تفسير نور الثقلين الجزء ٥

تفسير نور الثقلين0%

تفسير نور الثقلين مؤلف:
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 749

تفسير نور الثقلين

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي
تصنيف: الصفحات: 749
المشاهدات: 328151
تحميل: 3883


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 749 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 328151 / تحميل: 3883
الحجم الحجم الحجم
تفسير نور الثقلين

تفسير نور الثقلين الجزء 5

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

جاء إلى خاتمه فنزعه يقول اللهعزوجل :( فَفَتَحْنا أَبْوابَ السَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْماءُ عَلى أمْرٍ قَدْ قُدِرَ وَحَمَلْناهُ عَلى ذاتِ أَلْواحٍ وَدُسُرٍ ) قال: وكان نجرها في وسط مسجدكم، ولقد نقص عن ذرعه سبعمائة ذراع(١) .

١٨ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) وروى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن عليعليهم‌السلام قال: إنّ يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لأمير المؤمنينعليه‌السلام : فان نوحا دعا ربه فهطلت السماء(٢) بماء منهمر، قال له عليٌّعليه‌السلام : لقد كان كذلك وكانت دعوته دعوة غضب ومحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله هطلت له السماء بماء منهمر رحمة، انهصلى‌الله‌عليه‌وآله لـمّا هاجر إلى المدينة أتاه أهلها في يوم جمعة فقالوا له: يا رسول الله احتبس القطر واصفر العود وتهافت الورق(٣) فرفع يده المباركة إلى السماء حتى راى بياض إبطيه وما يرى في السماء سحابة ؛ فما برح حتى سقاهم الله، حتى ان الشاب المعجب بشبابه لتهمه نفسه في الرجوع إلى منزله فما يقدر من شدة السيل، فدام أسبوعا فأتوه في الجمعة الثانية، فقالوا: يا رسول الله لقد تهدمت الجدر واحتبس الركب والسفر؟ فضحكعليه‌السلام وقال: هذه سرعة ملالة ابن آدم ثم قال: أللّهم حوالينا ولا علينا، أللّهم في أصول الشيخ(٤) ومراتع البقر فرأى حول المدينة المطر يقطر قطرا، وما يقع بالمدينة قطرة لكرامته على اللهعزوجل .

١٩ ـ وعن الأصبغ بن نباتة قال: قال ابن الكوا لأمير المؤمنينعليه‌السلام :

__________________

(١) قال المجلسي (ره): لعل الغرض رفع الاستبعاد عن عمل السفينة في المسجد مع ما اشتهر من عظمها أي نقصوا المسجد عما كان عليه في زمن نوح سبعمائة ذراع ويدل على أصل النقص أخبار أخر.

(٢) هطل المطر: نزل متتابعا عظيم القطر.

(٣) أي تساقط.

(٤) الشيخ ـ بالكسر ـ: نبت تنبت بالبادية وفي نسخة البحار «مراتع البقع» وذكر المجلسي (ره) في معناه وجوها ثمّ قال في آخر كلامه والظاهر أنّ فيه تصحيفا.

١٨١

أخبرنى يا أمير المؤمنينعليه‌السلام عن المجرة(١) التي تكون في السماء قال: هي شرح في السماء وأمان لأهل الأرض من الغرق، ومنه أغرق الله قوم نوح بماء منهمر.

٢٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم. وقوله:( فَفَتَحْنا أَبْوابَ السَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ ) قال: صب بلا قطر( وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْماءُ ) قال: ماء السماء وماء الأرض( عَلى أمْرٍ قَدْ قُدِرَ وَحَمَلْناهُ ) يعنى نوحا( عَلى ذاتِ أَلْواحٍ وَدُسُرٍ ) قال: الألواح السفينة، والدسر المسامير، وقيل: الدسر ضرب من الحشيش تشد به السفينة.

٢١ ـ في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب وهشام بن سالم عن أبي بصير قال: قال أبو جعفرعليه‌السلام : إذا أراد الله عز ذكره أنْ يعذب قوما بنوع من العذاب أوحى إلى الملك الموكل بذلك النوع من الريح التي يريد أنْ يعذّبهم بها قال: فيأمرها الملك فتهيج كما يهيج الأسد المغضب، قال: ولكل ريح منهم إسم أما تسمع قوله:عزوجل ( كَذَّبَتْ عادٌ فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٢ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى عثمان بن عيسى رفعه إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: الأربعاء( يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ ) ، لأنّه أوّل يوم وآخر يوم من الأيّام التي قال اللهعزوجل :( سَخَّرَها عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيالٍ وَثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً ) .

٢٣ ـ في مجمع البيان( يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ ) قيل: انه كان في [أول] يوم الأربعاء في آخر الشهر لا تدور. ورواه العياشي بالإسناد عن أبي جعفرعليه‌السلام .

٢٤ ـ في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنينعليه‌السلام أصحابه من الاربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه: توقوا الحجامة والنورة يوم الأربعاء فان يوم الأربعاء( يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ ) ، وفيه خلقت جهنم.

٢٥ ـ في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضاعليه‌السلام من خبر الشامي و

__________________

(١) المجرة: منطقة في السماء قوامها نجوم كثيرة لا يميزها البصر فيراها كبقعة بيضاء وبالفارسية «كهكشان».

١٨٢

ما سأل عنه أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل وفيه ثم قال إليه رجل آخر فقال: يا أمير المؤمنين أخبرنى عن يوم الأربعاء وتطيرنا منه وثقله وأى أربعاء هو؟ قال: آخر أربعاء في الشهر وهو المحاق، وفيه قتل قابيل هابيل أخاه إلى أنْ قالعليه‌السلام : ويوم الأربعاء أرسل اللهعزوجل الريح على قوم عاد.

٢٦ ـ في من لا يحضره الفقيه عن أبي نصر عن أبي جعفرعليه‌السلام حديثا وفيه يقولعليه‌السلام : إنّ اللهعزوجل جنودا من الريح يعذّب بها من عصاه، موكّل بكل ريح منهنّ ملك مطاع، فاذا أراد اللهعزوجل أنْ يعذّب قوما بعذاب أوحى إلى الملك بذلك النوع من الريح الذي يريد أنْ يعذبهم به، فيأمر بها الملك فتهيج كما يهيج الأسد المغضب، ولكل ريح منهنّ إسم أما تسمع لقول اللهعزوجل :( إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ ) .

أقول: وفي الخصال مثله(١) إلّا أنّ فيه: أما تسمع قوله تعالى:( كَذَّبَتْ عادٌ فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ ) .

٢٧ ـ في روضة الكافي علي بن محمد عن علي بن العباس عن الحسن بن عبد الرحمن عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قلت له:( كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ فَقالُوا أَبَشَراً مِنَّا واحِداً نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذاً لَفِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ ) .

قال: هذا كان بما كذبوا صالحا وما أهلك اللهعزوجل قوما قط حتى يبعث إليهم قبل ذلك الرسل فيحتجوا عليهم، فبعث الله إليهم صالحا فدعاهم فلم يجيبوه، وعتوا عليه عتوا وقالوا: لن نؤمن لك حتى تخرج لنا من هذه الصخرة الصماء(٢) ناقة عشراء وكانت الصخرة يعظمونها ويعبدونها ويذبحون عندها في رأس كل سنة، ويجتمعون عندها، فقالوا له: إنْ كنت كما تزعم نبيا رسولا فادع لنا إلهك حتى يخرج لنا من هذه الصخرة الصمّاء ناقة عشراء، فأخرجها الله كما طلبوا منه ،

__________________

(١) وقد مر عن كتاب روضة الكافي أيضا مثله راجع رقم ٢١ من الأحاديث.

(٢) الصماء: الغليظة.

١٨٣

ثم أوحى الله تبارك وتعالى اليه: يا صالح قل لهم: إنّ الله قد جعل لهذه الناقة شرب يوم ولكم شرب يوم(١) فكانت الناقة إذا كان يوم شربها شربت الماء ذلك اليوم فيحلبونها، فلا يبقى صغير ولا كبير إلّا شرب من لبنها يومهم ذلك ؛ فاذا كان الليل وأصبحوا غدوا إلى مائهم فشربوا منه ذلك اليوم ولم تشرب الناقة ذلك اليوم، فمكثوا بذلك ما شاء الله، ثمّ انهم عتوا على الله ومشى بعضهم إلى بعض، وقالوا: اعقروا هذه الناقة واستريحوا منها لا نرضى أنْ يكون لنا شرب يوم ولها شرب يوم، ثمّ قالوا: من ذا الذي يلي قتلها ونجعل له جُعْلاً ما أحب؟ فجاءهم رجل أحمر أشقر(٢) أزرق ولد زنا لا يعرف له أب، يقال له قدار(٣) شقي من الأشقياء، مشئوم عليهم فجعلوا له جعلا، فلما توجهت الناقة إلى الماء الذي كانت ترده تركها حتى شربت الماء وأقبلت راجعة، فقعد لها في طريقه فضربها بالسيف ضربة فلم يعمل شيئا ؛ فضربها ضربة اخرى فقتلها، فخرت إلى الأرض على حينها وهربت فصيلها، حتى صعد إلى الجبل فرغا(٤) ثلاث مرات إلى السماء وأقبل قوم صالح فلم يبق أحد إلّا شركه في ضربته واقتسموا لحمها فيما بينهم، فلم يبق صغير ولا كبير إلّا أكل منها، فلما رأى ذلك صالح أقبل إليهم فقال: يا قوم ما دعاكم إلى ما صنعتم أعصيتم ربكم؟ فأوحى الله تبارك وتعالى إلى صالحعليه‌السلام : أنّ قومك قد طغوا وبغوا وقتلوا ناقة بعثها الله إليهم حجة عليهم، ولم يكن عليهم منها ضرر، وكان لهم أعظم المنفعة فقل لهم: إني مرسل إليكم عذابي إلى ثلثة أيام، فان هم تابوا ورجعوا قبلت توبتهم وصددت عنهم، وان هم لم يتوبوا ولم يرجعوا بعثت إليهم عذابي في اليوم الثالث، فأتاهم صالح صلى الله عليه فقال لهم: يا قوم إني رسول ربكم إليكم، وهو يقول لكم: إنْ أنتم تبتم ورجعتم واستغفرتم غفرت لكم وتبت عليكم، فلما قال لهم ذلك كانوا أعتا ما كانوا وأخبث وقالوا:( يا صالِحُ ائْتِنا بِما تَعِدُنا إِنْ كُنْتَ

__________________

(١) الشرب ـ بالكسر ـ: النصيب من الماء.

(٢) الأشقر من الناس: من تعلو بياضه حمرة.

(٣) قدار: بضم القاف وتخفيف الدال كما في القاموس.

(٤) رغا البعير: صوّت وضجّ.

١٨٤

مِنَ الْمُرْسَلِينَ ) قال قال: يا قوم انكم تصبحون غدا ووجوهكم مسوّدة، واليوم الثاني ووجوهكم محمّرة، واليوم الثالث ووجوهكم مسوّدة فلما كان أوّل يوم أصبحوا ووجوههم مصفرة فمشى بعضهم إلى بعض، وقالوا: قد جاءكم ما قال لكم صالح فقال العتاة منهم: لا نسمع قول صالح، ولا نقبل قوله وان كان عظيما، فلما كان اليوم الثاني أصبحت وجوههم محمرة فمشى بعضهم إلى بعض فقالوا: يا قوم قد جاءكم ما قال لكم صالح، فقال العتاة منهم: لو أهلكنا جميعا ما سمعنا قول صالح ولا تركنا آلهتنا التي كان آباؤنا يعبدونها ولم يتوبوا ولم يرجعوا، فلما كان اليوم الثالث أصبحوا ووجوههم مسودة فمشى بعضهم إلى بعض وقال: يا قوم أتاكم ما قال لكم صالح فقال العتاة منهم: قد أتانا ما قال لنا صالح، فلما كان نصف الليل أتاهم جبرئيل فصرخ بهم صرخة خرقت تلك الصرخة أسماعهم وفقلت قلوبهم وصدعت أكبادهم ؛ وقد كانوا في تلك الثلاثة أيام قد تحنّطوا وتكفّنوا وعلموا أنّ العذاب نازل بهم فماتوا أجمعين في طرفة عين، صغيرهم وكبيرهم، فلم يبق لهم ناعقة ولا راغية(١) ولا شيء إلّا أهلكه الله فأصبحوا في ديارهم ومضاجعهم موتى أجمعين، ثمّ أرسل الله عليهم مع الصيحة النار من السماء فأحرقهم أجمعين، وكانت هذه قصتهم.

٢٨ ـ في بصائر الدرجات علي بن حسان عن جعفر بن هارون الزيات قال: كنت أطوف بالكعبة فرأيت أبا عبد اللهعليه‌السلام فقلت في نفسي: هذا هو الذي يتبع والذي هو امام وهو كذا وكذا؟ قال: فما علمت به حتى ضرب يده على منكبى ثمّ قال: أقبل عليَّ وقال:( فَقالُوا أَبَشَراً مِنَّا واحِداً نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذاً لَفِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ ) .

٢٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: فنادوا صاحبهم قال: قدار الذي عقر الناقة، وقوله: كهشيم المحتظر قال: الحشيش والنبات.

٣٠ ـ في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن فضال عن داود بن فرقد عن أبي يزيد الحمار عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل يذكر فيه قصة

__________________

(١) مر الحديث بمعناه في ج ٢: ٥٧٣ فراجع.

١٨٥

قوم لوط ومجيئ الملائكة إليهم وفيه يقولعليه‌السلام : فكابروه حتى دخلوا البيت فصاح به جبرئيل فقال: يا لوط دعهم يدخلون، فلما دخلوا أهوى جبرئيلعليه‌السلام بإصبعه نحوهم فذهبت أعينهم وهو قول اللهعزوجل : فطمسنا على أعينهم

٣١ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن محمد بن سعيد قال: أخبرني زكريا بن محمد عن أبيه عن عمرو عن أبي جعفرعليه‌السلام وذكر حديثا طويلا يذكر فيه قصة قوم لوط ومجيئ الملائكة إليهم وفيه يقولعليه‌السلام : فقال له جبرئيل( إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ ) فأخذ كفا من بطحاء فضرب بها وجوههم وقال: شاهت الوجوه فعمي أهل المدينة كلهم، والحديثان بتمامهما مذكوران في هود عند القصة.

٣٢ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى أبي بصير وغيره عن أحدهماعليهما‌السلام حديث طويل يذكر فيه قصة قوم لوط ومجيئ الملائكة إليهم وفيه يقولعليه‌السلام فأشار إليهم جبرئيل بيده فرجعوا عميانا يلتمسون الجدار بأيديهم، يعاهدون اللهعزوجل : لئن أصبحنا لا نستبقى أحدا من آل لوط.

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: شرح قصة قوم لوط على التفصيل مذكور في سورة هود في قصتهم.

٣٣ ـ في أصول الكافي أحمد بن مهران عن عبد العظيم بن عبد الله الحسنى عن موسى بن محمد العجلي عن يونس بن يعقوب رفعه عن أبي جعفرعليه‌السلام في قول اللهعزوجل ( كَذَّبُوا بِآياتِنا كُلِّها ) يعنى الأوصياء كلهم.

٣٤ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى علي بن سالم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته عن الرقى(١) أتدفع من القدر شيئا؟ فقال: هي من القدر وقالعليه‌السلام : إنّ القدريّة مجوس هذه الأمّة، وهم الذين أرادوا أنْ يصفوا الله بعدله، فأخرجوه من سلطانه، وفيهم نزلت هذه الاية:( يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ ) .

__________________

(١) الرقى: العوذة.

١٨٦

٣٥ ـ وباسناده إلى عبد الله بن موسى بن عبد الله بن حسن عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي عن عليٍّعليهم‌السلام انه سئل عن قول اللهعزوجل : انا كل شيء خلقناه بقدر فقال: يقولعزوجل : انا كل شيء خلقناه لأهل النار بقدر أعمالهم

٣٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ ) قال: له وقت وأجل ومدة.

وباسناده إلى اسمعيل بن مسلم قال قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : وجدت لأهل القدر أسماء في كتاب الله:( إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ ) فهم المجرمون.

٣٧ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: إنّ أرواح القدرية يعرضون على النار غدوا وعشيا حتى تقوم الساعة، فاذا قامت الساعة عذبوا مع أهل النار بأنواع العذاب، فيقولون: يا ربنا عذبتنا خاصة وتعذبنا عامة؟ فيرد عليهم:( ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ ) .

٣٨ ـ عن يونس عمن حدثه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ما أنزل اللهعزوجل هذه الآيات إلّا في القدرية:( إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ ) .

٣٩ ـ حدّثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال: حدّثني عبد الله بن جعفر الحميري عن محمد بن الحسن أبي الخطاب عن الحسن بن محبوب عن هشام بن سالم عن زرارة بن أعين ومحمد بن مسلم عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: نزلت هذه في القدرية:( ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ ) .

٤٠ ـ وباسناده إلى ابن بكير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ في جهنم لواديا للمنكرين يقال له سقر: شكا لي الله شدة حره وسأله أنْ يأذن له أن يتنفس فتنفس فأحرق جهنم ،

٤١ ـ في مصباح الشريعة قال الصادقعليه‌السلام بعد أنْ ذكر التقوى وفيه جماع كل عبادة صالحة، وبه وصل من وصل إلى الدرجات العلى، وبه عاش من عاش بالحيوة الطيبة، والانس الدائم، قال اللهعزوجل :( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ ) .

١٨٧

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: لا تدعوا قراءة سورة الرحمن والقيام بها فانها لا تقر في قلوب المنافقين ويؤتى بها في يوم القيامة في صورة آدم في أحسن صورة وأطيب ريح حتى تقف من الله موقفا لا يكون أحد أقرب إلى الله منها، فيقول لها: من ذا الذي كان يقوم بك في الحيوة الدنيا ويدمن قراءتك؟ فتقول: يا رب فلان وفلان فتبيض وجوههم، فيقول لهم: اشفعوا فيمن أحببتم فيشفعون حتى لا يبقى لهم غاية ولا أحد يشفعون له، فيقول لهم: ادخلوا الجنة واسكنوا فيها حيث شئتم.

٢ ـ وباسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قرأ سورة الرحمن فقال عند كل( فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ ) لا بشيء من آلاءك رب أكذب، فان قرء ليلا ثم مات مات شهيدا، وان قرأها نهارا ثم مات مات شهيدا.

٣ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من قرء سورة الرحمن رحم الله ضعفه وأدى شكر ما أنعم الله عليه.

٤ ـ وعن الصادقعليه‌السلام قال: من قرأ سورة الرحمن ليلا يقول عند كل.( فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ ) : لا بشيء من آلائك يا ربّ أُكذّب، وكّل الله به ملكا إنْ قرأها من أوّل الليل يحفظه حتّى يصبح، وانْ قرأها حين يصبح وكّل الله به ملكا يحفظه حتّى يمسى.

٥ ـ في الكافي الحسين بن محمد عن عبد الله بن عامر عن علي بن مهزيار عن محمد بن يحيى عن حماد بن عثمان قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: يستحب ان يقرء في دبر الغداة يوم الجمعة الرحمن كلها، ثم تقول كلّما قلت:( فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ ) : لا بشيء من آلائك رب أكذب.

٦ ـ وروى محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال: لـمّا قرء رسول الله

١٨٨

صلى‌الله‌عليه‌وآله الرحمن على الناس سكتوا فلم يقولوا شيئا، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : الجن كانوا أحسن جوابا منكم لـمّا قرأت عليهم( فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ ) قالوا: لا ولا بشيء من آلاء ربنا نكذب.

٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قولهعزوجل :( وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمنِ قالُوا وَمَا الرَّحْمنُ ) قال: جوابه( الرَّحْمنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ خَلَقَ الْإِنْسانَ عَلَّمَهُ الْبَيانَ ) .

٨ ـ في مجمع البيان «علمه البيان» قال الصادقعليه‌السلام البيان الاسم الأعظم الذي به علم كل شيء.

٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني أبي عن الحسن بن خالد عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام في قوله:( الرَّحْمنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ ) قال: الله علم محمدا القرآن قلت:( خَلَقَ الْإِنْسانَ ) قال: ذلك أمير المؤمنينعليه‌السلام قلت:( عَلَّمَهُ الْبَيانَ ) قال: علمه بيان كل شيء تحتاج إليه الناس، قلت:( الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ ) قال: هما يعذبان قلت: الشمس والقمر يعذبان؟ قال: سألت عن شيء فأتقنه، إنّ الشمس والقمر آيتان من آيات الله تجريان بامره مطيعان له، وضوؤهما من نور عرشه وحرمها(١) من جهنم، فاذا كانت القيامة عاد إلى العرش نورهما وعاد إلى النار حرهما فلا يكون شمس ولا قمر، وإنّما عناهما لعنهما الله أو ليس قد روى الناس أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: إنّ الشمس والقمر نوران في النار؟ قلت: بلى قال: اما سمعت قول الناس: فلان وفلان شمسي هذه الامة ونوريهما، فهما في النار، والله ما عنى غيرهما قلت:( النَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ ) قال: النجم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقد سماه الله في غير موضع،( وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ) وقال:( وَعَلاماتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ) فالعلامات الأوصياء والنجم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قلت: يسجدان قال: يعبدان وقوله:( وَالسَّماءَ رَفَعَها وَوَضَعَ الْمِيزانَ ) قال: السماء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رفعه الله اليه، والميزان أمير المؤمنين صلوات الله عليه نصبه لخلقه، قلت:( أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزانِ ) قال: لا تعصوا

__________________

(١) وفي المصدر «جرمهما» في الموضعين والظاهر هو المختار.

١٨٩

الامام، قلت:( وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ ) قال: وأقيموا الامام بالعدل قلت: ولا تخسروا الميزان قال: لا تبخسوا الامام حقه ولا تظلموه وقوله:( وَالْأَرْضَ وَضَعَها لِلْأَنامِ ) قال: للناس( فِيها فاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذاتُ الْأَكْمامِ ) قال: يكبر ثمر النخل في القمع(١) ثم يطلع منه، قوله: والحب ذوالعصف والريحان قال: الحب الحنطة والشعير والحبوب والعصف التين، والريحان ما يؤكل منه.

١٠ ـ في كتاب الخصال عن عليٍّعليه‌السلام قال: خلقت الأرض لسبعة بهم يرزقون وبهم يمطرون وبهم ينصرون: أبو ذر وسلمان والمقداد وعمار وحذيفة وعبد الله بن مسعود، قال عليٌّعليه‌السلام : وانا امامهم وهم الذين شهدوا الصلوة على فاطمةعليها‌السلام .

١١ ـ في أصول الكافي علي بن محمد عن صالح بن أبي حماد وعدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد وغيرهما بأسانيد مختلفة في احتجاج أمير المؤمنين على عاصم بن زياد حين لبس العباء وترك الملاء وشكاه أخوه الربيع بن زياد إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام انه قد غم أهله وأحزن ولده بذلك، فقال أمير المؤمنين: عليَّ بعاصم بن زياد فجيء به فلمّا رآه عبس في وجهه فقال له: أما استحييت من أهلك؟ أما رحمت ولدك؟ أترى الله أحلّ لك الطيبات وهو يكره أخذك منها أنت أهون على الله من ذلك، أو ليس الله يقول:( وَالْأَرْضَ وَضَعَها لِلْأَنامِ فِيها فاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذاتُ الْأَكْمامِ ) الحديث وستقف على تتمة هذا الحديث عند قولهعزوجل :( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ ) الآية إنشاء الله تعالى.

١٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم: وقوله( فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ ) قال: في الظاهر مخاطبة الجن والانس، وفي الباطن فلان وفلان.

حدثنا أحمد بن علي قال: حدّثنا محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن أسلم عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قوله :

__________________

(١) القمع: ما التزق بأسفل التمرة والبسرة ونحوهما.

١٩٠

( فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ ) قال: قال الله تبارك وتعالى: فبأى النعمتين تكفران؟ بمحمد أم بعلى صلوات الله عليهما.

١٣ ـ في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد رفعه في قول اللهعزوجل :( فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ ) بالنبي أم بالوصي نزلت في الرحمن.

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: قد تقدم في بيان فضل هذه السورة وقراءتها على الجن(١) ما يستحب أنْ يقال عند قوله تعالى:( فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ ) ،

١٤ ـ في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضاعليه‌السلام من خبر الشامي وما سأل عنه أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل: وفيه سأله عن إسم أبي الجن، فقال: شومان وهو الذي خلق من مارج من نار.

أقول: وقد تقدم لقولهعزوجل :( خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ كَالْفَخَّارِ وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مارِجٍ مِنْ نارٍ ) بيان عند قوله تعالى:( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ ) الآية في الحجر(٢) .

١٥ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسيرحمه‌الله عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل وفيه وأمّا قوله:( رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ ) فان مشرق الشتاء على حده ومشرق الصيف على حده أما تعرف ذلك من قرب الشمس وبعدها؟ وأمّا قوله:( بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ ) فان لها ثلاثة وستين برجا تطلع كل يوم من برج وتغيب في آخر، فلا تعود إليه إلّا من قابل في ذلك اليوم.

١٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم في قوله:( رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ ) قال: مشرق الشتاء ومشرق الصيف، ومغرب الشتاء ومغرب الصيف.

وفي رواية سيف بن عميرة عن إسحق بن عمار عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول الله:( رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ ) قال: المشرقين رسول الله وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما، والمغربين الحسن والحسينعليهما‌السلام و

__________________

(١) راجع رقم ٥ و ٦ من أحاديث هذه السورة.

(٢) راجع ج ٢ صفحة ٧.

١٩١

أمثالهما تجري.

١٧ ـ( فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ ) قال: محمد وعلىعليهما‌السلام ، حدّثنا محمد بن أبي عبد الله قال: حدّثنا سعد بن عبد الله عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقري عن يحيى بن سعيد العطار قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول في قول الله تبارك وتعالى:( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ ) قال: عليّ وفاطمة بحران عميقان لا يبغى أحدهما على صاحبه( يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ ) قال: الحسن والحسين.

١٨ ـ في أصول الكافي عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل ذكرنا أوله عند قوله تعالى:( وَالْأَرْضَ وَضَعَها لِلْأَنامِ ) ويتصل بآخر ما نقلنا هناك أعنى قوله تعالى:( ذاتُ الْأَكْمامِ ) أو ليس يقول:( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ ) إلى قوله:( يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ ) فبأي الله لابتذال نعم الله بالفعال أحب إليه من ابتذاله لها بالمقال، وقد قال اللهعزوجل :( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ) فقال عاصم: يا أمير المؤمنين فعلى ما اقتصرت في مطعمك على الجشوبة(١) وفي ملبسك على الخشونة؟ فقال: ويحك إنّ اللهعزوجل فرض على أئمة العدل أنْ يقدروا أنفسهم بضعفة الناس كيلا يتبيغ بالفقير فقره(٢) فالقى عاصم بن زياد العباء ولبس الملاء.

١٩ ـ في مجمع البيان وقد روى عن سلمان الفارسي وسعيد بن جبير وسفيان الثوري أنّ البحرين عليٌّ وفاطمةعليهما‌السلام ( بَيْنَهُما بَرْزَخٌ ) محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ( يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ ) الحسن والحسينعليهما‌السلام ،

٢٠ ـ في قرب الاسناد للحميري باسناده إلى أبي البختري عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن عليٍّعليهم‌السلام قال:( يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ ) قال: من السماء ومن ماء البحر، فاذا أمطرت فتحت الاصداف أفواهها في البحر فيقع فيها من ماء المطر فتخلق اللؤلؤ الصغيرة من القطرة الصغيرة، واللؤلؤ الكبيرة من القطرة الكبيرة.

__________________

(١) جشب الطعام: خشن وغلظ.

(٢) مر الحديث بمعناه في صفحة ١٧ فراجع.

١٩٢

٢١ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب بعد أنْ ذكر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وعليّا وفاطمةعليهما‌السلام وروى انه قال: مرحبا ببحرين يلتقيان ونجمين يقترنان.

٢٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( وَلَهُ الْجَوارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ ) قال: كما قالت الخنساء ترثى أخاها صخرا :

وان صخرا لمولانا وسيدنا

وان صخرا إذا يستوقد النار

وان صخرا لتأتم الهداة به

كأنه علم في رأسه نار

وقوله:( كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ ) قال: مَن على وجه الأرض.( وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ) قال: دين ربك، وقال علي بن الحسينعليهما‌السلام : نحن الوجه الذي يؤتى الله منه.

٢٣ ـ في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضاعليه‌السلام في التوحيد حديث طويل وفيه: فقلت: يا ابن رسول الله فما معنى الخبر الذي رووه أنّ ثواب لا إله إلّا الله النظر إلى وجه الله تعالى؟ فقالعليه‌السلام : يا أبا الصلت من وصف اللهعزوجل بوجه كالوجوه فقد كفر، ولكن وجه الله أنبياءه وحججه صلوات الله عليهم ؛ الذين بهم يتوجه إلى اللهعزوجل والى دينه ومعرفته، وقال اللهعزوجل :( كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ) وقالعزوجل :( كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ) فانظر إلى أنبياء الله تعالى ورسله وحججهعليهم‌السلام في درجاتهم ثواب عظيم للمؤمنين يوم القيامة، وقد قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من أبغض أهل بيتي وعترتي لم يرنى ولم أره يوم القيامة.

٢٤ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى أبي هاشم الجعفري عن أبي جعفر الثاني حديث طويل وفيه يقول: وإذا أفنى الله الأشياء أفنى الصور والهجاء، ولا ينقطع ولا يزال من لم يزل عالما.

٢٥ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب قوله:( وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ) قال الصادقعليه‌السلام : نحن وجه الله.

٢٦ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل وفيه: وأمّا قوله:( كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ) فالمراد كل شيء هالك إلّا دينه لان

١٩٣

من المحال أنْ يهلك الله كل شيء ويبقى الوجه هو أجل وأعظم من ذلك وإنّما يهلك من ليس منه، ألآ ترى أنّه قال( كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ) ففصّل بين خلقه ووجهه،

٢٧ ـ في مصباح شيخ الطائفةقدس‌سره في دعاء إدريس النبيعليه‌السلام : يا بديع البدائع ومعيدها بعد فنائها بقدرته.

٢٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( يَسْئَلُهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ ) قال: يحيى ويميت ويرزق ويزيد وينقص.

٢٩ ـ في أصول الكافي خطبة مروية عن أمير المؤمنينعليه‌السلام وفيها: الحمد لله الذي لا يموت ولا تنقضي عجائبه، لأنه كل يوم هو في شأن من احداث بديع لم يكن.

٣٠ ـ في مجمع البيان وعن أبي الدرداء عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في قوله:( كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ ) قال: من شأنه أنْ يغفر ذنبا ويفرج كربا، ويرفع قوما ويضع آخرين.

٣١ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب وقال المسيب بن نجية الفزاري وسليمان بن صرد الخزاعي للحسن بن عليٍّعليهما‌السلام : ما ينقضي تعجبنا منك، بايعت معاوية ومعك أربعون ألف مقاتل من الكوفة سوى أهل البصرة والحجاز؟ فقال الحسنعليه‌السلام : قد كان ذلك فما ترى الآن؟ قال: والله ارى أنْ ترجع لأنه نقض. فقال: يا مسيب إنّ الغدر لا خير فيه ولو أردت لـما فعلت، فقال حجر بن عدى: أما والله لوددت انك مت في ذلك اليوم ومتنا معك ولم نر هذا اليوم، فانا رجعنا راغبين بما كرهنا، ورجعوا مسرورين بما أحبوا، فلما خلا به الحسنعليه‌السلام قال: يا حجر قد سمعت كلامك في مجلس معاوية وليس كل إنسان يحب ما تحب ولا رأيه كرأيك، وانى لم أفعل ما فعلت إلّا إبقاء عليكم، والله تعالى( كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ ) .

٣٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: سنفرغ لكم ايها الثقلان قال: نحن وكتاب الله والدليل على ذلك قول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي.

٣٣ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسيرحمه‌الله باسناده إلى الامام محمد بن علي الباقرعليه‌السلام عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حديث طويل وفيه خطبة الغدير وفيها يقول

١٩٤

صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : معاشر الناس إني ادعها إمامة ووراثة في عقبى إلى يوم القيامة، وقد بلغت ما أمرت بتبليغه حجة على كل حاضر وغائب، وعلى كل أحد من شهد أو لم يشهد، ولد أو لم يولد فليبلغ الحاضر الغائب، والوالد الولد إلى يوم القيامة، وسيجعلونها ملكا واغتصابا، ألا لعن الله الغاصبين والمغتصبين، وعندها( سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُواظٌ مِنْ نارٍ وَنُحاسٌ فَلا تَنْتَصِرانِ ) .

٣٤ ـ في عيون الأخبار في باب آخر فيما جاء عن الرضاعليه‌السلام من الأخبار المجموعة وباسناده قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ لله تعالى ديكا عرفه(١) تحت العرش ورجلاه في تخوم الأرضين السابعة السفلى، إذا كان في الثلث الأخير من الليل سبح الله تعالى ذكره بصوت يسمعه كل شيء ما خلا الثقلين الجن والانس، فيصيح عند ذلك ديكة الدنيا.

٣٥ ـ في كتاب التوحيد خطبة لعليٍّعليه‌السلام يقول فيها: وأنشأ ما أراد إنشاء على ما أراد من الثقلين الجن والانس ليعرف بذلك ربوبيته، ويمكن فيهم طواعيته.

٣٦ ـ وفيه عن الرضاعليه‌السلام حديث طويل وفيه: فمن المبلغ عن اللهعزوجل إلى الثقلين الجن والانس.

٣٧ ـ في مجمع البيان وقد جاء في الخبر يحاط على الخلق بالملائكة وبلسان من نار ثمّ ينادون:( يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ ) إلى قوله:( يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُواظٌ مِنْ نارٍ ) .

٣٨ ـ روى مَسْعَدَة بن صَدَقَة عن كليب قال: كنّا عند أبي عبد اللهعليه‌السلام فانشأ يحدّثنا فقال: إذا كان يوم القيامة جمع الله العباد في صعيد واحد وذلك أنّه يوحى إلى السماء الدنيا أنْ اهبطى بمن فيك، فتحبط أهل السماء الدنيا بمثلي من في الأرض من الجن والانس والملائكة، فلا يزالون كذلك حتى يهبط أهل سبع سماوات فتصير الجن والانس في سبع سرادقات من الملائكة، فينادى مناد:( يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ ) الآية فينظرون فاذا قد أحاط بهم سبعة أطواق

__________________

(١) العرف: لحمة مستطيلة في أعلى رأس الديك.

١٩٥

من الملائكة.

٣٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني أبي عن محمد بن أبي عمير عن منصور بن يونس عن عمر بن شيبة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: سمعته يقول ابتداء منه: أنّ الله إذا بدا له أنْ يبين خلقه ويجمعهم لـما لا بد منه أمر مناديا ينادى فاجتمع الجن والانس في أسرع من طرفة عين ثم أذن لسماء الدنيا فتنزل وكان من وراء الناس، واذن للسماء الثانية فتنزل وهي ضعف التي تليها، فاذا رآها أهل سماء الدنيا قالوا: جاء ربنا؟ قالوا: لا وهو آت، يعنى أمره، تنزل كل سماء يكون كل واحدة منها من وراء الاخرى وهي ضعف التي تليها، ثم ينزل أمر الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضى الأمر والى ربكم ترجع الأمور، ثم يأمر الله مناديا ينادى:( يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطانٍ ) . والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤٠ ـ في محاسن البرقي عنه عن أبيه عن سعدان بن مسلم عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إذا كان يوم القيامة دعا برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيكسى حلقة وردية، فقلت: جعلت فداك وردية؟ قال: نعم اما سمعت قول اللهعزوجل :( فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّماءُ فَكانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهانِ ) .

٤١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ ) قال: منكم يعنى من الشيعة( إِنْسٌ وَلا جَانٌّ ) قال: معناه من توالى أمير المؤمنينعليه‌السلام وتبرء من أعدائه وآمن بالله وأحل حلاله وحرم حرامه ثم دخل في الذنوب ولم يتب في الدنيا عذب بها في البرزخ، ويخرج يوم القيامة وليس له ذنب يسئل عنه يوم القيامة.

٤٢ ـ في مجمع البيان وروى عن الرضاعليه‌السلام انه قال:( فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌّ ) إنّ من اعتقد الحقّ ثمّ أذنب ولم يتب في الدنيا عذّب عليه في البرزخ ويخرج يوم القيامة، وليس له ذنب يسأله عنه.

٤٣ ـ في بصائر الدرجات إبراهيم بن هاشم عن سليمان الديلمي أو عن سليمان

١٩٦

عن معاوية الدهني عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله تبارك وتعالى:( يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيماهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّواصِي وَالْأَقْدامِ ) قال: يا معاوية ما يقولون في هذا؟ قلت: يزعمون أنّ الله تبارك وتعالى يعرف المجرمين بسيماهم في القيامة فيأمرهم فيأخذوا بنواصيهم وأقدامهم فيلقون في النار، فقال لي: وكيف يحتاج تبارك وتعالى إلى معرفة خلق أنشأهم وهو خلقهم؟ فقلت: جعلت فداك وما ذلك؟ فقال: ذلك لو قام قائمنا أعطاه الله السيماء، فيأمر بالكافر فيؤخذ بنواصيهم واقدامهم، ثم يخبط بالسيف خبطا(١) .

٤٤ ـ في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضاعليه‌السلام من الأخبار في التوحيد حديث طويل وفيه قال: قلت له: يا ابن رسول الله أخبرنى عن الجنة والنار أهما مخلوقتان؟ فقال: نعم وان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم دخل الجنة ورأى والنار لـمّا عرج به إلى السماء قال: فقلت له: إنّ قوما يقولون انهما اليوم مقدرتان غير مخلوقتين؟ فقالعليه‌السلام : لا هم منّا ولا نحن منهم، من أنكر خلق الجنة والنار فقد كذب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وكذّبنا وليس من ولايتنا على شيء، ويخلد في نار جهنم، قال الله تعالى:( هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ يَطُوفُونَ بَيْنَها وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ ) .

٤٥ ـ وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لـمّا عرج بى إلى السماء أخذ بيدي جبرئيلعليه‌السلام فأدخلنى الجنة، الحديث.

٤٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقرء أبو عبد اللهعليه‌السلام : «هذه جهنم التي كنتما بها تكذبان* تصليانها ولا تموتان فيها ولا تحييان» يعنى الأولين.( يَطُوفُونَ بَيْنَها وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ ) قال: أنين من شدة حرها.

٤٧ ـ في مجمع البيان وروى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام «هذه جهنم التي كنتما بها تكذبان* اصلياها فلا تموتان فيها ولا تحييان».

٤٨ ـ في أصول الكافي عنه عن أحمد بن محمد بن محبوب عن داود الرقى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ ) قال: من

__________________

(١) خبطه. ضربه ضربا شديدا.

١٩٧

علم أنّ الله يراه ويسمع ما يقول ويقول ويعلم ما يعلمه من خير أو شر فيحجزه ذلك عن القبيح من الأعمال، فذلك الذي خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى.

٤٩ ـ في من لا يحضره الفقيه في مناهي النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قالعليه‌السلام : ومن عرضت له فاحشة أو شهوة فاجتنبها من مخافة اللهعزوجل حرم عليه النار، وآمنه من الفزع الأكبر ؛ وأنجز له ما وعده في كتابه.

وقولهعزوجل :( وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ ) .

٥٠ ـ في كتاب التوحيد خطبة لأمير المؤمنينعليه‌السلام وفيها: ايها الناس من خاف ربه كف ظلمه.

٥١ ـ في كتاب الخصال عن الحسن قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : قال الله تبارك وتعالى: وعزتي وجلالي لا اجمع على عبدي خوفين. ولا أجمع له أمنين، فاذا أمنني في الدنيا أخفته في الاخرة يوم القيامة، وإذا خافني في الدنيا أخفته في الاخرة يوم القيامة، وإذا خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة.

٥٢ ـ عن أبي جعفر محمد بن علي الباقرعليه‌السلام قال: ثلاث درجات وثلاث كفارات وثلاث موبقات وثلاث منجيات، إلى أنْ قالعليه‌السلام : وأمّا المنجيات فخوف الله في السر والعلانية، الحديث.

٥٣ ـ عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن عليّ بن أبي طالبعليهم‌السلام عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال في وصية له: يا عليُّ ثلاث درجات وثلاث كفارات وذكر كالسابق سواء

٥٤ ـ في كتاب سعد السعود لابن طاوسرحمه‌الله نقلا عن تفسير محمد بن العباس بن مروان باسناده إلى جعفر بن محمد عن آبائه عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالبعليهم‌السلام عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حديث طويل وفيه يقولصلى‌الله‌عليه‌وآله مخاطبا للمقداد بعد أنْ ذكر شيعة عليٍّعليه‌السلام وكرامتهم عند الله: فلا يزالوا يا مقداد ومحبي عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام في العطايا والمواهب حتى أنّ المقصر من شيعة عليٍّ يتمنى في أمنيته مثل

١٩٨

جميع الدنيا منذ خلقها الله إلى يوم القيامة، قال لهم ربهم تبارك وتعالى: لقد قصر في أمانيكم ورضيتم بدون ما يحق لكم، فانظروا إلى مواهب ربكم، فاذا بقباب(١) وقصور في أعلى عليين من الياقوت الأحمر والأخضر والأبيض والأصفر يزهر نورها، فلو لا انه مسخر إذا للمعت الأبصار منها، فما كان من تلك القصور من الياقوت الأحمر مفروش بالسندس الأخضر، وما كان منها من الياقوت الأبيض فهو مفروش بالرياط الصفر(٢) مبثوثة بالزبرجد الأخضر والفضة البيضاء، والذهب الأحمر قواعدها وأركانها من الجواهر ينور من أبوابها وأعراضها، ونور شعاع الشمس عنده مثل الكواكب الدري في النهار المضيء، وإذا على باب كل قصر من تلك القصور جنتان( مُدْهامَّتانِ فِيهِما عَيْنانِ نَضَّاخَتانِ ) وفيهما( مِنْ كُلِّ فاكِهَةٍ زَوْجانِ ) .

٥٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقال علي بن إبراهيم في قوله:( فِيهِنَّ قاصِراتُ الطَّرْفِ ) قال: الحور العين يقصر الطرف عنها من ضوء نورها.

٥٦ ـ في مجمع البيان( قاصِراتُ الطَّرْفِ ) قصرت طرفهن على أزواجهن لم يردن غيرهم وقال أبو ذر: انها تقول لزوجها: وعزة ربي ما ارى في الجنة أخير منك فالحمد لله الذي جعلني زوجك وجعلك زوجي،( كَأَنَّهُنَّ الْياقُوتُ وَالْمَرْجانُ ) وفي الحديث أنّ المرأة من أهل الجنة يرى مخ ساقها وراء سبعين حلّة من حرير

٥٧ ـ( هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ ) وجاءت الرواية من أنس بن مالك قال: قرأ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هذه الآية فقال: هل تدرون ما يقول ربكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: فان ربكم يقول: هل جزاء من أنعمنا عليه بالتوحيد إلّا الجنة.

٥٨ ـ وروى العياشي باسناده عن الحسين بن سعيد عن عثمان بن عيسى عن

__________________

(١) القباب جمع القبة.

(٢) الرياط جمع الريطة: كل ملاءة ليست ذات لفقين أي قطعتين متضامتين كلها نسج واحد وقطعة واحدة.

١٩٩

على بن سالم قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: آية في كتاب الله مسجلة: قلت وما هي؟ قال: قول اللهعزوجل :( هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ ) جرت في الكافر والمؤمن والبر والفاجر، ومن صنع إليه معروف فعليه أنْ يكافئ به. وليس المكافاة أنْ يصنع كما صنع حتى يربى، فان صنعت كما صنع كان له الفضل بالابتداء.

٥٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ ) قال: ما جزاء من أنعمت عليه بالمعرفة إلّا الجنة.

٦٠ ـ في كتاب التوحيد حدّثنا أحمد بن الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري قال: حدّثنا محمد بن أحمد بن حمران القشيري قال: حدّثنا أبو الحريش أحمد بن عيسى الكلابي قال: حدّثنا موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب سنة خمسين ومأتين قال: حدّثني أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن آبائه عن عليٍّعليهم‌السلام في قول اللهعزوجل :( هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ ) قال عليٌّعليه‌السلام : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: إنّ اللهعزوجل قال: ما جزاء من أنعمت عليه بالتوحيد إلّا الجنة.

٦١ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى الحسن بن عبد الله عن آبائه عن جده الحسن بن عليّ بن أبي طالبعليهم‌السلام عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حديث طويل في تفسير سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر، وفيه قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : وأمّا قوله: لا إله إلّا الله فثمنها الجنة، وذلك قول اللهعزوجل :( هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ ) قال: هل جزاء من قال لا إله إلّا الله إلّا الجنة.

٦٢ ـ في كتاب الخصال عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: اربعة أسرع شيء عقوبة: رجل أحسنت إليه وكافاك بالإحسان إليه إساءة، الحديث.

٦٣ ـ في من لا يحضره الفقيه وقال الصادقعليه‌السلام : لعن الله قاطعي سبيل المعروف قيل: وما قاطعي سبيل المعروف؟ قال: الرجل يصنع إليه المعروف فيكفره، فيمنع صاحبه من أنْ يصنع ذلك إلى غيره.

٢٠٠