تفسير نور الثقلين الجزء ٤

تفسير نور الثقلين0%

تفسير نور الثقلين مؤلف:
المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 652

تفسير نور الثقلين

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي
المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
تصنيف: الصفحات: 652
المشاهدات: 282345
تحميل: 5132


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 652 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 282345 / تحميل: 5132
الحجم الحجم الحجم
تفسير نور الثقلين

تفسير نور الثقلين الجزء 4

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

اصبهانى قال أهديت لإسماعيل بن أبي عبد الله صلصلا(١) فدخل أبو عبد اللهعليه‌السلام فلما رآها قال: ما هذا الطير الميشوم؟ فانه يقول: فقدتكم فافقدوه قبل أنْ يفقدكم.

٣٧ ـ وعنه عن الجاموراني عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن محمد بن يوسف التميمي عن محمد بن جعفر عن أبيه قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : استوصوا بالصنانيات خيرا يعنى الخطاف، فانه آنس طير الناس بالناس ثم قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أتدرون ما يقول الصنانية إذا هي ترنمت تقول:( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ) حتى تقرأ أم الكتاب، فاذا كان في آخر ترنمها قالت: ولا الضالين.

٣٨ ـ عبد الله بن محمد عن محمد بن إبراهيم بن شمر عن بشر عن علي بن أبي ـ حمزة قال: دخل رجل من موالي أبي الحسنعليه‌السلام فقال: جعلت فداك أحب أنْ تتغذى عندي، فقام أبو الحسن حتى مضى معه فدخل البيت وإذا في البيت سرير فقعد على السرير وتحت السرير زوج حمام، فهدر الذكر على الأنثى وذهب الرجل ليحمل الطعام فرجع وأبو الحسنعليه‌السلام يضحك فقال: أضحك الله سنك مما ضحكت؟ قال: إنّ هذا الحمام هدر على هذه الحمامة فقال: لها يا سكنى ويا عرسي والله ما على وجه الأرض أحب إليّ منك ما خلا هذا القاعد على السرير، قلت: جعلت فداك وتفهم الكلام الطير؟ قال: نعم( عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ ) .

٣٩ ـ عبد الله بن محمد عمن رواه عن محمد بن عبد الكريم عن عبد الله بن عبد ـ الرحمن عن أبان بن عثمان عن زرارة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : لابن عباس: إنّ الله علمنا منطق الطير كما علم سليمان بن داود ومنطق كل دابة في بر وبحر.

٤٠ ـ في جوامع الجامع( إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ ) وعن الصادقعليه‌السلام يعنى الملك والنبوة، ويروى انه خرج من بيت المقدس مع ستمائة الف كرسي عن يمينه وشماله وامر الطير فأظلتهم، وامر الريح فحملتهم حتى وردت بهم المدائن، ثم رجع

__________________

(١) الصلصل ـ بضم الاول والثالث ـ: طائر أو الفاختة.

٨١

فبات في إصطخر، فقال بعضهم لبعض: هل رأيتم ملكا قط أعظم من هذا أو سمعتم؟ قالوا: لا، فنادى ملك من السماء: لثواب تسبيحة واحدة في الله أعظم مما رأيتم.

٤١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقولهعزوجل :( وَحُشِرَ لِسُلَيْمانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ ) فانه قعد على كرسيه وحملته الريح فمرت به على وادي النمل وهو واد ينبت فيه الذهب والفضة وقد وكل به النمل، وهو قول الصادقعليه‌السلام : إنّ لله واديا ينبت الذهب والفضة وقد حماه الله بأضعف خلقه وهو النمل، لو رامته البخاتي(١) ما قدرت عليه.

٤٢ ـ وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قولهعزوجل :( فَهُمْ يُوزَعُونَ ) قال: يحبس أولهم على آخرهم.

٤٣ ـ في بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن شعيب العقرقوفي عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: كان سليمان عنده اسم الله الأكبر الذي إذا سئل به اعطى، وإذا دعا به أجاب، ولو كان اليوم احتاج إلينا.

٤٤ ـ في عيون الأخبار باسناده إلى داود بن سليمان الغازي قال: سمعت علي بن موسى الرضاعليه‌السلام يقول عن أبيه موسى بن جعفرعليهم‌السلام في قوله:( فَتَبَسَّمَ ضاحِكاً مِنْ قَوْلِها وَقالَ ) : لـمّا قالت النملة:( يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَجُنُودُهُ ) حملت الريح صوت النملة إلى سليمانعليه‌السلام وهو مار في الهواء فالريح قد حملته فوقف وقال: عليَّ بالنملة، فلما أتى بها قال سليمان: يا أيتها النملة اما علمت أنّي نبي الله وانى لا أظلم أحدا؟ قالت النملة: بلى قال سليمان: فلم تحذرينهم ظلمي وقلت:( يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ ) ؟ قالت النملة: خشيت أنْ ينظروا إلى زينتك فيقيسوا بها فيبعدون عن اللهعزوجل ، ثم قالت النملة: أنت أكبر أم أبوك داود؟ قال سليمان: بل أبي داود، قالت النملة: فلم يزيد في حروف اسمك حرف على حروف اسم أبيك داود؟ قال سليمان: ما لي بهذا علم، قالت النملة لان أباك داود داوى جرحه بود

__________________

(١) البخاتي جمع البخت: الإبل الخراسانية.

٨٢

فسمى داود، وأنت يا سليمان أرجو أنْ تلحق بأبيك، ثم قالت النملة: هل تدري لم سخرت لك الريح من بين ساير المملكة؟ قال سليمانعليه‌السلام : ما لي بهذا علم، قالت النملة: يعنىعزوجل بذلك لو سخرت لك جميع المملكة كما سخرت لك هذه الريح لكان زوالها من يديك كزوال الريح، فحينئذ تبسم ضاحكا من قولها.

٤٥ ـ في مجمع البيان وروى أنّ نمل سليمان هذا كان كأمثال الذئاب والكلاب.

٤٦ ـ في بصائر الدرجات محمد بن حماد عن أخيه أحمد بن حماد عن إبراهيم عن أبيه عن أبي الحسن الاولعليه‌السلام قال: قلت له: جعلت فداك أخبرنى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ورث النبيين كلهم؟ قال لي: نعم، قلت: من لدن آدم إلى أنْ انتهى إلى نفسه؟ قال: ما بعث الله نبيا إلّا ومحمد أعلم منه قال: قلت: إنّ عيسى بن مريم كان يحيى الموتى بإذن الله؟ قال: صدقت قلت: وسليمان بن داود كان يفهم منطق الطير هل كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقدر على هذه المنازل؟ قال: فقال: إنّ سليمان قال للهدهد حين تفقده وشك في أمره قال:( ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كانَ مِنَ الْغائِبِينَ ) فغضب عليه فقال:( لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطانٍ مُبِينٍ ) وانما غضب عليه لأنه كان يدله على الماء، فهذا وهو طير قد اعطى ما لم يعط سليمان، وقد كانت الريح والنمل والجن والانس والشياطين المردة له طائعين، ولم يكن يعرف ما تحت الهواء، وان في كتاب الله لآيات ما يراد بها أمر الآن إلى أنْ يأذن الله به مع ما قد يأذن الله مما كتبه للماضين، جعله الله لنا في أم الكتاب، إنّ الله يقول في كتابه:( ما مِنْ غائِبَةٍ فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ ) ثم قال:( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا ) فنحن الذين اصطفانا الله فورثنا هذا الذي فيه كل شيء.

٤٧ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن أبي زاهر أو غيره عن محمد بن حماد عن أخيه أحمد بن حماد عن إبراهيم عن أبيه عن أبي الحسن الاولعليه‌السلام قال: قلت له: جعلت فداك أخبرنى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ورث النبيين كلهم؟ قال: نعم قلت :

٨٣

من لدن آدم حتى انتهى إلى نفسه؟ قال: ما بعث الله نبيا إلّا ومحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله أعلم منه، قال: قلت: إنّ عيسى بن مريم كان يحيى الموتى بإذن الله؟ قال: صدقت وسليمان بن داود كان يفهم منطق الطير وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقدر على هذه المنازل؟ قال: فقال: إنّ سليمان بن داود قال للهدهد حين فقده وشك في أمره فقال:( ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كانَ مِنَ الْغائِبِينَ ) حين فقد وغضب عليه فقال:( لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطانٍ مُبِينٍ ) وانما غضب لأنه كان يدله على الماء فهذا وهو طائر قد اعطى ما لم يعط سليمان، وقد كانت الريح والنمل والجن والانس والشياطين المردة له طائعين، ولم يكن يعرف الماء تحت الهواء، وكان الطير يعرفه، وان الله يقول في كتابه:( وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى ) وقد ورثنا نحن هذا القرآن الذي فيه ما تسير به الجبال وتقطع به البلدان وتحيى به الموتى، ونحن نعرف الماء تحت الهواء وان في كتاب الله لآيات ما يراد بها أمر إلّا أنْ يأذن الله به مع ما قد يأذن الله مما كتبه الماضون جعله الله لنا في أم الكتاب، إنّ الله يقول:( وَما مِنْ غائِبَةٍ فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ ) ثم قال:( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا ) فنحن الذين اصطفانا اللهعزوجل وأورثنا هذا الكتاب فيه تبيان كل شيء.

٤٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قال الصادقعليه‌السلام قال آصف بن برخيا وزير سليمان لسليمانعليه‌السلام أخبرنى عنك يا سليمان صرت تحب الهدهد وهو أخس الطير منبتا وأنتنه ريحا؟ قال: انه يبصر الماء وراء الصفا الأصم، فقال: وكيف يبصر الماء من وراء الصفا وانما يوارى عنه الفخ بكف من تراب حتى يؤخذ بعنقه؟ فقال سليمان: قف باوقاف انه إذا جاء القدر حال دون البصر والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤٩ ـ وفيه كان سليمانعليه‌السلام إذا قعد على كرسيه جاءت جميع الطير التي سخرها اللهعزوجل لسليمانعليه‌السلام فنظل الكرسي والبساط بجميع من عليه عن الشمس، فغاب عنه الهدهد من بين الطير فوقع الشمس من موضعه في حجر سليمان؟ فرفع رأسه وقال: كما حكى اللهعزوجل .

٨٤

٥٠ ـ في مجمع البيان وروى العياشي بالإسناد قال: قال أبو حنيفة لأبي عبد اللهعليه‌السلام : كيف تفقد سليمان الهدهد من بين الطير؟ قال: لان الهدهد يرى الماء في بطن الأرض كما يرى أحدكم الدهن في القارورة، فنظر أبو حنيفة إلى أصحابه وضحك قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : ما يضحك؟ قال: ظفرت بك جعلت فداك قال: وكيف ذلك؟ قال: الذي يرى الماء في بطن الأرض لا يرى الفخ في التراب حتى يؤخذ بعنقه؟ قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : يا نعمان أما علمت انه إذا نزل القدر أغشى البصر.

٥١ ـ في عيون الأخبار باسناده إلى سليمان بن جعفر عن الرضاعليه‌السلام قال: حدّثني أبي عن جدي عن آبائه عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام قال: في جناح كل هدهد خلقه اللهعزوجل مكتوب بالسريانية آل محمد خير البرية.

٥٢ ـ في كتاب الخصال عن داود بن كثير الرقى قال: بينما نحن قعود عند أبي عبد اللهعليه‌السلام إذ مر رجل بيده خطاب مذبوح، فوثب إليه أبو عبد اللهعليه‌السلام حتى أخذه من يده، ثم دحى به الأرض ثم قال: أعالمكم أمركم بهذا أم فقيهكم؟ لقد أخبرنى أبي عن جديعليهما‌السلام قال: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله نهى عن قتل ستة: النملة والنحلة والضفدع والصرد والهدهد والخطاف إلى أنْ قالعليه‌السلام : واما الهدهد فانه كان دليل سليمانعليه‌السلام إلى ملك بلقيس.

٥٣ ـ في مجمع البيان وروى علقمة بن وعلت عن ابن عباس قال: سئل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عن سبأ فقال: هو رجل ولد له عشرة من العرب، تيامن منهم ستة وتشأم أربعة، فالذين تشأموا: اللخم والجذام وغسان وعاملة، والذين تيامنوا كندة والأشعرون والأزد ومذحج وحمير وأنمار، ومن الأنمار خثعم وبجيلة.

٥٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم ثم قال سليمانعليه‌السلام :( سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكاذِبِينَ ) إلى قوله تعالى: ماذا يرجعون فقال الهدهد انما في حصن منيع في عرش عظيم أي سرير، قال سليمانعليه‌السلام : ألق كتابي على قبتها فجاء الهدهد فألقى الكتاب في حجرها فارتاعت من ذلك وجمعت جنودها، وقالت الهم كما حكى اللهعزوجل :

٨٥

( يا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ ) أي مختوم.

٥٥ ـ في جوامع الجامع «كتاب كريم» وصفته بالكرم لأنه من عند ملك كريم أو مختوم لقولهعليه‌السلام كرم الكتاب ختمه.

٥٦ ـ في عيون الأخبار باسناده إلى الرضا عن آبائه عن عليٍّعليهم‌السلام أنّه قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: إنّ الله تبارك وتعالى قال لي: يا محمد( وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ) فأفرد على الامتنان بفاتحة الكتاب وجعلها بإزاء القرآن العظيم، وان فاتحة الكتاب أشرف ما في كنوز العرش، وان اللهعزوجل خص محمدا وشرفه بها ولم يشرك معه فيها أحدا من أنبيائه ما خلا سليمانعليه‌السلام فانه أعطاه منها( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) يحكى عن بلقيس حين قالت:( إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٥٧ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى أبي بصير عن أبي ـ عبد اللهعليه‌السلام أنّه قال عن القائمعليه‌السلام : ما يخرج إلّا في اولى قوة، وما يكون أولوا قوة إلّا عشرة آلاف.

٥٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم فقالت لهم:( إِنَّ الْمُلُوكَ إِذا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوها وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِها أَذِلَّةً ) فقال اللهعزوجل : وكذلك يفعلون.

٥٩ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسيرحمه‌الله عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل وفيه يقولعليه‌السلام : والناظرة في بعض اللغة هي المنتظرة ألم تسمع إلى قوله:( فَناظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ ) .

٦٠ ـ في كتاب الخصال عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: الهدية على ثلاثة أوجه: هدية مكافاة، وهدية مصانعة، وهدية للهعزوجل .

٦١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم متصل بما سبق قريبا من قوله: «وكذلك يفعلون» ثم قالت: إنْ كان نبيا من عند الله كما يدعى فلا طاقة لنا به فانّ اللهعزوجل لا يغلب، و

٨٦

لكن سأبعث إليه بهدية فان كان ملكا يميل إلى الدنيا قبلها وعلمت انه لا يقدر علينا، فبعثت حقة فيها جوهرة عظيمة وقالت للرسول: قل له يثقب هذه الجوهرة بلا حديد ولا نار، فأتاه الرسول بذلك فأمر سليمانعليه‌السلام ببعض جنوده من الديدان فأخذ خيطا في فمه ثم ثقبها وأخذ الخيط من الجانب الاخر، قال سليمانعليه‌السلام لرسولها: ما آتاني( اللهُ خَيْرٌ مِمَّا آتاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِها ) أي لا طاقة( لَهُمْ بِها وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْها أَذِلَّةً وَهُمْ صاغِرُونَ ) فرجع إليها الرسول فأخبروها بذلك، وتفوه سليمان فعلمت انه لا محيص لها فخرجت وارتحلت نحو سليمان.

٦٢ ـ في جوامع الجامع يروى انها أمرت عند خروجها إلى سليمان فجعل عرشها في آخر سبعة أبواب، ووكلت به حرسا يحفظونه، فأراد سليمان أنْ يريها بعض ما يخصه الله به من المعجزات الشاهدة لنبوته.

٦٣ ـ وعن الباقرعليه‌السلام قال عفريت من عفاريت الجن وروى أنّ آصف بن برخيا قال لسليمانعليه‌السلام : مد عينيك حتى ينتهى طرفك، فمد عينيه فنظر نحو اليمن، ودعا آصف فغار العرش في مكانه بمأرب ثم نبع عند مجلس سليمان بالشام بقدرة الله قبل أنْ يرد طرفه.

٦٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم متصل بآخر ما سبق عنه قريبا أعنى قوله: وارتحلت نحو سليمان فلما علم سليمان بإقبالها نحوه قال للجن والشياطين:( أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِها قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ قالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ قالَ ) سليمان: أريد أسرع من ذلك، فقال آصف بن برخيا:( أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ) فدعا اللهعزوجل باسمه الأعظم فخرج السرير من تحت كرسي سليمان.

٦٥ ـ حدّثني أبي عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: الذي عنده علم الكتاب هو أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وسئل عن الذي عنده علم من الكتاب أعلم أم

٨٧

الذي عنده علم الكتاب؟ فقال: ما كان علم الذي عنده علم من الكتاب عند الذي عنده علم الكتاب إلّا بقدر ما تأخذ البعوضة بجناحها من ماء البحر وقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: ألآ إنّ العلم الذي هبط به آدم من السماء إلى الأرض وجميع ما فضلت به النبيون إلى خاتم النبيين في عترة خاتم النبيين.

٦٦ ـ في روضة الواعظين للمفيدرحمه‌الله قال أبو سعيد الخدري: سألت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عن قول الله جلّ ثناؤه:( قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ ) قال: ذاك وصيّ أخى سليمان بن داود.

٦٧ ـ في بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن محمد بن الفضيل قال: أخبرنى ضريس الكناسي عن جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: إنّ اسم الله الأعظم على ثلاثة وسبعين حرفا، وانما كان عند آصف منها حرف واحد فتكلم به فخسف بالأرض ما بينه وبين سرير بلقيس، ثم تناول السرير بيده، ثم عادت الأرض كما كانت أسرع من طرفة عين، وعندنا نحن من الاسم اثنان وسبعون حرفا، وحرف عند الله استأثر به في علم الغيب عنده، ولا حول ولا قوة إلّا بالله العليّ العظيم.

٦٨ ـ محمد بن عيسى بن علي بن الحكم عن محمد بن الفضيل عن ضريس الوابشي عن جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام قال قلت له: جعلت فداك قول العالم:( أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ) فقال: يا جابر إنّ الله جعل اسمه الأعظم على ثلاثة وسبعين حرفا، فكان عند العالم منها حرف فاخسفت الأرض ما بينه وبين السرير التفت القطعتان وحول من هذه على هذه، وعندنا اسم الله الأعظم اثنان وسبعون حرفا وحرف في علم الغيب عنده المكنون.

٦٩ ـ أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن محمد بن الفضيل عن سعدان عن عمر الحلال عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ اسم الله الأعظم على ثلاثة وسبعين حرفا وانما كان عند آصف منها حرف فتكلم به فخسف بالأرض بينه وما بين سرير بلقيس، ثم تناول السرير بيده ثم عادت الأرض كما كانت أسرع من طرفة عين، وعندنا نحن من الاسم

٨٨

اثنان وسبعون حرفا وحرف عند الله استأثر به في علم الغيب عنده.

٧٠ ـ في عيون الأخبار باسناده إلى عمر بن واقد قال: إنّ هارون الرشيد لـمّا ضاق صدره مما كان يظهر له من فضل موسى بن جعفرعليه‌السلام وما كان يبلغه عنه من قول الشيعة بإمامته واختلافهم في السير إليه بالليل والنهار، خشيه على نفسه وملكه، ففكر في قتله بالسم إلى أنْ قال: ثم إنّ سيدنا موسىعليه‌السلام دعا بالمسيب وذلك قبل وفاته بثلاثة أيام وكان موكلا به، فقال له: يا مسيب! قال: لبيك يا مولاي، قال: إنّي ظاعن في هذه الليلة إلى المدينة مدينة جدي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لأعهد إلى إبني على ما عهده إليّ أبي وأجعله وصيي وخليفتي وآمره أمرى، قال المسيب: فقلت: يا مولاي كيف تأمرنى أنْ أفتح لك الأبواب وأقفالها والحرس معى على الأبواب؟ فقال: يا مسيب ضعف يقينك باللهعزوجل وفينا؟ قلت: لا يا سيدي قال: فمه؟ قلت: يا سيدي ادع أنْ يثبتني فقال: أللّهمّ ثبته، ثم قال: إنّي أدعو اللهعزوجل باسمه العظيم الذي دعا به آصف حتى جاء بسرير بلقيس ووضعه بين يدي سليمانعليه‌السلام قبل ارتداد طرفه إليه حتى يجمع بيني وبين إبني عليٍّ بالمدينة، قال المسيب: فسمعتهعليه‌السلام يدعو ففقدته عن مصلاه فلم أزل قائما على قدمي حتى رأيته قد عاد إلى مكانه وأعاد الحديد إلى رجله فخررت لله ساجدا لوجهي شكرا على ما أنعم به عليَّ من معرفته، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٧١ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن أبي زاهر عن الخشاب عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال:( قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ) قال: ففرج أبو عبد اللهعليه‌السلام بين أصابعه فوضعها في صدره، ثم قال: وعندنا والله علم الكتاب كله.

٧٢ ـ محمد بن يحيى وغيره عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن محمد بن الفضيل قال: أخبرنى شريس الوابشي عن جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: إنّ اسم الله الأعظم على ثلاثة وسبعين حرفا، وانما كان عند آصف منها حرف واحد فتكلم به فخسف

٨٩

بالأرض ما بينه وبين سرير بلقيس حتى تناول السرير بيده، ثم عادت الأرض كما كانت أسرع من طرفة عين، وعندنا نحن من الاسم الأعظم اثنان وسبعون حرفا وحرف عند الله تبارك وتعالى استأثر به في علم الغيب عنده، ولا حول ولا قوة إلّا بالله العليّ العظيم.

٧٣ ـ الحسين بن محمد الأشعري عن معلى بن محمد عن أحمد بن محمد بن عبد الله عن علي بن محمد النوفلي عن أبي الحسن صاحب العسكرعليه‌السلام قال: سمعته يقول: اسم الله الأعظم على ثلاثة وسبعين حرفا، كان عند آصف حرف فتكلم به فانخرقت له الأرض فيما بينه وبين سبأ، فتناول عرش بلقيس حتى صيره إلى سليمان، ثم انبسطت الأرض في أقل من طرفة عين وعندنا منه اثنان وسبعون حرفا، وحرف عند الله مستأثر به في علم الغيب.

٧٤ ـ أحمد بن محمد عن محمد بن الحسن عن عباد بن سليمان عن محمد بن سليمان عن أبيه عن سدير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: يا سدير ألم تقرأ القرآن؟ قلت: بلى قال: فهل وجدت فيما قرأت من كتاب اللهعزوجل ( قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ) قال: قلت: جعلت فداك قد قرأته قال: فهل عرفت الرجل وهل علمت ما كان عنده من علم الكتاب؟ قال: قلت: أخبرنى به، قال: قدر قطرة من الماء في البحر الأخضر، فما يكون ذلك من علم، قال: قلت: جعلت فداك ما أقل هذا!

٧٥ ـ علي بن إبراهيم وأحمد بن مهران جميعا عن محمد بن علي عن الحسن بن راشد عن يعقوب بن جعفر قال: كنت عند أبي إبراهيمعليه‌السلام وأتاه رجل من أهل نجران اليمن من الرهبان ومعه راهبة فاستأذن لهما الفضل بن سوار، فقال له: إذا كان غدا فائت بهما عند بئر أم خير قال: فوافينا من الغد فوجدنا القوم قد وافوا، فامر بخصفة بواري(١) ثم جلس وجلسوا فبدأت الراهبة بالمسائل فسألت عن مسائل كثيرة كل ذلك يجيبها وسألها أبو إبراهيمعليه‌السلام عن أشياء لم يكن عندها فيه شيء، ثم أسلمت ثم اقبل الراهب يسأله فكان يجيبه في كل ما يسأله، فقال الراهب: قد كنت قويا على ديني وما خلفت

__________________

(١) الخصف: البواري والجلة تعمل من خوص النخل.

٩٠

أحدا من النصارى في الأرض يبلغ مبلغي في العلم، ولقد سمعت برجل في الهند إذا شاء حج بيت المقدس في يوم وليلة ثم يرجع إلى منزله بأرض الهند، فسألت عنه بأي ارض هو؟ فقيل لي: أنه بسيدان(١) وسألت الذي أخبرنى فقال: هو علم الاسم الذي ظفر به آصف صاحب سليمان لـمّا أتى بعرش سبأ وهو الذي ذكره الله لكم في كتابكم، ولنا معشر الأديان في كتبنا. فقال له أبو إبراهيمعليه‌السلام : فكم لله من اسم لا يرد؟(٢) فقال الراهب الأسماء كثيرة فاما المختوم منها الذي لا يرد سائله فسبعة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٧٦ ـ في مجمع البيان( قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ) ذكر في ذلك وجوه إلى قوله: الخامس أنّ الأرض طويت له وهو المروي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

٧٧ ـ وروى العياشي في تفسيره بالإسناد قال التقى موسى بن محمد بن علي بن موسى ويحيى بن أكثم فسأله قال: فدخلت على أخى علي بن محمدعليهما‌السلام إذ دار بيني وبينه من المواعظ حتى انتهيت إلى طاعته، فقلت له: جعلت فداك إنّ ابن أكثم سألنى عن مسائل أفتيه فيها، فضحك ثم قال: هل أفتيه فيها؟ قلت: لا قال: ولم؟ قلت: لم أعرفها، قال هو ما هي؟ قلت قال أخبرنى عن سليمان أكان محتاجا إلى علم آصف بن برخيا؟ ثم ذكرت المسائل قال: اكتب يا أخى بسم الله الرحمن الرحيم سألت عن قول الله تعالى في كتابه:( قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ ) فهو آصف بن برخيا ولم يعجز سليمان عن معونة ما عرف آصف، لكنه صلوات الله عليه أحب أنْ يعرف من الجن والانس انه الحجة من بعده، وذلك من علم سليمان أودعه آصف بأمر الله ففهمه الله ذلك لئلا يختلف في إمامته ودلالته كما فهم سليمان في حيوة داود، ولتعرف إمامته ونبوته من بعده لتأكيد الحجة على الخلق.

٧٨ ـ في الخرائج والجرائح روى أنّ خارجيا اختصم مع آخر إلى عليٍّعليه‌السلام فحكم بينهما بحكم الله ورسوله، فقال الخارجي: لاعدلت في القضية! فقالعليه‌السلام : اخسأ يا

__________________

(١) كذا في النسخ، وفي المصدر «بسبذان» وفي الوافي «بسندان».

(٢) أي لا يرد سائله كما قاله المحدث الكاشاني (ره)

٩١

عدو الله فاستحال كلبا وطارت ثيابه في الهواء، فجعل يبصبص وقد دمعت عيناه، فرق لهعليه‌السلام فدعا الله فأعاده إلى حال الانسانية وتراجعت إليه ثيابه من الهواء، فقال: آصف وصى سليمان قص الله عنه بقوله:( قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ) أيهما أكبر على الله نبيكم أم سليمان؟ فقيل: ما حاجتك إلى قتال معاوية إلى الأنصار؟ قال: انما أدعو على هؤلاء بثبوت الحجة وكمال المحنة ولو أذن لي في الدعاء لما تأخر.

٧٩ ـ وباسناده إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ الله أوحى إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله علم النبيين بأسره وعلمه الله ما لم يعلمهم، وأسر ذلك إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام فيكون على أعلم أو بعض الأنبياء؟ وتلا( قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ ) ثم فرق بين أصابعه ووضعها على صدره وقال: وعندنا والله علم الكتاب.

٨٠ ـ في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: الوجه الثالث من الكفر كفر النعم وذلك قوله تعالى يحكى قول سليمان:( هذا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٨١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقول سليمانعليه‌السلام ( لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ ) لما آتاني من الملك( أَمْ أَكْفُرُ ) إذا رأيت من هو دون منى أفضل منى علما، فعزم الله له على الشكر.

٨٢ ـ في مهج الدعوات في دعاء العلوي المصري: الهى وأسئلك باسمك الذي دعاك به آصف بن برخيا على عرش ملكة سبأ فكان أقل من لحظ الطرف حتى كان مصورا بين يديه فلما رأته قيل أهكذا عرشك قالت كأنه هو.

٨٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وكان سليمانعليه‌السلام قد أمر أنْ يتخذ لها بيتا من قوارير ووضعه على الماء ثم قيل لها ادخلى الصرح وظنت انه ماء فرفعت ثوبها وأبدت ساقيها فاذا عليها شعر كثير، فقيل لها( إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوارِيرَ قالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ

٩٢

نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ) فتزوجها سليمان وهي بلقيس بنت الشرح الحميرية، وقال سليمانعليه‌السلام للشياطين: اتخذوا لها شيئا يذهب هذا الشعر عنها فعملوا لها الحمامات وطبخوا النورة، فالحمامات والنورة، فالحمامات والنورة اتخذته الشياطين لبلقيس، وكذا الارحية التي تدور على الماء.

٨٤ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن علي بن محمد القاساني عمن ذكره عن عبد الله بن القاسم عن أبي عبد الله عن أبيه عبد الله عن جدهعليهم‌السلام قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: كن لما لا ترجو أرجى منك لما ترجو إلى أنْ قالعليه‌السلام : وخرجت ملكة سبأ فأسلمت مع سليمانعليه‌السلام .

٨٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( وَلَقَدْ أَرْسَلْنا إلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً فَإِذا هُمْ فَرِيقانِ يَخْتَصِمُونَ ) يقول مصدق ومكذب قال الكافرون منهم:( أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صالِحاً مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ ) قال المؤمنون: انا بالذي أرسل به مؤمنون قال الكافرون منهم انا بالذي آمنتم به كافرون واما قولهعزوجل :( لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ ) فإنهم سألوه قبل أنْ تأتيهم الناقة أنْ يأتيهم بعذاب اليم، فأرادوا بذلك امتحانه فقال:( يا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ ) يقول: بالعذاب قبل الرحمة، واما قولهعزوجل :( اطَّيَّرْنا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ ) فإنهم أصابهم جوع شديد قالوا هذا من شؤمك وشؤم من معك أصابنا هذا القحط وهي الطيرة( قالَ طائِرُكُمْ عِنْدَ اللهِ ) يقول: خيركم وشركم من عند الله( بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ ) يقول: تبتلون بالاختبار.

٨٦ ـ في كتاب الخصال عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قام رجل إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام في الجامع بالكوفة فقال: يا أمير المؤمنين أخبرنى عن يوم الأربعاء والتطير منه وثقله وأيّ أربعاء هو؟ فقالعليه‌السلام : آخر أربعاء في الشهر وهو المحاق وفيه قتل قابيل هابيل أخاه، ويوم الأربعاء القى إبراهيمعليه‌السلام في النار. ويوم الأربعاء قال الله:( أَنَّا دَمَّرْناهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. وفي عيون الأخبار مثله.

٩٣

٨٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقولهعزوجل :( فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خاوِيَةً بِما ظَلَمُوا ) قال: لا تكون الخلافة في آل فلان ولا آل فلان ولا آل فلان ولا آل طلحة ولا الزبير.

٨٨ ـ في أصول الكافي الحسين بن محمد عن محمد بن أحمد النهدي عن عمرو ابن عثمان عن رجل عن أبي الحسنعليه‌السلام قال: حق على اللهعزوجل أنْ لا يعصى في دار إلّا أضحاها للشمس حتى تطهرها.

٨٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقال علي بن إبراهيمرحمه‌الله في قوله تعالى:( قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلى عِبادِهِ الَّذِينَ اصْطَفى آللهُ خَيْرٌ ) قال: هم آل محمد صلوات الله عليهم.

٩٠ ـ في جوامع الجامع وعنهمعليهم‌السلام إنّ الذين اصطفى: محمّد وآله عليه وعليهم‌السلام .

٩١ ـ في تهذيب الأحكام في الموثق عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: الرجل إذا قرأ «آلله خير أم ما يشركون» أنْ يقول: الله خيرا [الله خيرا] الله أكبر قلت: فان لم يقل الرجل شيئا من هذا إذا قرأ؟ قال: ليس عليه شيء، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٩٢ ـ في جوامع الجامع الصادقعليه‌السلام يقول إذا قرأها: الله خير ثلاث مرات.

٩٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ ) قال: عن الحق وقولهعزوجل ( أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ ) فانه حدّثني أبي عن الحسن بن علي بن فضال عن صالح بن عقبة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: نزلت في القائم من آل محمدعليهم‌السلام ، هو والله المضطر إذا صلى في المقام ركعتين ودعا إلى اللهعزوجل ، فأجابه ويكشف السوء ويجعله خليفة في الأرض.

٩٤ ـ حدّثني أبي عن ابن أبي عمير عن منصور بن يونس عن أبي خالد الكابلي قال: قال أبو جعفرعليه‌السلام والله لكأنى انظر إلى القائمعليه‌السلام وقد أسند ظهره إلى الحجر ثم ينشد الله حقه إلى أنْ قالعليه‌السلام : هو والله المضطر في كتاب الله في قوله:( أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ ) فيكون أول من يبايعه جبرئيل

٩٤

عليه‌السلام ثم الثلاثمأة والثلاثة عشر رجلا، فمن كان ابتلى بالمسير وافى ومن لم يبتل بالمسير فقد عن فراشه، وهو قول أمير المؤمنينعليه‌السلام : هم المفقودون عن فرشهم، وذلك قول الله:( فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً ) قال: الخيرات الولاية.

٩٥ ـ في أمالي شيخ الطائفةقدس‌سره باسناده إلى عمران بن الحصين قال: كنت انا وعمر بن الخطاب جالسين عند النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وعلى جالس إلى جنبه إذ قرء رسول الله:( أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ أَإِلهٌ مَعَ اللهِ قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ ) قال: فانتفض علىعليه‌السلام انتفاض العصفور فقال له النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما شأنك تجزع؟ فقال: وما لي لا أجزع والله يقول انه يجعلنا خلفاء الأرض؟ فقال له النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تجزع والله لا يحبك إلّا مؤمن ولا يبغضك إلّا منافق.

قال عزمن قائل:( قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللهُ )

٩٦ ـ في نهج البلاغة كلام يؤمي بهعليه‌السلام إلى وصف الأتراك: كأنى أراهم قوما كأن وجوههم المجان المطرقة(١) يلبسون السرق والديباج ويعتقبون الخيل العتاق(٢) ويكون هناك استحرار قتل حتى يمشى المجروح على المقتول ويكون المفلت أقل من المأسور(٣) فقال له بعض أصحابه: لقد أعطيت يا أمير المؤمنين علم الغيب؟

__________________

(١) المجان ـ بالفتح ـ جمع مجن بسكر الميم وهو الترس. والمطرقة بفتح الراء والتخفيف ـ التي تطبق وتخصف كطبقات النعل وريش طباق: إذا كان بعضه فوق بعض.

(٢) السرق، شقق الحرير. واحدتها سرقة. قال أبو عبيده في المحكي عنه. هي البيض منها وهو فارسي معرب أصله سره أي جيد كالاستبرق الغليظ من الديباج، ويعتقبون الخيل أي يجنبنونها لينتقلوا من غيرها إليها.

(٣) استحرار القتل: شدته. والفلت: الهارب قال الشارح المعتزلي: واعلم أنّ هذا الغيب الذي أخبر (ع) عنه قد رأيناه نحن عيانا ووقع في زماننا وكان الناس ينتظرونه من أول الإسلام حتى ساقه القضا والقدر إلى عصرنا وهم التتار الذين خرجوا من أقاصي المشرق ـ

٩٥

فضحك؟ وقال للرجل وكان كلبيا: يا أخا كلب ليس هو بعلم غيب، وانما هو تعلم من ذي علم، وانما علم الغيب علم الساعة وما عدده الله سبحانه بقوله:( إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ ) الآية فيعلم سبحانه ما في الأرحام من ذكر أو أنثى، وقبيح أو جميل، وسخي أو بخيل، وشقي أو سعيد. ومن يكون للنار حطبا، وفي الجنان للنبيين مرافقا، فهذا علم الغيب الذي لا يعلمه إلّا الله، وما سوى ذلك فعلم علمه الله نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله فعلمنيه، ودعا لي أنْ يعيه صدري وتضطم عليه جوارحي.

٩٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم:( بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ ) يقول: علموا ما كانوا جهلوا في الدنيا.

٩٨ ـ في كتاب الخصال وسئل الصادقعليه‌السلام عن قول الله تعالى:( أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ ) قال: معناه أو لم ينظروا في القرآن؟.

٩٩ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن أبي زاهر أو غيره عن محمد بن حماد عن أخيه أحمد بن حماد عن إبراهيم عن أبيه عن أبي الحسن الاولعليه‌السلام أنّه قال: وقد أورثنا نحن هذا القرآن الذي فيه ما تسير به الجبال وتقطع به البلدان ويحيى به الموتى، ونحن نعرف الماء تحت الهواء، وان في الكتاب لآيات ما يراد بها أمر إلّا أنْ يأذن الله به مع ما قد يأذن الله مما كتبه الماضون، جعله الله لنا في أم الكتاب، إنّ الله يقول:( وَما مِنْ غائِبَةٍ فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ ) ثم قال:( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا ) فنحن الذين اصطفانا اللهعزوجل ، وأورثنا هذا الكتاب فيه تبيان كل شيء، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٠٠ ـ في كتاب الغيبة الشيخ الطائفةقدس‌سره باسناده إلى علي بن مهزيار حديث طويل يذكر فيه دخوله على صاحب الأمرعليه‌السلام وسؤاله إياه، وفيه فقلت: يا سيدي

__________________

ـ حتى وردت خيلهم العراق والشام وفعلوا بملوك الخطا وقفجاق وببلاد ما وراء النهر وبخراسان وما والاها من بلاد العجم ما لم تحتو التواريخ منذ خلق الله تعالى آدم إلى عصرنا هذا على مثله ثم ذكر طرفا من أخبارهم وابتداء ظهورهم فراجع إنْ شئت شرح ابن أبي الحديد ج ٢: ٣٦٣ ط مصر.

٩٦

متى يكون هذا الأمر؟ فقال: إذا حيل بينكم وبين سبيل الكعبة واجتمع الشمس والقمر واستدان بهما الكواكب والنجوم، فقلت: متى يا ابن رسول الله؟ فقال لي: في سنة كذا وكذا تخرج دابة الأرض من بين الصفا والمروة، ومعه عصا موسى وخاتم سليمان يسوق الناس إلى المحشر.

١٠١ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى النزال بن سيارة عن أمير المؤمنين حديث طويل قال فيهعليه‌السلام بعد أنْ ذكر الدجال ومن يقتله واين يقتل: إلّا أنّ بعد ذلك الطامة الكبرى، قلنا: وما ذلك يا أمير المؤمنين قال:عليه‌السلام خروج دابة الأرض من عند الصفا معها خاتم سليمان وعصى موسىعليهما‌السلام ، تضع الخاتم على وجه كل مؤمن فينطبع فيه: هذا مؤمن حقا، وتضعه على وجه كل كافر فيكتب هذا كافر حقا، حتى أنّ المؤمن لينادي: الويل لك حقا يا كافر، وإنّ الكافر ينادى: طوبى لك يا مؤمن، وددت أنّي كنت مثلك فأفوز فوزا عظيما، ترفع الدابة رأسها من بين الخافقين بإذن الله جل جلاله وذلك بعد طلوع الشمس من مغربها، فعند ذلك ترفع التوبة فلا تقبل توبة ولا عمل يرفع( لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً ) ثم قالعليه‌السلام : لا تسألونى عما يكون بعد هذا فانه عهد إليَّ حبيبي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ألّا أخبر به غير عترتي.

١٠٢ ـ في كتاب علل الشرائع بإسناد إلى محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : انا قسيم الله بين الجنة والنار وانا الفاروق الأكبر، وانا صاحب العصا والميسم.

١٠٣ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى وأحمد بن محمد جميعا عن محمد بن الحسن عن علي بن حسان قال: حدّثني أبو عبد الله الرياحي عن أبي الصامت الحلواني عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : ولقد أعطيت الست علم المنايا والبلايا والوصايا وفصل الخطاب، وانى لصاحب الكرات ودولة الدول، وانى لصاحب العصا والميسم والدابة التي تكلم الناس.

٩٧

١٠٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم واما قوله:( وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً ) إلى قوله:( بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ ) فانه حدّثني أبي عن ابن أبي عمير عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: انتهى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام وهو قائم في المسجد قد جمع رملا ووضع رأسه عليه فحركه برجله ثم قال: قم يا دابة الأرض فقال رجل من أصحابه: يا رسول الله أيسمي بعضنا بعضا بهذا الاسم؟ فقال: لا والله ما هو إلّا له خاصة، وهو الدابة الذي ذكره الله في كتابه فقالعزوجل :( وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ ) ثم قال: يا عليُّ إذا كان آخر الزمان أخرجك الله في أحسن صورة ومعك ميسم تسم به أعدائك، فقال رجل لأبي عبد اللهعليه‌السلام : إنّ العامة يقولون: إنّ هذه الآية انما تكلمهم؟ فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : كلمهم الله في نار جهنم انما هو تكلمهم من الكلام.

١٠٥ ـ وفيه قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : قال رجل لعمار بن ياسر: يا أبا اليقظان إنّ آية في كتاب الله أفسدت قلبي وشككتني؟ قال: وأية آية هي؟ قال: قولهعزوجل :( وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ ) فأية دابة هذه؟ قال عمار: والله ما أجلس ولا آكل ولا أشرب حتى أريكها، فجاء عمار مع الرجل إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام وهو يأكل تمرا وزبدا، فقالعليه‌السلام : يا أبا اليقظان هلم، فأقبل عمار وجلس يأكل معه، فتعجب الرجل منه فلما قام قال الرجل: سبحان الله إنّك حلفت أنْ لا تأكل ولا تشرب ولا تجلس حتى تريني الدابة! قال: أريتكها إنْ كنت تعقل.

١٠٦ ـ في مجمع البيان بعد أنْ نقل هذا الحديث الأخير وروى العياشي هذه القصة بعينها عن أبي ذر أيضا، وروى محمد بن كعب القرطي قال سئل علىعليه‌السلام عن الدابة؟ فقال: أما والله ما لها ذنب وان لها اللحية.

١٠٧ ـ وعن حذيفة عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: دابة الأرض طولها ستون ذراعا لا يدركها طالب ولا يفوتها هارب. فتسم المؤمن بين عينيه ويكتب بين عينيه مؤمن، وتسم الكافر

٩٨

بين عينيه وتكتب بين عينيه كافر، ومعها عصا موسى وخاتم سليمان فتجلو وجه المؤمن بالعصا، وتحطم أنف الكافر بالخاتم حتى يقال: يا مؤمن ويا كافر.

١٠٨ ـ وروى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله انه يكون للدابة ثلاث خرجات من الدهر، فتخرج خروجا بأقصى المدينة فيفشو ذكرها في البادية، ولا يدخل ذكرها القرية يعنى مكة ثم تمكث زمانا طويلا ثم تخرج خرجة اخرى قريبا من مكة فيفشو ذكرها في البادية، ولا يدخل ذكرها القرية يعنى مكة، ثم سار النار في أعظم المساجد على اللهعزوجل حرمة وأكرمها على الله المسجد الحرام، لم ترعهم إلّا وهي في ناحية المسجد وتدنو كذا ما بين الركن الأسود إلى باب بنى مخزوم عن يمين الخارج في وسط من ذلك، فيرفض الناس عنها ويثبت لها عصابة عرفوا انهم لن يعجزوا الله فخرجت عليهم ينفض رأسها عن التراب، فمرت بهم فحلت عن وجوههم حتى تركتها كأنها الكواكب الدرية ثم ولت في الأرض لا يدركها طالب ولا يعجزها هارب حتى أنّ الرجل ليقوم فيتعوذ منها في الصلوة فتأتيه من خلفه فيقول: يا فلان الآن تصلى فيقبل عليها بوجهه فتسمه في وجهه فيتجاور الناس في ديارهم ويصطحبون في أسفارهم، ويشتركون في الأموال يعرف الكافر من المؤمن فيقال للمؤمن يا مؤمن وللكافر: يا كافر.

١٠٩ ـ في جوامع الجامع وروى: فتضرب المؤمن فيما بين عينيه بعصا موسى، فتنكت نكتة بيضاء فتفشو تلك النكتة في وجهه حتى يضيء لها وجهه، وتكتب بين أيديه: مؤمن، وتنكت الكافر بالخاتم فتفشو تلك النكتة حتى يسود لها وجهه وتكتب بين عينيه كافر.

١١٠ ـ وعن الباقرعليه‌السلام كلم الله من قرأ يكلمهم ولكن تكلمهم بالتشديد.

١١١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم متصل بقوله سابقا انما هو يكلمهم من الكلام والدليل على أنّ هذا في الرجعة قوله:( وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآياتِنا فَهُمْ يُوزَعُونَ حَتَّى إِذا جاؤُ قالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآياتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِها عِلْماً أَمَّا ذا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) قال: الآيات أمير المؤمنين والائمةعليهم‌السلام ، فقال الرجل لأبي

٩٩

عبد اللهعليه‌السلام : إنّ العامة تزعم أنّ قولهعزوجل :( يَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً ) عنى في يوم القيامة فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : فيحشر اللهعزوجل يوم القيامة من كل امة فوجا ويدع الباقين؟ لا ولكنه في الرجعة واما آية القيامة فهو:( وَحَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً ) .

١١٢ ـ حدّثني أبي عن ابن أبي عمير عن حماد عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ما يقول الناس في هذه الآية:( يَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً ) ؟ قلت: يقولون انها في القيامة قال: ليس كما يقولون انها في الرجعة، أيحشر الله في القيامة من كل فوجا ويدع الباقين؟ انما آية القيامة:( وَحَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً )

١١٣ ـ حدّثني أبي عن ابن أبي عمير عن المفضل عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قولهعزوجل :( وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً ) قال: ليس أحد من المؤمنين قتل إلّا ويرجع حتى يموت، ولا يرجع إلّا من محضَّ الايمان محضا ومن محضَّ الكفر محضا.

١١٤ ـ في مجمع البيان واستدل بهذه الآية على صحة الرجعة من ذهب إلى ذلك من الامامية، بان قال: إنّ دخول من في الكلام يوجب التبعيض فدل ذلك على أنّ اليوم المشار إليه في الآية يحشر فيه قوم دون قوم، وليس ذلك من صفة يوم القيامة الذي يقول فيه سبحانه:( وَحَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً ) وقد تظاهرت الاخبار عن أئمة الهدى من آل محمدعليهم‌السلام في أنّ الله تعالى سيعيد عند قيام المهدي قوما ممن تقدم موتهم من أوليائه وشيعته ليفوزوا بثواب نصرته ومعونته، ويبتهجون بظهور دولته، ويعيد أيضا قوما من أعدائه لينتقم فيهم وينالوا بعض ما يستحقونه من العقاب في القتل على أيدى شيعته أو الذل والخزي بما يشاهدون من علو كلمته، ولا يشك عاقل أنّ هذا مقدور لله تعالى غير مستحيل في نفسه، وقد فعل الله في الأمم الخالية، ونطق القرآن بذلك في عدة مواضع مثل قصة عزير وغيره على ما فسرناه في موضعه، وصح عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قوله: سيكون في أمتي كل ما كان في بنى إسرائيل حذوا لنعل بالنعل والقذة بالقذة حتى لو أنّ أحدهم دخل جحر ضب لدخلتموه، على أنّ جماعة من الامامية تأولوا ما ورد من

١٠٠