تفسير نور الثقلين الجزء ٤

تفسير نور الثقلين0%

تفسير نور الثقلين مؤلف:
المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 652

تفسير نور الثقلين

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي
المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
تصنيف: الصفحات: 652
المشاهدات: 282777
تحميل: 5146


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 652 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 282777 / تحميل: 5146
الحجم الحجم الحجم
تفسير نور الثقلين

تفسير نور الثقلين الجزء 4

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

بك ولا يفون لك، انطلق يا أبا خالد فخذ بإذن الجارية اليسرى ثمّ قل: يا خبيث يقول لك عليّ بن الحسين اخرج من هذه الجارية ولا تعد، ففعل أبو خالد ما أمره وخرج منها فأفاقت الجارية وطلب أبو خالد الذي شرطوا له فلم يعطوه، فرجع مغتما كئيبا فقال له عليّ بن الحسين: ما لي أراك كئيبا يا أبا خالد ألم أقل لك انهم يغدرون بك؟ دعهم، فإنهم سيعودون إليك، فاذا القوك فقل لست أعالجها حتى تضعوا المال على يدي عليّ بن الحسين فانه لي ولكم ثقة، فرضوا ووضعوا المال على يدي عليّ بن الحسينعليهما‌السلام ورجع أبو خالد إلى الجارية فأخذ بأذنها اليسرى ثمّ قال: يا خبيث يقول لك عليّ بن الحسين: اخرج من هذه الجارية ولا تعرض لها إلّا بسبيل خير، فانك إنْ عدت أحرقتك بنار الله الموقدة التي تطلع على الافئدة، فخرج منها ودفع المال إلى أبي خالد فخرج إلى بلاده.

٢٤ ـ في كتاب الاحتجاج ـ للطبرسيرحمه‌الله روى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن عليّعليهم‌السلام أنّ يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لأمير المؤمنينعليه‌السلام : فانّ هذا سليمان سخرت له الشياطين( يَعْمَلُونَ لَهُ ما يَشاءُ مِنْ مَحارِيبَ وَتَماثِيلَ ) قال له عليٌّعليه‌السلام : لقد كان كذلك ولقد اعطى محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله أفضل من هذا أنّ الشياطين سخّرت لسليمان وهي مقيمة على كفرها، وقد سخرت لنبوّة محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله الشياطين بالايمان، فأقبل إليه الجن التسعة من أشرافهم من جن نصيبين واليمن من بنى عمرو بن عامر من الاحجة منهم شضاة ومضاة والهملكان والمرزبان والمازمان ونفات وهاضب وهاصب وعمرو(١) وهم الذين يقول الله تبارك وتعالى اسمه فيهم:( وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ ) وهم التسعة يستمعون القرآن، فأقبل إليه الجن والنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ببطن النخلة، فاعتذروا بأنهم ظنوا كما ظننتم أنْ لن يبعث الله أحدا، ولقد أقبل إليه أحد وسبعون ألفا منهم يبايعوه على الصوم والصلوة والزكاة والحج والجهاد ونصح المسلمين، واعتذروا بأنهم قالوا على الله شططا وهذا أفضل مما

__________________

(١) في ضبط تلك الأسماء خلاف ذكره في هامش البحار (الطبعة الحديثة ج ١٠ ص ٤٤)

٣٢١

أعطى سليمان، سبحان من سخرها لنبوة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله بعد أنْ كانت تتمرد وتزعم أنّ لله ولدا فلقد شمل مبعثه من الجن والانس ما لا يحصى.

٢٥ ـ وفيه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل وفيه قال السائل: كيف صعدت الشياطين إلى السماء وهم أمثال الناس في الخلقة والكثافة وقد كانوا يبنون لسليمان، ابن داودعليهما‌السلام من البناء ما يعجز عنه ولد آدم؟ قال: غلظوا لسليمان لما سخروا، وهم خلق دقيق، غذاءهم التنسم، والدليل على ذلك صعودهم إلى السماء لاستراق السمع، ولا يقدر الجسم الكثيف على الارتقاء إلّا بسلم أو سبب.

٢٦ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن داود بن الحصين عن الفضل أبي العباس قال: قلت لأبي جعفرعليه‌السلام ( يَعْمَلُونَ لَهُ ما يَشاءُ مِنْ مَحارِيبَ وَتَماثِيلَ وَجِفانٍ كَالْجَوابِ ) قال: ما هي تماثيل الرجال والنساء، ولكنها تماثيل الشجر وشبهه.

٢٧ ـ علي بن إبراهيم عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير عمن ذكره عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: كانت لعليّ بن الحسين صلوات الله عليهما وسائد وأنماط(١) فيها تماثيل يجلس عليها.

٢٨ ـ محمد بن يحيى عن أحمد وعبد الله إبني محمد عن علي بن الحكم عن أبان بن عثمان عن أبي العباس عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( يَعْمَلُونَ لَهُ ما يَشاءُ مِنْ مَحارِيبَ وَتَماثِيلَ ) فقال: والله ما هي تماثيل الرجال والنساء ولكنها الشجر وشبهه.

٢٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقولهعزوجل :( يَعْمَلُونَ لَهُ ما يَشاءُ مِنْ مَحارِيبَ وَتَماثِيلَ ) قال: في الشجر وقولهعزوجل : وجفان كالجواب أي جفنة كالحفرة وقدور راسيات أي ثابتات ثم قال جل ذكره:( اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً ) قال: اعملوا ما تشكروا عليه ثم قال سبحانه:( وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ ) .

٣٠ ـ في أصول الكافي بعض أصحابنا رفعه عن هشام بن الحكم قال: قال

__________________

(١) الوسائد جمع الوسادة: المخدة. والأنماط جمع النمط: ضرب من البساط.

٣٢٢

أبو الحسن موسى بن جعفرعليه‌السلام : يا هشام ثم مدح الله القلة فقال:( وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ ) .

٣١ ـ في روضة الكافي سهل بن عبيد الله(١) عن أحمد بن عمر قال: دخلت على أبي الحسن الرضاعليه‌السلام انا وحسين بن ثوير بن أبي فاختة فقلت له: جعلت فداك انا كنا في سعة من الرزق وغضارة من العيش(٢) فتغيرت الحال بعض التغير، فادع اللهعزوجل أنْ يرد ذلك إلينا، فقال: أي شيء تريدون تكونون ملوكا؟ أيسرك أنْ تكون مثل طاهر وهرثمة(٣) وانك على خلاف ما أنت عليه؟ قلت: لا والله ما يسرني أنّ لي الدنيا بما فيها ذهبا وفضة وانى على خلاف ما أنا عليه، قال: فقال: فمن أيسر منكم فليشكر الله إنَّ اللهعزوجل يقول:( لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ) وقال سبحانه وتعالى:( اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٢ ـ في نهج البلاغة أوصيكم عباد الله بتقوى الله فانها حق الله عليكم، والموجبة على الله حقكم، وان تستعينوا عليها بالله وتستعينوا بها على الله فان التقوى في اليوم الحرز والجنة(٤) ، وفي غد الطريق إلى الجنة، مسلكها واضح وسالكها رابح ومستودعها حافظ لم تبرح عارضة نفسها على الأمم الماضين والغابرين لحاجتهم إليها غدا إذا أعاد الله ما أبدى وأخذ ما اعطى وسأل عما أسدى فما أقل من قبلها وحملها حق حملها(٥)

__________________

(١) وفي بعض النسخ «سهل عن عبيد الله اه» وهو الظاهر.

(٢) الغضارة: طيب العيش.

(٣) الطاهر هو أبو الطيب أو أبو طلحة طاهر بن الحسين المعروف بذو اليمينين والى خراسان وهرثمة هو هرثمة بن أعين وهو من أصحاب الرضاعليه‌السلام وكلاهما من قواد المأمون وخدمته، وقد مر الحديث في المجلد الثاني صفحة ٥٢٧ وقد ذكر ما ترجمة الرجلين مختصرا في الذيل فراجع.

(٤) الجنة ـ بضم الجيم ـ: ما يستتر به.

(٥) قولهعليه‌السلام : «مستودعها حافظه يعنى الله سبحانه لأنه مستودع الأعمال كما قال الله ـ

٣٢٣

أولئك الأقلون وهم أهل صفة الله سبحانه إذ يقول:( وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ )

٣٣ ـ في مصباح الشريعة قال الصادقعليه‌السلام : ولو كان عند الله عبادة يتعبد بها عباده المخلصين أفضل من الشكر على كل حال لأطلق لفظه فيهم من جميع الخلق بها، فلما لم يكن أفضل منها خصها من بين العبادات، وخص أربابها، فقال:( وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ ) .

٣٤ ـ في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضاعليه‌السلام من الاخبار النادرة في فنون شتى باسناده إلى الحسين بن خالد عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن عليعليهم‌السلام قال: إنّ سليمان بن داودعليهما‌السلام قال ذات يوم لأصحابه: إنّ الله تعالى وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعد، سخر لي الريح والانس والجن والطير والوحوش، وعلمني منطق الطير، وآتاني من كل شيء ومع جميع ما أوتيت من الملك ما تم لي سرور يوم إلى الليل وقد أحببت أن أدخل قصرى في غد فأصعد أعلاه وأنظر إلى ممالكي، ولا تأذنوا لأحد على ما ينغص عليَّ يومى(١) قالوا: نعم فلما كان من الغد أخذ عصاه بيده وصعد إلى أعلى موضع من قصره، ووقف متكئا على عصاه ينظر إلى ممالكه سرورا بما

__________________

سبحانه( إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً ) قاله المحقق الخوئى والشارح المعتزلي وعن الراوندي (قده) انه أراد بالمستودع قلب الإنسان ويجوز ان يراد بالمستودع الملائكة الحفظة التي هي وسائط بين الخلق وبين الله وقولهعليه‌السلام «لم تبرح عارضة نفسها اه» قال الشارح المعتزلي: كلام فصيح لطيف يقول: إنَّ التقوى لم تزل عارضة نفسها على من سلف من القرون فقبلها القابل منهم شبهها بالمرئة العارضة نفسها نكاحا على قوم فرغب فيها مر رغب وزهد من زهد.

وأسدى اليه: أحسن وقوله عليه‌السلام «وسأل عما أسدى» أي سئل أرباب الثروة عما أسدى وأحسن إليهم من النعم والآلاء فيم صرفوها وفيم أنفقوها؟ قوله عليه‌السلام «فما أقل من قبلها» يعنى ما أفل من قبل التقوى العارضة نفسه على الناس.

(١) نفص فلانا: كدر عينه.

٣٢٤

أعطى، إذا نظر إلى شاب حسن الوجه واللباس قد خرج عليه من بعض زوايا قصره، فلمّا بصر به سليمانعليه‌السلام قال له: من أدخلك إلى هذا القصر وقد أردت أنْ أخلو فيه اليوم فبإذن من دخلت؟ قال الشاب: أدخلني هذا القصر ربه وباذنه دخلت، قال: ربه أحق به منى فمن أنت؟ قال: أنا ملك الموت قال: وفيما جئت؟ قال: جئت لأقبض روحك قال: امض لما أمرت به فهذا يوم سروري وأبى اللهعزوجل أنْ يكون لي سرور دون لقائه فقبض ملك الموت روحه وهو متكئ على عصاه، فبقي سليمان متكئا على عصاه وهو ميت ما شاء الله، والناس ينظرون إليه وهم يقدرون انه حي فافتنوا فيه واختلفوا فمنهم من قال: إنّ سليمان قد بقي متكئا على عصاه هذه الأيام الكثيرة ولم يتعب ولم ينم ولم يأكل ولم يشرب، انه لربنا الذي يجب علينا أنْ نعبده، وقال قوم: إنَّ سليمان ساحر وانه يرينا انه وقف متكئ على عصاه يسحر أعيننا وليس كذلك، فقال المؤمنون: إنَّ سليمان هو عبد الله ونبيه يدبر الله أمره بما يشاء فلما اختلفوا بعث اللهعزوجل دابة الأرض فدبت في عصاه، فلما أكلت جوفها انكسرت العصا وخر سليمان من قصره على وجهه، فشكرت الجن للارضة صنيعها، فلأجل ذلك لا توجد الارضة في مكان إلّا وعندها ماء وطين، وذلك قول اللهعزوجل :( فَلَمَّا قَضَيْنا عَلَيْهِ الْمَوْتَ ما دَلَّهُمْ عَلى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ ما لَبِثُوا فِي الْعَذابِ الْمُهِينِ ) ثم قال الصادقعليه‌السلام : والله ما نزلت هذه الآية هكذا وانما نزلت:( فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الإنْسُ أنَّ الْجِنُّ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ ما لَبِثُوا فِي الْعَذابِ الْمُهِينِ ) .

٣٥ ـ في كتاب علل الشرائع مثل ما نقلناه عن عيون الأخبار إلّا أنّ آخرها وانما نزلت:( فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ الإنس لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ ما لَبِثُوا فِي الْعَذابِ الْمُهِينِ ) .

٣٦ ـ حدّثنا أبي رضى الله عنه قال: حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه إبراهيم بن هاشم عن ابن أبي عمير عن أبان عن أبي بصير عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: أمر سليمان بن داود الجن فصنعوا له قبة من قوارير، فبينا هو متكئ على عصاه في القبة ينظر إلى الجن كيف ينظرون إليه إذ حانت منه التفاتة فاذا رجل معه في القبة، قال له: من أنت؟ قال :

٣٢٥

انا الذي لا أقبل الرشا ولا أهاب الملوك، انا ملك الموت فقبضه وهو قائم متكئ على عصاه في القبة والجن ينظرون اليه، قال: فمكثوا سنة يدأبون له(١) حتى بعث اللهعزوجل الارضة فأكلت منسأته وهي العصا،( فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ ما لَبِثُوا فِي الْعَذابِ الْمُهِينِ ) قال أبو جعفرعليه‌السلام إنَّ الجن يشكرون الارضة ما صنعت بعصا سليمان، فما تكاد تراها في مكان إلّا وعندها ماء وطين.

٣٧ ـ وباسناده إلى الحسن بن علي بن عقبة عن بعض أصحابنا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: لقد شكرت الشياطين الارضة حين أكلت عصا سليمانعليه‌السلام حتى سقط وقالوا عليك الخراب وعلينا الماء والطين، فلا تكاد تراها في موضع إلّا رأيت ماء أو طينا.

٣٨ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن جعفر عن أبيه عن جده عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: عاش سليمان بن داود سبعمائة سنة واثنى عشر سنة.

٣٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني أبي عن ابن أبي عمير عن أبان بن عثمان عن أبي بصير عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: إنّ سليمان بن داودعليهما‌السلام أمر الجن فبنوا له بناء من قوارير، قال: فبينما هو متك على عصاه ينظر إلى الشياطين كيف يعملون وينظرون إليه إذ حانت منه التفاتة، فاذا هو برجل معه في القبة ففزع منه فقال: من أنت؟ فقال: أنا الذي لا أقبل الرشا ولا أهاب الملوك انا ملك الموت فقبضه وهو متكئ على عصاه، فمكثوا سنة يبنون وينظرون إليه ويدأبون له ويعملون حتى بعث الله تعالى الارضة، فأكلت منسأته وهي العصا،( فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ ما لَبِثُوا فِي الْعَذابِ الْمُهِينِ ) فالجن تشكر الارضة بما عملت بعصا سليمان قال: فلا تكاد تراها في مكان إلّا وعندها ماء وطين.

٤٠ ـ في روضة الكافي ابن محبوب عن جميل بن صالح عن الوليد بن صبيح عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ اللهعزوجل أوحى إلى سليمان بن داودعليه‌السلام أنّ آية موتك أنّ شجرة تخرج من بيت المقدس يقال لها الخرنوبة، قال: فنظر سليمان يوما فاذا الشجرة الخرنوبة قد طلعت من بيت المقدس فقال لها: ما اسمك؟ قالت: الخرنوبة

__________________

(١) دأب في عمله: جد وتعب واستمر عليه.

٣٢٦

قال: فولى سليمان مدبرا إلى محرابه، فقام فيه متكيا على عصاه فقبض روحه من ساعته، قال: فجعلت الجن والانس يخدمونه ويسعون في أمره كما كانوا، وهم يظنون انه حي لم يمت يغدون ويروحون وهو قائم ثابت حتى دبت الأرض من عصاه، فأكلت منسأته، فانكسرت وخر سليمان إلى الأرض، أفلا تسمع لقولهعزوجل :( فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ ما لَبِثُوا فِي الْعَذابِ الْمُهِينِ ) .

٤١ ـ في مجمع البيان وفي الشواذ تبينت الانس وهي قراءة علي بن الحسين وأبى عبد اللهعليهما‌السلام .

٤٢ ـ وفيه وفي حديث آخر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: كان آصف بن برحيا يدبر أمره حتى دبت الارضة.

٤٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( لَقَدْ كانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمالٍ ) قال فان بحرا كان من اليمن وكان سليمانعليه‌السلام أمر جنوده أنْ يجروا لهم خليجا من البحر العذب إلى بلاد الهند ففعلوا ذلك وعقدوا له عقدة من الصخر والكلس(١) حتى يفيض على بلادهم وجعلوا للخليج مجاريا، فكانوا إذا أرادوا أنْ يرسلوا منه الماء أرسلوا بقدر ما يحتاجون اليه، وكانت لهم عن يمين وشمال عن مسيرة عشرة أيام فيها يمر(٢) لا يقع عليه الشمس من التفافها، فلما عملوا بالمعاصي وعتوا عن أمر ربهم ونهاهم الصالحون فلم ينتهوا بعث اللهعزوجل على ذلك السد الجرذ وهي الفارة الكبيرة، وكانت تقلع الصخرة التي لا يستقلها الرجال وترمى بها، فلما راى ذلك قوم منهم هربوا وتركوا البلاد، فما زال الجرذ تقلع الحجر حتى خرب ذلك السد، فلم يشعروا حتى غشيهم السيل وخرب بلادهم وقلع أشجارهم.

٤٤ ـ في مجمع البيان وفي الحديث عن فروة بن مسيك قال: سألت رسول الله

__________________

(١) الكلس: الصاروج يبنى به.

(٢) كذا في النسخ وفي المصدر «فيما يمر» وفي البحار «فيمن يمر» وفي تفسير البرهان «فيها ثمر لا يقع عليها الشمس».

٣٢٧

صلى‌الله‌عليه‌وآله عن سبأ أرجل هو أم امرأة؟ فقال: هو رجل من الغرب ولد عشرة، تيامن منهم ستة، وتشأم منهم أربعة، فاما الذين تيامنوا فالأزد وكندة ومذحج والأشعرون وأنمار وحمير، فقال رجل من القوم: ما أنمار؟ قال: الذين منهم خثعم وبجلية واما الذين تشأموا فعاملة وجذام ولخم وغسان.

٤٥ ـ في روضة الكافي محمد عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن جميل ابن صالح عن سدير قال: سأل رجل أبا جعفرعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( فَقالُوا رَبَّنا باعِدْ بَيْنَ أَسْفارِنا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ) فقال: هؤلاء قوم، كانت لهم قرى متصلة ينظر بعضهم إلى بعض، وأنهار جارية وأموال ظاهرة فكفروا بأنعم الله وغيروا ما بأنفسهم فأرسل اللهعزوجل عليهم سيل العرم ففرق قراهم وأخرب ديارهم وأبدلهم مكان جناتهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل ثم قال اللهعزوجل ( ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِما كَفَرُوا وَهَلْ نُجازِي إِلَّا الْكَفُورَ ) .

٤٦ ـ وباسناده إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام خطبة لأمير المؤمنين وفيها يقولعليه‌السلام : وا أسفا من فعلات شيعتي من بعد قرب مودتها اليوم كيف يستذل بعدي بعضها بعضا، وكيف يقتل بعضها بعضا المتشتتة غدا عن الأصل، النازلة بالفرع، المؤملة الفتح من غير جهته، كل حزب منهم آخذ بغصن، أينما مال الغصن مال معه، مع أنّ الله - وله الحمد- سيجمع هؤلاء لشر يوم لبني امية كما يجمع قزع الخريف يؤلف بينهم ثم يجعلهم ركاما(١) كركام السحاب، ثم يفتح لهم أبوابا يسيلون من مستشارهم(٢) كسيل الجنتين سيل العرم، حيث بعث إليه فارة فلم يثبت عليه أكمة ولم يرد سننه رض طود يذعذعهم في

__________________

(١) القزع: قطع السحاب المتفرقة وانما خص الخريف لأنه أول الشتاء والسحاب يكونه فيه متفرقة غير متراكم قاله في النهاية. والركام: المتراكب بعضه فوق بعض.

(٢) أي محل انبعاثهم وتهييجهم، قال الفيض (ره) في الوافي: وكأنه أشارعليه‌السلام بذلك إلى فتن أبي مسلم المروزي واستئصالهم لبني امية، وانما شبههم بسيل العرم لتخريبهم البلاد وأهلها الذين كانوا في خفض ودعة.

٣٢٨

بطون أودية(١) ثم يسلكهم ينابيع في الأرض يأخذ بهم من قوم حقوق قوم، ويمكن من قوم لديار قوم تشريدا لبني امية(٢) .

٤٧ ـ في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن جميل بن صالح عن سدير قال: سأل رجل أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( فَقالُوا رَبَّنا باعِدْ بَيْنَ أَسْفارِنا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ) الآية فقال: هؤلاء قوم كانت لهم قرى متصلة ينظر بعضهم إلى بعض، وأنهار جارية وأموال ظاهرة، فكفروا نعم اللهعزوجل وغيروا ما بأنفسهم من عافية الله، فغير الله ما بهم من نعمة، و( إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ ) فأرسل الله عليهم سيل العرم، ففرق قراهم وخرب ديارهم، وأذهب بأموالهم وأبدلهم مكان جناتهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل، ثم قال:( ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِما كَفَرُوا وَهَلْ نُجازِي إِلَّا الْكَفُورَ ) .

٤٨ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسيرحمه‌الله وعن أبي حمزة الثمالي قال: دخل قاض من قضاة أهل الكوفة على عليِّ بن الحسينعليهما‌السلام فقال له جعلني الله فداك أخبرنى عن قول اللهعزوجل :( وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَةً وَقَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ ) فقال له: ما يقول الناس فيها قبلكم بالعراق؟ قال: يقولون انها مكة، قال: وهل رأيت السرق في موضع أكثر منه بمكة قال: فما هو؟ قال: انما عنى الرجال، قال: وان ذلك في كتاب الله أو ما تسمع إلى قولهعزوجل :( وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أمر رَبِّها وَرُسُلِهِ ) وقال:( وَتِلْكَ الْقُرى أَهْلَكْناهُمْ ) وقال:( وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيها وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنا فِيها ) فليسأل القرية أو الرجال أو العير؟ قال: وتلا عليه آيات في هذا المعنى قال: جعلت فداك فمن هم؟ قال: نحن هم قال: أو لم تسمع إلى قوله:( سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ ) قال: آمنين من الزيغ.

__________________

(١) الأكمة: النل. والرض: الدق الجريش والطود: الجبل. والمجرور في «سننه» كما قاله في الوافي يرجع إلى السيل أو إلى الله تعالى والذعذعة بالذالين: التفريق.

(٢) التشريد: التنغير.

٣٢٩

٤٩ ـ وعن أبي حمزة الثمالي قال: أتى الحسن البصري(١) أبا جعفرعليه‌السلام فقال: لا سألك عن أشياء من كتاب الله فقال له أبو جعفر: الست فقيه أهل البصرة؟ قال قد يقال ذلك فقال له أبو جعفرعليه‌السلام : هل بالصبرة أحد تأخذ عنه؟ قال: لا قال فجميع أهل البصرية يأخذون عنك؟ قال: نعم فقال أبو جعفرعليه‌السلام : سبحان الله لقد تقلدت عظيما من الأمر بلغني عنك أمر فما أدرى أكذاك أنت أم يكذب عليك؟ قال: ما هو؟ قال: زعموا انك تقول أنّ الله خلق العباد ففوض إليهم أمورهم؟ قال: فسكت فقال: أرأيت من قال له الله في كتابه: انك آمن، هل عليك خوف بعد هذا القول منه؟ فقال أبو جعفرعليه‌السلام : انى اعرض إليك آية وانهى إليك خطبا ولا أحسبك إلّا وقد فسرته على غير وجهه، فان كنت فعلت ذلك فقد هلكت وأهلكت فقال له: وما هو؟ فقال: أرأيت حيث يقول( وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَةً وَقَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ ) يا حسن بلغني انك أفتيت الناس فقلت: هي مكة! فقال أبو جعفرعليه‌السلام : فهل يقطع على من حج مكة وهل يخاف أهل مكة وهل تذهب أموالهم فمتى يكونوا آمنين؟ بل فينا ضرب الله الأمثال في القرآن فنحن القرى التي بارك الله فيها، وذلك قول اللهعزوجل فيمن أقر بفضلنا حيث أمرهم أنْ يأتونا فقال:( وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَةً ) والقرى الظاهرة الرسل والنقلة عنا إلى شيعتنا وفقهاء شيعتنا إلى شيعتنا وقوله:( وَقَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ ) والسير مثل للعلم( سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً ) مثل لما يسير من العلم في الليالي والأيام عنا إليهم في الحلال والحرام و

__________________

(١) هو رئيس القدرية أبو سعيد بن أبي الحسن يسار مولى زيد بن ثابت الأنصاري أخو سعيد وعمارة وأمهم خيرة مولاة أم سلمة زوج النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) وكان أحد الزهاد الثمانية عند الناس وكان يلقى الناس بما يهوون ويتصنع للرياسة قال ابن أبي الحديد: وممن قيل انه يبغض عليا ويذمه الحسن بن أبي الحسن البصري وروى انه كان من المخذلين عن نصرته عليه‌السلام وكان ممن دعا عليه أمير المؤمنين عليه‌السلام بقوله: أطال الله حزنك، قال أيوب السجستاني: فما رأينا الحسن قطّ إلّا حزينا كأنه رجع عن دفن حميم أو خربندج ـ أي مكارى ـ ضل حماره فقلت له في ذلك؟ فقال: عمل في دعوة الرجل الصالح.

٣٣٠

الفرائض والأحكام «آمنين» فيها إذا أخذوا عن معدنها الذي أمروا أنْ يأخذوا منه آمنين من الشك والضلال، والنقلة من الحرام إلى الحلال، لأنهم أخذوا العلم ممن وجب لهم يأخذهم إياه عنهم المغفرة، لأنهم أهل ميراث العلم من آدم إلى حيث انتهوا ذرية مصفاة بعضها من بعض فلم ينته الاصطفاء إليكم بل إلينا انتهى، ونحن تلك الذرية المصطفاة لا أنت وأشباهك يا حسن، فلو قلت لك حين ادعيت ما ليس لك وليس إليك يا جاهل أهل البصرة لم أقل فيك إلّا ما علمته منك، وظهر لي عنك، وإياك أنْ تقول بالتفويض، فانّ الله جلّ وعزّ لم يفوّض الأمر إلى خلقه وهنا منه وضعفا، ولا أجبرهم على معاصيه ظلما والخبر طويل أخذنا منه موضع الحاجة «انتهى».

٥٠ ـ في روضة الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن محمد بن سنان عن زيد الشحام قال: دخل قتادة بن دعامة البصري(١) على أبي جعفرعليه‌السلام فقال: يا قتادة أنت فقيه أهل البصرة؟ فقال: هكذا يزعمون فقال أبو جعفرعليه‌السلام : بلغني انك تفسر القرآن؟ قال له قتادة: نعم. قال أبو جعفر: بعلم تفسره أم بجهل؟ قال: لا، بعلم فقال له أبو جعفرعليه‌السلام : فان تفسره بعلم فأنت أنت(٢) والا أنا أسألك، فقال لقتادة: سل، قال: أخبرنى عن قول اللهعزوجل في سبأ: «و( قَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ ) فقال قتادة: ذاك من خرج من بيته بزاد وراحلة وكراء حلال يريد هذا البيت كان آمنا حتى يرجع إلى أهله، فقال أبو جعفرعليه‌السلام : نشدتك بالله يا قتادة هل تعلم انه قد يخرج الرجل من بيته بزاد حلال وكراء حلال يريد هذا البيت فيقطع عليه الطريق فتذهب نفقته ويضرب مع ذلك ضربة فيها اجتياحه(٣) قال قتادة: أللّهمّ نعم، فقال أبو جعفرعليه‌السلام : ويحك يا قتادة إنْ كنت انما فسّرت القرآن من تلقاء نفسك فقد هلكت وأهلكت، وإنْ كنت قد أخذته من

__________________

(١) هو من مشاهير محدثي العامّة ومفسّريهم.

(٢) قال المجلسي (ره): أي فأنت العالم المتوحد الذي لا يحتاج إلى المدح والوصف وينبغي أنْ يرجع إليك في العلوم.

(٣) الاجتياح: الإهلاك.

٣٣١

الرجال فقد هلكت وأهلكت ويحك يا قتادة ذلك من خرج من بيته بزاد وراحلة وكراء حلال يروم(١) هذا البيت عارفا بحقنا يهوانا بقلبه، كما قال اللهعزوجل :( فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ ) ولم يعن البيت فيقول: «اليه» فنحن والله دعوة إبراهيم صلى الله عليه من هوانا قلبه قبلت حجته والا فلا، يا قتادة فاذا كان كذلك كان آمنا من عذاب جهنم يوم القيامة، قال قتادة: لا جرم والله لا فسرتها إلّا هكذا فقال أبو جعفرعليه‌السلام ويحك يا قتادة انما يعرف القرآن من خوطب به.

٥١ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن صالح الهمداني قال: كتبت إلى صاحب الزمانعليه‌السلام أنّ أهل بيتي يؤذوننى ويقرعوني بالحديث الذي روي عن آبائكعليهم‌السلام انهم قالوا: خدامنا وقوامنا شرار خلق الله فكتبعليه‌السلام : ويحكم ما تعرفون ما قال اللهعزوجل :( وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَةً ) نحن والله القرى التي بارك الله فيها وأنتم القرى الظاهرة. قال عبد الله بن جعفر: وحدثنا بهذا الحديث علي بن محمد الكليني عن محمد بن صالح عن صاحب الزمانعليه‌السلام .

٥٢ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى أبي زهر شيب بن أنس عن بعض أصحاب أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال أبو عبد الله لأبي حنيفة: يا أبا حنيفة تعرف كتاب الله حق معرفته وتعرف الناسخ والمنسوخ؟ قال: نعم قال: يا أبا حنيفة لقد ادعيت علما ويلك ما جعل الله إلّا عند أهل الكتاب الذين انزل عليهم: ويلك ولا هو إلّا عند الخاص من ذرية نبيناصلى‌الله‌عليه‌وآله وما ورثك الله من كتابه حرفا، فان كنت كما تقول ولست كما تقول فأخبرنى عن قول اللهعزوجل :( سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ ) اين ذلك من الأرض؟ قال: احسبه ما بين مكة والمدينة، فالتفت أبو عبد اللهعليه‌السلام إلى أصحابه فقال: تعلمون ان الناس يقطع عليهم ما بين المدينة ومكة فتؤخذ أموالهم ولا يؤمنون على أنفسهم ويقتلون؟ قالوا: نعم، قال: فسكت أبو حنيفة، فقال: يا أبا حنيفة أخبرنى عن قول

__________________

(١) يروم أي يقصد.

٣٣٢

اللهعزوجل :( وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً ) اين ذلك من الأرض؟ قال: الكعبة قال: أفتعلم ان الحجاج بن يوسف حين وضع المنجنيق على ابن الزبير فقتله كان آمنا فيها؟ قال: فسكت، فقال أبو بكر الحضرمي: جعلت فداك الجواب في المسئلتين؟ فقال: يا أبا بكر( سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ ) فقال: مع قائمنا أهل البيت، واما قوله:( وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً ) فمن بايعه ودخل معه ومسح على يده ودخل في عقدة أصحابه كان آمنا، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٥٣ ـ وباسناده إلى أبي سعيد الخدري عن النبي حديث طويل يقول فيهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا بلال اصعد أبا قبيس فناد عليه أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حرم الجري(١) والضب والحمر الاهلية، ألآ فاتقوا الله ولا تأكلوا من السمك إلّا ما كان له قشر، ومع القشر فلوس، إنَّ الله تبارك وتعالى مسخ سبعمائة امة عصوا الأوصياء بعد الرسل، فأخذ أربعمائة امة منهم برا وثلاثمأة امة منهم بحرا، ثم تلا هذه الآية وجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق.

٥٤ ـ في مجمع البيان وفي الحديث عن فروة بن مسيك قال: سألت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عن سبأ، أرجل هو أم امرأة(٢) الحديث وقد تقدم أوائل قصة سبأ.

٥٥ ـ في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن سليمان عن عبد الله بن محمد اليماني عن مسمع بن الحجاج عن صباح الحذاء عن صباح المزني عن جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: لما أخذ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بيد عليٍّعليه‌السلام يوم الغدير صرخ إبليس في جنوده صرخة، فلم يبق منهم في بر ولا بحر إلّا أتاه، فقالوا: يا سيدهم ومولاهم(٣) ماذا دهاك فيما سمعنا لك صرخة أوحش من صرختك هذه؟ فقال لهم: فعل

__________________

(١) الجري: صنف من السمك في ظهره طول وفي فمه سعة وليس له عظم الأعظم اللحيين والسلسلة.

(٢) مرّ الحديث تحت رقم ٤٤ فراجع.

(٣) قال المجلسي (ره) في كتاب مرآة العقول: أي قالوا يا سيدنا ويا مولانا وانما غيره لئلا يوهم انصرافه إليه (عليه السلام) وهذا شايع في كلام البلغاء في نقل أمر لا يرضى القائل لنفسه كما في قوله تعالى( أَنَّ لَعْنَتَ اللهِ عَلَيْهِ إِنْ كانَ مِنَ الْكاذِبِينَ ) . وقوله: ماذا دهاك يقال: دهاه إذا اصابته داهية.

٣٣٣

هذا النبي فعلا إنْ تمَّ لم يعص الله أبدا، فقالوا: يا سيدهم أنت كنت لآدم، فلمّا قال المنافقون: انه ينطق عن الهوى وقال أحدهما لصاحبه: اما ترى عينيه تدوران في رأسه كأنه مجنون ـ يعنون رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ـ صرخ إبليس صرخة بطرب فجمع أوليائه فقال: أما علمتم انى كنت لادم من قبل؟ قالوا: نعم قال: آدم نقض العهد ولم يكفر بالرب، وهؤلاء نقضوا العهد وكفروا بالرسول: فلما قبض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأقام الناس غير عليٍّ لبس إبليس تاج الملك ونصب منبرا وقعد في الزينة(١) وجمع خيله ورجله ثم قال لهم: اطربوا لا يطاع الله حتى يقوم امام وتلا أبو جعفر:عليه‌السلام ( وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) قال أبو جعفرعليه‌السلام : كان تأويل هذه الآية لما قبض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، والظن من إبليس حين قالوا لرسول الله انه ينطق عن الهوى، فظن بهم إبليس ظنا فصدقوا ظنه.

٥٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني أبي عن ابن أبي عمير عن ابن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: لما أمر الله نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنْ ينصب أمير المؤمنين للناس في قوله:( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ) في عليٍّ» بغدير خم فقال: من كنت مولاه فعليٌّ مولاه، فجاء الأبالسة إلى إبليس الأكبر وحثوا التراب على رؤسهم فقال لهم إبليس: ما لكم؟ قالوا إنَّ هذا الرجل قد عقد اليوم عقدة لا يحلها شيء إلى يوم القيامة فقال لهم إبليس: كلا إنّ الذين حوله قد وعدوني فيه عدة لن يخلفوني فأنزل اللهعزوجل على رسوله:صلى‌الله‌عليه‌وآله ( وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ ) الآية.

٥٧ ـ وقولهعزوجل :( وَلا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ ) قال: لا يشفع أحد من أنبياء الله ورسله يوم القيامة حتى يأذن الله له إلّا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فان اللهعزوجل قد اذن له في الشفاعة من قبل يوم القيامة، والشفاعة له وللائمة صلوات الله عليهم ثم بعد ذلك للأنبياءعليهم‌السلام .

قال: حدّثني أبي عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمار عن أبي العباس المكبر قال: دخل مولى لامرأة علي بن الحسين صلوات الله عليهما على أبي جعفر صلوات الله عليه يقال له أبو أيمن فقال له: يا أبا جعفر تغرون الناس وتقولون شفاعة محمد

__________________

(١) وفي المصدر «وقعد في الوثبة» والوثبة: الوسادة.

٣٣٤

شفاعة محمد؟! فغضب أبو جعفرعليه‌السلام حتى تربد وجهه(١) ثم قال: ويحك يا أبا أيمن أغرك إنْ عف بطنك وفرجك؟ أما لو قد رأيت افزاع القيامة لقد احتجت إلى شفاعة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ويلك وهل يشفع إلّا لمن وجبت له؟ ثم قال: ما من أحد من الأولين والآخرين إلّا وهو محتاج إلى شفاعة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يوم القيامة، ثم قال أبو جعفرعليه‌السلام : إنَّ لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الشفاعة في أمته، ولنا الشفاعة في شيعتنا، ولشيعتنا شفاعة في أهاليهم، ثم قال: وإنَّ المؤمن ليشفع في مثل ربيعة ومضر، وإنَّ المؤمن ليشفع حتى لخادمه، يقول: يا ربّ حقّ خدمتي كان يقيني الحرّ والبرد.

٥٨ ـ وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( حَتَّى إِذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قالُوا ما ذا قالَ رَبُّكُمْ قالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ) وذلك أنّ أهل السموات لم يسمعوا وحيا فيما بين أنْ بعث عيسى بن مريم إلى أنْ بعث محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فلما بعث الله جبرئيل إلى محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله سمع أهل السموات صوت وحي القرآن كوقع الحديد على الصفا، فصعق أهل السموات فلما فرغ عن الوحي انحدر جبرئيلعليه‌السلام كلما مر بأهل سماء فزع عن قلوبهم، يقول كشف عن قلوبهم، فقال بعض لبعض: ماذا قال ربكم؟ قالوا الحق وهو العلى الكبير.

٥٩ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسيرحمه‌الله عن أمير المؤمنينعليه‌السلام كلام طويل وفيه: واما قولكم انى شككت في نفسي حيث قلت للحكمين: انظرا فان كان معاوية أحق بها منى فأثبتاه، فان ذلك لم يكن شكا منى ولكني أنصفت في القول قال الله :( وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ ) ولم يكن ذلك شكا وقد علم الله أنّ نبيه على الحق.

٦٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثنا علي بن جعفر قال: حدّثني محمد بن عبد الله الطائي قال: حدّثنا محمد بن أبي عمير قال: حدّثنا حفص الكناني قال: سمعت عبد الله بن بكير الرجالي قال: قال لي الصادق جعفر بن محمد صلوات الله عليهما: أخبرنى عن الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله كان عاما للناس أليس قد قال اللهعزوجل في محكم كتابه :

__________________

(١) تربد لونه: تغير.

٣٣٥

( وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ ) لأهل الشرق والغرب وأهل السماء والأرض من الجن والانس هل بلغ رسالته إليهم كلهم؟ قلت: لا أدرى، قال: يا ابن بكير إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لم يخرج من المدينة فكيف أبلغ أهل الشرق والغرب؟ قلت: لا أدرى، قال: إنّ الله تعالى أمر جبرئيلعليه‌السلام فاقتلع الأرض بريشة من جناحه ونصبها لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فكانت بين يديه مثل راحة في كفه ينظر إلى أهل الشرق والغرب، ويخاطب كل قوم بألسنتهم، ويدعوهم إلى اللهعزوجل والى نبوته بنفسه، فما بقيت قرية ولا مدينة إلّا ودعاهم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بنفسه.

٦١ ـ في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد عن أبي نصر وعدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن محمد بن مروان جميعا عن أبان عن عثمان عمن ذكره عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ الله تبارك وتعالى اعطى محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله شرايع نوح وإبراهيم وموسى وعيسى، إلى أنْ قال: وأرسله كافة إلى الأبيض والأسود والجن والانس.

٦٢ ـ في كتاب الخصال عن أبي أمامة قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : فضلت بأربع خصال: جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، إلى قوله: وأرسلت إلى الناس كافة.

٦٣ ـ في مجمع البيان عن ابن عباس عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : أعطيت خمسا ولا أقول فخرا بعثت إلى الأحمر والأصفر (الأسود خ) الحديث.

٦٤ ـ في روضة الواعظين للمفيدرحمه‌الله قال علي بن الحسينعليهما‌السلام كان أبو طالب يضرب عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بسيفه ويقيه بنفسه، إلى أنْ قال: فقالوا: يا أبا طالب سله: أرسله الله إلينا خاصة أم إلى الناس كافة؟ فقال أبو طالب: يا ابن أخ إلى الناس كافة أرسلت أم إلى قومك خاصة؟ قال: لا، بل إلى الناس أرسلت كافة الأبيض والأسود والعربي والعجمي، والذي نفسي بيده لا دعون إلى هذا الأمر الأبيض والأسود ومن على رؤس الجبال ومن في لجج البحار، ولا دعون السنة فارس والروم.

٦٥ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر الباقرعليه‌السلام حديث طويل وفيه: وان الأنبياء بعثوا خاصة وعامة، فاما نوح :

٣٣٦

فانه أرسل إلى من في الأرض بنبوة عامة ورسالة عامة. واما هود: فانه أرسل إلى عاد بنبوة خاصة، واما صالح: فانه أرسل إلى ثمود وهي قرية واحدة لا تكمل أربعين بيتا على ساحل البحر صغيرة، واما شعيب: فانه أرسل إلى مدين وهي لا تكمل أربعين بيتا، واما إبراهيم: نبوته بكوثا وهي قرية من قرى السواد فيها بدا أول امره، ثم هاجر منها وليست بهجرة، فقال في ذلك قولهعزوجل :( إِنِّي مُهاجِرٌ إلى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) وكانت هجرة إبراهيم بغير قتال، واما إسحق: فكانت نبوته بعد إبراهيم، واما يعقوب: فكانت نبوته بأرض كنعان ثم هبط إلى الرض مصر فتوفي فيها، ثم حمل بعد ذلك جسده حتى دفن بأرض كنعان، والرؤيا التي راى يوسف الأحد عشر كوكبا والشمس والقمر له ساجدين، وكانت نبوته بأرض مصر بدوها، ثم إنّ الله تبارك وتعالى أرسل الأسباط اثنى عشر بعد يوسف، ثم موسى وهارون إلى فرعون وملائه إلى أرض مصر وحدها، ثم إنّ الله تبارك وتعالى أرسل يوشع بن نون إلى بنى إسرائيل من بعد موسى فنبوته بدوها في البرية التي تاه فيها بنوا إسرائيل، ثم كانت أنبياء كثيرة منهم من قصه اللهعزوجل على محمد ومنهم من لم يقصصه على محمد، ثم إنّ اللهعزوجل أرسل عيسىعليه‌السلام إلى بنى إسرائيل خاصة وكانت نبوته ببيت المقدس، وكانت من بعده الحواريون اثنا عشر، فلم يزل الايمان يستتر في بقية أهله منذ رفع الله عيسىعليه‌السلام ، ثم أرسل الله محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى الجن والانس عامة وكان خاتم الأنبياء.

٦٦ ـ وباسناده إلى محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر محمد بن عليعليهما‌السلام حديث طويل وفيه يقولعليه‌السلام : فمكث نوح ألف سنة إلّا خمسين عاما لم يشاركه في نبوته أحد.

٦٧ ـ في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفرعليه‌السلام مثل ما نقلنا عن كتاب كمال الدين وتمام النعمة أخيرا سواء.

٦٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: وأسروا الندامة لما رأوا العذاب قال: يسرون الندامة في النار إذا رأوا اولى الله، فقيل: يا رسول الله وما يغنيهم اسرارهم

٣٣٧

الندامة وهم في العذاب؟ قال: يكرهون شماتة الأعداء.

٦٨ ـ في نهج البلاغة واما الأغنياء من مترفة الأمم فتعصبوا لآثار مواقع النعم فقالوا:( نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوالاً وَأَوْلاداً وَما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ ) فان كان لا بد من العصبية فليكن تعصبكم لمكارم الخصال ومحامد الأفعال ومحاسن الأمور التي تفاضلت فيها المجداء والنجداء من بيوتات العرب ويعاسيب القبائل(١) بالأخلاق الرغيبة والأحلام العظيمة والاخطار(٢) الجليلة والآثار المحمودة.

٦٩ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى أبي بصير قال: ذكرنا عند أبي جعفرعليه‌السلام من الأغنياء من الشيعة فكأنه كره ما سمع منا فيهم، قال: يا أبا محمد إذا كان المؤمن غنيا رحيما وصولا له معروف إلى أصحابه، أعطاه الله أجر ما ينفق في البر أجره مرتين ضعفين، لان اللهعزوجل يقول في كتابه:( وَما أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنا زُلْفى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً فَأُولئِكَ لَهُمْ جَزاءُ الضِّعْفِ بِما عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفاتِ آمِنُونَ ) .

٧٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وذكر رجل عند أبي عبد اللهعليه‌السلام الأغنياء ووقع فيهم فقال أبو عبد الله: اسكت فان الغنى إذا كان وصولا لرحمه، بارا بإخوانه، أضعف الله له الأجر ضعفين، لان الله يقول:( وَما أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنا زُلْفى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً فَأُولئِكَ لَهُمْ جَزاءُ الضِّعْفِ بِما عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفاتِ آمِنُونَ ) .

٧١ ـ في أمالي شيخ الطائفةقدس‌سره باسناده إلى أمير المؤمنين حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : حتى إذا كان يوم القيامة حسب لهم ثم أعطاهم بكل واحدة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال اللهعزوجل :( جَزاءً مِنْ رَبِّكَ عَطاءً حِساباً ) وقال:( فَأُولئِكَ لَهُمْ جَزاءُ الضِّعْفِ بِما عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفاتِ آمِنُونَ ) .

__________________

(١) تفاضلت فيها أي تزايدت والمجداء جمع ماجد والمجد: الشرف في الاباء والنجداء: الشجعان والواحد: النجد. ويعاسيب القبائل رؤساؤها.

(٢) الرغيبة. الخصلة يرغب فيها، والأحلام: العقول. والاخطار: الأقدار.

٣٣٨

٧٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقولهعزوجل :( وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ) قال :فانه حدّثني أبي عن حماد عن حريز عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ الرب تبارك وتعالى ينزل أمره كل ليلة جمعة إلى السماء الدنيا من أول الليل، وفي كل ليلة في الثلث الأخير وامامه ملك ينادى: هل من تائب يتاب عليه، هل من مستغفر يغفر له، هل من سائل فيعطى سؤله أللّهمّ أعط كل منفق خلفا وكل ممسك تلفا، إلى أنْ يطلع الفجر، فاذا طلع الفجر عاد أمر الرب تبارك وتعالى إلى عرشه فيقسم أرزاق العباد، ثم قال للفضيل بن يسار: يا فضيل يصيبك من ذلك وهو قول الله:( وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ) إلى قوله: «أكثرهم بهم يؤمنون».

٧٣ ـ في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن عثمان بن عيسى عمن حدثه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قلت آيتين في كتاب الله أطلبهما فلا أجدهما قال: وما هما؟ قلت: قول اللهعزوجل :( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) إلى أنْ قال: ثم قال: وما الآية الاخرى؟ قلت: قول اللهعزوجل :( وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ) وانى أنفق ولا أرى خلفا قال: افترىعزوجل أخلف وعده؟ قلت: لا قال فمم ذلك؟ قلت: لا أدرى، قال: لو أنّ أحدكم اكتسب المال من حله وأنفقه في حله لم ينفق درهما إلّا اخلف عليه.

٧٤ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن يحيى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : من بسط يده بالمعروف إذا وجده يخلف الله له ما أنفق في دنياه، ويضاعف له في آخرته، والحديثان طويلان أخذنا منهما موضع الحاجة.

٧٥ ـ في من لا يحضره الفقيه باسناده إلى أبان الأحمر عن الصادق جعفر بن محمدعليهما‌السلام انه جاء إليه رجل فقال له: بأبى أنت وأمي عظني موعظة. فقالعليه‌السلام : وان كان الحساب حقا فالجمع لماذا وإذا كان الخلف من اللهعزوجل حقا فالبخل لماذا؟ الحديث.

٧٦ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من صدق بالخلف جاد بالعطية.

٣٣٩

٧٧ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن موسى بن راشد عن سماعة عن أبي الحسنعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من أيقن بالخلف سخت نفسه بالنفقة.

٧٨ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن عثمان بن عيسى عن بعض من حدثه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في كلام له: ومن بسط يده بالمعروف إذا وجده يخلف الله له ما أنفق في دنياه ويضاعف له في آخرته.

٧٩ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن عمر بن أذينة رفعه إلى أبي عبد الله وأبي جعفرعليهما‌السلام قال: ينزل الله المعونة من السماء إلى العبد بقدر المؤنة، ومن أيقن بالخلف سخت نفسه بالنفقة.

٨٠ ـ أحمد بن محمد عن أبيه عن الحسين بن أيمن عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قال: يا حسين أنفق وأيقن بالخلف من الله، فانه لم يبخل عبد ولا امة بنفقة فيما يرضى اللهعزوجل إلّا أنفق أضعافها فيما يسخط الله.

٨١ ـ محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن صفوان بن يحيى عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام قال: دخل عليه مولى فقال له: هل أنفقت اليوم شيئا؟ فقال: لا والله، فقال أبو الحسنعليه‌السلام : فمن أين يخلف الله علينا؟.

٨٢ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى وأحمد بن محمد بن خالد جميعا عن الحسن بن محبوب عن إبراهيم بن مهزم عن رجل عن جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: إنّ الشمس ليطلع ومعها أربعة أملاك: ملك ينادى: يا صاحب الخير أتم وأبشر وملك ينادى: يا صاحب الشر أنزع وأقصر، وملك ينادى أعط منفقا خلفا، وآت ممسكا تلفا، وملك ينضحها بالماء ولولا ذلك اشعلت الأرض.

٨٣ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن معاوية بن وهب عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من يضمن أربعة بأربعة أبيات في الجنة: أنفق ولا تخف فقرا وأنصف الناس من نفسك، وأفش السلام في العالم واترك المراء وان كنت محقا.

٣٤٠