تفسير نور الثقلين الجزء ٤

تفسير نور الثقلين9%

تفسير نور الثقلين مؤلف:
المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 652

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 652 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 301289 / تحميل: 6173
الحجم الحجم الحجم
تفسير نور الثقلين

تفسير نور الثقلين الجزء ٤

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

٨٤ ـ في مجمع البيان وعن جابر عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: كل معروف صدقة وما وقى الرجل به عرضه فهو صدقة، وما أنفق المؤمن من نفقة فعلى الله خلفها ضامنا إلّا ما كان من نفقة في بنيان أو معصية.

٨٥ ـ وعن أبي أمامة قال: انكم تأولون هذه الآية في غير تأويلها( وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ) وقد سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله والا فصمنا يقول: إياكم والسرف في المال والنفقة وعليكم بالاقتصاد فما افتقر قوم قط اقتصدوا.

٨٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثنا علي بن الحسين قال: حدّثنا أحمد بن أبي عبد الله عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن حسان عن هاشم بن عمار يرفعه في قوله:( وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَما بَلَغُوا مِعْشارَ ما آتَيْناهُمْ فَكَذَّبُوا رُسُلِي فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ ) قال:( كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ) رسلهم معشار ما آتينا محمدا وآل محمدعليهم‌السلام .

٨٧ ـ حدّثنا جعفر بن أحمد قال حدّثنا عبد الكريم بن عبد الرحيم عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن قولهعزوجل :( قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ ) قال: انما أعظكم بولاية عليٍّ هي الواحدة التي قال اللهعزوجل .

٨٨ ـ في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشا عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن قوله تعالى:( قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ ) فقال: انما أعظكم بولاية عليٍّعليه‌السلام هي الواحدة التي قال الله تبارك وتعالى( إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ ) .

٨٩ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسيرحمه‌الله عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل وفيه واما قوله:( إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ ) فان الله جل ذكره أنزل عزائم الشرائع وآيات الفرائض في أوقات مختلفة فكان أول ما قيدهم به الإقرار بالوحدانية والربوبية والشهادة بان لا اله إلّا الله، فلما أقروا بذلك تلاه بالإقرار لنبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله بالنبوة والشهادة له بالرسالة، فلما انقادوا لذلك فرض عليهم الصلوة ثم الصوم ثم الحج ثم الجهاد ثم

٣٤١

الزكاة ثم الصدقات وما يجرى مجراها من مال الفيء، فقال المنافقون: هل بقي لربك علينا بعد الذي فرض علينا شيء آخر يفترضه فتذكره لتسكن أنفسنا إلى انه لم يبق غيره؟ فأنزل الله في ذلك:( قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ ) يعنى الولاية فانزل الله:( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ ) .

٩٠ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب الباقر والصادقعليهما‌السلام في قوله تعالى:( قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ ) قال: الولاية أنْ تقوموا لله مثنى قال: الائمة وذريتهما(١) .

٩١ ـ في روضة الكافي علي بن محمد عن علي بن العباس عن علي بن حماد عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله اللهعزوجل :( وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً ) قال: من تولى الأوصياء من آل محمد واتبع آثارهم فذلك يزيده ولاية من معى من النبيين والمؤمنين الأولين، حتى يصل ولايتهم إلى آدمعليه‌السلام ، وهو قول اللهعزوجل :( مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها ) ندخله الجنة وهو قولهعزوجل :( قُلْ ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ ) يقول: أجر المودة التي لم أسألكم غيره فهو لكم تهتدون به، وتنجون من عذاب يوم القيامة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٩٢ ـ في مجمع البيان( قُلْ ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ ) إلى قوله وقال الماوردي: معناه أنّ أجر ما دعوتكم إليه من إجابتي وذخره هو لكم دوني وهو المروي عن أبي جعفرعليه‌السلام .

٩٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( قُلْ ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ ) وذلك أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله سأل قومه أنْ يودوا أقاربه ولا يؤذونه، واما قوله: «فهو لكم» يقول: ثوابه لكم.

٩٤ ـ في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد بن عثمان قال: أو لم اسمعيل فقال له أبو عبد اللهعليه‌السلام : عليك بالمساكين فأشبعهم، فان الله

__________________

(١) كذا.

٣٤٢

عزوجل يقول: وما يبدئ الباطل وما يعيد.

٩٥ ـ في مجمع البيان قال ابن مسعود: دخل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله مكة وحول البيت ثلاثمأة وستون صنما فجعل يطعنها بعود في يده، ويقول:( جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً ) .( جاءَ الْحَقُّ وَما يُبْدِئُ الْباطِلُ وَما يُعِيدُ ) .

في أمالي شيخ الطائفةقدس‌سره باسناده إلى عليّ بن موسى عن أبيه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائهعليهم‌السلام مثل ما نقلنا عن مجمع البيان.

٩٦ ـ في مجمع البيان( وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ ) قال أبو حمزة الثمالي: سمعت علي بن الحسين والحسن بن علي يقولان: هو جيش البيداء يؤخذون من تحت اقدامهم.

٩٧ ـ وروى عن حذيفة بن اليمان أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ذكر فتنة تكون بين أهل المشرق والمغرب، قال: فبينما هم كذلك يخرج عليهم السفياني من الوادي اليابس في فورد ذلك حتى ينزل دمشق فيبعث جيشين جيشا إلى المشرق وآخر إلى المدينة حتى ينزلوا بأرض بابل من المدينة الملعونة يعنى بغداد، فيقتلون أكثر من ثلاثة آلاف ويفضحون أكثر من مأة امرأة، ويقتلون فيها ثلاثمأة كبش من بنى العباس، ثم ينحدرون إلى الكوفة فيخرجون ما حولها ثم يخرجون متوجهين إلى الشام فتخرج راية هدى من الكوفة فتلحق ذلك الجيش فيقتلونهم لا يفلت منهم مخبر، ويستنقذون ما في أيديهم من السبي والغنائم، ويحل الجيش الثاني بالمدينة فينهبونها ثلاثة أيام بلياليها، ثم يخرجون متوجهين إلى مكة حتى إذا كانوا بالبيداء بعث الله جبرئيل فيقول: يا جبرئيل اذهب فأبدهم فيضربها برجله ضربة يخسف الله بهم عندها ولا يفلت منهم إلّا رجلان من جهينة فلذلك جاء القول: «وعند جهينة الخبر اليقين» فلذلك قوله:( وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا ) إلى آخره أورده الثعلبي في تفسيره، وروى أصحابنا في أحاديث المهدي عن أبي جعفر وأبى عبد اللهعليهما‌السلام مثله.

٩٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقال علي بن إبراهيمرحمه‌الله في قولهعزوجل :( وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ ) فانه حدّثني أبي عن ابن أبي عمير عن منصور بن يونس

٣٤٣

عن أبي خالد الكابلي قال: قال أبو جعفرعليه‌السلام : والله لكأنى انظر إلى القائم وقد أسند ظهره إلى الحجر ثم ينشد الله حقه ثم يقول: يا ايها الناس من يحاجني في الله فانا أولى بالله، ايها الناس من يحاجني في آدم فانا اولى بآدم، ايها الناس من يحاجني في نوح فانا اولى بنوح، ايها الناس من يحاجني بإبراهيم فانا اولى بإبراهيم، ايها الناس من يحاجني بموسى فانا أولى بموسى، ايها الناس من يحاجني بعيسى فانا اولى بعيسى، ايها الناس من يحاجني بمحمد فانا اولى بمحمد ايها الناس من يحاجني بكتاب الله فانا اولى بكتاب الله، ثم ينتهى إلى المقام فيصلى ركعتين وينشد الله حقه، ثم قال أبو جعفرعليه‌السلام : هو والله المضطر في كتاب الله في قوله:( أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ ) فيكون اولى من يبايعه جبرئيل، ثم الثلاثمأة والثلاثة عشر، فمن كان ابتلى بالمسير وافي، ومن لم يبتل بالمسير فقد عن فراشه، وهو قول أمير المؤمنينعليه‌السلام : هم المفقودون عن فرشهم، وذلك قول الله:( فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً ) قال: الخيرات الولاية وقال في موضع آخر:( وَلَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ ) وهم أصحاب القائم صلوات الله عليه يجتمعون والله إليه في ساعة واحدة، فاذا جاء إلى البيداء يخرج إليه جيش السفياني، فيأمر اللهعزوجل الأرض فتأخذ باقدامهم وهو قولهعزوجل :( وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ وَقالُوا آمَنَّا بِهِ ) يعنى بالقائم من آل محمد صلوات الله عليهم وانى لهم التناوش من مكان بعيد وحيل بينهم وبين ما يشتهون يعنى أنْ لا يعذبوا كما فعل بأشياعهم يعنى من كان قبلهم من المكذبين هلكوا من قبل انهم كانوا في شك مريب.

٩٩ ـ وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قولهعزوجل :( وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ ) قال: من الصوت وذلك الصوت من السماء وقولهعزوجل :( وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ ) قال: من تحت اقدامهم خسف بهم.

١٠٠ ـ أخبرنا الحسين بن محمد عن المعلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن ابن محبوب عن أبي حمزة قال سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن قولهعزوجل :( وَأَنَّى لَهُمُ

٣٤٤

التَّناوُشُ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ ) قال انهم طلبوا الهدى من حيث لا ينال وقد كان لهم مبذولا من حيث ينال.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: الحمدين حمد سبأ وحمد فاطر من قرأهما في ليلة لم يزل في ليلته في حفظ الله وكلائته، فمن قرأهما في نهاره لم يصبه في نهاره مكروه، واعطى من خير الدنيا وخير الاخرة ما لم يخطر على قلبه ولم يبلغ مناه.

٢ ـ في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من قرأ سورة الملائكة دعته يوم القيامة ثلاثة أبواب من الجنة أنْ ادخل من أي الأبواب شئت.

٣ ـ في كتاب الخصال في احتجاج عليٍّعليه‌السلام على أبي بكر قال: فأنشدك بالله أخوك المزين بالجناحين في الجنة يطير بهما مع الملائكة أم أخى؟ قال: بل أخوك.

٤ ـ وفيه في احتجاج عليٍّعليه‌السلام يوم الشورى على الناس: نشدتكم بالله هل فيكم أحد له أخ مثل أخى جعفر المزين بالجناحين في الجنة يحل فيها حيث يشاء غيري؟ قالوا: أللّهمّ لا.

٥ ـ وفيه أيضا في مناقب أمير المؤمنين وتعدادها قالعليه‌السلام : واما السادسة والعشرون فان جعفرا أخي الطيار في الجنة مع الملائكة المزين بالجناحين من در وياقوت وزبرجد.

٦ ـ وفيه أيضا فيها قالعليه‌السلام : واما الثامنة والأربعون فان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أتانى في منزلي ولم نكن طعمنا منذ ثلاثة أيام، فقال: يا عليُّ هل عندك شيء؟ فقلت: والذي أكرمك بالكرامة واصطفاك بالرسالة ما طعمت وزوجتي وابناي منذ ثلاثة أيام فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا فاطمة ادخلى البيت وانظري هل تجدين شيئا؟ فقالت: خرجت الساعة فقلت: يا رسول الله ادخله أنا، فقال: ادخل وقل: بسم الله، فدخلت فاذا انا

٣٤٥

بطبق موضوع عليه رطب وجفنة(١) من ثريد فحملتها إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: يا عليُّ رأيت الرسول الذي حمل الطعام؟ فقلت: نعم، فقال صفه لي فقلت: من بين أحمر وأخضر وأصفر، فقال: تلك خطط جناح جبرئيل مكللة بالدر والياقوت، فأكلنا من الثريد حتى شبعنا فما أرى الاخدش أيدينا وأصابعنا، ولم ينقص من الطعام شيء فحصنى الله بذلك من بين أصحابه.

٧ ـ عن يحيى بن وثاب عن ابن عمر قال: كان على الحسن والحسين تعويذان حشوهما من زغب(٢) جناح جبرئيلعليه‌السلام .

٨ ـ عن محمد بن طلحة باسناده يرفعه إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: الملائكة على ثلاثة أجزاء: فجزء لهم جناحان، وجزء لهم ثلاثة أجنحة، وجزء لهم أربعة أجنحة.

٩ ـ عن ثابت بن أبي صفية قال: قال علي بن الحسينعليه‌السلام : رحم الله العباس يعنى ابن عليّ فلقد آثر أبي وفدى أبي بنفسه قطعت يداه فأبد له الله بهما جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنة كما جعل لجعفر بن أبي طالب، وان للعباس عند الله تبارك وتعالى لمنزلة يغبطه بهما جميع الشهداء يوم القيامة.

١٠ ـ عن زيد بن وهب قال: سئل أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام عن قدرة اللهعزوجل فقام خطيبا فحمد الله واثنى عليه ثم قال: إنّ لله تبارك وتعالى ملائكة لو أنَّ ملكا منهم هبط إلى الأرض ما وسعته لعظم خلقته وكثرة أجنحته، ومنهم من لو كلفت الجن والانس أنْ يصفوه ما وصفوه لبعد ما بين مفاصله وحسن تركيب صورته، وكيف يوصف من ملائكته من سبعمائة عام ما بين منكبيه وشحمة أذنيه، ومنهم من يسد الأفق بجناح من أجنحته دون عظم بدنه، ومنهم من السموات إلى حجزته(٣) ومنهم من قدمه على غير قرار في جو الهواء الأسفل والأرضون إلى ركبتيه، ومنهم من لو ألقى

__________________

(١) الجفنة: القصعة وعن الكسائي أنّه قال: أعظم القصاع الجفنة ثم القصعة تشبع العشرة ثم الصحفة تشبع الخمسة إلى آخر ما ذكره.

(٢) الزغب: صغار الريش وقيل أول ما يبدو منه.

(٣) الحجزة: معقد الإزار.

٣٤٦

في نقرة إبهامه جميعه المياه لوسعتها، ومنهم من لو ألقيت السفن في دموع عينيه لجرت دهر الداهرين،( فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ ) .

١١ ـ عن أبي أيّوب الأنصاري عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حديث طويل يقول فيه للزهراء فاطمةعليها‌السلام : يا فاطمة انا أهل بيت أعطينا سبع خصال لم يعطها أحد من الأولين قبلنا ولا يدركها أحد من الآخرين بعدنا: نبينا خير الأنبياء وهو أبوك، ووصينا خير الأوصياء وهو بعلك، وشهيدنا خير الشهداء وهو عم أبيك، ومنا من له جناحان يطير بهما في الجنة وهو جعفر، ومنا سبطا هذه الامة وهما ابناك.

١٢ ـ في كتاب التوحيد عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال: إنّ لله تبارك وتعالى ملكا من الملائكة نصف جسده الأعلى نار ونصفه الأسفل ثلج، فلا النار تذيب الثلج ولا الثلج يطفي النار، وهو قائم ينادى بصوت له رفيع: سبحان الذي كف حر هذه النار فلا تذيب الثلج، وكيف برد هذا الثلج فلا يطفي حر النار، أللّهمّ [يا] مؤلفا بين الثلج والنار، الف بين قلوب عبادك المؤمنين على طاعتك.

١٣ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى مجاهد قال: قال ابن عباس: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: إنّ الله تبارك وتعالى ملكا يقال له دردائيل، كان له ستة ـ عشر ألف جناح ما بين الجناح والجناح هوى والهوى كما بين السماء والأرض، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٤ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن خالد عن محمد ابن القاسم عن الحسين بن أبي العلا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: يا حسين ـ وضرب بيده إلى مساور(١) في البيت ـ مساور طال ما انكبت عليها الملائكة وربما التقطنا من زغبها.

١٥ ـ محمد عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم قال: حدّثني مالك بن عطية الأحمسي عن أبي حمزة الثمالي قال: دخلت على علي بن الحسينعليهما‌السلام فاحتبست في الدار ساعة، ثم دخلت البيت وهو يلتقط شيئا وأدخل يده من وراء الستر فناوله من

__________________

(١) المساور جمع المسور: متكأمن جلد.

٣٤٧

كان في البيت، فقلت: جعلت فداك هذا الذي تلتقطه أي شيء هو؟ قال: فضلة من زغب الملائكة نجمعه إذا خلونا نجعله سيحا(١) لأولادنا فقلت: جعلت فداك وانهم ليأتونكم؟ فقال: يا أبا حمزة انهم ليزاحمونا على تكأتنا(٢) .

١٦ ـ في بصائر الدرجات أحمد بن موسى عن أحمد المعروف بغزال مولى حرب بن زياد البجلي عن محمد أبي جعفر الحمامي الكوفي عن الأزهر البطيخي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ اللهعزوجل عرض ولاية أمير المؤمنينعليه‌السلام فقبلتها الملائكة وأباها ملكة يقال له فطرس، فكسر الله جناحه فلما ولد الحسين بن عليعليهما‌السلام بعث الله جبرئيل في سبعين ألف ملك إلى محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله يهنئهم بولادته، فمر بفطرس فقال له فطرس: إلى أين تذهب؟ قال: بعثني الله إلى محمّد أهنئهم بمولود ولد في هذه الليلة، فقال له فطرس: احملني معك وسل محمّدا يدعو لي، فقال له جبرئيل: اركب جناحي فركب جناحه فأتى محمّداصلى‌الله‌عليه‌وآله فدخل عليه وهنّأه فقال له: يا رسول الله إنَّ فطرس بيني وبينه اخوة، وسألنى أنْ اسألك أنْ تدعو الله ان أنْ يرد عليه جناحه، فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا فطرس أتفعل؟ قال: نعم فعرض عليه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ولاية أمير المؤمنين فقبلها، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : شأنك المهد فتمسح به وتمرغ فيه، قال: فمشى فطرس إلى مهد الحسين بن علي ورسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يدعو قال رسول الله: فنظرت إلى ريشه وانه ليطلع ويجرى فيه الدم ويطول حتى لحق بجناحه الاخر وعرج مع جبرئيل إلى السماء وصار إلى موضعه.

١٧ ـ أحمد بن الحسين بن علي بن فضال عن عمرو بن سعيد عن مصدق بن صدقة عن عمار الساباطي قال: أصبت شيئا كان على وسائد كانت في منزل أبي عبد اللهعليه‌السلام فقال له بعض أصحابنا: ما هذا جعلت فداك؟ ـ وكان يشبه شيئا يكون في الحشيش كثيرا كأنه جوزة ـ فقال له أبو عبد اللهعليه‌السلام : هذا مما يسقط من أجنحة الملائكة ثم قال :

__________________

(١) السيح: ضرب من البرود.

(٢) تكأة ـ كهمزة ـ: أيعتمد عليه حين الجلوس.

٣٤٨

يا عمار إنَّ الملائكة لتزاحمنا على نمارقنا(١) .

١٨ ـ إبراهيم بن هاشم عن عبد الله بن حماد عن المفضل بن عمر قال: دخلت على أبي عبد اللهعليه‌السلام فبينا انا عنده جالس إذا أقبل موسى ابنهعليهما‌السلام وفي رقبته قلادة فيها ريش غلاظ، فدعوت به فقبلته وضممته إلى ثم قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : جعلت فداك أي شيء هذا الذي في رقبة موسى؟ فقال: هذا من أجنحة الملائكة، قال: قلت: وانها لتأتيكم؟ فقال: نعم انها لتأتينا وتعفر في فرشنا، وان هذا الذي في رقبة موسى من أجنحتها.

١٩ ـ أحمد بن الحسين عن الحسن بن برة الأصم عن ابن بكير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سمعته يقول: إنَّ الملائكة لتنزل علينا في رحالنا وتنقلب على فرشنا وتحضر موائدنا وتأتينا من كل نبات في زمانه رطب ويابس، وتقلب علينا أجنحتها وتقلب أجنحتها على صبياننا.

٢٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قال الصادق صلوات الله عليه: خلق الله الملائكة مختلفة، وقد أتى رسول الله جبرئيلعليه‌السلام وله ستمائة جناح على ساقه الدر مثل القطر على البقل، قد ملاء ما بين السماء والأرض، وقال: إذا أمر اللهعزوجل ميكائيل بالهبوط إلى الدنيا صارت رجله في السماء السابعة والاخرى في الأرضين السابعة وان لله ملائكة أنصافهم من برد، وأنصافهم من نار، يقولون: يا مؤلفا بين البرد والنار ثبت قلوبنا على طاعتك، وقال: إنَّ لله ملكا بعد ما بين شحمة اذنه إلى عينه مسيرة خمسمائة عام بخفقان الطير، وقال: إنَّ الملائكة لا يأكلون ولا يشربون ولا ينكحون وانما يعيشون بنسيم العرش، وان للهعزوجل ملائكة ركعا إلى يوم القيامة، وان للهعزوجل ملائكة سجدا إلى يوم القيامة، ثم قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ما من شيء مما خلق اللهعزوجل أكثر من الملائكة وانه ليهبط في كل يوم أو في كل ليلة سبعون ألف ملك، فيأتون البيت الحرام فيطوفون به، ثم يأتون رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ثم يأتون أمير المؤمنين صلوات الله عليه فيسلمون، ثم يأتون الحسين صلوات الله عليه

__________________

(١) نمارق جمع نمرقة: الوسادة الصغيرة يتكأ عليها.

٣٤٩

فيقيمون عنده، فاذا كان عند السحر وضع لهم معراج إلى السماء ثم لا يعودون أبدا.

٢١ ـ وقال أبو جعفرعليه‌السلام : إنّ اللهعزوجل خلق إسرافيل وجبرئيل وميكائيلعليهم‌السلام من تسبيحة واحدة، وجعل لهم السمع والبصر وجودة العقل(١) وسرعة الفهم.

٢٢ ـ وقال أمير المؤمنينعليه‌السلام في خلقه الملائكة وملائكة خلقتهم وأسكنتهم سمواتك، فليس فيهم فترة، ولا عندهم غفلة، ولا فيهم معصية هم أعلم خلقك بك، وأخوف خلقك منك، وأقرب خلقك منك، وأعملهم بطاعتك لا يغشاهم نوم العيون ولا سهو العقول، ولا فترة الأبدان، لم يسكنوا الأصلاب ولم يضمهم الأرحام، ولم تخلقهم من ماء مهين، انشأتهم إنشاء فأسكنتهم سمواتك، وأكرمتهم بجوارك، وائتمنتهم على وحيك، وجنبتهم الآفات ووقيتهم البليات، وطهرتم من الذنوب، ولو لا قوتك لم يقووا ولولا تثبيتك لم يثبتوا، ولولا رحمك لم يطيعوا، ولو لا أنت لم يكونوا، اما انهم على مكانتهم منك وطاعتهم إياك ومنزلتهم عندك، وقلة غفلتهم عن أمرك لو عاينوا ما خفي عنهم منك لاحتقروا أعمالهم، ولأزروا على أنفسهم(٢) ولعلموا انهم لم يعبدوك حق عبادتك سبحانك خالقا ومعبودا ما أحسن بلاؤك عند خلقك: ٢٣ ـ في عيون الأخبار في باب فيما جاء عن الرضاعليه‌السلام من الاخبار المجموعة وباسناده قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : حسنوا القرآن بأصواتكم فان الصوت الحسن يزيد القرآن حسنا وقرء يزيد في الخلق ما يشاء.

٢٤ ـ في كتاب التوحيد حدّثنا سعد بن عبد الله قال: حدّثنا يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن جميل بن دراج عن زرارة عن عبد الله بن سليمان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سمعته يقول: إنَّ القضاء والقدر خلقان من خلق الله والله يزيد في الخلق ما يشاء.

٢٥ ـ في مجمع البيان( يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ ما يَشاءُ ) وروى أبو هريرة عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: هو الوجه الحسن والصوت الحسن والشعر الحسن.

٢٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم أخبرنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد

__________________

(١) هذا هو الظاهر الموافق للمصدر وفي بعض النسخ «وموجود العقل».

(٢) أزرى عليه: عابه وعاتبه.

٣٥٠

عن مالك بن عبد الله بن أسلم عن أبيه عن رجل من الكوفيين عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله:( ما يَفْتَحِ اللهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها ) قال: والمتعة من ذلك.

قال عز من قائل( إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ) الآية.

٢٧ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى الأصبغ بن نباته قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : قال الله تبارك وتعالى لموسىعليه‌السلام : يا موسى احفظ وصيتي لك بأربعة إلى أنْ قال: والرابعة ما دمت لا ترى الشيطان ميتا فلا تأمن مكره.

٢٨ ـ وباسناده إلى أبان الأحمر عن الصادق جعفر بن محمدعليهما‌السلام انه جاء إليه رجل فقال هل: بأبى أنت وأمي عظني موعظة، فقالعليه‌السلام : إنْ كان الشيطان عدوا فالغفلة لماذا؟والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم أخبرنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن حسان عن هاشم بن عمار يرفعه في قوله:( أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِما يَصْنَعُونَ ) قال: نزلت في زريق وحبتر(١) .

٣٠ ـ في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن علي بن أسباط عن أحمد بن عمر الحلال عن علي بن سويد عن أبي الحسنعليه‌السلام قال: سألته عن العجب الذي يفسد العمل، فقال: العجب درجات منها أنْ يزين للعبد سوء عمله فيراه حسنا فيعجبه ويحسب انه يحسن صنعا.

٣١ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن أسباط عن رجل من أصحابنا من أهل خراسان من ولد إبراهيم بن يسار يرفعه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ الله علم أنّ الذنب خير للمؤمن من العجب، ولو لا ذلك ما ابتلى مؤمن بذنب أبدا.

٣٢ ـ علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس عن بعض أصحابه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : بينما موسىعليه‌السلام جالسا إذ أقبل إبليس

__________________

(١) كناية عن الاول والثاني وقد مر.

٣٥١

وعليه برنس(١) ذو ألوان فلما دنى من موسى خلع البرنس وقام إلى موسى فسلم عليه، فقال له موسى: من أنت؟ قال: انا إبليس، قال: أنت فلا قرب الله دارك قال: إنّي انما جئت لأسلم لمكانك من الله فقال له موسى: فما هذا البرنس؟ قال: به اختطف قلوب بنى آدم، فقال له موسى: فأخبرنى بالذنب الذي إذا أذنبه ابن آدم استحوذت عليه؟ قال: إذا أعجبته نفسه واستكثر عمله وصغر في عينه ذنبه.

٣٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني أبي عن العزرمي عن أبيه عن أبي إسحاق عن حارث الأعور عن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: سئل عن السحاب أين يكون؟ قال يكون على شجر كثيف على ساحل البحر يأوى إليها، فاذا أراد الله أنْ يرسله أرسل ريحا فأثاره ووكل به ملائكة يضربونه بالمخاريق وهو البرق فيرتفع.

٣٤ ـ في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين ابن سعيد عن ابن العزرمي رفعه قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : وسئل عن السحاب أين يكون؟ قال: يكون على شجر على كثيب على شاطئ البحر يأوى اليه، فاذا أراد اللهعزوجل أنْ يرسله أرسل ريحا فأثارته ووكل به ملائكة يضربونه بالمخاريق وهو البرق، فيرتفع ثم قرأ هذه الآية:( وَاللهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً فَسُقْناهُ إلى بَلَدٍ مَيِّتٍ ) الآية والملك اسمه الرعد.

قال عز من قائل: كذلك النشور.

٣٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني أبي عن ابن أبي عمير عن جميل بن دراج عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إذا أراد الله أنْ يبعث الخلق أمطر السماء على الأرض أربعين صباحا فاجتمعت الأوصال(٢) ونبتت اللحوم. وفي أمالي الصدوقرحمه‌الله مثله سواء.

٣٦ ـ في مجمع البيان: ولله العزة جميعا روى أنس عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: إنّ ربكم يقول كل يوم: أنا العزيز فمن أراد عز الدارين فليطع العزيز.

٣٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقولهعزوجل ( إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ )

__________________

(١) البرنس: كل ثوب رأسه ملتزق به.

(٢) قال الجوهري: الأوصال: المفاصل وقال غيره: مجتمع العظام.

٣٥٢

الصالح يرفعه قال: كلمة الإخلاص والإقرار بما جاء به من عند الله من الفرائض والولاية، يرفع العمل الصالح إلى اللهعزوجل وعن الصادقعليه‌السلام أنّه قال: الكلم الطيب قول المؤمن لا إله إلّا الله محمّد رسول الله عليٌّ ولي الله وخليفة رسول الله، قال :والعمل الصالح الاعتقاد بالقلب، إنّ هذا هو الحق من عند الله، لا شك فيه من ربّ العالمين.

٣٨ـ وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنَّ لكل قول مصداقا من عمل يصدقه أو يكذّبه، فاذا قال ابن آدم وصدّق قوله بعمله رفع قوله بعمله إلى الله، وإذا قال وخالف عمله قوله ردّ قوله على عمله الخبيث وهوى به في النار.

٣٩ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى زيد بن علي عن أبيه سيد العابدين حديث طويل وفيه يقول سيد العابدينعليه‌السلام : وان لله تبارك وتعالى بقاعا في سماواته، فمن عرج به إلى بقعة منها فقد عرج به اليه، ألا تسمع اللهعزوجل يقول:( تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ ) ويقولعزوجل في قصة عيسى بن مريمعليه‌السلام :( بَلْ رَفَعَهُ اللهُ إِلَيْهِ ) ويقولعزوجل :( إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ) . وفي الفقيه مثله سواء.

٤٠ ـ في أصول الكافي علي بن محمد وغيره عن سهل بن زياد عن يعقوب بن يزيد عن زياد القندي عن عمار الأسدي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ) ولايتنا أهل البيت وأهوى بيده إلى صدره، فمن لم يتولنا لم يرفع الله له عملا.

٤١ ـ في نهج البلاغة ولو لا إقرارهن(١) له بالربوبية وإذعانهن له بالطواغية(٢) لما جعلهن موضعا لعرشه ولا مسكنا لملائكته، ولا مصعدا للكلم الطيب والعمل الصالح من خلقه.

٤٢ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسيرحمه‌الله عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث

__________________

(١) مرجع الضمير في قولهعليه‌السلام هو السماوات المذكور في كلامه (ع) قبيل ذلك.

(٢) الطوعية: الطاعة يقال فلان حسن الطواعية لك أي حسن الطاعة لك.

٣٥٣

طويل وفيه قال ابن الكوا: يا أمير المؤمنين! فما ثواب من قال: لا إله إلّا الله؟ قال: من قال: لا إله إلّا الله مخلصا طمست ذنوبه كما يطمس الحرف الأسود من الرق الأبيض فاذا قال ثانية: لا إله إلّا الله مخلصا خرقت أبواب السماء وصفوف الملائكة حتى يقول الملائكة بعضها لبعض: اخشعوا لعظمة الله، فاذا قال ثالثة مخلصا لا إله إلّا الله لم تنته دون العرش فيقول الجليل: اسكني فو عزتي وجلالي لأغفرن لقائلك بما كان فيه، ثم تلا هذه الآية( إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ) يعنى إذا كان عمله خالصا ارتفع قوله وكلامه.

٤٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقال علي بن إبراهيمرحمه‌الله :( وَما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتابٍ ) يعنى يكتب في كتاب وهو رد على من ينكر البداء.

٤٤ ـ في جوامع الجامع وقيل: معناه لا يطول عمر ولا ينقص إلّا في كتاب، وهو أنْ يكتب في اللوح لو أطاع الله فلان بقي إلى وقت كذا، وإذا عصى نقص من عمره الذي وقت له، واليه أشار رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في قوله: إنَّ الصدقة وصلة الرحم تعمران الديار وتزيدان في الاعمار.

٤٥ ـ في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن صفوان بن يحيى عن إسحق ابن عمار قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : ما نعلم شيئا يزيد في العمر إلّا صلة الرحم، حتى أنّ الرجل يكون أجله ثلاث سنين فيكون وصولا للرحم فيزيد الله في عمره ثلاثين سنة، فيجعلها ثلاثا وثلاثين سنة، ويكون أجله ثلاثا وثلاثين سنة، فيكون قاطعا للرحم فينقصه الله جل وعز ثلاثين سنة، ويجعل أجله إلى ثلاث سنين.

الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن علي الوشا عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام مثله. قال مؤلف هذا الكتاب عفي عنه: في معنى هذين الحديثين أحاديث كثيرة في أصول الكافي تطلب لمن أراد هناك.

٤٦ ـ في كتاب الخصال عن ابن شهاب عن انس بن مالك قال: سمعت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: من سره أنْ يبسط في رزقه وينسى له في أجله فليصل رحمه.

٤٧ ـ عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: في كتاب عليّعليه‌السلام : ثلاث خصال لا يموت

٣٥٤

صاحبهن حتى يرى وبالهن: البغي وقطيعة الرحم واليمين الكاذبة يبارز الله بها، إلى قولهعليه‌السلام : وان القوم ليكونون فجارا فيتواصلون فتنمى أموالهم فيبرون فيزاد في أعمارهم، فان اليمين الكاذبة وقطيعة الرحم لتذران الديار بلاقع من أهلها(١) .

٤٨ ـ عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من صدق لسانه زكا عمله، ومن حسنت نيته زاد الله في رزقه، ومن حسن بره في أهله زاد الله في عمره.

٤٩ ـ عن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا معشر المسلمين إياكم والزنا فان فيه ست خصال: ثلاث في الدنيا وثلاث في الاخرة، اما التي في الدنيا فانه يذهب بالبهاء ويورث الفقر وينقص العمر، الحديث.

وعن علي بن أبي طالب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال في وصيته له مثله بتغيير يسير. وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام مثله كذلك.

٥٠ ـ في كتاب التوحيد في باب مجلس الرضا مع سليمان المروزي قال الرضاعليه‌السلام : لقد أخبرنى أبي عن آبائه أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: إنّ اللهعزوجل أوحى إلى نبي من أنبيائه أنْ أخبر فلان الملك انى متوفيه إلى كذا وكذا، فأتاه ذلك النبي فأخبره فدعا الله الملك وهو على سريره حتى سقط من السرير، فقال: يا رب أجلنى حتى يشب طفلي وأقضى أمري فأوحى اللهعزوجل إلى ذلك النبي أنْ ائت فلان الملك فأعلمه انى قد أنسيت في أجله وزدت في عمره خمس عشرة سنة، فقال ذلك النبي: يا رب انك تعلم انى لم أكذب قط فأوحى اللهعزوجل إليه انما أنت عبد مأمور فأبلغه ذلك، والله لا يسأل عما يفعل وفي عيون الأخبار مثله سواء.

٥١ ـ في روضة الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان ابن عيسى عن أبي إسحق الجرجاني عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ اللهعزوجل جعل لمن جعل سلطانا أجلا ومدة من ليالي وأيام وسنين وشهور، فان عدلوا في الناس أمر الله

__________________

(١) قال الجزري وفيه: اليمين الكاذبة تدع الديار بلاقع: البلاقع جمع بلقع وبلقعا وهي الأرض القفر التي لا شيء بها، يريدان الحالف بها يفتقر ويذهب ما في صيته من الرزق، وقيل هو أنْ يفرق الله شمله ويغير عليه ما أولاه من نعمه.

٣٥٥

عزوجل صاحب الفلك أنْ يبطئ بإدارته فطالت ايامهم ولياليهم وسنوهم وشهورهم، وان هم جاروا في الناس ولم يعدلوا أمر اللهعزوجل صاحب الفلك فأسرع بإدارته فقصرت لياليهم وايامهم وسنيهم وشهورهم وقد وفيعزوجل بعد الليالي والشهور.

٥٢ ـ في إرشاد المفيدرحمه‌الله وروى المفضل بن عمر قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: إنَّ قائمنا إذا قام أشرقت الأرض بنور ربها، واستغنى الناس عن ضوء الشمس، وذهبت الظلمة ويعمر الرجل في ملكه حتى يولد له ألف ذكر لا يولد له فيهم أنثى.

٥٣ ـ في تهذيب الأحكام أبو القاسم جعفر بن محمد عن الحسين بن علي بن زكريا عن الهيثم بن عبد الله عن الرضا علي بن موسى عن أبيهعليهم‌السلام قال: قال الصادقعليه‌السلام : إنَّ أيام زائري الحسين بن عليعليهما‌السلام لا تعد من آجالهم.

٥٤ ـ وعنه عن محمّد بن عبد الله بن جعفر عن أبيه عن محمّد بن عبد الحميد عن سيف ابن عميرة عن منصور بن حازم قال: سمعته يقول: من أتى عليه حول ولم يأت قبر الحسينعليه‌السلام نقص الله من عمره حولا، ولو قلت: إنَّ أحدكم ليموت قبل أجله بثلاثين سنة لكنت صادقا، وذلك انكم تتركون زيارته. فلا تدعوها يمد الله في أعماركم، ويزيد في أرزاقكم وإذا تركتم زيارته نقص الله من أعماركم وأرزاقكم.

٥٥ ـ في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضاعليه‌السلام من أخبار هذه المجموعة وباسناده قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا عليُّ كرامة المؤمن على الله انه لم يجعل لأجله وقتا حتى يهم ببائقة(١) فاذا هم ببائقه قبضه اليه.

٥٦ ـ قال: وقال جعفر بن محمدعليهما‌السلام : تجنبوا البوائق بمدكم في الاعمار.

٥٧ ـ في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن موسى بن القاسم البجلي عن علي بن جعفر قال: جاءني محمد بن اسمعيل(٢) وقد اعتمرنا عمرة رجب ونحن يومئذ بمكة، فقال: يا عم انى أريد بغداد وقد أحببت أنْ أودع عمّى أبا الحسن يعنى موسى بن جعفرعليه‌السلام وأحببت أنْ تذهب معى اليه، فخرجت معه نحو أخى وهو في

__________________

(١) البائقة: الشر الظلم والجمع بوائق.

(٢) هو ابن إسماعيل بن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

٣٥٦

داره التي بالحوبة وذلك بعد الغروب بقليل، فضربت الباب فأجابنى أخي فقال من هذا؟ فقلت: على، فقال: هو ذا أخرج وكان بطيء الوضوء، فقلت: العجل قال وأعجل فخرج وعليه إزار ممشق(١) قد عقده في عنقه حتى قعد تحت عتبة الباب فقال علي بن جعفر: فانكببت عليه فقبلت رأسه وقلت: قد جئتك في أمر إنْ تره صوابا فالله وفق له وإنْ يكن غير ذلك فما أكثر ما نخطئ، قال: وما هو؟ قلت: هذا ابن أخيك يريد أنْ يودعك ويخرج إلى بغداد فقال له: ادنه فدعوته وكان متنحيا فدنا منه فقبل رأسه وقال: جعلت فداك: أوصني، فقال أوصيك أنْ تتقى الله في دمي، فقال: من أرادك بسوء فعل الله به وفعل، ثم عاد فقبل رأسه ثم قال: يا عم أوصنى فقال: أوصيك أنْ تتقى الله في دمي، فدعا على من أراده بسوء ثم تنحى عنه، ومضيت معه، فقال لي أخى: يا عليُّ مكانك فقمت مكاني فدخل منزله، ثم دعاني فدخلت إليه فتناول صرة فيها مأة دينار فأعطانيها وقال: قل لابن أخيك يستعين بها على سفره قال على: فأخذتها فأدرجتها في حاشية ردائي ثم ناولني مأة اخرى وقال: أعطه أيضا ثم ناولني صرة اخرى وقال: أعطه أيضا، فقلت: جعلت فداك إذا كنت تخاف منه مثل الذي ذكرت فلم تعينه على نفسك؟ فقال إذا وصلته وقطعني قطع الله أجله، ثم تناول مخدة أدم فيها ثلاثة آلاف درهم وضح(٢) فقال: أعطه هذه أيضا قال: فخرجت إليه فأعطيته المأة الاولى ففرح بها فرحا شديدا ودعا لعمه، ثم أعطيته الثانية والثالثة ففرح حتى ظننت انه سيرجع ولا يخرج، ثم أعطيته الثلاثة آلاف درهم فمضى على وجهه حتى دخل على هارون فسلم عليه بالخلافة وقال: ما ظننت أنّ في الأرض خليفتين حتى رأيت عمّى موسى بن جعفر يسلم عليه بالخلافة فأرسل هارون إليه بمأة الف درهم فرماه الله بالذبحة(٣) فما نظر منها إلى درهم ولا مسّه.

٥٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قولهعزوجل : وما يستوي البحران هذا عذاب فرات وهذا ملح أجاج و

__________________

(١) ممشق أي مصبوغ بالمشق وهو الطين الأمر.

(٢) الوضح: الدرهم الصحيح.

(٣) الذبحة: وجع في الحلق أو دم يخنق فيقتل.

٣٥٧

الأجاج المر.

٥٩ ـ وفيه حدّثني أبي عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه قال للأبرش يا أبرش هو كما وصف نفسه كان عرشه على الماء والماء على الهواء والهواء لا يحد ولم يكن يومئذ خلق غيرهما والماء يومئذ عذب فرات إلى أنْ قال وكانت السماء خضراء على لون الماء الأخضر، وكانت الأرض غبراء على لون الماء العذب، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٦٠ ـ وقال علي بن إبراهيمرحمه‌الله في قولهعزوجل :( وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ ما يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ ) قال: الجلدة الرقيقة التي على ظهر النوى.

٦١ ـ وقولهعزوجل :( وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ ) مثل ضربه اللهعزوجل للمؤمن والكافر( وَلَا الظُّلُماتُ وَلَا النُّورُ وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ ) فالظل الناس والحرور البهائم ثم قال:( إِنَّ اللهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشاءُ وَما أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ ) قال هؤلاء الكفار لا يسمعون منك كما لا يسمع أهل القبور.

٦٢ ـ وقولهعزوجل :( وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيها نَذِيرٌ ) قال: لكل زمان امام.

٦٣ ـ في أصول الكافي باسناده إلى أبي جعفرعليه‌السلام قال: يا معشر الشيعة خاصموا بسورة انا أنزلناه تفلجوا، فو الله انها لحجة الله تبارك وتعالى على الخلق بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وانها لسيدة دينكم وانها لغاية علمنا، يا معشر الشيعة خاصموا( حم وَالْكِتابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ ) فانها لولاة الأمر خاصة بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يا معشر الشيعة يقول الله تبارك وتعالى:( وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيها نَذِيرٌ ) قيل: يا أبا جعفر نذيرها محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ قال: صدقت فهل كان نذير وهو حي من البعثة في أقطار الأرض؟ فقال السائل: لا، قال أبو جعفرعليه‌السلام : أرأيت بعيثه أليس نذيره؟ كما ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في بعثته من اللهعزوجل نذير؟ فقال: بلى، قال: فكذلك لم يمت محمّد إلّا وله بعيث نذير، قال: فانْ قلت لا، فقد ضيع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من في أصلاب الرجال من أمته، قال: وما يكفيهم القرآن؟ قال: بلى إنْ وجدوا له مفسّرا قال: وما فسّره رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ قال: بلى قد فسّره لرجل واحد، وفسّر للأمّة شأن

٣٥٨

ذلك الرجل وهو علي بن أبي طالبعليه‌السلام والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة(١) .

٦٤ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسيرحمه‌الله في احتجاج أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام قال السائل: فأخبرنى عن المجوس أفبعث إليهم نبيا فانى أجد لهم كتبا محكمة ومواعظ بليغة وأمثالا شافية، ويقرون بالثواب والعقاب ولهم شرايع يعملون بها قال:( وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيها نَذِيرٌ ) وقد بعث إليهم نبي بكتاب من عند الله فانكروه وجحدوا كتابه.

٦٥ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن بعض أصحابه عن صالح بن حمزة رفعه قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : إنَّ من العبادة شدة الخوف من اللهعزوجل يقول اللهعزوجل :( إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٦٦ ـ في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى وعلى بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن الحسن بن محبوب عن مالك بن عطية عن أبي حمزة قال: قال علي بن الحسينعليهما‌السلام : وما العلم بالله والعمل إلّا إلفان مؤتلفان، فمن عرف الله خافه، وحثه الخوف على العمل بطاعة الله، وان أرباب العلم واتباعهم الذين عرفوا الله فعملوا له ورغبوا إليه وقد قال الله:( إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٦٧ ـ في مجمع البيان وروى عن الصادقعليه‌السلام أنّه قال: يعنى بالعلماء من صدق قوله فعله، ومن لم يصدق فعله قوله فليس بعالم، وفي الحديث أعلمكم بالله أخوفكم لله.

__________________

(١) أقول وذكر الكليني (ره) في أصول الكافي حديثا آخر فيه تفسير لهذه الاية الكريمة وقد أهمله المؤلف (ره) وهو: «عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عمن ذكره عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: انكم لا تكونون صالحين حتى تعرفوا ولا تعرفوا حتى تصدقوا ولا تصدقوا حتى تسلموا أبوابا أربعة لا يصلح أولها إلّا بآخرها ـ إلى أنْ قال عليه‌السلام ـ إنَّ الله قد استخلص الرسل لأمره ثم استخلصهم مصدقين بذلك في نذره فقال:( وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيها نَذِيرٌ ) تاه من جهل واهتدى من أبصر وعقل اه».

٣٥٩

٦٨ ـ في مصباح الشريعة قال الصادقعليه‌السلام : ودليل الخشية التعظيم لله والتمسك بخالص الطاعة وأوامره والخوف والحذر ودليلهما العلم، قال الله تعالى:( إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ ) .

٦٩ ـ في مصباح شيخ الطائفةقدس‌سره في دعاء يوم الأربعاء أللّهمّ أشد خلقك خشية لك أعلمهم بك، وأفضل خلقك لك عملا أخوفهم لك، لا علم إلّا خشيتك ولا حكم إلّا الايمان بك، وليس لمن لم يخشك علم، ولا لمن لم يؤمن بك حكم.

٧٠ ـ في مجمع البيان:( وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً ) الآية وعن عبد الله بن عبيد الله بن عمر الليثي قال: قام رجل إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: يا رسول الله ما لي لا أحب الموت؟ قال: ألك مال؟ قال: نعم قال: فقدمه قال: لا أستطيع، قال: فان قلب الرجل مع ماله ان قدمه أحب أن يلحق به وان أخره، أحب أن يتأخر معه.

٧١ ـ في من لا يحضره الفقيه وقالعليه‌السلام : انما أعطاكم الله هذه الفضول من الأموال لتوجهوها حيث وجهها اللهعزوجل ولم يعطكموها لتكثروها.

٧٢ ـ في كتاب الخصال عن هشام بن معاذ قال: كنت جليس عمر بن عبد العزيز حيث دخل المدينة فامر مناديه فنادى: من كانت له مظلمة أو ظلامة فليأت الباب، فأتاه محمد بن علي يعنى الباقرعليه‌السلام فدخل إليه مولاه مزاحم فقال: إنَّ محمد بن علي بالباب فقال له: ادخله يا مزاحم قال: فدخل وعمر يمسح عينيه من الدموع فقال محمد بن علي: ما أبكاك يا عمر؟ فقال هشام: أبكاه كذا وكذا يا ابن رسول الله، فقال محمد ابن على: يا عمر انما الدنيا سوق من الأسواق منها خرج قوم بما ينفعهم ومنها خرجوا بما يضرهم إلى قولهعليه‌السلام : واجعل في قلبك اثنتين تنظر الذي تحب ان يكون معك إذا قدمت على ربك فقدمه بين يديك، وتنظر الذي تكره أن يكون معك إذا قدمت على ربك فابتغ به البدل، ولا تذهبن إلى سلعة قد بادت على من كان قبلك ترجو أن تجوز عنك والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٧٣ ـ في مجمع البيان روى ابن مسعود عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال في قوله:( وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ ) هو الشفاعة لمن وجبت له النار ممن صنع إليه معروفا في الدنيا.

٣٦٠

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي ) فرده الله خاسئا خائبا أورده البخاري ومسلم في الصحيحين.

٥٩ ـ في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء قال: سألت الرضاعليه‌السلام فقلت له: جعلت فداك( فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) فقال: نحن أهل الذكر ونحن المسئولون، قلت: فأنتم المسئولون ونحن السائلون؟ قال: نعم قلت: حقا علينا ان نسألكم؟ قال: نعم، قلت: حقا عليكم ان تجيبونا؟ قال: لا ذاك إلينا ان شئنا فعلنا وان شئنا لم نفعل، اما تسمع قول الله تبارك وتعالى:( هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ ) .

٦٠ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن يحيى بن أبي عمران عن يونس عن بكار بن بكر عن موسى بن أشيم قال: كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام فسأله رجل عن آية من كتاب اللهعزوجل فأخبره بها، ثم دخل عليه داخل فسأله عن تلك الآية فأخبره بخلاف ما أخبر الاول، فدخلني من ذلك ما شاء الله حتى كأن قلبي يشرح بالسكاكين، فقلت في نفسي: تركت أبا قتادة بالشام لا يخطئ في الواو وشبهة وجئت إلى هذا يخطئ هذا الخطاء كله، فبينا انا كذلك إذ دخل عليه آخر فسأله عن تلك الآية فأخبره بخلاف ما أخبرني وأخبر صاحبي فسكنت نفسي، فعلمت ان ذلك منه تقية، قال: ثم التفت إلى فقال لي: يا بن أشيم إنّ اللهعزوجل فوض إلى سليمان ابن داودعليه‌السلام ، فقال:( هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ ) وفوض إلى نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال:( ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) فما فوض إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقد فوضه إلينا.

٦١ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ الله تبارك وتعالى أدب نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله فلما انتهى به إلى ما أراد قال له( إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) ففوض إليه دينه، فقال:( وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) وان اللهعزوجل فرض الفرائض ولم يقسم للجد شيئا، وان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أطعمه السدس، فأجاز الله جل ذكره له ذلك وذلك قول اللهعزوجل :( هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ ) .

٦٢ ـ علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن الحسين بن عبد الرحمان عن صندل

٤٦١

الخياط عن زيد الشحام قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام في قوله تعالى:( هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ ) قال: اعطى سليمان ملكا عظيما، ثم جرت هذه الآية في رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فكان له ان يعطى من شاء وما يشاء ويمنع من شاء، وأعطاه أفضل مما اعطى سليمان، بقوله:( ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) .

٦٣ ـ أحمد بن إدريس ومحمد بن يحيى عن الحسن بن علي الكوفي عن عبيس ابن هشام عن عبد الله ابن سليمان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته عن الامام فوض إليه كما فوض إلى سليمان بن داود؟ فقال: نعم، وذلك ان رجلا سأله عن مسئلة فأجابه فيها، وسأله آخر تلك المسئلة فأجابه بغير جواب الاول، ثم سأله آخر فأجابه بغير جواب الأولين، ثم قال: «هذا عطاؤنا فامنن أو أعط بغير حساب» وهكذا هي في قراءة علىعليه‌السلام ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٦٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثنا محمد بن جعفر قال حدّثنا عبد الله بن محمد عن أبي داود سليمان بن سفيان عن ثعلبة عن زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) من المعنون بذلك؟ فقال: نحن والله، فقلت: فأنتم المسئولون؟ قال: نعم قلت: ونحن السائلون؟ قال: نعم، قلت: فعلينا ان نسألكم؟ قال: نعم، قلت: وما عليكم ان تجيبونا؟ قال، ذلك إلينا ان شئنا فعلنا وان شئنا تركنا، ثم قال:( هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ ) .

٦٥ ـ في تفسير العياشي عن حماد بن عثمان قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام ان الأحاديث تختلف عنكم؟ قال: فقال: إنّ القرآن نزل على سبعة أحرف، وادنى ما للإمام ان يفتي على سبعة وجوه، ثم قال( هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ ) .

٦٦ ـ في بصائر الدرجات محمد بن الحسين عن أبي داود عن سليمان بن سعيد عن ثعلبة عن منصور عن زرارة قال: قلت لأبى جعفرعليه‌السلام : قول الله تبارك وتعالى:( فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) من المعنون بذلك؟ قال: نحن، قال: قلت: فأنتم المسئولون؟ قال: نعم، قلت: ونحن السائلون؟ قال: نعم، قال قلت: فعلينا ان نسئلكم؟ قال: نعم، قلت: وعليكم ان تجيبونا. قال: لا ذلك إلينا ان شئنا فعلنا

٤٦٢

وان شئنا لم نفعل، ثم قال: قال الله تعالى:( هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ )

٦٧ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن بعض أصحابنا قال: أولم أبو الحسن موسى صلوات الله عليه وليمة على بعض ولده فأطعم أهل المدينة ثلاثة أيام الفالوذجات في الجفان في المساجد والازقة(١) فعابه بذلك بعض أهل المدينة فبلغه ذلكعليه‌السلام ، فقال: ما آتى اللهعزوجل نبيا من أنبيائه شيئا إلّا وقد آتى محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله مثله، وزاده ما لم يؤتهم، قال لسليمانعليه‌السلام :( هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ ) وقال لمحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله :( وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) .

٦٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني أبي عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن عبد الله بن القاسم عن أبي خالد القماط عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قالت بنوا إسرائيل لسليمانعليه‌السلام استخلف علينا ابنك، فقال: انه لا يصلح لذلك، فألحوا عليه فقال: انى سائله عن مسائل فان أحسن الجواب فيها استخلفه، ثم سأله فقال: يا بنى ما طعم الماء وطعم الخبز؟ ومن أي شيء ضعف الصوت وشدته؟ واين موضع العقل من البدن؟ ومن أي شيء القساوة والرقة؟ ومم تعب البدن ودعته ومم مكسب البدن وحرمانه؟. فلم يحبه بشيء منها، فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : طعم الماء الحيوة وطعم الخبز القوة(٢) وضعف الصوت وشدته من شحم الكليتين وموضع العقل الدماغ، ألآ ترى أنّ الرجل إذا كان قليل العقل قيل له: ما أخف دماغه، والقسوة والرقة من القلب، وهو قولهعزوجل :( فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللهِ ) وتعب البدن ودعته من القدمين، إذا تعبا في المشي يتعب البدن، وإذا ودعا ودع البدن ومكسب البدن وحرمانه من اليدين إذا عمل بما زادتا على البدن وإذا لم يعمل بهما لم يزدا على البدن شيئا.

٦٩ ـ حدّثني أبي عن ابن فضال عن عبد الله بن بحر عن ابن مسكان عن أبي ـ

__________________

(١) الازقة جمع الزقاق: الطريق.

(٢) قيل: ولعل المراد من الطعم هنا الفائدة والنفع، أو ان الحياة والقوة لو كانتا مما يطعم لكان طعمهما طعم الماء والخبز.

٤٦٣

بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته عن بلية أيوبعليه‌السلام التي ابتلى بها في الدنيا لأي علة كانت؟ قال: لنعمة أنعم اللهعزوجل عليه بها في الدنيا وادى شكرها، وكان في ذلك الزمان لا يحجب إبليس دون العرش، فلما صعد وراى شكر نعمة أيوبعليه‌السلام حسده إبليس، فقال: يا رب إنّ أيوب لم يؤد إليك شكر هذه النعمة إلّا بما أعطيته من الدنيا، ولو حرمته دنياه ما ادى إليك شكر نعمة أبدا، فسلطني على دنياه حتى تعلم انه لم يؤد إليك شكر نعمة أبدا، فقيل له: قد سلطتك على ماله وولده، قال: فانحدر إبليس فلم يبق له مالا ولا ولدا إلّا أعطبه(١) فازداد أيوب لله شكرا وحمدا، قال: فسلطني على زرعه يا رب، قال: قد فعلت، فجاء مع شياطينه فنفخ فيه فاحترق فازداد أيوب لله شكرا وحمدا، فقال: يا رب سلطنى على غنمه فسلطه على غنمه فأهلكها، فازداد أيوب لله شكرا وحمدا، فقال: يا رب سلطنى على بدنه فسلطه على بدنه ما خلا عقله وعينيه، فنفخ فيه إبليس فصار قرحة واحدة من قرنه إلى قدمه، فبقي في ذلك دهرا طويلا يحمد الله ويشكره حتى وقع في بدنه الدود، فكانت تخرج من بدنه فيردها فيقول لها ارجعي إلى موضعك الذي خلقك الله منه، ونتن حتى أخرجوه أهل القرية من القرية والقوه في المزبلة غارج القرية، وكانت امرأته رحمة بنت يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم صلوات الله عليهم وعليها، تتصدق من الناس وتأتيه بما تجده.

قال: فلما طال عليه البلاء وراى إبليس صبره أتى أصحابا لأيوب كانوا رهبانا في الجبال وقال لهم: مروا بنا إلى هذا العبد المبتلى فنسأله عن بليته(٢) فركبوا بغالا شهبا وجاؤا فلما دنوا منه نفرت بغالهم من نتن ريحه، فنظر بعضهم إلى بعض ثم مشوا إليه وكان فيهم شاب حدث السن فقعدوا إليه فقالوا: يا أيوب لو أخبرتنا بذنبك لعل الله كان يهلكنا إذا سألناه وما نرى ابتلاك بهذا البلاء الذي لم يبتل به أحد إلّا من أمر كنت تستره؟ فقال أيوبعليه‌السلام : وعزة ربي انه ليعلم انى ما أكلت طعاما إلّا ويتيم أو ضعيف يأكل معى، وما عرض لي أمران كلاهما

__________________

(١) أي أهلكه.

(٢) وفي بعض النسخ «فنبتليه عن بليته».

٤٦٤

طاعة الله إلّا أخذت بأشدهما على بدني، فقال الشاب: سوءة لكم عيرتم نبي الله حتى أظهر من عبادة ربه ما كان يسترها؟ فقال أيوبعليه‌السلام : يا رب لو جلست مجلس الحكم منك لأدليت بحجتي(١) فبعث الله إليه غمامة فقال: يا أيوب أدل بحجتك فقد أقعدتك مقعد الحكم وها انا إذا قريب ولم أزل، فقال: يا رب انك لتعلم انه لم يعرض لي أمران قط كلاهما لك طاعة إلّا أخذت بأشدهما على نفسي، الم أحمدك؟ الم أشكرك؟ الم أسبحك؟ قال: فنودي من الغمامة بعشرة آلاف لسان: يا أيوب من صيرك تعبد الله والناس عنه غافلون؟ وتحمده وتسبحه وتكبره والناس عنه غافلون؟ اتمن على الله بما الله فيه المنة عليك؟.

قال: فأخذ التراب فوضعه في فيه ثم قال: لك العتبى(٢) يا رب أنت فعلت ذلك بى، فأنزل اللهعزوجل عليه ملكا فركض برجله(٣) فخرج الماء فغسله بذلك الماء فعاد أحسن ما كان وأطرأ. وأنبت الله عليه روضة خضراء ورد عليه أهله وماله وولده وزرعه، وقعد معه الملك يحدثه ويونسه، فأقبلت امرأته معها الكسرة(٤) فلما انتهت إلى الموضع إذ الموضع متغير وإذا رجلان جالسان، فبكت وصاحت وقالت: يا أيوب ما دهاك؟(٥) فناداها أيوب فأقبلت فلما رأته وقد رده الله عليه بدنه ونعمه سجدت للهعزوجل شكرا، فرأى ذؤابتها مقطوعة، وذلك انها سألت قوما ان يعطوها ما تحمله إلى أيوبعليه‌السلام من الطعام، وكانت حسنة الذوائب. فقالوا لها: تبيعينا ذؤابتك هذه حتى نعطيك؟ فقطعتها ودفعتها إليهم، وأخذت منهم طعاما لأيوب، فلما رآها مقطوعة الشعر غضب وحلف عليها ان يضربها مأة، فأخبرته انه كان سببه كيت وكيت، فاغتم أيوب من ذلك

__________________

(١) ادلى بحجته: أي احتج بها.

(٢) العتبى: الرضى يقال أعطاه العتبى.

(٣) الركض: تحريك الرجل.

(٤) الكسرة: القطعة من الخبز.

(٥) ما دهاك: أي ما أصابك.

٤٦٥

فأوحى اللهعزوجل اليه:( خُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِبْ بِهِ وَلا تَحْنَثْ ) (١) فأخذ عذقا مشتملا على مأة شمراخ فضربها ضربة واحدة فخرج من يمينه.

ثم قال:( وَوَهَبْنا لَهُ أهله وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ ) قال فرد الله عليه أهله الذين ماتوا قبل البلاء، ورد عليه أهله الذين ماتوا بعد ما أصابهم البلاء كلهم أحياهم الله تعالى له فعاشوا معه.

وسئل أيوبعليه‌السلام : بعد ما عافاه الله أي شيء كان أشد عليك مما مر؟ فقال: شماتة الأعداء، قال فأمطر الله عليه في داره جراد الذهب وكان يجمعه. فكان إذا ذهب الريح منه بشيء عدا خلفه، فقال له جبرئيلعليه‌السلام : اما تشبع يا أيوب؟ قال: ومن يشبع من رزق اللهعزوجل ؟.

٧٠ ـ في مجمع البيان( أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطانُ بِنُصْبٍ وَعَذابٍ ) قيل انه اشتد مرضه حتى تجنبه الناس، فوسوس الشيطان إلى الناس ان يستقذروه ويخرجوه من بينهم ولا يتركوا امرأته التي تخدمه ان تدخل عليهم. فكان أيوب يتأذى بذلك ويتألم به، ولم يشك الألم الذي كان من أمر الله سبحانه، قال قتادة: دام ذلك سبع سنين، وروى ذلك عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

٧١ ـ وروى العياشي باسناده ان عباد المكي قال: قال لي سفيان الثوري: انى ارى لك من أبي عبد اللهعليه‌السلام منزلة فأسئله عن رجل زنى وهو مريض فان أقيم عليه الحد خافوا ان يموت، ما يقول فيه؟ قال: فسألته فقال لي: هذه المسئلة من تلقاء نفسك أو أمرك بها إنسان؟ فقلت: إنّ سفيان الثوري أمرني ان أسئلك عنها، فقال: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أتى برجل أحبن(٢) قد استسقى بطنه وبدت عروق فخذيه وقد زنى بامراة مريضة، فأمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فأتى بعرجون فيه مأة شمراخ، فضربه به ضربة وضربها به ضربة وخلى سبيلهما، وذلك قوله:( وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِبْ بِهِ وَلا تَحْنَثْ ) .

٧٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام

__________________

(١) الضغث ـ بالكسر ـ: قبضة حشيش مختلطة الرطب باليابس.

(٢) الحبن ـ محركة ـ: داء في البطن يعظم منه ويوم.

٤٦٦

في قوله( أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصارِ ) قال: أولوا القوة في العبادة والبصر فيها( هذا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمِهادُ هذا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ ) قال: الغساق وادفي جهنم، فيه ثلاثمأة وثلاثون قصرا في كل قصر ثلاثمأة بيت، في كل بيت أربعون زاوية، في كل زاوية شجاع في كل شجاع ثلاثمأة وثلاثون عقربا، في كل حمة عقرب ثلاثمأة وثلاثون قلة من سهم، لو ان عقربا منها نضحت سمها على أهل جهنم لوسعهم سمها هذا وان للطاغين لشر مآب وهم الاول والثاني وبنو امية، ثم ذكر من كان بعدهم ممن غصب آل محمد حقهم فقال:( وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْواجٌ هذا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ ) وهم بنوا العباس فيقولون بنوا امية( لا مَرْحَباً بِهِمْ إِنَّهُمْ صالُوا النَّارِ ) .

٧٣ ـ في مجمع البيان:( هذا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ ) الآية روى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ان النار تضيق عليهم كضيق الزج بالريح.

٧٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم متصل بما سبق فيقول بنو فلان:( بَلْ أَنْتُمْ لا مَرْحَباً بِكُمْ أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنا ) وبدأتم بظلم آل محمد فبئس القرار ثم يقول بنو امية( رَبَّنا مَنْ قَدَّمَ لَنا هذا فَزِدْهُ عَذاباً ضِعْفاً فِي النَّارِ ) يعنون الاول والثاني ثم يقول أعداء آل محمد في النار( ما لَنا لا نَرى رِجالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ ) في الدنيا وهم شيعة أمير المؤمنينعليه‌السلام ( أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ ) ثم قال( إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ ) فيما بينهم، ذلك قول الصادقعليه‌السلام انكم لفي الجنة تحبرون(١) وفي النار تطلبون.

٧٥ ـ في روضة الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه قال لأبي بصير يا أبا محمد لقد ذكركم الله إذ حكى عن عدوكم في النار بقوله:( وَقالُوا ما لَنا لا نَرى رِجالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ* أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ ) والله ما عنى ولا أراد بهذا غيركم، صرتم عند أهل هذا العالم شرار الناس، وأنتم والله في الجنة تحبرون وفي النار تطلبون، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٧٦ ـ علي بن محمد عن أحمد بن أبي عبد الله عن عثمان بن عيسى عن ميسر قا :

__________________

(١) أي تنعمون وتكرمون وتمرون يقال: حبره الأمر أي سره.

٤٦٧

دخلت على أبي عبد اللهعليه‌السلام فقال: كيف أصحابك؟ فقلت: جعلت فداك لنحن عندهم اشر من اليهود والنصارى والمجوس والذين أشركوا، قال: وكان متكئا فاستوى جالسا ثم قال: كيف؟ قلت: والله لنحن عندهم اشر من اليهود والنصارى والذين أشركوا، فقال: اما والله لا يدخل النار منكم اثنان لا والله، ولا واحد، انكم الذين قال اللهعزوجل :( وَقالُوا ما لَنا لا نَرى رِجالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ* أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ ) قال: طلبوكم والله في النار والله، فما وجدوا منكم أحدا.

٧٧ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن منصور بن يونس عن عنبسة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إذا استقر أهل النار في النار يفقدونكم فلا يرون منكم أحدا، فيقول بعضهم لبعض:( ما لَنا لا نَرى رِجالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ* أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ ) قال: وذلك قول اللهعزوجل :( إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ ) يتخاصمون فيكم فيما كانوا يقولون في الدنيا.

٧٨ ـ في مجمع البيان وروى العياشي بالإسناد عن جابر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه قال: إنّ أهل النار يقولون:( ما لَنا لا نَرى رِجالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ ) يعنونكم لا يرونكم في النار، لا يرون والله واحدا منكم في النار.

٧٩ ـ في أمالي شيخ الطائفةقدس‌سره باسناده قال: دخل سماعة بن مهران على الصادقعليه‌السلام فقال له: يا سماعة من شر الناس؟ قال: نحن يا بن رسول الله، قال: فغضب حتى احمرت وجنتاه، ثم استوى جالسا وكان متكئا فقال: يا سماعة من شر الناس عند الناس؟ فقلت: والله ما كذبتك يا بن رسول الله، نحن شر الناس عند الناس لأنهم يسمونا كفارا ورافضة، فنظر إلى ثم قال: كيف إذا سيق بكم إلى الجنة، وسيق بهم إلى النار، فينظرون إليكم فيقولون:( ما لَنا لا نَرى رِجالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ ) يا سماعة بن مهران انه من أساء منكم إساءة مشينا إلى الله يوم القيامة بأقدامنا فنشفع فيه فتشفع، والله لا يدخل النار منكم عشرة رجال والله لا يدخل النار منكم خمسة رجال، والله لا يدخل النار منكم ثلاثة رجال، والله لا يدخل النار منكم رجل واحد، فتنافسوا

٤٦٨

في الدرجات، واكمدوا(١) عدوكم بالورع.

٨٠ ـ في بصائر الدرجات محمد بن الحسين عن عبد الله بن جبلة عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: يا أبا محمد أنتم في الجنة تحبرون، وبين أطباق النار تطلبون فلا توجدون، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٨١ ـ في جوامع الجامع وعن الباقرعليه‌السلام يعنونكم لا يرون والله أحدا منكم في النار.

٨٢ ـ في مصباح شيخ الطائفةقدس‌سره خطبة لأمير المؤمنينعليه‌السلام خطب بها يوم الغدير وفيها يقولعليه‌السلام : هذا يوم عظيم الشأن إلى قوله: هذا يوم الملاء الأعلى الذي أنتم عنه معرضون.

٨٣ ـ في بصائر الدرجات عباد بن سليمان عن محمد بن سليمان عن أبيه سليمان ابن سدير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قلت له: قول الله تبارك وتعالى:( قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ ) ( قالَ: الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ) : الائمة والنبأ: الامامة.

٨٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني خالد عن الحسن بن محبوب عن محمد بن سنان عن أبي مالك الأسدي عن إسماعيل الجُعفي قال: كنت في المسجد الحرام قاعدا وأبو جعفرعليه‌السلام في ناحية، فرفع رأسه فنظر إلى السماء مرة وإلى الكعبة مرة ثم قال:( سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إلى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى ) وكرر ذلك ثلاث مرات ثم التفت إليَّ فقال: أيّ شيء يقولون أهل العراق في هذه الآية يا عراقي؟ قلت: يقولون: أسري به من المسجد الحرام إلى البيت المقدس، فقال: ليس هو كما يقولون ولكنه أسري به من هذه إلى هذه وأشار بيده إلى السماء، وقال: ما بينهما حرم، فلما انتهى به إلى سدرة المنتهى تخلف عنه جبرئيلعليه‌السلام ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يا جبرئيل في هذا الموضع تخذلني؟ فقال: تقدم أمامك، فو الله لقد بلغت مبلغا لم يبلغه أحد من خلق الله قبلك، فرأيت من نور ربي وحال بيني وبينه السبحة قلت: وما السبحة جعلت فداك؟ فأومى بوجهه إلى الأرض وأومى بيده إلى السماء وهو يقول :

__________________

(١) كذا في النسخ.

٤٦٩

جلال ربي ثلاث مرات قال: يا محمّد قلت: لبيك يا ربّ، قال: فيما اختصم الملأ الأعلى؟ قال: قلت: سبحانك لا علم لي إلّا ما علمتني، قال: فوضع يده أي يد القدرة بين ثديي فوجدت بردها بين كتفي، قال: فلم يسألني عما مضى ولا عما بقي إلّا علمته، فقال: يا محمّد فيم اختصم الملأ الأعلى؟ قال: قلت: في الكفارات والدرجات والحسنات، فقال لي: يا محمّد قد انقطع أكلك وانقضت نبوّتك فمن وصيّك؟ فقلت: يا ربّ قد بلوت خلقك فلم أر أحدا من خلقك أطوع لي من عليٍّ، فقال لي: يا محمّد، فبشّره بأنّه راية الهدى وامام أوليائي، ونور لمن أطاعني، والكلمة التي ألزمتها اليقين. من أحبه فقد أحبني ومن أبغضه فقد ابغضنى، مع ما أنّى اخصه بما لم أخصّ به أحدا، فقلت: يا ربّ أخي وصاحبي ووزيري ووارثي فقال: انه أمر قد سبق انه مبتلى ومبتلى به، مع ما انى قد نحلته ونحلته ونحلته ونحلته أربعة أشياء عقدها بيده، ولا يفصح بها عقدها.

٨٥ ـ في مجمع البيان روى ابن عباس عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: قال لي ربي: أتدري فيم يختصم الملاء الأعلى؟ فقلت: لا، قال: اختصموا في الكفارات والدرجات، فاما الكفارات فإسباغ الوضوء في السبرات، ونقل الاقدام إلى الجماعات وانتظار الصلوة بعد الصلوة، واما الدرجات فإفشاء السلام، وإطعام الطعام، والصلوة بالليل والناس نيام.

٨٦ ـ في كتاب الخصال عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله انه لـمّا سئل في المعراج: فيما اختصم الملاء الأعلى قال: في الدرجات والكفارات، فنوديت: وما الدرجات؟ فقلت: إسباغ الوضوء في السبرات، والمشي إلى الجماعات وانتظار الصلوة بعد الصلوة، وولايتي وولاية أهل بيتي حتى الممات، والحديث طويل فقد أخرجته مسندا على وجهه في كتاب إثبات المعراج، انتهى.

٨٧ ـ عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال في وصية له: يا عليُّ ثلاث درجات وثلاث كفارات، إلى قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : واما الكفارات فإفشاء السلام وإطعام الطعام والتهجد بالليل والناس نيام.

٤٧٠

٨٨ ـ في نهج البلاغة الحمد لله الذي لبس العز والكبرياء واختارهما لنفسه دون خلقه وجعلهما حمى وحرما على غيره، واصطفاهما لجلاله وجعل اللعنة على من نازعه فيهما في عباده، ثم اختبر بذلك ملائكته المقربين ليميز المتواضعين منهم من المستكبرين فقال سبحانه ـ وهو العالم بمضرات القلوب ومحجوبات الغيوب:( إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلَّا إِبْلِيسَ ) اعترضته الحمية فافتخر على آدم بخلقه وتعصب عليه لأصله فعدو الله امام المتعصبين وسلف المستكبرين الذي وضع أساس العصبية ونازع الله رداء الجبرية، وادرع(١) لباس التعزز وخلع قناع التذلل، ألآ ترون كيف صغره الله بتكبره، ووضعه بترفعه، فجعله في الدنيا مدحورا(٢) وأعد له في الآخرة سعيرا، ولو أراد الله سبحانه ان يخلق آدم من نور يخطف الأبصار ضياءه، ويبهر العقول رواؤه وطيب يأخذ الأنفاس عرفه(٣) لفعل ولو فعل لظلت له الأعناق خاضعة، ولخفت البلوى فيه على الملائكة، ولكن الله سبحانه ابتلى خلقه ببعض ما يجهلون أصله تمييزا بالاختبار لهم، ونفيا للاستكبار عنهم، وابعادا للخيلاء منهم(٤) فاعتبروا بما كان من فعل الله إبليس إذا أحبط عمله الطويل، وجهده الجهيد، وكان قد عبد الله ستة آلاف سنة لا يدرى امن سنى الدنيا أم من سنى الآخرة من كبر ساعة واحدة، فمن ذا بعد إبليس يسلم على الله بمثل معصيته، كلا، ما كان الله سبحانه ليدخل الجنة بشرا بأمر اخرج به منها ملكا، إنّ حكمه في أهل السماء وأهل الأرض لواحد، وما بين الله وبين أحد من خلقه هوادة(٥) في إباحة حمى حرمة الله تعالى على العالمين.

٨٩ ـ في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى عباس بن هلال عن أبي الحسن

__________________

(١) ادرع الرجل: لبس درع الحديد.

(٢) أي مطرودا مبعدا، يقال: دحره الله دحورا أي أقصاه وطرده.

(٣) الرؤاء ـ بالهمزة والمد ـ: المنظر الحسن. والعرف: الريح الطيبة.

(٤) الخيلاء: الكبر.

(٥) الهوادة: الموادعة والمصالحة.

٤٧١

الرضاعليه‌السلام انه ذكر ان اسم إبليس الحارث وانما قول اللهعزوجل يا إبليس: يا عاصي، وسمى إبليس لأنه أبلس من رحمة الله(١) .

٩٠ ـ في عيون الأخبار باسناده إلى محمد بن عبيدة قال: سألت الرضاعليه‌السلام عن قول الله تعالى لإبليس:( ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَ ) قال: يعنى بقدرتي وقوتي.

٩١ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى محمد بن مسلم قال: سئلت أبا جعفرعليه‌السلام فقلت: قول اللهعزوجل :( يا إِبْلِيسُ ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ) فقال: اليد في كلام العرب القوة والنعمة، قال الله:( وَاذْكُرْ عَبْدَنا داوُدَ ذَا الْأَيْدِ ) وقال: «والسماء بنيناها بأيد» أي بقوة، وقال:( وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ) أي قوة ويقال: لفلان عندي يد بيضاء أي نعمة.

٩٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثنا محمد بن أحمد بن ثابت قال حدّثنا القاسم ابن إسماعيل الهاشمي عن محمد بن سنان عن الحسين بن مختار عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: لو ان اللهعزوجل خلق الخلق كلهم بيده لم يحتج في آدمعليه‌السلام انه خلقه بيده فيقول:( ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَ ) افترى اللهعزوجل يبعث الأشياء بيده.

٩٣ ـ حدّثني أبي عن سعيد بن أبي سعيد عن إسحاق بن جرير قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام أي شيء يقول أصحابك في قول إبليس:( خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ) قلت جعلت فداك قد قال ذلك وذكره اللهعزوجل في كتابه، فقال: كذب إبليس يا إسحاق ما خلقه اللهعزوجل إلّا من طين، ثم قال: قال اللهعزوجل :( الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً فَإِذا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ ) خلقه اللهعزوجل من تلك النار، ومن تلك الشجرة والشجرة أصلها من طين.

٩٤ ـ أخبرنا أحمد بن إدريس قال: حدّثنا أحمد بن محمد عن محمد بن يونس عن رجل عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله تبارك وتعالى:( فَأَنْظِرْنِي إلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ قالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ إلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ) قال:( يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ) يوم يذبحه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله على الصخرة التي في بيت المقدس.

__________________

(١) أي يئس منعها.

٤٧٢

٩٥ ـ حدّثنا علي بن الحسين قال: حدّثنا محمد بن أبي عبد الله عن الحسن بن محبوب عن أبي ولاد عن حمران عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: إنّ امرأة من المسلمات أتت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فقالت: يا رسول الله إنّ فلانا زوجي وقد نشرت له بطني وأعنته على دنياه وآخرته لم ير منى مكروها أشكوه إليك، قال: فيم تشكونيه؟ قالت: أنّه قال: انك على حرام كظهر أمي وقد أخرجني من منزلي فانظر في أمري، فقال لها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما أنزل الله تبارك وتعالى كتابا اقضى فيه بينك وبين زوجك، وانا اكره ان أكون من المتكلفين، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٩٦ ـ في مصباح الشريعة قال الصادقعليه‌السلام : المتكلف مخطئ وان أصاب، والمتكلف لا يستحلب في عاقبة امره إلّا الهوان، وفي الوقت إلّا التعب والعنا والشقا، والمتكلف ظاهره رياء وباطنه نفاق، وهما جناحان بهما يطير المتكلف، وليس في الجملة من أخلاق الصالحين ولا من شعار المتقين، المتكلف في أي باب كان قال الله تعالى لنبيه( قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ ) .

٩٧ ـ فيمن لا يحضره الفقيه في وصية النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لعليٍّعليه‌السلام وللمتكلف ثلاث علامات، يتملق إذا حضر، ويغتاب إذا غاب، ويشمت بالمصيبة.

٩٨ ـ في كتاب الخصال عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال:( قالَ لُقْمانُ لِابْنِهِ ) : يا بنى لكل شيء علامة يعرف بها ويشهد عليها إلى قولهعليه‌السلام : وللمتكلف ثلاث علامات، ينازع من فوقه، ويقول ما لا يعلم، ويتعاطى ما لا ينال.

٩٩ ـ عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل يقول فيه: ومن العلماء من يضع نفسه للفتاوى ويقول: سلوني ولعله لا يصيب حرفا واحدا، والله لا يحب المتكلفين، فذاك في الدرك السادس من النار.

١٠٠ ـ في جوامع الجامع وعن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : للمتكلف ثلاث علامات ينازع من فوقه، ويتعاطى ما لا ينال، ويقول ما لا يعلم.

١٠١ ـ في كتاب التوحيد حديث طويل عن الرضاعليه‌السلام يقول فيه عن عليٍّعليه‌السلام ان المسلمين قالوا لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لو أكرهت يا رسول الله من قدرت عليه من الناس

٤٧٣

على الإسلام لكثر عددنا وقوينا على عدونا، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما كنت لألقي اللهعزوجل ببدعة لم يحدث إلى فيها شيئا وما انا من المتكلفين.

١٠٢ ـ في روضة الكافي علي بن محمد عن علي بن العباس عن الحسن بن عبد ـ الرحمان عن عاصم ابن حميد عن أبي حمزة عن أبي جعفرعليه‌السلام في قولهعزوجل :( قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ ) قال أمير المؤمنينعليه‌السلام :( وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ ) قال: عند خروج القائم.

١٠٣ ـ علي بن محمد عن علي بن العباس عن علي بن حماد عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: وقال لأعداء الله أولياء الشيطان أهل التكذيب والإنكار:( قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ ) يقول: متكلفا ان اسئلكم ما لستم بأهله، فقال المنافقون عند ذلك بعضهم لبعض: اما يكفي محمدا ان يكون قهرنا عشرين سنة حتى يريد ان يحمل أهل بيته على رقابنا، فقالوا: ما أنزل الله وما هو إلّا شيء يتقوله يريد ان يرفع أهل بيته على رقابنا ولئن قتل محمّد أو مات لننزعنها من أهل بيته ثمّ لا نعيدها فيهم أبدا، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٠٤ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب ان الحسن بن عليعليهما‌السلام خطب الناس فحمد الله واثنى عليه وتشهد ثم قال: ايها الناس إنّ الله اختارنا لنفسه وارتضانا لدينه واصطفانا على خلقه وانزل علينا كتابه ووحيه، وايم الله لا ينقصنا أحد من حقنا شيئا إلّا انتقصه الله من حقه في عاجل دنياه وآجل آخرته، ولا يكون علينا دولة إلّا كانت لنا العاقبة( وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ ) .

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قرء سورة الزمر استخفاها من لسانه أعطاه الله من شرف الدنيا والآخرة وأعزه بلا مال ولا عشيرة حتى يهابه من يراه، وحرم جسده على النار، وبنى له في الجنة الف مدينة، في

٤٧٤

كل مدينة الف قصر، في كل قصر مأة حوراء، وله مع هذا عينان تجريان نضاختان وعينان مدهامتان، و( حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ ) ، و( ذَواتا أَفْنانٍ ) ، و( مِنْ كُلِّ فاكِهَةٍ زَوْجانِ )

٢ ـ في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من قرء سورة الزمر لم يقطع الله رجاه، وأعطاه ثواب الخائفين الذين خافوا الله تعالى.

٣ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حديث طويل وفيه ثم اقبلصلى‌الله‌عليه‌وآله على مشركي العرب فقال: وأنتم فلم عبدتم الأصنام من دون الله؟ فقالوا: نتقرب بذلك إلى الله تعالى فقال: أوهي سامعة مطيعة لربها عابدة له حتى تتقربوا بتعظيمها إلى الله؟ قالوا: لا، قال: فأنتم الذين نحتموها بأيديكم، فلان تعبدكم هي لو كان يجوز منها العبادة أحرى من ان تعبدوها إذا لم يكن أمركم بتعظيمها من هو العارف بمصالحكم وعواقبكم والحكيم فيما يكلفكم.

٤ ـ في قرب الاسناد للحميري باسناده إلى مسعدة بن زياد قال: وحدثني جعفر عن أبيه ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: إنّ الله تبارك وتعالى يأتى يوم القيامة بكل شيء يعبد من دونه من شمس أو قمر أو غير ذلك، ثم يسأل كل إنسان عما كان يعبد فيقول كل من عبد غيره: ربنا انا كنا نعبدها لتقربنا إليك زلفي، قال: فيقول الله تبارك وتعالى للملائكة: اذهبوا بهم وبما كانوا يعبدون إلى النار ما خلا من استثنيت، فان أولئك عنها مبعدون.

قال عز من قائل:( سُبْحانَهُ هُوَ اللهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ ) .

٥ ـ في كتاب الخصال ان أعرابيا قام يوم الجمل إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام فقال: يا أمير المؤمنين أتقول: إنّ الله واحد فحمل الناس عليه وقالوا: يا أعرابي اما ترى ما فيه أمير المؤمنين من تقسم القلب(١) فقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : دعوه فان الذي يريده الأعرابي هو الذي نريده من القوم، ثم قال: يا أعرابي إنّ القول في ان الله واحد على أربعة أقسام، فوجهان منها لا يجوزان على الله تعالى ووجهان يثبتان فيه فاما اللذان لا يجوزان عليه فقول القائل واحد يقصد به باب الأعداد فهذا ما لا يجوز

__________________

(١) التقسم: التفرق. يقال تقسمته الهموم أي وزعت خواطره.

٤٧٥

لان ما لا ثانى له لا يدخل في باب الاعداد ألآ ترى أنّه كفر من قال ثالث ثلثة، وقول القائل هو واحد من الناس يريد به النوع من الجنس فهذا ما لا يجوز. لأنه تشبيه وجل ربنا عن ذلك، واما الوجهان اللذان يثبتان فيه فقول القائل: هو واحد ليس له في الأشياء شبيه كذلك ربنا، وقول القائل: انهعزوجل احدى المعنى، يعنى به أنه لا ينقسم في وجود ولا عقل ولا وهم كذلك ربناعزوجل (١) .

٦ ـ في مجمع البيان عند قوله:( ثُمَّ جَعَلَ مِنْها زَوْجَها ) وفي خلق الوالدين قبل الولد ثلاثة أقوال إلى قوله: وثالثها انه خلق الذرية في ظهر آدم وأخرجها من ظهره كالذر، ثم خلق من بعد ذلك حواء من ضلع من أضلاعه على ما ورد في الاخبار وهذا ضعيف.

٧ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل وفيه وقال:( وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعامِ ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ ) فانزاله ذلك خلقه إياه.

٨ ـ في تهذيب الأحكام محمد بن الحسن الصفّار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن العباس بن موسى الوراق عن يونس بن عبد الرحمان عن أبي جرير القمى قال: سألت العبد الصالحعليه‌السلام عن النطفة ما فيها من الدية وما في العلقة وما في المضغة المخلقة وما يقر في الأرحام؟ قال: انه يخلق في بطن أمه خلقا من بعد خلق، يكون نطفة أربعين يوما ثم يكون علقة أربعين يوما، ثم مضغة أربعين يوما ففي النطفة أربعون دينارا، وفي العلقة ستون دينارا، وفي المضغة ثمانون دينارا، فاذا اكتسى العظام لحما ففيه مأة دينار، قال اللهعزوجل :( ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ ) فان كان ذكرا ففيه الدية وان كانت أنثى ففيها الدية.

٩ ـ في كتاب معاني الأخبار أبيرحمه‌الله قال: حدّثني محمد بن يحيى العطار عن أحمد بن محمد عن علي بن السندي عن محمد بن عمرو بن سعيد عن أبيه قال: كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام حيث دخل عليه داود الرقى فقال له: جعلت فداك ان الناس يقولون إذا مضى للحمل ستة أشهر فقد فرغ الله من خلقته، فقال أبو الحسنعليه‌السلام : يا داود ادع ولو

__________________

(١) لهذا الحديث بيان في كتاب بحار الأنوار فراجع ان شئت ج ٣ ص ٢٠٧ من الطبعة الحديثة.

٤٧٦

بشق الصفا، فقلت: جعلت فداك وأيّ شيء الصفا؟ قال: ما يخرج مع الولد، فان اللهعزوجل يفعل ما يشاء.

١٠ ـ في نهج البلاغة أم هذا الذي انشأه في ظلمات الأرحام وشعف الأستار نطفة دهاقا، وعلقة محاقا، وجنينا وراضعا، ووليدا ويافعا(١) .

١١ ـ في مجمع البيان: في ظلمات ثلاث ظلمة البطن وظلمة الرحم وظلمة المشيمة، وهو المروي عن أبي جعفرعليه‌السلام .

١٢ ـ في كتاب مصباح الزائر لابن طاوسرحمه‌الله في دعاء الحسينعليه‌السلام يوم عرفة: وابتدعت خلقي من منى يمنى ثم أسكنتني في ظلمات ثلاث بين لحم وجلد ودم، لم تشهر بخلقي ولم تجعل إلى شيئا من أمري، ثم أخرجتني إلى الدنيا تاما سويا.

١٣ ـ في كتاب التوحيد للمفضل بن عمر المنقول عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في الرد على الدهرية قالعليه‌السلام : سنبتدئ يا مفضل بذكر خلق الإنسان فاعتبر به، فأول ذلك ما يدبر به الجنين في الرحم وهو محجوب في ظلمات ثلاث: ظلمة البطن وظلمة الرحم وظلمة المشيمة، حيث لا حيلة عنده في طلب غذاء ولا دفع أذى، ولا استجلاب منفعة ولا دفع مضرة، فانه يجرى إليه من دم الحيض ما يغذوه كما يغذوا الماء النبات. فلا يزال ذلك غذاؤه حتى إذا كمل خلقه واستحكم بدنه وقوى أديمه(٢) على مباشرة الهواء وبصره على ملاقاة الضياء هاج هذا الطلق بأمه فأزعجه أشد إزعاج ذا عنفة حتى يولد.

١٤ ـ في محاسن البرقي عنه عن بعض أصحابه رفعه في قول الله تبارك وتعالى:( وَلا يَرْضى لِعِبادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ ) فقال: الكفر هاهنا الخلاف و

__________________

(١) الشغف ـ بضمتين جمع شغاف بفتح الشين ـ وأصله غلاف القلب يقال شغفه الحب أي بلغ شغافه. والدهاق: المملوءة. والمحاق: ثلاث ليال من آخر الشهر، وسميت محاقا لان القمر يمتحق فيهن أي يخفى وتبطل صورته، قال الشارح المعتزلي: وانما جعل العلقة محاقا هاهنا لأنها لم تحصل لها الصورة الانسانية بعد فكانت ممحوة ممحوقة. واليافع: الغلام المراهق لعشرين، وقيل: ناهز البلوغ.

(٢) الأديم: الجلد.

٤٧٧

الشكر الولاية والمعرفة.

١٥ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى فضيل بن يسار قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: شاء وأراد ولم يحب ولم يرض. شاء ألّا يكون شيء إلّا بعلمه وأراد مثل ذلك ولم يحب أنْ يقال له ثالث ثلاثة ولم يرض لعباده الكفر.

١٦ ـ في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن عمار الساباطي قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( وَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ ضُرٌّ دَعا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ) قال: نزلت في أبي الفصيل(١) انه كان رسول الله عنده ساحرا، فكان إذا مسه الضر يعنى السقم دعا ربه منيبا إليه يعنى تائبا إليه من قوله: في رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ما يقول( ثُمَّ إِذا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ ) يعنى العافية نسي ما كان يدعو إليه يعنى نسي التوبة إلى اللهعزوجل مما كان يقول في رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله انه ساحر ولذلك قال اللهعزوجل :( قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحابِ النَّارِ ) يعنى امرتك على الناس بغير حق من اللهعزوجل ومن رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال ثم قال أبو ـ عبد اللهعليه‌السلام : ثم عطف القول من اللهعزوجل في عليٍّعليه‌السلام يخبر بحاله وفضله عند الله تبارك وتعالى( أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَقائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ ) ان محمّدا رسول الله والذين لا يعلمون ان محمّدا رسول الله وانّه ساحر كذاب انما يتذكر أولوا الألباب قال: ثمّ قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : هذا تأويله يا عمّار.

١٧ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبي ـ عبد اللهعليه‌السلام أنّه قال لأبي بصير يا أبا محمد لقد ذكرنا اللهعزوجل وشيعتنا وعدونا في آية من كتابه فقالعزوجل :( هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ ) فنحن الذين يعلمون، وعدونا الذين لا يعلمون، وشيعتنا أولوا الألباب، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٨ ـ في علل الشرائع أبيرحمه‌الله قال حدّثنا علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد

__________________

(١) كنى به عن الاول.

٤٧٨

ابن عيسى عن حريز عن زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قلت:( آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَقائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ ) قال: يعنى صلوة الليل. وفي الكافي مثله سندا ومتنا.

١٩ ـ في أصول الكافي بعض أصحابنا رفعه عن هشام بن الحكم قال: قال لي أبو الحسن موسى بن جعفرعليه‌السلام قال الحسن بن عليعليهما‌السلام : إذا طلبتم الحوائج فاطلبوها من أهلها، قيل: يا بن رسول الله من أهلها؟ قال: الذين قص الله في كتابه وذكرهم فقال:( إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ ) قال: هم أولوا العقول.

٢٠ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن عبد المؤمن بن القاسم الأنصاري عن سعد عن جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ ) قال أبو جعفر: انما نحن الذين يعلمون، والذين لا يعلمون عدونا، وشيعتنا أولوا الألباب.

٢١ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام في قولهعزوجل :( هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ ) قال: نحن الذين يعلمون، وعدونا الذين لا يعلمون، وشيعتنا أولوا الألباب.

٢٢ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) وروى عن الحسن العسكريعليه‌السلام انه اتصل بأبى الحسن علي بن محمد العسكريعليهما‌السلام ان رجلا من فقهاء الشيعة كلهم بعض النصاب فأفحمه بحجته(١) حتى أبان عن فضيحته فدخل على علي بن محمدعليهما‌السلام وفي صدر مجلسه دست عظيم(٢) منصوب، وهو قاعد خارج الدست وبحضرته خلق من العلويين وبنى هاشم فما زال يرفعه حتى أجلسه في ذلك الدست واقبل عليه، فاشتد ذلك على أولئك الاشراف، فاما العلويون فأجلوه عن العتاب واما الهاشميون فقال له شيخهم: يا بن رسول الله هكذا تؤثر عاميا على سادات بنى هاشم

__________________

(١) أفحمه بالحجة أي أسكته.

(٢) الدست هاهنا بمعنى الوسادة.

٤٧٩

من الطالبين والعباسين؟ فقالعليه‌السلام : إياكم وان تكونوا من الذين قال الله تبارك وتعالى:( أَلَمْ تَرَ إلى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُدْعَوْنَ إلى كِتابِ اللهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ ) أترضون بكتاب اللهعزوجل حكما؟ قالوا: بلى، قال: أو ليس قال اللهعزوجل :( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ ) فكيف تنكرون رفعي لهذا لـمّا رفعه الله ان كسر هذا لفلان الناصب بحجج الله التي علمه إياها، لا فضل له من كل شرف في النسب، وفي هذا الحديث شيء حذفناه وهو مذكور عند قوله تعالى:( يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ ) .

٢٣ ـ في محاسن البرقي عنه عن بعض أصحابنا رفعه قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ما قسم الله لعباده شيئا أفضل من العقل، فنوم العاقل أفضل من سهر الجاهل، وإفطار العاقل أفضل من صوم الجاهل، واقامة العاقل أفضل من شخوص الجاهل، ولا بعث الله رسولا ولا نبيا حتى يستكمل العقل ويكون عقله أفضل من عقول جميع أمته، وما يضمر النبي في نفسه أفضل من اجتهاد جميع المجتهدين، وما ادى العقل فرائض الله حتى عقل منه ولا بلغ جميع العابدين في فضل عبادتهم ما بلغ العاقل من عقلائهم، هم أولوا الألباب الذين قال اللهعزوجل ( إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ ) .

٢٤ ـ عنه عن ابن فضال عن علي بن عقبة بن خالد قال: دخلت ومعلى بن خنيس على أبي عبد اللهعليه‌السلام فأذن لنا وليس هو في مجلسه، فخرج علينا من جانب من عند نسائه وليس عليه جلباب فلما نظر إلينا رحب وقال: مرحبا بكما وأهلا، ثم جلس وقال: أنتم أولوا الألباب في كتاب الله قال الله تبارك وتعالى:( إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ ) فأبشروا، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٥ ـ في بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن القاسم بن محمد عن عليٍّ عن أبي بصير قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ ) قال: نحن الذين نعلم وعدونا الذين لا يعلمون، انما يتذكر أولوا الألباب شيعتنا.

٢٦ ـ محمد بن الحسين عن أبي داود المسترق عن محمد بن مروان قال: قلت

٤٨٠

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652