تفسير نور الثقلين الجزء ٤

تفسير نور الثقلين9%

تفسير نور الثقلين مؤلف:
المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 652

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 652 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 300530 / تحميل: 6165
الحجم الحجم الحجم
تفسير نور الثقلين

تفسير نور الثقلين الجزء ٤

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

ولكنّه مع هذا الكذب ، وذلك النفاق ، طفحت كلماتهم بتوثيقه! واحتجّوا به في صحاحهم! فدلّ على أنّهم في سرائرهم ملّة واحدة!

٦٣ ـ ( ٤ ) حسام بن مصكّ الأزدي البصري (١) :

قال ابن معين : ليس بشيء.

وقال الدارقطني : متروك(٢) .

وقال أحمد : مطروح الحديث.

يب : قال الفلّاس : متروك [ الحديث ].

وقال ابن المبارك : إرم به.

وقال ابن معين مرّة : لا يكتب من حديثه شيء.

وقال ابن المديني : لا أحدّث عنه بشيء.

٦٤ ـ ( ت ق ) الحسن بن عليّ النوفلي الهاشمي (٣) :

قال الدارقطني : ضعيف واه.

يب : قال الحاكم وأبو سعيد النقّاش : يحدّث عن أبي الزناد بأحاديث موضوعة.

__________________

(١) ميزان الاعتدال ٢ / ٢٢١ رقم ١٨٠٣ ، تهذيب التهذيب ٢ / ٢٢٧ رقم ١٢٤٧.

(٢) في تهذيب التهذيب : متروك الحديث.

(٣) ميزان الاعتدال ٢ / ٢٥٣ رقم ١٨٩٥ ، تهذيب التهذيب ٢ / ٢٨٠ رقم ١٣٢٠.

١٠١

٦٥ ـ ( ت ق ) الحسن بن عمارة بن المضرّب الكوفي ، الفقيه ، قاضي بغداد زمن المنصور(١) :

قال أحمد : متروك(٢) .

وقال ابن معين : ليس [ حديثه ] بشيء.

وقال شعبة : يكذب.

وقال ابن المديني : [ كان ] يضع الحديث.

وقال أبو حاتم ومسلم والدارقطني وجماعة : متروك(٣) .

يب : قال أحمد مرّة : أحاديثه موضوعة.

وقال ابن معين : لا يكتب حديثه.

٦٦ ـ ( ع ) الحسن ، أبو سعيد ، بن يسار أبي الحسن البصري ، مولى الأنصار(٤) :

ن : كثير التدليس.

يب : قال ابن حبّان : يدلّس.

وقال يونس بن عبيد : ما رأيت رجلا أطول حزنا منه.

__________________

(١) ميزان الاعتدال ٢ / ٢٦٥ رقم ١٩٢١ ، تهذيب التهذيب ٢ / ٢٨١ رقم ١٣٢١.

(٢) في تهذيب التهذيب : متروك الحديث.

(٣) في تهذيب التهذيب : متروك الحديث.

(٤) ميزان الاعتدال ٢ / ٢٨١ رقم ١٩٧١ ، تهذيب التهذيب ٢ / ٢٤٦ رقم ١٢٨٣.

١٠٢

أقول :

هذا من دعاء أمير المؤمنينعليه‌السلام عليه بأن لا يزال مسوّأ(١) .

وذكره ابن أبي الحديد في المنحرفين عن أمير المؤمنينعليه‌السلام

قال : وممّن قيل إنّه كان يبغض عليّاعليه‌السلام ويذمّه ، الحسن البصري(٢) .

٦٧ ـ ( ت ق ) الحسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عبّاس بن عبد المطّلب (٣) :

قال ( س ) : متروك.

وقال الجوزجاني : لا يشتغل به.

وقال ( خ ) : قال عليّ : تركت حديثه.

٦٨ ـ ( ت ق ) الحسين بن قيس الرحبي الواسطي (٤) :

قال أحمد و ( س ) والدارقطني : متروك(٥) .

وقال ( خ ) : لا يكتب حديثه.

يب : قال أحمد وابن معين : ليس بشيء(٦) .

ونقل ابن الجوزي عن أحمد أنّه كذّبه.

__________________

(١) انظر : شرح نهج البلاغة ٤ / ٩٥.

(٢) انظر : شرح نهج البلاغة ٤ / ٩٥.

(٣) ميزان الاعتدال ٢ / ٢٩١ رقم ٢٠١٥ ، تهذيب التهذيب ٢ / ٣١٤ رقم ١٣٨٣.

(٤) ميزان الاعتدال ٢ / ٣٠٣ رقم ٢٠٤٦ ، تهذيب التهذيب ٢ / ٣٣١ رقم ١٣٩٩.

(٥) هذا ما في ميزان الاعتدال ، وكذا قول الدارقطني في تهذيب التهذيب ؛ أمّا قول أحمد والنسائي في تهذيب التهذيب فهو : متروك الحديث.

(٦) هذا قول ابن معين ، أمّا أحمد فقد قال : ليس حديثه بشيء.

١٠٣

وقال الساجي : ضعيف [ الحديث ] ، متروك ، يحدّث [ بأحاديث ] بواطيل(١) .

٦٩ ـ ( د س ) حشرج بن زياد الأشجعي (٢) :

ن : لا يعرف.

يب : قال ابن حزم وابن القطّان : مجهول.

٧٠ ـ ( ت ) حصين بن عمر الأحمسي (٣) :

يب : نهى أحمد من الحديث عنه ، وقال : [ إنّه كان ] يكذب.

وقال ابن خراش : كذّاب.

وقال مسلم وأبو حاتم : متروك الحديث.

٧١ ـ ( خ د س ت (٤) ) حصين بن نمير الواسطي ، أبو محصن الضرير (٥) :

ن : قال ابن معين : ليس بشيء.

__________________

(١) كان في الأصل : « يحدّث ببواطيل » ، وما أثبتناه من المصدر.

(٢) ميزان الاعتدال ٢ / ٣٠٩ رقم ٢٠٧٥ ، تهذيب التهذيب ٢ / ٣٤٣ رقم ١٤١٩.

(٣) تهذيب التهذيب ٢ / ٣٥٠ رقم ١٤٣٣.

(٤) في ميزان الاعتدال : ( ق ) بدلا من ( ت ) وهو غلط ؛ والمثبت في المتن هو الصواب ؛ انظر : تهذيب التهذيب وتهذيب الكمال ٥ / ٢١ رقم ١٣٥٧ ، وقال المزّي بترجمته : « روى له البخاري ، وأبو داود ، والترمذي ، والنسائي ».

(٥) ميزان الاعتدال ٢ / ٣١٤ رقم ٢١٠١ ، تهذيب التهذيب ٢ / ٣٥٦ رقم ١٤٤٥ ، وكان في الأصل : « محسن » بدل « محصن » ، وما أثبتناه من المصادر الرجالية.

١٠٤

يب : قال أبو خيثمة : أتيته فإذا هو يحمل على عليّعليه‌السلام فلم أعد إليه.

٧٢ ـ ( ت ق ) حفص بن سليمان ، أبو عمر الأسدي ، صاحب القراءة (١) :

قال ابن خراش : كذّاب ، يضع الحديث.

وقال أبو حاتم : متروك(٢) ، لا يصدّق.

وقال ( خ ) : تركوه.

يب : قال ابن مهدي : والله لا تحلّ الرواية عنه.

وقال ابن المديني : تركته على عمد.

وقال مسلم و ( س ) : متروك(٣) .

وقال ( س ) : لا يكتب حديثه.

٧٣ ـ ( ع ) حمّاد بن أسامة ، أبو أسامة (٤) :

ن : قال المعيطي : كثير التدليس.

وقال سفيان الثوري : إنّي لأعجب كيف جاز حديثه ، كان أمره بيّنا ، كان من أسرق الناس لحديث جيّد.

__________________

(١) ميزان الاعتدال ٢ / ٣١٩ رقم ٢١٢٤ ، تهذيب التهذيب ٢ / ٣٦٤ رقم ١٤٦٢.

(٢) في تهذيب التهذيب : متروك الحديث.

(٣) هذا قول مسلم ، أمّا قول النسائي فهو : متروك الحديث.

(٤) ميزان الاعتدال ٢ / ٣٥٧ رقم ٢٢٣٨ ، تهذيب التهذيب ٢ / ٤١٥ رقم ١٥٤٦.

١٠٥

ومثله فييب عن سفيان بن وكيع.

وفييب أيضا : قال ابن سعد : يدلّس ويبين تدليسه.

وحكى الأزدي في « الضعفاء » عن سفيان بن وكيع ، قال : كان يتتبّع كتب الرواة فيأخذها وينسخها ؛ قال لي ابن نمير : إنّ المحسن لأبي أسامة يقول : إنّه دفن كتبه ، ثمّ تتبّع الأحاديث بعد من الناس.

٧٤ ـ ( م ٤ ) حمّاد بن أبي سليمان مسلم الأشعري ، الفقيه الكوفي (١) :

قال الأعمش : غير ثقة.

ن : قال الأعمش : ما كنّا نصدّقه.

يب : قال أحمد : عند حمّاد بن سلمة عنه تخليط كثير.

وقال حبيب بن أبي ثابت : كان حمّاد يقول : قال إبراهيم ؛ فقلت :

والله إنّك لتكذب على إبراهيم ، وإنّ إبراهيم ليخطئ.

٧٥ ـ ( خ ) حمّاد بن حميد (٢) :

[ روى ](٣) عن عبيد الله بن معاذ [ حديثا في الاعتصام ](٤) .

يب : لم يعرف إلّا بهذا الحديث.

__________________

(١) ميزان الاعتدال ٢ / ٣٦٤ رقم ٢٢٥٦ ، تهذيب التهذيب ٢ / ٤٢٧ رقم ١٥٥٩.

(٢) ميزان الاعتدال ٢ / ٣٥٨ رقم ٢٢٤٦ ، تهذيب التهذيب ٢ / ٤١٩ رقم ١٥٥٣.

(٣) لم ترد هذه الجملة أو مؤدّاها في ميزان الاعتدال ؛ وأضفنا ما بين القوسين المعقوفتين ليستقيم السياق ؛ لتعلّق جملة تهذيب التهذيب التالية بها ؛ فلاحظ.

(٤) لم ترد هذه الجملة أو مؤدّاها في ميزان الاعتدال ؛ وأضفنا ما بين القوسين المعقوفتين ليستقيم السياق ؛ لتعلّق جملة تهذيب التهذيب التالية بها ؛ فلاحظ.

١٠٦

وقال ابن عديّ : لا يعرف.

ن : لا يدرى من هو؟!

٧٦ ـ ( ت ) حمزة بن أبي حمزة النصيبي (١) :

قال الدارقطني و ( س ) : متروك(٢) .

وقال ( د ) وابن معين : ليس بشيء(٣) .

وقال ابن عديّ : يضع الحديث(٤) .

وقال أيضا : عامّة مرويّاته [ مناكير ] موضوعة.

وقال الحاكم : يروي أحاديث موضوعة(٥) .

٧٧ ـ ( ع ) حميد بن أبي حميد تيرويه الطويل ، أبو عبيدة البصري (٦) :

طرح زائدة حديثه.

__________________

(١) ميزان الاعتدال ٢ / ٣٧٩ رقم ٢٣٠٢ ، تهذيب التهذيب ٢ / ٤٤١ رقم ١٥٧٨.

(٢) هذا قول الدارقطني في ميزان الاعتدال ، ولم يرد فيه قول النسائي ، أمّا قولهما في تهذيب التهذيب فهو : متروك الحديث.

(٣) هذا قول أبي داود في تهذيب التهذيب فقط إذ لم يرد قوله في ميزان الاعتدال ، أمّا قول ابن معين في تهذيب التهذيب فهو : ليس حديثه بشيء ؛ وفي ميزان الاعتدال : لا يساوي فلسا.

(٤) لم يرد قول ابن عديّ هذا في ميزان الاعتدال.

(٥) لم يرد قول الحاكم هذا في ميزان الاعتدال.

(٦) ميزان الاعتدال ٢ / ٣٨٣ رقم ٢٣٢٣ ، تهذيب التهذيب ٢ / ٤٥١ رقم ١٦٠٢.

١٠٧

يب : قال درست : ليس بشيء(١) .

وقال ابن حبّان : يدلّس.

ن : يدلّس.

٧٨ ـ ( د س ) حنان بن خارجة السلمي الشامي (٢) :

ن : لا يعرف.

يب : قال ابن القطّان : مجهول الحال(٣) .

٧٩ ـ ( ت ق ) حنظلة بن عبد الله السدوسي البصري (٤) :

قال القطّان : تركته عمدا.

ن : قال ابن معين : ليس بشيء.

يب : قال ابن معين : ليس بثقة ولا دون الثقة.

وقال ابن حبّان : اختلط بآخره حتّى كان لا يدري ما يحدّث به ، فاختلط حديثه القديم بحديثه الأخير.

* * *

__________________

(١) كذا في الأصل ، وهو سهو ؛ والذي في المصدر هو حكاية سفيان عن درست أنّ حميدا قد اختلط عليه ما سمع من أنس ، ومن ثابت وقتادة عن أنس ، إلّا شيئا يسيرا ؛ فلاحظ.

(٢) ميزان الاعتدال ٢ / ٣٩٤ رقم ٢٣٦٦ ، تهذيب التهذيب ٢ / ٤٧٠ رقم ١٦٣١.

(٣) وكذا ورد مؤدّاه في ميزان الاعتدال.

(٤) ميزان الاعتدال ٢ / ٣٩٧ رقم ٢٣٧٦ ، تهذيب التهذيب ٢ / ٤٧٦ رقم ١٦٤١.

١٠٨

حرف الخاء

٨٠ ـ ( ت ق ) خارجة بن مصعب السرخسي (١) :

قال ابن معين : كذّاب(٢) .

وقال ( خ ) : تركه ابن المبارك ووكيع.

يب : قال ( س ) وابن خراش وأبو أحمد الحاكم : متروك [ الحديث ].

وقال ابن سعد : اتّقى الناس حديثه فتركوه.

وقال ابن حبّان : يدلّس ، ويروي ما وضعوه على الثقات عن الثقات.

وقال يعقوب بن شيبة : ضعيف [ الحديث ] عند جميع أصحابنا.

٨١ ـ ( ت ق ) خالد بن إلياس ـ ويقال : إياس ـ العدوي (٣) :

قال ( خ ) : ليس بشيء.

__________________

(١) ميزان الاعتدال ٢ / ٤٠٣ رقم ٢٤٠٠ ، تهذيب التهذيب ٢ / ٤٩٤ رقم ١٦٧١.

(٢) لم يرد قول ابن معين هذا إلّا في ميزان الاعتدال ؛ فلاحظ.

(٣) ميزان الاعتدال ٢ / ٤٠٧ رقم ٢٤١١ ، تهذيب التهذيب ٢ / ٤٩٩ رقم ١٦٧٦.

١٠٩

وقال أحمد و ( س ) : متروك(١) .

وقال ابن معين : ليس بشيء ، لا يكتب حديثه.

يب : قال ( س ) مرّة : ليس بثقة ، لا يكتب حديثه.

وقيل لأبي حاتم : يكتب حديثه؟ فقال : زحفا!

وقال ( ت ) : ضعيف عند أهل الحديث.

وقال ابن عبد البرّ : ضعيف عند جميعهم.

وقال الحاكم والنقّاش : روى أحاديث موضوعة.

٨٢ ـ ( م ٤ ) خالد بن سلمة بن العاص المخزومي ، المعروف ب‍ : الفأفاء (٢) :

قال جرير : كان مرجئا ويبغض عليّاعليه‌السلام .

يب : قال ابن عائشة : كان ينشد بني مروان الأشعار التي هجا بها المصطفىصلى‌الله‌عليه‌وآله !

أقول :

ما ترى لو قيل : إنّ فلانا يبغض الشيخين ويحفظ هجاءهما وينشده! أيّ رجل يكون عند أهل السنّة؟!

__________________

(١) في تهذيب التهذيب : متروك الحديث.

(٢) ميزان الاعتدال ٢ / ٤١٢ رقم ٢٤٢٩ ، تهذيب التهذيب ٢ / ٥١٤ رقم ١٧٠٠.

١١٠

وهل يمكن أن يوثّقه أحد منهم أو يثني عليه ، كما فعلوا مع هذا الرجس الخبيث المنافق؟!

وما أصدق قول القائل [ من الكامل ] :

ما المسلمون بأمّة لمحمّد

كلّا ، ولكن أمّة لعتيق

ولكن لا عجب من احتجاجهم بروايته وتوثيقه ، فإنّ من كان أئمّته وخلفاؤه يأنسون بهجاء سيّد النبيّينصلى‌الله‌عليه‌وآله فحقيق أن يتّخذ هذا الشيطان المارد حجّة دينه!(١) .

__________________

(١) فإنّ يزيد بن معاوية لعنه الله تمثّل بأبيات ابن الزبعرى حينما جيء إليه برأس الإمام الحسينعليه‌السلام ووضع بين يديه ، فافتخر بفعلته وأنكر الوحي والنبوّة! قائلا :

ليت أشياخي ببدر شهدوا

جزع الخزرج من وقع الأسل

فأهلّوا واستهلّوا فرحا

ثمّ قالوا : يا يزيد لا تشل

قد قتلنا القرم من ساداتهم

وعدلناه ببدر فاعتدل

لعبت هاشم بالملك فلا

خبر جاء ولا وحي نزل

لست من خندف إن لم أنتقم

من بني أحمد ما كان فعل

انظر : مقاتل الطالبيّين : ١١٩ ، المنتظم ٤ / ١٥٨ حوادث سنة ٦١ ه‍ ، البداية والنهاية ٨ / ١٥٤ و ١٦٣ و ١٧٩ حوادث سنة ٦١ ه‍.

والوليد بن يزيد بن عبد الملك لعنه الله ، أنشد شعرا ألحد فيه لمّا ذكر فيه أنّ الوحي لم يأت النبيّ الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فلم يمهل بعده إلّا أيّاما حتّى قتل قال :

تلعّب بالخلافة هاشميّ

بلا وحي أتاه ولا كتاب

فقل لله يمنعني طعامي ،

وقل لله يمنعني شرابي!

ورويت له أشعار أنكر فيها الضروريّ ، وبان فيها ارتداده وكفره ، كقوله :

أدنيا منّي خليلي

عبدلا دون الإزار

فلقد أيقنت أنّي

غير مبعوث لنار

واتركا من يطلب الجنّ

ة يسعى في خسار

سأروض الناس حتّى

يركبوا دين الحمار

وكان قد قرأ ذات يوم : ( وَاسْتَفْتَحُوا وَخابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ * مِنْ وَرائِهِ

١١١

٨٣ ـ ( د س ) خالد بن عرفطة ـ أو : ابن عرفجة ـ (١) :

ن : لا يعرف.

[يب : ](٢) قال : أبو حاتم والبزّار : مجهول.

وزاد أبو حاتم : لا أعرف أحدا اسمه خالد بن عرفطة سوى الصحابي(٣) .

أقول :

والصحابي ملعون فاجر ، خرج على سيّد شباب أهل الجنّة بكربلاء تحت راية ابن زياد ويزيد(٤) .

قال فييب : قتله المختار بعد موت يزيد ، وهو أيضا من رواة ( ت س )(٥) (٦) .

__________________

جَهَنَّمُ وَيُسْقى مِنْ ماءٍ صَدِيدٍ )

[ سورة إبراهيم ١٤ : ١٥ و ١٦ ] فدعا بالمصحف فنصبه غرضا للنشّاب ، وأقبل يرميه وهو يقول :

أتوعد كلّ جبّار عنيد

فها أنا ذاك جبّار عنيد

إذا ما جئت ربّك يوم حشر

فقل : يا ربّ خرّقني الوليد

انظر : مروج الذهب ٣ / ٢١٦ ، رسالة الغفران : ٣٠٤ ، حياة الحيوان ـ للدميري ـ ١ / ٧٢.

(١) ميزان الاعتدال ٢ / ٤١٩ رقم ٢٤٤٨ ، تهذيب التهذيب ٢ / ٥٢٥ رقم ١٧١٥.

(٢) أضفناه لاقتضاء النسق ، إذ لم يرد في ميزان الاعتدال إلّا قول أبي حاتم.

(٣) انظر قولي أبي حاتم في الجرح والتعديل ٣ / ٣٤٠ رقم ١٥٣٢.

(٤) مقاتل الطالبيّين : ٧٩ ، شرح نهج البلاغة ٢ / ٢٨٦ ـ ٢٨٧.

(٥) تهذيب التهذيب ٢ / ٥٢٥ رقم ١٧١٤.

(٦) لقد عرّف الذهبي في ميزان الاعتدال صاحب الترجمة بأنّه « تابعي كبير »!

١١٢

٨٤ ـ ( د ) خالد بن عبد الله القسري (١) :

يب : قال ابن معين : كان واليا لبني أميّة ، وكان رجل سوء ، وكان يقع في عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام (٢) .

وقال العقيلي : لا يتابع على حديثه ، له أخبار شهيرة ، وأقوال فظيعة ، ذكرها ابن جرير ، وأبو الفرج ، والمبرّد ، وغيرهم.

__________________

أمّا ابن حجر فقد أورد في تهذيب التهذيب ٢ / ٥٢٥ بالأرقام ١٧١٤ ـ ١٧١٦ ثلاثة أشخاص باسم « خالد بن عرفطة ».

* قال عن الأوّل منهم : « له صحبة » ثمّ يذكر في ترجمته أنّ المختار قتله بعد سنة ٦٤ ه‍ ؛ وهو ما أورده عنه الشيخ المظفّر قدس‌سره في المتن آنفا.

* وذكر في ترجمة الثاني ما مرّ في المتن آنفا من قول أبي حاتم : « لا أعرف أحدا اسمه خالد بن عرفطة إلّا الصحابي ».

* وقال عن ثالثهم : « الذي أظنّ أنّه الأوّل ».

فنخلص من ذلك كلّه : أنّ الثلاثة ربّما كانوا شخصا واحدا وفق ما أورده ابن حجر ، وأنّ الشيخ المظفّر قدس‌سره لم يخالف ما اشترطه في المقدّمة من عدم إيراد الصحابة ، وإنّما كان مراده من جمع ما ورد في المصدرين تحت عنوان واحد هو أنّ « خالد بن عرفطة » مطعون فيه ، سواء كان تابعيّا ، لأنّه « مجهول لا يعرف » على ما أورده الذهبي في ميزان الاعتدال ؛ أو كان صحابيّا ، لأنّه ناصبيّ خرج على ابن رسول الله وريحانته سيّد شباب أهل الجنّة الإمام أبي عبد الله الحسين عليه‌السلام كما جاء في تهذيب التهذيب ؛ فلاحظ.

(١) تهذيب التهذيب ٢ / ٥٢٠ رقم ١٧٠٨.

وقد كان في الأصل : خالد بن عبد الرحمن القسري ؛ وهو سهو ، وما أثبتناه هو الصواب نقلا عن المصدر ، وميزان الاعتدال ٢ / ٤١٥ رقم ٢٤٣٩ ، وتهذيب الكمال ٥ / ٣٧٥ رقم ١٦٠٩ ، ووفيات الأعيان ٢ / ٢٢٦ رقم ٢١٣ ، والتاريخ الكبير ٣ / ١٥٨ رقم ٥٤٢.

(٢) وأورد الذهبي هذا القول أيضا في ترجمة القسري من ميزان الاعتدال ٢ / ٤١٥ رقم ٢٤٣٩ ، وقال هو عنه : ناصبيّ بغيض ظلوم!

١١٣

أقول :

قال ابن خلّكان في ترجمته : كان يتّهم في دينه ؛ ثمّ ذكر من أحواله ما هو بالكفر أشبه(١) .

٨٥ ـ ( د ق ) خالد بن عمرو الأموي السعيدي (٢) :

قال صالح جزرة : [ كان ] يضع الحديث.

وذكر له ابن عديّ مناكير ، وقال : عندي أنّه وضعها على الليث ، فإنّ نسخة الليث عندنا ليس فيها شيء من هذا.

يب : قال ابن معين مرّة : ليس [ حديثه ] بشيء.

وأخرى : كذّاب [ حدّث عن شعبة أحاديث موضوعة ].

وقال أبو حاتم : متروك [ الحديث ].

وقال أحمد : أحاديثه موضوعة.

وقال ( د ) : ليس بشيء.

٨٦ ـ ( ق ) خالد بن يزيد الدمشقي (٣) :

قال أحمد : ليس بشيء.

وقال ابن معين : لم يرض أن يكذب على أبيه حتّى كذب على

__________________

(١) وفيات الأعيان ٢ / ٢٢٨.

(٢) ميزان الاعتدال ٢ / ٤١٩ رقم ٢٤٥٠ ، تهذيب التهذيب ٢ / ٥٢٧ رقم ١٧١٩.

(٣) ميزان الاعتدال ٢ / ٤٣١ رقم ٢٤٧٨ ، تهذيب التهذيب ٢ / ٥٤٢ رقم ١٧٤٦.

١١٤

الصحابة.

[يب : ](١) وقال ( د ) : متروك [ الحديث ].

٨٧ ـ ( خ م س ) خثيم بن عراك بن مالك (٢) :

يب : قال ابن حزم : لا تجوز الرواية عنه.

وقال سعيد بن [ أبي ](٣) زنبر ومصعب الزبيري : استفتى أمير المدينة مالكا عن شيء فلم يفته ، فأرسل إليه : ما منعك من ذلك؟! قال : لأنّك ولّيت خثيما على المسلمين ؛ فلمّا بلغه ذلك عزله.

٨٨ ـ ( ع ) خلاس بن عمرو البصري الهجري (٤) :

كان يحيى القطّان يتوقّى حديثه عن عليّعليه‌السلام .

يب : قال ( د ) : لم يسمع من حذيفة.

وقال أيضا : يخشون أن [ يكون ] يحدّث من صحيفة الحارث الأعور.

وقال أبو حاتم : يقال : وقعت عنده صحف عن عليّعليه‌السلام .

__________________

(١) إضافة يقتضيها النسق.

(٢) تهذيب التهذيب ٢ / ٥٥١ رقم ١٧٦٢.

(٣) ما بين المعقوفتين أضفناه من الجرح والتعديل ٤ / ١٨ رقم ٧٤ ، المعجم المشتمل : ١٢٦ رقم ٣٦١ ، تهذيب التهذيب ٣ / ٣١٦ رقم ٢٣٧٢ ، تقريب التهذيب ١ / ٢٠٥ رقم ٢٣٧٢ ، تهذيب الكمال ٧ / ١٨٠ رقم ٢٢٤٦ ، توضيح المشتبه ٤ / ٢٧٨.

(٤) ميزان الاعتدال ٢ / ٤٤٨ رقم ٢٥٣٥ ، تهذيب التهذيب ٢ / ٥٩٦ رقم ١٨٣٣.

١١٥

وقال الأزدي : تكلّموا فيه ، يقال : كان صحفيّا.

٨٩ ـ ( ق ) الخليل بن زكريّا البصري (١) :

قال القاسم المطرّز : هو والله كذّاب.

وقال الأزدي : متروك(٢) .

* * *

__________________

(١) ميزان الاعتدال ٢ / ٤٥٩ رقم ٢٥٧٠ ، تهذيب التهذيب ٢ / ٥٨٥ رقم ١٨١٥.

(٢) في تهذيب التهذيب : متروك الحديث.

١١٦

حرف الدال

٩٠ ـ ( ع ) داود بن الحصين الأموي ، مولاهم (١) :

قال ابن عيينة : كنّا نتّقي حديثه.

وقال أبو حاتم : لو لا أنّ مالكا روى عنه لترك حديثه.

وقال ابن حبّان : كان يذهب مذهب الشراة(٢) .

٩١ ـ ( ت ق ) داود بن الزبرقان الرقاشي (٣) :

قال ابن معين : ليس بشيء.

وقال أبو زرعة : متروك.

وقال الجوزجاني : كذّاب.

__________________

(١) ميزان الاعتدال ٣ / ٦ رقم ٢٦٠٣ ، تهذيب التهذيب ٣ / ٤ رقم ١٨٤٢.

(٢) الشراة : لقب من ألقاب الخوارج ، سمّوا بذلك لأنّهم غضبوا ولجّوا ـ من شري :

إذا لجّ وتمادى في غيّه وفساده ؛ وقيل سمّوا به لقولهم : شرينا أنفسنا في طاعة الله!

انظر : مقالات الإسلاميّين : ١٢٧ ١٢٨ ، الفرق بين الفرق : ٥٦ ، ومادّة « شري » في : الصحاح ٦ / ٢٣٩١ ـ ٢٣٩٢ ، لسان العرب ٧ / ١٠٤ ـ ١٠٥ ، تاج العروس ١٩ / ٥٦٨ ـ ٥٦٩.

(٣) ميزان الاعتدال ٣ / ١١ رقم ٢٦٠٩ ، تهذيب التهذيب ٣ / ٧ رقم ١٨٤٨.

١١٧

ن : قال ( د ) : ضعيف ، ( ترك حديثه )(١) .

يب : قال ( د ) : ليس بشيء.

وقال ابن المديني : كتبت عنه يسيرا ورميت به(٢) ؛ وضعّفه جدّا.

وقال يعقوب بن أبي شيبة والأزدي : متروك.

وقال ( س ) : ليس بثقة(٣) .

٩٢ ـ ( ق ) داود بن المحبّر (٤) :

قال الدارقطني : متروك(٥) .

يب : قال صالح بن محمّد : يكذب.

وكذّبه أحمد.

وقال ابن حبّان : يضع الحديث [ على الثقات ].

وقال ( س ) والأزدي : متروك.

٩٣ ـ ( ت ق ) داود بن يزيد الأودي الأعرج (٦) :

كان يحيى وابن مهدي لا يحدّثان عنه.

__________________

(١) ما بين القوسين ورد في تهذيب التهذيب أيضا.

(٢) ورد هذا القول في ميزان الاعتدال أيضا.

(٣) ورد هذا القول في ميزان الاعتدال أيضا.

(٤) ميزان الاعتدال ٣ / ٣٣ رقم ٢٦٤٩ ، تهذيب التهذيب ٣ / ٢٠ رقم ١٨٧٣.

(٥) في تهذيب التهذيب : متروك الحديث.

(٦) ميزان الاعتدال ٣ / ٣٥ رقم ٢٦٥٨ ، تهذيب التهذيب ٣ / ٢٦ رقم ١٨٨٠.

١١٨

وقال ابن معين : ليس بشيء(١) .

وقال ( س ) : ليس بثقة.

يب : قال ابن المديني : لا أروي عنه.

وقال الأزدي : ليس بثقة.

٩٤ ـ ( ٤ ) درّاج بن سمعان ، أبو السمح المصري (٢) :

قال الدارقطني : متروك.

وقال فضلك : ليس بثقة ولا كرامة.

* * *

__________________

(١) في تهذيب التهذيب : ليس حديثه بشيء.

(٢) ميزان الاعتدال ٣ / ٤٠ رقم ٢٦٧٠ ، تهذيب التهذيب ٣ / ٢٩ رقم ١٨٨٦.

١١٩
١٢٠

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

٢٤ ـ وخطبة اخرى يقولعليه‌السلام ، فيها: حد الأشياء كلها عند خلقه إياها ابانة لها من شبهه وابانة له من شبهها.

٢٥ ـ وخطبة اخرى يقولعليه‌السلام فيها: ولا يخطر ببال اولى الروايات خاطرة من تقدير جلال عزته لبعده من أنْ يكون في قوى المحدودين لأنه خلاف خلقه.

فلا شبه له في المخلوقين، وانما يشبه الشيء بعديله، فاما ما لا عديل له فكيف يشبه بغير مثاله.

٢٦ ـ وباسناده إلى طاهر بن حاتم بن ماهويه قال: كتبت إلى الطيب يعنى أبا الحسنعليه‌السلام : ما الذي لا يجتزى في معرفة الخالق بدونه؟ فكتب( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ) لم يزل سميعا وعليما وبصيرا وهو الفعال لما يريد.

٢٧ ـ وباسناده إلى عبد الرحمن بن أبي نجران قال: سألت أبا جعفر الثانيعليه‌السلام عن التوحيد، فقلت: أتوهم شيئا؟ فقال: نعم غير معقول ولا محدود، فما وقع وهمك عليه من شيء فهو خلافه لا يشبهه شيء ولا تدركه الأوهام، كيف تدركه الأوهام وهو خلاف ما يعقل وخلاف ما يتصور في الأوهام، انما يتوهم شيء غير معقول ولا محدود.

٢٨ ـ وباسناده إلى محمد بن عيسى بن عبيد أنّه قال: قال الرضاعليه‌السلام : للناس في التوحيد ثلاثة مذاهب: نفي وتشبيه وإثبات بغير تشبيه، فمذهب النفي لا يجوز، ومذهب التشبيه لا يجوز، لان الله تعالى لا يشبهه شيء، والسبيل في الطريق الثالثة إثبات بلا تشبيه.

٢٩ ـ وباسناده إلى الحسين بن سعيد قال: سئل أبو جعفرعليه‌السلام : يجوز أنْ يقال لله: انه شيء؟ فقال: نعم تخرجه عن الحدين حد التشبيه وحد التعطيل.

٣٠ ـ في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضاعليه‌السلام من الاخبار في التوحيد حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : وقلنا انه سميع لا يخفي عليه أصوات خلقه ما بين العرش إلى الثرى من الذرة إلى أكبر منها في برها وبحرها ولا يشتبه عليه لغاتها، فقلنا عند

٥٦١

ذلك سميع لا بأذن، وقلنا انه بصير لا ببصر، لأنه يرى اثر الذرة السحماء(١) في الليلة الظلماء على الصخرة السوداء، ويرى دبيب النمل في الليلة الدجنة(٢) ويرى مضارها ومنافعها واثر سفادها(٣) وفراخها ونسلها فقلنا عند ذلك: انه بصير لا كبصر خلقه.

قال عز من قائل:( إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) .

٣١ ـ في روضة الكافي خطبة لأمير المؤمنينعليه‌السلام وهي خطبة الوسيلة قالعليه‌السلام فيها: فارق الأشياء لا على اختلاف الأماكن، ويكون فيها لا على وجه الممازجة وعلمها لا بأداة لا يكون العلم إلّا بها، وليس بينه وبين معلومه علم غيره به كان عالما بمعلومه.

٣٢ ـ في بصائر الدرجات عبد الله بن عامر (مهران خ ل) عن عبد الرحمن بن أبي ـ نجران قال: كتب أبو الحسن الرضاعليه‌السلام وسأله اقرءنيها قال: علي بن الحسين عليهما ـ السلام أنّ محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله كان أمين الله في أرضه، فلما قبض محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله كنا أهل البيت ورثته، فنحن أمناء الله في أرضه إلى قوله: ونحن الذين شرع الله لنا دينه، فقال في كتابه: شرع لكم يا آل محمد من الدين ما وصى به نوحا قد وصينا بما وصى به نوحا والذي، أوحينا إليك يا محمد وما وصينا به إبراهيم واسمعيل وإسحاق ويعقوب وموسى وعيسى فقد علمنا وبلغنا ما علمنا واستودعنا علمهم ونحن ورثة الأنبياء ونحن ورثة اولى العزم من الرسل أنْ أقيموا الذين يا آل محمد ولا تتفرقوا فيه وكونوا على جماعة كبر على المشركين من أشرك بولاية علىعليه‌السلام ما تدعوهم إليه من ولاية عليٍّ ان الله يا محمد يهدى إليه من ينيب من يجيبك إلى ولاية عليٍّعليه‌السلام ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

__________________

(١) الذرة: صغار النمل. والسحماء: السوداء.

(٣) السفاد: الجماع.

٥٦٢

٣٣ ـ في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن عبد الله بن إدريس عن محمد بن سنان عن الرضاعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ ما تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ) يا محمد من ولاية على» هكذا في الكتاب محفوظة (مخطوطة خ ل).

٣٤ ـ علي بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم بن إسحق عن عبد الرزاق بن مهران عن الحسين ابن ميمون عن محمد بن سالم عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: إنّ اللهعزوجل بعث نوحا إلى قومه( أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ ) ، ثم دعاهم إلى الله وحده وان يعبدوه ولا يشركوا به شيئا، ثم بعث الأنبياءعليهم‌السلام إلى أنْ بلغوا محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فدعاهم إلى أنْ يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئا، وقال:( شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ ما تَدْعُوهُمْ إليه اللهُ يَجْتَبِي إليه مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي إليه مَنْ يُنِيبُ ) ، فبعث الأنبياءعليهم‌السلام إلى قومهم بشهادة أنْ لا إله إلّا الله والإقرار بما جاء من عند اللهعزوجل ، فمن آمن مخلصا ومات على ذلك ادخله الله الجنة بذلك، وذلك أنّ الله جل وعز ليس بظلام للعبيد، وذلك أنّ الله جل وعز لم يكن يعذب عبدا حتى يغلظ عليه في القتل والمعاصي التي أوجب الله جل وعز عليه بها النار لمن عمل بها، فلما استجاب لكل نبي من استجاب له من قومه من المؤمنين جعل لكل نبي منهم شرعة ومنهاجا، والشرعة والمنهاج سبيل وسنة.

٣٥ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبي نصر وعدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن محمد بن مروان جميعا عن أبان بن عثمان عمن ذكره عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ الله تبارك وتعالى اعطى محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله شرايع نوح وإبراهيم وموسى وعيسىعليهم‌السلام التوحيد والإخلاص وخلع الأنداد والفطرة الحنيفية السمحة لا رهبانية ولا سياحة، أهل فيها الطيبات وحرم فيها الخبائث، ووضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم، ثم افترض عليه فيها الصلوة والزكاة والصيام والحج والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر والحلال والحرام والمواريث والحدود والفرائض والجهاد في سبيل الله، وزاده الوضوء وفضله بفاتحة الكتاب وخواتيم سورة

٥٦٣

البقرة والمفصل، وأحل له المغنم والفيء ونصره بالرعب، وجعل له الأرض مسجدا وطهورا، وأرسله كافة إلى الأبيض والأسود والجن والانس. وأعطاه الجزية وأسر المشركين وفداهم، ثم كلف ما لم يكلف أحدا من الأنبياء، انزل عليه سيف من السماء في غير غمد وقيل له: قاتل في سبيل الله لا تكلف إلّا نفسك.

٣٦ ـ في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبان بن عثمان عن اسمعيل الجعفي عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: كانت شريعة نوحعليه‌السلام أنْ يعبدوا الله بالتوحيد والإخلاص وخلع الأنداد، وهو الفطرة التي فطر الناس عليها وأخذ الله ميثاقه على نوح وعلى النبيين صلوات الله عليهم أجمعين أنْ يعبدوا الله تعالى، ولا يشركوا به شيئا، وامره بالصلوة والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر والحلال والحرام، ولم يفرض عليه احكام حدود ولا فرائض مواريث فهذه شريعته.

٣٧ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى عبد العظيم بن عبد الله الحسنى قال: دخلت على سيدي علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام فلما بصر بي قال لي: مرحبا بك يا أبا القاسم أنت ولينا حقا، قال: فقلت له: يا بن رسول الله انى أريد أنْ اعرض عليك ديني فان كان مرضيا ثبت عليه حتى القي اللهعزوجل ، فقال: هاتها يا أبا القاسم فقلت: إنّى أقول: إنّ الله تبارك وتعالى واحد ليس كمثله شيء، خارج من الحدين حد الابطال وحد التشبيه وانه ليس بجسم ولا صورة ولا عرض ولا جوهر، بل هو مجسم الأجسام ومصور الصور، وخالق الاعراض والجواهر، ورب كل شيء ومالكه وجاعله ومحدثه، وأنّ محمّدا عبده ورسوله خاتم النبيين فلا نبيّ بعده إلى يوم القيمة وأقول أنّ الامام والخليفة ووليّ الأمر بعده أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، ثمّ الحسن ثمّ الحسين ثمّ عليّ بن الحسين ثمّ محمّد بن عليّ ثمّ جعفر بن محمّد ثمّ موسى بن جعفر ثمّ عليّ بن موسى ثمّ محمّد بن عليّ ثمّ أنت يا مولاي، فقالعليه‌السلام : ومن بعدي الحسن إبني، فكيف الناس بالخلف من بعده قال: فقلت: وكيف ذاك يا مولاي؟ قال: لأنّه لا يرى شخصه ولا يحلّ ذكره باسمه حتى يخرج، فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا، قال: فقلت: أقررت وأقول أنّ وليهم وليُّ

٥٦٤

الله وعدوهم عدو الله، وطاعتهم طاعة الله، ومعصيتهم معصية الله، وأقول أنّ المعراج حقٌّ والمسائلة في القبر حقّ، وأنّ الجنة حقّ والنار حقّ، والصراط حقّ والميزان حقّ،( وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وَأَنَّ اللهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ ) ، وأقول: إنّ الفرائض الواجبة بعد الولاية الصلوة والزكاة والصوم والحج والجهاد والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، فقال عليّ بن محمّدعليهما‌السلام : يا أبا القاسم هذا والله دين الله الذي ارتضاه لعباده، فاثبت عليه ثبتك الله بالقول الثابت في الحيوة الدنيا وفي الآخرة.

٣٨ ـ وباسناده إلى الريان بن الصلت عن عليّ بن موسى الرضاعليه‌السلام عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنينعليهم‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : قال الله جل جلاله: ما آمن بي من فسّر برايه كلامي، وما عرفني من شبهنى بخلقي، وما على ديني من استعمل القياس في ديني.

٣٩ ـ وباسناده إلى داود بن سليمان الفراء عن علي بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه عن عليٍّعليهم‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : التوحيد نصف الدين.

٤٠ ـ في كتاب الخصال عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن عليٍّعليهم‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أفضل دينكم الورع.

٤١ ـ عن ابن عمر عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال: أفضل العبادة الفقه، وأفضل الدين الورع.

٤٢ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين ابن سعيد عن بعض أصحابنا عن عبيد بن زرارة قال: حدّثني حمزة بن حمران قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن الاستطاعة فلم يجبني، فدخلت عليه دخلة اخرى فقلت: أصلحك الله انه قد وقع في قلبي منها شيء لا يخرجه إلّا شيء أسمعه منك، قال: فانه لا يضرك ما كان في قلبك، قلت: أصلحك الله انى أقول إنّ الله تبارك وتعالى لم يكلف العباد ما لا يستطيعون، ولم يكلفهم إلّا ما يطيقون، وانهم لا يصنعون شيئا من ذلك إلّا بإرادة الله ومشيته وقضائه وقدره؟ قال: فقال: هذا دين الله الذي انا عليه وآبائي أو كما قال.

٥٦٥

٤٣ ـ الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور إلى قوله عنه عن معلى بن محمد عن الوشا عن أبان عن اسمعيل الجعفي قال: دخل رجل على أبي ـ جعفرعليه‌السلام ومعه الصحيفة فقال له أبو جعفرعليه‌السلام : هذه صحيفة مخاصم سأل عن الدين الذي يقبل فيه العمل، فقال: رحمك الله هذا الذي أريد، فقال أبو جعفرعليه‌السلام شهادة أنْ لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، وأنّ محمّدا عبده ورسوله وتقر بما جاء به من عند الله، والولاية لنا أهل البيت والبراءة من عدونا والتسليم لأمرنا، والورع والتواضع وانتظار قائمنا فانّ لنا دولة إذا شاء الله جاء بها.

٤٤ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه وأبو عليّ الأشعري عن محمد بن عبد الجبار جميعا عن صفوان بن يحيى عن عمرو بن حريث قال: دخلت على أبي عبد اللهعليه‌السلام وهو في منزل أخيه عبد الله بن محمد فقلت له: جعلت فداك ما حولك إلى هذا المنزل؟ قال: طلب النزهة(١) ، فقلت: جعلت فداك ألآ أقص عليك ديني؟ فقال: بلى.

قلت: أدين الله بشهادة أنْ لا إله إلّا الله وحده لا شريك له وأنّ محمّدا عبده ورسوله( وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها، وَأَنَّ اللهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ ) ، واقام الصلوة وإيتاء الزكاة وصوم شهر رمضان وحجّ البيت والولاية لعليٍّ أمير المؤمنين بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله والولاية للحسن والحسين، والولاية لعليّ بن الحسين والولاية لمحمّد بن عليّ ولك من بعده صلوات الله عليهم أجمعين وإنّكم أئمتي، عليه أحيى وعليه أموت وأدين الله به فقال: يا عمرو هذا دين الله ودين آبائي الذي أدين الله به في السر والعلانية، فاتق الله وكف لسانك إلّا من خير، ولا تقل انى هديت نفسي بل الله هداك فأد شكر ما أنعم اللهعزوجل به عليك، ولا تكن ممن إذا اقبل طعن في عينه، وإذا أدبر طعن في قفاه(٢) ولا تحمل الناس على كاهلك فانك أوشك إنْ حملت الناس على كاهلك أنْ

__________________

(١) النزهة: البعد عن الناس.

(٢) قال المجلسي (ره): أي كن من الأخيار ليمدحك الناس في وجهك وقفاك ولا تكن من الأشرار الذين يذمهم الناس في حضورهم وغيبتهم، أو أمر بالتقية من المخالفين أو حسن المعاشرة مطلقا.

٥٦٦

يصدعوا شعب كاهلك(١) .

٤٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني أبي عن علي بن مهزيار عن بعض أصحابنا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله:( أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ ) قال: الامام «ولا تتفرقوا فيه» كناية عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ثم قال:( كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ ما تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ) من أمر ولاية عليٍّ( اللهُ يَجْتَبِي إليه مَنْ يَشاءُ ) كناية عن عليٍّعليه‌السلام ( وَيَهْدِي إليه مَنْ يُنِيبُ ) .

٤٦ ـ وفيه قولهعزوجل :( شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ) مخاطبة لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ( ما وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ ) يا محمد( وَما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ ) أي تعلموا الدين يعنى التوحيد، واقام الصلوة وإيتاء الزكاة وصوم شهر رمضان وحج البيت والسنن والأحكام التي في الكتب والإقرار بولاية أمير المؤمنينعليه‌السلام «ولا تتفرقوا فيه» أي لا تختلفوا فيه( كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ ما تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ) من ذكر هذه الشرائع ثم قال:( اللهُ يَجْتَبِي إليه مَنْ يَشاءُ ) أي يختار( وَيَهْدِي إليه مَنْ يُنِيبُ ) وهم الائمة صلوات الله عليهم أجمعين الذين اختارهم واجتباهم

قال جل ذكره:( وَما تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ ) قال: لم يتفرقوا بجهل ولكنهم تفرقوا لـمّا جائهم العلم وعرفوه فحسد بعضهم بعضا، وبغى بعضهم على بعض لـمّا رأوا من تفاضل أمير ـ المؤمنين بأمر الله فتفرقوا في المذاهب وأخذوا بالآراء والأهواء، ثم قالعزوجل :( وَلَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إلى أَجَلٍ مُسَمًّى لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ ) قال: لولا أنّ الله قد قدر ذلك أنْ يكون في التقدير الاول لقضي بينهم إذا اختلفوا واهلكهم ولم ينظرهم ولكن اخرهم إلى أجل مسمى المقدر( وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتابَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ ) كناية عن الذين نقضوا(٢) أمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثم قال جل ذكره:( فَلِذلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ )

__________________

(١) الكاهل: مقدم أعلى الظهر مما يلى العنق أو موصل العنق في الصلب والشعب: بعد ما بين المنكبين، قال في مرآة العقول أي لا تسلط الناس على نفسك بترك التقية، أو لا تحملهم على نفسك بكثرة المداهنة والمدارة معهم بحيث تتضرر بذلك كأن يضمن لهم ويحمل عنهم مالا يطيق أو يطمعهم في أنْ يحكم بخلاف الحق أو يوافقهم فيما لا يحل وهذا أفيد وان كان الاول أظهر.

(٢) وفي المصدر «عنى عن الذين نقضوا اه».

٥٦٧

يعنى هذه الأمور والدين الذي تقدم ذكره، وموالاة أمير المؤمنينعليه‌السلام ( فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ ) .

٤٧ ـ وفيه متصل بآخر الحديث الذي نقلناه عنه اولا اعنى قوله:( وَيَهْدِي إليه مَنْ يُنِيبُ ) ثم قال جل ذكره:( فَلِذلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ ) يعنى إلى ولاية أمير المؤمنين صلوات الله عليه.

قال عز من قائل:( وَقُلْ آمَنْتُ بِما أنزل الله مِنْ كِتابٍ ) .

٤٨ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى مسلم بن خالد المكي عن جعفر ابن محمد عن أبيهعليهما‌السلام قال: ما أنزل الله تبارك وتعالى كتابا ولا وحيا إلّا بالعربية، فكان يقع في مسامع الأنبياءعليهم‌السلام بألسنة قومهم، وكان يقع في مسامع نبيناصلى‌الله‌عليه‌وآله بالعربية، فاذا كلم به قومه كلمهم بالعربية فيقع في مسامعهم بلسانهم وكان أحد لا يخاطب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بأي لسان خاطبه الا وقع في مسامعه بالعربية. كل ذلك يترجم جبرئيلعليه‌السلام عنه تشريفا من اللهعزوجل لهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٤٩ ـ في مجمع البيان: لا عدل بينكم وفي الحديث: ثلاث منجيات وثلاث مهلكات، فالمنجيات العدل في الرضا والغضب، والقصد في الغنى والفقر، وخشية الله في السر والعلانية، والمهلكات شح مطاع(١) وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه.

٥٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم ثم قالعزوجل :( اللهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزانَ ) قال: الميزان أمير المؤمنين صلوات الله عليه. والدليل على ذلك قولهعزوجل في سورة الرحمن:( وَالسَّماءَ رَفَعَها وَوَضَعَ الْمِيزانَ ) قال: يعنى الامامعليه‌السلام .

٥١ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن الحسين بن عبد الرحمن عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قلت: الله لطيف

__________________

(١) الشح: البخل مع حرص. قال بعض العارفين: الشح في نفس الإنسان ليس بمذموم لأنه طبيعة خلقها الله تعالى في النفوس كالشهوة والحرص للابتلاء ولمصلحة عمارة العالم وانما المذموم أنْ يستولي سلطانه على القلب فيطاع «انتهى» وكأن هذا هو المراد من هذا الحديث.

٥٦٨

بعباده يرزق من يشاء قال: ولاية أمير المؤمنين، فقلت: من كان يريد حرث الاخرة قال: معرفة أمير المؤمنينعليه‌السلام والائمة( نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ ) قال: نزيده منها قال: يستوفي نصيبه من دولتهم( وَمَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها ) وماله في الاخرة من نصيب قال: ليس له في دولة الحق مع الامام نصيب، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٥٢ ـ الحسين بن محمد بن عامر عن معلى بن محمد عن الحسن بن علي الوشاء عن أحمد بن عائذ عن أبي خديجة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من أراد الحديث لمنفعة الدنيا لم يكن له في الاخرة نصيب، ومن أراد به خير الاخرة أعطاه الله خير الدنيا والاخرة.

٥٣ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن القاسم بن محمد الاصبهانى عن المنقري عن حفص بن غياث عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من أراد الحديث لمنفعة الدنيا لم يكن له في الآخرة نصيب.

٥٤ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن عبد الرحمان بن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن أبي حمزة عن يحيى بن عقيل عن حسن قال: خطب أمير المؤمنين صلوات الله عليه فحمد الله واثنى عليه وقال: اما بعد إلى أنْ قالعليه‌السلام : إنّ المال والبنين حرث الدنيا، والعمل الصالح حرث الاخرة، وقد يجمعهما الله لأقوام فاحذروا من الله ما حذركم من نفسه، واخشوه خشية ليست بتعذير، واعملوا في غير رياء ولا سمعة.

٥٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني أبي عن بكر بن محمد الأزدي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: المال والبنون حرث الدنيا، والعمل الصالح حرث الاخرة، وقد يجمعهما الله لا قوام.

٥٦ ـ في مجمع البيان وروى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من كانت نيته الدنيا فرق الله عليه امره وجعل الفقر بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلّا ما كتب له، ومن كانت نيته الآخرة جمع الله شمله وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة.

٥٧ ـ في روضة الكافي علي بن محمد عن علي بن العباس عن الحسن بن عبد الرحمن

٥٦٩

عن عاصم بن حميد عن أبي حمزة عن أبي جعفرعليه‌السلام في قولهعزوجل :( وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ ) قال: اختلفوا كما اختلفت هذه الامة في الكتاب وستختلفون في الكتاب الذي مع القائم الذي يأتيهم به حتى ينكره ناس كثير فيقدمهم فيضرب أعناقهم، واما قوله:( وَلَوْ لا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ ) قال: لولا ما تقدم فيهم من الله عز ذكره ما أبقى القائم منهم أحدا.

٥٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقولهعزوجل :( وَلَوْ لا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ ) قال: الكلمة الامام، والدليل على ذلك قولهعزوجل :( وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) يعنى الامامة ثم قالعزوجل : «وان الظالمين» يعنى الذين ظلموا هذه الكلمة( لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ ) ثم قالعزوجل : ترى الظالمين يعنى الذين ظلموا آل محمد صلوات الله عليه وعليهم حقهم مشفقين مما كسبوا إلى خائفين مما ارتكبوا وعملوا( وَهُوَ واقِعٌ بِهِمْ ) مما يخافونه، ثم ذكر اللهعزوجل الذين آمنوا بالكلمة واتبعوها فقال:( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فِي رَوْضاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ ما يَشاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ذلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللهُ عِبادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا ) بهذه الكلمة وعملوا الصالحات مما أمروا به.

٥٩ ـ في قرب الاسناد للحميري باسناده إلى أبي عبد الله عن آبائهعليهم‌السلام أنّه قال: لـمّا نزلت هذه الآية على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) قام رسول الله فقال: ايها الناس إنّ الله تبارك وتعالى قد فرض لي عليكم فرضا فهل أنتم مؤدوه؟ قال: فلم يجبه أحد منهم، فانصرف فلما كان من الغد قام فيهم فقال مثل ذلك، ثم قام فيهم فقال مثل ذلك في اليوم الثالث فلم يتكلم أحد، فقال: ايها الناس انه ليس من ذهب ولا فضة ولا مطعم ولا مشرب، قالوا: فألقه إذا، قال: إنّ الله تبارك وتعالى انزل عليّ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) فقالوا: اما هذه فنعم فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : فو الله ما وفي بها إلّا سبعة نفر: سلمان وأبو ذر وعمار والمقداد ابن الأسود الكندي وجابر بن عبد الله الأنصاري ومولى لرسول الله يقال له

٥٧٠

الثبت(١) وزيد بن أرقم.

٦٠ ـ في جوامع الجامع وروى أنّ المشركين قالوا فيما بينهم: أترون أنّ محمدا يسأل على ما يتعاطاه أجرا؟ فنزلت: «قل لا اسئلكم» الآية.

٦١ ـ في محاسن البرقي عنه عن أبيه عمن حدثه عن إسحاق بن عمار عن محمد ابن مسلم قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: إنّ الرجل يحب الرجل ويبغض ولده فأبى اللهعزوجل إلّا أنْ يجعل حبنا مفترضا اخذه من اخذه، وتركه من تركه واجبا فقال:( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) .

٦٢ ـ عنه عن ابن محبوب عن أبي جعفر الأحول عن سلام بن المستنير قال: سئلت أبا جعفر عن قوله تعالى:( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) فقال:هم والله من نصيبه من الله على العباد لمحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله في أهل بيته.

٦٣ ـ عنه عن الهيثم بن عبد الله النهدي عن العباس بن عامر القصير عن حجاج الخشاب قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول لأبي جعفر الأحول: ما يقول من عندكم في قول الله تبارك وتعالى:( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) ؟ فقال: كان الحسن البصري يقول: في القربى من العرب، فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام لكني أقول لقريش الذين عندنا هاهنا خاصة، فيقولون: هي لنا ولكم عامة، فأقول: خبروني عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله إذا نزلت به شديدة من خص بها؟ أليس إيانا خص بها حين أراد أنْ يلاعن أهل نجران أخذ بيد عليّ وفاطمة والحسن والحسينعليهم‌السلام ، ويوم بدر قال لعليّ وحمزة وعبيدة بن الحارث قال: فأبوا يقرؤن لي، أفلكم الحلو ولنا المر؟.

٦٤ ـ عنه عن الحسن بن علي الخزاز عن مثنى الحناط عن عبد الله بن عجلان قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن قول الله تبارك وتعالى:( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) قال: هم الائمة الذين لا يأكلون الصدقة ولا تحل لهم.

٦٥ ـ في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن إسماعيل بن عبد الخالق قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : ما يقول أهل البصرة في هذه

__________________

(١) وفي بعض النسخ «الثبيت» بزيادة الياء بين الموحدة التحتانية والمثناة الفوقانية.

٥٧١

الآية( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) ؟ قلت: جعلت فداك انهم تقولون انها لأقارب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: كذبوا انما نزلت فينا خاصة أهل البيت في عليّ وفاطمة والحسن والحسين وأصحاب الكساءعليهم‌السلام .

٦٦ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسيرحمه‌الله عن علي بن الحسين عليهما ـ السلام حديث طويل يقول فيه لبعض الشاميين: اما قرأت هذه الآية:( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) ؟ قال: بلى، قال عليّعليه‌السلام : فنحن أولئك.

٦٧ ـ في مجمع البيان قل لا اسألكم عليه اجرا الآية اختلف في معناه على أقوال إلى قوله وثالثها أنّ معناه إلّا أنْ تودوا قرابتي وعترتي وتحفظوني فيهم. عن عليّ بن الحسينعليه‌السلام وهو المروي عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام .

٦٨ ـ وباسناده إلى ابن عباس قال: لـمّا نزلت( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً ) ولا قالوا: يا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من هؤلاء الذين أمرنا الله بمودتهم؟ قال: عليّ وفاطمة وولدها.

٦٩ ـ وباسناده إلى أبي القاسم الحسكاني مرفوعا إلى أبي أمامة الباهلي قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ الله تعالى خلق الأنبياء من أشجار شتى وخلقت انا وعلى من شجرة واحدة فأنا أصلها وعلى فرعها وفاطمة لقاحها والحسن والحسين ثمارها وأشياعنا أوراقها، فمن تعلق بغصن من أغصانها نجا، ومن زاغ عنها هوى، ولو أنّ عبدا عبد الله بين الصفا والمروة الف عام ثم الف عام حتى يصير كالشن البالي ثم لم يدرك محبتنا كبه الله على منخريه في النار، ثم تلى:( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) .

٧٠ ـ وروى زاذان عن عليٍّعليه‌السلام قال: فينا في آل حم آية لا يحفظ مودتنا إلّا كل مؤمن، ثم قرء هذه ولا وإلى هذا أشار الكميت في قوله :

وجدنا لكم في آل حم آية

تأولها منا تقى ومعرب(١)

٧١ ـ وصح عن الحسن بن عليعليه‌السلام انه خطب الناس فقال في خطبته: انا من أهل البيت الذين افترض الله مودتهم على كل مسلم، فقال:( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً

__________________

(١) التقى: صاحب التقية والمعرب: المظهر لمذهبه علانية.

٥٧٢

إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً ) فاقتراف الحسنة مودتنا أهل البيت.

٧٢ ـ في أصول الكافي الحسين بن محمد الأشعري عن معلى بن محمد عن الوشا عن مثنى عن زرارة عن عبد الله بن عجلان عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله تعالى:( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) قال: هم الائمةعليهم‌السلام .

٧٣ ـ الحسين بن محمد وغيره عن سهل عن محمد بن عيسى ومحمد بن يحيى ومحمد بن الحسين جميعا عن محمد بن سنان عن إسماعيل بن جابر وعبد الكريم بن عمرو وعن عبد الحميد بن أبي الديلم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال في حديث طويل: فلما رجع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من حجة الوداع وقدم المدينة أتته الأنصار فقالوا: يا رسول الله إنّ الله جل ذكره قد أحسن إلينا وشرفنا بك وبنزولك بين ظهر أنينا، فقد فرح الله صديقنا وكبت عدونا(١) وقد تأتيك وفود فلا تجد ما تعطيهم فيشمت بك العدو، فنحب أنْ تأخذ ثلث أموالنا حتى إذا قدم عليك وفد مكة وجدت ما تعطيهم، فلم يرد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عليهم شيئا وكان ينتظر ما يأتيه من ربه، فنزل جبرئيلعليه‌السلام وقال:( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) ولم يقبل أموالهم، فقال المنافقون: ما أنزل الله هذا على محمّد وما يريد إلّا أنْ يرفع بضبع ابن عمه(٢) ويحمل علينا أهل بيته، يقول أمس: من كنت مولاه فعليٌّ مولاه، واليوم:( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) .

٧٤ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى إسحاق بن اسمعيل النيشابوري أنّ العالم كتب إليه يعنى الحسن بن عليّعليهما‌السلام أنّ اللهعزوجل فرض عليكم لأوليائه حقوقا أمركم بأدائها إليهم ليحل لكم ما وراء ظهوركم من أزواجكم وأموالكم ومأكلكم ومشربكم: ويعرفكم بذلك البركة والنماء والثروة، وليعلم من يعطيه منكم بالغيب، وقال تبارك وتعالى:( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى )

__________________

(١) كبته الله: أذله وأخزاه.

(٢) الضبع: العضد وقيل: الإبط.

٥٧٣

فاعلموا أنّ من بخل فانما يبخل على نفسه،( إِنَّ اللهَ هُوَ الْغَنِيُ ) وأنتم الفقراء إليه لا إله إلّا هو، فاعملوا من عبد ما شئتم( فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ثُمَّ تُرَدُّونَ إلى عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) والعاقبة للمتقين والحمد لله رب العالمين.

٧٥ ـ في أمالي شيخ الطائفةقدس‌سره باسناده إلى ابن عباس قال: كنا جلوسا مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله إذ هبط عليه الأمين جبرئيلعليه‌السلام ومعه جام من البلور مملو مسكا وعنبرا، وكان إلى جنب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله علي بن أبي طالب وولداه الحسن والحسين، إلى أنْ قال: فلما صارت الجام في كف الحسينعليه‌السلام قالت: بسم الله الرحمن الرحيم( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) .

٧٦ ـ في عيون الأخبار في باب ذكر مجلس الرضاعليه‌السلام مع المأمون في الفرق بين العترة والامة حديث طويل وفيه: قالت العلماء له: فأخبرنا هل فسر الله تعالى الاصطفاء في الكتاب؟ فقال الرضاعليه‌السلام : فسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثنى عشر موضعا وموطنا، فأول ذلك قولهعزوجل إلى قولهعليه‌السلام والآية السادسة: قول الله:( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) وهذه خصوصية للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى يوم القيامة، وخصوصية للال دون غيرهم، وذلك أنّ الله تعالى حكى ذكر نوحعليه‌السلام في كتابه:( يا قَوْمِ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مالاً إِنْ أَجرِيَ إِلَّا عَلَى اللهِ وَما أَنَا بِطارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَلكِنِّي أَراكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ ) وحكىعزوجل عن هودعليه‌السلام أنّه قال:( لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلا تَعْقِلُونَ ) وقالعزوجل لنبيه محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله : «قل يا محمد( لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) ولم يفترض الله تعالى مودتهم إلّا وقد علم انهم لا يرتدون عن الدين أبدا، ولا يرجعون إلى ضلال أبدا واخرى أنْ يكون الرجل وادا للرجل فيكون بعض ولده وأهل بيته عدوا له، فلا يسلم له قلب الرجل، فأحب اللهعزوجل أنْ لا يكون في قلب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله على المؤمنين شيء ففرض الله عليهم مودة ذي القربى، فمن أخذ بها وأحبَّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأحبّ أهل بيته لم يستطع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنْ يبغضه، ومن تركها ولم يأخذ بها وأبغض أهل بيته فعلى رسول الله أنْ يبغضه، لأنه قد ترك فريضة من فرائض اللهعزوجل ، فأيّ فضل

٥٧٤

وأيّ شرف يتقدم هذا أو يدانيه، فانزل اللهعزوجل هذه ولا على نبيه:( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) فقام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في أصحابه فحمد الله واثنى عليه وقال: يا ايها الناس إنّ الله قد فرض لي عليكم فرضا فهل أنتم مؤدوه؟ فلم يجبه أحد فقال: ايها الناس ليس بذهب ولا فضة ولا مأكول ولا مشروب، فقالوا: هات إذا، فتلى عليهم هذه ولا فقالوا: اما هذه فنعم، فما وفي بها أكثرهم، وما بعث الله نبيا إلّا واوحى اليه: أنْ لا يسأل قومه أجرا لانّ اللهعزوجل يوفيه اجرا الأنبياء ومحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله فرض اللهعزوجل طاعته ومودة قرابته على أمته وامره أنْ يجعل أمرهم(١) فيهم ليودوه في قرابته بمعرفة فضلهم الذي أوجب اللهعزوجل لهم، فان المودة انما تكون على قدر معرفة الفضل، فلما أوجب الله ذلك ثقل لثقل وجوب الطاعة، فتمسك بها قوم قد أخذ الله تعالى ميثاقهم على الوفاء، وعاند أهل الشقاوة والنفاق، وألحدوا في ذلك فصرفوه عن حده الذي حده اللهعزوجل . فقالوا: القرابة هم العرب كلها وأهل دعوته فعلى أي الحالتين كان فقد علمنا أنّ المودة هي للقرابة، فأقربهم من النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أولاهم بالمودة، فلكما قربت القرابة كانت المودة على قدرها، وما أنصفوا نبي اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في حيطته ورأفته، وما من الله به على أمته مما تعجز الألسن عن وصف الشكر عليه أنْ لا يودوه في ذريته وأهل بيته، وان يجعلوهم فيهم بمنزلة العين من الرأس حفظا لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فيهم وحبا لهم، فكيف والقرآن ينطق به ويدعو إليه والاخبار ثابتة بأنهم أهل المودة والذين فرض الله تعالى مودتهم ووعد الجزاء عليها، فما وفي أحد بها فهذه المودة لا يأتى بها أحد مؤمنا مخلصا إلّا استوجب الجنة، لقول الله تعالى في هذه ولا:( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فِي رَوْضاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ ما يَشاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ* ذلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللهُ عِبادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) مفسرا ومبينا.

٧٧ ـ وفيه ووجدت في بعض الكتب نسخة كتاب الحبا والشرط من الرضاعليه‌السلام إلى العمال في شأن الفضل بن سهل وأخيه ولم ارو ذلك عن أحد: اما بعد فالحمد لله البديء

__________________

(١) كذا في النسخ وفي المصدر «أجره فيهم» مكان «أمرهم فيهم».

٥٧٥

البديع إلى أنْ قال: الحمد لله الذي أورث أهل بيته مواريث النبوة، واستودعهم العلم والحكمة، وجعلهم معدن الامامة والخلافة، وأوجب ولايتهم وشرف منزلتهم، فأمر رسوله بمسألة أمته مودتهم إذ يقول:( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) وما وصفهم به من إذهابه الرجس عنهم وتطهيره إياهم في قوله:( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) .

٧٨ ـ في كتاب الخصال عن عبد الله بن العباس قال: قام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فينا خطيبا فقال في آخر خطبته: ونحن الذين أمر الله لنا بالمودة فما ذا بعد الحق إلّا الضلال فانى تصرفون.

٧٩ ـ عن أبي رافع عن عليٍّعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من لم يحب عترتي فهو لإحدى ثلاث: اما منافق، واما الزانية، واما امرء حملت به امه في غير طهر.

٨٠ ـ في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشا عن أبان عن محمد بن مسلم عن أبي جعفرعليه‌السلام في قول الله تبارك وتعالى:( وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً ) قال: الاقتراف التسليم لنا والصدق علينا والا يكذب علينا.

٨١ ـ في روضة الكافي علي بن محمد عن علي بن العباس عن علي بن حماد عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً ) قال: من تولى الأوصياء من آل محمد واتبع آثارهم فذاك يزيده ولاية من مضى من النبيين والمؤمنين الأولين حتى يصل ولايتهم إلى آدمعليه‌السلام ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

قال مؤلف هذا الكتاب عفي عنه: قد سبق في مجمع البيان في خطبتهعليه‌السلام بيان لاختلاف الحسنة(١) .

٨٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني أبي عن ابن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول في قول اللهعزوجل : «قل

__________________

(١) راجع رقم ٧١.

٥٧٦

( لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) يعنى في أهل بيته، قال: جاءت الأنصار إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقالوا: انا قد آوينا ونصرنا فخذ طائفة من أموالنا فاستعن بها على ما نابك(١) فأنزل اللهعزوجل :( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً ) يعنى على النبوة( إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) إلى في أهل بيته، ثم قال: ألآ ترى أنّ الرجل يكون له صديق وفي نفس ذلك الرجل شيء على أهل بيته فلا يسلم صدره، فأراد اللهعزوجل أنْ لا يكون في نفس رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله شيء على أمته، ففرض الله عليهم المودة في القربى، فان أخذوا أخذوا مفروضا وان تركوا تركوا مفروضا، قال: فانصرفوا من عنده وبعضهم يقول: عرضنا عليه أموالنا فقال: [لا] قاتلوا عن أهل بيتي من بعدي وقالت طائفة: ما قال هذا رسول الله وجحدوه وقالوا كما حكى اللهعزوجل :( أَمْ يَقُولُونَ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً ) فقالعزوجل :( فَإِنْ يَشَإِ اللهُ يَخْتِمْ عَلى قَلْبِكَ ) قال: لو افتريت( وَيَمْحُ اللهُ الْباطِلَ ) يعنى يبطله( وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ ) يعنى بالأئمة والقائم من آل محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ( إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ ) .

٨٣ ـ في عيون الأخبار متصل بقولهعليه‌السلام سابقا مفسرا ومبينا ثم قال أبو الحسنعليه‌السلام : حدّثني أبي عن جدي عن آبائه عن الحسين بن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام قال اجتمع المهاجرون والأنصار إلى رسول الله فقالوا: إنّ لك يا رسول الله مؤنة في نفقتك وفي من يأتيك من الوفود وهذه أموالنا مع دمائنا فاحكم [فيها] بارا مأجورا، أعط ما شئت وأمسك ما شئت من غير حرج، قال: فأنزل اللهعزوجل عليه الروح الأمين فقال: «قل يا محمد( لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) يعنى أنْ تودوا قرابتي من بعدي، فخرجوا فقال المنافقون: ما حمل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله على ترك ما عرضنا عليه إلّا ليحثنا على قرابته من بعده إنْ هو إلّا شيء افتراه محمد في مجلسه وكان ذلك من قولهم عظيما فأنزل الله تعالى هذه الآية( أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللهِ شَيْئاً هُوَ أَعْلَمُ بِما تُفِيضُونَ فِيهِ كَفى بِهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) فبعث إليهم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال هل من حدث؟ فقالوا: أي والله يا رسول الله لقد قال بعضنا كلاما عظيما كرهناه، فتلا عليهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الآية فبكوا واشتد

__________________

(١) نابه الأمر: أصابه.

٥٧٧

بكاؤهم فأنزل اللهعزوجل :( وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ وَيَعْفُوا عَنِ السَّيِّئاتِ وَيَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ ) .

٨٤ ـ في مجمع البيان وذكر أبو حمزة الثمالي في تفسيره حدّثني عثمان بن عمير عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن عباس أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حين قدم المدينة واستحكم الإسلام قالت الأنصار فيما بينها: نأتى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فنقول له أنْ تعرك(١) أمور فهذه أموالنا تحكم فيها غير حرج ولا محظور عليك فأتوه في ذلك، فنزلت( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) فقرأها عليهم وقال: تودون قرابتي من بعدي. فخرجوا من عنده مسلمين لقوله فقال المنافقون: إنّ هذا شيء افتراه في مجلسه أراد أنْ يذللنا لقرابته من بعده. فنزلت:( أَمْ يَقُولُونَ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً ) فأرسل إليهم فتلاها عليهم فبكوا واشتد عليهم فأنزل الله:( وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ ) الآية فأرسل في أثرهم فبشرهم وقال:( وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا ) وهم الذين سلموا لقوله.

٨٥ ـ في روضة الكافي علي بن محمد عن علي بن العباس عن علي بن حماد عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: وقال لأعداء الله أولياء الشيطان أهل التكذيب والإنكار:( قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ ) يقول متكلفا أنْ اسئلكم ما لستم بأهله، فقال المنافقون عند ذلك بعضهم لبعض: اما يكفي محمدا أنْ يكون قهرنا عشرين سنة حتى يريد أنْ يحمل أهل بيته على رقابنا؟! فقالوا: ما أنزل الله هذا وما هو إلّا شيء يتقوله يريد أنْ يرفع أهل بيته على رقابنا، ولئن قتل محمد أو مات لننزعنها من أهل بيته ثم لا نعيدها فيهم أبدا، وأراد الله عز ذكره أنْ يعلم نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله الذي أخفوا في صدورهم وأسروا به، فقال في كتابهعزوجل :( أَمْ يَقُولُونَ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً فَإِنْ يَشَإِ اللهُ يَخْتِمْ عَلى قَلْبِكَ ) يقول: لو شئت حبست عنك الوحي فلم تكلم بفضل أهل بيتك ولا بمودتهم، وقد قال اللهعزوجل :( وَيَمْحُ اللهُ الْباطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ ) يقول الحق لأهل بيتك الولاية( إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ ) يقول بما القوه في صدورهم من العداوة لأهل بيتك، والظلم بعدك، والحديث

__________________

(١) عرا فلانا أمر: أصابه وعرض له.

٥٧٨

طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٨٦ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله تبارك وتعالى:( وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ ) قال: هو المؤمن يدعو لأخيه بظهر الغيب، فيقول له الملك: آمين، ويقول العزيز الجبار ولك مثلا ما سألت بحبك إياه.

٨٧ ـ في مجمع البيان وروى [عن أبي] عبد الله [عليه‌السلام ] قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :( وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ ) الشفاعة لمن وجبت له النار ممن أحسن إليهم في الدنيا.

٨٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله:( وَلَوْ بَسَطَ اللهُ الرِّزْقَ لِعِبادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ ) قال الصادقعليه‌السلام : لو فعل لفعلوا ولكن جعلهم محتاجين بعضهم إلى بعض واستعبدهم بذلك، ولو جعلهم أغنياء لبغوا( وَلكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ ما يَشاءُ ) مما يعلم انه يصلحهم في دينهم ودنياهم( إِنَّهُ بِعِبادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ ) .

٨٩ ـ حدّثني الحسين بن عبد الله السكيني عن أبي سعيد البجلي عن عبد الملك ابن هارون عن أبي عبد اللهعليه‌السلام عن آبائه صلوات الله عليهم عن الامام الحسن بن علىعليهما‌السلام أنّه قال في حديث طويل بعد مضيه إلى ملك الروم واجوبة الامامعليه‌السلام عما سأله عنه الملك ثم سأله عن أرزاق الخلائق؟ فقال الحسنعليه‌السلام : أرزاق الخلائق في السماء الرابعة تنزل بقدر وتبسط بقدر.

٩٠ ـ في مجمع البيان روى انس عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله عن جبرئيل عن الله جل ذكره أنّ من عبادي من لا يصلحه إلّا السقم ولو صححته لأفسده، وانّ من عبادي من لا يصلحه إلّا الصحة ولو أسقمته لأفسده، وانّ من عبادي من لا يصلحه إلّا الغنى ولو أفقرته لأفسده، وانّ من عبادي من لا يصلحه إلّا الفقر ولو أغنيته لأفسده، وذلك انى أدبر عبادي لعلمي بقلوبهم.

٩١ ـ في جوامع الجامع بقدر أي بتقدير وفي الحديث أخوف ما أخاف على أمتي زهرة الدنيا وكثرتها.

٥٧٩

٩٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقولهعزوجل :( وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ ما قَنَطُوا ) أي ايسوا( وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ ) .

قال: حدّثني أبي عن العزرمي عن أبيه عن أبي إسحاق عن الحارث الأعور عن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: سئل عن السحاب اين يكون؟ قال على شجر كثيف على ساحل البحر فاذا أراد الله أنْ يرسله أرسل ريحا فأثاره ووكل به ملائكة يضربونه بالمخاريق وهو البرق فيرتفع.

٩٣ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى إبراهيم بن أبي محمود عن الرضاعليه‌السلام حديث طويل وفيه: وبنا ينزل الغيث وينشر الرحمة(١) .

٩٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني أبي عن ابن أبي عمير عن منصور بن يونس عن أبي حمزة عن الأصبغ بن نباته عن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: إنّي سمعته يقول: إنّي أحدّثكم بحديث ينبغي لكل مسلم أنْ يعيه(٢) ثمّ أقبل علينا فقال: ما عاقب الله عبدا مؤمنا في هذه الدنيا إلّا كان الله احلم وأجود وامجد من أنْ يعود في عقابه يوم القيامة. ثم قال: وقد يبتلى اللهعزوجل المؤمن بالبلية في بدنه أو ماله أو ولده أو أهله ثمّ تلا هذه ولا:( وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ ) وحثا بيده ثلاث مرات.

٩٥ ـ قال الصادقعليه‌السلام : لـمّا دخل عليّ بن الحسينعليهما‌السلام على يزيد نظر إليه ثم قال له: يا عليُّ( ما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ) فقال عليّ بن الحسين صلوات الله عليهما: كلّا، ما هذه فينا نزلت انما نزل فينا:( ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ ) فنحن الذين لا نأسا على ما فاتنا من أمر الدنيا ولا نفرح بما أوتينا.

__________________

(١) وفي نسخة «وينشر رحمته».

(٢) وعى الحديث: حفظه.

٥٨٠

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652