تفسير نور الثقلين الجزء ٤

تفسير نور الثقلين6%
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 652 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 315584 / تحميل: 6762
الحجم الحجم الحجم
تفسير نور الثقلين

تفسير نور الثقلين الجزء ٤

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

٦٢ ـ وباسناده إلى الفضل بن عبد الملك عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه قال: يا فضل لا تزهدوا في فقراء شيعتنا، فان الفقير منهم ليشفع يوم القيامة في مثل ربيعة ومضر، ثم قال: يا فضل انما سمى المؤمن مؤمنا لأنه يؤمن على الله فيجبر ايمانه، ثم قال: أما سمعت الله تعالى يقول في أعدائكم إذا رأوا شفاعة الرجل منكم لصديقه يوم القيامة:( فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ ) .

٦٣ ـ في مصباح شيخ الطائفةقدس‌سره في دعاء يوم المباهلة المروي عن أبي إبراهيم موسى بن جعفرعليه‌السلام أللّهمّ انا قد تمسكنا بكتابك وبعترة نبيك محمد صلواتك عليه وعليهم الذين أقمتهم لنا دليلا وعلما أمرتنا باتباعهم، أللّهمّ فانا قد تمسكنا بهم فارزقنا شفاعتهم حين يقول الخائبون:( فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ ) .

٦٤ ـ في محاسن البرقي عنه عن عمر بن عبد العزيز عن مفضل أو غيره عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله:( فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ ) قال: الشافعون الائمة والصديق من المؤمنين.

٦٥ ـ في مجمع البيان وفي الخبر المأثور عن جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول إنّ الرجل يقول في الجنة: ما فعل صديقي فلان وصديقه في الجحيم؟ فيقول الله: أخرجوا له صديقه إلى الجنة فيقول من بقي في النار:( فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ ) .

٦٦ ـ وروى بالإسناد عن حمران بن أعين عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: والله لنشفعن لشيعتنا ثلاث مرات حتى يقول الناس:( فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ ) إلى قوله( فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) .

٦٧ ـ وفي رواية اخرى حتى يقول عدونا.

٦٨ ـ وعن أبان بن تغلب قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: إنّ المؤمن ليشفع يوم القيامة لأهل بيته فيشفع فيهم حتى يبقى خادمه، فيقول ويرفع سبابتيه: خويدمي كان يقيني الحر والبرد فيشفع فيه.

٦٩ ـ وفي خبر آخر عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: إنّ المؤمن ليشفع لجاره وماله

٦١

حسنة فيقول: يا رب جاري كان يكف عنى الأذى فيشفع فيه وان أدنى المؤمنين شفاعة ليشفع لثلاثين إنسانا.

٧٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( فَلَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) قال: من المهتدين قال: لان الايمان قد لزمهم بالإقرار.

٧١ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن الفضل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر محمد بن عليعليهما‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : فمكث نوح ألف سنة إلّا خمسين عاما لم يشاركه في نبوته أحد، ولكنه قدم على قوم مكذبين للأنبياء الذين كانوا بينه وبين آدم وذلك قولهعزوجل :( كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ ) يعنى من كان بينه وبين آدمعليهما‌السلام إلى أنْ انتهى إلى قوله:( وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ) وقال فيه أيضا: فكان بين آدم وبين نوحعليهما‌السلام عشرة آباء كلهم أنبياء في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن محمد بن الفضل عن أبي حمزة عن أبي جعفرعليه‌السلام مثله.

٧٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقولهعزوجل :( قالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ ) قال: الفقراء. وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله: الفلك المشحون المجهز الذي قد فرغ منه ولم يبق إلّا دفعة.

٧٣ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن الفضل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقرعليهما‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : وقال نوح: إنّ الله تبارك وتعالى باعث نبيا يقال له: هود، وانه يدعو قومه إلى اللهعزوجل فيكذبونه وان اللهعزوجل يهلكهم بالريح فمن أدركه منكم فليؤمن به وليتبعه فان الله تبارك وتعالى ينجيه من عذاب الريح، وأمر نوح ابنه سام أنْ يتعاهد هذه الوصية عند رأس كل سنة ويكون يوم عيد لهم فيتعاهدون فيه بعث هود، وزمانه الذي يخرج فيه، فلما بعث الله تبارك وتعالى هودا نظروا فيما عندهم من العلم والايمان وميراث العلم والإسلام الأكبر وآثار علم النبوة فوجدوا

٦٢

هودا نبيا، وقد بشرهم أبوهم نوح به، فآمنوا به وصدقوه واتبعوه، فنجوا من عذاب الريح وهو قول اللهعزوجل :( وَإِلى عادٍ أَخاهُمْ هُوداً ) وقوله:( كَذَّبَتْ عادٌ الْمُرْسَلِينَ إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلا تَتَّقُونَ ) .

في روضة الكافي عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن محمد بن الفضل عن أبي حمزة عن أبي جعفرعليه‌السلام مثله.

٧٤ ـ في مجمع البيان ـ آية تعبثون أي ما لا تحتاجون إليه لسكناكم وانما تريدون العبث بذلك واللعب واللهو كأنه جعل بناهم ما يستغنون عنه عبثا منهم عن ابن عباس في رواية عطاء ويؤيده الخبر المأثور عن انس بن مالك أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله خرج فرأى قبة فقال: ما هذه؟ فقالوا له أصحابه: هذا الرجل من الأنصار فمكث حتى إذا جاء صاحبها فسلم في الناس أعرض عنه وصنع ذلك مرارا حتى عرف الرجل الغضب به والاعراض عنه، فشكا ذلك إلى أصحابه وقال: والله إني لا أنكر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ما أدرى ما حدث في وما صنعت؟ قالوا: خرج رسول الله فرأى قبتك فقال: لمن هذه؟ فأخبرناه فرجع إلى قبته فسواها بالأرض، فخرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ذات يوم فلم ير القبة فقال: ما فعلت القبة التي كانت هاهنا؟ قالوا: شكى إلينا صاحبها اعراضك عنه فأخبرناه فهدمها، فقال: إنّ كل ما بيني وبال على صاحبه يوم القيامة إلّا ما لا بد منه.

٧٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم واما قوله بكل ريع قال الامام أبو جعفرعليه‌السلام يعنى لكل طريق آية والآية علىعليه‌السلام وقولهعزوجل :( وَإِذا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ ) قال: تقتلون بالغضب من غير استحقاق.

٧٦ ـ في مجمع البيان ـ روى عن أمير المؤمنين علىعليه‌السلام أنّه قال: انه أول عين نبعت في الأرض هي التي فجرها اللهعزوجل لصالح فقال:( لَها شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ ) .

٧٧ ـ في نهج البلاغة قالعليه‌السلام : ايها الناس انما يجمع الناس الرضا لسخط ،

٦٣

وانما عقر ناقة ثمود رجل واحد فعمهم الله بالعذاب لما عموه بالرضا، فقال سبحانه:( فَعَقَرُوها فَأَصْبَحُوا نادِمِينَ ) فما كان إلّا أنْ خارت أرضهم بالخسفة خوار السكة المحماة في الأرض الخوارة(١) .

٧٨ ـ في جوامع الجامع ـ( كَذَّبَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ إِذْ قالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ ) وفي الحديث أنّ شعيبا أخا مدين أرسل إليهم والى أصحاب الأيكة.

٧٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ ) قال: الخلق الأولين وقولهعزوجل : «فكذبوه» قال قوم شعيب( فَأَخَذَهُمْ عَذابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ ) قال: يوم حر وسمائم.

٨٠ ـ وفيه واما قولهعزوجل ( عَذابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كانَ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ) فبلغنا والله أعلم أنه أصابهم حر وهم في بيوتهم، فخرجوا يلتمسون الروح من قبل السحابة التي بعث اللهعزوجل فيها العذاب، فلما غشيهم أخذتهم الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين وهم قوم شعيب.

٨١ ـ في بصائر الدرجات محمد بن أحمد عن العباس بن معروف عن الحسن بن محبوب عن حنان بن سدير عن سالم عن أبي محمد قال: قلت لأبي جعفرعليه‌السلام : أخبرنى عن الولاية نزل بها جبرئيل من عند رب العالمين يوم الغدير؟ فقال:( نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ ) قال: هي الولاية لأمير المؤمنين.

٨٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني أبي عن جابر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام

__________________

(١) قال الشارح المعتزلي: خارت أرضهم أي صوتت كما يخور الثور وشبهعليه‌السلام ذلك بصوت السكة المحماة في الأرض الخوارة وهي اللينة، وانما جعلها محما لتكون أبلغ في ذهابها في الأرض، ومن كلامه (ع) يوم خيبر بقوله لرسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) وقد بعثه بالراية: أكون في أمرك كالسكة المحماة في الأرض إلى آخر ما ذكره وقد أعقب كلامه بعلة طبيعية لذلك فراجع إنْ شئت ج ٢ ص ٥٨٩ مصر.

٦٤

في قولهعزوجل :( وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ ) قال: الولاية التي نزلت لأمير المؤمنين صلوات الله عليه يوم الغدير.

٨٣ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن بعض أصحابنا عن حنان بن سدير عن سالم الحناط قال: قلت: لأبي جعفرعليه‌السلام : أخبرنى عن قول الله تبارك وتعالى:( نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ) قال: هي الولاية لأمير المؤمنينعليه‌السلام .

٨٤ ـ علي بن محمد بن صالح بن أبي حماد عن الحجال عمن ذكره عن أحدهماعليهما‌السلام قال: سألته عن قول اللهعزوجل :( بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ) قال: يبين الألسن ولا تبينه الألسن.

٨٥ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى مسلم بن خالد المكي عن جعفر بن محمد عن أبيهعليهما‌السلام قال: ما أنزل الله تبارك وتعالى كتابا ولا وحيا إلّا بالعربية فكان يقع في مسامع الأنبياءعليهم‌السلام بألسنة قومهم، وكان يقع في مسامع نبيناصلى‌الله‌عليه‌وآله بالعربية، فاذا كلم به قومه كلمهم بالعربية فيقع في مسامعهم بلسانهم فكان أحد لا يخاطب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بأي لسان خاطبه إلّا وقع في مسامعه بالعربية، كل ذلك يترجم جبرئيل عنه تشريفا من اللهعزوجل لهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٨٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( وَلَوْ نَزَّلْناهُ عَلى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ ما كانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ ) قال الصادقعليه‌السلام : لو نزلنا القرآن على العجم ما آمنت به العرب وقد نزل على العرب فآمنت به العجم فهذه فضيلة العجم.

٨٧ ـ في الكافي أحمد بن محمد عن علي بن الحسين عن محمد بن الوليد ومحمد بن أحمد عن يونس بن يعقوب عن علي بن عيسى القماط عن عمه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: أرى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في منامه بنى امية يصعدون على منبره من بعده ويضلون الناس عن الصراط القهقرى، فأصبح كئيبا حزينا قال: فهبط جبرئيلعليه‌السلام فقال: يا رسول الله ما لي أراك كئيبا حزينا قال: يا جبرئيل انى رأيت بنى امية

٦٥

في ليلتي هذه يصعدون منبري من بعدي يضلون الناس عن الصراط القهقرى فقال: والذي بعثك بالحق نبيا انى ما اطلعت عليه. فعرج إلى السماء فلم يلبث أنْ نزل عليه بآي من القرآن يونسه بها قال:( أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْناهُمْ سِنِينَ ثُمَّ جاءَهُمْ ما كانُوا يُوعَدُونَ ما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يُمَتَّعُونَ ) وانزل عليه:( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) جعل اللهعزوجل ليلة القدر لنبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله خيرا من الف شهر ملك بنى امية.

٨٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقولهعزوجل :( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) قال: نزلت: «ورهطك منهم المخلصين» قال: نزلت بمكة فجمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بنى هاشم وهم أربعون رجلا كل واحد منهم يأكل الجذع ويشرب القرية(١) فاتخذ لهم طعاما يسيرا بحسب ما أمكن، فأكلوا حتى شبعوا فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من يكون وصيي ووزيري وخليفتي؟ فقال أبو لهب: جزما(٢) سحركم محمد، فتفرقوا فلما كان اليوم الثاني أمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ففعل بهم مثل ذلك، ثم سقاهم اللبن حتى رووا فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أيكم يكون وصيي ووزيري وينجز عداتي ويقضى ديني؟ فقام على صلوات الله عليه وكان أصغرهم سنا وأحمشهم(٣) ساقا وأقلهم مالا فقال: أنا يا رسول الله فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أنت هو.

٨٩ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى عبد الله بن الحارث بن نوفل عن على

__________________

(١) الجذع محركة ـ: من البهائم: ما قبل الثني: والقربة: الوطب يستقى به الماء. وبالفارسية «مشك».

(٢) وفي نسخة البحار كما سيأتى عن مجمع البيان «هذا ما سحركم اه» وكذا فيما يأتى.

(٣) حمشت الساق: دقت.

٦٦

ابن أبي طالبعليهما‌السلام قال: لـمّا نزلت( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) أي رهطك المخلصين دعا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بنى عبد المطلب وهم إذا ذاك أربعون رجلا يزيدون رجلا وينقصون رجلا، فقال: أيكم يكون أخى ووارثي ووزيري ووصيي وخليفتي فيكم بعدي؟ فعرض عليهم ذلك رجلا رجلا كلهم يأبى ذلك حتى أتى على فقلت: أنا يا رسول الله فقال: يا بنى عبد المطلب هذا وارثي ووزيري وخليفتي فيكم بعدي، فقام القوم يضحك بعضهم إلى بعض ويقولون لأبي طالب: قد أمرك أنْ تسمع وتطيع لهذا الغلام.

٩٠ ـ في مجمع البيان( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) وفي الخبر المأثور عن براء بن عازب أنّه قال: لـمّا نزلت هذه الآية جمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بنى عبد المطلب وهم يومئذ أربعون رجلا الرجل منهم يأكل المسنة ويشرب العس(١) فامر علياعليه‌السلام برجل شاة فأدمها(٢) ثم قال: ادنوا بسم الله فدنا القوم عشرة عشرة فأكلوا حتى صدروا ثم دعا بقعب(٣) من لبن فجرع منه جرعة ثم قال لهم: اشربوا بسم الله، فشربوا حتى رووا فبدرهم أبو لهب فقال: هذا ما سحركم به الرجل، فسكتصلى‌الله‌عليه‌وآله يومئذ لم يتكلم ثم دعاهم من الغد على مثل ذلك من الطعام والشراب ثم أنذرهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: يا بنى عبد المطلب انى أنا النذير إليكم من اللهعزوجل فأسلموا وأطيعونى تهتدوا، ثم قال: من يؤاخيني ويوازرني ويكون وليي ووصيي بعدي وخليفتي في أهلى ويقضى ديني؟ فسكت القوم فأعادها ثلاثا كل ذلك يسكت القوم ويقول على: أنا، فقال في المرة الثالثة أنت، فقام القوم وهم يقولون لأبي طالب: أطع ابنك فقد أمر عليك. أورده الثعلبي في تفسيره، وروى عن أبي رافع هذه القصة وانه جمعهم في الشعب فصنع لهم رجل شاة فأكلوا حتى تضلعوا وسقاهم(٤)

__________________

(١) المسنة من أولاد المعز: ما بلغ أربعة أشهر وصل عن امه وأخذ في الرعي. والعس: لقدح الكبير.

(٢) أدم الخبز: خلطه بالإدام.

(٣) القعب: القدح الضخم الغليظ.

(٤) تضلع الرجل: امتلأ شبعا وربا.

٦٧

عسا فشربوا كلهم حتى رووا، ثم قال: إنّ الله أمرنى أنْ أنذر عشيرتي ورهطي وان الله لم يبعث نبيا إلّا جعل له من أهله أخا ووزيرا ووراثا ووصيا وخليفة في أهله، فأيكم يقوم فيبايعني على انه أخى ووارثي ووزيري ووصيي ويكون منى بمنزلة هارون من موسى؟ فقال على: أنا فقال: ادن منى ففتح فاه ومج في فيه من ريقه وتفل بين كتفيه وثدييه فقال أبو لهب: بئس ما حبوت به(١) ابن عمك أنْ أجابك فملأ فاه ووجهه بزاقا؟ فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : ملاءته حكمة وعلما.

٩١ ـ وعن ابن عباس قال: لـمّا نزلت الآية صعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله على الصفا فقال يا صباحاه(٢) فاجتمعت إليه قريش فقالوا له: ما لك؟ فقال: أرأيتكم إنْ أخبرتكم أنَّ العدو مصبحكم، أو ممسيكم ما كنتم تصدقوني؟ قالوا: بلى، قال: فانى نذير لكم بين يدي عذاب شديد، قال أبو لهب: تبا لك ألهذا دعوتنا جميعا؟ فأنزل اللهعزوجل :( تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ) إلى آخر السورة.

٩٢ ـ وفي قراءة عبد الله كعب( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) ورهطك منهم المخلصين» وروى ذلك عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

٩٣ ـ في عيون الأخبار في باب ذكر مجلس الرضاعليه‌السلام مع المأمون في الفرق بين العترة والامة حديث طويل وفيه قالت العلماء: فأخبرنا هل فسر الله تعالى الاصطفاء في الكتاب؟ فقال الرضاعليه‌السلام : فسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثنى عشر موضعا، فأول ذلك قولهعزوجل :( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) ورهطك المخلصين» هكذا في قراءة أبي بن كعب، وهي ثابتة في مصحف عبد الله بن مسعود و

__________________

(١) أي أعطيت به.

(٢) قال ابن منظور في اللسان: والعرب تقول إذ نذرت الغارة من الخيل تفجؤهم صباحا: يا صباحاه! ينذرون الحي أجمع بالنداء العالي وفي الحديث: لـمّا نزلت( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) صعد على الصفا وقال: يا صباحاه! هذه كلمة تقولها العرب إذا صاحوا للغارة لأنهم أكثر ما يغيرون عند الصباح ويسمون يوم الغارة يوم الصباح.

٦٨

هذه منزلة رفيعة وفضل عظيم وشرف عال حين عنى اللهعزوجل بذلك الآل، فذكرهصلى‌الله‌عليه‌وآله فهذه واحدة وفي الأمالي مثله سواء.

٩٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: «ورهطك منهم المخلصون» قال على ابن أبي طالب صلوات الله عليه وحمزة وجعفر والحسن والحسين والائمة من آل محمد صلوات الله عليه.

٩٥ ـ في مصباح الشريعة قال الصادقعليه‌السلام : وقد أمر الله أعز خلقه وسيد بريته محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله بالتواضع فقالعزوجل :( وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) والتواضع مزرعة الخشوع والخشية والحياء، وانهم لا تتبين إلّا منها وفيها، ولا يسلم الشرف التام الحقيقي إلّا للمتواضع في ذات الله تعالى، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٩٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم ثم قال:( وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) فان عصوك يعنى من بعدك في ولاية عليٍّ والائمة صلوات الله عليهم( فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ ) ومعصية رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو ميت كمعصيته وهو حي.

٩٧ ـ قولهعزوجل :( الَّذِي يَراكَ حِينَ تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ) قال: حدّثني محمد بن الوليد عن محمد بن الفرات عن أبي جعفرعليه‌السلام قال:( الَّذِي يَراكَ حِينَ تَقُومُ ) في النبوة( وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ) قال: في أصلاب النبيين صلوات الله عليهم.

٩٧ ـ في مجمع البيان وقيل: معناه:( وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ) الموحدين من نبي إلى نبي حتى أخرجك نبيا عن ابن عباس في رواية عطا وعكرمة، وهو المروي عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام قالا: في أصلاب النبيين نبي بعد نبي حتى أخرجه من صلب أبيه عن نكاح غير سفاح من لدن آدم.

٩٩ ـ وروى جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا ترفعوا قبلي ولا تضعوا قبلي، فانى أراكم من خلفي كما أراكم من امامى ثم تلا هذه الآية.

٦٩

١٠٠ ـ في كتاب الخصال عن رجل عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله تعالى:( هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّياطِينُ، تَنَزَّلُ عَلى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ ) قال: هم سبعة: المغيرة وبنان وصائد وحمزة بن عمارة البربري والحارث الشامي وعبد الله بن الحارث وأبو الخطاب.

١٠١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقولهعزوجل :( وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ ) قال نزلت في الذين غير وادين الله وخالفوا أمر اللهعزوجل هل شاعرا قط يتبعه أحد؟ انما عنى بذلك الذين وضعوا دينهم بآرائهم فيتبعهم الناس على ذلك.

١٠٢ ـ في أصول الكافي عن أبي جعفرعليه‌السلام حديث طويل وفيه يقولعليه‌السلام : انه ليس من يوم وليلة إلّا وجميع الجن والشياطين تزور أئمة الضلال، ويزور امام الهدى عددهم من الملئكة، حتى إذا أتت ليلة القدر فهبط فيها من الملائكة إلى ولي الأمر خلق الله، أو قال قبض الله،عزوجل من الشياطين بعددهم ثم زارو اولى الضلالة فأتوه بالإفك والكذب حتى لعله يصبح، فيقول: رأيت كذا وكذا فلو سأل ولي الأمر عن ذلك لقال: رأيت شيطانا أخبرك بكذا وكذا حتى يفسر له تفسيرا، ويعلمه الضلالة التي هو عليها.

١٠٣ ـ في كتاب معاني الأخبار أبيرحمه‌الله قال: حدّثنا سعد بن عبد الله عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن الحسن بن محبوب عن حماد بن عيسى عن أبي جعفرعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ ) قال: هل رأيت شاعرا يتبعه أحد؟ انما هم قوم تفقهوا لغير الدين فضلوا وأضلوا.

١٠٤ ـ في مجمع البيان( وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ ) وروى العياشي بالإسناد عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: هم قوم تعلموا أو تفقهوا بغير علم فضلوا أو أضلوا.

١٠٥ ـ وفي الحديث عن الزهري قال: حدّثني عبد الرحمن بن كعب بن مالك أنّ كعب بن مالك قال: يا رسول الله ماذا تقول في الشعراء؟ قال: إنّ المؤمن مجاهد بسيفه ولسانه، والذي نفسي بيده لكأنما ينضحونهم بالنبل.(١)

__________________

(١) نضح فلانا بالنبل: رماه به.

٧٠

١٠٦ ـ وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لحسان بن ثابت: اهجهم أو هاجهم وروح القدس معك رواه البخاري ومسلم في الصحيحين.

١٠٧ ـ في اعتقادات الامامية للصدوقرحمه‌الله وسئل الصادقعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ ) قال: هم القصاص.

١٠٨ ـ في جوامع الجامع قالعليه‌السلام لكعب بن مالك: اهجهم فو الذي نفسي بيده لهو أشد عليهم من النبل.

١٠٩ ـ وقال لحسان بن ثابت: قل وروح القدس معك.

١١٠ ـ في كتاب تلخيص الأقوال في أحوال الرجال روى الكشي من طريق ضعيف عن الصادقعليه‌السلام أنّه قال: علموا أولادكم شعر العبدي يشير إلى الشيعة.

١١١ ـ وفي كتاب الكشي في حديث آخر باسناده إلى سماعة قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : يا معشر الشيعة علموا أولادكم شعر العبدي فانه على دين الله.

١١٢ ـ وباسناده إلى محمد بن مروان قال: كنت قاعدا عند أبي عبد اللهعليه‌السلام ومعروف بن خربوذ، فكان ينشدني الشعر وأنشده ويسألني وأسئله وأبو عبد الله يسمع فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: لان يمتلئ جوف الرجل قيحا خير له من أنْ يمتلى شعرا، فقال معروف: انما يعنى بذلك الذي يقول الشعر؟ فقال: ويحك أو ويلك، قد قال ذلك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

١١٣ ـ في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى إبراهيم الكرخي قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : إنّ صاحبتي هلكت فكانت لي موافقة وقد هممت ان أتزوج، فقال: انظر اين تضع نفسك ومن تشركه في مالك وتطلعه على دينك وسرك وأمانتك، فان كنت لا بد فاعلا فبكر أنسب إلى الخير والى حسن الخلق

واعلم ان النساء خلقن شتى

فمنهن الغنيمة والغرام

ومنهن الهلال إذا تجلى

لصاحبه ومنهن الظلام

فمن يظفر بصالحهن يسعد

ومن يغبن فليس له انتقام

٧١

١١٤ ـ في الكافي بعض أصحابنا عن عليّ بن الحسين عن علي بن حسان عن عبد ـ الرحمن بن كثير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: لـمّا أراد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنْ يتزوج خديجة بنت خويلد أقبل أبو طالب في أهل بيته ومعه نفر من قريش إلى أنْ قالعليه‌السلام : ودخل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بأهله، وقال رجل من قريش يقال له عبد الله بن غنم :

هنيئا مريئا يا خديجة قد جرت

لك الطير فيما كان منك بأسعد

تزوجت من خير البرية كلها

ومن ذا الذي في الناس مثل محمّد

وبشر به البران عيسى بن مريم

وموسى بن عمران فيا قرب موعد

أقرت به الكتاب قدما بأنه

رسول من البطحاء هاد ومهتد

١١٥ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن أبي الأصبغ عن بندار بن عاصم رفعه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال: ما توسل إلى أحد، بوسيلة ولا تذرع بذريعة أقرب له إلى ما يريده منى، من رجل سلف إليه منى يدا تبعتها أختها، وأحسنت ربها، فانى رأيت منع الأواخر يقطع لسان شكر الأوائل، ولا سخت نفسي برد بكر الحوائج(١) وقد قال الشاعر :

وإذا بليت ببذل وجهك سائلا

فابذله للمتكرم المفضال

ان الجواد إذا حباك بموعد

أعطاكه سلسا بغير مطال

وإذا السؤال مع النوال وزنته

رجح السؤال وخف كل نوال

١١٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم متصل بقوله: فيتبعهم الناس على ذلك آخر ما نقلناه عنه سابقا: ويؤكد قوله جل ذكره:( أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وادٍ يَهِيمُونَ ) يعنى يناظرون بالأباطيل ويجادلون بالحجج المضلين وفي كل مذهب يذهبون( وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ ما لا يَفْعَلُونَ ) قال: يعظون الناس ولا يتعظون( وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ) ولا ينتهون، ويأمرون

__________________

(١) اليد: النعمة. والبكر: الابتداء قال الفيض (ره) في الوافي: واضافة المنع والشكر إلى الأواخر والأوائل اضافة إلى المفعول، والمعنى أنّ أحسن الوسائل إلى السؤال تقدم العهد بالسؤال فان المسئول ثانيا لا يرد السائل الاول لئلا يقطع شكره على الاول.

٧٢

بالمعروف ولا يعملون، وهم الذين قال اللهعزوجل فيهم:( أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وادٍ يَهِيمُونَ ) أي في كل مذهب يذهبون( وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ ما لا يَفْعَلُونَ ) وهم الذين غصبوا آل محمد صلوات الله عليهم حقهم ثم ذكر آل محمد صلوات الله عليهم وشيعتهم المهتدين، فقال جل ذكره:( إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَذَكَرُوا اللهَ كَثِيراً وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا ) .

١١٧ ـ في كتاب معاني الأخبار وقد روى في خبر آخر عن الصادقعليه‌السلام انه يقول قول اللهعزوجل :( وَذَكَرُوا اللهَ كَثِيراً ) ما هذا الذكر الكثير؟ قال: من سبح تسبيح فاطمة الزهراءعليها‌السلام فقد ذكر الله الذكر الكثير.

١١٨ ـ في أصول الكافي عليّ عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبيدة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من أشد ما فرض الله على خلقه ذكر الله كثيرا، ثم قال: لا أعنى سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر وان كان منه، ولكن ذكر الله عند ما أحل وحرم، فان كان طاعة عمل بها وان كان معصية تركها.

١١٩ ـ ابن محبوب عن أبي اسامة قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : ما ابتلى المؤمن بشيء أشد عليه من خصال ثلاث يحرمها، قيل وما هن؟ قال: المواساة في ذات يده، والإنصاف من نفسه، وذكر الله كثيرا، أما انى لا أقول سبحان الله والحمد لله ولكن ذكر الله عند ما أحل له وذكر الله عند ما حرم عليه.

١٢٠ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن إسماعيل بن مهران عن سيف بن عميرة عن سليمان بن عمرو عن أبي المغرا الخصاف رفعه قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : من ذكر اللهعزوجل في السر فقد ذكر الله كثيرا، أنّ المنافقين كانوا يذكرون الله علانية ولا يذكرونه في السر فقال اللهعزوجل :( يُراؤُنَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللهَ إِلَّا قَلِيلاً )

١٢١ ـ في جوامع الجامع وقرء الصادقعليه‌السلام : وسيعلم الذين ظلموا آل محمد حقهم.

١٢٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم ثم ذكر أعداءهم ومن ظلمهم فقال جل ذكره :

٧٣

«وسيعلم الذين ظلموا آل محمد حقهم أي منقلب منقلبون» هكذا والله نزلت.

١٢٣ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب وفي أثر: انهم لـمّا صلبوا رأس الحسينعليه‌السلام على الشجرة سمع منه:( وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أي مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ) .

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قرأ سور الطواسين الثلاث في ليلة الجمعة كان من أولياء الله وفي جواره وكنفه، ولم يصبه في الدنيا بؤس أبدا وأعطى في الاخرة من الجنة حتى يرضى وفوق رضاه، وزوجه الله مأة زوجة من الحور العين.

٢ ـ في مجمع البيان وروى أبو بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قرء الطواسين الثلاث وذكر مثله وزاد في آخره وأسكنه الله في جنة عدن وسط الجنة مع النبيين والمرسلين والوصيين الراشدين.

٣ ـ أبي ابن كعب قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ومن قرأ طس سليمان كان له من الأجر عشر حسنات بعدد من صدق سليمان وكذب به وهود وشعيب وصالح وإبراهيم ويخرج من قبره وهو ينادى: لا إله إلّا الله.

٤ ـ وعن ابن عباس قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : وأعطيت طه والطواسين من ألواح موسى.

٥ ـ في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى سفيان بن سعيد الثوري عن الصادق حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : واما طس فمعناه: انا الطالب السميع.

٦ ـ وباسناده إلى خلف بن حماد عن رجل عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه قال: إنّ الله تبارك وتعالى قال لموسىعليه‌السلام :( أَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ ) قال: من غير برص والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٧٤

٧ ـ في مجمع البيان ـ( فَلَمَّا جاءَتْهُمْ آياتُنا مُبْصِرَةً ) وقرء علي بن الحسينعليهما‌السلام مبصرة بفتح الميم والصاد.

٨ ـ في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قلت له: أخبرنى عن وجوه الكفر في كتاب اللهعزوجل : قال: الكفر في كتاب الله على خمسة أوجه: فمنها كفر الجحود على وجهين، إلى قوله: واما الوجه الاخر من الجحود على معرفة وهو أنْ يجحد الجاحد وهو يعلم انه حق قد استقر عنده، وقد قال اللهعزوجل :( وَجَحَدُوا بِها وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوًّا ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٩ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسيرحمه‌الله وروى عبد الله بن الحسن باسناده عن آبائهعليهم‌السلام انه لـمّا أجمع أبو بكر على منع فاطمة فدك وبلغها ذلك جاءت إليه وقالت له: يا ابن أبي قحافة أفي كتاب الله أنْ ترث أباك ولا أرث أبي لقد جئت شيئا فريا أفعلى عمد تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم، إذ يقول:( وَوَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٠ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب وذكر مسلم بن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة وفي حديث الليث بن سعد عن عقيل عن ابن عروة عن عائشة في خبر طويل تذكر فيه أنّ فاطمة أرسلت إلى أبي بكر تسأل ميراثها من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله القصة قال: فهجرته ولم تكلمه حتى توفيت ولم يؤذن بها أبا بكر يصلّي عليها.

١١ ـ في بصائر الدرجات سلمة بن الخطاب عن عبد الله بن القاسم عن زرعة عن المفضل قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : إنّ داود ورث سليمان وانا ورثنا محمّدا.

١٢ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن سيف عن بعض أصحابنا عن أبي جعفر الثانيعليه‌السلام قال قلت له: انهم يقولون في حداثة سنك؟ فقال:إنّ الله تعالى أوحى إلى داود أنْ يستخلف سليمان وهو صبي يرعى الغنم، فأنكر ذلك عباد

٧٥

بنى إسرائيل وعلماؤهم فأوحى الله إلى داود: أنْ خذ عصى المتكلمين وعصى سليمان واجعلها في بيت، واختم عليهما بخواتيم القوم فاذا كان من الغد فمن كانت عصاه قد أورقت وأثمرت فهو الخليفة، فأخبرهم داودعليه‌السلام فقالوا: قد رضينا وسلمنا.

١٣ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن أبي زاهر أو غيره عن محمد بن حماد عن أخيه أحمد ابن حماد عن إبراهيم عن أبيه عن أبي الحسن الاولعليه‌السلام قال: قلت له: جعلت فداك أخبرنى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ورث النبيين كلهم؟ قال: نعم قلت: من لدن آدم حتى انتهى إلى نفسه؟ قال: ما بعث الله نبيا إلّا ومحمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله أعلم منه، قال: قلت: إنّ عيسى بن مريم كان يحيى الموتى بإذن الله، قال: صدقت وسليمان بن داود كان يفهم منطق الطير وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقدر على هذه المنازل.

١٤ ـ وباسناده إلى أبي بصير عن أبي الحسنعليه‌السلام قال: قال لي: يا أبا محمد إنّ الامام لا يخفي عليه كلام أحد من الناس ولا طير ولا بهيمة ولا شيء فيه الروح فمن لم يكن هذه الخصال فيه فليس هو بإمام، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٥ ـ وباسناده إلى الفتح بن يزيد الجرجاني عن أبي الحسنعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : انما قلنا لطيف للخلق اللطيف، أو لا ترى وفقك الله وثبتك إلى أثر صنعه في النبات اللطيف وغير اللطيف ومن الخلق اللطيف ومن الحيوان الصغار ومن البعوض والجرجس وما هو أصغر منها، مما لا تكاد تستبينه العيون، بل لا يكاد يستبان لصغره الذكر من الأنثى، والحديث المولود من القديم، فلما رأينا صغر ذلك في لطفه واهتدائه للسفاد(١) والهرب من الموت والجمع لما يصلحه، وما في لجج البحار وما في لحاء الأشجار(٢) والمفاوز والقفار، وإفهام بعضها عن بعض منطقها، وما يفهم به أولادها عنها إلى قوله: علمنا أنّ خالق هذا الخلق اللطيف.

١٦ ـ محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد عن محمد بن الحسين عن محمد بن علي

__________________

(١) السفاد: نزو الذكر على الأنثى.

(٢) اللحاء: قشر الشجر أو ما على العود من قشره.

٧٦

عن عاصم بن حميد عن محمد بن مسلم عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: كنت عنده يوما إذ وقع زوج ورشان على الحائط وهدلا هديلهما(١) فرد أبو جعفر عليهما كلامهما ساعة ثم نهضا فلما طارا على الحائط هدل الذكر على الأنثى ساعة ثم نهضا، فقلت: جعلت فداك ما هذا الطير؟ قال: يا ابن مسلم كل شيء خلقه الله من طير أو بهيمة أو شيء فيه روح فهو اسمع لنا وأطوع من ابن آدم، أنّ هذا الورشان ظن بامرأته فحلفت له ما فعلت فقالت: ترضى بمحمّد بن عليّ فرضيا بى، فأخبرته أنه لها ظالم فصدّقها.

١٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقال الصادقعليه‌السلام : اعطى سليمان بن داود مع علمه معرفة المنطق بكل لسان ومعرفة اللغات ومنطق الطير والبهائم والسباع وكان إذا شاهد الحروب تكلم بالفارسية، وإذا قعد لعماله وجنوده وأهل مملكته تكلم بالرومية، وإذا خلا بنسائه تكلم بالسريانية والنبطية، وإذا قام في محرابه لمناجاة ربه تكلم بالعربية، وإذا جلس للوفود والخصماء تكلم بالعبرانية.

١٨ ـ وفيه قال: اعطى داود وسليمانعليهما‌السلام ما لم يعط أحد من أنبياء الله من الآيات، علمهما منطق الطير. وألان لهما الحديد والصفر من غير نار وجعلت الجبال يسبحن مع داودعليه‌السلام .

١٩ ـ في مجمع البيان وروى الواحدي بالإسناد عن جعفر بن محمد عن أبيهعليهما‌السلام قال: اعطى سليمان بن داود ملك مشارق الأرض ومغاربها، فملك سبعمائة سنة وستة أشهر، ملك أهل الدنيا كلهم من الجن والانس والشياطين والدواب والطير والسباع، وأعطى علم كل شيء ومنطق كل شيء وفي زمانه صنعت الصنائع العجيبة التي سمع بها الناس، وذلك قوله:( عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ ) .

٢٠ ـ في الخرائج والجرائح قال بدر مولى الرضاعليه‌السلام : أنّ إسحق بن عمّار دخل على موسىعليه‌السلام فجلس عنده واستأذن عليه رجل من خراسان فكلّمه بكلام

__________________

(١) الهديل صوت الحمام وأضرابه.

٧٧

لم أسمع بمثله كأنه كلام الطير. قال إسحاق: فأجابه موسىعليه‌السلام : بمثله وبلغته إلى أنْ قضى وطره من مسائلته فخرج من عنده، فقلت: ما سمعت بمثل هذا الكلام فقال: هذا كلام قوم من أهل الصين وليس كل كلام أهل الصين مثله، ثم قال: أتعجب من كلامي بلغته؟ فقلت: هو موضع العجب! قالعليه‌السلام : أخبرك بما هو أعجب منه: إنّ الامام يعلم منطق الطير، ونطق كل ذي روح خلقها الله تعالى وما يخفي على الامام شيء.

٢١ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب تفسير الثعلبي قال الصادقعليه‌السلام : قال الحسين بن عليّ صلوات الله عليهما: إذا صاح النسر قال: ابن آدم! عش ما شئت آخره الموت، وإذا صاح الغراب قال: إنّ في البعد عن الناس أنسا، وإذا صاح القنبر قال: أللّهمّ العن مبغضي آل محمّد، وإذا صاح الخطاف قرء الحمد لله ربّ العالمين ويمدّ الضالين كما يمدها القارى.

٢٢ ـ وفيه في مناقب أبي جعفر الباقرعليه‌السلام وسمع عصافير تصحن، قال: تدري يا أبا حمزة ما يقلن؟ قلت: لا، قال: يسبحن ربيعزوجل ويسألن قوت يومهن.

٢٣ ـ محمد بن مسلم عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: سمعته يقول:( عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ ) .

٢٤ ـ في بصائر الدرجات يعقوب بن يزيد عن الحسن بن علي الوشا عمن رواه عن الميثمي عن منصور عن الثمالي قال: كنت مع علي بن الحسينعليهما‌السلام في داره وفيها شجرة فيها عصافير وهن يصحن فقال لي: أتدري ما يقلن هؤلاء؟ قلت: لا أدرى قال: يسبحن ربهن ويطلبن رزقهن.

٢٥ ـ محمد بن إسماعيل عن علي بن الحكم عن مالك بن عطية عن أبي حمزة الثمالي قال: كنت عند علي بن الحسينعليهما‌السلام فانتشرت العصافير وصوتت، فقال: يا أبا حمزة أتدري ما تقول؟ قلت: لا قال: تقدس ربها وتسأله قوت يومها، ثم قال: يا أبا حمزة( عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ )

٧٨

٢٦ ـ أحمد بن محمد بن خالد عن بعض رجاله عن أبي عبد اللهعليه‌السلام : وتلا رجل عنده هذه الآية( عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ ) فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : ليس فيها «من» انما هي «وأوتينا كل شيء»

٢٧ ـ محمد بن محمد عن أحمد بن يوسف عن داود الحداد عن فضيل بن يسار عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: كنت عنده إذ نظرت إلى زوج حمام فهدر الذكر(١) على الأنثى فقال لي: أتدري ما يقول؟ قلت: لا قال: يقول: يا سكنى وعرسي ما خلق الله أحب إلى منك إلّا أنْ يكون مولاي جعفر بن محمّد.

٢٨ ـ علي بن اسمعيل عن محمد بن عمرو الزيات عن أبيه عن الفيض بن المختار قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: أنّ سليمان بن داود قال:( عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ ) وقد والله علمنا منطق الطير وعلم كل شيء.

٢٩ ـ أحمد بن موسى عن محمد بن الحسين عن النضر بن شعيب عن عمر بن خليفة عن شيبة بن الفيض عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول:( يا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ ) .

٣٠ ـ أحمد بن موسى عن محمد بن أحمد المعروف بغزال عن محمد بن الحسين عن سليمان من ولد جعفر بن أبي طالب قال: كنت مع أبي الحسن الرضاعليه‌السلام في حائط له إذ جاء عصفور فوقع بين يديه وأخذ يصيح ويكثر الصياح ويضطرب، فقال لي: يا فلان تدري ما يقول هذا العصفور؟ قال: قلت: الله ورسوله وابن رسوله أعلم، قال: انها تقول أنّ حية تريد أنْ تأكل فراخي في البيت فخذ معك العصا وادخل البيت واقتل الحية، قال: فأخذت النبعة ـ وهي العصا ـ ودخلت إلى البيت وإذا حية تجول في البيت فقتلتها.

٣١ ـ أحمد بن محمد عن الحسن بن علي بن فضال عن ثعلبة عن سالم مولى أبان بياع الزطي قال: كنا في حائط لأبي عبد اللهعليه‌السلام معه ونفر معى، قال: فصاحت العصافير

__________________

(١) هدر الحمام: قرقر وكرر صوته في حنجرته.

٧٩

فقال: أتدري ما تقول هذه؟ فقلنا: جعلنا الله فداك لا ندري ما تقول، قال: تقول: أللّهمّ انا خلق من خلقك ولا بد لنا من رزقك فأطعمنا واسقنا.

٣٢ ـ أحمد بن محمد عن الحسين بن السعيد والبرقي عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن ابن مسكان عن عبد الله بن فرقد قال: خرجنا مع أبي عبد اللهعليه‌السلام متوجهين إلى مكة حتى إذا كنا بسرف(١) استقبله غراب ينعق في وجهه(٢) فقال: مت جوعا ما تعلم شيئا إلّا ونحن نعلمه إلّا انا أعلم بالله منك، فقلنا: هل كان في وجهه شيء؟ قال: نعم سقطت ناقة بعرفات.

٣٣ـ أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن ابن مسكان عن أبي أحمد عن شعيب بن الحسن قال: كنت عند أبي جعفرعليه‌السلام جالسا فسمع صوت فاختى، فقال: أتدرون ما تقول هذه؟ فقلنا: والله ما ندري، فقال: تقول: فقدتكم فافقدوها قبل أنْ تفقدكم.

٣٤ ـ محمد بن عبد الجبار عن الحسين بن الحسن اللؤلؤى عن أحمد بن الحسن الميثمي عن محمد بن الحسن بن زياد الميثمي عن مليح عن أبي حمزة قال: كنت عند عليّ بن الحسينعليه‌السلام وعصافير على الحائط يصحن، فقال: يا أبا حمزة أتدري ما يقلن؟ قال: يتحدّثن أنّهن في وقت يشكون قوتهن.

٣٥ ـ أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد والبرقي عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن عبد الله بن مسكان عن داود بن فرقد عن علي بن سنان قال: كنا عند أبي عبد اللهعليه‌السلام فسمع صوت فاختى في الدار فقال: أين هذه التي أسمع صوتها؟ قلنا: هي في الدار أهديت لبعضهم، فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : اما لنفقدنك قبل أن تفقدنا، قال: ثم أمر بها فأخرجت من الدار.

٣٦ ـ أحمد بن محمد عن بكر بن صالح عن محمد بن أبي حمزة عن عمر بن

__________________

(١) سرف ـ ككتف ـ: موضع على ستة أميال من مكة.

(٢) نعق الغراب: صاح.

٨٠

اصبهانى قال أهديت لإسماعيل بن أبي عبد الله صلصلا(١) فدخل أبو عبد اللهعليه‌السلام فلما رآها قال: ما هذا الطير الميشوم؟ فانه يقول: فقدتكم فافقدوه قبل أنْ يفقدكم.

٣٧ ـ وعنه عن الجاموراني عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن محمد بن يوسف التميمي عن محمد بن جعفر عن أبيه قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : استوصوا بالصنانيات خيرا يعنى الخطاف، فانه آنس طير الناس بالناس ثم قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أتدرون ما يقول الصنانية إذا هي ترنمت تقول:( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ) حتى تقرأ أم الكتاب، فاذا كان في آخر ترنمها قالت: ولا الضالين.

٣٨ ـ عبد الله بن محمد عن محمد بن إبراهيم بن شمر عن بشر عن علي بن أبي ـ حمزة قال: دخل رجل من موالي أبي الحسنعليه‌السلام فقال: جعلت فداك أحب أنْ تتغذى عندي، فقام أبو الحسن حتى مضى معه فدخل البيت وإذا في البيت سرير فقعد على السرير وتحت السرير زوج حمام، فهدر الذكر على الأنثى وذهب الرجل ليحمل الطعام فرجع وأبو الحسنعليه‌السلام يضحك فقال: أضحك الله سنك مما ضحكت؟ قال: إنّ هذا الحمام هدر على هذه الحمامة فقال: لها يا سكنى ويا عرسي والله ما على وجه الأرض أحب إليّ منك ما خلا هذا القاعد على السرير، قلت: جعلت فداك وتفهم الكلام الطير؟ قال: نعم( عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ ) .

٣٩ ـ عبد الله بن محمد عمن رواه عن محمد بن عبد الكريم عن عبد الله بن عبد ـ الرحمن عن أبان بن عثمان عن زرارة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : لابن عباس: إنّ الله علمنا منطق الطير كما علم سليمان بن داود ومنطق كل دابة في بر وبحر.

٤٠ ـ في جوامع الجامع( إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ ) وعن الصادقعليه‌السلام يعنى الملك والنبوة، ويروى انه خرج من بيت المقدس مع ستمائة الف كرسي عن يمينه وشماله وامر الطير فأظلتهم، وامر الريح فحملتهم حتى وردت بهم المدائن، ثم رجع

__________________

(١) الصلصل ـ بضم الاول والثالث ـ: طائر أو الفاختة.

٨١

فبات في إصطخر، فقال بعضهم لبعض: هل رأيتم ملكا قط أعظم من هذا أو سمعتم؟ قالوا: لا، فنادى ملك من السماء: لثواب تسبيحة واحدة في الله أعظم مما رأيتم.

٤١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقولهعزوجل :( وَحُشِرَ لِسُلَيْمانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ ) فانه قعد على كرسيه وحملته الريح فمرت به على وادي النمل وهو واد ينبت فيه الذهب والفضة وقد وكل به النمل، وهو قول الصادقعليه‌السلام : إنّ لله واديا ينبت الذهب والفضة وقد حماه الله بأضعف خلقه وهو النمل، لو رامته البخاتي(١) ما قدرت عليه.

٤٢ ـ وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قولهعزوجل :( فَهُمْ يُوزَعُونَ ) قال: يحبس أولهم على آخرهم.

٤٣ ـ في بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن شعيب العقرقوفي عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: كان سليمان عنده اسم الله الأكبر الذي إذا سئل به اعطى، وإذا دعا به أجاب، ولو كان اليوم احتاج إلينا.

٤٤ ـ في عيون الأخبار باسناده إلى داود بن سليمان الغازي قال: سمعت علي بن موسى الرضاعليه‌السلام يقول عن أبيه موسى بن جعفرعليهم‌السلام في قوله:( فَتَبَسَّمَ ضاحِكاً مِنْ قَوْلِها وَقالَ ) : لـمّا قالت النملة:( يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَجُنُودُهُ ) حملت الريح صوت النملة إلى سليمانعليه‌السلام وهو مار في الهواء فالريح قد حملته فوقف وقال: عليَّ بالنملة، فلما أتى بها قال سليمان: يا أيتها النملة اما علمت أنّي نبي الله وانى لا أظلم أحدا؟ قالت النملة: بلى قال سليمان: فلم تحذرينهم ظلمي وقلت:( يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ ) ؟ قالت النملة: خشيت أنْ ينظروا إلى زينتك فيقيسوا بها فيبعدون عن اللهعزوجل ، ثم قالت النملة: أنت أكبر أم أبوك داود؟ قال سليمان: بل أبي داود، قالت النملة: فلم يزيد في حروف اسمك حرف على حروف اسم أبيك داود؟ قال سليمان: ما لي بهذا علم، قالت النملة لان أباك داود داوى جرحه بود

__________________

(١) البخاتي جمع البخت: الإبل الخراسانية.

٨٢

فسمى داود، وأنت يا سليمان أرجو أنْ تلحق بأبيك، ثم قالت النملة: هل تدري لم سخرت لك الريح من بين ساير المملكة؟ قال سليمانعليه‌السلام : ما لي بهذا علم، قالت النملة: يعنىعزوجل بذلك لو سخرت لك جميع المملكة كما سخرت لك هذه الريح لكان زوالها من يديك كزوال الريح، فحينئذ تبسم ضاحكا من قولها.

٤٥ ـ في مجمع البيان وروى أنّ نمل سليمان هذا كان كأمثال الذئاب والكلاب.

٤٦ ـ في بصائر الدرجات محمد بن حماد عن أخيه أحمد بن حماد عن إبراهيم عن أبيه عن أبي الحسن الاولعليه‌السلام قال: قلت له: جعلت فداك أخبرنى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ورث النبيين كلهم؟ قال لي: نعم، قلت: من لدن آدم إلى أنْ انتهى إلى نفسه؟ قال: ما بعث الله نبيا إلّا ومحمد أعلم منه قال: قلت: إنّ عيسى بن مريم كان يحيى الموتى بإذن الله؟ قال: صدقت قلت: وسليمان بن داود كان يفهم منطق الطير هل كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقدر على هذه المنازل؟ قال: فقال: إنّ سليمان قال للهدهد حين تفقده وشك في أمره قال:( ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كانَ مِنَ الْغائِبِينَ ) فغضب عليه فقال:( لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطانٍ مُبِينٍ ) وانما غضب عليه لأنه كان يدله على الماء، فهذا وهو طير قد اعطى ما لم يعط سليمان، وقد كانت الريح والنمل والجن والانس والشياطين المردة له طائعين، ولم يكن يعرف ما تحت الهواء، وان في كتاب الله لآيات ما يراد بها أمر الآن إلى أنْ يأذن الله به مع ما قد يأذن الله مما كتبه للماضين، جعله الله لنا في أم الكتاب، إنّ الله يقول في كتابه:( ما مِنْ غائِبَةٍ فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ ) ثم قال:( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا ) فنحن الذين اصطفانا الله فورثنا هذا الذي فيه كل شيء.

٤٧ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن أبي زاهر أو غيره عن محمد بن حماد عن أخيه أحمد بن حماد عن إبراهيم عن أبيه عن أبي الحسن الاولعليه‌السلام قال: قلت له: جعلت فداك أخبرنى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ورث النبيين كلهم؟ قال: نعم قلت :

٨٣

من لدن آدم حتى انتهى إلى نفسه؟ قال: ما بعث الله نبيا إلّا ومحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله أعلم منه، قال: قلت: إنّ عيسى بن مريم كان يحيى الموتى بإذن الله؟ قال: صدقت وسليمان بن داود كان يفهم منطق الطير وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقدر على هذه المنازل؟ قال: فقال: إنّ سليمان بن داود قال للهدهد حين فقده وشك في أمره فقال:( ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كانَ مِنَ الْغائِبِينَ ) حين فقد وغضب عليه فقال:( لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطانٍ مُبِينٍ ) وانما غضب لأنه كان يدله على الماء فهذا وهو طائر قد اعطى ما لم يعط سليمان، وقد كانت الريح والنمل والجن والانس والشياطين المردة له طائعين، ولم يكن يعرف الماء تحت الهواء، وكان الطير يعرفه، وان الله يقول في كتابه:( وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى ) وقد ورثنا نحن هذا القرآن الذي فيه ما تسير به الجبال وتقطع به البلدان وتحيى به الموتى، ونحن نعرف الماء تحت الهواء وان في كتاب الله لآيات ما يراد بها أمر إلّا أنْ يأذن الله به مع ما قد يأذن الله مما كتبه الماضون جعله الله لنا في أم الكتاب، إنّ الله يقول:( وَما مِنْ غائِبَةٍ فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ ) ثم قال:( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا ) فنحن الذين اصطفانا اللهعزوجل وأورثنا هذا الكتاب فيه تبيان كل شيء.

٤٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قال الصادقعليه‌السلام قال آصف بن برخيا وزير سليمان لسليمانعليه‌السلام أخبرنى عنك يا سليمان صرت تحب الهدهد وهو أخس الطير منبتا وأنتنه ريحا؟ قال: انه يبصر الماء وراء الصفا الأصم، فقال: وكيف يبصر الماء من وراء الصفا وانما يوارى عنه الفخ بكف من تراب حتى يؤخذ بعنقه؟ فقال سليمان: قف باوقاف انه إذا جاء القدر حال دون البصر والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤٩ ـ وفيه كان سليمانعليه‌السلام إذا قعد على كرسيه جاءت جميع الطير التي سخرها اللهعزوجل لسليمانعليه‌السلام فنظل الكرسي والبساط بجميع من عليه عن الشمس، فغاب عنه الهدهد من بين الطير فوقع الشمس من موضعه في حجر سليمان؟ فرفع رأسه وقال: كما حكى اللهعزوجل .

٨٤

٥٠ ـ في مجمع البيان وروى العياشي بالإسناد قال: قال أبو حنيفة لأبي عبد اللهعليه‌السلام : كيف تفقد سليمان الهدهد من بين الطير؟ قال: لان الهدهد يرى الماء في بطن الأرض كما يرى أحدكم الدهن في القارورة، فنظر أبو حنيفة إلى أصحابه وضحك قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : ما يضحك؟ قال: ظفرت بك جعلت فداك قال: وكيف ذلك؟ قال: الذي يرى الماء في بطن الأرض لا يرى الفخ في التراب حتى يؤخذ بعنقه؟ قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : يا نعمان أما علمت انه إذا نزل القدر أغشى البصر.

٥١ ـ في عيون الأخبار باسناده إلى سليمان بن جعفر عن الرضاعليه‌السلام قال: حدّثني أبي عن جدي عن آبائه عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام قال: في جناح كل هدهد خلقه اللهعزوجل مكتوب بالسريانية آل محمد خير البرية.

٥٢ ـ في كتاب الخصال عن داود بن كثير الرقى قال: بينما نحن قعود عند أبي عبد اللهعليه‌السلام إذ مر رجل بيده خطاب مذبوح، فوثب إليه أبو عبد اللهعليه‌السلام حتى أخذه من يده، ثم دحى به الأرض ثم قال: أعالمكم أمركم بهذا أم فقيهكم؟ لقد أخبرنى أبي عن جديعليهما‌السلام قال: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله نهى عن قتل ستة: النملة والنحلة والضفدع والصرد والهدهد والخطاف إلى أنْ قالعليه‌السلام : واما الهدهد فانه كان دليل سليمانعليه‌السلام إلى ملك بلقيس.

٥٣ ـ في مجمع البيان وروى علقمة بن وعلت عن ابن عباس قال: سئل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عن سبأ فقال: هو رجل ولد له عشرة من العرب، تيامن منهم ستة وتشأم أربعة، فالذين تشأموا: اللخم والجذام وغسان وعاملة، والذين تيامنوا كندة والأشعرون والأزد ومذحج وحمير وأنمار، ومن الأنمار خثعم وبجيلة.

٥٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم ثم قال سليمانعليه‌السلام :( سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكاذِبِينَ ) إلى قوله تعالى: ماذا يرجعون فقال الهدهد انما في حصن منيع في عرش عظيم أي سرير، قال سليمانعليه‌السلام : ألق كتابي على قبتها فجاء الهدهد فألقى الكتاب في حجرها فارتاعت من ذلك وجمعت جنودها، وقالت الهم كما حكى اللهعزوجل :

٨٥

( يا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ ) أي مختوم.

٥٥ ـ في جوامع الجامع «كتاب كريم» وصفته بالكرم لأنه من عند ملك كريم أو مختوم لقولهعليه‌السلام كرم الكتاب ختمه.

٥٦ ـ في عيون الأخبار باسناده إلى الرضا عن آبائه عن عليٍّعليهم‌السلام أنّه قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: إنّ الله تبارك وتعالى قال لي: يا محمد( وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ) فأفرد على الامتنان بفاتحة الكتاب وجعلها بإزاء القرآن العظيم، وان فاتحة الكتاب أشرف ما في كنوز العرش، وان اللهعزوجل خص محمدا وشرفه بها ولم يشرك معه فيها أحدا من أنبيائه ما خلا سليمانعليه‌السلام فانه أعطاه منها( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) يحكى عن بلقيس حين قالت:( إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٥٧ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى أبي بصير عن أبي ـ عبد اللهعليه‌السلام أنّه قال عن القائمعليه‌السلام : ما يخرج إلّا في اولى قوة، وما يكون أولوا قوة إلّا عشرة آلاف.

٥٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم فقالت لهم:( إِنَّ الْمُلُوكَ إِذا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوها وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِها أَذِلَّةً ) فقال اللهعزوجل : وكذلك يفعلون.

٥٩ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسيرحمه‌الله عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل وفيه يقولعليه‌السلام : والناظرة في بعض اللغة هي المنتظرة ألم تسمع إلى قوله:( فَناظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ ) .

٦٠ ـ في كتاب الخصال عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: الهدية على ثلاثة أوجه: هدية مكافاة، وهدية مصانعة، وهدية للهعزوجل .

٦١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم متصل بما سبق قريبا من قوله: «وكذلك يفعلون» ثم قالت: إنْ كان نبيا من عند الله كما يدعى فلا طاقة لنا به فانّ اللهعزوجل لا يغلب، و

٨٦

لكن سأبعث إليه بهدية فان كان ملكا يميل إلى الدنيا قبلها وعلمت انه لا يقدر علينا، فبعثت حقة فيها جوهرة عظيمة وقالت للرسول: قل له يثقب هذه الجوهرة بلا حديد ولا نار، فأتاه الرسول بذلك فأمر سليمانعليه‌السلام ببعض جنوده من الديدان فأخذ خيطا في فمه ثم ثقبها وأخذ الخيط من الجانب الاخر، قال سليمانعليه‌السلام لرسولها: ما آتاني( اللهُ خَيْرٌ مِمَّا آتاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِها ) أي لا طاقة( لَهُمْ بِها وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْها أَذِلَّةً وَهُمْ صاغِرُونَ ) فرجع إليها الرسول فأخبروها بذلك، وتفوه سليمان فعلمت انه لا محيص لها فخرجت وارتحلت نحو سليمان.

٦٢ ـ في جوامع الجامع يروى انها أمرت عند خروجها إلى سليمان فجعل عرشها في آخر سبعة أبواب، ووكلت به حرسا يحفظونه، فأراد سليمان أنْ يريها بعض ما يخصه الله به من المعجزات الشاهدة لنبوته.

٦٣ ـ وعن الباقرعليه‌السلام قال عفريت من عفاريت الجن وروى أنّ آصف بن برخيا قال لسليمانعليه‌السلام : مد عينيك حتى ينتهى طرفك، فمد عينيه فنظر نحو اليمن، ودعا آصف فغار العرش في مكانه بمأرب ثم نبع عند مجلس سليمان بالشام بقدرة الله قبل أنْ يرد طرفه.

٦٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم متصل بآخر ما سبق عنه قريبا أعنى قوله: وارتحلت نحو سليمان فلما علم سليمان بإقبالها نحوه قال للجن والشياطين:( أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِها قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ قالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ قالَ ) سليمان: أريد أسرع من ذلك، فقال آصف بن برخيا:( أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ) فدعا اللهعزوجل باسمه الأعظم فخرج السرير من تحت كرسي سليمان.

٦٥ ـ حدّثني أبي عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: الذي عنده علم الكتاب هو أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وسئل عن الذي عنده علم من الكتاب أعلم أم

٨٧

الذي عنده علم الكتاب؟ فقال: ما كان علم الذي عنده علم من الكتاب عند الذي عنده علم الكتاب إلّا بقدر ما تأخذ البعوضة بجناحها من ماء البحر وقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: ألآ إنّ العلم الذي هبط به آدم من السماء إلى الأرض وجميع ما فضلت به النبيون إلى خاتم النبيين في عترة خاتم النبيين.

٦٦ ـ في روضة الواعظين للمفيدرحمه‌الله قال أبو سعيد الخدري: سألت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عن قول الله جلّ ثناؤه:( قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ ) قال: ذاك وصيّ أخى سليمان بن داود.

٦٧ ـ في بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن محمد بن الفضيل قال: أخبرنى ضريس الكناسي عن جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: إنّ اسم الله الأعظم على ثلاثة وسبعين حرفا، وانما كان عند آصف منها حرف واحد فتكلم به فخسف بالأرض ما بينه وبين سرير بلقيس، ثم تناول السرير بيده، ثم عادت الأرض كما كانت أسرع من طرفة عين، وعندنا نحن من الاسم اثنان وسبعون حرفا، وحرف عند الله استأثر به في علم الغيب عنده، ولا حول ولا قوة إلّا بالله العليّ العظيم.

٦٨ ـ محمد بن عيسى بن علي بن الحكم عن محمد بن الفضيل عن ضريس الوابشي عن جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام قال قلت له: جعلت فداك قول العالم:( أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ) فقال: يا جابر إنّ الله جعل اسمه الأعظم على ثلاثة وسبعين حرفا، فكان عند العالم منها حرف فاخسفت الأرض ما بينه وبين السرير التفت القطعتان وحول من هذه على هذه، وعندنا اسم الله الأعظم اثنان وسبعون حرفا وحرف في علم الغيب عنده المكنون.

٦٩ ـ أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن محمد بن الفضيل عن سعدان عن عمر الحلال عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ اسم الله الأعظم على ثلاثة وسبعين حرفا وانما كان عند آصف منها حرف فتكلم به فخسف بالأرض بينه وما بين سرير بلقيس، ثم تناول السرير بيده ثم عادت الأرض كما كانت أسرع من طرفة عين، وعندنا نحن من الاسم

٨٨

اثنان وسبعون حرفا وحرف عند الله استأثر به في علم الغيب عنده.

٧٠ ـ في عيون الأخبار باسناده إلى عمر بن واقد قال: إنّ هارون الرشيد لـمّا ضاق صدره مما كان يظهر له من فضل موسى بن جعفرعليه‌السلام وما كان يبلغه عنه من قول الشيعة بإمامته واختلافهم في السير إليه بالليل والنهار، خشيه على نفسه وملكه، ففكر في قتله بالسم إلى أنْ قال: ثم إنّ سيدنا موسىعليه‌السلام دعا بالمسيب وذلك قبل وفاته بثلاثة أيام وكان موكلا به، فقال له: يا مسيب! قال: لبيك يا مولاي، قال: إنّي ظاعن في هذه الليلة إلى المدينة مدينة جدي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لأعهد إلى إبني على ما عهده إليّ أبي وأجعله وصيي وخليفتي وآمره أمرى، قال المسيب: فقلت: يا مولاي كيف تأمرنى أنْ أفتح لك الأبواب وأقفالها والحرس معى على الأبواب؟ فقال: يا مسيب ضعف يقينك باللهعزوجل وفينا؟ قلت: لا يا سيدي قال: فمه؟ قلت: يا سيدي ادع أنْ يثبتني فقال: أللّهمّ ثبته، ثم قال: إنّي أدعو اللهعزوجل باسمه العظيم الذي دعا به آصف حتى جاء بسرير بلقيس ووضعه بين يدي سليمانعليه‌السلام قبل ارتداد طرفه إليه حتى يجمع بيني وبين إبني عليٍّ بالمدينة، قال المسيب: فسمعتهعليه‌السلام يدعو ففقدته عن مصلاه فلم أزل قائما على قدمي حتى رأيته قد عاد إلى مكانه وأعاد الحديد إلى رجله فخررت لله ساجدا لوجهي شكرا على ما أنعم به عليَّ من معرفته، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٧١ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن أبي زاهر عن الخشاب عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال:( قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ) قال: ففرج أبو عبد اللهعليه‌السلام بين أصابعه فوضعها في صدره، ثم قال: وعندنا والله علم الكتاب كله.

٧٢ ـ محمد بن يحيى وغيره عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن محمد بن الفضيل قال: أخبرنى شريس الوابشي عن جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: إنّ اسم الله الأعظم على ثلاثة وسبعين حرفا، وانما كان عند آصف منها حرف واحد فتكلم به فخسف

٨٩

بالأرض ما بينه وبين سرير بلقيس حتى تناول السرير بيده، ثم عادت الأرض كما كانت أسرع من طرفة عين، وعندنا نحن من الاسم الأعظم اثنان وسبعون حرفا وحرف عند الله تبارك وتعالى استأثر به في علم الغيب عنده، ولا حول ولا قوة إلّا بالله العليّ العظيم.

٧٣ ـ الحسين بن محمد الأشعري عن معلى بن محمد عن أحمد بن محمد بن عبد الله عن علي بن محمد النوفلي عن أبي الحسن صاحب العسكرعليه‌السلام قال: سمعته يقول: اسم الله الأعظم على ثلاثة وسبعين حرفا، كان عند آصف حرف فتكلم به فانخرقت له الأرض فيما بينه وبين سبأ، فتناول عرش بلقيس حتى صيره إلى سليمان، ثم انبسطت الأرض في أقل من طرفة عين وعندنا منه اثنان وسبعون حرفا، وحرف عند الله مستأثر به في علم الغيب.

٧٤ ـ أحمد بن محمد عن محمد بن الحسن عن عباد بن سليمان عن محمد بن سليمان عن أبيه عن سدير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: يا سدير ألم تقرأ القرآن؟ قلت: بلى قال: فهل وجدت فيما قرأت من كتاب اللهعزوجل ( قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ) قال: قلت: جعلت فداك قد قرأته قال: فهل عرفت الرجل وهل علمت ما كان عنده من علم الكتاب؟ قال: قلت: أخبرنى به، قال: قدر قطرة من الماء في البحر الأخضر، فما يكون ذلك من علم، قال: قلت: جعلت فداك ما أقل هذا!

٧٥ ـ علي بن إبراهيم وأحمد بن مهران جميعا عن محمد بن علي عن الحسن بن راشد عن يعقوب بن جعفر قال: كنت عند أبي إبراهيمعليه‌السلام وأتاه رجل من أهل نجران اليمن من الرهبان ومعه راهبة فاستأذن لهما الفضل بن سوار، فقال له: إذا كان غدا فائت بهما عند بئر أم خير قال: فوافينا من الغد فوجدنا القوم قد وافوا، فامر بخصفة بواري(١) ثم جلس وجلسوا فبدأت الراهبة بالمسائل فسألت عن مسائل كثيرة كل ذلك يجيبها وسألها أبو إبراهيمعليه‌السلام عن أشياء لم يكن عندها فيه شيء، ثم أسلمت ثم اقبل الراهب يسأله فكان يجيبه في كل ما يسأله، فقال الراهب: قد كنت قويا على ديني وما خلفت

__________________

(١) الخصف: البواري والجلة تعمل من خوص النخل.

٩٠

أحدا من النصارى في الأرض يبلغ مبلغي في العلم، ولقد سمعت برجل في الهند إذا شاء حج بيت المقدس في يوم وليلة ثم يرجع إلى منزله بأرض الهند، فسألت عنه بأي ارض هو؟ فقيل لي: أنه بسيدان(١) وسألت الذي أخبرنى فقال: هو علم الاسم الذي ظفر به آصف صاحب سليمان لـمّا أتى بعرش سبأ وهو الذي ذكره الله لكم في كتابكم، ولنا معشر الأديان في كتبنا. فقال له أبو إبراهيمعليه‌السلام : فكم لله من اسم لا يرد؟(٢) فقال الراهب الأسماء كثيرة فاما المختوم منها الذي لا يرد سائله فسبعة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٧٦ ـ في مجمع البيان( قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ) ذكر في ذلك وجوه إلى قوله: الخامس أنّ الأرض طويت له وهو المروي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

٧٧ ـ وروى العياشي في تفسيره بالإسناد قال التقى موسى بن محمد بن علي بن موسى ويحيى بن أكثم فسأله قال: فدخلت على أخى علي بن محمدعليهما‌السلام إذ دار بيني وبينه من المواعظ حتى انتهيت إلى طاعته، فقلت له: جعلت فداك إنّ ابن أكثم سألنى عن مسائل أفتيه فيها، فضحك ثم قال: هل أفتيه فيها؟ قلت: لا قال: ولم؟ قلت: لم أعرفها، قال هو ما هي؟ قلت قال أخبرنى عن سليمان أكان محتاجا إلى علم آصف بن برخيا؟ ثم ذكرت المسائل قال: اكتب يا أخى بسم الله الرحمن الرحيم سألت عن قول الله تعالى في كتابه:( قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ ) فهو آصف بن برخيا ولم يعجز سليمان عن معونة ما عرف آصف، لكنه صلوات الله عليه أحب أنْ يعرف من الجن والانس انه الحجة من بعده، وذلك من علم سليمان أودعه آصف بأمر الله ففهمه الله ذلك لئلا يختلف في إمامته ودلالته كما فهم سليمان في حيوة داود، ولتعرف إمامته ونبوته من بعده لتأكيد الحجة على الخلق.

٧٨ ـ في الخرائج والجرائح روى أنّ خارجيا اختصم مع آخر إلى عليٍّعليه‌السلام فحكم بينهما بحكم الله ورسوله، فقال الخارجي: لاعدلت في القضية! فقالعليه‌السلام : اخسأ يا

__________________

(١) كذا في النسخ، وفي المصدر «بسبذان» وفي الوافي «بسندان».

(٢) أي لا يرد سائله كما قاله المحدث الكاشاني (ره)

٩١

عدو الله فاستحال كلبا وطارت ثيابه في الهواء، فجعل يبصبص وقد دمعت عيناه، فرق لهعليه‌السلام فدعا الله فأعاده إلى حال الانسانية وتراجعت إليه ثيابه من الهواء، فقال: آصف وصى سليمان قص الله عنه بقوله:( قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ) أيهما أكبر على الله نبيكم أم سليمان؟ فقيل: ما حاجتك إلى قتال معاوية إلى الأنصار؟ قال: انما أدعو على هؤلاء بثبوت الحجة وكمال المحنة ولو أذن لي في الدعاء لما تأخر.

٧٩ ـ وباسناده إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ الله أوحى إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله علم النبيين بأسره وعلمه الله ما لم يعلمهم، وأسر ذلك إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام فيكون على أعلم أو بعض الأنبياء؟ وتلا( قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ ) ثم فرق بين أصابعه ووضعها على صدره وقال: وعندنا والله علم الكتاب.

٨٠ ـ في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: الوجه الثالث من الكفر كفر النعم وذلك قوله تعالى يحكى قول سليمان:( هذا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٨١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقول سليمانعليه‌السلام ( لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ ) لما آتاني من الملك( أَمْ أَكْفُرُ ) إذا رأيت من هو دون منى أفضل منى علما، فعزم الله له على الشكر.

٨٢ ـ في مهج الدعوات في دعاء العلوي المصري: الهى وأسئلك باسمك الذي دعاك به آصف بن برخيا على عرش ملكة سبأ فكان أقل من لحظ الطرف حتى كان مصورا بين يديه فلما رأته قيل أهكذا عرشك قالت كأنه هو.

٨٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وكان سليمانعليه‌السلام قد أمر أنْ يتخذ لها بيتا من قوارير ووضعه على الماء ثم قيل لها ادخلى الصرح وظنت انه ماء فرفعت ثوبها وأبدت ساقيها فاذا عليها شعر كثير، فقيل لها( إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوارِيرَ قالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ

٩٢

نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ) فتزوجها سليمان وهي بلقيس بنت الشرح الحميرية، وقال سليمانعليه‌السلام للشياطين: اتخذوا لها شيئا يذهب هذا الشعر عنها فعملوا لها الحمامات وطبخوا النورة، فالحمامات والنورة، فالحمامات والنورة اتخذته الشياطين لبلقيس، وكذا الارحية التي تدور على الماء.

٨٤ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن علي بن محمد القاساني عمن ذكره عن عبد الله بن القاسم عن أبي عبد الله عن أبيه عبد الله عن جدهعليهم‌السلام قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: كن لما لا ترجو أرجى منك لما ترجو إلى أنْ قالعليه‌السلام : وخرجت ملكة سبأ فأسلمت مع سليمانعليه‌السلام .

٨٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( وَلَقَدْ أَرْسَلْنا إلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً فَإِذا هُمْ فَرِيقانِ يَخْتَصِمُونَ ) يقول مصدق ومكذب قال الكافرون منهم:( أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صالِحاً مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ ) قال المؤمنون: انا بالذي أرسل به مؤمنون قال الكافرون منهم انا بالذي آمنتم به كافرون واما قولهعزوجل :( لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ ) فإنهم سألوه قبل أنْ تأتيهم الناقة أنْ يأتيهم بعذاب اليم، فأرادوا بذلك امتحانه فقال:( يا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ ) يقول: بالعذاب قبل الرحمة، واما قولهعزوجل :( اطَّيَّرْنا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ ) فإنهم أصابهم جوع شديد قالوا هذا من شؤمك وشؤم من معك أصابنا هذا القحط وهي الطيرة( قالَ طائِرُكُمْ عِنْدَ اللهِ ) يقول: خيركم وشركم من عند الله( بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ ) يقول: تبتلون بالاختبار.

٨٦ ـ في كتاب الخصال عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قام رجل إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام في الجامع بالكوفة فقال: يا أمير المؤمنين أخبرنى عن يوم الأربعاء والتطير منه وثقله وأيّ أربعاء هو؟ فقالعليه‌السلام : آخر أربعاء في الشهر وهو المحاق وفيه قتل قابيل هابيل أخاه، ويوم الأربعاء القى إبراهيمعليه‌السلام في النار. ويوم الأربعاء قال الله:( أَنَّا دَمَّرْناهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. وفي عيون الأخبار مثله.

٩٣

٨٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقولهعزوجل :( فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خاوِيَةً بِما ظَلَمُوا ) قال: لا تكون الخلافة في آل فلان ولا آل فلان ولا آل فلان ولا آل طلحة ولا الزبير.

٨٨ ـ في أصول الكافي الحسين بن محمد عن محمد بن أحمد النهدي عن عمرو ابن عثمان عن رجل عن أبي الحسنعليه‌السلام قال: حق على اللهعزوجل أنْ لا يعصى في دار إلّا أضحاها للشمس حتى تطهرها.

٨٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقال علي بن إبراهيمرحمه‌الله في قوله تعالى:( قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلى عِبادِهِ الَّذِينَ اصْطَفى آللهُ خَيْرٌ ) قال: هم آل محمد صلوات الله عليهم.

٩٠ ـ في جوامع الجامع وعنهمعليهم‌السلام إنّ الذين اصطفى: محمّد وآله عليه وعليهم‌السلام .

٩١ ـ في تهذيب الأحكام في الموثق عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: الرجل إذا قرأ «آلله خير أم ما يشركون» أنْ يقول: الله خيرا [الله خيرا] الله أكبر قلت: فان لم يقل الرجل شيئا من هذا إذا قرأ؟ قال: ليس عليه شيء، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٩٢ ـ في جوامع الجامع الصادقعليه‌السلام يقول إذا قرأها: الله خير ثلاث مرات.

٩٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ ) قال: عن الحق وقولهعزوجل ( أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ ) فانه حدّثني أبي عن الحسن بن علي بن فضال عن صالح بن عقبة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: نزلت في القائم من آل محمدعليهم‌السلام ، هو والله المضطر إذا صلى في المقام ركعتين ودعا إلى اللهعزوجل ، فأجابه ويكشف السوء ويجعله خليفة في الأرض.

٩٤ ـ حدّثني أبي عن ابن أبي عمير عن منصور بن يونس عن أبي خالد الكابلي قال: قال أبو جعفرعليه‌السلام والله لكأنى انظر إلى القائمعليه‌السلام وقد أسند ظهره إلى الحجر ثم ينشد الله حقه إلى أنْ قالعليه‌السلام : هو والله المضطر في كتاب الله في قوله:( أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ ) فيكون أول من يبايعه جبرئيل

٩٤

عليه‌السلام ثم الثلاثمأة والثلاثة عشر رجلا، فمن كان ابتلى بالمسير وافى ومن لم يبتل بالمسير فقد عن فراشه، وهو قول أمير المؤمنينعليه‌السلام : هم المفقودون عن فرشهم، وذلك قول الله:( فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً ) قال: الخيرات الولاية.

٩٥ ـ في أمالي شيخ الطائفةقدس‌سره باسناده إلى عمران بن الحصين قال: كنت انا وعمر بن الخطاب جالسين عند النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وعلى جالس إلى جنبه إذ قرء رسول الله:( أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ أَإِلهٌ مَعَ اللهِ قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ ) قال: فانتفض علىعليه‌السلام انتفاض العصفور فقال له النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما شأنك تجزع؟ فقال: وما لي لا أجزع والله يقول انه يجعلنا خلفاء الأرض؟ فقال له النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تجزع والله لا يحبك إلّا مؤمن ولا يبغضك إلّا منافق.

قال عزمن قائل:( قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللهُ )

٩٦ ـ في نهج البلاغة كلام يؤمي بهعليه‌السلام إلى وصف الأتراك: كأنى أراهم قوما كأن وجوههم المجان المطرقة(١) يلبسون السرق والديباج ويعتقبون الخيل العتاق(٢) ويكون هناك استحرار قتل حتى يمشى المجروح على المقتول ويكون المفلت أقل من المأسور(٣) فقال له بعض أصحابه: لقد أعطيت يا أمير المؤمنين علم الغيب؟

__________________

(١) المجان ـ بالفتح ـ جمع مجن بسكر الميم وهو الترس. والمطرقة بفتح الراء والتخفيف ـ التي تطبق وتخصف كطبقات النعل وريش طباق: إذا كان بعضه فوق بعض.

(٢) السرق، شقق الحرير. واحدتها سرقة. قال أبو عبيده في المحكي عنه. هي البيض منها وهو فارسي معرب أصله سره أي جيد كالاستبرق الغليظ من الديباج، ويعتقبون الخيل أي يجنبنونها لينتقلوا من غيرها إليها.

(٣) استحرار القتل: شدته. والفلت: الهارب قال الشارح المعتزلي: واعلم أنّ هذا الغيب الذي أخبر (ع) عنه قد رأيناه نحن عيانا ووقع في زماننا وكان الناس ينتظرونه من أول الإسلام حتى ساقه القضا والقدر إلى عصرنا وهم التتار الذين خرجوا من أقاصي المشرق ـ

٩٥

فضحك؟ وقال للرجل وكان كلبيا: يا أخا كلب ليس هو بعلم غيب، وانما هو تعلم من ذي علم، وانما علم الغيب علم الساعة وما عدده الله سبحانه بقوله:( إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ ) الآية فيعلم سبحانه ما في الأرحام من ذكر أو أنثى، وقبيح أو جميل، وسخي أو بخيل، وشقي أو سعيد. ومن يكون للنار حطبا، وفي الجنان للنبيين مرافقا، فهذا علم الغيب الذي لا يعلمه إلّا الله، وما سوى ذلك فعلم علمه الله نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله فعلمنيه، ودعا لي أنْ يعيه صدري وتضطم عليه جوارحي.

٩٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم:( بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ ) يقول: علموا ما كانوا جهلوا في الدنيا.

٩٨ ـ في كتاب الخصال وسئل الصادقعليه‌السلام عن قول الله تعالى:( أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ ) قال: معناه أو لم ينظروا في القرآن؟.

٩٩ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن أبي زاهر أو غيره عن محمد بن حماد عن أخيه أحمد بن حماد عن إبراهيم عن أبيه عن أبي الحسن الاولعليه‌السلام أنّه قال: وقد أورثنا نحن هذا القرآن الذي فيه ما تسير به الجبال وتقطع به البلدان ويحيى به الموتى، ونحن نعرف الماء تحت الهواء، وان في الكتاب لآيات ما يراد بها أمر إلّا أنْ يأذن الله به مع ما قد يأذن الله مما كتبه الماضون، جعله الله لنا في أم الكتاب، إنّ الله يقول:( وَما مِنْ غائِبَةٍ فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ ) ثم قال:( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا ) فنحن الذين اصطفانا اللهعزوجل ، وأورثنا هذا الكتاب فيه تبيان كل شيء، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٠٠ ـ في كتاب الغيبة الشيخ الطائفةقدس‌سره باسناده إلى علي بن مهزيار حديث طويل يذكر فيه دخوله على صاحب الأمرعليه‌السلام وسؤاله إياه، وفيه فقلت: يا سيدي

__________________

ـ حتى وردت خيلهم العراق والشام وفعلوا بملوك الخطا وقفجاق وببلاد ما وراء النهر وبخراسان وما والاها من بلاد العجم ما لم تحتو التواريخ منذ خلق الله تعالى آدم إلى عصرنا هذا على مثله ثم ذكر طرفا من أخبارهم وابتداء ظهورهم فراجع إنْ شئت شرح ابن أبي الحديد ج ٢: ٣٦٣ ط مصر.

٩٦

متى يكون هذا الأمر؟ فقال: إذا حيل بينكم وبين سبيل الكعبة واجتمع الشمس والقمر واستدان بهما الكواكب والنجوم، فقلت: متى يا ابن رسول الله؟ فقال لي: في سنة كذا وكذا تخرج دابة الأرض من بين الصفا والمروة، ومعه عصا موسى وخاتم سليمان يسوق الناس إلى المحشر.

١٠١ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى النزال بن سيارة عن أمير المؤمنين حديث طويل قال فيهعليه‌السلام بعد أنْ ذكر الدجال ومن يقتله واين يقتل: إلّا أنّ بعد ذلك الطامة الكبرى، قلنا: وما ذلك يا أمير المؤمنين قال:عليه‌السلام خروج دابة الأرض من عند الصفا معها خاتم سليمان وعصى موسىعليهما‌السلام ، تضع الخاتم على وجه كل مؤمن فينطبع فيه: هذا مؤمن حقا، وتضعه على وجه كل كافر فيكتب هذا كافر حقا، حتى أنّ المؤمن لينادي: الويل لك حقا يا كافر، وإنّ الكافر ينادى: طوبى لك يا مؤمن، وددت أنّي كنت مثلك فأفوز فوزا عظيما، ترفع الدابة رأسها من بين الخافقين بإذن الله جل جلاله وذلك بعد طلوع الشمس من مغربها، فعند ذلك ترفع التوبة فلا تقبل توبة ولا عمل يرفع( لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً ) ثم قالعليه‌السلام : لا تسألونى عما يكون بعد هذا فانه عهد إليَّ حبيبي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ألّا أخبر به غير عترتي.

١٠٢ ـ في كتاب علل الشرائع بإسناد إلى محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : انا قسيم الله بين الجنة والنار وانا الفاروق الأكبر، وانا صاحب العصا والميسم.

١٠٣ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى وأحمد بن محمد جميعا عن محمد بن الحسن عن علي بن حسان قال: حدّثني أبو عبد الله الرياحي عن أبي الصامت الحلواني عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : ولقد أعطيت الست علم المنايا والبلايا والوصايا وفصل الخطاب، وانى لصاحب الكرات ودولة الدول، وانى لصاحب العصا والميسم والدابة التي تكلم الناس.

٩٧

١٠٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم واما قوله:( وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً ) إلى قوله:( بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ ) فانه حدّثني أبي عن ابن أبي عمير عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: انتهى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام وهو قائم في المسجد قد جمع رملا ووضع رأسه عليه فحركه برجله ثم قال: قم يا دابة الأرض فقال رجل من أصحابه: يا رسول الله أيسمي بعضنا بعضا بهذا الاسم؟ فقال: لا والله ما هو إلّا له خاصة، وهو الدابة الذي ذكره الله في كتابه فقالعزوجل :( وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ ) ثم قال: يا عليُّ إذا كان آخر الزمان أخرجك الله في أحسن صورة ومعك ميسم تسم به أعدائك، فقال رجل لأبي عبد اللهعليه‌السلام : إنّ العامة يقولون: إنّ هذه الآية انما تكلمهم؟ فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : كلمهم الله في نار جهنم انما هو تكلمهم من الكلام.

١٠٥ ـ وفيه قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : قال رجل لعمار بن ياسر: يا أبا اليقظان إنّ آية في كتاب الله أفسدت قلبي وشككتني؟ قال: وأية آية هي؟ قال: قولهعزوجل :( وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ ) فأية دابة هذه؟ قال عمار: والله ما أجلس ولا آكل ولا أشرب حتى أريكها، فجاء عمار مع الرجل إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام وهو يأكل تمرا وزبدا، فقالعليه‌السلام : يا أبا اليقظان هلم، فأقبل عمار وجلس يأكل معه، فتعجب الرجل منه فلما قام قال الرجل: سبحان الله إنّك حلفت أنْ لا تأكل ولا تشرب ولا تجلس حتى تريني الدابة! قال: أريتكها إنْ كنت تعقل.

١٠٦ ـ في مجمع البيان بعد أنْ نقل هذا الحديث الأخير وروى العياشي هذه القصة بعينها عن أبي ذر أيضا، وروى محمد بن كعب القرطي قال سئل علىعليه‌السلام عن الدابة؟ فقال: أما والله ما لها ذنب وان لها اللحية.

١٠٧ ـ وعن حذيفة عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: دابة الأرض طولها ستون ذراعا لا يدركها طالب ولا يفوتها هارب. فتسم المؤمن بين عينيه ويكتب بين عينيه مؤمن، وتسم الكافر

٩٨

بين عينيه وتكتب بين عينيه كافر، ومعها عصا موسى وخاتم سليمان فتجلو وجه المؤمن بالعصا، وتحطم أنف الكافر بالخاتم حتى يقال: يا مؤمن ويا كافر.

١٠٨ ـ وروى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله انه يكون للدابة ثلاث خرجات من الدهر، فتخرج خروجا بأقصى المدينة فيفشو ذكرها في البادية، ولا يدخل ذكرها القرية يعنى مكة ثم تمكث زمانا طويلا ثم تخرج خرجة اخرى قريبا من مكة فيفشو ذكرها في البادية، ولا يدخل ذكرها القرية يعنى مكة، ثم سار النار في أعظم المساجد على اللهعزوجل حرمة وأكرمها على الله المسجد الحرام، لم ترعهم إلّا وهي في ناحية المسجد وتدنو كذا ما بين الركن الأسود إلى باب بنى مخزوم عن يمين الخارج في وسط من ذلك، فيرفض الناس عنها ويثبت لها عصابة عرفوا انهم لن يعجزوا الله فخرجت عليهم ينفض رأسها عن التراب، فمرت بهم فحلت عن وجوههم حتى تركتها كأنها الكواكب الدرية ثم ولت في الأرض لا يدركها طالب ولا يعجزها هارب حتى أنّ الرجل ليقوم فيتعوذ منها في الصلوة فتأتيه من خلفه فيقول: يا فلان الآن تصلى فيقبل عليها بوجهه فتسمه في وجهه فيتجاور الناس في ديارهم ويصطحبون في أسفارهم، ويشتركون في الأموال يعرف الكافر من المؤمن فيقال للمؤمن يا مؤمن وللكافر: يا كافر.

١٠٩ ـ في جوامع الجامع وروى: فتضرب المؤمن فيما بين عينيه بعصا موسى، فتنكت نكتة بيضاء فتفشو تلك النكتة في وجهه حتى يضيء لها وجهه، وتكتب بين أيديه: مؤمن، وتنكت الكافر بالخاتم فتفشو تلك النكتة حتى يسود لها وجهه وتكتب بين عينيه كافر.

١١٠ ـ وعن الباقرعليه‌السلام كلم الله من قرأ يكلمهم ولكن تكلمهم بالتشديد.

١١١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم متصل بقوله سابقا انما هو يكلمهم من الكلام والدليل على أنّ هذا في الرجعة قوله:( وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآياتِنا فَهُمْ يُوزَعُونَ حَتَّى إِذا جاؤُ قالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآياتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِها عِلْماً أَمَّا ذا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) قال: الآيات أمير المؤمنين والائمةعليهم‌السلام ، فقال الرجل لأبي

٩٩

عبد اللهعليه‌السلام : إنّ العامة تزعم أنّ قولهعزوجل :( يَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً ) عنى في يوم القيامة فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : فيحشر اللهعزوجل يوم القيامة من كل امة فوجا ويدع الباقين؟ لا ولكنه في الرجعة واما آية القيامة فهو:( وَحَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً ) .

١١٢ ـ حدّثني أبي عن ابن أبي عمير عن حماد عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ما يقول الناس في هذه الآية:( يَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً ) ؟ قلت: يقولون انها في القيامة قال: ليس كما يقولون انها في الرجعة، أيحشر الله في القيامة من كل فوجا ويدع الباقين؟ انما آية القيامة:( وَحَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً )

١١٣ ـ حدّثني أبي عن ابن أبي عمير عن المفضل عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قولهعزوجل :( وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً ) قال: ليس أحد من المؤمنين قتل إلّا ويرجع حتى يموت، ولا يرجع إلّا من محضَّ الايمان محضا ومن محضَّ الكفر محضا.

١١٤ ـ في مجمع البيان واستدل بهذه الآية على صحة الرجعة من ذهب إلى ذلك من الامامية، بان قال: إنّ دخول من في الكلام يوجب التبعيض فدل ذلك على أنّ اليوم المشار إليه في الآية يحشر فيه قوم دون قوم، وليس ذلك من صفة يوم القيامة الذي يقول فيه سبحانه:( وَحَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً ) وقد تظاهرت الاخبار عن أئمة الهدى من آل محمدعليهم‌السلام في أنّ الله تعالى سيعيد عند قيام المهدي قوما ممن تقدم موتهم من أوليائه وشيعته ليفوزوا بثواب نصرته ومعونته، ويبتهجون بظهور دولته، ويعيد أيضا قوما من أعدائه لينتقم فيهم وينالوا بعض ما يستحقونه من العقاب في القتل على أيدى شيعته أو الذل والخزي بما يشاهدون من علو كلمته، ولا يشك عاقل أنّ هذا مقدور لله تعالى غير مستحيل في نفسه، وقد فعل الله في الأمم الخالية، ونطق القرآن بذلك في عدة مواضع مثل قصة عزير وغيره على ما فسرناه في موضعه، وصح عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قوله: سيكون في أمتي كل ما كان في بنى إسرائيل حذوا لنعل بالنعل والقذة بالقذة حتى لو أنّ أحدهم دخل جحر ضب لدخلتموه، على أنّ جماعة من الامامية تأولوا ما ورد من

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652