القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة عليهم السلام الجزء ١

القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة عليهم السلام0%

القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة عليهم السلام مؤلف:
الناشر: سليمان زاده
تصنيف: مكتبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام
الصفحات: 574

القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة عليهم السلام

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: آية الله العلّامة السيّد أحمد المستنبط رحمة الله عليه
الناشر: سليمان زاده
تصنيف: الصفحات: 574
المشاهدات: 48693
تحميل: 5651

الجزء 1 الجزء 2
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 574 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 48693 / تحميل: 5651
الحجم الحجم الحجم
القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة عليهم السلام

القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة عليهم السلام الجزء 1

مؤلف:
الناشر: سليمان زاده
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


تحميل الكتاب القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة عليهم السلام ، آية الله العلّامة السيّد أحمد المستنبط رحمة الله عليه ، شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام

ابن عمّ رسول كه از امر كردگار

در روزگار همسر خيرالنساستی

نور خدا وفاطمة بنت اسد بزاد

در كعبه اى كه قبله شاه و گداستی

زان رو طواف كعبه بر همگى واجب آمدست

كو زادگاه و مولد شير خداستی

جان حرم كه كعبه بگردش كند طواف

جان جهان و كعبه ارض و سماستی

نور قِدَم چو زد قدم اندر حريم قدس

از يمن مقدمش چه قيامت بپاستی

آمد ندا بفاطمه نامش علیّ گذار

كز نام ما جداست ولى كى جداستی

اى دوست گر بديده دل بنگرى علیّ

مكّه است و كعبه، زمزم و مروه، صفاستی

گر مهر او نبود صفا را صفا نبود

از عشق او بدير و حرم هوى و هاستی

پروانگان شمع رخش گاه در حرم

گه در مدينة و نجف و كربلاستی

هر جا كه عشق خيمه زند جذبه علیّ است

زيرا كه دلنواز و دل ودلبر باستی

در كشتى علیّ بنشين خواهى ار نجات

چون از سوى خدا بخدا ناخداستی

٢٦١

رو إنّما وليّكم اللَّه را بخوان

تا بنگرى ولىّ همه ماسواستى

«فخرا» بمدح شاه ولايت مديحه گو

زيرا خداش مادح و مدحش سزاستى

بكم فتح اللَّه وبكم يختم بمعنى أنّهم أوّل المخلوقين وجوداً وآخرهم كذلك حيث أنّه برفع الإمام من العالم يختم عالم الوجود والخلق.

٢٦٢

الباب الثالث:

قطرة من بحار مناقب رضيعة الوحي والتنزيل، وفطيمة العلم

والشرف الجليل، اُمّ الأئمّة الطاهرين سيّدة نساء العالمين

فاطمة الزهراء عليها صلوات المصلّين

١/٢٥٢- ذكر الشيخ أبو جعفر بن بابويه قدس سره في أماليه قال : قال ابن عبّاس: فبينا أهل الجنّة في الجنّة إذ رأوا مثل الشمس قد أشرقت لها الجنان، فيقول أهل الجنّة: يا ربّ إنّك قلت في كتابك العزيز:( لايَرَوْنَ فيها شَمْساً ) (١) فيرسل اللَّه جلّ اسمه إليهم جبرائيل فيقول: ليس هذه بشمس، ولكن عليّاً وفاطمة ضحكا فأشرقت الجنان من نور ضحكهما.(٢)

٢/٢٥٣- في عيون المعجزات قال : روى عن حارثة بن قدامة قال: حدّثني سلمان قال: حدّثني عمّار وقال: اُخبرك عجباً؟ قلت: حدّثني يا عمّار، قال: نعم

____________________

(١) الإنسان: ١٣.

(٢) أمالي الصدوق: ٣٣٣ ضمن ح ١١ المجلس الرابع والأربعون، عنه البحار: ٢٤١/٣٥، وتأويل الآيات: ٧٥٢/٢ ضمن ح٧، والبرهان: ٤١٢/٤ ضمن ح٦، مناقب ابن شهراشوب: ٣٢٩/٣.

٢٦٣

شهدت عليّ بن أبي طالب عليه السلام وقد ولج على فاطمة عليها السلام فلمّا أبصرت به نادت اُدنُ لاُحدّثك بما كان وبما هو كائن وبما لم يكن إلى يوم القيامة حين تقوم الساعة.

قال عمّار: فرأيت أميرالمؤمنين عليه السلام رجع القهقرى فرجعت برجوعه حتّى دخل على النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فقال له: اُدن يا أباالحسن فدنا، فلمّا اطمأنّ به المجلس قال له: تحدّثني أم اُحدّثك؟ قال: الحديث منك أحسن يا رسول اللَّه فقال: كأنّي بك وقد دخلت على فاطمة وقالت لك: كيت وكيت فرجعت.

فقال عليّ عليه السلام: نور فاطمة من نورنا؟ فقال: أولا تعلم!؟ فسجد عليّ عليه السلام شكراً للَّه تعالى. قال عمّار: فخرج أميرالمؤمنين عليه السلام وخرجت بخروجه، فولج على فاطمة عليها السلام وولجت معه فقالت: كأنّك رجعت إلى أبي صلى الله عليه وآله وسلم فأخبرته بما قلته لك؟ قال: كذلك يا فاطمة.

فقالت: اعلم يا أباالحسن إنّ اللَّه تعالى خلق نوري وكان يسبّح اللَّه تعالى، ثمّ أودعه بشجرة من شجر الجنّة فأضاءت، فلمّا دخل أبي الجنّة أوحى اللَّه إليه إلهاماً أن اقتطف الثمرة من تلك الشجرة، وأدرها في لهواتك(١) ففعل، فأودعني اللَّه سبحانه صلب أبي ثمّ أودعني خديجة بنت خويلد فوضعتني وأنا من ذلك النور، أعلم ما كان وما يكون وما لم يكن يا أباالحسن، المؤمن ينظر بنور اللَّه تعالى.(٢)

٣/٢٥٤- في صحيفتها، قال الطريحى : روي أنّ طولها سبعون ذراعاً في عرض الأديم، فيها كلّ ما يحتاج الناس إليه حتّى أرش الخدش.(٣)

سئل وما مصحف فاطمة عليها السلام؟ قال: إنّ فاطمة عليها السلام مكثت بعد رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم

____________________

(١) اللهاة: اللحمة المشرفة على الحلق، أو الهنة المطبقة في أقصى سقف الفم، جمعه: لهوات.

(٢) عيون المعجزات: ٥٤، عنه البحار: ٨/٤٣ ح ١١.

(٣) بصائر الدرجات: ١٥٥ ضمن ح ١٠.

أقول: الظاهر أنّها غير مصحف فاطمة، وأنّها الجامعة والشاهد على هذا رواية أبي عبيدة الموجودة في البصائر في نفس الباب ح٦.

٢٦٤

خمسة وسبعين يوماً، وكان دخلها حزن شديد على أبيها، وكان جبرئيل عليه السلام يأتيها فيحسن عزاها على أبيها، ويطيّب نفسها، ويخبرها عن أبيها ومكانه، ويخبرها بما يكون بعدها في ذرّيّتها، وكان عليّ عليه السلام يكتب ذلك، فهذا مصحف فاطمة عليها السلام.(١)

وفى رواية اُخرى عن الصادق عليه السلام: مصحف فاطمة عليها السلام فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرّات، واللَّه ما فيه من قرآنكم حرف واحد(٢) ، وليس فيه من حلال ولا حرام ولكن فيه علم ما يكون(٣) .(٤)

٤/٢٥٥- قال الفضل بن محمّد الجعفي : سألت أباعبداللَّه عليه السلام عن قول اللَّه:( الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّـهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) (٥) قال عليه السلام: الحبّة فاطمة عليها السلام، والسبع السنابل سبعة من ولدها، سابعهم قائمهم صلوات اللَّه عليه.

قلت: الحسن؟ قال: إمام من اللَّه مفترض طاعته، ولكن ليس من السنابل السبعة أوّلهم الحسين عليه السلام وآخرهم القائم عليه السلام، فقلت: قوله: «فى كلّ سنبلة مائة حبّة» قال: يولد للرجل منهم في الكوفة(٦) مائة من صلبه وليس ذلك إلّا هؤلاء السبعة. (٧)

أقول : سرّ التعبير عنها بالحبّة يحتمل وجهين:

الأوّل : إمّا كناية عن أنّها هي المقصودة أوّلاً وبالذات، وإمّا أن تكون مجرى هذه الأمانات الإلهيّة ومظاهر التوحيد الحقيقي صلوات اللَّه عليها، ووجه التشبيه إنّ من

____________________

(١) بصائر الدرجات: ١٥٣ ح٦، الكافي: ٢٤١/١ ح٥، عنه البحار: ٧٩/٤٣ ح ٦٧.

(٢) بصائر الدرجات: ١٥١ ضمن ح٣، الكافي: ٢٣٩/١ ضمن ح١، ينابيع المعاجز: ١٢٩.

(٣) بصائر الدرجات: ١٥٧ ضمن ح ١٨، الكافي: ٢٤٠/١ ضمن ح٢.

(٤) إلى هنا أخرجه من مجمع البحرين: ١٠١٢/٢ صحف.

(٥) البقرة: ٢٦١.

(٦) الكرّه، خ. أي الرجعة.

(٧) العيّاشي: ١٤٧/١، البرهان: ٢٥٣/١ ح٦.

٢٦٥

لم يكن من الزراع عنده حبّة فهو آيس من تحصيل الزراعة، فأصل النظر عنده دائماً إلى الحبّة فقط، وإلّا فالنتيجة منها غير حاصلة، وكذلك وجود الزهراء صلوات اللَّه عليها هي المصدر، والأصل لهذه الأنوار الإلهيّة، رزقنا اللَّه حبّها وشفاعتها.

الثاني : إنّ الزراعة أصلاً وحقيقةً هي تلك الحبّة مع إفاضات اُخرى اعملت فيها فتتصوّر بصورة اُخرى، وإنّما الفرق بينهما الإجمال والتفصيل، وإلّا هي هي مادة وأصلاً، فعلى هذا تكون الأنوار المقدّسة هي المتشعبّة والمتشقّقة من هذه الحبّة الإلهيّة، والفرق بينهما بالإجمال والتفصيل.

٥/٢٥٦- في المناقب عن صحيح الدار قطني : إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم أمر بقطع يد لصّ، فقال اللصّ: يا رسول اللَّه قدّمته في الإسلام وتأمر بالقطع فقال: ولو كانت ابنتي فاطمة، فسمعت فاطمة عليها السلام، فحزنت، فنزل جبرئيل عليه السلام بقوله:( لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ ) (١) فحزن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم فنزل( لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّـهُ لَفَسَدَتَا ) (٢) فتعجّب النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم من ذلك، فنزل جبرئيل وقال: كانت فاطمة عليها السلام حزينة من قولك فهذه الآيات لموافقتها لترضى.(٣)

أقول : الإشكال في الرواية من جهتين:

الاُولى : في تناسب الآيتين،والثانية : في تطبيقهما على الموردين.

أمّا الكلام في الجهة الاُولى : إنّ الآيتين كلتاهما تعليقيّة، ومن البديهيّ أنّ تعليق القضيّة من حيث هي لاتلازم صدقها وكذبها، سواء ذلك في النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أو في اللَّه سبحانه وتعالى، فلايوجب ذلك منقصة وإزراء للطرف، ما لم يرد عليهما التطبيق الّذي هو الجهة الثانية من الإشكال.

وأمّا الكلام في الجهة الثانية : فإنّه تشريك حيث وردت تسلية للزهراء عليها السلام

____________________

(١) الزمر: ٦٥.

(٢) الأنبياء: ٢٢.

(٣) المناقب لابن شهراشوب: ٣٢٤/٣، عنه البحار: ٤٣/٤٣ ح ٤٣، ونور الثقلين: ٤٩٧/٤ ح ١٠٢.

٢٦٦

فلايناسب الجهة الاُولى حيث لاتختصّ الآية لها ولاتعدّ حينئذ من مناقبها لأنّ الآية نزلت بنحو «إيّاك أعني واسمعي يا جارة» كما عن الصادق عليه السلام(١) ، فاللازم صرفهما عن ظاهرهما وتأويلهما إلى ما يلائم معنى التسلية ورفع الحزن عنها.

فأقول : مستعيناً باللَّه وبوليّ عصرنا أرواح العالمين له الفداء: إنّ الآية مع أنّها وردت بنحو التعليق، والتعليق لايلازم الثبوت ولا عدمه.

فاُريد منهاأوّلاً : أنّ قياس الزهراء سلام اللَّه عليها بغيرها خلاف لمقام عظمتها ولذا حزن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم لذلك فدفعه اللَّه سبحانه دفعاً لحزن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بورود تلك القضيّة لنفسه تبارك وتعالى أيضاً بقوله تعالى:( لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّـهُ لَفَسَدَتَا ) .

وثانياً : أنّه مضافاً إلى ذلك اُشير بآية التشريك إلى عدم تطرّق التشبّه والمثال لوجود الزهراء سلام اللَّه عليها حيث لا نظير لها كما لا نظير لوجوده سبحانه وتعالى وشبّهت بتلك الجهة بتوحيده جلّ وعلا فحزن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ابتداءً ولذا أكّد القضيّة في الجواب ورتّب عليها الآية الثانية بقوله:( لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّـهُ لَفَسَدَتَا ) فتعجّب النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم من تشبيه عدم المثليّة وتوحيد وجودها لمقام ذاته المقدّسة وذلك حيث خلقت من عظمته جلّ وعلا، ويشهد لذلك ما ذكر في ذيل الرواية من تعجّب النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم.

٦/٢٥٧- في تفسير القمي قدس سره : بإسناده عن أبي جعفر عليه أفضل الصلاة والسلام في قوله تعالى:( إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ * نَذِيرًا لِّلْبَشَرِ ) (٢) قال عليه السلام: يعني بها فاطمة عليها السلام.(٣)

____________________

(١) العيّاشي: ١٠/١، عنه البحار: ٣٨٢/٩٢ ح ١٧، الكافي: ٦٣٠/٢ ح ١٤، عنه البرهان: ٨٤/٤ ح٦. وهذا الكلام صار مثلاً يضرب لمن يتكلّم بكلام يريد به غير المخاطب.

(٢) المدّثّر: ٣٥ و٣٦.

(٣) القمي: ٣٩٦/٢، عنه البحار: ٣٣١/٢٤ ح ٥٥، و٢٣/٤٣ ح ١٦، والبرهان: ٤٠٢/٤ ح١.

٢٦٧

أقول : البشر جنس يشمل آدم عليه السلام ومن دونه إلى يوم القيامة.

٧/٢٥٨- قال الصادق عليه السلام : وهي الصدّيقة الكبرى، وعلى معرفتها دارت القرون الاُولى.(١)

٨/٢٥٩ عن الصادق عليه السلام : سمّيت الزهراء زهراء، لأنّها كانت تزهر لأميرالمؤمنين عليه السلام في النهار ثلاث مرّات بالنور.(٢)

٩/٢٦٠- في تسميتها فاطمة: روى الطبري في دلائله : عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: لأنّها فطمت هي وشيعتها وذرّيّتها من النار.(٣)

١٠/٢٦١- في دلائل الطبري قال : وروي أنّها عليها السلام سمّيت الزهراء، لأنّ اللَّه عزّوجلّ خلقها من نور عظمته.(٤)

١١/٢٦٢- روى في الثاقب في المناقب : عن زاذان، عن سلمان رضوان اللَّه عليه أنّه قال: أتيت منزل فاطمة عليها السلام وهي قائمة، والقدر منصوب بين يديها تغلي بغير نار فانصرفت مبادراً إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم فلمّا أبصرني ضحك، وقال: أعجبك ما رأيت؟ قد أيّدها اللَّه بمن يعينها من كرام ملائكته.(٥)

١٢/٢٦٣- روى في الثاقب في المناقب : بإسناده إلى أبي ذرّ رضوان اللَّه عليه قال: بعثني رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم لأدعو عليّاً عليه السلام فأتيت بيته وناديته فلم يجبني، فأخبرت

____________________

(١) يأتي ص ٢٧٠ ضمن الحديث الخامس عشر.

(٢) علل الشرايع: ١٨٠/١ ح٢، عنه البحار: ١١/٤٣ ح٢.

(٣) دلائل الإمامة: ١٤٩ ح ٦٠، كشف الغمّة: ٤٦٤/١ عن أبي جعفر عليه السلام.

(٤) دلائل الإمامة: ١٤٩ ح ٦٠، كشف الغمّة: ٤٦٤/١ عن أبي جعفر عليه السلام.

(٥) الثاقب في المناقب: ٣٠١ ح ٢٥٤ مع اختلاف، ولعلّه رواه المؤلّف مختصراً، وإليك نصّ الحديث: قال: أتيت ذات يوم منزل فاطمة عليها السلام، فوجدتها نائمة قد تغطّت بالعباءة، ونظرت إلى قدر منصوبة بين يديها تغلي بغير نار، فانصرفت مبادراً إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم فلمّا بصر بي ضحك، ثمّ قال: يا أباعبداللَّه، أعجبك ما رأيت من حال ابنتي فاطمه؟ قلت: نعم يا رسول اللَّه.

فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: أتعجب من أمر اللَّه؟ إنّ اللَّه تبارك وتعالى علم ضعف ابنتي فاطمة فأيّدها بمن يعينها على دهرها من كرام ملائكته.

٢٦٨

النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فقال: عد إليه فإنّه في البيت، فأتيت ودخلت عليه فرأيت الرحى تطحن ولا أحد عندها، فقلت لعليّ عليه السلام: إنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم يدعوك، فخرج متوشّحاً(١) حتّى أتى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فأخبرت النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فقال: لا تعجب فإنّ للَّه ملائكة سيّاحون في الأرض موكّلون بمعونة آل محمّد عليهم السلام.(٢)

١٣/٢٦٤- في المناقب : عن مالك بن دينار قال: رأيت في مودع الحجّ امرأة ضعيفة على دابّة نحيفة والناس ينصحونها لتنكص،(٣) فلمّا توسّطنا البادية كلّت دابّتها فعذلتها(٤) في اتيانها فرفعت رأسها إلى السماء وقالت: «لا في بيتي تركتني ولا إلى بيتك حملتني فوعزّتك وجلالك لو فعل بي هذا غيرك لما شكوته إلّا إليك» فإذا شخص أتاها من الفيفاء(٥) في يده زمام ناقة فقال لها: اركبي، فركبت وسارت الناقة كالبرق الخاطف، فلمّا بلغت المطاف رأيتها تطوف فحلفتها من أنت؟ فقالت: أنا شهرة بنت مسكة بنت فضّة خادمة الزهراء سلام اللَّه عليها.(٦)

١٤/٢٦٥- في كتاب فضائل الأشهر الثلاثة للصدوق قدس سره : عن الرضا عليه السلام - في حديث طويل - قال: كانت فاطمة عليها السلام إذا طلع هلال شهر رمضان يغلب نورها الهلال ويخفى، فإذا غابت عنه ظهر.(٧)

١٥/٢٦٦- في أمالي الشيخ قدس سره : بإسناده عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: إنّ اللَّه أمهر

____________________

(١) توشّح: أي لبس الوشاح، وهو نسيج عريض يرصّع بالجوهر، ويشدّه الشخص بين عاتقه وكشحه.

(٢) مناقب ابن شهراشوب: ٣٣٧/٣، عنه البحار: ٤٥/٤٣ ضمن ح ٤٤، الخرائج: ٥٣١/٢ ح٧ (نحوه)، عنه البحار: ٢٩/٤٣ ح ٣٤.

(٣) نكص: رجع إلى خلف.

(٤) عذله: لامه.

(٥) الفيفاء: البادية.

(٦) مناقب ابن شهراشوب: ٣٣٨/٣، عنه البحار: ٤٦/٤٣ ح ٤٦.

(٧) فضائل الأشهر الثلاثة: ٩٩ ح ٨٤، عنه البحار: ٥٦/٤٣ ح ٤٩.

٢٦٩

فاطمة ربع الدنيا، فربعها لها وأمهرها الجنّة والنار، تدخل أعداءها النار وتدخل أولياءها الجنّة، وهي الصدّيقة الكبرى وعلى معرفتها دارت القرون الاُولى.(١)

أقول : وقد عاين أميرالمؤمنين عليه السلام جهازها تحت العرش واُجري عقدها بلسان اللَّه تعالى.

١٦/٢٦٧- في الهداية للحسين بن حمدان الحضيني : عن رجاله أنّها عليها السلام ولدت الحسن والحسين عليهما السلام من فخذها الأيمن وزينب واُمّ كلثوم من فخذها الأيسر.(٢)

١٧/٢٦٨- في كتاب المحتضر للحسن بن سليمان : عن ابن عبّاس: أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال لعليّ عليه السلام: يا عليّ، إنّ اللَّه عزّوجلّ زوّجك فاطمة وجعل صداقها الأرض، فمن مشى عليها مبغضاً لك مشى حراماً.(٣)

١٨/٢٦٩- في تفسير فرات : بأسانيده المفصّلة عن الصادق عليه السلام أنّه قال:( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) (٤) الليلة فاطمة، والقدر اللَّه، فمن عرف فاطمة عليها السلام حقّ معرفتها فقد أدرك ليلة القدر، وإنّما سمّيت فاطمة لأنّ الخلق فطموا عن معرفتها.(٥)

أقول : ولعلّ السرّ في تشبيهها بليلة القدر هو تستّرها ومحجوبيّة معرفتها عن الناس كستر ليلة القدر، ولذا أتى بحرفي الإستفهام في قوله:( وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ) (٦) تفخيماً لشأنها، أو اُريد التعجيز من معرفتها لغير المعصوم، حيث أنّها لايعرفها غير المعصوم، أو اُريد أنّ من عرف الزهراء عليها السلام حقّ معرفتها فلا جرم ينكشف له ويرى من جلالها في تلك الليلة من نزول الملائكة عليها ما يتيقّن

____________________

(١) أمالي الطوسي: ٦٦٨ ح ٦ المجلس السادس والثلاثون، عنه البحار: ١٠٥/٤٣ ح ١٨.

(٢) الهداية الكبرى: ١٨٠، عيون المعجزات: ٥٩ )نحوه(، عنه البحار: ٢٥٦/٤٣ ح ٣٤.

(٣) المحتضر: ١٣٣، مصباح الأنوار: ٢٢٩ (مخطوط)، عنه البحار: ١٤٥/٤٣ ح ٤٩، كشف الغمّة: ٤٧٢/١ عن الفردوس، عنه البحار: ١٤١/٤٣ ح ٣٧.

(٤) القدر: ٢ و١.

(٥) تفسير فرات: ٥٨١ ح ٧٤٧، عنه البحار: ٦٥/٤٣ ح ٥٨.

(٦) القدر: ٢ و١.

٢٧٠

بكونها ليلة القدر، وهذا هو الإدراك حقيقة، وقد ورد في مقابله أنّ الرجلين أيضاً كانا يعرفان ليلة القدر من كثرة نزول الشياطين عليهما.

وورد أنّها الليلة المباركة تأويلاً في سورة حم(١) وأنّها المقصودة من الزجاجة والمشكوة في آية النور.(٢)

١٩/٢٧٠- في كتاب الدر النظيم (٣) : عن سليمان الأنصاري قال: كنّا جلوساً في مسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذ أقبل عليّ عليه السلام فتحفّى به (٤) النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وضمّه إلى صدره، وقبّل ما بين عينيه، وكان لزواجه أيّام منذ دخل بفاطمة عليها السلام فقال: ألا اُخبرك عن عرسك شيئاً؟ قال: إن شئت فافعل صلّى اللَّه عليك.

قال صلى الله عليه وآله وسلم: هذا جبرئيل عليه السلام يقول: تشاجر آدم وحوّا في الجنّة، فقال آدم: يا حوّاء ما في هذه المشاجرة فقالت: يقع لنا من خلق اللَّه أحسن منّي ومنك.

فأوحى اللَّه إليه: أن يا آدم طف فانظر ماذا ترى؟ قال: فبينما آدم يطوف في الجنّة إذ نظر إلى قبّة بلا علاقة من فوقها ولا دعامة من تحتها، وبداخل القبّة شخص على رأسه تاج في عنقه خناق وفي اُذنه قرطان، فخرّ آدم ساجداً للَّه فأوحى اللَّه إليه: يا آدم ما هذا السجود وليس موضعك موضع سجود ولا عبادة؟

فقال آدم: يا جبرئيل ما هذه القبّة الّتي رأيتها وما رأيت أحسن منها؟ فقال: إنّ اللَّه عزّوجلّ قال لها: كوني فكانت.

قال: فمن هذا الشخص الّذي داخلها؟ قال: شخص جارية حوراء إنسيّة تخرج من ظهر نبيّ يقال له محمّد صلى الله عليه وآله وسلم قال: فما هذا التاج الّذي على رأسها؟ قال: هو أبوها محمّد صلى الله عليه وآله وسلم قال: فما هذا الخناق الّذي في عنقها؟ قال: بعلها عليّ بن أبي طالب عليه السلام قال: فما هذان القرطان اللذان في اُذنيها؟ قال: هما قرطا العرش وريحانتا

____________________

(١) تأويل الآيات: ٨١٧/٢ س٣.

(٢) تأويل الآيات: ٣٦٠/١ ح٧.

(٣) الدر النظيم في مناقب الأئمّة عليهم السلام: تأليف جمال الدين يوسف بن حاتم الشامي تلميذ المحقّق الحلّي المتوفّى سنة ٦٧٦.

(٤) فتحفّى به: بالغ في إكرامه.

٢٧١

الجنّة ولداها الحسن والحسين عليهما السلام.

قال: فكيف ترد يوم القيامة هذه الجارية؟ قال: إنّ اللَّه يقول: ترد على ناقة ليست من نوق دار الدنيا، رأسها من بهاء اللَّه، ومؤخّرها من عظمة اللَّه، وخطامها من رحمة اللَّه، وقوائمها من خشية اللَّه، ولحمها وجلدها معجون بماء الحيوان قال لها: كوني فكانت، يقود زمام الناقة سبعون ألف صفّ من الملائكة كلّهم ينادون غضّوا أبصاركم يا أهل الموقف حتّى تجوز الصديقة سيّدة النساء فاطمة الزهراء عليها السلام.(١)

٢٠/٢٧١- روى ثاقب المناقب : عن عليّ بن معمّر، عن الصادق عليه السلام قال: قالت اُمّ أيمن: خرجت إلى مكّة فأصابني عطش شديد في الجحفة حتّى خفت على نفسي فرفعت رأسي إلى السماء وقلت: يا ربّ أتعطشني وأنا خادمة بنت نبيّك؟ قالت: فنزل دلو فيه من ماء الجنّة [فشربت] وحقّ سيّدتي ما جعت ولا عطشت سبع سنين.(٢)

٢١/٢٧٢- في البحار : روي أنّ أبا جعفر الباقر عليه السلام إذا وعك استعان بالماء البارد ثمّ ينادي حتّى يسمع صوته على باب الدار: يا فاطمة بنت محمّد.(٣)

٢٢/٢٧٣- في علل الشرايع : قال الصدوق قدس سره: كانت فاطمة عليها السلام إذا دعت تدعو للمؤمنين والمؤمنات، ولاتدعو لنفسها. فقيل لها: يا بنت رسول اللَّه، إنّك تدعين للناس ولا تدعين لنفسك؟ فقالت: الجار ثمّ الدار.(٤)

____________________

(١) الدر النظيم: ١٤٩ (مخطوط)، عنه حلية الأبرار: ١٠/٢ ح٢، ورواه الحلّي في المحتضر: ١٣١ (نحوه)، عنه البحار: ٥/٢٥ ضمن ح ٨، و٥٢/٤٣ ضمن ح ٤٨.

(٢) الثاقب في المناقب: ١٩٦ ح ١. وأخرجه في البحار: ٤٦/٤٣ ح ٤٥ عن مناقب ابن شهراشوب.

(٣) الكافي: ١٠٩/٨ ضمن ح ٨٧، عنه البحار: ١٠٢/٦٢ ضمن ح ٣١، والمستدرك: ١٣٥/٥ ح ٤١.

أقول: والحديث طويل ذكره المؤلّف رحمة الله مختصراً، فراجع. وقال العلّامة المجلسي رحمة الله ضمن بيانه ذيل الحديث: لعلّ النداء كان استشفاعاً بها صلوات اللَّه عليها للشفاء.

(٤) علل الشرايع: ١٨٢/١ ح٢، عنه البحار: ٨٢/٤٣ ح٤.

٢٧٢

٢٣/٢٧٤- عن الحسن البصري أنّه قال: ما كان في هذه الاُمّة أعبد من فاطمة عليها السلام كانت تقوم حتّى تتورّم قدماها.

وقال لها النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: أيّ شيء خير للمرأة؟ قالت: أن لاترى رجلاً ولايراها رجل، فضمّها إليه وقال: ذرّيّةٌ بعضها من بعض.(١)

٢٤/٢٧٥- عن كتاب خصائص الفاطميّة : عن جابر الجعفي، عن الصادق عليه السلام، عن آبائه، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم عن اللَّه أنّه سبحانه وتعالى قال: لولاك لما خلقت الأفلاك ولولا عليّ لما خلقتك، ولولا فاطمة لما خلقتكما.(٢)

٢٥/٢٧٦- في كتاب كنز الفوائد للكراجكي رحمة الله : عن أبي ذرّ رضي الله عنه قال: رأيت سلمان رضي الله عنه وبلال يقبلان إلى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم إذا انكبّ سلمان على قدم رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم يقبّلها، فزجره النبيّ عن ذلك.

ثمّ قال: يا سلمان، لاتصنع بي ما تصنع الأعاجم بملوكها، أنا عبد من عبيداللَّه آكل ممّا يأكل العبيد، وأقعد كما يقعد العبيد.

فقال سلمان: يا مولاي سألتك باللَّه إلّا أخبرتني بفضل فاطمة عليها السلام يوم القيامة قال: فأقبل النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ضاحكاً مستبشراً.

ثمّ قال: والّذي نفسي بيده إنّها الجارية الّتي تجوز في عرصة القيامة على ناقة رأسها من خشية اللَّه، وعيناها من نور اللَّه، وخطامها(٣) من جلال اللَّه، وعنقها من بهاء اللَّه وسنامها من رضوان اللَّه، وذنبها من قدس اللَّه، وقوائمها من مجد اللَّه، إن مشث سبّحت، وإن رغت(٤) قدّست، عليها هودج من نور فيه جارية إنسيّة حوريّة

____________________

(١) مناقب ابن شهراشوب: ٣٤١/٣، عنه البحار: ٨٤/٤٣ ح٧، ورواه الخوارزمي في المقتل: ٨٠/١.

(٢) أقول: روى الحديث السيّد ميرجهاني رحمة الله في الجنّة العاصمة ص ١٤٨: بإسناده عن جابر بن يزيد الجعفي، عن جابر بن عبداللَّه الأنصاري، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم عن اللَّه تبارك وتعالى أنّه قال: يا أحمد لولاك. الحديث (مثله).

(٣) الخطام: الزمام.

(٤) رغا البعير ونحوه: صوّت وضجّ.

٢٧٣

عزيزة جمعت فخلقت وصنعت ومثّلت من ثلاثة أصناف:

فأوّلها من مسك أذفر، وأوسطها من العنبر الأشهب، وآخرها من الزعفران الأحمر، عجنت بماء الحيوان، لو تفلت تفلة في سبعة أبحر مالحة لعذبت، ولو أخرجت ظفر خنصرها إلى دار الدنيا يغشّي(١) الشمس والقمر، جبرئيل عن يمينها وميكائيل عن شمالها وعليّ أمامها والحسن والحسين ورائها، واللَّه تعالى يكلأُها ويحفظها، فتجوز(٢) في عرصة القيامة فإذا النداء من قبل اللَّه جلّ جلاله:

«معاشر الخلائق غضّوا أبصاركم ونكّسوا رؤوسكم، هذه فاطمة بنت محمّد صلى الله عليه وآله وسلم نبيّكم، زوجة عليّ إمامكم، اُمّ الحسن والحسين» فتجوز الصراط وعليها ريطتان(٣) بيضاوان (٤) فإذا دخلت الجنّة ونظرت إلى ما أعدّ اللَّه لها من الكرامة قرأت: بسم اللَّه الرحمن الرحيم ( الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ * الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ ) . (٥)

قال: فيوحي اللَّه عزّوجلّ إليها؟ يا فاطمة، سليني اُعطك، وتمنّي عليّ اُرضك فتقول: إلهي أنت المُنى وفوق المُنى، أسألك أن لاتعذّب محبّي ومحبّي عترتي بالنار.

فيوحي اللَّه إليها: يا فاطمة، وعزّتي وجلالي وارتفاع مكاني لقد آليت على نفسي من قبل أن أخلق السماوات والأرض بألفي عام أن لا اُعذّب محبّيك ومحبّي عترتك بالنار.(٦)

٢٦/٢٧٧- في تفسير فرات : عن أبي ذرّ وابن عبّاس، وعن الصادق والرضا عليهما السلام

____________________

(١) لغشي، خ.

(٢) فيجوزون، خ.

(٣) الريطة: كلّ ثوب يشبه الملحفة.

(٤) بيضاوتان، خ.

(٥) فاطر: ٣٤ و٣٥.

(٦) تأويل الآيات: ٤٨٣/٢ ح ١٢، عنه البحار: ١٣٩/٢٧ ح ١٤٤.

٢٧٤

في قوله تعالى:( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ ) (١) عليّ وفاطمة عليهما السلام( بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ ) (٢) رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم( يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ ) (٣) الحسن والحسين عليهما السلام.(٤)

وفى الخصال : عن الصادق عليه السلام: إنّ عليّاً وفاطمة بحران من العلم عميقان.(٥)

وفى رواية اُخرى : عن ابن عبّاس: إنّ عليّاً عليه السلام بحر العلم وفاطمة عليها السلام بحر النبوّة والنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم البرزخ المانع بينهما يمنع عليّاً أن يحزن للدنيا.(٦)

٢٧/٢٧٨- روى الجابر : عن الباقر عليه السلام في قوله تعالى:( وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ) (٧) قال عليه السلام: فاطمة. (٨)

٢٨/٢٧٩- عن الصادق عليه السلام : إنّ جبرئيل قال لرسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم:

إنّ فاطمة عليها السلام مسمّاة في السماء بمنصورة، وذلك قوله تعالى:( وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّـهِ ) (٩) يعني نصر اللَّه(١٠) لمحبّيها.(١١)

٢٩/٢٨٠- في العيون : عن عليّ عليه السلام عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: قال لي اللَّه سبحانه: لو لم أخلق عليّاً لما كان لفاطمة ابنتك كفو على وجه الأرض من آدم فمن دونه.(١٢)

____________________

(١، ٢، ٣) الرحمن: ٢٢،٢٠، ١٩.

(٤) تفسير فرات: ٤٥٩ ح ٦٠٢ - ٥٩٩.

(٥) الخصال: ٦٥/١ ح ٩٦، عنه البرهان: ٢٦٥/٤ ح٢، والبحار: ٩٨/٢٤ ح٥.

(٦) مناقب ابن شهراشوب: ٣١٩/٣، عنه البرهان: ٢١٦/٤ ح ١٠.

(٧) البيّنة: ٥.

(٨) تأويل الآيات: ٨٢٩/٢ ح١، عنه البرهان: ٤٨٩/٤ ح١.

أقول: قال في التأويل في ذيل الحديث: قوله: «دين القيّمة فاطمة عليها السلام» أي صاحبة الدين، القيّمة أي الملّة المستقيمة.

(٩) الروم: ٤.

(١٠) هكذا في البرهان، وفي المعاني: نصر فاطمة عليها السلام.

(١١) معاني الأخبار: ٣٧٧ ذ ح ٥٣، عنه البرهان: ٢٥٨/٣ ح ٦، تفسير فرات: ٣٢١ ح ٤٣٥، عنه البحار: ١٨/٤٣ ح ١٧.

(١٢) عيون أخبار الرضا عليه السلام: ١٧٧/١ ح٣ و٤، عنه البحار: ٩٢/٤٣ ح٣.

٢٧٥

وعن كتاب دلائل الامامة للطبري نظيره، لكن بزيادة في أوّله بإسناده عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: إنّ فاطمة عليها السلام خلقت حوريّة في صورة انسيّة وإنّ بنات الأنبياء لايحضن، ولولا عليّ لما كان لفاطمة عليها السلام كفو على وجه الأرض من آدم فمن دونه.(١)

٣٠/٢٨١- في البحار : بينا النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم جالس بالأبطح ومعه عمّار بن ياسر والمنذر بن الضحضاح، وأبوبكر، وعمر، وعليّ بن أبي طالب عليه السلام والعبّاس بن عبدالمطّلب، وحمزة بن عبدالمطّلب إذ هبط عليه جبرئيل عليه السلام في صورته العظمى قد نشر أجنحته حتّى أخذت من المشرق إلى المغرب، فناداه: يا محمّد، العليّ الأعلى يقرؤ عليك السلام، وهو يأمرك أن تعتزل خديجة أربعين صباحاً، فشقّ ذلك على النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وكان لها محبّاً وبها وامقاً.(٢)

قال: فأقام النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أربعين يوماً يصوم النهار ويقوم اللّيل، حتّى إذا كان في آخر أيّامه تلك بعث إلى خديجة بعمّار بن ياسر، قال: قل لها: يا خديجة، لاتظنّي أنّ انقطاعي عنك هجرة ولا قلى(٣) ولكن ربّي عزّوجلّ أمرني بذلك لينفذ أمره فلاتظنّي يا خديجة إلّا خيراً، فإنّ اللَّه عزّوجلّ ليباهي بك كرام ملائكته كلّ يوم مراراً، فإذا جنّك الليل فأجيفي (٤) الباب، وخذي مضجعك من فراشك، فإنّي في منزل فاطمة بنت أسد رضي اللَّه عنها.

فجعلت خديجة تحزن في كلّ يوم مراراً لفراق رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم فلمّا كان في

____________________

(١) دلائل الإمامة: ١٤٦ ح ٥٢، عنه البحار: ١١٢/٨١ ح ٣٧، كشف الغمّة: ٤٦٣/١، عنه البحار: ٧/٤٣ ذ ح ٨.

أقول: يستفاد من هذه الرواية ونحوها أفضليّتها وشرافتها على جميع الخلق حتّى اُولوالعزم من الرسل سوى نبيّنا محمّد صلى الله عليه وآله وسلم.

(٢) الوامق: المحبّ.

(٣) قلى فلاناً قِلىً: أبغضه وهجره، وفي التنزيل العزيز:( مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ ) .

(٤) قال الجوهري: أجفت الباب: رددته.

٢٧٦

كمال الأربعين هبط جبرئيل عليه السلام فقال: يا محمّد، العليّ الأعلى يقرؤك السلام، وهو يأمرك أن تتأهّب لتحيّته وتحفته، قال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: يا جبرئيل وما تحفة ربّ العالمين وما تحيّته؟ قال: لا علم لي.

قال: فبينا النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم كذلك إذ هبط ميكائيل ومعه طبق مغطّى بمنديل سندس أو قال: استبرق، فوضعه بين يدي النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وأقبل جبرئيل عليه السلام على النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وقال: يا محمّد، يأمرك ربّك أن تجعل الليلة إفطارك على هذا الطعام.

قال عليّ بن أبي طالب عليه السلام: كان النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم إذا أراد أن يفطر أمرني أن أفتح الباب لمن يرد إلى الإفطار، فلمّا كان في تلك الليلة أقعدني النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم على باب المنزل، وقال: يابن أبي طالب إنّه طعام محرّم إلّا عليّ.

قال عليّ عليه السلام: فجلست على الباب وخلا النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بالطعام، وكشف الطبق، فإذا عذقٌ(١) من رطب وعنقود من عنب(٢) فأكل النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم منه شبعاً، وشرب من الماء ريّاً، ومدّ يده للغسل، فأفاض الماء عليه جبرئيل، وغسل يده ميكائيل، وتمندله إسرافيل عليه السلام فارتفع فاضل الطعام مع الإناء إلى السماء.

ثمّ قام النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ليصلّي فأقبل عليه جبرئيل فقال: الصلاة محرّمة عليك في وقتك هذا حتّى تأتي إلى منزل خديجة فتواقعها، فإنّ اللَّه عزّوجلّ آلى على نفسه أن يخلق من صلبك في هذه الليلة ذرّيّة طيّبة، فوثب رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم إلى منزل خديجة.

قالت خديجة رضوان اللَّه عليها: وكنت قد ألّفت الوحدة، فكان إذا جنّني الليل غطّيت رأسي، وأسجفت(٣) ستري، وغلقت بابي، وصلّيت وردي، وأطفأت مصباحي وآويت إلى فراشي، فلمّا كان في تلك الليلة لم أكن بالنائمة ولا بالمنتبهة

____________________

(١) العِذْق: كلّ غصن له شعب.

(٢) العنقود من العنب ونحوه: ما تعقّد وتراكم من ثمره في أصل واحد، يقال بالفارسيّة: خوشه.

(٣) أسجفت: أرسلت.

٢٧٧

إذ جاء النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فقرع الباب، فناديت: من هذا الّذي يقرع حلقة لايقرعها إلّا محمّد صلى الله عليه وآله وسلم؟

قالت خديجة رضوان اللَّه عليها: فنادى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بعذوبة كلامه وحلاوة منطقه: افتحي يا خديجة فإنّي محمّد، قالت خديجة: فقمت مستبشرة بالنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وفتحت الباب، ودخل النبيّ المنزل، وكان صلى الله عليه وآله وسلم إذا دخل المنزل دعا بالإناء فتطهّر للصلاة، ثمّ يقوم فيصلّي ركعتين يوجز فيها، ثمّ يأوي إلى فراشه، فلمّا كان في تلك الليلة لم يدع بالإناء ولم يتأهّب للصلاة غير أنّه أخذ بعضدي، وأقعدني على فراشه، وداعبني ومازحني، وكان بيني وبينه ما يكون بين المرأة وبعلها، فلا والّذي سمك السماء وأنبع الماء ما تباعد عنّي النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم حتّى حسست بثقل فاطمة عليها السلام في بطني.(١)

أقول : والّذي يعجبني من جلالتها أمران:الأوّل : قد تبيّن أنّها مخلوقة بعد اعتزال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أربعين يوماً وليلة حتّى عن خديجة رضوان اللَّه عليها وهذا الإعتزال وإفطاره على فاكهة الجنّة كان للتأهّب لتحيّة ربّ العالمين وتحفته، والمراد بها فاطمة عليها السلام كما اُشير إلى ذلك في زيارتها «فاطمة بنت رسول اللَّه وبضعة لحمه وصميم قلبه وفلذة كبده والتحيّة منك له والتحفة»(٢) وفي هذا الإعتزال أيضاً دليل على جلالة فاطمة عليها السلام سيّدة النسوان بما لايطيق تحرير بيانه البنان.

الثاني : إنّ اللَّه تعالى لم يرض أن تبقى إلى زمن ولاية زوجها لشرافتها بعد رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم وعليّ عليه السلام كما يشهد لذلك قول الحسين عليه السلام لاُخته زينب يوم عاشوراء في تسليتها: واُمّي كانت خيراً منّي. قال الشاعر:

ولها جلال ليس فوق جلاله

إلّا جلال اللَّه جلّ جلاله

ولها نوال ليس فوق نواله

إلّا نوال اللَّه عمّ نواله

____________________

(١) البحار: ٧٨/١٦.

(٢) البحار: ٢٠٠/١٠٠ س ١٥.

٢٧٨

٣١/٢٨٢- في أمالي الشيخ : بإسناده عن عائشة قالت: ما رأيت من الناس أحداً أشبه كلاماً وحديثاً برسول اللَّه من فاطمة عليها السلام.

كانت إذا دخلت عليه رحّب بها(١) وقبّل يديها وأجلسها في مجلسه، وإذا دخل عليها قامت إليه فرحّبت به وقبّلت يديه.(٢)

٣٢/٢٨٣- عن الصادق عليه السلام : كان النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم لاينام ليلة حتّى يضع وجهه بين ثديي فاطمة عليها السلام.(٣)

٣٣/٢٨٤- في المستدرك : روي في خبر أنّ الصادق عليه السلام سئل عن معنى حيّ على خير العمل فقال: خير العمل: الولاية.

وفى خبر آخر: برّ فاطمة وولدها عليهم السلام.(٤)

٣٤/٢٨٥- محمّد بن يعقوب : بأسانيده المفصّلة عن موسى بن القاسم قال: قلت لأبي جعفر الثاني عليه السلام: قد أردت أن أطوف عنك وعن أبيك فقيل لي: إنّ الأوصياء لايطاف عنهم، فقال لي: طف ما أمكنك، فإنّ ذلك جائز.

ثمّ قلت له بعد ذلك بثلاث سنين: إنّي كنت استأذنتك في الطواف عنك وعن أبيك، فأذنت لي في ذلك، فطفت عنكما ماشاء اللَّه، ثمّ وقع في قلبي شيء فعملت به.

قال: وما هو؟ قلت: طفت يوماً عن رسول اللَّه فقال - ثلاث مرّات -: صلّى اللَّه على رسول اللَّه فقلت: واليوم الثاني عن أميرالمؤمنين عليه السلام، ثمّ طفت اليوم الثالث

____________________

(١) يقال في الترحيب: مرحباً بك: أنزل في الرحْب والسعة.

(٢) أمالي الطوسي: ٤٠٠ ح ٤٠ المجلس الرابع عشر، عنه البحار: ٢٥/٤٣ ح ٢٢، وص ٤٠ ضمن ح ٤١ عن المناقب.

(٣) مناقب ابن شهراشوب: ٣٣٤/٣، عنه البحار: ٤٢/٤٣، وص ٧٨ ضمن ح ٦٤ عن مصباح الأنوار.

(٤) المستدرك: ٧٠/٤ س٤، عن معاني الأخبار: ٣٨ ح١، والتوحيد: ٢٤١ ح٢، مناقب ابن شهراشوب: ٣٢٦/٣، عنه البحار: ٤٤/٤٣ ح ٤٤.

٢٧٩

عن الحسن، والرابع عن الحسين، والخامس عن عليّ بن الحسين، واليوم السادس عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر، واليوم السابع عن جعفر بن محمّد، واليوم الثامن عن أبيك موسى، واليوم التاسع عن أبيك عليّ، واليوم العاشر عنك يا سيّدي، وهؤلاء الّذين أدين اللَّه بولايتهم.

فقال: إذاً واللَّه تدين اللَّه بالدين الّذي لايقبل من العباد غيره.

قلت: وربّما طفت عن اُمّك فاطمة عليها السلام وربّما لم أطف، فقال: استكثر من هذا فإنّه أفضل ما أنت عامله إن شاء اللَّه.(١)

____________________

(١) الكافي: ٣١٤/٤، عنه البحار: ١٠١/٥٠ ح ١٥.

٢٨٠