد بن صبيح عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من ترك التزويج مخافة العيلة فقد أساء الظن بالله.

__________________

(١) اثرى فلان: كثر ماله واستغنى.

(٢) العيلة، الفقر.

٥٩٥

١٣٤ ـ محمد بن يحيى عن أحمد وعبد الله إبني محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: جاء رجل إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وشكى إليه الحاجة فقال: تزوج، فتزوج فوسع عليه.

١٣٥ ـ عليّ بن إبراهيم عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: أتى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله شاب من الأنصار فشكا إليه الحاجة، فقال له: تزوج فقال الشاب: إنّي لأستحيي ان أعود إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فلحقه رجل من الأنصار فقال: إنّ لي بنتا وسيمة(١) فزوجها إياه قال: فوسع الله عليه فأتى الشاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فأخبره، فقال رسول الله: يا معشر الشباب عليكم بالباه(٢) .

١٣٦ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ابن القداح قال قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : ركعتان يصليهما المتزوج أفضل من سبعين ركعة يصليها الأعزب. عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمد الأشعري عن ابن القداح عن أبي عبد اللهعليه‌السلام مثله.

١٣٧ ـ علي بن محمد بن بندار عن أحمد بن محمد بن خالد عن الجاموراني عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن كليب بن معاوية الأسدي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من تزوج أحرز نصف دينه، وفي حديث آخر: فليتق الله في النصف الاخر أو الباقي.

١٣٨ ـ وعنه عن محمد بن عليّ عن محمد بن خالد عن محمد الأصم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : رذال موتاكم العزاب.

١٣٩ ـ عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمار عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: لما لقى يوسفعليه‌السلام أخاه قال: يا أخي كيف استطعت ان تتزوج

__________________

(١) الوسيمة: الحسنة الوجه.

(٢) الباه: النكاح.

٥٩٦

النساء بعدي؟ قال: إنّ أبي أمرني قال: إنْ استطعت ان يكون لك ذرية تثقل الأرض بالتسبيح فافعل.

١٤٠ ـ علي بن محمد بن بندار وغيره عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن ابن فضال وجعفر بن محمد عن ابن القداح عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: جاء رجل إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام فقال: هل لك من زوجة؟ فقال: لا فقال أبي: وما أحب ان لي الدنيا وما فيها وانى بت ليلة وليست لي زوجة، ثم قال: لركعتان يصليهما رجل متزوج أفضل من رجل أعزب يقوم ليله ويصوم نهاره، ثم أعطاه أبي سبعة دنانير ثم قال: تزوج بهذه، ثم قال أبي: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : اتخذوا الأهل فانه أرزق لكم.

١٤١ ـ في من لا يحضره الفقيه وروى عن محمد بن أبي عمير عن حريز عن الوليد قال: قال أبو عبد الله: من ترك التزويج مخافة الفقر فقد أساء الظن باللهعزوجل ان اللهعزوجل يقول:( إِنْ يَكُونُوا فُقَراءَ يُغْنِهِمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ ) .

١٤٢ ـ في الكافي عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن علي بن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن عمر بن أبي بكار عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله زوج المقداد بن الأسود ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب، وانما زوجه لتتضع المناكح، وليتأسوا برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وليعلموا ان أكرمهم عند الله أتقاهم.

١٤٣ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن هشام بن سالم عن رجل عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله زوج المقداد بن الأسود ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب ثم قال: إنّما زوجها المقداد لتتضع المناكح، وليتأسوا برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وليعلموا( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ ) ، وكان الزبير أخا عبد الله وأبي طالب لأبيهما وأمهما.

١٤٤ ـ في تهذيب الأحكام علي بن الحسن بن فضال عن محمد بن عبد الله عن محمد بن أبي عمير عن معاوية بن عمار عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ رسول الله زوج

٥٩٧

ضبيعة بنت الزبير بن عبد المطلب من مقداد بن الأسود، فتكلمت في ذلك بنو هاشم فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّي إنّما أردت أن تتضع المناكح.

١٤٥ ـ في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى محمد بن طلحة الصيرفي قال: سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمدعليهما‌السلام يقول: سمعت أبي يحدث عن أبيه عن جدهعليهم‌السلام ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: إياكم وخضراء الدمن(١) قيل: يا رسول الله وما خضراء الدمن؟ قال: المرأة الحسناء في منبت السوء.

١٤٦ ـ حدّثنا محمد بن موسى بن المتوكلرحمه‌الله قال: حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميري عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن إبراهيم الكرخي قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : إنّ صاحبتي هلكت وكانت لي موافقة وقد هممت أن أتزوج، فقال: انظر اين تضع نفسك، ومن تشرك في مالك وتطلعه على دينك وسترك وأمانتك، فان كنت لا بد فاعلا فبكرا تنسب إلى الخير، والى حسن الخلق.

واعلم ان النساء خلقن شتى

فمنهن الغنيمة والغرام(٢)

ومنهن الهلال إذا تجلى

لصاحبه ومنهن الظلام

فمن يظفر بصالحهن يسعد

ومن يغبن فليس له انتقام

وهن ثلاث: فامرأة ولود ودود تعين زوجها على دهره لدنياه وآخرته، ولا تعين الدهر عليه، وامرأة عقيم لا ذات جمال ولا خلق، ولا تعين زوجها على خير، وامرأة صخابة ولاجة همازة(٣) تستقل الكثير ولا تقبل اليسير.

١٤٧ ـ في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضاعليه‌السلام من أخبار هذه المجموعة

__________________

(١) قال الجزري: فيه إياكم وخضراء الدمن: الدمن جمع دمنة وهي ما تدمنه الإبل والغنم بأبوالها وأبعارها، أي تبلده في مرابضها، فربما نبت فيها النبات الحسن النضير.

(٢) كذا في النسخ، وفي المصدر «الآن النساء اه».

(٣) الصخابة، شديدة الصياح، والولاجة: كثيرة الدخول والخروج. والهمازة: العيابة الطعانة.

٥٩٨

ـ وباسناده قال: قال عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام : للمرأة عشر عورات، فاذا زوجت استتر لها عورة، وإذا ماتت تستر عوراتها كلها.

١٤٨ ـ في كتاب الخصال عن علي بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفرعليهما‌السلام عليه‌السلام قال: ثلاثة يستظلون بظل عرش الله يوم القيامة يوم لا ظل إلّا ظله: رجل زوج أخاه المسلم أو أخدمه أو كتم له سرا.

١٤٩ ـ عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: أربعة ينظر الله تعالى إليهم يوم القيامة: من أقال نادما، أو أغاث لهفان، أو أعتق نسمة، أو زوج عزبا.

١٥٠ ـ عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن عليّعليهم‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : النساء أربع: جامع مجمع، وربيع مربع، وكرب مقمع، وغل قمل(١) .

١٥١ ـ عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن عليّعليهم‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أربع من سنن المرسلين: العطر والنساء والسواك والحنا.

١٥٢ ـ وباسناده إلى زيد بن ثابت قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا زيد تزوجت؟ قال: قلت: لا، قال: تزوج تستعف مع عفتك ولا تتزوجن خمسا قال زيد: ما هن يا رسول الله؟ فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تتزوجن شهبرة ولا لهبرة ولا نهبرة ولا هيدرة ولا لفوتا قال زيد: يا رسول الله ما عرفت مما قلت شيئا وانى بأمرهن لجاهل، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ألستم عربا؟ اما الشهبرة فالزرقاء البذية، واما اللهبرة فالطويلة المهزولة واما النهبرة فالقصيرة الدميمة، واما الهيدرة فالعجوز المدبرة، واما اللفوت فذات الولد من غيرك.

__________________

(١) قال الصدوق (ره) بعد ذكر الحديث: جامع مجمع أي كثيرة الخير مخصبة، وربيع مربع التي في حجرها ولد وفي بطنها آخر، وكرب مقمع أي سيئة الخلق مع زوجها، وغل قمل أي هي عند زوجها كالغل القمل، وهو غل من جلد يقع فيه القمل فيأكله، فلا يتهيأ له أن يحك منه شيء وهو مثل للعرب.

٥٩٩

١٥٣ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى عبد الأعلى مولى آل سام عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال رسول الله: تزوجوا الأبكار فإنهن أطيب شيء أفواها، وأدر شيء أخلافا وأفتح شيء أرحاما، أما علمتم أنّي أباهي بكم الأمم يوم القيامة حتّى بالسقط، يظل محبنطئا على باب الجنة(١) فيقول اللهعزوجل له: ادخل فيقول: لا حتّى يدخل أبواى قبلي. فيقول اللهعزوجل لملك من الملائكة: ايتني بابويه فيأمر بهما إلى الجنة فيقول: هذا بفضل رحمتي لك.

١٥٤ ـ في الكافي أبو على الأشعري عن بعض أصحابه عن صفوان بن يحيى عن معاوية بن وهب عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكاحاً حتّى يُغْنِيَهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ ) قال: يتزوجوا( حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ ) .

١٥٥ ـ في من لا يحضره الفقيه روى العلا عن محمد بن مسلم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( فَكاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً ) قال: الخير أن يشهد أن لا إله إلّا الله وان محمدا رسول الله، ويكون بيده عمل يكتسب به أو يكون له حرفة.

١٥٦ ـ في تهذيب الأحكام الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل ( فَكاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً ) قال: كاتبوهم ان علمتم لهم مالا.

١٥٧ ـ في الكافي أبو على الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن ابن مسكان عن الحلبي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً ) قال: إنْ علمتم دينا ومالا.

١٥٨ ـ وباسناده عن محمد بن مسلم عن أحدهماعليهما‌السلام قال: سألته عن

__________________

(١) قال الجزري: في حديث السقط: يظل محبنطئا على باب الجنة، المحبنطئ بالهمز وتركه: المتغضب المستبطئ للشيء، وقيل: هو الممتنع امتناع طلبة، لا امتناع إباء «انتهى» وقال ابن منظور في اللسان: المحبنطئ: الممتلى غضبا، والنون والهمزة والالف والباء زوائد للإلحاق إلى ان قال: والمحبنطئ: اللازق بالأرض.

٦٠٠

ـ قوله:( فَكاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً ) قال: الخير ان علمت ان عنده مالا.

١٥٩ ـ عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( فَكاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً ) قال: كاتبوهم ان علمتم لهم مالا.

١٦٠ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن أخيه الحسن عن زرعة عن سماعة قال: سألتهعليه‌السلام عن العبد يكاتبه مولاه وهو يعلم أنّه ليس له قليل ولا كثير، قال: يكاتبه وان كان يسأل الناس، ولا يمنعه المكاتبة من أجل أن ليس له مال، فان الله يرزق العباد بعضهم من بعض والمؤمن معان ويقال: المحسن معان.

١٦١ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن العلا بن الفضيل عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال في قولهعزوجل :( فَكاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً وَآتُوهُمْ مِنْ مالِ اللهِ الَّذِي آتاكُمْ ) قال: تضع عنه من نجومه التي لم تكن تريد ان تنقصه ولا تزيد فوق ما في نفسك، فقلت: كم؟ فقال: وضع أبو جعفرعليه‌السلام عن مملوك ألفا من ستة آلاف.

١٦٢ ـ وباسناده عن محمد بن مسلم عن أحدهماعليهما‌السلام قال: سألته عن قول اللهعزوجل :( وَآتُوهُمْ مِنْ مالِ اللهِ الَّذِي آتاكُمْ ) قال: الذي ان تكاتبه عليه لا تقول: أكاتبه بخمسة آلاف وأترك له ألفا، ولكن انظر إلى الذي أضمرت عليه فأعطه.

١٦٣ ـ في من لا يحضره الفقيه وروى عن القاسم بن سليمان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته عن قول اللهعزوجل :( وَآتُوهُمْ مِنْ مالِ اللهِ الَّذِي آتاكُمْ ) قال: سمعت أبي يقول: لا يكاتبه على الذي أراد أن يكاتبه، ثم يزيد عليه ثم يضع عنه، ولكنه يضع عنه مما نوى ان يكاتبه عليه.

١٦٤ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم ومعنى قوله:( وَآتُوهُمْ مِنْ مالِ اللهِ الَّذِي آتاكُمْ ) قال: إذا كاتبتهم تجعل لهم من ذلك شيئا.

٦٠١

١٦٥ ـ في مجمع البيان ( وَآتُوهُمْ مِنْ مالِ اللهِ الَّذِي آتاكُمْ ) من قال إنّه خطاب للسادة اختلفوا في قدر ما يجب فقيل يتقدر بربع المال عن الثوري وروى ذلك عن عليّعليه‌السلام .

١٦٦ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم وقولهعزوجل :( وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً ) قال: كانت العرب وقريش يشترون الإماء ويضعون عليهم الضريبة الثقيلة ويقولون: اذهبوا وازنوا واكتسبوا، فنهاهم اللهعزوجل عن ذلك فقال:( وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ ) إلى قوله تعالى:( غَفُورٌ رَحِيمٌ ) أي لا يؤاخذهن الله تعالى بذلك إذا اكرهن عليه، وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: هذه الآية منسوخة نسختها( فَإِنْ أَتَيْنَ بِفاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ ما عَلَى الْمُحْصَناتِ مِنَ الْعَذابِ ) .

١٦٧ ـ في مجمع البيان في الشواذ قراءة ابن عباس وسعيد بن جبير( مِنْ بَعْدِ إِكْراهِهِنَ ) لهن غفور رحيم» وروى ذلك عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

١٦٨ ـ لتبتغوا عرض الحيوة الدنيا قيل: إنّ عبد الله بن أبي كانت له ست جواري يكرههن على الكسب بالزنا، فلما نزل تحريم الزنا أتين رسول اللهعليه‌السلام فشكون إليه فنزلت الآية.

١٦٩ ـ في أصول الكافي علي بن محمد ومحمد بن الحسن عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسن بن شمون عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم عن عبد الله بن القاسم عن صالح بن سهل الهمداني قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( اللهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ ) فاطمةعليها‌السلام فيها مصباح الحسن المصباح في زجاجة الحسين الزجاجة كأنها كوكب دري فاطمة كوكب دري بين نساء أهل الدنيا توقد من شجرة مباركة إبراهيم (ع) زيتونة لا شرقية ولا غربية لا يهودية ولا نصرانية( يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلى نُورٍ ) امام منها بعد امام( يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ ) يهدى الله للائمةعليهم‌السلام ( مَنْ يَشاءُ وَيَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ ) والحديث طويل أخذنا هنا منه موضع الحاجة وستسمع تتمته عند قوله تعالى :

٦٠٢

«أو كظلمات» إلخ ان شاء الله تعالى.

١٧٠ ـ وباسناده إلى يعقوب بن سالم عن رجل عن أبي جعفرعليه‌السلام حديث طويل وفيه ان الله تعالى بعث إلى أهل البيتعليهم‌السلام بعد وفاة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله من يعزيهم فسمعوا صوته ولم يروا شخصه، فكان في تعزيته: جعلكم أهل بيت نبيه واستودعكم علمه وأورثكم كتابه، وجعلكم تابوت علمه وعصى عزه، وضرب لكم مثلا من نوره.

١٧١ ـ في كتاب التوحيد حدّثنا أبي رضى الله عنه قال: حدّثنا سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد عن العباس بن هلال قال: سألت الرضاعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( اللهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ) فقال: هادي لأهل السموات وهادي لأهل الأرض، وفي رواية البرقي: هدى من في السموات وهدى من في الأرض.

١٧٢ ـ وقد روى عن الصادقعليه‌السلام أنّه سئل عن قول اللهعزوجل :( اللهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ ) فقال: هو مثل ضربه الله لنا، فالنبي والائمة صلوات الله عليهم من دلالات الله وآياته التي يهتدى بها إلى التوحيد، ومصالح الدين وشرايع الإسلام والسنن والفرائض، ولا قوة إلّا بالله العليّ العظيم.

١٧٣ ـ وتصديق ذلك ما حدّثنا به إبراهيم بن هارون الهيثى بمدينة السلام قال: حدّثنا محمد بن أحمد بن أبي الثلج قال: حدّثنا الحسين بن أيوب عن محمد بن غالب عن علي بن الحسين بن أيوب عن الحسين بن سليمان عن محمد بن مروان الذهلي عن الفضيل بن يسار قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام :( اللهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ) قال كذلك اللهعزوجل ، قال: قلت:( مَثَلُ نُورِهِ ) قال: محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله قلت:( كَمِشْكاةٍ ) قال: صدر محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قلت:( فِيها مِصْباحٌ ) قال: فيه نور العلم يعنى النبوة، قلت:( الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ ) قال: علم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى قلب علىعليه‌السلام ، قلت:( كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ ) قال: لاي شيء تقرأ كأنها؟ قلت: فكيف جعلت فداك؟ قال: «كأنه» قلت:( يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ ) قال: ذاك أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام لا يهودي ولا نصراني، قلت:( يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ ) قال :

٦٠٣

يكاد العلم يخرج من فم العالم من آل محمد من قبل أن ينطق به، قلت( نُورٌ عَلى نُورٍ ) قال: الامام في اثر الامام.

١٧٤ ـ وباسناده إلى عيسى بن راشد عن محمد بن علي بن الحسينعليهم‌السلام في قولهعزوجل :( كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ ) قال: المشكوة نور العلم في صدر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ( الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ ) الزجاجة صدر عليٍّعليه‌السلام صار علم النبي إلى صدر عليٍّ، علم النبي عليّاعليه‌السلام ( الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ ) قال: نور العلم( لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ ) قال: لا يهودية ولا نصرانية( يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ ) قال: يكاد العالم من آل محمد يتكلم بالعلم قبل أن يسأل( نُورٌ عَلى نُورٍ ) يعنى إماما مؤيدا بنور العلم والحكمة في اثر الامام من آل محمد، وذلك من لدن آدم إلى ان تقوم الساعة، فهؤلاء الأوصياء الذين جعلهم اللهعزوجل خلفاء في أرضه وحججه على خلقه لا تخلو الأرض في كل عصر من واحد منهم.

١٧٥ ـ وباسناده إلى جابر بن يزيد عن أبي جعفرعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( اللهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ ) فالمشكاة صدر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ( فِيها مِصْباحٌ ) والمصباح هو العلم( فِي زُجاجَةٍ ) والزجاجة أمير المؤمنينعليه‌السلام وعلم نبي الله عنده.

١٧٦ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن إسحق بن جرير قال سألتنى امرأة ان أدخلها على أبي عبد اللهعليه‌السلام فاستأذنت لها، فاذن لها فدخلت ومعها مولاة لها، فقالت له: يا أبا عبد الله قول الله:( زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ ) ما عنى بهذا؟ فقال لها: أيتها المرأة ان الله لم يضرب الأمثال للشجر إنّما ضرب الأمثال لبني آدم. محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن إسحق بن جرير مثله والحديثان طويلان أخذنا منهما موضع الحاجة.

١٧٨ ـ في روضة الكافي علي بن محمد عن علي بن العباس عن علي بن حماد عن

٦٠٤

عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام قال في حديث طويل: ثمّ إنَّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وضع العلم الذي كان عنده عند الوصي وهو قول اللهعزوجل :( اللهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ) يقول: انا هادي السموات والأرض مثل العلم الذي أعطيته ونوري الذي يهتدى به «مثل المشكوة فيها المصباح» فالمشكاة قلب محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله والمصباح النور الذي فيه العلم وقوله:( الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ ) يقول: إنّي أريد ان أقبضك فاجعل الذي عندك عند الوصي كما يجعل المصباح في الزجاجة( كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ ) فأعلمهم فضل الوصي( يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ ) فأصل الشجرة المباركة إبراهيم صلى الله عليه وهو قول اللهعزوجل :( رَحْمَتُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ) وهو قول اللهعزوجل :( إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) ( لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ ) يقول: لستم بيهود فتصلوا قبل المغرب، ولا نصارى فتصلوا قبل المشرق، وأنتم على ملة إبراهيم صلى الله عليه وقد قال اللهعزوجل :( ما كانَ إِبْراهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرانِيًّا وَلكِنْ كانَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) وقوله:( يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلى نُورٍ يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ ) يقول: مثل أولادكم الذين يولدون مثل الزيت الذي يعصر من الزيتون( يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلى نُورٍ يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ ) يكادون ان يتكلموا بالنبوة وان لم ينزل عليهم ملك.

١٧٨ ـ في أمالي الصدوق رحمه‌الله باسناده إلى الصادقعليه‌السلام حديث طويل يقول فيه: انا فرع من فروع الزيتونة، وقنديل من قناديل بيت النبوة، وأديب السفرة وربيب الكرام البررة، ومصباح من مصابيح المشكوة التي فيها نور النور، وصفو الكلمة الباقية في عقب المصطفين إلى يوم الحشر.

١٧٩ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم حدّثنا حميد بن زياد عن محمد بن الحسين عن محمد بن يحيى عن طلحة بن زيد عن جعفر بن محمد عن أبيهعليهما‌السلام في هذه الآية:( اللهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ) قال: بدأ بنور نفسه( مَثَلُ نُورِهِ ) مثل هداه في قلب المؤمن

٦٠٥

( كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ ) والمشكوة جوف المؤمن والقنديل قلبه والمصباح النور الذي جعله الله في قلبه( يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ ) قال: الشجرة المؤمن( زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ ) قال: على سواد الجبل لا غربية أي لا شرق لها ولا شرقية أي لا غرب لها، إذا طلعت الشمس طلعت عليها، وإذا غربت غربت عليها( يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ ) يكاد النور الذي جعله الله في قلبه يضيء وان لم يتكلم( نُورٌ عَلى نُورٍ ) فريضة على فريضة وسنة على سنة( يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ ) يهدى الله لفرائضه وسننه من يشاء( وَيَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ ) فهذا مثل ضربه الله للمؤمن ثم قال: فالمؤمن يتقلب في خمسة من النور، مدخله نور، ومخرجه نور وعلمه نور، وكلامه نور، ومصيره يوم القيامة إلى الجنة نور، قلت لجعفرعليه‌السلام : انهم يقولون مثل نور الرب؟ قال: سبحان الله ليس لله مثل، قال الله:( فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثالَ ) .

١٨٠ ـ قال عليّ بن إبراهيمرحمه‌الله في قول اللهعزوجل :( اللهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ) إلى قوله تعالى:( وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) فانه حدثني أبي عن عبد الله بن جندب قال: كتبت إلى أبي الحسن الرضا صلوات الله عليه أسأله عن تفسير هذه الآية ؟ فكتب إلى الجواب: أما بعد فان محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله كان أمين الله في خلقه، فلما قبض النبي كنا أهل البيت ورثته، فنحن أمناء الله في أرضه عندنا علم المنايا والبلايا وأنساب العرب ومولد الإسلام، وما من فئة تضل مأة وتهدى مأة إلّا ونحن نعرف سائقها وقائدها وناعقها، وانا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الايمان وحقيقة النفاق، وان شيعتنا لمكتوبون بأسمائهم وأسماء آبائهم، أخذ اللهعزوجل علينا وعليهم الميثاق، يردون موردنا ويدخلون مدخلنا ليس على ملة الإسلام(١) غيرنا وغيرهم إلى يوم القيامة، نحن الآخذون بحجزة نبينا ونبينا الآخذ بحجرة ربنا، والحجزة النور وشيعتنا آخذون بحجزتنا، من فارقنا هلك ومن تبعنا نجى، والمفارق لنا والجاحد لولايتنا كافر، ومتبعنا وتابع أوليائنا مؤمن

__________________

(١) هذا هو الظاهر الموافق للمصدر وفي نسخة «جملة» وفي اخرى «حملة» مكان «ملة» ولا تخلو النسخ عن التصحيف.

٦٠٦

لا يحبنا كافر ولا يبغضنا مؤمن، فمن مات وهو يحبنا كان حقا على الله ان يبعثه معنا، نحن نور لمن تبعنا وهدى لمن اهتدى بنا، ومن لم يكن منا فليس من الإسلام في شيء، بنا فتح الله الدين وبنا يختمه، وبنا أطعمكم الله عشب الأرض(١) وبنا انزل الله قطر السماء، وبنا آمنكم اللهعزوجل من الغرق في بحركم، ومن الخسف في بركم، وبنا نفعكم الله في حيوتكم وفي قبوركم وفي محشركم وعند الصراط وعند الميزان وعند دخولكم الجنان، مثلنا في كتاب اللهعزوجل «كمثل مشكاة» المشكوة في القنديل فنحن المشكوة( فِيها مِصْباحٌ ) المصباح محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ( الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ ) من عنصره( الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ ) لا دعية ولا منكرة( يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ ) القرآن( نُورٌ عَلى نُورٍ ) امام بعد امام( يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ وَيَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) فالنور على صلوات الله عليه، يهدى لولايتنا من أحب وحق على الله أن يبعث ولينا مشرقا وجهه، منيرا برهانه، ظاهرة عند الله حجته، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٨١ ـ حدّثنا محمد بن همام قال: حدّثنا جعفر بن محمد بن مالك قال: حدّثنا القاسم بن الربيع عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن منخل عن جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام في قولهعزوجل :( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ ) قال: هي بيوت الأنبياء وبيت على منها.

١٨٢ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب أبو حمزة الثمالي في خبر لما كانت السنة التي حج فيها أبو جعفر محمد بن عليّ ولقيه هشام بن عبد الملك أقبل الناس يتساءلون عليه فقال عكرمة: من هذا؟ عليه سيماء زهرة العلم لأخزينه، فلما مثل بين يديه ارتعدت فرائصه وأسقط في أيدى أبي جعفرعليه‌السلام ، وقال: يا بن رسول الله

__________________

(١) العشب ـ بالضم ـ: الكلاء الرطب في أول الربيع، ولا يقال له حشيش حتّى يهيج ويدخل فيه أحرار البقول وذكورها.

٦٠٧

لقد جلست مجالس كثيرة بين يدي ابن عباس وغيره، فما أدركني ما أدركنى آنفا، فقال له أبو جعفرعليه‌السلام : ويلك يا عبيد أهل الشام انك بين يدي بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه.

١٨٣ ـ في عيون الاخبار في الزيارة الجامعة لجميع الائمةعليهم‌السلام المنقولة عن الجوادعليه‌السلام : خلقكم الله أنوارا فجعلكم بعرشه محدقين حتّى من علينا بكم فجعلكم الله( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ ) .

١٨٤ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة في باب اتصال الوصية من لدن آدمعليه‌السلام باسناده إلى محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر محمد بن عليّ الباقرعليهما‌السلام حديث طويل وفيه يقولعليه‌السلام : إنّما الحجة في آل إبراهيم لقول اللهعزوجل :( فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً ) والحجة الأنبياء وأهل بيوتات الأنبياء حتّى تقوم الساعة لان كتاب الله ينطق بذلك، ووصية الله جرت بذلك في العقب، من البيوت التي رفعها الله تبارك وتعالى على الناس، فقال:( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ ) وهي بيوتات الأنبياء والرسل والحكماء وأئمة الهدى.

١٨٥ ـ في روضة الكافي أبان عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ ) قال: هي بيوت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله .

١٨٦ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عمن ذكره عن محمد بن عبد الرحمان بن أبي ليلى عن أبيه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه قال: وصل الله طاعة ولي أمره بطاعة رسوله، وطاعة رسوله بطاعته، فمن ترك طاعة ولاة الأمر لم يطع الله ولا رسوله، وهو الإقرار بما انزل من عند اللهعزوجل :( خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ) والتمسوا البيوت التي اذن لله أن ترفع ويذكر فيها اسمه، فانه أخبركم انهم( رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ وَإِيتاءِ الزَّكاةِ يَخافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصارُ ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٦٠٨

١٨٧ ـ في الكافي عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن بعض أصحابه عن أبي حمزة عن عقيل الخزاعي ان أمير المؤمنين صلوات الله عليه كان إذا حضر الحرب يوصى المسلمين بكلمات: يقول: تعاهدوا الصلوة وحافظوا عليها واستكثروا منها، وقد عرف حقها من طرقها(١) وأكرم بها من المؤمنين الذين لا يشغلهم عنها زين متاع ولا قرة عين من مال ولا ولد، يقول الله تعالى:( رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٨٨ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن أسباط بن سالم قال: دخلت على أبي عبد اللهعليه‌السلام فسألنا عن عمير بن مسلم ما فعل؟ فقلت: صالح ولكنه قد ترك التجارة، فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : عمل الشيطان ثلاثا، أما علم ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله اشترى عيرا أتت من الشام فاستفضل فيها ما قضى دينه وقسم في قرابته، يقول اللهعزوجل :( رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ ) إلى آخر الآية يقول القصاص: أنّ القوم لم يكونوا يتجرون، كذبوا ولكنهم لم يكونوا يدعون الصلوة في ميقاتها وهو أفضل من حضر الصلوة ولم يتجر.

١٨٩ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن الحسين بن بشار عن رجل رفعه في قول اللهعزوجل :( رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ ) قال: هم التجار الذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله، إذا دخل مواقيت الصلوة أدوا إلى الله حقه فيها.

١٩٠ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن محمد بن عليّ عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي قال: قال أبو جعفرعليه‌السلام لقتادة: من أنت؟ قال: انا قتادة ابن دعامة البصري فقال له أبو جعفرعليه‌السلام : أنت فقيه أهل البصرة؟ قال: نعم، فقال له أبو جعفر: ويحك يا قتادة ان الله خلق خلقا من خلقه فجعلهم حججا على خلقه، فهم أوتاد في

__________________

(١) قال المجلسي (ره) أي أتى بها ليلا، من الطروق بمعنى الإتيان بالليل، أي واظب عليها في الليالي، وقيل: جعلها دأبه وصنعه.

٦٠٩

أرضه قوام بأمره نجباء في علمه اصطفاهم قبل خلقه، أظلة عن يمين عرشه قال: فسكت قتادة طويلا ثم قال: أصلحك الله والله لقد جلست بين يدي الفقهاء وقدام(١) فما اضطرب قلبي قدام واحد منهم ما اضطرب قدامك، فقال له أبو جعفرعليه‌السلام : أتدري أين أنت؟ بين يدي( بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإِقامِ ) الصلوة وإيتاء الزكاة» فأنت ثم ونحن أولئك فقال له قتادة: صدقت والله جعلني الله فداك والله ما هي بيوت حجارة ولا طين

، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٩١ ـ في نهج البلاغة قالعليه‌السلام بعد ان ذكر الصلوة وحث عليها: من المؤمنين الذين لا يشغلهم عنها زينة متاع ولا قرة عين من ولد ولا مال، يقول الله سبحانه:( رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ وَإِيتاءِ الزَّكاةِ ) .

١٩٢ ـ وفيه أيضا من كلام لهعليه‌السلام عند تلاوته:( رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ ) وان للذكر لأهلا أخذوه من الدنيا بدلا، فلم يشغلهم تجارة ولا بيع عنه يقطعون به أيام الحيوة، ويهتفون بالزواجر عن محارم الله في أسماع الغافلين، ويأمرون بالقسط ويأتمرون به، وينهون عن المنكر ويتناهون عنه، كأنما قطعوا الدنيا إلى الآخرة وهم فيها، فشاهدوا ما وراء ذلك، فكأنما اطلعوا غيوب أهل البرزخ في طول الاقامة فيه، وحققت القيامة عليهم عذابها، فكشفوا غطاء ذلك لأهل الدنيا حتّى كأنهم يرون ما لا يرى الناس، ويسمعون ما لا يسمعون.

١٩٣ ـ في من لا يحضره الفقيه وروى عن روح بن عبد الرحيم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ ) قال: كانوا أصحاب تجارة فاذا حضرت الصلوة تركوا التجارة وانطلقوا إلى الصلوة وهم أعظم أجرا ممن لا يتجر.

١٩٤ ـ في مجمع البيان «في بيوت» الآية وقيل: هي بيوت الأنبياء وروى ذلك مرفوعا أنّه سئل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لما قرأ الآية: أي بيوت هذه؟ فقال: بيوت الأنبياء، فقام

__________________

(١) كذا في النسخ والظاهر «قدامهم».

٦١٠

أبو بكر فقال: يا رسول الله هذا البيت منها؟ ـ لبيت على وفاطمة ـ قال: نعم من أفاضلها.

١٩٥ ـ وروى عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام انهم قوم إذا حضرت الصلوة تركوا التجارة، وانطلقوا إلى الصلوة، وهم أعظم أجرا ممن لم يتجر والله سريع الحساب وسئل أمير المؤمنينعليه‌السلام : كيف يحاسبهم في حالة واحدة؟ فقال: كما يرزقهم في حالة واحدة.

١٩٦ ـ في أصول الكافي علي بن محمد ومحمد بن الحسن عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسن بن شمون عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم عن عبد الله بن القاسم عن صالح بن سهل الهمداني قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( اللهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ) إلى قوله: قلت: أو كظلمات قال: الاول وصاحبه يغشاه موج الثالث من فوقه موج ظلمات الثاني بعضها فوق بعض معاوية لعنه الله وفتن بني أميّة إذا اخرج يده المؤمن في ظلمة فتنتهم لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورا إماما من ولد فاطمةعليها‌السلام فما له من نور امام يوم القيامة.

١٩٧ ـ محمد بن يحيى عن عبد الله بن جعفر عن السياري عن محمد بن بكر عن أبي الجارود عن الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنينعليه‌السلام أنّه قال: والذي بعث محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله بالحق وأكرم أهل بيته ما من شيء يطلبونه من حرز من حرق أو غرق أو سرق أو إفلات دابة من صاحبها أو ضالة أو آبق إلّا وهو في القرآن، فمن أراد ذلك فليسألني عنه قال: فقام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين أخبرنى عن الآبق؟ فقال: اقرأ:( أَوْ كَظُلُماتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ ) إلى قوله: «فمن( لَمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِنْ نُورٍ ) فقرأ الرجل فرجع إليه الآبق، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٩٨ ـ في من لا يحضره الفقيه وروى عن أبي جميلة عن عبد الله بن أبي يعفور عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: اكتب للآبق في ورقة أو في قرطاس: بسم الله الرحمان الرحيم يد فلان مغلولة إلى عنقه إذا أخرجها لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورا فما له من

٦١١

نور، ثم لفها واجعلها بين عودين، ثم ألقها في كوة بيت مظلم في الموضع الذي كان يأوى فيه.

١٩٩ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم حدّثنا محمد بن همام عن جعفر بن محمد بن مالك عن محمد بن الحسين الصائغ عن الحسن بن عليّ عن صالح بن سهل قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول في قول اللهعزوجل : «أو كظلمات» فلان وفلان( فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشاهُ مَوْجٌ ) يعنى نعثل(١) ( مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ ) طلحة والزبير( ظُلُماتٌ بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ ) معاوية ويزيد وفتن بني امية( إِذا أَخْرَجَ يَدَهُ ) في ظلمة فتنتهم( لَمْ يَكَدْ يَراها وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُوراً ) يعنى إماما من ولد فاطمةعليها‌السلام ( فَما لَهُ مِنْ نُورٍ ) فما له من امام يوم القيامة يمشى بنوره كما في قوله تعالى:( يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ ) قال: إنّما المؤمنون يوم القيامة( نُورُهُمْ يَسْعى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ ) حتّى ينزلوا منازلهم من الجنان.

٢٠٠ ـ حدّثني أبي عن بعض أصحابه يرفعه إلى الأصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: إنّ لله ملكا في صورة الديك الأملح الأشهب، براثنه(٢) في الأرضين السابعة، وعرفه(٣) تحت العرش له جناحان: جناح بالمشرق وجناح بالمغرب، فأما الجناح الذي في المشرق فمن ثلج، واما الجناح الذي في المغرب فمن نار، فكلما حضر وقت الصلوة قام على براثنه ورفع عرفه تحت العرش، ثم أمال أحد جناحيه في الاخر يصفق بهما كما يصفق الديك في منازلكم، فلا الذي من الثلج يطفى النار ولا الذي من النار يذيب الثلج، ثم ينادى بأعلى صوته: أشهد ان لا إله إلّا الله واشهد ان محمدا عبده ورسوله خاتم النبيين وان وصيه خير الوصيين سبوح قدوس رب الملائكة و

__________________

(١) نعثل: اسم رجل كان طويل اللحية، وكان عثمان إذا نيل منه وعيب شبه بذلك، قاله الجزري في النهاية والجوهري وغيرهما.

(٢) براثن جمع البرثن وهو من السباع والطير بمنزلة الاصباع من الإنسان.

(٣) العرف: لحمة مستطيلة في أعلى رأس الديك.

٦١٢

الروح، فلا يبقى في الأرض ديك إلّا أجابه، وذلك قولهعزوجل :( وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ ) .

٢٠١ ـ وباسناده إلى إسحق بن عمار عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ما من طير يصاد في بر ولا بحر ولا يصاد شيء من الوحش إلّا بتضييعه التسبيح.

٢٠٢ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى الأصبغ بن نباتة قال: جاء ابن الكوا إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام فقال: يا أمير المؤمنين والله ان في كتاب الله آية قد أفسدت عليَّ قلبي وشككتني في ديني؟ فقال له عليعليه‌السلام ، ثكلتك أمّك وعدمتك وما تلك الآية ؟ قال: قول اللهعزوجل :( وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ ) فقال له أمير المؤمنينعليه‌السلام : يا ابن الكوا ان الله تبارك وتعالى خلق الملائكة في صور شتى، ألآ إنّ لله تعالى ملكا في صورة ديك أبلج أشهب، براثنه في الأرضين السابعة السفلى وعرفه مثنى تحت العرش، له جناحان: جناح في المشرق وجناح في المغرب، واحد من نار والاخر من ثلج، فاذا حضر وقت الصلوة قام على براثنه ثم رفع عنقه من تحت العرش، ثم صفق بجناحيه كما تصفق الديوك في منازلكم فلا الذي من النار يذيب الثلج، ولا الذي من الثلج يطفى النار فينادى أشهد أنْ لا إله إلّا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا سيد النبيين، وان وصيه سيد الوصيين، وان الله سبوح قدوس رب الملائكة والروح ؛ قال: فتخفق الديكة بأجنحتها في منازلكم فتجيبه عن قوله، وهو قولهعزوجل :( وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ ) من الديكة في الأرض.

٢٠٣ ـ في من لا يحضره الفقيه وقال أبو جعفرعليه‌السلام : إنّ للهعزوجل ملكا على صورة ديك أبيض رأسه تحت العرش ورجلاه في تخوم الأرض السابعة، له جناح في المشرق وجناح في المغرب، لا تصيح الديوك حتّى يصيح، فاذا صاح خفق بجناحيه، ثم قال: سبحان الله سبحان الله سبحان الله العظيم الذي ليس كمثله شيء، قال: فيجيبه اللهعزوجل فيقول: لا يحلف بي كاذبا من يعرف ما تقول، وروى ان فيه نزلت:( وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ ) .

٦١٣

٢٠٤ ـ في كتاب الاهليلجة قال الصادقعليه‌السلام في كلام طويل يذكر فيه الرياح: وبها يتألف المفترق، وبها يفترق الغمام المطبق حتّى ينبسط في السماء كيف يشاء مدبره، فيجعله كسفا فترى الودق يخرج من خلاله بقدر معلوم لمعاش مفهوم، وأرزاق مقسومة وآجال مكتوبة.

٢٠٥ ـ في كتاب التوحيد حديث طويل عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يذكر فيه عظمة الله جل ـ جلاله قالعليه‌السلام بعد ان ذكر الأرضين السبع: والديك والصخرة والحوت والبحر المظلم والهواء والثرى بمن فيه ومن عليه عند السماء كحلقة في فلاة قي(١) وهذا وسماء الدنيا ومن فيها ومن عليها عند التي فوقها كحلقة في فلاة قي، وهذا وهاتان السماء ان عند الثالثة كحلقة في فلاة قي، وهذه الثلاث ومن فيهن ومن عليهن عند الرابعة كحلقة في فلاة قي حتّى انتهى إلى السابعة، وهذه السبع ومن فيهن ومن عليهن عند البحر المكفوف عن أهل الأرض كحلقة في فلاة قي، وهذه السبع والبحر المكفوف عند جبال البرد كحلقة في فلاة قي، ثم تلا هذه الآية:( وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِنْ جِبالٍ فِيها مِنْ بَرَدٍ ) . في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن عبد الرحمان بن ابى ـ نجران عن صفوان عن خلف بن حماد عن الحسين بن زيد الهاشمي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله مثله.

٢٠٦ ـ وفيها أيضا عليّ بن إبراهيم عن هارون بن مسلمة عن مسعدة بن صدقة قال: حدثني أبو عبد اللهعليه‌السلام قال: قال لي أبىعليه‌السلام قال أمير المؤمنين: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ اللهعزوجل جعل السحاب غرابيل للمطر، هي تذيب البرد حتّى يصير ماءا لكي لا يضر شيئا يصيبه، والذي ترون فيه من البرد والصواعق نقمة من اللهعزوجل يصيب بها من يشاء من عباده. والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٠٧ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن عمران بن موسى عن علي بن أسباط عن أبيه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: البرد لا يؤكل لان اللهعزوجل يقول:( فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشاءُ ) .

__________________

(١) القى: القفر من الأرض.

٦١٤

٢٠٨ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم وقولهعزوجل :( وَاللهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ ) أي من منى( فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللهُ ما يَشاءُ إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) قال: على رجلين الناس وعلى بطنه الحيات ؛ وعلى أربع البهائم، وقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : ومنهم من يمشى على أكثر من ذلك.

٢٠٩ ـ في مجمع البيان قال البلخي: إنّ الفلاسفة تقول: كل ماله قوائم كثيرة فان اعتماده إذا سعى على اربعة قوائم فقط، وقال أبو جعفرعليه‌السلام : ومنهم من يمشى على أكثر من ذلك.

٢١٠ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم وقولهعزوجل :( وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنا ) إلى قوله: وما أولئك بالمؤمنين فانه حدّثني أبي عن ابن ابى عمير عن ابن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: نزلت هذه الآية في أمير المؤمنينعليه‌السلام وعثمان، وذلك أنّه كان بينهما منازعة في حديقة فقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: نرضى برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال عبد الرحمن بن عوف: لا تحاكمه إلى رسول الله فانه يحكم له عليك، ولكن حاكمه إلى ابن شيبة اليهودي، فقال عثمان لأمير المؤمنينعليه‌السلام : لا نرضى إلّا بابن شيبة اليهودي، فقال ابن شيبة لعثمان: تأمنوا رسول الله على وحي السماء وتتهموه في الأحكام؟ فأنزلعزوجل على رسوله:( وَإِذا دُعُوا إلى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ) إلى قوله:( أُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) ثم ذكر أمير المؤمنين صلوات الله عليه فقال:( إِنَّما كانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذا دُعُوا إلى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا ) إلى قوله تعالى:( فَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ ) .

٢١١ ـ في مجمع البيان وحكى البلخي أنّه كانت بين عليٍّعليه‌السلام وعثمان منازعة في أرض اشتراها من عليٍّعليه‌السلام ، فخرجت فيها أحجار فأراد ردها بالعيب فلم يأخذها، فقال: بيني وبينك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال الحكم بن أبي العاص: إنْ حاكمته إلى ابن عمّه حكم له فلا تحاكمه إليه ونزلت الآيات وهو المروي عن أبي جعفرعليه‌السلام

٦١٥

أو قريب منه.

٢١٢ ـ وروى عن عليٍّعليه‌السلام أنّه قرأ «قول المؤمنين» بالرفع( وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) أي الفائزون بالثواب الظافرون بالمراد، وروى عن أبي جعفرعليه‌السلام ان المعنى بالاية أمير المؤمنينعليه‌السلام .

٢١٣ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى عبد الله بن عجلان قال: ذكرنا خروج القائمعليه‌السلام عند أبي عبد الله فقلت له: وكيف لنا نعلم ذلك؟ فقال: يصبح أحدكم وتحت رأسه صحيفة عليها مكتوب: طاعة معروفة.

٢١٤ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم وقولهعزوجل :( قُلْ أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْهِ ما حُمِّلَ ) قال: ما حمل النبي (ص) من النبوة وعليكم ما حملتم من الطاعة.

٢١٥ ـ في أصول الكافي باسناده إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام خطبة طويلة في وصف النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وفيها: وادى ما حمل من أثقال النبوة.

٢١٦ ـ أبو على الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن ابن ابى نجران عن أبي ـ جميلة عن جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا معاشر قراء القرآن اتقوا اللهعزوجل فيما حملكم من كتابه فانى مسئول وانكم مسئولون، إنّي مسئول عن تبليغ الرسالة، واما أنتم فتسألون عما حملتم من كتاب الله وسنتي.

٢١٧ ـ الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن عبد الله بن سنان قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول الله جل جلاله:( وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ) قال: هم الائمة.

٢١٨ ـ وباسناده إلى ابى جعفرعليه‌السلام قال: ولقد قال اللهعزوجل في كتابه لولاة الأمر من بعد محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله خاصة:( وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ) إلى قوله:( فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ )

٦١٦

يقول: استخلفكم لعلمي وديني وعبادتي بعد نبيكم كما استخلف وصاة آدم من بعده حتّى يبعث النبي الذي يليه يعبدونني لا يشركون بي شيئا يقول: يعبدونني بإيمان لا نبي بعد محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله فمن قال غير ذلك فأولئك هم الفاسقون فقد مكن ولاة الأمر بعد محمد بالعلم ونحن هم، فاسألونا فان صدقناكم فأقروا وما أنتم بفاعلين، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢١٩ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سدير الصيرفي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل وفيه يقولعليه‌السلام : واما إبطاء نوحعليه‌السلام : فانه لما استنزل العقوبة على قومه من السماء بعث الله تبارك وتعالى جبرئيل روح الأمين معه سبع نوايات فقال: يا نبي الله ان الله تبارك وتعالى يقول لك: إنّ هؤلاء خلائقي وعبادي لست أبيدهم(١) بصاعقة من صواعقي إلّا بعد تأكيد الوعدة والزام الحجة ؛ فعاود اجتهادك في الدعوة لقومك، فانى مثيبك عليه واغرس هذا النوى فان لك في نباتها وبلوغها وإدراكها إذا أثمرت، الفرح والخلاص فبشر بذلك من اتبعك من المؤمنين، فلما نبتت الأشجار وتأزرت وتسوقت وتغصنت وزهى الثمر(٢) على ما كان بعد زمان طويل استنجز من الله العدة، فأمر الله تبارك وتعالى أن يغرس نوى تلك الأشجار ويعاود الصبر والاجتهاد، ويؤكد الحجة على قومه، فأمر بذلك الطوائف التي آمنت به فارتد منهم ثلاثمأة رجل، وقالوا: لو كان ما يدعيه نوح حقا لما وقع في وعد ربه خلف، ثمّ إنَّ الله تبارك وتعالى لم ـ يزل يأمره عند كل مرة بان يغرسها مرة بعد اخرى إلى أن غرسها سبع مرات، فما زالت تلك الطوائف من المؤمنين ترتد منهم طائفة بعد طائفة إلى أن عاد إلى نيف وسبعين رجلا، فأوحى الله تبارك وتعالى عند ذلك إليه وقال: يا نوح الآن أسفر الصبح عن الليل بعينك! عن صرح الحق محضه، وصفا الكدر بارتداد كل من كانت طينته خبيثة فلو أنّي أهلكت

__________________

(١) أباده: أهلكه.

(٢) المؤازرة: أنْ يقوى الزرع بعضه بعضا فيلتف، والتأزير: التغطية والتقوية. وتسوقت: أي قوى ساقها وتغصفت أي كثرت وقويت أغصانها وزهو الثمرة: احمرارها واصفرارها.

٦١٧

الكفار وأبقيت من قد ارتد من الطوائف التي كانت آمنت بك لما كنت صدقت وعدي السابق للمؤمنين الذين أخلصوا التوحيد من قومك، واعتصموا بحبل نبوتك. فانى استخلفهم في الأرض وأمكن لهم دينهم وأبدل خوفهم بالأمن لكي تخلص العبادة لي بذهاب الشرك من قلوبهم، وكيف يكون الاستخلاف والتمكين وبدل الأمر منى لهم مع ما كنت اعلم من ضعف يقين الذين ارتدوا وخبث طينتهم وسوء سرائرهم التي كانت نتائج النفاق وشبوح الضلالة(١) فلو انهم تنسموا من الملك الذي أرى المؤمنين(٢) وقت الاستخلاف إذا أهلكت أعدائهم [لنشقوا](٣) روائح صفائه ولاستحكمت سرائر نفاقهم وثارت خبال ملالة قلوبهم(٤) ولكاشفوا إخوانهم بالعداوة، وحاربوهم على طلب الرياسة، والتفرد بالأمر والنهى، وكيف يكون التمكين في الدين وانتشار الأمر في المؤمنين مع اثارة الفتن وإيقاع الحروب، كلا( وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا وَوَحْيِنا ) قال الصادقعليه‌السلام : وكذلك القائم فانه تمتد أيام غيبته فيصرح الحق عن محضه ويصفو الايمان من الكدر بارتداد كل من كانت طينته خبيثة من الشيعة الذين يختص عليهم النفاق إذا أحسوا بالاستخلاف والتمكين، والأمر المنتشر في عهد القائم، قال الفضل: فقلت: يا ابن رسول الله فان هذه النواصب تزعم ان هذه الآية نزلت في ابى بكر

__________________

(١) شبوح جمع شبح ـ بالتحريك ـ: الشخص. وفي بعض النسخ «شيوخ الضلالة» قال المجلسي (ره) أو بالسين المهملة والنون بمعنى الظهور، أو بالخاء المعجمة جمع سنخ بالكسر بمعنى الأصل أو بمعنى الرسوخ وعلى التقادير لا يخلو من تكلف

(٢) كذا في النسخ وفي البحار «فلو انهم تنسموا منى الملك الذي اوتى اه». وتنسم النسيم: تشممه، واحتمل بعض المحشين ان يكون مصحف تسنم أي ركب الملاك وعلاه.

(٣) نشقه: شمه.

(٤) الخبال: الجنون والفساد، قال في البحار: والحاصل ان هذه الفتن لتخليص المؤمنين عن المنافقين وظهور ما كتموه من الشرك والفساد لكي لا يفسدوا في الأرض بعد ظهور دولة الحق باختلاطهم بالمؤمنين.

٦١٨

وعمر وعثمان وعلىعليه‌السلام ؟ فقال: لا يهدى الله قلوب الناصبة، متى كان الدين الذي ارتضاه الله ورسوله متمكنا بانتشار الأمر في الامة وذهاب الخوف من قلوبها، وارتفاع الشك من صدورها في عهد واحد من هؤلاء، وفي عهد عليٍّعليه‌السلام مع ارتداد المسلمين، والفتن التي كانت تثور في ايامهم، والحروب التي كانت تنسب إليهم بين الكفار وبينهم.

٢٢٠ ـ في تفسير عليّ بن إبراهيم وقوله:( وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً ) نزلت في القائم من آل محمد عليه وعلى آبائه السلام.

٢٢١ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه‌الله عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل وفيه يقول بعد ذكر معايب الثلاثة وامهال الله إياهم: كل ذلك لتتم النظرة التي أوجبها الله تبارك وتعالى لعدوه إبليس إلى أن يبلغ الكتاب أجله، ويحق القول على الكافرين، ويقترب الوعد الحق الذي بينه الله في كتابه، بقوله:( وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ) وذلك إذا لم يبق من الإسلام إلّا اسمه، ومن القرآن إلّا رسمه، وغاب صاحب الأمر بإيضاح العذر له في ذلك لاشتمال الفتنة على القلوب حتّى يكون أقرب الناس إليه أشد عداوة له، وعند ذلك يؤيده الله بجنود لم تروها، ويظهر دين نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله على يديه على الدين كله ولو كره المشركون.

٢٢٢ ـ في كشف المحجة لابن طاووسرحمه‌الله عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل وفيه فاما الآيات اللواتي في قريش فهي قوله إلى قوله: والثانية:( وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ) إلى قوله:( هُمُ الْفاسِقُونَ ) .

٢٢٣ ـ في مصباح شيخ الطائفة قدس‌سره زيارة للحسينعليه‌السلام مروية عن أبي ـ عبد اللهعليه‌السلام وفيها: أللهمّ وضاعف صلواتك ورحمتك وبركاتك على عترة نبيك العترة

٦١٩

الضائعة الخائفة المستذلة، بقية الشجرة الطيبة الزاكية المباركة، وأعل أللهمّ كلمتهم وأفلج حجتهم واكشف البلاء واللأواء وحنادس الأباطيل(١) والغم عنهم، وثبت قلوب شيعتهم وحزبك على طاعتهم ونصرتهم وموالاتهم، وأعنهم وامنحهم الصبر على الأذى فيك، واجعل لهم أياما مشهودة وأوقاتا محمودة مسعودة توشك منها فرجهم، توجب فيها تمكينهم ونصرتهم، كما ضمنت لأوليائك في كتابك المنزل فانك قلت وقولك الحق:( وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً ) .

٢٢٤ ـ في مجمع البيان ( وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً ) قيل: معناه: وليبدلنهم من بعد خوفهم في الدنيا أمنا في الاخرة، ويعضده ما روى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال حاكيا عن الله سبحانه: إنّي لا اجمع على عبد واحد بين خوفين ولا بين أمنين، ان خافني في الدنيا أمنته في الاخرة، وان أمنني في الدنيا أخفته في الاخرة.

٢٢٥ ـ واختلف في الآية، والمروي عن أهل البيتعليهم‌السلام انها في المهدي من آل محمد.

٢٢٦ ـ وروى العيّاشي باسناده عن علي بن الحسينعليهما‌السلام أنّه قرأ الآية وقال: هم والله شيعتنا أهل البيت يفعل ذلك بهم على يدي رجل منا وهو مهدي هذه الامة، وهو الذي قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم لطول الله ذلك اليوم حتّى يلي رجل من عترتي اسمه اسمى يملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا، وروى مثل ذلك عن أبي جعفر وابى عبد اللهعليهما‌السلام . فعلى هذا يكون المراد بالذين آمنوا وعملوا الصالحات، النبي وأهل بيته.

٢٢٧ ـ في جوامع الجامع قالعليه‌السلام : زويت لي الأرض(٢) فأريت مشارقها

__________________

(١) اللأواء: الشدة والبلاء. والحنادس جمع الحندس: الليل المظلم.

(٢) زوي الشيء: جمعه.

٦٢٠

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643