تفسير نور الثقلين الجزء ٤

تفسير نور الثقلين12%

تفسير نور الثقلين مؤلف:
المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 652

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 652 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 301288 / تحميل: 6173
الحجم الحجم الحجم
تفسير نور الثقلين

تفسير نور الثقلين الجزء ٤

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي ) فرده الله خاسئا خائبا أورده البخاري ومسلم في الصحيحين.

٥٩ ـ في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء قال: سألت الرضاعليه‌السلام فقلت له: جعلت فداك( فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) فقال: نحن أهل الذكر ونحن المسئولون، قلت: فأنتم المسئولون ونحن السائلون؟ قال: نعم قلت: حقا علينا ان نسألكم؟ قال: نعم، قلت: حقا عليكم ان تجيبونا؟ قال: لا ذاك إلينا ان شئنا فعلنا وان شئنا لم نفعل، اما تسمع قول الله تبارك وتعالى:( هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ ) .

٦٠ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن يحيى بن أبي عمران عن يونس عن بكار بن بكر عن موسى بن أشيم قال: كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام فسأله رجل عن آية من كتاب اللهعزوجل فأخبره بها، ثم دخل عليه داخل فسأله عن تلك الآية فأخبره بخلاف ما أخبر الاول، فدخلني من ذلك ما شاء الله حتى كأن قلبي يشرح بالسكاكين، فقلت في نفسي: تركت أبا قتادة بالشام لا يخطئ في الواو وشبهة وجئت إلى هذا يخطئ هذا الخطاء كله، فبينا انا كذلك إذ دخل عليه آخر فسأله عن تلك الآية فأخبره بخلاف ما أخبرني وأخبر صاحبي فسكنت نفسي، فعلمت ان ذلك منه تقية، قال: ثم التفت إلى فقال لي: يا بن أشيم إنّ اللهعزوجل فوض إلى سليمان ابن داودعليه‌السلام ، فقال:( هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ ) وفوض إلى نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال:( ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) فما فوض إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقد فوضه إلينا.

٦١ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ الله تبارك وتعالى أدب نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله فلما انتهى به إلى ما أراد قال له( إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) ففوض إليه دينه، فقال:( وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) وان اللهعزوجل فرض الفرائض ولم يقسم للجد شيئا، وان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أطعمه السدس، فأجاز الله جل ذكره له ذلك وذلك قول اللهعزوجل :( هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ ) .

٦٢ ـ علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن الحسين بن عبد الرحمان عن صندل

٤٦١

الخياط عن زيد الشحام قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام في قوله تعالى:( هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ ) قال: اعطى سليمان ملكا عظيما، ثم جرت هذه الآية في رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فكان له ان يعطى من شاء وما يشاء ويمنع من شاء، وأعطاه أفضل مما اعطى سليمان، بقوله:( ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) .

٦٣ ـ أحمد بن إدريس ومحمد بن يحيى عن الحسن بن علي الكوفي عن عبيس ابن هشام عن عبد الله ابن سليمان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته عن الامام فوض إليه كما فوض إلى سليمان بن داود؟ فقال: نعم، وذلك ان رجلا سأله عن مسئلة فأجابه فيها، وسأله آخر تلك المسئلة فأجابه بغير جواب الاول، ثم سأله آخر فأجابه بغير جواب الأولين، ثم قال: «هذا عطاؤنا فامنن أو أعط بغير حساب» وهكذا هي في قراءة علىعليه‌السلام ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٦٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثنا محمد بن جعفر قال حدّثنا عبد الله بن محمد عن أبي داود سليمان بن سفيان عن ثعلبة عن زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) من المعنون بذلك؟ فقال: نحن والله، فقلت: فأنتم المسئولون؟ قال: نعم قلت: ونحن السائلون؟ قال: نعم، قلت: فعلينا ان نسألكم؟ قال: نعم، قلت: وما عليكم ان تجيبونا؟ قال، ذلك إلينا ان شئنا فعلنا وان شئنا تركنا، ثم قال:( هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ ) .

٦٥ ـ في تفسير العياشي عن حماد بن عثمان قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام ان الأحاديث تختلف عنكم؟ قال: فقال: إنّ القرآن نزل على سبعة أحرف، وادنى ما للإمام ان يفتي على سبعة وجوه، ثم قال( هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ ) .

٦٦ ـ في بصائر الدرجات محمد بن الحسين عن أبي داود عن سليمان بن سعيد عن ثعلبة عن منصور عن زرارة قال: قلت لأبى جعفرعليه‌السلام : قول الله تبارك وتعالى:( فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) من المعنون بذلك؟ قال: نحن، قال: قلت: فأنتم المسئولون؟ قال: نعم، قلت: ونحن السائلون؟ قال: نعم، قال قلت: فعلينا ان نسئلكم؟ قال: نعم، قلت: وعليكم ان تجيبونا. قال: لا ذلك إلينا ان شئنا فعلنا

٤٦٢

وان شئنا لم نفعل، ثم قال: قال الله تعالى:( هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ )

٦٧ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن بعض أصحابنا قال: أولم أبو الحسن موسى صلوات الله عليه وليمة على بعض ولده فأطعم أهل المدينة ثلاثة أيام الفالوذجات في الجفان في المساجد والازقة(١) فعابه بذلك بعض أهل المدينة فبلغه ذلكعليه‌السلام ، فقال: ما آتى اللهعزوجل نبيا من أنبيائه شيئا إلّا وقد آتى محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله مثله، وزاده ما لم يؤتهم، قال لسليمانعليه‌السلام :( هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ ) وقال لمحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله :( وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) .

٦٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني أبي عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن عبد الله بن القاسم عن أبي خالد القماط عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قالت بنوا إسرائيل لسليمانعليه‌السلام استخلف علينا ابنك، فقال: انه لا يصلح لذلك، فألحوا عليه فقال: انى سائله عن مسائل فان أحسن الجواب فيها استخلفه، ثم سأله فقال: يا بنى ما طعم الماء وطعم الخبز؟ ومن أي شيء ضعف الصوت وشدته؟ واين موضع العقل من البدن؟ ومن أي شيء القساوة والرقة؟ ومم تعب البدن ودعته ومم مكسب البدن وحرمانه؟. فلم يحبه بشيء منها، فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : طعم الماء الحيوة وطعم الخبز القوة(٢) وضعف الصوت وشدته من شحم الكليتين وموضع العقل الدماغ، ألآ ترى أنّ الرجل إذا كان قليل العقل قيل له: ما أخف دماغه، والقسوة والرقة من القلب، وهو قولهعزوجل :( فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللهِ ) وتعب البدن ودعته من القدمين، إذا تعبا في المشي يتعب البدن، وإذا ودعا ودع البدن ومكسب البدن وحرمانه من اليدين إذا عمل بما زادتا على البدن وإذا لم يعمل بهما لم يزدا على البدن شيئا.

٦٩ ـ حدّثني أبي عن ابن فضال عن عبد الله بن بحر عن ابن مسكان عن أبي ـ

__________________

(١) الازقة جمع الزقاق: الطريق.

(٢) قيل: ولعل المراد من الطعم هنا الفائدة والنفع، أو ان الحياة والقوة لو كانتا مما يطعم لكان طعمهما طعم الماء والخبز.

٤٦٣

بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته عن بلية أيوبعليه‌السلام التي ابتلى بها في الدنيا لأي علة كانت؟ قال: لنعمة أنعم اللهعزوجل عليه بها في الدنيا وادى شكرها، وكان في ذلك الزمان لا يحجب إبليس دون العرش، فلما صعد وراى شكر نعمة أيوبعليه‌السلام حسده إبليس، فقال: يا رب إنّ أيوب لم يؤد إليك شكر هذه النعمة إلّا بما أعطيته من الدنيا، ولو حرمته دنياه ما ادى إليك شكر نعمة أبدا، فسلطني على دنياه حتى تعلم انه لم يؤد إليك شكر نعمة أبدا، فقيل له: قد سلطتك على ماله وولده، قال: فانحدر إبليس فلم يبق له مالا ولا ولدا إلّا أعطبه(١) فازداد أيوب لله شكرا وحمدا، قال: فسلطني على زرعه يا رب، قال: قد فعلت، فجاء مع شياطينه فنفخ فيه فاحترق فازداد أيوب لله شكرا وحمدا، فقال: يا رب سلطنى على غنمه فسلطه على غنمه فأهلكها، فازداد أيوب لله شكرا وحمدا، فقال: يا رب سلطنى على بدنه فسلطه على بدنه ما خلا عقله وعينيه، فنفخ فيه إبليس فصار قرحة واحدة من قرنه إلى قدمه، فبقي في ذلك دهرا طويلا يحمد الله ويشكره حتى وقع في بدنه الدود، فكانت تخرج من بدنه فيردها فيقول لها ارجعي إلى موضعك الذي خلقك الله منه، ونتن حتى أخرجوه أهل القرية من القرية والقوه في المزبلة غارج القرية، وكانت امرأته رحمة بنت يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم صلوات الله عليهم وعليها، تتصدق من الناس وتأتيه بما تجده.

قال: فلما طال عليه البلاء وراى إبليس صبره أتى أصحابا لأيوب كانوا رهبانا في الجبال وقال لهم: مروا بنا إلى هذا العبد المبتلى فنسأله عن بليته(٢) فركبوا بغالا شهبا وجاؤا فلما دنوا منه نفرت بغالهم من نتن ريحه، فنظر بعضهم إلى بعض ثم مشوا إليه وكان فيهم شاب حدث السن فقعدوا إليه فقالوا: يا أيوب لو أخبرتنا بذنبك لعل الله كان يهلكنا إذا سألناه وما نرى ابتلاك بهذا البلاء الذي لم يبتل به أحد إلّا من أمر كنت تستره؟ فقال أيوبعليه‌السلام : وعزة ربي انه ليعلم انى ما أكلت طعاما إلّا ويتيم أو ضعيف يأكل معى، وما عرض لي أمران كلاهما

__________________

(١) أي أهلكه.

(٢) وفي بعض النسخ «فنبتليه عن بليته».

٤٦٤

طاعة الله إلّا أخذت بأشدهما على بدني، فقال الشاب: سوءة لكم عيرتم نبي الله حتى أظهر من عبادة ربه ما كان يسترها؟ فقال أيوبعليه‌السلام : يا رب لو جلست مجلس الحكم منك لأدليت بحجتي(١) فبعث الله إليه غمامة فقال: يا أيوب أدل بحجتك فقد أقعدتك مقعد الحكم وها انا إذا قريب ولم أزل، فقال: يا رب انك لتعلم انه لم يعرض لي أمران قط كلاهما لك طاعة إلّا أخذت بأشدهما على نفسي، الم أحمدك؟ الم أشكرك؟ الم أسبحك؟ قال: فنودي من الغمامة بعشرة آلاف لسان: يا أيوب من صيرك تعبد الله والناس عنه غافلون؟ وتحمده وتسبحه وتكبره والناس عنه غافلون؟ اتمن على الله بما الله فيه المنة عليك؟.

قال: فأخذ التراب فوضعه في فيه ثم قال: لك العتبى(٢) يا رب أنت فعلت ذلك بى، فأنزل اللهعزوجل عليه ملكا فركض برجله(٣) فخرج الماء فغسله بذلك الماء فعاد أحسن ما كان وأطرأ. وأنبت الله عليه روضة خضراء ورد عليه أهله وماله وولده وزرعه، وقعد معه الملك يحدثه ويونسه، فأقبلت امرأته معها الكسرة(٤) فلما انتهت إلى الموضع إذ الموضع متغير وإذا رجلان جالسان، فبكت وصاحت وقالت: يا أيوب ما دهاك؟(٥) فناداها أيوب فأقبلت فلما رأته وقد رده الله عليه بدنه ونعمه سجدت للهعزوجل شكرا، فرأى ذؤابتها مقطوعة، وذلك انها سألت قوما ان يعطوها ما تحمله إلى أيوبعليه‌السلام من الطعام، وكانت حسنة الذوائب. فقالوا لها: تبيعينا ذؤابتك هذه حتى نعطيك؟ فقطعتها ودفعتها إليهم، وأخذت منهم طعاما لأيوب، فلما رآها مقطوعة الشعر غضب وحلف عليها ان يضربها مأة، فأخبرته انه كان سببه كيت وكيت، فاغتم أيوب من ذلك

__________________

(١) ادلى بحجته: أي احتج بها.

(٢) العتبى: الرضى يقال أعطاه العتبى.

(٣) الركض: تحريك الرجل.

(٤) الكسرة: القطعة من الخبز.

(٥) ما دهاك: أي ما أصابك.

٤٦٥

فأوحى اللهعزوجل اليه:( خُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِبْ بِهِ وَلا تَحْنَثْ ) (١) فأخذ عذقا مشتملا على مأة شمراخ فضربها ضربة واحدة فخرج من يمينه.

ثم قال:( وَوَهَبْنا لَهُ أهله وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ ) قال فرد الله عليه أهله الذين ماتوا قبل البلاء، ورد عليه أهله الذين ماتوا بعد ما أصابهم البلاء كلهم أحياهم الله تعالى له فعاشوا معه.

وسئل أيوبعليه‌السلام : بعد ما عافاه الله أي شيء كان أشد عليك مما مر؟ فقال: شماتة الأعداء، قال فأمطر الله عليه في داره جراد الذهب وكان يجمعه. فكان إذا ذهب الريح منه بشيء عدا خلفه، فقال له جبرئيلعليه‌السلام : اما تشبع يا أيوب؟ قال: ومن يشبع من رزق اللهعزوجل ؟.

٧٠ ـ في مجمع البيان( أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطانُ بِنُصْبٍ وَعَذابٍ ) قيل انه اشتد مرضه حتى تجنبه الناس، فوسوس الشيطان إلى الناس ان يستقذروه ويخرجوه من بينهم ولا يتركوا امرأته التي تخدمه ان تدخل عليهم. فكان أيوب يتأذى بذلك ويتألم به، ولم يشك الألم الذي كان من أمر الله سبحانه، قال قتادة: دام ذلك سبع سنين، وروى ذلك عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

٧١ ـ وروى العياشي باسناده ان عباد المكي قال: قال لي سفيان الثوري: انى ارى لك من أبي عبد اللهعليه‌السلام منزلة فأسئله عن رجل زنى وهو مريض فان أقيم عليه الحد خافوا ان يموت، ما يقول فيه؟ قال: فسألته فقال لي: هذه المسئلة من تلقاء نفسك أو أمرك بها إنسان؟ فقلت: إنّ سفيان الثوري أمرني ان أسئلك عنها، فقال: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أتى برجل أحبن(٢) قد استسقى بطنه وبدت عروق فخذيه وقد زنى بامراة مريضة، فأمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فأتى بعرجون فيه مأة شمراخ، فضربه به ضربة وضربها به ضربة وخلى سبيلهما، وذلك قوله:( وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِبْ بِهِ وَلا تَحْنَثْ ) .

٧٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام

__________________

(١) الضغث ـ بالكسر ـ: قبضة حشيش مختلطة الرطب باليابس.

(٢) الحبن ـ محركة ـ: داء في البطن يعظم منه ويوم.

٤٦٦

في قوله( أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصارِ ) قال: أولوا القوة في العبادة والبصر فيها( هذا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمِهادُ هذا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ ) قال: الغساق وادفي جهنم، فيه ثلاثمأة وثلاثون قصرا في كل قصر ثلاثمأة بيت، في كل بيت أربعون زاوية، في كل زاوية شجاع في كل شجاع ثلاثمأة وثلاثون عقربا، في كل حمة عقرب ثلاثمأة وثلاثون قلة من سهم، لو ان عقربا منها نضحت سمها على أهل جهنم لوسعهم سمها هذا وان للطاغين لشر مآب وهم الاول والثاني وبنو امية، ثم ذكر من كان بعدهم ممن غصب آل محمد حقهم فقال:( وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْواجٌ هذا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ ) وهم بنوا العباس فيقولون بنوا امية( لا مَرْحَباً بِهِمْ إِنَّهُمْ صالُوا النَّارِ ) .

٧٣ ـ في مجمع البيان:( هذا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ ) الآية روى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ان النار تضيق عليهم كضيق الزج بالريح.

٧٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم متصل بما سبق فيقول بنو فلان:( بَلْ أَنْتُمْ لا مَرْحَباً بِكُمْ أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنا ) وبدأتم بظلم آل محمد فبئس القرار ثم يقول بنو امية( رَبَّنا مَنْ قَدَّمَ لَنا هذا فَزِدْهُ عَذاباً ضِعْفاً فِي النَّارِ ) يعنون الاول والثاني ثم يقول أعداء آل محمد في النار( ما لَنا لا نَرى رِجالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ ) في الدنيا وهم شيعة أمير المؤمنينعليه‌السلام ( أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ ) ثم قال( إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ ) فيما بينهم، ذلك قول الصادقعليه‌السلام انكم لفي الجنة تحبرون(١) وفي النار تطلبون.

٧٥ ـ في روضة الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه قال لأبي بصير يا أبا محمد لقد ذكركم الله إذ حكى عن عدوكم في النار بقوله:( وَقالُوا ما لَنا لا نَرى رِجالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ* أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ ) والله ما عنى ولا أراد بهذا غيركم، صرتم عند أهل هذا العالم شرار الناس، وأنتم والله في الجنة تحبرون وفي النار تطلبون، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٧٦ ـ علي بن محمد عن أحمد بن أبي عبد الله عن عثمان بن عيسى عن ميسر قا :

__________________

(١) أي تنعمون وتكرمون وتمرون يقال: حبره الأمر أي سره.

٤٦٧

دخلت على أبي عبد اللهعليه‌السلام فقال: كيف أصحابك؟ فقلت: جعلت فداك لنحن عندهم اشر من اليهود والنصارى والمجوس والذين أشركوا، قال: وكان متكئا فاستوى جالسا ثم قال: كيف؟ قلت: والله لنحن عندهم اشر من اليهود والنصارى والذين أشركوا، فقال: اما والله لا يدخل النار منكم اثنان لا والله، ولا واحد، انكم الذين قال اللهعزوجل :( وَقالُوا ما لَنا لا نَرى رِجالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ* أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ ) قال: طلبوكم والله في النار والله، فما وجدوا منكم أحدا.

٧٧ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن منصور بن يونس عن عنبسة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إذا استقر أهل النار في النار يفقدونكم فلا يرون منكم أحدا، فيقول بعضهم لبعض:( ما لَنا لا نَرى رِجالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ* أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ ) قال: وذلك قول اللهعزوجل :( إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ ) يتخاصمون فيكم فيما كانوا يقولون في الدنيا.

٧٨ ـ في مجمع البيان وروى العياشي بالإسناد عن جابر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه قال: إنّ أهل النار يقولون:( ما لَنا لا نَرى رِجالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ ) يعنونكم لا يرونكم في النار، لا يرون والله واحدا منكم في النار.

٧٩ ـ في أمالي شيخ الطائفةقدس‌سره باسناده قال: دخل سماعة بن مهران على الصادقعليه‌السلام فقال له: يا سماعة من شر الناس؟ قال: نحن يا بن رسول الله، قال: فغضب حتى احمرت وجنتاه، ثم استوى جالسا وكان متكئا فقال: يا سماعة من شر الناس عند الناس؟ فقلت: والله ما كذبتك يا بن رسول الله، نحن شر الناس عند الناس لأنهم يسمونا كفارا ورافضة، فنظر إلى ثم قال: كيف إذا سيق بكم إلى الجنة، وسيق بهم إلى النار، فينظرون إليكم فيقولون:( ما لَنا لا نَرى رِجالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ ) يا سماعة بن مهران انه من أساء منكم إساءة مشينا إلى الله يوم القيامة بأقدامنا فنشفع فيه فتشفع، والله لا يدخل النار منكم عشرة رجال والله لا يدخل النار منكم خمسة رجال، والله لا يدخل النار منكم ثلاثة رجال، والله لا يدخل النار منكم رجل واحد، فتنافسوا

٤٦٨

في الدرجات، واكمدوا(١) عدوكم بالورع.

٨٠ ـ في بصائر الدرجات محمد بن الحسين عن عبد الله بن جبلة عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: يا أبا محمد أنتم في الجنة تحبرون، وبين أطباق النار تطلبون فلا توجدون، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٨١ ـ في جوامع الجامع وعن الباقرعليه‌السلام يعنونكم لا يرون والله أحدا منكم في النار.

٨٢ ـ في مصباح شيخ الطائفةقدس‌سره خطبة لأمير المؤمنينعليه‌السلام خطب بها يوم الغدير وفيها يقولعليه‌السلام : هذا يوم عظيم الشأن إلى قوله: هذا يوم الملاء الأعلى الذي أنتم عنه معرضون.

٨٣ ـ في بصائر الدرجات عباد بن سليمان عن محمد بن سليمان عن أبيه سليمان ابن سدير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قلت له: قول الله تبارك وتعالى:( قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ ) ( قالَ: الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ) : الائمة والنبأ: الامامة.

٨٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني خالد عن الحسن بن محبوب عن محمد بن سنان عن أبي مالك الأسدي عن إسماعيل الجُعفي قال: كنت في المسجد الحرام قاعدا وأبو جعفرعليه‌السلام في ناحية، فرفع رأسه فنظر إلى السماء مرة وإلى الكعبة مرة ثم قال:( سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إلى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى ) وكرر ذلك ثلاث مرات ثم التفت إليَّ فقال: أيّ شيء يقولون أهل العراق في هذه الآية يا عراقي؟ قلت: يقولون: أسري به من المسجد الحرام إلى البيت المقدس، فقال: ليس هو كما يقولون ولكنه أسري به من هذه إلى هذه وأشار بيده إلى السماء، وقال: ما بينهما حرم، فلما انتهى به إلى سدرة المنتهى تخلف عنه جبرئيلعليه‌السلام ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يا جبرئيل في هذا الموضع تخذلني؟ فقال: تقدم أمامك، فو الله لقد بلغت مبلغا لم يبلغه أحد من خلق الله قبلك، فرأيت من نور ربي وحال بيني وبينه السبحة قلت: وما السبحة جعلت فداك؟ فأومى بوجهه إلى الأرض وأومى بيده إلى السماء وهو يقول :

__________________

(١) كذا في النسخ.

٤٦٩

جلال ربي ثلاث مرات قال: يا محمّد قلت: لبيك يا ربّ، قال: فيما اختصم الملأ الأعلى؟ قال: قلت: سبحانك لا علم لي إلّا ما علمتني، قال: فوضع يده أي يد القدرة بين ثديي فوجدت بردها بين كتفي، قال: فلم يسألني عما مضى ولا عما بقي إلّا علمته، فقال: يا محمّد فيم اختصم الملأ الأعلى؟ قال: قلت: في الكفارات والدرجات والحسنات، فقال لي: يا محمّد قد انقطع أكلك وانقضت نبوّتك فمن وصيّك؟ فقلت: يا ربّ قد بلوت خلقك فلم أر أحدا من خلقك أطوع لي من عليٍّ، فقال لي: يا محمّد، فبشّره بأنّه راية الهدى وامام أوليائي، ونور لمن أطاعني، والكلمة التي ألزمتها اليقين. من أحبه فقد أحبني ومن أبغضه فقد ابغضنى، مع ما أنّى اخصه بما لم أخصّ به أحدا، فقلت: يا ربّ أخي وصاحبي ووزيري ووارثي فقال: انه أمر قد سبق انه مبتلى ومبتلى به، مع ما انى قد نحلته ونحلته ونحلته ونحلته أربعة أشياء عقدها بيده، ولا يفصح بها عقدها.

٨٥ ـ في مجمع البيان روى ابن عباس عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: قال لي ربي: أتدري فيم يختصم الملاء الأعلى؟ فقلت: لا، قال: اختصموا في الكفارات والدرجات، فاما الكفارات فإسباغ الوضوء في السبرات، ونقل الاقدام إلى الجماعات وانتظار الصلوة بعد الصلوة، واما الدرجات فإفشاء السلام، وإطعام الطعام، والصلوة بالليل والناس نيام.

٨٦ ـ في كتاب الخصال عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله انه لـمّا سئل في المعراج: فيما اختصم الملاء الأعلى قال: في الدرجات والكفارات، فنوديت: وما الدرجات؟ فقلت: إسباغ الوضوء في السبرات، والمشي إلى الجماعات وانتظار الصلوة بعد الصلوة، وولايتي وولاية أهل بيتي حتى الممات، والحديث طويل فقد أخرجته مسندا على وجهه في كتاب إثبات المعراج، انتهى.

٨٧ ـ عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال في وصية له: يا عليُّ ثلاث درجات وثلاث كفارات، إلى قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : واما الكفارات فإفشاء السلام وإطعام الطعام والتهجد بالليل والناس نيام.

٤٧٠

٨٨ ـ في نهج البلاغة الحمد لله الذي لبس العز والكبرياء واختارهما لنفسه دون خلقه وجعلهما حمى وحرما على غيره، واصطفاهما لجلاله وجعل اللعنة على من نازعه فيهما في عباده، ثم اختبر بذلك ملائكته المقربين ليميز المتواضعين منهم من المستكبرين فقال سبحانه ـ وهو العالم بمضرات القلوب ومحجوبات الغيوب:( إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلَّا إِبْلِيسَ ) اعترضته الحمية فافتخر على آدم بخلقه وتعصب عليه لأصله فعدو الله امام المتعصبين وسلف المستكبرين الذي وضع أساس العصبية ونازع الله رداء الجبرية، وادرع(١) لباس التعزز وخلع قناع التذلل، ألآ ترون كيف صغره الله بتكبره، ووضعه بترفعه، فجعله في الدنيا مدحورا(٢) وأعد له في الآخرة سعيرا، ولو أراد الله سبحانه ان يخلق آدم من نور يخطف الأبصار ضياءه، ويبهر العقول رواؤه وطيب يأخذ الأنفاس عرفه(٣) لفعل ولو فعل لظلت له الأعناق خاضعة، ولخفت البلوى فيه على الملائكة، ولكن الله سبحانه ابتلى خلقه ببعض ما يجهلون أصله تمييزا بالاختبار لهم، ونفيا للاستكبار عنهم، وابعادا للخيلاء منهم(٤) فاعتبروا بما كان من فعل الله إبليس إذا أحبط عمله الطويل، وجهده الجهيد، وكان قد عبد الله ستة آلاف سنة لا يدرى امن سنى الدنيا أم من سنى الآخرة من كبر ساعة واحدة، فمن ذا بعد إبليس يسلم على الله بمثل معصيته، كلا، ما كان الله سبحانه ليدخل الجنة بشرا بأمر اخرج به منها ملكا، إنّ حكمه في أهل السماء وأهل الأرض لواحد، وما بين الله وبين أحد من خلقه هوادة(٥) في إباحة حمى حرمة الله تعالى على العالمين.

٨٩ ـ في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى عباس بن هلال عن أبي الحسن

__________________

(١) ادرع الرجل: لبس درع الحديد.

(٢) أي مطرودا مبعدا، يقال: دحره الله دحورا أي أقصاه وطرده.

(٣) الرؤاء ـ بالهمزة والمد ـ: المنظر الحسن. والعرف: الريح الطيبة.

(٤) الخيلاء: الكبر.

(٥) الهوادة: الموادعة والمصالحة.

٤٧١

الرضاعليه‌السلام انه ذكر ان اسم إبليس الحارث وانما قول اللهعزوجل يا إبليس: يا عاصي، وسمى إبليس لأنه أبلس من رحمة الله(١) .

٩٠ ـ في عيون الأخبار باسناده إلى محمد بن عبيدة قال: سألت الرضاعليه‌السلام عن قول الله تعالى لإبليس:( ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَ ) قال: يعنى بقدرتي وقوتي.

٩١ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى محمد بن مسلم قال: سئلت أبا جعفرعليه‌السلام فقلت: قول اللهعزوجل :( يا إِبْلِيسُ ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ) فقال: اليد في كلام العرب القوة والنعمة، قال الله:( وَاذْكُرْ عَبْدَنا داوُدَ ذَا الْأَيْدِ ) وقال: «والسماء بنيناها بأيد» أي بقوة، وقال:( وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ) أي قوة ويقال: لفلان عندي يد بيضاء أي نعمة.

٩٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثنا محمد بن أحمد بن ثابت قال حدّثنا القاسم ابن إسماعيل الهاشمي عن محمد بن سنان عن الحسين بن مختار عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: لو ان اللهعزوجل خلق الخلق كلهم بيده لم يحتج في آدمعليه‌السلام انه خلقه بيده فيقول:( ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَ ) افترى اللهعزوجل يبعث الأشياء بيده.

٩٣ ـ حدّثني أبي عن سعيد بن أبي سعيد عن إسحاق بن جرير قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام أي شيء يقول أصحابك في قول إبليس:( خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ) قلت جعلت فداك قد قال ذلك وذكره اللهعزوجل في كتابه، فقال: كذب إبليس يا إسحاق ما خلقه اللهعزوجل إلّا من طين، ثم قال: قال اللهعزوجل :( الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً فَإِذا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ ) خلقه اللهعزوجل من تلك النار، ومن تلك الشجرة والشجرة أصلها من طين.

٩٤ ـ أخبرنا أحمد بن إدريس قال: حدّثنا أحمد بن محمد عن محمد بن يونس عن رجل عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله تبارك وتعالى:( فَأَنْظِرْنِي إلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ قالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ إلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ) قال:( يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ) يوم يذبحه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله على الصخرة التي في بيت المقدس.

__________________

(١) أي يئس منعها.

٤٧٢

٩٥ ـ حدّثنا علي بن الحسين قال: حدّثنا محمد بن أبي عبد الله عن الحسن بن محبوب عن أبي ولاد عن حمران عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: إنّ امرأة من المسلمات أتت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فقالت: يا رسول الله إنّ فلانا زوجي وقد نشرت له بطني وأعنته على دنياه وآخرته لم ير منى مكروها أشكوه إليك، قال: فيم تشكونيه؟ قالت: أنّه قال: انك على حرام كظهر أمي وقد أخرجني من منزلي فانظر في أمري، فقال لها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما أنزل الله تبارك وتعالى كتابا اقضى فيه بينك وبين زوجك، وانا اكره ان أكون من المتكلفين، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٩٦ ـ في مصباح الشريعة قال الصادقعليه‌السلام : المتكلف مخطئ وان أصاب، والمتكلف لا يستحلب في عاقبة امره إلّا الهوان، وفي الوقت إلّا التعب والعنا والشقا، والمتكلف ظاهره رياء وباطنه نفاق، وهما جناحان بهما يطير المتكلف، وليس في الجملة من أخلاق الصالحين ولا من شعار المتقين، المتكلف في أي باب كان قال الله تعالى لنبيه( قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ ) .

٩٧ ـ فيمن لا يحضره الفقيه في وصية النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لعليٍّعليه‌السلام وللمتكلف ثلاث علامات، يتملق إذا حضر، ويغتاب إذا غاب، ويشمت بالمصيبة.

٩٨ ـ في كتاب الخصال عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال:( قالَ لُقْمانُ لِابْنِهِ ) : يا بنى لكل شيء علامة يعرف بها ويشهد عليها إلى قولهعليه‌السلام : وللمتكلف ثلاث علامات، ينازع من فوقه، ويقول ما لا يعلم، ويتعاطى ما لا ينال.

٩٩ ـ عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل يقول فيه: ومن العلماء من يضع نفسه للفتاوى ويقول: سلوني ولعله لا يصيب حرفا واحدا، والله لا يحب المتكلفين، فذاك في الدرك السادس من النار.

١٠٠ ـ في جوامع الجامع وعن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : للمتكلف ثلاث علامات ينازع من فوقه، ويتعاطى ما لا ينال، ويقول ما لا يعلم.

١٠١ ـ في كتاب التوحيد حديث طويل عن الرضاعليه‌السلام يقول فيه عن عليٍّعليه‌السلام ان المسلمين قالوا لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لو أكرهت يا رسول الله من قدرت عليه من الناس

٤٧٣

على الإسلام لكثر عددنا وقوينا على عدونا، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما كنت لألقي اللهعزوجل ببدعة لم يحدث إلى فيها شيئا وما انا من المتكلفين.

١٠٢ ـ في روضة الكافي علي بن محمد عن علي بن العباس عن الحسن بن عبد ـ الرحمان عن عاصم ابن حميد عن أبي حمزة عن أبي جعفرعليه‌السلام في قولهعزوجل :( قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ ) قال أمير المؤمنينعليه‌السلام :( وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ ) قال: عند خروج القائم.

١٠٣ ـ علي بن محمد عن علي بن العباس عن علي بن حماد عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: وقال لأعداء الله أولياء الشيطان أهل التكذيب والإنكار:( قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ ) يقول: متكلفا ان اسئلكم ما لستم بأهله، فقال المنافقون عند ذلك بعضهم لبعض: اما يكفي محمدا ان يكون قهرنا عشرين سنة حتى يريد ان يحمل أهل بيته على رقابنا، فقالوا: ما أنزل الله وما هو إلّا شيء يتقوله يريد ان يرفع أهل بيته على رقابنا ولئن قتل محمّد أو مات لننزعنها من أهل بيته ثمّ لا نعيدها فيهم أبدا، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٠٤ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب ان الحسن بن عليعليهما‌السلام خطب الناس فحمد الله واثنى عليه وتشهد ثم قال: ايها الناس إنّ الله اختارنا لنفسه وارتضانا لدينه واصطفانا على خلقه وانزل علينا كتابه ووحيه، وايم الله لا ينقصنا أحد من حقنا شيئا إلّا انتقصه الله من حقه في عاجل دنياه وآجل آخرته، ولا يكون علينا دولة إلّا كانت لنا العاقبة( وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ ) .

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قرء سورة الزمر استخفاها من لسانه أعطاه الله من شرف الدنيا والآخرة وأعزه بلا مال ولا عشيرة حتى يهابه من يراه، وحرم جسده على النار، وبنى له في الجنة الف مدينة، في

٤٧٤

كل مدينة الف قصر، في كل قصر مأة حوراء، وله مع هذا عينان تجريان نضاختان وعينان مدهامتان، و( حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ ) ، و( ذَواتا أَفْنانٍ ) ، و( مِنْ كُلِّ فاكِهَةٍ زَوْجانِ )

٢ ـ في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من قرء سورة الزمر لم يقطع الله رجاه، وأعطاه ثواب الخائفين الذين خافوا الله تعالى.

٣ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حديث طويل وفيه ثم اقبلصلى‌الله‌عليه‌وآله على مشركي العرب فقال: وأنتم فلم عبدتم الأصنام من دون الله؟ فقالوا: نتقرب بذلك إلى الله تعالى فقال: أوهي سامعة مطيعة لربها عابدة له حتى تتقربوا بتعظيمها إلى الله؟ قالوا: لا، قال: فأنتم الذين نحتموها بأيديكم، فلان تعبدكم هي لو كان يجوز منها العبادة أحرى من ان تعبدوها إذا لم يكن أمركم بتعظيمها من هو العارف بمصالحكم وعواقبكم والحكيم فيما يكلفكم.

٤ ـ في قرب الاسناد للحميري باسناده إلى مسعدة بن زياد قال: وحدثني جعفر عن أبيه ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: إنّ الله تبارك وتعالى يأتى يوم القيامة بكل شيء يعبد من دونه من شمس أو قمر أو غير ذلك، ثم يسأل كل إنسان عما كان يعبد فيقول كل من عبد غيره: ربنا انا كنا نعبدها لتقربنا إليك زلفي، قال: فيقول الله تبارك وتعالى للملائكة: اذهبوا بهم وبما كانوا يعبدون إلى النار ما خلا من استثنيت، فان أولئك عنها مبعدون.

قال عز من قائل:( سُبْحانَهُ هُوَ اللهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ ) .

٥ ـ في كتاب الخصال ان أعرابيا قام يوم الجمل إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام فقال: يا أمير المؤمنين أتقول: إنّ الله واحد فحمل الناس عليه وقالوا: يا أعرابي اما ترى ما فيه أمير المؤمنين من تقسم القلب(١) فقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : دعوه فان الذي يريده الأعرابي هو الذي نريده من القوم، ثم قال: يا أعرابي إنّ القول في ان الله واحد على أربعة أقسام، فوجهان منها لا يجوزان على الله تعالى ووجهان يثبتان فيه فاما اللذان لا يجوزان عليه فقول القائل واحد يقصد به باب الأعداد فهذا ما لا يجوز

__________________

(١) التقسم: التفرق. يقال تقسمته الهموم أي وزعت خواطره.

٤٧٥

لان ما لا ثانى له لا يدخل في باب الاعداد ألآ ترى أنّه كفر من قال ثالث ثلثة، وقول القائل هو واحد من الناس يريد به النوع من الجنس فهذا ما لا يجوز. لأنه تشبيه وجل ربنا عن ذلك، واما الوجهان اللذان يثبتان فيه فقول القائل: هو واحد ليس له في الأشياء شبيه كذلك ربنا، وقول القائل: انهعزوجل احدى المعنى، يعنى به أنه لا ينقسم في وجود ولا عقل ولا وهم كذلك ربناعزوجل (١) .

٦ ـ في مجمع البيان عند قوله:( ثُمَّ جَعَلَ مِنْها زَوْجَها ) وفي خلق الوالدين قبل الولد ثلاثة أقوال إلى قوله: وثالثها انه خلق الذرية في ظهر آدم وأخرجها من ظهره كالذر، ثم خلق من بعد ذلك حواء من ضلع من أضلاعه على ما ورد في الاخبار وهذا ضعيف.

٧ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل وفيه وقال:( وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعامِ ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ ) فانزاله ذلك خلقه إياه.

٨ ـ في تهذيب الأحكام محمد بن الحسن الصفّار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن العباس بن موسى الوراق عن يونس بن عبد الرحمان عن أبي جرير القمى قال: سألت العبد الصالحعليه‌السلام عن النطفة ما فيها من الدية وما في العلقة وما في المضغة المخلقة وما يقر في الأرحام؟ قال: انه يخلق في بطن أمه خلقا من بعد خلق، يكون نطفة أربعين يوما ثم يكون علقة أربعين يوما، ثم مضغة أربعين يوما ففي النطفة أربعون دينارا، وفي العلقة ستون دينارا، وفي المضغة ثمانون دينارا، فاذا اكتسى العظام لحما ففيه مأة دينار، قال اللهعزوجل :( ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ ) فان كان ذكرا ففيه الدية وان كانت أنثى ففيها الدية.

٩ ـ في كتاب معاني الأخبار أبيرحمه‌الله قال: حدّثني محمد بن يحيى العطار عن أحمد بن محمد عن علي بن السندي عن محمد بن عمرو بن سعيد عن أبيه قال: كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام حيث دخل عليه داود الرقى فقال له: جعلت فداك ان الناس يقولون إذا مضى للحمل ستة أشهر فقد فرغ الله من خلقته، فقال أبو الحسنعليه‌السلام : يا داود ادع ولو

__________________

(١) لهذا الحديث بيان في كتاب بحار الأنوار فراجع ان شئت ج ٣ ص ٢٠٧ من الطبعة الحديثة.

٤٧٦

بشق الصفا، فقلت: جعلت فداك وأيّ شيء الصفا؟ قال: ما يخرج مع الولد، فان اللهعزوجل يفعل ما يشاء.

١٠ ـ في نهج البلاغة أم هذا الذي انشأه في ظلمات الأرحام وشعف الأستار نطفة دهاقا، وعلقة محاقا، وجنينا وراضعا، ووليدا ويافعا(١) .

١١ ـ في مجمع البيان: في ظلمات ثلاث ظلمة البطن وظلمة الرحم وظلمة المشيمة، وهو المروي عن أبي جعفرعليه‌السلام .

١٢ ـ في كتاب مصباح الزائر لابن طاوسرحمه‌الله في دعاء الحسينعليه‌السلام يوم عرفة: وابتدعت خلقي من منى يمنى ثم أسكنتني في ظلمات ثلاث بين لحم وجلد ودم، لم تشهر بخلقي ولم تجعل إلى شيئا من أمري، ثم أخرجتني إلى الدنيا تاما سويا.

١٣ ـ في كتاب التوحيد للمفضل بن عمر المنقول عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في الرد على الدهرية قالعليه‌السلام : سنبتدئ يا مفضل بذكر خلق الإنسان فاعتبر به، فأول ذلك ما يدبر به الجنين في الرحم وهو محجوب في ظلمات ثلاث: ظلمة البطن وظلمة الرحم وظلمة المشيمة، حيث لا حيلة عنده في طلب غذاء ولا دفع أذى، ولا استجلاب منفعة ولا دفع مضرة، فانه يجرى إليه من دم الحيض ما يغذوه كما يغذوا الماء النبات. فلا يزال ذلك غذاؤه حتى إذا كمل خلقه واستحكم بدنه وقوى أديمه(٢) على مباشرة الهواء وبصره على ملاقاة الضياء هاج هذا الطلق بأمه فأزعجه أشد إزعاج ذا عنفة حتى يولد.

١٤ ـ في محاسن البرقي عنه عن بعض أصحابه رفعه في قول الله تبارك وتعالى:( وَلا يَرْضى لِعِبادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ ) فقال: الكفر هاهنا الخلاف و

__________________

(١) الشغف ـ بضمتين جمع شغاف بفتح الشين ـ وأصله غلاف القلب يقال شغفه الحب أي بلغ شغافه. والدهاق: المملوءة. والمحاق: ثلاث ليال من آخر الشهر، وسميت محاقا لان القمر يمتحق فيهن أي يخفى وتبطل صورته، قال الشارح المعتزلي: وانما جعل العلقة محاقا هاهنا لأنها لم تحصل لها الصورة الانسانية بعد فكانت ممحوة ممحوقة. واليافع: الغلام المراهق لعشرين، وقيل: ناهز البلوغ.

(٢) الأديم: الجلد.

٤٧٧

الشكر الولاية والمعرفة.

١٥ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى فضيل بن يسار قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: شاء وأراد ولم يحب ولم يرض. شاء ألّا يكون شيء إلّا بعلمه وأراد مثل ذلك ولم يحب أنْ يقال له ثالث ثلاثة ولم يرض لعباده الكفر.

١٦ ـ في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن عمار الساباطي قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( وَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ ضُرٌّ دَعا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ) قال: نزلت في أبي الفصيل(١) انه كان رسول الله عنده ساحرا، فكان إذا مسه الضر يعنى السقم دعا ربه منيبا إليه يعنى تائبا إليه من قوله: في رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ما يقول( ثُمَّ إِذا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ ) يعنى العافية نسي ما كان يدعو إليه يعنى نسي التوبة إلى اللهعزوجل مما كان يقول في رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله انه ساحر ولذلك قال اللهعزوجل :( قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحابِ النَّارِ ) يعنى امرتك على الناس بغير حق من اللهعزوجل ومن رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال ثم قال أبو ـ عبد اللهعليه‌السلام : ثم عطف القول من اللهعزوجل في عليٍّعليه‌السلام يخبر بحاله وفضله عند الله تبارك وتعالى( أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَقائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ ) ان محمّدا رسول الله والذين لا يعلمون ان محمّدا رسول الله وانّه ساحر كذاب انما يتذكر أولوا الألباب قال: ثمّ قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : هذا تأويله يا عمّار.

١٧ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبي ـ عبد اللهعليه‌السلام أنّه قال لأبي بصير يا أبا محمد لقد ذكرنا اللهعزوجل وشيعتنا وعدونا في آية من كتابه فقالعزوجل :( هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ ) فنحن الذين يعلمون، وعدونا الذين لا يعلمون، وشيعتنا أولوا الألباب، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٨ ـ في علل الشرائع أبيرحمه‌الله قال حدّثنا علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد

__________________

(١) كنى به عن الاول.

٤٧٨

ابن عيسى عن حريز عن زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قلت:( آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَقائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ ) قال: يعنى صلوة الليل. وفي الكافي مثله سندا ومتنا.

١٩ ـ في أصول الكافي بعض أصحابنا رفعه عن هشام بن الحكم قال: قال لي أبو الحسن موسى بن جعفرعليه‌السلام قال الحسن بن عليعليهما‌السلام : إذا طلبتم الحوائج فاطلبوها من أهلها، قيل: يا بن رسول الله من أهلها؟ قال: الذين قص الله في كتابه وذكرهم فقال:( إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ ) قال: هم أولوا العقول.

٢٠ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن عبد المؤمن بن القاسم الأنصاري عن سعد عن جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ ) قال أبو جعفر: انما نحن الذين يعلمون، والذين لا يعلمون عدونا، وشيعتنا أولوا الألباب.

٢١ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام في قولهعزوجل :( هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ ) قال: نحن الذين يعلمون، وعدونا الذين لا يعلمون، وشيعتنا أولوا الألباب.

٢٢ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) وروى عن الحسن العسكريعليه‌السلام انه اتصل بأبى الحسن علي بن محمد العسكريعليهما‌السلام ان رجلا من فقهاء الشيعة كلهم بعض النصاب فأفحمه بحجته(١) حتى أبان عن فضيحته فدخل على علي بن محمدعليهما‌السلام وفي صدر مجلسه دست عظيم(٢) منصوب، وهو قاعد خارج الدست وبحضرته خلق من العلويين وبنى هاشم فما زال يرفعه حتى أجلسه في ذلك الدست واقبل عليه، فاشتد ذلك على أولئك الاشراف، فاما العلويون فأجلوه عن العتاب واما الهاشميون فقال له شيخهم: يا بن رسول الله هكذا تؤثر عاميا على سادات بنى هاشم

__________________

(١) أفحمه بالحجة أي أسكته.

(٢) الدست هاهنا بمعنى الوسادة.

٤٧٩

من الطالبين والعباسين؟ فقالعليه‌السلام : إياكم وان تكونوا من الذين قال الله تبارك وتعالى:( أَلَمْ تَرَ إلى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُدْعَوْنَ إلى كِتابِ اللهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ ) أترضون بكتاب اللهعزوجل حكما؟ قالوا: بلى، قال: أو ليس قال اللهعزوجل :( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ ) فكيف تنكرون رفعي لهذا لـمّا رفعه الله ان كسر هذا لفلان الناصب بحجج الله التي علمه إياها، لا فضل له من كل شرف في النسب، وفي هذا الحديث شيء حذفناه وهو مذكور عند قوله تعالى:( يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ ) .

٢٣ ـ في محاسن البرقي عنه عن بعض أصحابنا رفعه قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ما قسم الله لعباده شيئا أفضل من العقل، فنوم العاقل أفضل من سهر الجاهل، وإفطار العاقل أفضل من صوم الجاهل، واقامة العاقل أفضل من شخوص الجاهل، ولا بعث الله رسولا ولا نبيا حتى يستكمل العقل ويكون عقله أفضل من عقول جميع أمته، وما يضمر النبي في نفسه أفضل من اجتهاد جميع المجتهدين، وما ادى العقل فرائض الله حتى عقل منه ولا بلغ جميع العابدين في فضل عبادتهم ما بلغ العاقل من عقلائهم، هم أولوا الألباب الذين قال اللهعزوجل ( إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ ) .

٢٤ ـ عنه عن ابن فضال عن علي بن عقبة بن خالد قال: دخلت ومعلى بن خنيس على أبي عبد اللهعليه‌السلام فأذن لنا وليس هو في مجلسه، فخرج علينا من جانب من عند نسائه وليس عليه جلباب فلما نظر إلينا رحب وقال: مرحبا بكما وأهلا، ثم جلس وقال: أنتم أولوا الألباب في كتاب الله قال الله تبارك وتعالى:( إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ ) فأبشروا، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٥ ـ في بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن القاسم بن محمد عن عليٍّ عن أبي بصير قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ ) قال: نحن الذين نعلم وعدونا الذين لا يعلمون، انما يتذكر أولوا الألباب شيعتنا.

٢٦ ـ محمد بن الحسين عن أبي داود المسترق عن محمد بن مروان قال: قلت

٤٨٠

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

ولا ثقب وذلك قوله: «والسماء بنيها» الآية والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١١ ـ محمد عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن العلا بن رزين عن محمد بن مسلم والحجال عن العلاء عن محمد بن مسلم قال: قال لي أبو جعفرعليه‌السلام : كان كل شيء ماء( وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ ) فأمر جل وعز الماء فاضطرم نارا، ثم أمر النار فخمدت فارتفع من خمودها دخان، فخلق السماوات من ذلك الدخان، وخلق الأرض من الرماد.

١٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقد سئل أبو الحسن الرضاعليه‌السلام عمن كلم الله لا من الجن ولا من الانس؟ فقال: السماوات والأرض في قوله:( ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ ) .

١٣ ـ في نهج البلاغة ـ فمن شواهد خلقه خلق السماوات موطدات بلا عمد، قائمات بلا سند، دعاهن فأجبن طائعات مذعنات غير متلكئات ولا مبطيات، ولولا إقرارهن له بالربوبية وإذعانهن له بالطواعية(١) لما جعلهن موضعا لعرشه، ولا مسكنا لملائكته ولا مصعدا للكلم الطيب والعمل الصالح من خلقه.

١٤ ـ وفيه: وذلل للهابطين بأمره والصاعدين بأعمال خلقه حزونة معراجها وناداها بعد إذ هي دخان فالتحمت عرى اشراجها(٢) .

قال عز من قائل:( فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ فِي يَوْمَيْنِ ) .

أقول: قد سبق في روضة الكافي ومجمع البيان فيما نقلناه عنهما بيان لذلك.

قال عز من قائل:( وَزَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ وَحِفْظاً ) .

١٥ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى فضيل الرسان قال: كتب محمد بن إبراهيم إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام أخبرنا ما فضلكم أهل البيت؟ فكتب إليه أبو ـ عبد اللهعليه‌السلام : ان الكواكب جعلت أمانا لأهل السماء، فاذا ذهبت نجوم السماء جاء أهل

__________________

(١) المتلكئ: المتوقف. والطواعية بمعنى الطاعة.

(٢) الحزونة ضد السهولة. وأشراج جمع شرج: عرى العيبة وأشرجت العيبة أي أقفلت اشراجها قال الشارح المعتزلي: وتسمى مجرة السماء شرحا تشبيها بشرح العيبة وأشراج الوادي: ما اتسع منه.

٥٤١

السماء ما كانوا يوعدون وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : جعل أهل بيتي أمانا لامتى فاذا ذهب أهل بيتي جاء أمتي ما كانوا يوعدون.

١٦ ـ وباسناده إلى أبان بن سلمة عن أبيه يرفعه قال: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله النجوم أمان لأهل السماء، وأهل بيتي أمان لامتى.

١٧ ـ وباسناده إلى هارون بن عنترة عن أبيه عن جده عن عليٍّعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : النجوم أمان لأهل السماء فاذا ذهبت النجوم ذهب أهل السماء، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض فاذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض.

١٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقولهعزوجل :( إِذْ جاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ ) يعنى نوحا وإبراهيم وموسى وعيسى والنبيون صلوات الله عليهم ومن خلفهم أنت.

١٩ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى عبد الحميد بن أبي الديلم عن الصادق أبي عبد الله جعفر بن محمدعليهما‌السلام قال: لـمّا بعث اللهعزوجل هودا سلم له العقب من ولد سام، واما الآخرون فقالوا:( مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً ) فأهلكوا بالريح العقيم وأوصاهم هود وبشرهم بصالحعليه‌السلام .

٢٠ ـ في نهج البلاغة واتعظوا فيها بالذين قالوا( مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً ) حملوا إلى قبورهم فلا يدعون ركبانا، وانزلوا فلا يدعون ضيفانا، وجعل لهم من الصفيح أجنان، ومن التراب أكفان ومن الرفات جيران(١) .

٢١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قولهعزوجل :( فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً ) والصرصر الريح الباردة( فِي أَيَّامٍ نَحِساتٍ ) أي أيام مياشيم.

٢٢ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى حمزة بن الطيار عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قولهعزوجل :( وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى ) قال عرفناهم( فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى ) وهم يعرفون.

__________________

(١) الصفيح: الحجارة. والاجنان: القبور. والأكنان جمع كن وهو السترة. والرفات: العظام البالية.

٥٤٢

٢٣ ـ في اعتقادات الامامية للصدوقرحمه‌الله وقال الصادقعليه‌السلام في قولهعزوجل :( وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى ) قال: وجوب الطاعات وتحريم المعاصي وهم يعرفون.

٢٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقولهعزوجل :( حَتَّى إِذا ما جاؤُها شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ ) فانها نزلت في قوم تعرض عليهم أعمالهم فينكرونها فيقولون: ما عملنا شيئا منها، فتشهد عليهم الملائكة الذين كتبوا عليهم أعمالهم، قال الصادقعليه‌السلام : فيقولون الله: يا رب هؤلاء ملائكتك يشهدون لك ثم يحلفون بالله ما فعلوا من ذلك شيئا منها، وهو قول اللهعزوجل :( يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللهُ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَما يَحْلِفُونَ لَكُمْ ) وهو الذين غصبوا أمير المؤمنين صلوات الله عليه، فعند ذلك يختم اللهعزوجل على ألسنتهم وينطق جوارحهم فيشهد السمع بما سمع مما حرم اللهعزوجل ، ويشهد البصر بما نظر إلى ما حرم اللهعزوجل ، وتشهد اليدان بما أخذتا وتشهد الرجلان بما سعتا فيما حرم اللهعزوجل ، ويشهد الفرج بما ارتكب مما حرم اللهعزوجل ثم أنطق اللهعزوجل ألسنتهم فيقولون هم لجلودهم:( لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا قالُوا أَنْطَقَنَا اللهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ وَما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ ) أي من الله( أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ ) والجلود الفروج( وَلكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللهَ لا يَعْلَمُ كَثِيراً مِمَّا تَعْمَلُونَ ) .

٢٥ ـ في كتاب التوحيد عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام حاكيا حال أهل المحشر: ثم يجتمعون في موطن آخر فيستنطقون فيه فيقولون( وَاللهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ ) ، فيختم الله تبارك وتعالى على أفواههم ويستنطق الأيدي والأرجل والجلود فتشهد بكل معصية كانت منهم، ثم يرفع عن ألسنتهم الختم فيقولون لجلودهم:( لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا قالُوا أَنْطَقَنَا اللهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ ) .

٢٦ ـ في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن آدم بن إسحاق عن عبد الرزاق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن أبي جعفرعليه‌السلام :

٥٤٣

حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : وليست تشهد الجوارح على مؤمن انما تشهد على من حقت عليه كلمة العذاب، فأما المؤمن فيعطى كتابه بيمينه، قال اللهعزوجل :( فَمَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولئِكَ يَقْرَؤُنَ كِتابَهُمْ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً ) .

٢٧ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن يزيد قال: حدّثنا أبو ـ عمرو الزبيري عن أبي عبد اللهعليه‌السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيهعليه‌السلام بعد ان قال: إنّ الله تبارك وتعالى فرض الايمان على جوارح ابن آدم وقسمه عليها وقرنه فيها: ثم نظم ما فرض على القلب واللسان والسمع والبصر في الآية الاخرى فقال:( وَما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ ) يعنى بالجلود الفروج والأفخاذ.

٢٨ ـ في من لا يحضره الفقيه قال أمير المؤمنينعليه‌السلام في وصيته لابنه محمد ابن الحنيفة: يا بنى لا تقل ما لا تعلم، بل لا تقل كلما تعلم، فان الله تبارك وتعالى قد فرض على جوارحك كلها فرائض يحتج بها عليك يوم القيامة، إلى قوله وقالعزوجل :( وَما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ ) يعنى بالجلود الفروج.

٢٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني أبي عن ابن أبي عمير عن عبد الرحمن ابن الحجاج قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : حديث يرويه الناس فيمن يؤمر به آخر الناس إلى النار، فقال لي: اما انه ليس كما يقولون، قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ان آخر عبد يؤمر به إلى النار فاذا أمر به التفت فيقول الجبار جل جلاله: ردوه فيردونه، فيقول له: لم التفت إليَّ؟ فيقول: يا رب لم يكن ظني بك هذا، فيقول: وما كان ظنك بى؟ فيقول: يا رب كان ظني بك ان تغفر لي خطيئتي وتسكنني جنتك، قال: فيقول الجبار: يا ملائكتى لا وعزتي وجلالي وآلائي وعلوي وارتفاع مكاني ما ظن بي عبدي هذا ساعة من خير قط، ولو ظن بي ساعة من خير ما ودعته بالنار، أجيزوا له كذبه وأدخلوه الجنة، ثم قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ليس من عبد يظن باللهعزوجل خيرا إلّا كان عند ظنه به، وذلك قولهعزوجل :( وَذلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ

٥٤٤

بِرَبِّكُمْ أَرْداكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخاسِرِينَ ) .

٣٠ ـ في مجمع البيان قال الصادقعليه‌السلام : ينبغي للمؤمن ان يخاف الله خوفا كأنه يشرف على النار، ويرجوه رجاء كأنه من أهل الجنة، إنّ الله تعالى يقول:( وَذلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ ) الآية ثم قال: إنّ الله عند ظن عبده ان خيرا فخير وان شرا فشر، ٣١ ـ في نهج البلاغة وصارت الأجساد شحبة، بعد بضتها، والعظام نخرة بعد قوتها، والأرواح مرتهنة بثقل اعبائها، موقنة بغيب انبائها، لا تستزاد من صالح عملها ولا تستعتب من سيئ زللها(١) .

٣٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقولهعزوجل :( وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ ) قال العالم (ع): من الجن إبليس الذي دل على قتل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في دار الندوة، وأضل الناس بالمعاصي، وجاء بعد وفاة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى أبي بكر فبايعه، ومن الانس فلان نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين.

٣٣ ـ في روضة الكافي محمد بن أحمد القمى عن عبد الله بن الصلت عن يونس ابن عبد الرحمان عن عبد الله بن سنان عن حسين الجمال عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله تبارك وتعالى:( رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُما تَحْتَ أَقْدامِنا لِيَكُونا مِنَ الْأَسْفَلِينَ ) قال: هما، ثم قال: وكان فلان شيطانا.

٣٤ ـ يونس عن سورة بن كليب عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله تبارك وتعالى:( رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُما تَحْتَ أَقْدامِنا لِيَكُونا مِنَ الْأَسْفَلِينَ ) قال: يا سورة هما والله هما، ثلاثا والله يا سورة، انا الخزان علم الله في السماء، وانا لخزان علم الله في الأرض.

٣٥ ـ في مجمع البيان( رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانا ) الآية يعنون إبليس الأبالسة وقابيل بن آدم أول من أبدع المعصية، وروى ذلك عن عليٍّعليه‌السلام .

٣٦ ـ في بصائر الدرجات عمران بن موسى بن جعفر عن الحسن بن

__________________

(١) «شحبة» أي هالكة «نخرة» أي بالية والأعباء: الأثقال.

٥٤٥

على قال: حدّثنا عبد الله بن سهيل الأشعري عن أبيه عن اليسع قال: دخل حمران بن أعين على أبي جعفرعليه‌السلام فقال له: جعلت فداك يبلغنا ان الملائكة تنزل عليكم؟ قال: أي والله لتنزل علينا فتطأ فرشنا، اما تقرء كتاب الله تبارك وتعالى:( إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ) .

٣٧ ـ في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن فضالة بن أيوب عن الحسين بن عثمان عن أبي أيوب عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا ) فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : استقاموا على الائمة واحدا بعد واحد،( تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ) .

٣٨ ـ وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه قال: بينا أبي جالس وعنده نفر إذ استضحك حتى أغر ورقت عيناه دموعا(١) ثم قال: هل تدرون ما أضحكني؟ قال: فقالوا: لا، قال: زعم ابن عباس انه من الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا، فقلت له: هل رأيت الملائكة يا بن عباس تخبرك بولايتها لك في الدنيا والآخرة مع الأمن من الخوف والحزن؟ قال: فقال: إنّ الله تبارك وتعالى يقول:( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ) قد دخل في هذا جميع الامة، فاستضحكت ثم قلت: صدقت يا بن عباس، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٩ ـ في نهج البلاغة وانى متكلم بعدة الله وحجته قال الله تعالى:( إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ ) ( الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ) وقد قلتم ربنا الله فاستقيموا على كتابه وعلى منهاج امره وعلى الطريقة الصالحة من عبادته، ثم لا تمرقوا منها(٢) ولا تبتدعوا فيها، ولا تخالفوا عنها فان أهل المروق منقطع بهم يوم القيمة.

__________________

(١) أغر ورقت عيناه: دمعتا كأنهما غرقتا في دمعهما.

(٢) مرق السهم: إذا خرج من الرمية.

٥٤٦

٤٠ ـ في مجمع البيان( إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا ) الآية روى عن انس قال: قرأ علينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله هذه الآية، ثم قال: قد قالها أناس ثم كفر أكثرهم فمن قالها حتى يموت فهو ممن استقام عليها.

٤١ ـ وروى محمد بن الفضيل قال: سألت أبا الحسن الرضاعليه‌السلام عن الاستقامة، فقال: هي والله ما أنتم عليه.

٤٢ ـ( تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ ) يعنى عند الموت عن مجاهد والسدي وروى ذلك عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

٤٣ ـ «في تفسير أهل البيتعليهم‌السلام عن أبي بصير قال قلت: لأبي جعفرعليه‌السلام قول الله:( إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا ) قال: هي والله ما أنتم عليه(١) .

٤٤ ـ في الخرائج والجرائح باسناده إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله تعالى:( إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخافُوا وَلا تَحْزَنُوا ) فقال: اما والله لربما وسدناهم الوسائد في منزلنا قيل له: الملائكة تظهر لكم؟ فقال: هم الطف بصبياننا منا بهم، وضرب بيده إلى مسور(٢) في البيت فقال: والله لطال ما اتكئت عليها الملائكة، وربما التقطنا من زغبها(٣) .

٤٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم ثم ذكر المؤمنين من شيعة أمير المؤمنين صلوات الله عليه فقال:( إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا ) قال على ولاية أمير المؤمنينعليه‌السلام ( تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ ) قال: عند الموت( أَلَّا تَخافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِياؤُكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ) قال: كنا نحرسكم من الشياطين وفي الاخرة أي عند الموت( وَلَكُمْ فِيها ما تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيها ) ما توعدون يعنى في

__________________

(١) «في أصول الكافي باسناده إلى الحسين بن أبي العلا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال يا حسين ـ وضرب إلى مساور في البيت ـ طالما اتكئت عليها لملائكة وربما القطنا من زغبها. منه «ره».

(٢) المسور: المتكأ من جلد.

(٣) الزغب: صغار ريض الطائر.

٥٤٧

الجنة( نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ ) حدّثني أبي عن ابن أبي عمير عن ابن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ما يموت موال لنا مبغض لأعدائنا إلّا ويحضره رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأمير المؤمنين والحسن والحسينعليهم‌السلام ، فيرونه ويبشرونه، وان كان غير موال لنا يراهم بحيث يسوءه والدليل على ذلك قول أمير المؤمنينعليه‌السلام للحارث الهمداني :

يا حار همدان من يمت يرنى

من مؤمن أو منافق قبلا

٤٦ ـ في مجمع البيان( نَحْنُ أَوْلِياؤُكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ ) قيل:( نَحْنُ أَوْلِياؤُكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ) أي نحرسكم في الدنيا وعند الموت في الآخرة عن أبي جعفرعليه‌السلام .

قال عز من قائل:( وَلَكُمْ فِيها ما تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيها ما تَدَّعُونَ ) ٤٧ ـ في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن محمد بن إسحاق المدني عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: سئل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وذكر حديثا طويلا يقول فيهصلى‌الله‌عليه‌وآله حاكيا حال أهل الجنة: والثمار دانية منهم، وهو قولهعزوجل :( وَدانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُها وَذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلاً ) من قربها منهم يتناول المؤمن من النوع الذي يشتهيه من الثمار بعينه وهو متكئ، وان الأنواع من الفاكهة ليقلن لولى الله: يا وليّ الله كلني قبل ان تأكل هذا قبلي، قال: وليس من مؤمن في الجنة إلّا وله جنان كثيرة معروشات وغير معروشات، وأنهار من خمر وأنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن وأنهار من عسل، فاذا دعا ولي الله بغذائه أتى بما تشتهي نفسه عند طلبه الغذاء من غير ان يسمى شهوته.

٤٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني أبي عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قلت: جعلت فداك انى أردت ان أسئلك عن شيء استحيى منه هل في الجنة غناء؟ قال: إنّ في الجنة شجرا يأمر الله رياحها فتهب فتضرب تلك الشجرة بأصوات لم يسمع الخلايق مثلها حسنا، ثم قال: هذا عوض لمن ترك السماع للغناء في الدنيا مخافة الله.

٤٩ ـ في كتاب جعفر بن محمد الدوريستي باسناده إلى عبد الله بن عباس

٥٤٨

رحمة الله عليه انه سمع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: ان الجنة ليتخذ وترين(١) من الحول إلى الحول لدخول شهر رمضان، فاذا كان أول ليلة من شهر رمضان هبت ريح من تحت العرش يقال لها المبشرة فتصفق ورق أشجار الجنان وحلق المصاريع فيسمع لذلك طنين لم يسمع السامعون أحسن منه، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٥٠ ـ في تفسير العياشي عن جابر قال: قلت لمحمد بن عليعليهما‌السلام : قول الله تبارك وتعالى في كتابه( الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ) قال: هما والثالث والرابع وعبد الرحمان وطلحة وكانوا سبعة عشر رجلا، قال: لـمّا وجه النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام وعمّار بن ياسررحمه‌الله إلى أهل مكّة قالوا: بعث هذا الصبى ولو بعث غيره يا حذيفة إلى أهل مكّة، وفي مكّة صناديدها، وكانوا يسمّون عليّا الصبى لأنّه كان إسمه في كتاب الله الصبي لقول الله:( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعا إلى اللهِ وَعَمِلَ صالِحاً ) وهو صبي( وَقالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٥١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم ثم أدب اللهعزوجل نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال:( وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) قال ادفع سيئة من أساء إليك بحسنتك، حتى يكون( الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ) .

٥٢ ـ في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه وعلى بن محمد القاساني جميعا عن القاسم بن محمد الاصبهانى عن سليمان بن داود المنقري عن حفص بن غياث قال قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : يا حفص إنّ من صبر صبر قليلا، وان من جزع جزع قليلا، ثم قال: عليك بالصبر في جميع أمورك فان اللهعزوجل بعث محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله فأمره بالصبر والرفق، فقال تبارك وتعالى:( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ* وَما يُلَقَّاها إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَما يُلَقَّاها إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ) فصبر حتى نالوه بالعظائم ورموه بها، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٥٣ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد عن حريز عمن أخبره عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ) قال الحسنة التقية، والسيئة الاذاعة، وقولهعزوجل :( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ ) قال: التي هي أحسن

__________________

(١) كذا في النسخ والظاهر انه مصحف لتتحلى وتتزين.

٥٤٩

التقية،( فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ) .

٥٤ ـ في أمالي الصدوقرحمه‌الله باسناده إلى عبد الله بن وهب بن زهير قال: وفد العلا بن الحضرمي على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: يا رسول الله إنّ لي أهل بيت أحسن إليهم فيسيئون وأصلهم فيقطعون؟ فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ) فقال العلاء بن الحضرمي: انى قد قلت شعرا هو أحسن من هذا قال: وما قلت؟ فأنشده :

وحي ذوي الاضغان تسب قلوبهم

تحيتك العظمى فقد يرفع النغل(١)

فان أظهروا خيرا فجاز بمثل

وان خنسوا عنك الحديث فلا تسل(٢)

فان الذي يؤذيك منه سماعه

فان الذي قالوا وراءك لم يقل

فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ من الشعر لحكمه، وإنّ من البيان لسحرا، وإنّ شعرك لحسن، وإنّ كتاب الله أحسن.

٥٥ ـ في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنينعليه‌السلام أصحابه من الاربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه: صافح عدوك وان كره فانه مما أمر الله به عباده يقول( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ* وَما يُلَقَّاها إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَما يُلَقَّاها إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ) ما تكافي عدوك بشيء أشد من أنْ تطيع الله فيه، وحسبك أنْ ترى عدوك يعمل بمعاصي الله.

٥٦ ـ في مجمع البيان وروى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام : وما يلقيها إلّا كل ذي حظٍّ عظيم.

٥٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم:( وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ ) أي عرض لقلبك نزغ(٣) من الشيطان فاستعذ بالله والمخاطبة لرسول الله والمعنى للناس(٤)

__________________

(١) الاضغان جمع الضغن: الحقد. والنغل ـ محركة ـ، الإفساد بين القوم.

(٢) خنس عنه: رجع وتنحى.

(٣) النزغ: الإغراء والإفساد ونزغ الشيطان: وساوسه ونخسه في القلب بما يسول للإنسان من المعاصي.

(٤) وقد مر نظر ذلك كثيرا فهو من باب إياك اعنى واسمعي يا جارة كما ورد في أحاديث ـ

٥٥٠

٥٨ ـ في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنينعليه‌السلام أصحابه من الاربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه إذا وسوس الشيطان إلى أحدكم فليستعذ بالله وليقل: آمنت بالله مخلصا له الدين.

٥٩ ـ في مجمع البيان والمروي عن ابن عباس وقتادة وابن المسيب أنّ موضع السجود عند قوله وهم لا يسأمون وعن ابن مسعود والحسن عند قوله:( إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ) وهو اختيار أبي عمرو بن [أبي] العلا وهو المروي عن أئمتناعليهم‌السلام .

٦٠ ـ في جوامع الجامع وموضع السجدة عن الشافعي «تعبدون» وهو المروي عن أئمتناعليهم‌السلام وعند أبي الحنيفة «يسأمون».

٦١ ـ فيمن لا يحضره الفقيه قد روى انه يقول في سجدة العزايم: لا إله إلّا الله حقا حقا لا إله إلّا الله ايمانا وتصديقا لا إله إلّا الله عبودية ورقا سجدت لك يا ربّ تعبدا ورقّا لا مستنكفا ولا مستكبرا بل أنا عبد ذليل خائف مستجير، ثمّ يرفع رأسه ثمّ يكبر.

٦٢ ـ في عيون الأخبار(١) باسناده إلى علي بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام قال: قلت له: لم خلق اللهعزوجل الخلق على أنواع شتى ولم يخلقه نوعا واحدا؟ قال: لئلا يقع في الأوهام انه عاجز، فلا تقع صورة في وهم ملحد إلّا وقد خلق اللهعزوجل عليها خلقا، ولا يقول قائل: هل يقدر الله تعالى على أنْ يخلق على صورة كذا وكذا إلّا وجد ذلك في خلقه تبارك وتعالى فيعلم بالنظر إلى أنواع خلقه انه على كل شيء قدير.

٦٣ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام مجيبا لبعض الزنادقة: واما ما ذكرته من الخطاب الدال على تهجين النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله والإزراء به والتأنيب له(٢) مع ما أظهره الله تبارك وتعالى في كتابه من تفضيله إياه على

__________________

ـ عديدة إنّ القرآن نزل بإياك اعنى واسمعي يا جارة.

(١) ذكره في باب ما جاء عن الرضاعليه‌السلام من العلل. «منه ره».

(٢) أزرى عليه: عابه وعاتبه. والتأنيب: للوم.

٥٥١

ساير أنبيائه فان اللهعزوجل جعل لكل نبي عدوا من المشركين كما قال في كتابه وبحسب جلالة منزلة نبيناصلى‌الله‌عليه‌وآله عند ربه كذلك عظم محنته لعدوه الذي عاذ منه في حال شقاقه ونفاقه، وكل أذى ومشقة لدفع نبوته وتكذيبه إياه وسعيه في مكارهه وقصده لنقض كل ما أبرمه، واجتهاده ومن ما لاه على كفره وعناده ونفاقه وإلحاده في ابطال دعوته وتغيير ملته ومخالفة سنته، ولم ير شيئا أبلغ في تمام كيده من تنفيرهم عن موالاة وصيه وإيحاشهم منه وصدهم عنه واغرائهم بعداوته، والقصد لتغيير الكتاب الذي جاء به، وإسقاط ما فيه من فضل ذوي الفضل وكفر ذوي الكفر، منه وممن وافقه على ظلمه وبغيه وشركه، ولقد علم الله ذلك منهم فقال:( إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آياتِنا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنا ) وقال:( يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللهِ ) ولقد احضروا الكتاب مكملا مشتملا على التأويل والتنزيل والمحكم والمتشابه والناسخ والمنسوخ، لم يسقط منه حرف الف ولا لام، فلما وقفوا على ما بينه الله من أسماء أهل الحق والباطل، وان ذلك إنْ ظهر نقض ما عقدوه، قالوا: لا حاجة لنا فيه نحن مستغنون عنه بما عندنا، ولذلك قال:( فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ ما يَشْتَرُونَ ) ثم دفعهم الاضطرار بورود المسائل عليهم عما لا يعلمون تأويله إلى جمعه وتأليفه وتضمينه من تلقائهم ما يقيمون به دعائم كفرهم، فصرخ مناديهم: من كان عنده شيء من القرآن فليأتنا به ووكلوا تأليفه ونظمه إلى بعض من وافقهم على معاداة أولياء الله فألفه على اختيارهم، وما يدل للمتأمل على اختلال تمييزهم وافترائهم وتركوا منه ما قدروا انه لهم وهو عليهم، وزادوا فيه ما ظهرتنا كره وتنافره، وعلم الله أنّ ذلك يظهر ويبين، وفقال:( ذلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ ) وانكشف لأهل الاستبصار عوارهم وافتراؤهم، والذي بدا في الكتاب من الإزراء على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله من فرية الملحدين ولذلك قال:( إِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً ) فيذكر جل ذكره لنبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله ما يحدثه عدوه في كتابه من بعده بقوله:( وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللهُ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللهُ آياتِهِ ) يعنى انه ما من نبي تمنى مفارقة ما يعاينه من نفاق قومه وعقوقهم والانتقال إلى دار الاقامة إلّا القى الشيطان المعرض لعداوته عند

٥٥٢

فقده في الكتاب الذي انزل عليه ذمه والقدح فيه والطعن عليه، فينسخ الله ذلك من قلوب المؤمنين فلا تقبله ولا تصغي إليه غير قلوب المنافقين والجاهلين، ويحكم الله آياته بأن يحمى أوليائه من الضلال والعدوان ومشايعة أهل الكفر والعدوان والطغيان الذين لم يرض الله أنْ يجعلهم كالأنعام، حتى قال:( بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً ) فافهم هذا واعمل به، واعلم انك ما قد تركت مما يجب عليك السؤال عنه أكثر مما سألت، وانى قد اقتصرت على تفسير يسير من كثير لعدم حملة العلم وقلة الراغبين في التماسه، وفي دون ما بينت لك بلاغ لذوي الألباب.

قال عز من قائل:( أَفَمَنْ يُلْقى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيامَةِ ) .

٦٤ ـ في كتاب الخصال عن الحسن قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : قال الله تبارك وتعالى: وعزتي وجلالي لا اجمع على عبدي خوفين، ولا اجمع له امنين، فاذا أمنني في الدنيا أخفته في الآخرة يوم القيامة، وإذا خافني في الدنيا آمنته يوم القيامة.

٦٥ ـ في نهج البلاغة وانما هي نفسي أروضها بالتقوى لتأتى آمنة يوم الخوف الأكبر، وتثبت على جوانب المزلق(١) .

٦٦ ـ في الكافي علي بن إبراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام لبعض جلسائه: ألآ أخبرك بشيء يقرب من الله ويقرب من الجنة ويباعد من النار؟ فقال: بلى فقال: عليك بالسخاء فان الله خلق خلقا برحمته لرحمته، فجعلهم للمعروف أهلا وللخير موضعا وللناس وجها يسعى إليهم، لكي يحيونهم كما يحيى المطر الأرض المجدبة أولئك هم المؤمنون الآمنون يوم القيامة.

٦٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جاءَهُمْ ) يعنى القرآن( لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ )

__________________

(١)قوله عليه‌السلام «أروضها بالتقوى»

من الرياضة قال ابن أبي الحديد: يقول عليه‌السلام : تقللى واقتصارى من المطعم والملس على الجشب والخشن رياضة لنفسي لانّ ذلك انما أعمله خوفا من الله أنْانغمس في الدنيا فالرياضة بذلك هي رياضة في الحقيقة بالتقوى لا بنفس التقلل والتقشف «انتهى». والمزلق: موضع الزلق لا يثبت عليه قدم.

٥٥٣

قال لا يأتيه الباطل من قبل التوراة ولا من قبل الإنجيل والزبور ولا من خلفه أي لا يأتيه من بعده كتاب يبطله.

٦٨ ـ في مجمع البيان:( لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ ) قيل فيه أقوال إلى قوله: ثالثها معناه انه ليس في اخباره عما مضى باطل [ولا في اخباره عما يكون في المستقبل باطل] بل اخباره كلها موافقة لمخبراتها، وهو المروي عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام (١) .

٦٩ ـ في كتاب طب الائمة باسناده إلى أبي بصير قال: شكى رجل إلى أبي ـ عبد اللهعليه‌السلام وجع السرة فقال له: اذهب فضع يدك على الموضع الذي تشتكي وقال:( وَإِنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ) ثلثا فانك تعافى بإذن الله.

٧٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم متصل بآخر ما سبق اعنى قوله: «كتاب يبطله» وقولهعزوجل : لولا فصلت آياتهء أعجمى وعربي قال: لو كان هذا القرآن أعجميا لقالوا: كيف نتعلمه ولساننا عربي، وأتيتنا بقرآن أعجمي، فأحب اللهعزوجل أنْ ينزله بلسانهم وقد قال اللهعزوجل :( وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسانِ قَوْمِهِ ) .

__________________

(١) أقول: وروى الصدوق (ره) في عيون الأخبار عن الحسين بن أحمد البيهقي قال حدّثنا محمد بن يحيى الصولي قال حدّثنا محمد بن موسى الرازي قال حدّثني أبي قال ذكر الرضاعليه‌السلام يوما القرآن فعظم الحجة فيه والاية والمعجزة في نظمه، قال: هو حبل الله المتين وعروته الوثقى وطريقته المثلى المؤدى إلى الجنة والمنجى من النار لا يخلق على الازمنة ولا يغث على الالسنة لأنه لم يجعل لزمان دون زمان بل جعل دليل البرهان والحجة على كل إنسان( لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ) . «انتهى» وروى أيضا في باب ما كتبه الرضاعليه‌السلام للمأمون في محض الإسلام وشرايع الدين وفيه: والتصديق بكتابه الصادق العزيز الذي( لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ) وانه المهيمن على الكتب كلها وانه حق من فاتحته إلى خاتمته، نؤمن محكمه ومتشابهه وخاصه وعامه ووعده ووعيده وناسخه ومنسوخه وقصصه وأخباره لا يقدر أحد من المخلوقين أنْ يأتى بمثله إلى آخر الحديث.

٥٥٤

٧١ ـ في عيون الأخبار باسناده إلى إبراهيم بن أبي محمود قال: سألت أبا الحسن الرضاعليه‌السلام إلى أنْ قال: وسألته عن اللهعزوجل هل يجبر عباده على المعاصي فقال: لا، بل يخيرهم ويمهلهم حتى يتوبوا، قلت: فهل كلف عباده ما لا يطيقون؟ فقال: كيف يفعل ذلك وهو يقول:( وَما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ) ؟ ثم قالعليه‌السلام : حدّثني أبي موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمدعليهم‌السلام أنّه قال: من زعم أنّ الله يجبر عباده على المعاصي أو يكلفهم ما لا يطيقون فلا تأكلوا ذبيحته ولا تقبلوا شهادته ولا تصلوا وراءه ولا تعطوه من الزكاة شيئا.

٧٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقولهعزوجل :( لا يَسْأَمُ الْإِنْسانُ مِنْ دُعاءِ الْخَيْرِ ) أي لا يمل ولا يعيى من أنْ يدعو لنفسه بالخير( وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَؤُسٌ قَنُوطٌ ) أي يائس من روح الله وفرجه.

٧٣ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسيرحمه‌الله روى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسن بن عليعليهم‌السلام قال: إنّ يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لعليٍّعليه‌السلام : فان هذا موسى بن عمران قد أرسله الله إلى فرعون وأراه الآية الكبرى قال له عليّعليه‌السلام : لقد كان كذلك ومحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله أرسله الله إلى فراعنة شتى مثل أبي جهل بن هشام وعتبة بن ربيعة، وشيبة وأبي البختري، والنضر بن الحرث، وأبي بن خلف، ومنبه ونبيه إبني الحجاج، وإلى الخمسة المستهزئين: الوليد بن المغيرة المخزومي، والعامر بن وائل السهمي، والأسود بن عبد يغوث الزهري، والأسود بن المطلب، والحارث ابن الطلاطلة، فأراهم الآيات في الافاق( وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُ ) .

٧٤ ـ في روضة الكافي سهل بن زياد عن ابن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن الطيار عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُ ) قال: خسف ومسخ وقذف، قال: قلت:( حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ ) قال: دع ذا، ذاك قيام القائم.

٧٥ ـ أبو عليّ الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن الحسن بن علي عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته عن قول الله تبارك وتعالى :

٥٥٥

( سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ) قال: نريهم في أنفسهم المسخ، ونريهم في الافاق انتقاض الافاق عليهم، فيرون قدرة اللهعزوجل في أنفسهم وفي الآفاق، قلت له:( حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ) قال: خروج القائم هو الحق عند اللهعزوجل تراه الخلق لا بد منه.

٧٦ ـ في إرشاد المفيد علي بن أبي حمزة عن أبي الحسن موسىعليه‌السلام في قوله( سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ) قال: الفتن في آفاق الأرض، والمسخ في أعداء الحق.

٧٧ ـ في مصباح الشريعة قال الصادقعليه‌السلام : العبودية جوهرة كنهها الربوبية فما فقد من العبودية وجد في الربوبية، وما خفي في الربوبية أصيب في العبودية، قال الله:( سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ) أي موجود في غيبتك وحضرتك.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده إلى أبي عبد الله قال: من قرء حم عسق بعثه الله يوم القيمة ووجهه كالثلج أو كالشمس حتى يقف بين يدي اللهعزوجل ، فيقول: عبدي أدمنت قراءة حم وعسق ولم تدر ما ثوابها، اما لو دريت ما هي وما ثوابها لما مللت قراءتها ولكن سأجزيك جزاك، أدخلوه الجنة وله فيها قصر من ياقوتة حمراء أبوابها وشرفها ودرجها منها، يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، والف غلام من الغلمان المخلدين الذين وصفهم اللهعزوجل .

٢ ـ في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله من قرء سورة حم عسق كان ممن تصلى عليه الملائكة ويستغفرون له ويسترحمون.

٣ ـ في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى سفيان بن سعيد الثوري عن الصادقعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : واما حم عسق فمعناه الحكيم المثبت

٥٥٦

العالم السميع القادر القوى.

٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم «حم عسق» هو حروف من أسماء الله الأعظم المقطوع يؤلفه الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله والامام صلوات الله عليه فيكون الاسم الأعظم الذي إذا دعا الله به أجاب.

حدثنا أحمد بن علي واحمد بن إدريس قالا: حدّثنا محمد بن أحمد العلوي عن العمركي عن محمد بن جمهور قال: حدّثنا سليمان بن سماعة عن عبد الله ابن القاسم عن يحيى بن ميسرة الخثعمي عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: سمعته يقول: حم عسق عدد سنى القائم صلوات الله عليه، وقاف جبل محيط بالدنيا من زمردة خضراء فخضرة السماء من ذلك الجبل، وعلم كل شيء في عسق(١) .

٥ ـ وقال علي بن إبراهيمرحمه‌الله في قولهعزوجل :( تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ ) قال: للمؤمنين من الشيعة التوابين خاصة، ولفظ الآية عام ومعناه خاص.

٦ ـ في جوامع الجامع( وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ ) قال الصادقعليه‌السلام :( لِمَنْ فِي الْأَرْضِ ) من المؤمنين.

٧ ـ في مجمع البيان وروى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام : والملائكة ومن حول العرش يسبحون بحمد ربهم لا يفترون ويستغفرون لمن في الأرض من المؤمنين.

٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ ) أي يتصدعن.

٩ ـ وقولهعزوجل :( لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى ) مكة ومن حولها ساير الأرض وفيه وقوله:( وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها ) قال: أم القرى مكة سميت أم القرى لأنها أول بقعة خلقها اللهعزوجل من الأرض، لقولهعزوجل :( إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً ) .

١٠ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى جعفر بن محمد الصوفي عن محمد بن عليّ الرضاعليهما‌السلام حديث طويل وفيه يقولعليه‌السلام وانما سمى يعنى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله

__________________

(١) في بعض النسخ: «وعلم عليّعليه‌السلام كله في عسق» منه (ره)

٥٥٧

الأمي لأنه كان من أهل مكة، ومكة من أمهات القرى، وذلك قول اللهعزوجل :( لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها ) .

١١ ـ وباسناده إلى علي بن حسان وعلى بن أسباط وغيره رفعه عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قلت: فلم سمى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله الأمي؟ قال: نسب إلى مكة، وذلك قول اللهعزوجل :( لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها ) فأم القرى مكة فقيل أمي لذلك.

١٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني الحسين بن عبد الله السكيني عن أبي سعيد البجلي عن عبد الملك بن هارون عن أبي عبد الله عن آبائه صلوات الله عليهم حديث طويل يذكر فيه مضى الامام الحسن بن عليعليهما‌السلام إلى ملك الروم وجوابات الامامعليه‌السلام للملك عما سئل عنه وفي أواخر الحديث: ثم سئله عن أرواح المؤمنين اين تكون إذا ماتوا؟ قال: تجتمع عند صخرة بيت المقدس في كل ليلة جمعة وهو عرش الله الأدنى، منها يبسط اللهعزوجل الأرض، وإليها يطويها، ومنها المحشر ومنها استوى ربنا إلى السماء أي استولى على السماء والملائكة، ثم سئل عن أرواح الكفار اين تجتمع فقال: تجتمع في وادي حضر موت وراء مدينة اليمن ثم يبعث اللهعزوجل نارا من المشرق ونارا من المغرب ويتبعها بريحين شديدين فيحشر الناس عند صخرة بيت المقدس، فيحشر أهل الجنة عن يمين الصخرة ويزلف المعتبر، وتصير جهنم عن يسار الصخرة في تخوم الأرضين السابعة وفيها الفلق والسجين، فتتفرق الخلايق من عند الصخرة، فمن وجبت له الجنة دخلها، وذلك قوله:( فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ ) .

١٣ ـ في أمالي الصدوقرحمه‌الله باسناده إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سئل رجل يقال له بشر بن غالب أبا عبد الله الحسين (ع) فقال: يا بن رسول الله أخبرني عن قول اللهعزوجل :( يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ ) قال: امام دعا إلى هدى فأجابوه إليه وامام دعا إلى ضلالة فأجابوه إليها، هؤلاء في الجنة وهؤلاء في النار، وهو قولهعزوجل :( فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٤ ـ في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن سيف عن أبيه

٥٥٨

عمن ذكره عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: خطب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الناس ثم رفع يده اليمنى قابضا على كفه ثم قال: أتدرون ايها الناس ما في كفي؟ قالوا: الله ورسوله اعلم، فقال: فيها أسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وقبائلهم إلى يوم القيامة، ثم رفع يده الشمال فقال: ايها الناس أتدرون ما في كفي؟ قالوا: الله ورسوله اعلم فقال: أسماء أهل النار وأسماء آبائهم وقبائلهم إلى يوم القيامة ثم قال: حكم الله وعدل، حكم الله وعدل( فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ ) .

١٥ ـ في بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل عن محمد ابن الفضيل عن أبي الصباح الكناني عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: حدّثني أبي عمن ذكره قال: خرج علينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وفي يده اليمنى كتاب، وفي يده اليسرى كتاب فنشر الكتاب الذي في يده اليمنى فقرا: بسم الله الرحمن الرحيم كتاب لأهل الجنة بأسمائهم وأسماء آبائهم وقبائلهم لا يزاد فيهم واحد ولا ينقص منهم واحد، قال: ثم نشر الذي بيده اليسرى فقرا: كتاب من الله الرحمن الرحيم لأهل النار بأسمائهم وأسماء آبائهم وقبائلهم لا يزاد فيهم واحد ولا ينقص منهم واحد.

١٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم واما قوله:( وَلَوْ شاءَ اللهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً واحِدَةً ) قال: لو شاء أنْ يجعلهم كلهم معصومين مثل الملائكة بلا طباع لقدر عليه،( وَلكِنْ يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمُونَ ) لآل محمد صلوات الله عليهم( ما لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ ) وقولهعزوجل ( وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ ) من المذاهب واخترتم لأنفسكم من الأديان فحكم ذلك كله إلى الله يوم القيامة.

١٧ ـ في أصول الكافي سهل عن إبراهيم بن محمد الهمداني قال: كتبت إلى الرجلعليه‌السلام : إنّ من قبلنا من مواليك فقد اختلفوا في التوحيد، فمنهم يقول جسم ومنهم من يقول صورة، فكتب بخطه: سبحان من لا يحد ولا يوصف( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) .

١٨ ـ سهل عن علي بن محمد القاساني قال: كتبت إليه أنّ من قبلنا قد اختلفوا في التوحيد، قال: فكتب. سبحان من لا يحد ولا يوصف( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) .

٥٥٩

١٩ ـ سهل عن بشر بن بشار النيشابوري قال: كتبت إلى الرجلعليه‌السلام أنّ من قبلنا قد اختلفوا في التوحيد( فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ) : جسم،( وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ) : صورة، فكتب إلى: سبحان من لا يحد ولا يوصف ولا يشبهه شيء، و( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) .

٢٠ ـ محمد بن الحسن عن سهل بن زياد عن حمزة بن محمد قال: كتبت إلى أبي الحسنعليه‌السلام اسأله عن الجسم والصورة، فكتب: سبحان من( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ) لا جسم ولا صورة.

٢١ ـ في مصباح شيخ الطائفةقدس‌سره خطبة مروية عن أمير المؤمنين وفيها:( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ) إذ كان الشيء من مشيته، فكان لا يشبه مكونه.

٢٢ ـ في عيون الأخبار في باب العلل التي ذكر الفضل بن شاذان في آخرها انه سمعها من الرضاعليه‌السلام مرة بعد مرة وشيئا بعد شيء، فان قال: فلم وجب عليهم الإقرار بأنه( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ) ؟ قيل: لعلل منها أنْ لا يكونوا قاصدين(١) نحوه بالعبادة والطاعة دون غيره، غير مشتبه عليهم أمر ربهم وصانعهم ورازقهم، ومنها انهم لو لم يعلموا انه( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ) لم يدروا لعل ربهم وصانعهم هذه الأصنام التي نصبها لهم آباؤهم والشمس والقمر والنيران إذا كان جائزا أنْ يكون عليهم مشتبه، وكان يكون في ذلك الفساد وترك طاعاته كلها وارتكاب معاصيه كلها على قدر ما يتناهى من اخبار هذه الأرباب وأمرها ونهيها، ومنها انه لو لم يجب عليهم ان يعرفوا انه( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ) لجاز عندهم ان يجرى عليه ما يجرى على المخلوقين من العجز والجهل والتغير والزوال والفناء والكذب والاعتداء، ومن جازت عليه هذه الأشياء لم يؤمن من فناؤه ولم يوثق بعدله، ولم يحقق قوله وامره ونهيه ووعده ووعيده وثوابه وعقابه. وفي ذلك فساد الخلق وابطال الربوبية.

٢٣ ـ في كتاب التوحيد خطبة لعليٍّعليه‌السلام يقول فيها: ولا له مثل فيعرف بمثله.

__________________

(١) كذا فيما حضرني من النسخ التي لا يخلو بعضها من الصحة والاعتماد والظاهر انه لا زائدة «منه ره».

٥٦٠

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652