تفسير نور الثقلين الجزء ٤

تفسير نور الثقلين9%

تفسير نور الثقلين مؤلف:
المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 652

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 652 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 300587 / تحميل: 6166
الحجم الحجم الحجم
تفسير نور الثقلين

تفسير نور الثقلين الجزء ٤

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

قد أمر أنْ يغلق باب القصر، فأقبل موسىعليه‌السلام فأومى إلى الباب فانفجرت ودخل عليه فلما نظر إليه قارون وعلم انه قد أتى، قال: يا موسى أسئلك بالرحم الذي بيني وبينك فقال له موسى: يا ابن لاوى لا تزدنى من كلامك، يا أرض خذيه فدخل القصر بما فيه في الأرض ودخل قارون في الأرض إلى ركبتيه، فبكى وحلفه بالرحم فقال موسىعليه‌السلام : يا ابن لاوى لا تزدنى من كلامك يا أرض خذيه فابتلعيه بقصره وخزائنه، وهذا ما قال موسىعليه‌السلام لقارون يوم أهلكه اللهعزوجل فعيره الله تبارك وتعالى بما قاله لقارون، فعلم موسى أنّ الله تبارك وتعالى قد عيره بذلك، فقال: يا رب إنّ قارون دعاني بغيرك ولو دعاني بك لأجبته، فقال اللهعزوجل : يا ابن لاوى لا تزدنى من كلامك، فقال موسىعليه‌السلام : يا رب لو علمت أنّ ذلك لك رضى لأجبته، فقال اللهعزوجل : وعزتي وجلالي وحق جودى ومجدي وعلو مكاني لو أنّ قارون كما دعاك دعاني لأجبته، ولكنه لـمّا دعاك وكلته إليك، يا ابن عمران لا تجزع من الموت فانى كتبت الموت على كل نفس وقد مهدت لك مهادا لو قد وردت عليه لقرت عيناك، فخرج موسىعليه‌السلام إلى جبل طور سيناء مع وصيه وصعد موسى الجبل فنظر إلى رجل قد أقبل ومعه مكتل ومسحاة(١) فقال له موسىعليه‌السلام ما تريد؟ قال: رجل من أولياء الله قد توفي، وانا احفر له قبرا فقال له موسى: أفلا أعينك عليه؟ قال: بلى. قال: فحفر القبر فلما فرغا أراد الرجل أنْ ينزل إلى القبر فقال له موسىعليه‌السلام : ما تريد؟ قال: ادخل القبر فأنظر كيف مضجعه فقال له موسى: انا أكفيك فدخله موسى فاضطجع فيه، فقبض ملك الموت روحه وانضم عليه الجبل.

١١٥ ـ وفيه وقد سأل بعض اليهود أمير المؤمنين صلوات الله عليه عن سجن طاف أقطار الأرض بصاحبه، فقال: يا يهودي أما السجن الذي طاف أقطار الأرض بصاحبه فانه الحوت الذي حبس يونس في بطنه فدخل في بحر القلزم، ثم خرج إلى بحر مصر ثم دخل بحر طبرستان ثم خرج في دجلة الغور، قال: ثم مرت به تحت الأرض حتى

__________________

(١) المكتل: الزنبيل والمسحاة: ما يسحى به إذا كان من حديد وبالفارسية «كلنگ بيل».

١٤١

لحقت بقارون وكان قارون هلك في أيام موسى ووكل الله به ملكا يدخله في الأرض كل يوم قامة رجل، وكان يونس في بطن الحوت يسبح الله ويستغفره، فسمع قارون صوته فقال للملك الموكل به: أنظرني فانى اسمع كلام آدمي، فأوحى الله إلى الملك الموكل به أنظره فأنظره ثم قال قارون: من أنت؟ قال يونس: انا المذنب الخاطئ يونس بن متى، قال: فما فعل شديد الغضب لله موسى بن عمران؟ قال: هيهات هلك، قال: فما فعل الرءوف الرحيم على قومه هارون بن عمران؟ قال: هلك قال: فما فعلت كلثم بنت عمران التي كانت سميت لي؟ قال: هيهات ما بقي من آل عمران أحد، فقال قارون: وا أسفا على آل عمران، فشكر الله له ذلك فأمر الملك الموكل به أنْ يرفع عنه العذاب أيام الدنيا فرفع عنه.

١١٦ ـ في تفسير العياشي عن الثمالي عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: إنّ يونس لـمّا آذاه قومه وذكر حديثا طويلا وفيه، فألقى نفسه فالتقمه الحوت فطاف به البحار السبعة حتى صار إلى البحر المسجور، وبه يعذب قارون، فسمع قارون دويا فسأل الملك عن ذلك فأخبره انه يونس وان الله حبسه في بطن الحوت. فقال له قارون: أتأذن لي أنْ أكلمه؟ فاذن له فسأله عن موسى فأخبره انه مات فبكى، ثم سأله عن هارون فأخبره انه مات فبكى وجزع جزعا شديدا، وسأله عن أخته كلثم وكانت مسماة له فأخبره انها ماتت، فبكى وجزع جزعا شديدا فأوحى الله إلى الموكل به: أنْ ارفع عنه العذاب بقية أيام الدنيا لرقته على قرابته.

١١٧ ـ في كتاب جعفر بن محمد الدوريستي باسناده إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حديث طويل يذكر فيه خروجهعليه‌السلام للمباهلة وفيه: فلما رجع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بأهله وصار إلى مسجده هبط جبرئيلعليه‌السلام وقال: يا محمد إنّ الله يقرئك السلام ويقول: إنّ عبدي موسى باهل عدوه قارون بأخيه هارون وبنيه فخسفت بقارون وأهله وماله ومن وازره من قومه وبعزتي اقسم وجلالي يا أحمد لو باهلت بك وبمن تحت الكساء من أهلك أهل الأرض والخلائق جميعا لتقطعت السماء كسفا، والجبال زبرا ولساخت الأرض فلم تستقر

١٤٢

أبدا إلّا أنْ أشاء ذلك.

١١٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم فما( كانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللهِ وَما كانَ مِنَ المُنْتَصِرِينَ وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللهَ ) قال: هي لفظة سريانية( يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْ لا أَنْ مَنَّ اللهُ عَلَيْنا لَخَسَفَ بِنا وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ ) حدّثني أبي عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقري عن حفص بن غياث قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : يا حفص ما منزلة الدنيا من نفسي إلّا بمنزلة الميتة إذا اضطررت إليها أكلت منها، يا حفص إنّ الله تبارك وتعالى علم ما العباد عاملون والى ما هم صائرون، فحلم عنهم عند أعمالهم السيئة لعلمه السابق فيهم، فلا يغرنك حسن الطلب ممن لا يخاف الفوت، ثم تلا قوله: تلك الدار الاخرة الآية وجعل يبكى ويقول: ذهبت والله الأماني عند هذه الآية، قلت: جعلت فداك فما حد الزهد في الدنيا؟ فقال: قد حد اللهعزوجل في كتابه فقال:( لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١١٩ ـ وقال أبو عبد اللهعليه‌السلام أيضا في قوله:( عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً ) : العلو الشرف والفساد البناء.

١٢٠ ـ في نهج البلاغة فلما نهضت بالأمر نكثت طائفة ومرقت اخرى وفسق آخرون كأنهم لم يسمعوا الله سبحانه إذ يقول:( تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ) بلى والله لقد سمعوها ووعوها، ولكنهم حليت الدنيا في أعينهم وراقهم زبرجها.

١٢١ ـ في أمالي شيخ الطائفةقدس‌سره باسناده إلى ابن مسعود أنّه قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في كلام طويل: أوصيكم بتقوى الله وأوصى الله بكم( إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ ) ألّآ تعلوا على الله في عباده وبلاده فان الله تعالى قال لي ولكم:( تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ )

١٤٣

١٢٢ ـ في مجمع البيان وروى زاذان عن أمير المؤمنينعليه‌السلام انه كان يمشى في الأسواق وهو وال يرشد الضال ويعين الضعيف ويمر بالبياع والبقال فيفتح عليه القرآن ويقرأ( تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً ) ويقول: نزلت هذه الآية في أهل العدل والتواضع من الولاة، وأهل القدرة من ساير الناس.

١٢٣ ـ وروى سلام الأعرج عن أمير المؤمنينعليه‌السلام أيضا قال: الرجل ليعجبه شراك نعله فيدخل في هذه الآية:( تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ ) الآية.

١٢٤ ـ في كتاب سعد السعود لابن طاوسرحمه‌الله يقول علي بن موسى بن طاوس: رأيت في تفسير الطبرسي عند تفسير هذه الآية قال: وروى عن أمير المؤمنينعليه‌السلام أنّه قال: إنّ الرجل ليعجبه ان يكون شراك نعله أجود من شراك نعل صاحبه فيدخل تحتها «انتهى».أقول: وهذا الحديث منقول في جوامع الجامع فكأنه المراد.

١٢٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني أبي عن حماد عن حريز عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: انه سئل عن جابر فقال: رحم الله جابرا بلغ من فقهه انه كان يعرف تأويل هذه الآية( إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إلى مَعادٍ ) يعنى الرجعة.

١٢٦ ـ قال: وحدثني أبي عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن عبد الحميد الطائي عن أبي خالد الكابلي عن علي بن الحسين صلوات الله عليهما في قولهعزوجل :( إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إلى مَعادٍ ) قال: يرجع إليكم نبيكمصلى‌الله‌عليه‌وآله وأمير المؤمنين والائمة صلوات الله عليهم حدّثني أبي عن أحمد بن النضر عن عمرو بن شمر قال: ذكر عند أبي جعفرعليه‌السلام جابر فقال: رحم الله جابرا لقد بلغ من علمه انه كان يعرف تأويل هذه الآية( إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إلى مَعادٍ ) يعنى الرجعة.

١٢٧ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن النعمان عن سيف بن عميرة عمن ذكره عن الحارث بن المغيرة النصرى قال: سئل

١٤٤

ابو عبد اللهعليه‌السلام عن قول الله تبارك وتعالى:( كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ) فقال: ما يقولون فيه؟ قلت: يقولون: يهلك كل شيء إلّا وجه الله، فقال: سبحان الله لقد قالوا قولا عظيما انما عنى بذلك وجه الله الذي يؤتى منه.

١٢٨ ـ أحمد بن إدريس عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى عن فضيل بن عثمان عن ابن أبي يعفور قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل : «هو الاول والاخر» وقلت: اما الاول فقد عرفناه واما الاخر فبين لنا تفسيره، فقال: انه ليس شيء إلّا يبيد أو يتغير أو يدخله الغير والزوال وينتقل من لون إلى لون ومن هيئة إلى هيئة ومن صفة إلى صفة، ومن زيادة إلى نقصان، ومن نقصان إلى زيادة( إِلَّا رَبَّ الْعالَمِينَ ) فانه لم يزل ولا يزال بحالة واحدة، هو الاول قبل كل شيء وهو الاخر على ما لم يزل ولا تختلف عليه الصفات والأسماء كما تختلف على غيره، مثل الإنسان الذي يكون ترابا مرة ومرة لحما ودما ومرة رفاتا ورميما، وكالبسر الذي يكون مرة بلحا ومرة بسرا ومرة رطبا ومرة تمرا(١) فتتبدل عليه الأسماء والصفات واللهعزوجل بخلاف ذلك.

١٢٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني أبي عن ابن أبي عمير عن منصور بن يونس عن أبي حمزة عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ) قال: فيفنى كل شيء ويبقى الوجه، الله أعظم من أن يوصف، لا ولكن معناها: كل شيء هالك إلّا دينه ونحن الوجه الذي يؤتى الله منه لم نزل في عباده ما دام الله فيهم روية، فاذا لم يكن لله فيهم روية رفعنا إليه ففعل بنا ما أحب، قلت: جعلت فداك فما الروية؟ قال: الحاجة.

١٣٠ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسيرحمه‌الله عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل وفيه: واما قوله:( كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ) فالمراد كل شيء هالك إلّا دينه، لان من المحال أن يهلك منه كل شيء ويبقى الوجه، هو أجل وأعظم من ذلك

__________________

(١) البسر: التمر قبل ارطابه وذلك إذا لون ولم ينضج، وقبله البلح، والرطب: نضيج البسر قبل ان يتمر. والتمر: اليابس من ثمر النخل. وأول التمر طلع ثم خلال ثم بلح ثم بسر ثم رطب ثم تمر.

١٤٥

وانما يهلك من ليس منه، ألآ ترى أنّه قال:( كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ) ففصل بين خلقه ووجهه.

١٣١ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى أبي حمزة قال: قلت لأبي جعفرعليه‌السلام : قول اللهعزوجل :( كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ) قال: يهلك كل شيء ويبقى الوجه، إنّ الله أعظم من ان يوصف بالوجه، ولكن معناه: كل شيء هالك إلّا دينه والوجه الذي يؤتى منه.

١٣٢ ـ وباسناده إلى الحارث بن المغيرة النصرى قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ) قال: كل شيء هالك إلّا من أخذ طريق الحق وفي محاسن البرقي مثله إلّا أنّ آخره: من أخذ الطريق الذي أنتم عليه.

١٣٣ ـ وفي كتاب التوحيد باسناده إلى صفوان الجمال عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ) قال: من أتى الله بما أمر به من طاعة محمد والائمة من بعده صلوات الله عليهم فهو الوجه الذي لا يهلك ثم قرأ:( مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللهَ ) .

١٣٤ ـ وباسناده أيضا إلى صفوان قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : نحن وجه الله الذي لا يهلك.

١٣٥ ـ وباسناده إلى صالح بن سعيد عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ) نحن.

١٣٦ ـ وباسناده إلى خيثمة قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ) قال: دينه وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأمير المؤمنينعليه‌السلام دين الله ووجهه وعينه في عباده، ولسانه الذي ينطق به، ويده على خلقه، ونحن وجه الله الذي يؤتى منه، ولن نزال في عباده ما دامت الله فيهم روية. قلت: وما الروية؟ قال: الحاجة فاذا لم يكن لله فيهم حاجة فينا رفعنا إليه وصنع ما أحب.

١٣٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقولهعزوجل : فلا تكونن يا محمد ظهيرا

١٤٦

للكافرين فقال: المخاطبة للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله والمعنى للناس، وقولهعزوجل :( وَلا تَدْعُ مَعَ اللهِ إِلهاً ) المخاطبة للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله والمعنى للناس وهو قول الصادق صلوات الله عليه: إنّ اللهعزوجل بعث نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله بإياك أعنى واسمعي يا جاره(١) .

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قرأ سورة العنكبوت والروم في شهر رمضان ليلة ثلاث وعشرين فهو والله يا أبا محمد من أهل الجنة لا أستثنى فيه أبدا، ولا أخاف ان يكتب الله على في يميني إثما، وان لهاتين السورتين من الله مكانا.

٢ ـ في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ومن قرأ سورة العنكبوت كان له من الأجر عشر حسنات بعدد كل المؤمنين والمنافقين.

٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني أبي عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسنعليه‌السلام قال: جاء العباس إلى أمير المؤمنين صلوات الله عليه فقال: انطلق بنا نبايع لك الناس فقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: أو تراهم فاعلون؟ قال: نعم. قال: فأين قولهعزوجل :( الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ) أي اختبرناهم( فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ )

٤ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة توقيع من صاحب الزمانعليه‌السلام كان خرج إلى العمرى وابنه رضى الله عنهما رواه سعد بن عبد الله قال الشيخ أبو جعفر: وجدت مثبتا بخط سعد بن عبد اللهرحمه‌الله : وفقكما الله وثبتكما على دينه وأسعدكما

__________________

(١) وهذا مثل يضرب لمن يتكلم بكلام ويريد به شيئا غيره، وقيل إنّ أول من قال ذلك سهل بن مالك الفزاري ذكر قصته الميداني في مجمع الأمثال (ج ٥٠١ ـ ٥١ ط مصر) وقال الطريحي: هو مثل يراد به التعريض للشيء.

١٤٧

بمرضاته، انتهى إلينا بما ذكرتما ان المسمى أخبر كما عن المختار ومناظرته من لقى واحتجاجه بأنه لا خلف غير جعفر بن علي وتصديقه، وفهمت جميع ما كتبتما به مما قال أصحابكم عنه، وانا أعوذ بالله من العمى بعد الجلا ومن الضلالة بعد الهدى، ومن موبقات الأعمال ومرديات الفتن، وانهعزوجل يقول:( الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ ) كيف يتساقطون في الفتنة ويترددون في الحيرة ويأخذون يمينا وشمالا، فارقوا دينهم أم ارتابوا أم عاندوا الحق أم جهلوا ما جاءت به الروايات الصادقة والاخبار الصحيحة وعلموا فتناسوا والتوقيع طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٥ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن معمر بن خلاد قال: سمعت أبا الحسنعليه‌السلام يقول:( الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ ) ثم قال لي: ما الفتنة؟ قلت: جعلت فداك الفتنة في الدين فقال: يفتنون كما يفتن الذهب، ثم قال: يخلصون كما يخلص الذهب.

٦ ـ في نهج البلاغة وقام إليهعليه‌السلام رجل فقال: أخبرنا عن الفتنة وهل سألت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عنها؟ فقال:عليه‌السلام : لـمّا أنزل الله سبحانه قوله:( الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ ) علمت ان الفتنة لا تنزل بنا ورسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بين أظهرنا، فقلت: يا رسول الله ما هذه الفتنة التي أخبرك الله بها؟ فقال: يا عليُّ إنّ أمّتي سيفتنون من بعدي، فقلت: يا رسول الله أو ليس لي قد قلت لي يوم أحد حيث استشهد من استشهد من المسلمين واحيزت عنى الشهادة فشق ذلك على فقلت لي: أبشر فان الشهادة من ورائك، فقال لي: إنّ ذلك لكذلك فكيف صبرك إذا؟ فقلت يا رسول الله ليس هذا مواطن الصبر ولكن من مواطن البشرى والشكر، وقال: يا عليُّ سيفتنون بعدي بأموالهم، ويمنون بدينهم على ربهم ويتمنون رحمته ويأمنون سطوته، ويستحلون حرامه بالشبهات الكاذبة والأهواء الساهية، فيستحلون الخمر بالنبيذ والسحت بالهدية والربا بالبيع. قلت: يا رسول الله فبأى المنازل أنزلهم عند ذلك أبمنزلة ردة أم بمنزلة فتنة؟ قال: بمنزلة فتنة.

١٤٨

٧ ـ في مجمع البيان عند قوله:( أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً ) وفي تفسير الكلبي انه لـمّا نزلت هذه الآية قام النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فتوضأ وأسبغ وضوئه، ثم قام وصلى فأحسن صلوته ثم سأل الله سبحانه ان لا يبعث عذابا من فوقهم أو من تحت أرجلهم أو يلبسهم شيعا ولا يذيق بعضهم بأس بعض، فنزل جبرئيلعليه‌السلام ولم يجرهم من الخصلتين الأخيرتين، فقالعليه‌السلام : يا جبرئيل ما بقاء أمتي مع قتل بعضهم بعضا؟ فقام وعاد إلى الدعاء فنزل: «الم أحسبوا ان يتركوا» الآيتين فقال لا بد من فتنة تبتلى بها الامة بعد نبيها ليتعين الصادق من الكاذب، لان الوحي انقطع وبقي السيف وافتراق الكلمة إلى يوم القيامة.

٨ ـ وفيه قيل: إنّ معنى يفتنون يبتلون في أنفسهم وأموالهم وهو المروي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

٩ ـ وفيه قرء علىعليه‌السلام ( فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ ) بضم الياء وكسر اللام فيهما، وهو المروي عن جعفر بن محمد ومحمد بن عبد الله بن الحسن.

١٠ ـ في تفسير العياشي عن جابر قال: قلت لأبي جعفرعليه‌السلام :( لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ) فسره لي قال: فقال أبو جعفرعليه‌السلام : يا جابر إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان عند الله خلاف ما أراد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: قلت: فما معنى ذلك؟ قال: نعم عنى بذلك قول الله لرسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله ليس لك من الأمر شيء يا محمد في على الأمر إلى في علىعليه‌السلام وغيره الم انزل عليك يا محمد فيما أنزلت من كتابي إليك( الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ ) إلى قوله «وليعلمن» قال: فوض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الأمر اليه.

١١ ـ في إرشاد المفيدرحمه‌الله وقد جاءت الرواية انه لـمّا تم لأبي بكر ما تم وبايعه من بايع، جاء رجل إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام وهو يسوى قبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بمسحاة في يده وقال له: إنّ القوم قد بايعوا أبا بكر ووقعت الخذلة في الأنصار لاختلافهم، وبدر الطلقاء للعقد للرجل خوفا من ادراككم الأمر؟ فوضع طرف المسحاة على الأرض ويده

١٤٩

عليها ثم قال:( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ ) أم حسب الذين اجترحوا السيئات أنْ يسبقونا ساء ما يحكمون.

١٢ ـ الفضل بن شاذان عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام قال: لا يكون ما تمدون إليه أعناقكم حتى تميزوا وتمحصوا، ولا يبقى منكم إلّا القليل ثم قرء:( الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ ) ثم قال: إنّ من علامات الفرج حديث يكون بين المسجدين، ويقتل فلان من ولد فلان خمسة عشر كبشا من العرب.

١٣ ـ في الكافي وروى ان أمير المؤمنينعليه‌السلام قال في خطبة له: ولو أراد الله جل ثنائه بأنبيائه حيث بعثهم أن يفتح لهم كنوز الذهبان ومعادن البلدان ومغارس الجنان وأن يحشر طير السماء ووحش الأرض معهم لفعل ولو فعل لسقط البلاء وبطل الجزاء واضمحل الابتلاء(١) ولما وجب للقائلين أجر المبتلين(٢) ولا لحق المؤمنين ثواب المحسنين، ولا لزمت الأسماء أهاليها على معنى مبين، ولذلك لو أنزل الله من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين، ولو فعل لسقط البلوى عن الناس أجمعين، ولكن الله جل ثنائه جعل رسله اولى قوة في عزائم نياتهم، وضعفة فيما ترى الأعين من حالاتهم من قناعة تملأ القلوب والعيون غناؤه وخصاصة يملأ الأسماع والأبصار أداؤه. ولو كانت الأنبياء أهل قوة لا ترام وعزة لا تضام وملك يمد نحوه أعناق الرجال، ويشد إليه عقد الرحال لكان أهون على الخلق في الاختبار وأبعد لهم في الاستكبار، ولآمنوا عن رغبة قاهرة لهم أو رهبة مائلة بهم، فكانت النيات مشتركة والحسنات مقتسمة، ولكن الله أراد أن يكون الاتباع لرسله والتصديق بكتبه والخشوع لوجهه والاستكانة لأمره والاستسلام اليه، أمورا خاصة لا يشوبها من غيرها شائبة، ولكما كانت البلوى والاختبار.

__________________

(١) وفي النهج والمصدر «واضمحلت الأبناء» بدل «الابتلاء».

(٢) «القائلين» من القيلولة يعنى لو لم يكن ابتلاء لكانوا مستريحين فلا ينالون أجور المبتلين قاله المحدث الكاشاني (ره) في الوافي.

١٥٠

أعظم كانت المثوبة والجزاء أجزل، ألا ترون أنّ الله جل ثناؤه اختبر الأولين من لدن آدم إلى آخرين من هذا العالم بأحجار ما تضر ولا تنفع، ولا تبصر ولا تسمع، فجعلها بيته الحرام الذي جعله للناس قياما. ثم جعله بأوعر(١) بقاع الأرض حجرا وأقل نتائق الدنيا مدرا(٢) وأضيق بطون الاودية معاشا، وأغلظ محال المسلمين مياها بين جبال خشنة ورمال دمثة(٣) وقرى منقطعة واثر من مواضع قطر السماء داثر(٤) ليس يزكو به خف ولا ظلف ولا حافر(٥) ثم أمر آدم وولده أن يثنوا أعطافهم نحوه فصار مثابة لمنتجع أسفارهم وغاية لملقى رحالهم تهوى إليه ثمار الافئدة من مفاوز قفار متصلة وجزائر بحار منقطعة ومهاوي فجاج عميقة حتى يهزوا مناكبهم ذللا لله حوله ويرملوا على أقدامهم شعثا غبرا له، قد نبذوا القنع والسرابيل وراء ظهورهم وحسروا بالشعور حلقا عن رؤسهم(٦) ابتلاء عظيما واختبارا كبيرا وامتحانا شديدا وتمحيصا بليغا وقنوتا

__________________

(١) وعر المكان: صلب.

(٢) قال الجزري في حديث على (عليه‌السلام ) في صفة مكة: والكعبة أقل نتائق الدنيا مدرا، النتائق جمع نتيقة، فعيلة بمعنى مفعولة من النتق وهو ان تقلع الشيء فترفعه من مكانه لترمى به هذا هو الأصل وأراد بها هاهنا البلا لرفع بنائها وشهرتها في موضعها. «انتهى» وقال الشارح المعتزلي: أصل هذه اللفظة من قولهم امرأة منتاق أي كثيرة الحبل والولادة، ويقال: ضيعة منتاق أي كثيرة الريع فجعل عليه‌السلام الضياع ذوات المدر التي تثار للحرث نتائق وقال إنّ مكة أقلها صلاحا للزرع لان أرضها حجرية.

(٣) رما ـ دمثة: سهلة وكلما كان الرمل أسهل كان أبعد عن ان ينبت ـ.

(٤) الأثر: بقية رسم الشيء، والدثور: الدروس وهو أن تهب الرياح على المنزل فيغشى رسومه الرمل ويغطيه.

(٥) الخف هاهنا هو الإبل، والحافر الخيل والحمير، والظلف الشاة «ولا يزكو بها» أي لا تزيد أي ليس حولها مرعى ترعاه تلك فتسمن.

(٦) قولهعليه‌السلام : «يثنوا أعطافهم نحوه اه» الثني: العطف، وعطفا الرجل: جا بناء أي يقصدوه ويحجوه، يقال: ثنا عطفه نحوه أي توجه إليه والمثابة: المرجع

١٥١

مبينا(١) جعله الله سببا لرحمته ووصلة ووسيلة إلى جنته وعلة لمغفرته وابتلاء للخلق برحمته فلو كان الله تبارك وتعالى وضع بيته الحرام ومشاعره العظام بين جنات وأنهار وسهل وقرار، جم الأشجار داني الثمار ملتف النبات، متصل القرى من برة سمراء، وروضة خضراء وأرياف محدقة، وعراص مغدقة وزروع ناضرة، وطرق عامرة، وحدائق كثيرة لكان قد صغر الجزاء على حسب ضعف البلا(٢) ثم لو كانت الأساس المحمول عليها أو الأحجار المرفوع بها بين زمردة خضراء، وياقوتة حمراء ونور وضياء، لخفف ذلك مصارعة الشك في الصدور، ولوضع مجاهدة إبليس عن القلوب، ولنفي معتلج الريب من الناس، ولكن الله جل وعز يختبر عبيده بأنواع الشدائد ويتعبدهم بألوان المجاهد ويبتليهم بضروب المكاره إخراجا للتكبر

__________________

والمنتجع: محل الكلاء. والنجمة: طلب الكلاء في الأصل ثم سمى كل من قصد امرا يروم النفع منه منتجعا. قال المحدث الكاشاني (ره) وفي قولهعليه‌السلام : «تهوى إليه ثمار لافئدة» استعارة لطيفة ونظر إلى قوله سبحانه حكاية عن خليلهعليه‌السلام ( «فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ ) ...» والقفر من المفاوز: ما لا ماء فيه ولا كلاء. والنهاوى: المساقط والفجاج جمع الفج وهو الطريق بين الجيلين، والهز: التحريك، قال الشارح المعتزلي: أي يحركهم الشوق نحوه إلى أنْ يسافروا إليه فكنى عن السفر بهز المناكب، وذللا حال اما منهم أو من المناكب وواحد المناكب منكب بكسر الكاف وهو مجمع عظم العضد والرمل: السعي فوق المشي قليلا.

والشعث: انتشار الأمر واغبرار الرأس وتلبد الشعر، والقنع جمع القناع والحسر، الكشف قال الفيض (ره): وبه يتعلق قوله «ورؤسهم».

(١) القنوت: الخضوع.

(٢) قولهعليه‌السلام «جم الأشجار» أي كثيرها وداني الثمار: قريبها والتفاف النبات اشتباكها وفي النهج «ملتف البنى» ى مشتبك العبارة والبرة: الواحدة من البر وهو الحنطة.

والأرياف جمع الريف: ارض فبها زرع وخصب وما قارب الماء من ارض العرب، والمحدقة: المحيطة وعراص جمع عرصة، الساحة والمغدقة: كثيرة الماء.

١٥٢

من قلوبهم وإسكانا للتذلل في أنفسهم وليجعل ذلك أبوابا [فتحا] إلى فضله وأسبابا ذللا لعفوه وفتنة(١) كما قال.( الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ* وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ ) .

١٤ ـ في جوامع الجامع وفي الحديث قد كان من قبلكم يؤخذ فيوضع المنشار على رأسه فيفرق فرقتين ما يصرفه ذلك عن دينه، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون عظمه من لحم وعصب ما يصرفه ذلك عن دينه.

١٥ ـ في كتاب التوحيد حديث طويل عن عليٍّعليه‌السلام يقول فيه وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الآيات وقوله:( مَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ اللهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللهِ ) لات يعنى بقوله من كان يؤمن بأنه مبعوث فان وعد الله لآت من الثواب والعقاب، فاللقاء هاهنا ليس بالرؤية، واللقاء هو البعث فافهم جميع ما في كتاب الله من لقائه فانه يعنى بذلك البعث.

١٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( مَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ اللهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللهِ لَآتٍ ) قال: من أحب لقاء الله جاءه الأجل ومن جاهد نفسه عن اللذات والشهوات والمعاصي( فَإِنَّما يُجاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْناً ) قال: هما اللذان ولداه.

١٧ ـ ١٨ واما قولهعزوجل :( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ فَإِذا أُوذِيَ فِي اللهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذابِ اللهِ ) قال: إذا آذاه إنسان أو أصابه ضراء وفاقة أو خوف من الظالمين دخل معهم في دينهم فرأى أن ما يفعلوه هو مثل عذاب الله الذي لا ينقطع،( وَلَئِنْ جاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ ) يعنى القائم صلوات الله عليه( لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللهُ بِأَعْلَمَ بِما فِي صُدُورِ الْعالَمِينَ ) وقولهعزوجل :( وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنا وَلْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ ) قال: كان الكفار يقولون للمؤمنين: كونوا معنا

__________________

(١) قولهعليه‌السلام «مصارعة الشك في الصدور ...» المصارعة: المحاولة والاعتلاج: الاقتتال، قال الفيض (ره): وفي قولهعليه‌السلام مصارعة الشك استعارة لطيفة وكذا في قوله معتلج الريب ومعناهما متقاربان. والمجاهد جمع مجهدة وهي المشقة، وأبوابا فتحا أي مفتوحة. وأسبابا ذللا أي سهلة.

١٥٣

فان الذي تخافون أنتم ليس بشيء فان كان حقا نتحمل نحن ذنوبكم فيعذبهم اللهعزوجل مرتين مرة بذنوبهم ومرة بذنوب غيرهم.

١٩ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسيرحمه‌الله عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حديث طويل في مكالمة بينه وبين اليهود وفيه قال لهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لقد أقام نوح في قومه ودعاهم ألف سنة إلّا خمسين عاما، ثم وصفهم الله تعالى فقللهم فقال:( وَما آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ ) ولقد تبعني في سنى القليلة وعمرى اليسير ما لم يتبع نوحا في طول عمره وكبر سنه.

٢٠ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن الفضل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقرعليهما‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : فمكث نوح ألف سنة إلّا خمسين عاما لم يشاركه في نبوته أحد في روضة الكافي باسناده إلى أبي حمزة عن أبي جعفرعليه‌السلام مثله.

٢١ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبان بن عثمان عن إسماعيل الجعفي عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: لبث فيهم نوح ألف سنة إلّا خمسين عاما يدعوهم سرا وعلانية، فلما أبوا وعتوا قال: «رب( أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٢ ـ في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضاعليه‌السلام من خبر الشامي وما سأل عنه أمير المؤمنينعليه‌السلام في جامع الكوفة حديث طويل وفيه: وسأله عن اسم نوح ما كان فقال: اسمه سكن، وانما سمى نوحا لأنه ناح على قومه ألف سنة إلّا خمسين عاما.

٢٣ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى أحمد بن الحسن الميثمي عمن ذكره عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: كان اسم نوحعليه‌السلام عبد الغفار وانما سمى نوحا لأنه كان ينوح على نفسه.

٢٤ ـ وباسناده إلى سعد بن جناح عن بعض أصحابنا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: اسم نوح عبد الملك، وانما سمى نوحا لأنه بكى خمسمائة عام.

١٥٤

٢٥ ـ باسناده إلى محمد بن أورمة عمن ذكره عن سعيد بن جناح عن رجل عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: كان اسم نوح عبد الأعلى وانما سمى نوحا لأنه بكى خمسمائة عام.

٢٦ ـ في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بنبريد عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: والوجه الخامس من الكفر كفر البرائة، وقال:( إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ أَوْثاناً مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً ) يعنى يتبرأ بعضكم من بعض، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٧ ـ في روضة الكافي يحيى الحلبي عن ابن مسكان عن مالك الجهني قال: قال لي أبو عبد اللهعليه‌السلام : يا مالك انه ليس من قوم ائتموا بإمام في الدنيا إلّا جاء يوم القيامة يلعنهم ويلعنونه إلّا أنتم، ومن كان على مثل حالكم، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٨ ـ في كتاب التوحيد عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل يقولعليه‌السلام فيه وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الآيات: واما قوله:( يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَقالَ صَواباً ) وقوله:( وَاللهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ ) وقوله:( يَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً ) وقوله( إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ ) وقوله:( لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ ) . وقوله:( الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ وَتُكَلِّمُنا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ ) فان ذلك في مواطن غير واحد من مواطن ذلك اليوم الذي كان مقداره خمسين الف سنة، يجمع اللهعزوجل الخلائق يومئذ في مواطن يتفرقون، ويكلم بعضهم بعضا ويستغفر بعضهم لبعض، أولئك الذين كان منهم الطاعة في دار الدنيا الرؤساء والاتباع ويلعن أهل المعاصي الذين بدت منهم البغضاء، وتعاونوا على الظلم والعدوان في دار الدنيا المستكبرين والمستضعفين يكفر بعضهم ببعض، ويلعن بعضهم بعضا، والكفر في هذه

١٥٥

الآية البرائة يقول فيبرأ بعضهم من بعض، ونظيرها في سورة إبراهيم قول الشيطان:( إِنِّي كَفَرْتُ بِما أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ ) وقول إبراهيم خليل الرحمن: «كفرنا بكم» أي تبرأنا.

٢٩ ـ في محاسن البرقي عنه عن أبيه عن حمزة بن عبد الله عن جميل بن دراج عن مالك بن أعين قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : يا مالك أما ترضون ان يأتى كل قوم يلعن بعضهم بعضا إلّا أنتم ومن قال بمقالتكم.

٣٠ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن الفضل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقرعليهما‌السلام حديث طويل يقول في أواخرهعليه‌السلام : وان الأنبياء بعثوا خاصة وعامة، اما إبراهيم نبوته بكوثا وهي قرية من قرى السواد فيها بدا أول أمره، ثم هاجر منها وليست بهجرة فقال: وذلك قول اللهعزوجل :( إِنِّي مُهاجِرٌ إلى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) وكانت هجرة إبراهيم بغير قتال، واما إسحاق فكانت نبوته بعد إبراهيم، واما يعقوب فكانت نبوته بأرض كنعان ثم هبط إلى مصر فتوفي فيها.

٣١ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن أبي يحيى الواسطي عن هشام ودرست بن أبي منصور عنه قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام الأنبياء والمرسلون على أربع طبقات: فنبي منبأ في نفسه لا يعدو غيرها، ونبي يرى في النوم ويسمع الصوت ولا يعاينه في اليقظة، ولم يبعث إلى أحد وعليه امام، مثل ما كان إبراهيم على لوطعليهما‌السلام ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٢ ـ في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه وعدة من أصحابنا عن سهل بن زياد جميعا عن الحسن بن محبوب عن إبراهيم بن أبي زياد الكرخي قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: كانت أم إبراهيم وأم لوط صلى الله عليهما سارة وورقة وفي نسخة رقية أختين، وهما ابنتان للاحج وكان الاحج نبيا منذرا ولم يكن رسولا، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٥٦

٣٣ ـ في أمالي شيخ الطائفةقدس‌سره باسناده إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : إعلموا يا عباد الله ان المؤمن من يعمل لثلاث من الثواب، اما لخير فان الله يثيبه بعمله في دنياه، قال سبحانه لإبراهيم:( وَآتَيْناهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ) فمن عمل لله تعالى أعطاه أجره في الدنيا والاخرة وكفاه المهم فيهما.

٣٤ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى أبي بصير عن أحدهماعليهما‌السلام في قول لوط.( إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ ما سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعالَمِينَ ) فقال: إنّ إبليس أتاهم في صورة حسنة فيه تأنيث، عليه ثياب حسنة فجاء إلى شبان منهم فأمرهم أن يقعوا به ولو طلب إليهم ان يقع بهم لأبوا عليه، ولكن طلب إليهم ان يقعوا به فلما وقعوا به التذوه، ثم ذهب عنهم وتركهم فأحال بعضهم على بعض.

في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبان ابن عثمان عن أبي بصير عن أحدهماعليهما‌السلام مثله.

٣٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله جل ذكره:( وَتَأْتُونَ فِي نادِيكُمُ الْمُنْكَرَ ) قال: هم قوم لوط كان يضرط بعضهم على بعض.

٣٦ ـ في عوالي اللئالى وروى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله انه راى رجلا يخذف بحصاة في المسجد(١) فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما زالت تلعنه حتى وقعت، ثم قال: الخذف في النادي من أخلاق قوم لوط، ثم تلا قوله تعالى:( وَتَأْتُونَ فِي نادِيكُمُ الْمُنْكَرَ ) قال: هو الخذف.

٣٧ ـ في مجمع البيان( وَتَأْتُونَ فِي نادِيكُمُ الْمُنْكَرَ ) قيل فيه وجوه: أحدها هو انهم كانوا يتضارطون في مجالسهم من غير حشمة ولا حياء عن ابن عباس وروى ذلك عن الرضاعليه‌السلام .

٣٨ ـ في جوامع الجامع وفي الحديث من ألقى جلباب الحياء فلا غيبة.

٣٩ ـ في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن فضال عن داود بن فرقد

__________________

(١) خذف بالحصاة أو النواة ونخوهما: رمى بها من بين سبابتيه.

١٥٧

عن أبي زيد الحماد عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ اللهعزوجل بعث أربعة أملاك في إهلاك قوم لوط: جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وكروبيل، فمروا بإبراهيمعليه‌السلام وهم معتمون فسلموا عليه فلم يعرفهم، وراى هيئة حسنة فقال: لا يخدم هؤلاء إلّا أنا بنفسي وكان صاحب ضيافة، فشوى لهم عجلا سمينا حتى أنضجه ثم قربه إليهم فلما وضعه بين أيديهم( رَأى أَيْدِيَهُمْ لا تَصِلُ إليه نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً ) فلما راى ذلك جبرئيلعليه‌السلام حسر العمامة(١) عن وجهه فعرفه إبراهيم فقال: أنت هو؟ قال: نعم، ومرت سارة امرأته( فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ ) فقالت ما قال اللهعزوجل فأجابوها بما في الكتاب فقال لهم إبراهيم: لماذا جئتم؟ قالوا في إهلاك قوم لوط، فقال لهم: إنْ كان فيها مأة من المؤمنين أتهلكونهم؟ فقال جبرئيلعليه‌السلام : لا، قال: فان كان فيها خمسون؟ قال: لا قال: فان كان فيها ثلاثون؟ قال: لا، قال: فان كان فيها عشرون؟ قال: لا قال: فان كان فيها عشرة؟ قال: لا قال: فان كان فيها خمسة؟ قال: لا، قال: فان كان فيها واحد؟ قال: لا،( قالَ إِنَّ فِيها لُوطاً قالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيها لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ ) قال الحسن بن عليعليه‌السلام : لا اعلم هذا القول إلّا وهو يستبقيهم وهو قول اللهعزوجل :( يُجادِلُنا فِي قَوْمِ لُوطٍ ) .

٤٠ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفرعليه‌السلام ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله سأل جبرئيل كيف كان مهلك قوم لوط؟ فقال: إنّ قوم لوط كانوا أهل قرية لا ينتظفون من البول والغائط ولا يتطهرون من الجنابة، بخلاء أشحاء على الطعام، وان لوطا لبث فيهم ثلاثين سنة، وانما كان نازلا عليهم ولم يكن منهم ولا عشيرة له فيهم ثلاثين سنة ولا قوم، وانه دعاهم إلى اللهعزوجل والى الايمان واتباعه، ونهاهم عن الفواحش وحثهم على طاعة الله فلم يجيبوه ولم يطيعوه، وان اللهعزوجل لـمّا أراد عذابهم بعث إليهم رسلا منذرين عذرا نذرا، فلما عتوا عن أمر، بعث إليهم ملائكة ليخرجوا من كان في قريتهم من المؤمنين، فما وجدوا فيها غير بيت من المسلمين فاخرجوهم

__________________

(١) أي كشفها.

١٥٨

منها، وقالوا للوط:( فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ ) من هذه القرية الليلة( بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ ) فلما انتصف الليل سار لوط ببناته وتولت امرأته مدبرة فانقطعت إلى قومها تسعى بلوط، وتخبرهم ان لوطا قد سار ببناته وانى نوديت من تلقاء العرش لـمّا طلع الفجر يا جبرئيل حق القول من الله تحتم عذاب قوم لوط، فاهبط إلى قرية قوم لوط وما حوت فاقلبها من تحت سبع أرضين، ثم أعرج بها إلى السماء فأوقفها حتى يأتيك أمر الجبار في قلبها، ودع منها آية بينة من منزل لوط عبرة للسيارة، فهبطت على أهل القرية الظالمين فضرب بجناحي الأيمن على ما حوى عليه شرقها، وضربت بجناحي الأيسر على ما حوى عليه غربها، فاقتلعتها يا محمد من تحت سبع أرضين إلّا منزل لوط آية للسيارة، ثم عرجت بها في حوافي جناحي حتى أوقفتها حيث يسمع أهل السماء زقاء ديوكها(١) ونباح كلابها فلما طلعت الشمس نوديت من تلقاء العرش: يا جبرئيل! اقلب القرية على القوم، فقلبتها عليهم حتى صار أسفلها أعلاها وأمطر الله عليهم حجارة من سجيل( مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَما هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ ) من أمتك ببعيد.

قال مؤلف هذا الكتاب عفي عنه: قد نقلنا أخبارا في بيان سبب هلاك قوم لوط وكيف كان مهلكهم وأحوال قراهم المهلكة وما يتعلق بذلك في سورة هود.

٤١ ـ في مصباح الشريعة قال الصادقعليه‌السلام بعد ان ذكر الشيطان: ولا يغرنك تزيينه الطاعات عليك فانه يفتح لك تسعة وتسعين بابا من الخير ليظفر بك عند تمام المأة، فقابله بالخلاف والصد عن سبيله والمصادة باستوائه.

٤٢ ـ في كتاب الخصال عن جعيد(٢) همدان قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : إنّ في التابوت الأسفل من النار اثنى عشر: ستة من الأولين وستة من الآخرين، فاما الستة من الأولين فابن آدم قاتل أخيه، وفرعون الفراعنة، والسامري، والدجال

__________________

(١) الزقاء بمعنى الصياح.

(٢) وفي بعض النسخ «حميد» بدل «جعيد» لكن الصحيح هو المخار ويوافقه المصدر أيضا.

١٥٩

كتابه في الأولين ويخرج في الآخرين، وهامان وقارون.

٤٣ ـ وفيه قال أبو ذر: ألستم تشهدون ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: شر الأولين والآخرين اثنا عشر ستة من الأولين وستة من الآخرين، ثم سمى الستة من الأولين ابن آدم الذي قتل أخاه وفرعون وهامان وقارون والسامري والدجال اسمه في الأولين ويخرج في الاخرى. والحديثان طويلان أخذنا منهما موضع الحاجة.

٤٤ ـ عن أبي عبد الله عن أبيه عن جدهعليهم‌السلام قال: المسوخ من بنى آدم ثلاثة عشر إلى أنْ قال: واما العنكبوت فكانت امرأة سيئة الخلق عاصية لزوجها مولية عنه فمسخها الله عنكبوتا.

٤٥ ـ عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام قال: سألت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عن المسوخ فقال: هي ثلاثة عشر إلى أنْ قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : واما العنكبوت فكانت امرأة تخون زوجها.

٤٦ ـ عن سعيد بن علاقة قال: سمعت أمير المؤمنينعليه‌السلام يقول: ترك نسج العنكبوت في البيت يورث الفقر.

٤٧ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى علي بن جعفر عن أخيه موسى ابن جعفرعليه‌السلام حديث طويل يقول فيه: واما العنكبوت فكانت امرأة سخرت(١) زوجها.

وباسناده إلى علي بن جعفر عن معتب مولى جعفر عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن عليٍّعليه‌السلام عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله مثله.

٤٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ وَما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ ) يعنى آل محمد صلوات الله عليهم.

٤٩ ـ في مجمع البيان( وَما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ ) وروى الواحدي بالإسناد عن جابر قال: تلا النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله هذه الآية وقال: العالم الذي عقل عن الله فعمل بطاعته واجتنب سخطه.

__________________

(١) وفي بعض النسخ «سحرت» بالحاء المهملة.

١٦٠

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

يطوفون بنا فيها.

١٠ ـ في أصول الكافي باسناده إلى أبي جعفر الباقرعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : فان قالوا: من الراسخون في العلم؟ فقال: من لا يختلف في علمه فان قالوا: فمن هو ذاك؟ فقل: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله صاحب ذلك فهل بلغ أولا؟ فان قالوا: قد بلغ، فقل: فهل ماتصلى‌الله‌عليه‌وآله والخليفة من بعده يعلم علما ليس فيه اختلاف فان قالوا: لا، فقل: إنّ خليفة رسول الله مؤيد ولا يستخلف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلّا من يحكم بحكمه و الّا من يكون مثله إلّا النبوة وإنْ كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لم يستخلف في علمه أحدا فقد ضيع من في أصلاب الرجال ممن يكون بعده، فان قالوا: فان علم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان من القرآن(١) فقل:( حم وَالْكِتابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ ) إلى قوله( إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ ) فان قالوا لك: لا يرسل اللهعزوجل إلّا إلى نبي(٢) فقل: أهذا الأمر الحكيم الذي يفرق فيه هو من الملائكة والروح التي تنزل من سماء إلى سماء أو من سماء إلى الأرض، فان قالوا: من سماء إلى سماء، فليس في السماء أحد يرجع من طاعة إلى معصية، فان قالوا: من سماء إلى أرض وأهل الأرض أحوج الخلق إلى ذلك، فقل: فهل لهم بد من سيد يتحاكمون اليه؟ فان قالوا: فان الخليفة هو حكمهم فقل:(٣) ( اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى )

__________________

(١) قال المحدث الكاشاني (ره): هذا إيراد سؤال على الحجة، تقريره: إنّ علم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لعله كان من القرآن فحسب ليس ما يتجدد في شيء؟ فأجاب بان الله سبحانه يقول:( فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أمر حَكِيمٍ أَمْراً مِنْ عِنْدِنا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ ) فهذه الاية تدل على تجدد الفرق والإرسال في تلك الليلة المباركة بانزال الملائكة والروح فيها من السماء إلى الأرض دائما، فلا بد من وجود من يرسل إليه الأمر دائما.

(٢) قال المجلسي (ره) هذا سئوال آخر تقريره انه يلزم مما ذكرتم جواز إرسال الملك إلى غير النبي مع انه لا يجوز ذلك فأجاب عنه بمدلول الآية التي لأمر دلها.

(٣) يعنى فقل: إذا لم يكن الخليفة مؤيدا محفوظا من الخطاء فكيف يخرجه الله ويخرج به عباده من الظلمات إلى النور وقد قال الله سبحانه:( «اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا ) اه».

٦٢١

النور» إلى قوله «خالدون» ولعمري ما في الأرض ولا في السماء ولي لله عزّ ذكره إلّا وهو مؤيد ومن أيد لم يخط، وما في الأرض عدو لله عز ذكره إلّا وهو مخذول، ومن خذل لم يصب كما أنّ الأمر لا بد من تنزيله من السماء يحكم به أهل الأرض، كذلك لا بد من وال فان قالوا: لا نعرف هذا، فقل لهم قالوا: ما أحببتم أبي اللهعزوجل بعد محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله أنْ يترك العباد ولا حجة عليهم.

١١ ـ وباسناده إلى أبي جعفرعليه‌السلام قال قال اللهعزوجل في ليلة القدر:( فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أمر حَكِيمٍ ) يقول: ينزل فيها كل أمر حكيم، والمحكم ليس بشيئين انما هو شيء واحد، فمن حكم بما ليس فيه اختلاف فحكمه من حكم اللهعزوجل ، ومن حكم بأمر فيه اختلاف فرأى أنه مصيب فقد حكم بحكم الطاغوت، انه لينزل في ليلة القدر إلى ولي الله(١) تفسير الأمور سنة سنة، يؤمر فيها في أمر نفسه بكذا وكذا. وفي أمر الناس بكذا وكذا، وانه ليحدث لولى الأمر سوى ذلك كل يوم علم اللهعزوجل الخاص والمكنون العجيب المخزون مثل ما ينزل في تلك الليلة من الأمر ثم قرأ:( وَلَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللهِ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) .

١٢ ـ وباسناده إلى أبي جعفرعليه‌السلام قال: يا معشر الشيعة خاصموا بسورة انا أنزلناه تفلحوا فو الله انها لحجة الله تبارك وتعالى على الخلق بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وانها لسيدة دينكم وانها لغاية علمنا، يا معشر الشيعة خاصموا ب( حم وَالْكِتابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ ) فانها لولاة الأمر خاصة بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يا معشر الشيعة يقول الله تبارك وتعالى:( وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيها نَذِيرٌ ) قيل: يا أبا جعفر نذيرها محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ قال: صدقت فهل كان نذير وهو حي من البعثة في أقطار الأرض؟ فقال السائل: لا، قال أبو جعفرعليه‌السلام : أرأيت بعيثه أليس نذيره كما أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في بعثته من اللهعزوجل ونذير؟ فقال: بلى قال: فكذلك لم يمت محمّد إلّا وله بعيث نذير، قال: فان قلت: لا، فقد ضيع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من في أصلاب

__________________

(١) وفي المصدر «ولى الأمر» مكان «ولى الله».

٦٢٢

الرجال من أمّته، قال: وما يكفيهم القرآن؟ قال: بلى إنْ وجدوا له مفسّرا، قال: وما فسّره رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ قال: بلى قد فسّره لرجل واحد، وفسّر للامّة شأن ذلك الرجل وهو عليُّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٣ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد وعلى بن محمد عن سهل بن زياد جميعا عن ابن محبوب عن أبي حمزة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: لـمّا قبض أمير المؤمنينعليه‌السلام قام الحسن بن علي في مسجد الكوفة فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثم قال: ايها الناس انه قد قبض في هذه الليلة رجل ما سبقه الأولون ولا يدركه الآخرون، والله لقد قبض في الليلة التي قبض فيها وصى موسى يوشع بن نون، والليلة التي عرج فيها بعيسى بن مريم، والليلة التي نزل فيها القرآن والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٤ ـ أحمد بن مهران وعلى بن إبراهيم جميعا عن محمد بن علي عن الحسن بن راشد عن يعقوب بن جعفر بن إبراهيم قال: كنت عند أبي الحسن موسى بن جعفرعليه‌السلام إذا أتاه رجل نصراني فقال: انى أسئلك أصلحك الله فقال: سل، فقال: أخبرني عن كتاب الله الذي انزل على محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ونطق به ثم وصفه بما وصفه فقال:( حم وَالْكِتابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ ) ما تفسيرها في الباطن؟ فقال: أما حم فهو محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهو في كتاب هود الذي أنزل عليه، وهو منقوص الحروف وأما الكتاب المبين فهو أمير المؤمنين عليٌّعليه‌السلام ، واما الليلة ففاطمة صلوات الله عليها واما قوله:( فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أمر حَكِيمٍ ) يقول: يخرج منها خير كثير، فرجل حكيم ورجل حكيم ورجل حكيم، فقال الرجل: صف لي الاول والاخر من هؤلاء الرجال فقال: إنّ الصفات تشتبه ولكن الثالث من القوم أصف لك ما يخرج من نسله وانه عندكم لفي الكتب التي نزلت عليكم، إنْ لم تغيروا وتحرفوا وتكفروا وقديما ما فعلتم، قال له النصراني: لا أستر عنك ما علمت ولا أكذبك وأنت تعلم ما أقول في صدق ما أقول وكذبه، والله لقد أعطاك الله من فضله وقسم عليك من نعمه ما لا يخطره الخاطرون ولا يستره الساترون، ولا يكذب فيه من كذب، فقولي لك في ذلك الحق كلما ذكرت فهو كما ذكرت، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٦٢٣

١٥ ـ في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينه عن الفضيل وزرارة ومحمد بن مسلم عن حمران أنه سأل أبا جعفرعليه‌السلام عن قول الله تعالى:( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ ) قال: نعم ليلة القدر وهي في كل سنة في شهر رمضان في العشر الأواخر، فلم ينزل القرآن إلّا في ليلة القدر قال الله تعالى:( فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أمر حَكِيمٍ ) قال: يقدر في ليلة القدر كل شيء يكون في تلك السنة التي مثلها من قابل خير وشر، وطاعة ومعصية، ومولود وأجل ورزق، فما قدر في تلك السنة وقضى فهو المحتوم ولله تعالى فيه المشية، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة وستقف عليه بتمامه في سورة القدر إنْ شاء الله تعالى.

١٦ ـ محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد عن محمد بن عيسى عن أبي عبد الله المؤمن عن إسحاق بن عمار قال: سمعته يقول وناس يسألونه يقولون: الأرزاق تقسم ليلة النصف من شعبان؟ قال: فقال: لا والله ما ذلك إلّا في ليلة تسع عشرة من شهر رمضان واحدى وعشرين وثلاث وعشرين فان في تسعة عشر يلتقي الجمعان، وفي ليلة احدى وعشرين( يُفْرَقُ كُلُّ أمر حَكِيمٍ ) ، وفي ليلة ثلاث وعشرين يمضى ما أراد الله تعالى من ذلك، وهي ليلة القدر التي قال الله تعالى:( خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) قال: قلت: ما معنى قوله: يلتقي الجمعان؟ قال: يجمع الله فيها ما أراد من تقديمه وتأخيره وإرادته وقضائه، قال: قلت: فما معنى يمضيه في ثلاث عشرين؟ قال: انه يفرقه في ليلة احدى وعشرين أمضاه ويكون له فيه البداء فاذا كانت ليلة ثلاث وعشرين أمضاه فيكون من المحتوم الذي لا يبدو له فيه تبارك وتعالى.

١٧ ـ محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد بن الحسين بن علي عن عمرو بن سعيد عن مصدق بن صدقة عن عمار بن موسى الساباطي قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : إذا كان أول ليلة من شهر رمضان فقال: أللّهمّ... إلى أنْ قال: واجعل فيما تقضى وتقدر من الأمر المحتوم فيما يفرق من الأمر الحكيم في ليلة القدر من القضاء الذي لا يرد ولا يبدل أنْ تكتبني من حجاج بيتك.

١٨ ـ في روضة الكافي حميد بن زياد عن الحسن بن محمد الكندي عن أحمد بن عديس عن أبان عن يعقوب بن شعيب قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : يفرق في كل ليلة القدر

٦٢٤

ما كان من شدة أو رخاء أو مطر يقدر ما يشاءعزوجل أنْ يقدر إلى مثلها من قابل.

١٨ ـ في تهذيب الأحكام باسناده إلى زرارة عن أحدهماعليهما‌السلام قال: في ليلة تسع عشرة يكتب وفد الحاج، و( فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أمر حَكِيمٍ ) ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٩ ـ أبو الصباح الكناني عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إذا كان ليلة القدر و( فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أمر حَكِيمٍ ) نادى مناد في تلك الليلة من بطنان العرش: إنّ الله تعالى قد غفر لمن أتى قبر الحسينعليه‌السلام في هذه الليلة.

٢٠ ـ في بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن عمر بن عبد العزيز عن يونس عن الحارث بن المغيرة البصري [عن عمرو] عن ابن أبي عمير عمن رواه عن هشام قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : قول الله تبارك وتعالى:( فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أمر حَكِيمٍ ) ؟ قال: تلك ليلة القدر يكتب فيها وفد الحاج، وما يكون فيها من طاعة أو معصية أو حيوة أو ممات، ويحدث الله في الليل والنهار ما يشاء ثم يلقاه إلى صاحب الأرض قال ابن الحارث: فقلت: ومن صاحب الأرض؟ قال: صاحبكم.

٢١ ـ العباس بن معروف عن سعدان بن مسلم عن عبد الله بن سنان قال: سئلته عن النصف من شعبان؟ فقال: ما عندي فيه شيء ولكن إذا كانت ليلة تسع عشرة من شهر رمضان قسم فيها الأرزاق وكتب فيها الآجال وخرج فيها صكاك الحاج(١) واطلع الله إلى عباده فغفر الله لهم إلّا شارب الخمر مسكر، فاذا كانت ليلة ثلاث وعشرين( فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أمر حَكِيمٍ ) ، ثم ينهى ذلك ويمضى ذلك، قلت: إلى من؟ قال: إلى صاحبكم ولولا ذلك لم يعلم.

٢٢ ـ في عيون الأخبار في باب العلل التي ذكر الفضل بن شاذان في آخرها أنه سمعها من الرضاعليه‌السلام مرة بعد مرة وشيئا بعد شيء، فان قيل: فلم جعل الصوم في شهر رمضان دون ساير الشهور؟ قيل: لان شهر رمضان هو الشهر الذي أنزل الله تعالى( فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ ) ، وفيه نبئ محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفيه

__________________

(١) الصكاك جمع الصك: الكتاب، والصكاك بمعنى الأرزاق أيضا.

٦٢٥

ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، وفيها يفرق كل أمر حكيم، وفيه رأس السنة يقدر فيها ما يكون في السنة من خير أو شر أو مضرة أو منفعة أو رزق أو أجل، ولذلك سميت بليلة القدر.

٢٣ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى الحسين بن يزيد النوفلي عن علي بن سالم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من نام في الليلة التي يفرق كل أمر حكيم ولم يحج تلك السنة وهي ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان، لان فيها يكتب وفد الحاج وفيها تكتب الأرزاق والآجال وما يكون من السنة إلى السنة.

٢٤ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسيرحمه‌الله عن أمير المؤمنينعليه‌السلام في حديث طويل وفيه بعد أنْ ذكرعليه‌السلام الحجج قال السائل: من هؤلاء الحجج؟ قال: هم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ومن حل محله من أصفياء الله الذين قرنهم الله بنفسه ورسوله، وفرض على العباد من طاعتهم مثل الذي فرض عليهم ميثاقا لنفسه، وهم ولاة الأمر الذين قال الله فيهم:( أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) وقال فيهم:( وَلَوْ رَدُّوهُ إلى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ) وقال السائل: ما ذاك الأمر؟ قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : الذي تنزل به الملائكة في الليلة التي يفرق كل أمر حكيم من رزق وأجل وعمل وحيوة وموت وعلم غيب السماوات والأرض، والمعجزات التي لا تنبغي إلّا لله وأصفيائه والسفرة بينه وبين خلقه وهم وجه الله الذي قال:( فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ ) هم بقية الله يعنى المهديعليه‌السلام الذي يأتى عند انقضاء هذه النظرة فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما، ومن آياته الغيبة والاكتتام عند عموم الطغيان وحلول الانتقام، ولو كان هذا الأمر الذي عرفتك بيانه للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله دون غيره لكان الخطاب يدل على فعل ماض غير دائم ولا مستقبل ولقال نزلت الملائكة وفرق كل أمر حكيم، ولم يقل: «تنزل الملائكة ويفرق كل أمر حكيم».

٢٥ ـ في جوامع الجامع( فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ ) واختلف في الدخان فقيل انه دخان يأتى من السماء قبل قيام الساعة يدخل في اسماع الكفرة حتى

٦٢٦

يكون رأس الواحد كالرأس الحنيذ(١) ويعترى المؤمن منه كهيئة الزكام، وتكون الأرض كلها كبيت أوقد فيه ليس فيه خصاص(٢) يمد ذلك أربعين يوما وروى ذلك عن عليٍّ وابن عباس والحسن.

٢٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( فَارْتَقِبْ ) أي اصبر( يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ ) قال: ذلك إذا خرجوا في الرجاعة من القبر يغشى الناس كلهم الظلمة، فيقولون:( هذا عَذابٌ أَلِيمٌ رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذابَ إِنَّا ) موقنون فقال الله ردا عليهم:( أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرى ) في ذلك اليوم و( قَدْ جاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ ) أي رسول قد بين لهم( ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ ) قال: قالوا ذلك لـمّا نزل الوحي على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فأخذه الغشي، فقالوا هو مجنون ثم قالعزوجل :( إِنَّا كاشِفُوا الْعَذابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عائِدُونَ ) يعنى إلى يوم القيامة، ولو كان قولهعزوجل :( يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ ) في القيامة لم يقل( إِنَّكُمْ عائِدُونَ ) لأنه ليس بعد الآخرة والقيامة حالة يعودون إليها وقولهعزوجل : ومقام كريم أي حسن ونعمة كانوا فيها فاكهين قال: النعمة في الأبدان، وقوله فاكهين أي فاكهين للنساء( كَذلِكَ وَأَوْرَثْناها قَوْماً آخَرِينَ ) يعنى بنى إسرائيل فما بكت عليهم السماء( وَالْأَرْضُ وَما كانُوا مُنْظَرِينَ )

٢٧ ـ قال حدّثني أبي عن حنان بن سدير عن عبد الله بن الفضل الهمداني عن أبيه عن جده عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال: مر عليه رجل عدو لله ولرسوله فقال:( فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ وَما كانُوا مُنْظَرِينَ ) ثم مر عليه الحسين بن عليعليه‌السلام فقال: لكن هذا لتبكين عليه السماء والأرض، وما بكت السماء والأرض إلّا على يحيى بن زكريا، وعلى الحسين بن عليعليهما‌السلام .

٢٨ ـ قال: وحدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن العلاء عن محمد بن مسلم عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: كان علي بن الحسينعليهما‌السلام يقول: أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل

__________________

(١) الحنيذ (كما في أكثر النسخ وكذا في المصدر ومجمع البيان والمنقول عنه في البحار) المشوى من قولهم: حنذ اللحم إذا شواه وأنضجه بين حجرين.

(٢) الخصاص ـ بفتح الخاء ـ: الفرجة والخلة.

٦٢٧

الحسين بن عليعليه‌السلام دمعة حتى تسيل على خده بوأه الله بها في الجنة غرفا يسكنه أحقابا(١) وأيما مؤمن دمعت عيناه دمعا حتى يسيل على خديه لاذى مسنا من عدونا في الدنيا بوأه اللهعزوجل مبوء صدق في الجنة، وأيما مؤمن مسه أذى فينا فدمعت عيناه حتى يسيل دمعه على خديه من مضاضة(٢) ما أوذى فينا صرف الله عن وجهه الأذى وآمنه يوم القيامة من سخطه والنار.

٢٩ ـ وحدثني أبي عن بكر بن محمد عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من ذكرنا أو ذكرنا عنده فخرج من عينه دمع مثل جناح بعوضة غفر الله له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر.

٣٠ ـ في مجمع البيان وروى زرارة بن أعين عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه قال: بكت السماء على يحيى بن زكريا وعلى الحسين بن عليعليهما‌السلام أربعين صباحا قلت: فما بكاءها؟ قال: كانت تطلع حمراء وتغيب حمراء.

٣١ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب ـ الباقرعليه‌السلام في قوله تعالى:( فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ ) يعنى علي بن أبي طالبعليه‌السلام وذلك أنّ علياعليه‌السلام خرج قبل الفجر متوكئا على عنزة(٣) والحسين خلفه يتلوه حتى أتى حلقة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله [فرمى بالعنزة](٤) ثم قال: إنّ الله تعالى ذكر أقواما فقال:( فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ ) والله ليقتلنه ولتبكين السماء عليه.

٣٢ ـ وقال الصادقعليه‌السلام : بكت السماء على الحسينعليه‌السلام أربعين يوما بالدم.

٣٣ ـ عن إسحاق الأحمر عن الحجةعليه‌السلام حديث طويل وفي أواخره وذبح يحيىعليه‌السلام كما ذبح الحسين ولم تبك السماء والأرض إلّا عليهما.

__________________

(١) الاحقاب جمع حقب وهو ثمانون سنة من سنين الاخرة وقيل: الاحقاب ثلثة وأربعون حقبا كل حقب سبعون خريفا، كل خريف سبعمائة سنة كل سنة ثلاثمائة وستون يوما كل يوم الف سنة قاله الطريحي (ره) في مجمع البحرين.

(٢) المضاضة: وجع المصيبة.

(٣) العنزة ـ محركة ـ: شبية العكازة أطول من العصا وأقصر من الرمح.

(٤) ما بين العلامتين غير موجود في المصدر.

٦٢٨

٣٤ ـ في مجمع البيان وروى عن أنس عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ما من مؤمن إلّا وله باب يصعد منه عمله وباب ينزل منه رزقه، فاذا مات بكيا عليه.

٣٥ ـ فيمن لا يحضره الفقيه بعد أنْ نقل حديثا عن الصادقعليه‌السلام قال: (ع) إذا مات المؤمن بكت عليه بقاع الأرض التي كان يعبد اللهعزوجل فيها، والباب الذي كان يصعد منه عمله وموضع سجوده.

قال عز من قائل:( وَلَقَدِ اخْتَرْناهُمْ عَلى عِلْمٍ عَلَى الْعالَمِينَ ) .

٣٦ ـ في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضاعليه‌السلام في هاروت وماروت قال الامام الحسن بن عليعليهما‌السلام : حدّثني أبي عن أبيه عن جده عن الرضا عن آبائه عن علىعليهم‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ اللهعزوجل اختارنا معاشر آل محمد واختار النبيين واختار الملائكة المقربين، وما اختارهم إلّا على علم منه بهم أنهم لا يواقعون ما يخرجون به عن ولايته، وينقطعون به عن عصمته، وينقمون به إلى المستخفين بعذابه ونعمته.

٣٧ ـ في مجمع البيان:( أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ ) وروى سهل بن سعد عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال: لا تسبوا تبعا، فانه كان قد أسلم.

٣٨ ـ وروى الوليد بن صبيح عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ تبعا قال للأوس والخزرج: كونوا هاهنا حتى يخرج هذا النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أما أنا فلو أدركته لخدمته وخرجت معه.

٣٩ ـ في أصول الكافي أحمد بن مهرانرحمه‌الله عن عبد العظيم بن عبد الله الحسنى عن علي بن أسباط عن إبراهيم بن عبد الحميد عن زيد الشحام قال: قال لي أبو عبد اللهعليه‌السلام ونحن في الطريق في ليلة الجمعة: اقرأ فانها ليلة الجمعة قرآنا فقرأت:( إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقاتُهُمْ أَجْمَعِينَ يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللهُ ) فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : نحن والله الذي استثنى الله فكنا نغني عنهم.

٤٠ ـ في روضة الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه قال لأبي بصير: يا أبا محمد والله ما استثنى الله عز ذكره بأحد من أوصياء الأنبياء ولا أتباعهم ما خلا أمير المؤمنين وشيعته فقال في كتابه وقوله

٦٢٩

الحق( يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللهُ ) يعنى بذلك علياعليه‌السلام وشيعته والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقولهعزوجل :( يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً ) قال: من والى غير أولياء الله لا يغني بعضهم عن بعض، ثم استثنى من والى آل محمد فقال:( إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ) ثم قال:( إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ طَعامُ الْأَثِيمِ ) نزلت في أبي جهل بن هشام وقولهعزوجل : كالمهل قال: المهل الصفر المذاب( يَغْلِي فِي الْبُطُونِ كَغَلْيِ الْحَمِيمِ ) وهو الذي قد حمى وبلغ المنتهى.

٤٢ ـ في مجمع البيان وروى أنّ أبا جهل أتى بتمر وزبد فجمع بينهما وأكل وقال: هذا هو الزقوم الذي يخوفنا محمّد به.

٤٣ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أبي ـ يحيى الواسطي عن بعض أصحابنا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من أشبع مؤمنا وجبت له الجنة، ومن أشبع كافرا كان حقا على الله أنْ يملأ جوفه من الزقوم، مؤمنا كان أو كافرا.

٤٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم ثم قال: خذوه فاعتلوه أي فأضغطوه من كل جانب ثم انزلوا به إلى سواء الجحيم ثم يصب عليه ذلك الحميم ثم يقال له:( ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ ) فلفظه خبر ومعناه حكاية عمن يقول له ذلك، وذلك أنّ أبا جهل كان يقول أنا العزيز الكريم فيعير بذلك في النار.

٤٥ ـ في جوامع الجامع روى أنّ أبا جهل قال لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما بين جبليها أعز ولا أكرم منى.

٤٦ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال أيما عبد أقبل قبل ما يحب اللهعزوجل اقبل الله قبل ما يحب، ومن اعتصم بالله عصمه الله، ومن أقبل الله قبله وعصمه لم يبال لو سقطت السماء على الأرض أو كانت نازلة نزلت على أهل الأرض فشملتهم بلية، كان في حزب الله بالتقوى من كل بلية(١) أليس اللهعزوجل يقول:( إِنَّ الْمُتَّقِينَ

__________________

(١) قال المجلسي (ره) بعد ذكر الخبر في كتاب بحار الأنوار ما لفظه: بيان في القاموس ـ

٦٣٠

فِي مَقامٍ أَمِينٍ ) .

قال عز من قائل:( وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ ) .

٤٧ ـ في روضة الكافي عدة من أصحابنا عن سهل ابن زياد عن محمد بن سنان عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قال: إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار بعث رب العزة علياعليه‌السلام ، فأنزلهم منازلهم من الجنة فزوجهم، فعلى والله الذي يزوج أهل الجنة في الجنة، وما ذاك إلى أحد غيره كرامة من الله عز ذكره، وفضلا فضله الله ومن به عليه، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤٨ ـ أحمد بن محمد عن علي بن الحسن التيمي عن محمد بن عبد الله عن زرارة عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول لرجل من الشيعة: أنتم الطيبون ونساؤكم الطيبات، كل مؤمنة حوراء عيناه، وكل مؤمن صديق، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

__________________

ـ وإذا قبل قبلك بالضم اقصد قصدك وقبالته بالضم: تجاهه، والقبل ـ محركة ـ: المحجة الواضحة، ولى قبله بكسر القاف أي عند انتهى والمراد إقبال العبد نحو ما يحبه الله وكون ذلك مقصوده دائما، وإقبال الله نحو ما يحبه العبد توجيه أسباب ما يحبه العبد من مطلوبات الدنيا والاخرة. والاعتصام بالله: الاعتماد والتوكل عليه.

«ومن اقبل الله إلخ» هذه الجمل تحتمل وجهين (الاول) أنْيكون «لم يبال» خبرا للموصول وقوله: «لو سقطت» جملة اخرى استينافية، أو قوله «كان في حزب الله» جزاء الشرط (الثاني) أنْيكون «لم يبال» جزاء الشرط ومجموع الشرط والجزاء خبر الموصول، وقوله «كان في حزب الله» استينافا.

«فشملتهم بلية» بالنصب على التميز أو بالرفع إنْ شملتهم بلية بسبب النازلة أو يكون من قبيل وضع الظاهر موضع المضمر. «بالتقوى» أي بسببه كما هو ظاهر الاية، فقوله: «من كل بلية» متعلق بمحذوف أي محفوظا من كل بلية أو الباء للملابسة و «من كل» متعلق بالتقوى أي يقيه من كل بلية والاول أظهر.

٦٣١

٤٩ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن أبي نصر عن الحسين بن خالد وعلى بن إبراهيم عن أبيه عن عمرو بن عثمان الخزاز عن رجل عن الحسين بن خالد قال: سألت أبا الحسنعليه‌السلام عن مهر السنة كيف صار خمسمائة؟ فقال: إنّ الله تبارك وتعالى أوجب على نفسه أنْ لا يكبره مؤمن مأة تكبيرة ويسبحه مأة تسبيحة، ويحمده مأة تحميدة، ويهلله مأة تهليلة، ويصلى على محمّد وآل محمّد مأة مرة، ثم يقول: أللّهمّ زوجني من الحور العين، إلّا زوجه الله حورا، وجعل ذلك مهرها، ثم أوحى الله إلى نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنْ سن مهور المؤمنات خمسمائة درهم ففعل ذلك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأيما مؤمن خطب إلى أخيه حرمته فقال خمسمائة درهم فلم يزوجه، فقد عقه واستحق من اللهعزوجل ألّا يزوجه حورا.

٥٠ ـ في صحيفة الرضا وباسناده قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : الذي يسقط من المائدة مهور الحور العين.

٥١ ـ في كتاب الخصال عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: أربعة أوتوا سمع الخلايق(١) النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، والحور العين، والجنة، والنار، فما من عبد يصلّي على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أو يسلم عليه إلّا بلغه ذلك وسمعه، وما من أحد قال: أللّهمّ زوجني من الحور العين إلّا سمعته وقلن: يا رب إنّ فلانا خطبنا إليك فزوجنا منه، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٥٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني أبي عن محمد بن أبي عمير عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه قال: المؤمن يزوج ثمانمأة عذراء، وألف ثيب، وزوجتين من الحور العين، قلت: جعلت فداك ثمانمأة عذراء؟ قال: نعم، ما يفترش منهن شيئا إلّا وجدها كذلك، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٥٣ ـ في مجمع البيان عن زيد بن أرقم قال: جاء رجل من أهل الكتاب إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: يا أبا القاسم تزعم أنّ أهل الجنة يأكلون ويشربون؟ قال: والذي نفسي بيده إنّ الرجل ليؤتى قوة مأة رجل في الاكل والشرب والجماع، و

__________________

(١) أي أوتوا سمعا يسمعون بها كلام الخلائق كلهم.

٦٣٢

الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٥٤ ـ في روضة الكافي باسناده إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : أنّ خيرا نهر في الجنة مخرجه من الكوثر، والكوثر مخرجه من ساق العرش، عليه منازل الأوصياء وشيعتهم، على حافتي ذاك النهر جواري نابتات، كلما قلعت واحدة نبتت أخرى.

٥٥ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسيرحمه‌الله عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل وفيه قال السائل: فكيف تكون الحوراء في كل ما أتاها زوجها عذراء؟ قال: خلقت من الطيب لا تعتريها عاهة، ولا يخالط جسمها آفة، ولا يجرى في ثقبها شيء، ولا يدنسها حيض، فالرحم ملتزقة إذ ليس فيه لسوى الا حليل مجرى قال: فهي تلبس سبعين حلة ويرى زوجها مخ ساقها من وراء حللها وبدنها؟ قال: نعم كما يرى أحدكم الدرهم إذا ألقى في ماء صاف قدره قيد رمح(١) .

٥٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم ثم وصف ما أعده للمتقين من شيعة أمير المؤمنين صلوات الله عليه فقال:( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقامٍ أَمِينٍ ) إلى قوله تعالى:( إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولى ) يعنى في الجنة غير الموتة التي في الدنيا وو فيهم عذاب الجحيم إلى قوله تعالى:( فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ ) أي انتظر انهم منتظرون.

٥٧ ـ في أصول الكافي علي بن محمد عن علي بن العباس عن الحسين بن عبد الرحمن عن سفيان الحريري عن أبيه عن سعد الخفاف عن أبي جعفرعليه‌السلام أنّه قال حاكيا عن القرآن: يأتى الرجل من شيعتنا الذي كان يعرفه ويجادل به أهل الخلاف فيقوم بين يديه فيقول: ما تعرفني؟ فينظر إليه الرجل فيقول: ما أعرفك يا عبد الله، قال: فيرجع في صورته التي كانت في الخلق الاول، فيقول: ما تعرفني؟ فيقول: نعم، فيقول القرآن: انا الذي أسهرت ليلك وأنصبت عيشك، وفي سمعت الأذى، ورجمت بالقول في، ألآ وان كل تاجر قد استوفى تجارته وانا وراءك اليوم، قال: فينطلق به إلى رب العزة تبارك وتعالى فيقول: يا رب عبدك وأنت أعلم به قد كان نصبا

__________________

(١) القيد ـ بالفتح والكسر ـ: القدر.

٦٣٣

في(١) مواظبا على يعادى لسبب، ويحب في ويبغض، فيقول اللهعزوجل : أدخلوا عبدي جنتي واكسوه حلة من حلل الجنة، وتوجوه بتاج، فاذا فعل به ذلك عرض على القرآن، فيقال: له هل رضيت بما صنع بوليك؟ فيقول: يا رب انى أستقل هذا له فزده مزيد الخير كله، فيقولعزوجل : وعزتي وجلالي وعلوي وارتفاع مكاني. لأنحلن له اليوم خمسة أشياء مع المزيد له ولمن كان بمنزلته، ألا انهم شباب لا يهرمون، وأصحاء لا يسقمون، وأغنياء لا يفتقرون، وفرحون لا يحزنون، وأحياء لا يموتون، ثم تلا هذه الآية:( لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولى ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

__________________

(١) نصب الرجل نصبا ـ بالكسر ـ: تعب.

٦٣٤

قدتم الجزء الرابع حسب تجزئتنا ويتلوه الجزء الخامس إنشاء الله تعالى وقد فرغت من تصحيحه والتعليق عليه في اليوم الرابع والعشرين من شهر رمضان المعظم ١٣٨٤ من الهجرة النبوية والحمد لله اولا وآخرا وظاهرا وباطنا

وانا العبد الفاني :

السيد هاشم الرسولى المحلاتى

٦٣٥

الفهرست

سورة الفرقان وفيها ١٤٩ حديثا فضلها ٢

قوله تعالى :( تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ (الى)تَقْدِيراً ) (١ ـ ٢) ٢

قوله تعالى:( وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا (الى)رَحِيماً ) (٤ ـ ٦) ٥

قوله تعالى:( وَقالُوا ما لِهذَا الرَّسُولِ (الى)قُصُوراً ) (٧ ـ ١٠) ٦

قوله تعالى:( بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ (الى)زَفِيراً ) (١١ ـ ١٢) ٧

قوله تعالى:( وَإِذا أُلْقُوا مِنْها (الى)بُوراً ) (١٣ ـ ١٨) ٨

قوله تعالى:( وَما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (الى)مَنْشُوراً ) (١٠ ـ ٢٣) ٩

قوله تعالى:( أَصْحابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ (الى)سَبِيلاً ) (٢٤ ـ ٢٧) ١١

قوله تعالى:( لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جاءَنِي ) (٢٩) ١٢

قوله تعالى:( وَقالَ الرَّسُولُ يا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي ) (٣٠) ١٣

قوله تعالى:( وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ لا (الى)سَبِيلاً ) (٣٢ ـ ٣٤) ١٥

قوله تعالى:( وَعاداً وَثَمُودَ وَأَصْحابَ الرَّسِّ ) (٣٨) ١٦

قوله تعالى:( وَكُلًّا ضَرَبْنا لَهُ الْأَمْثالَ (الى)وَكِيلاً ) (٣٩ ـ ٤٣) ٢٠

قوله تعالى:( ... إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً ) (٤٤) ٢١

قوله تعالى:( أَلَمْ تَرَ إلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَ (الى)كَبِيراً ) (٤٥ ـ ٥٢) ٢٢

قوله تعالى:( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً ) (٥٤) ٢٣

قوله تعالى:( وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ (الى)مُنِيراً ) (٥٥ ـ ٦١) ٢٥

قوله تعالى:( وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ (الى)سَلاماً ) (٦٢ ـ ٦٣) ٢٦

قوله تعالى:( وَالَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا ) (٦٧) ٢٧

٦٣٦

قوله تعالى:( وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ ) (٦٨) ٣١

قوله تعالى:( إِلَّا مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صالِحاً فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ ) (٧٠) ٢٢

قوله تعالى:( وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذا مَرُّوا ) (٧٢) ٤١

قوله تعالى:( وَالَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ (الى)إِماماً ) (٧٣ ـ ٧٤) ٤٣

قوله تعالى:( أُوْلئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِما صَبَرُوا (الى)لِزاماً ) (٧٥ ـ ٧٧) ٤٤

سورة الشعراء وفيها ١٢٣ حديثا ـ فضلها ٤٥

قوله تعالى:( طسم تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ ) (١ ـ ٢) ٤٥

قوله تعالى:( إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً ) (٤) ٤٦

قوله تعالى:( وَإِذْ نادى رَبُّكَ مُوسى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) (١٠) ٤٧

قوله تعالى:( قالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينا وَلِيداً (الى)مِنَ الْمُرْسَلِينَ ) (١٨ ـ ٢١) ٤٨

قوله تعالى:( قالَ فِرْعَوْنُ وَما رَبُّ الْعالَمِينَ (الى)لِلنَّاظِرِينَ ) (٢٣ ـ ٣٣) ٩

قوله تعالى:( قالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هذا لَساحِرٌ عَلِيمٌ ) (٣٤) ٥١

قوله تعالى:( قالَ لَهُمْ مُوسى أَلْقُوا (الى)الْغالِبُونَ ) (٤٣ ـ ٤٤) ٥٢

قوله تعالى:( فَأَلْقى مُوسى عَصاهُ (الى)لَمُدْرَكُونَ ) (٤٥ ـ ٦١) ٥٣

قوله تعالى:( قالَ كَلَّا إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ ) (٦٢) ٥٥

قوله تعالى:( وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ (الى)سَلِيمٍ ) (٨٤ ـ ٨٩) ٥٧

قوله تعالى:( وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغاوِينَ (الى)الْمُجْرِمُونَ ) (٩١ ـ ٩٩) ٥٨

قوله تعالى:( فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ ـ وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ ) (١٠٠ ـ ١٠١) ٦٠

قوله تعالى:( كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ (الى)الْمَشْحُونِ ) (١٠٥ ـ ١١٩) ٦٢

قوله تعالى:( كَذَّبَتْ عادٌ الْمُرْسَلِينَ (الى)يَوْمٍ مَعْلُومٍ ) (١٢٣ ـ ١٥٥) ٦٣

قوله تعالى:( كَذَّبَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ (الى)زُبُرِ الْأَوَّلِينَ ) (١٧٦ ـ ١٩٦) ٦٤

قوله تعالى:( وَلَوْ نَزَّلْناهُ عَلى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ ) (١٩٨) ٦٥

قوله تعالى:( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) (٢١٤) ٦٦

قوله تعالى:( وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ (الى)السَّاجِدِينَ ) (٢١٥ ـ ٢١٩) ٦٩

٦٣٧

قوله تعالى:( هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّياطِينُ (الى)الْغاوُونَ ) (٢٢١ ـ ٢٢٤) ٧٠

قوله تعالى:( أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وادٍ يَهِيمُونَ (الى)ما لا يَفْعَلُونَ ) (٢٢٥ ـ ٢٢٦) ٧٢

قوله تعالى:( إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ) (٢٢٧) ٧٣

سورة النمل وفيها ١٣٨ حديثا ـ فضلها ٧٤

قوله تعالى:( طس ـ (الى)فاسِقِينَ ) (١ ـ ١٢) ٧٤

قوله تعالى:( فَلَمَّا جاءَتْهُمْ آياتُنا مُبْصِرَةً (الى)الْمُفْسِدِينَ ) (١٣ ـ ١٤) ٧٥

قوله تعالى:( وَوَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ وَقالَ يا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنا ) (١٦) ٧٥

قوله تعالى:( وَحُشِرَ لِسُلَيْمانَ جُنُودُهُ (الى)لا يَشْعُرُونَ ) (١٧ ـ ١٨) ٨٢

قوله تعالى:( وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقالَ ما لِيَ (الى)مُبِينٍ ) (٢٠ ـ ٢١) ٨٣

قوله تعالى:( قالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ (الى)يَرْجِعُونَ ) (٢٧ ـ ٢٨) ٨٥

قوله تعالى:( قالَتْ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ (الى)يَفْعَلُونَ ) (٢٩ ـ ٣٤) ٨٦

قوله تعالى:( فَلَمَّا جاءَ سُلَيْمانَ قالَ أَتُمِدُّونَنِ ) (٣٦) ٨٧

قوله تعالى:( قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ ) (٤٠) ٨٧

قوله تعالى:( فَلَمَّا جاءَتْ قِيلَ أَهكَذا عَرْشُكِ (الى)الْعالَمِينَ ) (٤٢ ـ ٤٤) ٩٢

قوله تعالى:( وَلَقَدْ أَرْسَلْنا إلى ثَمُودَ أَخاهُمْ (الى)أَجْمَعِينَ ) (٤٥ ـ ٥١) ٩٣

قوله تعالى:( فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خاوِيَةً بِما ظَلَمُوا (الى)ما تَذَكَّرُونَ ) (٥٢ ـ ٦٢) ٩٤

قوله تعالى:( قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ) (٦٥) ٩٥

قوله تعالى:( بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ (الى)فِي كِتابٍ مُبِينٍ ) (٦٦ ـ ٧٥) ٩٦

قوله تعالى:( وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ ) (٨٢) ٩٧

قوله تعالى:( وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً ) (٨٣) ٩٩

قوله تعالى:( وَتَرَى الْجِبالَ تَحْسَبُها جامِدَةً (الى)تَعْمَلُونَ ) (٨٨ ـ ٩٠) ١٠٢

قوله تعالى:( إِنَّما أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هذِهِ الْبَلْدَةِ ) (٩٢) ١٠٥

قوله تعالى:( وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آياتِهِ فَتَعْرِفُونَها ) (٩٣) ١٠٦

سورة القصص وفيها ١٣٧ حديثا ـ فضلها ١٠٦

٦٣٨

قوله تعالى:( طسم (الى)الْمُفْسِدِينَ ) (١ ـ ٤) ١٠٧

قوله تعالى:( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا ) (٥) ١٠٧

قوله تعالى:( وَأَوْحَيْنا إلى أُمِّ مُوسى أَنْ أَرْضِعِيهِ ) (٧) ١١١

قوله تعالى:( فَرَدَدْناهُ إلى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها وَلا تَحْزَنَ ) (١٣) ١١٣

قوله تعالى:( وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِها ) (١٥) ١١٧

قوله تعالى:( فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خائِفاً يَتَرَقَّبُ (الى)مِنَ الْمُصْلِحِينَ ) (١٨ ـ ١٩) ١١٨

قوله تعالى:( وَلَمَّا وَرَدَ ماءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً (الى)فَقِيرٌ ) (٢٣ ـ ٢٤) ١٢١

قوله تعالى:( فَجاءَتْهُ إِحْداهُما تَمْشِي عَلَى اسْتِحْياءٍ ) (٢٥) ١٢٢

قوله تعالى:( قالَتْ إِحْداهُما يا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ ) (٢٦) ١٢٣

قوله تعالى:( قالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ ) (٢٧) ١٢٤

قوله تعالى:( فَلَمَّا قَضى مُوسَى الْأَجَلَ وَسارَ بِأَهْلِهِ ) (٢٩) ١٢٦

قوله تعالى:( وَأَنْ أَلْقِ عَصاكَ فَلَمَّا رَآها (الى)فاسِقِينَ ) (٣١ ـ ٣٢) ١٢٧

قوله تعالى:( قالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْساً ) (٣٣) ١٢٨

قوله تعالى:( وَقالَ فِرْعَوْنُ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ ما عَلِمْتُ لَكُمْ ) (٣٨) ١٢٩

قوله تعالى:( وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إلى النَّارِ (الى)مُرْسِلِينَ ) (٤١ ـ ٤٥) ١٣٠

قوله تعالى:( وَما كُنْتَ بِجانِبِ الطُّورِ إِذْ نادَيْنا (الى)كافِرُونَ ) (٤٦ ـ ٤٨) ١٣١

قوله تعالى:( وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ (الى)يَتَذَكَّرُونَ ) (٥٠ ـ ٥١) ١٣٢

قوله تعالى:( أُولئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ (الى)بِالْمُهْتَدِينَ ) (٥٤ ـ ٥٦) ١٣٣

قوله تعالى:( وَقالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنا ) (٥٧) ١٣٥

قوله تعالى:( وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ) (٦٨) ١٣٦

قوله تعالى:( وَنَزَعْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً (الى)الْفَرِحِينَ ) (٧٥ ـ ٧٦) ١٣٨

قوله تعالى:( وَابْتَغِ فِيما آتاكَ اللهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ (الى)الصَّابِرُونَ ) (٧٧ ـ ٨٠) ١٣٩

قوله تعالى:( فَخَسَفْنا بِهِ وَبِدارِهِ الْأَرْضَ ) (٨١) ١٤٠

٦٣٩

قوله تعالى:( وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكانَهُ بِالْأَمْسِ (الى)لِلْمُتَّقِينَ ) (٨٢ ـ ٨٣) ١٤٣

قوله تعالى:( إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إلى مَعادٍ ) (٨٥) ١٤٤

قوله تعالى:( وَلا تَدْعُ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ لا إله إلّا هُوَ ) (٨٨) ١٤٥

سورة العنكبوت وفيها ٩٣ حديثا فضلها ١٤٧

قوله تعالى:( الم أحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا (الى)الْكاذِبِينَ ) (١ ـ ٣) ١٤٧

قوله تعالى:( مَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ اللهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللهِ (الى)لَكاذِبُونَ ) (٥ ـ ١٢) ١٥٣

قوله تعالى:( وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إلى قَوْمِهِ ) (١٤) ١٥٤

قوله تعالى:( وَقالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ أَوْثاناً ) (٢٥) ١٥٥

قوله تعالى:( وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ (الى)الصَّادِقِينَ ) (٢٧ ـ ٢٩) ١٥٧

قوله تعالى:( وَقارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهامانَ ) (٣٩) ١٥٩

قوله تعالى:( مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ (الى)الْعالِمُونَ ) (٤١ ـ ٤٣) ١٦٠

قوله تعالى:( إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ ) (٤٥) ١٦١

قوله تعالى:( وَلا تُجادِلُوا أَهْلَ الْكِتابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) (٤٦) ١٦٢

قوله تعالى:( وَكَذلِكَ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ (الى)الْمُبْطِلُونَ ) (٤٧ ـ ٤٨) ١٦٤

قوله تعالى:( بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ) (٤٩) ١٦٥

قوله تعالى:( أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ ) (٥١) ١٦٦

قوله تعالى:( يا عِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي واسِعَةٌ (الى)تُرْجَعُونَ ) (٥٦ ـ ٥٧) ١٦٧

قوله تعالى:( وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا (الى)لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ) (٦٠ ـ ٦٩) ١٦٨

سورة الروم وفيها ٩٣ حديثا ـ فضلها ١٦٩

قوله تعالى:( الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ ) (١ ـ ٣) ١٦٩

قوله تعالى:( فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ (الى)يَسْتَهْزِؤُنَ ) (٤ ـ ١٠) ١٧٠

قوله تعالى:( وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ (الى)يُحْبَرُونَ ) (١٢ ـ ١٥) ١٧١

قوله تعالى:( فَسُبْحانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ) (١٧) ١٧٢

٦٤٠

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652