تفسير نور الثقلين الجزء ٤

تفسير نور الثقلين0%

تفسير نور الثقلين مؤلف:
المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 652

تفسير نور الثقلين

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي
المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
تصنيف: الصفحات: 652
المشاهدات: 282376
تحميل: 5132


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 652 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 282376 / تحميل: 5132
الحجم الحجم الحجم
تفسير نور الثقلين

تفسير نور الثقلين الجزء 4

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

ـ قرئها فقد امن من الحرق والغرق، قال: فقرأها رجل واضطرمت النار في بيوت جيرانه وبيته وسطها فلم يصبه شيء، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١١٤ ـ في كتاب طب الائمةعليهم‌السلام أبو عتاب عبد الله بن بسطام قال: حدّثنا إبراهيم بن محمد الأزدي عن صفوان الجمال عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسينعليهم‌السلام ان رجلا شكى إلى أبي عبد الله الحسين بن عليعليهما‌السلام فقال: يا بن رسول الله انى أجد وجعا في عراقيبي(١) قد منعني عن النهوض إلى الغزو، قال: فما يمنعك من العوذة؟ قال: لست أعلمها، قال: فاذا احست بها فضع يدك عليها وقل بسم الله وبالله والسلام على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثم اقرأ عليه:( وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ ) ففعل الرجل ذلك فشفاه الله تعالى.

١١٥ ـ في إرشاد المفيدرحمه‌الله ولما أعاد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من تبوك إلى المدينة قدم عليه عمرو بن معدى كرب الزبيدي فقال له النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : أسلم يا عمرو يؤمنك الله من الفزع الأكبر، فقال: يا محمد وما الفزع الأكبر فانى لا أفزع؟ فقال: يا عمرو انه ليس كما تظن وتحسب، ان الناس يصاح بهم صيحة واحدة فلا يبقى ميت إلّا نشر، ولا حي إلّا مات إلّا ما شاء الله، ثم يصاح بهم صيحة اخرى فينشر من مات، ويصفون جميعا وتنشق السماء وتهد الأرض وتخر الجبال وتزفر النار(٢) بمثل الجبال شررا فلا يبقى ذو روح إلّا أنْ خلع قلبه وطاش لبه وذكر ذنبه وشغل بنفسه إلّا ما شاء الله، فأين أنت يا عمرو من هذا؟ قال: ألآ انى اسمع امرا عظيما، فآمن بالله وبرسوله وآمن معه من قومه ناس ورجعوا إلى قومهم، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١١٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني أبي عن الحسن بن محبوب عن محمد ابن النعمان الأحول عن سلام بن المستنير عن ثوير بن أبي فاختة عن علي بن الحسينعليهما‌السلام قال: سئل عن النفختين كم بينهما؟ قال: ما شاء الله، قال: فأخبرنى

__________________

(١) عراقيب جمع العرقوب: عصب غليظ فوق عقب الإنسان.

(٢) وفي المصدر «وتهد الأرض وتخر الجبال هدا وترمى النار اه».

٥٠١

يا بن رسول الله كيف ينفخ فيه؟ فقال: اما النفخة الاولى فان اللهعزوجل يأمر إسرافيل فيهبط إلى الدنيا ومعه الصور، وللصور رأس واحد وطرفان، وبين طرف كل رأس منهما إلى الآخر مثل ما بين السماء إلى الأرض، قال: فاذا رأت الملائكة إسرافيل قد هبط إلى الدنيا ومعه الصور قالوا: قد اذن الله في موت أهل الأرض وفي موت أهل السماء، قال: فيهبط إسرافيل بحضيرة بيت المقدس ويستقبل الكعبة فاذا رأوه أهل الأرض قالوا: قد اذن اللهعزوجل في موت أهل الأرض، قال: فينفخ فيه نفخة فيخرج الصوت من الطرف الذي يلي الأرض، فلا يبقى في الأرض ذو روح إلّا صعق ومات، ويخرج الصوت من الطرف الذي يلي السماوات فلا يبقى في السماوات ذو روح الاصعق ومات إلّا إسرافيل، قال: فيقول الله لاسرافيل: يا إسرافيل: مت فيموت إسرافيل فيمكثون في ذلك ما شاء الله، ثم يأمر السماوات فتمور، ويأمر الجبال فتسير وهو قوله:( يَوْمَ تَمُورُ السَّماءُ مَوْراً وَتَسِيرُ الْجِبالُ سَيْراً ) يعنى تبسط و( تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ ) يعنى بأرض لم تكسب عليها الذنوب بارزة، ليس عليها جبال ولا نبات كما دحاها أول مرة، ويعيد عرشه على الماء كما كان أول مرة مستقلا بعظمته وقدرته ، قال: فعند ذلك ينادى الجبار بصوت من قبله جهوري يسمع أقطار السماوات والأرضين( لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ) ؟ فلم يجبه مجيب فعند ذلك يقول الجبار [عزوجل ] مجيبا لنفسه( لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ ) وانا قهرت الخلايق كلهم وأمتهم إلى انا الله لا إله إلّا انا وحدي لا شريك لي ولا وزير لي وانا خلقت خلقي بيدي، وانا أمتهم بمشيتي، وانا احييهم بقدرتي، قال: فينفخ الجبار نفخة اخرى في الصور فيخرج الصوت من أحد الطرفين الذي يلي السماوات، فلا يبقى في السموات أحد إلّا حيي وقام كما كان، ويعود حملة العرش وتحضر الجنة والنار، ويحشر الخلايق للحساب، قال: فرأيت علي بن الحسينعليهما‌السلام يبكى عند ذلك بكاء شديدا.

١١٧ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسيرحمه‌الله عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل وفيه قال السائل: أفتتلاشى الروح بعد خروجه عن قالبه أم هو باق؟ قال: بل هو باق إلى وقت ينفخ في الصور، فعند ذلك تبطل الأشياء وتفنى فلا حس ولا محسوس.

٥٠٢

ثم أعيدت الأشياء كما بداها مدبرها، وذلك اربعمأة سنة تسبت(١) فيها الخلق وذلك بين النفختين.

١١٨ ـ في مجمع البيان( فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللهُ ) اختلف في المستثنى فقيل: هم جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت وهو المروي في حديث مرفوع.

١١٩ ـ وعن أبي هريرة عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله انه سأل جبرئيل عن هذه الآية من ذا الذي لم يشأ الله ان يصعقهم؟ قال: هم الشهداء متقلدون أسيافهم حول العرش وقال قتادة في حديث رفعه: انما بين النفختين أربعون سنة.

قال عز من قائل:( فَإِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ ) .

١٢٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني أبي عن ابن أبي عمير عن جميل بن دراج عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إذا أراد الله ان يبعث الخلق أمطر السماء على الأرض أربعين صباحا، فاجتمعت الأوصال(٢) ونبتت اللحوم، وقال: أتى جبرئيلعليه‌السلام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فأخذ بيده وأخرجه إلى البقيع فانتهى به إلى قبر، فصوت بصاحبه فقال: قم بأمر الله فخرج منه رجل ابيض الرأس واللحية يمسح التراب عن رأسه وهو يقول: الحمد لله والله أكبر، فقال جبرئيلعليه‌السلام : عد بإذن الله ثم انتهى به إلى قبر آخر فقال: قم بإذن الله، فخرج منه رجل مسود الوجه وهو يقول: يا حسرتاه يا ثبوراه، ثم قال جبرئيلعليه‌السلام : عد إلى ما كنت فيه بإذن اللهعزوجل ، فقال: يا محمد هكذا يحشرون يوم القيامة، فالمؤمنون يقولون هذا القول، وهؤلاء يقولون ما ترى.

١٢١ ـ حدّثنا محمد بن أبي عبد الله قال: حدّثنا جعفر بن محمد قال: حدّثني القاسم بن الربيع قال: حدّثني صباح المدائني قال: حدّثنا المفضل بن عمر انه سمع أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: في قولهعزوجل :( وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها ) قال: رب الأرض يعنى امام الأرض، قلت: في قولهعزوجل :( وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها ) قال: رب الأرض يعنى امام الأرض، قلت: فاذا خرج يكون ماذا؟ قال: إذا يستغنى الناس عن

__________________

(١) سبت: استراح.

(٢) قال الجوهري: الأوصال: المفاصل.

٥٠٣

ضوء الشمس ونور القمر ويجتزون بنور الامام.

١٢٢ ـ في إرشاد المفيدرحمه‌الله وروى المفضل بن عمر قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: إذا قائمنا قام( أَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها ) واستغنى العباد عن ضوء الشمس وذهبت الظلمة.

قال عز من قائل:( وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إلى جَهَنَّمَ زُمَراً ) إلى قوله: فادخلوها خالدين.

١٢٣ ـ في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عن أبيه عن جدهعليهم‌السلام قال: إنّ للنار سبعة أبواب باب يدخل منه فرعون وهامان وقارون، وباب يدخل منه المشركون والكفار ممن لم يؤمن بالله طرفة عين، وباب يدخل منه بنو امية هو لهم خاصة وهو باب لظى، وهو باب سقر وهو باب الهاوية يهوى بهم سبعين خريفا فكلما هوى بهم سبعين خريفا فار بهم فورة قذف بهم في أعلاها سبعين خريفا ثم هوى بهم هكذا سبعين خريفا فلا يزالون هكذا أبدا خالدين مخلدين، وباب يدخل منه مبغضونا ومحاربونا وخاذلونا وانه لأعظم الأبواب وأشدها حرا.

قال محمد بن الفضل الرزقى: فقلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : الباب الذي ذكرت عن أبيك عن جدكعليهما‌السلام انه يدخل منه بنو امية يدخله من مات منهم على الشرك أو ممن أدرك الإسلام منهم؟ فقال: لا أم لك الم تسمعه يقول: وباب يدخل منه المشركون والكفار، فهذا باب يدخل منه كل مشرك وكل كافر( لا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسابِ ) ، وهذا الباب الآخر يدخل منه بنوا امية، لأنه هو لأبي سفيان ومعاوية وآل مروان خاصة يدخلون من ذلك الباب، فتحطمهم النار فيه حطما لا يسمع لهم واعية ولا يحيون فيها ولا يموتون.

١٢٤ ـ في مجمع البيان( لَها سَبْعَةُ أَبْوابٍ ) فيه قولان: أحدهما ما روى عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ان جهنم لها سبعة أبواب أطباق بعضها فوق بعض، ووضع احدى يديه على الاخرى فقال: هكذا، وان الله وضع الجنان على العرض ووضع النيران بعضها فوق بعض فأسفلها جهنم، وفوقها لظى، وفوقها الحطمة، وفوقها سقر، وفوقها الجحيم

٥٠٤

وفوقها السعير، وفوقها الهاوية، وفي رواية الكلبي أسفلها الهاوية وأعلاها جهنم.

١٢٥ ـ في تفسير العياشي عن أبي بصير قال يؤتى بجهنم لها سبعة أبواب بابها الاول للظالمين وهو زريق وبابها الثاني للحبتر وبابها الثالث للثالث، والرابع لمعاوية والخامس عبد الملك. والسادس لعكر بن هوسر، والسابع لأبي سلامة فهم أبواب لمن اتبعهم(١)

١٢٦ ـ في كتاب الخصال في سؤال بعض اليهود علياعليه‌السلام عن الواحد إلى المأة قال له اليهودي: فيما السبعة؟ قال: سبعة أبواب النار متطابقات، قال: فما الثمانية؟ قال: ثمانية أبواب الجنة.

١٢٧ ـ وفيه أيضا في بيان مناقب لأمير المؤمنينعليه‌السلام وتعدادها قالعليه‌السلام : واما التاسعة والثلاثون فانى سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: كذب من زعم انه يحبني ويبغض عليا، لا يجتمع حبى وحبه إلّا في قلب مؤمن، إنّ اللهعزوجل جعل أهل حبى وحبك يا عليُّ في زمرة أول السابقين إلى الجنة، وجعل أهل بغضي وبغضك في أول زمرة الضالين من أمتي إلى النار.

١٢٨ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده إلى أبي الجارود قال: قلت لأبي ـ جعفرعليه‌السلام : أخبرني بأول من يدخل النار؟ قال: إبليس ورجل عن يمينه ورجل عن يساره.

١٢٩ ـ في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عن أبيه عن جده عن عليٍّعليهم‌السلام قال: إنّ للجنة ثمانية أبواب، باب يدخل منه النبيون والصديقون، وباب يدخل منه الشهداء والصالحون، وخمسة أبواب تدخل منها شيعتنا ومحبونا، فلا أزال واقفا على الصراط ادعو وأقول: رب سلم شيعتي ومحبي وأنصاري ومن تولاني في دار الدنيا فاذا النداء من بطنان العرش قد أجبت دعوتك وشفعت في شيعتك، ويشفع كل رجل من شيعتي ومن تولاني ونصرني وحارب من حاربني بفعل أو قول في سبعين ألفا من جيرانه وأقربائه، وباب يدخل منه ساير المسلمين ممن يشهد أنْ لا إله إلّا الله، ولم يكن في قلبه مثقال ذرة من بغضنا أهل البيت.

__________________

(١) مرّ الحديث بمعناه في الجزء الثالثة صفحة ١٨ فراجع.

٥٠٥

١٣٠ ـ عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: أحسنوا الظن بالله، واعلموا أنّ للجنة ثمانية أبواب، عرض كل باب منها مسيرة اربعمأة سنة.

١٣١ ـ في أمالي الصدوقرحمه‌الله باسناده إلى الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن عليٍّعليه‌السلام حديث طويل وفيه: ومن صلى ثلث ليلة لم يبق ملك إلّا غبطه بمنزلته من اللهعزوجل ، وقيل له: ادخل من أي أبواب الجنة الثمانية شئت.

١٣٢ ـ في روضة الواعظين للمفيدرحمه‌الله وروى أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال لعثمان بن مظعون: يا عثمان بن مظعون للجنة ثمانية أبواب، وللنار سبعة أبواب، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٣٣ ـ في تهذيب الأحكام محمد بن أحمد بن يحيى عن أبي جعفر عن أبيه عن وهب عن جعفر عن أبيهعليهما‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : للجنة باب يقال له باب المجاهدين يمضون اليه، فاذا هو مفتوح وهم متقلدون بسيوفهم والجمع في الموقف، والملائكة تزجر، فمن ترك الجهاد ألبسه الله ذلا وفقرا في معيشته ومحقا في دينه، إنّ الله أعز أمتي بسنابك خيلها(١) ومراكز رماحها.

١٣٤ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن اورمة عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : تنافسوا في المعروف لإخوانكم وكونوا من اهله، فان للجنة بابا يقال له المعروف لا يدخله إلّا من اصطنع المعروف في الحيوة الدنيا، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٣٥ ـ في قرب الاسناد للحميري باسناده إلى الحسين بن علوان عن جعفر عن أبيهعليهما‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ للجنة بابا يقال له باب المعروف، لا يدخله إلّا أهل المعروف.

١٣٦ ـ في مجمع البيان وعن سهل بن سعد الساعدي أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: إنّ في الجنة ثمانية أبواب، منها باب يسمى الريان لا يدخلها إلّا الصائمون، رواه البخاري

__________________

(١) سنابك جمع سنبك: طرف الحافر.

٥٠٦

ومسلم في الصحيحين.

١٣٧ ـ فيمن لا يحضره الفقيه في خبر بلال عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: قلت لبلال: فما أبوابها يعنى الجنة؟ قال: إنّ أبوابها مختلفة، باب الرحمة من ياقوتة حمراء، وقال: اكتب بسم الله الرحمان الرحيم، اما باب الصبر فباب صغير مصراع واحد من ياقوتة حمراء، واما باب الشكر فانه من ياقوتة بيضاء لها مصراعان مسيرة ما بينهما مسيرة خمسمائة عام له ضجيج وحنين، يقول: أللّهمّ جئني بأهلى، قال: هل قلت يتكلم الباب؟ قال: نعم ينطقه الله ذو الجلال والإكرام، واما باب البلاء [فليس باب البلاء] هو باب الصبر، قال: قلت: فما البلاء؟ قال: المصائب والأسقام والأمراض والجذام، وهو باب من ياقوتة صفراء مصراع واحد، ما أقل من يدخل فيه، اما الباب الأعظم فيدخل منه العباد الصالحون وهم أهل الزهد والورع والراغبون إلى اللهعزوجل المستأنسون به.

١٣٨ ـ في روضة الكافي كلام لعليّ بن الحسينعليهما‌السلام في الوعظ والزهد في الدنيا يقول فيهعليه‌السلام : اعلموا عباد الله أنّ أهل الشرك لا تنصب لهم الموازين ولا تنشر لهم الدواوين، وانما يحشرون إلى جهنم زمرا، وانما نصب الموازين ونشر الدواوين لأهل الإسلام.

١٣٩ ـ في نهج البلاغة:( وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إلى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذا جاؤُها وَفُتِحَتْ أَبْوابُها ) قد امن من العذاب وانقطع العتاب وزحزحوا عن النار، واطمأنت بهم الدار، ورضوا المثوى والقرار، الذين كانت أعمالهم في الدنيا زاكية، وعينهم باكية وكان ليلهم في دنياهم نهارا تخشعا واستغفارا، وكان نهارهم ليلا توحشا وانقطاعا، فجعل الله لهم الجنة ثوابا( وَكانُوا أَحَقَّ بِها وَأَهْلَها ) في ملك دائم ونعيم قائم.

١٤٠ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسيرحمه‌الله عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في حديث طويل يقول فيه وقد ذكر عليا وأولادهعليهم‌السلام : ألآ إنّ أولياؤهم الذين يدخلون الجنة آمنين، ويتلقاهم الملائكة بالتسليم أنْ طبتم فادخلوها خالدين.

١٤١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : إنّ فلانا وفلانا غصبوا

٥٠٧

حقنا واشتروا به الإماء وتزوجوا به النساء، ألآ وإنّا قد جعلنا شيعتنا من ذلك في حلٍّ لتطيب مواليدهم.

١٤٢ ـ في كتاب التوحيد حديث طويل عن أمير المؤمنينعليه‌السلام يقول فيه وقد سئله رجل عما اشتبه عليه من الآيات فأما قولهعزوجل :( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إلى رَبِّها ناظِرَةٌ ) فان ذلك في موضع ينتهى فيه أولياء اللهعزوجل بعد ما يفرغ من الحساب إلى نهر يسمى الحيوان، فيغتسلون فيه ويشربون منه، فتنضر وجوههم إشراقا، فيذهب عنهم كل قذى ووعث(١) ثم يؤمرون بدخول الجنة، فمن هذا المقام ينظرون إلى ربهم كيف يثيبهم ومنه يدخلون الجنة فذلك قولهعزوجل في تسليم الملائكة عليهم:( سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوها خالِدِينَ ) فعند ذلك أيقنوا بدخول الجنة والنظر إلى ما وعدهم، فذلك قوله:( إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ ) وانما يعنى بالنظر إليه بالنظر إلى ثوابه تبارك وتعالى.

١٤٣ ـ في الكافي سهل بن زياد قال: روى أصحابنا أنّ حد القبر إلى الترقوة وقال بعضهم إلى الثدي، وقال بعضهم قامة الرجل حتى يمد الثوب على رأس من في القبر واما اللحد فبقدر ما يمكن فيه الجلوس، قال: ولما حضر علي بن الحسينعليهما‌السلام الوفاة أغمي عليه فبقي ساعة ثم رفع عنه الثوب ثم قال:( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ ) ، ثم قال: احفروا إلى وابلغوا إلى الرشح ثم مد الثوب عليه فماتعليه‌السلام .

١٤٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشاءُ ) يعنى ارض الجنة.

١٤٥ ـ حدّثني أبي قال: حدّثنا إسماعيل بن همام عن أبي الحسنعليه‌السلام قال: فلما حضر علي بن الحسينعليه‌السلام الوفاة أغمي عليه ثلاث مرات، فقال في المرة الاخيرة:( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ ) ثم ماتعليه‌السلام .

__________________

(١) القذى: ما يقع في العين وفي الشراب من تبنة أو غيرها، والوعث: الهزال ثم أستعير لكل أمر شاق من تعب أو اثم.

٥٠٨

١٤٦ ـ في أصول الكافي في محمد بن أحمد عن عمه عبد الله بن الصلت عن الحسن بن علي بن بنت الياس عن أبي الحسنعليه‌السلام قال: سمعته يقول: إنّ عليّ بن الحسينعليهما‌السلام ، لـمّا حضرته الوفاة أغمي عليه ثم فتح عينيه وقرء:( إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ ) و( إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً ) وقال:( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ ) ثم قبض من ساعته ولم يقل شيئا.

١٤٧ ـ وباسناده إلى أبي حمزة الثمالي عن علي بن الحسينعليهما‌السلام قال: إذا جمع الله الأولين والآخرين قام مناد فنادى يسمع الناس فيقول: اين المتحابون في الله؟ قال: فيقوم عنق من الناس فيقال لهم: اذهبوا إلى الجنة بغير حساب، قال: فتتلقاهم الملائكة فيقولون: إلى اين؟ فيقولون: إلى الجنة بغير حساب، قال: فيقولون: فأيّ حزب أنتم من الناس؟ فيقولون: نحن المتحابون في الله، قال: فيقولون: «واى شيء كانت أعمالكم؟ قالوا: كنا نحب في الله ونبغض في الله، قال: فيقولون:( نِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ ) .

١٤٨ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبي أيوب قال: سمعت أبا حمزة يقول: سمعت العبد الصالحعليه‌السلام يقول: من زار أخاه المؤمن لله لا لغيره يطلب به ثواب الله وينجز ما وعده اللهعزوجل وكل اللهعزوجل به سبعين الف ملك من حين يخرج من منزله حتى يعود اليه، ينادونه: ألآ طبت وطابت لك الجنة تبوأت من الجنة منزلا.

١٤٩ ـ في كتاب التوحيد خطبة عجيبة لأمير المؤمنين عليّعليه‌السلام وفيها ثمّ إنّ الله ـ وله الحمد ـ افتتح الكتاب بالحمد لنفسه وختم أمر الدنيا ومجيئ الآخرة بالحمد لنفسه، فقال:( وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ) .

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: من قرء حم

٥٠٩

المؤمن في كل ليلة غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، والزمه كلمة التقوى وجعل الآخرة خيرا له من الدنيا.

٢ ـ وباسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: الحواميم رياحين القرآن، فاذا قرأتموها فاحمده الله واشكروه كثيرا لحفظها وتلاوتها، إنّ العبد ليقوم ويقرا الحواميم فيخرج من فيه أطيب من المسك الأذفر والعنبر، وإنّ اللهعزوجل ليرحم تاليها وقارئها ويرحم جيرانه واصدقائه ومعارفه وكل حميم وقريب له، وانه في يوم القيامة يستغفر له العرش والكرسي وملائكة الله المقربون.

٣ ـ في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ومن قرأ سورة حم المؤمن لم يبق روح نبي ولا صديق ولا مؤمن إلّا صلوا عليه واستغفروا له.

٤ ـ وروى أبو برزة الأسلمي عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال من أحب أنْ يرتع في رياض الجنة فليقرأ الحواميم في صلوة الليل.

٥ ـ انس بن مالك عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: الحواميم تاج القرآن.

٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم الحسن عن سيف بن عميرة عن منصور بن حازم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قرء الحواميم في ليلة قبل أنْ ينام كان في درجة محمّد وآل محمّد وإبراهيم صلوات الله عليهما وآل إبراهيم، وكل قريب له أو بسبيل اليه، ثم قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : الحواميم تأتى يوم القيامة اثنى من أحسن الناس وجها وأطيبه، معها الف الف ملك مع كل ملك الف الف ملك حتى تقف بين يدي اللهعزوجل ، فيقول لها الرب: من ذا الذي يقرأك فيقضى قراءتك؟ فيقوم طائفة من الناس لا يحصيهم إلّا الله فيقول لهم: لعمري لقد أحسنتم تلاوة الحواميم فمتم بها في حيوتكم الدنيا، وعزتي وجلالي لا تسألونى اليوم شيئا كائنا ما كان إلّا أعطيتكم، ولو سألتمونى جميع جناتى أو جميع ما أعطيته عبادي الصالحين وأعدته لهم، فيسألونه جميع ما أرادوا أو تمنوا، ثم يؤمر بهم إلى منازلهم في الجنة وقد أعد لهم فيها ما لم يخطر على بال مما لا عين رأت ولا اذن سمعت.

٧ ـ في كتاب معاني الأخبار وباسناده إلى سفيان بن سعيد الثوري عن الصادقعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : واما حم فمعناه الحميد المجيد.

٥١٠

٨ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى عبد الرحمان بن سمرة قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لعن المجادلون في دين الله على لسان سبعين نبيا، ومن جادل في آيات الله فقد كفر قال اللهعزوجل :( ما يُجادِلُ فِي آياتِ اللهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلادِ ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثنا محمد بن عبد الله الحميري عن أبيه عن محمد بن الحسين ومحمد بن عبد الجبار جميعا عن محمد بن سنان عن المنخل بن خليل الرقى عن جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( وَكَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحابُ النَّارِ ) يعنى بنى امية.

١٠ ـ في روضة الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه قال لأبي بصير: يا أبا محمد إنّ الله ملئكة يسقطون الذنوب عن ظهور شيعتنا كما يسقط الريح الورق في أوان سقوطه، وذلك قولهعزوجل :( الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا ) استغفارهم والله لكم دون هذا الخلق، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١١ ـ محمد بن أحمد عن عبد الله بن الصلت عن يونس عمن ذكره عن أبي بصير قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : يا أبا محمد إنّ لله عز ذكره ملائكة يسقطون الذنوب عن ظهور شيعتنا كما تسقط الريح الورق من الشجر أوان سقوطه، وذلك قولهعزوجل :( يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا ) والله ما أراد غيركم.

١٢ ـ في عيون الأخبار باسناده عن الرضا عن علي بن أبي طالبعليهما‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حديث طويل وفيه يقولصلى‌الله‌عليه‌وآله : وان الملائكة لخدامنا وخدام محبينا، يا عليُّ( الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا ) بولايتنا.

١٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني أبي عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقري عن حماد عن أبي عبد اللهعليه‌السلام انه سئل: الملائكة أكثر أم بنو آدم؟ فقال: والذي نفسي بيده لملائكة الله في السموات أكثر من عدد التراب في الأرض، وما في السماء موضع قدم إلّا وفيه ملك يسبحه ويقدسه، ولا في الأرض شجرة ولا مدرة

٥١١

الا وفيها ملك موكل بها يأتى الله كل يوم بعملها، والله اعلم بها، وما منهم أحدا إلّا ويتقرب كل يوم إلى الله بولايتنا أهل البيت ويستغفر لمحبنا ويلعن أعدائنا، ويسأل اللهعزوجل أنْ يرسل عليهم العذاب إرسالا، وقوله:( الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ ) يعنى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله والأوصياء من بعده يحملون علم الله( وَمَنْ حَوْلَهُ ) يعنى الملائكة( يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ ) يعنى شيعة آل محمد( رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا ) من ولاية فلان وفلان وبنى امية «واتبعوا سبيلك» أي ولاية ولي الله( وَقِهِمْ عَذابَ الْجَحِيمِ ) إلى قوله «الحكيم» يعنى من تولى علياعليه‌السلام ، فذلك صلاحهم( وَقِهِمُ السَّيِّئاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ ) يعنى يوم القيامة( وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) لمن نجاه الله من هؤلاء يعنى ولاية فلان وفلان وفلان.

١٤ ـ في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابنا رفعه قال: إنّ اللهعزوجل اعطى التائبين ثلاث خصال لو اعطى خصلة منها جميع أهل السماوات والأرض لنجوا بها، قوله:( الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذابَ الْجَحِيمِ* رَبَّنا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَأَزْواجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ* وَقِهِمُ السَّيِّئاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٥ ـ في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن محمد ابن مسلم عن أحدهماعليهما‌السلام قال: الصلوة على المستضعف والذي لا يعرف الصلوة على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله والدعاء للمؤمنين والمؤمنات يقول: ربنا اغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم إلى آخر الآيتين.

١٦ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: إذا صليت على المؤمن فادع له واجتهد له في الدعاء، وان كان واقفا مستضعفا فكبر وقل: أللّهمّ اغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم.

٥١٢

١٧ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن رجل عن سليمان بن خالد عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: يقول: اشهد أنْ لا إله إلّا الله واشهد أنّ محمّدا رسول الله أللّهمّ صلّى على محمّد عبدك ورسولك، أللّهمّ صلّى على محمّد وآل محمّد وتقبّل شفاعته وبيّض وجهه وأكثر تبعه، أللّهمّ اغفر لي وارحمني وتب عليَّ، أللّهمّ اغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم، فان كان مؤمنا دخل فيها، وإنْ كان ليس بمؤمن خرج منها.

١٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم ثم قال جل ذكره:( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا ) يعنى بنى ـ أميّة( يُنادَوْنَ لَمَقْتُ اللهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إلى الْإِيمانِ ) يعنى إلى ولاية عليٍّ صلوات الله عليه.

١٩ ـ وقال علي بن إبراهيمرحمه‌الله في قولهعزوجل :( رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ ) إلى قوله من سبيل قال الصادقعليه‌السلام : ذلك في الرجعة.

٢٠ ـ أخبرنا الحسين بن محمد عن المعلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن جعفر بن بشير عن الحكم بن زهير عن محمد بن حمدان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قولهعزوجل :( إِذا دُعِيَ اللهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ ) يقول: إذا ذكر الله وحده بولاية من أمر الله بولايته كفرتم، وان يشرك به من ليست له ولاية تؤمنوا.

٢١ ـ في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن علي بن أسباط عن علي بن منصور عن إبراهيم بن عبد الحميد عن الوليد بن صبيح عن أبي عبد اللهعليه‌السلام : «ذلكم بأنه إذا دعا الله وحده وأهل الولاية كفرتم».

٢٢ ـ في نهج البلاغة كبير لا يوصف بالخفاء.

٢٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقال علي بن إبراهيمرحمه‌الله في قولهعزوجل :( هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آياتِهِ ) يعنى الائمة صلوات الله عليهم الذين أخبرنا اللهعزوجل ورسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بهم، وقوله:( رَفِيعُ الدَّرَجاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ ) قال: روح القدسعليه‌السلام ، وهو خاص لرسول الله والائمة

٥١٣

صلوات الله عليهم، وقولهعزوجل :( لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ ) قال: يوم يلتقي أهل السموات والأرض

٢٤ ـ في كتاب معاني الأخبار أبيرحمه‌الله قال: حدّثنا سعد بن عبد الله عن القاسم ابن محمد الاصفهانى عن داود عن حفص بن غياث عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: يوم التلاق يوم يلتقي أهل السماء وأهل الأرض.

٢٥ ـ في كتاب التوحيد حدّثنا محمد بن بكران النقاشرحمه‌الله بالكوفة. قال حدّثنا أحمد بن محمد الهمداني قال: حدّثني علي بن الحسن بن فضال عن أبيه عن أبي الحسن علي بن موسى الرضاعليه‌السلام قال: حدّثني أبي عن أبيه عن جده عن أمير المؤمنينعليه‌السلام في أب ت ث أنّه قال: الالف آلاء الله إلى قولهعليه‌السلام : فالميم ملك الله يوم لا مالك غيره، ويقول اللهعزوجل :( لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ) ثم تنطق أرواح أنبيائه ورسله وحججه فيقولون:( لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ ) فيقول الله جل جلاله:( الْيَوْمَ تُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسابِ ) .

٢٦ ـ في نهج البلاغة وانه سبحانه يعود بعد فناء الدنيا وحده لا شيء معه كما كان قبل ابتدائها كذلك يكون بعد فنائها بلا وقت ولا مكان ولا حين ولا زمان، عدمت عند ذلك الآجال والأوقات، وزالت السنون والساعات، فلا شيء إلّا الله الواحد القهار الذي إليه مصير جميع الأمور، بلا قدرة منها كان ابتداء خلقها، وبغير امتناع منها كان فناؤها، ولو قدرت على الامتناع لدام بقاؤها.

٢٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني أبي عن ابن أبي عمير عن زيد النرسي عن عبيد بن زرارة قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: إذا أمات الله أهل الأرض لبث كمثل ما خلق الله الخلق، ومثل ما أمات أهل الأرض وأهل سماء الدنيا وأضعاف ذلك، ثم أمات أهل الأرض وأهل السماء الدنيا الثانية ثم لبث مثل ما خلق الله الخلق ومثل ما أمات أهل الأرض وأهل السماء الدنيا والسماء الثانية وأضعاف ذلك، ثم أمات أهل السماء الثانية ثم لبث مثل ما خلق الله الخلق ومثل ما أمات أهل الأرض وأهل السماء الدنيا والسماء الثانية وأضعاف ذلك، ثم أمات أهل السماء الثالثة ثم لبث مثل ما خلق الله الخلق ومثل ما أمات أهل الأرض وأهل سماء الدنيا والسماء الثانية والثالثة وأضعاف ذلك، في كل سماء مثل ذلك وأضعاف ذلك، ثم أمات

٥١٤

ميكائيل ثم لبث مثل ما خلق الله الخلق ومثل ذلك كله وأضعاف ذلك ثم أمات جبرئيلعليه‌السلام ثم لبث مثل ما خلق الله الخلق ومثل ذلك كله وأضعاف ذلك ثم أمات إسرافيلعليه‌السلام ، ثم لبث مثل ما خلق الله الخلق ومثل ذلك كله وأضعاف ذلك ثم أمات ملك الموت، ثم لبث مثل ما خلق الله الخلق ومثل ذلك كله وأضعاف ذلك ثم يقول اللهعزوجل :( لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ) فيرد الله على نفسه( لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ ) اين الجبارون؟ واين المتكبرون؟ واين الذين ادعوا معى إلها آخر؟ اين المتكبرون ونخوتهم؟ ثم يبعث الخلق، قال عبيد بن زرارة: فقلت: إنّ هذا الأمر كله يطول بذلك؟ فقال: أرأيت ما كان هل علمت به؟ فقلت: لا، قال: فكذلك هذا.

٢٨ ـ حدّثني أبي عن الحسن بن محبوب عن محمد بن النعمان الأحول عن سلام بن المستنير عن ثوير بن أبي فاختة عن علي بن الحسينعليهما‌السلام قال: سئل عن ـ النفختين كم بينهما؟ قال: ما شاء الله، فقيل له: فأخبرنى يا بن رسول الله كيف ينفخ فيه؟ فقال: اما النفخة الاولى فان الله يأمر إسرافيل فيهبط إلى الدنيا ومعه الصور، وللصور رأس واحد وطرفان، وبين طرف كل رأس منهما إلى الآخر مثل ما بين السماء والأرض، قال: فاذا رأت الملائكة إسرافيل قد هبط إلى الدنيا ومعه الصور، قالوا: قد اذن الله في موت أهل الأرض وفي موت أهل السماء، قال فيهبط إسرافيل بحضيرة بيت المقدس ويستقبل الكعبة، فإذا رأوه أهل الأرض قالوا: قد اذن الله في موت أهل الأرض فينفخ فيه نفخة فيخرج الصوت من الطرف الذي يلي أهل الأرض. فلا يبقى في الأرض ذو روح إلّا صعق ومات، ويخرج الصوت من الطرف الذي يلي السماوات فلا يبقى في السماوات ذو روح إلّا صعق ومات إلّا إسرافيل، قال: فيقول الله لاسرافيل: يا إسرافيل مت فيموت إسرافيل، فيمكثون في ذلك ما شاء الله، ثم يأمر السماوات فتمور ويأمر الجبال فتسير، وهو قوله:( يَوْمَ تَمُورُ السَّماءُ مَوْراً وَتَسِيرُ الْجِبالُ سَيْراً ) يعنى تبسط و( تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ ) يعنى بأرض لم تكسب عليها الذنوب بارزة ليس عليها جبال ولا نبات كما دحاها أول مرة، ويعيد عرشه على الماء كما كان أول مرة مستقلا بعظمته وقدرته، قال: فعند ذلك ينادى الجبار جل جلاله بصوت من قبله جهوري يسمع أقطار

٥١٥

السماوات والأرضين:( لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ) فلم يجبه مجيب، فعند ذلك يقول الجبارعزوجل مجيبا لنفسه:( لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ ) وانا قهرت الخلائق كلهم فأمتهم انى انا الله لا إله إلّا انا وحدي لا شريك لي ولا وزير وانا خلقت خلقي بيدي إلخ وقد سبق آخر الزمر.

٢٩ ـ في مجمع البيان( الْيَوْمَ تُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ ) وفي الحديث أنّ الله تعالى يقول: انا المالك انا الديان لا ينبغي لأحد من أهل الجنة أنْ يدخل الجنة ولا لأحد من أهل النار أنْ يدخل النار وعنده مظلمة حتى اقصه منه ثم تلا هذه الآية.

٣٠ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن أبي المعزا قال: حدّثني يعقوب الأحمر قال: دخلنا على أبي عبد اللهعليه‌السلام نعزيه بإسماعيل فترحم عليه ثم قال: إنّ اللهعزوجل نعى إلى نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله نفسه فقال:( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ) وقال:( كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ ) ثم انشأ يحدث فقال: انه يموت أهل الأرض حتى لا يبقى أحد، ثم يموت أهل السماء حتى لا يبقى أحد إلّا ملك الموت وحملة العرش وجبرئيل وميكائيلعليهم‌السلام ، قال: فيجيء ملك الموت حتى يقوم بين يدي اللهعزوجل فيقال: من بقي ـ وهو اعلم ـ؟ فيقول: يا رب لم يبق إلّا ملك الموت وحملة العرش وجبرئيل وميكائيل، فيقال له: قل لجبرئيل وميكائيل فليموتا، فيقول الملائكة(١) عند ذلك: يا رب رسوليك وأمينيك؟ فيقول انى قد قضيت على كل نفس فيها الروح الموت، ثم يجيء ملك الموت حتى يقف بين يدي اللهعزوجل فيقال له من بقي؟ ـ وهو اعلم ـ فيقول: يا رب لم يبق إلّا ملك الموت وحملة العرش، فيقال: قل لحملة العرش فليموتوا، قال: ثم يجيء كئيبا حزينا لا يرفع طرفة فيقال له: من بقي؟ ـ وهو اعلم ـ فيقول: يا رب لم يبق إلّا ملك الموت، فيقال له: مت يا ملك الموت فيموت، ثم يأخذ الأرض والسماوات بيمينه(٢)

__________________

(١) أي حملة العرش.

(٢) اشارة إلى قوله تعالى:( وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ) في سورة الزمر: ٦٦ وقد مر تفسيره في كلام الائمةعليهم‌السلام وغيره مما ذكره المفسرون في السورة السابقة تحت رقم (١١٠) فراجع.

٥١٦

ويقول: اين الذين كانوا يدعون معى شريكا؟ اين الذين كانوا يجعلون معى ـ إلها آخر؟.

٣١ ـ في روضة الكافي كلام لعليّ بن الحسينعليهما‌السلام يقول فيه: واعلم يا بن آدم أنّ وراء هذا أعظم وافطع وأوجع للقلوب يوم القيامة، وذلك يوم الازفة إذا القلوب لدى الحناجر كاظمين.

٣٢ ـ حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني قال حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن موسى بن جعفرعليه‌السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيهعليه‌السلام : يا أبا أحمد ما من مؤمن يرتكب ذنبا إلّا ساءه ذلك وندم عليه، وقد قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : كفي بالندم توبة وقالعليه‌السلام : من سرته حسنته وسائته سيئته فهو مؤمن فان لم يندم على ذنب يرتكبه فليس بمؤمن ولم تجب له الشفاعة وكان ظالما، والله تعالى يقول:( ما لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطاعُ ) .

٣٣ ـ في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى عبد الرحمن بن سلمة الحريري قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ ) فقال: الم تر إلى الرجل ينظر إلى الشيء وكأنه لا ينظر فذلك خائنة الأعين.

٣٤ ـ في مجمع البيان وفي الخبر أنّ النظرة الاولى لك والثانية عليك، فعلى هذا يكون الثانية محرمة فيه المراد بخائنة الأعين.

٣٥ ـ وفيه قالعليه‌السلام لأصحابه يوم فتح مكّة وقد جاء عثمان بعبد الله بن سعد بن أبي سرح يستأمنه منه وكانصلى‌الله‌عليه‌وآله قبل ذلك أهدر دمه وامر بقتله، فلما راى عثمان استحيى من رده وسكت طويلا ليقتله بعض المؤمنين ثم امنه بعد تردد المسئلة من عثمان وقال: اما كان منكم رجل رشيد يقوم إلى هذا فيقتله؟ فقال له عباد بن بشر: يا رسول الله إنّ عيني ما زالت في عينك انتظارا أنْ تومئ فأقتله، فقالعليه‌السلام : إنّ الأنبياء لا يكون لهم خائنة أعين.

٣٦ ـ في نهج البلاغة قسم أرزاقهم واحصى آثارهم وأعمالهم وعدد أنفاسهم وخائنة أعينهم وما تخفي صدورهم من الضمير.

٥١٧

٣٧ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى إسماعيل بن منصور أبي زياد عن رجل عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول فرعون:( ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسى ) ما كان يمنعه؟ قال: منعته رشدته، ولا يقتل الأنبياء ولا أولاد الأنبياء إلّا أولاد الزنا.

٣٨ ـ في بصائر الدرجات محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن فضال عن الحسن ابن عثمان عن يحيى الحلبي عن أبيه عن أبي جعفرعليه‌السلام قال له رجل وانا عنده: أنّ الحسن البصري يروى أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من كتم علما جاء يوم القيامة ملجما بلجام من نار؟ فقال: كذب ويحه فأين قول الله تعالى:( وَقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللهُ ) ثم مد بها صوته فقال: فليذهبوا حيث شاؤا، اما والله لا يجدون العلم إلّا هاهنا ثم سكت ساعة، ثم قال: عند آل محمد.

٣٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وكان خازن فرعون مؤمنا بموسىعليه‌السلام قد كتم ايمانه ستمائة سنة، وهو الذي قال اللهعزوجل :( وَقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللهُ ) .

٤٠ ـ في عيون الأخبار في باب ذكر مجلس الرضاعليه‌السلام مع المأمون في الفرق بين العترة والامة حديث طويل وفيه قالت العلماء: فأخبرنا هل فسر الله الاصطفاء في الكتاب؟ فقال الرضاعليه‌السلام : فسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثنى عشر موطنا وموضعا، فأول ذلك قولهعزوجل إلى أنْ قال: واما الحادي عشر فقول اللهعزوجل في سورة المؤمن حكاية عن قول رجل مؤمن من آل فرعون( وَقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللهُ وَقَدْ جاءَكُمْ بِالْبَيِّناتِ مِنْ رَبِّكُمْ ) إلى تمام الآية فكان ابن خال فرعون، فنسبه إلى فرعون بنسبه، ولم يضفه إليه بدينه وكذلك خصصنا نحن إذ كنا من آل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بولادتنا منه، وعممنا الناس بالدين فهذه فرق بين الآل والامة، فهذه الحادية عشرة.

٤١ ـ في أصول الكافي بعض أصحابنا رفعه عن هشام بن الحكم قال: قال أبو الحسن موسى بن جعفرعليه‌السلام : يا هشام ثم مدح الله القلة، وقال:( وَقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللهُ ) .

٥١٨

٤٢ ـ في أمالي الصدوق باسناده إلى عبد الرحمن بن أبي ليلى رفعه قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : الصديقون ثلاثة: حبيب النجار مؤمن آل ياسين الذي يقول( اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ ) وحزقيل مؤمن آل فرعون، وعلى بن أبي طالب وهو أفضلهم.

٤٣ ـ في مجمع البيان قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : التقية من ديني ودين آبائي ولا دين لمن لا تقية له، والتقية ترس الله في الأرض، لأن مؤمن آل فرعون لو أظهر الإسلام لقتل.

٤٤ ـ في كتاب معاني الأخبار أبيرحمه‌الله قال: حدّثنا سعد بن عبد الله عن القاسم بن محمد الاصفهانى عن داود عن حفص بن غياث عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: يوم التناد يوم ينادى أهل النار أهل الجنة:( أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنا مِنَ الْماءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ ) .

٤٥ ـ في مجمع البيان في كتاب النبوة بالإسناد عن محمد بن مسلم عن أبي جعفرعليه‌السلام قال قلت: فكان يوسف رسولا نبيا؟ قال: نعم، اما تسمع قول اللهعزوجل :( لَقَدْ جاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّناتِ ) .

٤٦ ـ في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: إنّ الله تبارك وتعالى عهد إلى آدم إلى أنْ قالعليه‌السلام : وكان بين موسى ويوسفعليهم‌السلام الأنبياء.

٤٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقولهعزوجل :( الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللهِ بِغَيْرِ سُلْطانٍ ) يعنى بغير حجة يخاصمون( أَتاهُمْ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذلِكَ يَطْبَعُ اللهُ عَلى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ ) فانه حدّثني أبي عن ابن أبي عمير عن منصور بن يونس عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ في النار لنارٌ يتعوّذ منها أهل النار، ما خُلِقَتْ إلّا لكل جبار عنيد. ولكل شيطان مريد، و( كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسابِ ) ، ولكل ناصب العداوة لآل محمّد صلوات الله عليهم وقال: إنّ أهون الناس عذابا يوم القيامة لرجل

٥١٩

في ضحضاح(١) من نار عليه نعلان من نار وشرا كان من نار يغلي منها دماغه كما يغلي المرجل(٢) ما يرى أنّ في النار أحدا أشد عذابا منه، وما في النار أحد أهون عذابا منه.

٤٨ ـ في كتاب التوحيد حديث طويل عن أمير المؤمنينعليه‌السلام يقول فيه وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الآيات: واما قولهعزوجل :( فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيها بِغَيْرِ حِسابٍ ) فان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: قال اللهعزوجل : لقد حفت كرامتي ـ أو قال: مودتى ـ لمن يراقبني ويتحاب بجلالي إنّ وجوههم يوم القيامة من نور على منابر من نور عليهم ثياب خضر، قيل من هم يا رسول الله؟ قال: قوم ليسوا أنبياء ولا شهداء، ولكنهم تحابوا بجلال الله و( يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيها بِغَيْرِ حِسابٍ ) نسأل الله أنْ يجعلنا منهم برحمته.

٤٩ ـ في كتاب معاني الأخبار حدّثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن أبي عمير عن بعض أصحابه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قيل له: إنّ أبا الخطاب يذكر عنك انك قلت له: إذا عرفت الحق فاعمل ما شئت، قال: لعن الله أبا الخطاب، والله ما قلت هكذا، ولكني قلت: إذا عرفت الحق فاعمل ما شئت من خير يقبل منك إنّ اللهعزوجل يقول:( مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً ) .

٥٠ ـ في مصباح الشريعة قال الصادقعليه‌السلام : المفوض امره إلى الله في راحة الأبد، والعيش الدائم الرغد(٣) والمفوض حقا هو الفاني عن كل همة دون الله تعالى، كما قال أمير المؤمنين عليّعليه‌السلام : رضيت بما قسم الله لي، وفوضت أمري إلى خالقي كما أحسن الله فيما مضى كذلك يحسن فيما بقي، قال اللهعزوجل في المؤمن من آل فرعون:( وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إلى اللهِ إِنَّ اللهَ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ ( فَوَقاهُ اللهُ سَيِّئاتِ

__________________

(١) الضحضاح في الأصل ماء رقيق على وجه الأرض ما يبلغ الكعبين فاستعير للنار (عن هامش بعض النسخ)

(٢) المرجل ـ بالكسر ـ: القدر من النحاس.

(٣) عيشة رغد: واسعة طيبة.

٥٢٠