تفسير نور الثقلين الجزء ٥

تفسير نور الثقلين5%

تفسير نور الثقلين مؤلف:
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 749

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 749 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 357061 / تحميل: 4860
الحجم الحجم الحجم
تفسير نور الثقلين

تفسير نور الثقلين الجزء ٥

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

٦١ ـ في مجمع البيان( ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ ) أي جماعة من الأمم الماضية التي كانت قبل هذه الامة وجماعة من مؤمني هذه الامة، وهذا قول مقاتل وعطا وجماعة من المفسرين، وذهب جماعة منهم إلى أنّ الثلتين، جميعا من هذه الأمّة، وهو قول مجاهد والضحاك واختاره الزجاج، وروى ذلك مرفوعا عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله انه قال: جميع الثلتين من أمتي، ومما يؤيد القول الاول ويعضده من طريق الرواية ما رواه نقلة الأخبار بالإسناد عن ابن مسعود قال: تحدثنا عند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ليلة حتى أكثرنا الحديث ثم رجعنا إلى أهلنا فلما أصبحنا غدونا إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: عرضت على الأنبياء الليلة بأتباعها من أممها فكان النبي يجيء معه الثلة من أمته والنبي معه العصابة من أمته والنبي معه النفس من أمته، والنبي معه الرجل من أمته، والنبي ما معه من أمته أحد حتى أتى أخي موسى في كبكبة من بنى إسرائيل، فلما رأيتهم أعجبونى فقلت: أي رب من هؤلاء؟ فقال: أخوك موسى بن عمران ومن معه من بني إسرائيل فقلت: رب فأين أمتي؟ فقال: انظر عن يمينك فاذا ظراب مكة(١) قد سدت بوجوه الرجال فقلت: من هؤلاء فقيل: هؤلاء أمتك أرضيت؟ قلت: رب رضيت فقيل: إنّ مع هؤلاء سبعين ألفا من أمّتك يدخلون الجنة لا حساب عليهم، قال: فأنشأ عكاشة بن محصن من بنى أسد بن خزيمة فقال: يا نبي الله ادع ربك أنْ يجعلني منهم، فقال: أللّهم اجعله منهم، ثمّ أنشأ رجل آخر فقال: يا نبي الله ادع ربك أنْ يجعلني منهم، فقال: سبقك بها عكاشة، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : فداكم أبي وأمّي إنْ استطعتم أنْ تكونوا من السبعين فكونوا، وانْ عجزتم وقصرتم فكونوا من أهل الظراب، فانْ عجزتم وقصرتم فكونوا من أهل الأفق، وانى قد رأيت ثمَّ ناسا كثيرا يتهاوشون(٢) كثيرا فقلت: هؤلاء السبعون ألفا فاتفق رأينا على انهم ناس ولدوا

__________________

(١) ظراب جمع ظرب ـ ككتف ـ الجبال المنبسطة على الأرض وقيل: الروابي الصغار.

(٢) تهاوش القوم: اختلطوا.

٢٢١

في الإسلام، فلم يزالوا يعملون به حتى ماتوا عليه، فانتهى حديثهم إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: ليس كذلك ولكنهم الذين لا يسرفون ولا يتكبرون ولا يبطرون(١) وعلى ربهم يتوكلون ؛ ثمّ قال: إني لأرجو أنْ يكون من تبعني ربع الجنة قال: فكبرنا، ثمّ قال: إني لأرجو أنْ يكونوا ثلث أهل الجنة فكبرنا، ثمّ قال: إني لأرجو أنْ يكونوا شطر أهل الجنة ثمّ تلا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :( ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ ) .

٦٢ ـ في تفسير العياشي عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : والكتاب الامام، ومن أنكره كان من أصحاب الشمال الذين قال الله:( ما أَصْحابُ الشِّمالِ فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ ) إلى آخر الاية.

٦٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( وَأَصْحابُ الشِّمالِ ما أَصْحابُ الشِّمالِ ) قال: أصحاب الشمال أعداء آل محمد وأصحابه الذين والوهم( فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ ) قال: السموم اسم النار( وَحَمِيمٍ ) ماء قد حمى( وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ ) قال: ظلمة شديدة الحر لا بارد ولا كريم قال: ليس بطيب.

٦٤ ـ في تفسير العياشي عن محمد بن هاشم عمن أخبره عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قال له الأبرش الكلبي: بلغنا انك قلت في قول الله:( يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ ) انها تبدل خبزة فقال أبو جعفرعليه‌السلام : صدقوا تبدل الأرض خبزة نقية في الموقف يأكلون منها، فضحك الأبرش وقال: أما لهم شغل بما هم فيه عن أكل الخبز؟ فقال: ويحك أي المنزلتين هم أشد شغلا وأسوء حالا؟ إذا هم في الموقف أو في النار يعذبون؟ فقال: لا في النار، فقال ويحك وان الله يقول:( لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ فَمالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ فَشارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ ) قال: فسكت.

٦٥ ـ وفيه في خبر آخر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ ابن آدم خلق أجوف لا بد له من الطعام والشراب.

٦٦ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن القاسم بن

__________________

(١) بطر: تكبر.

٢٢٢

عروة عن عبد الله بن بكير عن زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: إنّ اللهعزوجل خلق ابن آدم أجوف لا بد له من الطعام والشراب، وهذا الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٦٧ ـ في روضة الواعظين للمفيدرحمه‌الله عن أبي عبد اللهعليه‌السلام عن جبرئيلعليه‌السلام حديث طويل يذكر فيه أحوال النار وفيه يقول مخاطبا لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ولو أنّ قطرة من الزقوم والضريع قطرت في شراب أهل الدنيا مات أهل الدنيا من نتنها.

٦٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ ) قال: من الزقوم، والهيم الإبل.

٦٩ ـ في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى محمد بن علي الكوفي بإسناد رفعه إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام انه قيل له: الرجل يشرب بنفس واحد؟ قال: لا بأس ؛ قلت: فان من قبلنا يقول ذلك شرب الهيم؟ فقال: انما شرب الهيم ما لم يذكر اسم الله عليه.

٧٠ ـ وباسناده إلى عثمان بن عيسى عن شيخ من أهل المدينة قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن رجل يشرب فلا يقطع حتى يروى؟ فقال: وهل اللذة إلّا ذاك؟ قلت: فإنهم يقولون: انه شرب إليهم؟ فقال: كذبوا انما شرب الهيم ما لم يذكر اسم الله عليه.

٧١ ـ وباسناده إلى عبد الله بن علي الحلبي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ثلاثة أنفاس في الشرب أفضل من نفس واحد في الشرب، وقال: كان يكره أنْ يشبه بالهيم قلت: وما إليهم قال: الرمل(١) وفي حديث آخر هي الإبل.

٧٢ ـ في محاسن البرقي عنه عن أبيه عن النضر بن سويد عن هشام عن سليمان بن خالد قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن الرجل يشرب بنفس واحد قال: يكره ذلك، ويقال: ذلك شرب الهيم، قلت: وما الهيم؟ قال: الإبل.

٧٣ ـ عنه عن ابن محبوب عن معاوية بن وهب عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته

__________________

(١) وفي المنقول عن بعض نسخ المصدر «الزمل» بالمعجمة وهو بمعنى الدابة.

٢٢٣

عن الشرب بنفس واحد فكرهه، وقال ذلك شرب الهيم، قلت: وما الهيم؟ قال: الإبل.

٧٤ ـ عنه عن ابن فضال عن غالب بن عيسى عن روح بن عبد الرحيم قال: كان أبو عبد اللهعليه‌السلام يكره أنْ يتشبه بالهيم، قال: وما الهيم؟ قال الكثيب(١) .

٧٥ ـ عن أبي أيوب المدائني عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام انه كان يكره أنْ يتشبه بالهيم، قلت: وما الهيم؟ قال: الرمل ٧٦ ـ في تهذيب الأحكام الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن هشام بن سالم عن سليمان بن خالد قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن الرجل يشرب بالنفس الواحد؟ قال: يكره ذلك وذلك شرب الهيم قال: وما الهيم؟ قال: الإبل.

٧٧ ـ عنه عن النضر بن عاصم بن حميد عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: ثلاثة أنفاس أفضل في الشرب من نفس واحد ؛ وكان يكره أنْ يتشبه بالهيم، وقال: الهيم النيب(٢) .

٧٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( هذا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ ) قال: هذا شرابهم يوم المجازاة.

٧٩ ـ في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن ابن بكير قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : إذا أردت أنْ تزرع زرعا فخذ قبضة من البذر واستقبل القبلة وقل:( أَفَرَأَيْتُمْ ما تَحْرُثُونَ أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ ) ثلاث مرات، ثمّ تقول: بل الله الزارع ثلاث مرات، ثمّ قل: أللّهم اجعله مباركا وارزقنا فيه السلامة ثمّ انشر القبضة التي في يدك في القراح(٣)

٨٠ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن ابن مسكان عن سدير قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: إنّ بني إسرائيل أتوا موسىعليه‌السلام فسألوه أنْ يسأل اللهعزوجل أنْ يمطر السماء عليهم إذا أرادوا ويحبسها إذا أرادوا فسأل اللهعزوجل : لهم ذلك فقال اللهعزوجل ذلك لهم، فأخبرهم موسى فحرثوا ولم يتركوا

__________________

(١) الكثيب: التل من الرمل.

(٢) النيب جمع الناب: الناقة المسنة.

(٣) القراح: الأرض التي ليس عليها بناء ولا فيها شجرة.

٢٢٤

شيئا إلّا زرعوه، ثم استنزلوا المطر على إرادتهم وحبسوه على إرادتهم، فصارت زروعهم كأنها الجبال والاجام(١) ثم حصدوا وداسوا وذروا فلم يجدوا شيئا، فضجوا إلى موسىعليه‌السلام وقالوا: انما سألناك أنْ تسأل الله أنْ يمطر السماء علينا إذا أردنا فأجابنا ثم صيرها علينا ضررا، فقال: يا ربِّ إنّ بني إسرائيل ضجوا مما صنعت بهم، فقال: وهم ذاك يا موسى؟ قال: سألونى أنْ أسألك أنْ تمطر السماء إذا أرادوا وتحسبها إذا أرادوا فأجبتهم ثمّ صيرتها ضررا فقال: يا موسى انا كنت المقدر لبني إسرائيل فلم يرضوا بتقديري فأجبتهم إلى إرادتهم فكان ما رأيت.

٨١ ـ محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن إبراهيم بن عقبة عن صالح بن علي بن عطية عن رجل ذكره قال: مر أبو عبد اللهعليه‌السلام بناس من الأنصار وهم يحرثون فقال لهم: احرثوا فان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: ينبت الله بالريح كما ينبت بالمطر قال: فحرثوا فجاءت زروعهم.

٨٢ ـ علي بن محمد رفعه قال: قال عليٌّعليه‌السلام :(٢) إذا غرست غرسا ونبتا فاقرأ على كل عود أو حبة: سبحانه الباعث الوارث، فانه لا يكاد يخطى إنْ شاء الله.

٨٣ ـ في مجمع البيان وروى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله انه قال: لا يقولن أحدكم زرعت وليقل: حرثت.

٨٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم:( أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ ) قال: من السحاب( نَحْنُ جَعَلْناها تَذْكِرَةً ) لنار يوم القيامة ومتاعا للمقوين قال: المحتاجين.

٨٥ ـ وفيه قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : إنّ ناركم هذه جزء من سبعين جزءا من نار جهنم، وقد أطفيت سبعين مرة بالماء ثم التهبت، ولو لا ذلك ما استطاع آدمي أنْ يطفيها، وانها ليؤتى بها يوم القيامة حتى توضع على النار فتصرخ صرخة لا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل إلّا جثى على ركبتيه(٣) فزعا من صرختها.

__________________

(١) الاجام جمع الاجمة: الشجر الكثير الملتف.

(٢) كذا في النسخ وتوافقها المصدر أيضا.

(٣) جثى على ركبتيه: جلس.

٢٢٥

٨٦ ـ فيمن لا يحضره الفقيه لـمّا أنزل الله سبحانه:( فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ) قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : اجعلوها في ركوعكم.

٨٧ ـ وروى عن جويرية بن مسهر في خبر رد الشمس على أمير المؤمنينعليه‌السلام ببابل انه قال: فالتفت إلى وقال: يا جويرية بن مسهر إنّ اللهعزوجل يقول:( فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ) وانى سألت اللهعزوجل باسمه العظيم فرد عليَّ الشمس.

٨٨ ـ في مجمع البيان فقد صح عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انه لـمّا نزلت هذه الآية فقال: اجعلوها في ركوعكم.

٨٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ ) قال: معناه فأقسم بمواقع النجوم.

٩٠ ـ في مجمع البيان وروى عن أبي جعفر وأبى عبد اللهعليهما‌السلام أنّ مواقع النجوم رجومها للشياطين، فكان المشركون يقسمون بها، فقال سبحانه: فلا اقسم بها.

٩١ ـ في الكافي علي بن إبراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ ) قال: كان أهل الجاهلية يحلفون بها، فقال اللهعزوجل :( فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ ) قال: عظم أمر من يحلف بها.

٩٢ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن إسماعيل بن مرار عن يونس عن بعض أصحابنا قال: سألته عن قول اللهعزوجل :( فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ ) قال: عظم اثم من يحلف بها.

٩٣ ـ في من لا يحضره الفقيه وروى عن المفضل بن عمر الجعفي قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول في قول اللهعزوجل :( فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ) يعنى به اليمين بالبرائة من الائمةعليهم‌السلام ، يحلف بها الرجل يقول: إنّ ذلك عند الله عظيم، وهذا الحديث في نوادر الحكمة «انتهى»

٩٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني أبي عن ابن أبي عمير عن عبدالرحيم القصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته عن( ن وَالْقَلَمِ ) قال: إنّ الله خلق القلم من

٢٢٦

شجرة في الجنة يقال لها الخلد، ثم قال النهر في الجنة: كن مدادا، فجمد النهر وكان أشد بياضا من الثلج وأحلى من الشهد، ثم قال للقلم: اكتب، قال: يا رب وما اكتب؟ قال: أكتب ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة فكتب القلم في رق أشد بياضا من الفضة وأصفى من الياقوت، ثم طواه فجعله في ركن العرش، ثم ختم على فم القلم فلم ينطق بعد ولا ينطق أبدا، فهو الكتاب المكنون الذي منه النسخ كلها أو لستم عربا؟ فكيف لا تعرفون معنى الكلام وأحدكم يقول لصاحبه: انسخ ذلك الكتاب؟ أو ليس انما ينسخ من كتاب آخر من الأصل؟ وهو قوله:( إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) .

٩٥ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسيرحمه‌الله لـمّا استخلف عمر سأل عليّاعليه‌السلام أنْ يدفع إليهم القرآن فيحرفوه فيما بينهم، فقال: يا أبا الحسن إنْ جئت بالقرآن الذي كنت جئت به إلى أبي بكر حتى يجتمع عليه فقالعليه‌السلام : هيهات ليس إلى ذلك سبيل، انما جئت به إلى أبي بكر لتقوم الحجة عليكم، ولا تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين، أو تقولوا ما جئتنا به، فانّ القرآن الذي عندي لا يمسّه إلّا المطهّرون، والأوصياء من ولدي، فقال عمر: فهل وقت لإظهاره معلوم؟ قال عليٌّعليه‌السلام : نعم إذا قام القائم من ولدي يظهره، ويحمل الناس عليه فتجرى السنة به.

٩٦ ـ في الاستبصار علي بن الحسن بن فضال عن جعفر بن محمد بن حكيم وجعفر بن محمد بن أبي الصباح جميعا عن إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي الحسنعليه‌السلام قال: المصحف لا تمسه على غير طهر، ولا جنبا ولا تمس خطه ولا تعلّقه إنّ الله تعالى يقول:( لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ ) .

٩٧ ـ في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن داود بن فرقد عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته عن التعويذ يعلّق على الحائض؟ قال: نعم لا بأس، قال: وقال: تقرء وتكتبه ولا تصيبه يدها.

٩٨ ـ في مجمع البيان( لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ ) وقيل: من الاحداث والجنايات وقال: لا يجوز للجنب والحائض والمحدث مس المصحف، عن محمد بن على

٢٢٧

الباقرعليه‌السلام وهو مذهب مالك والشافعي، فيكون خبرا بمعنى النهى، وعندنا أنّ الضمير يعود إلى القرآن، فلا يجوز لغير الطاهر مس كتابة القرآن.

٩٩ ـ وقرأ عليّعليه‌السلام وابن عباس ورويت عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وتجعلون شكركم.

١٠٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثنا محمد بن أحمد بن ثابت قال: حدّثنا الحسن بن محمد بن سماعة وأحمد بن الحسن القزاز جميعا عن صالح بن خالد عن ثابت بن شريح قال: حدّثني أبان بن تغلب عن عبد الأعلى التغلبي ولا أرانى إلّا وقد سمعته من عبد الأعلى قال: حدّثني أبو عبد الرحمان السلمي أنّ عليّاعليه‌السلام قرأ بهم الواقعة فقال: «تجعلون شكركم انكم تكذبون» فلما انصرف قال: إني قد عرفت انه سيقول قائل له من قرأ هكذا قراءتها، إني سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقرء كذلك وكانوا إذا امطروا قالوا أمطرنا بنوء كذا وكذا، فأنزل الله «وتجعلون شكركم انكم تكذبون».

١٠١ ـ حدّثنا علي بن الحسين عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن داود عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله:( وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ) فقال: بل هي «وتجعلون شكركم انكم تكذبون» وقال علي بن إبراهيم في قوله:( فَلَوْ لا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ) الآية يعنى النفس، قال: معناه فاذا( بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ ) ، إلى قوله:( غَيْرَ مَدِينِينَ ) قال: معناه فلو كنتم غير مجازين على أفعالكم ترجعونها يعنى به الروح إذا بلغت الحلقوم تردونها في البدن إنْ كنتم صادقين.

١٠٢ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن سليمان بن داود عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام قولهعزوجل :( فَلَوْ لا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ وَأَنْتُمْ ) إلى قوله:( إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ) فقال: انها إذا بلغت الحلقوم ثم أرى منزله من الجنة، فيقول: ردوني إلى الدنيا حتى أخبر أهلى بما أرى، فيقال له: ليس إلى ذلك سبيل ،

٢٢٨

١٠٣ ـ في أمالي الصدوقرحمه‌الله باسناده إلى موسى بن جعفر عن أبيه الصادق جعفر بن محمدعليهما‌السلام انه قال: إذا مات المؤمن شيعه سبعون ألف ملك إلى قبره، فاذا أدخل قبره أتاه منكر ونكير فيقعدانه ويقولان له: من ربك وما دينك ومن نبيك؟ فيقول: ربي الله ومحمد نبيي والإسلام ديني، فيفسحان له في قبره مد بصره، ويأتيانه بالطعام من الجنة ؛ ويدخلان عليه الروح والريحان، وذلك قول اللهعزوجل :( فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ ) يعنى في قبره وجنة نعيم يعنى في الاخرة.

١٠٤ ـ وباسناده إلى الصادق جعفر بن محمدعليه‌السلام قال: نزلت هاتان الآيتان في أهل ولايتنا وأهل عداوتنا( فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ ) يعنى في قبره( وَجَنَّةُ نَعِيمٍ ) يعنى في الاخرة.

١٠٥ ـ في مجمع البيان قرأ يعقوب «فروح» بضم الراء وهو قراءة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وأبى جعفر الباقرعليه‌السلام .

١٠٦ ـ في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن عمرو بن عثمان وعدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر والحسن بن علي جميعا عن أبي جميلة مفضل بن صالح عن جابر عن عبد الأعلى وعلي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن إبراهيم بن عبد الأعلى عن سويد بن غفلة قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : إنّ ابن آدم إذا كان في آخر يوم من أيام الدنيا وأوّل يوم من أيام الاخرة مُثّل له ماله وولده وعمله، فيلتفت إلى عمله فيقول: والله إني كنت فيك لزاهد ؛ وانْ كنت عليَّ لثقيلان، فما ذا عندك؟ فيقول: أنا قرينك في قبرك ويوم نشرك حتى أعرض أنا وأنت على ربك قال: فان كان الله وليا أتاه أطيب الناس ريحا وأحسنهم منظرا وأحسنهم رياشا، فيقول: أبشر بروح و( رَيْحانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ ) ، ومقدمك خير مقدم، فيقول له: من أنت؟ فيقول: أنا عملك الصالح ارتحل من الدنيا إلى الجنة.

١٠٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم أخبرنا أحمد بن إدريس قال: حدّثنا أحمد بن محمد عن محمد بن أبي عمير عن إسحق بن عبد العزيز عن أبي بصير قال: سمعت

٢٢٩

أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول:( فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ ) في قبره( وَجَنَّةُ نَعِيمٍ ) في الاخرة.

١٠٨ ـ وفيه وقوله: فأمّا إنْ كان من أصحاب اليمين يعنى من كان من أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام ( فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ ) أنْ لا يعذبوا.

١٠٩ ـ في روضة الكافي الحسين بن محمد عن محمد بن أحمد النهدي عن معاوية بن حكيم عن بعض رجاله عن عنبسة بن بجاد عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ ) فقال علىٌّعليه‌السلام : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لعليٍّعليه‌السلام : هم شيعتك فسلم ولدك منهم أنْ يقتلوهم.

١١٠ ـ في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم بن إسحاق عن عبد الرزاق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن أبي جعفرعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : وأنزل في الواقعة:( وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ ) فهؤلاء مشركون.

١١١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ ) في أعداء آل محمد.

١١٢ ـ وفيه متصل بآخر ما نقلنا عنه اولا أعنى قوله في الاخرة:( وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ ) في قبره( وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ ) في الآخرة.

١١٣ ـ في أمالي الصدوقرحمه‌الله متصل بآخر ما نقلنا عنه سابقا أعنى قولهعليه‌السلام : يعنى في الاخرة ثم قالعليه‌السلام : إذا مات الكافر شيعة سبعون ألفا من الزبانية إلى قبره، وانه ليناشد حامليه بقول يسمعه كل شيء إلّا الثقلان، ويقول:( لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ ) المؤمنين، ويقول:( رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ ) فتجيبه الزبانية:( كَلَّا إِنَّها كَلِمَةٌ ) أنت قائلها» ويناديهم ملك: لو ردوا لعادوا لـما نهى عنه فاذا أدخل قبره وفارقه الناس أتاه منكر ونكير في أهول صورة، فيقيمانه ثم يقولان له: من ربك وما دينك ومن نبيك؟ فيتلجلج لسانه ولا يقدر على الجواب، فيضربانه

٢٣٠

ضربة من عذاب الله يذعر لها كل شيء، ثم يقولان له: من ربك وما دينك ومن نبيك؟ فيقول: لا أدرى فيقولان له: لا دريت ولا هديت ولا أفلحت، ثم يفتحان له بابا إلى النار وينزلان إليه الحميم من جهنم وذلك قول الله جل جلاله:( وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ ) يعنى في القبر( وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ ) يعنى في الاخرة.

١١٤ ـ وفيه أيضا متصل بآخر ما نقلنا عنه بعد ذلك أعنى قوله: يعنى في الاخرة باسناده إلى الصادقعليه‌السلام قال:( وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ ) يعنى في قبره( وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ ) يعنى في الاخرة.

١١٥ ـ في الكافي متصل بآخر ما نقلنا عنه سابقا أعنى قوله: ارتحل من الدنيا إلى الجنة وإذا كان لربه عدوا فانه يأتيه أقبح من خلق الله زيا ورؤيا وأنتنه ريحا فيقول له: أبشر بنزل من حميم وتصلية جحيم، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١١٦ ـ في نهج البلاغة قالعليه‌السلام : حتى انصرف المشيع ورجع المتفجع أقعد في حفرته نجيا لبهتة السؤال وعثرة الامتحان، وأعظم ما هنالك بلية نزول الحميم وتصلية جحيم وفورات السعير وسورات الزفير ولا دعة مزيحة ولا قوة حاجزة ولا موتة ناجزة ولا سنة مسلية بين أطوار الموتات وعذاب الساعات(١)

__________________

(١) الحميم: الماء الحار. وتصلية النار تسخينها. والسورة: الحدة والشدة. وزفر النار: تسمع لتوقدها صوت. والدعة: السعة في العيش والسكون. والازاحة، الازالة والسنة: النوم الخفيف وهو النعاس. والمراد بالموتات في قوله (عليه السلام)«أطوار الموتات» الآلام العظيمة لان العرب تسمى المشقة العظيمة موتا كما قال الشاعر «انما الميت ميت الأحياء» أو كما قال في الفارسية :

«زندگى كردن من مردن تدريجي بود

هر چه جان كند تنم عمر حسابش كردم»

فلا ينافي قوله (عليه السلام)«ولا موتة ناجزة» فان المراد به الحقيقة.

٢٣١

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قرأ سورة الحديد والمجادلة في صلوة فريضة أدمنها لم يعذبه الله حتى يموت أبدا ولا يرى في نفسه ولا أهله سوءا أبدا ولا خصاصة في بدنه.

٢ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: وقال: من قرأ سورة الحديد كتب من الذين آمنوا بالله ورسله.

٣ ـ العرباض بن سارية قال: إنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يقرأ المسبحات قبل أنْ يرقد ويقول: إنّ فيهن آية أفضل من ألف آية.

٤ ـ وروى عمرو بن شمر عن الجابر الجعفي عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: من قرء المسبحات كلها قبل أنْ ينام لم يمت حتى يدرك القائم، وان مات كان في جوار رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

٥ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن عاصم بن حميد قال: سئل عليّ بن الحسينعليهما‌السلام عن التوحيد فقال: إنّ اللهعزوجل علم أنه يكون في آخر الزمان أقوام متعمقون فأنزل الله تعالى:( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) والآيات من سورة الحديد إلى قوله:( عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ ) فمن رام وراء ذلك فقد هلك.

٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) قال: هو قوله: أعطيت جوامع الكلام وقوله: هو الاول قال: أي قبل كل شيء والاخر قال: يبقى بعد كل شيء( وَهُوَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ ) قال: بالضماير.

٧ ـ في أصول الكافي أحمد بن إدريس عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى عن فضيل بن عثمان عن ابن أبي يعفور قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام

٢٣٢

عن قول اللهعزوجل :( هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ ) وقلنا: أمّا الاول فقد عرفناه وأمّا الاخر فبين لنا تفسيره، فقال: انه ليس شيء إلّا يبدأ ويتغير أو يدخله التغير والزوال، وينتقل من لون إلى لون، ومن هيئة إلى هيئة، ومن صفة إلى صفة ومن زيادة إلى نقصان، ومن نقصان إلى زيادة إلّا رب العالمين فانه لم يزل ولا يزال بحالة واحدة، هو الاول قبل كل شيء وهو الاخر على ما لم يزل ولا تختلف عليه الصفات والأسماء كما تختلف على غيره مثل الإنسان الذي يكون ترابا مرة ومرة لحما ودما ومرة رفاتا ورميما، وكالبسر الذي يكون مرة بلحا ومرة بسرا ومرة رطبا ومرة تمرا(١) فتتبدل عليه الأسماء والصفات ؛ واللهعزوجل بخلاف ذلك.

٨ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن محمد بن حكيم عن ميمون البان قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام وقد سئل عن الاول والاخر فقال: الاول لا عن أول قبله وعن بدء سبقه، وآخر لا عن نهاية، كما يعقل من صفة المخلوقين ولكن قديم أول قديم، آخر، لم يزل ولا يزول بلا مدى ولا نهاية، لا يقع عليه الحدوث ولا يحول من حال إلى حال، خالق كل شيء.

٩ ـ علي بن محمد مرسلا عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام قال: قال: اعلم علمك الله الخير إنّ الله تبارك وتعالى قديم والقدم صفته التي دلت العاقل على انه لا شيء قبله ولا شيء قبله ولا شيء معه في ديموميته، فقد بان لنا بإقرار العامة معجزة الصفة انه لا شيء قبل الله ولا شيء مع الله في بقائه، وبطل قول من زعم انه كان قبله أو كان معه شيء، وذلك انه لو كان معه شيء في بقائه لم يجز أنْ يكون خالقا له لأنه لم يزل معه، فكيف يكون خالقا لمن لم يزل معه، ولو كان قبله شيء كان الاول ذلك الشيء لا هذا، وكان الاول اولى بأن يكون خالقا للأول.

١٠ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه رفعه قال: اجتمعت

__________________

(١) قال الجوهري: البسر أوله طلع، ثم خلال، ثم بلح، ثم بسر، ثم رطب، ثم تمر.

٢٣٣

اليهود إلى رأس الجالوت فقالوا له: إنّ هذا الرجل عالم يعنون أمير المؤمنين فانطلق بنا إليه نسأله فأتوه فقيل لهم: هو في القصر فانتظروه حتى خرج، فقال له رأس الجالوت: جئناك نسألك قال: سل يا يهودي عما بدا لك، فقال: أسئلك عن ربك متى كان؟ فقال: كان بلا كينونية، كان بلا كيف، كان لم يزل بلا كم وبلا كيف، كان ليس له قبل، هو قبل القبل بلا قبل، ولا غاية ولا منتهى انقطعت عنه الغاية، وهو غاية كل غاية، فقال رأس الجالوت: امضوا بنا فهو أعلم مما يقال فيه.

١١ ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبي الحسن الموصلي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: جاء حبر من الأحبار إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام فقال: يا أمير ـ المؤمنين متى كان ربك؟ فقال له: ثكلتك أمك ومتى لم يكن حتى متى كان؟ كان ربي قبل القبل بلا قبل وبعد البعد بلا بعد، ولا غاية ولا منتهى لغايته، انقطعت الغايات عنده فهو منتهى كل غاية، فقال: يا أمير المؤمنين أفنبي أنت؟ فقال: ويلك انما أنا عبد من عبيد محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله .

١٢ ـ وروى انه سئلعليه‌السلام أين كان ربنا قبل أنْ يخلق سماء أو أرضا؟ فقالعليه‌السلام :أين سؤال عن مكان، وكان الله ولا مكان.

١٣ ـ علي بن محمد عن سهل بن زياد عن عمرو بن عثمان عن محمد بن يحيى عن محمد بن سماعة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال رأس الجالوت لليهود: إنّ المسلمين يزعمون أنّ عليّا من أجدل الناس(١) وأعلمهم، اذهبوا بنا إليه لعلّي أسأله عن مسألة وأخطّئه فيها، فأتاه فقال له: يا أمير المؤمنين إني أريد أنْ أسئلك عن مسألة قال: سل عما شئت، قال: متى كان ربنا؟ قال له: يا يهودي انما يقال متى كان لمن لم يكن فكان متى كان، هو كائن بلا كينونة كائن، كان بلا كيف يكون، بلى يا يهودي ثمّ بلى يا يهودي كيف يكون له قبل؟ هو قبل القبل بلا غاية ولا منتهى غاية ولا غاية إليها، انقطعت الغايات عنده، هو غاية كل غاية، فقال: أشهد أنّ دينك الحق وأنّ من خالفه باطل.

__________________

(١) أي أقواهم في المخاصمة والمناظرة وأعرفهم بالمعارف اليقينية.

٢٣٤

١٤ ـ علي بن محمد رفعه عن زرارة قال: قلت لأبي جعفرعليه‌السلام : أكان الله ولا شيء؟ قال: نعم كان ولا شيء، قلت: فأين كان يكون؟ قال: وكان متكئا فاستوى جالسا وقال: أحلت(١) يا زرارة وسألت عن المكان إذ لا مكان.

١٥ ـ علي بن محمد مرسلا عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام قال: قال: اعلم علمك الله الخير إنّ الله تبارك وتعالى قديم إلى قوله: وأمّا الظاهر فليس من أجل انه علا الأشياء بركوب فوقها وقعود عليها، وتسنم لذراها(٢) ولكن ذلك لقهره ولغلبته الأشياء وقدرته عليها، كقول الرجل ظهرت على أعدائى وأظهرنى الله على خصمي يخبر عن الفلج والغلبة، فهكذا ظهور الله على الأشياء، ووجه آخر انه الظاهر لمن أراده، ولا يخفى عليه شيء ؛ وانه مدبر لكل ما برأ قال: فأى ظاهر أظهر وأوضح من الله تبارك وتعالى، لأنك لا تعدم صنعته حيثما توجهت، وفيك من آثاره ما يغنيك ؛ والظاهر منا البارز لنفسه والمعلوم بحده، فقد جمعنا الاسم ولم يجمعنا المعنى، وأمّا الباطن فليس على معنى الاستبطان للأشياء بأن يغور فيها، ولكن ذلك منه على استبطانه للأشياء علما وحفظا وتدبيرا، كقول القائل: أبطنته يعنى خبرته، وعلمت مكتوم سره، والباطن منا الغائب في الشيء المستتر، وقد جمعنا الاسم واختلف المعنى.

١٦ ـ وفيه خطبة مروية عن أمير المؤمنينعليه‌السلام وفيها: الاول قبل كل شيء ولا قبل له ؛ والاخر بعد كل شيء ولا بعد له. الظاهر عل كل شيء بالقهر له.

وفيها: الذي بطن من خفيات الأمور وظهر في العقول بما يرى في خلقه، من علامات التدبير.

وفيها الذي ليست لا وليته نهاية، ولا لآخريته حد ولا غاية.

١٧ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى أبي هاشم الجعفري قال: كنت عند أبي جعفر الثانيعليه‌السلام فسأله رجل فقال: أخبرنى عن الرب تبارك وتعالى أله أسماء

__________________

(١) أي تكلمت بالمحال.

(٢) الذري جمع الذروة: المكان المرتفع. وتسنم الشيء: علاه وركبه.

٢٣٥

وصفات في كتابه؟ وأسماؤه وصفاته هي هو؟ فقال أبو جعفرعليه‌السلام : أنّ لهذا الكلام وجهين إنْ كنت تقول: هي هو انه ذو عدد وكثرة، فتعالى الله عن ذلك، وان كنت تقول: لم تزل هذه الصفات والأسماء، فان «لم تزل» يحتمل معنيين، قال: قلت: لم تزل عنده في علمه وهو مستحقها فنعم، وان كنت تقول: لم يزل تصويرها وهجائها وتقطيع حروفها فمعاذ الله أنْ يكون معه شيء غيره، بل كان الله ولا خلق، ثم خلقها وسيلة بينه وبين خلقه يتضرعون بها إليه ويعبدونه، فهي ذكره وكان الله ولا ذكر والمذكور بالذكر هو الله القديم الذي لم يزل، والأسماء والصفات مخلوقات المعاني، والمعنى بها هو الله الذي لا يليق به الاختلاف والائتلاف، وإذا أفنى الله الأشياء أفنى الصور والهجاء، ولا ينقطع ولا يزال من لم يزل عالما، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٨ ـ وباسناده إلى أبي بصير عن أبي جعفرعليه‌السلام حديث طويل يذكر فيه صفة الرب جل جلاله وفيه: كان أو لا بلا كيف، ويكون آخرا بلا اين.

١٩ ـ وفيه عن الرضاعليه‌السلام كلام طويل في التوحيد وفيه: الباطن لا باجتنان،(١) الظاهر لا بمجاز.

٢٠ ـ وباسناده إلى عبد الله بن جرير العبدي عن جعفر بن محمّدعليهما‌السلام انه كان يقول: الحمد لله الذي كان قبل أنْ يكون كان، لم يوجد لوصفه كان بل كان أو لا كائنا لم يكونه مكون جل ثناؤه ؛ بل كون الأشياء قبل كونها، وكانت كما كونها علم ما كان وما هو كائن، كان إذ لم يكن شيء ولم ينطق فيه ناطق فكان إذ لا كان.

٢١ ـ وباسناده إلى ابن أبي عمير عن موسى بن جعفرعليه‌السلام حديث طويل وفيه: وهو الاول الذي لا شيء قبله، والاخر الذي لا شيء بعده.

٢٢ ـ وفيه خطبة لعليٍّعليه‌السلام يقول فيها: الذي ليست له في أوليته نهاية، ولا في آخريته حد ولا غاية الذي لم يسبقه وقت، ولم يتقدمه زمان، الاول قبل كل

__________________

(١) الاجتناب بمعنى الاستتار.

٢٣٦

شيء والاخر بعد كل شيء، الظاهر على كل شيء بالقهر له.

٢٣ ـ وفيه خطبة لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وفيها: الحمد لله الذي كان في أوليته وحدانيا، وفي أزليته متعظما بالالهية، وهو الكينون أو لا والديموم أبدا.

٢٤ ـ وفيه خطبة للحسن بن عليعليهما‌السلام وفيها: الحمد لله الذي لم يكن فيه أول معلوم. ولا آخر متناه، ولا قبل مدرك ولا بعد محدود، فلا تدرك العقول أوهامها ولا الفكر وخطراتها ولا الألباب وأذهانها صفته، فتقول: متى ولا بدئ مما، ولا ظاهر على ما، ولا باطن فيما.

٢٥ ـ وباسناده إلى علي بن مهزيار قال: كتب أبو جعفرعليه‌السلام إلى رجل بخطه وقراءته في دعاء كتب أنْ يقول: يا ذا الذي كان قبل كل شيء ثم خلق كل شيء ثم يبقى ويفنى كل شيء.

٢٦ ـ وفيه خطبة لعليٍّعليه‌السلام يقول فيها: وهو البدء الذي لم يكن شيء قبله والاخر الذي ليس شيء بعده.

٢٧ ـ وفيه حديث طويل عن عليٍّعليه‌السلام وفيه: سبق الأوقات كونه، والعدم وجوده والابتداء، أزله، ظاهر لا بتأويل المباشرة.

٢٨ ـ وباسناده إلى عبد الرحيم القصير قال: كتب إلى أبو عبد اللهعليه‌السلام على يدي عبد الملك بن أعين: كان اللهعزوجل ولا شيء غير الله، معروف ولا مجهول، كان اللهعزوجل ولا متكلم ولا متحرك ولا مريد ولا فاعل، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٩ ـ وباسناده إلى جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: إنّ الله تبارك وتعالى كان ولا شيء غيره والحديث طويل.

٣٠ ـ وفيه خطبة لعليٍّعليه‌السلام وفيها: إنْ قيل كان فعلى تأويل أزلية الوجود، وإنْ قيل: لم يزل فعلى تأويل نفى العدم.

٣١ ـ في نهج البلاغة وكل ظاهر غيره غير باطن: وكل باطن غيره غير ظاهر.

٢٣٧

٣٢ ـ وفيه: الاول الذي لم يكن له قبل فيكون شيء قبله، والاخر الذي ليس له بعد فيكون شيء بعده.

٣٣ ـ وفيه: الحمد لله الاول فلا شيء قبله، والاخر فلا شيء بعده، والظاهر فلا شيء فوقه ؛ والباطن فلا شيء دونه.

٣٤ ـ وفيه: الاول قبل كل أول، والاخر بعد كل آخر، بأوليته وجب أنْ لا أوّل له، وبآخريته وجب أنْ لا آخر له.

٣٥ ـ وفيه: والظاهر لا برؤية، والباطن لا بلطافة.

٣٦ ـ وفيه: هو الاول لم يزل، الظاهر لا يقال مما ؛ والباطن لا يقال فيما.

٣٧ ـ وفيه: لم يزل اولا قبل الأشياء بلا اولية، وآخرا بعد الأشياء بلا نهاية.

قال عز من قائل:( وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) .

٣٨ ـ في كتاب التوحيد خطبة لعليٍّعليه‌السلام وفيها: أحاط بالأشياء علما قبل كونها. فلم يزده بكونها علما علمه بها قبل أنْ يكون كعلمه بعد تكوينها.

٣٩ ـ وباسناده إلى منصور بن حازم قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام هل يكون اليوم شيء لم يكن في علم الله بالأمس؟ قال: لا من قال هذا فأخزاه الله، قال: قلت: أرايت ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة أليس في علم الله؟ قال: بلى قبل أنْ يخلق الخلق.

٤٠ ـ وفيه عن العالمعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : بالعلم علم الأشياء قبل كونها.

٤١ ـ وباسناده إلى أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله يقول: لم يزل اللهعزوجل ربنا، والعلم ذاته ولا معلوم، فلما أحدث الأشياء وقع العلم منه على المعلوم، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤٢ ـ وباسناده إلى أبان بن عثمان الأحمر قال: قلت للصادق جعفر بن محمّدعليهما‌السلام : أخبرني عن الله تبارك وتعالى لم يزل سميعا بصيرا عليما قادرا! قال: نعم فقلت له: إنّ رجلا ينتحل(١) موالاتكم أهل البيت يقول: إنّ الله تبارك

__________________

(١) انتحل القول: ادعاه لنفسه وهو لغيره.

٢٣٨

لم يزل سميعا بسمع وبصيرا ببصر وعليما بعلم وقادرا بقدرة؟ فغضبعليه‌السلام ثم قال: من قال ذلك ودان به فهو مشرك، وليس من ولايتنا على شيء، إنّ الله تبارك وتعالى ذات علامة سميعة بصيرة قادرة.

٤٣ ـ وباسناده إلى محمد بن مسلم عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: سمعته يقول: كان الله ولا شيء غيره، ولم يزل عالما بما كون، فعلمه به قبل كونه كعلمه به بعد ما كونه.

٤٤ ـ وباسناده إلى أيوب بن نوح انه كتب إلى أبي الحسنعليه‌السلام يسأله عن اللهعزوجل أكان يعلم الأشياء قبل أنْ يخلق الأشياء وكونها أو لم يعلم ذلك حتى خلقها وأراد خلقها وتكوينها، فعلم ما خلق عند ما خلق، وما كون عند ما كون؟ فوقععليه‌السلام بخطه: لم يزل الله عالما بالأشياء قبل أنْ يخلق الأشياء كعلمه بالأشياء بعد ما خلق الأشياء.

٤٥ ـ وباسناده إلى منصور بن حازم قال: سألته يعنى أبا عبد اللهعليه‌السلام هل يكون اليوم شيء لم يكن في علم اللهعزوجل ؟ قال: لا بل كان في علمه قبل أنْ ينشئ السموات والأرض.

٤٦ ـ وباسناده إلى عبد الأعلى عن العبد الصالح موسى بن جعفرعليه‌السلام قال: علم الله لا يوصف الله منه بأين، ولا يوصف العلم من الله بكيف، ولا يفرد العلم من الله، ولا يبان الله منه، وليس بين الله وبين علمه حد.

٤٧ ـ وفيه خطبة لعليٍّعليه‌السلام وفيها: وعلمها لا بأداة لا يكون العلم إلّا بها ؛ وليس بينه وبين معلومه علم غيره.

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: قولهعزوجل :( هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ ) قد تقدم بيانه في مواضعه.

٤٨ ـ في عيون الأخبار باسناده إلى الحسين بن زيد قال: سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد الصادقعليه‌السلام يقول: يخرج رجل من ولد إبني موسى، اسمه اسم أمير المؤمنينعليه‌السلام إلى أرض طوس وهي بخراسان، يقتل فيها بالسم، فيدفن فيها

٢٣٩

غريبا، من زرارة عارفا بحقه أعطاه اللهعزوجل أجر من أنفق من قبل الفتح وقاتل.

٤٩ ـ في أصول الكافي أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن أبي المغراء عن إسحاق بن عمار عن أبي إبراهيمعليه‌السلام قال: سألته عن قول اللهعزوجل :( مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ ) . قال: نزلت في صلة الامام.

٥٠ ـ وباسناده إلى معاذ صاحب الاكسية قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: إنّ الله لم يسأل خلقه ما في أيديهم قرضا من حاجة به إلى ذلك، وما كان لله من حق فانما هو لوليه.

٥١ ـ في كتاب الخصال عن عبد الله بن سنان قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال الله تعالى: إني أعطيت الدنيا بين عبادي فيضاعفه فمن أقرضني قرضا أعطيته بكل واحدة منهن عشرا إلى سبعمائة ضعف، وما شئت من ذلك، الحديث.

٥٢ ـ عن أبي حمزة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: إنّ الله تبارك وتعالى يقول: ابن آدم تطولت عليك بثلاث: سترت عليك ما لو يعلم به أهلك ما واروك(١) وأوسعت عليك فاستقرضت منك فلم تقدم خيرا الحديث.

٥٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قال الصادقعليه‌السلام : على باب الجنة مكتوب: القرض بثمانية عشر، والصدقة بعشرة، وذلك أنّ القرض لا يكون إلّا لمحتاج، والصدقة ربما وقعت في يد غير المحتاج.

٥٤ ـ في روضة الكافي محمد بن أحمد عن عبد الله بن الصلت عن يونس وعن عبد العزيز بن المهتدى عن رجل عن أبي الحسن الماضيعليه‌السلام في قوله تعالى:( مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ ) قال: صلة الامام في دولة الفساق.

٥٥ ـ في نهج البلاغة واتقوا أموالكم وخذوا من أجسادكم تجودوا بها

__________________

(١) وارى الشيء: أخفاه.

٢٤٠

على أنفسكم، ولا تبخلوا بها عنها، فقد قال الله سبحانه:( مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ ) واستقرضكم وله خزائن السموات والأرض وهو الغنى الحميد وإنّما أراد أنْ يبلوكم أيكم أحسن عملا وفي كلامه عليه الصلوة والسلام غير هذا حذفناه لعدم الحاجة إليه هنا.

٥٦ ـ في مجمع البيان وقال أهل التحقيق: القرض الحسن يجمع عشرة أوصاف: أنْ يكون من الحلال، لانّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: إنّ الله تعالى طيب لا يقبل إلّا الطيب ؛ وأنْ يتصدق وهو يحب المال ويرجو الحيوة لقوله (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ لـمّا سئل عن أفضل الصدقة ـ: أنْ تعطيه وأنت صحيح شحيح تأمل العيش وتخشى الفقر، ولا تمهل حتى إذا بلغت النفس التراقي قلت: لفلان كذا ولفلان كذا، وذكرنا في العشرة.

٥٧ ـ في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : ثم وصف اتباع نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله من المؤمنين فقالعزوجل :( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ وَرِضْواناً سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ ) وقال:( يَوْمَ لا يُخْزِي اللهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ ) يعنى أولئك المؤمنين.

٥٨ ـ في كتاب الخصال عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: كنت ذات يوم عند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذ أقبل بوجهه عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام وقال: ألآ أبشرك يا أبا الحسن؟ قال: بلى يا رسول الله، قال: هذا جبرئيل يخبرني عن الله تعالى انه قال: قد اعطى شيعتك ومحبيك سبع خصال: الرفق عند الموت، والانس عند الوحشة، والنور عند الظلمة، والأمن عند الفزع، والقسط عند الميزان، والجواز على الصراط ودخول الجنة قبل ساير الناس، نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم.

٥٩ ـ وباسناده إلى أبي خالد الكابلي قال: قال أبو جعفرعليه‌السلام في قوله:( يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ ) أئمة المؤمنين يوم القيامة تسعى بين يدي

٢٤١

المؤمنين وبايمانهم حتى ينزلوهم منازل أهل الجنة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٦٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ ) قال: يقسم النور بين الناس يوم القيامة على قدر ايمانهم، يقسم للمنافق فيكون نوره بين إبهام رجله اليسرى فينظر نوره ثم يقول للمؤمنين: مكانكم حتى أقتبس من نوركم فيقول المؤمنون لهم:( ارْجِعُوا وَراءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً ) فيرجعون ويضرب( بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ ) فينادوا من وراء السور للمؤمنين:( أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قالُوا بَلى وَلكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ ) قال: بالمعاصي وارتبتم قال: أي شككتم وتربصتم وقوله:( فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ ) قال: والله ما عنى بذلك اليهود ولا النصارى، وما عنى به إلّا أهل القبلة ثم قال:( مَأْواكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ ) قال: هي أولى بكم.

٦١ ـ في مصباح شيخ الطائفة (ره) خطبة لأمير المؤمنينعليه‌السلام خطب بها يوم الغدير وفيها يقولعليه‌السلام :( سابِقُوا إلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ ) قبل أنْ يضرب بالسور باطنه الرحمة وظاهر العذاب فتنادون فلا يسمع نداءكم وتضجون فلا يحفل بضجيجكم.(١)

٦٢ ـ في كتاب الخصال في مناقب أمير المؤمنينعليه‌السلام وتعدادها قالعليه‌السلام : والثلاثون فإنّي سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: تحشر أمّتى يوم القيامة على خمس رايات، فأول راية ترد عليَّ مع فرعون هذه الامة وهو معاوية، والثانية مع سامرى هذه الامة وهو عمرو بن عاص، والثالثة مع جاثليق هذه الامة وهو أبو موسى الأشعري، والرابعة مع أبي الأعور السلمي، وأمّا الخامسة فمعك يا عليُّ ، تحتها المؤمنون وأنت امامهم، ثمّ يقول الله تبارك وتعالى للاربعة:( ارْجِعُوا وَراءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ ) وهم شيعتي ومن والاني وقاتل معى الفئة الباغية والناكبة عن الصراط، وباب الرحمة هم شيعتي فينادى هؤلاء:( أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قالُوا بَلى وَلكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمانِيُّ

__________________

(١) أي لا يهتم به.

٢٤٢

في الدنيا( حَتَّى جاءَ أمْرُ اللهِ وَغَرَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْواكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ) ثم ترد أمتي وشيعتي فيروون من حوض محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله وبيدي عصى عوسج اطرد بها أعدائى طرد غريبة الإبل.(١)

٦٣ ـ في الكافي باسناده إلى أبان بن تغلب قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: تجنبوا المنى فانها تذهب بهجة ما خولتم، وتستصغرون بها مواهب الله جل وعز عندكم وتعقبكم الحسرات فيما وهمتم به أنفسكم.

٦٤ ـ وباسناده إلى أبي بصير عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: لم يزل بنو إسماعيل ولاة البيت ويقيمون للناس حجتهم وأمر دينهم يتوارثونه كابر(٢) عن كابر حتى كان زمن عدنان بن أدد،( فَطالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ) وفسدوا وأحدثوا في دينهم وأخرج بعضهم بعضا، الحديث.

٦٥ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سماعة وغيره عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: نزلت هذه الآية في القائمعليه‌السلام ( وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلُ فَطالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ ) .

٦٦ ـ في مجمع البيان ومن كلام عيسىعليه‌السلام لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فتقسوا قلوبكم فان القلب القاسي بعيد من الله.

٦٧ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سلام بن المستنير عن أبي جعفرعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها ) قال: يحيى الله تعالى بالقائم بعد موتها، يعنى بموتها كفر أهلها والكافر ميت.

٦٨ ـ وباسناده إلى سليط قال: قال الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهم

__________________

(١) أي الإبل الغريبة وذلك أنّ الإبل إذا وردت الماء فدخل عليها غريبة من غيرها ضربت وطردت حتى تخرج عنها.

(٢) أي عظيما وكبيرا عن كبير.

٢٤٣

السلام: منا اثنى عشر مهديا أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وآخرهم التاسع من ولدي هو القائم بالحق به يحيى الله الأرض بعد موتها، ويظهر به الدين الحق على الدين كله ولو كره المشركون، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٦٩ ـ في روضة الكافي باسناده إلى محمد الحلبي انه سأل أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها ) قال العدل بعد الجور.

أقول: قد سبق في الروم عند قوله تعالى:( يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها ) بعض الأحاديث فلتراجع.

٧٠ ـ في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنينعليه‌السلام أصحابه من الاربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه ما من الشيعة عبد يقارف(١) أمرا نهيناه عنه فيموت حتى يبتلى ببلية تمحص بها ذنوبه، إمّا في مال واما في ولد وإمّا في نفس حتى يلقى الله وما له ذنب، انه ليبقى عليه الشيء من ذنوبه فيشدد عليه عند موته، الميت من شيعتنا صديق شهيد، صدق بأمرنا وأحب فينا وأبغض فينا، يريد ذلك اللهعزوجل يؤمن بالله وبرسوله، قال اللهعزوجل : «يؤمن بالله وبرسوله» قال اللهعزوجل ( وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ ) .

٧١ ـ في روضة الكافي خطبة لأمير المؤمنينعليه‌السلام وهي خطبة الوسيلة يقول فيهاعليه‌السلام : وانى النبأ العظيم والصديق الأكبر.

٧٢ ـ وباسناده إلى أبي حمزة قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول لرجل من الشيعة: أنتم الطيبون ونساؤكم الطيبات، كل مؤمنة حوراء عيناء، وكل مؤمن صديق والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٧٣ ـ في مجمع البيان:( لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ ) أي لهم ثواب طاعتهم ونور ايمانهم

__________________

(١) قارف الذنب: داناه.

٢٤٤

الذي يهتدون به إلى طريق الجنة، وهذا قول عبد الله بن مسعود ورواية البراء بن عازب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

٧٤ ـ وروى العياشي بالإسناد عن منهال القصاب قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : ادع الله أنْ يرزقني الشهادة، فقال: إنّ المؤمن شهيد وقرأ هذه الاية.

٧٥ ـ وعن الحارث بن المغيرة قال: كنا عند أبي جعفرعليه‌السلام فقال: العارف منكم هذا الأمر المنتظر له المحتسب فيه الخير كمن جاهد والله مع قائم آل محمّد بسيفه، ثم قال: بل والله كمن جاهد مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بسيفه، ثم قال الثالثة: بل والله كمن استشهد مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في فسطاطه ؛ وفيكم آية من كتاب الله قلت: وأية آية جعلت فداك؟ قال: قول الله:( وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ ) قال: صرتم والله شهداء عند ربكم.

٧٦ ـ في تهذيب الأحكام باسناده إلى أبي حصير عمن سمع علي بن الحسينعليهما‌السلام يقول وذكر الشهداء قال: فقال بعضنا في المبطون، وقال بعضنا في الذي يأكله السبع، وقال بعضنا غير ذلك مما يذكر في الشهادة، فقال إنسان: ما كنت أرى أنّ الشهيد إلّا من قتل في سبيل الله؟ فقال عليّ بن الحسينعليهما‌السلام إنّ الشهداء إذا لقليل ثم ّقرء هذه الآية( الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ ) ثمّ قال: هذه لنا ولشيعتنا.

٧٧ ـ في محاسن البرقي عنه عن أبيه عن حمزة بن عبد الله الجعفري عن جميل بن دراج عن عمرو بن مروان عن الحارث بن حصيرة عن زيد بن أرقم عن عليّ بن الحسينعليهما‌السلام قال: ما من شيعتنا إلّا صديق أو شهيد، قال: قلت جعلت فداك أنى يكون ذلك وعامتهم يموتون على فرشهم؟ فقال: اما تتلو كتاب الله في الحديد:( وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ ) قال: فكأني لم اقرأ هذه الآية من كتاب اللهعزوجل ، وقال: لو كان الشهداء ليس إلّا كما تقول(١)

__________________

(١) وفي بعض النسخ «لو كان الشهداء ما يقولون كان الشهداء اه».

٢٤٥

لكان الشهداء قليلا :

٧٨ ـ عنه عن أبيه عن النضر بن سويد عن يحيى بن عمران الحلبي عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال لي: يا أبا محمّد إنّ الميت منكم على هذا الأمر شهيد، قلت: وان مات على فراشه؟ قال: أي والله وان مات على فراشه حي عند ربه يرزق.

٧٩ ـ عنه عن إبراهيم بن إسحق عن عبد الله بن حماد عن أبان بن تغلب قال: كان أبو عبد اللهعليه‌السلام إذا ذكر هؤلاء الذين يقتلون في الثغور يقول: ويلهم ما يصنعون بهذا يتعجلون قتلة الدنيا وقتلة الاخرة، والله ما الشهداء إلّا شيعتنا وان ماتوا على فراشهم.

٨٠ ـ عنه عن ابن محبوب عن عمرو بن ثابت أبي المقدام عن مالك الجهني قال: قال لي أبو عبد اللهعليه‌السلام : يا مالك إنّ الميت منكم على هذا الأمر شهيد بمنزلة الضارب في سبيل الله، وقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : ما يضر رجلا من شيعتنا أية ميتة مات أو اكلة سبع أو حرق بالنار أو خنق أو قتل، هو والله شهيد.

٨١ ـ في أمالي شيخ الطائفةقدس‌سره باسناده إلى ابن عباس انه سئل عن قول اللهعزوجل :( وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً ) قال: سئل قوم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقالوا: فيمن نزلت هذه يا نبي الله؟ قال: إذا كان يوم القيامة عقد لواء من نور أبيض، ونادى مناد: ليقم سيد المؤمنين ومعه الذين آمنوا وقد بعث الله محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛ فيقوم عليّ بن أبي طالب فيعطى الله اللواء من النور أبيض بيده تحته جميع السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، ولا يخالطهم غيرهم حتى يجلس على منبر من نور رب العزة، ويعرض الجميع عليه رجلا رجلا فيعطى اجره ونوره، فاذا أتى على آخرهم قيل لهم: قد عرفتم موضعكم ومنازلكم من الجنة، إنّ ربكم يقول لكم عندي مغفرة وأجر عظيم يعنى الجنة، فيقوم إلى الجنة، عليّ بن أبي طالب والقوم تحت لوائه معهم حتى يدخل الجنة، ثم يرجع إلى منبره ولا يزال يعرض عليه جميع المؤمنين فيأخذ منهم إلى الجنة ويترك أقواما على النار، فذلك

٢٤٦

قول اللهعزوجل : «( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ ) أجرهم ونورهم» يعنى السابقين الأولين والمؤمنين وأهل الولاية له وقوله: و( الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ ) هم الذين قاسم عليهم النار فاستحقوا الجحيم.

٨٢ ـ في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد قال: حدّثنا أبو عمرو الزبيري عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قلت: أخبرنى عما ندب اللهعزوجل المؤمنين إليه من الاستباق إلى الايمان، فقال: قول اللهعزوجل ( سابِقُوا إلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُها كَعَرْضِ السَّماءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٨٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثنا أبي عن ابن أبي عمير عن أبي بصير قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : إنّ أدنى أهل الجنة منزلا لو نزل به الثقلان الجن والانس لو لوسعهم طعاما وشرابا، ولا ينقص مما عنده شيئا، وان أيسر أهل الجنة منزلا من يدخل الجنة فيرفع له ثلاث حدائق، فاذا دخل أدناهن راى فيها من الأزواج ومن الخدم والأنهار والثمار ما شاء الله، مما يملأ عينه قرة وقلبه مسرة، فاذا شكر الله وحمده قيل له: ارفع رأسك إلى الحديقة الثانية ففيها ما ليس في الاخرى فيقول: يا رب أعطنى هذه فيقول الله تعالى: إنْ أعطيتكها سألتنى غيرها؟ فيقول: رب هذه هذه، فاذا هو دخلها وعظمت مسرته شكر الله وحمده قال: فيقال افتحوا له بابا إلى الجنة، ويقال له: ارفع رأسك فاذا قد فتح له باب من الخلد ويرى أضعاف ما كان فيما قبل، فيقول عند مضاعف مسراته: ربّ لك الحمد الذي لا يحصى إذ مننت عليَّ بالجنان وأنجيتنى من النيران، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٨٤ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: تعتلج النطفتان في الرحم فأيتهما كانت أكثر جاءت تشبهها، فان كانت نطفة المرأة أكثر جاءت تشبه أخواله، وان كانت نطفة الرجل أكثر جاءت تشبه أعمامه، وقال: تحول النطفة في الرحم أربعين يوما فمن أراد أنْ يدعو اللهعزوجل ففي تلك الأربعين

٢٤٧

قبل أنْ يخلق ؛ ثمّ يبعث اللهعزوجل ملك الأرحام فيأخذها فيصعد بها إلى اللهعزوجل ، فيقف ما شاء الله فيقول: يا الهى اذكر أم أنثى؟ فيوحى اللهعزوجل من ذلك شيئا ويكتب الملك، فيقول: أللّهم كم رزقه وما اجله؟ ثمّ يكتبه ويكتب كل ما يصيبه في الدنيا بين عينيه ثمّ يرجع فيرده في الرحم فذلك قول اللهعزوجل :( ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها ) .

٨٥ ـ في أصول الكافي علي بن إبراهيم رفعه قال: لـمّا حمل عليّ بن الحسينعليهما‌السلام إلى يزيد بن معاوية فأوقف بين يديه، قال يزيد لعنه الله:( وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ) فقال عليّ بن الحسينعليه‌السلام ليست هذه الآية فينا، إنّ فينا قول اللهعزوجل :( ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ ) .

٨٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم باسناده إلى عبد الرحمان بن كثير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله:( ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها ) صدق الله وبلغت رسله كتابه في السماء، علمه بها وكتابه في الأرض علومنا في ليلة القدر وغيرها إنّ ذلك على الله يسير.

٨٧ ـ وقال الصادقعليه‌السلام : لـمّا أدخل برأس الحسين بن عليٍّعليهما‌السلام على يزيد بن معاوية وأدخل عليه عليّ بن الحسينعليهما‌السلام مقيدا مغلولا قال يزيد: يا عليّ بن الحسين( ما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ) فقال عليّ بن الحسينعليهما‌السلام . كلّا، ما نزلت هذه فينا انما نزلت فينا( ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها ) فنحن الذين لا نأسى على ما فاتنا ولا نفرح بما أوتينا منها.

٨٨ ـ في كتاب مقتل الحسين (عليه السلام)لأبي مخنف أنّ يزيد لعنه الله لـمّا نظر إلى عليّ بن الحسينعليهما‌السلام قال له: أبوك قطع رحمي وجهل حقّي ونازعنى في سلطاني فعل الله به ما رأيت؟ فقال عليّ بن الحسين:( ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ ) .

٢٤٨

٨٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقال أبو جعفرعليه‌السلام :( لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ ) قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: سأل رجل أبيعليه‌السلام عن ذلك فقال: نزلت في أبي بكر وأصحابه، واحدة مقدمه، وواحدة مؤخره، لا تأسوا على ما فاتكم مما خص به عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ولا تفرحوا بما آتاكم من الفتنة التي عرضت لكم بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال الرجل: اشهد انكم أصحاب الحكم الذي لا خلاف فيه، ثم قال الرجل فذهب فلم أره.

٩٠ ـ وباسناده إلى حفص بن غياث قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : جعلت فداك فما حد الزهد في الدنيا؟ فقال: قد حده الله في كتابه فقالعزوجل :( لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ ) .

٩١ ـ وباسناده إلى سليمان بن داود رفعه قال: جاء رجل إلى علي بن الحسينعليهما‌السلام فقال له: فما الزهد؟ قال: عشرة أجزاء فأعلى درجات الزهد أدنى درجات الرضا، ألآ وإنّ الزهد في آية من كتاب الله( لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ ) .

٩٢ ـ في أصول الكافي باسناده إلى أبي جعفر الباقرعليه‌السلام حديث طويل وفيه أنّ إلياسعليه‌السلام قال لهعليه‌السلام : أخبرنى عن تفسير( لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ ) مما خصّ به عليّعليه‌السلام ( وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ ) قال: في أبي فلان وأصحابه، واحدة مقدمة وواحدة مؤخرة،( لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ ) مما خصّ به عليّعليه‌السلام ( وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ ) من الفتنة التي عرضت لكم بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

٩٣ ـ الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن أحمد بن محمد عن شعيب بن عبد الله عن بعض أصحابه رفعه قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : إنّ الناس ثلاثة: زاهد وصابر وراغب، فأمّا الزاهد فقد خرجت الأحزان والأفراح من قبله، فلا يفرح بشيء من الدنيا ولا يأسي على شيء منها فاته فهو مستريح، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٩٤ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه وعلي بن محمد عن القاسم بن محمد عن سليمان

٢٤٩

بن داود المنقري عن علي بن هاشم بن البريد عن أبيه أنّ رجلا سأل عليّ بن الحسينعليهما‌السلام عن الزهد فقال: عشرة أجزاء فأعلى درجة الزهد الورع، وأعلى درجة الورع، أدنى درجة اليقين، وأعلى درجة اليقين أدنى درجة الرضا، ألآ وانّ الزهد في آية من كتاب الله( لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ ) .

٩٥ ـ في نهج البلاغة وقالعليه‌السلام : الزهد كله بين كلمتين من القرآن قال الله تعالى:( لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ ) ومن لم يأس على الماضي، ولم يفرح بالآتى فقد أخذ الزهد بطرفيه.

٩٦ ـ في مجمع البيان:( الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ ) وفي الحديث أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله سأل عن سيد بنى عوف، فقالوا: جد بن قيس على انه يزن بالبخل فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : وأيُّ داء أدوى من البخل؟ سيدكم البراء بن معرور ـ معنى يزن يتهم ويعرف ـ.

٩٧ ـ في أصول الكافي باسناده إلى عبد الحميد بن أبي الديلم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : وجرت من بعده في الحواريين في المستحفظين وإنّما سماهمعزوجل المستحفظين لأنهم استحفظوا الاسم الأكبر وهو الكتاب الذي يعلم به علم كل شيء الذي كان مع الأنبياءعليهم‌السلام ، يقول اللهعزوجل : «( لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ * وَأَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَالْمِيزانَ ) الكتاب الاسم الأكبر، وإنّما عرف مما يدعى الكتاب التوراة والإنجيل والفرقان، فيها كتاب نوح وفيها كتاب صالح وشعيب وإبراهيم، فأخبر اللهعزوجل ( إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى ) فأين صحف إبراهيم، انما صحف إبراهيم الاسم الأكبر: فلم تزل الوصية في عالم بعد عالم حتى دفعوها إلى محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

٩٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَيِّناتِ وَأَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَالْمِيزانَ ) قال: الميزان الامام.

٩٩ ـ في جوامع الجامع وروى أنّ جبرئيلعليه‌السلام نزل بالميزان فدفعه إلى نوح

٢٥٠

وقال: مر قومك يزنوا به.

١٠٠ ـ في كتاب التوحيد حديث طويل عن عليٍّعليه‌السلام يقول فيه ـ وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الآيات ـ وقد أعلمتك أنّ رُبَّ شيءٌ من كتاب الله تأويله غير تنزيله ولا يشبه كلام البشر، وسأنبئك بطرف منه فتكتفى إنْ شاء الله، من ذلك قول إبراهيم:( إِنِّي ذاهِبٌ إلى رَبِّي سَيَهْدِينِ ) فذهابه إلى ربه توجهه إليه عبادة واجتهادا، وقربة إلى الله جل وعز، ألآ ترى أنّ تأويله غير تنزيله، وقال:( أَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ ) يعنى السلاح وغير ذلك.

١٠١ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث وفيه وقال:( وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ ) فانزاله ذلك خلفه إياه.

١٠٢ ـ في كتاب الخصال عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حديث طويل يقولعليه‌السلام فيه: ثمّ إنّ الجبال فخرت على الأرض فشمخت واستطالت، وقالت: أي شيء يغلبني؟ فخلق الحديد فقطعها فقرت الجبال وذلت، ثمّ إنّ الحديد فخر الجبال وقال: أي شيء يغلبني؟ فخلق النار فأذابت الحديد.

١٠٣ ـ في مجمع البيان وروى ابن عمر عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: إنّ اللهعزوجل انزل أربع بركات من السماء إلى الأرض، انزل الحديد والنار والماء والملح.

١٠٤ ـ في عيون الأخبار في باب ذكر مجلس الرضاعليه‌السلام مع المأمون في الفرق بين العترة والامة حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : اما علمتم انه وقعت الوراثة والطهارة على المصطفين المهتدين دون سايرهم؟ قالوا: ومن اين يا أبا الحسن؟ قال: قول اللهعزوجل :( وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً وَإِبْراهِيمَ وَجَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ ) فصارت وراثة النبوة والكتاب للمهتدين دون الفاسقين، اما علمتم أنّ نوحا حين سأل ربهعزوجل ( فَقالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحاكِمِينَ ) وذلك أنّ اللهعزوجل وعده أنْ ينجيه واهله فقال له ربهعزوجل :( يا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ فَلا تَسْئَلْنِ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ ) .

٢٥١

١٠٥ ـ وباسناده إلى محمد بن علي بن أبي عبد الله عن أبي الحسنعليه‌السلام في قول اللهعزوجل ( وَرَهْبانِيَّةً ابْتَدَعُوها ما كَتَبْناها عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغاءَ رِضْوانِ اللهِ ) قال. صلوة الليل. في الكافي باسناده إلى محمد بن علي بن أبي عبد الله عن أبي الحسنعليه‌السلام مثله سواء.

١٠٦ ـ في مجمع البيان في خبر مرفوع عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛ فما رعاها الذين بعدهم حق رعايتها، وذلك لتكذيبهم بمحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله عن ابن عباس، وقال الزجاج أنّ تقريره:( ما كَتَبْناها عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغاءَ رِضْوانِ اللهِ ) وابتغاء رضوان الله اتباع ما أمره به، فهذا وجه قال: وفيها وجه آخر جاء في التفسير انهم كانوا يرون من ملوكهم ما لا يصبرون عليه، فاتخذوا أسرابا وصوامع(١) وابتدعوا ذلك، فلما الزموا أنفسهم ذلك التطوع ودخلوا عليه لزمهم تمامه، كما أنّ الإنسان إذا جعل على نفسه صوما لم يفرض عليه لزمه أنْ يتمه، قال: وقوله:( فَما رَعَوْها حَقَّ رِعايَتِها ) على ضربين: (أحدهما) أنْ يكونوا قصروا فيما ألزموه أنفسهم (والاخر) وهو الأجود أنْ يكونوا حين بعث النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فلم يؤمنوا به ؛ كانوا تاركين لطاعة الله، فما رعوها تلك الرهبانية حق رعايتها، ودليل ذلك قوله:( فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا ) أجرهم يعنى الذي آمنوا بالنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وكثير منهم فاسقون أي كافرون انتهى كلام الزجاج.

١٠٧ ـ ويعضد هذا ما جاءت به الرواية عن ابن مسعود قال: كنت رديف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله على الحمار فقال: يا ابن أم عبد هل تدري من أين أحدثت بنو إسرائيل الرهبانية؟ فقلت: الله ورسوله أعلم، فقال: ظهرت عليهم الجبابرة بعد عيسىعليه‌السلام يعملون بمعاصي الله، فغضب أهل الايمان فقاتلوهم، فهزم أهل الايمان ثلاث مرات فلم يبق منهم إلّا القليل، فقالوا: إنْ ظهرنا لهؤلاء أفنونا ولم يبق للدين أحد يدعو اليه، فتعالوا نتفرق في الأرض إلى أنْ يبعث الله النبي الذي وعدنا به عيسىعليه‌السلام يعنون محمّداصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فتفرقوا في غيران الجبال(٢) وأحدثوا

__________________

(١) أسراب جمع السرب ـ محركة ـ: الحفير تحت الأرض. والصوامع جمع الصومعة: مغار الراهب.

(٢) جمع الغار.

٢٥٢

رهبانية، فمنهم من تمسك بدينه ؛ ومنهم من كفر ثم تلا هذه الاية:( وَرَهْبانِيَّةً ابْتَدَعُوها ما كَتَبْناها عَلَيْهِمْ ) إلى آخرها ثم قال: يا ابن أم عبد أتدري ما رهبانية أمتى؟ قال: الله ورسوله أعلم، قال: الهجرة والجهاد والصلوة والصوم والحج والعمرة.

١٠٨ ـ وعن ابن مسعود قال: دخلت على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: يا ابن مسعود اختلف من كان قبلكم على اثنين وسبعين فرقة، نجا منها ثنتان وهلك سائرهن، فرقة قاتلوا الملوك على دين عيسى فقتلوهم، وفرقة لم يكن لهم طاقة لموازاة الملوك ولا أنْ يقيموا بين ظهرانيهم يدعونهم إلى دين الله تعالى ودين عيسى، فساحوا في البلاد وترهبوا، وهم الذين قال الله:( وَرَهْبانِيَّةً ابْتَدَعُوها ما كَتَبْناها عَلَيْهِمْ ) ثم قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : من آمن بى وصدقنى واتبعنى فقد رعاها حق رعايتها، ومن لم يؤمن بها فأولئك هم الهالكون.

١٠٩ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن القاسم بن سليمان عن سماعة بن مهران عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ ) قال: الحسن والحسين( وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً ) قال: امام تأتمون به.

١١٠ ـ أحمد بن إدريس عن محمد بن عبد الجبار عن ابن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن أبي الجارود قال: قلت لأبي جعفرعليه‌السلام : لقد آتى الله أهل الكتاب خيرا كثيرا قال: وما ذاك؟ قلت: قول اللهعزوجل :( الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ ) إلى قوله:( أُولئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِما صَبَرُوا ) قال: فقال قد آتاكم الله كما آتاهم، ثم تلا:( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ ) يعنى إماما تأتمون به.

١١١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ ) قال: نصيبين من رحمته، أحدهما، أنْ لا يدخله النار، وثانيهما أنْ يدخله الجنة( وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ ) يعنى الايمان.

٢٥٣

١١٢ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب الصادقعليه‌السلام في قوله تعالى: «( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ ) قال: الكفلين والحسن والحسين والنور على.

١١٣ ـ في مجمع البيان قال سعيد بن جبير: بعث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله جعفرا ١ في سبعين راكبا إلى النجاشي يدعوه فقد عليه ودعاه فاستجاب له وآمن به، فلما كان عند انصرافه قال ناس ممن آمن به من أهل مملكته وهم أربعون رجلا: ائذن لنا فنأتي هذا النبي فنسلم به، فقدموا مع جعفر، فلما رأوا ما بالمسلمين من الخصاصة استأذنوا وقالوا: يا نبي الله إنّ لنا أموالا ونحن نرى ما بالمسلمين من الخصاصة فان أذنت لنا انصرفنا فجئنا بأموالنا فواسينا المسلمين بها فاذن لهم فانصرفوا فأتوا بأموالهم فواسوا بها المسلمين، فأنزل الله تعالى فيهم:( الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ ) إلى قوله:( وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ ) فكانت النفقة التي واسوا بها المسلمين، فلما سمع أهل الكتاب ممن لم يؤمن به قوله:( أُولئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِما صَبَرُوا ) فخروا على المسلمين فقالوا: يا معشر المسلمين اما من آمن بكتابكم وكتابنا فله أجر كأجوركم فما فضلكم علينا فنزل:( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ ) الآية فجعل لهم أجرين وزادهم النور والمغفرة، ثم قال:( لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ ) وقال الكلبي كان هؤلاء أربعة وعشرين رجلا قدموا من اليمن على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو بمكة، لم يكونوا يهودا ولا نصارى، وكانوا على دين الأنبياء ؛ فأسلموا فقال لهم أبو جهل: بئس القوم أنتم والوفد لقومكم فردوا عليه( وَما لَنا لا نُؤْمِنُ بِاللهِ ) الآية فجعل الله لهم ولمؤمنى أهل الكتاب عبد الله بن سلام وأصحابه أجرين اثنين، فجعلوا يفخرون على أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ويقولون: نحن أفضل منكم، لنا أجران ولكم أجر واحد، فنزل:( لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ ) إلى آخر السورة. وروى عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله انه قال: من كانت له ابنة يعلمها فأحسن تعليمها وأدبها فأحسن تأديبها وأعتقها وتزوجها فله أجران، وأيمان رجل من أهل الكتاب آمن

٢٥٤

بنيه وآمن بمحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛ فله أجران، وأيما مملوك أدى حق الله وحق مواليه فله أجران أورده البخاري في الصحيح.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قرء سورة الحديد والمجادلة في صلوة فريضة أدمنها لم يعذبه الله حتى يموت أبدا، ولا يرى في نفسه ولا أهله سوءا أبدا ولا خصاصة في بدنه.

٢ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ومن قرأ سورة المجادلة كتب من حزب الله يوم القيامة.

٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم:( قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَتَشْتَكِي إلى اللهِ وَاللهُ يَسْمَعُ تَحاوُرَكُما إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ) قال: كان سبب نزول هذه السورة انه أوّل من ظاهر في الإسلام، كان رجلا يقال له أوس بن الصامت من الأنصار، وكان شيخا كبيرا فغضب على أهله يوما، فقال لها أنت عليَّ كظهر أمّي ثمّ ندم على ذلك، قال: وكان الرجل في الجاهلية إذا قال لأهله: أنت عليَّ كظهر أمّي حرمت عليه آخر الأبد، وقال أوس لأهله: يا خولة إنّا كنّا نحرم هذا في الجاهلية وقد أتانا الله بالإسلام فاذهبي إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فاسئليه عن ذلك فأتت خولة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال: بأبي أنت وأمّي يا رسول الله إنّ أوس بن الصامت هو زوجي وأبو ولدي وابن عمّي، فقال لي: أنت عليَّ كظهر أمّي وكنّا نحرم ذلك في الجاهليّة وقد أتانا الله [بالإسلام] بك.

حدّثنا علي بن الحسين قال: حدّثنا محمد بن أبي عبد الله عن الحسن بن محبوب عن أبي ولاد عن حمران عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: إنّ امرأة من المسلمات أتت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقالت: يا رسول الله إنّ فلانا زوجي وقد نثرت له بطني(١) وأعنته على دنياه وآخرته لم ير مني مكروها أشكوه

__________________

(١) نثرت المرأة بطنها: كثرت ولدها.

٢٥٥

إليك، فقال: فبم تشكونيه؟ قالت: أنّه قال: أنت عليَّ حرام كظهر أمّي وقد أخرجنى من منزلي، فانظر في أمرى فقال لها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما أنزل الله تبارك وتعالى كتابا أقضى فيه بينك وبين زوجك وأنا أكره أنْ أكون من المتكلّفين فجعلت تبكي وتشتكي ما بها إلى اللهعزوجل والى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وانصرفت، قال: فسمع الله تبارك وتعالى مجادلتها لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في زوجها وشكت اليه، وأنزل اللهعزوجل في ذلك قرآنا:( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَتَشْتَكِي إلى اللهِ وَاللهُ يَسْمَعُ تَحاوُرَكُما ) إلى قوله:( وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً وَإِنَّ اللهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ ) ، قال: فبعث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى المرأة فأتته فقال لها: جيئي بزوجك فأتت به، فقال له: أقلت لامرأتك هذه: أنت حرام كظهر أمّي؟ فقال: قد قلت لها ذاك، فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : قد أنزل الله تبارك وتعالى فيك وفي امرأتك قرآنا وقرء( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَتَشْتَكِي إلى اللهِ وَاللهُ يَسْمَعُ تَحاوُرَكُما إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ الَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسائِهِمْ ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ إِنْ أُمَّهاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً وَإِنَّ اللهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ ) فضم إليك امرأتك فانك قد قلت منكرا من القول وزورا، وقد عفى الله عنك وغفر لك ولا تعد ؛ قال: فانصرف الرجل وهو نادم على ما قال لامرأته وكره اللهعزوجل ذلك للمؤمنين بعد، وانزل الله:( الَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْ نِسائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِما قالُوا ) يعنى لـمّا قال الرجل لامرأته: أنت عليَّ كظهر أمّي قال: فمن قالها بعد ما عفى الله وغفر للرجل الاوّل فانّ عليه تحرير( رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ) يعنى مجامعتهما( ذلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ ) يعنى( مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً ) قال: فجعل الله عقوبة من ظاهر بعد النهى هذا ثمّ قال:( ذلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللهِ ) قال: هذا حد الظهار قال حمران قال أبو جعفرعليه‌السلام ولا يكون ظهار في يمين ولا في إضرار ولا في غضب، ولا يكون

٢٥٦

ظهار إلّا على طهر من غير جماع بشهادة شاهدين مسلمين.

٤ ـ في مجمع البيان فاما ما ذهب إليه أئمة الهدى من آل محمّدعليهم‌السلام فهو أنّ المراد بالعود إرادة الوطي ونقض القول الذي قاله، لانّ الوطي لا يجوز إلّا بعد الكفارة ولا يبطل حكم قوله الاوّل إلّا بعد الكفارة.

٥ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد وعلي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن جميل بن صالح عن الفضيل بن يسار قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن رجل مملوك ظاهر من امرأته فقال: لا يكون ظهار ولا إيلاء حتى يدخل بها.

٦ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن أبي نصر عن الرضاعليه‌السلام قال: الظهار لا يقع على الغضب.

٧ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن أحمد بن الحسن عن عمرو بن سعيد عن مصدق بن صدقة عن عمار بن موسى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته عن الظهار الواجب قال: الذي يريد به الرجل الظهار بعينه.

٨ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: إذا قالت المرأة: زوجي عليَّ كظهر أمّي فلا كفارة عليها.

٩ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان عن ابن أبي عمير عن عبد الرحمن بن الحجاج قال: الظهار ضربان أحدهما فيه الكفارة قبل المواقعة، والاخر بعده، فالذي يكفر قبل المواقعة الذي يقول: أنت عليَّ كظهر أمّي، ولا يقول: إنّ فعلت بك كذا وكذا، والذي يكفر بعد المواقعة هو الذي يقول: أنت عليَّ كظهر أمّي إنْ قربتك.

١٠ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن القاسم بن محمد الزيات قال: قلت لأبي الحسنعليه‌السلام : إني ظاهرت من امرأتي؟ فقال: كيف قلت؟ قال: قلت: أنت عليَّ كظهر أمّي إنْ فعلت كذا وكذا، فقال: لا شيء عليك ولا تعد.

١١ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ابن بكير عن

٢٥٧

رجل من أصحابنا عن رجل قال: قلت لأبي الحسنعليه‌السلام إني قلت لامرأتى: أنت عليَّ كظهر أمّي إنْ خرجت من باب الحجرة، فخرجت فقال: ليس عليك شيء فقلت: إني أقوي على أنْ أكفّر؟ فقال: ليس عليك شيء، فقلت: إني أقوى على أنْ أكفّر رقبة ورقبتين؟ قال ليس عليك شيء قويت أو لم تقو.

١٢ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه وعدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام : قال سمعته يقول: جاء رجل إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال: يا رسول الله ظاهرت من امرأتى قال: اذهب فأعتق رقبة، قال: ليس عندي قال: اذهب فصم شهرين متتابعين، قال: لا أقوى قال: اذهب فأطعم ستين مسكينا قال: ليس عندي قال: فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : انا أتصدق عنك فأعطاه تمرا لإطعام ستين مسكينا فقال: اذهب فتصدق بها فقال: والذي بعثك بالحق لا اعلم بين لابتيها(١) أحدا أحوج إليه منى ومن عيالي، قال: فاذهب وكل واطعم عيالك.

١٣ ـ عدة من أصحابنا عن سهل عن ابن محبوب عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: سألته عن المملوك أعليه ظهار؟ فقال، نصف ما على الحر من الصوم وليس عليه كفارة صدقة ولا عتق.

١٤ ـ عليّ عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حفص بن البختري عن أبي عبد الله وابى الحسنعليهما‌السلام في رجل كان له عشر جوار فظاهر منهن كلهن جميعا بكلام واحد فقال: عليه عشر كفارات.

١٥ ـ أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن سيف التمار قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : الرجل يقول لامرأته: أنت عليَّ كظهر أمّي أو عمّتي أو خالتي؟ قال: فقال: انما ذكر الله الأمّهات وانّ هذا لحرام.

١٦ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن جميل بن دراج قال: قلت لأبي عبد الله: الرجل يقول لامرأته: أنت عليَّ كظهر عمّته أو خالته؟ فقال: هو الظهار.

__________________

(١) الضمير في لابتيها يرجع إلى المدينة. ولابتاها: جانباها. والابة: الحرة وهي ارض ذات حجارة سود كأنها أحرقت بالنار. والمدينة المشرفة انما هي بين حرتين عظيمتين.

٢٥٨

١٧ ـ أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار والرزاز عن أيوب بن نوح عن صفوان عن إسحق بن عمار قال: سئلت أبا إبراهيمعليه‌السلام عن الرجل يظاهر من جاريته؟ فقالعليه‌السلام : الحرة والامة في ذا سواء.

١٨ ـ محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن صفوان بن يحيى عن العلاء بن رزين عن محمد بن مسلم عن أبي جعفرعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً ) قالعليه‌السلام : من مرض أو عطاش، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٩ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: صيام كفارة اليمين في الظهار شهرين متتابعين، والتتابع أنْ يصوم شهرا أو يصوم من الشهر الاخر أياما أو شيئا منه، فان عرض له شيء يفطر فيه أو ظهر ثم قضى ما بقي عليه، وان صام شهرا ثم عرض له شيء فأفطر قبل أنْ يصوم من الاخر شيئا فلم يتابع أعاد الصوم كله.

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه للظهار احكام وتفاصيل كثيرة مذكورة في محالها فمن أرادها وقف عليها هناك.

٢٠ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل وفيه وقوله:( وَهُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلهٌ ) وقوله:( وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ ) وقوله( ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ ) فانما أراد بذلك استيلاء امنائه بالقدرة التي ركبها فيهم على جميع خلقه ؛ وان فعلهم فعله.

٢١ ـ في كتاب الاهليلجة المنقول عن الصادق وإنّما سمى سميعا لأنه( ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ وَلا أَدْنى مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ ما كانُوا ) يسمع دبيب النمل على الصفا وخفقان الطير في الهوا لا يخفى عليه خافية ولا شيء مما أدركه الأسماع والأبصار، وما لا تدركه الأسماع والأبصار، ما حل من ذلك وما دق وما صغر وما كبر.

٢٢ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى عمر بن أذينة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول

٢٥٩

اللهعزوجل ( ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ وَلا أَدْنى مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ ما كانُوا ) فقال: هو واحد أحدى الذات باين من خلقه وبذلك وصف نفسه ؛ وهو بكل شيء محيط بالإشراف والاحاطة والقدرة،( لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَلا أَصْغَرُ مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْبَرُ ) ، بالإحاطة والعلم لا بالذات لان الأماكن محدودة تحويها حدود أربعة فاذا كان بالذات لزمه الحواية. وفي أصول الكافي مثله سواء.

٢٣ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد البرقي رفعه قال: سئل الجاثليق أمير المؤمنينعليه‌السلام فقال: أخبرني عن اللهعزوجل اين هو؟ فقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : هو هاهنا وهاهنا وفوق وتحت ومحيط بنا ومعنا وهو قوله:( ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ وَلا أَدْنى مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ ما كانُوا ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ ) قال فلان وفلان وأبى فلان حين اجتمعوا فدخلوا الكعبة فكتبوا بينهم كتابا إنْ مات محمّد أنْ لا يرجع الأمر فيهم أبدا.

٢٥ ـ في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن علي بن الحسين عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله في قول اللهعزوجل :( ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ وَلا أَدْنى مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ ما كانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) قال: نزلت هذه الآية في فلان وفلان وأبى عبيدة بن الجراح وعبد الرحمن بن عوف وسالم مولى أبي حذيفة والمغيرة بن شعبة، حيث كتبوا الكتاب بينهم وتعاهدوا وتوثقوا لئن مضى محمد لا يكون الخلافة في بنى هاشم ولا النبوة أبدا فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآية إلى قوله: لعلك ترى انه كان يوم يشبه يوم كتب الكتاب إلّا يوم قتل الحسينعليه‌السلام وهكذا كان في سابق علم اللهعزوجل الذي أعلمه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إذا كتب الكتاب قتل الحسينعليه‌السلام وخرج الملك من بنى هاشم فقد كان ذلك كله.

٢٦٠

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749