تفسير نور الثقلين الجزء ٥

تفسير نور الثقلين0%

تفسير نور الثقلين مؤلف:
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 749

تفسير نور الثقلين

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي
تصنيف: الصفحات: 749
المشاهدات: 328113
تحميل: 3883


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 749 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 328113 / تحميل: 3883
الحجم الحجم الحجم
تفسير نور الثقلين

تفسير نور الثقلين الجزء 5

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

٦١ ـ في مجمع البيان( ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ ) أي جماعة من الأمم الماضية التي كانت قبل هذه الامة وجماعة من مؤمني هذه الامة، وهذا قول مقاتل وعطا وجماعة من المفسرين، وذهب جماعة منهم إلى أنّ الثلتين، جميعا من هذه الأمّة، وهو قول مجاهد والضحاك واختاره الزجاج، وروى ذلك مرفوعا عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله انه قال: جميع الثلتين من أمتي، ومما يؤيد القول الاول ويعضده من طريق الرواية ما رواه نقلة الأخبار بالإسناد عن ابن مسعود قال: تحدثنا عند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ليلة حتى أكثرنا الحديث ثم رجعنا إلى أهلنا فلما أصبحنا غدونا إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: عرضت على الأنبياء الليلة بأتباعها من أممها فكان النبي يجيء معه الثلة من أمته والنبي معه العصابة من أمته والنبي معه النفس من أمته، والنبي معه الرجل من أمته، والنبي ما معه من أمته أحد حتى أتى أخي موسى في كبكبة من بنى إسرائيل، فلما رأيتهم أعجبونى فقلت: أي رب من هؤلاء؟ فقال: أخوك موسى بن عمران ومن معه من بني إسرائيل فقلت: رب فأين أمتي؟ فقال: انظر عن يمينك فاذا ظراب مكة(١) قد سدت بوجوه الرجال فقلت: من هؤلاء فقيل: هؤلاء أمتك أرضيت؟ قلت: رب رضيت فقيل: إنّ مع هؤلاء سبعين ألفا من أمّتك يدخلون الجنة لا حساب عليهم، قال: فأنشأ عكاشة بن محصن من بنى أسد بن خزيمة فقال: يا نبي الله ادع ربك أنْ يجعلني منهم، فقال: أللّهم اجعله منهم، ثمّ أنشأ رجل آخر فقال: يا نبي الله ادع ربك أنْ يجعلني منهم، فقال: سبقك بها عكاشة، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : فداكم أبي وأمّي إنْ استطعتم أنْ تكونوا من السبعين فكونوا، وانْ عجزتم وقصرتم فكونوا من أهل الظراب، فانْ عجزتم وقصرتم فكونوا من أهل الأفق، وانى قد رأيت ثمَّ ناسا كثيرا يتهاوشون(٢) كثيرا فقلت: هؤلاء السبعون ألفا فاتفق رأينا على انهم ناس ولدوا

__________________

(١) ظراب جمع ظرب ـ ككتف ـ الجبال المنبسطة على الأرض وقيل: الروابي الصغار.

(٢) تهاوش القوم: اختلطوا.

٢٢١

في الإسلام، فلم يزالوا يعملون به حتى ماتوا عليه، فانتهى حديثهم إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: ليس كذلك ولكنهم الذين لا يسرفون ولا يتكبرون ولا يبطرون(١) وعلى ربهم يتوكلون ؛ ثمّ قال: إني لأرجو أنْ يكون من تبعني ربع الجنة قال: فكبرنا، ثمّ قال: إني لأرجو أنْ يكونوا ثلث أهل الجنة فكبرنا، ثمّ قال: إني لأرجو أنْ يكونوا شطر أهل الجنة ثمّ تلا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :( ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ ) .

٦٢ ـ في تفسير العياشي عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : والكتاب الامام، ومن أنكره كان من أصحاب الشمال الذين قال الله:( ما أَصْحابُ الشِّمالِ فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ ) إلى آخر الاية.

٦٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( وَأَصْحابُ الشِّمالِ ما أَصْحابُ الشِّمالِ ) قال: أصحاب الشمال أعداء آل محمد وأصحابه الذين والوهم( فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ ) قال: السموم اسم النار( وَحَمِيمٍ ) ماء قد حمى( وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ ) قال: ظلمة شديدة الحر لا بارد ولا كريم قال: ليس بطيب.

٦٤ ـ في تفسير العياشي عن محمد بن هاشم عمن أخبره عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قال له الأبرش الكلبي: بلغنا انك قلت في قول الله:( يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ ) انها تبدل خبزة فقال أبو جعفرعليه‌السلام : صدقوا تبدل الأرض خبزة نقية في الموقف يأكلون منها، فضحك الأبرش وقال: أما لهم شغل بما هم فيه عن أكل الخبز؟ فقال: ويحك أي المنزلتين هم أشد شغلا وأسوء حالا؟ إذا هم في الموقف أو في النار يعذبون؟ فقال: لا في النار، فقال ويحك وان الله يقول:( لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ فَمالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ فَشارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ ) قال: فسكت.

٦٥ ـ وفيه في خبر آخر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ ابن آدم خلق أجوف لا بد له من الطعام والشراب.

٦٦ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن القاسم بن

__________________

(١) بطر: تكبر.

٢٢٢

عروة عن عبد الله بن بكير عن زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: إنّ اللهعزوجل خلق ابن آدم أجوف لا بد له من الطعام والشراب، وهذا الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٦٧ ـ في روضة الواعظين للمفيدرحمه‌الله عن أبي عبد اللهعليه‌السلام عن جبرئيلعليه‌السلام حديث طويل يذكر فيه أحوال النار وفيه يقول مخاطبا لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ولو أنّ قطرة من الزقوم والضريع قطرت في شراب أهل الدنيا مات أهل الدنيا من نتنها.

٦٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ ) قال: من الزقوم، والهيم الإبل.

٦٩ ـ في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى محمد بن علي الكوفي بإسناد رفعه إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام انه قيل له: الرجل يشرب بنفس واحد؟ قال: لا بأس ؛ قلت: فان من قبلنا يقول ذلك شرب الهيم؟ فقال: انما شرب الهيم ما لم يذكر اسم الله عليه.

٧٠ ـ وباسناده إلى عثمان بن عيسى عن شيخ من أهل المدينة قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن رجل يشرب فلا يقطع حتى يروى؟ فقال: وهل اللذة إلّا ذاك؟ قلت: فإنهم يقولون: انه شرب إليهم؟ فقال: كذبوا انما شرب الهيم ما لم يذكر اسم الله عليه.

٧١ ـ وباسناده إلى عبد الله بن علي الحلبي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ثلاثة أنفاس في الشرب أفضل من نفس واحد في الشرب، وقال: كان يكره أنْ يشبه بالهيم قلت: وما إليهم قال: الرمل(١) وفي حديث آخر هي الإبل.

٧٢ ـ في محاسن البرقي عنه عن أبيه عن النضر بن سويد عن هشام عن سليمان بن خالد قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن الرجل يشرب بنفس واحد قال: يكره ذلك، ويقال: ذلك شرب الهيم، قلت: وما الهيم؟ قال: الإبل.

٧٣ ـ عنه عن ابن محبوب عن معاوية بن وهب عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته

__________________

(١) وفي المنقول عن بعض نسخ المصدر «الزمل» بالمعجمة وهو بمعنى الدابة.

٢٢٣

عن الشرب بنفس واحد فكرهه، وقال ذلك شرب الهيم، قلت: وما الهيم؟ قال: الإبل.

٧٤ ـ عنه عن ابن فضال عن غالب بن عيسى عن روح بن عبد الرحيم قال: كان أبو عبد اللهعليه‌السلام يكره أنْ يتشبه بالهيم، قال: وما الهيم؟ قال الكثيب(١) .

٧٥ ـ عن أبي أيوب المدائني عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام انه كان يكره أنْ يتشبه بالهيم، قلت: وما الهيم؟ قال: الرمل ٧٦ ـ في تهذيب الأحكام الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن هشام بن سالم عن سليمان بن خالد قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن الرجل يشرب بالنفس الواحد؟ قال: يكره ذلك وذلك شرب الهيم قال: وما الهيم؟ قال: الإبل.

٧٧ ـ عنه عن النضر بن عاصم بن حميد عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: ثلاثة أنفاس أفضل في الشرب من نفس واحد ؛ وكان يكره أنْ يتشبه بالهيم، وقال: الهيم النيب(٢) .

٧٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( هذا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ ) قال: هذا شرابهم يوم المجازاة.

٧٩ ـ في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن ابن بكير قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : إذا أردت أنْ تزرع زرعا فخذ قبضة من البذر واستقبل القبلة وقل:( أَفَرَأَيْتُمْ ما تَحْرُثُونَ أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ ) ثلاث مرات، ثمّ تقول: بل الله الزارع ثلاث مرات، ثمّ قل: أللّهم اجعله مباركا وارزقنا فيه السلامة ثمّ انشر القبضة التي في يدك في القراح(٣)

٨٠ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن ابن مسكان عن سدير قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: إنّ بني إسرائيل أتوا موسىعليه‌السلام فسألوه أنْ يسأل اللهعزوجل أنْ يمطر السماء عليهم إذا أرادوا ويحبسها إذا أرادوا فسأل اللهعزوجل : لهم ذلك فقال اللهعزوجل ذلك لهم، فأخبرهم موسى فحرثوا ولم يتركوا

__________________

(١) الكثيب: التل من الرمل.

(٢) النيب جمع الناب: الناقة المسنة.

(٣) القراح: الأرض التي ليس عليها بناء ولا فيها شجرة.

٢٢٤

شيئا إلّا زرعوه، ثم استنزلوا المطر على إرادتهم وحبسوه على إرادتهم، فصارت زروعهم كأنها الجبال والاجام(١) ثم حصدوا وداسوا وذروا فلم يجدوا شيئا، فضجوا إلى موسىعليه‌السلام وقالوا: انما سألناك أنْ تسأل الله أنْ يمطر السماء علينا إذا أردنا فأجابنا ثم صيرها علينا ضررا، فقال: يا ربِّ إنّ بني إسرائيل ضجوا مما صنعت بهم، فقال: وهم ذاك يا موسى؟ قال: سألونى أنْ أسألك أنْ تمطر السماء إذا أرادوا وتحسبها إذا أرادوا فأجبتهم ثمّ صيرتها ضررا فقال: يا موسى انا كنت المقدر لبني إسرائيل فلم يرضوا بتقديري فأجبتهم إلى إرادتهم فكان ما رأيت.

٨١ ـ محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن إبراهيم بن عقبة عن صالح بن علي بن عطية عن رجل ذكره قال: مر أبو عبد اللهعليه‌السلام بناس من الأنصار وهم يحرثون فقال لهم: احرثوا فان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: ينبت الله بالريح كما ينبت بالمطر قال: فحرثوا فجاءت زروعهم.

٨٢ ـ علي بن محمد رفعه قال: قال عليٌّعليه‌السلام :(٢) إذا غرست غرسا ونبتا فاقرأ على كل عود أو حبة: سبحانه الباعث الوارث، فانه لا يكاد يخطى إنْ شاء الله.

٨٣ ـ في مجمع البيان وروى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله انه قال: لا يقولن أحدكم زرعت وليقل: حرثت.

٨٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم:( أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ ) قال: من السحاب( نَحْنُ جَعَلْناها تَذْكِرَةً ) لنار يوم القيامة ومتاعا للمقوين قال: المحتاجين.

٨٥ ـ وفيه قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : إنّ ناركم هذه جزء من سبعين جزءا من نار جهنم، وقد أطفيت سبعين مرة بالماء ثم التهبت، ولو لا ذلك ما استطاع آدمي أنْ يطفيها، وانها ليؤتى بها يوم القيامة حتى توضع على النار فتصرخ صرخة لا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل إلّا جثى على ركبتيه(٣) فزعا من صرختها.

__________________

(١) الاجام جمع الاجمة: الشجر الكثير الملتف.

(٢) كذا في النسخ وتوافقها المصدر أيضا.

(٣) جثى على ركبتيه: جلس.

٢٢٥

٨٦ ـ فيمن لا يحضره الفقيه لـمّا أنزل الله سبحانه:( فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ) قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : اجعلوها في ركوعكم.

٨٧ ـ وروى عن جويرية بن مسهر في خبر رد الشمس على أمير المؤمنينعليه‌السلام ببابل انه قال: فالتفت إلى وقال: يا جويرية بن مسهر إنّ اللهعزوجل يقول:( فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ) وانى سألت اللهعزوجل باسمه العظيم فرد عليَّ الشمس.

٨٨ ـ في مجمع البيان فقد صح عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انه لـمّا نزلت هذه الآية فقال: اجعلوها في ركوعكم.

٨٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ ) قال: معناه فأقسم بمواقع النجوم.

٩٠ ـ في مجمع البيان وروى عن أبي جعفر وأبى عبد اللهعليهما‌السلام أنّ مواقع النجوم رجومها للشياطين، فكان المشركون يقسمون بها، فقال سبحانه: فلا اقسم بها.

٩١ ـ في الكافي علي بن إبراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ ) قال: كان أهل الجاهلية يحلفون بها، فقال اللهعزوجل :( فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ ) قال: عظم أمر من يحلف بها.

٩٢ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن إسماعيل بن مرار عن يونس عن بعض أصحابنا قال: سألته عن قول اللهعزوجل :( فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ ) قال: عظم اثم من يحلف بها.

٩٣ ـ في من لا يحضره الفقيه وروى عن المفضل بن عمر الجعفي قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول في قول اللهعزوجل :( فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ) يعنى به اليمين بالبرائة من الائمةعليهم‌السلام ، يحلف بها الرجل يقول: إنّ ذلك عند الله عظيم، وهذا الحديث في نوادر الحكمة «انتهى»

٩٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني أبي عن ابن أبي عمير عن عبدالرحيم القصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته عن( ن وَالْقَلَمِ ) قال: إنّ الله خلق القلم من

٢٢٦

شجرة في الجنة يقال لها الخلد، ثم قال النهر في الجنة: كن مدادا، فجمد النهر وكان أشد بياضا من الثلج وأحلى من الشهد، ثم قال للقلم: اكتب، قال: يا رب وما اكتب؟ قال: أكتب ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة فكتب القلم في رق أشد بياضا من الفضة وأصفى من الياقوت، ثم طواه فجعله في ركن العرش، ثم ختم على فم القلم فلم ينطق بعد ولا ينطق أبدا، فهو الكتاب المكنون الذي منه النسخ كلها أو لستم عربا؟ فكيف لا تعرفون معنى الكلام وأحدكم يقول لصاحبه: انسخ ذلك الكتاب؟ أو ليس انما ينسخ من كتاب آخر من الأصل؟ وهو قوله:( إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) .

٩٥ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسيرحمه‌الله لـمّا استخلف عمر سأل عليّاعليه‌السلام أنْ يدفع إليهم القرآن فيحرفوه فيما بينهم، فقال: يا أبا الحسن إنْ جئت بالقرآن الذي كنت جئت به إلى أبي بكر حتى يجتمع عليه فقالعليه‌السلام : هيهات ليس إلى ذلك سبيل، انما جئت به إلى أبي بكر لتقوم الحجة عليكم، ولا تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين، أو تقولوا ما جئتنا به، فانّ القرآن الذي عندي لا يمسّه إلّا المطهّرون، والأوصياء من ولدي، فقال عمر: فهل وقت لإظهاره معلوم؟ قال عليٌّعليه‌السلام : نعم إذا قام القائم من ولدي يظهره، ويحمل الناس عليه فتجرى السنة به.

٩٦ ـ في الاستبصار علي بن الحسن بن فضال عن جعفر بن محمد بن حكيم وجعفر بن محمد بن أبي الصباح جميعا عن إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي الحسنعليه‌السلام قال: المصحف لا تمسه على غير طهر، ولا جنبا ولا تمس خطه ولا تعلّقه إنّ الله تعالى يقول:( لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ ) .

٩٧ ـ في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن داود بن فرقد عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته عن التعويذ يعلّق على الحائض؟ قال: نعم لا بأس، قال: وقال: تقرء وتكتبه ولا تصيبه يدها.

٩٨ ـ في مجمع البيان( لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ ) وقيل: من الاحداث والجنايات وقال: لا يجوز للجنب والحائض والمحدث مس المصحف، عن محمد بن على

٢٢٧

الباقرعليه‌السلام وهو مذهب مالك والشافعي، فيكون خبرا بمعنى النهى، وعندنا أنّ الضمير يعود إلى القرآن، فلا يجوز لغير الطاهر مس كتابة القرآن.

٩٩ ـ وقرأ عليّعليه‌السلام وابن عباس ورويت عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وتجعلون شكركم.

١٠٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثنا محمد بن أحمد بن ثابت قال: حدّثنا الحسن بن محمد بن سماعة وأحمد بن الحسن القزاز جميعا عن صالح بن خالد عن ثابت بن شريح قال: حدّثني أبان بن تغلب عن عبد الأعلى التغلبي ولا أرانى إلّا وقد سمعته من عبد الأعلى قال: حدّثني أبو عبد الرحمان السلمي أنّ عليّاعليه‌السلام قرأ بهم الواقعة فقال: «تجعلون شكركم انكم تكذبون» فلما انصرف قال: إني قد عرفت انه سيقول قائل له من قرأ هكذا قراءتها، إني سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقرء كذلك وكانوا إذا امطروا قالوا أمطرنا بنوء كذا وكذا، فأنزل الله «وتجعلون شكركم انكم تكذبون».

١٠١ ـ حدّثنا علي بن الحسين عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن داود عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله:( وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ) فقال: بل هي «وتجعلون شكركم انكم تكذبون» وقال علي بن إبراهيم في قوله:( فَلَوْ لا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ) الآية يعنى النفس، قال: معناه فاذا( بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ ) ، إلى قوله:( غَيْرَ مَدِينِينَ ) قال: معناه فلو كنتم غير مجازين على أفعالكم ترجعونها يعنى به الروح إذا بلغت الحلقوم تردونها في البدن إنْ كنتم صادقين.

١٠٢ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن سليمان بن داود عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام قولهعزوجل :( فَلَوْ لا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ وَأَنْتُمْ ) إلى قوله:( إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ) فقال: انها إذا بلغت الحلقوم ثم أرى منزله من الجنة، فيقول: ردوني إلى الدنيا حتى أخبر أهلى بما أرى، فيقال له: ليس إلى ذلك سبيل ،

٢٢٨

١٠٣ ـ في أمالي الصدوقرحمه‌الله باسناده إلى موسى بن جعفر عن أبيه الصادق جعفر بن محمدعليهما‌السلام انه قال: إذا مات المؤمن شيعه سبعون ألف ملك إلى قبره، فاذا أدخل قبره أتاه منكر ونكير فيقعدانه ويقولان له: من ربك وما دينك ومن نبيك؟ فيقول: ربي الله ومحمد نبيي والإسلام ديني، فيفسحان له في قبره مد بصره، ويأتيانه بالطعام من الجنة ؛ ويدخلان عليه الروح والريحان، وذلك قول اللهعزوجل :( فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ ) يعنى في قبره وجنة نعيم يعنى في الاخرة.

١٠٤ ـ وباسناده إلى الصادق جعفر بن محمدعليه‌السلام قال: نزلت هاتان الآيتان في أهل ولايتنا وأهل عداوتنا( فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ ) يعنى في قبره( وَجَنَّةُ نَعِيمٍ ) يعنى في الاخرة.

١٠٥ ـ في مجمع البيان قرأ يعقوب «فروح» بضم الراء وهو قراءة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وأبى جعفر الباقرعليه‌السلام .

١٠٦ ـ في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن عمرو بن عثمان وعدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر والحسن بن علي جميعا عن أبي جميلة مفضل بن صالح عن جابر عن عبد الأعلى وعلي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن إبراهيم بن عبد الأعلى عن سويد بن غفلة قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : إنّ ابن آدم إذا كان في آخر يوم من أيام الدنيا وأوّل يوم من أيام الاخرة مُثّل له ماله وولده وعمله، فيلتفت إلى عمله فيقول: والله إني كنت فيك لزاهد ؛ وانْ كنت عليَّ لثقيلان، فما ذا عندك؟ فيقول: أنا قرينك في قبرك ويوم نشرك حتى أعرض أنا وأنت على ربك قال: فان كان الله وليا أتاه أطيب الناس ريحا وأحسنهم منظرا وأحسنهم رياشا، فيقول: أبشر بروح و( رَيْحانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ ) ، ومقدمك خير مقدم، فيقول له: من أنت؟ فيقول: أنا عملك الصالح ارتحل من الدنيا إلى الجنة.

١٠٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم أخبرنا أحمد بن إدريس قال: حدّثنا أحمد بن محمد عن محمد بن أبي عمير عن إسحق بن عبد العزيز عن أبي بصير قال: سمعت

٢٢٩

أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول:( فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ ) في قبره( وَجَنَّةُ نَعِيمٍ ) في الاخرة.

١٠٨ ـ وفيه وقوله: فأمّا إنْ كان من أصحاب اليمين يعنى من كان من أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام ( فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ ) أنْ لا يعذبوا.

١٠٩ ـ في روضة الكافي الحسين بن محمد عن محمد بن أحمد النهدي عن معاوية بن حكيم عن بعض رجاله عن عنبسة بن بجاد عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ ) فقال علىٌّعليه‌السلام : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لعليٍّعليه‌السلام : هم شيعتك فسلم ولدك منهم أنْ يقتلوهم.

١١٠ ـ في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم بن إسحاق عن عبد الرزاق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن أبي جعفرعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : وأنزل في الواقعة:( وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ ) فهؤلاء مشركون.

١١١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ ) في أعداء آل محمد.

١١٢ ـ وفيه متصل بآخر ما نقلنا عنه اولا أعنى قوله في الاخرة:( وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ ) في قبره( وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ ) في الآخرة.

١١٣ ـ في أمالي الصدوقرحمه‌الله متصل بآخر ما نقلنا عنه سابقا أعنى قولهعليه‌السلام : يعنى في الاخرة ثم قالعليه‌السلام : إذا مات الكافر شيعة سبعون ألفا من الزبانية إلى قبره، وانه ليناشد حامليه بقول يسمعه كل شيء إلّا الثقلان، ويقول:( لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ ) المؤمنين، ويقول:( رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ ) فتجيبه الزبانية:( كَلَّا إِنَّها كَلِمَةٌ ) أنت قائلها» ويناديهم ملك: لو ردوا لعادوا لـما نهى عنه فاذا أدخل قبره وفارقه الناس أتاه منكر ونكير في أهول صورة، فيقيمانه ثم يقولان له: من ربك وما دينك ومن نبيك؟ فيتلجلج لسانه ولا يقدر على الجواب، فيضربانه

٢٣٠

ضربة من عذاب الله يذعر لها كل شيء، ثم يقولان له: من ربك وما دينك ومن نبيك؟ فيقول: لا أدرى فيقولان له: لا دريت ولا هديت ولا أفلحت، ثم يفتحان له بابا إلى النار وينزلان إليه الحميم من جهنم وذلك قول الله جل جلاله:( وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ ) يعنى في القبر( وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ ) يعنى في الاخرة.

١١٤ ـ وفيه أيضا متصل بآخر ما نقلنا عنه بعد ذلك أعنى قوله: يعنى في الاخرة باسناده إلى الصادقعليه‌السلام قال:( وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ ) يعنى في قبره( وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ ) يعنى في الاخرة.

١١٥ ـ في الكافي متصل بآخر ما نقلنا عنه سابقا أعنى قوله: ارتحل من الدنيا إلى الجنة وإذا كان لربه عدوا فانه يأتيه أقبح من خلق الله زيا ورؤيا وأنتنه ريحا فيقول له: أبشر بنزل من حميم وتصلية جحيم، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١١٦ ـ في نهج البلاغة قالعليه‌السلام : حتى انصرف المشيع ورجع المتفجع أقعد في حفرته نجيا لبهتة السؤال وعثرة الامتحان، وأعظم ما هنالك بلية نزول الحميم وتصلية جحيم وفورات السعير وسورات الزفير ولا دعة مزيحة ولا قوة حاجزة ولا موتة ناجزة ولا سنة مسلية بين أطوار الموتات وعذاب الساعات(١)

__________________

(١) الحميم: الماء الحار. وتصلية النار تسخينها. والسورة: الحدة والشدة. وزفر النار: تسمع لتوقدها صوت. والدعة: السعة في العيش والسكون. والازاحة، الازالة والسنة: النوم الخفيف وهو النعاس. والمراد بالموتات في قوله (عليه السلام)«أطوار الموتات» الآلام العظيمة لان العرب تسمى المشقة العظيمة موتا كما قال الشاعر «انما الميت ميت الأحياء» أو كما قال في الفارسية :

«زندگى كردن من مردن تدريجي بود

هر چه جان كند تنم عمر حسابش كردم»

فلا ينافي قوله (عليه السلام)«ولا موتة ناجزة» فان المراد به الحقيقة.

٢٣١

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قرأ سورة الحديد والمجادلة في صلوة فريضة أدمنها لم يعذبه الله حتى يموت أبدا ولا يرى في نفسه ولا أهله سوءا أبدا ولا خصاصة في بدنه.

٢ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: وقال: من قرأ سورة الحديد كتب من الذين آمنوا بالله ورسله.

٣ ـ العرباض بن سارية قال: إنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يقرأ المسبحات قبل أنْ يرقد ويقول: إنّ فيهن آية أفضل من ألف آية.

٤ ـ وروى عمرو بن شمر عن الجابر الجعفي عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: من قرء المسبحات كلها قبل أنْ ينام لم يمت حتى يدرك القائم، وان مات كان في جوار رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

٥ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن عاصم بن حميد قال: سئل عليّ بن الحسينعليهما‌السلام عن التوحيد فقال: إنّ اللهعزوجل علم أنه يكون في آخر الزمان أقوام متعمقون فأنزل الله تعالى:( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) والآيات من سورة الحديد إلى قوله:( عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ ) فمن رام وراء ذلك فقد هلك.

٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) قال: هو قوله: أعطيت جوامع الكلام وقوله: هو الاول قال: أي قبل كل شيء والاخر قال: يبقى بعد كل شيء( وَهُوَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ ) قال: بالضماير.

٧ ـ في أصول الكافي أحمد بن إدريس عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى عن فضيل بن عثمان عن ابن أبي يعفور قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام

٢٣٢

عن قول اللهعزوجل :( هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ ) وقلنا: أمّا الاول فقد عرفناه وأمّا الاخر فبين لنا تفسيره، فقال: انه ليس شيء إلّا يبدأ ويتغير أو يدخله التغير والزوال، وينتقل من لون إلى لون، ومن هيئة إلى هيئة، ومن صفة إلى صفة ومن زيادة إلى نقصان، ومن نقصان إلى زيادة إلّا رب العالمين فانه لم يزل ولا يزال بحالة واحدة، هو الاول قبل كل شيء وهو الاخر على ما لم يزل ولا تختلف عليه الصفات والأسماء كما تختلف على غيره مثل الإنسان الذي يكون ترابا مرة ومرة لحما ودما ومرة رفاتا ورميما، وكالبسر الذي يكون مرة بلحا ومرة بسرا ومرة رطبا ومرة تمرا(١) فتتبدل عليه الأسماء والصفات ؛ واللهعزوجل بخلاف ذلك.

٨ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن محمد بن حكيم عن ميمون البان قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام وقد سئل عن الاول والاخر فقال: الاول لا عن أول قبله وعن بدء سبقه، وآخر لا عن نهاية، كما يعقل من صفة المخلوقين ولكن قديم أول قديم، آخر، لم يزل ولا يزول بلا مدى ولا نهاية، لا يقع عليه الحدوث ولا يحول من حال إلى حال، خالق كل شيء.

٩ ـ علي بن محمد مرسلا عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام قال: قال: اعلم علمك الله الخير إنّ الله تبارك وتعالى قديم والقدم صفته التي دلت العاقل على انه لا شيء قبله ولا شيء قبله ولا شيء معه في ديموميته، فقد بان لنا بإقرار العامة معجزة الصفة انه لا شيء قبل الله ولا شيء مع الله في بقائه، وبطل قول من زعم انه كان قبله أو كان معه شيء، وذلك انه لو كان معه شيء في بقائه لم يجز أنْ يكون خالقا له لأنه لم يزل معه، فكيف يكون خالقا لمن لم يزل معه، ولو كان قبله شيء كان الاول ذلك الشيء لا هذا، وكان الاول اولى بأن يكون خالقا للأول.

١٠ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه رفعه قال: اجتمعت

__________________

(١) قال الجوهري: البسر أوله طلع، ثم خلال، ثم بلح، ثم بسر، ثم رطب، ثم تمر.

٢٣٣

اليهود إلى رأس الجالوت فقالوا له: إنّ هذا الرجل عالم يعنون أمير المؤمنين فانطلق بنا إليه نسأله فأتوه فقيل لهم: هو في القصر فانتظروه حتى خرج، فقال له رأس الجالوت: جئناك نسألك قال: سل يا يهودي عما بدا لك، فقال: أسئلك عن ربك متى كان؟ فقال: كان بلا كينونية، كان بلا كيف، كان لم يزل بلا كم وبلا كيف، كان ليس له قبل، هو قبل القبل بلا قبل، ولا غاية ولا منتهى انقطعت عنه الغاية، وهو غاية كل غاية، فقال رأس الجالوت: امضوا بنا فهو أعلم مما يقال فيه.

١١ ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبي الحسن الموصلي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: جاء حبر من الأحبار إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام فقال: يا أمير ـ المؤمنين متى كان ربك؟ فقال له: ثكلتك أمك ومتى لم يكن حتى متى كان؟ كان ربي قبل القبل بلا قبل وبعد البعد بلا بعد، ولا غاية ولا منتهى لغايته، انقطعت الغايات عنده فهو منتهى كل غاية، فقال: يا أمير المؤمنين أفنبي أنت؟ فقال: ويلك انما أنا عبد من عبيد محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله .

١٢ ـ وروى انه سئلعليه‌السلام أين كان ربنا قبل أنْ يخلق سماء أو أرضا؟ فقالعليه‌السلام :أين سؤال عن مكان، وكان الله ولا مكان.

١٣ ـ علي بن محمد عن سهل بن زياد عن عمرو بن عثمان عن محمد بن يحيى عن محمد بن سماعة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال رأس الجالوت لليهود: إنّ المسلمين يزعمون أنّ عليّا من أجدل الناس(١) وأعلمهم، اذهبوا بنا إليه لعلّي أسأله عن مسألة وأخطّئه فيها، فأتاه فقال له: يا أمير المؤمنين إني أريد أنْ أسئلك عن مسألة قال: سل عما شئت، قال: متى كان ربنا؟ قال له: يا يهودي انما يقال متى كان لمن لم يكن فكان متى كان، هو كائن بلا كينونة كائن، كان بلا كيف يكون، بلى يا يهودي ثمّ بلى يا يهودي كيف يكون له قبل؟ هو قبل القبل بلا غاية ولا منتهى غاية ولا غاية إليها، انقطعت الغايات عنده، هو غاية كل غاية، فقال: أشهد أنّ دينك الحق وأنّ من خالفه باطل.

__________________

(١) أي أقواهم في المخاصمة والمناظرة وأعرفهم بالمعارف اليقينية.

٢٣٤

١٤ ـ علي بن محمد رفعه عن زرارة قال: قلت لأبي جعفرعليه‌السلام : أكان الله ولا شيء؟ قال: نعم كان ولا شيء، قلت: فأين كان يكون؟ قال: وكان متكئا فاستوى جالسا وقال: أحلت(١) يا زرارة وسألت عن المكان إذ لا مكان.

١٥ ـ علي بن محمد مرسلا عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام قال: قال: اعلم علمك الله الخير إنّ الله تبارك وتعالى قديم إلى قوله: وأمّا الظاهر فليس من أجل انه علا الأشياء بركوب فوقها وقعود عليها، وتسنم لذراها(٢) ولكن ذلك لقهره ولغلبته الأشياء وقدرته عليها، كقول الرجل ظهرت على أعدائى وأظهرنى الله على خصمي يخبر عن الفلج والغلبة، فهكذا ظهور الله على الأشياء، ووجه آخر انه الظاهر لمن أراده، ولا يخفى عليه شيء ؛ وانه مدبر لكل ما برأ قال: فأى ظاهر أظهر وأوضح من الله تبارك وتعالى، لأنك لا تعدم صنعته حيثما توجهت، وفيك من آثاره ما يغنيك ؛ والظاهر منا البارز لنفسه والمعلوم بحده، فقد جمعنا الاسم ولم يجمعنا المعنى، وأمّا الباطن فليس على معنى الاستبطان للأشياء بأن يغور فيها، ولكن ذلك منه على استبطانه للأشياء علما وحفظا وتدبيرا، كقول القائل: أبطنته يعنى خبرته، وعلمت مكتوم سره، والباطن منا الغائب في الشيء المستتر، وقد جمعنا الاسم واختلف المعنى.

١٦ ـ وفيه خطبة مروية عن أمير المؤمنينعليه‌السلام وفيها: الاول قبل كل شيء ولا قبل له ؛ والاخر بعد كل شيء ولا بعد له. الظاهر عل كل شيء بالقهر له.

وفيها: الذي بطن من خفيات الأمور وظهر في العقول بما يرى في خلقه، من علامات التدبير.

وفيها الذي ليست لا وليته نهاية، ولا لآخريته حد ولا غاية.

١٧ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى أبي هاشم الجعفري قال: كنت عند أبي جعفر الثانيعليه‌السلام فسأله رجل فقال: أخبرنى عن الرب تبارك وتعالى أله أسماء

__________________

(١) أي تكلمت بالمحال.

(٢) الذري جمع الذروة: المكان المرتفع. وتسنم الشيء: علاه وركبه.

٢٣٥

وصفات في كتابه؟ وأسماؤه وصفاته هي هو؟ فقال أبو جعفرعليه‌السلام : أنّ لهذا الكلام وجهين إنْ كنت تقول: هي هو انه ذو عدد وكثرة، فتعالى الله عن ذلك، وان كنت تقول: لم تزل هذه الصفات والأسماء، فان «لم تزل» يحتمل معنيين، قال: قلت: لم تزل عنده في علمه وهو مستحقها فنعم، وان كنت تقول: لم يزل تصويرها وهجائها وتقطيع حروفها فمعاذ الله أنْ يكون معه شيء غيره، بل كان الله ولا خلق، ثم خلقها وسيلة بينه وبين خلقه يتضرعون بها إليه ويعبدونه، فهي ذكره وكان الله ولا ذكر والمذكور بالذكر هو الله القديم الذي لم يزل، والأسماء والصفات مخلوقات المعاني، والمعنى بها هو الله الذي لا يليق به الاختلاف والائتلاف، وإذا أفنى الله الأشياء أفنى الصور والهجاء، ولا ينقطع ولا يزال من لم يزل عالما، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٨ ـ وباسناده إلى أبي بصير عن أبي جعفرعليه‌السلام حديث طويل يذكر فيه صفة الرب جل جلاله وفيه: كان أو لا بلا كيف، ويكون آخرا بلا اين.

١٩ ـ وفيه عن الرضاعليه‌السلام كلام طويل في التوحيد وفيه: الباطن لا باجتنان،(١) الظاهر لا بمجاز.

٢٠ ـ وباسناده إلى عبد الله بن جرير العبدي عن جعفر بن محمّدعليهما‌السلام انه كان يقول: الحمد لله الذي كان قبل أنْ يكون كان، لم يوجد لوصفه كان بل كان أو لا كائنا لم يكونه مكون جل ثناؤه ؛ بل كون الأشياء قبل كونها، وكانت كما كونها علم ما كان وما هو كائن، كان إذ لم يكن شيء ولم ينطق فيه ناطق فكان إذ لا كان.

٢١ ـ وباسناده إلى ابن أبي عمير عن موسى بن جعفرعليه‌السلام حديث طويل وفيه: وهو الاول الذي لا شيء قبله، والاخر الذي لا شيء بعده.

٢٢ ـ وفيه خطبة لعليٍّعليه‌السلام يقول فيها: الذي ليست له في أوليته نهاية، ولا في آخريته حد ولا غاية الذي لم يسبقه وقت، ولم يتقدمه زمان، الاول قبل كل

__________________

(١) الاجتناب بمعنى الاستتار.

٢٣٦

شيء والاخر بعد كل شيء، الظاهر على كل شيء بالقهر له.

٢٣ ـ وفيه خطبة لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وفيها: الحمد لله الذي كان في أوليته وحدانيا، وفي أزليته متعظما بالالهية، وهو الكينون أو لا والديموم أبدا.

٢٤ ـ وفيه خطبة للحسن بن عليعليهما‌السلام وفيها: الحمد لله الذي لم يكن فيه أول معلوم. ولا آخر متناه، ولا قبل مدرك ولا بعد محدود، فلا تدرك العقول أوهامها ولا الفكر وخطراتها ولا الألباب وأذهانها صفته، فتقول: متى ولا بدئ مما، ولا ظاهر على ما، ولا باطن فيما.

٢٥ ـ وباسناده إلى علي بن مهزيار قال: كتب أبو جعفرعليه‌السلام إلى رجل بخطه وقراءته في دعاء كتب أنْ يقول: يا ذا الذي كان قبل كل شيء ثم خلق كل شيء ثم يبقى ويفنى كل شيء.

٢٦ ـ وفيه خطبة لعليٍّعليه‌السلام يقول فيها: وهو البدء الذي لم يكن شيء قبله والاخر الذي ليس شيء بعده.

٢٧ ـ وفيه حديث طويل عن عليٍّعليه‌السلام وفيه: سبق الأوقات كونه، والعدم وجوده والابتداء، أزله، ظاهر لا بتأويل المباشرة.

٢٨ ـ وباسناده إلى عبد الرحيم القصير قال: كتب إلى أبو عبد اللهعليه‌السلام على يدي عبد الملك بن أعين: كان اللهعزوجل ولا شيء غير الله، معروف ولا مجهول، كان اللهعزوجل ولا متكلم ولا متحرك ولا مريد ولا فاعل، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٩ ـ وباسناده إلى جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: إنّ الله تبارك وتعالى كان ولا شيء غيره والحديث طويل.

٣٠ ـ وفيه خطبة لعليٍّعليه‌السلام وفيها: إنْ قيل كان فعلى تأويل أزلية الوجود، وإنْ قيل: لم يزل فعلى تأويل نفى العدم.

٣١ ـ في نهج البلاغة وكل ظاهر غيره غير باطن: وكل باطن غيره غير ظاهر.

٢٣٧

٣٢ ـ وفيه: الاول الذي لم يكن له قبل فيكون شيء قبله، والاخر الذي ليس له بعد فيكون شيء بعده.

٣٣ ـ وفيه: الحمد لله الاول فلا شيء قبله، والاخر فلا شيء بعده، والظاهر فلا شيء فوقه ؛ والباطن فلا شيء دونه.

٣٤ ـ وفيه: الاول قبل كل أول، والاخر بعد كل آخر، بأوليته وجب أنْ لا أوّل له، وبآخريته وجب أنْ لا آخر له.

٣٥ ـ وفيه: والظاهر لا برؤية، والباطن لا بلطافة.

٣٦ ـ وفيه: هو الاول لم يزل، الظاهر لا يقال مما ؛ والباطن لا يقال فيما.

٣٧ ـ وفيه: لم يزل اولا قبل الأشياء بلا اولية، وآخرا بعد الأشياء بلا نهاية.

قال عز من قائل:( وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) .

٣٨ ـ في كتاب التوحيد خطبة لعليٍّعليه‌السلام وفيها: أحاط بالأشياء علما قبل كونها. فلم يزده بكونها علما علمه بها قبل أنْ يكون كعلمه بعد تكوينها.

٣٩ ـ وباسناده إلى منصور بن حازم قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام هل يكون اليوم شيء لم يكن في علم الله بالأمس؟ قال: لا من قال هذا فأخزاه الله، قال: قلت: أرايت ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة أليس في علم الله؟ قال: بلى قبل أنْ يخلق الخلق.

٤٠ ـ وفيه عن العالمعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : بالعلم علم الأشياء قبل كونها.

٤١ ـ وباسناده إلى أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله يقول: لم يزل اللهعزوجل ربنا، والعلم ذاته ولا معلوم، فلما أحدث الأشياء وقع العلم منه على المعلوم، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤٢ ـ وباسناده إلى أبان بن عثمان الأحمر قال: قلت للصادق جعفر بن محمّدعليهما‌السلام : أخبرني عن الله تبارك وتعالى لم يزل سميعا بصيرا عليما قادرا! قال: نعم فقلت له: إنّ رجلا ينتحل(١) موالاتكم أهل البيت يقول: إنّ الله تبارك

__________________

(١) انتحل القول: ادعاه لنفسه وهو لغيره.

٢٣٨

لم يزل سميعا بسمع وبصيرا ببصر وعليما بعلم وقادرا بقدرة؟ فغضبعليه‌السلام ثم قال: من قال ذلك ودان به فهو مشرك، وليس من ولايتنا على شيء، إنّ الله تبارك وتعالى ذات علامة سميعة بصيرة قادرة.

٤٣ ـ وباسناده إلى محمد بن مسلم عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: سمعته يقول: كان الله ولا شيء غيره، ولم يزل عالما بما كون، فعلمه به قبل كونه كعلمه به بعد ما كونه.

٤٤ ـ وباسناده إلى أيوب بن نوح انه كتب إلى أبي الحسنعليه‌السلام يسأله عن اللهعزوجل أكان يعلم الأشياء قبل أنْ يخلق الأشياء وكونها أو لم يعلم ذلك حتى خلقها وأراد خلقها وتكوينها، فعلم ما خلق عند ما خلق، وما كون عند ما كون؟ فوقععليه‌السلام بخطه: لم يزل الله عالما بالأشياء قبل أنْ يخلق الأشياء كعلمه بالأشياء بعد ما خلق الأشياء.

٤٥ ـ وباسناده إلى منصور بن حازم قال: سألته يعنى أبا عبد اللهعليه‌السلام هل يكون اليوم شيء لم يكن في علم اللهعزوجل ؟ قال: لا بل كان في علمه قبل أنْ ينشئ السموات والأرض.

٤٦ ـ وباسناده إلى عبد الأعلى عن العبد الصالح موسى بن جعفرعليه‌السلام قال: علم الله لا يوصف الله منه بأين، ولا يوصف العلم من الله بكيف، ولا يفرد العلم من الله، ولا يبان الله منه، وليس بين الله وبين علمه حد.

٤٧ ـ وفيه خطبة لعليٍّعليه‌السلام وفيها: وعلمها لا بأداة لا يكون العلم إلّا بها ؛ وليس بينه وبين معلومه علم غيره.

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: قولهعزوجل :( هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ ) قد تقدم بيانه في مواضعه.

٤٨ ـ في عيون الأخبار باسناده إلى الحسين بن زيد قال: سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد الصادقعليه‌السلام يقول: يخرج رجل من ولد إبني موسى، اسمه اسم أمير المؤمنينعليه‌السلام إلى أرض طوس وهي بخراسان، يقتل فيها بالسم، فيدفن فيها

٢٣٩

غريبا، من زرارة عارفا بحقه أعطاه اللهعزوجل أجر من أنفق من قبل الفتح وقاتل.

٤٩ ـ في أصول الكافي أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن أبي المغراء عن إسحاق بن عمار عن أبي إبراهيمعليه‌السلام قال: سألته عن قول اللهعزوجل :( مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ ) . قال: نزلت في صلة الامام.

٥٠ ـ وباسناده إلى معاذ صاحب الاكسية قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: إنّ الله لم يسأل خلقه ما في أيديهم قرضا من حاجة به إلى ذلك، وما كان لله من حق فانما هو لوليه.

٥١ ـ في كتاب الخصال عن عبد الله بن سنان قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال الله تعالى: إني أعطيت الدنيا بين عبادي فيضاعفه فمن أقرضني قرضا أعطيته بكل واحدة منهن عشرا إلى سبعمائة ضعف، وما شئت من ذلك، الحديث.

٥٢ ـ عن أبي حمزة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: إنّ الله تبارك وتعالى يقول: ابن آدم تطولت عليك بثلاث: سترت عليك ما لو يعلم به أهلك ما واروك(١) وأوسعت عليك فاستقرضت منك فلم تقدم خيرا الحديث.

٥٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قال الصادقعليه‌السلام : على باب الجنة مكتوب: القرض بثمانية عشر، والصدقة بعشرة، وذلك أنّ القرض لا يكون إلّا لمحتاج، والصدقة ربما وقعت في يد غير المحتاج.

٥٤ ـ في روضة الكافي محمد بن أحمد عن عبد الله بن الصلت عن يونس وعن عبد العزيز بن المهتدى عن رجل عن أبي الحسن الماضيعليه‌السلام في قوله تعالى:( مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ ) قال: صلة الامام في دولة الفساق.

٥٥ ـ في نهج البلاغة واتقوا أموالكم وخذوا من أجسادكم تجودوا بها

__________________

(١) وارى الشيء: أخفاه.

٢٤٠