تفسير نور الثقلين الجزء ٥

تفسير نور الثقلين5%

تفسير نور الثقلين مؤلف:
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 749

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 749 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 357132 / تحميل: 4861
الحجم الحجم الحجم
تفسير نور الثقلين

تفسير نور الثقلين الجزء ٥

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

عنده ست ركعات بتسليم في كل ركعتين، لان في قبره عظام آدم وجسد نوح وأمير المؤمنينعليهم‌السلام ومن زار قبره فقد زار آدم ونوح وأمير المؤمنينعليهم‌السلام فتصلي لكل زيارة ركعتين.

٦٧ ـ في روضة الواعظين للمفيدرحمه‌الله قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : لا تنشق الأرض عن أحد يوم القيامة إلّا وملكان اخذان بضبعه(١) يقولان: أجب رب العزة.

٦٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم في قوله:( فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخافُ وَعِيدِ ) قال ذكريا محمد ما وعدناه من العذاب.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال من قرء سورة والذاريات في يومه أو في ليلته أصلح الله له معيشته، وأتاه برزق واسع ونور له في قبره، بسراج يزهر إلى يوم القيامة.

٢ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله من قرء سورة الذاريات أعطى من الأجر عشر حسنات، بعدد كل ريح هبت وجرت في الدنيا.

٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني أبي عن ابن أبي عمير عن جميل عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله: والذاريات ذروا فقال ابن الكوا سأل أمير المؤمنينعليه‌السلام عن «الذاريات ذروا»؟ قال الريح، وعن الحاملات وقرا فقال: هي السحاب وعن الجاريات يسرا فقال هي السفن وعن المقسمات امرا فقال الملائكة، وهو قسم كله وخبره( إِنَّما تُوعَدُونَ لَصادِقٌ وَإِنَّ الدِّينَ لَواقِعٌ ) يعنى المجازاة والمكافاة.

٤ ـ في مجمع البيان وقال أبو جعفر وأبو عبد اللهعليهما‌السلام لا يجوز لأحد أنْ يقسم إلّا بالله تعالى والله سبحانه يقسم بما شاء من خلقه.

٥ ـ فيمن لا يحضره الفقيه وقال الصادقعليه‌السلام : في قول اللهعزوجل : «فالمقسمات

__________________

(١) الضبع: العضد.

١٢١

أمرا» قال: الملائكة تقسم أرزاق بنى آدم ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، فمن ينام فيما بينهما نام عن رزقه.

٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثنا جعفر بن أحمد قال: حدّثنا عبد الكريم بن عبد الرحيم عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة قال سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول في قول الله:( إِنَّما تُوعَدُونَ لَصادِقٌ ) يعنى في عليٍّ و( إِنَّ الدِّينَ لَواقِعٌ ) يعنى عليا وعلى هو الدين، وقوله،( وَالسَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ ) قال: السماء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وعلى ذات الحبك.

٧ ـ حدّثني أبي عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام قال: قلت له: أخبرني عن قول الله:( وَالسَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ ) فقال: هي محبوكة إلى الأرض ـ وشبك بين أصابعه ـ فقلت: كيف تكون محبوكة إلى الأرض والله يقول: «رفع السماء( بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها ) ؟ فقال: سبحان الله أليس يقول:( بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها ) ؟ فقلت: بلى فقال: فثم عمد ولكن لا ترونها، قلت: كيف ذلك جعلني الله فداك؟ فبسط كيف اليسرى ثم وضع اليمنى عليها فقال: هذه أرض الدنيا والسماء الدنيا عليها فوقها قبة والأرض الثانية فوق السماء الدنيا والسماء الثانية فوقها قبة، والأرض الثالثة فوق السماء الثانية والسماء الثالثة فوقها قبة، والأرض الرابعة فوق السماء الثالثة والسماء الرابعة فوقها قبة، والأرض الخامسة فوق السماء الرابعة والسماء الخامسة فوقها قبة، والأرض السادسة فوق السماء الخامسة والسماء السادسة فوقها قبة، والأرض السابعة فوق السماء السادسة والسماء السابعة فوقها قبة، وعرش الرحمن تبارك وتعالى فوق السماء السابعة، وهو قول الله: «( الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ ) طباقا( وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ ) فأما صاحب الأمر فهو رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والوصي بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قائم هو على وجه الأرض، فانما ينزل الأمر إليه من فوق السماء بين السماوات والأرضين، قلت فما تحتنا إلّا ارض واحدة؟ فقال: ما تحتنا إلّا ارض واحدة وان الست لهي فوقنا.

٨ ـ في مجمع البيان( ذاتِ الْحُبُكِ ) ذات الطرائق الحسنة إلى قوله: وقيل ذات

١٢٢

الحسن والزينة، عن عليٍّعليه‌السلام .

٩ ـ في جوامع الجامع وعن عليٍّعليه‌السلام حسنها وزينها.

١٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ ) يعنى مختلف في عليٍّ اختلفت هذه الأمّة في ولايته، فمن استقام على ولاية عليٍّعليه‌السلام دخل الجنة، ومن خالف ولاية عليٍّ دخل النار، وقوله:( يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ ) فانه يعنى عليا، فمن أفك عن ولايته إفك عن الجنة.

١١ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن سيف عن أخيه عن أبيه عن أبي حمزة عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ ) في أمر الولاية( يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ ) قال: من أفك عن الولاية إفك عن الجنة.

١٢ ـ في الكافي علي بن محمد، عن سهل عن أحمد بن عبد العزيز قال: حدّثنا بعض أصحابنا قال: كان أبو الحسن الاوّلعليه‌السلام إذا رفع رأسه من آخر ركعة الوتر قال: هذا مقام مَن حسناته نعمه منك، وشكره ضعيف، وذنبه عظيم، وليس له إلّا دفعك ورحمتك، فانك قلت في كتابك المنزل على نبيك المرسلصلى‌الله‌عليه‌وآله ( كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ وَبِالْأَسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) طال هجوعي(١) وقل قيامي وهذا السحر وانا أستغفرك لذنبي استغفار من لا يجد لنفسه ضرا ولا نفعا، ولا موتا ولا حيوة ولا نشورا ثم يخر ساجدا صلوات الله عليه.

١٣ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبي أيوب الخزاز عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: إنّ العبد يوقظ ثلاث مرات من الليل ؛ فان لم يقم أتاه الشيطان فبال في أذنيه قال: وسألته عن قول اللهعزوجل :( كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ ) قال: كانوا أقل الليالي تفوتهم لا يقومون فيها.

١٤ ـ في مجمع البيان( كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ ) وقيل: معناه قل ليلة

__________________

(١) الهجوع: النوم.

١٢٣

تمر بهم إلّا صلوا فيها وهو المروي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

١٥ ـ( وَبِالْأَسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) وقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : كانوا يستغفرون في الوتر سبعين مرة في السحر.

١٦ ـ في تهذيب الأحكام محمد بن علي بن محبوب عن الحسن بن علي عن العباس بن عامر عن جابر عن أبي بصير عن أبي جعفرعليه‌السلام قال:( كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ ) قال: كان القوم ينامون ولكن كلّما انقلب أحدهم قال: الحمد لله ولا اله إلّا الله والله أكبر.

١٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم:( وَفِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ) قال: السائل الذي يسأل، والمحروم الذي قد منع كده.

١٨ ـ في تهذيب الأحكام محمد بن يعقوب عن علي بن محمد عن ابن فضال عن صفوان الجمال عن أبي عبد اللهعليه‌السلام وقولهعزوجل : «للسائل والمحروم» قال: المحروم المحارف الذي قد حرم كديده في الشراء والبيع.

١٩ ـ وفي رواية اخرى عن أبي جعفر وأبى عبد اللهعليهما‌السلام ، قال: المحروم الرجل ليس بعقله بأس ولا يبسط له في الرزق وهو محارف.

٢٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( وَفِي الْأَرْضِ آياتٌ لِلْمُوقِنِينَ ) قال: في كل شيء خلقه اللهعزوجل آية، قال الشاعر :

وفي كل شيء له آية

تدل على انه واحد

وقوله: وفي أنفسكم أفلا تبصرون قال: خلقك سميعا بصيرا تغضب مرة وترضى مرة، وتجوع مرة وتشبع مرة، وذلك كله من آيات الله.

٢١ ـ في مجمع البيان( وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ ) أي أفلا ترون أنها متصرفة من حال إلى حال إلى قوله: وقيل: يعنى انه خلقك سميعا بصيرا تغضب وترضى وتجوع وتشبع وذلك كله من آيات الله عن الصادقعليه‌السلام .

٢٢ ـ في أصول الكافي باسناده إلى أبي الحسن الرضاعليه‌السلام حديث طويل وفي آخره قال الرجل وكان زنديقا: فأخبرنى متى كان؟ قال أبو الحسنعليه‌السلام

١٢٤

انى لـمّا نظرت إلى جسدي ولم يمكنني فيه زيادة ولا نقصان في العرض والطول ودفع المكاره عنه وجر المنفعة اليه، علمت أنّ لهذا البنيان بانيا فأقررت به مع ما أرى من دوران الفلك بقدرته وإنشاء السحاب وتصريف الرياح ومجرى الشمس والقمر والنجوم وغير ذلك من الآيات العجيبات البينات، علمت أنّ لهذا مقدرا ومنشئا.

٢٣ ـ في كتاب الخصال عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سمعت أبي يحدّث عن أبيهعليه‌السلام أنّ رجلا قام إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام فقال: يا أمير المؤمنين بما عرفت ربك؟ قال: بفسخ العزم ونقض الهم، لـما أنْ هممت فحال بيني وبين همّي ؛ وعزمت فخالف القضاء عزمي علمت أنّ المدبر غيري.

٢٤ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى هشام بن سالم قال: سأل أبو عبد اللهعليه‌السلام فقيل له: بما عرفت ربك؟ قال: بفسخ العزم ونقض الهم، عزمت ففسخ عزمي ؛ وهممت فنقض همى.

٢٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ ) قال: المطر ينزل من السماء، فتخرج به أقوات العالم من الأرض، وما توعدون من أخبار الرجعة والقيامة، والاخبار التي في السماء.

وفيه عن الحسن بن عليعليهما‌السلام حديث طويل وفيه: ثم سئل ملك الروم من أرزاق الخلائق؟ فقال الحسنعليه‌السلام : أرزاق الخلايق في السماء الرابعة تنزل بقدر وتبسط بقدر.

٢٦ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: حدّثني أبي عن أبيه عن آبائهعليهم‌السلام قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : إذا فرغ أحدكم من الصلوة فليرفع يديه إلى السماء ولينصب في الدعاء، فقال ابن سبا: يا أمير المؤمنين أليس اللهعزوجل في كل مكان؟ قال: بلى، قال فلم يرفع يديه إلى السماء؟ فقال: أو ما تقرأ:( وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ ) فمن أين تطلب الرزق إلّا من موضع الرزق وما وعد اللهعزوجل السماء.

١٢٥

٢٧ ـ في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنينعليه‌السلام أصحابه من الاربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه: إذا فرغ أحدكم وقالعليه‌السلام نحو ما نقلناه عن علل الشرائع بحذف وتغيير غير مغير للمعنى. عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: غسل الإناء وكسح الفناء(١) مجلبة للرزق.

٢٨ ـ في صحيفة السجادية في دعائه إذا اقتر عليه الرزق(٢) : «واجعل ما صرحت به من عدتك في وحيك، واتبعته من قسمك في كتابك، قاطعا لاهتمامنا بالرزق الذي تكفلت به، وحسما «(٣) » للاشتغال بما ضمنت الكفاية له، فقلت وقولك الحق الاصدق، وأقسمت وقسمك الأبر الأوفى( وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ ) ثم قلت:( فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ ) .

٢٩ ـ في إرشاد المفيدرحمه‌الله حديث طويل عن عليٍّعليه‌السلام وفيه يقولعليه‌السلام : اطلبوا الرزق فانه مضمون لطالبه.

٣٠ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل له مع بعض الزنادقة، وفيه قال السائل: فما الفرق بين أنْ ترفعوا أيديكم إلى السماء وبين أنْ تخفضوها نحو الأرض؟ قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : وذلك في علمه واحاطته وقدرته سواء.

ولكنهعزوجل أمر أوليائه وعباده برفع أيديهم إلى السماء نحو العرش لأنه جعله معدن الرزق.

٣١ ـ وباسناده إلى أبان الأحمر عن الصادق جعفر بن محمدعليه‌السلام قال: والذي بعث جديصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالحق نبيا أنّ الله تبارك وتعالى ليرزق العبد على قدر المروة، وان المعونة لتنزل على قدر شدة البلاء.

٣١ ـ وباسناده إلى أبان الأحمر عن الصادق جعفر بن محمدعليه‌السلام والذي بحث جديصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالحق نبيا أنّ الله تبارك وتعالى ليرزق العبد على قدر المروة وأنّ المعونة لتنزل على قدر شدة البلاء.

٣٢ ـ وباسناده إلى أبي البختري قال: حدّثني جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن عليّ بن أبي طالبعليهم‌السلام على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انه قال: يا عليُّ إنّ اليقين أنْ لا ترضى

__________________

(١، ٣) كسح البيت: كنسه وأستعير لتنقية البئر والنهر وغيره.

(٢) اقتر الرجل: قل ماله وافتقر.

١٢٦

أحدا على سخط الله، ولا تحمدن أحدا على ما أتاك الله، ولا تذمن أحدا على ما لم يؤتك الله فان الرزق لا يجره حرص حريص ولا يصرفه كره كاره، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٣ ـ وباسناده إلى أبان الأحمر عن الصادق جعفر بن محمدعليه‌السلام أنه جاء إليه رجل فقال له: بأبي أنت وأمّي عظني موعظة، فقالعليه‌السلام : إنْ كان اللهعزوجل كفل بالرزق فاهتمامك لماذا؟ وان كان الرزق مقسوما فالحرص لماذا؟ والحديث طويل أيضا.

٣٤ ـ وباسناده إلى أبي حمزة عن علي بن الحسينعليه‌السلام قال: خرجت حتى انتهيت إلى هذا الحائط فانكببت عليه فاذا رجل عليه ثوبان أبيضان ينظر في وجهي، ثم قال لي: يا عليُّ بن الحسين ما لي أراك كئيبا حزينا؟ أعلى الدنيا حزنك فرزق الله حاضر للبر والفاجر؟ فقلت: ما على هذا أحزن وانه لكما تقول قال: يا عليّ بن الحسين هل رأيت أحدا سأل اللهعزوجل فلم يعطه؟ قلت: لا قال: نظرت فاذا ليس قدامي أحد، والحديث طويل أيضا.

٣٥ ـ وباسناده إلى إبراهيم بن أبي رجا أخي طربال قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول كف الأذى وقلة الصخب(١) يزيدان في الرزق.

٣٦ ـ وباسناده إلى علي بن الحسين قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: إنّ اللهعزوجل جعل أرزاق المؤمنين من حيث لا يحتسبون، وذلك أنّ العبد إذا لم يعرف وجه رزقه كثر دعائه.

٣٧ ـ وباسناده إلى داود بن سليمان الفراء عن علي بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه عن عليٍّعليهم‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله التوحيد نصف الدين، واستنزل الرزق بالصدقة.

٣٨ ـ في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن فضال عن داود بن أبي يزيد وهو فرقد عن أبي يزيد الحمار عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنَّ

__________________

(١) الصخب: اختلاط الأصوات والصياح الشديد.

١٢٧

الله تبارك وتعالى بعث أربعة أملاك في إهلاك قوم لوط: جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وكروبيل صلوات الله عليهم، فمروا بإبراهيم وهم مغتمون، فسلموا عليه فلم يعرفهم، وراى هيئة حسنة، فقال: لا يخدم هؤلاء أحد إلّا أنا بنفسي وكان صاحب أضياف، فشوى لهم عجلا سمينا حتى أنضجه(١) ثم قربه إليهم فلما وضعه بين أيديهم رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة فلما راى ذلك جبرئيل حسر العمامة عن وجهه(٢) وعن رأسه فعرفه إبراهيمعليه‌السلام فقال: أنت هو؟ فقال: نعم، ومرت امرأته سارة فبشرها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب، وقالت ما قال اللهعزوجل ، فأجابوها بما في الكتاب العزيز، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٩ ـ في مجمع البيان:( فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ ) وقيل في جماعة عن الصادقعليه‌السلام .

٤٠ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن اسمعيل عن حنان عن سالم الحناط قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن قول الله:( فَأَخْرَجْنا مَنْ كانَ فِيها مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَما وَجَدْنا فِيها غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ) فقال أبو جعفر (عليه السلام): آل محمد لم يبق فيها غيرهم.

٤١ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى أبي بصير عن أبي جعفرعليه‌السلام حديث طويل وفيه قال أبو بصير: فقلت له: جعلت فداك فهل كان أهل قرية لوط كلهم هكذا يعملون؟ فقال: نعم إلّا أهل بيت منهم مسلمين اما تسمع لقوله تعالى:( فَأَخْرَجْنا مَنْ كانَ فِيها مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَما وَجَدْنا فِيها غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ) .

٤٢ ـ وباسناده إلى أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفرعليه‌السلام أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله سئل جبرئيل كيف كان مهلك قوم لوط؟ فقال: إنّ قوم لوط كانوا أهل قرية لا يتنظفون من الغايط ولا يتطهرون من الجنابة، بخلاء أشحاء على الطعام، وان لوطا لبث فيهم ثلاثين سنة، وإنّما كان نازلا عليهم ولم يكن منهم ولا عشيرة له فيهم ولا قوم، وأنه دعاهم إلى اللهعزوجل والى الايمان به واتباعه، ونهاهم عن

__________________

(١) نضج اللحم بالطبخ: أدرك وطاب اكله.

(٢) حسر عن الشيء: كشفه.

١٢٨

الفواحش، وحثهم على طاعة الله فلم يجيبوه ولم يطيعوه، وان اللهعزوجل لـمّا أراد عذابهم بعث إليهم رسلا منذرين عذرا نذرا فلما عتوا عن امره، بعث إليهم ملائكة ليخرجوا من كان في قريتهم من المؤمنين، فما وجدوا فيها غير بيت من المسلمين فاخرجوهم منها إلى قولهعليه‌السلام : وانى نوديت من تلقاء العرش لـمّا طلع الفجر: يا جبرئيل حق القول من الله، تحتم عذاب قوم لوط فاهبط إلى قرية قوم لوط وما حوت فأقبلها من تحت سبع أرضين، ثم أعرج بها إلى السماء فأوقفها حتى يأتيك أمر الجبار في قلبها. ودع منها آية بينة من منزل لوط عبرة للسيارة، فهبطت على أهل القرية الظالمين فضربت بجناحي الأيمن على ما حوى عليه شرقها، وضربت بجناحي الأيسر على غربها فاقتلعتها يا محمد من تحت سبع أرضين إلّا منزل لوط آية للسيارة، ثم عرجت بها في خوافي جناحي(١) حتى وقفتها حيث يسمع أهل السماء زقاء ديوكها ونباح كلابها(٢) فلما طلعت الشمس نوديت من تلقاء العرش: يا جبرئيل أقلب القرية على القوم، فقلبتها عليهم حتى سار أسفلها أعلاها، الحديث.

قال عز من قائل:( وَفِي عادٍ إِذْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ ) .

٤٣ ـ فيمن لا يحضره الفقيه وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما خرجت ريح قط إلّا بمكيال إلّا زمن عاد، فانها عتت على خزانها فخرجت في مثل خرق الإبرة فأهلكت قوم عاد.

٤٤ ـ وروى علي بن رئاب عن أبي بصير عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: إنّ للهعزوجل جنودا من الريح يعذب بها من عصاه، إلى قوله: وقال اللهعزوجل : «الريح العقيم» فأما الريح الأربع فانها أسماء الملائكة الشمال والجنوب والصبا والدبور، وعلى كل ريح منهن ملك موكل بها.

٤٥ ـ وقال علىعليه‌السلام الرياح خمسة منها الريح العقيم فتعوذوا بالله من شرها.

__________________

(١) الخوافي: ريشات من الجناح إذا ضم الطائر جناحيه خفيت.

(٢) الزقاء: الصياح. والنباح: صوت الكلب.

١٢٩

٤٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني أبي عن ابن أبي عمير عن عبد الله بن سنان عن معروف بن خربوذ عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: الريح العقيم تخرج من تحت الأرضين السبع، وما خرج منها شيء قط إلّا على قوم عاد حين غضب الله عليهم فأمر الخزان أنْ يخرجوا منها بقدر مثل سعة الخاتم، فغضب على الخزنة فخرج منها مثل مقدار منخر الثور تغيظا منها على قوم عاد، فضج الخزنة إلى الله من ذلك وقالوا يا ربنا انها عتت علينا ونحن نخاف أنْ تهلك من لم يعصك من خلقك وعمار بلادك، فبعث الله جبرئيل فردها بجناحه وقال لها: أخرجى على ما أمرت به، فأهلكت قوم عاد ومن كان بحضرتهم.

في روضة الكافي عنه عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن عبد الله بن سنان عن معروف بن خربوذ عن أبي جعفرعليه‌السلام حديث طويل فيه مثل ما نقلنا عن تفسير علي بن إبراهيم من غير تغيير مغير للمعنى المراد.

٤٧ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى علي بن سالم عن أبيه قال: قال الصادق جعفر بن محمّدعليه‌السلام لـمّا حضرت نوحاعليه‌السلام الوفاة دعا الشيعة فقال لهم: اعلموا أنه سيكون من بعدي غيبة تظهر فيها الطواغيت، وان اللهعزوجل يفرج عنكم بالقائم من ولدي اسمه هود، له سمت وسكينة ووقار. يشبهني في خلقي وخلقي، وسيهلك الله أعدائكم عند ظهوره بالريح، فلم يزالوا يرقبون هوداعليه‌السلام وينتظرون ظهوره حتى طال عليهم الأمد وقست قلوب أكثرهم ؛ فأظهر الله تعالى ذكره نبيه هوداعليه‌السلام عند اليأس منهم، وتناهي البلاء بهم، وأهلك الأعداء بالريح العقيم التي وصفها الله تعالى ذكره، فقال:( ما تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ ) ثم وقعت الغيبة بعد ذلك إلى أنْ ظهر صالحعليه‌السلام .

٤٨ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى محمد بن مسلم قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام فقلت: قول اللهعزوجل :( يا إِبْلِيسُ ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ) فقال اليد في كلام العرب القوة والنعمة. قال الله:( وَاذْكُرْ عَبْدَنا داوُدَ ذَا الْأَيْدِ ) وقال:( وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ ) أي بقوة، وقال:( وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ) أي بقوة ويقال :

١٣٠

لفلان عندي يد بيضاء أي نعمة.

٤٩ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى أبي الحسن الرضاعليه‌السلام خطبة طويلة وفيها: بتشعيره المشاعر عرف أنْ لا مشعر له، وبتجهيره الجواهر عرف أنْ لا جوهر له، وبمضادته بين الأشياء عرف أنْ لا ضد له وبمقارنته بين الأشياء عرف أنْ لا قرين له ؛ ضاد النور بالظلمة، واليبس بالبلل، والخشن باللين، والصرد بالحرور(١) مؤلفا بين متعادياتها مفرقا بين متدانياتها، دالة بتفريقها على مفرقها، وبتأليفها على مؤلفها، وذلك قوله:( وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) ففرق بين قبل وبعد ليعلم أنْ لا قبل له ولا بعد له، شاهدة بغرائزها أنْ لا غريزة لمغرزها، مخبرة بتوقيتها أنْ لا وقت لموقتها، حجب بعضها عن بعض ليعلم أنْ لا حجاب بينه وبين خلقه.

٥٠ ـ فيمن لا يحضره الفقيه وروى عن زيد بن عليّ بن الحسينعليه‌السلام أنّه قال: سئلت أبي سيد العابدينعليه‌السلام فقلت له: يا أبت أليس الله جل ذكره لا يوصف بمكان؟ فقال: بلى تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، فقلت: ما معنى قول موسىعليه‌السلام لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ارجع إلى ربك؟ قال: معناه معنى قول إبراهيم:( إِنِّي ذاهِبٌ إلى رَبِّي سَيَهْدِينِ ) ومعنى قول موسىعليه‌السلام :( وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضى ) ومعنى قولهعزوجل :( فَفِرُّوا إلى اللهِ ) يعنى حجّوا إلى بيت الله يا بني إنّ الكعبة بيت الله: فمن حجّ بيت الله فقد قصد إلى الله، والمساجد بيوت الله فمن سعى إليها فقد سعى إلى اللهعزوجل وقصد اليه، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٥١ ـ في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى أبي الجارود زياد بن المنذر عن أبي جعفر محمد بن علي الباقرعليه‌السلام في قول الله تبارك وتعالى:( فَفِرُّوا إلى اللهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ ) قال حجوا إلى الله.

٥٢ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام قال:( فَفِرُّوا إلى اللهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ ) قال: حجوا إلى اللهعزوجل .

__________________

(١) الصرد: البرد، فارسي معرب «سرد» بالسين.

١٣١

٥٣ ـ في مجمع البيان( فَفِرُّوا إلى اللهِ ) وقيل: معناه حجوا عن الصادقعليه‌السلام .

٥٤ ـ في عيون الأخبار في باب مجلس الرضاعليه‌السلام مع سليمان قال المأمون فيه بعد كلام لعمران الصابي: يا عمران إنّ هذا سليمان المروزي متكلم خراسان، قال عمران: يا أمير المؤمنين انه يزعم انه واحد خراسان في النظر وينكر البداء قال: فلم لا تناظره؟ قال عمران: ذلك إليك، وكان ذلك قبل دخول الرضاعليه‌السلام المجلس، فلما دخلعليه‌السلام قال: في أي شيء كنتم؟ قال عمران يا ابن رسول الله هذا سليمان المروزي، فقال له سليمان: أترضى بأبي الحسنعليه‌السلام وبقوله فيه؟ فقال عمران: قد رضيت بقول أبي الحسن في البداء على أنْ يأتيني فيه بحجة احتج بها على نظرائى من أهل النظر، فقال المأمون: يا أبا الحسن ما تقول فيما تشاجرا فيه؟ قال: وما أنكرت من البدايا سليمان، واللهعزوجل يقول: «أولم ير( الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً ) ويقولعزوجل :( وَهُوَ الَّذِي يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ) ويقول( بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ) ويقولعزوجل ( يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ ما يَشاءُ ) ويقول:( وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ مِنْ طِينٍ ) ويقولعزوجل :( وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ ) ويقولعزوجل :( وَما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتابٍ ) قال سليمان: هل رويت فيه عن آبائك شيئا؟ قال: نعم رويت عن أبي عبد اللهعليه‌السلام انه قال: إنّ للهعزوجل علمين، علما مخزونا مكنونا لا يعلمه إلّا هو، من ذلك يكون البداء، وعلما علمه ملائكته ورسله، فالعلماء من أهل بيت نبيك يعلمونه، قال سليمان: أحب أنْ تنزعه لي من كتاب اللهعزوجل . فقال: قال اللهعزوجل لنبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله :( فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَما أَنْتَ بِمَلُومٍ ) أراد هلاكهم ثم بد الله فقال:( وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ) .

٥٥ ـ في روضة الكافي الحسين بن محمد الأشعري عن معلى بن محمد عن الوشاء عن أبان عن أبي بصير عن أبي جعفر وابى عبد اللهعليهما‌السلام انهما قالا: إنّ الناس لـمّا كذبوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله هم الله تبارك وتعالى بهلاك أهل الأرض إلّا عليّا فما سواه بقوله:( فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَما أَنْتَ بِمَلُومٍ ) ثم بدا له فرحم المؤمنين ثم قال لنبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله( وَذَكِّرْ

١٣٢

فَإِنَّ الذِّكْرى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ )

٥٦ ـ في مجمع البيان وروى باسناده عن مجاهد قال: خرج عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام معتما(١) مشتملا في قميصه، فقال: لـمّا نزل:( فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَما أَنْتَ بِمَلُومٍ ) لم يبق أحد منا إلّا أيقن بالهلكة حين قيل للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ( فَتَوَلَّ عَنْهُمْ ) فلما نزل:( وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ) طابت أنفسنا.

٥٧ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى محمد بن أبي عمير قال: قلت لأبي الحسن موسى بن جعفرعليه‌السلام : ما معنى قول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : اعملوا فكلٌ ميسَّرٌ لـما خلق له؟ فقال: إنّ اللهعزوجل خلق الجن والانس ليعبدوه، ولم يخلقهم ليعصوه، وذلك قولهعزوجل ( وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) فيسر كلا لـما خلق له، فويل لمن استحب العمى على الهدى.

٥٨ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: خرج الحسين بن عليٍّ علي أصحابه فقال: أيها الناس إنّ اللهعزوجل ذكره ما خلق العباد إلّا ليعرفوه، فاذا عرفوه عبدوه، فاذا عبدوه استغنوا بعبادته عن عبادة من سواه، فقال له رجل: يا بن رسول الله بأبي أنت وأمّي فما معرفة الله؟ قال: معرفة أهل كل زمان امامهم الذي تجب عليهم طاعته.

٥٩ ـ وباسناده إلى أبي بصير قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل ( وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) قال: خلقهم ليأمرهم بالعبادة.

٦٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) قال: خلقهم للأمر والنهى، والتكليف، وليست خلقته جبران يعبدوه، ولكن خلقة اختبار ليختبرهم بالأمر والنهى، ومن يطع الله ومن يعص، وفي حديث آخر قال: هي منسوخة بقوله: «ولا يزالون مختلفين».

٦١ ـ في تفسير العياشي عن يعقوب بن سعيد عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال سألته عن قول الله:( وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) قال: خلقهم للعبادة، قال

__________________

(١) وفي المصدر «مغتما» بالغين المعجمة.

١٣٣

قلت: قوله:( وَلا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذلِكَ خَلَقَهُمْ ) فقال: نزلت هذه بعد ذلك.

قال عزّ من قائل: إنّ الله هو الرزاق الاية.

٦٢ ـ في صحيفة السجادية «أللّهم إني أخلصت بانقطاعى إليك، وأقبلت بكلي عليك، وصرفت وجهي عمن يحتاج إلى رزقك(١) وقلبت مسئلتي عمن لم يستغن عن فضلك، ورأيت أنّ طلب المحتاج إلى المحتاج سفه من رأيه، وضلة من عقله فكم قد رأيت يا الهى من أناس طلبوا العز بغيرك فذلوا، وراموا الثروة من سواك فافتقروا وحاولوا الارتفاع فاتضعوا، فصح بمعانية أمثالهم حازم وفقه اعتباره، وأرشده إلى طريق صوابه اختياره، فأنت يا مولاي دون كل مسئول موضع مسئلتي ؛ ودون كل مطلوب إليه ولي حاجتي»

٦٣ ـ وفيها «اللهم لا طاقة لي بالجهد، ولا صبر لي على البلاء، ولا قوة لي على الفقر، فلا تحظر على رزقي ولا تكلني إلى خلقك، بل تفرد بحاجتي وتول كفايتي، وانظر إلى وانظر لي في جميع أمورى، فانك إنْ وكلتني إلى نفسي عجزت عنها، ولم أقم ما فيه مصلحتها، وان وكلتني إلى خلقك تجهموني(٢) وان الجأتنى إلى قرابتي حرموني وان أعطوا أعطوا قليلا نكدا، ومنوا على طويلا، وذموا كثيرا، فبفضلك أللّهم فأغنني، وبعظمتك فانعشنى(٣) وبسعتك فابسط يدي وبما عندك فاكفني»

٦٤ ـ وفيها: «فمن حاول سد خلته من عندك، ورام صرف الفقر عن نفسه بك.

فقد طلب حاجته في مظانها وانى طلبته من وجهها، ومن توجه بحاجته إلى أحد من خلقك أو جعله سبب نجحها دونك(٤) فقد تعرض للحرمان، واستحق من عندك فوت الإحسان، أللّهم ولي إليك حاجة قد قصر عنها جهدي، وتقطعت دونها حيلى

__________________

(١) وفي المصدر «رفدك» مكان «رزقك».

(٢) تجهمه: استقبله بوجوه عبوس كريه.

(٣) أنعش الله فلانا: رفعه وأقامه.

(٤) نجح فلان بحاجته: فاز وظفر بها.

١٣٤

و( سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي ) رفعها إلى من يرفع حوائجه إليك، ولا يستغنى في طلباته عنك، وهي زلة من زلل الخاطئين، وعثرة من عثرات المذنبين، ثم انتبهت بتذكيرك لي من غفلتي، ونهضت بتوفيقك من زلتى، ونكصت بتسديدك(١) من عثرتي، وقلت: سبحان ربي كيف يسئل محتاج محتاجا؟ وانى يرغب معدم إلى معدم؟.

٦٥ ـ في تهذيب الأحكام باسناده إلى سدير قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام أي شيء على الرجل في طلب الرزق؟ فقال: إذا فتحت بابك وبسطت بساطك فقد قضيت ما عليك.

٦٦ ـ محمد بن يعقوب عن علي بن محمد عن ابن جمهور عن أبيه رفعه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: كان أمير المؤمنينعليه‌السلام كثيرا ما يقول: اعلموا علما يقينا أنّ الله لم يجعل للعبد وإنْ اجتهد جهده وعظمت حيلته وكثرت مكابدته(٢) أنْ يسبق ما سمي له في الذكر الحكيم، ولم يحل بين العبد في ضعفه وقلة حيلته أنْ يبلغ ما سمي له في الذكر الحكيم، ايها الناس انه لن يزداد امرأ نقيرا بحذقه(٣) ولن ينقص امرء نقيرا بحمقه، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٦٧ ـ وباسناده إلى علي بن عبد العزيز قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ما فعل عمر بن مسلم؟ قال: قلت جعلت فداك أقبل على العبادة وترك التجارة، فقال: ويحه أما علم أنّ تارك الطلب لا يستجاب له، والحديث طويل أيضا.

٦٨ ـ وباسناده إلى عمر بن يزيد قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام ، رجل قال: لأقعدنّ في بيتي ولاصلينّ ولأصومنّ ولاعبدنّ ربيعزوجل فامّا رزقي فيأتينى؟ فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : هو أحد الثلاثة الذين لا يستجاب لهم.

٦٩ ـ وباسناده إلى أيوب أخي أديم بياع الهروي قال كنا جلوسا عند ابى

__________________

(١) نكص عن الأمر: أحجم عنه. وسدده: أرشده إلى الصواب.

(٢) كابد الأمر مكابدة: قاساه وتحمل المشاق في فعله.

(٣) النقير: ما نقر من الحجر والخشب ونحوه.

١٣٥

عبد اللهعليه‌السلام إذ أقبل العلاء بن كامل فجلس قدام أبي عبد الله فقال ادع الله أنْ يرزقني في دعة(١) فقال: لا ادعو لك أطلب كما أمرك الله.

٧٠ ـ وباسناده إلى عبد الأعلى مولى آل سام قال: استقبلت أبا عبد اللهعليه‌السلام في بعض طرق المدينة في يوم صايف شديد الحر فقلت: جعلت فداك حالك عند اللهعزوجل وقرابتك من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأنت تجهد نفسك في مثل هذا اليوم؟ فقال: يا عبد الأعلى خرجت في طلب الرزق لاستغنى به عن مثلك.

٧١ ـ وباسناده إلى فضيل بن أبي قرة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: اوحى الله تعالى إلى داودعليه‌السلام انك نعم العبد لو لا أنك تأكل من بيت المال، ولا تعمل بيدك شيئا؟ قال: فبكى داودعليه‌السلام أربعين صباحا، فأوحى الله تعالى إلى الحديد أنْ لنْ لعبدي داودعليه‌السلام ، فألان الله تعالى له الحديد، وكان يعمل كل يوم درعا فيبيعها بألف درهم، فعمل ثلاثمائة وستين فتباعها بثلاثمأة وستين ألفا، واستغنى عن بيت المال.

٧٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم: وان للذين ظلموا آل محمد حقهم ذنوبا مثل ذنوب أصحابهم فلا يستعجلون العذاب ثم قال:( فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ ) .

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد الله وأبى جعفرعليهما‌السلام قالا: من قرء سورة الطور جمع الله له خير الدنيا والآخرة.

٢ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من قرء سورة الطور كان حقّا على الله أنْ يؤمنه من عذابه، وينعمه في جنته.

__________________

(١) الدعة: سوء الحال وخفض العيش.

١٣٦

٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم:( وَالطُّورِ وَكِتابٍ مَسْطُورٍ ) قال: الطور جبل بطور سينا،( وَكِتابٍ مَسْطُورٍ ) أي مكتوب( فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ )

٤ ـ في مهج الدعوات لابن طاووسرحمه‌الله دعاء مروي عن الزهراء عن أبيها صلوات الله عليهما وفيه: الحمد لله الذي خلق النور وانزل النور على الطور في كتاب مسطور في رق منشور بقدر مقدور على نبي محبور.

٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم: والبيت المعمور قال: هو في السماء الرابعة، وهو الضراح يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ؛ ثم لا يعودون إليه أبدا.

٦ ـ في مجمع البيان وروى عن الباقرعليه‌السلام أنه قال: إنّ الله وضع تحت العرش أربع أساطين وسماهن الضراح وهو بيت المعمور، وقال للملائكة: طوفوا به ثم بعث ملائكته فقال: ابنوا في الأرض بيتا بمثاله وقدره، وأمر من في الأرض أنْ يطوفوا بالبيت.

٧ ـ وفيه أيضا: «والبيت المعمور» وهو بيت في السماء الرابعة بحيال الكعبة تعمره الملائكة بما يكون منها فيه من العبادة

عن ابن عباس ومجاهد وروى أيضا عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، قال: ويدخله كل يوم سبعون الف ملك ثم لا يعودون إليه أبدا.

٨ ـ وعن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: البيت المعمور في السماء الرابعة وفي السماء الرابعة نهر يقال له الحيوان، يدخل فيه جبرئيل كل يوم طلعت فيه الشمس. وإذا أخرج انتقض انتقاضة جرت عنه سبعون الف قطرة يخلق الله من كل قطرة ملكا يؤمرون أنْ يأتوا البيت المعمور فيصلون فيه فيفعلون ثمّ لا يعودون إليه أبدا.

٩ ـ وعن ابن عباس قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : البيت المعمور الذي في السماء الدنيا يقال له الضراح، وهو بفناء البيت الحرام لو سقط لسقط عليه، يدخله كل يوم ألف ملك لا يعودون فيه أبدا.

١٣٧

١٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حديث طويل عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ذكرناه بتمامه في أول الإسراء وفيه يقولصلى‌الله‌عليه‌وآله : فقلت: يا جبرئيل من هذا الذي في السماء السابعة على باب البيت المعمور في جوار الله تعالى؟ فقال: هذا أبوك إبراهيمعليه‌السلام .

١١ ـ في تفسير العياشي عن عبد الصمد بن شيبة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل في معراج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وفي أواخره: فلما فرغ مناجاته رد إلى البيت المعمور وهو في السماء السابعة بحذاء الكعبة.

١٢ ـ في أصول الكافي بعض أصحابنا رفعه عن محمد بن سنان عن داود بن كثير الرقى قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : ما معنى السلام على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟ فقال: إنّ الله تبارك وتعالى لـمّا خلق نبيه ووصيه وابنته وابنيه وجميع الائمة وخلق شيعتهم أخذ عليهم الميثاق، وان يصبروا ويصابروا ويرابطوا وأن يتقوا الله ووعدهم أنْ يسلم لهم الأرض المباركة والحرم الأمن، وأن ينزل لهم البيت المعمور ويظهر لهم السقف المرفوع ويريحهم من عدوهم، والأرض التي يبدلها الله من السلام، ويسلم ما فيها لهم «لا شية فيها» قال: لا خصومة فيها لعدوهم، وأن يكون لهم فيها ما يحبون وأخذ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله على جميع الائمة وشيعتهم الميثاق بذلك، وإنّماعليه‌السلام تذكرة نفس الميثاق، وتجديد له على الله لعله أنْ يجعله جل وعز ويعجل السلام لكم بجميع ما فيه(١) .

__________________

(١) قال الفيض (ره) لعل المراد بالأرض المباركة أرض عالم الملكوت، فان البيت المعمور والسقف المرفوع هنالك، وأشير به إلى رجعتهم (عليه السلام) التي ثبت عنهم وقوعها، وأشير بقوله والأرض التي يبدلها الله إلى قوله تعالى:( يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ ) وهي إمّا عطف على الأرض المباركة وإمّا استيناف، ومن في من السلام إمّا ابتدائية وإمّا بيانية ويؤيد الثاني آخر الحديث، وأريد بالسلام مالا آفة فيه، وهو قولهعزوجل ( وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً ) قال: لا خصومة فيها لعدوهم، وإنّماعليه‌السلام يعنى وإنّما السلام منكم عليه تذكرة وتجديد للميثاق وتعجيل للوفاء به.

١٣٨

١٣ ـ في كتاب الاهليلجة قال الصادقعليه‌السلام : في كلام طويل فخلق السماء سقفا مرفوعا ولو لا ذلك لا ظلم على خلقه، بقربها ولاحرقتهم الشمس بدؤبها وحرارتها.

١٤ ـ في مجمع البيان: والسقف المرفوع وهو السماء، عن عليٍّعليه‌السلام

١٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم «والسقف المرفوع» قال: السماء والبحر المسجور قال: يسجر يوم القيامة.

١٦ ـ في مجمع البيان «والبحر المسجور» أي المملو عن قتادة وقيل: هو الموقد المحمى بمنزلة النور عن مجاهد والضحاك والأخفش وابن زيد، ثم قيل: انه تحمى البحار يوم القيامة فتجعل نارا(١) تفجر بعضها في بعض، ثم تفجر إلى النار ورد به الحديث.

١٧ ـ في تفسير العياشي عن الثمالي عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: إنّ يونس لـمّا آذاه قومه وذكر حديثا طويلا، وفيه: فالقى نفسه فالتقمه الحوت فطاف به البحار السبعة حتى صار إلى البحر المسجور، وبه يعذب قارون.

١٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم باسناده إلى ثوير بن أبي فاختة عن علي بن الحسينعليه‌السلام قال: سأل عن النفختين كم بينهما؟ قال: ما شاء الله، إلى قوله: ويخرج الصوت من الطرف الذي يلي السماوات فلا يبقى في السماوات ذو روح إلّا صعق ومات إلّا إسرافيل، قال: فيقول الله لاسرافيل، مت فيموت إسرافيل، فيمكثون في ذلك ما شاء الله، ثم يأمر الله السماوات فتمور، ويأمر الجبال فتسير، وهو قوله:( يَوْمَ تَمُورُ السَّماءُ مَوْراً وَتَسِيرُ الْجِبالُ سَيْراً ) يعنى تبسط والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٩ ـ قوله:( فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ ) قال: يخوضون في المعاصي وقوله:( يَوْمَ يُدَعُّونَ إلى نارِ جَهَنَّمَ دَعًّا ) قال: يدفعون في النار وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لـمّا مر بعمرو بن العاص وعقبة بن أبي معيط وهما في حائط يشربان ويغنيان بهذا البيت في حمزة بن عبد المطلب حين قتل :

__________________

(١) وفي المصدر «فيجعل نيرانا».

١٣٩

كم من حواري تلوح عظامه

درأ الحروب عنه أنْ يجر فيقبرا(١)

فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أللّهم العنهما واركسهما في الفتنة ركسا. ودعهما في النار دعا.

قال عز من قائل: و( زَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ ) قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: د نقلنا طرفا شافيا من الأخبار في الدخان عند قولهعزوجل :( وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ ) فليطلب هناك.

٢٠ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن أبي زاهر عن الخشاب عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال:( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَما أَلَتْناهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ ) ، قال: الذين آمنوا النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وأمير المؤمنينعليه‌السلام وذريته الائمة والأوصياءعليهم‌السلام ( أَلْحَقْنا بِهِمْ ) ولم تنقص ذريتهم الحجة التي جاء بهم محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله في عليٍّعليه‌السلام ، وحجتهم واحدة وطاعتهم واحدة.

٢١ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن غير واحد رفعوه أنه سئل عن الأطفال؟ فقال: إذا كان يوم القيامة جمعهم الله وأجج لهم نارا(٢) وأمرهم أنْ تطرحوا أنفسهم فيها، فمن كان في علم الله انه سعيد رمى بنفسه فيها وكانت عليه بردا وسلاما، ومن كان في علمه انه شقي امتنع فيأمر الله بهم إلى النار فيقولون: يا ربنا تأمرينا إلى النار ولم تجر علينا القلم؟ فيقول الجبار: قد أمرتكم مشافهة فلم تطيعون، فكيف ولو أرسلت رسول بالغيب؟.

وفي حديث آخر: اما أطفال المؤمنين فيلحقون بآبائهم وأولاد المشركين يلحقون بآبائهم، وهو قول اللهعزوجل .( بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ) .

٢٢ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن علي بن الحكم عن يوسف بن عميرة عن أبي بكر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :

__________________

(١) درأه ودرأ عنه: دفعه.

(٢) أجج النار: ألهبها.

١٤٠

( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ) قال: فقال: قصرت الأبناء عن عمل الاباء، فالحقوا الأبناء بالآباء لتقر بذلك أعينهم.

٢٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني أبي عن سليمان الديلمي عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ أطفال شيعتنا من المؤمنين تربيهم فاطمةعليها‌السلام ، وقوله: «ألحقنا بهم ذرياتهم» قال: يهدون إلى آبائهم يوم القيامة.

٢٤ ـ فيمن لا يحضره الفقيه وفي رواية الحسن بن محبوب عن علي عن الحلبي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام : قال: إنّ الله تبارك وتعالى كفل إبراهيمعليه‌السلام وسارة أطفال المؤمنين يغذونهم بشجرة في الجنة، لها أخلاف كأخلاف البقر(١) في قصر من درة، فاذا كان يوم القيامة ألبسوا وطيبوا واهدوا إلى آبائهم ملوك في الجنة مع آبائهم، وهذا قول الله تعالى:( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ) .

٢٥ ـ في مجمع البيان وروى زاذان عن عليٍّعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنَّ المؤمنين وأولادهم في الجنة ثم قرأ هذه الاية.

٢٦ ـ وروى عن الصادقعليه‌السلام قال: أطفال المؤمنين يهدون إلى آبائهم يوم القيامة.

٢٧ ـ في أمالي شيخ الطائفةقدس‌سره باسناده إلى محمد بن مسلم قال سمعت أبا جعفر وجعفر بن محمدعليهما‌السلام يقولان: إنّ الله تعالى عوض الحسين من قتله أنْ جعل الامامة في ذريته، والشفاء في تربته، واجابة الدعاء عند قبره، ولا تعد أيام زيارته جائيا وراجعا من عمره، قال محمد بن مسلم: فقلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : هذه الخلال تنال بالحسين فما له من نفسه؟ قال: إنّ الله تعالى ألحقه بالنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فكان معه في درجته ومنزلته، ثم تلا أبو عبد اللهعليه‌السلام : «( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ ) بايمانهم ألحقنا بهم ذرياتهم».

٢٨ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ )

__________________

(١) الأخلاف جمع الخلف ـ بكسر الخاء ـ: حلمة ضرع الناقة.

١٤١

قال: قصرت الأبناء عن عمل الآباء، فالحق اللهعزوجل الأبناء بالآباء ليقر بذلك أعينهم.

٢٩ ـ وباسناده إلى أبي بصير قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : إذا مات الطفل من أطفال المؤمنين نادى مناد في ملكوت السماوات والأرض ألآ إنّ فلان بن فلان قد مات، فان كان قد مات والداه أو أحدهما أو بعض أهل بيته من المؤمنين دفع إليه يغذوه، وإلّا دفع إلى فاطمةعليها‌السلام تغذوه حتى يقدم أبواه أو أحدهما، أو بعض أهل بيته من المؤمنين فتدفعه اليه.

٣٠ ـ وباسناده إلى جميل بن دراج عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته عن أطفال الأنبياءعليهم‌السلام فقال: ليسوا كأطفال ساير الناس، قال: وقد سئلته عن إبراهيم بن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لو بقي كان صديقا؟ قال: لو بقي كان صديقا؟ قال: لو بقي كان على منهاج أبيهعليه‌السلام .

٣١ ـ وباسناده إلى عامر بن عبد الله قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: مات إبراهيم بن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان له ثمانية عشر شهرا، فأتم اللهعزوجل رضاعه في الجنة.

٣٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( لا لَغْوٌ فِيها وَلا تَأْثِيمٌ ) قال: ليس في الجنة غناء ولا فحش ويشرب المؤمن ولا يأثم( وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ ) قال: في الجنة( قالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنا مُشْفِقِينَ ) أي خائفين من العذاب.

٣٣ ـ في أصول الكافي باسناده إلى معروف بن خربوذ عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: صلى أمير المؤمنينعليه‌السلام بالناس الصبح بالعراق فلما انصرف وعظهم فبكى وأبكاهم من خوف اللهعزوجل ، ثم قال: أما والله لقد عهدت أقواما على عهد خليلي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأنهم ليصبحون ويمشون شعثاء غبراء خمصاء بين أعينهم كركب المعزاء(١) يبيتون لربهم سجدا وقياما يراوحون بين اقدامهم وجباههم، يناجون

__________________

(١) الشعث: تفرق الشعر وعدم إصلاحه ومشطه وتنظيفه والغبر من الأغبر: المتلطخ بالغبار. وخمصاء جمع الأخمص (وقيل: الخميص) أي بطونهم خالية، قال المجلسي (ره) اما للصوم أو للفقر اولا يشبعون لئلا يكسلوا في العبادة، والمعز: ذوات الثغر من الغنم.

١٤٢

ربهم ويسألونه فكاك رقابهم من النار، والله لقد رأيتهم مع هذا وهم خائفون مشفقون.

٣٤ ـ في كتاب سعد السعود لابن طاووسرحمه‌الله نقلا عن مختصر كتاب محمد بن العباس بن مروان باسناده إلى جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنينعليهم‌السلام عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حديث طويل يذكر فيه شيعة علىعليه‌السلام وحالهم في الجنة وفيه يقولصلى‌الله‌عليه‌وآله بعد أنْ ذكر دخولهم الجنة على النجايب(١) تقودهم الملائكة فينطلقون صفا واحدا معتدلا لا يفوت منهم شيء شيئا، ولا يموت أذن ناقة ناقتها، ولا بركة ناقة بركتها(٢) ولا يرمون بشجرة من أشجار الجنة إلّا لحقتهم بثمارها ورجلت لهم عن طريقهم كراهية أنْ تنثلم طريقهم(٣) وان يفرق بين الرجل ورفيقه، فلما رفعوا إلى الجبار تبارك وتعالى قالوا ربنا أنت السلام ومنك السلام ولك بحق الجلال والإكرام، قال: فقال: أنا السلام ومنى السلام ولي بحق الجلال والإكرام فمرحبا بعبادي الذي أحفظوا وصيتي في أهل بيت نبيي ورعوا حقي وخافوني بالغيب، وكانوا منى على كل حال مشفقين.

٣٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم فمن الله علينا ووقينا عذاب السموم قال: السموم الحر الشديد،( أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلامُهُمْ بِهذا ) قال: لم يكن في الدنيا أحلم من قريش( أَمْ لَهُ الْبَناتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ ) قال: هو ما قالت قريش أنّ الملائكة بنات الله.

٣٦ ـ في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عبد الرحمن بن سالم عن أبيه عن أبي جعفرعليه‌السلام حديث طويل يقول فيه: ولقد بات رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عند بعض أزواجه في ليلة انكسف فيها القمر، فلم يكن منه في تلك الليلة مما كان يكون منه في غيرها حتى أصبح فقال له: يا رسول الله البغض كان هذا منك في هذه الليلة؟ قال لا. ولكن هذه الآية ظهرت في هذه الليلة، فكرهت أنْ أتلذذ و

__________________

(١) النجيب: الفاضل من كل حيوان.

(٢) البركة: هيئة البروك وهو أنْ يلصق صدره بالأرض.

(٣) انثلم الحائط: أحدث فيه خللا.

١٤٣

ألهو فيها، وقد غير الله أقواما فقال جل وعز في كتابه:( وَإِنْ يَرَوْا كِسْفاً مِنَ السَّماءِ ساقِطاً يَقُولُوا سَحابٌ مَرْكُومٌ فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ ) .

٣٧ ـ في تهذيب الأحكام الحسن بن محبوب عن أبي أيوب عن عمر بن عثمان عن أبي جعفر وأبى عبد اللهعليهما‌السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيهعليه‌السلام : ولقد بات النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله عند بعض النساء فانكسف القمر في تلك الليلة فلم يكن منه فيها شيء، فقالت له زوجته: يا رسول الله بأبي أنت وأمّي أكل هذا للبغض؟ فقال: ويحك هذا الحدث في السماء، فكرهت أنْ أتلذذ وأدخل في شيء، ولقد عير الله قوما فقالعزوجل :( وَإِنْ يَرَوْا كِسْفاً مِنَ السَّماءِ ساقِطاً يَقُولُوا سَحابٌ مَرْكُومٌ ) .

٣٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: وان الذين ظلموا آل محمد حقهم عذابا دون ذلك قال: عذاب الرجعة بالسيف،( وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ ) قال: لصلوة الليل فسبحه قال صلوة الليل(١) .

وادبار النجوم أخبرنا محمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن ابن أبي نصر عن الرضاعليه‌السلام قال: أدبار السجود أربع ركعات بعد المغرب، وادبار النجوم ركعتين قبل صلوة الصبح.

٣٩ ـ في مجمع البيان( وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ ) يعنى صلوة الليل وروى عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر وأبى عبد اللهعليهما‌السلام في هذه الآية قالا: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يقوم من الليل ثلاث مرات، فينظر في آفاق السماء ويقرأ الخمس من آل عمران التي آخرها( إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ ) ثم يفتتح صلوة الليل ؛ الخبر بتمامه.

٤٠ ـ «وادبار النجوم» يعنى الركعتين قبل صلوة الفجر، وهو المروي عن أبي جعفر وابى عبد اللهعليهما‌السلام .

٤١ ـ وفيه «ادبار السجود» فيه أقوال أحدها أنّ المراد به الركعتان بعد المغرب «وادبار النجوم» ركعتان قبل الفجر، عن عليّ بن أبي طالب والحسن بن عليّعليهما‌السلام وعن

__________________

(١) وفي المصدر «قبل صلوة الليل» مكان «قال صلوة الليل».

١٤٤

ابن عباس مرفوعا إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٤٢ ـ في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قلت له: «وادبار النجوم»! قال: ركعتان قبل الصبح.

٤٣ ـ في قرب الاسناد باسناده إلى إسماعيل بن عبد الخالق قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: الركعتين اللتين بعد الفجر هما( وَإِدْبارَ النُّجُومِ ) .

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من كان يدمن قراءة والنجم في كل يوم أو في كل ليلة عاش محمودا بين الناس، وكان مغفورا له، وكان محبوبا بين الناس.

٢ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ومن قرأ سورة والنجم اعطى من الأجر عشر حسنات بعدد من صدق بمحمد ومن جحد به.

٣ ـ في كتاب الخصال عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ العزائم اربع:( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ) والنجم وتنزيل السجدة وحم السجدة.

٤ ـ في أمالي الصدوق (ره) باسناده إلى ابن عباس قال: صلينا العشاء الاخرة ذات ليلة مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فلما سلم أقبل علينا بوجهه ثم قال: انه سينقض كوكب من السماء مع طلوع الفجر فيسقط في دار أحدكم، فمن سقط ذلك الكوكب في داره فهو وصيي وخليفتي والامام بعدي، فلما كان قرب الفجر جلس كل واحد منا في داره ينتظر سقوط الكوكب في داره، وكان أطمع القوم في ذلك أبي العباس بن عبد المطلب، فلما طلع الفجر انقض الكوكب من الهوى فسقط في دار عليِّ بن أبي طالب، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لعليٍّعليه‌السلام : يا عليُّ والذي بعثني بالنبوة لقد وجبت لك الوصية والخلافة والامامة بعدي، فقال المنافقون عبد الله بن أُبيّ وأصحابه: لقد ضلّ محمّد في محبة ابن عمّه وغوى، وما ينطق في شأنه إلّا بالهوى، فأنزل الله تبارك

١٤٥

تعالى:( وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ) يقولعزوجل : وخالق النجم إذا هوى ما ضل صاحبكم يعنى في محبة عليّ بن أبي طالب وما غوى وما ينطق عن الهوى يعنى في شأنه إنْ هو إلّا وحي يوحى.

وحدثنا بهذا الحديث شيخ لأهل الري يقال له أحمد بن محمد بن الصقر الصائغ العدل، قال: حدّثنا محمد بن العباس بن بسام قال: حدّثني أبو جعفر محمد بن أبي الهيثم السعدي قال: حدّثني أحمد بن الخطاب قال حدّثنا أبو إسحاق الفزاري عن أبيه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جدهعليهم‌السلام عن عبد الله بن عباس بمثل ذلك، إلّا انه في حديثه: يهوى كوكب من السماء مع طلوع الشمس فيسقط في دار أحدكم.

٥ ـ وباسناده إلى الصادق عن أبيه عن آبائهعليهم‌السلام قال: لـمّا مرض النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مرضه الذي قبضه الله فيه اجتمع إليه أهل بيته وأصحابه فقالوا: يا رسول الله إنْ حدث بك حدث فمن لنا بعدك ومن القائم فينا بأمرك؟ فلم يجبهم عن شيء مما سألوه ؛ فلما كان اليوم الثالث قالوا له: يا رسول الله إنْ حدث بك حدث فمن لنا بعدك ومن القائم فينا بأمرك؟ فقال لهم: إذا كان غدا هبط نجم من السماء في دار رجل من أصحابي فانظروا من هو؟ فهو خليفتي عليكم من بعدي والقائم فيكم بأمرى ولم يكن فيهم أحد إلّا وهو يطمع أن يقول له: أنت القائم من بعدي فلما كان اليوم الرابع جلس كل رجل منهم في حجرته ينتظر هبوط النجم إذا انقضَّ نجم من السماء قد غلب ضوئه على ضوء الدنيا حتى وقع في حجرة عليٍّعليه‌السلام ، فهاج القوم وقالوا: والله لقد أضلّ هذا الرجل وغوى وما ينطق في ابن عمّه إلّا بالهوى، فأنزل الله تبارك وتعالى في ذلك:( وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى ) إلى آخر السورة.

٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ) قال: النجم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ( إِذا هَوى ) لـمّا أسرى به إلى السماء وهو في الهوى، حدّثني أبي عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام قال: قلت:( النَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ ) قال: النجم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وقد سماه الله في غير موضع، فقال:( وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ) والحديث طويل

١٤٦

أخذنا منه موضع الحاجة.

٧ ـ في مجمع البيان وروت العامة عن جعفر بن محمّد الصادقعليه‌السلام أنّ محمّداصلى‌الله‌عليه‌وآله نزل من السماء السابعة ليلة المعراج ولما نزلت السورة، أخبر بذلك عتبة بن أبي لهب فجاء إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وطلق ابنته وتفل في وجهه وقال: كفرت بالنجم ورب النجم، فدعاصلى‌الله‌عليه‌وآله عليه وقال: أللّهم سلط عليه كلبا من كلابك، فخرج عتبة إلى الشام فنزل في بعض الطريق وألقى الله عليه الرعب فقال لأصحابه ليلا: أنيمونى بينكم ليلا ففعلوا فجاء أسد وافترسه من بين الناس.

٨ ـ في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن محمد بن مسلم قال قلت لأبي جعفرعليه‌السلام : قول اللهعزوجل : «( وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى * وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ) وما أشبه ذلك؟ قال: إنّ للهعزوجل أنْ يقسم من خلقه بما شاء، وليس لخلقه أنْ يقسموا إلّا به.

٩ ـ في من لا يحضره الفقيه وروى علي بن مهزيار قال: قلت لأبي جعفر الثانيعليه‌السلام : قول اللهعزوجل :( وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى ) وقولهعزوجل :( وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ) وما أشبه هذا، قال: إنّ اللهعزوجل يقسم من خلقه بما يشاء وليس لخلقه أنْ يقسموا إلّا بهعزوجل .

١٠ ـ في روضة الكافي علي بن محمد عن علي بن العباس عن علي بن حماد عن عمرو بن شمر عن أبي جعفرعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ) قال: أقسم بقبر محمد(١) إذا قبض( ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ ) بتفضيله أهل بيته( وَما غَوى )

١١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم أخبرنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن الحسين بن العباس عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى ) يقول: ما ضل في عليٍّ وما غوى( وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى ) وما كان قال فيه إلّا بالوحي الذي أوحى اليه.

__________________

(١) كذا في النسخ وفي المصدر «بقبض محمد».

١٤٧

١٢ ـ في روضة الكافي متصل بآخر ما نقلنا قريبا أعنى وما غوى( وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى ) يقول: ما يتكلم بفضل أهل بيته بهواه، وهو قول اللهعزوجل :( إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى )

١٣ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن سليمان عن عبد الله بن محمد اليماني عن مسمع بن الحجاج عن صباح الحذاء عن صباح المزني [عن جابر] عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: لـمّا أخذ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بيد عليٍّعليه‌السلام يوم الغدير صرخ إبليس في جنوده صرخة فلم يبق منهم في بر ولا بحر إلّا أتاه فقالوا: يا سيدهم ومولاهم(١) ماذا دهاك؟ فما سمعنا لك صرخة أوحش من صرختك هذه، فقال لهم: فعل هذا النبي فعلا إنْ تمّ لم يعص الله أبدا، فقالوا: يا سيدهم أنت كنت لادم، فلما قال المنافقون: انه ينطق عن الهوى وقال أحدهما لصاحبه: اما ترى عينيه تدوران في رأسه كأنه مجنون؟ ـ يعنون رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ـ صرخ إبليس صرخة يطرب فجمع أوليائه فقال لهم: اما علمتم أني كنت لادم من قبل؟ قالوا: نعم قال: آدم نقض العهد ولم يكفر بالرب، وهؤلاء نقضوا العهد وكفروا بالرسول، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٤ ـ في أمالي الصدوق (ره) باسناده إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه قال لعلقمة: إنّ رضا الناس لا يملك وألسنتهم لا تضبط، وكيف تسلمون مما لم يسلم منه أنبياء الله ورسوله وحجج اللهعليهم‌السلام ، ألم ينسبوه إلى انه ينطق عن الهوى في ابن عمّه عليّعليه‌السلام حتى كذبهم اللهعزوجل ، فقال:( وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٥ ـ في أصول الكافي علي بن محمد عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد

__________________

(١) أي قالوا يا سيدنا ومولانا وإنّما غيره لئلا يوهم انصرافه إليه (عليه السلام). وهذا شايع في كلام البلغاء في نقل أمر لا يرضى القائل لنفسه كما في قوله تعالى:( أَنَّ لَعْنَتَ اللهِ عَلَيْهِ إِنْ كانَ مِنَ الْكاذِبِينَ ) وقوله «ماذا دهاك، يقال: دهاه إذا أصابته داهية، قاله المجلسي (ره) في مرآة العقول.

١٤٨

عن عمر بن عبد العزيز عن هشام بن سالم وحماد بن عثمان وغيره قالوا: سمعنا أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: حديثى حديث أبى، وحديث أبي حديث جدي وحديث جدي حديث الحسين، وحديث الحسين حديث الحسن، وحديث الحسن حديث أمير ـ المؤمنين، وحديث أمير المؤمنين حديث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وحديث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قول اللهعزوجل .

١٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم:( عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى ) يعنى اللهعزوجل ( ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوى ) يعنى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وقال: حدّثني ياسر عن أبي الحسن صلوات الله عليه قال: ما بعث الله نبيا الاصحاب مرة سوداء صافية وقوله:( وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلى ) يعنى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ثم دنى يعنى رسول الله من ربهعزوجل فتدلى قال: إنما نزلت ثم دنا( فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى ) قال: كان من الله كما بين مقبض القوس إلى رأس السية(١) «أو أدنى» أي من نعمته ورحمته قال بل أدنى من ذلك.

١٧ ـ وفيه وأمّا قوله:( آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إليه مِنْ رَبِّهِ ) فانه حدّثني أبي عن ابن أبي عمير عن هشام عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّ هذه الآية مشافهة الله لنبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لـمّا أسرى به إلى السماء قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : انتهيت إلى سدرة المنتهى وإذا الورقة منها تظل أمّة من الأمم فكنت من ربي كقاب قوسين أو أدنى كما حكى اللهعزوجل ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٨ ـ وفيه:( فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى ) كان بين لفظه وبين سماع محمد كما بين وتر القوس وعودها، حدّثني أبي عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن ابن سنان قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : أول من سبق إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٢) وذلك انه أقرب الخلق إلى الله تعالى وكان بالمكان الذي قال له جبرئيل لـمّا أسرى به إلى السماء: تقدم يا محمد فقد وطيت موطئا لم يطأه ملك مقرب ولا نبي مرسل، ولو لا أنّ روحه ونفسه كانت من ذلك المكان لـما قدر أنْ يبلغه، وكان من اللهعزوجل كما

__________________

(١) سية القوس: ما عطف من طر فيها.

(٢) كذا.

١٤٩

قال اللهعزوجل ( قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى ) أي بل أدنى.

١٩ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى علي بن سالم عن أبيه عن ثابت بن دينار قال: سألت زين العابدين علي بن الحسين بن عليّ بن أبي طالبعليهم‌السلام عن الله جل جلاله هل يوصف بمكان؟ فقال: تعالى عن ذلك قلت فلم أسرى نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى السماء؟ قال: ليريه ملكوت السموات وما فيها من عجائب صنعه وبدايع خلقه، قلت فقول اللهعزوجل :( ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى ) ؟ قال: ذلك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم دنى من حجب النور فرأى من ملكوت السماوات ثم تدلىعليه‌السلام فنظر من تحته إلى ملكوت الأرض حتى ظن أنه في القرب من الأرض كقاب قوسين أو أدنى.

٢٠ ـ وباسناده إلى هشام بن الحكم عن أبي الحسن موسى حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : فلما أسرى بالنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وكان من ربه كقاب قوسين أو أدنى رفع له حجاب من حجبه.

٢١ ـ في أمالي شيخ الطائفةقدس‌سره باسناده إلى ابن عباس قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لـمّا عرج بى إلى السماء دنوت من ربيعزوجل حتى كان بيني وبينه قاب قوسين أو أدنى، فقال لي: يا محمد من تحب من الخلق؟ قلت: يا رب عليا. قال: التفت يا محمد، فالتفت عن يساري فاذا عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام .

٢٢ ـ وباسناده قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لـمّا أسرى بى إلى السماء كنت من ربي كقاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى ربي ما أوحى، ثم قال: يا محمّد اقرأ عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين، فما سميت بهذا أحدا قبله ولا أسمى بها أحدا بعده.

٢٣ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد الجوهري عن علي بن أبي حمزة قال: سأل أبو بصير أبا عبد اللهعليه‌السلام وانا حاضر فقال: جعلت فداك كم عرج برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال: مرتين فأوقفه جبرئيلعليه‌السلام موقفا فقال له مكانك يا محمّد، فلقد وقفت

١٥٠

موقفا ما وقفه ملك ولا نبي، إنّ ربك يصلّي فقال: يا جبرئيل وكيف يصلّي؟ قال، يقول: سبوح قدوس أنا ربّ الملائكة والروح سبقت رحمتي غضبى، فقال: أللّهم عفوك عفوك، قال: وكان كما قال الله:( قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى ) فقال له أبو بصير جعلت فداك ما قاب قوسين أو أدنى؟ قال: ما بين سيتها(١) إلى رأسها. فقال: كان بينهما حجاب يتلألأ يخفق ولا أعلمه إلّا وقد قال: زبرجد، فنظر في سم الإبرة إلى ما شاء الله من نور العظمة، فقال الله تبارك وتعالى: يا محمّد، قال لبيّك ربّي، قال: مَن لامّتك بعدك؟ قال: الله أعلم قال: عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين وسيّد المسلمين وقائد الغرّ المحجّلين، قال: ثمّ قال أبو عبد اللهعليه‌السلام لأبي بصير: يا أبا محمد والله ما جاءت ولاية عليٍّ من الأرض، ولكن جاءت من السماء مشافهة.

٢٤ ـ في مجمع البيان وروى مرفوعا عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في قوله:( فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى ) قال: قدر ذراعين أو أدنى من ذراعين.

٢٥ ـ في بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن عبد الصمد بن بشير قال: ذكر أبو عبد اللهعليه‌السلام بدو الأذان وقصة الأذان في أسراء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حتى انتهى إلى سدرة المنتهى قال: فقال السدرة: ما جازني مخلوق قبل، قال:( ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى فَأَوْحى إلى عَبْدِهِ ما أَوْحى ) ، قال: فدفع إليه كتاب أصحاب اليمين وأصحاب الشمال، فأخذ كتاب أصحاب اليمين بيمينه وفتحه فنظر إليه فاذا فيه أسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم.

ثم طوى الصحيفة فأمسكها بيمينه وفتح صحيفة أصحاب الشمال فاذا فيها أسماء أهل النار وأسماء آبائهم وقبائلهم، ثم نزل ومعه الصحيفتان، فدفعهما إلى عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام وفي هذا الحديث أشياء ستقف عليها في محالها إنشاء الله تعالى.

__________________

(١) مر معناه آنفا فراجع.

١٥١

٢٦ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن علي بن الحسينعليهما‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : انا ابن من علا فاستعلى فجاز سدرة المنتهى فكان من ربه قاب قوسين أو أدنى.

٢٧ ـ وعن يعقوب بن جعفر الجعفري قال: سأل رجل يقال له عبد الغفار السلمي أبا إبراهيم موسى بن جعفرعليهما‌السلام عن قول الله تبارك وتعالى:( ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى ) فقال: أرى هاهنا خروجا من حجب النور وتدليا إلى الأرض وأرى محمدا رأى ربه بقلبه ونسبه إلى بصره فكيف هذا؟ فقال أبو إبراهيمعليه‌السلام : دنا فتدلى فانه لم يزل عن موضع ولم يتدل ببدن فقال عبد الغفار أصفه بما وصف به نفسه حيث قال:( دَنا فَتَدَلَّى ) يتدل عن مجلسه إلّا وقد زال عنه ولو لا ذلك لم يصف بذلك نفسه، فقال أبو إبراهيمعليه‌السلام : أنّ هذه لغة في قريش إذا أراد الرجل منهم أنْ يقول: قد سمعت يقول: قد تدليت وإنّما التدلي الفهم.

٢٨ ـ وعن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن عليّعليهم‌السلام قال: إنّ يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لأمير المؤمنينعليه‌السلام : فانّ هذا سليمان قد سخرت له الرياح فسارت في بلاده غدوها شهر ورواحها شهر؟ فقال له عليٌّعليه‌السلام لقد كان كذلك ومحمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله أعطى ما هو أفضل من هذا، أنّه أسرى به من مسجد الحرام إلى المسجد الأقصى مسيرة شهر وعرج به في ملكوت السماوات مسيرة خمسين ألف عام في أقل من ثلث ليلة حتى انتهى إلى ساق العرش، فدنى بالعلم فتدلى، فدلّى له من الجنة رفرف خضر، وغشي النور بصره فرأى عظمة ربهعزوجل بفؤاده ولم يرها بعينه، فكان قاب قوسين بينهما وبينه أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى، فكان فيما أوحى إليه الآية التي في سورة البقرة قوله تعالى:( لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) وكانت الآية قد عرضت على الأنبياء من لدن آدمعليه‌السلام إلى أنْ بعث الله تبارك اسمه محمّدا ؛ وعرضت على الأمم فأبوا أنْ يقبلوها من ثقلها، وقبلها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعرضها على أمته فقبلوها. وهذا

١٥٢

الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٩ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى حبيب السجستاني قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن قولهعزوجل :( ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى فَأَوْحى إلى عَبْدِهِ ما أَوْحى ) فقال: يا حبيب لا تقرء هكذا، اقرأ: «ثم دنا فتدانى( فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ ) في القرب( أَوْ أَدْنى فَأَوْحى إلى عَبْدِهِ ) يعنى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله «ما أوحى» يا حبيب إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لـمّا فتح مكّة أتعب نفسه في عبادة اللهعزوجل والشكر لنعمه في الطواف بالبيت، وكان عليٌّعليه‌السلام معه قال: فلما غشيهما الليل انطلقا إلى الصفا والمروة يريدان السعي، قال: فلما هبطا من الصفا إلى المروة وسارا في الوادي دون العلم الذي رأيت غشيتهما من السماء نور فأضاءت لهما جبال مكة وخشعت أبصارهما، قال: ففزعا فزعا شديدا قال: فمضى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حتى ارتفع عن الوادي وتبعه عليٌّعليه‌السلام ، فرفع رسول الله رأسه إلى السماء فاذا هو برمانتين على رأسه قال: فتناولهما رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأوحى اللهعزوجل إلى محمّد يا محمّد انهما من قطف الجنة(١) فلا يأكل منها إلّا أنت ووصيك عليّ بن أبي طالب، قال: فأكل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إحداهما وأكل عليٌّعليه‌السلام الاخرى، ثمّ أوحى اللهعزوجل إلى محمّد ما أوحى.

٣٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( فَأَوْحى إلى عَبْدِهِ ما أَوْحى ) قال: وحي مشافهة.

وفيه( فَأَوْحى إلى عَبْدِهِ ما أَوْحى ) فسئل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عن ذلك الوحي؟ فقال: أوحى إليَّ أنّ عليّا سيّد المؤمنين وامام المتقين وقائد الغرّ المحجّلين، وأوّل خليفة يستخلفه خاتم النبيين، فدخل القوم في الكلام، فقالوا: من الله ومن رسوله؟ فقال الله جل ذكره لرسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : قل لهم( ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى ) ثمّ ردّ عليهم فقال ؛ أفتمارونه على ما يرى فقال لهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قد أمرت بغير هذا، أمرت أنْ أنصبه للناس فأقول لهم: هذا وليّكم من بعدي، وانه بمنزلة السفينة يوم الغرق ؛ من دخل

__________________

(١) قطف الثمرة: قطعها.

١٥٣

فيها نجى ومن خرج عنها غرق.

قال مؤلف هذا الكتاب قد تقدم لقولهعزوجل :( فَأَوْحى إلى عَبْدِهِ ما أَوْحى ) بيان فيما نقلناه عند قولهعزوجل :( فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ ) الآية من أمالي شيخ الطائفة، وأصول الكافي، وبصاير الدرجات، وكتاب الاحتجاج فليراجع هناك.

٣١ ـ في مجمع البيان( ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى ) قال ابن عباس: راى محمد ربه بفؤاده، وروى ذلك عن محمد بن الحنفية عن أبيه عليّعليه‌السلام و روى عن أبي ذر وابى سعيد الخدري أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله سئل عن قوله:( ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى ) قال: قد رأيت نورا.

٣٢ ـ وعن أبي العالية قال: سئل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله هل رأيت ربك ليلة المعراج؟ قال: رأيت نهرا ورأيت وراء النهر حجابا، ورأيت وراء الحجاب نورا لم أر غير ذلك.

٣٣ ـ في أصول الكافي أحمد بن إدريس عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى قال: سألنى أبو قرة المحدّث أنْ أدخله على أبي الحسن الرضاعليه‌السلام فاستأذنته في ذلك فأذن لي فدخلعليه‌السلام فسأله عن الحلال والحرام والأحكام إلى قوله: قال أبو قرة: فانه يقول:( وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى ) فقال أبو الحسنعليه‌السلام أنّ بعد هذه الآية ما يدل على ما راى حيث قال:( ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى ) يقول: ما كذب فؤاد محمّد ما رأت عيناه ثمّ أخبره بما راى فقال: لقد راى من آيات الكبرى فآيات الله غير الله.

٣٤ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى محمد بن الفضيل قال: سألت أبا الحسنعليه‌السلام هل رأى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ربهعزوجل ؟ فقال: نعم بقلبه رآه، أما سمعت اللهعزوجل يقول:( ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى ) لم يره بالبصر ولكن رآه بالفؤاد.

قال مؤلف هذا الكتاب: قد سبق في تفسير علي بن إبراهيم قريبا عند قوله تعالى:( فَأَوْحى إلى عَبْدِهِ ما أَوْحى ) بيان ما لقوله تعالى:( ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى ) وكذلك لقولهعزوجل : أفتمارونه على ما يرى. أقول.

وقد سبق قريبا في أصول الكافي بيان لقولهعزوجل :( وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى )

١٥٤

٣٥ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى حبيب السجستاني قال: قال أبو جعفرعليه‌السلام : يا حبيب( وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى ) يعنى عندها وافى به جبرئيل حين صعد إلى السماء، فلما انتهى إلى محل السدرة وقف جبرئيل دونها وقال: يا محمّد إنّ هذا موقفي الذي وضعني اللهعزوجل فيه، ولن أقدر على أنْ أتقدمه، ولكن امض أنت أمامك إلى السدرة فقف عندها. قال: فتقدم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله السدرة وتخلف جبرئيلعليه‌السلام قال أبو جعفرعليه‌السلام انما سميت سدرة المنتهى لان أعمال أهل الأرض تصعد بها الملائكة الحفظة إلى محل السدرة والحفظة البررة دون السدرة يكتبون ما يرفع إليهم من أعمال العباد في الأرض، قال: فينتهون بها إلى محل السدرة قال: فنظر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فرأى أغصانها تحت العرش وحوله قال: فتجلى لمحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله نور الجبارعزوجل ، فلما غشي محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله شخص بصره وارتعدت فرائصه، قال: فشد اللهعزوجل ، لمحمد قلبه وقوى له بصره حتى راى من آيات ربه ما راى، وذلك قول اللهعزوجل ( وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى ) قال: يعنى الموافاة قال: فرأى محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ما راى ببصره( مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى ) ، يعنى أكبر الآيات قال أبو جعفرعليه‌السلام : وان غلظ السدرة لمسيرة مأة عام من أيام الدنيا، وان الورقة منها تغطى أهل الدنيا.

٣٦ ـ في بصاير الدرجات باسناده إلى عبد الصمد بن بشير قال: ذكر أبو عبد اللهعليه‌السلام بدو الأذان وقصة الأذان في أسراء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حتى انتهى إلى سدرة المنتهى قال: فقالت السدرة: ما جازني مخلوق قبل.

٣٧ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن علي بن الحسينعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : أنا ابن من علا فاستعلى فجاز سدرة المنتهى وكان من ربه قاب قوسين أو ادنى.

٣٨ ـ وروى موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن عليٍّعليهم‌السلام قال. إنّ يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لأمير المؤمنينعليه‌السلام : فإنّ موسى

١٥٥

ناجاه اللهعزوجل على طور سيناء قال عليٌّعليه‌السلام لقد كان كذلك ولقد أوحى اللهعزوجل إلى محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله عند سدرة المنتهى، فمقامه في السماء محمود، وعند منتهى العرش مذكور، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني أبي عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن عليّ بن موسى الرضاعليه‌السلام قال: قال لي يا أحمد ما الخلاف بينكم وبين أصحاب هشام بن الحكم في التوحيد؟ فقلت: جعلت فداك قلنا نحن بالصورة للحديث الذي روى أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم راى ربه في صورة شاب، وقال هشام بن الحكم بالنفي للجسم، فقال: يا أحمد إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لـمّا أسرى به إلى السماء وبلغ عند سدرة المنتهى خرق له في الحجب مثل سلام الإبرة فرأى من نور العظمة ما شاء الله أنْ يرى، وأردتم أنتم التشبيه، دع هذا يا أحمد لا ينفتح عليك منه أمر عظيم.

٤٠ ـ حدّثني أبي عن ابن أبي عمير عن هشام عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله انتهيت إلى سدرة المنتهى وإذا الورقة منها تظل امة من الأمم، كنت من ربي كقاب قوسين او أدنى.

٤١ ـ وباسناده إلى إسماعيل الجعفي عن أبي جعفرعليه‌السلام وذكر حديثا طويلا وفيه قال: فلما انتهى به إلى سدرة المنتهى تخلف عنه جبرئيلعليه‌السلام فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : في هذا الموضع تخذلني؟ فقال تقدم أمامك فو الله لقد بلغت مبلغا لم يبلغه خلق من خلق الله قبلك، فرأيت من نور ربي وحال بيني وبينه السبحة(١) قلت: وما السبحة جعلت فداك؟ فأومى بوجهه إلى الأرض وأومى بيده إلى السماء وهو يقول جلال ربي، جلال ربي ثلاث مرات.

٤٢ ـ وفيه وقال علي بن إبراهيم في قوله( وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى ) قال: في السماء السابعة.

__________________

(١) قال المجلسي (ره) لعل المراد بالسبحة تنزهه وتقدسه تعالى أي حال بيني وبينه تنزهه عن المكان والرؤية والا فقد حصل غاية ما يمكن من القرب، وقال غيره: بل المراد جلاله وعظمته وكبريائه وقال (ره): وايماؤه إلى الأرض وحط رأسه كان خضوعا لجلاله تعالى.

١٥٦

وفيه( وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى ) يقول رأيت الوحي مرة اخرى عند سدرة المنتهى التي يتحدث تحتها الشيعة في الجنان.

٤٣ ـ في كتاب الخصال عن عليٍّعليه‌السلام أنّه قال في وصية له: يا عليُّ إني رأيت اسمك مقرونا إلى اسمى في اربعة مواطن فآنست بالنظر إليه إلى قوله: فلما انتهيت إلى سدرة المنتهى وجدت مكتوبا عليها إني انا الله لا إله إلّا انا وحدي، محمّد صفوتي من خلقي، أيدته بوزيره ونصرته بوزيره، فقلت لجبرئيل: من وزيري؟ فقال عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام : فلما جاوزت السدرة انتهيت إلى عرش رب العالمين جل جلاله. الحديث.

٤٤ ـ في كتاب التوحيد حديث طويل عن عليٍّعليه‌السلام وفيه يقول: وأمّا قوله:( وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى ) يعنى محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله حين كان عند سدرة المنتهى حيث لا يجاوزها خلق من خلق الله.

٤٥ ـ في مجمع البيان وروى العامة عن عليٍّعليه‌السلام ( جَنَّةُ الْمَأْوى ) بالهاء.

٤٦ ـ في جوامع الجامع وأبى الدرداء «جنه المأوى بالهاء» وروى ذلك عن الصادقعليه‌السلام ومعناه ستره بظلاله ودخل فيه.

٤٧ ـ في من لا يحضره الفقيه في خبر بلال عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قلت لبلال: يرحمك الله زدني وتفضل عليّ فإنّي فقير، فقال يا غلام لقد كلفتني شططا؟ اما الباب الأعظم فدخل منه العباد الصالحون وهم أهل الزهد والورع، والراغبون إلى اللهعزوجل المستأنسون به قلت: يرحمك الله فاذا دخل الجنة فما ذا يصنعون؟ قال: يسيرون على نهرين في ماء صاف في سفن الياقوت مجاديفها الياقوت(١) فيها ملائكة من نور، عليهم ثياب خضر شديدة خضرتها، قلت يرحمك الله هل يكون من النور الخضر؟ قال: إنّ الثياب خضر ولكن فيها نور من نور رب العالمين جل جلاله ليسيروا على حافتي ذلك النهر قلت: فما اسم ذلك النهر؟ قال: جنة المأوى.

__________________

(١) المجداف: خشبة طويلة مبسوطة أحد الطرفين تسير بها القوارب وفي المصدر «مجاديفها اللؤلؤ».

١٥٧

٤٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى ) قال لـمّا رفع الحجاب بينه وبين رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله غشي نور السدرة.

٤٩ ـ في قرب الاسناد للحميري باسناده إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام عن أبيه عن جده قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لـمّا أسرى بى إلى السماء وانتهيت إلى سدرة المنتهى قال: إنّ الورقة منها تظل الدنيا ؛ وعلى كل ورقة ملك يسبح، يخرج من أفواههم الدر والياقوت تبصر اللؤلؤة مقدار خمسمائة عام، وما يسقط من ذلك الدر والياقوت، يخرجونه ملائكة موكلون به، يلقونه في بحر من نور، يخرجونه كل ليلة جمعة إلى سدرة المنتهى، فلما نظروا إلى رحبوا بى وقالوا: يا محمد مرحبا بك، فسمعت اضطراب ريح السدرة وخفقة أبواب الجنان(١) وقد اهتزت فرحا بمجيئك، فسمعت الجنان تنادي وا شوقاه إلى عليٍّ وفاطمة والحسن والحسينعليهم‌السلام أجمعين.

٥٠ ـ في مجمع البيان( إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى ) وروى أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال رأيت على كل ورقة من ورقها ملكا قائما يسبح اللهعزوجل .

٥١ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى سليمان بن داود المنقري عن حفص بن غياث أو غيره قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى ) قال: راى جبرئيل على ساقه الدر مثل القطر على البقل، له ستمائة جناح قد ملاء ما بين السماء والأرض.

٥٢ ـ في أصول الكافي أحمد بن إدريس عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى قال: سألنى أبو قرة المحدّث أنْ أدخله على أبي الحسن الرضاعليه‌السلام فأستأذنته في ذلك فأذن لي فدخل عليه فسأله عن الحلال والحرام والأحكام إلى قوله: قال أبو قرة: فانه يقول:( وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى ) فقال أبو الحسنعليه‌السلام : إنّ بعده هذه الآية ما يدل على ما راى حيث قال:( ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى ) يقول: ما كذب فؤاد محمّد ما رأت عيناه، ثمّ أخبر بما راى، فقال:( لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى )

__________________

(١) الخفقة: اسم المرة من خفق الراية: تحرك.

١٥٨

فآيات الله غير الله.

٥٣ ـ في كتاب التوحيد حديث طويل عن عليٍّعليه‌السلام يقول فيه: وقوله في آخر الاية:( ما زاغَ الْبَصَرُ وَما طَغى لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى ) رأى جبرئيلعليه‌السلام في صورته مرتين هذه المرة ومرة اخرى، وذلك أنْ خلق جبرئيل عظيم فهو من الروحانيين الذين لا يدرك خلقهم وصفتهم إلّا الله رب العالمين.

٥٤ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى حبيب السجستاني عن أبي جعفرعليه‌السلام حديث طويل وفي آخره: فرأى محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ما راى ببصره من آيات ربه الكبرى يعنى أكبر الآيات.

٥٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى ) يقول: لقد سمع كلاما لو لا انه قوى ما قوى.

وباسناده إلى أبي بردة الأسلمي قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول لعليٍّعليه‌السلام : يا عليُّ إنّ الله أشهدك معى في سبع مواطن: اما أول ذلك قليلة أسرى بى إلى السماء قال لي جبرئيل: اين أخوك؟ فقلت: خلفته ورائي، قال: ادع الله فليأتك به، فدعوت الله وإذا بمثالك معى. والثاني حين اسيرى بى في المرة الثانية فقال لي جبرئيل: اين أخوك؟ قلت: خلفته ورائي، قال: ادع الله فليأتك به، فدعوت الله فاذا مثالك معى، إلى قوله: وأمّا السادس لـمّا أسرى بى إلى السماء جمع الله لي النبيين فصليت بهم ومثالك خلفي.

٥٦ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن أبي عمير أو غيره عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: كان أمير المؤمنينعليه‌السلام يقول: ما للهعزوجل آية هي أكبر منى والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٥٧ ـ في أمالي شيخ الطائفة «قدس‌سره» باسناده إلى ابن عباس قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لـمّا عرج بى إلى السماء ودنوت من ربيعزوجل حتى كان بيني وبينه( قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى ) قال لي: يا محمد من تحب من الخلق؟ قلت: يا رب عليا قال: التفت يا محمد فالتفت عن يساري فاذا عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام .

١٥٩

٥٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: أفرأيتم اللات والعزى قال: اللات رجل والعزى امرأة وقوله: ومناة الثالثة الاخرى قال: كان صنم بالمسلك خارج من الحرم على ستة أميال يسمى المناة.

٥٩ ـ في عيون الأخبار في باب النصوص على الرضاعليه‌السلام حديث قدسي حكاهصلى‌الله‌عليه‌وآله وفيه: وهذا القائم الذي يحل حلالي ويحرم حرامي وبه أنتقم من أعدائى وهو راحة لأوليائي وهو الذي به يشفى قلوب شيعتك من الظالمين والجاحدين والكافرين، فيخرج اللات والعزى طريين فيحرقهما فيفتتن الناس بهما أشد من فتنة العجل والسامري.

٦٠ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى عبد العظيم بن عبد الله الحسنى عن محمد بن علي بن موسىعليهم‌السلام حديث طويل يذكر فيه القائمعليه‌السلام وفي آخره يقولعليه‌السلام : فاذا دخل المدينة أخرج اللات والعزى فأحرقهما.

٦١ ـ في كتاب مقتل الحسين لأبي مخنف (ره) من أشعار الحسينعليه‌السلام في موقف كربلاء :

والدي شمس وأمّي قمر

فأنا الكوكب وابن القمرين

عبد الله غلاما يافعا

وقريش يعبدون الوثنين

يعبدون اللّات والعزّى معا

وعليٌّ قائم بالحسنين

مع رسول الله سبعا كاملا

ما على الأرض مصلّ غير ذين

هجر الأصنام لم يعبدها

مع قريش لا ولا طرفة عين

٦٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حديث طويل عن أمير المؤمنينعليه‌السلام يقول فيه، وقد ذكر الملحدين في آيات الله: ووكلوا تأليفه ونظمه إلى بعض من وافقهم على معاداة أولياء الله فألفه على اختيارهم ومما يدل للمتأمل له على إخلال تمييزهم وافترائهم وتركوا منه ما قدروا أنه لهم وهو عليهم وزادوا فيه ما ظهر تناكره وتنافره، وعلم الله أنّ ذلك يظهر ويبين فقال:( ذلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ ) .

١٦٠

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749