القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة عليهم السلام الجزء ١

القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة عليهم السلام0%

القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة عليهم السلام مؤلف:
الناشر: سليمان زاده
تصنيف: مكتبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام
الصفحات: 574

القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة عليهم السلام

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: آية الله العلّامة السيّد أحمد المستنبط رحمة الله عليه
الناشر: سليمان زاده
تصنيف: الصفحات: 574
المشاهدات: 48703
تحميل: 5651

الجزء 1 الجزء 2
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 574 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 48703 / تحميل: 5651
الحجم الحجم الحجم
القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة عليهم السلام

القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة عليهم السلام الجزء 1

مؤلف:
الناشر: سليمان زاده
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


تحميل الكتاب القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة عليهم السلام ، آية الله العلّامة السيّد أحمد المستنبط رحمة الله عليه ، شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام

اصطفاك اللَّه به رجع إليّ لوني ونفسي، أما رأيته كلّما ارتفع صغر، إنّه ليس شيء يدنو من الربّ(١) إلّا صغر لعظمته. إنّ هذا حاجب الربّ، وأقرب خلق اللَّه منه واللوح بين عينيه من ياقوتة حمراء، فإذا تكلّم الربّ تبارك وتعالى بالوحى ضرب اللوح جبينه فنظر فيه ثمّ ألقاه(٢) إلينا، فنسعى به في السماوات والأرض، وإنّه لأدنى خلق الرحمان منه، وبيني وبينه سبعون حجاباً من نور، تقطع دونها الأبصار ما لايعدّ ولايوصف، وإنّي لأقرب الخلق منه وبيني وبينه مسيرة ألف عام.(٣)

ومنها: ما في بعض الأخبار : ليس لحملة العرش كلام إلّا أن يقولوا: قدّوس اللَّه القويّ ملأت عظمته السماوات والأرض.(٤)

ومنها: ما في الصحيفة السجّاديّة قوله عليه السلام : - مشيراً إلى اللَّه سبحانه -: فلك العلوّ الأعلى فوق كلّ عال إلى آخره.(٥)

أقول : وهو سبحانه وتعالى كذلك، إذ هو مبدأ كلّ موجود وخالقه، حسّي وعقلي ولا يتصوّر النقصان فيه بوجه ما، وله الفوق المطلق في الوجود العاري عن الإضافة إلى شيء، وعن إمكان أن يكون فوقه ما هو أعلى منه.

ومنها: ما رواه الصدوق قدس سره ، عن الصادق عليه السلام قال: جاءت زينب العطّارة الحولاء إلى نساء رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم وبناته، وكانت تبيع منهنّ العطر، فدخل رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم [يوماً إلى منزله](٦) وهي عندهنّ فقال لها: إذا أتيتنا طابت بيوتنا فقالت: بيوتك بريحك أطيب يا رسول اللَّه قال: إذا بعت فأحسني ولاتَغُشّي، فإنّه

____________________

(١) قال العلّامة المجلسي رحمة الله: يدنو من الربّ أي موضع مناجاته.

(٢) في المصدر: يلقيه.

(٣) تفسير القمي: ٢٧/٢، عنه البحار: ٢٥٠/٥٩ ح ٨، والبرهان: ٤٥١/٢ ح١.

(٤) البحار: ١٩/٥٨ ح ٢٥.

(٥) الصحيفة السجّاديّة: من دعائه عليه السلام في يوم الفطر.

(٦) ليس في التوحيد.

٥٦١

أتقى وأبقى للمال، فقالت: ما جئت(١) بشيء من بيعي، وإنّما جئتك أسألك عن عظمة اللَّه تعالى، فقال: جلّ جلال اللَّه، ساُحدّثك عن بعض ذلك.

ثمّ قال: إنّ هذه الأرض بمن فيها ومن عليها عند الّتي تحتها كحلقة(٢) في فلاة قيّ(٣) وهاتان ومن فيهما ومن عليهما عند الّتي تحتهما كحلقة في فلاة قيّ، والثالثة حتّى انتهى إلى السابعة.

ثمّ تلا هذه الآية( خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ ) (٤) والسبع ومن فيهنّ ومن عليهنّ على ظهر الديك كحلقة في فلاة قيّ، والديك له جناحان، جناح بالمشرق وجناح بالمغرب ورجلاه في التخوم، والسبع والديك بمن فيه ومن عليه على الصخرة كحلقة في فلاة قيّ، والسبع والديك والصخرة بمن فيها ومن عليها على ظهر الحوت كحلقة في فلاة قيّ، والسبع والديك والصخرة والحوت عند البحر المظلم كحلقة في فلاة قيّ، والسبع والديك والصخرة والحوت والبحر المظلم عند الهواء كحلقة في فلاة قيّ، والسبع والديك والصخرة والحوت والبحر المظلم والهواء عند الثرى كحلقة في فلاة قي.

ثمّ تلا هذه الآية( لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَىٰ ) (٥) ثمَّ انقطع الخبر.(٦)

والسبع والديك والصخرة والحوت والبحر المظلم والهواء والثرى بمن فيها ومن عليها عند السماء [الاُولى](٧) كحلقة في فلاة قيّ، وهذا كلّه والسماء الدنيا ومن فيها ومن عليها عند الّتي فوقها كحلقة في فلاة قيّ، وهذا وهاتان السماءان

____________________

(١) في الكافي: ما أتيت.

(٢) في الكافي: كحلقة ملقاة، وكذا ما بعدها.

(٣) من القواء وهي الأرض القفر الخالية.

(٤) الطلاق: ١٢.

(٥) طه: ٦.

(٦) في الكافي: ثمّ انقطع الخبر عند الثرى.

(٧) ليس في التوحيد.

٥٦٢

عند الثالثة كحلقة في فلاة قيّ، وهذه الثلاث ومن فيهنّ ومن عليهنّ عند الرابعة كحلقة في فلاة قيّ، حتّى انتهى إلى السابعة، وهذه السبع ومن فيهنّ ومن عليهنّ عند البحر المكفوف عن أهل الأرض كحلقة في فلاة قيّ، وهذه السبع والبحر المكوف عند جبال البرد كحلقة في فلاة قيّ.

ثمّ تلا هذه الآية( وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ ) (١) وهذه السبع والبحر المكفوف وجبال البرد عند حجب النور كحلقة في فلاة قيّ، وهي سبعون ألف حجاب يذهب نورها بالأبصار، وهذه السبع والبحر المكفوف وجبال البرد والحجب عند الهواء الّذي تحار فيه القلوب كحلقة في فلاة قيّ، والسبع والبحر المكفوف وجبال البرد والهواء والحجب في الكرسيّ كحلقة في فلاة قيّ.

ثمّ تلا هذه الآية( وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ) (٢) وهذه السبع والبحر المكفوف وجبال البرد والهواء والحجب والكرسي عند العرش كحلقة في فلاة قيّ.

ثمّ تلا هذه الآية:( الرَّحْمَـٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَىٰ ) (٣) ما تحمله الأملاك إلّا بقول لا إله إلّا اللَّه ولاحول ولاقوّة إلّا باللَّه. (٤)

أقول : اشتمال الحديث على الديك والحوت تحت الأرض ممّا هو بظاهره في عصرنا خلاف الوجدان حيث سيروها وساروا حولها ولم يجدوا شيئاً ممّا ذكر ولاينافي اعتباره لأنّه يمكن حمله على معاني معقوله، وجعلها إشارة ورموزاً إلى الأسباب الروحيّة المسخّرة لهذه القوى الطبيعيّة.

ومنها: ما روى الصدوق أيضاً : بإسناده عن جابر بن يزيد قال: سألت أباجعفر عليه السلام عن قوله عزّوجلّ:( أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِّنْ خَلْقٍ

____________________

(١) النور: ٤٣.

(٢) البقرة: ٢٥٥.

(٣) طه: ٥. إلى هنا في الكافي: ١٥٣/٨ ح ١٤٣.

(٤) التوحيد: ٢٧٥ ح١، عنه البحار: ٨٣/٦٠ ح ١٠ وفي ذيله بيان ودفع اشكال، فراجع.

٥٦٣

جَدِيدٍ ) .(١)

قال عليه السلام: يا جابر، تأويل ذلك أنّ اللَّه عزّوجلّ إذا أفنى هذا الخلق وهذا العالم وأسكن أهل الجنّة الجنّة، وأهل النار النار، جدّد اللَّه عزّوجلّ عالماً غير هذا العالم وجدّد خلقاً(٢) من غير فحولة ولا إناث، يعبدونه ويوحّدونه، وخلق لهم أرضاً غير هذه الأرض تحملهم، وسماء غير هذه السماء تظلّهم، لعلّك ترى أنّ اللَّه عزّوجلّ إنّما خلق هذا العالم الواحد! وترى أنّ اللَّه عزّوجلّ لم يخلق بشراً غيركم؟ بلى واللَّه لقد خلق اللَّه تبارك وتعالى ألف ألف عالم، وألف ألف آدم، أنت في آخر تلك العوالم واُولئك الآدميّين. (٣)

ومنها: ما روى الصدوق قدس سره : مسنداً عن زيد بن وهب قال: سئل أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام عن قدرة اللَّه تعالى جلّت عظمته، فقام خطيباً، فحمد اللَّه وأثنى عليه، ثمّ قال:

إنّ للَّه تبارك وتعالى ملائكة لو أنّ ملكاً منهم هبط إلى الأرض ما وسعته لعظيم خلقه وكثرة أجنحته، ومنهم من لو كلّفت الجنّ والإنس أن يصفوه ما وصفوه لبعد ما بين مفاصله وحسن تركيب صورته، وكيف يوصف من ملائكته من سبعمائة عام ما بين منكبيه وشحمة اُذنيه، ومنهم من يسدّ الاُفق بجناح من أجنحته دون عظم بدنه ومنهم من السماوات إلى حجزته، ومنهم من قدمه على غير قرار في جوّ الهواء الأسفل والأرضون إلى ركبتيه، ومنهم من لو اُلقي في نقرة إبهامه جميع المياه لوسعتها، ومنهم من لو اُلقيت السفن في دموع عينيه لجرت دهر الداهرين، فتبارك اللَّه أحسن الخالقين - الخبر -.(٤)

____________________

(١) ق: ١٥.

(٢) في المصدر: عالماً.

(٣) الخصال: ٦٥٢ ح ٥٤، التوحيد: ٢٧٧ ح٢، عنهما البحار: ٣٢١/٥٧ ح٣، والبرهان: ٢١٩/٤ ح٢.

(٤) التوحيد: ٢٧٧ ح٣، الخصال: ٤٠٠ ح ١٠٩، عنهما البحار: ١٧٨/٥٩ ح ١٣، والبرهان: ١٤٣/٣ ح١، وأخرجه في روضة الواعظين: ٤٤ (مثله).

٥٦٤

ومنها: ما روى الصدوق قدس سره : مسنداً عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال: إنّ للَّه تبارك وتعالى ملائكة ليس شيء من أطباق أجسادهم إلّا وهو يسبّح اللَّه عزّوجلّ ويحمده من ناحيته بأصوات مختلفة، لايرفعون رؤوسهم إلى السماء ولايخفضونها إلى أقدامهم من البكاء والخشية للَّه عزّوجلّ.(١)

ومنها: ما روى الصدوق قدس سره : عن أبيه أنّه قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبداللَّه بن بكير، عن زرارة، عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: إنّ ملكاً عظيم الشأن كان في مجلس له، فتكلّم في الربّ تبارك وتعالى ففقد فما يدرى أين هو.(٢)

ومنها: ما روى الصدوق قدس سره : بأسانيده المفصّلة عن أبي الطفيل، عن أبي جعفر عن عليّ بن الحسين عليهما السلام قال: إنّ اللَّه عزّوجلّ خلق العرش أرباعاً، لم يخلق قبله إلّا ثلاثة أشياء: الهواء، والقلم والنور، ثمّ خلقه من أنوار مختلفة، فمن ذلك النور: نور أخضر، اخضرّت منه الخضرة، ونور أصفر، اصفرّت منه الصفرة، ونور أحمر احمرّت منه الحمرة، ونور أبيض وهو نور الأنوار، ومنه ضوء النهار.

ثمّ جعله سبعين ألف طبق، غلظ كلّ طبق كأوّل العرش إلى أسفل السافلين ليس من ذلك طبق إلّا يسبّح بحمد ربّه ويقدّسه بأصوات مختلفة وألسنة غير مشتبهة، ولو اُذن للسان منها فأسمع شيئاً ممّا تحته لهدم الجبال والمدائن والحصون ولخسف البحار ولأهلك ما دونه.

له ثمانية أركان، على كلّ ركن منها من الملائكة ما لا يحصي عددهم إلّا اللَّه عزّوجلّ، يسبّحون اللّيل والنهار لايفترون، ولو حسّ شيء ممّا فوقه ما قام لذلك طرفة عين. بينه وبين الإحساس [حجب](٣) الجبروت والكبرياء والعظمة

____________________

(١) التوحيد: ٢٨٠ ح٦، عنه البحار: ١٨٢/٥٩ ح ٢٢، والبرهان: ١٤٢/٣ ح٤.

(٢) التوحيد: ٤٥٨ ح ١٩، المحاسن: ١٨٧ ح ٢١٩، عنه البحار: ٢٦٥/٣ ح ٢٨.

(٣) ليس في التوحيد.

٥٦٥

والقدس والرحمة ثمّ العلم وليس وراء هذا مقال.(١)

ومنها: ما روى الصدوق قدس سره : بأسانيده المفصّلة عن عاصم بن حميد قال: ذاكرت أباعبداللَّه عليه السلام فيما يروون من الرؤية فقال: الشمس جزء من سبعين جزءاً من نور الكرسي، والكرسيّ جزء من سبعين جزءاً من نور العرش، والعرش جزء من سبعين جزءاً من نور الحجاب، والحجاب جزء من سبعين جزءاً من نور الستر، فإن كانوا صادقين فليملؤا أعينهم من الشمس ليس دونها سحاب.(٢)

ومنها: ما روى الصدوق قدس سره : عن محمّد بن يحيى العطّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى قال: حدّثنا ابن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: لمّا اُسري بي إلى السماء بلغ بي جبرئيل عليه السلام مكاناً لم يطأه جبرئيل قطّ فكشف لي فأراني اللَّه عزّوجلّ من نور عظمته ما أحبّ.(٣)

ومنها: الحديث المشهور : عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: إنّ للَّه تعالى سبعين ألف حجاب من نور وظلمة، لو كشفها لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره.(٤)

أقول : ولشرّاح الحديث في تأويله كلام طويل، ومجمله: إنّ الحجاب في حقّه تعالى محال فلايمكن فرضه إلّا بالنسبة إلى العبد، وتحقيق الحجب إنّ للطالب له مقامات كلّ منها حجاب له قبل الوصول إليه، ومراتب المقامات غير متناهية وحصرها في سبعين ألف لا يدرك إلّا بنور النبوّة، أو المراد بالسبعين معنى الكثرة فإنّ السبعين جارٍ مجرى المثل وسبحات - بضمّ السين والباء - قال الزمخشري في الفائق: هي جمع سبحة كغرفة وغرفات، وهي الأنوار الّتي إذا رآها الراؤون من الملائكة سبّحوا وهلّلوا لما يروعهم من جلال اللَّه وعظمته.

وقال غيره: هي محاسنه تعالى وبهاؤه، لأنّك إذا رأيت الوجه قلت: سبحان

____________________

(١) التوحيد: ٣٢٥ ح١، عنه البحار: ٢٥/٥٨ ح ٤٢.

(٢) التوحيد: ١٠٨ ح٣، عنه البحار: ٤٤/٤ ح ٢٢ وله بيان، فراجع.

(٣) التوحيد: ١٠٨ ح٤، عنه البحار: ٣٨/٤ ح ١٥.

(٤) البحار: ٣١/٧٦ س٥.

٥٦٦

اللَّه، والمراد بالوجه الذات، وبما انتهى إليه بصره جميع المخلوقات، لأنّ بصره محيط بجميعها أي لو زالت الموانع من رؤيته لاحرق نوره وجلاله جميع المخلوقات لضعف تركيبهم كما اندكّ الجبل وخرّ موسى صعقاً.(١)

ومنها: ما روى الصدوق قدس سره : بإسناده عن زيد بن وهب قال: سئل أميرالمؤمنين عليه السلام عن الحجب فقال: أوّل الحجب سبعة، غلظ كلّ حجاب منها مسيرة خمسمائة عام، وبين كلّ حجابين مسيرة خمسمائة عام، والحجاب الثاني سبعون حجاباً، بين كلّ حجابين مسيرة خمسمائة عام، [وطوله خمسمائة عام](٢) حجبة كلّ حجاب منها سبعون ألف ملك، قوّة كلّ ملك منهم قوّة الثقلين، منها ظلمة، ومنها نور، ومنها نار، ومنها دخان، ومنها سحاب، ومنها برق، ومنها مطر ومنها رعد، ومنها ضوء، ومنها رمل، ومنها جبل، ومنها عجاج، ومنها ماء، ومنها أنهار. وهي حجب مختلفة، غلظ كلّ حجاب مسيرة سبعين ألف عام.

ثمّ سرادقات الجلال وهي ستّون سرادقاً في كلّ سرادق سبعون ألف ملك، بين كلّ سرادق وسرادق مسيرة خمسمائة عام، ثمّ سرادق العزّ، ثمّ سرادق الكبرياء، ثمّ سرادق العظمة، ثمّ سرادق القدس، ثمّ سرادق الجبروت، ثمّ سرادق الفخر، ثمّ سرادق النور الأبيض، ثمّ سرادق الوحدانيّة وهو مسيرة سبعين ألف عام في سبعين ألف عام، ثمّ الحجاب الأعلى وانقضى كلامه وسكت عليه السلام. فقال له عمر: لابقيت ليوم لا أراك فيه يا أباالحسن.(٣)

ومنها : في الحديث إنّ جبرئيل عليه السلام قال: للَّه دون العرش سبعون حجاباً لو دنونا

____________________

(١) راجع البحار: ٤٥/٥٨، وفيه توضيح أكثر ممّا ذكر.

(٢) ليس في البحار.

(٣) الخصال: ٤٠١ ذ ح ١٠٩، التوحيد: ٢٠١، عنهما البحار: ٣٩/٥٨ ح١، وأخرجه في روضة الواعظين: ٤٥.

٥٦٧

من أحدها لأحرقتنا سبحات وجه ربّنا.(١)

ومنها : ما في الحديث القدسي: الكبرياء(٢) ردائي، والعظمة إزاري.(٣)

أقول : وبلغني على ما نقل عن بعض العارفين(٤) : أنّهما صفتان للَّه اختصّ بهما وضرب الرداء والإزار مثلاً أي لايشركني في هاتين الصفتين مخلوق، كما لايشرك الإنسان فيما هو لابسه من الإزار والرداء أحد. وذلك من مجازات العرب وبديع استعاراتها يكنون عن الصفة اللازمة بالثوب، يقولون: شعار فلان الزهد، ولباسه التقوى وفيه تنبيه على أنّ الصفتين المذكورتين لايدخلهما المجاز كما يدخل في ألفاظ بعض الصفات مثل الرحمة والكرم، ومثله في التوجيه: «العزّ رداء اللَّه والكبرياء إزاره».(٥)

ومنها : ما في مناجات الذاكرين للسجّاد عليه السلام. «إلهي لولا الواجب من قبول أمرك لنزّهتك من ذكري إيّاك، على أنّ ذكري لك بقدري لا بقدرك».(٦)

____________________

(١) البحار: ٤٥/٥٨ س٣.

(٢) الكبرياء: هي الترفّع عن الانقياد، وذلك لايستحقّه غير اللَّه، قال تعالى:( وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) أي أنّها خاصّ صفتي ولاتليق إلّا بي، فأمّا العبد الضعيف الذليل المملوك العاجز الّذي لايقدر على شيء فمن أين تليق به الكبرياء؟

(٣) الرداء: هو الثوب الّذي يلقى على المناكب ويلفّ به أعالي البدن، والإزار: ما كان يلفّ به أسافل البدن من السرّة إلى الركبتين أو الساقين.

قال الجزري في النهاية: ضرب الرداء والإزار في الحديث مثلاً في انفراده بصفة العظمة والكبرياء، أي ليستا كسائر الصفات الّتي قد يتّصف بها الخلق مجازاً كالرحمة، وشبّههما بالإزار والرداء لأنّ المتّصف بهما يشملانه كما يشمل الرداء الإنسان، ولأنّه لايشاركه في ردائه وإزاره أحد، فكذلك اللَّه لاينبغي أن يشركه فيهما أحد. (عنه البحار: ١٥٢/١، و٢١٠/٧٣، و٣٠٢/٨٧).

(٤) راجع البحار: ٢١٠/٧٣ و٢١١.

(٥) ومثله الحديث الآخر: تأزّر بالعظمة، وتردّى بالكبرياء، وتسر بل بالعزّ.

(٦) البحار: ١٥١/٩٤ المناجاة الثالثة عشر.

٥٦٨

ومنها : ما في أدعيته صلوات اللَّه عليه أيضاً: «عجزت عن نعته أوهام الواصفين» إلى آخرها(١) ، ومعلوم أنّ كلّ ما له مثل أو صورة مساوية له فهو ذو ماهيّة كلّية وهو تعالى لا ماهيّة له، ولا مثل لذاته.

ومنها : عنه صلوات اللَّه عليه أيضاً: «لا اُحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك».(٢)

ومنها : ما قال أميرالمؤمنين عليه السلام: «هو فوق ما يصفه الواصفون» والجمع المحلّى باللام يفيد العموم.

ومنها : ما في دعاء الجوشن:«يا من في السماء عظمته».

وقال بعض العرفاء : من حيث عظمة مقداره، فإنّ الشمس الّتي ترى من بعد بقدر اُترجة إذا كانت أضعاف كرة الأرض كما بيّن في علم الهيئة، فما ظنّك بمقدار فلكه ثمّ بالأفلاك المحيطة بفلكه، ثمّ بمقدار سمك الفلك الأعظم، ومن حيث ديمومة وجوده في مقابلة الفساد، ومن حيث فعّاليّته وحركته. ومن حيث عدم إتّصافه بالتضادّ الموجب لتفاسد بعض ببعض، ومن حيث كثرة أنواره الّتي لاتطفأ، ومن حيث كثرة ملائكته الّتي قال فيها النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم:

____________________

(١) ومثلها كثيرة في الأدعية.

منها: الهي أنت الّذي عجزت الأوهام عن الإحاطة بك. البحار: ١٧٢/٩٠ و٢٩٧.

ومنها: لم تحط بك الأوهام فتوجد متكيّفاً محدوداً... وعجزت الأوهام عن الإحاطة بك. البحار: ٢٢٣/١٠٠.

ومنها: عجزت الأوهام عن كيفيّتك. البحار: ٢٦٣/٩٨ س٤.

(٢) وجدت هذه العبارة عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، راجع البحار: ٢٦٧/٩٠ سطر الأخير، و٨٧/٩١ سطر الأخير، و١٥٩/٩٣ س٢.

وفي حديث: سجد النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فقال في سجوده: أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا اُحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك. البحار: ١٧٠/٨٥ ح٧.

٥٦٩

أطّت السماء(١) وحقّ لها ان تئطّ، ما فيها موضع قدم إلّا وفيها ملك راكع أو ساجد(٢) ومن حيث مؤثّريّته فيما دونه ولو بنحو الإقتضاء، ومن حيث سرعة حركته ولاسيّما حركة الفلك الأقصى، إذ قالوا: إنّه يتحرّك في الثانية ألفاً وسبعمائة وثلاثين فرسخاً من مقرّه، أو ألفين وأربعمائة فرسخ من مقرّه على الخلاف، واللَّه أعلم بما يتحرّك محلّ به.

ثمّ إنّه ليس المراد بمعرفته سبحانه إلّا معرفة كونه موجوداً قيّوماً متّصفاً بالصفات الحسنى مقدّساً عمّا لايليق بجنابه الأسنى، وأمّا كنه ذاته وحقيقه صفاته فأمر مستحيل.

بيان ذلك : إنّ طريق معرفة الشيء أحد أمور ثلاثة: إمّا بمشاهدته وحضوره عند العارف، ولايمكن ذلك إلّا بفناء هويّته الممكن، واندكاك جبل أينيّته، ولم يتيسّر لأحد من الأنبياء والأئمّة فضلاً عن غيرهم.

وإمّا بمعرفة علله وأسبابه، ويقال له برهان لمّي كما قال الحكيم المتألّه السبزواري:

برهاننا بالآن واللام قسم

علم من العلّة بالمعلول لم

وعكسه إنّ ولم أسبق

وهو بإعطاء اليقين أوثق

وقال بعض المحقّقين: إنّ هذا الطريق أي اللم، لا أثر له في ساحة قدسه جلّ شأنه لأنّه بسيط صرف، لاتركيب فيه أصلاً لا ذهناً ولا خارجاً، واجب لذاته مبدئ لجميع ما سواه، وإليه تنتهي الآثار، فلا فاعل له خارجاً عن ذاته، ولاسبب له داخلاً

____________________

(١) قال في النهاية: الأطيط صوت الأقتاب، وأطيط الإبل أصواتها وحنينها، أي أنّ كثرة ما فيها من الملائكة قد أثقلها حتّى أطّت. وهذا مثل وايذان بكثرة الملائكة وإن لم يكن ثَمّ أطيط، وإنّما هو كلام تقريب اُريد منه تقرير عظمة اللَّه. (عنه البحار: ١٩٩/٥٩ ذ ح ٦٩).

(٢) البحار: ٢٠٢/٥٩ ح ٨١.

٥٧٠

فى ذاته، تعالى اللَّه عن ذلك علوّاً كبيراً.

ولذا قد أحال هذا الطريق بعض أساتذتنا، ونحن بسطنا الكلام في تصويره في كتابنا المسمّى بدلائل الحقّ، وفّقنا اللَّه لطبعه إنشاءاللَّه.

وإمّا بمعرفة آثاره ومعلولاته، ويقال له: برهان إنّي، والعلم الحاصل منه غالباً علم ناقص لايعلم به خصوصيّة ذات المعلوم، إذ غاية ما يستفاد منه أن يقال: إنّا إذا نظرنا إلى أجزاء العالم ووجود الحوادث والحركات على أتقن وجه وأحكمه علمنا أنّ للوجود خالقاً قيّوماً أزليّاً واحداً لاشريك له ولاشبيه، عالماً قادراً موصوفاً بالصفات الحسنى، والأمثال العليا، والكبرياء والآلاء، ولايحصل لك من ذلك إلّا علم ضعيف لايكاد يمازجه أيقان، حتّى لو وقعت في أدنى شبهة جعلت تتلوّن بكلّ من تتوّهم أنّه ينجيك منها.

وهذا بخلاف ما حصل لإبراهيم الخليل صلوات اللَّه عليه فإنّه كان علماً ثابتاً ويقيناً جازماً حتّى قاله الروح الأمين - حين رمي بالمنجنيق، فكان في الهواء مائلاً إلى النّار -: ألك حاجة؟ قال: أمّا إليك فلا.(١)

فإعراضه عنه في تلك الحالة وإلتجاؤه إلى ربّه ليس إلّا لأنّه رأى أنّ كلّ ما سواه مفتقر إليه، خاشع لديه، خاضع بين يديه، مقهور لعزّته، مغلوب لقدرته، بل لم ير ملاذاً وموجوداً سواه، ولا ملجأ إلّا إيّاه.

وبيان هذا الطريق بنحو الإختصار بلا إحتياج إلى لزوم الدور والتسلسل وبطلانهما هو أن يقال: إنّ الموجود ينقسم إلى غنيّ، وهو مالايحتاج في تحصّله إلى الغير، وإلى فقير وهو الّذي يحتاج إلى الغير، فإن كان الغني موجوداً فهو وإلاّ إستحال وجود الفقير، وحيث أنّ الوجودات الفقيرة موجودة فالغنيّ موجود لامحالة، وهذا حكم عقليّ غير قابل للتخصيص.

____________________

(١) البحار: ٣٦/١٢ ح ١٤.

٥٧١

إذ من البديهي أنّ ما بالعرض دائماً ينتهي إلى ما بالذات، وهذا هو السرّ في إلقاء نظر الخليل صلوات اللَّه عليه إبتداء إلى الغير، وعليه شواهد من الآيات والأخبار قد ذكرناها في كتابنا دلائل الحقّ، فتبيّن أنّ معرفة حقيقة ذاته، وماله من كمال صفاته أمر غير ممكن الحصول، ولا للعقول إليه سبيل(١) سواء في ذلك الملائكة المقرّبون والأنبياء المرسلون والأئمّة المطهّرون.

[كما قال أعرف الخلق: «سبحانك ما عرفناك حقّ معرفتك»(٢) . وقال أيضاً: إنّ اللَّه احتجب عن العقول كما احتجب عن الأبصار وإنّ الملأ الأعلى يطلبونه كما أنتم تطلبونه، فلاتلتفت إلى من يزعم أنّه قد وصل إلى كنه الحقيقة المقدّسة بل أحثّ التراب في فيه، فقد ضلّ وغوى وكذب وافترى، فإنّ الأمر أرفع وأطهر من أن يتلوّث بخواطر البشر، وكلّ ما تصوّره العالم الراسخ فهو عن حرم كبريائه بفراسخ، وأقصى ما وصل إليه الفكر العميق فهو غاية مبلغه من التدقيق] (٣) ولقد أجاد من قال:

واللَّه لا موسى ولا عيسى المسيح ولا محمّد علموا

ولا جبريل وهو إلى محلّ القدس يصعد

كلّا ولا النفس البسيطة لا ولا العقل المجرّد

من كنه ذاتك غير أنّك واحد الذات

____________________

(١) في الحديث: لايدرك بالعقل، لأنّه فوق مرتبة العقل. البحار: ١٤٦/٣.

(٢) أقول: وفي مقابله روايات تدلّ على أنّ حقّ المعرفة ممكن.

منها: قال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: يا عليّ، ما عرف اللَّه حقّ معرفته غيري وغيرك. البحار: ٨٤/٣٩ س ١٢.

ومنها: قال أميرالمؤمنين عليه السلام في وصف الطالقان: إنّ للَّه تعالى بها كنوزاً ليست من ذهب ولا فضّة ولكن بها رجال مؤمنون عرفوا اللَّه حقّ معرفته، وهم أنصار المهدي عليه السلام في آخر الزمان. البحار: ٢٢٩/٦٠ ح ٥٦.

(٣) بين المعقوفين ذكره المجلسي رحمة الله في البحار: ٢٩٢/٦٩ نقلاً عن الشيخ البهائي رحمة الله.

٥٧٢

وقال الشاعر الفارسي:

ای برون از وهم و قال و قیل من

خاک بر فرق من و تمثیل من

وقال آخر:

کس ندانسته که منزلگه معشوق کجاست

آن قدر هست که بانگ جرسی می آید

وفى بعض الروايات: إنّ الملأ الأعلى يطلبونه كما أنتم تطلبون ولن يجدوه(١) . أين التراب وربّ الأرباب فسبحان من لم يجعل للخلّص سبيلاً إلى معرفته إلّا بالعجز عن إدراك جماله وجلاله، وسبحان من احتجب بغير حجاب، وتقدّس عن إدراك العقول والألباب.

وما نقلناه وإن كان قليلاً من كثير بل قطرة من بحار إلّا أنّ فيه الكفاية لمن طلب الرشاد والهداية ومال عن طريق العناد والغواية.

وأسأل اللَّه العفو عمّا اتفّق فيه من الزلل وعن جميع ذنوبنا والمرجوّ من إخواننا الناظرين فيه أن يذكرونا بخير، ولاينسونا بالدعاء عند ما ينتفعون بشيء من مطالب هذا الكتاب.

واتّفق الفراغ من تأليفه وتصنيفه في الخامس والعشرين من ذي القعدة من شهور سنة ستّين وثلثمائة بعد الألف هجريّة.

____________________

(١) البحار: ٣٤١/٢٦ ح ١١، عن البصائر (نحوه).

٥٧٣

الفهرس الإجمالي

المقدّمة ٥

مقدّمة المؤلّف ١٩

المقدّمة الاُولي ٢٤

المقدّمة الثانية٣٤

المقدّمة الثالثة٣٩

في ذكر قطرة من بحار مناقب سيد المرسلين رسول الله صلّى الله عليه وآله٥٥

في ذكر فضل الصلاة على النبيّ وآله عليهم السلام١٠٤

في ذكر قطرة من بحار مناقب أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام١١٩

في ذكر قطرة من بحار مناقب قرّة عين الرسول فاطمة الزهراء عليها السلام٢٦٣

في ذكر قطرة من بحار مناقب الحسن بن عليّ المجتبى عليه السلام٢٨١

في ذكر قطرة من بحار مناقب الحسين بن عليّ سيّدالشهداء عليه السلام٢٩٢

فى ذكر قطرة من بحار مناقب زين العابدين عليّ بن الحسين عليهما السلام٣١٢

فى ذكر قطرة من بحر مناقب باقر علم النبيّين محمّد بن عليّ عليهما السلام٣٢٧

فى ذكر قطرة من بحر مناقب جعفر بن محمّد الصادق عليهما السلام٣٤٧

فى ذكر قطرة من بحر مناقب موسى بن جعفر الكاظم الحليم عليهما السلام٣٦٩

في ذكر قطرة من بحر مناقب أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا عليهما السلام٣٨٤

فى ذكر قطرة من بحر مناقب أبي جعفر محمّد بن عليّ الجواد عليهما السلام٤٠٥

فى ذكر قطرة من بحر مناقب عليّ بن محمّد النقيّ الهاديّ عليهما السلام٤٢٣

فى ذكر قطرة من بحر مناقب أبي محمّد الحسن بن عليّ العسكري عليهما السلام ٤٤٠

فى ذكر قطرة من بحر مناقب الحجّة بن الحسن، صاحب الزمان عليه السلام٤٥٤

باب في فضل ذرّيّة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم٥٢٧

باب في فضل محبّي آل محمّد عليهم السلام وشيعتهم٥٣٥

الخاتمة في عظمة الله عزّوجلّ ٥٥٥

الفهرس الإجمالي ٥٧٤

٥٧٤